The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by qolbi1979, 2018-12-20 02:05:29

نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية

نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية

‫الفصل التاسع عشر‬

‫أَ ْكثََرُه ْم َْيَهلُو َن﴾ [الأنعام‪ .]111 :‬وعليه‪ ،‬فقيم (الذاتية) و(العرقية) و(العقلانية) – والتي‬
‫يعتد بها الإنسان أيما اعتداد – ما هي إلا قيم ممقوتة في الإسلام‪ ،‬يسميها ب(الجهل) تارة‪،‬‬

‫وب(الهوى) تارة أخرى‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪( :‬الجهل)‪( ،‬الهوى)‪( ،‬الذاتية)‪( ،‬العرقية)‪( ،‬العقلانية)‪.‬‬

‫المقدمة‪ :‬العلم في مواجهة أدواء الذاتية والعرقية والعقلانية‬

‫أولا‪ :‬الإنسان وثلاثية الحياة الجسدية والعقلية والروحية‬
‫يتكون الإنسان من جانبين‪ ،‬جانب مادي ينتمي به إلى الطين الذي خلق منه‪ ،‬كما‬
‫تعَاسالىِج‪ِ:‬دي﴿َنإِِِّن﴾‬ ‫ِ(طيرٍونح(ي)‪ 1‬ي‪7‬مثِ)ِلفَاِإلذَاطاقةَسااويلْتُتهُي‬
‫صفة الحياة‪ ،‬قال‬ ‫أعطت هذا الطين‬ ‫إلى جانب‬ ‫ينتمي‬
‫ُّروِحي فََقعُوا لَهُ‬ ‫َونََف ْخ ُت فِيِه ِمن‬ ‫بَ َشراً ِِمن‬ ‫َخالِ ٌق‬
‫(ص‪ .)72-71:‬ونتج من الجانب المادي الحياة الجسدية والتي تقوم ب(القوت) و(الأمن)‪،‬‬
‫وأما الجانب الروحي فتنتج عنه الحياة الروحية التي لا قوام لها إلا بالتوحيد‪ ،‬وهو الذي بدووره‬
‫بيقِِ(مااُععج﴿لبأنُومالأٍْونلعرَلةئعِتُجاع﴾ومعاٍَكل‪:‬عل﴿َوىفَلىَ‪َ2‬هلْوُآي﴿َاُم‪8‬آَعمْعن)نََسبمُ﴾تهن‪َُُ.‬هد‪:‬مُهففمواتاراملِِتمرش﴾﴿ِِماوْين‪،‬لارْححنِذييإيَاوخأدلةََْنخموىاْامولٍتآفاجخشٍَملفانُحس﴾ريصوا﴾يادإ(ة‪.‬ل‪.‬قَيولراَقهيمصْوال(بجايَلعلهشلْتبسب‪ِ:‬تؤالوعدارُ‪3‬ساةيحءيلةوا‪-‬ىادل﴿‪:‬مف‪4‬إا)ِيلا)قومَا‪ِ،‬ذدح﴿ن‪-‬يَفهَفُدَتلْاناميمليَلآْحنعذبِيبَُمتانُبُظدُيةاْلواالوٍاالميحلإَيوَلرراَأمُْضشوْةواايلمََبحئاِْلريةبلِنةَهجَكإُإسَذل(اسايواسللَاتهدتهُلإِياُيمبَمومةَيْاراح‪،‬بانيَرلهعُِبتأَدمواْم)ه(برحِتُيتنيما‪3‬يظُْلة)اٍَولماتاُهتلال﴿ايأ﴾مجَِذل‪،‬إطْلُسّمياَعوشأْدهَأامَنتَمُراهفطْةُد‪-‬مزَعوإمعَلفمبَينِإِامقُهلهرنام﴾اةد‬
‫بعنصريها (الأمن) و(القوت)؛ فأما الأول فقد ذكر صراحة في الآية في قوله تعالى‪:‬‬
‫﴿الأَْم ُن﴾‪ ،‬وأما الثاّن فقد أشير إليه بعبارة‪ُ ﴿ :‬هم ُّم ْهتَ ُدو َن﴾‪ ،‬والهداية هنا تعبير عن ما‬
‫هداهم إليه من سبل لكسب قوْتم وفق مرضاته جل وعلا‪.‬‬
‫ولكي يتمكن الإنسان من القيام ب[(العبادة) من جهة وب(تحقيق) حاجته للقوت‬
‫والأمن لابد له من إمكانيات تؤهله لذلك‪ ،‬وهذه الإمكانيات هي الحياة العقلية‪ ،‬التي تجعله‬

‫‪386‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫بعقل خطاب العبادة ‪ -‬وأيضا – خطاب ططبيعة جسده والإصغاء لحاجاته‪ ،‬وهو ما سماه‬
‫ثُما َه َدى﴾ (طه‪.)50:‬‬ ‫َش( ْعيلٍءم)َخبْلَعقهُد‬ ‫الله تعالى‪﴿ :‬الا ِذي أَ ْعطَى ُك ال‬ ‫قول‬ ‫ب(الهدى) في‬ ‫القرآن‬
‫أن تمتع بحياتي الجسد‬ ‫أعطيت لآدم ‪ ‬في شكل‬ ‫قد‬ ‫العقلية هذه‬ ‫والحياة‬
‫منوط‬ ‫العقلية‬ ‫(البقرة‪ .)30:‬وهذه الحياة‬ ‫الأَسْمَاءَ ُكلاَها﴾‬ ‫قال تعالى‪َ﴿ :‬وَعلاَم آَدَم‬ ‫والروح‪،‬‬
‫يكِِون‬ ‫وآخر‬ ‫منها يكِِون (العقل المادي)‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فجزء‬ ‫حياتي الجسد والروح؛‬ ‫بهتحقيق‬

‫(العقل الروحي)‪.‬‬
‫ولقد وصف الله تعالى الحياة الجسدية هذه بأنها (الخياة الدنيا)‪ ،‬وذكر مراحلها‪ ،‬واصفا‬

‫إياها ب(اللعب) و(اللهو) و(الزينة) و(التفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد)‪ ،‬جاء ذلك في‬
‫بَْينَ ُك ْم َوتَ َكاثٌُر ِفي الأَْمَواِل‬ ‫َولَهٌْو َوِزينَةٌ َوتََفا ُخٌر‬ ‫ال ُّدنْيَا لَعِ ٌب‬ ‫قَواوللأَهْولتاعِدال(ى‪)﴿20:‬ا ْع﴾لَ اُملوحادأََيّانَدا‪.‬الوحيَيَراةُى‬
‫و(الزينة) هي مراحل الحياة‬ ‫(اللعب) و(اللهو)‬ ‫الباحث أن‬

‫الجسدية للطفوقة والصبا والفتوة على التتالي‪ ،‬وهي مراحل تنم عن معرفة (الذات) وسط‬
‫الوالدين والأقربين والراشدين‪ ،‬كما تنم عن إعتناد هذه (الذات) على هؤلاء الراشدين في‬
‫تأمين حاجات حياْتم الجسدية‪ .‬من (قوت) و(أمن)‬

‫وأما مرحلة (التفاخر) فهي طور الخروج من (الذاتية) للتعرف ثم التقُيّد بقيم (الموضوع)‬
‫أو المجتمع‪ ،‬وذلك لإحساسه بالآخر (زوجه) الذي يرتبط به على أساس قيم هذا المجتمع‬

‫وأعرافه؛ وهذه هي مرحلة النضج العقلي الذي يحقق الحياة الجسدية‪ ،‬وهو ما يسمى ببلوع‬
‫الحلم‪ .‬أي هي المرحلة التي يتمكن فيها بإنجاب الذرية التي تعمل على إيصاله بعرقه‪ ،‬ولهذا‬
‫جاء وصف ذلك بكلمة (تفاخر) لدلالة (العرق) على هذا التفاخر؛كما جاء في الحديث‬
‫الششريف‪( :‬إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء)‪.1‬‬
‫وأما مرحلة (التكاثر في الأموال والأولاد) فهي المرحلة التي تعطي القوة لهذا (العرق) أو‬
‫ذاك من أجل بسط سيطرته وهيمنته على الآخرين‪ ،‬وافد جاءت بعض الآيات التي يستشف‬
‫و﴿مثُنماهَرأَديْدنَاضالَقُكوُلمهالتَكعاارةَلىَع‪:‬لَْيِه﴿ْأمَنَاَوأَأَْمَْكدثَْدُرنَا ِمُكنم َبكِأَْمَمَاوالٍاًل‬
‫مثلا قوله تعالى‪:‬‬ ‫منها هذا المفهوم‪ ،‬من ذلك‬
‫(‪ ﴾)6‬الإسراء‪،‬‬ ‫َوبَنِيَن َو َجَعْلنَا ُك ْم أَ ْكثََر نَِفيراً‬

‫َوأَ َعُّز نََفراً (‪ ﴾)34‬الكهف‪ .‬ودائما ا تكون هذه الهيمنة متمثلة في (سن القوانين) على‬

‫‪387‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫مقياس هذا العرق المهيمن‪ ،‬ومن ثم (تطبيقها) على وفق رؤيته‪ ،‬فانظر إلى أهل النار كيف‬
‫يقيسون الآخرة‪َ﴿ :‬وقَالُوا نَْح ُن أَ ْكثَُر أَْمَوالاً َوأَْولاًدا َوَما نَْح ُن ِِبَُع اذبِيَن (‪ ﴾)35‬سبأ‪ ،‬أي أن‬

‫قوانين الآخرة أيضا سوف تحابيهم وتكون في صفهم‪ ،‬أليسوا هم الأكثر أموالا وأولادا!‬
‫وبذلك تتطور الحياة المادية من (الذاتية) التي تنطوي على تحقيق حاجتي الحياة الجسدية‬
‫من (القوت) و(الأمن)‪ ،‬ثم يتطور الأمر إلى التزاوج والتوالد لتأكيد هذه الذات وسط المجتمع‬

‫العرقي‪ ،‬وأخيرا يتطور هذا (العرق) – بفضل ماله وعياله – لتحقيق الإنتصارات في ساحات‬
‫الوغى لوضع القوانين التي تؤِكِد هيمنته على الأعراق الأخرى‪ ،‬وهذه هي ما يسميه الباحث‬
‫بطور العقلانية‪ ،‬أي تحقيق الحياة للعرق بأساليب (مدينة) على الرغم من أنها نتاج لأسالب‬
‫السيطرة والهيمنة‪ ،‬بأنوعها المختلفة‪.‬‬
‫هذا ما وصفت به الآية السابقة الحياة المادية‪ ،‬ولكن هذه الآية – أيضا ‪ -‬أشارت إلى‬
‫َوَم ْغِفَرةٌ‬ ‫ااِِمللرحَنيسااةَلّالا‪ِ،‬للرقَواوِرحليْضةتَواعاٌحنليى(‪:‬ث‪0‬ذ﴿‪2‬كَ)وَرما﴾ت ُك(–نااالاآلُمحخَعردِةِذيبِ)ديَ‪،‬نوماوَحبفَاياّلتهطابنَْبمعَعنلاَاثلجََرزيااُسءز‪:‬ولايً﴿ا(َلولِفه‪5‬ي‪1‬تا)لعاآل﴾ِخىَارةِلإعبَعاسَذدرااهء‪ٌ.‬إبلاوَشهبِدؤلعياٌددء‬
‫إرسال‬
‫الرسل‬

‫– عليهم الصلاة والسلام أجمعين – يأتون بالعلم الروحي بواسطة اللغة التي يعقلونها‪ ،‬والتي‬
‫يمكنهم بها فهم ما أتوا به‪ ،‬قال تعالى‪َ﴿ :‬وَما أَْر َسْلنَا ِمن ار ُسوٍل إِلا بِلِ َسا ِن قَْوِمِه لِيُبَِِيَن لَهُْم﴾‬
‫(إبراهيم‪.)4:‬‬
‫ولو فارنا هذه الآية بالآية التي ورد فيها تعليم آدم الأسماء‪ ،‬لوجدنا أن هذه الأسماء ههي‬
‫اللغة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهذه اللغة هي (العقل الروحي) الذي به يعقل الخطاب الروحي‪ ،‬وهو الذي‬
‫يأتي ليقِِوم إعوجاج الحياة المادية والمتمثل في (الذاتية) و(العرقية) و(العقلانية)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العلم المادي والعقلي والروحي‬

‫بُِمرينوْنمحااًِعبَوِ(ِمااهِدلْنذنإَاايأمَْاامَلوإِِرننعنَاال)مََكمفياالَلمتَُثكرْنهولِدحَت(يايلتَإيِْدتشلَِرىرميقيعةِلصَم)َارا‪.‬فاٍيلطواناُِكّملتَتظاْسروتَُحِبقإييلٍَمدىولاَ(وعاابل‪2‬لاِإشر‪5‬يةمَر)ياعُن﴾ة﴿أَ‪،‬اَْولولَقَحشاِكْينوَلنار تإِىلََجع‪ْ.‬ياَعلْلفَنَىك(اا‪:‬هلُُرنوكُت﴿وحاَرااوًًَكنب﴾َاذهْ)لِِدويمَهكثيولأَبِْتوِهأ(اَحلَْيمكتنيَانودحنإاِيلَعْيدشلا)َكىء‪ُ،‬‬

‫‪388‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫أن الحياة الروحية – والتي هي قوام الحياة المادية – لا يتم الحصول عليها إلا بتطبيق (التوحيد)‬
‫و(الشريعة)‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬أََو َمن َكا َن َمْيتاً فَأَ ْحيَْينَاهُ َو َجَعْلنَا لَهُ نُوراً يَمْ ِشي بِِه ِفي الناا ِس‬
‫(‪ ﴾)122‬الأنعام‪ ،‬ف(الحياة) هنا هي التوحيد‪ ،‬والشريعة هي (النور)‪ ،‬ونظيره قول النبي ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪( :‬مثل الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآنكالحي والميت)‪.‬‬
‫أما التوحيد فهو على ثلاثة أنواع‪ :‬توحيد الإلوهية وتوحيد الملك وتوحيد الربوبية‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪﴿ :‬بِ ْسِم اَّاللِ الارْْحَ ِن الارِحيِم (‪ ﴾ )1‬الفاتحة‪ ،‬اسم الجلالة يدل على توحيد الإ لوهية‪،‬‬
‫واسمه تعالى (الرْحن) يدل على توحيد الملك‪ ،‬وذلك من قوله تعالى‪﴿ :‬الارْْحَ ُن َعلَى العَْر ِش‬
‫ا ْستََوى (‪ ﴾)5‬طه‪ ،‬والعرش لا يستوي عليه إلا الملوك‪ ،‬وأما إسمه (الرحيم) فيدل على توحيد‬
‫الربوبية‪ .‬وهذه الآية هي لجلب المنافع التي تنطوي عليها الرْحة والتي عبرت عنها البسملة‬
‫من خلال هذه الأسماء الثلاثة العظيمة‪.‬‬
‫﴿قُ ْل أَعُوذُ بَِر ِِب الناا ِس (‪)1‬‬
‫الحديث الشريف عن الناس‬ ‫الضر‪ ،‬فقد جاء في قوله تعالى‬ ‫لدفع الشر أو‬ ‫وأما ما يقرأ‬
‫﴾ الناس‪ ،‬وهي –كما جاء في‬ ‫إِلَِه الناا ِس (‪)3‬‬ ‫َملِ ِك الناا ِس (‪)2‬‬
‫والفلق‪( :‬ما تعوذ متعوذ ِبثلهما)‪ ،2‬وهي تتحدث عن أنواع التوحيد الثلاثة‪ ،‬ولكن بتتيب‬

‫مختلف عن ذاك الذي ورد في االبسملة‪ ،‬وذلك لأن التوحيد في البسملة هو من حيث نزوله‬
‫من عند الله تعالى‪ ،‬وأما التتيب الذي في سورة الناس فهو على وفق تطبيق الإنسان لهذا‬

‫التوحيد‪ ،‬فهو يبدأ بالربوبية أولا‪ ،‬والتي يدل عليها إسمه تعالى (الرب)‪ ،‬ثم ينتقل إلى التحقق‬
‫بتوحيد الملك‪ ،‬والذي يل عليه إسمه تعالى (الملك)‪ ،‬وأخيرا يحصل على توحيد الإلوهية التي‬
‫يدل عليها إسمه تعالى (الإله)‪.‬‬

‫وأما الشريعة فهي – أيضا – على ثلاثة أنواع –كحال هو حال التوحيد‪ ،‬وذلك لأن‬
‫الشريعة تلازم التوحيد ولا تفارقه‪ .‬فتوحيد الربوبية تلازمه شريعة الفرد‪ ،‬والتي تحكم علاقة‬
‫الإنسان بربه‪ ،‬وأما توحيد الملك ففيه شقان شق يميل به نحو الربوبية‪ ،‬ويسميه الباحث ملك‬

‫الربوبية‪ ،‬وهو تلازمه شريعة الأسرة العرقية‪ ،‬والتي تحكم العلاقات الأسرية بين الأقربين من‬
‫نكاح وطلاق وورثة وكفالة أيتام ونحو ذلك‪ ،‬وأما الشق الثاّن فهو الذي يميل به نحو الإلوهية‬

‫وبسميه البحاث ملك الإلوهيةن وتلازمه شريعة الأسرة الفكرية‪ ،‬وهي الشريعة التي تخكم‬

‫‪389‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫العلاقات الإجتماعية للأمة الواحدة‪ ،‬والتي يربطها دين واحدكالإسلام‪ ،‬لحفظ النفس والمال‬
‫والعرض حصرا‪ ،‬كما جاء في الحديث الشريف‪« :‬كل المسلم على المسلم حرام‪ :‬دمه وماله‬

‫وعرضه»‪.3‬‬
‫وأما المجتمع الذي توجد فيه أكثر من أمة‪ ،‬ولكل أمة دينها‪ ،‬فحينها تحكم هذا المجتمع‬
‫شريعة المجتمع‪ ،‬وهي ِبثابة عقد إجتماعي يعمل على حفظ نفس الحرمات التي تحفظها‬
‫شريعة الأسرة لفكرية – نقس وعرض ومال – ونظير هذه الشريعة هي صحيفة المدينة‪،‬‬
‫ونظير هذا المجتمع هو مجتمع المدينة الذيكان يضم المسلمين من مهاجرين وأنصارن ويهودا‬

‫من بطززن شَّت‪ ،‬وغيرهم ممن أقام على شركه‪.‬‬
‫وأما توحيد الإلوهية فتلازمه شريعة النوافل‪ ،‬وهي التي تحكم علاقة الإنسان المسلم بربه‪،‬‬
‫وهو الذي يريد التقي في هذه العلاقة والتطور بها لزيادة قربه من ربه‪ ،‬حَّت يصل مرحلة‬
‫(الحب)‪،‬كما جاء في الحديث الشريف‪« :‬وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حَّت أحبه»‪.4‬‬
‫وهذه المرحلة هي التي يكون فيها غير مقيد بقوانين العلم المادي‪ ،‬وأهم هذه القانين هو أن‬
‫يكون مستجاب الدعاء‪ ،‬كما جاء في الحديث الشريف‪« :‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي‬
‫يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬ولئن سالّن‬

‫لأعطينه‪ ،‬ولئن استعاذّن لأعيذنه»‪.5‬‬
‫وشريعة النوافل هذه هي الشريعة التي تتكفل بتزكية وتطهير أئمة الحق‪ ،‬وجعلهم قادرين‬
‫ونؤعلين لحمل الدعوة‪ ،‬فموسى ‪ ‬لم يعط شريعة المجتمع (الألواح) إلا بعد أن اعتكف‬
‫أربعين يوما في جبل الطور‪ ،‬وكذلك النبي محمد ‪ ‬لم يعط الرسالة إلا بعد أن مارس‬
‫الاعتكاف تلو الاعتكاف في غار حراء‪ .‬وأهل الكهف لم يرفع الله ذكرهم إلا بعد أن أووا‬
‫إلى الكهف‪ .‬وأن أمة بّن إسرائيل لم تتمكن من بلوغ مرحلة القيادة إلا بعد أن مكثت طويلا‬
‫اأَفلينأ َّاسنسُرةاونأجيالَعنفلَضاآكىلأريالاةنفِ‪،‬ذريعشَونورهينامع‪ْ،‬ةساتُتلحالذْضنيعِتوانُففالواسلعمِافذتايهؤامِِهلباأَللاْلرقممعرآجِيضمننَو‪،‬وبنَعْج(ثةامعَللَاأبلُهمعنْامةد)أَ‪،‬ئسخِااماكةأًلمماَوصنكَانجْلجَعهحالَايءُهأنُمفاالياللإذَقوعايتوِرلاثِنهيقَنيت‪،‬حعاا﴾قفلا(ىظاللوتقن﴿عَاوصلْلتَعىلُ‪:‬كصى‪:‬ن﴿‪ِِ5‬مَشو)ننُر‪.‬يِرُيكعُْةمد‬

‫‪390‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫يَالْهمُُْفدلِو َُحنوبِاَنلْحَ﴾ِِق(َآوبِِهل‬ ‫ُه ُم‬ ‫أيَُعامْعمةٌِدرالُيَونْدَن‪ُ:‬ع‪﴾4‬و َ‪0‬ن(ا‪1‬إِل)لأَ‪،‬ىعرااولهخَْفييِر‪1(:‬اَولي‪َ8‬أأْمُم‪1‬ةُر))و‪َ.‬انلتبِيالمَوْعرُردو ِتففَيويَْنق َوهلْهو َنتعاَعلىِن‪:‬المُن﴿ََوكِممِرا ْنَوأَُْوخلَلَئِْقنََاك‬
‫أُامةٌ‬

‫وشريعة النوافل لا ترد ضمن الشرائع الأخرى‪ ،‬وذلك لخصوصيتها ورفعتها‪ ،‬ولهذا نجدها‬
‫مبثوثة في آيات بعينها مثل الآيات التي تحدثت عن إعتكاف زكريا أو إعتكاف مريم –‬

‫عليهما السلام – في سورة آل عمران‪ ،‬أو الآيات التي تحدثت عن أولي الألباب في خواتيم‬
‫َوالأَْر ِض َوا ْختِلا ِف اللاْي ِل‬ ‫َواسلناورَهةاآِرللآيعَامرٍاتن‪،‬لأُْوواِلليتياتلبأَلْدبَأا مِبن﴾قول(هآ تلعالعىمرا﴿نإِ‪:‬ان‪ِ0‬ف‪9‬ي‪)َ1‬خْل؛ِقأ اول ااسلَآميَواا ِتت‬
‫التي تحدثت عن (عباد‬
‫الرْحن) في آخر سورة الفرقان‪ ،‬أو الآيات التي تحدثت عن متحمي العقبة‪ ،‬والتي وردت في‬
‫سورة البلد‪.‬والغريب أن الآيات التي تتحدث عن هؤلاء غالبا ما تكون عزيزية وغير متكررة‪،‬‬

‫ورِبا تكون قد وردت ولمرة واحدة فقط في القرآن الكريم‪.‬‬
‫تبََََِِموووَعبَإييِقَُلَْثْشَعْْْيذواولَُهَِمهأََواُقِدماضوَلخلِومبَلِابقَِِْذّنلانايَننانالَاِِكإَم(اِتإَثِْلِِسةاِمم‪4‬آْيسييثََُِاُر‪8‬ااَحبَوارئقَُِ)لّْديْسَتعُُوونكثتَلَُاًْْمَدامناْلَكلوَاأوَإتُاأِفََنِقليُِتَلُنريتىَاَْموُْمتعََنأوبَُحإِوَاهتَُدَبدِشُنابؤثَْللوِسِدْعاَِيفنَِءأااصْتلتُُإكِلٍتَعَلضواوُكْعاقََةذَتنْاُفَمانلَََُومّآِالِأوداُأبلتََُنَمنَوسااوََااَووجأءَباَََِمنَرْلعاُزاكالْاُفزْءَمُىَكاوالالَِساةَََتمَُوَّدلشَاُلفكيثْانُلَُراميْامِنُدعيبتَِتََُةْخْوَغَفإَِووُاتِهلراَُعافْْيِخْْحلُمجمتٍُُلِرلْوَمسذُجَاَونذَإكِنوُلَعِهلاًوأَََناامونرَةاَكُفقوَفَلمِِذُتَِيآرِحَيَمسنْلعنارقيفاٌُمًاَكًماُكالُمِ‪ِ،‬ملْمِِمنوَعُقنِلَِمَْقإنِرُْيكلَُكونْلمباُ(كمهْمَِدوَ‪ِ5‬أوَِِاميتخَنلْاْإِتُع‪8‬زيَنِارتَ)مُْكخٌلياَُْمِدرىَاّمم﴾يِفَ‪ْ:‬عاثُىُجياِمرِالرُهبِهاَأُضوَْ﴿اقملْمقْلَْحوروََإةيََِرأمتَََْنا؛ْرذفَُةِتظََُْتس(اأاَْاوؤيلَِمهَ‪3‬مكَِوُخأنَُُّدرنيْْ‪8‬نكْذووتُِنين)ََََْاماننن‬
‫بيان أنواع الشريعة فيمايلي‪:‬‬
‫تَشششْعبُررريييُدعععةةةو َنااالللمإِفجألتراسدم‪:‬ارَةعّال‪:‬لاَولردعَووبررِقادليْتَةوات‪:‬لفِيَدفيْويقرِندولقإِهولتْحتهعفتَاسياعلناىقاًل‪:‬وىلَو‪:‬هِذ﴿تَويأع﴿َقاَِاويلقلُُىمُقولُْ‪:‬وراَواابللِ﴿لََونااواإصِلاْيلَْذتَاِاسأةَََمَخَوُحىآْذتُنَْسَاوواانلْاًاِمَلميا﴾ثزََكَا‪،‬سااَةَقكِيب﴾َِِنّ‪،‬ن﴾إِ‪ْ ،‬سَرائِي َل لاَ‬
‫•‬

‫•‬
‫•‬

‫‪391‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫• اََِدلوهاشلَْمُؤِكراليُعتَاءَعْادِءُكةَواِْمتابَِنلْقَأَتُوولَتلَُواَإسِوْكرنةتَنُُفخُْيارَأِرألَْونْتُُفجَُنفوُوككبََِْسنمبرَيْعُةأكأَُن‪ْ:‬مَسُفٍاضَوََورسترُدخ﴾ْىُك‪ِ.‬رمتُُتجَفِوِمافَنُدينَوفَقُهِدِريْويمَلاقهاًَِرُوكتُهِْمِمعَنواثُلُكمماُىحَم‪:‬أاَرقٌْمِِمَرْ﴿رَنعَُلَْتوْيإِِدْذيَُكَواأَْأنمَِْرتُِهَإِخْمْمْْذختنََتََرااْشظَُجِامَهيُهَهثَُدْاُمرقوَوأََنَُفَنكتُْم(ْؤَعِلملَ‪4‬نْيُاَِو‪8‬هتَ)َنمْسبثِبُِِفبَماالْعُِكأإَنثْوِتُمَِْضنم‬
‫وإذا كانت الشريهة تلازم التوحيد‪ ،‬فكذلك (الجزاء) يلازم الشريعة؛ وهذا الجزاء قد مار‬
‫ذكره سابقا في أنه جزء من الحياة الروحية‪ ،‬والتي ورد ذكرها في آخر الآية (‪ )20‬من سورة‬
‫الحديد‪ ،‬في قوله تعالى‪َ﴿ :‬وِفي الآ ِخَرةِ َع َذا ٌب َش ِديٌد َوَم ْغِفَرةٌ ِِم َن اَّاللِ َوِر ْضَوا ٌن (‪ ﴾)20‬الحديد‪.‬‬
‫أتَِفكعيَشامالِِدالىوحالَ‪:‬أليَاَعكنةَِذ﴿لاافَله َُِمّدذشباانْرييََااوعَلَجمةجََاوزايَزااءَُْجوءّالَمزالَمُقاءبلِن‪،‬دِغقَيايََوافِمْفمَماٍرنَعلِةهُليذاَُعلَكراُمَذّددلارِنهويتَََنوكفْعيإَِيمِملَلُناىلووُكمآأََننيْماهَش(إِاِِدللت‪5‬اأالا‪8‬لَعخِ)تخَرذْيازو﴾ٌيتِيابحل‪،‬بِفدق﴾يثكرةام(ال‪.‬اتلحَبيَقاجعةِارةنءا‪:‬لفُمّ‪5‬ديينْث‪8‬يَااال)آ‪.‬قيَويةَبواْاوّللَمنع اسذإلاابِقسيَقابراةئَم‪:‬ايِةلأليُ‪َ﴿،‬إِخرُلّدرفاوويَنِيخقْإِزقوللٌَىهيد‬
‫زخرت به الكثير من الآيات من ذكر الجنة والنار‪ ،‬وما فيهما النعيم أو العذاب‪ .‬وأما العذاب‬
‫اااأإإَََِِللْللَّْمالخْاِاِلمدَوانليِْفَكٌَهَِوسسيَيوَْلمااَشتَإِاَيإِلََذطَل‪،‬اخفِاياايََاقرُوّابْاِللهُْوملاتمُُنِْنِلمِميِمعُيهَعتمُااَلزوَاالاْمْيمَاناأِطَاهبلِْناْهِْمَقإَِزُعلجاَنلطْااوَعَرءَُاُندوأَأًَُّّاِلوفمِاُعَلُخوايْونِلُمإذِاذُأَلالْوْانالوبحِاَبجَادسَِغّاااَيلجْيلَلِمِعرَُعاِِأِهسَِءثاَلنِْلمْانايِتَالوَفََلنَتيُّأاَلْْلوشُدللَََمخوْارِريبَُكُِأْذاشتَلوْواَبَادُسفُهكِةَُههباَاْننالْماْعئ‪ِ:‬لْذُمَمبَلَمَمْيْئُلَيَضنمََْضتوَنيَُيهَمُِةمظْْقْامتَهوطََِف»ْوُِررفلي‪َ6‬وجياا‪.‬أْفَلْ؛ويْيأََفِرهِادوَْبوسيلاااَِمْلللِلحهننايَُْمّبفَِسشْنظ؛ْليِهةُُقرَْمطَوِفاإَمُضايلا‪ِ‬لانواى‪:‬لقَِذَمْيَْعومَعٍ«تلَََمنفْيْْحيهَارِقَهَدَُدمكاَْممُْامّطَْ؛عَّضاألَتْلِئوَِاشََوحلاَ؛مَرَمَْهوتاُّاتَعَيُذهوَلْلماَْْمهْْينَمُُماَْدععَُيبهَلِلِْناوحناَُرِكُِقوتدَاجُسَيازَِركيُبصوِلاِهََِوِبااةنهثَ‬
‫نجد أن كلمة (الفحشاء) وعبارة تطغيغ الميكياال والميزان تشيران إلى الجزاء الدنيوي الخاص‬
‫بشريعة الأسرة العرقية‪ .‬وأما منع الزكاة فتتعلق بالجزاء الدنيوي الخاص بشريعة الفرد؛ وأما‬

‫‪392‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫عبارة نقض عهد الله وعهد رسوله فتتعلق بالجزاء الدنيوي الخاص بشريعة الأسرة الفكرية‪.‬‬
‫وأما عدن الحكم ما أنزل الله فيتعلق بالجزاء الدنيوي الخاص بشريعة المجتمع‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يتبين لنا – مما سبق ‪ -‬أن العلم الروحي يتكون من ثلاثية (التوحيد) و(الشريعة)‬
‫و(الجزاء)؛ وهو ما ت تعريفه بثلاثية (الكتاب) و(الحكم) و(النبوة)‪ ،‬وهي التي وردت – بهذا‬
‫ااأبَلليُلَكأْنوتِكاتُمُتتَيُْزمراُكم تهُمَبب)َعبلِ‪ِِ،‬اَُلْوما–ولأوُْكحثُمَْنفلاْكِراالَم(باَِكثلْعَتَواحاَلدُنمّكبُإَرِابماْذو)ةََوتأَِنفبثَُتيُامافمميُيثكَُنّمُقاتُللْومْقسَ(لِلرتتَآُمْلدوِنلوُرنحاَياانُسلدوِ﴾سكَانلرمي(ُكلم(آو‪،‬نُل‪9‬كوام‪7‬نبع)لهِعمابَواَرواالزدقاَمناًهو‪:‬يلَِ)ألِْه‪ُ،0‬ميَتر‪ُ8‬كِعومأ)ْما‪.‬منلاأَىف‪:‬نُد((ااوتلَلنِتانب﴿كَِواتمخَةااُّال)ذلَِوكابفاَت)والَلَنممَيثلِكملثِابَلئنِلََشك(ُكتٍ(رةَتوونُأَوَواوحالينحنايبَِدرييِبُِداااْينؤِلاتَيِِنِليَإيلهرأُبََنْوربواَبهَاِِيّيببالَلااةةًُ‬

‫بلوازمه)‪.‬‬
‫وأما دليل هذه الثلاثية (الكتاب والحكم والنبوة) وما يلازم كل منها من (التوحيد‬
‫والشريعة والجزاء) من الحديث الشريف‪ ،‬فقول النبي ‪« :‬إن أحدكم ليُجمع خْلقه في بطن‬
‫أمه أربعين يوماً‪ ،‬ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك‪ ،‬ثم‬
‫يرسل الله إليه الملَك فينفخ فيه الروح‪ ،‬ويؤمر بأربع كلمات‪ :‬يكتب رزقه‪ ،‬وأجله‪ ،‬وعمله‪،‬‬
‫وشقي أو سعيد» الحديث‪ ،7‬فمفردتا (رزقه) و(أجله) تماثلان مفردتي (القوت) و(الأمن)‬
‫اللتين ورد ذكرهما آنفا‪ ،‬وهما تمثلان (توحيد الربوبية بلوازمه)‪ ،‬وأما مقردة (عمله) فتمثل‬

‫(توحيد الملك بلوازمه)‪ ،‬وأما مفردتي (شقي أو سعيد) فتمثلان (توحيد الإلوهية بلوازمه)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬معالجة العلم الروحي للحياة المادية‬

‫الذاتية هي محاولة تحقيق الحياة الجسدية – في أبسط صورها – من مبدأي (القوت)‬
‫و(الأمن)؛ ودائما نجد أن القوت يرمز إلى شريعة الفرد‪ ،‬أي الطريقة التي بها يمكنه تحقيق هذا‬
‫القوت؛ بينما يرمز الأمن إلى التوحيد‪ ،‬ويتمثل هذا الأمن في صحة الجسد أو مسكن هذا‬
‫الجسد الذي يحميه من الغوائل والعوادي‪ ،‬قال النبي – صلى الله عليه وسلم‪( :‬من أصبح‬
‫معافى في بدنه‪ ،‬آمنا في سربه‪ ،‬عنده قوت يومه فكأَّنا حيزت له الدنيا)‪ ،‬والدنيا هنا إشارة‬

‫إلى الحياة الجسدية‪ ،‬و(الأمن) استمل غلى معافاة الجسد والأمن من الأعداء‪.‬‬

‫‪393‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫وعلاقة القوت بشريعة الفرد قد ورد ذكرها في قصة آدم – عليه السلام – والتي ورد‬
‫أَذِولش﴿كْئكااَتُرلْتسََهماْاقُكَرشبفَْ﴾اني‪،‬جأَقَرهنْةوأوِلذيمَهِهتاعيتانلَوعشَهازاْشارلويىعُجَجةَ–رَةَا﴿كل(َفوَفاَقُوتَللرْلادَجنََُكنااتفَةوَنيََْققااَ﴾ردبَآِ‪،‬امَدُكَنلُمِِوَهأ اامِذلاهِفْسظاتاابُللكحِهاِقْمنايشيآأََقنَنجدَْمرة(َ﴾َاتبل)ع(قَاولدوَزبْ–وقتتُحجرة)وق‪:‬يهَفكب‪5‬قذياانل‪3‬تمج(بَ)هناا‪،‬لدةَأأعيَبتوكاُيكبلرلنةاَ)حتيِماحمْ﴿نتتقَهوَيهعُك‪،‬اللقاَقَروت(َغتاِملدْنماأًبثَهم(االَلحنْيَق)فر َغيوُمثادلاًتمننِ)ش‪ْ،‬ئعَحعتُيْبأَامماُرثينة‬

‫أن شريعة الفرد متعلقة بهذا المبدا‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن أساس شريعة الفرد هي بيان الأكل الحلال الذي يؤِِهل الإنسان ليقيم‬
‫علاقته مع ربه‪ ،‬لأن الله تعالى لا يقبل ذاك الذي لا يراعي الحلال في مطعمه‪ ،‬كما جاء في‬
‫اافََلول‪ََ1‬اقمحرا‪ُ5‬جْدَشي)لَرَلب‪ُ:،‬هُثيَُواقَِ﴿طلَاحييََاَرالشلٌُمأ‪َ:‬ريُي‪،‬اّلَهَاو﴿فاسَيمَ‪َ:‬ااْفللبََُرّأر«َُيُإسُِّأسََهُهانْاشُلاَعلاَحلُلكاهََرالَُِذثٌميواطَ‪،‬يأََِِنِمْغَوٌبَآَبنُغرََم‪،‬نَلُِذالاوايََمييطَُاُيُِِّْكقدببَبِلَُاايلوَاُلْحََِدتإَِرياِْمالِِهماَْونا‪،‬إِْعطلََفَيِِطََأىمَبًيَِِلُابَّااان‪،‬وال يَُِواسإتََِْسصمانتَااَملااِءِلَحجًل‪،‬ااهََر‪َ،‬يأزََقُْاَبمإِنََِّارلَِِرنُاكَذلِْلِِِْمِبُبمَا‪﴾َْ،‬ؤكِمتيََنِ»ا(ْعيا‪8‬لََمن‪.‬بَرلُقِِبِوَِرباةَن‪:،‬أََمََعَورلِ‪َ2‬ميبٌِ‪7‬مطِْهَعا‪(1‬لُْما)لُممهُْثرُؤمامَسَنحلَِذوَرياََكمٌننَ‪،:،‬ر‬
‫وتحقيق الحياة الجسدية عن طريق الذاتية يؤدي إلى تعاطي الحرام‪ ،‬والقرآن يصف‬

‫المحرمات من الأطعمة بكلمة (الرجس)‪ ،‬كوصفه ااَخر (وهي طعام) وأيضا وصفه للميسر‬
‫(ِر ْوجهوٌسمِاِم ْلن) َبعاَلم ِرلجالساشْيفيطَاقِنولهفَات ْعجاتَنِلبُىوهُ﴿لَيََعالاأَُيُّكَْهماتُالْافلِِذيُحَنوآَنَمنُ﴾وا(إَِاّالنمَاائالدخةَْ‪:‬مُر‪َ 0‬و‪9‬ال)مَيْ‪ِ،‬سوُارلآَويالةأَنتبيَصان أُبنَواكلأَلْزلامُما‬
‫هو رجس ما هو إلا عمل من أعمال الشيطان التي ينبغي تجنبها‪ .‬ومن ذلك – أيضا –‬
‫َدًما‬ ‫أَْو‬ ‫َمْيتَةً‬ ‫يَ ُكو َن‬ ‫أَن‬ ‫إِالا‬ ‫يَطَْع ُمهُ‬ ‫إِلَاي مُحَارًما َعلَ ٰى طَا ِعٍم‬ ‫َمِراْجأُوٌسِح﴾َي‬ ‫الِاخنأَِزيٍِجر ُدفَِإِنفايهُ‬ ‫قوله تعالى ﴿قُل‬
‫(الأنعام‪.)145:‬‬ ‫ام ْسُفو ًحا أَْو لَحَْم‬

‫ومن هنا يمكننا أن نلاحظ أن (الذاتية) يغذيها وينميها (الرجس)‪ ،‬حَّت يصبح هذا‬
‫إِلَْيِه ْم‬ ‫ان َقلَْب تُ ْم‬ ‫إِذَا‬ ‫بِاَّالِل لَ ُك ْم‬ ‫ۖالفَأَصْعفِرةُضالوامعنعَْنويُهةْم ۖللإِنذااهُتْمي‪ِ،‬ر ْجقا ٌسل ت﴾عا(اللتى‪:‬وبة‪َ ﴿:‬س‪5‬يَ‪ْ9‬ح)لِ‪ُ.‬فووِبَنا‬ ‫(الرجس) هو‬
‫وهي‬ ‫رجس‪،‬‬ ‫هي‬ ‫أن الذاتية‬ ‫لِتُ ْعِر ُضوا َعْن ُه ْم‬

‫‪394‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫بالتالي تمثل اللبنة التي تنبّن عليها (العرقية) و(العقلانية)‪ ،‬صار العلاج مشتملا للبلسم الذي‬
‫يأتي على هذه الأدواء جميعا‪ ،‬قال تعالى – في علاج الرجال – وتطهيرهم من هذه الذاتية‪:‬‬
‫﴿ ُخ ْذ ِم ْن أَْمَوالِهِْم َص َدقَةً تُطَِِهُرُه ْم َوتَُزِكِيِهم بِهَا َو َص ِِل َعلَْيِه ْم إِ ان َصلاتَ َك َس َك ٌن لاهُْم﴾ (التوبة‪:‬‬
‫‪ ،)103‬الآية تبين أن إنفاق المال – بالنسبة للرجال – هو أول سبل العلاج (التطهير) من‬
‫هذه الذاتية‪ ،‬وبعدها يأتي دور العلاج من العرقية‪ ،‬والذى سماه هنا ب(التزكية)؛ زأما آخر‬

‫خطوات العلاج فيكون من العقلانية‪ ،‬وذلك بصلاة النبي على الذين ينفقون أموالهم‪،‬‬
‫ويتزكون من غرقهم‪ ،‬لكي ْتدأ ثورة أنفسهم‪ ،‬ويتبرأ كل منهم من قاوته الذهنية والاستنباطية‬
‫لينعدم ركونه إليهما بل يكون التصديق هو حاله‪ ،‬كما هو حال العلماء الراسخين‪ ،‬الذين‬
‫ذكرهم الله تعالى بالتسليم له‪ ،‬وعدم الإدعاء بأن لهم القدرة على تأويل النصوص‪:‬‬
‫لبَِويُاَل﴿لْاذنَواِهلتَسابَرباوراأَةبِْسمجلالََعنُخننعوتَلسُكبََنُااّرُمءَِجفجالياهاِِرللاْنلْجيَجاعِسْلِهغاَِلِسميءيارأِيةََماُْهقلامْلنواَللُأُاولالولْلَ‪َ،‬نبَذٰىاْيتۖآكيَمِمةَتناواأَاقِوَوتْبِهيمُِهطوَطنَهُِِكهايَلحرٌرُلّكاهْماصِلِمملَتَاْانملَةنطْرِههِعَجاونيآاًراتِِدفليقَ‪َ﴾،‬نربِدِنَبا(الاولالزَرك﴾أداهةَح(فآيزايَوأَلقمِطابولْع‪:‬عيهتمَن‪3‬توراااع‪3‬فَاّن)اللقلَ‪،:‬ىَ‪:‬ووتوَ‪ِ7‬رب)اُكس﴿‪.‬وأَويلوَقنَهُنْرهَۚندإِنَّاوِانفاَافيلجعيُبُِيرُايسلوُدتِدذااُتكَييّالالن‪،‬ةُ‬
‫من حيث السفور وإظهار زينة هذا الجسد للرجل‪ ،‬لذلك كان التطهير قد بدا من هذا‬
‫الباب‪ ،‬فقال تعالى‪َ﴿ :‬وقَْرَن ِفي بُيُوتِ ُك ان َوَلا تَبَرا ْج َن تَبَُرَّج الْجَا ِهلِياِة اْلأُولَٰى﴾‪ ،‬والآية تؤِكِد على‬
‫أن مخالطة المرأة للرجال وهي متزينة إَّنا هو من شيم الجاعلية الأولى‪ ،‬وبالتالي وصقها بالرجس‪،‬‬
‫وبتك هذا الإختلاط في حال التزين‪ ،‬يبدأ أول مراحل العلاج‪ ،‬ألا وهو إذهاب هذا الرجس‪:‬‬
‫العَنرجُكاُملالِِورالْجنسَساء﴾‪–،‬واولذآليةكلم‬ ‫﴿لِيُ ْذ ِه َب‬
‫عنكن) وتخصص هذا بالنساء‪ ،‬بل شمل‬ ‫تقل (ليذهب‬ ‫الجميع –‬
‫لا يتم إلا بالرجال‪ ،‬وعندما يفشلون في‬ ‫لأن هذا الأمر‬
‫دورهم لا يعم المرض النساء وحسب بل كل المجتمع‪.‬‬

‫وأما المرحلة الثانية للعلاج فهي التطهرير‪ ،‬ولتي لا يمكن الحصول عليه إلا بإقامة الصلاة‬
‫الَف ْح َشاِء‬ ‫إِ ان ال اصلاةَ تَْن َهى َع ِن‬ ‫﴿َوأَقِِم ال اصلاةَ‬ ‫وإيتاء الزكاة‪ ،‬وهو تصديقا لقوله تعالى‪:‬‬
‫للعلاج ما‬ ‫نفهم أن المرحلة الثانية‬ ‫كلمة الفحشاء‬ ‫َوالْ ُمن َكِر﴾ (العنكبوت‪)45 :‬؛ ومن دلالة‬

‫‪395‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫هي إلا إمتداد للمرحلة الأولى‪ ،‬والتي لا يمكن للعلاج أن يثمر إلا بها‪ .‬وأما ثالث مراحل‬
‫العلاج هو ترك العقلانية‪ ،‬والإنقياد لأمر الله تعالى ولرسوله‪َ﴿ :‬وأَ ِط ْع َن اَّاللَ َوَر ُسولَهُ﴾‪ .‬وهذه‬
‫الطاعة فيها إشارة لطاعة الزوج‪ ،‬الذي هو ولي أمر زوجته‪ ،‬كما جاء في الحديث الشريف‪:‬‬
‫الذي رواه الحصين بن محصن‪( :‬أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت‬
‫من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم‪( :‬أذات زوج أنت؟)‪ ،‬قالت نعم؛ قال‪:‬‬
‫(كيف أنت له؟)؛ قالت‪ :‬ما آلوه إلا ما عجزت عنه‪ .‬قال‪( :‬فانظري أين أنت منه‪ ،‬فإَّنا‬

‫هو جنتك ونارك)‪.9‬‬

‫المبحث الأول‪ :‬الجهل ومحاولةة تغيير العلم‬

‫لقد ت جمع كلمة (الجهل) من القرآن الكريم‪ ،‬وهي قد وردت بصيغتي (جهل) و(جاهل)؛‬
‫فوردت الأولى َخس مرات‪ ،‬لبنما ورردت الثانية أربعة عشر مرة‪ .‬وبعد دراسة هاتين الكلمتين‬
‫تبين أن (الجاهل) دائما يحاول تغيير العلم أو القانون الثابت‪ ،‬الذي انبنى عليه الكون‬

‫والإنسان‪ ،‬وجاءت الرسل لبيان هذا العلم‪ ،‬نت خلال (التوحيد) و(الشريعة) و(الجزاء)‪،‬‬
‫وهي المتضمنة في ثلاثية (الكتاب) و(الحكم) و(النبوة)‪.‬‬
‫ولقد ُوِج َد بالإستقراء أن (الجهل) قد حاول تغيير قانون الكتاب‪ ،‬كما حاول تغيير‬
‫قانون الحكم‪ ،‬وكذلك حاول تغيير قانون النبوة‪ .‬وسوف نستعرض بعضا من هذه الأمثلة‪.‬‬
‫أولا‪ :‬محاولة الجهل (تغيير) قانون الكتاب‬
‫تاُآنْليِأفَتْاُقروناِضاِمليأَْنْحولَسىَخبُْيُهٍرهُمفَياِإلقْانجَوالاَِههّاللَُلتعبِأَاِهْلغنِىيََع‪:‬الِءيَ ٌم﴿ِملِلْ﴾َنُف اَ(قلاَتلراابَِعءقُّفارلةاِ‪ِ:‬ذفي‪3‬تََنْ‪7‬عأُِرف‪ُْ2‬ح)ُه‪،‬مِصُبرِولواِقسيِدفَمياوُهَسْصمبِيَلِالف‬
‫وردت في هذا الشأن‬
‫ايََّالْلِسأَلَُلاو َنيَ اْسلتَنااِطيَسعُوإِلَنْحَافًَاضْۗربًاَوَِمفاي‬
‫هؤلاء بالجهل لأنهم حصروا ملاحظتهم على صفة من صفات الأعنياء ألا وهي عدم سؤال‬
‫غيرهم‪ ،‬لما هم فيه من الغنى‪ .‬ولكن لو تخطى هؤلاء (الجهال) هذه الملاحظة إلى ملاحظة‬

‫أعمق‪ ،‬وهي النظر إلى حال أهل ال ُصفة‪ - ،‬الذين لا يملكون مجرد المأوى ‪ -‬لعلموا مدى‬

‫‪396‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫فقرهم وفاقتهم‪ .‬أي بالملاحظة القاصرة حاول هؤلاء تغيير حال أهل ال ُصفة من الفقر إلى‬
‫الغنى‪.‬‬

‫وهذه الآية فيها اتبيه لأ ْن يقوم الإنسان بالفحص الشامل للظاهرة‪ ،‬وألا يصدر أحكاما‬
‫من النظر البسيط والسطحي لئلا يوسم بالجهل؛ فالآية تضع المقاييس الدقيقة للفحص‬
‫البصري‪ ،‬ومن ثاما إصدار الأحكام السليمة‪ .‬ولقد سم ْت العرب قديما هذه الملكو ‪ -‬أي‬
‫ملكة الفحص البصري السليم ‪ -‬بالفراسة‪.‬‬
‫وأما الآية الثانية التي تحدثت عن محاولة تغيير القانون العام فقوله تعالى‪﴿ :‬قَا َل‬
‫بالجهل لأنهم‬ ‫الَجأا ِهصلُغورَن‪﴾،‬كم(ايوجساءفف‪:‬ي‪9‬ال‪8‬تن)‪،‬زيلوص﴿فإِوْاذ‬ ‫َه ْل َعلِ ْمتُم اما فَ َعلْتُم بِيُو ُس َف َوأَ ِخيِه إِْذ أَنتُْم‬
‫قَالُوا لَيُو ُس ُف‬ ‫يريدون تغيير قانون حنان الأبوة تجاه الإبن‬
‫َوأَ ُخوهُ أَ َح ُّب إِلَى أَبِينَا ِمناا﴾ (يوسف‪.)8:‬‬
‫ثانيا‪ :‬محاولة الجهل (تغيير) قانون الحكم‬
‫محاولة تغيير قانون التوحيد‬
‫الآيات التي وردت هنا هي بشأن توحيد الربوبية‪ ،‬وهو يتعلق بخلق الخلق‪ ،‬وتأمين‬

‫حاجتي الحياة لهذا الخلق من (قوت) و(أمن)‪ ،‬وأخيرا حلاص هذه الربوبية على سيادة إرادة‬
‫الحياة (الجسدية)‪ ،‬أي أنكل سلوك الكائنات ما هة إلا نزوع طبعي بالهرب من الموت نحو‬
‫التمسك بالحياة‪ .10‬والكفر بهذه الربوبية هو محاولة تغيير الكفار لهذه الححقائق التي تمتلكها‬
‫الربوبية‪ ،‬ومحاولة إسنادها ‘لى مخلوقات يختعونها من خيالهم‪ ،‬وهذا ما يسمى ب(الشرك)‪.‬‬
‫إِفَناأَتَُكْْوما‬ ‫الْبَ ْحَر‬ ‫إِلَهُْسْمَرائِآيلِهَلَةٌ‬ ‫بِبَِّن‬ ‫يَقاولُمهوتَسعاىلىا‪ْ:‬ج َع﴿لَو لاَجنَااَوْإِزنلََٰاهًا‬ ‫الشأن‬ ‫الآيات التي وردت بهذا‬ ‫ومن‬
‫ۚ قَا َل‬ ‫َك َما‬ ‫ۚ قَالُوا‬ ‫يَْع ُكُفو َن عَلَ ٰى أَ ْصنَاٍم لاهُْم‬ ‫قَ ْوٍم‬ ‫َعلَ ٰى‬
‫قَْوٌم تَجَْهلُو َن﴾ (الأعراف‪ ،)138:‬لو علمنا أن قصارى ما يطلبه عباد الأصنام من أصنامعم‬
‫هو تحقيق الحياة الجسدية‪ ،‬وذلك بتأمين (القوت) و(الأمن)‪ ،‬لعلمنا أن هؤلاء العاكفون‬

‫لأصنامهم إَّنا يريدون منها ذلك‪ .‬وهذا هو دأب المشركين في كل زمان ومكان‪ ،‬كما قال‬
‫تعالى عن قوم نوح‪﴿ :‬إِناهُْم َع َصْوِّن َواتابَعُوا َمن لامْ يَِزْدهُ َمالُهُ َوَولَُدهُ إِلا َخ َساراً﴾ (نوح‪،)21:‬‬
‫أو كما قيل لعمرو بن ربيعة بن لحي‪ 11‬أبو خزاعة ‪ -‬أول من بدل دين العرب – قال له‬

‫‪397‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫أصحاب الأصنام حين جلبها من الشام‪ " :‬نستقي بها المطر‪ ،‬ونستنصر بها على العدو"‪12‬؛‬
‫فعبارة (نستقي) تدل على (القوت) بينما (نستنصر) ففتدل على (الأمن)‪.‬‬

‫و(الرب) سبحانه وتعالى هو وحده الذي يحقق هاتين الحاجتين (القوت والأمن) وليس‬
‫الأصنام أو غيرها؛ وبالتالي‪ ،‬هؤلاء وصفوا ب(الجهل) لأنهم يريدون أن يغيروا حقيقة لا‬
‫يمكن تغييرها‪ ،‬أي سلبها من (الرب) ونسبها إلى من لا يضر ولا ينفع ولا يغّن شيئا‪،‬كما‬
‫قال إبراهيم – عليه السلام – لأبيه‪﴿ :‬يَا أَبَ ِت لِمَ تَ ْعبُُد َما لاَ يَ ْس َم ُع َولاَ يُْب ِصُر َولاَ يُ ْغِّن‬
‫َعن َك َشْيئاً﴾ (مريم‪.)42:‬‬
‫(الزمر‪،)64:‬‬ ‫الْجَا ِهلُو َن﴾‬ ‫أَُيّ َها‬ ‫أَ ْعبُُد‬ ‫تَأُْمُروِِّن‬ ‫اَّاللِ‬ ‫أَفَغَْيرَ‬ ‫﴿قُ ْل‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫وأما الآية الثانية فقوله‬
‫هذه الآية شبيهة بالآية السابقة – الآية (‪ )138‬من سورة الأعراف ‪ -‬غير أن هناك كانت‬
‫تتحدث الآية عن عبدة الأصنام (المشركون)‪ ،‬بينما هنا فهي تتحدث عن من ي ْد ُعون لعبادة‬
‫هذه العبادة‪ ،‬وإذا كان العبدة يُ َسمْون ب(المشركين) فهؤلاء الدعاة يُ َسمْون ب(المجوس)‪ ،‬وهم‬
‫الذين يتمتعون بنفوذ أعلى من المشركين‪ ،‬بل هم من يدعونهم للشرك‪ ،‬ورِبا يكونون هم سدنة‬
‫الأصنام أو سدنة المعبد‪ ،‬ولقد وصف الله تعالى علاقة المجوس بالمشركين في التعبير‪ :‬قال تعالى‬
‫﴿َوقَا َل الا ِذي َن ا ْستُ ْضعُِفوا لِلا ِذي َن ا ْستَ ْكبَُروا بَ ْل َم ْكُر اللاْي ِل َوالنا َها ِر إِْذ تَأُْمُرونَنَا أَن نا ْكُفَر بِاَّاللِ‬
‫َونَْجَع َل لَهُ أَن َداًدا﴾ (سبأ‪ ،)33:‬ف(المستكبرين) هم (المجوس) بينما (المستضعفين)‪ ،‬فهم‬

‫(المشركين)‪.‬‬
‫غلما بأنه يوجد هناك من هم على مستوى أعلى يخدمه هؤلاء المجوس أنفسهم‪ ،‬وهذا لا‬
‫يكون إلا إذا كان المعبود بشرا‪ ،‬وهو يسمى ب(الصابئ)‪ ،‬كحال فرعون أو النمرود‪ ،‬بينما‬

‫مجوسه هم هامان وقارون وجنودهما من السحرة وغيرهم‪ ،‬وأما المشركون فهم عامة الناس‪،‬‬
‫الذين يستخفهم منصب هامان أو مال قارون أو زينة فرعون‪ ،‬فهم الذين قال فيهم الله‬
‫إتِعنالَكىا‪:‬نُوا﴿فَُهاُمْساتَلغََخالِبِايفَنقَْو﴾َمهُ( فَ‪0‬أَ‪4‬طَ)ا‪.‬عُوهُ﴾ (الزخرف‪ ،)54:‬أو هم الذين قالوا‪﴿ :‬لََعلانَا نَتابِ ُع ال اس َحَرةَ‬
‫وعليه‪ ،‬نستنبط من الآية التي بين أيدينا أن هؤلاء المجوس ُوصفوا ب(الجهل) لأنهم أرادوا‬
‫تغيير الواقع من أن يكون من يدعونه هو أولى بهذه الوظيفة منهم لأنه يدعوا لعبادة الله‬

‫‪398‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫وحده‪ ،‬ولكن قلبوا الواقع وأرادوا أن يكونوا هم الدعاة لأمر لا يمكن أن يكون‪ ،‬ألا وهو‬
‫عبادة الأصنام دون عبادة الله تعالى‪.‬‬

‫محاولة تغيير شريعة الفرد‬
‫شريعة الفرد تتضمن التشريع الخاص بالأطعمة وبقواعد الإسلام‪ ،‬من صلا وإنفاق‬
‫إِ(واانلبصاقَوّارلمةلَ‪:‬يوَأنْ‪7‬حُمُ‪6‬ورُك)هْام‪،‬؛أاَنوستمتَعنْاذبذَاحُلآوامياوبََسقتَرةًىاۖلتقَيالُووا‪‬رأدَمتَمتااتِخيفلُذينَاحقهُههذُازًمواالۖن قشَاأَصلنفأةَقعُوالولهذُجتهبِعاَالّالللِلىأ‪:‬وَ ْنكا﴿أَإِنُْكذوقمََنااَلِيمتَُنمهواملهَسْجَاٰبىِههللَِِيققَْنووِممِه﴾ه‬

‫صحيحا؛ وذلك أن هذا الاْتام ينطوي على اْتام آخر‪ ،‬ألا وهو أن نبيهم موسى ‪‬‬
‫يستخدم إسم الله لكي يفرض عليهم قوانينا تكلفهم إنفاق المال (ذبح بقرة)‪ ،‬فاستعاذ‬
‫موسى ‪ ‬من ذلك لأنه نبي‪ ،‬حقيق على أن لا يقول على الله إلا الحق‪.‬‬

‫وبالطبع‪ ،‬فإن استخدام اسم الله تعالى في فرض قوانين أو إقامة معابد أو تقديس أشياء‬
‫مادية‪ ،‬يدخل في الكغر بالربوبية من جهة محاولة هؤلاء كسب المال؛ ولكنه ‪ -‬أيضا –‬
‫كفر بتوحيد الملك لأن من يسلك هذا السلوك إَّنا يشارك الله جل شأنه في سن القوانين‬
‫والتشريعات‪ ،‬وهو أمر خاص بتوحيد الملك‪.13‬‬
‫محاولة تغيير شريعة الأسرة العرقية‬

‫هنا يحاول الجهال تغيير القانون لكي يخدم عرقهم‪ ،‬أو يحاولوا أن يعطلوه عندما‬
‫أَ ْجِر َي إِلاا‬ ‫إِنا﴿هَُوميَاُّمقَلَْاوِقمُوَلاَربِأَِهِْْمسأَلَُوٰلَُك ْمِكِِّنَعلَْيأَِهَرا َُكماْمًلاقَْۖوإًِمْان‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫لا يوافقهم‪ .‬من ذلك مثلا قوله‬
‫تَْجَهلُو َن﴾‬ ‫آَمنُوا ۚ‬ ‫َعلَى اَّاللِ ۚ َوَما أَنَا بِطَا ِرِد الا ِذي َن‬
‫(هود‪ ،)29:‬هنا يبين الله تعالى القيم التي يؤمن بها الكفار‪ ،‬من حيث امتلاك (المال)‬
‫و(العزوة)‪ ،‬وهما قد أشرنا إليهما آنفا‪ .‬فأما تقييمهم (للمال) – في هذه الآية ‪ -‬فقد‬
‫تبين من خوفهم أن َيبي منهم نبيهم المال نظير ما يدعوهم إليه‪ ،‬كما يفعل سدنة‬
‫المعابد‪ ،‬فقال لهم مهونا‪َ﴿ :‬لا أَ ْسأَلُ ُك ْم َعلَْيِه َماًلا ۖ إِ ْن أَ ْجِر َي إِلاا َعلَى اَّالِل﴾‪.‬‬

‫‪399‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫وأما تقيمم للعزوة فقد ظهر من ازدرائهم لمن تبعه منهم‪ ،‬من ضعفاء الناس‪ ،‬فطلبوا‬
‫عليهم‬ ‫فارد‬ ‫بدعوته‪،‬‬ ‫يؤمنوا‬ ‫أن‬ ‫‪-‬‬ ‫القوم‬ ‫علية‬ ‫أراد منهم – وهم‬ ‫هؤلاء أن‬ ‫منه أن يطرد‬
‫الا ِذي َن آَمنُوا﴾‪.‬‬ ‫أَنَا بِطَا ِرِد‬ ‫قائلا‪َ﴿ :‬وَما‬
‫وهاتان هما قيمتا الجاهلية فيكل مكان وزمان‪ ،‬حَّت مع المؤمنين من بّن إسرائيل‬
‫َعلَْينَا َونَْح ُن‬ ‫ف(اقلابلقوار‪:‬ة‪﴿7:‬أََ‪ّ4‬ان‪2‬يَ)‪ُ،‬كوواُنلألَمهُثلالةمُلْفُيك‬ ‫فقد جادلوا نبيهم في قائدهم الذي اختاره لهم‬
‫هذا الشأن‬ ‫أَكَحثيُّقرة‪.‬بِالْوُمعْلليِهك‪ِ ،‬مفْنإهُنهَولبَمْنايُءْؤعَلتىَس َعهاةًتيِِمنَنالالقمَيا ِملتي﴾ن‬
‫الجاهليتين أراد قوم نوح – عليه السلام‬

‫– أن يملوا عليه قيمهم ويهيمنوا بها على قيم دعوة الحق‪ ،‬ولم يدروا أن دعوة الحق ‪-‬‬
‫لكل الرسل ‪ -‬ما جاءت إلا لهدم هاتين القيمتين الشائعتين‪ ،‬أنظر إلى دين الإسلام‬
‫ََوواَكشَلمْيَْعْينٍِءشفأَوفَأِِمْيحتَنيبَُطسِْأرُيرُنعَمدُدلثُهلِموْىةمََننمفرَاَاَتَوّسالْلِجُكووَرهولدهُُحَنافلَْكميإَماًمَسناهلَعلاذِِلَالايَْقمْاظوالٍَاقمكليِشيِمُمِأمويقِْنَنننُجوه﴾ِ–اَنح أل(يَسا﴾الزبِأض(مهِنااالممعنااهئ‪ِِ0‬مم‪:‬د‪:‬قنةو‪:2‬ل﴿ َهَو‪5‬ش‪0‬لت)اَْي‪.5‬عتٍَءا)ل‪،‬طَْىوُرَ‪:‬مِداجاالاء﴿أَِِذمفيَفْنيَنُحنيَِْكفحْدَمسَسعُايالوبرِْجََنااَلكِهَفربلِايهاَُعخِةملَْيريَبِِهْبااللْمغُرغَاوَِِمزدَانِةنيۚ‬
‫– رْحه الله – قوله ‪ :‬قال مقاتل ‪ -‬رْحه الله – [كانت بين قريظة والنضير دماء قبل‬

‫أن يبعث الله محمدا عليه الصلاة والسلام‪ ،‬فلما بعث تحاكموا إليه‪ ،‬فقالت بنو‬
‫قريظة ‪ :‬بنو النضير إخواننا‪ ،‬أبونا واحد‪ ،‬وديننا واحد‪ ،‬وكتابنا واحد‪ ،‬فإن قتل بنو‬
‫النضير منا قتيلا أعطونا سبعين وسقا من تمر‪ ،‬وإن قتلنا منهم واحدا أخذوا منا مائة‬

‫وأربعين وسقا من تمر‪ ،‬وأروش جراحاتنا على النصف من جراحاْتم‪ ،‬فاقض بيننا‬
‫وبينهم‪ ،‬فقال ‪ :‬فإّن أحكم أن دم القرظي وفاء من دم النضري‪ ،‬ودم النضري‬
‫وفاء من دم القرظي‪ ،‬ليس لأحدهما فضل على الآخر في دم ولا عقل‪ ،‬ولا جراحة‪.‬‬

‫فغضب بنو النضير‪ ،‬وقالوا‪ :‬لا نرضى بحكمك فإنك عدو لنا‪ ،‬فأنزل الله تعالى هذه‬
‫الآية ﴿أَفَ ُح ْكَم الْجَا ِهلِياِة يَْبغُو َن﴾ يعّن حكمهم الأول]‪ .14‬وقيل (عن الفخر الرازي‬

‫‪400‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫أيضا)‪[ :‬إنهم كانوا إذا وجب الحكم على ضعفائهم ألزموهم إياه ‪ ،‬وإذا وجب على‬
‫أقويائهم لم يأخذوهم به‪ ،‬فمنعهم الله تعالى منه بهذه الآية]‪.15‬‬

‫سواء كان القول الأول أو القول الثاّن – في تفسير هذه الآية – فهما يشيران إلى أن‬
‫الفريق الذي وصف ب(الجهل)‪ ،‬إَّنا وصف به ل اما أراد أن يطِِوع شريعة المجتمع ليخدم (عرقه)‪،‬‬
‫وهو أمر لا يمكن أن يقبل به دين الإسلام‪.‬‬
‫اِملْْجنَاأَِهْلِهلِيَنَك﴾ۖ‬ ‫إِ(ناههُوَدع‪َ:‬ومم‪ٌ6‬لن‪4‬أَغ)ْيم‪،‬ثُرلأةمَصاراللِاآليٍلاحه ۖتتفَعالَاللاىواتَنرْدسوأةَلْحافِني َمهاذلَا‪ْ‬ي ابلاَمسلجتالَولقَ‪،‬ك قفبِِهولعهِعنتْلعٌموا ۖلصإىِِّ‪ِ:‬نفأَ﴿ابقِعَناهظَُلالَيكَاذأَنُينو ُحتَهلإُِكناهوُكَنلَْيغِمرقََسنا‬
‫مع الكفار‬
‫بأنه من (أهله)‪ ،‬لأن (أهله) هم فقط من آمن معه ِم ْن َم ْن ينتمون لعرقه‪ ،‬وذلك لأن‬
‫الأولوية للفكر وليس للعرق‪ ،‬انظركيف أن الفكر جعل من أزواج النبي (أمهات) للمؤمنين‪،‬‬
‫وللمؤمنين فقط‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬الناِبُّي أَْولَى بِالْ ُمْؤِمنِيَن ِم ْن أَنُف ِسِه ْم َوأَْزَوا ُجهُ أُامَهاُْتُْم﴾‬
‫(الأحزاب‪)5:‬؛ وانظر – أيضا –كيف أن الفكر جعل من إبراهيم ‪( ‬أبا) للمسلمين‪،‬‬
‫َه َذا﴾ (الحج‪.)78:‬‬ ‫فتنعوالحى‪ِِ﴿ :‬ملاأةَبيأَبِايللُهك ْمتعإِابْلَراىِهيعَمليهُهَأونسَميااوُكُصم المفُ ْبسالِلِمجيهَنلِمكنونقَهْب يُلعرَوِفيف‬ ‫في قوله‬
‫هذه الحقيقة‪ ،‬ولكن‬ ‫وعليه‪،‬‬
‫ينساها في لحظة طغيان عاطفة الأبوة‪ ،‬فالعرق َيب أن لا يُغيار قانون الله من أجله‪.‬‬
‫وهناك آيتان أخريان وردتا في هذا الخصوص‪ ،‬لم يرد الباحث إيرادَخا خشية‬
‫التطزييل‪ ،‬وهما الآية (‪ )33‬من سورة يوسف‪ ،‬والآية (‪ )33‬من سورة الأحزاب‪.‬‬
‫محاولة تغيير شريعة الأسرة الفكرية‬

‫شريعتا الأسرة العرقية والأسرة الفكرية هما صنوان خرجتا من ثمرة واحدة‪ ،‬ولكنهما‬
‫تختلفان في الأكل والمذاق كاختلاف (الأم) و(الأب)‪ ،‬فزوجات الرسول ‪ ‬أعطين‬
‫(الأمومة) للمؤمنين‪ ،‬بينما أعطى إبراهيم ‪( ‬الأبوة)؛ وبالتالي فالشريعة الأولى تنتسب‬

‫إلى (الأم) لتعطي معنى (العرق) وما يحمل من حرمات المال والعرض والنسل‪ ،‬بينما الشريعة‬
‫الثانية فتنتمي إلى (الأب) الذي يعطيها مقومات (الفكر)‪ ،‬الذي يكون مفهوم (الأمة)‬

‫‪401‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫االلتُمين قَكاِرلَوتأُْعولاَئِلىَكعنُههُما‪:‬ال ُم﴿ْفَلِولْتَُحُكو َنن ِِم﴾ن(ُكآْملأُامعةٌميَراْدنعُ‪:‬و‪َ4‬ن‪0‬إِلَ‪1‬ى)ا‪.‬لخَْيِر َويَأُْمُرو َن بِال َم ْعُرو ِف َويَْن َهْو َن َع ِن‬
‫أي أن الأسرة الفكرية منوط بها المحافظة غلى الموروث الثقافي الذي تركه الآباء –‬
‫إبراهيم ومحمد والخلفاء الراشدين المهديين – كما كان يعقوب حريصا على هذا الإرث أن‬
‫اايَْْوللتإِبأأََسْْْررعمَا ِِمِعوأضضيمناَلََههاقَْْووبلوننإًًِآااليْاس﴾َأوإِبَحنتتَذااائادَلقهتلَإخِيفلاَهقعاًوطاَلبَرَدلوُاىه‪ُِ:‬مأحت ادناف﴿لًْجيَمََااهونَِههؤْحلتلَُاذُْعنواءبَُنالَُدليهُموقَشاَُمنلشأُووْانسِملِنفُْنمَقسبولَيوبَلَاننْعهًماِاد﴾تلعن﴾اا(ياللبى(قَساا‪:‬قللُربفةواارل‪:‬ق﴿انََدو‪ْ3‬عنعِعبُبَ‪:3‬واُدة‪ُ1‬د‪)،3‬إِا‪6‬ل‪.‬لَبه)َاأرْ‪َْٰ،‬حسَكلِعنوبَوااإِللاَربةهَِذيآهَنبَِ﴿ِيايَيئَمِنْمْ ُلَشُشكِِيوونإَِنَنبَْيراَععَِهللشََيبَىهمى‬
‫صفة مشيهم‪ .‬وأما الذين يعارضون الأفكار التي يدعون إليها‪ ،‬إَّنا يقومون بذلك بأسلوب‬
‫ااإنيَللانمْعسِذمتيخَجاَنةٌخعِطدنَاوظاَملَبأِحُمنهَودواالةٌذمإِههننفاَخهااُاَلقماكطَكَُّملل ْغمبأََصرة‪،‬قُلْكوةفِفكَْنلينِقمياار﴾لَهحابف(‪،‬يواَهورقوَع‪،‬وداوزهلِّ‪:‬كهونق‪7‬تِوفملع‪3‬اياه)ل‪،‬اتتىلع‪:‬دخِاوبللاطَلىات﴿‪:‬اَعوِاللبيي﴿ْهص‪،‬إِ﴾نَاِفنع(عإباَاهنلرَُفصذاةاْلل‪ :‬أذَ(‪َ3‬يكِخَخ‪2‬نباِ)أيَي‪،‬طَْعخلَبَيُاأهُنُِهنَطوتاُمِب)توْسَن‪،‬ونٌَمعو ْكحَعيِوعمبتنَِااانْدسَعُوهاللواوصَرلَنْاةتُحنلخََاحقْنعارِطيإَْبَبجلّنِّةةًانبعَونِِهيفلَديينم‬

‫متوافقون معهم في الفكر‪ ،‬غير أنهم أقل في مقام العبودية‪ ،‬ولذلك وسموا بالجهل‪.‬‬
‫ورِبا ُوسموا بهذا الجهل لأنهم أنكروا على هؤلاء العباد منهج حياْتم الصارم الذي يتبع‬
‫كل الشرائع‪ ،‬وهم يريدون الرخص‪ ،‬ويريدزن من هؤلاء العباد تغيير منهجهم‪ ،‬لذا وسموا‬
‫بالجهل لتطاولهم بدعوة من هو أعلى كعبا منهم‪ .‬والفرق جلي بين من وصفوا بالجهل في‬
‫اأَههلْْعاجَذتاَمهياِهلُنلِنَاايلاَآنليَحولةَا﴾لُتك(ويْمابنليأأَنيْععخرَتامملالُفنفوُك‪ْ:‬نمو‪9‬صف‪َ9‬سيفلَ‪1‬وااال)ٌمف‪،‬بهأكَعلَروفيْ‪،‬يفُكبيْميقنقولَلموهالاهنتفَتْبعيتَعاالغِلىحىي‪:‬ال‪:‬تانلاْج﴿َ﴿ايَُوِختهإِلِِوذَذاايفَناقلسَِْومَع﴾ْعُنفَ‪،‬وو(االاولَقلوألْاُمْغكصْنَروهأبَمِصاْعلْ‪َ:‬رعُم‪ْ5‬رفُضِِر‪ِ5‬وا)فط‪،‬وَعَْوننأفَ‪،‬هُاْعلِرَجوويقَهاغْالُضولتافَعلوَفنَِناني‬

‫بهذا التفريط‪.‬‬

‫‪402‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫أإََِ(ونايَْعهُ‪َْ1‬دمَاار‪5‬لُلءُن)َوحَاومُاَّقلنانَوِذلبَِاِيمالُلكَآننْحْيَماآاَسترَبأَِِنَْينَتِْةعانَااَمالإُِلاهنتلُاُمياسُكيِِاُئَكلْومناةَرادِكتََوَاسِمِممتلاَاَانبمٌَ–رقََِمزأْبقْيلَِعنَنلَاِهيْضُقهَاْبُُْكمملِْمِهْيسُ–نلَِلِفُقهِماُقوميلوَنهنَبَِْبنِهتتَ(عغِي(ُا‪ْ3‬لؤي‪ِ4‬مى‪5‬نُ‪5:‬ا)ول)ْجََنأُا﴿َْووَإِِلَوه(لئَِلذََِاق‪2‬يََْدنكس‪َِ5‬مَ)وي﴾ُُعَْؤواصواتَإِ(ْلْاناَوذَللااَلنقاليَُْغهْتُأََصوُملَْجاأَلىَرْعصَُقهَْ‪:‬رَعوملََُ‪5‬ضْليامِوهلاَ‪5‬ارْتَعمَ)لْايَ‪،‬عقَُْنِهناهُْلمُهِِوبايَََواذتَقَهآاَذلَُمااكناوَاصاُلربَآلَوُريبِنََوِااهنة‬
‫مرتبطة بثلاث آيات سابقة لها‪ ،‬وهي تتحدث عن إيمان بعض أهل الكتاب والذي ذكر‬
‫في الآية (‪)52‬؛ وفي هذه الآيات من العبارات ما يدل على تحقيق هؤلاء لكل أنواع‬
‫تلَتفنحَحياقييأَققْعشرَيماشعشلُرنةَيرياعاعةلَةولَفاارُلكلدأْأمسوأساَلرْرعةتةَيمااالللُتعفُكدرقكْميلرةيةَساعللَليتوااليمٌهتايتَعلَدعتْيبالدُكرتْلماعلَليعال﴿هيِِانَبَهْبااتَعغِباعَصيببرَاةارُرلوةاْجَا﴿﴾َِهو﴿ليََِووْيإِدَنََذرا﴿ءَُ﴾ووِمس‪.‬مَاَِنماعُبَِورااَزلقْْاحَنَلالاَسُْغهنََِْمةو‬
‫الشريعة‪ ،‬والمتمثلة‬
‫وأيضا‬ ‫ايُلنِفاسُقيِِئَوةََن﴾﴾؛‪.‬‬
‫وكذاك‬

‫أَ ْعَر ُضوا َعنْهُ َوقَالُوا‬
‫وهذا (اللغو) متضمن للجدال الفكري الذي كان يدور بين هؤلاء المؤمنين‪ ،‬وبين من‬
‫لم يؤمن من أصحابهم أهل الكتاب‪.‬‬

‫ولكن يلاحظ هنا أنه لم يرد ما يدل على شريعة المجتمع‪ ،‬لأن ساعة نزول هذه الآيات‬
‫كان حال أهل الكتاب من الضعف بحيث لا يمكنهم إملاء شريعتهم على الأمم الأخرى‬

‫التي عايشوها‪ ،‬سواء كان في جزيرة العرب أو في الشام‪ .‬وأما وصف المؤمنون – من أهل‬
‫الكتاب – لأصحابهم الذين لم يؤمنوا بالإسلام بالجهل هو لأن أصحابهم هؤلاء نحوا بالجدال‬
‫منحى وصفه الله تعالى ب(اللغو) وهو أمر لا يؤدي إلى تغيير الفكر‪ ،‬ولذلك يوصف من‬

‫من يتبنى هذا السلوب ب(الجاهل)‪.‬‬
‫محاولة تغيير شريعة المجتمع‬
‫شريعة المجتمع هي الشريعة التي تحكم بينكل فئات المجتمع بغض النظر ععن إنتمائهم‬
‫افَلاَجفاْحءُكُوكرَمكى؛بفََاْيونَْحهُهنُاكممكبِابَلْمْيثِقنَاُْهسلْمِلطتأَْووإِ اأنَضيْعاَِرحّاللَْذضليُِحعَكْنُّ‪،‬بُه ْقماالمَُْقلوإِِتسنعِاطتُليْعىَنِر‪ْ﴾:‬ض﴿(ساَعَلماْنناُهعُسْماوءَنفَ‪:‬لَلِْل‪2‬نَك‪4‬يَ)ِذ‪ُ،‬ضُِّربووقأََاكاكلالَُشتْيوئعَاناًللَِىولإِ‪ُّْ:‬سن ْح﴿َحفَاَِتكْحْمفَِإُكَنمت‬

‫‪403‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫ابَ(ََعّْاياْلنلنملَُاُهُهئَْموملداَةِِ﴾بَ‪:‬تا‪َ،‬تا‪8‬أبَِبنيَْع‪4‬نزَ)لأمَ‪،‬اْاهَّالوالجُجاءَاَءوُهءلْاَمففتيَيتاَعابِالامْلعآاثياأَةنْيهَجاةاولاءأَءَبَوُهكلصْمىيِماغَعلَنةأامااماللرإحَلَجبِِقاازالءَمح﴾َاك‪،‬لكِممذواَلنبيفارلصليحَاقغِِقةألِخانيلُاتك ٍرلِلخي[فييوَجرهعَ‪ْ:‬لبنَ﴿افَا﴿حِمفَنْاحكُكْمُحكْممتُكخِبمَيشْيْيرنَبرََعْيُهةًنَيْمَُهولأَِممأْْننوِِهَبهأََااْعأحِجَرناَكزًَْض﴾لم‬
‫في قضية حدثت داخل أسرة بّن إسرائيل‪ ،‬وهو أن رجلا امرأة زنيا‪ ،‬فيمكنه الحم فيها أو‬

‫تركهم ليحكموا فيها بحكم التوراة‪ .‬أما الحكم الثاّن فهو إلزامي إذا حدث ان انتهك‬
‫إسرائيلي – مثلا – عرض امرأة أخرى من مجتمع المدينة‪ ،‬كان لابد من الحكم فيه بشريعة‬

‫المجتمع‪.‬‬
‫اقُللتُا ْوقبَِهِوُمٰوىلافَلوَْحدكَاِمنُياوواةَردأَََِْححتيااقةَآبباِةهلَاْجَاواَوِأهَلحِْهيالَدِةَةهافَ ۚأفَنيََزوََكلاه اَذنَاّالالَُاّلالملُوَسبِضِكُكيونَِِلعتَهَُهش َعْييلٍَءٰقىوَعلَلِرهيُسًمتوالعِاِه﴾لىَو(‪:‬اَعللَفت﴿ىإِحْذالْ‪ُ :‬م‪َْ6‬جؤعَِ‪2‬منِ)َلي‪َ،‬نالاهَِذوأذيَلْهََنزَمالَُهكآَْيمفُةرَوكافلِيَِمفهيةاَ‬
‫إضمار‪ ،‬وتقديره‪[ :‬إذ جعل الشيطان في قلوب الذين كفروا الحمية‪ْ ،‬حية الجاهلية]‪ ،‬ولما‬
‫فعل الشيطان هذا بأوليائه ليقفوا في زجه النبي ‪ ‬وأصحابه ويمنعونهم من العمرة‪ ،‬أنزل الله‬

‫السكينة في قلب النبي وقلوب المؤمنين لنزع فتيل القتال‪ ،‬فإَّنا هم يريدون بيت الله؛ ولقد‬
‫ص ادر الله تعالى عبارة إنزال السكينة بحرف العطف (فاء) ليفيد أنه بعد خصول الحمية في‬

‫قلوب الكافرين توجه الله تعالى بإنوال هذه السكينة‪ .‬وبهذا يمكن المقارنة بين (السكينة)‬
‫و(الحمية)‪.‬‬
‫فهؤلاء الكفار لم يمنعوا الرسول وأصحابه زيارة بيت الله إلا (ْحية)‪ ،‬وما تجنب الرسول‬
‫يَ ْسأَلُوِّن‬ ‫بِيَ ِدِه‬ ‫نَْف ِسي‬ ‫«َوالا ِذي‬
‫َلا‬ ‫البيت‪ ،‬حَّت أنه قال‪:‬‬ ‫هذا‬ ‫تعظيما لحرمات‬ ‫‪ ‬منازلتهم إلا‬
‫أَ ْعطَْيتُ ُه ْم إِياا َها»‪.16‬‬ ‫إِلاا‬ ‫فِيَها ُحُرَما ِت اَّاللِ‬ ‫ُخطاةً يَُع ِظُِمو َن‬
‫ولقد وصف الله تعالى َم ْن منع من هم أحق بالبيت من البيت وصفهم بالجهل لأنهم‬
‫لم يكونوا أولياء هذا البيت‪ ،‬ولم يمنعوهم منه بسبب تقوى في قلوبهم بل ْحية‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫﴿َوَما لَهُْم أَلا يَُع ِِذبَهُُم اَّاللُ َوُه ْم يَ ُص ُّدو َن َع ِن ال َم ْس ِج ِد الحََراِم َوَما َكانُوا أَْولِيَاءَهُ إِ ْن أَْولِيَاُؤهُ إِلا‬
‫ال ُمتاُقو َن﴾ (الأنفال‪.)34:‬‬

‫‪404‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫وهذا الموقف شبيه بالآيتين السابقتين اللتين ظهر فيهما أن الجهال يقومون بدعوة‬
‫الأنبياء‪ ،‬فهنا الكفار يقومون ِبنع المتقين من البيت الحرام! وبالتالي‪ ،‬فهذه الآية تريد أن‬
‫تبين أن الحكم غلى الناس – ومنعهم من حقوقهم – من منطلقات (الحمية) هو سمة من‬
‫سمات حكم الجاهلية‪ .‬فالناس سواء في القيام ِبا يضمن حياْتم الجسدية‪ ،‬وأيضا سواء في‬
‫ممارسة شعائرهم الدينية‪ ،‬لا حجر لأحد دون أحد‪ .‬فعن الحياة الجسدية قال النبي ‪:‬‬
‫«الناس سواء في الماء والنار والكلأ»‪ ،‬وأما عن الحياة الروحية فقد وصى الخليفة الراشد أبو‬
‫بكر ‪ ‬أسامة بن زيد ‪ ‬حين أنفذ بعثه‪ ،‬فأوصاه بأن لا تقطع شجرا مثمرا‪ ،‬ولا يهدم‬

‫ديرا ولاكنيسة ولا صومعة‪.‬‬
‫ثالثا‪( :‬تغيير) قانون النبوة‬
‫هذا القانون خاص بالعلم الغيبي خلال الأزمنة الثلاث‪ :‬الماضي والحاضر والمستقبل‪،‬‬
‫وهو متضمن لمسألة الجزاء إما صراحة أو إضمارا‪ .‬ومحاولات الجهال تغيير (الغيب) من‬
‫حالة كونه (غيبا) ليصير (شهادة) ليمكنهم التعاطي معه بعقولهم (العقلانية)‪ ،‬أَّنا هو أمر‬
‫أشبه بالتمّن لأنه ليس بالضرورة أن يتعامل مع الغيب إلا في حال تغيره إلى شهادة‪ ،‬فموسى‬
‫أأأفََََونأََكْنكلاظثََُخَْيَرمرَ‪‬ذُرُههإتِْوولْاَقمُممْيبُكانُاَمللَلْْليكهااََهململقَلُْلآاويتنَيواَصالٰؤاَانىمللَِعلنهت﴾َقَوناوةُتاَتلح(َعباَتَاروهالأََشيِلأنّْْنىرتُفننَعلاْموامر﴾حمتدََعنْي‪:‬ي(لَانْيرظت‪1‬لُوُِهأرهك‪ْ1‬وفم‪:‬لعيَن‪1‬رامُك)ه﴾﴿ه‪،،‬الفَوذإِ(‪:‬ااوهْذقلَش‪3‬بابذلققُهْ‪4‬ليْلرشٍتةءاُ‪1‬أملْ‪:‬من)آقنُيه‪5،‬بيَُةالًأق‪5‬كياتو)لتُمم‪.‬هاضاوماحاآَتسدمعَكحىاانلينثُلَىننواأ‪:‬قننابلهِاُنيُسّءت﴿ْلْؤؤَعِبِوممولَنَُّْوننصوا إصألََىانإِالانَسرَااكعرالائيلنيأََهغاَحزلْيلنَنَاّارتيرؤَبيغإِتنَلََشمْهيَارش‪ِ:‬هأءَنىهُمهاااَم﴿اَّداّللَْاةرللإُلََم‪ِِ،‬لشَبَوٰالََجئأتسَِِِْكهرطِوَاكَّراوةننةءاًَ‬
‫الغيب المكنون في المستتقبل بتنزيل الملائكة‪ ،‬أو المخبأ في الماضي ببعث الموتى وتكليمهم‬
‫ِبا لديهم من خبرات‪ ،‬أو العيب المتواري في الحاضر بحشركل شيء ماثلا أمامهم‪ ،‬ماكان‬
‫هذا الغيب الذي تحول إلى شهادة‪ ،‬وصار كالعلم المادي‪ ،‬ما كان ذلك مساعدا لهؤلاء‬
‫الماديين في حصولهم على (الروح)‪ ،‬لأن هذه (الروح) من صميم علم الغيب‪ ،‬والإيمان لا‬

‫‪405‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫يسمى إيمانا إلا إذاكان تصديقا بأمر لم يكن شهادة‪ .‬فإخضاع الغيب لقوانين العقل والمنطق‬
‫ليس بالضرورة مساعدا ي خصول الإيمان‪.‬‬
‫َأَوأُِبَجلِِْئغتَُنَُاكملِتَاأمْافِ أَُكْنَراِسلَْع ُْنت‬
‫بالآية السابقة لها‪،‬‬ ‫تالْعاعِْللىُم‪ِ :‬عن﴿َدقَااَلُّالوِلا‬ ‫أمثلة الآيات التي وردت في هذا الشأن‪ ،‬قوله‬ ‫ومن‬
‫الآية مرتبطة‬ ‫ِِبَا تَعِ ُدنَا إِن ُكن َت ِم َن ال اصاِدقِيَن (‪ )22‬قَا َل إَِّانَا‬ ‫بآِلِهِهَتِنََواٰلَ فَكِأِّْتِِنَنا‬
‫أََرا ُك ْم قَْوًما تَْجَهلُو َن﴾ (الأحقاف‪ ،)23:‬هذه‬
‫والتي تبين إستعجال قوم هود – عليه السلام – نزول الغذاب؛ فهم يستعجلونه لأنه غيب‪،‬‬
‫ولو لم يكونوا (جهالا) به لما استعجلوه‪ ،‬ولهذا وصفهم بالجهل‪ ،‬أي أن يتغير العذاب من‬

‫حالة الغيب ليصبح شهادة‪ ،‬لا يتمنى هذا إلا من َيهل العذاب‪.‬‬
‫اأَلْْهجَلِا ِهَلِكوۖيمَنإِننا﴾هُأم(ثَعلهَمةوٌلدال‪:‬آَغي‪ْ6‬يارُ‪)4‬ت‪َ،‬صااللِتتٍيحاۖلوحفَرلدَدياتتَث ْسأَ–علْنِأني َمهضااذلهَْي ا–لَسآقيلةَولهَمكتنبِعِهاملنىِع‪ْ:‬ظلٌمو ۖر﴿إاِقَِلاِّعنَلرأَقيَعِااظلُنُذوَكُحيأَإِنكنااهُتَنلَُْيكموََسنسيِِممطَْرننا‬
‫على نوح – عليه السلام – بحكم عاطفة الأبوة‪ .‬وأما هنا فسوف يكون الحديث من‬
‫منظور تغيير حكم الله في من ماتكافرا‪ ،‬فإذاكان الحديث في المرة السابقة انحصر في قوله‪:‬‬
‫أَْهلِ َك﴾؛ ففي هذه المرة يكون الحديث عن‬ ‫لَلْيا تَستوِمجْنه‬ ‫إِناهُ‬
‫﴿فَلَا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫بالدعاء إلي لكي أرْحه وأستثنيه من العذاب‪.‬‬ ‫أي‬ ‫﴿يَا نُو ُح‬
‫تَ ْسأَلْ ِن﴾‪،‬‬
‫وهذه هي العقلانية إما أن تحاول تغيير العيب إلى شهادة‪ ،‬أو تغيير قانون الله الذي لا‬
‫استثناء فيه؛ وهذه العقلانية من الدقة ِبكان بأن يقع فيها الرسل وأئمة المؤمنين‪ ،‬ناهيك‬
‫عن غيرهم‪ ،‬فانظر إلى بعض المهاجرين من فريش – حينما أرادوا ان تستثّن المرأة المخزومية‬
‫التي سرفت من الفصاص – فأرسلوا أسامة بن زيد ليشفه لهت‪ ،‬إذ أنه ِح اب رسول الله‬

‫وابن ِح اب رسول الله‪ ،‬فعنفه ‪ ‬قائلا‪( :‬أتشفع في ح ٍِد من دود الله – الحديث)‪.17‬‬
‫ولقد وردت آيتان أخريان في هذا الشأن‪ ،‬هما الآية (‪ )154‬من سورة آل عمران‪،‬‬

‫والآية (‪ )35‬من سورة الأنعام‪ .‬ولئلا يطيل الباحث فقد انصرف عن إيرادهما‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الهوى وصناعة القانون‬

‫‪406‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫ت تجميع الآيات التي وردت بصيغة (هوى) و(أهوا)‪ ،‬وكان هناك عدد عشر آيات وردت‬
‫تحت الإسم الأول‪ ،‬بينما سبعة عشر آية تحت الإسم الثاّن (اهوا)‪ .‬ولقد تمت دراسة هذه‬

‫الآيات دراسة تحليلية واستقرائية‪.‬‬
‫لقد رأينا آنفا أن إنتهاك إستحقاق التوحيد الذي قام به الجهال إَّنا كان منحصرا في‬
‫توحيد الربوبية‪ ،‬ولذلك لم ْتدو جهودهم أن تتكون مجرد (محاولات) لتغيير القانون‪ .‬وأما هنا‬

‫فهو متعلق بتوحيد الملك‪ ،‬وبالتالي فقد تخطى الأمر مسألة محاولات التغيير بل تعداه ئبأن‬
‫يقوم أهل الهوى بصناعة القانون الذي يلائمهم بأنفسهم ونبذ ما عداه‪،‬كحال بّن إسرائيل‬
‫فَ َف ِري ًقا‬ ‫ِِبَا‬ ‫وجل‪﴿ :‬أَفَ ُكلاَما‬
‫ا ْستَ ْكبَْرُْت‬ ‫أَنُف ُس ُكُم‬ ‫َْتَْو ٰى‬ ‫َلا‬ ‫َر ُسوٌل‬ ‫َجاءَُك ْم‬ ‫(البقرة‪.)87:‬‬ ‫الذين قال فيهم الحق عز‬
‫َك اذبْتُْم َوفَِريًقا تَْقتُلُو َن﴾‬
‫وِبا أن أهل الهوى يصنعون قوانينهم بأنفسهم فهم إذن عقلانيون بشدة ولا يلوون إلا‬

‫على تمكين ذواْتم في المجتمع‪ ،‬ولذلك لم يرد ما يفيد صناعتهم لقوانين تخالف الطبيعة‬
‫(الكتاب) أو تخالف العلم الغيبي (النبوة)؛ أي أن صنيعهم منحصرا في تغيير قانوون (الحكم)‪.‬‬
‫أولا‪ :‬صناعة القانون الذي يناقض التوحيد‬

‫هنا يستهدف اهل الهوى توحيد الملك بشقيه‪( ،‬ملك الربوبية وملك الألوهية)؛ ولقد‬
‫رآينا أن ملك الربوبية يلازمه التشريع الخاص بشريعتي الفرد والأسرة بشقيها‪ ،‬بينما ملك‬

‫الإلوهية فيلازمه التشريع الخاص بشريعة المجتمع‪.‬‬
‫انََُمملُكَلَفْناٌسلَّكِِصَمأَلاَْوُلواهُتَمضاأقََِللانيْتامآَنِاياتاََُنَاُولاّوالألُلكَُِنأمَۖتْمثرللَِِةِمو(َقَِمضْاانو‪6‬لٍمَتول‪َ2‬يهُُشيهَُ)َمَرْوعَكوَِقاوارِلُِملُءَدهَعوَنوِفَِزنيتياُنزلاافَماِذ(ايلِصحَ‪8‬يِرَيرمَِكلز‪2‬يَقَْينْب)نَُماَكد﴾بَأُُكِاْل(لام(الرلبا‪7‬فخََتارْلأوَبَبن‪2‬ويَتُقمَ)عةْم‪:‬ثاُلقمافِا‪َ9‬ضيِوذَليِهر‪ُ2‬يهعِ)ََينب‪َ،‬تسُدلَعَوهُااظَهُلَءلكٌَذوىُممتهَُه‪:‬خوَاَاماواثَفُألَلأ﴿َآوْهانًيََْهوهَلَُةواَِْوِممهُءَُلنْنهَُهَكمامأََعِننخلَيُبفْيعَِِففِغهلَِتِْيسياِرقَُوكُاكلَةلْمْهُمِعبْلاأساَالنٍَْمهمَلمَثُۖفَآَلوياُلاَفسَلاَِامتُكُلكتْأنَممَوااْعليََللَِكثِمأَْهلَذْىنرلاِِدِفامَِضيكايث‬
‫السابقة لها‪ ،‬حيث تبين الآية (‪ )28‬ملكية الله تعالى للذين يسكنون السماوات والأرض‪،‬‬

‫من الملائكة والجن والإنس؛ ثم جاء ِبثل يبين فيه هل يملك الذين َّنلكهم – من ما ملكت‬

‫‪407‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫أيماننا – نصيبا في ما رزقنا الله‪ ،‬وبالتالي هل يشاركوننا هذا الرزق في كل أوجه حقوقه‬
‫ووالواجباته‪ ،‬ومن ثم لا يمكننا التصرف في هذا الرزق إلا ِبوافقتهم خوفا من غضبهم؟ فإذا‬

‫كان هذا المثل لا يمكن قبوله‪ ،‬فأيضا‪ ،‬لا يمكن قبول ما يصنعه أهل الأهواء من شركاء لله‬
‫تعالى‪ ،‬سواء كانوا من الملائكة أو أو الإنس أو غيرهم‪.‬‬
‫ا(َّاللُ‪ 3‬ب‪ِ2‬هَ)اوم﴾ِمنانلنذل ُسجْلمك‪،‬طَاأ–ٍنن ۚأظيإرِضنإاليَىتابِ–عُعبقواوَلنرةهإِلاتا﴿عأَااسللْمَىاظا‪:‬ءٌانسَ﴿َموإاِْيَمْتاُنُمَِْتهوََْهوَياىإِ﴾لاااْلفأَأنَهسُفْميَاُتءٌسعۖسََّمناوْيلَتأَُقسُْمدمواَهءَاجاأَءَنصتُُنهْمعمت َمِوِمآوبَناهُاؤاُك‪،‬ربِِهمِكُماامباالراْهُأََندعَزَٰىلن‬
‫كابر‪ ،‬وأفضتم عليها هالات التقديس‪ ،‬حَّت صارت آلهة في نظر العوام‪ ،‬فعبدوها‪ ،‬واستفتم‬
‫أنتم من هذا الوضع ماديا ومعنويا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صناعة القانون الذي يناقض شريعة الفرد‬

‫كما أسلفنا‪ ،‬فإن شريعة الفرد تتضمن التشريع الخاص بالأطعمة وبقواعد الإسلام‪ ،‬فمن‬
‫لأبتاَِيُأأَْمْثهُكِلضَلُُولةاّئِواوِهمَنِماٍمماباِيأَ﴾ْهذُصأَنوكاِئَعِريِههاميأْحسبِهلُِِمغَولْياِرنَاّالللِهِعمْلاوٍَعملَىْۗيحِإهلِمرمانَوضقاََلاربْلادههاَفَكبةأاصتُههَووَلاشئأرَليَهْععُمكلَ‪ُ،‬ممالبأِداماالْوطُمعنْعَحمتَأارةَِمدنيميَعَانلَْيك(وجُك‪9‬انْمء‪1‬لإِهفال‪1‬ماي) قَم﴾ساونلاالهدأنتْضمععاطاُنملِرْ‪،‬ىرُ‪ْ:‬تشعربيإِلاَعْ﴿يرةَِهةو َۗماالَ﴿فولإلَِايرُادُنك‪ِْ.‬ضمَُلكّأثِأَويلارًَاناي‬
‫يصنعون أطعمتهم دون أي اعتبار للشريعة‪.‬‬
‫أَْهَواءَُه ْم ۚ‬ ‫تعالى‪َ﴿ :‬وَك اذبُوا َواتابَعُوا‬ ‫قوله‬ ‫جاء في‬ ‫ومن أمثلة تنكب شريعتي الفرد والأسرة ما‬
‫قوم نوح‪،‬‬ ‫الحضارة البائدة‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫لأمم‬ ‫بالنسبة‬ ‫أَْمٍر ُّم ْستَِقٌّر (‪ ﴾)3‬القمر‪ ،‬عبارة َ( َك اذبُوا)‬ ‫َوُك ُّل‬

‫وقوم هود‪ ،‬وقوم صالح‪ ،‬وقوم لوط‪ ،‬وقوم شعيب‪ ،‬وآل فرعون‪ ،‬تدا هذه العبارة بالنسبة لهؤلاء‬
‫على التكذيب بشريعتي الفرد والأسرة بشقيها العرقي والفكري‪ .‬وأما عبارة ﴿َواتابَ ُعوا‬
‫أَْهَواءَُه ْم﴾ فهي إشارة إلى البديل الذي صنعوه ليحل محل هذه الشرائع‪.‬‬
‫زمن أمثلة رفض شريعتي الفرد والأسرة بشقيها ما كان عليه حال بّن إسرائيل فيما قاله‬
‫اِعْيستََسْكبَىْرُاْتبْ َفنََفَمِريْرًيقَامَ‬ ‫بِالُّر ُس ِل ۖ َوآتَْينَا‬ ‫ِِببََاْع َِدلاهِ‬ ‫اتلْعبَايِِنَلاى ِتعن َهوأَيما‪ْ:‬دنَاهُ﴿َوبِلَُرَقوْدِحآاتَلْْيُقنَاُد ُمِسوَۗسأَفَى ُكاللاَْمِكاتَا َجَباءََُكوقَْمافْيَنرَاُس ِومٌلن‬
‫َْتَْو ٰى أَنُف ُس ُكُم‬

‫‪408‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫َك اذبْتُْم َوفَِريًقا تَْقتُلُو َن﴾ (البقرة‪ ،)87:‬هذه الآية هي من ضمن الآيات التي وردت في هذه‬
‫السورة وتتحدث عن بّن إسرائيل‪ ،‬وهي الآيات التي بدأت من الآية (‪)40‬؛ والقرآن عندما‬

‫يخاطبهم بعبارة (بّن إسرائيل) إَّنا يحدثهم عن إخفاقهم في تطبيق شريعتي الفرد والأسرة‬
‫بشقيها‪ ،‬ولكن عندما يخاطبهم بعبارة (أهل الكتاب) فإنا يحدثهم عن إخفاقهم في شريعة‬
‫المجتمع‪ ،‬ورِبا يكون ذلك حين تواجدهم بالمدينة المنورة حصرا‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن الهوى الوارد في‬

‫هذه الآية هو مفارقتهم لرسلهم‪ ،‬وصناعة القانون الذي يخالف شريعتي الفرد والأسرة بشقيها‪،‬‬
‫واللتين جاءت بهما تلكم الرسل‪.‬‬
‫َوأَْر َسْلنَا إِلَْيِه ْم ُر ُسلًا ۖ‬ ‫َلقاولْهَتَْتوعٰىالأَىن‪ُ:‬ف ُس﴿ُهلََْمق ْدفَِرأيًَقَخا ْذَنكَااذبُِموياثَاَوَفَقِريبًَقِّانيَإِْقتُْسلَُراوئِيَن َل﴾‬
‫(المائدة‪ ،)70:‬هذه‬ ‫–‬ ‫ونظيره – أيضا‬
‫ِِبَا‬ ‫ُكلاَما َجاءَُه ْم َر ُسوٌل‬
‫الآية شبيهة ِبا قيل في الآية (‪ )87‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صناعة القانون الذي يناقض شريعة الأسرة العرقية‬
‫وِبا أن شريعة الأسرة العرقية تمنع إنتهاك مرمات النفس والعرض والنسل‪ ،‬كما تشجع‬
‫إِفَأَُِإيّنَانهايَااَُكلّااللَِْنذيَكََغنانًِيَّآناَمنُِِأَبَْواوا‬ ‫تفََعُكِْقعليوَمنًرُاىلُواوفََاقنَصَّلاالوالةُِمَخابأِيلَيَْنورًرالَحٰبىِام﴾لْ‪،‬بِِقهِ(باَْملسانصِۖطسوافرَةءلَُشا‪َ:‬هعا‪َ5‬تَدامتا‪3‬بِةءَُع؛‪َِّ1‬واال)لِو‪،‬مالَْوهلنََهَْووأذٰمهىثَعللَاأَةلٰىآنيمأاَةتنَُْفعتجنِِداسلُهءوُاكى ۚفْميأعََوإِِذولننالْأكَتوَانْللِقَُويدوليوْاهِصنأنَتْوَععوااْلتالُألَمىْقعْ‪:‬ؤَِرربِمنيُضَ﴿ونوايَۚان‬
‫قانونا آخر غير‬
‫شريعة الأسرة العرقية ليحيدوا به عن العدل الذي تكفله هذه الشريعة‪ ،‬وبالتالي يحققوا به‬
‫هواهم‪ .‬وعلى الرغم من أن هناك تشابها بين هذه الآية والآية (‪ )8‬من سورة المائدة‪ ،‬التي‬
‫أَآقَْمَنرُواُب ُكلِلوتناُْقواَوقَىاواِمَوايتاَنُق َوِاّاللِاَّاللَُشَإهِ َادناءَاَّالبلَِالِْقَخبِْسيرٌِطِِبََاولاَتَ ْعََْيملُِرَموناَنُك ْم﴾‬ ‫أَاُيّْعَهاِدلُاوالا ِذيُهََون‬
‫الَعللَهىتعأَاللاى‪:‬تَ ْع ِد﴿لُيَاوا‬ ‫فيها‬ ‫يقول‬
‫قَ ْوٍم‬ ‫َشنَآ ُن‬
‫أَ(منالُفمناِئاسلدُعكةبْما‪:‬رأَة‪ِ8‬و)ال‪،‬الْتَيإواللِياَدقيْأوِننلَوافآْيليأَهةقْاَربِاسليحَنورقة﴾تابلان–رسوكأامءاوتتآعتياةلحىد‪:‬سوثر﴿ةَواللعماَائنَْيدةِرَشمنافريتتُعك ْةمح ادلَشأنَآثسُنرعةقَناْولٍمعشرقرَيعيلَعةةى الأَ–ملجتامتَ﴿ْعَعولَ‪ِ،‬دْلوُوواذَلعلَ﴾‪ٰ.‬ىك‬

‫‪409‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫ومن أمثلة ذلك – أيضا – ما يشير به الله تعالى إلى شريعة الأسرة العرقية من عبارات‬
‫مثل (بّن إسرائيل) بدلا من عبارة (أهل الككتاب) أو نحوها‪ ،‬كما جاء في قوله تعالى‪:‬‬
‫ابَلْيَش﴿َعنَِرَايوللََُهعََقِْممٍةْيدإَِِنِمآانَتنَ(ْيَانَر‪6‬بْالاأَ‪َْ1‬بمَك)ِِّرنيََوفَْآقاإِتَتاْيبِِْسضنَْعَاراَيئهُِهيامبََلْيَوبَنلََاياِِلُنهَاْتمَِكتاتٍَبِايتَْعْوََِمِبمأََْهانَلوَاواِاقليَْلءَحُاأََامْْمكلاِةِرَمِذيفِفََيَوانَمَلمُانّاَلبُاااَوكةَْياَخنتَُْعلََولَاوَُفرُمَزفوِاقْوينََِهناإِلُهيا﴾َمخْتَِم(لِاِِمُفْلنَجونابََنثايْعلة(ِد‪:‬طايِِ‪7‬بََ‪8‬ماا‪)ِ)11‬تَ‪،‬جثُامَاوءَفَهُهذَجُامضهْلَعنَْلااالنَلاُعِهآْلَيْمكُمة‬
‫َعلَى‬
‫بَ ْغياً‬
‫َعلَ ٰى‬
‫تتبع‬
‫الآيتين السابقتين لها‪ ،‬حيث أن هاتين الآيتين ورد فيهما نوعا شريعة الفرد والأسرة بشقيها‪،‬‬

‫ولم يرد فيهما شريعة المجتمع لأن الآية تتحدث عن ما أعطي لبّن إسرائيل‪ ،‬وليس لأهل‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫هذا عن الآيتين السابقتين للآية التي نحن بصددها‪ ،‬فهي أيضا تتحدث عن الشريعة‬

‫بنوعيها‪ :‬شريعة الفرد وشريعة الأسرة بشقيها؛ ولم تكن متضمنة لشريعة المجتمع لسببين‪،‬‬
‫أولهما أن هذه الآية معطوفة بالحرف (ثم) على الآيتين السابقتين لها‪ ،‬وثانيهما أن هذه الآية‬
‫وردت في سورة مكية‪ ،‬أي قبل الهجرة‪ ،‬أي أن القرآن الذي أنزل ِبكة لم يكن متضمنا شريعة‬

‫المجتمع‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك – أيضا – ما يشير به الله تعالى إلى شريعة الأسرة العرقية من خلال‬

‫بيان تاريخ التشريع‪ ،‬وذلك بذكر الأمم التي ت إعلاكها‪ ،‬أو بذكر رسزل من رسل هذه الأمم‪،‬‬
‫اأتََََُملوواِكمَْادرُبِْذّرامصيُعْايُكَََجَنوَنتْاماُهۖ ۖءَجْأمُابَُِهولوََِلهءإِنَُِرمثلاَُاْيإِفاواتِبهَلْأيَتاَعِرباِْااعْلَلقَِّْهعالمُموليُالكِألَُتََبمهَنَاَْهاْغْيتَيَتَواوَاعًَِببُمواءَلَيبَلوُهْيِمُىكإَِْنَمسلَ‪ْْ:‬مْيۖنُهىِهْأمََبوَ﴿قْعََُمْعوَوََْلمشَلِعِدناَْيرولُِلهآيَعَاََْسمُمكنلََشْمَكىالَُۖلِكُِءفُتأَمَمَلِِيْةٌَناوبَِِيمَاْأََهَنسأََقشُِحبنَيِداََزقلٍُماِجَكلِيِدةَواْياتإَِِِمبّلاََِنْناليْلْيِلمُهُِنهََِِدمنَنِيمااُمَمَاننِرَربيِوَِنوبَكَِْيواٍيَصتَُلكبنِنَااَيىإُِكٍ(لَتَببُُِمىتبَِۖه‪َۖ4‬فأَ(ناَ‪ُ1‬اروَقأَُُجّو)‪ِ3‬المولاٍُْحلرف‪1‬اًَلِفُِ)َُّميْٰيتََذواِهلََِملَاوسِلَمًأَُِذعَّمَكاكْعبُبَىَريِدْيفَتَلنَاَأاََلفنََُْْعقدواالَربقَُُعَۖحِْيضْۖيىوانَنَََوياإاإَُِِكلولَالميْبإَُُِملاَْيِْهسْْۖيشنَتَِمِاارُِقَهلكَِّْكْْالْنميمَلمَُنَبوََََكِورَُصمبإِْعَّايَنممَاِراادانُ‬
‫(‪ – ﴾)15‬الشورى‪ ،‬هذه الآية مرتبطة بالآيتين السابققتين لها‪ ،‬وورود إسم نوح وإبراهيم ‪-‬‬

‫‪410‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫عليهما السلام – في الآية (‪ )14‬مع أسماء رسل الحضارة السائدة (موسى وعيسى ومحمد‬
‫وردت في صدرها‪َ ﴿ :‬شَرعَ‬ ‫التي‬ ‫على أن الشريعة‬ ‫فإَّنا هو دليل‬ ‫عليهم لصلاة والسلام أجمعين)‬
‫شريعة المجتمع لم تنزل إلا‬ ‫لأن‬ ‫بشقيها‪ ،‬وذلك‬ ‫الفرد والأسرة‬ ‫لَ ُكم ِِم َن ال ِِدي ِن﴾ تعّن شريعتي‬
‫في كتب رسل الحضارةة السائدة‪ ،‬وبعد هجرْتم‪ .‬والآيات المدنية‪ )50 – 44( :‬من سورة‬
‫المائدة هي خير مثال لهذا الأمر‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإن عبارة (تفرقوا) إَّنا تعّن التفرق عن تطبيق شريعة الأسرة بشقيها‪ ،‬لأن الآية‬
‫قد أوردت العلة الكامنة وراء هذا التفرق‪ ،‬ألا وهو (البغي)‪ ،‬أي عدم الحرص على حفظ‬

‫حقوق الناس في المال والعرض والنسل‪ ،‬وتركوا تطبيق الشريعة التي تحميها‪.‬‬
‫والآية التي نحن بصددها‪ ،‬والتي بدأت بعبارة ﴿فَلِ َٰذلِ َك فَا ْدعُ﴾ فيها إشارة إلى ما ذكر‬
‫قبلا‪ ،‬فما هذا الذي يدعو إليه؟ هو شريعتي الفرد والأسرة بشقيها‪ ،‬وليس الدغوة لمجرد الدعوة‬
‫أُِمْر َت﴾‪ .‬أما عبارة‬ ‫دلت عليه عبارة ﴿َوا ْستَِق ْم َك َما‬
‫َ﴿َلا‬ ‫ذكروا صراحة في‬ ‫– من يهود ونصارى – الذين‬ ‫أيضا‪ ،‬وهو ما‬ ‫وحسب‪ ،‬بل التطبيق‬
‫الآية‬ ‫أهل الكتاب‬ ‫تَتابِ ْع أَْهَواءَُه ْم﴾ فهم‬
‫(‪ ،)14‬إذ وسمتهم بأنهم هم من فرقوا دينهم‪ ،‬وهو الدين المتضمن شريعتي الفرد والأسرة‬

‫بشقيها‪ .‬ثم بعد النهي عن إتباع أهل الكتاب في تعطيلهم لشريعتي الفرد والأسرة بشقيها‪،‬‬
‫أمره ربه‪ ،‬بأنه سوف لن يطبق فيهم هاتين الشريعتين المنتهكتين‪ ،‬وذلك من منطلق (لا إكراه‬
‫كِ﴿تََاوأُِمٍْبر ُ﴾ت‪ِ.‬لأَ ْع ِد َل‬
‫بَْينَ ُكُم﴾‬ ‫المجتمع‬ ‫يتواَّن في تطبيق شريعة‬ ‫أمر ليبلغهم أنه لن‬ ‫في الدين)‪ ،‬ولكن‬
‫اَّاللُ ِمن‬ ‫﴿َوقُ ْل آَمن ُت ِِبَا أَنَزَل‬ ‫دلت عليها عبارة‬ ‫وهي الشريعة التي‬
‫رابعا‪ :‬صناعة القانون الذي يناقض شريعة الأسرة الفكرية‬

‫شريعة الأسرة الفكرية هي التي ْتتم بالجماعة التي تلتقي فكريا‪ ،‬وتتم الإشارة إلى ذلك‬
‫باستخدام عبارات مثل (أهل الكتاب) أو (الذين آمنوا) أو (أمة واحدة) أو (المنافقون) أو‬
‫(اليهود) أو (النصارى) أو نحو ذلك‪ ،‬ومن أمثلة الآيات التي وردت في هذا الشأن قوله‬
‫قُلَُحَوابِّٰتهِْمإِذََاواتابََخعَُرواُج أوَاْهِمَواْنءَُهعِْمن ِد(َك‪ 6‬قَ‪1‬ا)لُواَواللاِلاِذيِذيَنَناأُْهتوَتَُدواْواالَْعزِاْلَدَمُه َْمما َذُهاًدقَاىَل‬ ‫إِلَْي َك‬ ‫تآنِعًافال ۚى‪:‬أُوٰلَئِ﴿َوَِمكْناُلهامِذيامَننطيََبَْسَعتَاَِمّالُعلُ‬
‫َعلَ ٰى‬
‫َوآتَا ُه ْم تَْقَوا ُه ْم﴾ (محمد‪ ،)17:‬هاتان الآيتان إمتداد للآيتين السابقتين‪ ،‬حيث بينتا موقف‬

‫‪411‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫من هم ﴿ َعلَى بَيِِنٍَة ِِمن اربِِِه﴾‪ ،‬وبينت أيضا موقف من ﴿ُزيِِ َن لَهُ ُسوءُ َع َملِِه﴾‪ ،‬إذ أنهماكانتا‬
‫تتحدثان عن شريعة الفرد؛ وأما هنا فتتحدث هاتان الآيتان عن شريعة الأسرة الفكرية‪،‬‬

‫وكيف أن المنافقين لم يستطيعوا الإندماج مع هذه الأسرة والتماشي مع فكرها‪ ،‬فأنظر كيف‬
‫كان موقفهم‪﴿ :‬قَالُوا لِلا ِذي َن أُوتُوا الْعِْلَم َما َذا قَا َل آنًِفا﴾‪ .‬ولما لم تكن لهم نية لمعرفة هذا الفكر‬
‫فطبع على قلوبهم كنتيجة حاسمة على عدم إمكانية تعاطيههم مع هذا الفكر‪ ،‬وأيضا عدم‬

‫تمكنهم – نتيجة لذلك من أن يكون سلوكهم موافقا لهذه الشريعة؛ فإذاكان المؤمنون يدعون‬
‫إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‪ ،‬فإن هؤلاء يققومون بعكس ذلك تماما‪،‬كما‬
‫اااقل(َلمّاَالأَْلِع‪6‬لُرْحِ‪3‬موَتزا)وعنِمافَِولبََنوكِىَلٰوٍَذيَِيَمألِفْقمينبَِثوََللهكايةُُمضنأَ‪:‬نوَواَِكذزَلْنلٍُنَرقا﴿أَاهيُْبكَلْ(ِْدعُميَقُنَ‪7‬حاَُهضولفِْ‪3‬كْهُمُهق)ًمواقُ﴾ت﴾َنعْل(اَعاالََللرإِوباًَِترىّايلّْنَعا‪:‬واُمبۚندَةأاُ‪:َ،‬فِِوم﴿لََْقئِرَ‪7‬هواالِانُذ‪6‬تُِذها)تيتاأ‪َ.‬ابََبنَلْنْعآْعيآأَةتََُضتْعْيتبُُنَهأتَاَدمْهُهحَاواَُِمِمّداءلَْلَانُهلثَمبَوكِلْعتَباَعَاْعأنٍََُدضبْشَمشاِيريََأَْريْكفُمعََجُرربتاُِوحِهيءََنوَاإِكلَنلَبْيِفاِمِهلِِْربَدَُامنأَنْادوأاُلَْكنلعُعِِِرزأْلوُِلمسَوَيورَإِإَِةمْنلَلَايْْيَبهِهلََْوكشََنَمقكئَيَواِِهَمعماََِِبننن‪،‬‬
‫وذلك لسببين‪ ،‬أولهما أن الآية ضمن سورة مكية‪ ،‬وثانيهما ورود عبارة (حكما عربيا) أي‬
‫سا﴿ َعوَكة َٰذألِْنَكبُعِ﴾‪َ،‬ث قالمنابيهِبيكإةل‪.‬ا‬ ‫غيرهم‬ ‫كان لا يوجد عرق آخر‬ ‫خاصا بالعرب قبل الهجرة حيث‬
‫بالعبارة‬ ‫– وهي معطوفة عليها‬ ‫أما الآية السابقة لهذه الآية‬
‫تتمة لهاتين الشريعتين‪ ،‬لأن هذه الآية ‪( -‬الرعد‪ – )36:‬تتحدث عن شريعة المجتمع حصرا‪،‬‬
‫﴿الا ِذي َن آتَْينَا ُهُم ال ِكتَا َب﴾‪ ،‬وثانيهما لورود عبارة ﴿أُنِزُل‬ ‫لورود عبارة‬ ‫وذلك لسببين‪ ،‬أولهما‬
‫في القرآن دلت على شريعة المجتمع‪ ،‬بينما ﴿أنزل عليك﴾‬ ‫أينما وردت‬ ‫إِلَْي َك﴾‪ ،‬فهذه العبارة‬
‫فتدل على شريعتي الفرد والأسرة بشقيها حصرا‪.‬‬
‫تََمتَاجابِالََعءَ ََِكموكلامتَِمِمنُهَنَنْمأاۗاملَْثّالقعلُِلِْلةْلِمِمإذِل﴾نان َووكُِلههٍِيَدو–َوَلىمأااياَنَّالذضلِاِكصيُرهتٍرَ–هو ا﴾اقللْهوُعل(بَادهلابٰرتىقةعۗراةل‪﴿َ:‬ولىََئِو‪:0‬لَِن‪2‬نا﴿‪1‬تتاََبَ)وْلرَ‪ْ،‬عنَض(َاٰتتَىلْرعأَلعَْهَضنمَوٰا)ىَءَكالُهَعانذلْميَبََُيهكْعواَوُددلْريَداَلوُاهَلفِذاويُدايلناَعوَبلااَجَصارااةَءَلرناَٰكى﴿َصبَِامْعََحرَنََداّٰٰىتاالْلاتعََِِْلذتحابَِِماَّٰعيت‬

‫‪412‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫ِملاتَ ُه ْم﴾‪ ،‬أي أن الله تعالى أعلم نبيه باستحالة رضى اليهود والنصارى عن الإسلام أو رسول‬
‫الإسلام‪ ،‬وبالتالي فهو علم عن الغيب لا يمكن إدرامه إلا من خلال النبوة‪ .‬وِبا أن النبي ‪‬‬
‫مستحيل عليه إتباع هواهم‪ ،‬إذن فعبارة ﴿َما لَ َك ِم َن اَّاللِ ِمن َوِلٍِي َوَلا نَ ِصيٍر﴾ هي موجهة‬
‫للمسلمين‪ .‬ويلاحظ أن هذه العبارة موجهة إلى مفرد (َما لَ َك)‪ ،‬وِبا أن المفرد لا يمكن إلا‬
‫أن يكون النبي – وهذا مستحيل – فإذن هذا المفرد هوكل قيادة في شاكلة النبي‪ ،‬وبالتالي‬

‫فهي تعّن القيادات الدينية لأمة المسلمين‪ ،‬والتي َيب عليها مخالفة اليهود والنصارى فيكل‬
‫الإسلام والمسلمين‪.‬‬ ‫(أهوائهم) التي تُف ُت في ع ُضد‬
‫ۚتلاعَِوامَملَانىب‪َ:‬الْعظا﴿اُضلَِوُهلَِمئِميْنَبنِتَاأَب﴾تَِْيٍع(اقَِلتْببلَقاةَلارةِبذَ‪:‬يْعَ‪5‬ن ٍ‪4‬أضُ ۚو‪1‬تُ)َواو‪،‬لَئِالْمِنااكِتتَايابَقْاعَبلَتبِفأَُيكْهَِِلواهءَآذيُهَهٍةمالِاِممآاينةتَببَُِْععهوِادو‬ ‫ونظيره ‪ -‬أيضا – قوله‬
‫قَِمْبالَتَ َجَاك ۚءَ ََكوَماِم أََنن الَْتعِْلبِتَِمابٍِعإِناقِْبَلكَتَ إُِهًذْما‬
‫شبيه ِبا قيل في الآية (‪ )120‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬صناعة القانون الذي يناقض شريعة المجتمع‬
‫تعمل شريعة المجتمع على حفظ حرمات النفس والعرض والمال لكل الناس الذين يتشاركون‬

‫العيش في مكان واحد‪ ،‬ولوكانوا مختلفين فكريا وعقديا‪ ،‬ولكنهم ارتضوا بأن تحكمهم شريعة‬
‫هذا المجتمع‪ ،‬ويحكم فيهم بهذا الشرع من يرضونه‪ ،‬كما كان حال أهل المدينة‪ ،‬حين كانت‬

‫شريعتهم هي صحيفة المدينة‪ ،‬وارتضوا أن يحكم بينهم فيها رسول الله‪ ،‬صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪.‬‬
‫ومن العبارات التي ترد وتشير إلى هذه الشريعة مثلا (أزل إليك) و(اختلفوا)‪ ،‬و(احكم‬
‫أببفََِِوااايْهللِهِْححوحاََِتءََِدققخًْةُ)هتَلُِْممَُوفولَ(َوصاَعِكلَِنِدامعقنااً﴾دلِِيَلِِلَجْ(بَام)الُالءََاووُئكَبَكغْْميديَةنرِمِف‪:‬هييَاَن‪.َ8‬دَاميْا‪4‬لِهوح)َمآِ‪ِِ،‬تمقَناَنلأِهُكماُْذمكثللهٍلِفَةِكااتَلامْسآَاجتَيِبِعَةبْلوُقنَراتوَداوحُمافِمَلهنيْيخثَْيُِكمهَراانْملاًذناِبتِايَعشللْإَِرْيلََعشِهى–أةً افَنَاَّوالقِصلِمْلحْنولَمَُهىكهْرامِتاجلجعلبُعَااًهْيلُنكََىوْلمعَُه‪:‬لْويمجَهِمِِ﴿بيََشَاوأعاوَناًءَعأََزلنلْفَناََزَياُىَّالنَللإُِبِِلَآئاُْيلَلّاَهُلجكَلَُكَعملَوَاِِوللبَُكسااَلِْكمتَتمَُكاأتانُبِتاُمَْْم–عةبً‬
‫لتطبيق حكم الله تعالى بين فئات المجتمع‪ ،‬في ما يخص حفظ حرمات النفس والعرض‬

‫‪413‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫والمال‪ .‬وأمره بأن لا يتبع هوى أهل الكتاب – من بطون اليهود التيكانت تغيش في المدينة‪.‬‬
‫وذلك لأن هؤلاء اليهود هم أفضل الأمثلة للذين صنعوا القوانين حسب هواهم‪ ،‬من ذلك‬
‫َسبِي ٌل﴾ (آل عمران‪،)75:‬‬ ‫ِفي الأُِِميِِيَن‬
‫إن نحن‬ ‫أي لا حرج علينا‬ ‫أهل ديننا‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‬ ‫ليسوا من‬ ‫مظثللامناق اوللهآم‪:‬خري﴿نلَْيال َذسينَعلَْيهنَام‬
‫في تغيير‬ ‫– أيضا – دأبهم‬
‫بقَْخعوانِديصنَماَولالشهِرضيتعِععِهاةلايَىلُقأبوالُلسورذةَنكرإِحأْنسهأُلوبتِايلتُالْمكتظاَرهوَذبافمفَنوُاخلإُذيأرواهُحدواَنوإهِلينهوللامنْحبيتُسهْؤتَبْو﴿هَُاوللمفاتََاتَخْتاحابَِذْعُصرأوَماْهي﴾نوا‪:‬ءَ(ُاهلْنم﴿يُحسَ﴾اِِر‪،‬فُءو‪:‬رَنغ‪1‬ما‪4‬لأ)َك‪.‬نلِ اَملولأهِممذْنار‬
‫بالحكم عام لكل الفئات التي كانت تتشاطر المدينة المنورة‪.‬‬
‫أَذُنُنوبِيَهِْفْموتِ ۗنمُوَنوَإِكأانمثَعلَكثِةنيًرابذَلْعِِمكَنِضاقلوناَلمااه ِتأسَنعَلَازََفللاىاِ‪َ:‬سّالُقلُ﴿وإََِلونَأَْيِن﴾َكا(ۖاْلحمفَاُإِكئمدنةبَتَ‪ْ:‬يَنَول‪9‬اُْهوا‪4‬م)فَِِ‪،‬باَاْعهلأََنْمذَزهَألََاّانلاَاَآّاليلُيُةِريَتوَلتُداب اعتََّتاالابِلُلْعآأَيأَةنْه(َيُوا‪9‬ءَِصُيه‪4‬بَْم)ُهَمموانْبِحبََذْعسْرُوهِرْضمة‬
‫المائدة‪ ،‬والتي ورد ذكرها سابقا في المبحث الفائت‪ .‬وإذا كانت الآية السابقة ت تصنيفها‬
‫تحت شريعة الأسرة العرقية‪ ،‬إلا أن هذه الآية – رغم أنها تتبع لها – إلا أنها تصنف تحت‬

‫شريعة المجتمع‪ ،‬وذلك لأن هذه الآية تتعلق بحفظ النفس‪ ،‬وهو من أهم بنود صحيفة المدينة‬
‫التي خاولَ ْت النبي – صلى الله عليه وعى آله وسلم – بالحكم بين ساكّن المدينة‪ ،‬ومن بيهم‬
‫أهل الكتاب هؤلاء‪ .‬وعليه‪ ،‬فعبارة ﴿َوَلا تَتابِ ْع أَْهَواءَُه ْم﴾ تدل على أن بّن النضير فد صنعوا‬
‫القانون الخاص بهم في حفظ حرمة النفس بالنسبة لهم‪ ،‬ويريدون أن يكون هذا القانون مطبقا‬
‫– ليس على بّن قريظة وحسب – بل علىكل الناس‪ ،‬وهو ما ْحلهم على ترك خكم التبي‬

‫والإنصراف غنه‪.‬‬
‫اَْعلأَنْر َِسوضبِميفَِنلا أاْحَمّالثلُِكلةملَهُبَْممْايَنَع َاجذلااناءاٌبِفسيَشبِاذِدلليْحٌَدِِكقِِبََاوَل–انَأيتَُستابوِاضِاعيَْاولَْم–هََواقلْٰىوحِلهَفَسياُتعِِضابلالى﴾َ‪:‬ك( َع﴿يَنصا‪َ :‬دَس‪6‬ابُِيو‪2‬وِ)لُد‪،‬اَإِاّنلالاِله ۚو إَِجىاَعنْلهنَانالااَِذكيهَنوَخلِيَيَفصِضنةًُلّاوِعفَينة‬
‫القانون الذي لا يتفق مع شريعة المجتمع‪ ،‬وذلك لأن داوود هو مؤسس ملكة بّن إسرائيل‪،‬‬

‫وأول من حكم بهذه الشريعة بينهم‪.‬‬

‫‪414‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫الخاتمة‬

‫تشتمل الخاتمة على أهم النتائج وما ترتب عليها من توصيات‪ ،‬وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫أولاً‪ :‬النتائج‬
‫‪ .1‬العلم في القرآن الكريم هو ما (علمه) الله تعالى لآدم – عليه السلام – وحدده بكلمة‬
‫الأَسْمَاءَ ُكلاَها﴾ (البقرة‪.)31:‬‬ ‫قوله تعالى‪َ﴿ :‬وَعلاَم آَدَم‬ ‫في‬ ‫(الأسماء)‪،‬‬
‫بعض‬ ‫ذُكِر‬ ‫والتي‬ ‫ما سماه ب(الأسماء) الحسنى‬ ‫الله تعالى في القرآن في‬ ‫بثاه‬ ‫هذا العلم‬ ‫‪.2‬‬
‫منها في أول آية بالسورة الأولى – التي سماها (أم الكتاب) ‪ -‬وهذه الأسماء هي (الله)‬
‫و(الرْحن) و(الرحيم)‪.‬‬

‫‪ .3‬هذه الأسماء – التي وردت في أول سور القرآن – وردت أيضا في آخر سورة بالقرآن‬
‫‪ -‬وهي (الرب) و(الملك) و‪0‬الإله)‪ ،‬وِبقارنة هذه الأسماء‪ ،‬وجد أن مجموعة الأسماء‬
‫الأولى تعبر عن العلم (النازل)‪ ،‬بينما مجموعة الأسماء الثانية فكونت العلم الذي يصعد‬

‫به الإنسان أثناء تطبيقه لشرائع الإسلام‪.‬‬
‫‪ .4‬الأسماء السابقة بينت على أن أنواع التوحيد ثلاثة‪ :‬توحيد الإلوهية‪ ،‬وتوحيد الملك‪،‬‬

‫وتوحيد الربوبية؛ وبالتالي فإن هذه الأنواع الثلاثة هي مكمن العلم الإلهي‪.‬‬
‫‪ .5‬فتوحيد الربوبية – والذي د ال عليه إسميه تعالى (الرحيم) و(الرب) – فهو مكمن العلم‬
‫المادي (علم الظاهر) الذي قام عليه الكون بإنسانه وحيوانه ونباته وحجره ونجومه‬

‫ومجراته وغيرها؛ وهو علم متاح الحصول عليه لكل الناس‪ ،‬بغض النظر عن مسلمهم‬
‫وكافرهم‪.‬‬
‫‪ .6‬توحيد الملك – والذي د ال عليه إسميه تعالى (الرْحن) و(الملك) – فهو مكمن العلم‬

‫الذي تأتي به الرسل (العلم الروحي) لكي يساعد الإنسان في تكوين حياته حسب‬
‫شرع الله‪ ،‬وهو على نوعين‪ ،‬نوع يتوجه لتقويم الحياة المادية‪ ،‬وآخر يتوجه لتقويم الحياة‬

‫العقلية‪.‬‬

‫‪415‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫‪ .7‬توحيد الإلوهية – والذي د ال عليه إسميه تعالى (الله) و(الإله) – هو العلم الغيبي الذي‬
‫يكمن في الزمان بأواعه الثلاثة‪ :‬ماضيه وحاضره ومستقبله؛ وأهم ما يخص الإنسان‬

‫من هذا العلم هو ما يتعلق ِبصيره في الآخرة (الجزاء)‪.‬‬
‫‪ .8‬ورد في القرآن الكريم ذكر (الكتاب) و(الحكم) و(النبوة) ةهي تمثل الأوعية التي تحوي‬
‫أنواع العلم الثلاثة؛ فأما (الكتاب) فمتضمن للعلم المادي‪ ،‬وأما (الحكم) فمتضمن‬

‫للعلم الروحي‪ ،‬وأما (النبوة) فمتضمنة للعلم الغيبي‪.‬‬
‫‪ .9‬تبين أن لكل نوع من أنواع التوحيد (شريعة) تلازمه – ولا تنفك عنه – وبالتالي‬
‫فهناك ثلاثة شرائع هي‪ :‬شريعة الفرد‪ ،‬وشريعتي الأسرة والمجتمع‪ ،‬وأخيرا شريعة النوافل‪.‬‬
‫‪ .10‬تبين أن لكل شربعة نوع معين من (الجزاء) يلازمها‪ ،‬سواء كان هذا الجواء سيئا أو‬

‫حسنا‪ ،‬في الدنيا أو في الآخرة‪.‬‬
‫‪ .11‬تبين أن النص القرآّن – كعلم – ينبّن غلى ثلاثية التوحيد والشريعة والجزاء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة إجراء مزيد من البحوث للتحقق من أن الشريعة ثلاثة شرائع‪.‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع‪:‬‬
‫ابن ماجه أبو عبد الله‪ ،‬محمد بن يزيد القزويّن‪ ،‬وماجه اسم أبيه يزيد‪ .‬سنن ابن ماجه‪( ،‬دار‬

‫إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البابي الحلبي‪.)،‬‬
‫البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي‪ ،‬الجامع المسند الصحيح المختصر‬
‫من أمور رسول الله ‪ ‬وسننه وأيامه المشهور بـ صحيح البخاري‪( ،‬دار طوق النجاة ‪-‬‬

‫مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،-‬ط‪1422 ،1‬ه)‪.‬‬
‫بن نبي‪ ،‬مالك بن نبي‪ ،‬دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين‪( ،‬سوريا‪،‬‬

‫دمشق‪ ،‬دار الفكر‪2009 ،‬م)‪.‬‬

‫‪416‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫الدارمي‪ ،‬أبو محمد عبد الله بن عبد الرْحن بن الفضل بن بَهرام‪ ،‬مسند الدارمي المعروف بـ‬
‫سنن الدارمي‪( ،‬المملكة العربية السعودية‪ :‬دار المغّن للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الأولى‪،‬‬

‫‪1412‬ه‪2000/‬م)‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري‪ ،‬المسند الصحيح المختصر بنقل‬
‫العدل عن العدل إلى رسول الله ‪ ‬بـ صحيح مسلم‪( ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التاث‬

‫العربي‪ ،‬الطبعة الأولى‪1422 ،‬ه)‪.‬‬
‫رسالة ماجستير للباحث‪ ،‬الدعوة إلى التوحيد في القرآن الكريم‪ ،‬جامعة القرآن الكريم‪،‬‬

‫السودان‪ ،‬عير منشورة‪.‬‬
‫الفخر الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬دار الفكر للطباعة النشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪1401‬ه ‪1981/‬م‪ ،‬ج (‪.)12‬‬
‫ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪ ،‬ج (‪.)4‬‬

‫َاوالْلناأاَبْ َِواس ِء‪،،‬‬ ‫‪ 1‬أخرجه أبو داود فيكتاب الأدب ‪ -‬باب في التفاخر بالأحساب ح‪.5116‬‬
‫‪،‬بَْيََونأَ اعُلْوجُذُ ْحبَِفَرِةِِ‪،‬ب‬ ‫اَّالِل ‪‬‬ ‫أَينََاتَ َعأَاوِسذُيرُبِأََمُعَعوُذَر بُِسَروِِِلب‬ ‫إَِ‪2‬وْيذَُقروَغوُِلىش‪:‬يَأتْبنَ«وايَادِرايعُوٌحْقدبَةُ(‪َ3!،‬وتَ‪6‬ظَُعلْاو‪َ4‬مْذة‪ٌ1‬بِ)هََِشمَعاِدْنيفََدَمعُةٌاْقبَتَ‪،‬ةََعفبَاْوَذِنَجعَُمَعتََالَعِمَِِوٍررذٌ‪ُ،‬سِِقبوَِثاُْللَِلِها‪ََّ:‬مالاِل"بَ»يْ‪.‬نَا‪‬‬
‫الْ َفلَ ِق‬

‫‪ 3‬أخرجه الإمام أْحد في مسنده‪ ،‬عن أبي هريرة‪. ،‬‬

‫‪ 4‬أخرجه الإمام البخاري في صحيحه‪( ،‬حديث قدسي)‪.‬‬
‫‪ 5‬أخرجه الإمام البخاري في صحيحه‪( ،‬حديث قدسي)‪.‬‬

‫‪ 6‬أخرجه ابن ماجة في مسنده‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬رضي الله عنهما‪.‬‬

‫‪417‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬
‫‪ 7‬أخرجه الإمام البخاري في صحيحه‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪. ،‬‬

‫‪ 8‬أخرجه الإمام البخاري في صحيحه‪ ،‬عن أبي هريرة‪. ،‬‬
‫‪ 9‬أخرجه الإمام أْحد في مسنده‪ ،‬مسند الكوفيين‪ ،‬عن الحصين بن محصن عن عمة له‪.‬‬
‫‪ 10‬رسالة ماجستير للباحث‪ ،‬الدعوة إلى التوحيد في القرآن الكريم‪ ،‬جامعة القرآن الكيم‪ ،‬السودان‪ ،‬عير‬

‫منشورة‪.‬‬
‫‪ 11‬هو عمرو بن لحي‪ ،‬واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي‪ ،‬وهو أبو خزاعة‪ .‬وهو الذي‬
‫قاتل جرهم حَّت أخرجهم من حرم مكة واستولى عليها وأجلاهم عنها‪ ،‬ثم تولى حجابة البيت بعدهم‪ .‬انظر‬

‫ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪1984 ،‬م‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ص (‪.)652‬‬
‫‪ 12‬الكلبي‪،‬كتاب الأصنام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص(‪.)8‬‬
‫‪ 13‬رسالة ماجستير للباحث‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ 14‬انظر‪ :‬الفخر الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر للطباعة النشر‪ ،‬ط‪1401 ،1‬ه ‪1981/‬م)‪،‬‬
‫ج (‪ ،)12‬ص (‪.)16‬‬

‫‪ 15‬انظر تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)16‬‬
‫‪ 16‬أخرجه البخاري‪ ،‬في صحيحه فيكتاب الشروط‪ ،‬عن الْ ِم ْسَوِر بْ ِن مَخَْرَمةَ َوَمْرَوا َن‪ ،‬رضي الله عنهما‪.‬‬

‫‪ 17‬أخرجه البخاري‪ ،‬في صحيحه فيكتاب الحدود‪ ،‬عن عائشة بنت أبي بكر‪ ،‬رضي الله عنها‪.‬‬

‫‪418‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫صحيح مسلم‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫مسند أبي داود الطيالسي‪ ،‬طبعة دار هجر‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد التركي‪.‬‬
‫مسند أحمد‪ ،‬طبعة مؤسسة الرسالة‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب الأرنؤوط‪.‬‬
‫المنهاج شرح مسلم للنووي‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث‪.‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬طبعة دار طوق النجاة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد زهير الناصر‪.‬‬

‫فتح الباري لابن حجر‪ ،‬طبعة دار المعرفة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محيي الدين الخطيب‪.‬‬
‫عمدة القاري لبدر الدين العيني‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫جامع الترمذي‪ ،‬طبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر وإبراهيم عطوة‪.‬‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬طبعة المكتبة العصرية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪.‬‬
‫الديباج على صحيح مسلم للسيوطي‪ ،‬طبعة دار ابن عفان‪ ،‬تحقيق‪ :‬الجويني‪.‬‬
‫سنن ابن ماجه‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫المراسيل لأبي داود‪ ،‬طبعة مؤسسة الرسالة‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب الأرنؤوط‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫المعجم الكبير للطبراني‪ ،‬طبعة مكتبة ابن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي السلفي‪.‬‬
‫صحيح الجامع الصغير وزياداته للألباني‪ ،‬طبعة المكتب الإسلامي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ناصر الدين‬

‫الألباني‪.‬‬
‫صحيح ابن خزيمة‪ ،‬طبعة مكتبة الأعظمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مصطفى الأعظمي‪.‬‬
‫الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان‪ ،‬طبعة مؤسسة الرسالة‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب الأرنؤوط‪.‬‬
‫ابن الأثير‪ ،‬المبارك بن حمد الجزري‪ ،‬النهاية في غريب الحديث‪ ،‬تحقيق‪ :‬طاهر أحمد الزواوي‬
‫وزميله الطناحي‪( ،‬مكة المكرمة‪ :‬المكتبة الإسلامية لصاحبها الحاج رياض الشيخ‪،‬‬

‫ط‪ ،1‬عام ‪1٣٨٢‬هـ)‪.‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أحمد بن عبد السلام بن عبد الحليم بن عبد السلام‪ ،‬الحسبة‪( ،‬المكتبة‬

‫الشاملة‪ ،‬بدون أي معلومات عن النشر)‪.‬‬
‫ابن جرير‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبري‪ ،‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪( ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪14٢0‬هـ‪٢000/‬م)‪.‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد العسقلاني‪ ،‬فتح الباري شرح‬

‫‪420‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب‪،‬‬
‫ترقيم‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد الحنفي‪ ،‬الرسائل‪( ،‬لاهور‪ :‬سهيل‬
‫إكيدمي‪1976 ،‬م)‪.‬‬

‫ابن عاشور‪ ،‬محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي‪ ،‬مقاصد الشريعة الإسلامية‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬الدكتور محمد الطاهر الميساوي‪( ،‬ماليزيا‪ :‬البصائر للإنتاج العلمي‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪199٨‬م)‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ ،‬عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد‪ ،‬المغني‪( ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬

‫بيروت‪19٨٣ ،‬م)‪.‬‬
‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر أيوب بن سعد شمس الدين أبو عبد الله الزرعي‪ ،‬إعلام‬

‫الموِقّعين عن رب العالمين‪( ،‬مصر‪ :‬مكتبة السعادة‪ ،‬ط‪1٣74 ،1‬ه)‪.‬‬
‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر أيوب بن سعد شمس الدين أبو عبد الله الزرعي‪ ،‬الطرق‬
‫الحكمية في لسياسة الشرعية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد جميل غازي‪( ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة‬

‫المدني‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪421‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫ابن نجيم‪ ،‬زين بن نجم بن إبراهيم بن محمد المصري‪ ،‬الأشباه والنظائر مع نزهة النواظر على‬
‫الأشباه والنظائر لابن عابدين‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫أبو داود‪ ،‬سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي‪ ،‬السنن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عزت عبيد‬
‫الدعاس وزميله‪( ،‬حمص‪ :‬دار الحديث‪ ،‬ط‪1976 ،1‬م)‪.‬‬

‫أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني‪ ،‬المسند‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت)‪.‬‬

‫البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد‬
‫القادر عطا‪( ،‬مكة المكرمة‪ :‬مكتبة دار الباز‪ ،‬د‪.‬ط‪1994 ،‬م)‪.‬‬

‫الترمذي‪ ،‬أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة‪ ،‬السنن‪ ،‬تحقيق‪ :‬الشيخ أحمد شاكر وآخرين‪،‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫الحاكم‪ ،‬محمد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪( ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ ،‬الفقه الإسلامي وأدلته‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1996 ،٣‬م)‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ ،‬نظرية الضرورة الشرعية‪( ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪،٢‬‬

‫‪422‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫‪1٣99‬ه‪1979/‬م)‪.‬‬

‫الزرقاني‪ ،‬محمد بن عبد الباقي بن يوسف‪ ،‬شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك‪( ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ه)‪.‬‬

‫سعيد بن منصور‪ ،‬ابن شعبة أبو عثمان الخراساني الجوزجاني‪ ،‬السنن‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن‬
‫الأعظمي‪( ،‬مومبائي بالهند‪ :‬الدار السلفية‪ ،‬ط‪140٣ ،1‬هـ‪19٨٢/‬م)‪.‬‬

‫الشاطبي‪ ،‬إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي‪ ،‬الموافقات‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1999‬م)‪.‬‬

‫الشافعي‪ ،‬محمد بن إدريس‪ ،‬الأم‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪199٣ ،٢‬م)‪.‬‬

‫شلبي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬تعليل الأحكام‪( ،‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،٢‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫العثماني‪ ،‬سعد الدين‪" ،‬تصرفات الرسول ‪ ‬بالإمامة"‪ ،‬مقال منشور في مجلة إسلامية‬
‫المعرفة‪ ،‬العدد‪ ،٢4‬ص‪.1٣‬‬

‫توني موردن‪ ،‬أساسيات علم الإدارة‪ ،‬ترجمة خالد العامري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفاروق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.٢00٨ ،‬‬

‫طاهر محسن الغالبي‪ ،‬صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات‬

‫‪423‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫الأعمال والمجتمع‪ ،‬ط‪ ،٢‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪.٢00٨ ،‬‬
‫عبد الرحمن بن صالح عبدالله‪ ،‬الموضوعية في العلوم التربوية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنارة‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪،‬‬

‫‪.1407‬‬
‫مجيد الكرخي‪ ،‬مؤشرات الأداء الرئيسية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪،‬‬

‫‪.٢015‬‬
‫محمد علي الصابوني‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫نعمت عباس خضير الخفاجي ونجدت ياور محمود‪ ،‬تحليل علاقة الأخلاق وموارد المعرفة‬
‫والقوة‪ :‬دراسة استطلاعية‪ ،‬طاهر محسن منصور الغالبي ونعمت عباس الخفاجي‬
‫(محرر)‪ ،‬قراءات في الفكر الإداري المعاصر‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪،‬‬

‫‪.٢00٨‬‬
‫المجلات والدوريات‪:‬‬
‫أميرة خضير كاظم‪" ،‬الثقة التنظيمية ودورها في تعزيز الولاء التنظيمي‪ :‬دراسة تطبيقية لعدد‬
‫من العاملين في فروع مصرف الرافدين في محافظة النجف الأشرف"‪ ،‬مجلة الغري‬
‫للعلوم الاقتصادية والإدارية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد الحادي والثلاثون‪،٢014 ،‬‬

‫‪424‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫ص‪.٢49-٢٢7‬‬

‫انتصار زين العابدين شهباز‪" ،‬أخلاقيات الوظيفة العامة في الإسلام"‪ ،‬مجلة كلية الآداب‪،‬‬
‫العدد ‪ ،101‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪ ،٢01٢ ،‬ص‪.667 ،6٣٨‬‬

‫سعيد بن ناصر الغامدي‪" ،‬أخلاقيات العمل‪ :‬ضرورة تنموية ومصلحة شرعية"‪ ،‬سلسلة‬
‫دعوة الحق‪ ،‬رابطة العالم الإسلامي‪ ،‬العدد ‪ ،٢4٢‬مكة المكرمة‪ ،‬السعودية‪،‬‬

‫‪.٢010‬‬

‫صبيحة قاسم هاشم وعلي رزاق جياد العابدي‪" ،‬أثر الثقة التنظيمية في الأداء الاستراتيجي‬
‫باستخدام نموذج بطاقة العلامات المتوازنة‪ :‬دراسة تطبيقية في الشركة العامة‬
‫للإسمنت الجنوبية في الكوفة"‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم الادارية والاقتصادية‪،‬‬

‫المجلد‪ ،1٢‬العدد‪ ،٢010 ،1‬ص‪.61-41‬‬

‫‪Gary Dessler, et Akram Al Ariss, Human Resource Management,‬‬
‫‪Arab world Edition, Person Education, 2012.‬‬

‫‪Joanna Paliszkiewicz, Orientation on Trust and Organizational‬‬
‫‪Performance, International Conference 2012 available at:‬‬
‫‪http://issbs.si/press/ISBN/978-961-6813-10-‬‬
‫يوم‪5/papers/ML12_059.pdf 2017/12/13 :‬‬

‫‪Erlan Bakiev, The Influence of Interpersonal Trust and‬‬

‫‪425‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫‪Organizational Commitment on Perceived Organizational‬‬
‫‪Performance, Journal of Applied Economics and Business‬‬
‫‪Research JAEBR, 3(3): 166-180 (2013), available at:‬‬
‫‪http://www.aebrjournal.org/uploads/6/6/2/2/6622240/4._e‬‬
‫يوم‪rlan.pdf 2017/12/13 :‬‬

‫خيام محمد الزعبي‪ ،‬أخلاقيات العمل ودورها في الارتقاء بالأداء الوظيفي‪ ،‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪http://syria-‬‬

‫‪ news.com/dayin/mosah/printpage.php?id=9968‬يوم‪:‬‬
‫‪.٢017/1٢/1٣‬‬

‫نادية راشد بوهناد‪ ،‬المهنية‪ ،‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.albayan.ae/opinions/1998-05-31-‬‬

‫‪ 1.1022512‬بتاريخ‪)٢017/1٢/19 :‬‬
‫القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬كيف نتعامل مع السنة‪( ،‬أمريكا‪ :‬المعهد العالمي للفكر الإسلامي‪،‬‬

‫ط‪1991 ،٣‬م)‪.‬‬
‫مالك بن أنس الأصبحي المدني‪ ،‬الموطأ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فواد عبد الباقي‪( ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء‬

‫التراث العربي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪426‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫مسلم‪ ،‬ابن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري‪ ،‬الصحيح‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬د‪.‬ط‪1954 ،‬م)‪.‬‬

‫المناوي‪ ،‬عبد الرؤوف‪ ،‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪،٢‬‬
‫‪1٣91‬ه)‪.‬‬

‫النسائي‪ ،‬أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن‪ ،‬السنن المجتبى‪ ،‬ترقيم‪ :‬الشيخ عبد الفتاح أبو‬
‫غدة‪( ،‬حلب‪ :‬مكتب المطبوعات الإسلامية‪ ،‬ط‪19٨6 ،٢‬م)‪.‬‬

‫النووي‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫أزهر‪ ،‬هشام بن سعيد‪ ،‬مقاصد الشريعة وعلاقتها بالقيم الأخلاقية‪ ،‬كرسي الأمير نايف‬
‫بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية‪ ،‬جدة‪ :‬مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبد العزيز‪،‬‬

‫ط‪14٣٨ ،1‬هـ‪٢017/‬م‪.‬‬
‫بزا‪ ،‬عبد النور‪ ،‬بحث "التداول على السلطة والفصل التكاملي بين السلطات"‪ ،‬من ضمن‬
‫بحوث ندوة "تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي"‪ ،‬تحرير‪ :‬محمد سليم العوا‪،‬‬
‫مركز دراسات مقاصد الشريعة‪ ،‬مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪14٣5‬هـ‪٢014/‬م‪.‬‬

‫‪427‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫بوزيان‪ ،‬عليان‪ ،‬بحث "مقاصد الأحكام السلطانية في الشريعة الإسلامية دراسة دستورية‬
‫مقاصدية مقارنة"‪ ،‬موقع مجلة المسلم المعاصر على شبكة الإنترنت‪ ،‬العدد‬

‫(‪.)1٣9‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن‬

‫قاسم‪ ،‬بمساعدة ابنه محمد‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫الجويني‪ ،‬عبد الملك بن عبد الله‪ ،‬الغياثي غياث الأمم في التياث الظلم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العظيم‬

‫الديب‪ ،‬ط‪1401 ،٢‬هـ‪.‬‬
‫الحسن‪ ،‬خليفة بابكر‪ ،‬فلسفة مقاصد التشريع في الفقه الإسلامي‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪14٢1‬هـ‪٢000/‬م‪.‬‬
‫ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد‪ ،‬المقدمة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار القلم‪ ،‬ط‪19٨4 ،1‬م‪.‬‬
‫الدميجي‪ ،‬عبد الله بن عمر بن سليمان‪ ،‬الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة‪ ،‬دار‬

‫طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪140٨ ،1‬ه‪.‬‬
‫ابن ربيعة‪ ،‬عبد العزيز بن عبد الرحمن‪ ،‬علم مقاصد الشارع‪ ،‬ط‪14٢٣ ،1‬هـ‪٢00٢/‬م‪.‬‬
‫الريسوني‪ ،‬أحمد‪ ،‬مقاصد المقاصد‪ :‬الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة‪ ،‬الشبكة‬

‫‪428‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫العربية للأبحاث والنشر‪ ،‬مركز المقاصد للدراسات والبحوث‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪٢01٣‬م‪.‬‬

‫الريسوني‪ ،‬أحمد‪ ،‬بحث "تولي المناصب المختلطة بالحرام غي ضوء النظر المقاصدي"‪ ،‬من‬
‫ضمن بحوث ندوة "تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي"‪ ،‬تحرير‪ :‬محمد سليم‬
‫العوا‪ ،‬مركز دراسات مقاصد الشريعة‪ ،‬مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪14٣5‬هـ‪٢014/‬م‪.‬‬
‫السايس‪ ،‬محمد علي‪ ،‬تاريخ الفقه الإسلامي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ‪/‬‬

‫‪1990‬م‪.‬‬
‫ابن السبكي‪ ،‬علي بن عبد الكافي‪ ،‬وولده عبد الوهاب‪ ،‬الإبهاج في شرح المنهاج‪ ،‬دار‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1404 ،1‬هـ‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬الأشباه والنظائر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الشاطبي‪ ،‬إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي‪ ،‬الموافقات‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الله دراز‪،‬‬

‫دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ابن عاشور‪ ،‬محمد الطاهر‪ ،‬مقاصد الشريعة الإسلامية‪ ،‬تحقيق ودراسة الشيخ محمد الحبيب‬

‫‪429‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫بن الخوجة‪ ،‬طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية‪ ،‬دولة قطر‪ ،‬على نفقة حضرة‬
‫صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪14٢5‬هـ‪٢004/‬م‪.‬‬
‫ابن عبد السلام‪ ،‬عز الدين عبد العزيز‪ ،‬الفوائد في اختصار القواعد أو القواعد الصغرى‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬إياد خالد الطباع‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪14٢0‬هـ‪1999 /‬م‪.‬‬
‫ابن عبد السلام‪ ،‬عز الدين عبد العزيز‪ ،‬قواعد الأحكام في إصلاح الأنام‪ ،‬تحقيق‪ :‬نزيه‬
‫كمال حماد‪ ،‬عثمان جمعة ضميرية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪14٢1 ،1‬هـ‪٢000/‬م‪.‬‬
‫القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها‪ ،‬مؤسسة‬

‫الرسالة ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪14٢1 ،1‬هـ‪٢000/‬م‪.‬‬
‫كافي‪ ،‬أحمد‪ ،‬الحاجة الشرعية‪ :‬حدودها وقواعدها‪ ،‬منشورات محمد علي بيضون‪ ،‬دار‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪14٢4 ،1‬هـ‪ ٢004/‬م‪.‬‬
‫الكيلاني‪ ،‬عبد الرحمن إبراهيم‪ ،‬قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي‪ :‬عرض ودراسة‪ ،‬المعهد‬

‫العالمي للفكر الإسلامي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪14٢1 ،1‬هـ‪٢000/‬م‪.‬‬

‫‪430‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫الماوردي‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬الأحكام السلطانية والولايات الدينية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1405 ،1‬هـ‪ 19٨5/‬م‪.‬‬

‫ملحم‪ ،‬محمد همام عبد الرحيم‪ ،‬تأصيل فقه الأولويات وتطبيقاته في مجال حفظ الدين في‬
‫السياسة الشرعية‪ ،‬مركز البيان للبحوث والدراسات‪ ،‬الرياض‪14٣6 ،‬ه‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.‬‬

‫اليوبي‪ ،‬محمد سعد بن أحمد مسعود‪ ،‬مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية‪،‬‬
‫دار الهجرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪141٨ ،1‬هـ‪199٨/‬م‪.‬‬

‫إبراهيم مصطفى‪ ،‬وغيره‪ .‬المعجم الوسيط‪ .‬مصر‪ :‬دار الدعوة‪ .‬د‪ .‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ابن بدران‪ ،‬عبد القادر بن بدران الدمشقي‪ .‬المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل‪.‬‬

‫بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ .‬ط‪1401( .٢‬ه)‬
‫ابن بيه‪ ،‬عبد الله الشيخ المحفوظ ابن بيه‪ .‬سبل الاستفادة من النوازل"الفتاوى" والعمل‬
‫الفقهي في التطبيقات المعاصرة‪ ،‬مجلة مجمع الفقه الإسلامي‪ .‬مكة الكرمة‪ :‬مجمع‬

‫الفقه الإسلامي‪ .‬د‪ .‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود الكناني العسقلاني‪ .‬فتح‬

‫‪431‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫الباري شرح صحيح البخاري‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين‬
‫الخطيب‪ .‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ .‬د‪ .‬ط‪1٣79( .‬ه)‪.‬‬

‫ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم ابن عابدين‪.‬‬
‫مجموعة رسائل ابن عابدين‪ .‬بيروت‪ :‬عالم الكتب‪ .‬د‪ .‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب‪ .‬معجم مقاييس اللغة‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد السلام محمد هارون‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ .‬ط‪1979( .1‬م)‪.‬‬

‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله‪ .‬إعلام الموقعين عن رب‬
‫العالمين‪ .‬تحقيق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ .‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪ .‬د‪ .‬ط‪197٣( .‬م)‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي‪ .‬لسان العرب‪ .‬بيروت‪ :‬دار صادر‪ .‬ط‪.1‬‬

‫(د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ابن نجيم‪ ،‬زين العابدين بن إبراهيم‪ .‬الأشباه والنظائر‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬د‪ .‬ط‪.‬‬

‫(‪1400‬ه‪19٨0/‬م)‪.‬‬
‫أبو داود‪ ،‬سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني‪ .‬المراسيل‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب‬

‫الأرناؤوط‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ .‬ط‪140٨( .1‬ه)‪.‬‬

‫‪432‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫أبو شامة‪ ،‬عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي‪ .‬مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر‬
‫الأول‪ .‬تحقيق‪ :‬صلاح الدين مقبول أحمد‪( .‬الكويت‪ :‬مكتبة الصحوة الإسلامية‪.‬‬

‫د‪ .‬ط‪140٣( .‬ه)‪.‬‬
‫الأشقر‪ ،‬أسامة عمر سليمان‪ .‬مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطلاق‪ .‬الأردن‪ :‬دار‬

‫النفائس والتوزيع‪ .‬د‪.‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫الألباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ .‬سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة‬

‫المعارف‪ .‬د‪ .‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري‪ .‬الجامع المسند‬
‫الصحيح‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى ديب البغا‪ .‬بيروت‪ :‬دار ابن كثير واليمامة‪ .‬ط‪.٣‬‬

‫(‪1407‬ه‪19٨7/‬م)‪.‬‬
‫البغوي‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي‪ .‬معالم التْنزيل‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الله النمر‬
‫وعثمان جمعة ضميرية وسليمان ومسلم الحرش‪ .‬المدينة المنورة‪ :‬دارطيبة للنشر‬

‫والتوزيع‪ .‬ط‪1417( .4‬ه‪1997/‬م)‪.‬‬
‫التفتازاني‪ ،‬سعد الدين مسعود بن عمر بن برهان‪ .‬شرح التلويح على التوضيح لمتن التلقيح‬

‫‪433‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫في أصول الفقه‪ .‬تحقيق‪ :‬زكريا عميرات‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ط‪( .1‬د‪.‬‬
‫ت)‪.‬‬

‫الخطيب البغدادي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت‪ .‬الفقيه والمتفقه‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل‬
‫العزازي‪ .،‬الدمام‪ :‬دار ابن الجوزي‪ .‬د‪ .‬ط‪14٢1( .‬ه)‪.‬‬

‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ .‬سبل الاستفادة من النوازل"الفتاوى" والعمل الفقهي في التطبيقات‬
‫المعاصرة‪ ،‬مجلة مجمع الفقه الإسلامي‪ .‬مكة الكرمة‪ :‬مجمع الفقه الإسلامي‪ .‬د‪.‬‬

‫ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ .‬أصول الفقه الإسلامي‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ .‬ط‪.17‬‬

‫(‪14٣0‬ه‪٢009/‬م)‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ .‬الفقه الإسلامي وأدلته‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ .‬ط‪14٢5( .4‬ه)‪.‬‬
‫الزركشي‪ ،‬بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر‪ .‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ .‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد محمد تامر‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ط‪14٢1( .1‬ه‪٢000/‬م)‪.‬‬
‫السرخسي‪ ،‬أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل‪ .‬المبسوط‪ .‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ .‬د‪ .‬ط‪.‬‬

‫(‪1406‬ه)‪.‬‬

‫‪434‬‬

‫المراجع والمصادر‬

‫السيوطي‪ ،‬جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر الشافعي‪ .‬الأشباه والنظائر‪.‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬د‪ .‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫الشاطبي‪ ،‬إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي‪ .‬الموافقات في أصول الفقه‪ .‬تحقيق‪:‬‬
‫أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ .‬مصر‪ :‬دار ابن عفان‪ .‬ط‪.1‬‬

‫(‪1417‬ه‪1997/‬م)‪.‬‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن إدريس‪ .‬الأم‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ .‬ط‪( .٢‬‬

‫‪140٣‬ه‪19٨٣/‬م)‪.‬‬
‫الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي بن محمد‪ .‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول‪.‬‬

‫تحقيق‪ :‬أحمد عزو عناية‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪ .‬ط‪1419( .1‬ه)‪.‬‬
‫الشيرازي‪ ،‬إبراهيم بن علي بن يوسف‪ .‬المهذب في فقه الإمام الشافعي‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬

‫الفكر‪ .‬د‪ .‬ط‪( .‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫الطبراني‪ ،‬أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب‪ .‬المعجم الكبير‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي بن عبد‬

‫المجيد السلفي‪ .‬الموصل‪ :‬مكتبة العلوم والحكم‪ .‬ط‪1404( .٢‬ه‪19٨٣/‬م)‪.‬‬
‫الطنطاوي‪ ،‬محمد سيد‪ .‬الاجتهاد في الأحكام الشرعية‪ .‬مصر‪ :‬نهضة مصر للطباعة والنشر‬

‫‪435‬‬


Click to View FlipBook Version