17 16بل ُت�ْؤ ِثرون � -أيها النا�س -زين َة الحياة الدنيا
على ا آلخرة ،والآخر ُة �أف�ضل في نف�سها و�أد َوم.
� 19 18إ ّن ما ُذكر من ال َّتزهيد في الدنيا والترغيب
في ا آلخرة ثاب ٌت في �صحف إ�براهيم ومو�سى و�سائر
الكتب المنزلة على الر�سل ِم ْن َقبلك يا محمد.
ولأعدائه من الجحيم نظ َر اعتبار �إلى الإبل كيف ُخلق ْت 1قد �أتاك -يا محمد -حدي ُث القيامة التي َت ْغ�شى
خلق ًا دا ّ ًل على كمال قدرة خالقها و ُح�سن تدبيره ،و إ�لى النا�س ب�شدائدها و ُتلب�سهم أ�هوا َلها.
ال�سماء كيف ُرفعت هذا الرفع العظيم من غير ع َمد،
و إ�لى الجبال كيف ُجعلت ثابت ًة را�سي ًة لئلا َتيد الأر�ُض 5 - 2وجو ُه الكفار يو َم تغ�شاهم ذليل ٌة ِلـ َما
ب�أهلها ،و�إلى ا ألر�ض كيف ُب�سطت ،في�ستدلوا بذلك اعترى أ��صحا َبها من الهوان والخزي ،عامل ٌة مجهد ٌة في
على كمال قدرة الله تعالى ويعلموا أ�نه لا ُيعجزه �شي ٌء النار بج ِّر ال�سلا�سل والأغلال ،تقا�سي ناراً قد حمي ْت
وا�شت َّد ح ُّرهاُ ،ت�سقى ِم ْن عين بلغت الغاي َة في �شدة
�أراد ِفعله؟
الحرارة.
22 21فذ ِّكر -يا محمد -النا� َس بما �ُأر�سل َت به
�إليهم ،وما عليك إ�ذا لم يتف ّكروا ولم ي َّذكروا� ،إنما عليك 7 6لي�س أل�صحاب هذه الوجوه طعام �إلا من
نبا ٍت خبي ٍث كثي ِر ال�شوك ،لا يح�صل به مق�صو ٌد ولا
البلاغ ،ول�س َت بج ّبار تحملهم على ما تريد.
يندفع به محذور.
26 - 23لك ْن َم ْن �أعر�َض عن الإيمان وكفر بالقر�آن
فيع ّذبه الله في الآخرة بالخلود في النار ،ولا عذا َب �أعظ َم 9 8وجو ُه الم�ؤمنين يومئ ٍذ ذا ُت بهجة ون�ضارة،
ولا أ��ش َّد من هذا العذاب .إ� ّن �إلينا رجو َعهم بعد الموت، را�ضي ٌة بعملها لـ ّما ر�أ ْت ثوابه.
ثم �إ ّن علينا ح�سا َبهم على أ�عمالهم ،فنجازيهم بها. 11 10أ��صحا ُبها في ب�ساتين عالية المح ِّل وال َق ْدر،
لا ُت�سمع في تلك الب�ساتين كلم ُة َل ْغو ولا َه َذيان.
592
16 - 12فيها عين يجري ما ؤ�ها ولا ينقطع ،فيها
�ُ ُس ٌر مرفوع ٌة ذات ًا و َق ْدراً ومح ّ ًل ،و أ�واني �شر ٍب مع ّدة لمن
أ�رادها ،وو�سائد م�صفو ٌف بع�ضها إ�لى بع�ض ،و ُب ُ�س ٌط
فاخر ٌة كثيرة مفرو�ش ٌة ،هنا وهناك.
20 - 17أ�فلا ينظر ه�ؤلاء الكفار المنكرون ل ُقدرة
الله على البعث ،ولما أ�ع ّده الله لأوليائه من النعيم
14 - 10وكيف فعل ر ُّبك �أي�ض ًا بفرعون ذي
ا ألوتاد� ،أي الجنود الكثيرة التي تث ِّب ُت ُملكه؟ تج َّب ه�ؤلاء
كلهم -عاد وثمود وفرعون وجنوده -في البلاد،
ف أ�كثروا فيها الف�ساد بالكفر والظلم ،ف أ�نزل الله على ك ِّل
طائفة من تلك الطوائف الطاغية الفا�سدة عذاب ًا �شديداً
ق�ضى عليهم وا�ست أ��صلهم! �إ ّن ربك ير�صد �أعمال عباده،
فلا يفوته �شيء منها ليجازيهم عليها.
15ف أ� ّما ا إلن�سان �إذا ما امتحنه ر ُّبه بالنعمة ،ف أ�كرمه
بالمال ون ّعمه بما و�ّسع عليه ،فيقول :ربي أ�كرمني بما
�أعطاني من المال والنعمة.
16و�أ ّما �إذا ما امتحنه ف�ض ّيق عليه رز َقه وجعله بقدر ُ 5 - 1أ�ق ِ�سم بالفجر -وهو فجر ال�صبح الطالع
كفايته ،فيقول :ربي �أ َذ َّلني بالفقر. كل يوم -وبالليالي الع�شر الأُ َول من ذي الح َّجة ،و ِب َز ْوج
ك ّل الأ�شياء و َف ْر ِدها ،وبالليل إ�ذا م�ضى وذهب -وفيما
20 - 17ك ّل ،لي�س الإكرا ُم والإهان ُة في ك ْثة أ�ق�سم ُت به ق َ�س ٌم مقنع لذي عقل :-ل ُيع َّذب ّن الذين كفروا
المال و ِق َّلته كما يعتقدون ،بل ا إلكرا ُم في التوفيق للطاعة
وا إلهان ُة في الخذلان ،وقد فعلوا أ��سو َ�أ ِم ْن قولهم هذا، بالله و�أنكروا البعث.
وهو أ�نهم لا يكرمون اليتيم بال ِ ِّب والنفقة ،ولا يطعمون
الم�سكين ولا ي أ�مرون ب�إطعامه ،وي�أكلون الميراث �أكل ًا 8 - 6أ�لم تعلم -يا محمد -كيف ع ّذب ر ُّبك
عاداً ِ�س ْبط إ�رم ذات ا ألج�سام الطويلة ك�أنها أ�عمدة ،التي
يجمعون فيه بين ن�صيبهم ون�صيب غيرهم من الن�ساء
لم ُيخلق مثلها في القوة والـ َم َنعة؟
وال�صبيان ظلم ًا ،ويحبون المال ح ّب ًا �شديداً مع حر�ٍص
و�َش ٍه. 9وكيف فعل ر ُّبك بثمود قوم �صالح ،الذين قطعوا
�صخور الجبال بالوادي� -أي وادي ال ُقرى -ونحتوا
23 - 21ف ْليرتدعوا عن ذلك .ف إ�ذا ُد ّكت ا ألر�ُض
د ّك ًا بعد د ٍّك و ُزلزلت حتى ينهدم كل بناء عليها وينعدم، فيها بيوتهم؟
وجاء ربك -مجيئ ًا يليق بذاته -لف�صل الق�ضاء بين خلقه،
وجاءت الملائكة �صفوف ًا �صف ًا بعد �صف ،وجيء يومئ ٍذ
بجهنم :يومئ ٍذ يتذكر الكافر ما ف ّرط فيه ولا ينفعه تذ ُّك ُره
ذلك .
593
24يقول :يا ليتني ق ّدمت ا ألعمال ال�صالحة في الحياة
الفانية لحياتي الباقية.
26 25فيومئ ٍذ لا يع ِّذب كعذاب الله �أَح ٌد � -أي
مما كان ُيقدر عليه في الدنيا -ولا يو ِثق في ال�سلا�سل
وا ألغلال ك َوثاقه �َأح ٌد.
28 27يا أ�يتها النف�س المطمئن ُة بذكر الله ،الثابت ُة
على الحق الدائر ُة معه ،ارجعي �إلى ثواب ربك را�ضي ًة
من الله بما �أوتي ِت ،مر�ضي ًة عند الله بما عمل ِت ،فادخلي
في جملة عبادي ال�صالحين ،وادخلي جنتي معهم.
التي يلقاها في الآخرة -وما أ�علمك ما العقبة! وما ُيعين ُ� 4 - 1أق ِ�سم بهذا البلد الحرام الذي �أنت فيه
على تجاوزها� ،إنه :ف ُّك رقب ٍة من ال ِّرق ب�أن يعتقها ،أ�و لكرامتك عل ّي وح ِّبي لك ،و أ�ُق�سم بوالد الب�شر �آدم -عليه
إ�طعا ٌم في يوم ذي مجاع ٍة يتيم ًا ذا قراب ٍة� ،أو م�سكين ًا ك�أنه ال�سلام -وما تنا�سل منه من الولد :لقد خلقنا ا إلن�سان
ل�صق بتراب ا ألر�ض ِل�ش ّدة حاجته وفقره. وهو في تعب وم�شقة ،فلا يزال يقا�سي ال�شدائد.
20 - 17ثم كان -قبل هذا وبعده -من الذين
آ�منوا وو ّ�صى بع ُ�ضهم بع�ض ًا بال�صبر على أ�داء الفرائ�ض � 5أيظ ُّن الإن�سا ُن الكافر �أ ْن لن يقدر على َب ْعثه �أحد.
وجميع أ�وامر الله واجتناب نواهيه ،وو ّ�صى بع ُ�ضهم
بع�ض ًا برحمة النا�س ،ف أ�َ ْه ُل هذه الخ�صال ِم ْن أ��صحاب 7 6يقول ريا ًء وتم ُّدح ًا :أ�نفق ُت مال ًا كثيراً
اليمين ،والذين كفروا بما َن َ�ص ْبناه دليل ًا على الح ّق ِم ْن في عداوة محمد و إ�يذاء �أتباعه ،وغير ذلك مما كانوا
كتا ٍب و ُح ّج ٍة هم أ��صحاب ال�شمال ،عليهم نار مغلقة. يفتخرون به ،وما هو في حقيقته إ� ّل �ش ٌّر َم ْح�ض� .أيظ ُّن
-هذا الكافر -أ�نه لم يره �أحد حين كان ينفق ما ينفق؟
594
فالله عا ِلـ ٌم بقدر ما �أنفقه وهو مجازيه به.
10 - 8أ�لم نجع ْل له عينين يب�صر بهما ،ول�سان ًا
و�شفتين ينطق بهما ويع ِّب عن حاجاته وما في �ضميره،
وب ّينا له طريق الخير وطريق ال�شر؟
16 - 11فه ّل جاوز العقبة � -أي ال�شدائد والأهوال
ناق َة الله لا تم�سوها ب�سو ٍء ،ولا َت�صرفوها عن ال�شرب
يوم َن ْوبتها ،فك ّذبوه فيما ح ّذرهم به ِم ْن نزول العذاب
إ� ْن فعلوا ،فعقروا الناقة ف�أنزل الله العذا َب بهم ب�سبب
ذنبهم ،ف�س ّوى العذاب بينهم فلم يفلت منهم أ�حد .ولا
يخاف تعالى عاقب َة ما فعل بهم ولا َت ِبعته.
� 4 - 1أَق َ�سم الله بالليل �إذا يغ�شى النها َر بظلمته َ 10 - 1أ�ق َ�سم الله بال�شم�س وبوقت ارتفاعها
و َيذهب ب�ضوئه ،وبالنهار �إذا با َن وظه َر بعد ال ُّظلمة، واكتمال �ضوئها ،وبالقم ِر �إذا طلع بعد غروبها،
وبالقادر العظيم� -سبحانه -الذي خلق الذكر وا ألنثى
من أ��صل واحد :إ� ّن �سعيكم � -أيها النا�س -لمختلف، وبالنها ِر إ�ذا ج ّلى ال�شم� َس و أ�برزها للرائين ،وباللي ِل إ�ذا
غ َّطى �ضوءها ،وبال�سما ِء و َم ْن بناها ،وبا ألر�ض و َم ْن
ف�إ َّن منكم الم�ؤمن والكافر ،والطائع والعا�صي. ب�سطها ،وبك ِّل نف� ٍس و َم ْن أ�ن�ش�أها و�أبدعها ،فع ّرفها
طريق الفجور وطريق التقوى ،و َج َع َل لها قو ًة ي�صح بها
7 - 5ف�أ ّما َم ْن أ�عطى حقوق ماله واتقى اكت�سا ُب �أحد الأمرين :قد فاز بك ِّل مطلوب ونجا ِم ْن
المحارم ،و�ص ّدق بال ِم َّلة الح�سنى :ملة ا إل�سلام ،ف�سن�شرح كل مكروه َم ْن ط ّهر نف َ�سه من العيوب والذنوب ،وقد
�صدره للخير ،ونوفقه ل�صالح العمل ،ونجعل ِم ْن أ�مره
خ�سر َم ْن ح ّقرها بالكفر والمع�صية.
ي�سراً.
15 - 11ك ّذب ْت ثمو ُد ر�سولها �صالح ًا ب�سبب
١١ - 8و�أ ّما َم ْن بخل بماله وا�ستغنى به ،وزهد
فيما عند الله من الأجر والثواب ،وك ّذب بالإ�سلام، طغيانها ،حين َخ َر َج أ��شقى ثمود لعقر الناقة بن�شاط
ف�سنجعل ِم ْن �أمره ع�سراً ،وما يغني عنه ما ُله �إذا وقع و�سرع ٍة ،فقال �صالح -عليه ال�سلام -لثمود :احذروا
هالك ًا في النار.
13 12إ� ّن علينا الإر�شاد �إلى الح ِّق ب�إقامة الدلائل
وال�شرائع ،و�إ ّن لنا ل آلخرة وا ألولى ،فما ي�ضرنا �ضلا ُل
َم ْن �ضل ولا اهتداء َمن اهتدى.
14ف�أنذر ُتكم -أ�يها النا�س -ناراً تتل ّهب ،فاحذروا
�أن تكفروا بربكم في الدنيا وتع�صوه فت ْ�ص َلوها في
الآخرة.
595
16 15لا يلزم هذه النار ُمقا ِ�سي ًا �ش َّدتها �إلا الكافر،
الذي ك ّذب الح َّق و َأ�عر�ض عن الطاعة.
18 17و�س ُيب َعد عنها الم�ؤم ُن الذي َيلزم طاعة ر ّبه
ويتجنب َمحارمه ،وينفق من ماله في وجوه الخير،
قا�صداً �إلى تطهير نف�سه ،لا يريد به رياء ولا �سمعة.
21 - 19ولي�س �إنفا ُقه هذا جزا ًء على نعم ٍة َ�أنعم بها
عليه أ�حد فيما َتق َّدم ،بل يفعله ابتغا ًء لمر�ضاة الله تعالى
وطلب ًا لثوابه ،ول�سوف َير�ضى بما يعطيه الله في الآخرة
من الج ّنة والخير والكرامة جزا ًء على ما فعل .وقد نزلت
هذه ا آليات في �أبي بكر ال�صديق ر�ضي الله عنه.
5 - 1أ�َ ق َ�سم الله ب َ�ص ْد ر النهار حين ترتفع
�أه ُله: املا�شَت َرم�كسكوين-ت ي�اشرم�ضحيام�ؤده-ا،ر ُّبوبالكليولماإ�ذ�أَاب�أغظ�لض َمكو؛�سككم َان
ا ّدعى
الم�شركون حين َف َ َت الوح ُي عنك ،و َل َّلدا ُر ا آلخرة الباقية
11و�أ َّما بنعم ِة ربك فح ِّد ْث ب�شكرها و�إ�شاعتها وما أ�ع َّد الله لك فيها من الكرامة خي ٌر لك من الدنيا
و إ�ظهار آ�ثارها. الفانية ،ول�سوف يعطيك ربك في الآخرة من الثواب
4 - 1قد ف َ�س ْحنا لك -يا محمد� -صد َرك ومقام ال�شفاعة ما تر�ضى به.
للهدى وا إليمان ،وتل ِّقي ما ُننزله على قلبك من الوحي،
وخ َّففنا عنك ِعب َء النبوة والقيا ِم ب أ�مرها با إلعانة عليها، 6يقول تعالى مع ِّدداً على ر�سوله نعمه فيما
فو�ضعنا عنك ما َأ� ْثقل ظه َرك ،ون َّوهنا با�سمك فلا ُ�أذكر م�ضى ِم ْن ُع ُمره ِل َيقي�س عليه ما َي�ستقبل ف َتطيب نف�ُسه
و َيقوى رجا ؤ�ه� :ألم َيج ْدك ر ُّبك -يا محمد -يتيم ًا
إ�لا ُذكر َت معي. تحتاج إ�لى الرعاي َة ،ف�آواك إ�لى من ُيح�سن القيام ب أ�مرك؟
6 5ف�إ ّن مع ال�ِّشدة التي أ�ن َت فيها ِم ْن جها ِد
الم�شركين رجا ًء وفرج ًا ب أ�ن ُيظفرك الله بهم� ،إ ّن مع ال�ِّشدة 8 7ووجد َك غافل ًا عن ال�شرائع التي لا تهتدي
إ�ليها العقو ُل ،فهداك إ�ليها؟ ووجدك فقيراً ،ف�أغناك من
والكرب وال�ضيق رخا ًء وفرج ًا ومخرج ًا.
8 7ف إ�ذا فرغ َت ِمن دعوة الخلق فاجته ْد في ف�ضله؟
عبادة ر ِّبك ،واجع ْل رغب َتك �إليه وحده. 9فكما كن َت يتيم ًا ف�آواك الله فلا ُت ِذ َّل اليتي َم ولا
ُتهنه ولا ت ؤ�ذه ب�أ ّي نوع من �أنواع الإيذاء ،ولكن �أح�س ْن
596
إ�ليه و َتل َّط ْف به.
10و�أ ّما ال�سائل -يطلب منك إ�ح�سان ًا -فلا تزجره
ولا تعب� ْس في وجهه ،بل اق�ِض حاجته و أ��س ِعفه ما
ا�ستطعت.
تقويم� ،ألي�س الله -الذي جعل يوم القيامة يوم ًا للجزاء-
ب�أحكم الحاكمين ،ق�ضا ًء بالحق وعدل ًا بين الخلق؟
2 1اقر ْ�أ -يا محمد -ما ُيوحى إ�ليك مف َت ِتح ًا � 4 - 1أق َ�سم الله بال ِّتين والزيتون لبركتهما
با�سم ربك الذي خلق الخلائقَ ،خ َل َق ا إلن�سان من َع َلق. و ِعظم منافعهما ،وبجبل الطور ب�سيناء الذي ك ّلم الله
وال َع َلق َج ْمع َع َلقة ،وهي ما تو ّلد من ال ُّنطفة المل َّقحة عليه مو�سى ،وبهذا البلد الآمن -يعني مكة :-لقد
خلقنا ِج ْن�س ا إلن�سان في أ�ح�سن تعدي ٍل فطر ًة وهيئ ًة
وانغر�س عالق ًا بالرحم.
وا�ستعداداً.
5 - 3اقر�ْأ ور ُّبك ا ألكر ُم الذي لا ي�ساويه كريم،
ولا يعادله في الكرم نظير ،الذي ع ّلم الخ َّط بالقلم ،ع ّلم 5ث ّم رددناه �إلى النار في أ��سفل َم ْن �َس َفل؛ لعدم
الإن�سان ما لم يعلم قبل تعليمه ،من الهدى والكتابة جريانه على ُمو ِجب ما خلقناه عليه من ال�صفات التي
وال�صناعة وغيرها. لو عمل بمقت�ضاها لكان في �أعلى ع ِّل ّيين.
� 6إ ّل الذين آ�منوا وعملوا الأعمال ال�صالحات
8 - 6ح ّق ًا �إ ّن ا إلن�سان ليتجاوز الح َّد وي�ستكبر -الذين َجروا على ُمو ِجب تلك ال�صفات التي منحهم
�أن ر�أى نف�سه غن ّي ًا� .إ ّن رجو َعك � -أيها ا إلن�سان� -إلى
الله إ�ياها -فلهم �أج ٌر غي ُر مقطو ٍع عنهم ،وهو الجنة.
ربك فيجازيك على طغيانك. 8 7ف أ� ّي �شيء يجعلك -أ�يها ا إلن�سانُ -تك ِّذب
بيوم الح�ساب والجزاء ،بعد �أن خلقك الله في �أح�سن
14 - 9أ�ر�أي َت -أ�يها المخا َطب� -أعج َب و�أ�شن َع
من حال أ�بي جهل الذي ينهى عبدنا محمداً إ�ذا �ص ّلى 597
عند الكعبة؟ أ�ر أ�ي َت إ�ن كان الـ َمنه ّي على ا�ستقامة
و�َسداد في �أمره و�صلاته لربه� ،آمراً باتقاء الله وخو ِف
عقابه؟ �أر أ�ي َت �إن ك َّذب هذا الناهي بالحق الذي دعاه
�إليه الر�سول و�أدبر عنه فلم ي�ص ِّدق به؟ أ�لم يعلم ب�أ ّن الله
م ّطل ٌع على ما ي�صدر منه فيجازيه عليه؟
16 15ث ّم قال �سبحانه متوعداً :ك ّل َلئن لم يرجع
ع ّما هو فيه من ال�ّشقاق والعناد َلن أ� ُخذ َّن بنا�صيته ب�شدة
و َلن�ْسحب َّنه إ�لى النار ،نا�صي ٍة �صاح ُبها كاذب خاطئ.
والنا�صية ُمق َّدم الر�أ�س �أو ما به من ال�شعر.
19 - 17فليد ُع أ�ه َل مجل�سه ليعينوه� ،سندعو
الملائك َة ليج ّروه �إلى النار ،ف ْليرتدع ع ّما هو عليه .لا
ُتطعه -يا محمد -في َت ْرك ال�صلاة ،و ُد ْم على �سجودك
وتق ّرب إ�لى ربك.
1إ� ّنا أ�نزلنا القر آ�ن ُجمل ًة واحد ًة من اللوح المحفوظ
�إلى ال�سماء الدنيا في ليلة تقدير ا ألمور وق�ضائها.
2وما �أعلمك -يا محمد -ما ليلة ال َق ْدر؟!
3ليل ُة ال َق ْدر خي ٌر من أ�لف �شهر؛ �إذ ثوا ُب العمل
ال�صالح فيها خير من ثواب العمل في أ�لف �شهر لي�س
فيها ليلة القدر.
5 4تن ّز ُل الملائك ُة وجبريل في ليلة القدر ب أ�مر
ربهم ِم ْن كل أ�م ٍر ق�ضاه في تلك ال�َّسنة ِمن رز ٍق و�أج ٍل
وغير ذلك ،هي �سلا ٌم وخي ٌر ك ُّلها ،لي�س فيها �ش ٌّر إ�لى
وقت طلوع الفجر.
ا ِلـم َّلة الم�ستقيمة التي َبعث الله بها ُر�ُس َله. 3 - 1لم يكن الذين كفروا ِمن اليهود والن�صارى
6إ� ّن م آ� َل الفجار ِمن �أهل الكتاب والم�شركين و َع َبدة الأ�صنام منتهين ع ّما هم عليه من ال�ضلال حتى
المخالفين ل ُكتب الله المنزلة و أ�نبيائه المر�سلة أ�نهم يوم ت�أتيهم الـ ُح ّج ُة الوا�ضحة :ر�سو ٌل من الله هو محمد
القيامة في نار جهنم ،ماكثين فيها لا يزولون عنها ولا - -يقر�أ عليهم �صحف ًا مط َّهر ًة من الباطل ،فيها
ُيح َّولون ،أ�ولئك ال ُب َعداء المذكورون هم �ش ُّر الخلائق
�آيات مكتوبة م�ستقيمة ناطقة بالحق والعدل.
�أعمال ًا.
� 7إ ّن الذين آ�منوا بالله وا ّت َبعوا ر�سوله وعملوا 4وما اختلف الذين �أوتوا الكتا َب في ا إليمان به
ال�صالحات ،أ�ولئك هم خير ال َخليقة. � إ ّل ِم ْن بعد َميئه وتب ُّي الح ّق لهم� ،أ ّما قبل �أن يجيء
فكانوا متر ّقبين مجيئه مجمعين على ا إليمان به �إذا جاء،
598
فح�سده َم ْن كفر به منهم.
5وما �ُأمر �أه ُل الكتاب في كتبهم إ�لا أ�ن يعبدوا
الله مخل�صين له الدين ِمن ال�شرك ،مائلين عن العقائد
الزائغة ،ويقيموا ال�صلاة وي ؤ�توا الزكاة ،وذلك دين
ُزلزلت هذه الزلزلة ال�شديدة و�أخرجت ما في بطنها؟
5 4يومئ ٍذ ُتخ ِب ا ألر�ض بما ُعمل عليها ِم ْن خير
و�ش ٍّر ،ب�سبب أ� ّن ربك �أمرها بذلك.
8 - 6يومئ ٍذ َيخرج النا� ُس من قبورهم �أ�شتات ًا
منت�شرين ،ف ُي�صار بهم �إلى موقف ال َع ْر�ض والح�ساب،
ل َيوا ُك ُتب أ�عمالهم ،ف َم ْن يعم ْل ِزن َة هباء ِة غبا ٍر خيراً ي َر
ثوا َبه ،و َم ْن يعم ْل ِزن َة هباء ِة غبا ٍر �ش ّراً ي َر جزاءه.
� 7 - 1أَق�سم الله بخيل ال ُغزاة في �سبيل الله َت ْعدو 8جزا�ؤهم عند ربهم جنا ُت إ�قام ٍة تجري من تحت
فيرتفع �صو ُت أ�نفا�سها من ِ�ش َّدة ال َع ْدو ،فينقد ُح �شر ُر
النار من حوافرها ،ف ُت ِغير على العد ِّو في وق ِت ال�صبح، ق�صورها و�أ�شجارها ا ألنها ُر ،ماكثين فيها أ�بداً بلا زوال
ف ُي ِه ْج َن من ِ�ش َّدة َع ْدوها بمو�ضع الإغارة غباراً ،ف ِ� ْص َن ولا َتويل متن ّعمين بفنون ال ِّنعم ،ر�ضي الله عنهم بقبول
به و�سط جم ٍع من جموع الأعداء :إ� ّن الإن�سان لنعمة
ر ِّبه لكفور �شديد الكفر ،و إ�نه َل�شا ِه ٌد على نف�سه بكفره. أ�عمالهم ،ور ُ�ضوا عنه بثوابها ،ذلك الجزا ُء المذكور
والر�ضوان ِلـ َمن خاف عقا َب ربه فانتهى عن مع�صيته.
8و إ� ّنه لأ ْجل ُح ِّب المال و ِث َق ِل �إنفاقه عليه لبخي ٌل به.
� 9أفلا يعلم هذا الإن�سان ماذا �سيكون م�صي ُره إ�ذا
ُبعث َم ْن في القبور؟
1إ�ذا ُر َّجت ا ألر�ُض وا�ضطرب ْت ا�ضطرا َبها ال�شديد
الم�ْؤ ِذن بقيام ال�ساعة.
3 2و أ�خرجت ا ألر�ُض ما في جوفها من الموتى
وا ألثقال والمعادن ،وا�ست َمع ْت ألمر ربها و�أطاعته،
وقال الإن�سان م�ستع ِظم ًا ومتع ِّجب ًا من �ش أ�نها :ما للأر�ض
599
11 10و ُك ِ�شف ما في ال�صدور من النوايا الح�سنة
وال�سيئة ،و ُم ِّيز ما فيها من الخير وال�شر؟ فليعمل الإن�سا ُن
لهذا اليوم؛ لأن الله تعالى عالم به وبما كان عليه،
و�سيجازيه على ما ف َّرط فيه من الحقوق والواجبات،
و�أَ ْفرط به من اتباع الهوى وال�شهوات ،و�إيثار العاجل ِة
الفانية على الآخرة الباقية ،وت�ضييع حقوق ر ِّبه والقيا ِم
بعبوديته.
ا ألموال والتفاخر بها وبا ألولاد وا ألح�ساب عن طاعة } 5 - 1ﭜ{ ا�س ٌم من �أ�سماء القيامة
الله والا�ستعداد ل آلخرة ،وا�ستم َّر بكم ذلك حتى متم �ُس ِّميت بذلك ألنها َتقرع القلوب ب أ�هوالها و�شدائدها.
وقد و َّجه الح ُّق �سبحانه الا�ستفها َم عنها لغير مع َّي فقال:
و ُقبرتم و أ��صبحتم من أ�هل القبور. }ﭞﭟ{ وذلك تفخيم ًا ل�ش�أنها وتعظيم ًا لهولها،
ثم و َّجه الا�ستفها َم عنها للر�سول زياد ًة في تعظيم
4 3فارت ِدعوا عن ذلك� ،سوف َتعلمون في �ش�أنها ،فقال :و�أ ُّي �شيء أ�علمك � -أيها الر�سول -ما
قبوركم �سو َء عاقبة ما أ�نتم عليه ،ثم ارتدعوا عن ذلك، �ش�أن القارعة؟! هي يوم يكون النا�س ك�صغار الجراد
المنت�شر المتف ِّرق ،في ال َك ْ َثة والانت�شار والا�ضطراب
�سوف تعلمون �سوء عاقبتكم عند الح�ساب والجزاء. وال ِّذلة ،وتكو ُن الجبال كال�صوف المل َّون با أللوان
5ح ّق ًا لو تعلمون علم ًا يقين ًا عاقب َة هذا التفاخر ما المختلفة لتف ُّرق �أجزائها وتطايرها في الج ِّو.
ا�شتغلتم به عن طاعة الله تعالى والتز ُّود ل آلخرة.
7 6ف أ� ّما َم ْن رجحت موازي ُن أ�عماله المر�ضية
8 - 6أُ�ق�سم و أ�ُ�ؤ ِّكد لكم -أ�يها النا�س� -أنكم عند الله ،فهو في عي�ش ٍة قد ر�ضيها في الجنة.
�سترون جهنم يوم القيامة ،ثم َل َت ُو َّنها ِعيان ًا دون َر ْيب،
ثم لت�س أ� ُل ّن يومئ ٍذ عن النعيم ماذا �صنعتم به ،وهل �أديتم 11 - 8و�أ ّما َم ْن خ َّفت موازين ح�سناته ورجح ْت
موازي ُن �سيئاته ،فم�أواه وم�سكنه الهاوية ،وما أ�علمك ما
ح ّق الله فيه.
الهاوية؟ نار بلغت النهاي َة في الحرارة.
َ� 2 1ش َغ َلكم -أ�يها النا�س -الانهما ُك في جمع
600
2 1خز ٌي وعذا ٌب �شدي ٌد للذي ُيكثر الوقو َع
في أ�عرا�ض النا�س والطعن فيهم ،الذي �أعج َبه ما ُله الذي
َج َمعه وجعله ُع ّد ًة لحوادث الدهر فا�ست�صغر النا� َس
و�َس ِخ َر منهم.
3يعمل عم َل َم ْن يظن أ� ّن ماله ُيبقيه ح ّي ًا!
4لي�س ا ألمر كما يظن ،فما ما ُله ُيخلدهَ ،ل ُي ْط َر َح َّن
في النار التي تحطم ك َّل ما ُيلقى فيها.
9 - 5و أ� ُّي �شيء �َأ ْع َل َم َك ما تلك النار؟! هي نار
الله المو َقدة ب�أمر الله ع َّز �سلطا ُنه التي تدخل في أ�جواف
�أهلها حتى ت�صل إ�لى �صدورهم ويبلغ �أ َلـ ُمها ووج ُعها
إ�لى القلوبُ ،تغ َلق عليهم �أبوا ُبها و ُت ّدد على الأبواب
ال ُع ُمد ،زياد ًة في الا�ستيثاق و إ�حكام الإغلاق.
� 1ألم َت ْعلم -أ�يها الر�سول -علم ًا يقيني ًا لتواتر الخبر 2 1أ�َ ْق َ�سم �سبحانه بال ّدهر ِلـما فيه من العجائب
به ،وبقا ِء ا آلثار الظاهرة ال َّدالة عليه كيف ف َعل ر ُّبك وال ِعبر للناظر� :إ ّن النا�س لفي ُخ�سران في َم�ساعيهم
ب�أ�صحاب الفيل الذين ق ِدموا من اليمن يريدون تخريب
و َ� ْص ِف أ�عمارهم في مطالبهم.
الكعبة؟
� 3إ ّل الذين �آمنوا وعملوا ال�صالحات ف�إنهم ا�شتروا
� 2ألم يجعل مك َرهم و�َسعيهم في تخريب الكعبة في الآخرة بالدنيا فربحوا و�سعدوا ،وو َّ�صى بع ُ�ضهم بع�ض ًا
تخ�سير و�إبطال؟ فخ َّيب �سعيهم ،ولم ينالوا ما ق�صدوا. بالتم�سك بالح ِّق -ومنه الثبات على ا إليمان بالله وكتبه
ور�سله والعمل ب�شريعته ،فهو ا ألمر الثابت الذي لا
5 - 3و أَ�ر�سل عليهم طيراً جماعا ٍت تجيء �شيئ ًا �سبيل �إلى �إنكاره ،ولا زوا َل في الدارين لمحا�سن �آثاره-
بعد �شيء ،ترميهم بحجارة ِم ْن طي ٍن متحج ٍر ُمـ ْح ِر ٍق،
ف�أهلكهم الله وجعلهم كورق زر ٍع قد أ�كلت منه وو َّ�صى بع ُ�ضهم بع�ض ًا بال�صبر عن اقتراف المع�صية،
وال�صب ِر على الطاعات التي ي�ش ُّق على النف�س �أدا�ؤها،
الدوا ُّب ودا�سته ب أ�رجلها ،فبقي مم َّزق ًا متناثراً.
وعد ِم الج َزع عند نزول البلية.
601
2 1إ� ّن ِن َعم الله على ُقري�ش لا ُت�صى ،ف إ� ْن لم
يعبدوه لجميع ِنعمه فليعبدوه ألجل إ�يلافهم الرحل َة
في ال�شتاء �إلى اليمن ،وفي ال�صيف إ�لى ال�شام في ّتجرون
ويمتارون في �أمن واطمئنان ،لا يتع ّر�ض لهم �أح ٌد
لكونهم �سكان حرم الله.
4 3فليعبدوا ر َّب هذا البيت الذي أ�طعمهم
بالرحلتين من جوع �شديد كانوا فيه قبلهما ،و�آمنهم ِم ْن
كل ما يخاف منه غير أ�هل الحرم من الغارات والحروب.
1إ� ّنا أ�عطيناك -يا محمد -الخي َر الكثي َر من النبوة 3 - 1هل عر ف َت ا لذ ي يك ّذ ب با لجز ا ء
والقر آ�ن وال�شفاعة والحو�ض وغير ذلك مما خ َّ�صك الله والح�ساب؟ ف�إ ْن لم تعرفه ،فذلك الذي يدفع اليتي َم بجفا ٍء
و أ�ذ ًى ،وير ُّده ر ّداً قبيح ًا ،ولا ُيطعم اليتي َم ولا ي أ�مر
به في الدنيا وا آلخرة. ب�إطعامه .وفي هذا إ�علام ب أ�ن ا إليمان بالبعث والجزاء هو
3 2ف ُد ْم على ال�صلاة مخ ِل�ص ًا لوجهه تعالى، الوازع الح ُّق الذي يغر�س في النف�س جذو َر ا إلقبال على
خلا َف ال�ساهي عنها المرائي فيها؛ لتقوم ب�شكر نعمه، ا ألعمال ال�صالحة حتى ي�صير ذلك ُخ ُلق ًا لها.
واجع ْل َن ْحرك خال�ص ًا لله ،خلاف ًا ِلـ َما يفعله َع َبدة 5 4و�إذا كان ما ُذكر من عدم المبالاة باليتيم
ا ألوثان .إ� ّن َم ْن يبغ�ضك هو المنقطع عن ك ِّل خير،
المحروم من ك ِّل ذكر َح�سن� ،أ ّما �أن َت فتبقى ذري ُتك والم�سكين من دلائل التكذيب بالح�ساب ومو ِجبات
و ُح�س ُن ذكرك و�آثا ُر ف�ضلك �إلى يوم القيامة. التوبيخ والذ ِّم ،فوي ٌل لمن التزموا بال�صلاة وهم غافلون
عنها غير مبالين ب�أوقاتها ،الذين ُي ُرون النا� َس أ�عمالهم
ل ُيثنوا عليهم ،ويمنعون ما َي َتعاوره ويتداوله النا� ُس من
أ��شياء -كالق�صعة وا آلنية والف أ��س والإبرة ونحو ذلك
من المعروف -فلا �أح َ�سنوا عبادة ربهم ،ولا �أح�سنوا
�إلى خلقه ،فهم �أَح ُّق بالتوبيخ وال َّذ ِّم.
602
6لكم �ِ ْش ُك ُكم وكف ُركم الذي ُت�ص ُّرون عليه حال ًا
وم�ستق َبل ًا و�ستجازون عليه ،ولي توحيدي و إ�خلا�صي
�أبداً ما َح ِيي ُت و�س ُأ� َجازى عليه.
1إ�ذا تح َّقق َن ْ� ُص الله على كفار قري�ش ،وفتح لك
-أ�يها الر�سول -وللم ؤ�منين مكة.
2ور�َأي َت النا�س يدخلون في ا إل�سلام جماعا ٍت
جماعا ٍت من غير حرب ولا قتال.
3فا ْجمع بين ت�سبيحه تعالى وتحميده َوا�ْس َت ْغ ِف ْر ُه،
�أي :اطلب منه �أن يغفر لك ولُأمتك� ،إنه تعالى كثير
التوبة على عباده .وفيه تنبي ٌه على �أنه على ع�صمته
و ُعل ِّو َمقامه م�أمو ٌر بالا�ستغفار! فكيف ب َمن هو دونه؟
وفيه �أي�ض ًا إ�علا ٌم من الله لنب ّيه باقتراب أَ� ِجله.
1هلك ْت وخ�سر ْت يدا �أبي له ٍب ب إ�يذائه محمداً 1قل � -أيها الر�سول -له ؤ�لاء الكفار الذين �َس َبق
.- -وقد َح َ�ص َل هلا ُكه وتح َّقق خ�سرا ُنه. في علم الله �إ�صرا ُرهم على الكفر ومو ُتهم عليه :يا �أيها
2لن ينفعه ما ُله ،ولا جا ُهه وع ُّزه الذي اكت�سبه ،ولا الكافرون بالله.
أ�بنا ؤ�ه يوم القيامة ،ولن َيدفع عنه ك ُّل ذلك من عذاب
2لا �أَعبد م�ستق َبل ًا الذي ت�س أ�لوني عبادتهِ :م ْن �أ�صنا ٍم
الله �شيئ ًا. و�أوثا ٍن و�آله ٍة باطل ٍة .وقد نزلت هذه ال�سورة في جماع ٍة
من م�شركي قري�ش �س�ألوا النب َّي - -أ�ن يعبد آ�لـ َهتهم
� 4 3س ُي ْح َرق بنا ٍر ذا ِت ا�شتعا ٍل عظي ٍم ،هو
وامر�أ ُته التي كانت تحمل ال�شوك ،فتطرحه في طريق �سن ًة ،ويعبدوا إ�لهه �سن ًة.
النب ِّي - -ألذ َّيته. 3ولا أ�نتم -كما وعدتموني -عابدون م�ستق َبل ًا
الذي �أَعبده.
5في ُع ُنقها حب ٌل متي ٌن قد ُفتل فتل ًا مح َكم ًاُ ،تع َّذب
به في النار يوم القيامة. 4ولا أ�نا عاب ٌد حال ًا ما تعبدون من الباطل.
5ولا �أنتم عابدون حال ًا إ�لهي الح َّق الذي �أعبده.
603
1قل -أ�يها الر�سول :-إ� َّن ر ِّبي الذي �أدعو �إلى
ا إليمان به وعبادته هو الله الواحد الذي لا ثان َي له ولا
�شريك ،ولا َنظير له ولا َمثيل .ولا ُيو�صف بالأَحد
-خلاف ًا للواحد -إ� ّل الله �سبحانه وتعالى.
} 2ﭖﭗ{�أي:ال�س ِّي ُدالمق�صود-وحده-
في ق�ضاء جميع الحوائج والرغائب ،المفت ِق ُر إ�ليه ك ُّل َمن
�سواه على الدوام.
3لم َي ْ�ص ُدر عنه �سبحانه َو َل ٌد؛ لا�ستحالة أ� ْن ُيجان َ�سه
�أَ َح ٌد .ولم َي ْ�صدر هو �سبحانه عن وال ٍد؛ لا�ستحالة �أ ْن
َي�سبقه عد ٌم.
4ولم يك ْن َ�أ َح ٌد نظيراً ولا مثيل ًا له في ذاته و�صفاته
و�أفعاله.
1قل � -أيها الر�سول� :-ألتج ُئ و�أعت�ص ُم و أ��ستجي ُر 1قل -أ�يها الر�سول� :-ألتج ُئ و أ�عت�ص ُم و أ��ستجي ُر
بالله خال ِق النا�س ومد ِّبر �أمورهم. بر ِّب ال َف َلق ،وهو ال�صبح الذي ينجلي عنه الليل.
2مال ِك النا�س وحا ِكمهم والمت�ص ّر ِف في ك ِّل ِ 2م ْن �ش ّر جميع المخلوقات و�أذاها.
�ش ؤ�ونهم .
3و ِم ْن �ش ّر الليل �إذا دخل ظلا ُمه ،وما فيه من
3إ�ل ِه النا�س بح ٍّق؛ إ�ذ لا معبو َد �سواه. ال�شرور.
ِ 4م ْن �ش ِّر الذي يو�سو�س عند الغفلة ،ويت أ� َّخر أ�و 4و ِم ْن �ش ّر ال�َّسواحر اللاتي َي ْعق ْدن ُع َق ًدا و َين ُفخن
يختفي عند ذكر الله. فيها مع ري ٍق بق�صد ال�سحر.
5الذي ُيلقي في النفو�س خواط َر ال�ش ِّر وال�سوء. 5و ِم ْن �ش ّر حا�س ٍد إ�ذا أَ�ظهر ما في نف�سه من الح�سد،
ِ 6م ْن �شياطين الج ِّن وا إلن�س. وعمل بمقت�ضاه ،وتم َّنى زوال نعمة المح�سود.
604
الحم ُد لله ر ِّب العالمين وال�صلاة ال�سلام على �أ�شرف المر�سلين ورحمة الله للعالمين
�سيدنا محمد وعلى �آله و�صحبه �أجمعين.
وبعد ،ف�إن دائرة ال�ش�ؤون ا إل�سلامية والعمل الخيري بدبي تحمد الله تعالى على أ�ن
و ّفقها إلنجاز هذا التف�سير لكتاب الله تعالى ،وترجوه تعالى أ�ن يتقبله ويجعله خال�ص ًا
لوجهه الكريم نافع ًا لعباده في العالمين.
ولـ ّما كان ِم ْن �ُشكر الله تعالى �شك ُر خلقه ،و ِم ْن بركة العلم ن�سب ُته ألهله ،ف إ�ن
الدائرة تتقدم بال�شكر والتقدير لكافة اللجان التي عملت في �إنجاز هذا الم�شروع المبارك
«تف�سير القر آ�ن الكريم» �سواء من علماء الدائرة �أو ال�سادة العلماء المدققين والمحكمين
من خارجها.
وقد ت�شرف بالعمل في �إنجاز هذا التف�سير أ�ربع لجان ،وذلك ب�إدارة الدكتور �سيف
را�شد الجابري مدير �إدارة البحوث بالدائرة (�سابق ًا) ،ثم ب�إدارة الدكتور عمر محمد
الخطيب المدير التنفيذي لقطاع ال�ش�ؤون الإ�سلامية في الدائرة:
اللجنة ا ألولى :لجنة إ�عداد التف�سير من علماء الدائرة ،وهم:
-١ال�سيد علي عبد الله الري�س.
- ٢الدكتور محمد مطيع الحافظ.
-٣الدكتور عبد الحكيم محمد الأني�س.
- ٤الدكتور محمود أ�حمد الزين (رحمه الله تعالى).
-5ال�شيخ محمد �سعد خلف الله ال�شحيمي.
-6الدكتور موفق يا�سين قطيفاني.
و
- 7ال�شيخ محمد عبد الله ابن التمين.
- 8الدكتور عمر محمد �سيد عبد العزيز.
وقد قامت هذه اللجنة بكتابة هذا التف�سير بعد و�ضعها منهجا دقيق ًا لذلك ،وتولى
بع�ض أ�ع�ضائها تنفيذ ملاحظات اللجنة الثانية والثالثة عليه بعد درا�ستها ومناق�شتها.
اللجنة الثانية :لجنة المراجعة العلمية والتدقيق من المملكة المغربية:
وقد قامت بمراجعة التف�سير الـ ُم َع ّد وتدقيقه ،وتت�ألف هذه اللجنة من العلماء
ا أل�ساتذة بجامعة القرويين بفا�س بالمملكة المغربية ،وهم:
- 1ف�ضيلة ا أل�ستاذ الدكتور �إدري�س الفا�سي الفهري.
-2ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور نجيب بنعبد الله المدغري (رحمه الله تعالى).
-3ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور إ�دري�س الخر�شفي.
- 4ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور ح�سن عزوزي.
اللجنة الثالثة :لجنة الخبراء المحكمين من خارج الدائرة:
وقد قامت بتحكيم ن�ص التف�سير بعد تنفيذ ملاحظات لجنة المراجعة العلمية
والتدقيق عليه ،وهم:
- 1ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور نجيب بنعبد الله المدغري ،أ��ستاذ التف�سير وعلوم القر آ�ن
بجامعة القرويين (رحمه الله تعالى).
-2ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور عيادة أ�يوب الكبي�سي ،أ��ستاذ التف�سير وعلوم القر آ�ن بجامعة
ال�شارقة (�سابق ًا).
-3ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور أ�حمد ح�سن فرحات ،أ��ستاذ التف�سير وعلوم القر آ�ن بجامعة
ا إلمارات (�سابق ًا)« ،قر�أ الثلث ا ألول».
ز
اللجنة الرابعة :لجنة المراجعة النهائية في الدائرة:
وقد قامت هذه اللجنة ،تحت إ��شراف الدكتور عمر محمد الخطيب المدير
التنفيذي لقطاع ال�ش ؤ�ون الإ�سلامية بالمراجعة العلمية والت�صحيح النهائيين لن�ص التف�سير
واعتماده للطباعة ،وهم:
-١ال�سيد علي عبد الله الري�س.
-٢الدكتور محمد مطيع الحافظ.
- ٣الدكتور عبد الحكيم محمد الأني�س.
-4ال�شيخ محمد �سعد خلف الله ال�شحيمي.
و�صلى الله و�سلم وبارك على �سيدنا محمد وعلى آ�له و�صحبه أ�جمعين
و�آخر دعوانا �أن الحمد لله رب العالمين
د .حمد بن ال�شيخ أ�حمد ال�شيباني
مدير عام دائرة ال�ش�ؤون ا إل�سلامية والعمل الخيري
دبي -ا إلمارات العربية المتحدة
1440هـ 2019 /م
ح
ط
ي
ك
طبع في