The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

تفسير القرآن الكريم_compressed

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Ghada Alnawawy, 2021-11-09 00:37:41

تفسير القرآن الكريم_compressed

تفسير القرآن الكريم_compressed

‫‪ 17 16‬بل ُت�ْؤ ِثرون ‪� -‬أيها النا�س‪ -‬زين َة الحياة الدنيا‬
‫على ا آلخرة‪ ،‬والآخر ُة �أف�ضل في نف�سها و�أد َوم‪.‬‬

‫‪� 19 18‬إ ّن ما ُذكر من ال َّتزهيد في الدنيا والترغيب‬
‫في ا آلخرة ثاب ٌت في �صحف إ�براهيم ومو�سى و�سائر‬

‫الكتب المنزلة على الر�سل ِم ْن َقبلك يا محمد‪.‬‬

‫ولأعدائه من الجحيم نظ َر اعتبار �إلى الإبل كيف ُخلق ْت‬ ‫‪ 1‬قد �أتاك ‪ -‬يا محمد‪ -‬حدي ُث القيامة التي َت ْغ�شى‬
‫خلق ًا دا ّ ًل على كمال قدرة خالقها و ُح�سن تدبيره‪ ،‬و إ�لى‬ ‫النا�س ب�شدائدها و ُتلب�سهم أ�هوا َلها‪.‬‬
‫ال�سماء كيف ُرفعت هذا الرفع العظيم من غير ع َمد‪،‬‬
‫و إ�لى الجبال كيف ُجعلت ثابت ًة را�سي ًة لئلا َتيد الأر�ُض‬ ‫‪ 5 - 2‬وجو ُه الكفار يو َم تغ�شاهم ذليل ٌة ِلـ َما‬
‫ب�أهلها‪ ،‬و�إلى ا ألر�ض كيف ُب�سطت‪ ،‬في�ستدلوا بذلك‬ ‫اعترى أ��صحا َبها من الهوان والخزي‪ ،‬عامل ٌة مجهد ٌة في‬
‫على كمال قدرة الله تعالى ويعلموا أ�نه لا ُيعجزه �شي ٌء‬ ‫النار بج ِّر ال�سلا�سل والأغلال‪ ،‬تقا�سي ناراً قد حمي ْت‬
‫وا�شت َّد ح ُّرها‪ُ ،‬ت�سقى ِم ْن عين بلغت الغاي َة في �شدة‬
‫�أراد ِفعله؟‬
‫الحرارة‪.‬‬
‫‪ 22 21‬فذ ِّكر ‪ -‬يا محمد‪ -‬النا� َس بما �ُأر�سل َت به‬
‫�إليهم‪ ،‬وما عليك إ�ذا لم يتف ّكروا ولم ي َّذكروا‪� ،‬إنما عليك‬ ‫‪ 7 6‬لي�س أل�صحاب هذه الوجوه طعام �إلا من‬
‫نبا ٍت خبي ٍث كثي ِر ال�شوك‪ ،‬لا يح�صل به مق�صو ٌد ولا‬
‫البلاغ‪ ،‬ول�س َت بج ّبار تحملهم على ما تريد‪.‬‬
‫يندفع به محذور‪.‬‬
‫‪ 26 - 23‬لك ْن َم ْن �أعر�َض عن الإيمان وكفر بالقر�آن‬
‫فيع ّذبه الله في الآخرة بالخلود في النار‪ ،‬ولا عذا َب �أعظ َم‬ ‫‪ 9 8‬وجو ُه الم�ؤمنين يومئ ٍذ ذا ُت بهجة ون�ضارة‪،‬‬
‫ولا أ��ش َّد من هذا العذاب‪ .‬إ� ّن �إلينا رجو َعهم بعد الموت‪،‬‬ ‫را�ضي ٌة بعملها لـ ّما ر�أ ْت ثوابه‪.‬‬

‫ثم �إ ّن علينا ح�سا َبهم على أ�عمالهم‪ ،‬فنجازيهم بها‪.‬‬ ‫‪ 11 10‬أ��صحا ُبها في ب�ساتين عالية المح ِّل وال َق ْدر‪،‬‬
‫لا ُت�سمع في تلك الب�ساتين كلم ُة َل ْغو ولا َه َذيان‪.‬‬
‫‪592‬‬
‫‪ 16 - 12‬فيها عين يجري ما ؤ�ها ولا ينقطع‪ ،‬فيها‬
‫�ُ ُس ٌر مرفوع ٌة ذات ًا و َق ْدراً ومح ّ ًل‪ ،‬و أ�واني �شر ٍب مع ّدة لمن‬
‫أ�رادها‪ ،‬وو�سائد م�صفو ٌف بع�ضها إ�لى بع�ض‪ ،‬و ُب ُ�س ٌط‬

‫فاخر ٌة كثيرة مفرو�ش ٌة‪ ،‬هنا وهناك‪.‬‬

‫‪ 20 - 17‬أ�فلا ينظر ه�ؤلاء الكفار المنكرون ل ُقدرة‬
‫الله على البعث‪ ،‬ولما أ�ع ّده الله لأوليائه من النعيم‬

‫‪ 14 - 10‬وكيف فعل ر ُّبك �أي�ض ًا بفرعون ذي‬
‫ا ألوتاد‪� ،‬أي الجنود الكثيرة التي تث ِّب ُت ُملكه؟ تج َّب ه�ؤلاء‬
‫كلهم ‪ -‬عاد وثمود وفرعون وجنوده‪ -‬في البلاد‪،‬‬

‫ف أ�كثروا فيها الف�ساد بالكفر والظلم‪ ،‬ف أ�نزل الله على ك ِّل‬

‫طائفة من تلك الطوائف الطاغية الفا�سدة عذاب ًا �شديداً‬

‫ق�ضى عليهم وا�ست أ��صلهم! �إ ّن ربك ير�صد �أعمال عباده‪،‬‬
‫فلا يفوته �شيء منها ليجازيهم عليها‪.‬‬

‫‪ 15‬ف أ� ّما ا إلن�سان �إذا ما امتحنه ر ُّبه بالنعمة‪ ،‬ف أ�كرمه‬
‫بالمال ون ّعمه بما و�ّسع عليه‪ ،‬فيقول‪ :‬ربي أ�كرمني بما‬

‫�أعطاني من المال والنعمة‪.‬‬

‫‪ 16‬و�أ ّما �إذا ما امتحنه ف�ض ّيق عليه رز َقه وجعله بقدر‬ ‫‪ُ 5 - 1‬أ�ق ِ�سم بالفجر ‪ -‬وهو فجر ال�صبح الطالع‬
‫كفايته‪ ،‬فيقول‪ :‬ربي �أ َذ َّلني بالفقر‪.‬‬ ‫كل يوم‪ -‬وبالليالي الع�شر الأُ َول من ذي الح َّجة‪ ،‬و ِب َز ْوج‬
‫ك ّل الأ�شياء و َف ْر ِدها‪ ،‬وبالليل إ�ذا م�ضى وذهب ‪ -‬وفيما‬
‫‪ 20 - 17‬ك ّل‪ ،‬لي�س الإكرا ُم والإهان ُة في ك ْثة‬ ‫أ�ق�سم ُت به ق َ�س ٌم مقنع لذي عقل‪ :-‬ل ُيع َّذب ّن الذين كفروا‬
‫المال و ِق َّلته كما يعتقدون‪ ،‬بل ا إلكرا ُم في التوفيق للطاعة‬
‫وا إلهان ُة في الخذلان‪ ،‬وقد فعلوا أ��سو َ�أ ِم ْن قولهم هذا‪،‬‬ ‫بالله و�أنكروا البعث‪.‬‬
‫وهو أ�نهم لا يكرمون اليتيم بال ِ ِّب والنفقة‪ ،‬ولا يطعمون‬
‫الم�سكين ولا ي أ�مرون ب�إطعامه‪ ،‬وي�أكلون الميراث �أكل ًا‬ ‫‪ 8 - 6‬أ�لم تعلم ‪ -‬يا محمد‪ -‬كيف ع ّذب ر ُّبك‬
‫عاداً ِ�س ْبط إ�رم ذات ا ألج�سام الطويلة ك�أنها أ�عمدة‪ ،‬التي‬
‫يجمعون فيه بين ن�صيبهم ون�صيب غيرهم من الن�ساء‬
‫لم ُيخلق مثلها في القوة والـ َم َنعة؟‬
‫وال�صبيان ظلم ًا‪ ،‬ويحبون المال ح ّب ًا �شديداً مع حر�ٍص‬
‫و�َش ٍه‪.‬‬ ‫‪ 9‬وكيف فعل ر ُّبك بثمود قوم �صالح‪ ،‬الذين قطعوا‬
‫�صخور الجبال بالوادي‪� -‬أي وادي ال ُقرى‪ -‬ونحتوا‬
‫‪ 23 - 21‬ف ْليرتدعوا عن ذلك‪ .‬ف إ�ذا ُد ّكت ا ألر�ُض‬
‫د ّك ًا بعد د ٍّك و ُزلزلت حتى ينهدم كل بناء عليها وينعدم‪،‬‬ ‫فيها بيوتهم؟‬
‫وجاء ربك‪ -‬مجيئ ًا يليق بذاته‪ -‬لف�صل الق�ضاء بين خلقه‪،‬‬
‫وجاءت الملائكة �صفوف ًا �صف ًا بعد �صف‪ ،‬وجيء يومئ ٍذ‬
‫بجهنم‪ :‬يومئ ٍذ يتذكر الكافر ما ف ّرط فيه ولا ينفعه تذ ُّك ُره‬

‫ذلك‪  .‬‬

‫‪593‬‬

‫‪ 24‬يقول‪ :‬يا ليتني ق ّدمت ا ألعمال ال�صالحة في الحياة‬
‫الفانية لحياتي الباقية‪.‬‬

‫‪ 26 25‬فيومئ ٍذ لا يع ِّذب كعذاب الله �أَح ٌد ‪� -‬أي‬
‫مما كان ُيقدر عليه في الدنيا‪ -‬ولا يو ِثق في ال�سلا�سل‬

‫وا ألغلال ك َوثاقه �َأح ٌد‪.‬‬

‫‪ 28 27‬يا أ�يتها النف�س المطمئن ُة بذكر الله‪ ،‬الثابت ُة‬
‫على الحق الدائر ُة معه‪ ،‬ارجعي �إلى ثواب ربك را�ضي ًة‬
‫من الله بما �أوتي ِت‪ ،‬مر�ضي ًة عند الله بما عمل ِت‪ ،‬فادخلي‬

‫في جملة عبادي ال�صالحين‪ ،‬وادخلي جنتي معهم‪.‬‬

‫التي يلقاها في الآخرة‪ -‬وما أ�علمك ما العقبة! وما ُيعين‬ ‫‪ُ� 4 - 1‬أق ِ�سم بهذا البلد الحرام الذي �أنت فيه‬
‫على تجاوزها‪� ،‬إنه‪ :‬ف ُّك رقب ٍة من ال ِّرق ب�أن يعتقها‪ ،‬أ�و‬ ‫لكرامتك عل ّي وح ِّبي لك‪ ،‬و أ�ُق�سم بوالد الب�شر �آدم ‪ -‬عليه‬
‫إ�طعا ٌم في يوم ذي مجاع ٍة يتيم ًا ذا قراب ٍة‪� ،‬أو م�سكين ًا ك�أنه‬ ‫ال�سلام‪ -‬وما تنا�سل منه من الولد‪ :‬لقد خلقنا ا إلن�سان‬

‫ل�صق بتراب ا ألر�ض ِل�ش ّدة حاجته وفقره‪.‬‬ ‫وهو في تعب وم�شقة‪ ،‬فلا يزال يقا�سي ال�شدائد‪.‬‬
‫‪ 20 - 17‬ثم كان ‪ -‬قبل هذا وبعده‪ -‬من الذين‬
‫آ�منوا وو ّ�صى بع ُ�ضهم بع�ض ًا بال�صبر على أ�داء الفرائ�ض‬ ‫‪� 5‬أيظ ُّن الإن�سا ُن الكافر �أ ْن لن يقدر على َب ْعثه �أحد‪.‬‬
‫وجميع أ�وامر الله واجتناب نواهيه‪ ،‬وو ّ�صى بع ُ�ضهم‬
‫بع�ض ًا برحمة النا�س‪ ،‬ف أ�َ ْه ُل هذه الخ�صال ِم ْن أ��صحاب‬ ‫‪ 7 6‬يقول ريا ًء وتم ُّدح ًا‪ :‬أ�نفق ُت مال ًا كثيراً‬
‫اليمين‪ ،‬والذين كفروا بما َن َ�ص ْبناه دليل ًا على الح ّق ِم ْن‬ ‫في عداوة محمد و إ�يذاء �أتباعه‪ ،‬وغير ذلك مما كانوا‬
‫كتا ٍب و ُح ّج ٍة هم أ��صحاب ال�شمال‪ ،‬عليهم نار مغلقة‪.‬‬ ‫يفتخرون به‪ ،‬وما هو في حقيقته إ� ّل �ش ٌّر َم ْح�ض‪� .‬أيظ ُّن‬
‫‪ -‬هذا الكافر‪ -‬أ�نه لم يره �أحد حين كان ينفق ما ينفق؟‬
‫‪594‬‬
‫فالله عا ِلـ ٌم بقدر ما �أنفقه وهو مجازيه به‪.‬‬

‫‪ 10 - 8‬أ�لم نجع ْل له عينين يب�صر بهما‪ ،‬ول�سان ًا‬
‫و�شفتين ينطق بهما ويع ِّب عن حاجاته وما في �ضميره‪،‬‬

‫وب ّينا له طريق الخير وطريق ال�شر؟‬

‫‪ 16 - 11‬فه ّل جاوز العقبة ‪� -‬أي ال�شدائد والأهوال‬

‫ناق َة الله لا تم�سوها ب�سو ٍء‪ ،‬ولا َت�صرفوها عن ال�شرب‬

‫يوم َن ْوبتها‪ ،‬فك ّذبوه فيما ح ّذرهم به ِم ْن نزول العذاب‬
‫إ� ْن فعلوا‪ ،‬فعقروا الناقة ف�أنزل الله العذا َب بهم ب�سبب‬

‫ذنبهم‪ ،‬ف�س ّوى العذاب بينهم فلم يفلت منهم أ�حد‪ .‬ولا‬
‫يخاف تعالى عاقب َة ما فعل بهم ولا َت ِبعته‪.‬‬

‫‪� 4 - 1‬أَق َ�سم الله بالليل �إذا يغ�شى النها َر بظلمته‬ ‫‪َ 10 - 1‬أ�ق َ�سم الله بال�شم�س وبوقت ارتفاعها‬
‫و َيذهب ب�ضوئه‪ ،‬وبالنهار �إذا با َن وظه َر بعد ال ُّظلمة‪،‬‬ ‫واكتمال �ضوئها‪ ،‬وبالقم ِر �إذا طلع بعد غروبها‪،‬‬
‫وبالقادر العظيم‪� -‬سبحانه‪ -‬الذي خلق الذكر وا ألنثى‬
‫من أ��صل واحد‪ :‬إ� ّن �سعيكم ‪� -‬أيها النا�س‪ -‬لمختلف‪،‬‬ ‫وبالنها ِر إ�ذا ج ّلى ال�شم� َس و أ�برزها للرائين‪ ،‬وباللي ِل إ�ذا‬
‫غ َّطى �ضوءها‪ ،‬وبال�سما ِء و َم ْن بناها‪ ،‬وبا ألر�ض و َم ْن‬
‫ف�إ َّن منكم الم�ؤمن والكافر‪ ،‬والطائع والعا�صي‪.‬‬ ‫ب�سطها‪ ،‬وبك ِّل نف� ٍس و َم ْن أ�ن�ش�أها و�أبدعها‪ ،‬فع ّرفها‬
‫طريق الفجور وطريق التقوى‪ ،‬و َج َع َل لها قو ًة ي�صح بها‬
‫‪ 7 - 5‬ف�أ ّما َم ْن أ�عطى حقوق ماله واتقى‬ ‫اكت�سا ُب �أحد الأمرين‪ :‬قد فاز بك ِّل مطلوب ونجا ِم ْن‬
‫المحارم‪ ،‬و�ص ّدق بال ِم َّلة الح�سنى‪ :‬ملة ا إل�سلام‪ ،‬ف�سن�شرح‬ ‫كل مكروه َم ْن ط ّهر نف َ�سه من العيوب والذنوب‪ ،‬وقد‬
‫�صدره للخير‪ ،‬ونوفقه ل�صالح العمل‪ ،‬ونجعل ِم ْن أ�مره‬
‫خ�سر َم ْن ح ّقرها بالكفر والمع�صية‪.‬‬
‫ي�سراً‪.‬‬
‫‪ 15 - 11‬ك ّذب ْت ثمو ُد ر�سولها �صالح ًا ب�سبب‬
‫‪ ١١ - 8‬و�أ ّما َم ْن بخل بماله وا�ستغنى به‪ ،‬وزهد‬
‫فيما عند الله من الأجر والثواب‪ ،‬وك ّذب بالإ�سلام‪،‬‬ ‫طغيانها‪ ،‬حين َخ َر َج أ��شقى ثمود لعقر الناقة بن�شاط‬
‫ف�سنجعل ِم ْن �أمره ع�سراً‪ ،‬وما يغني عنه ما ُله �إذا وقع‬ ‫و�سرع ٍة‪ ،‬فقال �صالح ‪ -‬عليه ال�سلام‪ -‬لثمود‪ :‬احذروا‬

‫هالك ًا في النار‪.‬‬

‫‪ 13 12‬إ� ّن علينا الإر�شاد �إلى الح ِّق ب�إقامة الدلائل‬
‫وال�شرائع‪ ،‬و�إ ّن لنا ل آلخرة وا ألولى‪ ،‬فما ي�ضرنا �ضلا ُل‬

‫َم ْن �ضل ولا اهتداء َمن اهتدى‪.‬‬

‫‪ 14‬ف�أنذر ُتكم ‪ -‬أ�يها النا�س‪ -‬ناراً تتل ّهب‪ ،‬فاحذروا‬
‫�أن تكفروا بربكم في الدنيا وتع�صوه فت ْ�ص َلوها في‬

‫الآخرة‪.‬‬

‫‪595‬‬

‫‪ 16 15‬لا يلزم هذه النار ُمقا ِ�سي ًا �ش َّدتها �إلا الكافر‪،‬‬
‫الذي ك ّذب الح َّق و َأ�عر�ض عن الطاعة‪.‬‬

‫‪ 18 17‬و�س ُيب َعد عنها الم�ؤم ُن الذي َيلزم طاعة ر ّبه‬
‫ويتجنب َمحارمه‪ ،‬وينفق من ماله في وجوه الخير‪،‬‬

‫قا�صداً �إلى تطهير نف�سه‪ ،‬لا يريد به رياء ولا �سمعة‪.‬‬
‫‪ 21 - 19‬ولي�س �إنفا ُقه هذا جزا ًء على نعم ٍة َ�أنعم بها‬
‫عليه أ�حد فيما َتق َّدم‪ ،‬بل يفعله ابتغا ًء لمر�ضاة الله تعالى‬
‫وطلب ًا لثوابه‪ ،‬ول�سوف َير�ضى بما يعطيه الله في الآخرة‬
‫من الج ّنة والخير والكرامة جزا ًء على ما فعل‪ .‬وقد نزلت‬

‫هذه ا آليات في �أبي بكر ال�صديق ر�ضي الله عنه‪.‬‬

‫‪ 5 - 1‬أ�َ ق َ�سم الله ب َ�ص ْد ر النهار حين ترتفع‬
‫�أه ُله‪:‬‬ ‫املا�شَت َرم�كسكوين‪-‬ت ي�اشرم�ضحيام�ؤده‪-‬ا‪،‬ر ُّبوبالكليولماإ�ذ�أَاب�أغظ�لض َمكو؛�سككم َان‬
‫ا ّدعى‬
‫الم�شركون حين َف َ َت الوح ُي عنك‪ ،‬و َل َّلدا ُر ا آلخرة الباقية‬
‫‪ 11‬و�أ َّما بنعم ِة ربك فح ِّد ْث ب�شكرها و�إ�شاعتها‬ ‫وما أ�ع َّد الله لك فيها من الكرامة خي ٌر لك من الدنيا‬
‫و إ�ظهار آ�ثارها‪.‬‬ ‫الفانية‪ ،‬ول�سوف يعطيك ربك في الآخرة من الثواب‬

‫‪ 4 - 1‬قد ف َ�س ْحنا لك ‪ -‬يا محمد‪� -‬صد َرك‬ ‫ومقام ال�شفاعة ما تر�ضى به‪.‬‬
‫للهدى وا إليمان‪ ،‬وتل ِّقي ما ُننزله على قلبك من الوحي‪،‬‬
‫وخ َّففنا عنك ِعب َء النبوة والقيا ِم ب أ�مرها با إلعانة عليها‪،‬‬ ‫‪ 6‬يقول تعالى مع ِّدداً على ر�سوله ‪ ‬نعمه فيما‬
‫فو�ضعنا عنك ما َأ� ْثقل ظه َرك‪ ،‬ون َّوهنا با�سمك فلا ُ�أذكر‬ ‫م�ضى ِم ْن ُع ُمره ِل َيقي�س عليه ما َي�ستقبل ف َتطيب نف�ُسه‬
‫و َيقوى رجا ؤ�ه‪� :‬ألم َيج ْدك ر ُّبك ‪ -‬يا محمد‪ -‬يتيم ًا‬
‫إ�لا ُذكر َت معي‪.‬‬ ‫تحتاج إ�لى الرعاي َة‪ ،‬ف�آواك إ�لى من ُيح�سن القيام ب أ�مرك؟‬
‫‪ 6 5‬ف�إ ّن مع ال�ِّشدة التي أ�ن َت فيها ِم ْن جها ِد‬
‫الم�شركين رجا ًء وفرج ًا ب أ�ن ُيظفرك الله بهم‪� ،‬إ ّن مع ال�ِّشدة‬ ‫‪ 8 7‬ووجد َك غافل ًا عن ال�شرائع التي لا تهتدي‬
‫إ�ليها العقو ُل‪ ،‬فهداك إ�ليها؟ ووجدك فقيراً‪ ،‬ف�أغناك من‬
‫والكرب وال�ضيق رخا ًء وفرج ًا ومخرج ًا‪.‬‬
‫‪ 8 7‬ف إ�ذا فرغ َت ِمن دعوة الخلق فاجته ْد في‬ ‫ف�ضله؟‬

‫عبادة ر ِّبك‪ ،‬واجع ْل رغب َتك �إليه وحده‪.‬‬ ‫‪ 9‬فكما كن َت يتيم ًا ف�آواك الله فلا ُت ِذ َّل اليتي َم ولا‬
‫ُتهنه ولا ت ؤ�ذه ب�أ ّي نوع من �أنواع الإيذاء‪ ،‬ولكن �أح�س ْن‬
‫‪596‬‬
‫إ�ليه و َتل َّط ْف به‪.‬‬

‫‪ 10‬و�أ ّما ال�سائل ‪ -‬يطلب منك إ�ح�سان ًا‪ -‬فلا تزجره‬
‫ولا تعب� ْس في وجهه‪ ،‬بل اق�ِض حاجته و أ��س ِعفه ما‬

‫ا�ستطعت‪.‬‬

‫تقويم‪� ،‬ألي�س الله ‪ -‬الذي جعل يوم القيامة يوم ًا للجزاء‪-‬‬
‫ب�أحكم الحاكمين‪ ،‬ق�ضا ًء بالحق وعدل ًا بين الخلق؟‬

‫‪ 2 1‬اقر ْ�أ ‪ -‬يا محمد‪ -‬ما ُيوحى إ�ليك مف َت ِتح ًا‬ ‫‪� 4 - 1‬أق َ�سم الله بال ِّتين والزيتون لبركتهما‬
‫با�سم ربك الذي خلق الخلائق‪َ ،‬خ َل َق ا إلن�سان من َع َلق‪.‬‬ ‫و ِعظم منافعهما‪ ،‬وبجبل الطور ب�سيناء الذي ك ّلم الله‬
‫وال َع َلق َج ْمع َع َلقة‪ ،‬وهي ما تو ّلد من ال ُّنطفة المل َّقحة‬ ‫عليه مو�سى‪ ،‬وبهذا البلد الآمن ‪ -‬يعني مكة‪ :-‬لقد‬
‫خلقنا ِج ْن�س ا إلن�سان في أ�ح�سن تعدي ٍل فطر ًة وهيئ ًة‬
‫وانغر�س عالق ًا بالرحم‪.‬‬
‫وا�ستعداداً‪.‬‬
‫‪ 5 - 3‬اقر�ْأ ور ُّبك ا ألكر ُم الذي لا ي�ساويه كريم‪،‬‬
‫ولا يعادله في الكرم نظير‪ ،‬الذي ع ّلم الخ َّط بالقلم‪ ،‬ع ّلم‬ ‫‪ 5‬ث ّم رددناه �إلى النار في أ��سفل َم ْن �َس َفل؛ لعدم‬
‫الإن�سان ما لم يعلم قبل تعليمه‪ ،‬من الهدى والكتابة‬ ‫جريانه على ُمو ِجب ما خلقناه عليه من ال�صفات التي‬

‫وال�صناعة وغيرها‪.‬‬ ‫لو عمل بمقت�ضاها لكان في �أعلى ع ِّل ّيين‪.‬‬
‫‪� 6‬إ ّل الذين آ�منوا وعملوا الأعمال ال�صالحات‬
‫‪ 8 - 6‬ح ّق ًا �إ ّن ا إلن�سان ليتجاوز الح َّد وي�ستكبر‬ ‫‪ -‬الذين َجروا على ُمو ِجب تلك ال�صفات التي منحهم‬
‫�أن ر�أى نف�سه غن ّي ًا‪� .‬إ ّن رجو َعك ‪� -‬أيها ا إلن�سان‪� -‬إلى‬
‫الله إ�ياها‪ -‬فلهم �أج ٌر غي ُر مقطو ٍع عنهم‪ ،‬وهو الجنة‪.‬‬
‫ربك فيجازيك على طغيانك‪.‬‬ ‫‪ 8 7‬ف أ� ّي �شيء يجعلك ‪ -‬أ�يها ا إلن�سان‪ُ -‬تك ِّذب‬
‫بيوم الح�ساب والجزاء‪ ،‬بعد �أن خلقك الله في �أح�سن‬
‫‪ 14 - 9‬أ�ر�أي َت ‪ -‬أ�يها المخا َطب‪� -‬أعج َب و�أ�شن َع‬
‫من حال أ�بي جهل الذي ينهى عبدنا محمداً إ�ذا �ص ّلى‬ ‫‪597‬‬
‫عند الكعبة؟ أ�ر أ�ي َت إ�ن كان الـ َمنه ّي على ا�ستقامة‬
‫و�َسداد في �أمره و�صلاته لربه‪� ،‬آمراً باتقاء الله وخو ِف‬
‫عقابه؟ �أر أ�ي َت �إن ك َّذب هذا الناهي بالحق الذي دعاه‬
‫�إليه الر�سول و�أدبر عنه فلم ي�ص ِّدق به؟ أ�لم يعلم ب�أ ّن الله‬

‫م ّطل ٌع على ما ي�صدر منه فيجازيه عليه؟‬

‫‪ 16 15‬ث ّم قال �سبحانه متوعداً‪ :‬ك ّل َلئن لم يرجع‬
‫ع ّما هو فيه من ال�ّشقاق والعناد َلن أ� ُخذ َّن بنا�صيته ب�شدة‬
‫و َلن�ْسحب َّنه إ�لى النار‪ ،‬نا�صي ٍة �صاح ُبها كاذب خاطئ‪.‬‬

‫والنا�صية ُمق َّدم الر�أ�س �أو ما به من ال�شعر‪.‬‬

‫‪ 19 - 17‬فليد ُع أ�ه َل مجل�سه ليعينوه‪� ،‬سندعو‬
‫الملائك َة ليج ّروه �إلى النار‪ ،‬ف ْليرتدع ع ّما هو عليه‪ .‬لا‬
‫ُتطعه ‪-‬يا محمد‪ -‬في َت ْرك ال�صلاة‪ ،‬و ُد ْم على �سجودك‬

‫وتق ّرب إ�لى ربك‪.‬‬

‫‪ 1‬إ� ّنا أ�نزلنا القر آ�ن ُجمل ًة واحد ًة من اللوح المحفوظ‬
‫�إلى ال�سماء الدنيا في ليلة تقدير ا ألمور وق�ضائها‪.‬‬

‫‪ 2‬وما �أعلمك ‪ -‬يا محمد‪ -‬ما ليلة ال َق ْدر؟!‬

‫‪ 3‬ليل ُة ال َق ْدر خي ٌر من أ�لف �شهر؛ �إذ ثوا ُب العمل‬
‫ال�صالح فيها خير من ثواب العمل في أ�لف �شهر لي�س‬

‫فيها ليلة القدر‪.‬‬

‫‪ 5 4‬تن ّز ُل الملائك ُة وجبريل في ليلة القدر ب أ�مر‬
‫ربهم ِم ْن كل أ�م ٍر ق�ضاه في تلك ال�َّسنة ِمن رز ٍق و�أج ٍل‬
‫وغير ذلك‪ ،‬هي �سلا ٌم وخي ٌر ك ُّلها‪ ،‬لي�س فيها �ش ٌّر إ�لى‬

‫وقت طلوع الفجر‪.‬‬

‫ا ِلـم َّلة الم�ستقيمة التي َبعث الله بها ُر�ُس َله‪.‬‬ ‫‪ 3 - 1‬لم يكن الذين كفروا ِمن اليهود والن�صارى‬

‫‪ 6‬إ� ّن م آ� َل الفجار ِمن �أهل الكتاب والم�شركين‬ ‫و َع َبدة الأ�صنام منتهين ع ّما هم عليه من ال�ضلال حتى‬
‫المخالفين ل ُكتب الله المنزلة و أ�نبيائه المر�سلة أ�نهم يوم‬ ‫ت�أتيهم الـ ُح ّج ُة الوا�ضحة‪ :‬ر�سو ٌل من الله هو محمد‬
‫القيامة في نار جهنم‪ ،‬ماكثين فيها لا يزولون عنها ولا‬ ‫‪ - -‬يقر�أ عليهم �صحف ًا مط َّهر ًة من الباطل‪ ،‬فيها‬
‫ُيح َّولون‪ ،‬أ�ولئك ال ُب َعداء المذكورون هم �ش ُّر الخلائق‬
‫�آيات مكتوبة م�ستقيمة ناطقة بالحق والعدل‪.‬‬
‫�أعمال ًا‪.‬‬

‫‪� 7‬إ ّن الذين آ�منوا بالله وا ّت َبعوا ر�سوله وعملوا‬ ‫‪ 4‬وما اختلف الذين �أوتوا الكتا َب في ا إليمان به‬
‫ال�صالحات‪ ،‬أ�ولئك هم خير ال َخليقة‪.‬‬ ‫‪� ‬إ ّل ِم ْن بعد َميئه وتب ُّي الح ّق لهم‪� ،‬أ ّما قبل �أن يجيء‬
‫فكانوا متر ّقبين مجيئه مجمعين على ا إليمان به �إذا جاء‪،‬‬
‫‪598‬‬
‫فح�سده َم ْن كفر به منهم‪.‬‬

‫‪ 5‬وما �ُأمر �أه ُل الكتاب في كتبهم إ�لا أ�ن يعبدوا‬
‫الله مخل�صين له الدين ِمن ال�شرك‪ ،‬مائلين عن العقائد‬

‫الزائغة‪ ،‬ويقيموا ال�صلاة وي ؤ�توا الزكاة‪ ،‬وذلك دين‬

‫ُزلزلت هذه الزلزلة ال�شديدة و�أخرجت ما في بطنها؟‬

‫‪ 5 4‬يومئ ٍذ ُتخ ِب ا ألر�ض بما ُعمل عليها ِم ْن خير‬
‫و�ش ٍّر‪ ،‬ب�سبب أ� ّن ربك �أمرها بذلك‪.‬‬

‫‪ 8 - 6‬يومئ ٍذ َيخرج النا� ُس من قبورهم �أ�شتات ًا‬
‫منت�شرين‪ ،‬ف ُي�صار بهم �إلى موقف ال َع ْر�ض والح�ساب‪،‬‬
‫ل َيوا ُك ُتب أ�عمالهم‪ ،‬ف َم ْن يعم ْل ِزن َة هباء ِة غبا ٍر خيراً ي َر‬

‫ثوا َبه‪ ،‬و َم ْن يعم ْل ِزن َة هباء ِة غبا ٍر �ش ّراً ي َر جزاءه‪.‬‬

‫‪� 7 - 1‬أَق�سم الله بخيل ال ُغزاة في �سبيل الله َت ْعدو‬ ‫‪ 8‬جزا�ؤهم عند ربهم جنا ُت إ�قام ٍة تجري من تحت‬
‫فيرتفع �صو ُت أ�نفا�سها من ِ�ش َّدة ال َع ْدو‪ ،‬فينقد ُح �شر ُر‬
‫النار من حوافرها‪ ،‬ف ُت ِغير على العد ِّو في وق ِت ال�صبح‪،‬‬ ‫ق�صورها و�أ�شجارها ا ألنها ُر‪ ،‬ماكثين فيها أ�بداً بلا زوال‬
‫ف ُي ِه ْج َن من ِ�ش َّدة َع ْدوها بمو�ضع الإغارة غباراً‪ ،‬ف ِ� ْص َن‬ ‫ولا َتويل متن ّعمين بفنون ال ِّنعم‪ ،‬ر�ضي الله عنهم بقبول‬
‫به و�سط جم ٍع من جموع الأعداء‪ :‬إ� ّن الإن�سان لنعمة‬
‫ر ِّبه لكفور �شديد الكفر‪ ،‬و إ�نه َل�شا ِه ٌد على نف�سه بكفره‪.‬‬ ‫أ�عمالهم‪ ،‬ور ُ�ضوا عنه بثوابها‪ ،‬ذلك الجزا ُء المذكور‬
‫والر�ضوان ِلـ َمن خاف عقا َب ربه فانتهى عن مع�صيته‪.‬‬
‫‪ 8‬و إ� ّنه لأ ْجل ُح ِّب المال و ِث َق ِل �إنفاقه عليه لبخي ٌل به‪.‬‬

‫‪� 9‬أفلا يعلم هذا الإن�سان ماذا �سيكون م�صي ُره إ�ذا‬
‫ُبعث َم ْن في القبور؟‬

‫‪ 1‬إ�ذا ُر َّجت ا ألر�ُض وا�ضطرب ْت ا�ضطرا َبها ال�شديد‬
‫الم�ْؤ ِذن بقيام ال�ساعة‪.‬‬

‫‪ 3 2‬و أ�خرجت ا ألر�ُض ما في جوفها من الموتى‬
‫وا ألثقال والمعادن‪ ،‬وا�ست َمع ْت ألمر ربها و�أطاعته‪،‬‬
‫وقال الإن�سان م�ستع ِظم ًا ومتع ِّجب ًا من �ش أ�نها‪ :‬ما للأر�ض‬

‫‪599‬‬

‫‪ 11 10‬و ُك ِ�شف ما في ال�صدور من النوايا الح�سنة‬

‫وال�سيئة‪ ،‬و ُم ِّيز ما فيها من الخير وال�شر؟ فليعمل الإن�سا ُن‬
‫لهذا اليوم؛ لأن الله تعالى عالم به وبما كان عليه‪،‬‬

‫و�سيجازيه على ما ف َّرط فيه من الحقوق والواجبات‪،‬‬
‫و�أَ ْفرط به من اتباع الهوى وال�شهوات‪ ،‬و�إيثار العاجل ِة‬

‫الفانية على الآخرة الباقية‪ ،‬وت�ضييع حقوق ر ِّبه والقيا ِم‬
‫بعبوديته‪.‬‬

‫ا ألموال والتفاخر بها وبا ألولاد وا ألح�ساب عن طاعة‬ ‫‪} 5 - 1‬ﭜ{ ا�س ٌم من �أ�سماء القيامة‬
‫الله والا�ستعداد ل آلخرة‪ ،‬وا�ستم َّر بكم ذلك حتى متم‬ ‫�ُس ِّميت بذلك ألنها َتقرع القلوب ب أ�هوالها و�شدائدها‪.‬‬
‫وقد و َّجه الح ُّق �سبحانه الا�ستفها َم عنها لغير مع َّي فقال‪:‬‬
‫و ُقبرتم و أ��صبحتم من أ�هل القبور‪.‬‬ ‫}ﭞﭟ{ وذلك تفخيم ًا ل�ش�أنها وتعظيم ًا لهولها‪،‬‬
‫ثم و َّجه الا�ستفها َم عنها للر�سول ‪ ‬زياد ًة في تعظيم‬
‫‪ 4 3‬فارت ِدعوا عن ذلك‪� ،‬سوف َتعلمون في‬ ‫�ش�أنها‪ ،‬فقال‪ :‬و�أ ُّي �شيء أ�علمك ‪� -‬أيها الر�سول‪ -‬ما‬
‫قبوركم �سو َء عاقبة ما أ�نتم عليه‪ ،‬ثم ارتدعوا عن ذلك‪،‬‬ ‫�ش�أن القارعة؟! هي يوم يكون النا�س ك�صغار الجراد‬
‫المنت�شر المتف ِّرق‪ ،‬في ال َك ْ َثة والانت�شار والا�ضطراب‬
‫�سوف تعلمون �سوء عاقبتكم عند الح�ساب والجزاء‪.‬‬ ‫وال ِّذلة‪ ،‬وتكو ُن الجبال كال�صوف المل َّون با أللوان‬

‫‪ 5‬ح ّق ًا لو تعلمون علم ًا يقين ًا عاقب َة هذا التفاخر ما‬ ‫المختلفة لتف ُّرق �أجزائها وتطايرها في الج ِّو‪.‬‬
‫ا�شتغلتم به عن طاعة الله تعالى والتز ُّود ل آلخرة‪.‬‬
‫‪ 7 6‬ف أ� ّما َم ْن رجحت موازي ُن أ�عماله المر�ضية‬
‫‪ 8 - 6‬أُ�ق�سم و أ�ُ�ؤ ِّكد لكم ‪ -‬أ�يها النا�س‪� -‬أنكم‬ ‫عند الله‪ ،‬فهو في عي�ش ٍة قد ر�ضيها في الجنة‪.‬‬
‫�سترون جهنم يوم القيامة‪ ،‬ثم َل َت ُو َّنها ِعيان ًا دون َر ْيب‪،‬‬
‫ثم لت�س أ� ُل ّن يومئ ٍذ عن النعيم ماذا �صنعتم به‪ ،‬وهل �أديتم‬ ‫‪ 11 - 8‬و�أ ّما َم ْن خ َّفت موازين ح�سناته ورجح ْت‬
‫موازي ُن �سيئاته‪ ،‬فم�أواه وم�سكنه الهاوية‪ ،‬وما أ�علمك ما‬
‫ح ّق الله فيه‪.‬‬
‫الهاوية؟ نار بلغت النهاي َة في الحرارة‪.‬‬

‫‪َ� 2 1‬ش َغ َلكم ‪ -‬أ�يها النا�س‪ -‬الانهما ُك في جمع‬

‫‪600‬‬

‫‪ 2 1‬خز ٌي وعذا ٌب �شدي ٌد للذي ُيكثر الوقو َع‬
‫في أ�عرا�ض النا�س والطعن فيهم‪ ،‬الذي �أعج َبه ما ُله الذي‬
‫َج َمعه وجعله ُع ّد ًة لحوادث الدهر فا�ست�صغر النا� َس‬

‫و�َس ِخ َر منهم‪.‬‬

‫‪ 3‬يعمل عم َل َم ْن يظن أ� ّن ماله ُيبقيه ح ّي ًا!‬

‫‪ 4‬لي�س ا ألمر كما يظن‪ ،‬فما ما ُله ُيخلده‪َ ،‬ل ُي ْط َر َح َّن‬
‫في النار التي تحطم ك َّل ما ُيلقى فيها‪.‬‬

‫‪ 9 - 5‬و أ� ُّي �شيء �َأ ْع َل َم َك ما تلك النار؟! هي نار‬
‫الله المو َقدة ب�أمر الله ع َّز �سلطا ُنه التي تدخل في أ�جواف‬
‫�أهلها حتى ت�صل إ�لى �صدورهم ويبلغ �أ َلـ ُمها ووج ُعها‬
‫إ�لى القلوب‪ُ ،‬تغ َلق عليهم �أبوا ُبها و ُت ّدد على الأبواب‬

‫ال ُع ُمد‪ ،‬زياد ًة في الا�ستيثاق و إ�حكام الإغلاق‪.‬‬

‫‪� 1‬ألم َت ْعلم ‪ -‬أ�يها الر�سول‪ -‬علم ًا يقيني ًا لتواتر الخبر‬ ‫‪ 2 1‬أ�َ ْق َ�سم �سبحانه بال ّدهر ِلـما فيه من العجائب‬
‫به‪ ،‬وبقا ِء ا آلثار الظاهرة ال َّدالة عليه كيف ف َعل ر ُّبك‬ ‫وال ِعبر للناظر‪� :‬إ ّن النا�س لفي ُخ�سران في َم�ساعيهم‬
‫ب�أ�صحاب الفيل الذين ق ِدموا من اليمن يريدون تخريب‬
‫و َ� ْص ِف أ�عمارهم في مطالبهم‪.‬‬
‫الكعبة؟‬
‫‪� 3‬إ ّل الذين �آمنوا وعملوا ال�صالحات ف�إنهم ا�شتروا‬
‫‪� 2‬ألم يجعل مك َرهم و�َسعيهم في تخريب الكعبة في‬ ‫الآخرة بالدنيا فربحوا و�سعدوا‪ ،‬وو َّ�صى بع ُ�ضهم بع�ض ًا‬
‫تخ�سير و�إبطال؟ فخ َّيب �سعيهم‪ ،‬ولم ينالوا ما ق�صدوا‪.‬‬ ‫بالتم�سك بالح ِّق‪ -‬ومنه الثبات على ا إليمان بالله وكتبه‬
‫ور�سله والعمل ب�شريعته‪ ،‬فهو ا ألمر الثابت الذي لا‬
‫‪ 5 - 3‬و أَ�ر�سل عليهم طيراً جماعا ٍت تجيء �شيئ ًا‬ ‫�سبيل �إلى �إنكاره‪ ،‬ولا زوا َل في الدارين لمحا�سن �آثاره‪-‬‬
‫بعد �شيء‪ ،‬ترميهم بحجارة ِم ْن طي ٍن متحج ٍر ُمـ ْح ِر ٍق‪،‬‬
‫ف�أهلكهم الله وجعلهم كورق زر ٍع قد أ�كلت منه‬ ‫وو َّ�صى بع ُ�ضهم بع�ض ًا بال�صبر عن اقتراف المع�صية‪،‬‬
‫وال�صب ِر على الطاعات التي ي�ش ُّق على النف�س �أدا�ؤها‪،‬‬
‫الدوا ُّب ودا�سته ب أ�رجلها‪ ،‬فبقي مم َّزق ًا متناثراً‪.‬‬
‫وعد ِم الج َزع عند نزول البلية‪.‬‬

‫‪601‬‬

‫‪ 2 1‬إ� ّن ِن َعم الله على ُقري�ش لا ُت�صى‪ ،‬ف إ� ْن لم‬
‫يعبدوه لجميع ِنعمه فليعبدوه ألجل إ�يلافهم الرحل َة‬

‫في ال�شتاء �إلى اليمن‪ ،‬وفي ال�صيف إ�لى ال�شام في ّتجرون‬
‫ويمتارون في �أمن واطمئنان‪ ،‬لا يتع ّر�ض لهم �أح ٌد‬

‫لكونهم �سكان حرم الله‪.‬‬

‫‪ 4 3‬فليعبدوا ر َّب هذا البيت الذي أ�طعمهم‬
‫بالرحلتين من جوع �شديد كانوا فيه قبلهما‪ ،‬و�آمنهم ِم ْن‬
‫كل ما يخاف منه غير أ�هل الحرم من الغارات والحروب‪.‬‬

‫‪ 1‬إ� ّنا أ�عطيناك ‪ -‬يا محمد‪ -‬الخي َر الكثي َر من النبوة‬ ‫‪ 3 - 1‬هل عر ف َت ا لذ ي يك ّذ ب با لجز ا ء‬
‫والقر آ�ن وال�شفاعة والحو�ض وغير ذلك مما خ َّ�صك الله‬ ‫والح�ساب؟ ف�إ ْن لم تعرفه‪ ،‬فذلك الذي يدفع اليتي َم بجفا ٍء‬
‫و أ�ذ ًى‪ ،‬وير ُّده ر ّداً قبيح ًا‪ ،‬ولا ُيطعم اليتي َم ولا ي أ�مر‬
‫به في الدنيا وا آلخرة‪.‬‬ ‫ب�إطعامه‪ .‬وفي هذا إ�علام ب أ�ن ا إليمان بالبعث والجزاء هو‬

‫‪ 3 2‬ف ُد ْم على ال�صلاة مخ ِل�ص ًا لوجهه تعالى‪،‬‬ ‫الوازع الح ُّق الذي يغر�س في النف�س جذو َر ا إلقبال على‬
‫خلا َف ال�ساهي عنها المرائي فيها؛ لتقوم ب�شكر نعمه‪،‬‬ ‫ا ألعمال ال�صالحة حتى ي�صير ذلك ُخ ُلق ًا لها‪.‬‬

‫واجع ْل َن ْحرك خال�ص ًا لله‪ ،‬خلاف ًا ِلـ َما يفعله َع َبدة‬ ‫‪ 5 4‬و�إذا كان ما ُذكر من عدم المبالاة باليتيم‬
‫ا ألوثان‪ .‬إ� ّن َم ْن يبغ�ضك هو المنقطع عن ك ِّل خير‪،‬‬
‫المحروم من ك ِّل ذكر َح�سن‪� ،‬أ ّما �أن َت فتبقى ذري ُتك‬ ‫والم�سكين من دلائل التكذيب بالح�ساب ومو ِجبات‬

‫و ُح�س ُن ذكرك و�آثا ُر ف�ضلك �إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫التوبيخ والذ ِّم‪ ،‬فوي ٌل لمن التزموا بال�صلاة وهم غافلون‬
‫عنها غير مبالين ب�أوقاتها‪ ،‬الذين ُي ُرون النا� َس أ�عمالهم‬
‫ل ُيثنوا عليهم‪ ،‬ويمنعون ما َي َتعاوره ويتداوله النا� ُس من‬
‫أ��شياء ‪ -‬كالق�صعة وا آلنية والف أ��س والإبرة ونحو ذلك‬

‫من المعروف‪ -‬فلا �أح َ�سنوا عبادة ربهم‪ ،‬ولا �أح�سنوا‬
‫�إلى خلقه‪ ،‬فهم �أَح ُّق بالتوبيخ وال َّذ ِّم‪.‬‬

‫‪602‬‬

‫‪ 6‬لكم �ِ ْش ُك ُكم وكف ُركم الذي ُت�ص ُّرون عليه حال ًا‬
‫وم�ستق َبل ًا و�ستجازون عليه‪ ،‬ولي توحيدي و إ�خلا�صي‬

‫�أبداً ما َح ِيي ُت و�س ُأ� َجازى عليه‪.‬‬

‫‪ 1‬إ�ذا تح َّقق َن ْ� ُص الله على كفار قري�ش‪ ،‬وفتح لك‬
‫‪ -‬أ�يها الر�سول‪ -‬وللم ؤ�منين مكة‪.‬‬

‫‪ 2‬ور�َأي َت النا�س يدخلون في ا إل�سلام جماعا ٍت‬
‫جماعا ٍت من غير حرب ولا قتال‪.‬‬

‫‪ 3‬فا ْجمع بين ت�سبيحه تعالى وتحميده َوا�ْس َت ْغ ِف ْر ُه‪،‬‬
‫�أي‪ :‬اطلب منه �أن يغفر لك ولُأمتك‪� ،‬إنه تعالى كثير‬
‫التوبة على عباده‪ .‬وفيه تنبي ٌه على �أنه ‪ ‬على ع�صمته‬
‫و ُعل ِّو َمقامه م�أمو ٌر بالا�ستغفار! فكيف ب َمن هو دونه؟‬

‫وفيه �أي�ض ًا إ�علا ٌم من الله لنب ّيه ‪ ‬باقتراب أَ� ِجله‪.‬‬

‫‪ 1‬هلك ْت وخ�سر ْت يدا �أبي له ٍب ب إ�يذائه محمداً‬ ‫‪ 1‬قل ‪� -‬أيها الر�سول‪ -‬له ؤ�لاء الكفار الذين �َس َبق‬
‫‪ .- -‬وقد َح َ�ص َل هلا ُكه وتح َّقق خ�سرا ُنه‪.‬‬ ‫في علم الله �إ�صرا ُرهم على الكفر ومو ُتهم عليه‪ :‬يا �أيها‬

‫‪ 2‬لن ينفعه ما ُله‪ ،‬ولا جا ُهه وع ُّزه الذي اكت�سبه‪ ،‬ولا‬ ‫الكافرون بالله‪.‬‬
‫أ�بنا ؤ�ه يوم القيامة‪ ،‬ولن َيدفع عنه ك ُّل ذلك من عذاب‬
‫‪ 2‬لا �أَعبد م�ستق َبل ًا الذي ت�س أ�لوني عبادته‪ِ :‬م ْن �أ�صنا ٍم‬
‫الله �شيئ ًا‪.‬‬ ‫و�أوثا ٍن و�آله ٍة باطل ٍة‪ .‬وقد نزلت هذه ال�سورة في جماع ٍة‬
‫من م�شركي قري�ش �س�ألوا النب َّي ‪ - -‬أ�ن يعبد آ�لـ َهتهم‬
‫‪� 4 3‬س ُي ْح َرق بنا ٍر ذا ِت ا�شتعا ٍل عظي ٍم‪ ،‬هو‬
‫وامر�أ ُته التي كانت تحمل ال�شوك‪ ،‬فتطرحه في طريق‬ ‫�سن ًة‪ ،‬ويعبدوا إ�لهه �سن ًة‪.‬‬

‫النب ِّي ‪ - -‬ألذ َّيته‪.‬‬ ‫‪ 3‬ولا أ�نتم ‪ -‬كما وعدتموني‪ -‬عابدون م�ستق َبل ًا‬
‫الذي �أَعبده‪.‬‬
‫‪ 5‬في ُع ُنقها حب ٌل متي ٌن قد ُفتل فتل ًا مح َكم ًا‪ُ ،‬تع َّذب‬
‫به في النار يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ولا أ�نا عاب ٌد حال ًا ما تعبدون من الباطل‪.‬‬

‫‪ 5‬ولا �أنتم عابدون حال ًا إ�لهي الح َّق الذي �أعبده‪.‬‬

‫‪603‬‬

‫‪ 1‬قل‪ -‬أ�يها الر�سول ‪ :-‬إ� َّن ر ِّبي الذي �أدعو �إلى‬
‫ا إليمان به وعبادته هو الله الواحد الذي لا ثان َي له ولا‬
‫�شريك‪ ،‬ولا َنظير له ولا َمثيل‪ .‬ولا ُيو�صف بالأَحد‬

‫‪ -‬خلاف ًا للواحد‪ -‬إ� ّل الله �سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪} 2‬ﭖﭗ{�أي‪:‬ال�س ِّي ُدالمق�صود‪-‬وحده‪-‬‬
‫في ق�ضاء جميع الحوائج والرغائب‪ ،‬المفت ِق ُر إ�ليه ك ُّل َمن‬

‫�سواه على الدوام‪.‬‬

‫‪ 3‬لم َي ْ�ص ُدر عنه �سبحانه َو َل ٌد؛ لا�ستحالة أ� ْن ُيجان َ�سه‬
‫�أَ َح ٌد‪ .‬ولم َي ْ�صدر هو �سبحانه عن وال ٍد؛ لا�ستحالة �أ ْن‬

‫َي�سبقه عد ٌم‪.‬‬

‫‪ 4‬ولم يك ْن َ�أ َح ٌد نظيراً ولا مثيل ًا له في ذاته و�صفاته‬
‫و�أفعاله‪.‬‬

‫‪ 1‬قل ‪� -‬أيها الر�سول‪� :-‬ألتج ُئ و�أعت�ص ُم و أ��ستجي ُر‬ ‫‪ 1‬قل‪ -‬أ�يها الر�سول‪� :-‬ألتج ُئ و أ�عت�ص ُم و أ��ستجي ُر‬
‫بالله خال ِق النا�س ومد ِّبر �أمورهم‪.‬‬ ‫بر ِّب ال َف َلق‪ ،‬وهو ال�صبح الذي ينجلي عنه الليل‪.‬‬

‫‪ 2‬مال ِك النا�س وحا ِكمهم والمت�ص ّر ِف في ك ِّل‬ ‫‪ِ 2‬م ْن �ش ّر جميع المخلوقات و�أذاها‪.‬‬
‫�ش ؤ�ونهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬و ِم ْن �ش ّر الليل �إذا دخل ظلا ُمه‪ ،‬وما فيه من‬
‫‪ 3‬إ�ل ِه النا�س بح ٍّق؛ إ�ذ لا معبو َد �سواه‪.‬‬ ‫ال�شرور‪.‬‬

‫‪ِ 4‬م ْن �ش ِّر الذي يو�سو�س عند الغفلة‪ ،‬ويت أ� َّخر أ�و‬ ‫‪ 4‬و ِم ْن �ش ّر ال�َّسواحر اللاتي َي ْعق ْدن ُع َق ًدا و َين ُفخن‬
‫يختفي عند ذكر الله‪.‬‬ ‫فيها مع ري ٍق بق�صد ال�سحر‪.‬‬

‫‪ 5‬الذي ُيلقي في النفو�س خواط َر ال�ش ِّر وال�سوء‪.‬‬ ‫‪ 5‬و ِم ْن �ش ّر حا�س ٍد إ�ذا أَ�ظهر ما في نف�سه من الح�سد‪،‬‬
‫‪ِ 6‬م ْن �شياطين الج ِّن وا إلن�س‪.‬‬ ‫وعمل بمقت�ضاه‪ ،‬وتم َّنى زوال نعمة المح�سود‪.‬‬

‫‪604‬‬

‫الحم ُد لله ر ِّب العالمين وال�صلاة ال�سلام على �أ�شرف المر�سلين ورحمة الله للعالمين‬
‫�سيدنا محمد وعلى �آله و�صحبه �أجمعين‪.‬‬

‫وبعد‪ ،‬ف�إن دائرة ال�ش�ؤون ا إل�سلامية والعمل الخيري بدبي تحمد الله تعالى على أ�ن‬
‫و ّفقها إلنجاز هذا التف�سير لكتاب الله تعالى‪ ،‬وترجوه تعالى أ�ن يتقبله ويجعله خال�ص ًا‬

‫لوجهه الكريم نافع ًا لعباده في العالمين‪.‬‬

‫ولـ ّما كان ِم ْن �ُشكر الله تعالى �شك ُر خلقه‪ ،‬و ِم ْن بركة العلم ن�سب ُته ألهله‪ ،‬ف إ�ن‬
‫الدائرة تتقدم بال�شكر والتقدير لكافة اللجان التي عملت في �إنجاز هذا الم�شروع المبارك‬
‫«تف�سير القر آ�ن الكريم» �سواء من علماء الدائرة �أو ال�سادة العلماء المدققين والمحكمين‬

‫من خارجها‪.‬‬

‫وقد ت�شرف بالعمل في �إنجاز هذا التف�سير أ�ربع لجان‪ ،‬وذلك ب�إدارة الدكتور �سيف‬
‫را�شد الجابري مدير �إدارة البحوث بالدائرة (�سابق ًا)‪ ،‬ثم ب�إدارة الدكتور عمر محمد‬

‫الخطيب المدير التنفيذي لقطاع ال�ش�ؤون الإ�سلامية في الدائرة‪:‬‬

‫اللجنة ا ألولى‪ :‬لجنة إ�عداد التف�سير من علماء الدائرة‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ -١‬ال�سيد علي عبد الله الري�س‪.‬‬
‫‪ - ٢‬الدكتور محمد مطيع الحافظ‪.‬‬
‫‪ -٣‬الدكتور عبد الحكيم محمد الأني�س‪.‬‬
‫‪ - ٤‬الدكتور محمود أ�حمد الزين (رحمه الله تعالى)‪.‬‬
‫‪ -5‬ال�شيخ محمد �سعد خلف الله ال�شحيمي‪.‬‬
‫‪ -6‬الدكتور موفق يا�سين قطيفاني‪.‬‬

‫و‬

‫‪ - 7‬ال�شيخ محمد عبد الله ابن التمين‪.‬‬
‫‪ - 8‬الدكتور عمر محمد �سيد عبد العزيز‪.‬‬

‫وقد قامت هذه اللجنة بكتابة هذا التف�سير بعد و�ضعها منهجا دقيق ًا لذلك‪ ،‬وتولى‬
‫بع�ض أ�ع�ضائها تنفيذ ملاحظات اللجنة الثانية والثالثة عليه بعد درا�ستها ومناق�شتها‪.‬‬

‫اللجنة الثانية‪ :‬لجنة المراجعة العلمية والتدقيق من المملكة المغربية‪:‬‬

‫وقد قامت بمراجعة التف�سير الـ ُم َع ّد وتدقيقه‪ ،‬وتت�ألف هذه اللجنة من العلماء‬
‫ا أل�ساتذة بجامعة القرويين بفا�س بالمملكة المغربية‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ - 1‬ف�ضيلة ا أل�ستاذ الدكتور �إدري�س الفا�سي الفهري‪.‬‬
‫‪ -2‬ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور نجيب بنعبد الله المدغري (رحمه الله تعالى)‪.‬‬

‫‪ -3‬ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور إ�دري�س الخر�شفي‪.‬‬
‫‪ - 4‬ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور ح�سن عزوزي‪.‬‬

‫اللجنة الثالثة‪ :‬لجنة الخبراء المحكمين من خارج الدائرة‪:‬‬

‫وقد قامت بتحكيم ن�ص التف�سير بعد تنفيذ ملاحظات لجنة المراجعة العلمية‬
‫والتدقيق عليه‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ - 1‬ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور نجيب بنعبد الله المدغري‪ ،‬أ��ستاذ التف�سير وعلوم القر آ�ن‬
‫بجامعة القرويين (رحمه الله تعالى)‪.‬‬

‫‪ -2‬ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور عيادة أ�يوب الكبي�سي‪ ،‬أ��ستاذ التف�سير وعلوم القر آ�ن بجامعة‬
‫ال�شارقة (�سابق ًا)‪.‬‬

‫‪ -3‬ف�ضيلة الأ�ستاذ الدكتور أ�حمد ح�سن فرحات‪ ،‬أ��ستاذ التف�سير وعلوم القر آ�ن بجامعة‬
‫ا إلمارات (�سابق ًا)‪« ،‬قر�أ الثلث ا ألول»‪.‬‬

‫ز‬

‫اللجنة الرابعة‪ :‬لجنة المراجعة النهائية في الدائرة‪:‬‬

‫وقد قامت هذه اللجنة‪ ،‬تحت إ��شراف الدكتور عمر محمد الخطيب المدير‬
‫التنفيذي لقطاع ال�ش ؤ�ون الإ�سلامية بالمراجعة العلمية والت�صحيح النهائيين لن�ص التف�سير‬

‫واعتماده للطباعة‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪ -١‬ال�سيد علي عبد الله الري�س‪.‬‬
‫‪ -٢‬الدكتور محمد مطيع الحافظ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬الدكتور عبد الحكيم محمد الأني�س‪.‬‬
‫‪ -4‬ال�شيخ محمد �سعد خلف الله ال�شحيمي‪.‬‬
‫و�صلى الله و�سلم وبارك على �سيدنا محمد وعلى آ�له و�صحبه أ�جمعين‬
‫و�آخر دعوانا �أن الحمد لله رب العالمين‬

‫د‪ .‬حمد بن ال�شيخ أ�حمد ال�شيباني‬

‫مدير عام دائرة ال�ش�ؤون ا إل�سلامية والعمل الخيري‬
‫دبي ‪ -‬ا إلمارات العربية المتحدة‬
‫‪ 1440‬هـ ‪ 2019 /‬م‬

‫ح‬

‫ط‬

‫ي‬

‫ك‬

‫طبع في‬


Click to View FlipBook Version