تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
ألم يكن من الأجدى إعطاء الأسبقية لأولوية واحدة كإصلاح التعليم مثلا بالنسبة
لمشروع الميزانية لهذه السنة؟ في إطار ميزانية البرامج ،حتى يكون الإصلاح شاملا
وحقيقيا بدل ان يظل ترقيعيا بدل تضخيم الأولويات في غياب آليات التنفيذ ؟
السيد الرئيس؛
لقد نبهنا في أكثر من مناسبة إلى أنه إذا كان النموذج التنموي المعتمد قد ساهم
الى حد ما في خلق الثروة ،فانه اخفق في توزيعها التوزيع العادل والمنصف لتشمل
جميع المغاربة بكل شرائحهم الاجتماعية ومناطقهم الجغرافية ،وإعادة التشغيل
لسلم الارتقاء الاجتماعي ،والتقليص من حدة الفقر والإقصاء والتهميش ،حيث لا
زالت الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الدولية والوطنية المختصة ترسم صورة
قاتمة عن الأوضاع الاجتماعية ،التي أخذت بعدا مقلقا تهدد الاستقرار المجتمعي
وتماسكه ،نتيجة اتساع رقعة الفقر والهشاشة ومظاهر الحيف الاجتماعي ،الذي
تعاني منه شرائح واسعة من المغاربة ،وانسداد الآفاق أمام ساكنة العالم القروي
والمناطق المهمشة ،كما تجسد ذلك في تزايد رقعة الاحتجاجات للمطالبة بحقها
الدستوري في التنمية وتوفير الماء الشروب والكرامة في العديد من مناطق المملكة،
بما فيها الريف ،زاكورة ،قلعة السراغنة ،ورززات ،تاونات ،سوس وغيرها من
ساكنة المناطق النائية ،فعوض إعمال لغة الحوار والإنصات لمطالب الساكنة ،تم
اللجوء الى العنف والزج بأصحاب الحق في السجون.
فهل المطالبة بالعيش الكريم كحق من حقوق الانسان المتعارف عليها دوليا
والمكرسة في دستور 2011تعتبر جريمة في ظل دولة الحق والقانون والمؤسسات،
في الوقت الذي وقف فيه جلالة الملك اكثر من مرة على حقيقة الاوضاع وحجم
الاختلالات التي يعرفها المغاربة ،متسائلا جلالته « :أليس المطلوب هو التنفيذ
الجيد للمشاريع التنموية المبرمجة التي تم اطلاقها ،ثم إيجاد حلول عملية وقابلة
للتطبيق للمشاكل الحقيقية والمطالب المعقولة والتطلعات المشروعة للمواطنين
في التنمية والتعليم والصحة والشغل وغيرها» كما جاء في خطاب جلالة الملك
بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجارية.
حصيلة العمل النيابي 51السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
فكان جواب جلالة الملك سريعا ذا دلالات واضحة لكل من يهمه الامر ،بشأن
هذه الاختلالات التي وقفت عليهاكل من المفتشية العامة للداخلية والمفتشية العامة
للمالية ،فيما يخص انجاز مشاريع «الحسيمة :منارة المتوسط» ،بما فيها تلك التي
اطلقها جلالة الملك كما جاء في بلاغ الديوان الملكي ،هذه القرارات الملكية التي
تعتبر بادرة ايجابية في تفعيل البعد الدستوري لتقييم السياسات العمومية ،التي يجب
ان يخضع تدبيرها لمبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة ،بما يضمن
اعطاء المسؤولية السياسية والتدبيرية مدلولها الحقيقي بعدم الافلات من العقاب.
هذه الخطوة التي نتمنى ان تشمل جميع الاختلالات التي عرفتها المشاريع
الأخرى بمختلف ربوع المملكة ،وكذا ملفات الفساد المالي المحالة على وزارة
العدل من طرف المحاكم المالية حتى تكون درجة الزلزال السياسي في مستوى
تطلعات المواطنين.
كما يجب ان يشمل هذا التوجه الجديد في تدبير السياسات العمومية وتقييمها
المشاريع الملتزم بها امام جلالة الملك بالقارة الافريقية ،سواء تعلق الامر
بالاستثمارات العمومية أو الخاصة.
السيد الرئيس؛
لقد تعودنا في الفريق الاستقلالي ألا نقتصر في نقاشنا على تقديم التشخيص
والاكتفاء بالنقد ،ولكن نتقدم بالبدائل الكفيلة بتحسين مضامين مشروع القانون
المالي وتوجهاته واختياراته حتى يكون في مستوى تطلعات وانتظارات المواطنين
ويشكل بالفعل مدخلا لإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد
ويساهم في تعزيز الثقة والمصالحة مع المواطنين عندما يجدون ذاتهم في تدبير
السياسات العمومية والاستراتيجيات الوطنية المعتمدة والقوانين المالية باعتبارها
الإطار السنوي لتفعيل هذه التوجيهات والاختيارات ،وذلك من خلال إعطاء البعد
التعادلي مدلوله الحقيقي في تدبير السياسات العمومية وآلياتها التنفيذية المتمثلة في
الميزانية السنويةكمذهب اقتصادي واجتماعي ،لا هو بالشرقي ولا بالغربي بعيدا عن
أي نموذج جاهز مستورد من الخارج ،مذهب يستلهم توجهاته واختياراته ومرتكزاته
حصيلة العمل النيابي 52السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
من المبادئ الإسلامية والقيم الثقافية المغربية والتفاعل مع الواقع المغربي وتطلعات
وانتظارات المواطنين وحاجياتهم ،مذهب نعتبره في الفريق الاستقلالي ،يشكل
أساس بناء مجتمع تعادلي تسوده المساواة وتكافؤ الفرص في توزيع ثروة البلاد
وخيراتها ،مجتمع تذوب فيه الفوارق الاجتماعية والتفاوتات المجالية ،مجتمع
يتكامل فيه الغني والفقير ،يتكامل فيه سكان العالم القروي والعالم الحضري،
تتعايش فيه مختلف الشرائح الاجتماعية كيفما كان مستواها الثقافي والايديولوجي
والاجتماعي .
هذا البعد التعادلي الذي نعتبره بديلا للنموذج التنموي الذي أبان عن فشله
في معالجة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد ،حيث تؤكد
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة التي وصلت إليها البلاد صواب خيار
النموذج التنموي القائم على التعادلية الاقتصادية والاجتماعية ،في أفق أنسنة اقتصاد
السوق وتقوية الاقتصاد التضامني ،ليشكل ثروة اقتصادية حقيقية بالعالم القروي
من أجل تحسين دخل الساكنة وخلق فرص الشغل وقيمة مضافة محلية مهمة
كفيلة بالرفع من مستوى معيشة الساكنة ،بما يضمن تقليص الفوارق الاجتماعية
والتفاوتات المجالية ،وإعطاء الديمقراطية أبعادها الاقتصادية والاجتماعية ،في أفق
بناء مجتمع متضامن تسوده المساواة وتكافؤ الفرص ومقومات العيش الكريم.
السيد الرئيس ،
كنا نأمل أن يأتي هذا المشروع بالإجراءات الكفيلة بمواصلة إصلاح صندوق
المقاصة ،بما يمكن الفئات المستهدفة من الاستفادة من هذا الصندوق ،من مختلف
أوجه الدعم ،بدل أن يظل في خدمة الأشخاص الذين لا يستحقون هذا الدعم ،سواء
كانوا أشخاصا طبيعيين أو ذاتيين ،وذلك في إطار التوزيع العادل للثروة وتقليص
الفوارق الاجتماعية؛
كنا نأمل أن يأتي هذا المشروع بتدابير كفيلة بتعزيز وتقوية الرعاية الاجتماعية
ودعم الفئات الهشة ،بما فيها الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ،بما يضمن
تفعيل مقتضيات القانون الإطار المتعلقة بحقوق هذه الشريحة الاجتماعية ،خاصة
ما يتعلق بوضع نظام للدعم الاجتماعي والتشجيع والمساندة لفائدتها ،وكذا وضع
حصيلة العمل النيابي 53السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
مخطط عمل للنهوض بحقوقها ،والعمل على ملائمة التشريع الوطني مع مقتضيات
الاتفاقية الدولية الخاصة بهذه الفئات الاجتماعية ،كما التزمت بذلك الحكومة في
برنامجها؛
كنا نأمل أن يأتي هذا المشروع بتدابير من شأنها تنمية المناطق الحدودية التي أصبحت
عبارة عن قنبلة موقوتة ،بعدما أصبح ساكنو هذه المناطق يعيشون في عزلة اقتصادية
وظروف اجتماعية مطبوعة باليأس والإحباط ،بعدما تخلت الحكومة عن دورها في إيجاد
البديل لهذه الساكنة بالنظر لطبيعة عملها القائم على الاقتصاد غير المنظم؟
كنا نأمل أن يأتي مشروع القانون المالي لهذه السنة بتدابير كفيلة بمعالجة الأعطاب
والاختلالات العميقة التي تعرفها الوضعية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد ،ويزرع
بذور الأمل لدى المغاربة في العيش الكريم ،ونقل البلاد من خانة الدول النامية
إلى نادي الدول الصاعدة كما جاء في البرنامج الحكومي ،وذلك إيمانا بأن نجاح
الحكومة هو نجاح للبلاد وللوطن وللمغاربة أجمع ،ولكن الحكومة تتعامل بمنطق
التفكير بالمفرد عندما قدمت حصيلتها خلال 120يوما من تعيينها دون إشراك باقي
الفرق النيابية وفي مقدمتهم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ،وكأن مكوناته
لا تهمهم هذه الحصيلة التي اعتبرها المتتبعون مخيبة لآمال المغاربة ابتداء من
كيفية تعيينها إلى الزلزال السياسي الذي تتبعه الرأي العام الوطني باهتمام بالغ مرورا
بحوادث وأزمات ستظل وصمة عار في جبين هذه الحكومة ،بما فيها التعامل العنيف
مع الاحتجاجات الاجتماعية ،تحويل مهنة التدريس إلى مهنة التعـــــــــاقد ،تعفن
الأضاحي ،حادثة الاغتصاب الجماعي لفتاة مشردة بالحافلة ،حالات الانفلات
الأمني ،وغيرها من المصائب التي تكشف بالملموس سوء التدبير للسياسات
العمومية في مختلف الميادين ومدى الشعور بالإحباط واليأس لدى المواطنين.
السيد الرئيس؛
نتمنى من الله عز وجل أن يسقينا بأمطار الرحمة في ظل موسم فلاحي بدأت بوادره
ِتؤشر لموسم جفاف هيكلي ،وما قد يترتب عنه من نتائج سلبية على الحياة الاقتصادية
والاجتماعية ومستوى معيشة المواطنين خاصة منهم الفلاحون الصغار والمتوسطون؛
حصيلة العمل النيابي 54السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
تدخل الأخت النائية رفيعة
المنصوري في الشق الاقتصادي:
يشرفني أن أتدخل باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ،في مناقشة
الشق الاقتصادي لمشروع قانون المالية لسنة ،2018وهي مناسبة سنوية للوقوف
على مكامن القوة والضعف في تدبير السياسات العمومية ومدى تنفيذ مضامين
البرنامج الحكومي ،ومدى استجابة هذا المشروع لانتظارات الفاعلين الاقتصاديين
والاجتماعيين ،خاصة فيما يتعلق بتوفير شروط مناخ أعمال مواتية لجلب الاستثمار
الداخلي والخارجي وتشجيع المبادرات بما فيها بالأساس المقاولات الناشئة حتى
تساهم في انعاش الاقتصاد الوطني.
وهي مناسبة دستورية كنا نتمى صادقين ان تحظى بالمتابعة الشعبية والإعلامية
(للأسف اليوم كل هذا النقاش الذي يدور في البرلمان لم يعد يخظى باي اهتمام
من لدن شرائح واسعة من الشعب المغربي ونتحمل المسؤولية جميعا)
حصيلة العمل النيابي 55السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
مناسبةكنا نتمنى أن تشكل خطوة أولى على الطريق الصحيح لاقرار نموذج تنموي
جديد كما أمر بذلك جلالة الملك في خطابه بمناسبة افتتاح البرلمان
( كنا ننتظر أن تقوم ثورة حكومية داخلية وأن تعقد الحكومة اجتماعات افقية
وعمودية بعد الخطاب الملكي وكنا ننتظر أن تعود الحكومة بمشروعها للمناقشة
والتعميق على الأقل لوضع الخطوات الأولى لهذا النموذج)
كنا ننتظر من هذا المشروع أن يأتي بتدابير كفيلة لمعالجة العراقيل التي يعرفها
الاستثمار خاصة فيما يتعلق :
-بتعقيد المساطر وتخليق الحياة الإدارية ،
-وعدم تفعيل نظام الحكومة الالكترونية،
-وتوفير الوعاء العقاري الضروري بما فيها المناطق الصناعية،
-وترسيخ منظومة قضائية مستقلة تضمن آليات المحاكمة العادلة،
-إعادة النظر في مدونة الشغل حتى تواكب متطلبات الاستثمار ،
-إعادة النظر كليا في المراكز الجهوية للاستثمار بعدما أبانت عن فشلها
في تدبير هذا المجال ( وهو الكلام الذي طالما رددناه) وكما عبر عن ذلك
جلالة الملك في خطاب العرش الأخير وهذا ما جعل الاقتصاد الوطني لا يرقى
الى مستوى الاقتصاديات الصاعدة سواء من حيث عجزه عن انتاج الثروة او
عجزه عن خلق فرص الشغل على رغم من الاستراتيجيات القطاعية التي
اعتمدتها الحكومة من اجل تطوير الاقتصاد الوطني والرفع من مردوديته بما
فيها مخطط المغرب الأخضر ،مخطط اليوسي ،ومخطط «اقلاع» وبرنامج
تسريع الصناعي ،واستراتيجية المغرب الرقمي ،الاستراتيجية السياحية رؤية
. 2020
فلماذا اذن فشلت هذه المخططات الاستراتيجية في تحقيق الأهداف المتوخاة
منها ؟ رغم الاغلفة المالية الضخمة المرصودة لهذه القطاعات ؟
فهل هذا راجع الى غياب إرادة سياسية للحكومة في التنزيل السليم لهذه البرامج؟
ام هذا راجع الى غياب التدبير الجيد للسياسات العمومية المرتبطة بهذه
حصيلة العمل النيابي 56السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
المخططات الاستراتيجية وعدم القيام بتقييم هذه السياسات وأثرها على الاقتصاد
الوطني والانعاش الاجتماعي ،كما أكد ذلك جلالة الملك في خطاب افتتاح السنة
التشريعية الحالية .
أم هو راجع إلى خلل بنيوي في هذه المخططات بناءا وتركيبا ماليا؟
التوزيع القطاعي للاستثمار الأجنبي
السيد الرئيس ،
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة الى أن التوزيع القطاعي للاستثمار الأجنبي
المباشر في المغرب عرف خلال السنوات الماضية تغييرا كبيرا ،حيث أصبح كل
من قطاع العقار والصناعة يمثلان القطاعات الأكثر جاذبية ،حيث استحوذ القطاع
العقاري على ما يعادل % 40.7من مجموع الاستثمارات الأجنبية بالمغرب ،بينما
لم يستقطب القطاع الصناعي سوى ما يعادل % 22.4من مجموع الاستثمار
الأجنبي ،الامر الذي يؤدي الى تقليص فرص الشغل القارة وتزايد معدل البطالة
الذي اصبح يتجاوز نسبة . % 10
فهل هذا راجع الى عدم الثقة في الاستثمارات المنتجة ؟
أم راجع الى صعوبة التمويل ؟
أم راجع لعدم الاستغلال الأمثل للرأسمال اللامادي بما فيه بالأساس الرأسمال
البشري ؟
أم راجع الى غياب خارطة طريق للاستثمار في القطاعات المنتجة ؟
دور الابناك في تمويل الاستثمار
وفي هذا السياق نتساءل السيد الوزير عن دور الأبناك في تمويل الاستثمار
والمساهمة في دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وخاصة الصغيرة جدا
والمساهمة في خلق فرص الشغل عن طريق تمويل المقاول الذاتي ؟ (حتى لا يظل
هذا الاطار القانونيكما صادق عليه البرلمان مجرد جسد بلا روح )! وهو ما يتطلب
من الحكومة التعجيل بإعادة النظر في مساهمة الأبناك في تمويل الاستثمار بمنح
مزيد من الثقة للشباب الحامل لمشاريع طموحة بدل الارتكان الى تقديمه للمقاولات
حصيلة العمل النيابي 57السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
الكبرى والمحظوظة خاصة عندما تضع شروطا تعجيزية أمام المستثمرين بما فيها
وجوب توفر الرهن العقاري مع ما تفرضه من نسبة فائدة جد مرتفعة غير مشجعة
على المبادرة والاستثمار.
وفي هذا السياق يعتبر الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية أن الأبناك التشاركية
يمكنها أن تساهم مساهمة فعالة في تمويل الاستثمار خاصة ما يتعلق منها
بالاستثمارات الصغرى والمتوسطة على غرار ما هو معمول به في العديد من الدول.
السيد الرئيس،
في كل مناسبة نسائل الحكومة عن نتائج اتفاقيات التبادل الحر ؟ وماذا استفاد
الاقتصاد الوطني من هذه الاتفاقيات في الوقت الذي نجد فيه ان العجز التجاري مع
هذه البلدان لا يزداد الا ارتفاعا ؟ فهل هذا راجع الى غياب رؤية واضحة للمبادلات
التجارية مع هذه الدول ؟ أم هذا راجع الى عدم تأهيل المقاولة المغربية حتى تكون
في مستوى المنافسة المطلوبة ؟ أم هذا راجع الى عجز اقتصاد الوطن عن توفير
منتوجات محلية قابلة للتصدير وذات جاذبية تصديرية بهذه الدول حتى ييسترجع
ميزاننا التجاري توازنه مما يحتم على الحكومة ان تعيد النظر في هذا التوجه بما
يضمن للاقتصاد الوطني قوته ومناعته .
( هذه الاتفاقيات ليست قرانا منزلا ...والدول لا تؤمن الا بمصالحها)
إن إنعاش الحياة الاجتماعية والرفع من مستوى التنمية القروية والجبلية والمناطق
الحدودية رهين بإقرار نموذج اقتصادي وتنموي يستجيب لخصوصيات البلاد
ومؤهلاتها الطبيعية والبشرية ،يقوم على أساس الارتقاء بالاقتصاد الاجتماعي الى
حرفة بأبعادها الوطنية والدولية مذرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ،ليشكل بذلك
ثورة تنموية حقيقية كفيلة بخلق الثروة وتوفير فرص الشغل واستغلال المؤهلات
الطبيعية والكفاءات البشرية وتثمينها وذلك من خلال دعم التعاونيات والجمعيات
والمجموعات ذات النفع الاقتصادي حتى تقوم بالدور المنوط بها في تحسين
الإنتاج والمردودية ،وهذا ما يتطلب من الحكومة إحداث وكالة خاصة بالاقتصاد
الاجتماعي والتضامني يعهد اليها مهمة تدبير ومواكبة وتنسيق الاستراتيجيات
حصيلة العمل النيابي 58السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
المتعلقة بالاقتصاد التضامني ،وهذا ما سيساهم في إدماج الاقتصاد غير المهيكل
الذي يعرف تناميا مستمرا حيث يمثل حوالي % 60من النشاط الاقتصادي ويساهم
بحوالي % 14من الناتج الداخلي وفي تشغيل اكثر من % 2من خلال تدخله في
مختلف القطاعات الانتاجية الصناعية منها والفلاحية والتجارية والخدماتية وغيرها
من الأنشطة المذرة للدخل
السيد الرئيس ،
إن التعامل السلبي للحكومة وأغلبيتها النيابية مع التعديلات التي تقدم بها الفريق
الاستقلالي ،تؤكد بالملموس انفراد الحكومة بالرأي الوحيد في تدبير الشأن العام،
رغم الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه التعديلات في إغناء مشروع الميزانية الذي
نعتبره في الفريق الاستقلالي أداة للإصلاح ،للتغيير ،لما فيه الحفاظ على قدرة
المواطن المغربي وتقديم نموذج تنموي لائق به ،هذا التوجه الذي أبان عن فشله،
خاصة عندما يتعلق الامر بميزانية الدولة التي ترهن مصير البلاد لمدة سنة كاملة،
هذا التوجه الذي يؤكد بالملموس غياب إرادة سياسية لإعمال المقاربة التشاركية في
تدبير السياسات العمومية وإعطاء الديمقراطية المواطنة بعدها الدستوري الحقيقي،
هذه التعديلات التي استهدفت التخفيف من العبء الجبائي على المواطنين
والمؤسسات وانعكاساتها السلبية على قدرتهم الشرائية بما فيها التخفيــــض من
الضريبة المضافة على المحروقات مـــن % 14الى ، % 10على وكلاء التأمين من
% 20الى % 14والرسوم الجمركية على السيارات المستوردة خارج اطار اتفاقيات
التبادل الحر من % 20الى . % 17.5
وإذاكانت الحكومة قد تعاملت مع بعض هذه التعديلات بإيجابية فإننا نتأسف على
تعاملها بسلبية مع تعديلات تستهدف الرفع من مداخيل الخزينة من جهة والحفاظ
على صحة المواطنين من جهة ثانية ،ويتمثل هذا التعديل في رفع الرسوم المفروضة
على المشروبات الغازية التي تحتوي على نسب عالية من السكر والمشروبات التي
تحتوي على مواد التحلية.
علاوة على الاعفاء من الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية بالنسبة
للمواد المخصصة لتربية الاحياء المائية ،ناهيك عن مجموعة من الزيادات والرسوم
حصيلة العمل النيابي 59السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
والضرائب والتي لم تتجاوب فيها الحكومة مع تعديلات الفريق الاستقلالي والتي
تمس بصفة مباشرة القدرة الشرائية للمواطن المغرب (الزبدة ،بعض الادوية والمواد
الصيدلية التي لا يتم صناعتها بالمغرب) .
نتمنى صادقين في الفريق الاستقلالي الا تتكرر هذه الخطابات السنة المقبلة
بمناسبة مناقشة مشروع قانون المالية 2019ان شاء الله .وأن تتحمل الحكومة
مسؤوليتها كاملة في ترجمة التوجهات الملكية وتفعيل مضامين البرنامج الحكومي
مادامت خريطة الطريق واضحة ،كفانا من تكرار خطاب الإصلاح الذي لم يعد
ينفع مع جملة الاعطاب البنيوية التي بات يعاني منها اقتصادنا والذي ينعكس بكل
اسف على مختلف المجالات.
حصيلة العمل النيابي 60السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
)أتدخلات أعضاء الفريق في مناقشة الميزانيات القطاعية على مستوى
الجلسة العامة:
وبخصوص تدخلات الفريق الاستقلالي في الميزانيات القطاعية التي تدخل في
اختصاص اللجان النيابية الدائمة في الجلسة العامة المنعقدة بهذا الخصوص فقد
جاءت على الشكل التالي:
-المداخلة في الميزانيات القطاعية المندرجة ضمن اختصاصات لجنة العدل
والتشريع:
مداخلة السيد النائب عمر عباسي
يشرفني أن أتدخل باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في مناقشة الميزانيات
الفرعية التي تندرج ضمن اختصاصات لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان
بمجلسنا الموقر ،ونعتبر في الفريق الاستقلالي بادئ ذي بدء أن هذه المناسبة هي
موعد سنوي لمناقشة الخطوط العريضة والتوجهات الكبرى لمجموعة من القطاعات
الحكومية الاستراتيجية والحيوية ،والوقوف على مضامين ميزانيتها السنوية المقبلة،
من حيث توجهاتها واختياراتها ،وآفاق عملها ،بناء على مجموعة من المرتكزات و
المرجعيات الأساسية ،وفي طليعتها التوجهات التي حددها صاحب الجلالة الملك
محمد السادس نصره الله وأيده في خطبه السامية الأخيرة ،وكذا بمناسبة افتتاح السنة
حصيلة العمل النيابي 61السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
التشريعية الحالية.
كما نؤكد من خلال هذا المنبر أن ملاحظاتنا واقتراحاتنا التي سجلناها خلال
الدراسة والمناقشة داخل اللجنة ،كانت تروم بالأساس المساهمة في تحسين أدائها
والرفع من جودة عملها مستقبلا ،لتقييم ما تحقق سابقا ،وتقويم ما اعوج منه
وتصحيح ما اختل فيه ،وذلك في إطار النقد البناء الموضوعي والفعال ،بما يتوخى
تدبير جيد للسياسات العمومية.
السيد الرئيس؛
إلى أي حد استطاعت تلك القطاعات الحيوية والأساسية من خلال توجهات
ميزانيتها برسم السنة المالية 2018تفعيل مضامين البرنامج الحكومي ،وتضمين
مسار الخط الإصلاحي ببلادنا ،في احترام تام لمقتضيات الدستور الجديد،
والتي تروم بالأساس تكريس القضاء كسلطة قائمة الذات عن السلطتين التشريعية
والتنفيذية ،وإحداث المجلس الأعلى للسلطة القضائية كمؤسسة دستورية ،ونقل
اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة
النقض ،بصفته رئيسا للنيابة العامة بطريقة سلسة وضمانات قوية ،بما يدعم أسس
استقلال السلطة القضائية وترسيخ استقلال القضاء ،وتكريس إدارة قضائية ناجعة
وحديثة ،موضوعة في خدمة المتقاضين على حد سواء ،وذلك حرصا على حماية
حقوقهم ،من خلال سن قواعد سير العدالة بطرق شفافة ونزيهة ،وتعزيــز مقومات
المنظومة القضائية الوطنية لحماية حقوق الأشخاص والجماعات ،بما يعزز احترام
الحريات الأساسية ،دون انتهاك صريح أوصارخ لحقوق الإنسان ،في إطار القطع
مع ممارسات الماضي ،بما يضمن تعزيز وتثبيت الأمن القانوني والقضائي .ولابد أن
نشدد في هذا السياق على الخطوات الجبارة التي قطعتها بلادنا بإحداث المصالحة
الوطنية ،من خلال خلق هيأة الإنصاف والمصالحة ،وجبر الضرر ،وهو إقدام جريء
نال ثقة المجتمع الدولي بمختلف منظماته وهيئاته سيما الحقوقية منها.
إن ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان يستدعي انخراطا جماعيا لمؤسسات الدولة
والمجتمع بمختلف تشكلاته القوى الحية السياسية منها والاجتماعية ،لتتضافر
الجهود في ما بين مختلف الفرقاء من أجل رصد وتتبع مختلف الخروقات المرتبطة
حصيلة العمل النيابي 62السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
بمجالات حقوق الإنسان ،كيفما كان نوعها ومصدرها ،بتعاون وطيد مع الوزارة
المكلفة بحقوق الإنسان ،والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجتمع المدني
ومختلف الفعاليات الحقوقية والاجتماعية ،وقد اقترحنا خلال مناسبة مناقشة
الميزانية الفرعية لوزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان الدعوة إلى حوار وطني حول
« الحكامة الأمنية» تشارك فيه مختلف الفعاليات وتتمخض عنه توصيات تصب
في إطار تحصين المكتسبات في مجال حقوق الإنسان ،وتبرز فيه نجاعة وحكامة
المنظومة الحقوقية وتحدد فيه المسؤوليات.
السيد الرئيس؛
لا يمكن الحديث عن إصلاح منظومة العدالة دون استحضار المندوبية العامة
لإدارة السجون وإعادة الإدماج ،وذلك نظرا للدور الحيوي والاستراتيجي التي تلعبه
هذه المؤسسة في مجال ترسيخ حقوق السجناء ،وصونكرامتهم وتيسير سبل إعادة
إدماجهم ،ولابد أن نؤكد أيضا على أن مسؤولية تدبير السجون ليست بالسهلة ،إذ لا
يخفى على أحد جسامة وحجم المسؤولية في ظل غياب الموارد البشرية الكافية،
وارتفاع ظاهرة الاكتضاض التي تعرفها السجون ،وهذا ما يتطلب من الحكومة
التسريع بتنزيل النصوص القانونية المرتبطة بالمسطرة الجنائية ،بما يسمح باللجوء
إلى التدابير والعقوبات البديلة للحد نسبيا من ظاهرة الاكتضاض ،في تدارك إعمال
مسطرة الاعتقال الاحتياطي خاصة في الحالات العادية.
السيد الرئيس؛
إن المدخل الأساسي لأي إصلاح أفقي أو عمودي يتغيى إرساء إدارة حديثة
وعصرية ،إدارة قمينة بتوفير الخدمات وتقريبها من المرتفقين ،ومن هذا المنطلق
نعتبر في الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية أن إصلاح الإدارة المغربية يعتبر
حجر الزاوية في تنزيل الأوراش الإصلاحية الكبرى في مختلف المجالات ،تفعيلا
للمقتضيات الدستورية في هذا المضمار ،بما يضمن الشفافية ويعزز مبدأ الحكامة
وتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة ،وفي هذا الإطار لابد أن نستحضر التوجيهات
والإشارات الملكية السامية والقوية التي أرسلها جلالته للفاعلين السياسيين
والقائمين على إصلاح الشأن الإداري ،من أجل تعزيز قيم الشفافية ،وترسيخ
حصيلة العمل النيابي 63السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
الحكامة الإدارية وتخليق المرفق العمومي ،داعين الحكومة إلى الرجوع لطاولة
الحوار والنقاش المسؤول ،وتفعيل مأسسة الحوار الاجتماعي ،من خلال الانكباب
على دراسة الملفات المطلبية لمختلف هيئات الموظفين والأجراء ،بما يضمن
اعتماد الأجر المتساوي من أجل العمل ذي القيمة المتساوية ،وإقرار المساواة بين
تعويضات أطر الدولة من نفس التكوين ونفس المؤهلات ،وإحداث نظام ترقي
منصف للموظفين ورد الاعتبار إليهم.
السيد الرئيس:
إن أي نص قانوني يبقى جسدا بلا روح إذا لم يتم تجويده وتنقيحه ،ومن هنا يبرز
الدور الأساسي للأمانة العامة للحكومة ،فيما يتعلق بإعادة النظر في التعامل مع
الترسانة القانونية الوطنية ،وما يقتضيه الأمر من ضرورة الإسراع بإخراج النصوص
التشريعية والتنظيمية والإدارية ،الكفيلة بتنزيل الإصلاحات الدستورية والقانونية في
مختلف المجالات ،وهو العمل الذي يتطلب تعاونا وطيدا مع المؤسسة التشريعية،
واحترام قواعد المبادرة التشريعية ،وتجاوز ما هو مناسباتي ،كما أن الأمانة العامة
للحكومة مدعوة لتحيين الترسانة القانونية القديمة ،وتجاوز أدوارها التقليدية ،مع
ضرورة الانفتاح على مجموعة من الفاعلين الجدد داخل المجتمع المغربي لكسب
رهان الزمن السياسي.
السيد الرئيس:
إن علاقة التعاون والتوازن بين الجهازين التشريعي والتنفيذي تتطلب مجموعة
من الآليات الدستورية والتنظيمية لترسيخها ،كما تستدعي بالأساس دورا فعالا
وناجعا للوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني لتجاوز مجموعة
من الأعطاب ،وفي طليعتها تحسين صورة البرلمان النمطية ،والتيكرستها مجموعة
من الممارسات الهجومية الممنهجة تحت عباءة المجتمع المدني والمعرفة
العلمية والجامعية ،علاوة على تطويق المبادرات التشريعية ،وعدم التفاعل الفوري
والايجابي لمجموعة من القطاعات الحكومية مع بعض القضايا المجتمعية ذات
الراهنية ،مع التأخر المسجل في الجواب على الأسئلة الكتابية.
حصيلة العمل النيابي 64السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
وهذا ما يستدعي تفعيل دور هذه الوزارة في خلق دينامية التواصل والتعاون بين
الجهازين ،والاضطلاع بأدوار أساسية فيما يرتبط بتأهيل هيئات المجتمع المدني
وتكوينها ،ودعمها وفق شروط ومعايير موضوعية وواضحة.
السيد الرئيس:
إذا كانت المحاكم المالية تشكل مؤسسات دستورية مكلفة بمراقبة مالية الدولة
والسهر على احترام التدبير الرشيد والمحكم للسياسات العمومية بطرق تتلاءم مع
القواعد الدستورية والقانونية الجاري بها العمل ،بما يخدم الصالح العام ،فإن
التفعيل الأمثل للدستور فيما يتعلق بإقرار الحكامة المالية الجيدة والشفافة يقتضي
تمكين المجلس الأعلى للحسابات والمجالس الجهوية من الأطر الكفء والمختصة
للقيام بالمهام المنوطة بها على الوجه المطلوب.
ولإضفاء مصداقية أكبر على عمل المحاكم المالية لابد من تفعيل التقارير
الصادرة عنها حتى لا تبقى حبرا على ورق ،وبعيدة عن أي انتقائية من شأنها أن
تمس بمصداقية هذه المؤسسة الدستورية.
السيد الرئيس:
كثيرة هي الملاحظات والاقتراحات التي أبداها الفريق الاستقلالي على الميزانيات
الفرعية للقطاعات المومإ إليها أعلاه ،ملاحظات رامت بالأساس الوقوف على الداء
واقتراح الدواء ،بما من شأنه ضمان تدبير جيد للسياسات العمومية وخلق نموذج
تنموي يليق بالمواطن المغربي ويرسخ كرامته.
حصيلة العمل النيابي 65السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
المداخلة في الميزانيات القطاعية المندرجة ضمن اختصاصات لجنتي
الخارجية والداخلية:
مداخلة السيد النائب علال العمراوي
يسعدني أن أتدخل باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في مناقشة
الميزانيات الفرعية التابعة للجنتي الداخلية والخارجية برسم مشروع قانون المالية
.2018
أولا :على مستوى قطاع الداخلية
1 1-على المستوى الأمني.
اسمحوا لي أن نعبر في الفريق الاستقلالي عن اعتزازنا بعمل الاجهزة الأمنية بكافة
مستوياتها وأشكالها غير أنه بالرغم من هذه المجهودات المهمة فإن ارتفاع معدلات
الجريمة العادية بمدننا من سرقة ونشل وإعتداء على المواطنين بالسلاح الأبيض
وتهديد سلامتهم الجسدية أصبح يتطلب من الحكومة ضخ اعتمادات مالية مهمة
للجهاز الأمني بهدف الزيادة في عدده وعتاده للتقليل من تلك المخاطر ،وإنشاء
مفوضيات جديدة للأمن بالجماعات الترابية التي أصبحت تعرف ارتفاعا ملحوظا
في عدد ساكنتها.
حصيلة العمل النيابي 66السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
-2على مستوى الجهوية المتقدمة.
إننا في الفريق الاستقلالي نلاحظ تأخر ملحوظ في التفعيل السليم لأحكام
الدستور والقانون التنظيمي للجهات لتحقيق الأسس الهادفة التي جعلت الجهوية
محركا أساسيا للتنمية المحلية.
وفي هذا الإطار فإن الحكومة مدعوة الى الإسراع في استكمال إخراج المراسيم
التطبيقية المتبقية الى حيز الوجود خاصة فيما يتعلق بصندوق التأهيل الاجتماعي
وصندوق التضامن بين الجماعات ،ودعم مجالس الجهات بالأطر المختصة والكفأة
والإمكانيات المالية واللوجستيكية للقيام بالمهام المنوطة بها على أحسن وجه.
السيد الوزير
كما نذكر بمطالبنا السابقة والدائمة والمتمثلة في إعادة النظر في التقطيع الترابي
لبعض الجهات ،وإعادة النظر في النمط الانتخابي ،وإنشاء اللجنة المستقلة للإشراف
على الانتخابات كآلية محايدة لتجاوز بعض الانزلاقات.
3 3-على مستوى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية:
نعتقد اليوم أن الوقت حان للقيام بعملية تقييم لهذه المبادرة والوقوف على مظاهر
بعض الاختلالات التي تؤدي الى هدر المال العام ،كما ندعو الحكومة الى الاسراع
بإخراج برنامج تأهيل الباعة المتجولين تنفيذا للتعليمات الملكية السامية في هذا
المجال.
4 4-على مستوى أراضي الجموع.
السيد الرئيس
إن استغلال الأراضي السلالية في إطار المنفعة العامة يجب أن يتبعه لزوما
الاستفادة القانونية لذوي الحقوق والإفراج عن المبالغ المتواجدة بمديرية الشؤون
القروية لهم ،والتفكير في ألية جماعية لصرف تلك الاموال بما يوفر المرافق العمومية
والخدمات الاجتماعية في تلك المناطق افق التمليك الكلي.
حصيلة العمل النيابي 67السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
ثانيا :قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة
1 1-على مستوى تصاميم التهيئة:
إن تعديل قوانين التعمير يجب أن ينص بالضرورة على إلزامية رأي المجالس
المنتخبة من بداية الاستشارات ،وألا يبقى الامر حكرا على مكاتب الدراسات
والوكالات الحضرية ،و أن يشدد على أجال معقولة ومحددة في إصدار تصاميم
التهيئة حتى لا تبقى بعض المدن تعيش حالة اليتم.
وبخصوص العالم القروي فيجب على الجهة الحكومية المختصة أن تقوم بإعداد
تصاميم تهيئة خاصة به وبالمناطق الجبلية تراعي خصوصية البادية المغربية والمراكز
الصاعدة ومستوى أنشطة ساكنتها تحقيقا للعدالة المجالية التي نص عليها الدستور.
2 2-على مستوى مساطر الاستثناءات:
نطرح مشكل الاستثناءات ومجموعة من مدن المملكة تعرف إنتهاء تصاميم التهيئة
بعد انقضاء عشرة سنوات ،وهناك مدن لا زالت تنتظر تصاميم التهيئة الجديدة منذ
سنين ،وهناك مدن لا تتوفر على هاته الوثائق أصلا ،والتجربة على ارض الواقع تؤكد
أن التصاميم الجديدة تصبح بدون معنى في ظل اعتماد مسطرة الاستثناء التي تفرغها
من محتواها بسبب التأخير في إصدارها نتيجة تغيير المعطيات.
3 3-السكن الاجتماعي:
إن الفريق الاستقلالي يطالب بوقفة تقيمية لهذا المنتوج الذي انطلق منذ عشر
سنوات لمناقشة نجاعته للحد من السكن العشوائي وتوفير حق السكن للمواطنين
والنقاش حول جودة البناء عند بعض الشركات خاصة في ظل التحفيزات الضريبية
التي تقدمها الدولة للمنعشين العقاريين ،كما نستغرب من عدم قدرة الدولة على
فرض هيبتها على القطاع البنكي في الانخراط في دعم صندوق فوكرايم لدعم
الطبقات التي تريد أن تقتني نتوج 140ألف درهم ،كما ندعو الدولة الى التدخل
عن طريق مؤسسة العمران لإخراج المنتوج السكني الخاص بالفئات المتوسطة بعد
رفض القطاع الخاص الانخراط في هذا المجال.
حصيلة العمل النيابي 68السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
ثالثا :قطاع الخارجية
السيد الرئيس
إننا في الفريق الاستقلالي نشدد مرة أخرى على أهمية المنحى الجديد الذي
انتهجته السياسة الخارجية المغربية في الآونة الأخيرة بمختلف الفضاءات الدولية،
وخصوصا على مستوى أفريقيا ومجلس التعاون الخليجي،والشركاء الجدد كروسيا
والصين التي بدت ملامح التعاون معهم المرتكز على منطق رابح رابح تلوح بوادرها
في الأفق ،وتعد بمسلسل واعد للعلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والأمن
والثقافة....
غير أننا من موقع فريقنا النيابي وحزبنا الحريص دوما على المصلحة العليا للوطن،
لا بد من التذكير بضرورة الوعي بخطورة الظرفية الإقليمية الحالية في منطقة الساحل
والصحراء ،ليس فقط على المغرب أو المنطقة ،وإنما على القارة بأكملها بل العالم
بأسره ،إذ تعتبر ظرفية جد حساسة وقلقة بالنظر إلى عودة المغرب إلى بيته الأفريقي
التي تستوجب مواجهة الخصوم اللذين لم يستسيغوا بعد هذه العودة ،ولم يتقبلوا
التحديات التنموية التي ترفعها بلادنا بالقارة الأفريقية و كذا النجاحات المتتالية
التي بدأت تترجمها علاقات التعاون بين بلادنا والدول التي تقدر مكانة المغرب
التاريخية على المستوى الدولي ،وما يتطلبه ذلك من الحيطة والحذر اللذين لا
تدخر فيهما قواتنا المسلحة الملكية مشكورة جهدا لحماية وطننا الحبيب واستتباب
استقراره.
السيد الرئيس المحترم،
إن التحديات الكبرى المطروحة على مجتمعنا في إطار الرؤية الجديدة للإستراتيجية
الملكية ،تحتاج تقييما لاتفاقيات التبادل الحر المبرمة بين بلادنا وعدد من الدول،
وذلك لمعرفة نتائجها ومدى انعكاسها على الاقتصاد الوطني.
رابعا :قطاع الجالية
وفي هذا الصدد لا تفوتنا الفرصة لننوه بجاليتنا المقيمة بالخارج والتي لا تذخر
جهدا في المساهمة بالمسيرة التنموية ببلادنا وكذا في التعبير عن وطنيتها العالية
حصيلة العمل النيابي 69السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
من خلال مواقفها العظيمة كالتي سجلتها مؤخرا عندما تأهل الفريق الوطني لكرة
القدم برفع الراية الوطنية عاليا وترديد النشيد الوطني بحماسكبير تقشعر له الأبدان
،فمزيد من استحضار للجالية المغربية في مختلف السياسات العمومية للدولة بما
يقدر هذه الوطنية المتضخمة لديها ،ويحافظ على ارتباطها بالوطن العزيز.
خامسا :قطاع المقاومة
ونحن نناقش هذه الميزانيات وفي أجواء الاحتفال
بعيد الاستقلال لابد من تكريم أسرة المقاومة وجيش التحرير بالإشادة بدورها
المهم ،لما قدمته من خدمات جليلة من أجل استقلال وطننا الحبيب الذي ننعم الآن
بالعيش فيه آمنين مطمئنين معززين ومكرمين ،فمزيد من الرعاية لهذه الفئة وحفظ
ذاكرتها الوطنية الغنية وأخذ العبرة منها جيلا بعد جيل ليشهد عليها التاريخ ويقتدي
بها المستقبل .
حصيلة العمل النيابي 70السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
المداخلة في الميزانيات القطاعية المندرجة ضمن اختصاصات لجنتي
القطاعات الاجتماعية والتعليم:
مداخلة السيد النائب عبد المجيد الفاسي
إن العبرة الخالصة التي يمكن أن تستقيها بلادنا من تجارب الدول المتقدمة،
هو الاستثمار الأمثل في العنصر البشري ،باعتباره الثروة الحقيقية التي لا تنضب،
ومدخلها المركزي هو تطوير التعليم والبحث العلمي ،وجعله رافعة للاقتصاد
الوطني ،وهو الأمر الذي لن يتستقيم ،إلا من خلال إجماع وطني واسع ،وإرادة
حكومية صلبة ،في جعل المدرسة والجامعة العمومية ،أولوية حقيقية في التقائية
السياسات العمومية ،مدرسة تربي على قيم الإبداع والانفتاح ،لا الحفظ والتقوقع،
مدرسة تربي على الأخلاق والمواطنة ،لا مدرسة تسطر الشروط الأخلاقية وتفرض
تمظهرات المواطنة ،مدرسة تنتج الكفاءات وتؤمن باختلاف المواهب ،لا مدرسة
تنتج الأنماط وتقتل الابتكار ،من خلال جواب توافقي واسع وعميق ،حول هوية
المدرسة والجامعة التي نريد ،وعن قيم التلميذ والطالب فالمواطن الذي نريد ،وعن
القيم وركائز الهوية التي نريد ،وهي الأسئلة المركزية التي يجب أن تكون إطارا
ناظما لتعليمنا المستقبلي من خلال قانون إطار ننتظر من الحكومة عرضه قريبا على
حصيلة العمل النيابي 71السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
البرلمان بنفس تشاركي عميق.
وفي انتظار هذه الإرادة الحكومية التي تغيب في الأفق القريب ،فإن الفريق
الاستقلالي ينبه الحكومة إلا خطورة اللجوء الممنهج للتعاقد لتغطية الخصاص
بالتعليم بما يشكل هذا من ضرب في العمق للجودة ،في غياب التكوين التخصصي
اللازم ،ومخلفاته على استقرار المنظومة خاصة بعد نهاية مدة العقود المحددة قانونا
وهو ما سيفتح موجات من الإضرابات الواسعة خاصة مع الارتفاع الكبير لعدد
المتعاقدين والذي سيتجاوز السنة المقبلة أكثر من 50.000أستاذا وأستاذة ،فضلا
عن استمرار كثير من الظواهر التي تفرمل تطور المدرسة والجامعة المغربية ،من
قبيل استمرار ظاهرة الاكتظاظ المؤسفة ،وتطور نسب الهدر المدرسي والجامعي،
وضعف المناهج التربوية المعتمدة ،والتردد الكبير في حسم لغات التدريس
وأولوياتها ،وغياب الاعتماد على المختبرات العلمية والأعمال التطبيقية ،وهزالة
البنية التحتية خاصة الاستمرار في التدريس بالأقسام المفككة حيث تغيب الظروف
الإنسانية والتربوية.
أسباب وغيرها كثير ،كانت دافعا رئيسا في تحول المدرسة والجامعة المغربية
لساحة لممارسة العنف وتعاطي المخدرات واندحار القيم ،بدل التحفيز على الرفع
من نسب القراءة المتدنية ببلادنا حد الخجل ،وتطوير البحث العلمي ورفع عدد
الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع وحسن تثمينها واستثمارها ،وهو مقياس تطور
الأمم بل ضمانتها.
السيد الرئيس:
لا يحتاج الأمر للتذكير أن الثقافة كانت ولازالت مفتاح الدول المتقدمة لتحقيق
الانتشار أو التوسع الاقتصادي والتجاري ،بيد أن الواقع يؤكد أن حكومتنا لازالت
تعتبر الثقافة قطاعا تأثيثيا وهامشيا وغير منتج للثروة ،حيث لم ترتفع ميزانية قطاع
الثقافة برسم هذا المشروع قيد المناقشة ،ورغم الوعود الحكومية المتكررة ،إلا ب
1.9بالمائة على هزالتها ،وهو رقم هزيل جدا ،لن يحدث الثورة الثقافية التي وعدت
بها الحكومة في برنامجها ولا تساير الإرادة الملكية الهادفة لتحقيق النهضة الثقافية.
حصيلة العمل النيابي 72السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
وهو الأمر الذي جعل جزءا كبيرا من تراثنا ،من أسور وقصبات ومتاحف ومآثر،
عرضة للأهمال والدمار التدريجي ،حتى تحولت بعضها بكل أسف لمطارح
للنفايات ومبيتا للمشردين.
وخلاصة ،يمكن إجمال واقع الثقافة المغربية المؤسف ،وبخاصة في مجال
الفنون ،في وضعية الفنانين المغاربة والذين يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة بل
مهينة ،وهو ما جعل كثيرا من المسارح والمراكز الثقافية خاوية على عروشها ،بل
مهجورة.
السيد الرئيس:
إن الوضعية المالية الصعبة التي توجد عليها كثير من قنوات القطب العمومي
والقناة الثانية ،وتدهور ظروف عمل الصحافيين بها ،وضعف جودةكثير من البرامج
والأفلام والمسلسلات ،كلها أسبابكافية وراء تدهور نسب المشاهدة ،حيث يهاجر
الجمهور المغربي يوميا في اتجاه قنوات عربية ودولية ،لتغطية حاجياته الإعلامية،
خاصة على مستوى المواد الإخبارية التي تبقى دون التطلع سواء كما أو كيفا أو على
مستوى خطها التحريري.
أما حال الصحافة الورقية ،فإنه ينذر بقرب إعلان إفلاس تدريجي وجماعي لها،
خاصة مع تراجع نسبة المبيعات وتدهور نسب المقروئية ،واستمرار هروب الإشهار
نحو الدعامات المرئية ،خاصة منها التلفزية ،فضلا عن الفوضى الكبير التي يشهدها
قطاع الإعلام الالكتروني ،والذي يستوجب تدخلا حكوميا قويا لتنظيمه ،بما يحفظ
جودته ودوره المركزي في الثورة الإعلامية التي تشهدها بلادنا ويحمي بالمقابلكلا
من الخبر والمستهلك والذي بات ضحية لكثير من الاستغلال السيئ .
السيد الرئيس:
فيما يخص قطاع التشغيل والإدماج المهني ،فمن المعلوم أن الميزانية المرصودة
لهذا القطاع والتي لا تتعدى 0.2%من الميزانية العامة لن تفي بالغرض الموكول له،
ولن تكون حافزا بأي شكل من الأشكال لتجاوز معضلة البطالة ،هذا بالإضافة إلى
كون الوزارة لم تع بعد أهمية الطاقات الشبابية التي ستساهم أكيد في رفع مستوى
حصيلة العمل النيابي 73السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
النمو بالمغرب ،وهذا لن يتأتى إلا أمام سياسة تشغيل مندمجة تضع في محورها
كرامة المواطن وتكافؤ الفرص ،ودعم الطاقات للاستجابة لمطالب سوق الشغل
وذلك بخلق برامج نشيطة للتشغيل ودعم الوساطة والمقاولة وربط التعليم والتكوين
باحتياجات سوق الشغل وذلك بخلق شعب مهنية تنتج يدا عاملة مؤهلة تستجيب
لحاجيات المستثمر وحاجيات مهن الصناعات والخدمات الجديدة وتحسين مناخ
المقاولة.
السيد الرئيس ،إن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ،غائبة تماما عن
العالم القروي ،فكيف يمكن قبول سياسة تهميشية للطاقات الشبابية بالعالم القروي،
أما آن الأوان للوزارة بالتفكير جديا في حلول مستعجلة للحد من التفاوتات الترابية
وتوفير ودعم التشغيل لساكنة القرى والجبال والمناطق النائية الذين يعيشون الفقر
والهشاشة عبر ضخ اعتمادات مالية لتمكين الوكالة من فتح فروع قارة بالتجمعات
القروية وتطبيق برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية في العالم القروي.
السيد الرئيس لا بد أن نسجل موقفناكفريق في نظام التوظيف بالعقدة الذي نعتبره
حلا ترقيعيا لتدبير أزمة خانقة ،وتترجم تهرب الحكومة من مسؤوليتها الدستورية
في توفير فرص للشغل القار والنظامي ،وإذا كانت الحكومة تفاخر بارتفاع عدد
المشغلين بالعقدة فإننا نحذر من انفجار هذا الملف الاجتماعي مستقبلا من خلال
مطالبهم بالإدماج وهو حقهم الطبيعي ،دون إغفال تبعات هذا النظام خاصة على
مستوى التعليم الذي يهدد بانهيار المدرسة المغربية.
جهاز مفتش الشغل السيد الوزير يحتاج الى المزيد من التقوية ودعمه بالموارد
البشرية الكافية لتغطية جميع الوحدات الصناعية بالمغرب ،ليضطلع بالمهام المنوطة
به في المراقبة والرعاية احتراما لحقوق الشغيلة وحمايتهم من تعسفات أرباب العمل
وضمان الحد الأدنى من الأجور والسهر على تطبيق القانون.
أما فيما يخص قطاع الصحة ،فإننا نسجل بقلقكبير خروج نظام المساعدة الطبية
«راميد» عن أهدافه المسطرة لصالح الطبقات الفقيرة والهشة والتي لا زالت تعاني
الى حدود اليوم من صعوبات في الولوج إلى العلاج سواء على المستوى المادي او
حصيلة العمل النيابي 74السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
على مستوى الولوج المجالي ،بالإضافة إلى ان الإعتمادات المرصودة لهذا النظام
ظلت ثابتة مقابل ارتفاع أعداد المستفيدين ،إضافة إلى الخصاص المهول على
مستوى التجهيزات وما يترتب عنه من مشاكل على مستوى المواعيد ،الأمر الذي
يستدعي دعم البنيات الصحية والأطر الصحية ،فهذا النظام على أية حال في اعتقادنا
لن يفي بأهدافه إلا في إطار إصلاح المنظومة الصحية برمتها.
كما نسجل غياب العدالة المجالية في توزيع الخدمات الطبية للمواطنين حيث
يحتكر محور الدار البيضاء الرباط القنيطرة 45%من الأطباء ومعظم البنية التحتية
للصحة وللأطر ،وهو ما يشكل عائقا أمام نوعية العلاج وظروفه الذي يطمح إليه
المواطن ،مما يستدعي من الحكومة اعتماد مبدأ الحكامة في توزيع الموارد البشرية
بما يضمن عدالة مجالية ،ولهذا ندع الحكومة إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحفيز
وتحسين ظروف العمل لمهنيي الصحة ماديا ومعنويا وبالمقابل العمل على ربط
المسؤولية بالمحاسبة لفضح المتلاعبين منهم.
السيد الرئيس ،بالرغم من المجهودات المبذولة على مستوى تخفيض ثمن الأدوية
إلا أننا نطالبكم بالمزيد من العمل على هذا الملف بغية تخفيض أثمنة باقي الأدوية
وخاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة والأمراض الخطيرةكأمراض السرطان وفي
نفس الوقت مواكبة الصيدليات بإجراءات تضمن لهم حقوقهم المشروعة وتحميهم
من خطر الإفلاس.
إننا ندق ناقوس الخطر الذي يهدد الخدمات المقدمة بالمستعجلات التي تستوجب
مراجعة جذرية وحلولا استعجالية لإعادة تنظيمها وتقوية الوحدات الاستعجالية
المتنقلة وتوفير الأطر الصحية المتخصصة مع فتح تخصص الطب الاستعجالي
بالجامعات المغربية وتبسيط المساطر المعقدة خاصة عندما يتم ربط العلاج في
المستعجلات بالأداء المسبق لفاتورة العلاج.
وبخصوص قطاع الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية فإن قضايا
الأسرة ،المرأة ،الطفولة وذوي الإعاقة والأشخاص المسنون ،كلها قضايا تشغل
اهتمامنا في الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية حيث نعتبرها قضايا تهتم بصلب
حصيلة العمل النيابي 75السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
المسألة الاجتماعية وأولوية التنمية الاجتماعية والبشرية ،لذلك ندعو الحكومة
لتحسين أداء القطاع من خلال:
محاربة ظاهرة العنف ،التي تمر وجوبا عبر محاربة الفقر وكل أشكال التهميش
باعتبارهما المسببات الرئيسية لكل المظاهر المجتمعية المرتبطة بأشكال العنف
الذي نعيشه داخل المجتمع.
أما بخصوص الطفولة ،نطالب بضرورة تفعيل القوانين الرادعة لكل ممارسات
العنف التي يتعرض لها الطفل وتنزيل قانون المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة
وتقوية دور الوزارة في هذا الإطار.
البحث عن آليات معالجة قضايا كبار السن ،من خلال إعادة الاعتبار لهذه الفئة
من المجتمع والتخفيف من تأثير التحولات الاجتماعية والديمغرافية وحمايتهم
من كل أشكال التمييز والعنف ضدهم ،وبلورة سياسة عائلية تتماشى والأولويات
الحالية ،إضافة إلى خلق برامج إبداعية لمصاحبة الشخص في سن متأخر والاهتمام
به وضمان العيش الكريم له.
إننا نسجل بأسف شديد غياب سياسة عمومية مندمجة لدعم الأشخاص في
وضعية إعاقة تعتمد المقاربة الحقوقية وتضمن لهم الولوج العادل والحقيقي لجميع
الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور وتمكنهم من الاندماج داخل المجتمع وتوفر
لهم الحماية التي أقرتها الاتفاقية الدولية للأشخاص في وضعية إعاقة.
حصيلة العمل النيابي 76السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
المداخلة في الميزانيات القطاعية المندرجة ضمن اختصاصات لجنتي
القطاعات الانتاجية والبنيات الأساسية:
مداخلة السيد النائب محمد الحافظ
يسعدني أن أتدخل ،باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ،في مناقشة مشاريع
الميزانيات الفرعية لقطاعات الصناعة ،الفلاحة والصيد البحري ،السياحة ،الصناعة
التقليدية ،الطاقة والمعادن والتجهيز والنقل.
هذه القطاعات الإنتاجية التي تعتبر المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية
والاجتماعية بالبلاد ،وهذا ما جعل البرنامج الحكومي يوليها أهمية بالغة لتحقيق
نسب نمو عالية تمكن بلادنا من اللحاق بركب البلدان الصاعدة من خلال الرفع من
تنافسية الاقتصاد الوطني والنهوض بالتشغيل وتدعيم التنمية المستدامة.
-الصناعة :
إذا كان التصنيع من بين القطاعات الإنتاجية الاستراتيجية المعول عليها في إرساء
نسيج اقتصادي قوي ،فإن مشروع القانون المالي 2018لم يأت بتدابير كفيلة بتوفير
مناخ أعمال تنافسي وجذاب للاستثمار وتعزيز الاستراتيجيات القطاعية الخاصة
بالقطاعات المنتجة ،خاصة فيما يتعلق بدعم مخطط التسريع الصناعي 2014-
حصيلة العمل النيابي 77السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
،2020الذي لازال متعثرا في تحقيق الأهداف المتوخاة منه ،سواء من حيث اسهامه
في الناتج الداخلي الخام أو من حيث تحسين وتطوير إنتاجية وتنافسية القطاعات
الاقتصادية الأخرى ،الأمر الذي يدفعنا لطرح التساؤلات التالية :
-ماهي الإجراءات التي جاء بها مشروع قانون المالي من أجل حماية المقاولة
الوطنية من التراجع والافلاس في ظل المنافسة الدولية ؟
-ما هي الإجراءات التي جاء بها المشروع من اجل إنجاح مخطط التسريع
الصناعي ،ضمان التوزيع العادل للمشاريع والاستثمار بين الجهات في ظل
تبني مشروع الجهوية المتقدمة ؟
-لماذا التأخر في تنزيل المخطط التشريعي الخاص بالقطاع بهدف تنظيمه وتطويره ؟
ومن أجل إنجاح التحولات الراهنة وفتح آفاق جديدة أمام الصناعة المغربية
المنتجة للثروة وخلق فرص الشغل ،نقترح التدابير التالية :
-وضع تصور مندمج وناجع لبرامج المنظومات الصناعية وتقوية الشراكة بين
القطاعين العام والخاص لتطوير الاستثمار الصناعي ؛
-تشجيع المقاولات المتوسطة والصغيرة على الاندماج في النسيج الإنتاجي
للمنظومات الصناعية ؛
-تشجيع البنوك وشركات التأمين على المشاركة والمواكبة الفعلية للمشاريع
الصناعية المحدثة ؛
-دعم تجديد النسيج الإنتاجي وتطوير ودعم الصناعات التحويلية داخل
المقاولات ؛
-تنزيل ميثاق الاستثمار في الصناعة لتثمين عرض المغرب في جاذبية الاستثمار؛
-تقوية تنافسية العرض التصديري وتنويعه في الأسواق التقليدية والجديدة؛
-مراجعة اتفاقيات التبادل الحر بما يضمن تنافسية المنتجات الوطنية ؛
-تعزيز التمثيليات الاقتصادية في السفارات والقنصليات ؛
-وضع آليات لادماج الأنشطة غير المهيكلة في الدورة الاقتصادية ؛
-تيسير التمويل للمقاولات المتوسطة والصغيرة بهدف توسيع أنشطتها وزيادة
قدرتها التنافسية وتعزيز الابتكار ؛
حصيلة العمل النيابي 78السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
-الفلاحة:
لازال القطاع الفلاحي يتحكم في النمو الاقتصادي وانعاش الحياة الاجتماعية بالنظر
لمساهمته التي تتجاوز % 10و يحقق أزيد من % 40من معدل التشغيل الوطني .
ويمكن القول أن مخطط المغرب الأخضر شكل دعامة أساسية للتنمية الفلاحية في
شموليتها رغم الاكراهات التي يعرفها هذا القطاع ،بما فيها ظاهرة الجفاف الهيكلي
الذي تعرفه البلاد ،وما يتطلب ذلك من سياسة ارادية لتثمين المياه واستغلال مياه
الامطار عبر بناء السدود التلية منها والمتوسطة والكبرى ودعم الفلاحين ،خاصة
الصغار والمتوسطين منهم لتجاوز تكاليف واكراهات الموسم الفلاحي الحالي
الذي يؤشر لموسم صعب في انتظار أمطار الخير والبركة.
ولهذه الغاية ،يقترح الفريق الاستقلالي الإجراءات التالية :
-وضع خريطة فلاحية وطنية واضحة المعالم؛
-تدبير سلاسل الإنتاج في اطار تعاقدي مع المنظمات البي -مهنية ؛
-إعادة النظر في المهام المنوطة بمراكز البحث الزراعي حتى تواكب متطلبات
التنمية الفلاحية في منظورها الجديد ؛
-استكمال إحداث أقطاب إنتاجية فلاحية جهوية جديدة ؛
-دعم بلورة مشاريع فلاحية مستدامة من خلال تقوية عمليات الشراكة بين
القطاعين العام والخاص حول الأراضي الفلاحية التابعة للمجال الخاص للدولة؛
-تسريع وتيرة التهيئة الهيدرو-فلاحية والعقارات للاستغلاليات ؛
-معالجة وضعية أراضي الجموع بما يضمن صيانة الحقوق المكتسبة
والاستغلال الأمثل لهذا الرصيد الوطني ؛
-إحداث أحواض لتجميع المياه وتوفير بنية تحتية هيدرو -فلاحية ؛
ويبقى العالم القروي الحلقة الضعيفة في مشروع القانون المالي في غياب تدابير
حقيقية للتنمية القروية ومقاربة جديدة تستهدف التخطيط والانجاز والتمويل وتأخذ
بعين الاعتبار جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المذرة للدخل والتنسيق
بينها ودعم صندوق التنمية القروية والجبلية حتى يتمكن من تحقيق الأهداف
المتوخاة منه.
حصيلة العمل النيابي 79السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
-الصيد البحري :
إذاكان قطاع الصيد البحري يعتبر من القطاعات الرائدة في تحقيق الأمن الغذائي
وجلب العملة الصعبة وخلق فرص الشغل ،فإن هذه الأهداف المتوخاة منه لا ترقى
الى مستوى تطلعات وانتظارات المواطنين والمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية
والاجتماعية المنشودة رغم اعتماد مخطط «اليوتيس» لتطوير الصيد البحري في
غياب رؤية واضحة لتدبير السياسات العمومية في هذا المجال الذي ظل حقلا
للامتيازات واقتصاد الريع دون ان يتمكن المواطنون من الاستفادة من حقهم في
الثروة البحرية ،خاصة فيما يتعلق بارتفاع أسعار الأسماك التي لم تعد في متناولهم.
إن تثمين المنتوجات البحرية وجعلها في خدمة التنمية البشرية ،يقتضي إعادة النظر في
سياسة تدبير هذا القطاع ،وانطلاقا من الاختيارات التالية التي يقترحها الفريق الاستقلالي:
وضع رؤية قطاعية واضحة للمهنيين من أجل تحفيز الاستثمار ؛
-تهييء المصايد وتطوير صناعة السفن ؛
-إحداث موانئ جديدة للصيد للتثمين المنتوج السمكي والرفع من حجم
الصادرات السمكية؛
-تطوير الصناعات التحويلية المرتبطة بالصيد البحري ؛
-حماية الثروة السمكية من النهب والاستغلال المفرط ؛
-القيام بتقييم دقيق لمخطط «اليوتيس» للوقوف على مكامن القوة والضعف
في أفق التدبير الجيد للسياسات العمومية المرتبطة بهذا القطاع .
-السياحة والصناعة التقليدية :
كنا نتمنى تجسيد إدماج قطاعي السياحة والصناعة التقليدية في السياسة الحكومية
بما يضمن التكامل بينهما لتحقيق الأهداف المشتركة في الوقت الذي تغيب في
مشروع القانون المالي التدابير الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف من رؤية 2020وتثمين
المنتوج السياحي المغربي ومنتوجات الصناعة التقليدية الأصيلة.
إن هذه الملاحظات تنطبق على بقية القطاعات الأخرى ،بما فيها الطاقة والمعادن،
التجهيز والنقل ،البيئة والمياه والغابات والتنمية المستدامة التي لازالت في أمس
الحاجة لسية إرادية حقيقية لجعلها في مستوى تطلعات المواطنين.
حصيلة العمل النيابي 80السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
تدخلات أعضاء الفريق الاستقلالي
في مناقشة الميزانيات الفرعية
خلال أشغال اللجان النيابية الدائمة
شكل حضور أعضاء الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية قيمة مضافة داخل اللجان
النيابية الدائمة ،حيثكانت تدخلاتهم قوية ومشبعة بهموم وانتظارات المواطنين في
كل القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني ،وشكلت هذه المداخلات مراقبة
دقيقة للوضع الميداني للقطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية ،ودفاعا قويا عن
ضرورة الاسراع ببلورة وتنزيل النموذج التنموي الجديد من أجل تحسين الأوضاع
الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والأسر.
وفي ما يلي نستعرض لبعض مداخلات الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية اثناء
مناقشة الميزانيات الفرعية للوقطاعات الحكومية:
حصيلة العمل النيابي 81السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
) أمداخلات أعضاء الفريق خلال المناقشة العامة لمشروع القانون المالي لسنة
2018بلجنة المالية والتنمية الاقتصادية:
مداخلة الأخ نور الدين مضيان رئيس الفريق:
مداخلة الأخ نور الدين مضيان
رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب
أتشرف بتناول الكلمة باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في إطار المناقشة
العامة لمشروع قانون المالية .2018
لقد دأبنا منذ عشرين سنة على المناقشة (نفس القاعة) والحديث من أجل إثارة
ما يمكن إثارته من مواضيع بدون أي تجد هذه الملاحظات طرقها للتنزيل ،واليوم
نرى بأنه قد تغيرت النبرات والأفكار والمواقع ولكن بقيت المنهجية واحدة ،منهجية
عدم التجاوب والتفعيل.
نتحدث هنا في هذه اللجنة التي هي أم اللجان ،اللجنة التي تنطلق منها التصورات
الكبرى المؤطرة للاقتصاد الوطني والتنمية وترسيخ الأعراف الديمقراطية والبعد
حصيلة العمل النيابي 82السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
الحقوقي ،وهي امور ترتبط ارتباطا وثيقا بمناقشة القانون المالي الذي يرهن اقتصاد
البلاد ومستقبلها لمدة سنة كاملة
نناقش مشروع القانون المالي لسنة 2018في ظل ظروف دولية لم تعرف الكثير
من التغيير ،وفي ظل ظروف وطنية شهدت سابقة من نوعها تتمثل في «الزلزال
السياسي» الذي شهدته بلادنا ،والذي أعتبره «زلزالا عاديا» أو «صغيرا» فقوته لم تزد
عن 3درجات في حين أن بلادنا تحتاج لزلزال من 7درجات من أجل إعادة الكثير
من الأمور إلى نصابها .خاصة بعد سلسلة من الهزات الاجتماعية التي عرفتها مناطق
مختلفة ببلادنا كحراك الريف وزاكورة وقلعة السراغنة (قرية اولاد الشيخ).
وهو حراك اجتماعي مضطرد في البلاد ككل وسببه الأساسي هو المطالبة بالحق
في التنمية ،بالحق في العيش الكريم ،بالحق في الثروة والحق غير القابل للتصرف
في التوزيع العادل للثروة الوطنية.
الحراك هو نتاج لقوانين مالية متعددة من سنوات سابقة ومنذ ولايات حكومية
كثيرة ،فلو كانت قوانين المالية السابقة قد راعت الظروف الاجتماعية في مختلف
الاقاليم والجهات ما كنا لنصل اليوم إلى ما وصلنا إليه.
فأنا اعتبر أن حراك الحسيمة هو منطلق للتنمية« ،فعسى ان تكر هو شيئا وهو خير
لكم» ،فهذا الحراك ،الذي خلف قرابة 3000سجين ،سببه هو رفع شعارات تطالب
بالحق في التنمية والشغل وفك العزلة والتعليم والتعليم العالي ،وعموما التنمية بكل
أشكالها.
ولا يمكننا إن نسمح لأيكان بأن ينعت هذا الحراك بأنه انفصالي ،فلا يمكن نعت
احفاد عبد الكريم الخطابي وغيره من قادة حرب الريف وجيش التحرير بالانفصال
أو خدمة أجندات خارجية ،وقد أخطأت بعض أطياف الحكومة حين وصفت الحراك
بالانفصال ،لأنه حراك اجتماعي ومطالبه اجتماعية.
هذا الحراك أعطانا الزلزال الأخير الذي نريده أن يصل لدرجة أكبر من الدرجة الثالثة.
ونعتبر أن التدابير التي اتخذها صاحب الجلالة مؤخرا هي خطوات جيدة
حصيلة العمل النيابي 83السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
وتاريخية ،وقد لقيت استحسانا عاما واستبشر بها كل المغاربة وساكنة منطقة
الريف .وكان أملنا أن تقدم لجان التفتيش التي زارت الحسيمة تقاريرها كاملة بهذا
الشأن ،خاصة وأن لدينا تقارير سابقة لدى المفتشية العامة لوزارة الداخلية والمجلس
الأعلى للحسابات لنرفع بذلك درجة هذا الزلزال.
فقد كانت الحسيمة منطقة للزلازل الطبيعية وهي اليوم مصدر للزلزال السياسي،
والحسيمة اليوم هي فأل حسن لكل المغاربة لان هذا الزلزال أعطى إشارة للحكومة
ولكافة المسؤولين بربط المسؤولية بالمحاسبة واعتماد معايير الحكامة الجيدة
وحسن التدبير.
فالإعفاءات هي مسؤولية سياسية« :فيجب على المعنيين بالأمر تقديم استقالاتهم،
ويجب على هذه «الدكاكين السياسية» أن تخرج من الحكومة لأنها لم تعد لها
الأهلية لذلك.
وهنا اقول وبكامل الوضوح بأن حزب الاستقلال لا يرغب في دخول الحكومة
لسد الخصاص (كما يتم في قطاع التعليم عندما تطرأ ظروف لأحد الاساتذة او تكون
الأستاذة حاملا فيتم اللجوء لأستاذ آخر لسد الخصاص) او لإكمال العدد او لتعويض
أحد ،فحزب الاستقلال اكبر من هذا ،وتاريخه وحجمه أكبر مما يتم تداوله.
هذا الزلزال السياسي بعث برسائل إلى كل المغاربة ،وأي معاكسة لهذه الرسائل
لن تزيد إلا في تبخيس العمل السياسي والحزبي ،فيجب على المشهد السياسي
ان يستلهم من جرأة جلالة الملك ،ففي الدول الديمقراطية حين تثبت المسؤولية
على أي طرف في الحكومة فإنه يستقيل مباشرة ،وهنا أتوجه بالخطاب إلى رئيس
الحكومة من أجل أن يتحمل مسؤوليته ولا يكتفي فقط بترميم حكومته ،لأن من شان
ذلك أن يضعف ثقة المواطنين في الطبقة السياسية.
كما يجب ان نفعل مقررات لجان التفتيش المتوالية لكي نحدث ذلك الزلزال
الذي ينتظره المغاربة ،وأيضا من أجل طي صفحة الماضي ،فهذه الاعفاءات هي
بمثابة إعطاء انطلاقة حقيقية للمستقبل من خلال ربط المسؤولية بالمحاسبة.
كما أن هناك تمزقا إن لم أقل تشرذما سياسيا لدى الطبقة السياسية ،فقد كنا
حصيلة العمل النيابي 84السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
نتمنى أن ترفع الدولة يدها عن الأحزاب السياسية أن لا تتدخل في الشؤون الداخلية
للأحزاب ،من أجل استقرار البلد والاستمرار في هذا الاستقرار الذي هو نتاج
للديمقراطية التي لازالت في بدايتها.
فالانتخابات مرت في ظروف نعرفها جميعا ،لذلك ندعو اليوم إلى حماية
الانتخابات الجزئية والكف عن الممارسات التي عرفتها الانتخابات التشريعية
الأخيرة.
هناك أيضا حملة مغرضة على البرلمان وعلى صورة البرلمان لدى الرأي العام
بغرض صرف النظر عن القضايا الحقيقة وعن بؤر الفساد الأساسية ،والمتمثلة
في التملص الضريبي والصفقات العمومية الكبرى التي لا يستفيد منها المقاولون
الشباب شيئا ،بالإضافة إلى الريع ورخص الصيد في أعالي البحار ،مما يستنزف
الثروة الوطنية التي نحن مطالبون بإعادتها وتوزيعها بشكل عاجل على الجهات
والاقاليم والمناطق الفقيرة في الجبال والقرى المعزولة.
فنحن اليوم في حاجة ملحة للمصالحة بين السياسي والمواطن لمحاربة ظاهرة
العزوف الانتخابي ،والرفع من نسبة مشاركة الشباب ،وتحسين صورة البرلمان
والمنتخبين.
يأتي مشروع قانون المالية لهذه السنة في ظل مجموعة من الآفات الاجتماعية
المختلفة:
ففيما يخص الفقر ،هل يجيب مشروع قانون المالية عن معضلة الفقر؟
هل تضمن اجراءات جديدة بهذا الخصوص؟ رغم أن هناك مجهودات مبذولة في
هذا المجال ،إلا أن الفقر يتمدد ويتزايد بشكل خطير.
وقد تحدث صاحب الجلالة عن فشل النموذج التنموي في شقه الاجتماعي،
فهناك فقر وامية بسبب تشتت الجهود وعدم انسجام السياسات العمومية والتدابير.
فالتعليم في تراجع ،رغم المجهودات الكبيرة المبذولة ،ولكن لازالت لدينا أمية،
مما يعني اننا فشلنا في هذا الورش الاستراتيجي ،ومنظومتنا التعليمية فاشلة ،فتعليمنا
حصيلة العمل النيابي 85السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
اليوم ينتج جيلا جديدا من الأميين نتيجة التسرب والهدر والانقطاع المدرسيين.
وهنا نتساءل :كيف تخلف نموذجنا التنموي؟ ماهي الوصفة العلاجية لإنقاذ
نموذجنا التنموي من خلال تبني نموذج تنموي جديد؟
هذا ما أمر به جلالة الملك قبل أسبوعين ،وكان ينبغي ان نعدل مشروع قانون
المالية ليواكب هذه التعليمات ويضع أسس نموذج جديد.
الامس فقط ناقشنا موضوع الجهوية المتقدمة مع رئيس الحكومة في إطار الجلسة
الشهرية للمساءلة حول السياسات العمومية ،ورأيي أننا فقط ندبر جماعة ترابيةكبيرة
بميزانيةكبيرة ،ولم نصل بعد إلى التدبير المرتبط بالجهةكماكنا نأمل بها ،فالجهوية
كانت حلما للمغاربة منذ زمن ،فتحول الأمر إلى مجرد تقليص عدد الجهات من
16الى 12.
لذا يجب علينا (كمنتخبين ووزراء) ان نعيد النظر في آليات التدبير ،ونتدارك
القصور الحاصل في التنزيل السليم للجهوية ،ويجب علينا أن نتجاوز العراقيل التي
تعترض هذا التنزيل.
فالتقطيع الجهوي الجديد لم يكن محل اجماعكما هو الحال في ما يتعلق بإلحاق
إقليم الحسيمة بجهة طنجة -تطوان وغيرها من المناطق التي الحقت بجهات اخرى،
وهو ما يطرح مسألة تجانس أقاليم الجهة الواحدة ،فالتجانس الإثني والتاريخي
والاجتماعي هو أساس نجاح المشروع الجهوي ،وعليه فإننا نعتبر أن هذا التقطيع
كان سياسيا وليس تنمويا ،فجمع الحسيمة بالقصر الكبير والدريوش بفيجيج لا
يمكن ان يكون لسبب آخر غير سبب سياسي.
كما أن التقسيمات داخل الجهات نفسها أصبحت غير عادلة وغير متكافئة،
وأصبحت بعض المناطق داخل الجهة تعاني من التهميش والاقصاء ولا تستفيد من
مشاريع الجهة إلا إذا وجد ممثل لها في مجلس الجهة ،مما يحيلنا على طغيان الطابع
الشخصي لدى البعض.
إن اقتصاد بلادنا يظل هشا ،رغم أننا أفضل من بعض الدول الجارة ذات الثروة
حصيلة العمل النيابي 86السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
الطبيعية الهائلة من نفط وغاز ،لكن أملنا ان نتقدم بدرجة أكبر ،ولذلك نقارن أنفسنا
بالدول الأوروبية.
وفي موضوع الحوار الاجتماعي ،فإننا نلمس غياب حوار اجتماعي حقيقي ،ونحن
في الفريق الاستقلالي نطالب بمأسسة الحوار الاجتماعي لأنه اداة للسلم الاجتماعي
والاستقرار والتحفيز على الانتاج من خلال الزيادة في الأجور وتعزيز الضمان
الاجتماعي والعمل على تحسين ظروف الشغل وتأمين السلامة الجسدية للعمال
والموظفين ،لقد صبرت الطبقة العاملة كثيرا خلال الولاية الحكومية السابقة نظرا
لفقدانها الأمل في حوا اجتماعي جاد ،ولكن للصبر حدود ،لذلك نهيب بالحكومة
الحالية ان تفتح حوارا اجتماعيا جادا مع الشركاء الاجتماعيين من أجل إنصاف
الطبقة الشغيلة والاستماع لانشغالاتها والتجاوب معها.
ومن بين ملاحظاتنا على مشروع القانون المالي أن هناك ضربا للقدرة الشرائية
للمواطنين ،بحيث ان هذا المشروع لا يعكس نص وروح التصريح الحكومي ،والتي
جاءت بتحسين الوضعية الاجتماعية للمواطنين وتقليص الفوارق الاجتماعية ورفع
القدرة الشرائية لكننا لا نلمس أي إجراء عملي لتنزيل هذه الالتزامات من خلال
مشروع القانون الذي بين أيدينا.
فهناك العديد من الأمور المستعجلة التي تتطلب معالجة سريعة ،وتتطلب ان
نبحث لها عن حلول بطرق مختلفة وإبداعية ،لكي نبعث برسائل إيجابية واضحة
للطبقات الفقيرة التي صبرت كثيرا ،هي ايضا ،خلال الولاية الحكومية السابقة على
الزيادات واستنزاف جيوب المواطنين ومدخراتهم ،ومن أجل أن تحس هذه الطبقة
بأن القانون المالي جاء بحلول ناجعة من أجلها.
ولا بد ان نتساءل عن مدى وجود تدابير تهم ترسيخ الحكامة وإصلاح الإدارة
والحكامة الجيدة الهادفة ؟ نعم هناك بعض التدابير ولكنها جاءت بطريقة محتشمة
وهي غير كافية ،لأننا نعتبر بأن الادارة مساهمة في النمو وهي إحدى دعامات النمو
في حالة اذا كانت إدارة جيدة وقريبة من المواطنين والمستثمرين وتسهل حياتهم.
وبخصوص ملف التشغيل ،فإن الثابت بأن الوضع الاقتصادي الحالي لا يمكن ان
حصيلة العمل النيابي 87السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
يساهم في التشغيل وامتصاص البطالة ،فمشروع القانون المالي يتضمن تحفيزات
محتشمة للتشغيل ،ولكنها لا تكفي لمواجهة بطالة مئات الالاف من الشباب ،لأنه
لم يركز على دعم ومواكبة ومصاحبة المقاولات الصغرى جدا والصغرى والمتوسطة
التي نعتبرها رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
هناك خصاصكبير في الموظفين /الأطر وخاصة في قطاعي التعليم والصحة ،وإن
كنا نأمل ،في ظل البحث عن حلول جديدة ومبدعة ،ان تأتينا الحكومة عن تقديمها
للقانون المالي باقتراح منح جميع المناصب المالية في السنة لهذين القطاعين او
أحدهما للتغلب على الخصاص المهول الذي يعرفانه.
فهناك خصاص كبير في الأطر الصحية والأطباء وكذلك الدواء والتجهيزات
الطبية ،والراميد لم يعد يلبي حاجيات المواطنين والمستفيدين ،فقد انتقل عدد
المستفيدين من 5ملايين الى 11مليونا في حين ظل التمويلكما هو 1مليار درهم،
وهو ما يشكل ضغطاكبيرا على هذا النظام وينذر بانهياره ،وأيضا نسجل ان الأمراض
المزمنة لا تلقى العناية اللازمة ،وهناك ايضا مشكلة المواعيد البعيدة التي تتعدى
السنة والسنتين ،وهو ما يهدد حياة المواطنين.
وبخصوص المجهودات المبذولة في مجال التصنيع الذي من شانه ان يلعب
دورا رئيسيا فيما يتعلق بالاستثمار الخارجي والداخلي وتعد موردا مهما للعملة
الصعبة وتشغيل اليد العاملة ،فإنها تواجه مشكلة رئيسية تتعلق بالعقار المخصص
للاستثمار ،وذلك بسبب تعقد المساطر وتحفيظ هذه الأراضي من طرف الأحباس
والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ،وهو الأمر الذي يواجه آلاف
الدعاوى ويتطلب مبالغ خيالية تتجاوز الملايير.
هذا المشكل العقاري يمكن ان يحل من خلال تنازل الأحباس والمياه والغابات
عن الأراضي مت أجل المشاريع الاستثمارية المهمة ومن أجل التنمية ،فهذه الأراضي
في النهاية هي أراضي الدولة ويجب ان تعبا من أجل التنمية بمفهومها الشامل،
فإما ان تقوم الدولة بشرائها وبيعها للمستثمرين أو أن تتنازل عنها الأوقاف والمياه
والغابات ،فشق طريق من أجل فك العزلة عن بعض المناطق خصوصا في المجال
حصيلة العمل النيابي 88السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
الغابوي يتطلب اجراءات لا نهاية لها مع هذه المندوبية ،فلا يعقل أن تكون لهذه
الاراضي وضعية جامدة وتبقى بدون استغلال ولا يجد المستثمرين وعاء عقاريا
لمشاريعهم ،وتبقى بعض المناطق محاصرة ولا يستفيد المغاربة من هذه الأراضي.
وفي موضوع التملص الضريبي نريد أن نعرف كم من الأموال نخسر نتيجة لهذه
الجريمة؟ وكم من الديون في ذمة المتهربين؟ ونريد ان نعرف من هم «عفاريت»
التهرب الضريبي؟
وبخصوص التعليم الذي يعد العمود الفقري للتنمية الحقيقية ،فإنه يوجد في
وضعية كارثية بكل المقاييس ،فحتى المجلس الأعلى للتعليم لم يجد حلا لهذه
المعضلة والاستراتيجيات السابقة لم تعط النتائج المرجوة منها.
ونحن نعتبر ان أساس التعليم الناجح هو الهوية ،فبدون هوية للتعليم مبنية على
لغتنا وثقافتنا فلن تكون انطلاقتنا ناجحة ،ومما نراه أن الدول المتقدمة قد انطلقت
من لغتها وثقافتها الأم قبل ان تمر لاعتماد اللغات الحية الأخرى.
فلغة وهوية تعليمنا غير معروفة وغير واضحة ،فالعربية هي اللغة الدستورية،
بينما نحن نتبع اللغة الفرنسية إجلالا للغة المحتل السابق وفي اطار التبعية فقط،
ولكي نبقى أوفياء لمعاهدة إكس -ليبان وبنودها التي يمكن ان يكون من بينها هذا
الشرط ،بينما ان اللغة الفرنسية هي اللغة رقم 17عالميا ،لا تتحدثها سوى فرنسا
ومستعمراتها ،بينما الانجليزية هي لغة الاقتصاد والديبلوماسية والعلوم ،فلماذا لا
نختار الإنجليزية كلغة اجنبية اولى والى جانبها الفرنسية وغيرها من اللغات.
لقد تقدمت الحكومة خلال التصريح الحكومي ببعض الوعود ،ومن بينها
الاستمرار في بعض المشاريع السابقة ومن بينها إصلاح صندوق المقاصة ،نحن
نريد الاستمرار في هذا الاصلاح لأن وضعه السابق كان يؤدي إلى إهدار المال
العام ،وفي الأغلب الأعم لا يصل إلى الفئات التي تستحقه ،وبالتالي يجب إصلاحه
حتى يؤدي مهمته الأصلية ألا وهي دعم الفئات الهشة والفقيرة لأن الملاحظ بأن
جميع فئات الشعب تشتري المواد المدعمة بدون أدنى قيد او شرط وبدون ضوابط
تحصره في المستهدفين الرئيسيين منه ،فقد ربحنا ملايين من الاصلاح الحالي
حصيلة العمل النيابي 89السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
ونريد أن نربح أكثر من الاستمرار في الإصلاح ونريده ان يصل الى الفئات التي وجد
الصندوق من أجلها.
كما نريد أن نعرف ماهي نسبة تنفيذ الميزانية في مجال الاستثمار؟
وماهي نسبة تنفيذ الميزانية العامة؟
فالملاحظ هو أن نسب التنفيذ لا تصل أبدا إلى نسبة ،100%وبالتالي ينبغي أن
تصرف هذه المبالغ فور رصدها لأهداف معينة ،فما معنى أن تبقى نسبة كبيرة بدون
تنفيذ؟
وفي الختام أدعو الحكومة للوفاء بالتزاماتها الواردة في التصريح الحكومي والتي
نالت على إثرها ثقة مجلس النواب.
حصيلة العمل النيابي 90السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
مداخلة الأخ النائب أحمد التومي
ونحن في هذه المرحلة من المناقشة العامة لمشروع قانون المالية 2018لابد من
تقديم الشكر للسيد الوزير والسادة أطر الوزارة على جودة الوثائق التي قدمت الينا
وتفاعل السيد الوزير مع أعضاء لجنة المالية والشؤون الاقتصادية.
نحن في الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية نسجل العديد من الإيجابيات التي
جاء بها مشروع القانون ونثمن على الخصوص خلق المزيد من مناصب الشغل في
قطاعي الصحة والتعليم ،إجراءات ميزانياتية وضريبية لتحفيز الاستثمار ولتحقيق
المزيد من الانصاف.
ولكن السيد الوزير لنا اختلافات جوهرية بخصوص أسس ومنهجية إعداد الميزانية
العامة وقلق بخصوص التقائية الاستراتيجيات القطاعية والبرامج الموضوعة بتمويل
الميزانية.
حصيلة العمل النيابي 91السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
أولا بخصوص المنهجية ،نلاحظ أن مشروع الميزانية العامة ينطلق مما يمكن
استخلاصه من مختلف الضرائب والمداخيل الاخرى وتوزيعه على مصاريف
التسيير والاستثمار وخدمة الدين ،في حين أن مشروع قانون المالية يجب أن ينبني
على تصور اقتصادي واجتماعي ،بحيث المقاربة التي نراها نحن ضرورية لجعل
الميزانية العامة للدولة ترقى لتحقيق تطلعات المواطنات والمواطنين يجب أن تنطلق
من تقييم شامل للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الوطنية يتوخى منه ضمان
خدمة عمومية ذات جودة مقبولة ثم البحث عن المواد التي يمكن تعبئتها وطرق
استخلاصها ،ولنا في هذا الصدد تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبئي
(ميثاق الخدمات العمومية )2013واهداف التنمية المستدامة 2015-2030التي
صادقت عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة سنة .2015
ثانيا نلاحظ غياب الالتقائية في البرامج الحكومية والاستراتيجيات القطاعية مما
يؤدي الى ضعف الموارد المالية المرصودة لها .ولهذا ،وفي غياب قطاع حكومي
مكلفا بالتخطيط كما كان معمولا به الى أواخر التسعينات ،نحث وزارة الاقتصاد
والمالية على العمل على ضمان هذه الالتقائية كأحد الوسائل الناجعة للاستعمال
الجيد والحكيم للموارد المالية.
نلاحظ انه في مشروع قانون المالية ،2018تم التركيز على تحقيق التوازنات
الماكرواقتصادية وهي تقليص المديونية ،وعجز الميزانية وعجز الميزان التجاري
وكذا التحكم في التضخم ،ولكن دون الأخذ بعين الاعتبار التوازنات الاجتماعية
وعلى رأس هذه التوازنات «مستوى البطالة».
هذا المؤشر الذي هو عنوان استقرار المجتمعات وتقدمها.فالولايات المتحدة
الامريكية تنطلق من « التشغيل الكامل» ( ) PleinEmploiلبناء موازنتها السنوية
وتحديد سياستها النقدية ،وهذا منصوص عليه في القانون المؤسس للبنك المركزي
الأمريكي (.)FEDولا تتناقض مع «توصيات واشنطن» (Consensus de
)Washingtonالتي بنيت على أساسها مؤسسات «برايتنوودز» صندوق النقد
الدولي والبنك الدولي.
حصيلة العمل النيابي 92السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
والجدير بالذكر هنا السيد الوزير ،أن المغرب يتوفر على أدنى نسبة لعدد الموظفين
لكل الف مواطن ،اذ لا يتعدى 21موظف لكل 1000نسمة في حين ان تونس
تتوفر على ازيد من 50والمجموعة الأوروبية على 90والدول الاسكندنافية على
اكثر من .110اذا اخذناكذلك مؤشر السكان النشطين ،فنجده لا يتعدى % 45في
حين ان المعدل الأوروبي هو في حدود . 70
إن مؤشر البطالة كان ،منذ ظهور علم الاقتصاد ،محط اهتمام الدول ومتابعة
وبحث من طرف الخبراء وعلماء الاقتصاد اذ ان هناك العديد من البحوث والبيانات
تظهر الترابط الوثيق بين «الناتج الداخلي الاجمالي» ومستوى البطالة من جهة ،وبين
التضخم ومستوى البطالة من جهة أخرى.
ولنأخذ مثلا العلاقة بين التضخم والبطالة ،فهذه العلاقة تبين ان التضخم يتناقص
على حساب ارتفاع مؤشر البطالة والعكس صحيح.وهذا يظهر جليا ،السيد الوزير،
خلال ال 5سنين الأخيرة ،حيث انخفض معدل التضخم من 2.4%سنة 2013الى
% 0.9سنة ،2017في حين ارتفع معدل البطالة ،في نفس الفترة ،من 9.4%الى
.10.7%وهنا تجدر الإشارة الى انه في منظورنا يجب اعتماد مؤشر البطالة الحضري
بدل المؤشر العام ،اذ ان مؤشر البطالة في العالم القروي هو في حدود ، % 3.5
أي ما يصطلح على تسميته بالتشغيل الكامل ( .)Plein emploiوللإشارة فالبطالة
الحضرية تفاقمت ،إذ ارتفع مؤشر البطالة في الوسط الحضري من 13.7%سنة
2013الى 15.7%في 2017أي بتفاقم نقطتين.
وهنا نسجل مع الأسف اننا لا نتوفر على رقم «لمستوى البطالة في بلدنا والذي لا
يسرع التضخم « او ما يسمى ( .) NAIRUان من شأن تحديد هذا المؤشر ان
يساهم في توجيه سياستنا النقدية والميزانية للتصدي لآفة البطالة والتي تصب في
تعبئة مواردنا الطبيعية والمادية لضمان نمو اقتصادي يمكننا ،حقيقة ،من اللحاق
بركب الدول الصاعدة .وللتذكير فان صندوق النقد الدولي بقدر ما ينوه بالاستقرار
الماكرو اقتصادي المغربي ،فإنه يحذر من تصاعد البطالة خاصة في أوساط الشباب
وتفاقم التفاوتات المجالية.
حصيلة العمل النيابي 93السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
ومن هنا نعبر عن قلقنا من سياسة التركيز المفرط للحكومة للحد من التضخم رغم
الزاميته ،على حساب تفاقم مستوى البطالة.فحتى الدول المتقدمة والصاعدة التي
اعتمدت صراحة «استهداف التضخم» ( )Ciblage d’inflationتترك لنفسها
هامشا واسعا للمناورة خدمة لتوازناتها الاجتماعية والاقتصادية.
اريد كذلك ان اقف على مؤشر المديونية والتي ،السيد الوزير ،تكافحون من
اجل خفضها تحت سقف % 60من الناتج الداخلي الاجمالي .لكن رغم نبل
هذا الهدف ،نرى ان هذا قد لا يكون مشكلا في حد ذاته ،طالما ان الدولة قادرة
على ارجاع الدين وطالما ان الموارد المدينة تستعمل لتقوية بنياتنا الأساسية والدفع
باقتصادنا إلى الأمام.
في هذا الباب ،تجدر الإشارة الى انه ،اذاكانت المديونية الخارجية هي في غالبيتها
هي لهيآت دولية متعددة أو ثنائية الأطراف وبشروط ميسرة ولأمد بعيد ،فان الشق
الداخلي من المديونية قد تضر بالنسيج المقاولاتي وبعض المدينين إذا تعلق الأمر
بمتأخرات واجبات المقاولات مثلا.
ونحن نتطرق لعلاقة نسب البطالة والتضخم والنمو الاقتصادي ،لا بد من التعرج
على سياستنا النقدية .وهنا ،نستغرب عن عدم ورود أي تقرير بخصوص اعتماد
نظام سعر الصرف المالي في الآجال المحددة له وعلاقته بالاستثمار ومبادلاتنا
التجارية ومن تم نمو ناتجنا الداخلي الاجمالي.
كذلك لم يتطرق مشروع القانون الأساسي لبنك المغرب والذي يتجه الى إعطاء
استقلالية تامة لهذه المؤسسة في تحديد عناصر سياستنا النقدية كالفائدة المرجعية
والتضخم.
ونحن ندعو ،السيد الوزير ،الى ربط سياستنا النقدية بالتنمية الاقتصادية
والاجتماعية في شقها المتعلق بتمويل الفاعلين الاقتصاديين ،وخصوصا الشركات
المتوسطة والصغيرة ،لا بد من الإشارة الى المستوى المرتفع لنسبة فوائد القروض
المقدمة الى هؤلاء الفاعلين ،فهذه الفوائد تمثل % 2.50من نسبة الفائدة المرجعية
لبنك المغرب التي هي بدورها تمثل2.00%من نسبة نمو النتائج الداخلي الاجمالي.
حصيلة العمل النيابي 94السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
وهذا مصدر قلق كبير ،اذ انه كلما كبرت نسبة الفائدة على نسبة النمو الا وأدت
الى انخفاض النمو واتساع الفوارق الاجتماعية وضعف الابتكار .وهنا وعلى سبيل
المقارنة ،فتمويل الشركات لا تتعدى 1.50%في الدول الأوروبية في السنين
الاخيرة .
لا يمكن الحديث عن تمويل الاقتصاد دون التطرق الى دور بورصة القيم للدار
البيضاء ،فهذه المؤسسة لا يزال دورها محدودا في هذا المجال .فإذا أخذنا مؤشر
نسبة الأسهم العائمة التي تكون متوفرة لعموم المستثمرين نجدها لا تتعدى 15%
وهي الأدنى مقارنة مع منافسيها القاريين كمصر وجنوب افريقيا.
في الأخير ،لا بد من التساؤل عن مدى توجه الحكومة الى اصلاح ودعم حقيقيين
لحكامة المؤسسات والمقاولات العمومية الذي طال انتظاره .هاته المؤسسات التي
دعمتها الخزينة ب 30مليار سنة 2016ولا تمول هذه الأخيرة (الميزانية العامة)
إلا في حدود 8مليار درهم .وهنا يتعين على الحكومة توجيه هذه المؤسسات الى
الانفتاح على طرق تسيرية وتدبيرية جديدة وقادرة على رفع تحديات التحولات
التكنولوجية والاستجابة لتطلعات المواطنات والمواطنين .ولنا في هذا الباب خير
مثال في القانون الفرنسي «قانون ماكرون للنمو والنشاط الاقتصادي وتكافؤ الفرص»
بخصوص تدبير المحفظة العمومية لدعم الاقتصاد الوطني.
وموازاة مع ذلك ،لا بد من رفع الحواجز التي تعيق الاستثمار الخاص في قطاعات
حيوية كالمال والنقل السككي والجوي والتطهير وإنتاج الكهرباء والماء والطاقات
المتجددة والطرق السيارة وغيرها.والدفع بالمقاولات الى الدخول لأسواق خارجية
إفريقية وغيرها مما يمكن بلدنا من اختراق حاجز 7%وهو معدل النمو المطلوب
لولوج نادي الدول الصاعدة والانخراط في نموذج اقتصادي جديد ،طبقا لتوجيهات
الملكية المتضمنة في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الحالية،
قادر على الاستجابة للمطالب الملحة ،والحاجيات المتزايدة للمواطنين ،والحد من
الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات المجالية ،وتحقيق العدالة الاجتماعية.
حصيلة العمل النيابي 95السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
مداخلة الأخ النائب صالح أوغبال
في البداية لا بد أن أوضح أن هذه النقاط هي استنتاجات من خلال القراءة المتأنية
لمشروع القانون المالي لسنة :2018
فأول ملاحظة هي أن هذا المشروع لا يتلاءم مع التوجهات العامة والتدابير
المقترحة سواء في البرنامج الحكومي أو في في الرسالة التوجيهية لرئيس الحكومة.
كما أننا نلمس عدم واقعية الفرضيات التي أعد على أساسها هذا المشروع ،بحث
ان الوضعية الاقتصادية التيكانت سائدة سنتي 2016و 2017جاءت بسبب عامل
التساقطات المطرية التي للأسف لازال اقتصادنا رهينة لها ،وهو ما يؤشر على أننا
لازلنا بعيدين كل البعد عن بناء اقتصاد لا يتأثر بالعوامل المناخية.
وثانيا ،حين نبحث في ثنايا هذا المشروع عن التدابير التي تهم الورش الوطني
الكبير المتعلق بالجهوية المتقدمة ،فإنه لم يأتي بجديد يذكر ،ولم نعد نعرف هل
حصيلة العمل النيابي 96السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
ستقوم الحكومة بعملية التنزيل هذه بطريقة سليمة أم لا؟ لأن الأمر يتطلب نقلا
حقيقيا للسلطات والصلاحيات من المركز إلى الجهات ونقل التمويل اللازم لعملية
التنزيل هذه.
ومما نلاحظه أن هناك تراجعا في عجز الميزانية ما بين سنتي 2016و ،2017
وارتفاعا مهولا في الدين الذي تجاوز 67.3بالمائة ،وأننا اقترضنا في 6أشهر الأولى
حوالي 70مليار درهم كدين خارجي و 15مليار درهم كدين داخلي.
كما أن النفقات العمومية ارتفعت بحوالي 6مليارات درهم ،وهو ما نأمل من
الحكومة أن تعالجه بشكل لا يخل بالمخصصات المرصودة للقطاعات الاجتماعية
التي يجب أن ترفع الحكومة منها.
وأيضا نلاحظ نقصا في ميزانية التسيير لصالح ميزانية التجهيز ،وهنا أريد أن أشير
على أن الزيادة المخصصة لقطاع الصحة والمتمثلة في 100مليون ،وهو رقم لا
يكفي لبناء مستشفى في إقليم كخنيفرة الذي يعاني من وجود مستشفى يفتقر إلى
التجهيز ولا توجد به أدوية.
وهنا أتساءل لماذا لا تركز حكومتنا ميزانياتها لسنوات متعددة على القطاعين
المحورين :الصحة والتعليم ،وتنفق فيهما بسخاء وحكامة في ذات الوقت؟
أيضا نتساءل عن مدى تنفيذ استثمارات المؤسسات والمقاولات العمومية
بالنسبة للسنوات السابقة ،حيث أن الارقام المعلنة ضخمة؟ وما مدى وقعها على
النمو ،وعلى التنمية بشكل عام؟
ونلمسكذلك غياب التشجيع على احداث المقاولة الذاتية ،ف ال 50ألف مقاولة
المحدثة لا ترقي للأهداف المتوخاة من لدن المقاولين الشباب ،وبالتالي يتعين ايلاء
عناية خاصة للمقاول الذاتي من خلال :
-اعفاءه من أداء الضرائب للخمس أو الثلاث سنوات الأولى من بدء نشاطه التجاري
-وضع حل نهائي لمسألة توفير التغطية الاجتماعية لفائدة المقاولين الذاتيين.
حصيلة العمل النيابي 97السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
لا بد أن نحيي استجابة الحكومة لمطلب ما فتئ الفريق الاستقلالي للوحدة
والتعادلية يطالب به منذ سنين ويتعلق الأمر بتطبيق مبدأ التصاعد فيما يتعلق
بالضريبة على الشركات ،الا أن المعدلات المقترحة لا تراعي القدرات التمويلة
للمقاولات المتوسطة ،لذا نطالب بإعادة النظر في:
-المعدلات الضريبية بتخفيض المعدل الأقصى
-مراجعة الأشطر وتوسيعها
وعلى الحكومة اعادة النظر في منظومة الاعفاءات بما يتماشى مع وضع نموذج
اقتصادي جديد ،كما يتعين وضع تدابير جبائية وميزانياتية لوقف نزيف افلاس
المقاولات الذي أصبح يهدد الاقتصاد الوطني ،كالاحترام الصارم لآجال الأداء ،مع
تطبيق غرامات تراعي مدة التأخير لطريقة معقولة.
كما يتعين أيضا تسريع أداء متأخرات الضريبة على القيمة المضافة.
وفيما يتعلق بما جاء به مشروع قانون المالية بخصوص إقليم خنيفرة ،فالملاحظ
أن هذا الإقليم المهمش لم يستفيد من برامج مهمة ،مع أنه منطقة مشهورة بالرعي
والترحال ،مما يتطلب تدابير خاصة في مجموعة من القطاعات وعلى رأسها التعليم
حيث لم تتم الا برمجة من 3ثانويات و 3إعداديات بمبلغ لا يتجاوز 61مليون
درهم ،ولازال الإقليم لا يتوفر على جامعة أو نواة جامعية مما يجعل الطلبة موزعين
بين مكناس وأزيلال ،كما أنه لم يستفيد من عمليات كبيرة بخصوص تفكيك
وإصلاح المؤسسات المفككة.
ولا بد من فك العزلة عن هذا الاقليم من أجل تنمية حقيقية ومستدامة ،ومن اجل
ادماجه في المشاريع الكبرى المهيكلة بما يخدم الاقليم والجهة والاقتصاد الوطني
ككل.
حصيلة العمل النيابي 98السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
مداخلة الأخت رفيعة المنصوري
يشرفني أن أتدخل في المناقشة العامة لمشروع القانون المالي لسنة ،2018والذي
لدينا بعض الملاحظات بخصوصه وبخصوص فرضياته ومنهجية اعداده.
أول ملاحظة ان مشروع هذا القانون المالي هو اول مشروع من الاعداد الخالص
للحكومة الحالية ،نظرا للظرفية المحيطة بإعداد مشروع قانون مالية ،2017وقد جاء
هذا المشروع ضمن اكراهات اقتصادية وظرفية سياسية اتسمت بالزلازل السياسية،
مع اننا تعودنا انه عند مناقشة اي قانون مالي أن نسمع عبارات نمطية من قبيل:
الظرفية الدقيقة ،الاكراهات السياسية والاقتصادية ،وهي عبارات تفهمناها نوعا ما
أثناء مناقشة القانون المالي للسنة الفارطة حين تحدثنا عن لبلوكاج ،وقلتم لنا أنكل
شئ سوف يحل في القانون المالي لهذه السنة ،وهو ما لا نلمسه هنا.
ومن خلال اطلاعنا الدقيق على هذا المشروع الذي بين ايدينا ،نتساءل:
-هل تم من خلال مشروع القانون لسنة 2018تنزيل التدابير الواردة في التصريح
الحكومي؟
حصيلة العمل النيابي 99السنة التشريعية 2018 / 2017
تدخلات ومواقف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية
-هل أن الحكومة أثناء إعدادها لمشروع القانون المالي أنصتت للخطب الملكية
وخاصة منها خطاب افتتاح الدورة التشريعية الحالية؟
لقد كنا نأمل أن يستجيب هذا المشروع للتعليمات الملكية الواردة في الخطب،
ولذلك كنا ننتظر تفعيل هذه التوجيهات السامية من خلال تدابير القانون المالي؟
-نتساءل هل استجاب هذا المشروع لحاجيات وانتظارات المواطنين؟
والسؤال الذي يؤرقنا الآن :هل تستمع الحكومة للخطب الملكية وبالضبط
الخطاب الملكي الأخير؟ أم أنها تكون غائبة عنه تماما؟
كنا نتمنى أن تنتقل الحكومة ن التدبير العادي للميزانية إلى التدبير بالبرامج
والمشاريع كما ينص على ذلك القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،فما
نراه هو تدبير فقط بدون إبداع ،وما نراه أن الحكومة لم تستدرك الوقت الضائع في
بداية ولايتها.
لقد اصطلحتم على هذا المشروع اسم «قانون اجتماعي» ،فهل تعكس مضامينه
هذه التسمية؟
لا أظن ،لأن هذا القانون هو قانون أجوف وخالي من أي ملاحظة قدمناها في
خلال مناقشة قانون المالية ، 2017وخالي أيضا من أي ملاحظة قدمها جلالة الملك
في خطبه بما في ذلك ملاحظاته حول الإدارة العمومية.
فنحن نجد هنا أن تحديث الادارة العمومية خصصت لها 5مناصب مالية بدلا من
10في السنة الماضية ،فهل ب 5مناصب سوف نصلح أعطاب الادارة؟
فهل الحكومة لا تستجيب لأي ملاحظات بما فيها تعليمات قائد البلاد التي لا
تجد ترجمة لها في هذا المشروع؟
قلتم بأنه مشروع قانون اجتماعي بامتياز :ولكن كيف؟
رفعتم شعار دعم المقاولة ،ولكنكم رفعتم الضريبة على القيمة المضافةTVA
على المحروقات ،مع أن الحكومة مطالبة بوضع توازن للنسيج الاقتصادي للبلاد من
خلال العرض والطلب ،ولكنكم لا تستجيبون لهذا الأمر.
حصيلة العمل النيابي 100السنة التشريعية 2018 / 2017