The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by qolbi1979, 2018-12-20 02:05:29

نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية

نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية

‫الفصل الخامس عشر‬

‫ورسالة "رد التقليد واتباع السنة على وجه التأكيد في ضوء أقوال الأئمة‬
‫الأربعة" وهذه الرسالة مأخوذة من مقدمة كتاب "صفة صلاة النبي ‪ "‬ذكر فيها المؤلّف‬
‫أن التم ّسك بالسنّة لا تخالف منهج الأئمة بل هو اتباع لهم‪ ،‬لأن التقيّد بمذهب معّين غير‬
‫مطلوب وممدوح‪ ،‬تبين هذه الرسالة تحليلا دقيقا‪ ،‬وصورة صادقة عن اتباع السنّة وترك‬
‫التقليد‪ ،‬ودراسة عميقة عبر التاريخ في الموضوع‪ ،‬ولأهميتها البالغة قام بترجمتها الشيخ‬
‫محفوظ الرحمن فيضي‪ ،‬وق ّدم لها الدكتور مقتدى حسن الأزهري‪ ،‬وصدرت لها عدة طبعات‬
‫من باكستان والهند‪ ،‬وقامت بطباعتها إدارة البحوث الإسلامية والدعوة والإفتاء ببنارس‪-‬‬
‫الهند‪ ،‬والمكتبة الناصرية بفيصل آباد‪ -‬باكستان‪ ،‬ونالت هذه الرسالة قبولا عاما لدى عامة‬

‫الناس‪ ،‬وتركت آثارا مفيدة لطالب الحق‪.‬‬
‫الناس شهداء الله على الأرض‪ ،‬فثناء الجهابذة من أهل العلم والفضل خير دليل‬
‫علی خدمات هذا الرجل الف ّذ فی مجال الدعوة والدين العظيمة‪ ،‬وأن الله تبارك وتعالى‬
‫کتب لها قبولا حسنا لدی الناس بل وصار الخطباء والوّعاظ اليوم إذا ذکروا حديثا لا‬
‫يفوتهم أن يذکروا عليه حکم الشيخ الألباني –رحمه الله‪ .-‬وقد م ّن الله على الشيخ الألباني‬
‫بأن جهده وقع عند کثير من الناس موقعا حسنا ودعوته إلى الکتاب والسنّة‪ ،‬وأصبحت‬
‫الدعوة إلى منهج السلف وطريقتهم حديث کل ناد ومجلس‪ ،‬وتلامذته من باكستان ق ّدموا‬
‫خدمات جليلة الشأن في حقل الدعوة والدين‪ ،‬وفي مجال تدريس العلوم الشرعية فی‬
‫المدارس الدينية والجامعات الرسمية‪ ،‬ويذکرون شيخهم بکل أساليب المدح والثناء‪،‬‬
‫ويفتخرون أنهم تلامذة العلامة الألباني –رحمه الله‪ -‬نفعه جار فی صورة تلامذته‪ ،‬وهو‬

‫شريك في حسناتهم مصداقا لقول الرسول ‪« :‬إن الدال على الخيرکفاعله»‪.39‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أثره في أمن المجتمع الباكستاني‬

‫إن رسالة الإسلام تح ّث على تعاون الناس على البرّ والتقوى‪ ،‬والمصالح العليا للمجتمع‪،‬‬
‫ولا يتحقق ذلك إلا بالإيمان والعمل الصالح‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬اَلّ ِذي َن آَمنُوا َوَلْ يَْلبِ ُسوا إِيمَاَنُْم‬
‫بِظُْلٍم أُولَئِ َك َْلُُم اْلأَْم ُن َوُهم ُّم ْهتَ ُدو َن﴾ [الأنعام‪ .]82:‬وتدعو كذلك إلى إشاعة قيم‬

‫‪286‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫الإسلامية ومبادئه النبيلة على قواعد راسخة لتعزيز العلاقات مع الآخرين كالعدل والتراحم‬
‫والإحسان‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬إ َّن اََّّللَ ََيُْمُر ِبلَْع ْد ِل َواْلِإ ْح َسا ِن َوإِيتَاِء ِذي الُْقْرَََٰب َويَْن َه َٰى َع ِن‬

‫الَْف ْح َشاِء َوالْ ُمن َك ِر َوالْبَ ْغ ِي يَِعظُ ُك ْم لََعَلّ ُك ْم تَ َذَّكُرو َن﴾ [النحل‪.]90:‬‬
‫ولأجل تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع‪ ،‬وإيجاد ربط شباب الأمة بعلمائها‬
‫الموثوقين الربانيين من خلال عقد اللقاءات المفتوحة معهم؛ لأنهم ورثة الأنبياء‪ ،‬وهم‬
‫مسؤولون عن تبصير شباب الأمة وتوعيتهم بحقيقة الإسلام وسماحته‪ ،‬وعليهم المدار في‬
‫تعزيز أمن المجتمع العالمي والمحلّي والدولي‪ ،‬وعدم ربط شباب الأمة مع العلماء الربانيين‬
‫يقابله الأخذ عن غير الأكفاء ومن العوام الجهلاء‪ ،‬وإذا وقع ض ّل الناس‪ ،‬كما ورد في‬
‫حديث مرفوع عن النبي ‪ ‬يقول‪« :‬إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينترعه من العباد ولكن‬
‫يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا‪ ،‬فضلوا‬

‫وأضلوا»‪.40‬‬
‫وهذا الربط مع العلماء الربانيين يُح ّذر الشباب من الشذوذ الفكري الذي يؤّدي‬
‫إلى الخروج عن الجماعة‪ ،‬وعصيان ولي الأمر‪ ،‬وانفلات التفكير‪ ،‬وإراقة الدماء‪ ،‬واستباحة‬
‫الحرمات‪ ،‬أما العلامة الألباني –رحمه الله‪ -‬وعلاقته مع أهل باكستان عامة ومع جمعية أهل‬
‫الحديث‪ 41‬خاصة علاقة منهجية على أساس الكتاب والسنّة‪ ،‬فمنهج الإمام الألباني –‬
‫رحمه الله‪ -‬يهتم بنشر الوعي الإسلامي الصحيح على منهج السلف الصالح الذي يب ّصر‬
‫العقول بالمفاهيم السليمة للإسلام‪ ،‬ويرشد السلوك نحو فعل الخير واجتناب الشّر‪ ،‬ويعّزز‬
‫في النفوس حرمة الدماء والأعراض والأموال انطلاقا من قول النبي ‪« :‬كل المسلم على‬

‫المسلم حرام دمه وماله وعرضه»‪.42‬‬
‫منهجه معروف فيكلكتبه ورسائله وفتاواه‪ ،‬وكذلك في المواد التسجيلية الصوتية‬
‫من دروس ومحاضرات وندوات ومقالات‪ ،‬وخاصة رسالته "هذه دعوتنا" تدعو المسلمين‬
‫إلى منهج السلف الصالح‪ ،‬وإلى الجماعة‪ ،‬وهي سبيل المؤمنين انطلاقا من قول الله تعالى‪:‬‬
‫﴿َوَمن يُ َشاِق ِق الَّر ُسوَل ِمن بَ ْع ِد َما تَبَََّّي لَهُ اْلَُدى َويََتّبِ ْع غََْْي َسبِي ِل الْ ُمْؤِمنََِّي نَُولِِه َما‬

‫‪287‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫تََوَّل َونُ ْصلِِه َجَهَنّ َم َو َساء ْت َم ِصْياً﴾ [النساء‪ .]115:‬ومفارقة جماعة المسلمين والخروج‬
‫عن سبيبلهم هي اتباع غير سبيل المؤمنين الموعود بالنار‪ .43‬ورّكز في هذه الرسالة على‬
‫أركان الثلاثة‪ :‬الكتاب‪ ،‬والسنّة‪ ،‬واتباع السلف الصالح‪ ،‬ومن زعم أنه يتّبع الكتاب والسنة‬

‫ولا يتّبع السلف الصالح فإنه في زيغ وضلال‪ 44‬قد ف ّصل في هذه الأمور الثلاثة‪.‬‬
‫لما سئل عن توجيه الكلمة "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على‬
‫أرضكم" فأجاب العلامة الألباني –رحمه الله‪ -‬بأن هذه الكلمة خرجت من بعض الدعاة‪،‬‬
‫فهذه الكلمة كلمة حق‪ ،‬ندعو إليها في محاضراتنا وندواتنا‪ ،‬وهو منهجنا أن نتعلّم العلم‬
‫النافع‪ ،‬وأن نعمل بالعمل الصالح‪ ،‬وحينئذ يأتي نصر من الله تبارك وتعالى‪ ،‬وهذه الكلمة‬
‫خلاصة كل الآيات والأحاديث التي تأمرنا بالعلم والعمل الصالح‪ ،‬أما العمل السياسي أو‬
‫انقلاب عسكري فهي بدعة معاصرة‪ ،‬تخالف النصوص الشرعية‪ ،‬والدعاة الذين يدعون‬
‫إلى العمل السياسي فنقول لهم‪ ،‬طبّقوا هذه الكلمة في حياتكم‪ ،‬وأقيموا العقيدة الصحيحة‬
‫في قلوبكم‪ ،‬ثم العمل الصالح كما في قوله تعالى‪َ﴿ :‬وقُِل ا ْع َملُوا فَ َسََْيى اََّّللُ َع َملَ ُك ْم‬
‫َوَر ُسولُهُ َوالْ ُمْؤِمنُو َن ۖ َو َستَُرُّدو َن إََِٰل َعاَِل الْغَْي ِب َوال َّشَها َدةِ فَيُنَبِئُ ُك ْم ِبَا ُكْنتُ ْم تَ ْع َملُو َن﴾‬

‫[التوبة‪.]105:‬‬
‫ولا نهضة للمسلمين إلا بتحقيق أساسين اثنين‪ :‬التصفية والتربية‪ ،‬يظن بعض‬
‫الناس أن التصفية لا قيمة لها‪ ،‬وهي أصل الإسلام‪ ،‬تصفية الإسلام من كل ما دخل فيه‬
‫تخالف الكتاب والسنّة‪ ،‬سواء كان في العقائد أو التفسير أو في الفقه أو في سلوك‬

‫المسلمين‪.45‬‬
‫فرسالة الشيخ "هذه دعوتنا" رسالة عظيمة النفع والفائدة لعامة الناس‬
‫وللشباب‪ ،‬ومفيدة في فهم منهج السلف الصالح‪ ،‬ومنهج الشيخ الألباني –رحمه الله‪ -‬في‬
‫الدعوة والسلوك والتربية‪ ،‬ولأجل أهميتها تُرجمت إلى اللغة الأردية لاستفادة الناس‪ ،‬وترجمها‬
‫الشيخ أبو ضياء محمود أحمد غضنفر‪ ،‬والشيخ طارق على بروهي‪ ،‬ونالت هذه الرسالة‬
‫قبولا عظيما‪ ،‬وإعجابا شديدا بعد صدورها لدى الناس‪ ،‬وقد صدرت لهذه الرسالة حتى‬
‫الآن أكثر من عشرة طبعات من باكستان والهند وكشمير المحتلة‪ .‬فعلى هذا الأساس تعمل‬

‫‪288‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫وتسعى جمعية أهل الحديث في باكستان‪ 46‬وعلماء هذه الطائفة يدعون إليه على بصيرة‪،‬‬
‫كما أفتى الشيخ ثناء الله المدني‪ ،‬تلميذ الشيخ الألباني ومفتى جمعية أهل الحديث في‬
‫باكستان في هذا الصدد‪" :‬أن العمل السياسي المعاصر (الانقلاب العسكري) بدعة‬
‫مغربية‪ ،‬منذ ما دخلت هذه البدعة في الدول الإسلامية دّمرت كل شيء‪ ،‬ونتج من هذا‬
‫تكوين الأحزاب السياسية التي خّربت كل الأمور‪ ،‬فهذه الأحزاب تقوم على المبادئ‬
‫الوضعية التي تخالف أصل الإسلام والإيمان‪ ،‬فعلى المسلمين أن يجتنبوا هذه البدعة المغربية‪،‬‬
‫انطلاقا من قول الله تعالى‪َ﴿ :‬ولا تَ َعاَونُوا عَلَى الِإِْْث َوالْعُ ْدَوا ِن َواَتُّقوا اََّّللَ إِ َّن اََّّللَ َش ِدي ُد‬
‫الِْعَقا ِب﴾ [المائدة‪ ]2:‬وليست هذه فريضة دينية‪ ،‬بل هي تدّمر أهداف الرسالة الإسلامية‬

‫وتُشتّت وحدة المسلمين"‪.47‬‬
‫وأفتى الشيخ عبد الستار الحماد –تلميذ الألباني‪ -‬في فتاواه حيث قال‪" :‬أن كل‬
‫حزب عسكري سياسي يقّرر عقيدته وعمله خلاف الكتاب والسنّة‪ ،‬والبدعة هي المخالفة‬
‫للكتاب والسنّة‪ ،‬والمبتدع يزعم بأنه يُثاب على هذا العمل‪-‬أعاذنا الله منه‪ -‬والانقلاب‬
‫العسكري هي البدعة لأن فيها حب جاه ومال انطلاقا من قول النبي‪« :‬ما ذئبان‬
‫جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه»‪ 48‬فينبغي لنا‬
‫أن نتبع الكتاب والسنّة‪ ،‬ولا نذهب يمينا أو يسارا"‪ .49‬وقال في مقام آخر‪" :‬إن الانقلاب‬
‫بدعة مغربية‪ ،‬ليست لها علاقة بالإسلام‪ ،‬لو قامت الحكومة على الشريعة الإسلامية‪،‬‬
‫وعلى الكتاب والسنّة وعلى العدل‪ ،‬على الرأس والعين‪ ،‬نحترمها ونق ّدرها ونؤيّدها‪ ،‬وندعو‬

‫الناس إليها"‪.50‬‬
‫وجمعية أهل الحديث في باكستان منذ بدايتها وتأسيسها توافق منهج العلامة‬
‫الألباني –رحمه الله‪ -‬في تعزيز الأمن الاجتماعي‪ ،‬وتدعو أيضا إلى التصفية والتربية‪51‬‬
‫وتدعوا إلى قيام المؤسسات التعليمة والتربوية والدعوية للوقاية من الفكر الانقلايي‬
‫السياسي‪ ،‬وتدعو إلى ترشيد مناهجها بما يتوافق مع المنهج الإسلامي الحق‪ ،‬وتقدم رؤية‬
‫إسلامية رشيدة تستهدف مكافحة الغلو والتطرف وتحمي المجتمع من آثاره ونتائجه‪،‬‬
‫وتدعو إلى العناية بتأهيل العلماء والدعاة الذين ينشرون العلم الشرعي الصحيح المستمد‬

‫‪289‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫من أصول الدين انطلاقا من قول "لا يُصلح آخَر هذه الأمة إلا ما صلح أولها" وتدعو‬
‫المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله المتين‪ ،‬فينبغي للمسلم أن يتعلم الإسلام ويعمل به في‬
‫نفسه‪ ،‬ويدعو الآخرين إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وبهذا يتحقق له الفلاح في الدارين‪.‬‬
‫وفي خاتمة هذا البحث كان لزاما على الباحث أن يقدم جملة من النتائج التي‬

‫تو ّصل إليها من خلالها‪ ،‬أورد بعض النتائج‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أداء بعض الشكر لهذا الرجل الفذ على الخدمات التي ق ّدمها في خدمة الكتاب‬
‫والسنّة‪ ،‬انطلاقا من حديث رسول الله ‪« ‬لا يشکر الله من لا يشکر‬

‫الناس»‪.52‬‬
‫‪ .2‬تأسيس مراكز ومؤسسات تربوية لاحتواء الشباب في بلدان إسلامية تحت‬

‫إشراف العلماء الربانيين الذين يحملون رسالته ويوافقون أفكاره النبيلة‪.‬‬
‫‪ .3‬القيام بتراجم الكتب والرسائل للإمام الألباني في عدة لغات في العالم الإسلامي‪،‬‬
‫ونشر كتبه ورسائله مجّانا بين عامة الناس وطلاب العلم كما تهتم جمعية أهل‬

‫الحديث في باكستان بنشر كتبه على نفقات المتبرعين للتوزيع مجانا‪.‬‬
‫‪ .4‬إنشاء الجّو الرجوع إلى العلماء الربانيين الراسخين لتوضيح المفاهيم الشرعية‬
‫الملتبسة على الشباب كالجهاد‪ ،‬والتكفير‪ ،‬والحاكمية‪ ،‬والولاء والبراء ونحوها التي‬

‫ش ّكلت أخطاؤها ومغالطاتها محاور رئيسية في ضلال الأفكار‪.‬‬
‫‪ .5‬القيام بمراجعة كتبه ورسائله‪ ،‬لأن كل أحد من العلماء يخطئ ويصيب كما قد‬

‫وقع بعض الأخطاء في مؤلفات الإمام –رحمه الله‪.-‬‬
‫وهذه نبذة يسيرة عن سيرة هذا الإمام الداعية الكبير والعالم الجليل الذي قضى حياته‬
‫في خدمة السنة المطهرة‪ ،‬والدفاع عنها بكل ما أوهب الله صلاحيات ومؤهلات‪ ،‬فحّقق‬
‫عديدا من نفائس كتب الحديث النبوية الشريفة‪ ،‬فهو مشكور على أعماله الجليلة‪،‬‬
‫وجهوده الطيبة‪ ،‬وعلى عنايته بالسنّة‪ ،‬جزاه الله خير الجزاء‪ ،‬وصلى الله وبارك على سيدنا‬
‫وشفيعنا ونبينا محمد ‪ ‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬والحمد لله الذي بنعمته تتم‬

‫الصالحات‪.‬‬

‫‪290‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫‪ 1‬أستاذ مساعد‪ ،‬أكاديمية الدعوة‪ ،‬الجامعة الإسلامية العالمية‪ ،‬إسلام آباد‪ ،‬باكستان‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد إبراهيم الشيباني‪ ،‬حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه‪( ،‬الكويت‪ :‬الدار السلفية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1987‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪46‬؛ ومحمد حامد الناصر‪ ،‬علماء الشام في القرن العشرين‪( ،‬الأردن‪ :‬دار المعالي‪،‬‬

‫ط‪2003 ،1‬م‪ ،‬ص‪.175‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ 4‬الشيباني‪ ،‬حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.57‬‬
‫‪ 5‬محمد بيومي‪ ،‬الألباني‪ :‬حياته دعوته جهوده في خدمة السنة‪( ،‬دار الغد الجديد‪ ،‬ط‪1427 ،1‬هـ)‪،‬‬

‫ص‪.30‬‬
‫‪ 6‬محمد بن عبد الرحمن بن قاسم‪ ،‬فتاوی الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ‪( ،‬مطبعة الحكومة‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪1399‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.92‬‬
‫‪ 7‬عبد العزيز بن محمد السدحان‪ ،‬الإمام الألبانی‪ :‬دروس ومواقف وعبر‪( ،‬الرياض‪ :‬دار التوحيد‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪1429‬هـ)‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫‪ 8‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪ 9‬مجلة الأصالة‪ ،‬العدد‪ ،32 :‬ص‪.45‬‬
‫‪ 10‬أحمد بن عبد الرزاق الدويش‪ ،‬فتاوى اللجنة الدائمة‪( ،‬الرياض‪ :‬دار المؤيد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪1424‬هـ)‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.324‬‬
‫‪ 11‬محمد الغزالي‪ ،‬فقه السْية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ناصر الدين الألباني‪( ،‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬ط‪1988 ،7‬م)‪،‬‬

‫ص‪.9‬‬
‫‪ 12‬يوسف القرضاوي‪ ،‬الحلال والحرام‪( ،‬بيروت‪ :‬المكتب الإسلامي‪ ،‬ط‪1415 ،15‬هـ)‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪ 13‬حياة الشيخ الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.545‬‬
‫‪ 14‬عبد القادر جنيد‪ ،‬کشف التلبيس ورفض التشويش الواقع فی مقالات العسکر حول الألباني‪،‬‬

‫ص‪.75‬‬
‫‪ 15‬حياة الشيخ الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.549‬‬

‫‪ 16‬الإمام الألباني‪ :‬دروس ومواقف وعبر‪ ،‬ص‪.292‬‬

‫‪291‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫‪ 17‬انظر ترجمته في مجلة الدعوة السعودية‪ ،‬العدد (‪)1087‬؛ وأبو بكر قدوسي‪ ،‬سْية العلامة إحسان‬
‫إْلي ظهْي‪( ،‬لاهور‪ :‬مكتبة قدوسية‪ ،‬ط‪2015 ،1‬م)‪ .‬مؤلف هذا الكتاب من أقربائه‪ ،‬استشهد أبوه في‬

‫تلك الندوة‪ ،‬وهوكتاب ضخيم ومفيد في موضوعه في اللغة الأردية‪.‬‬
‫‪ 18‬محمد إسحاق بهتي‪ ،‬علماء أهل الحديث من مدينة روبر‪( ،‬لاهور‪ :‬أكاديمية محدث الروبري)‪،‬‬
‫ص‪ .154-153‬وأخذت المعلومات عن سيرة الشيخ من ابنه البار محمد إبراهيم كيلاني خريج الجامعة‬

‫الإسلامية بالمدينة المنورة‪.‬‬
‫‪ 19‬كان بينه وبين الشيخ الألباني –رحمه الله‪ -‬علاقة ود ومحبة‪ ،‬شهد عليه الشيخ أبو عبد الله خالد بن‬
‫أحمد العلاونة بعد وفاة الألباني –رحمه الله‪ -‬وكتب إليه‪" :‬أخي الحبيب الأستاذ الدكتور حافظ عبد الرحمن‬
‫مدني حفظه الله! في هذه المناسبة لا بد أن أبشرك بأن شيخنا قد مات وهو راض عنك‪ ،‬ولك في قلبه‬
‫مكان كبير‪ ،‬فقبل شهور قليلة وعندما كان شيخنا يجلس معي في سيارتي تذاكرت معه رحلتي إلى‬
‫باكستان فسألني عنها وعن أحوالها‪ ،‬وعندما ذكرتك له قال لي‪ :‬إن طلاب العلم في القارة الهندية من‬
‫أحسن وأدب طلاب العلم في العالم الإسلامي‪ ،‬وإن الدكتور حافظ عبد الرحمن مدني من أحسنهم أخلاقا‬

‫وأدبا"‪ .‬انظر‪ :‬مجلة شهرية محدث‪ ،‬جلد ‪ 31‬وعدد ‪ 11‬طبع في شهر نومبر ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ 20‬كاتب هذا البحث أكمل دراسته الابتدائية والثانوية والعالية والعالمية من كلية القرآن الكريم والعلوم‬
‫الإسلامية على يدي الحافظ عبد الرحمن المدني‪ ،‬درست عليه التفسير وأصوله وكذلك أصول الفقه‬

‫وأصول الدعوة وفقهها المعاصرة‪.‬‬
‫‪ 21‬علماء أهل الحديث من مدينة روبر‪ ،‬ص‪.156-154‬كاتب هذا البحث من تلامذة الشيخ الحافظ‬
‫ثناء مدني‪ ،‬قرأت عليه صحيح البخاري – بحمد الله‪ -‬كاملا في سنتين عام ‪2000-1999‬م بجامعة‬

‫لاهور الإسلامية‪ ،‬وكان الشيخ يحبنيكثيرا ‪-‬فلله الحمد والمنة‪.-‬‬
‫‪ 22‬محمد إسحاق بهتي‪ ،‬دبستان حديث‪( ،‬لاهور‪ :‬المكتبة القدوسية)‪ ،‬ص‪.558-555‬‬
‫‪ 23‬عمرو عبد المنعم سليم‪ ،‬السلفي عند الشيخ ناصر الدين الألبانی‪( ،‬دار الضياء بدون الطبع وتاريخ‬

‫النشر)‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ 24‬مجلة شهرية محدث‪ ،‬جلد ‪ 31‬وعدد ‪ 11‬طبع في شهر نومبر ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ 25‬الشيخ محمد رمضان السلفي خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية‪ ،‬ويعمل كأستاذ وشيخ‬
‫الحديث في جامعة لاهور الإسلامية‪ ،‬ومشتغل في تدريس الحديث منذ زمان‪ ،‬وهو معروف في الأوساط‬

‫العلمية والدعوية في باكستان‪.‬‬

‫‪292‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫‪ 26‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب الملاحم‪ ،‬باب ما يذكر في قرن المائة‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)4291‬وصححه الشيخ‬
‫الألباني في السلسلة الصحيحة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.148‬‬

‫‪ 27‬هو الدكتور حميد الله‪ ،‬خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة‪ ،‬وكان أستاذا في جامعة بنجاب‬
‫الحكومية‪ ،‬والآن هو متقاعد‪.‬‬

‫‪ 28‬مجلة شهرية محدث‪ ،‬جلد ‪ 31‬وعدد ‪ 11‬طبع في شهر نومبر ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ 29‬الشيخ إرشاد الحق الأثري علم من أعلام السلفية ومدير الإدارة الأثرية بفيصل آباد‪ ،‬وله مصنفات‬
‫عديدة وتحقيقات كبيرة مثل تحقيق مسند أبي بعلى وغاية المقصد في زوائد المسند والعلل المتناهية في‬
‫الأحاديث الواهية والتعقيب على التقريب وغيرها‪ ،‬وهو من محبي الشيخ المحدث الألباني‪ ،‬لم يتشرف بلقيه‬
‫ولكنه دائما يدافع عنه في المجلات العلمية والدروس العلمية والدعوية‪ ،‬ويحض طلاب العلم والعلماء‬

‫لمطالعةكتب الشيخ الألباني‪.‬‬
‫‪ 30‬مجلة شهرية محدث‪ ،‬جلد ‪ 31‬وعدد ‪ 11‬طبع في شهر نومبر ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ 31‬كان من كبار علماء أهل الحديث‪ ،‬وكان من شيوخ الحديث في مدراس عديدة‪ ،‬توفي في أغسطس‬

‫سنة ‪2017‬م‪.‬‬
‫‪ 32‬محمد المجذوب‪ ،‬علماء ومفكرون عرفتهم‪( ،‬الرياض‪ :‬دار الشواف‪ ،‬ط‪1992 ،4‬م)‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪290‬؛ وعبد الله محمد الشمراني‪ ،‬ثبت مؤلفات المحدث الكبْي الإمام محمد ناصر الدين الألباني‪،‬‬

‫(الرياض‪ :‬دار ابن الجوزي‪ ،‬ط‪1422 ،1‬هـ)‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ 33‬محمد ناصر الدين الألباني‪ ،‬تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد‪( ،‬بيروت‪ :‬المكتب الإسلامي‪،‬‬

‫ط‪1403 ،4‬هـ)‪ ،‬ص‪.7-6‬‬
‫‪ 34‬وله عدة تراجم‪ ،‬الأول‪ :‬ترجمة الدكتور عبد الرشيد أظهر‪ ،‬طبعه مجلس التحقيق الإسلامي بلاهور‪،‬‬
‫الثاني‪ :‬الشيخ عبد الوهاب الحجازي‪ ،‬طبعه المكتبة المحمدية بلاهور‪ ،‬أما الترجمة الثالثة طبع بالهند‪ ،‬قامت‬

‫بطباعتها إدارة البحوث الإسلامية والدعوة والإفتاء ببنارس الهند‪.‬‬
‫‪ 35‬كلاهما من تلامذة الشيخ الألباني –رحمه الله‪ ،-‬درسا عليه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة‪ ،‬وهذه‬

‫الفتاوى نالت إقبالا عظيما لدى الناس‪ ،‬وطبعت أكثر من مرة‪.‬‬
‫‪ 36‬سليم الهلالي‪ ،‬الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة‪( ،‬مركز الدراسات المنهجية السلفية‪،‬‬

‫ط‪1997 ،3‬م)‪ ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ 37‬الشيباني‪ ،‬حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.68‬‬

‫‪293‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫‪ 38‬خالد سيف‪ ،‬وسيلة كے انواع واحكام "التوسل‪ :‬أنواعه وأحكامه"‪( ،‬فيصل آباد‪ :‬طارق أكادمي‪،‬‬
‫ط‪ ،)1‬ص‪.9‬‬

‫‪ 39‬سنن الترمذي‪،‬كتاب العلم‪ ،‬بَا ُب َما َجاءَ ال َّدال َعلَى الخَْير َكَفا رعلره‪ ،‬رقم الحديث (‪.)2670‬‬
‫‪ 40‬صحيح البخاري‪،‬كتاب العلم‪ ،‬بابكيف يقبض العلم‪ ،‬رقم الحديث (‪.)100‬‬

‫‪ 41‬تعتبر جمعية أهل الحديث هي أقدم جماعة دينية منظمة في شبه القارة الهندية‪ ،‬أنشئت قبل تحرير الهند‬
‫وظهور باكستان للوجود‪ ،‬لكن لعب الاستعمار البريطاني والجماعات الصوفية في المنطقة دوًرا في إبعاد‬

‫عامة الناس عن هذا التيار حيث وصفوه بالوهابية التي تعني في باكستان جماعة خارجة عن الإسلام‪.‬‬
‫‪ 42‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة والآداب‪ ،‬باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره‪ ،‬رقم الحديث‬

‫(‪.)2564‬‬
‫‪ 43‬انظر‪ :‬الألباني‪ ،‬هذه رسالتنا‪( ،‬الجزائر‪ :‬دار المحجة‪ ،‬ط‪1434 ،1‬هـ)‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪ 44‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 45‬مشهور بن حسن وأحمد الشكوكاني‪ ،‬بدعات كا انسائيكلو بيدَي "قاموس البدع"‪ ،‬ترجمة‪ :‬الدكتور‬
‫شهباز حسن‪( ،‬مئو ناتهـ بهنجن بالهند‪ :‬مكتبة الفهيم‪ ،‬ط‪2013 ،1‬م)‪ ،‬ص‪ .771‬ولم يتفرد بهذه الفتوى‬
‫الشيخ الألباني ‪-‬رحمه الله‪ -‬بل شاركه علماء كبار من المعاصرين وعلى رأسهم اللجنة الدائمة للإفتاء‬
‫الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرزاق عفيفي وعلماء أهل الحديث –رحمهم الله‪ -‬من‬

‫باكستان والهند والبنغال‪.‬‬
‫‪ 46‬لما احتل الجنرل مشرف على الحكومة بتعاون الجيش العسكري عام ‪1999‬م‪ ،‬لم يخالفه إلا بروفيسر‬
‫ساجد مير ‪-‬أمير جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان‪ -‬في البرلمان‪ ،‬وهذا معروف في الأحزاب‬

‫السياسية والأوساط الدينية‪.‬‬
‫‪ 47‬ثناء الله المدني‪ ،‬فتاوى ثنائيه مدنية‪ ،‬التبويب والترتيب‪ :‬عبد الشكور المدني‪( ،‬لاهور‪ :‬دار الإرشاد)‪،‬‬

‫ص‪.195‬‬
‫‪ 48‬سنن الترمذي‪،‬كتاب الزهد بدون باب‪ ،‬رقم الحديث(‪.)2376‬‬
‫‪ 49‬عبد الستار الحماد‪ ،‬فتاوى أصحاب الحديث‪( ،‬لاهور‪ :‬المكتبة الإسلامية‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م)‪،‬‬

‫ص‪.)36-35‬‬
‫‪ 50‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.498-497‬‬
‫‪ 51‬معتقدات جمعية أهل الحديث وأفكارها‪ -1 :‬التوحيد ‪ -2‬الاتباع في ضوء فهم السلف الصالح ‪-3‬‬
‫تقديم النقل على العقل ‪ -4‬التزكية الشرعية ‪ -5‬التحذير من البدع ‪ -6‬التحذير من الأحاديث الضعيفة‬

‫‪294‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬
‫والموضوعة ‪ -7‬تطبيق النظام الشرعي ‪ -8‬محاربة الفرق الضالة المنحرفة‪ .‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في‬
‫الأدَين والمذاهب والأحزاب المعاصرة‪( ،‬دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1420 ،4‬هـ)‪،‬‬

‫ج‪ ،1‬ص‪.181-169‬‬
‫‪ 52‬مسند الإمام أحمد ابن حنبل‪( ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1420 ،2‬هـ‪1999/‬م)‪ ،‬رقم‬
‫الحديث(‪ )7939‬وصححه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد للبخاري‪( ،‬دار الصديق‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪1421‬هـ)‪ ،‬ص‪ ،99‬رقم الحديث(‪.)98‬‬

‫‪295‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫جهود دولة قطر في التعايش السلمي وتحقيق السلم العالمي‪:‬‬

‫مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان نموذجا‬

‫د‪ .‬محمد رفاعي محمد أمين‬

‫حياة الإنسان في هذا الكون ترتكز على أسس الأمن والاستقرار‬
‫والتآخي والانسجام والاجتماع‪ ،‬وأن الأمن والسلام يعتبران من الأهداف السامية‬
‫لجعل الفرد والمجتمع في حالة الاستقرار والثبات‪ ،‬وهما من أعظم النعم التي تفضل‬

‫الله سبحانه وتعالى به على بني البشر‪.‬‬
‫ولا شك أن كل فرد ومجتمع بحاجة الى التعايش مع الآخر‪ ،‬ولا يمكن‬
‫لأي مجتمع ان ينهض بمقومات وجوده الا من خلال التعايش مع الآخرين‬
‫باعتباره حاجة ضرورية لابد أن يتم تنظيمها وفق مبادئ وقواعد وأسس بحيث‬
‫يستقر المجتمع بعيدا عن تسلط المصالح الأنانية الضيقة والأمور التي تهدد سلامة‬

‫العلاقات الاجتماعية‪.‬‬
‫فقد أصبح الاختلاف بين الناس ـ منذ القدم ـ سمة بارزة‪ ،‬وقلما تجد‬
‫مجتمعا‪ ،‬يخلو منه؛ لذا فقد سعى الشرع الحنيف إلى حفظ الجنس البشري من‬
‫خلال خلق وتفعيل الآليات‪ ،‬التي تحقق التوازن الإنساني داخل المجتمعات‪ ،‬وتحول‬
‫دون تفاقم خـــطورة الاختلاف ووصوله الى حدود النزاع والاقتتال‪ ،‬عْبـر تقريره‬
‫لمبدأ التعايش السلمي ‪ -‬بين مختلف المكونات التي تدين بأديان وتوجـهات‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫عقائدية مختلفة ـ الذي يضمن أسباب التقارب‪ ،‬بل والتوادد والتحابب‪ ،‬كما‬
‫يحفظ حقوق الجميع من غير غ ْمط أو تجاوز‪.‬‬

‫إ ّن التعايش السلمي بين بني الإنسان لا يقوم إلا على أُسس راسخة‬
‫وقيم عظيمة تُبنى لمصلحة البشر‪ ،‬ولا يوجد قانون يُنظم حياة البشر مثل قانون‬
‫السماء الذي أرسل به خاتم الرسل والأنبياء سيدنا مح ّمد ‪ ‬فهو قانون يهدف‬
‫إلى صون البشرية جمعاء وفق ضوابط قائمة على البر والتقوى والرحمة والإحساس‪.‬‬
‫لقد خلقنا الله تعالى‪ ،‬وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم‬
‫تحترم الإنسان‪ ،‬وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه في العيش بسلام واستقرار‪.‬‬
‫ووضع الشرع الحنيف مبادئ عظيمة لتطبيق هذا في الواقع منها التعايش السلمي‬
‫بين بني البشر‪ ،‬حيث ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل‪ ،‬وجعل من المبادئ‬
‫المقررة أن يرحم القوي الضعيف‪ ،‬وهنا تظهر قيمة التعايش السلمي بين كل‬
‫طبقات المجتمع‪ ،‬وتتحقق ثمار الرحمة بعد بسط ثقافة "الراحمون يرحمهم الرحمن"‪،1‬‬
‫ولا شك في أنه إذا شاعت ثقافة الرحمة بين القوي والضعيف‪ ،‬وبين الأفراد والأُمم‬
‫فإ ّن البشرية ستشهد مراحل عظيمة من البناء النفسي والإيماني‪ ،‬ستظهر نتائجه‬

‫على الأُمم في صورة تعايش حميد‪.‬‬
‫إن مبدأ التعايش يمثل نظرية اجتماعية تعكس الجانب الإنساني‬
‫للخطاب الديني مــــن جهة‪ ،‬وتكشف عن البعد الأخلاقي للمنظور الإسلامي‪،‬‬
‫الذي يبّين عالمية الدين الإسلامي‪ ،‬وأنه شْرع ينفتح على جميع المكونات‬

‫الإنسانية‪ ،‬بما هي إنسانية بغض النظر عن الإنتماء الديني أو الميل العقائدي‪.‬‬

‫‪297‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫موقف الدين الإسلامي من التعايش السلمي‬
‫لقد أنزل الله سبحانه وتعالى الشرائع وبـعث الأنبياء ‪-‬عليهم السلام‪ -‬لتنظيم‬
‫حياة الإنسان في هذا الكون‪ ،‬ويقع مبدأ التعايش السلمي علــى رأس لائحة‬
‫النظم التي يُراد منها حْفظ النظام والنوع البشري مــن آفة النزاع‪ ،‬والذي كان من‬
‫الآليات التي اعتمدها الإسلام في معالجة التنوع العقدي والاختلاف الديني الذي‬

‫ألِفته البلاد الإسلامية‪،‬كنتيجة حتـــــمية لاحتضانها مختلف الرسالات‪.‬‬
‫لقد صرح الخطاب القرآني بعالمية الإسلام‪ ،‬وأنه الرحــمة المتمثلة‬
‫بشخص الرسول الأعظم ‪-‬صلى الله عليه ‪ -‬المهداة إلى العالم أجمع‪ ،‬وليس للعرب‬
‫فحسب‪ ،‬قـــال تعالى‪َ﴿ :‬وَما أَْر َسْلنَا َك إِالا َرحْمَةً لِّْلَعالَِميَن﴾ [الأنبياء‪ ،]107:‬لذا فقد‬
‫جاءت طائفة من الآيات التي تـُّعبر عن البعد الإنساني لتلك الشريعة السمحاء‪،‬‬
‫والتي تدفع نحو مبدأ التعايش السلميكأسلوب يخطه الإسلام ويعتمده في التعامل‬
‫ِّمموقَعان االللْ‪ُ:‬مذيْش﴿نَِروكِقُلياوَلُنيوااعتلِْسنلتَناقاَوجاِنسَرَأكُوحفَأْيَسنًِعاجتْقرهُ﴾د[وَاحلَنباّقٰتربةا‪:‬يَل‪3‬إْس‪َ8‬سم]ل‪َ،‬عامَوك‪،‬لَغياقرَامهاالللاـمِهسبنُثااحلاأَآنبْيهلِاْغهُوتتعَماالأْلَتمىنَي‪:‬هت﴾ك﴿[َواشإلِتْونبفةأ‪َ6َ:‬عح]ٌد‪،‬ن‬

‫طبيعة العلاقة مع غير المسلمين‪.‬‬
‫إن النبي ‪ ‬في الوقت الذي عقد فيه مواثيق الأخوة بين المسلمـين‪،‬‬
‫سعى الى عْقد مواثيق المعاهدة بين المسلمين وغير المسلمين‪ ،‬وذلك حين وضع‬
‫الصحيفة التي تضمنت الخطوات الأولى لدستور المدينة المنورة الذي رام مــن ورائه‬
‫تنظيم الشؤون الاجتماعية لساكنيها من المسلمين وغير المسلمين‪ ،‬من خلال‬
‫إبرام عقود المؤاخاة بين المسلمين أنفسهم‪ ،‬وعقود الموادعة بين المسلمين واليهود‪.‬‬

‫‪298‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫لقد وضع القرآن الكريم منظومة من القواعد الواضحة لحفظ المجتمعات‬

‫البشرية وإبعاد الفتن الطائفية عنها‪،‬كما أعلن الإسلام في مكنون آياته أن الناس‬
‫اتنَـاجلْفمإَسيناعٍءَاسسًلُاوَنقواَيندِ‪،‬حبَِدِهٍُةخحليَواَقوْلوأَاَثخْلَرقََمحقاانَمِلمْنـاإنَِلهفلاانه اٍَتزّسَْاولعلَاَجلواََكهىاا‪:‬حَنَدوبَة﴿َع‪،‬يَلَااثْيممأَُِّكمياـُْنـْمَهُيهاَعَرمقِانايليبنًاااِرأَجن﴾ُساهًلم[اااتلـانُقَمكسثِواايشءًر‪:‬اتَررب‪1‬اكَ]وُنكِو‪ُ،‬منَسفاالاءًفجِيذَموايتاـيوعُقحاواَلخدبلَاةَّقَالشلَاُكرلامألاعِذِّلمصينلى‬
‫وجه هذه الأرض يشتركون في الإنسانية‪ ،‬وبالتالي كفل لهم الإسلام الحق بالحياة‬
‫والعيش بكرامٍة؛ دون تمييٍز بينهم‪ ،‬وذلك من مبدأ أن الإنسان ُمكارمٌ لذاته‪ ،‬دون‬
‫الالتفات إلى ديانته أو عرقه أو لونه أو منشئه‪ ،‬فجميع أفراد المجتمع أسرة واحدة‪،‬‬
‫بَِنَخيلَْقآنََادَمتَـَْفوحَِمضَْلينَلًااُه ْ﴾م‬
‫َعلَ﴿َٰوىلََقَكْدثِيٍرَكارِمّْممانَْان‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫ولهم حقوق معينة‪ ،‬وعليهم واجبات‪،‬‬
‫َوفَ اضْلنَا ُه ْم‬ ‫ِفي الْبَِّر َوالْبَ ْحِر َوَرَزقْـنَا ُهم ِّم َن الطايِّبَا ِت‬
‫[الإسراء‪.]70:‬‬

‫أما الاختلاف الظاهر في أشكال الناس وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم‬

‫الله الخالق وقدرته وإبداعه في خلقه‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫إلا دليلاً على عظمة‬ ‫فليس‬
‫فَوإاْلذاأَْرُوِِجضدَواالاختلختالاف أَفلْ ِفسينَتِالُكمجْمتمَوأعَلْاَوانِتُكالْمب إِشانريةِفيفينٰذَبلِغ َيك‬ ‫ال اس َماَوا ِت‬ ‫لِّآْليََعاتاِلِِهِميَخَنْل ُق﴾‬ ‫َلآ﴿يََاوِمٍْتن‬
‫[الروم‪.]22:‬‬

‫فئة‬ ‫أأنخريىكولأننذلذلككميُنوِاجلدظاولاعهدرا اولةطبوايلبعيّغة‪،‬ضاءولافيينبالغمجتيملعفئةويثايلترعااللنيعراوالتت اكلبرطائعفليةى‬
‫بين‬

‫أفرادها‪ ،‬بل ينبغي أن يكون ذلك الاختلاف سبيلاً للتعارف والتواد والتراحم بين‬
‫تلِتَـعاَعالَىرفُ‪:‬وا إِ﴿يَاان‬ ‫الواحد‪ ،‬والسعي لإيجاد المصالح المشتركة بينهم‪ ،‬قال‬ ‫أطياف المجتمع‬
‫َخلَْقنَا ُكم ِّمن ذََكٍر َوأُنثَ ٰى َو َجَعْلنَا ُك ْم ُشعُوبًا َوقَـبَائِ َل‬ ‫أَّيـَُها الناا ُس إِنا‬

‫‪299‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫أَ ْكَرَم ُك ْم ِعن َد اَّالِل أَتْـَقا ُك ْم إِ ان اَّاللَ َعلِيٌم َخبِيرٌ﴾ [الحجرات‪ ،]13:‬فقد أشار الله سبحانه‬
‫وتعالى في الآية السابقة إلى أنه لا مجال للتفاضل بين الناس إلا على أساس‬
‫التقوى والقرب من الله ‪-‬عز وجل‪ -‬ومدى تطبيق شرائعه والالتزام بما جاء به‬

‫الرسل عن الله‪.‬‬
‫أما من لم ينتسب إلى الإسلام من الأديان الأخرى التي جاءت من عند‬
‫الله قبل مجيء الإسلام ولم يؤمن بالله‪ ،‬فإن القرآن الكريم لم ينظر إليهم بانتقاص‪،‬‬
‫أو على أنهم ليسوا بشراً‪ ،‬وأنه لا يحق لهم ما يحق للمسلمين؛ بل نظر إليهم نظرة‬
‫تسام ٍح ولين‪ ،‬ولا ينبغي على المسلم تجاه من خالف الاعتقاد السليم من غير‬
‫المسلمين إلا دعوتهم إلى الله على سبيل النصح‪ ،‬فإن أطاعوا فبها ونعمت‪ ،‬وإن‬
‫أبوا إلا البقاء على معتقدهم؛ فلا إكراه في الدين ما داموا لم يعادوا دين الله‬
‫ِّمذررواييمحَحعنةاه‪،‬ىاِردبيَااوقتهلاِروُإ‪.‬كلْجمقساُادألَلمالنممتتصَنعبَّعاطرُلفومدىُهمى‪ْ:‬سميالرَموِة﴿تـُال‪ْ‬سقأاارِبفيسـَعْنيـسطُيَهبوناذامُلُعكإِلاَعُمْياِكهِاهًم‪ٍّ:‬دَاْمالل)ُۚأ«»إِومَ‪،‬عانِننفذايّاّمَقلاالتكلَِيذويل‪،‬يُِحنَنإُمّألَُعمنْبمااياـَُنهلكَْقهاًُادمماتِْنقلُلِموبمسُكينكِْمطيـَهفَيرِفَونْلحيوباًا﴾يلرابنئّ[ِداليماصلحممِنرتيَةسَحواحنللَملْة‪:‬مجأيناُيم‪8‬خِْة]نرِر‪ُ.،‬اجلعكونوإقُكبمايندما‬

‫‪ ‬والاعتداء عليهم جريمةٌ لها عقابها الشرعي‪.‬‬
‫إن سنة النبي ‪ ‬وسيرته كانت مثالا حيا وانعكاسا جليا‪ ،‬لمفاهيم‬
‫ومبادئ التواصل الإنساني الذي يتعدى حدود الدين‪ ،‬ويتــجاوز أسوار العقيدة‪،‬‬
‫لتشكل قدوة يُحتذى بها وأسوة يُقتدى بها‪ .‬ومن الدول الإسلامية التي تعيش في‬

‫أراضيها أناس من أجناس مختلفة في انسجام ووفاق وسلام هي دولة قطر‪.‬‬

‫‪300‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫جهود دولة قطر في التعايش السلمي والسلام العالمي‪:‬‬

‫قطر دولة إسلامية عربية خليجية‪ ،‬تبلغ مساحتها ‪ 11.437‬كيلو متر مربع‪،‬‬
‫ويقطنها حوالي ‪ 2.7‬مليون نسمة‪ ،‬أغلب سكانها من الوافدين من دول العالم‬
‫من جنسيات مختلفة وأديان متعددة وأعراق متنوعة‪ .‬ودولة قطر تتخذ الشريعة‬

‫الإسلامية قانونا لها‪.‬‬
‫لقد دأبت دولة قطر منذ تأسيسها على إيلاء الأهمية القصوى للتعايش‬
‫بين الناس بغض النظر عن اختلافاتهم المذهبية والثقافية والدينية‪ ،‬إيمانا منها بأن‬
‫الأصول العامة في الإسلام من أكبر ما حصلت عليه الإنسانية من وسائل لدعم‬
‫التقارب والحوار والتعايش والوحدة‪ ،‬لأنها في مجمل نصوصها قصدت إلى حفظ‬
‫ما يحفظ النوع البشري ويدعم بقاءه وازدهاره وتطوره‪ ،‬وتتجلى النعمة والمنحة‬
‫العظيمة في المقومات الأساسية التي وضعها في مجال الفهم والتفاهم بين الأفراد‬
‫الوِعانانلاَدشُاسعَّاإِولِلناأَبتْـ‪ََ،‬خقلَاعْقُكلنَاْمىُك ۚامۚخِّمإِتلاننااّذََالَكفلٍَرأَعدَلوِأيُيناثنٌَمهٰاىَخَوبِوأيَجعرٌَعراْلق﴾نَاه[ااُكلْحموبجيرئاُشاعُتتهو‪:‬ابًا‪3‬ف‪َ1‬يو]قَـبَاظئحِلياَل للِثتَـقَعأاولَشرفهاُوراتع ۚاتۚلاىإلِ‪:‬آانيةأَ﴿اْيكَلاَرَمأكَّيـُريُكمَهْامة‬
‫إلى وحدة الأصل لتثبيت الأخوة الإنسانية ذات المصدر المشترك‪ ،‬كما أشارت‬
‫إلى ضرورة أن تُبنى العلاقا ُت بين المجموعات البشرية الكبرى على التعارف في‬
‫ظلال التقوى التي تدعو إلى تبادل صفات الخير‪ ،‬ومنها التسامح‪ ،‬والاحترام‪،‬‬
‫والتفاهم‪ ،‬والتعايش السلمي‪ ،‬وتنوع الحضارات والثقافات وتفعيل القيم الإنسانية‬
‫المشتركة بين الشعوب؛ حرصاً أن يكون تنوعاً بناءً يهدف إلى التعارف بما يحمله‬
‫من قيم الاحترام المتبادل‪ ،‬والتضامن المفيد‪ ،‬وتبادل المنافع بين البشر‪ ،‬وينبذ كل‬

‫المعيقات التي تحول دون تحقيق تلك الغايات السامية وتعميم نفعها‪.‬‬

‫‪301‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫تحظى دولة قطر بسجل كبير في مجال الحوار ونشر ثقافة السلام‪ ،‬فهي‬
‫تعد الحوار والسلام جزءا من سياسة الدولة الداخلية والخارجية‪ ،‬ودائما ما تؤكد‬
‫حرصها على تعزيز قيم التسامح والتعاون ما بين الأديان والثقافات‪ ،‬وسعيها‬
‫لإنشاء مؤسسات وطنية‪ ،‬تعنى بنشر ثقافة السلام وقبول الآخر ومحاربة التطرف‬

‫ونبذ العنف على المستوى الوطني والإقليمي والدولي‪.‬‬
‫والناظر في دستور دولة قطر يجد مادتين (‪ )50 ،25‬ما يتضمن مقاصد‬
‫الحوار في نصه‪ ،‬حيث تنص المادتان على قبول التعددية الدينية وقبول الآخر‬
‫وحقه في الحياة الكريمة‪ ،‬فيتساوى الجميع في دولة قطر أمام القانون‪ ،‬وليس هناك‬
‫اعتبارات عنصرية من حيث الدين أو الجنس أو اللون‪ .‬وكذلك فقد رسخت‬
‫الدولة مضامين الدستور فيما يتعلق بمقاصد الحوار من خلال النص على ذلك‬
‫في رؤية دولة قطر الوطنية‪ ،‬والتي تتضمن الانفتاح على الثقافات الأخرى وتشجيع‬

‫الحوار البناء الذي يؤدي إلى التعارف والتفاهم والتعايش السلمي‪.‬‬
‫انضمت دولة قطر إلى الأمم المتحدة عام ‪ .1971‬فهي شريكة‬
‫استراتيجية مع الأمم المتحدة‪ ،‬ولطالما عملت من أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬بما في‬
‫ذلك الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين‪ ،‬ودعم جهود التنمية الدولية‪ ،‬وتعزيز‬
‫حقوق الإنسان وترسيخها‪ ،‬وتوفير الإغاثات الإنسانية‪ ،‬والمشاركة في الجهود‬

‫والمبادرات الجماعية لمعالجة التحديات الحالية والناشئة التي تواجه العالم‪.‬‬
‫أود أن أذكر هنا في الكلمة التي ألقتها سعادة السفيرة علياء أحمد بن‬
‫سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام المنتدى رفيع‬
‫المستوى الذي نظمته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول "ثقافة السلام" بمقر‬
‫الأمم المتحدة‪ ،‬حيث أكدت أن دولة قطر أن لا شيء سيجعلها تحيد عن‬

‫‪302‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫منهجها وسياستها التي تحظى بدعم من المجتمع الدولي‪ ،‬وستستمر بالإيفاء‬

‫بالتزاماتها القانونية والأدبية في مساعدة الشعوب المحتاجة‪ ،‬والعمل مع شركائها‬

‫في المجموعة الدولية لمواجهة التحديات المشتركة‪ ،‬ومواصلة جهودها لحل النزاعات‬

‫بالوسائل السلمية‪ ،‬وفي مقدمتها الوساطة رغم ما تواجهه من إجراءات أحادية‬
‫الجانب بفرض حصا ٍر بري وبحري وجوي غير قانوني‪.‬‬

‫ونوهت سعادتها في هذا الصدد بتضمين أهداف التنمية المستدامة لعام‬

‫‪ 2030‬لمفاهيم تعزيز ونشر ثقافة السلام‪ ،‬تحديداً الهدف السادس عشر‪ ،‬الذي‬
‫سيكون تحقيقه بمثابة إنجاز نحو تحقيق السلام والعدل لجميع الشعوب‪ ،‬مشيرة إلى‬

‫أن دولة قطر‪ ،‬تولي أهمية كبيرة لهذا الهدف‪ ،‬الذي دأبت منذ زمن طويل على‬

‫تحقيق العديد من غاياته‪.‬‬

‫وقالت سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إنه إسهاماً من‬
‫دولة قطر في الجهود الأممية الرامية إلى منع نشوب النزاعات والوساطة‪ ،‬فقد‬

‫ودموعللةنةق تطهردجفهإولداىً مكبنيعرةاللنحزالعاالنتزا اعلماُسلتحعةنوطحلريهقا‬ ‫الدولة سياسة واضحة‬ ‫انتهجت‬
‫السلمية‪ ،‬حيث بذلت‬ ‫بالوسائل‬

‫الوساطة بطلب من الأطراف المعنية‪ ،‬استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ‬
‫الحواركنهج لا بديل عنه في حل النزاعات بين الأطراف‪ ،‬وقد أثمرت هذه الجهود‬

‫بنتائج ُمرضية لجميع الأطراف وكانت موضع ترحيب من المجتمع الدولي‪.‬‬
‫وأضافت فيكلمتها أنه في إطار السعي الحثيث لدولة قطر لتعزيز السلام‬

‫والتفاهم ما بين الشعوب‪ ،‬والترويج لقيم التسامح والتعاون ما بين الثقافات‬

‫والأديان‪ ،‬فقد قامت بإنشاء العديد من المؤسسات الوطنية التي تُعنى بنشر ثقافة‬

‫‪303‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫السلام وقبول الآخر ومحاربة التطرف العنيف ونبذ العنف‪ ،‬وتقوم هذه المؤسسات‬
‫بدور فاعل في نشر ثقافة السلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي‪.‬‬

‫وأشارت إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يسهم بشكل فاعل‬
‫في دفع الجهود المبذولة لمكافحة التطرف والكراهية ومد جسور التعاون والتفاهم‬
‫بين أتباع الديانات المختلفة‪ ،‬كما يسهم مركز حمد بن خليفة الإسلامي الذي‬
‫أنشأته الدولة في كوبنهاغن بالدنمارك في دعم الجهود الدولية لتعزيز التعايش‬
‫السلمي بين الأديان‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن دولة قطر هي في مقدمة الدول التي‬
‫تقدم الدعم لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الذي يؤدي دوراً فاعلاً في تعزيز‬

‫ثقافة السلام‪.‬‬
‫وقدكان لدولة قطر مشاركة فاعلة في اجتماعات الأمم المتحدة والجهود‬
‫الجماعية‪ ،‬وذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي على ح ٍد سواء‪ .‬ويتضمن‬

‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬لعب دور الوسيط والمصلح الأمين للمساعدة في الأزمات الدولية‪ .‬وقد‬
‫تضمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر‪ :‬قضية دارفور‪ ،‬وجهود الوساطة‬

‫بينكل من جيبوتي وإريتريا‪.‬‬
‫‪ -‬لعب دورا فاعلا كعضو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة‪،‬‬
‫حيث تعمل دولة قطر جنباً إلى جنب مع الدول الأعضاء لتعزيز حقوق‬

‫الإنسان وحمايتها حول العالم‬
‫‪ -‬إطلاق مبادرات دولية في مجالي التعليم والصحة تساهم في ازدهار‬

‫المجتمعات‪.‬‬

‫‪304‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫‪ -‬التعاون مع مجلس الأمن وغيره من منظمات الأمم المتحدة المعنية‬
‫الأخرى لمكافحة الإرهاب‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز الحوار بين الأديان ودعم تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وتقديم المساعدات‬

‫الإنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم مساهمات مالية سخية لأكثر من ‪ 40‬منظمة وجهة تابعة للأمم‬

‫المتحدة‪.‬‬
‫مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان‪:‬‬
‫إن إنشاء مراكز حوار الأديان من وسائل التصدي لما يعانيه العالم اليوم من صراع‬
‫فكري وثقافي بين أتباع الأديان المختلفة‪ ،‬نتيجة لانتشار نظريات العنف‬
‫والاستبداد‪ ،‬وتغذيتها إعلاميا‪ ،‬مما أدى إلى حدوث نزاعات وحروب ومشكلات‬
‫دولية امتلأ بها العالم‪ ،‬فتطلبت الحاجة لإيجاد حلول سريعة لإخمادها أو تخفيفيها‬
‫والقضاء على الفتن والعنف والاعتداءات غير المبررة على فئات معينة منم الناس‪،‬‬
‫وإنقاذ البشرية من التردي في غياهب الصراعات المذهبية والدينية‪.‬‬
‫ساهمت دولة قطر في تحقيق أهداف الحوار مساهمة قوية‪ ،‬من خلال‬
‫عقد المؤتمرات العالمية للحوار‪ ،‬وتبني القضايا المهمة للأمة الإسلامية‪ ،‬ومن ُث‬
‫إنشاء مركز متخصص للحوار بين الأديان التوحيدية الثلاثة‪ ،‬تعمل من خلاله‬
‫على مواجهة المشكلات التي تحل بالأمة لمحاولة حلها‪.‬‬
‫عقد المؤتمر الأول لحوار الأديان في الدوحة سنة ‪2003‬م‪ ،‬بناء على‬
‫توجيهات من صاحب السمو الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني‪ ،‬وكان أول‬

‫‪305‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫مؤتمرين حول الحوار الإسلامي المسيحي‪ ،‬وفي المؤتمر الثالث ضم المركز الديانة‬
‫اليهودية لإثراء الحوار والتعاون من أجل التصدي للمشكلات الإنسانية‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك توالت المؤتمرات السنوية بين أتباع الأديان السماوية الثلاث‪ ،‬الإسلام‬

‫والمسحية واليهودية‪.‬‬
‫ُث أنشئ مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في شهر مايو ‪2007‬م‪،‬‬
‫كثمرة لتوصيات المؤتمر الثالث لمركز الدوحة لحوار الأديان‪ ،‬وتم افتتاحه رسميا في‬
‫‪ 14‬مايو ‪ ،2008‬والدور الرئيسي للمركز نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر‪،‬‬
‫والتعايش السلمي بين أتباع الديانات‪ .‬ويع ُّد هذا المركز المؤ اسسة الرائدة في قطر‬
‫المعنية بالحوار بين الأديان والثقافات‪ ،‬وبناء القدرات في مجال الحوار وثقافة‬

‫السلام‪.‬‬
‫إن دولة قطر مُمثالة في مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان تؤمن أن بناء‬
‫الأمم يبدأ ببناء الإنسان‪ ،‬وهذا البناء يتم من خلال التعاون مع أخيه الانسان؛‬
‫لبناء مجتمٍع قائٍم على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما‬

‫اختلفت الأديان والثقافات والأعراق؛ فكلنا لآدم وآدم من تراب‪.‬‬
‫ولا يستطيع أح ٌد أن ينكر ما لدولة قطر من ريادٍة في مجال التقارب‬
‫والتعايش والدعوة للسلام؛ وذلك ما أكسبها مكانةً عالميةً مرموقة‪ ،‬وجعلها‬
‫واحدًة من دول العالم الأكثر تأثيًرا في مثل هذه القضايا‪ ،‬وفي كل ما يهم الأمن‬
‫والسلم الدوليين‪ .‬وللحفاظ على هذه المكانة يسعى مركز الدوحة الدولي لحوار‬
‫الأديان دائما لإيجاد وسائل متنوعة يرِّسخ من خلالها ثقافة الحوار‪ ،‬ويدعو‬
‫للاقتراب من الآخر وفهمه‪ ،‬ولوكان بيننا اختلاف‪ ،‬وساعد في ذلك كون قطر‬

‫بل ًدا متعدد الثقافات والجنسيات‪.‬‬

‫‪306‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫وقد لقي قرار إنشاء المركز ترحيبًا كبيراً من علماء الدين والباحثين‬
‫والأكاديميين المهتمين بقضايا الحوار والتعاون بين الاديان والحضارات والثقافات‬
‫المختلفة؛ حيث أشاد العلماء بهذا القرار‪ ،‬معتبرين أن إنشاء المركز سوف يساهم‬
‫في دفع الجهود المبذولة لمد جسور التعاون والتفاهم بين أتباع الاديان ومختلف‬
‫الحضارات والثقافات حول العالم‪ ،‬مما يساهم في إشاعة جو من السلام والعدالة‪،‬‬
‫وتخفيف حدة الاحتقان الموجودة بسبب جهل الأطراف لبعضها‪ ،‬ودخول‬

‫المتطرفين من الجانبين على خط إشعال الكراهية بين الشعوب‪.‬‬
‫رسالة المركز تدور حول الحوار البناء بين أتباع الأديان؛ من أجل فهم‬
‫أفضل للمبادئ والتعاليم الدينية لتسخيرها لخدمة الإنسانية جمعاء‪ ،‬انطلاقًا من‬
‫الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلافات‪ ،‬وذلك بالتعاون مع الأفراد والمؤسسات‬
‫ذات الصلة‪ ،‬كما يعكس رؤية قطر في معاملة كل من يعيش على أرضها من‬
‫مواطنين ومقيمين بالاحترام له ولدينه وممارسة شعائره الدينية بكل اطمئنان وراحة‬
‫بال بما لا يسيء إلى تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وعادات وتقاليد دولة قطر‬

‫وشعبها المضياف‪.‬‬
‫الرؤية‪ :‬أن يكون المركز نموذجاً رائداً في تحقيق التعايش السلمي بين أتباع الأديان‬

‫ومرجعية عالمية في مجال حوار الأديان‪.‬‬
‫ويهدف المركز إلى‪:‬‬

‫• أن يكون منتدى لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر‪.‬‬
‫• أن يكون المركز بيت خبرة يوفر معلومات علمية وتعليمية وتدريبية في‬

‫مجاله‪.‬‬
‫• تفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية‪.‬‬

‫‪307‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬ ‫•‬
‫•‬
‫توسيع مضمون الحوار ليشمل الجوانب الحياتية المتفاعلة مع الدين‪.‬‬
‫توسيع دائرة الحوار لتشمل الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعلاقة بين‬

‫القيم الدينية والقضايا الحياتية‪.‬‬

‫أنشطة المركز‪:‬‬

‫‪-1‬المؤتمرات الدولية‬

‫كانت المؤتمرات السنوية تمثل عمدة النشاط العلمي والحواري للمركز‪ .‬تمثل‬
‫هذه المؤتمرات الملتقى الدوري الفكر ّي والتشاوري بين المفكرين ومُمثِّلي الأديان‬
‫الرئيسية (الإسلام والمسيحية واليهودية) بالإضافة إلى كوكبة مختارة من علماء‬

‫الأديان والأكاديميين ورؤساء مراكز حوار الأديان من مختلف انحاء العالم‪ ،‬مما يتيح‬

‫للمهتمين بقضية الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة فرصةً لطرح القضايا التي‬
‫تهم المجتمعات‪ ،‬وللتشاور حول التحديات التي تَحول دون العيش المشترك‬
‫والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المتعددة؛ لتعم ثقافة السلام بين بني‬

‫البشر‪ .‬كما يسعى المركز من خلال تلك المؤتمرات لتقريب وجهات النظر بين‬

‫الأطراف المختلفة‪.‬‬

‫ومن خلال هذه المؤتمرات يسعى المركز لتقريب وجهات النظر‪ ،‬بين‬
‫أسا ٍس من القيم‬ ‫أرضيٍة‬
‫في ايجاد بعض‬ ‫تمون اصلياّرؤٍتى‪،‬تُعسلهىم‬ ‫مشتركة‬ ‫الحلول‬ ‫الأطراف المختلفة؛ للوصول إلى‬
‫بصيغة‬ ‫الدينية؛ بهدف الخروج ببعض‬

‫الحلول للمشاكل التي تلم بالعالم من حولنا‪ .‬فعُقد المؤتمر الأول لحوار الأديان‬
‫بالدوحة في عام ‪2003‬م بعنوان‪( :‬حرية التدين)‪ ،‬وتلاه المؤتمر الثاني عام‬

‫‪2004‬م بعنوان‪( :‬بناء الجسور)‪ُ ،‬ث المؤتمر الثالث في عام ‪2005‬م بعنوان‪( :‬دور‬

‫‪308‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫الأديان في بناء الحضارة الإنسانية)‪ ،‬وقد أوصى المؤتمر الثالث بإنشاء مركز للحوار‬

‫بين الأديان‪ ،‬وكانت تلك الانطلاقة‪ ،‬وتوالت هذه المؤتمرات تحت رعاية المركز‪.‬‬

‫‪ -‬المؤتمر الرابع‪ :‬دور الأديان في بناء الإنسان‬

‫‪ -‬المؤتمر الخامس‪ :‬القيم الدينية بين المسالمة واحترام الحياة‬

‫‪ -‬المؤتمر السادس‪ :‬القيم الروحية والسلام العالمي‬

‫‪ -‬المؤتمر السابع‪ :‬التضامن الإنساني‬

‫‪ -‬المؤتمر الثامن‪ :‬دور الأديان في تنشئة الأجيال‬

‫‪ -‬المؤتمر التاسع‪ :‬وسائل التواصل الاجتماعي وحوار الأديان (نظرة‬

‫استشرافية)‬

‫‪ -‬المؤتمر العاشر‪ :‬تجارب ناجحة في الحوار‬

‫المؤتمر الحادي عشر‪ :‬دور الشباب في تعزيز قيم الحوار‬ ‫‪-‬‬
‫المؤتمر الثاني عشر‪ :‬الأَْم ُن الُّروِح ُّي والِف ْكِر ُّي في َضْوِء التاـَعالِيِم ال ِّدينِياة‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫المؤتمر الثالث عشر‪:‬‬

‫‪ -2‬جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان‬

‫تم إطلاق جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان عام ‪2013‬م‪ ،‬والتي تُعد‬
‫المبادرة الفريدة من نوعها في هذا المجال على مستوى العالم‪ ،‬وكان الهدف من‬
‫هذه الجائزة دعم وتشجيع جهود ومبادرات الأشخاص والمؤسسات التي كان لها‬

‫أثٌر بارٌز في تعزيز الحوار وترسيخ ثقافة السلام‪.‬‬
‫أما موضوع الجائزة فهو دائ ًما ما يكون متطابًقا مع عنوان المؤتمر‬

‫السنوي‪،‬كما يُكارم الفائزون بالجائزة خلال حفل افتتاح المؤتمر‪.‬‬

‫‪309‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫لأفضل‬ ‫الأديان‬ ‫لحوار‬ ‫العالمية‬ ‫الدوحة‬ ‫عام ‪ُ 2013‬منحت جائزة‬ ‫‪ -‬في‬
‫في مجال حوار الأديان‪.‬‬ ‫ناجحٍة‬
‫تجار َب‬
‫‪ -‬في العام الثاني ‪ُ 2014‬خصصت الجائزة للمشاريع التي تميز بها‬
‫الشباب‪ ،‬والتي ساهمت في تعزيز الحوار داخل مجتمعاتهم‪.‬‬

‫‪ -‬بينما ركزت النسخة الثالثة للجائزة‪ ،‬في ‪ ،2016‬على المؤسسات‬

‫والشخصيات التي ساهمت في ترسيخ وتعزيز الأمن الروحي والفكري في مجتمعاتها‪.‬‬

‫‪ -3‬الطاولات المستديرة‬
‫حواٌر مجتمع ٌّي داخلي‪ ،‬يُعقد في فترا ٍت زمنيٍة متقاربة بين ذوي‬
‫الاختصاص من المفكرين وأساتذة الجامعات الموجودة في قطر؛ لمناقشة قضايا‬

‫الحوار والقضايا الاجتماعية التي تهم الجاليات الموجودة في قطر؛ بهدف تعزيز‬

‫الثقة وترسيخ التعايش السلمي بين الأفراد ذوي الثقافات والانتماءات المختلفة‪.‬‬

‫يستهدف مركز الدوحة الدولي لحوار الأاديان في هذه الطاولات‬
‫المستديرة المجتم َع القطري بك ِّل مكوناته‪ ،‬ويركز على الجاليات المقيمة في قطر‬
‫بصورة خاصة‪ ،‬ويهدف من خلالها‪ ،‬إلى ترسيخ ثقافة الحوار المجتمعي البناء‪ ،‬بما‬
‫يُمشِّكراكنٍةمإننسمانديٍةجتقسوومر‬
‫وتقّبُل الآخر؛ مما يُفضي إلى‬ ‫أطياف المجتمع‬ ‫التفاهم بين‬
‫عبر التنوع الثقافي والديني؛‬ ‫القيم الأخلاقية‬ ‫على أساس‬

‫لبلورة ثقافة مشتركة عمادها التسامح‪ ،‬والتعايش السلمي‪ ،‬والاحترام المتبادل‪،‬‬

‫والعيش المشترك؛ ولذلك تتناول ندوات الطاولات المستديرة القضايا المجتمعية التي‬

‫تهم المقيمين في شَّت مجالات حياتهم‪.‬‬

‫ويمكن اختصار أهداف تلك اللقاءات في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪310‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫‪ -‬خلق حوار مجتمعي مثمر‪ ،‬حول مواضيع تخص أوضاع المقيمين‪،‬كما‬
‫هي فرصة لممثلي الجهات الحكومية الإجابة على بعض تساؤلات المشاركين‪،‬‬
‫وكذلك توضيح الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدولة في تطوير وتحسين‬

‫الخدمات المقدمة للجاليات‪.‬‬
‫‪ -‬الإسهام في تعزيز التعايش السلمي‪،‬كما تسِّهل تقّبُل المجتمع القطري‬

‫للتعددية الدينية والثقافية‪ ،‬ضمن تلاقي الثقافات واثراء بعضها البعض‪.‬‬
‫أما المواضيع التي تناولتها الطاولات المستديرة فهيكما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الطاولة المستديرة الأولى‪ :‬نُظمت في ‪2010‬م‪ ،‬بعنوان‪( :‬حوار الجاليات‬
‫في قطر في ظل التنوع الديني)‪.‬‬

‫‪ -‬الطاولة المستديرة الثانية‪ :‬نُظمت في عام ‪2011‬م‪ ،‬وكانت في مجال‬
‫التعليم بعنوان‪( :‬دور التعليم في تقوية الروابط بين الجاليات في قطر)‪.‬‬
‫‪ -‬الطاولة المستديرة الثالثة‪ :‬نُ ِظّمت في عام ‪2012‬م‪ ،‬وكانت في مجال‬

‫الاعلام بعنوان‪( :‬حوار الجاليات في الإعلام المحلي)‪.‬‬
‫‪ -‬الطاولة المستديرة الرابعة‪ :‬نُ ِظّمت في عام ‪2014‬م‪ ،‬وكانت في مجال‬

‫التربية‪ ،‬بعنوان‪( :‬تسخير القيم الأخلاقية لعصرنا الحاضر)‪.‬‬
‫‪ -‬الطاولة المستديرة الخامسة‪ :‬نُ ِظّمت في عام ‪2015‬م‪ ،‬وكانت حول‬

‫القانون القطري بعنوان‪( :‬الثقافة القانونية في دولة قطر)‪.‬‬
‫‪ -‬الطاولة المستديرة السادسة‪ :‬نُ ِظّمت في عام ‪2016‬م وكانت حول‬

‫الجاليات بعنوان‪( :‬أسر المقيمين في قطر‪ :‬الفرص والتحديات)‪.‬‬

‫‪311‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫‪ -‬الطاولة المستديرة السابعة‪ :‬نُ ِظّمت نوفمبر عام ‪2016‬م وكانت حول‬
‫التعليم بعنوان‪ :‬تعليم أبناء المقيمين في قطر‪ :‬تحديات ودعم)‪.‬‬

‫‪ -‬الطاولة المستديرة الثامنة‪ :‬نظمت في نوفمبر ‪ 2017‬م‪ ،‬وكانت تحت‬
‫عنوان‪ :‬الجاليات في ظل الحصار‪ :‬التضامن والتحديات‪.‬‬
‫‪ -4‬المجال البحثي والأكاديمي‬

‫يقوم المركز بإعداد ونشر الأبحاث العلمية وكذلك الترجمة لكتب‬
‫ودراسات متخصصة حول الأديان‪ ،‬ونظرتها تجاه الآخر‪ ،‬وتجاه الكون والحياة؛‬

‫لفهٍم أفضل للقيم الدينية المختلفة‪ ،‬وتسخيرها لخدمة البشرية‪.‬‬
‫منشورات مركز الدوحة لحوار الأديان‪:‬‬

‫‪ -1‬أوراق المؤتمر الدولي الحادي عشر لحوار الأديان (دور الشباب في تعزيز قيم‬
‫الحوار) باللغتين العربية والإنجليزية‪.‬‬

‫‪ -2‬أوراق المؤتمر الدولي الثاني عشر لحوار الأديان (الأمن الروحي والفكري في‬
‫ضوء التعاليم الدينية) باللغتين العربية والإنجليزية‪.‬‬

‫‪ -3‬أوراق المؤتمر الدولي السابع لحوار الأديان (التضامن الإنساني)‬
‫‪ -4‬أوراق المائدة المستديرة مايو ‪2009‬م (رؤية دينية للأزمة الاقتصادية العالمية)‬

‫‪ -5‬حماية البيئة في تعاليم الأنبياء‬
‫‪We and the Other -6‬‬
‫ترجمة من العربية للإنجليزية لكتاب (نحن والآخر) للدكتور علي القّرة داغي‬
‫ترجمة‪ :‬سيد بشير احمد كشميري‬
‫‪ -7‬عشر سنوات لمؤتمر الدوحة لحوار الأديان‬

‫‪312‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫‪ -8‬تعزيز الحرية الدينية (تقرير التعاون المشترك بين الأديان‪ :‬مبادرة إسطنبول‪-‬‬
‫لقاء الدوحة)‬

‫‪ -5‬الرسائل المختارة‬

‫من إصدارات المركز الهامة التي يحرص على مداومة نشرها على فترات‬
‫متقاربة‪ ،‬وهي أبحاث منتقاة من الدراسات الأكاديمية الرصينة حول حوار الأديان‬

‫باللغة العربية والإنجليزية‪.‬‬
‫‪ -‬العدد الأول‪ :‬أكتوبر ‪2011‬م بعنوان‪ :‬تعليم الدين وتعميم القيم‬
‫للدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر‪.‬‬
‫‪ -‬العدد الثاني‪ 2016 :‬بعنوان‪ :‬المسلمون والمسيحيون واليهود اليوم‪-‬‬

‫التقارب والتعايش في زمن العولمة للدكتور أنس كاريتش‪.‬‬
‫‪ -‬العدد الثالث‪ 2016 :‬بعنوان‪ :‬الأمن الروحي والفكري في ضوء‬
‫مقاصد الشريعة الإسلامية للدكتور علي محيى الدين القره داغي الأمين العام‬

‫للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين‪.‬‬
‫‪-SELECTED PAPERS- HOW TO UNDERSTAND ISLAM‬‬

‫‪Issue 1/2016‬‬
‫‪THE CONCEPT OF JIHAD AND ITS IMPACT ON INTERFAITH‬‬
‫‪COMMUNICATION: Dr. Arif K. Abdullah‬‬

‫‪ -6‬المجلات والنشرات الدورية‬

‫يصدر عن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مجلة علمية محكمة نصف‬
‫سنوية باللغتين العربية والإنجليزية‪ ،‬وهي مجلة متخصصة في الدراسات الدينية‪،‬‬
‫وتركز على الحوار بين الأديان‪ ،‬والعلاقات بين الإسلام والديانات الأخرى‪ ،‬وقد‬

‫صدر منها تسعة إصدارات بالإضافة إلى الإصدار التمهيدي‪.‬‬

‫‪313‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫كما يصدر المركز نشرة دورية دائمة ينُشر فيها أعمال المركز وأنشطته‬
‫وفعالياته وما يقوم به من دورات وما يصدره من كتب وأبحاث وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة أديان (عشر أعداد) باللغتين العربية والإنجليزية‬

‫‪ -‬النشرة الدورية لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان (عشر أعداد)‬

‫‪ -7‬البرامج الإذاعية والتلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي‬
‫إيمانًا بما للإعلام من دوٍر كبيٍر في تحقيق الغايات المرجوة؛ َحر َص مركز‬
‫الدوحة الدولي لحوار الأديان على أن يكون له تواج ٌد إعلام ٌّي دائم ومتجدد‪،‬‬
‫فأنشأنا موقًعا رسمًيّا للمركز‪ ،‬وصفحةً رسمية في ك ِّل وسائل التواصل الاجتماعي‬
‫(تويتر وفيسبوك ويوتيوب)؛ ليتم من خلال ذلك التواصل معكل المهتمين بحوار‬
‫الأديان سواء أكادميين أو غيرهم‪ ،‬كما تُنشر بهذه الصفحات ك ُّل أنشطة المركز‬

‫وما يتعلق به‪.‬‬
‫كذلك أعد المركز وأنتج برنامجًا حوارًيّا اسمه (الحوار في الإسلام)‪ ،‬في ثلاثين حلقة‬
‫بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية وتم إذاعته في إذاعة قطر خلال شهر رمضان‬

‫المبارك ‪1437‬هـ‪ ،‬يونيو‪2016‬م‪.‬‬
‫وفي رمضان ‪1438‬ه‪ ،‬مايو‪2017‬م أعد المركز وأنتج برنامجا إذاعيا‪ ،‬في ثلاث‬

‫وثلاثين حلقة‪ ،‬بعنوان (حوار الأديان) أذاعته إذاعة قطر‪.‬‬
‫‪ -8‬اتفاقيات التعاون مع المراكز والمؤسسات المناظرة‬
‫عقد المركز عدة اتفاقيات تعاوٍن مع مراكَز ومؤسسا ٍت ثقافيٍة وأكاديمية‬
‫داخل قطر وحول العالم؛ نتج عنها إقامة العديد من المؤتمرات والندوات مع هذه‬
‫المراكز والمؤسسات في دولها بدعم وتمويل من المركز‪ ،‬كما يعقد المركز محاضرات‬

‫‪314‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫سنوية في هذه الجهات يحضرها المخت ُّصون‪ ،‬ويشارك في تقديمها العلماء‬
‫والباحثون‪ ،‬ويتطلع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إلى استمرار فتح قنوات‬
‫التعاون والشراكة مع المؤسسات ذات الصلة في المجالات المختلفة؛ إذ إن هذا‬
‫المجال لا يتطاور إلا بتبادل الخبرات عبر الشراكات والانشطة المتنوعة من محاضرات‬

‫ودراسات بحثية ومشاريع تعاون وغيرها‪ .‬مؤسسات قطرية‪:‬‬
‫‪ -1‬الهلال الأحمر القطري‬
‫‪ -2‬مركز الإبداع الثقافي‬

‫‪ -3‬مركز القرضاوي للوسطية‬
‫‪ -4‬مركز مناظرات قطر‬

‫‪ -5‬مركز إسهامات المسلمين في الحضارة‬
‫‪ -‬مؤسسات دولية‬

‫‪ -1‬معهد وولف‪ -‬جامعةكامبردج‬
‫‪ -2‬المركز الأوكراني للتواصل‬

‫‪ -3‬الجامعة الإسلامية‪ -‬صربيا‬
‫‪ -4‬مركز الدراسات الإسلامية‪ -‬جامعة موف‪ -‬كوريا الجنوبية‬

‫‪ -5‬جامعة سرايفو‬
‫‪ -6‬جامعة موناش‪ -‬أستراليا‬
‫‪-7‬مركز آفاق (التفاهم عبر الثقافات)‪ -‬جمهورية الجبل الأسود‬
‫‪ -9‬تنظيم اللقاءات الدولية والمحاضرات‬

‫‪315‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫إاللىسبللاومرةفيرؤيمٍةجتممعاشتتنراكٍةم لنعمخٍللاجلماالعتعّيا؛ونمنوالأحجوالر‬ ‫تلك اللقاءات‬ ‫تهدف‬ ‫نشر‬
‫التسامح وثقافة‬ ‫وتعزيز قيم‬

‫بين الأديان‪.‬‬

‫وقد استطاع المركز بفضل هذه اللقاءات خلق شبكة من العلاقات‬

‫والشراكات الفاعلة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص تلك التي عانت من ويلات الصراعات‬

‫المختلفة؛ لتمكينها من العودة إلى طريق التنمية والإعمار والوئام الاجتماعي‪.‬‬
‫وقد نظام مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان‪ ،‬بالتعاون مع وزارة الخارجية‬

‫القطرية‪ ،‬في الفترة ‪ 25 ،24‬مارس ‪2014‬م (اجتماع الدوحة التنفيذي لتعزيز‬

‫الحرية الدينية والتعاون بين الأديان)‪ ،‬والذي يندرج ضمن سلسلة لقاءات دولية‪،‬‬

‫لتنفيذ مبادرة اسطنبول ‪ 18/16‬لمكافحة التعصب والتمييز على أساس الدين‪،‬‬

‫وشارك في هذا اللقاء المجسد لشراكة تعاون بين الحكومات والمجتمع المدني‪)70( ،‬‬

‫مشاركا‪ ،‬ممثلين من الحكومات‪ ،‬ومن منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫وخلال العقد من الزمان منذ انطلاقة المركز‪ ،‬واكبت تلك اللقاءات‬

‫وتفاعلت مع تطورات عالمنا‪ ،‬فتناولت موضوعات الساعة الاجتماعية‬

‫والاقتصادية والانسانية والفكرية منها‪،‬كما ناقشت التحديات التي واجهت تلك‬

‫المجتمعات‪ ،‬وكذلك الآمال التي تراودها‪ .‬ففي مؤتمر الدوحة الدولي الثاني عشر‪،‬‬

‫وجد المجلس الاستشاري العالمي للمركز المكون من علماء ومفكرين من المسلمين‬

‫والمسيحيين واليهود أن موضوع الساعة‪ ،‬والمتعلق بهاجس الأمن؛ هو الأهم من‬

‫بين القضايا التي اقتُرح طرحها ومناقشتها‪ ،‬فجاء موضوع المؤتمر في هذا الاتجاه‪:‬‬
‫(الأمن الروحي والأمن الفكري في ضوء التعاليم الدينية)‪.‬‬

‫‪316‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫وفي يونيو ‪2015‬م تم تنظيم اللقاء الفكري بين علماء مسلمين‬
‫ومسيحيين من الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان‪.‬‬

‫أ‪ -‬سلسلة محاضرات بالتعاون مع مركز وولف في كامبردج‪:‬‬

‫‪ -1‬سلطة القانون وحوار الأديان‪ :‬اللورد وولف‪ ،‬راعي مؤسسة وولف‬
‫فيكامبردج (‪ 19‬نوفمبر ‪.)2012‬‬

‫‪ -2‬التحديات المعاصرة امام عملية الحوار وتجربتي في تدريس الدراسات‬
‫الدينية‪ :‬الأستاذة الدكتورة عائشة المناعي‪ ،‬مديرة مركز إسهامات المسلمين في‬
‫الحضارة ‪ -‬كلية حمد بن خليفة‪ ،‬ونائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي‬
‫لحوار الأديان‪ ،‬أُلقيت المحاضرة في كلية القديس إيدمونت‪ -‬كامبريدج (‪19‬‬

‫نوفمبر ‪.)2013‬‬
‫‪ -3‬العلمانية‪ .‬إيجابياتها وسلبياتها من المنظور الديني‪ :‬اللورد روين وليامز‬

‫(‪ 6‬يناير ‪2016‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬بطولة كأس العالم الأولى في الشرق الأوسط – التعايش عبر‬
‫الرياضة‪ :‬السيد حسن بن عبدالله الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع‬

‫والإرث (فبراير ‪2016‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬سلسلة محاضرات بالتعاون معكلية الشؤون الدولية في قطر‪ -‬جامعة‬

‫جورجتاون‪.‬‬
‫الرحمة والعنف‪:‬كارين ارمسترونج (‪ 19‬أبريل ‪2015‬م)‪.‬‬

‫ب‪ -‬سلسلة محاضرات بالتعاون مع كلية الشريعة‪ -‬جامعة قطر‪.‬‬

‫دور مراكز الدراسات والأبحاث في بناء قواعد ناظمة وآليات داعمة‬
‫لثقافة التنوع وإدارة الاختلاف ‪ ..‬مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان نموذجا‪:‬‬

‫‪317‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫الدكتور مصطفى الحكيم المنسق العلمي بمركز ابن غازي للأبحاث والدراسات‬
‫الاستراتيجية في المملكة المغربية‪.‬‬

‫‪ -10‬الدورات في مجال مهارات الحوار‬

‫يقدم مركز الدوحة الدولي دورات في مهارات الحوار والتعددية الثقافية‪ ،‬الموجه‬
‫للمؤسسات والمدارس‪.‬‬

‫‪ -1‬الدورة التدريبية التي نظمها المركز بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي‬
‫بوزارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ -2‬دورة الوسطية ومنهجية الفتوى وحوار الاديان بإشراف مركز‬
‫القرضاوي للوسطية‪.‬‬

‫‪ -3‬دورة تدريبية حول فن الحوار والحجج والتفنيد‪ -‬مناظرات‪ -‬مركز‬
‫القرضاوي للوسطية‪.‬‬

‫‪ -4‬الدورات التدريبية الأولى للمدارس المستقلة‪ :‬تأهيل المحاور المتميز‪.‬‬
‫‪ -5‬الدورات التدريبية الثانية للمدارس المستقلة‪ :‬فن الحوار وبناء الحجة‪،‬‬

‫بالتعاون مع مركز مناظرات قطر‪.‬‬
‫بالإضافة إلى بعض الرحلات التي ينظمها المركز لتوطيد أواصر الصلة‬
‫بين الجاليات التي تعيش على أرض قطر‪ ،‬لكي يعم السلام والوئام بين جميع‬

‫فئات المجتمع‪.‬‬

‫وفي الختام‪:‬‬

‫أستطيع أن أؤكد بوصفي مقيما في دولة قطر لعدة سنوات بأن الاتهامات الموجهة‬
‫لها من قبل دول الحصار الأربعة بأنها دولة تدعم الإرهاب عارية من الصحة ‪،‬‬
‫وهذه الاتهامات باطلة وظالمة وبدون دليل‪ ،‬والذي أراه بأنها دولة مسالمة ويعيش‬

‫‪318‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫على أراضيها المواطنون والمقيمون من جنسيات مختلفة وأديان مختلفة ‪ ،‬وأعراق‬
‫متعددة في أمن وسلام ووئام ‪ ،‬ولدولة قطر حضور إقليمي ودولي قوي في مجالات‬
‫عديدة‪ ،‬وشاركت في إرساء السلام في عدة أماكن مضطربة في العالم وكانت سببا‬
‫في لم شمل الفرق المتناحرة لعدة سنوات‪ ،‬وتساند المظلومين والمستضعفين من‬
‫المسلمين وغيرهم في أرجاء الكون من خلال الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية‪.‬‬

‫والله أعلم‪.‬‬

‫‪ 1‬أخرجه الإمام الترمذي في سننه‪.‬‬

‫‪319‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫دور المؤسسة التعليمية في تحقيق الأمن الفكري‬

‫المدارس السعودية في كوالالمبور أنموذجا‬

‫منصور غازي المحمدي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن استقرار المجتمعات وبقائها فضلاً عن نمائها وازدهارها مرهون بتوافر نعمة الأمن‪ ،‬ولقد‬
‫عني الإسلام به عناية كبرى‪ ،‬وهذه العناية واضحة وجليلة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ .‬ولكي يتحقق الأمن بمفهومه الشامل في الأمم والمجتمعات ويصبح‬
‫واقعاً ملموساً ومنهج حياة لا بد من السعي الحثيث لتحقيق وتعزيز الأمن الفكري لدى‬
‫المجتمعات أفراداً ومؤسسات فهو الأمن فلا بد من تضافر جهود المؤسسات المجتمعية‬

‫لتعزيزه‪.‬‬
‫ويصعب تحقيق الأمن في المجتمع إلا بالاستفادة القصوى من التعليم من خلال‬
‫أساليبه ووسائله التربوية التي تسهم في وقاية المجتمع بشكل عام‪ ،‬حيث مسؤولية مواجهة‬
‫الانحراف‪ ،‬وتعزيز الأمن الفكري ليست مسؤولية أجهزة الأمن فقط‪ ،‬وإنما تتعدى‬
‫مسؤولياتها إلى جميع المؤسسات ومن أهمها المؤسسة التعليمية‪ ،‬وذلك من خلال إسهامها‬
‫في إرساء القيم الروحية والأخلاقية والفكر الإسلامي الصحيح وما يتضمنه من مواعظ‬

‫تربوية ومن تسامح واعتدال (الشهري‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.)40‬‬
‫إن من أهم مظاهر تعزيز الأمن الفكري وهو اهتمام المؤسسات التربوية وقادة‬
‫الرأي بأهمية نشر الأمن الفكري في مراحل التعليم المختلفة‪ ،‬فالوصول إلى مفهوم تعزيز‬
‫الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية يتطلب العمل الجاد من خلال التعاون المستمر بين‬

‫كافة مؤسسات المجتمع وتحقيق التوازن النفسي والصحي والفكري للطلبة‪.‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫لم يعد دور المدرسة قاصراً على الوظائف التقليدية كالتعليم وتقديم المعرفة‪ ،‬بل تعداه إلى‬
‫تحصين الطلاب في مواجهة التحديات الفكرية المختلفة والتي باتت منتشرة بشكل كبير في‬
‫هذا الزمن نتيجة التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال الاتصالات والمعلومات‪ ،‬وسهلت‬
‫الأمر على أصحاب الفكر الضال للوصول إلى عقول وفكر الطلبة والسيطرة عليها في‬

‫سبيل تحقيق أهدافهم الدنيئة‪.‬‬
‫ويتمثل الأمن الفكري لدى الطلاب بالمحافظة على مخزون أذهانهم من الثقافات‬
‫والقيم والمبادئ الأخلاقية التي يتلقوها من مجتمعهم‪ ،‬لذلك تعد المؤسسات التعليمية وعلى‬
‫رأسها المدارس من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية المعنية بالوقاية من الانحراف‬
‫الفكري‪ ،‬وتحقيق الأمن الفكري وحمايته وذلك من خلال إدارتها ومعلميها والأسس التربوية‬

‫التي تتضمنها المناهج والبرامج الصفية وغير الصفية (‪.)2000،ovwata‬‬
‫ولقد أشارات الدراسات إلى أن ضعف التربية والإشراف المدرسي أحد عوامل‬
‫انتشار الجريمة‪ ،‬ففي دراسة قام بها مركز أبحاث الجريمة أجراها على عينة من ثلاث‬
‫مجموعات سحبت الأولى من دور الملاحظة الاجتماعية والثانية من السجون‬
‫والإصلاحيات والثالثة تمثل المسئولين في الهيئات الاجتماعية والأمنية‪ ،‬أظهرت نتائجها أن‬
‫‪ %65‬من أفراد الدراسة يعتبر ضعف الإشراف المدرسي أحد أهم عوامل انتشار الجريمة‬

‫(السعدون‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.)49‬‬
‫وتتمثل الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري في المدارس إلى وجود مبررات تستدعي‬
‫ذلك ومنها تزايد الأخطار السلبية لوسائل الاتصال التقنية الحديثة‪ ،‬وسرعة التغير‬

‫الاجتماعي والثقافي (السلطان‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.)60‬‬
‫وقد أرجع كثير من الباحثين مثل الحيدر (‪2002‬م) واليوسف (‪2005‬م)‬
‫وغيرهم في وجود العمليات الإرهابية إلى تبني فكراً منحرفاً وضالاً‪ ،‬وهذا الأمر يتطلب منا‬
‫التصدي له بشتى الوسائل وفق التخصصات المختلفة ولتحقيق ذلك ونظراً لخبرة الباحث‬
‫وارتباطه بالعمل في المؤسسات التعليمية واهتمامه بالجوانب التربوية رأى أهمية تعزيز الأمن‬

‫‪321‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫الفكري لدى المؤسسات التعليمية‪ ،‬والتعرف على الدور الذي تقدمه المؤسسات التعليمية‬
‫في سبيل تحقيق وتعزيز الأمن الفكري‪.‬‬
‫أسئلة الدراسة‪:‬‬

‫ما الأمن الفكري المطلوب تعزيزه لدى طلاب المدارس؟‬
‫ما واقع فاعلية المدارس في تعزيز الأمن الفكري لدى طلاب المدارس؟‬

‫ما هي مسؤولية المدارس في تحقيق الأمن الفكري للطلاب؟‬
‫ما التصور المقترح لزيادة فاعلية تعزيز الأمن الفكري في المدارس؟‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تحديد مفهوم الأمن الفكري المطلوب تعزيزه لدى طلاب المدارس‪.‬‬
‫واقع فاعلية المدارس في تعزيز الأمن الفكري لدى طلاب المدارس‪.‬‬

‫مسؤولية المدارس في تحقيق الأمن الفكري للطلاب‪.‬‬
‫بناء تصور مقترح لزيادة فاعلية تعزيز الأمن الفكري في المدارس‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫تندرج الدراسة الراهنة في إطار الدراسات الوصفية التحليلية‪ ،‬تلك الدراسات التي تعتمد‬
‫على تجميع الحقائق والمعلومات والبيانات والإحصائيات لمشكلة معينة ودراسة الظروف‬
‫المحيط بها‪ ،‬وكشف ارتباطها بمتغيرات محددة‪ ،‬ومن ثم تحليلها وتفسيرها للوصول إلى‬
‫استنتاجات منطقية لتحقيق أهداف الدراسة وتساؤلاتها‪ ،‬وتعتمد الدراسة الراهنة على‬
‫المنهج الاستقرائي الإستنتاجي التحليلي الذي سيستخدم في تحليل واقع المسؤولية الأمنية‬

‫للمدارس ومسؤوليتها في تعزيز الأمن الفكري‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تناول الزهراني (‪ )2011‬في دراسته بعنوان؛ الأمن الفكري‪ :‬مفهومه ضرورته مجالاته" وقد‬
‫تحدث في هذه الورقة عن أهمية الأمن الفكري الذي يرتبط بالدين الإسلامي وكذلك‬
‫ارتباطه بمجالات الأمن الأخرى كما انه أساس لها ولقد توصل إلى نتائج مفادها؛ أن‬

‫‪322‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫الأمن الفكري شامل للفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات والموضوعات‬
‫التي أنتجها العقل البشري وكذلك شامل لفكر الفرد ومكونات فكر المجتمع وأن الأمن‬
‫الفكري لا يتحقق إلا بالالتزام بمنهج الإسلام وفقا لفهم السلف الصالح وتوصل إلى‬
‫توصيات مفادها؛ الاهتمام بمناهج التربية والتعليم وتدريس العقيدة الإسلامية وفق منهج‬
‫السلف الصالح ونشر الوعي الشرعي المستقيم ‪ ،‬وحماية المجتمع من مصادر الفكر‬

‫المنحرف‪.‬‬
‫كما بحث اللويحق (‪ )2005‬في دراسته الموسومة؛ الأمن الفكري‪ :‬ما هيته‬
‫وضوابطه"‪ ،‬إذا ربط مفهوم الأمن بالضرورات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والعقل‬
‫والمال والعرض وأن العقل هو الذي يعمل الدين على حفظ أهميته‪ ،‬كما أكد على أن‬
‫الأمن الفكري هو الركيزة الأساسية التي تقوم بحفظ هوية الأمة‪ ،‬ويحكم العلاقات بين‬
‫الأفراد في المجتمع والأمة‪ ،‬وأن الصراعات الفكرية المنحرفة من الممكن أن تعصف بالأمة‬
‫وتدمرها وبين أن اختلال الأمن الفكري يتمثل باختلال المذاهب والحضارات والأديان‬

‫وأخيراً انحراف الجماعات الإرهابية‪.‬‬
‫كما أشار السديس (‪2005‬م) في دراسته بعنوان‪ :‬الشريعة الإسلامية ودورها في‬
‫تعزيز الأمن الفكري‪ ،‬حيث درس أهمية الأمن الفكري في حماية المجتمعات والدول والأفراد‬
‫وبيت أن أي خلل يحدث للفكر ينتج عنه خللكبير في مجالات الأمن الأخرى وقد ركزت‬

‫الدراسة على الضوابط الشرعية في العقيدة الإسلامية للأمن الفكري‪.‬‬
‫كما تناول المالكي (‪2007‬م) في دراسته بعنوان‪ :‬نحو بناء استراتيجية وطنية‬
‫لتحقيق الأمن الفكري في مواجهة الإرهاب الكشف عن الأسباب والعوامل المؤدية إلى‬
‫الانحراف الفكري الذي يقود إلى الإرهاب‪ ،‬والكشف عن دور كل من المسجد والأسرة‬
‫والمؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن الفكري‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أن الغلو والجهل‬
‫في الدين والأخذ بظواهر النصوص الشرعية‪ ،‬وتقصير مؤسسات التنشئة الاجتماعية في‬

‫أداء وظائفها الدينية والتربوية والتعليمية‪.‬‬
‫التعليق على الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪323‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫تتبع الباحث الدراسات التي تناولت الموضوع وقد ركزت بعض الدراسات على أهمية الأمن‬
‫الفكري‪ ،‬وسبل مواجهة الانحراف الفكري‪ ،‬بينما ركزت الأخرى على مفهوم وأسباب‬

‫وآثار الإرهاب‪.‬‬
‫وتتفق هذه الدراسة مع الدراسات التي تناولت مفهوم وأهمية تعزيز وتحقيق الأمن‬

‫الفكري من خلال دور المؤسسات التعليمية في ذلك‪.‬‬
‫وتختلف هذه الدراسة بكونها تقدم مقترحاً لبناء مشروع لتعزيز وتحقيق الأمن‬

‫الفكري بشكل متكامل من خلال المؤسسات التعليمية (المدرسة)‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬

‫الأمن في اللغة يعني‪ :‬طمأنينة النفس وزوال الخوف‪ ،‬وأمن البلد يشير إلى اطمئنان أهله‪،‬‬
‫وأمن الشر يعني السلامة منه (مصطفى وآخرون‪1986 ،‬م)‪.‬‬

‫والأمن اصطلاحاً له عدة تعريفات يأتي في مقدمتها أنه‪" :‬التدابير الكفيلة بحفظ‬
‫النظام‪ ،‬وضبط العلاقة بين الناس على نحو عادل ومتوازن لكي ينخرط الأفراد جميعاً في‬
‫خدمة الأهداف المشتركة دون تثبيط أو إزعاج (التركي‪1408 ،‬م)‪ .‬ويعرف الأمن بأنه‪:‬‬
‫"قدرة المجتمع على مواجهة الأحداث والوقائع الفردية للعنف وجمع المظاهر المتعلقة به‬

‫(المشاط‪1989 ،‬م)‪.‬‬
‫الأمن الفكري‪" :‬التحصين الفكري اللازم ضد أية تيارات فكرية منحرفة‪ ،‬أو‬
‫اتجاهات منجرفة‪ ،‬أو مفاهيم مغلوطة‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى الفرقة والتنازع والتشتت"‬

‫(منصور‪ ،2010 ،‬ص‪.)18‬‬
‫ويمكن تعريفه الأمن الفكري بأنه‪ :‬الأساليب والبرامج التي يمكن بها حماية‬
‫وتحصين أفكار النشء والتغلب بها على الاتجاهات والأفكار الضالة وتعزيز كل ما لديهم‬

‫من أفكار بناءة وتوجيههم ليكونوا مواطنين صالحين‪.‬‬
‫الإطار النظري للدراسة‪:‬‬

‫فيما يلي يستعرض الباحث مواضيع الإطار النظري‪:‬‬
‫أولا‪ :‬مفاهيم الأمن الفكري‪:‬‬

‫‪324‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫وردت عدة تعريفات للأمن الفكري وقد تنوعت بتنوع الدراسات التي أعدت من أجلها‬
‫كما أن مفهوم الأمن الفكري قد ربط بالعديد من المجالات ويعد من المفاهيم الحديثة وفي‬

‫ما يلي عرض مختصر لمفاهيم الأمن الفكري‪:‬‬
‫إن الأمن الفكري يعني "التصورات والقيم التي تكفل صيانة الفكر وحفظه من‬
‫عوامل الشطط وبواعث الانحراف التي تميل به عن الجادة وتخرجه عن وظيفته الأساسية‪،‬‬
‫التي تتمثل في إثراء الحياة بالسلوك القويم والآثار النافعة‪ ،‬وحفظ الضروريات‪ ،‬فيغدو عامل‬

‫تخريب وتهديد لكل ضروريات المجتمع ومصالحه" (القرارعة‪2005،‬م)‪.‬‬
‫يعرف بأنه‪ " :‬سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن‬
‫الوسطية والاعتدال في فهمه للأمور الدينية والسياسية وتصوره للكون" (اللويحق‪،‬‬

‫‪1430‬ه‪.)،‬‬
‫ويعرف أيضاً بأنه‪ " :‬تأمين خلو أفكار وعقول أفراد المجتمع من كل فكر شائب‬
‫ومعتقد خاطئ‪ ،‬مما قد يشكل خطراً على نظام المجتمع وأمنه‪ ،‬وبما يهدف إلى تحقيق الأمن‬

‫والاستقرار في الحياة الاجتماعية" (الحيدر‪2001 ،‬م)‪.‬‬
‫ويعرفه الدخيل (‪2009‬م) بأنه‪" :‬هو إعادة الخطاب الديني إلى ما يسمى‬
‫بالوسطية والاعتدال‪ ،‬وتخليصه من التوجهات المتطرفة‪ ،‬ومن الطروحات الجهادية التي‬

‫تنامت في العقود الأخيرة‪ ،‬وأصبحت تمثل مدرسة فكرية سياسية فاعلة"‪.‬‬
‫ويعرفه الهويمل (‪1421‬هـ) بأنه‪" :‬الاستعداد والأمان بحفظ الضروريات الخمس‬
‫من أي عدوان عليها‪ ،‬فكل ما دل على معنى الراحة والسكينة وتوفير السعادة والرقي في‬

‫شأن من شؤون الحياة فهو أمن"‪.‬‬
‫ويعرفه الحوشان (‪2015‬م) بأنه‪ :‬منهج فكري يلتزم بالوسطية والاعتدال‪ ،‬لغرس‬

‫القيم الروحية والأخلاقية وتنقيته من التوجهات المتطرفة‪.‬‬
‫ويعرفه الدعجة (‪2013‬م) بأنه‪ :‬سلامة واعتدال التفكير ونتائجه بما يتفق مع‬

‫النمط الفكري للأمة التي ينتسب إليها الفرد‪ ،‬بعيداً عن التطرف والغلو‪.‬‬

‫‪325‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫ومن منظور أشمل يعرفه الجحني (‪1989‬م) بأنه‪" :‬مجموعة من الإجراءات‬
‫التربوية والوقائية والعقابية التي تتخذها السلطة لحماية الوطن والمواطن داخلياً وخارجياً‪،‬‬
‫انطلاقاً من المبادئ التي تؤمن بها الأمة‪ ،‬ولا تتعارض أو تتناقض مع المقاصد والمصالح‬

‫المعتبرة"‪.‬‬
‫ويعرف الباحث تعزيز الأمن الفكري بأنه‪ :‬بذل كافة الجهود والممارسات التربوية‬
‫لحماية وتحصين أفكار الطلاب من كل ما هو دخيل قد يؤثر على سلوكهم أو عقائدهم‪،‬‬

‫وتزويدهم بكل ما يسهم في تبصرة أذهانهم عما حولهم من شبهات وأفكار منحرفة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى المفاهيم السابقة للأمن الفكري نجد أنها أجمعت على نقاط رئيسية‬

‫يمكن تخليصها بالنقاط التالية‪:‬‬
‫▪ضرورة الحرص على أسلوب التحصين والوقاية وذلك بإعداد مجموعة من التدابير‬

‫الوقائية التي تسهم في تحقيق وتعزيز الأمن الفكري‪.‬‬
‫▪بيان أن هناك العديد من الجهات التي لها دور كبير في تحقيق وتعزيز الأمن‬

‫الفكري وعلى رأسها المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫▪ضرورة تعاون كافة مؤسسات المجتمع في تحقيق وتعزيز الأمن الفكري‪.‬‬
‫▪أن الهدف الأسمى من تحقيق وتعزيز الأمن الفكري هو إيجاد المواطن الصالح‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية الأمن الفكري‪:‬‬

‫تكمن أهمية الأمن الفكري إجمالا من خلال النقاط التالية‪:‬‬
‫أولاً‪ :‬أ َّن الأمن الفكري أحد مك ِّونات الأمن بصفة عامة‪ ،‬بل هو أهمها وأسماها وأساس‬
‫وجودها واستمرارها‪ ،‬وهو النعمة التي لا يمكن أن تستقيم الحياة بغيرها‪ ،‬ولذلك امتَّن الله‬
‫ابَلوهُيجـُتتَرذومهٍعَخذاَلطَّنويآَعَُمفنمَـوةاُهولحَنّمجَاعّسعلنِّمُهسلىْنِاّامللكْأنرفلَخابسْاورَونحٍْيقلوِفلِّهرّيْمَع﴾ ْأ‪‬نشَفَ[ِباّلاَملَْحسفبَْليَنياَمنِلّطتةَِ]ّقول‪،‬فابْريـُِلّنْوؤ‪:‬لِقّماهنُعُبَلـوا﴿ْيلَفَنـِتأّدلْيَعـمَواِابْعِّللنّنبُلْهىعُدَكموأبْاِّةيمِّناَرّنضَِّلاَمًِّلّّبْح‪ِّ:‬يحَيََصهْكز﴿ٍَذُنفأَاَُْترولااَومْللْلَْبَنخـَهْييـَطَْ﴾راِِّّْلموات[داينألَ*ينَعّااناَعَلّْكِكنّذَبَلجّوَعأهَيِْلباّنيَ‪ِ،‬تاأَّه‪:‬طْفََع‪7‬وقَحَكََمادر‪ً6‬منَُه]اأ‪.‬مْتآخِِّّممرلَنًهاجنُ‬

‫‪326‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫َج َس ِّدِّه‪،‬‬ ‫ِّفي‬ ‫آِّمنًا ِّفي ِّسْرِبِّّه‪ُ ،‬مَعاًًف‬ ‫أَ ْصبَ َح ِّمْن ُك ْم‬ ‫‪َ« :‬م ْن‬ ‫ِّعْنُصَدْحهُبَةٌقُ‪،‬و قَُات َيلـَ‪ْ:‬وِّمِقَّها َفَلَكأََرَنّمَُساو ُِّلحيَازللْهت‬
‫في الأدب المفرد‪.‬‬ ‫رواه البخاري‬ ‫لَهُ ال ُّدنْـيَا»‬
‫وقد أشار محمد (‪2016‬م) بأ َّن النظر إلى أ َّن الأمن الفكري هو أسمى أنواع‬
‫الأمن وأساسها؛ يفيدنا في‪:‬‬
‫]‪ [1‬أن نوِّجه الأنظار إلى العناية بالفكر بتوفير كل أسباب حمايته واستقامته‬

‫والمحافظة عليه‪ ،‬وكذلك العمل على رصد ودراسة كل ما من شأنه التأثير على سلامة‬
‫الفكر واستقامته‪.‬‬
‫]‪ [2‬أن نعمل على معالجة أسباب اختلال الأمن في المجتمع بشك ٍل متكام ٍل‬
‫ومتراب ٍط من غير فص ٍل بين أنواع الأمن‪ ،‬ولا تفريٍق بين تلك الأسباب‪ ،‬فالنظرة الشاملة‬
‫تجعل المعالجة شاملة ومتكاملة‪ ،‬وهو ما يوفر على الجهات المختصة بأمن المجتمع الجهود‪،‬‬

‫ويحمي الأمة من تبعات الفصل في المعالجة بين أسباب اختلال الأمن‪ ،‬ويوصل إلى النتائج‬
‫المثمرة‪ ،‬والغايات المحمودة في أسرع وقت‪.‬‬
‫]‪ [3‬أن تكون المعالجات الأمنية من واقع الأمة‪ ،‬مستقاة من مصادر فكرها‬

‫وعقيدتها‪ ،‬وبناءً على مقتضيات حاجتها بعيداً عن التقصير والشطط‪.‬‬
‫]‪[4‬أن تكون لمؤسسات النشء الدور الأكبر في تحقيق وتعزيز الأمن الفكري‬

‫فالأسرة والمدرسة هما اللبنات الأولى التي يعول عليهما في تحقيق الأمن الفكري‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أ َّن الأمن الفكري يتعلق بالمحافظة على الدين‪ ،‬الذي هو إحدى‬
‫الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحمايتها والمحافظة عليها‪ ،‬فالإسلام هو‬
‫للَفََدهيوَأُُيقْْمْووسلَنتِتئَّهَاوالَْخَل‪،‬يُِـكلّأبََفمَِنّدُّـهوةلأََُنُهّمـ‪:‬سمُهاالْمَِّفف﴿ِاإّسيِِّمَّّنساتنلُقماأَلوْبكرـََِّدينْعينِِّّهدَض﴾نا َ[كِاّعَخفلَنمنْياوَِدفّوِاّرهااّل‪ْ:‬مَْسأّلِتَلّ‪5‬رأَْاْخم‪5‬للنًَِ]ّضاإ‪َْ:.‬سفيـَلْعااَبُلّ﴿مُُِدَّذويو﴾َعنََِنّنَدي[ِّمآاّلَنلّلالُقَـيعُْباَِللّّمِْشِّّهذِراّريُْمكنَنو‪َ:‬وَنلَي‪ُ9‬آََِّممِ‪1‬نُبِ]ّكوانَ‪ََّ ،‬نِشّمْيوـنلئًهَهاُُكوْمْمَوِكّدَميَذونَـنلَعُهِّمَُمككلَُفاوَاَلّرمِّذابـَلصْيعدََّصداراْرلِتَّحذََعِلاَّضزِهَّتىكا‬

‫‪327‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫والإسلام كذلك هو مصدر ثقافة الأمة‪ ،‬ومستند علومها ومعارفها‪ ،‬وهو أساس‬
‫علوها وتميزها‪ ،‬لذلك كان في الأمن الفكري الحماية لهذه الأسس والمرتكزات‪ ،‬والإخلال به‬

‫إخلال بها‪ ،‬وهو ما يجعل الأمة عرضة للزوال‪ ،‬والتأثر بأديان الأمم الأخرى وثقافاتها‬
‫وأفكارها‪ ،‬وبذلك تفقد سر تميزها‪ ،‬وأساس وجودها وعظمتها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أ َّن الأمن الفكري يتعلق بالعقل‪ ،‬والعقل هو آلة الفكر‪ ،‬وأداة التأُّمل‬
‫والتف ُّكر‪ ،‬الذي هو أساس استخراج المعارف‪ ،‬وطريق بناء الحضارات‪ ،‬وتحقيق الاستخلاف‬
‫في الأرض‪ ،‬ولذلك كانت المحافظة على العقل‪ ،‬وحمايته من المفسدات‪ ،‬مقصداً من مقاصد‬
‫الشريعة الإسلامية‪ ،‬وسلامة العقل لا تتحقق إلا بالمحافظة عليه من المؤثرات الحسية‬
‫والمعنوية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أ َّن الأمن الفكري غايته استقامة المعتقد‪ ،‬وسلامته من الانحراف‪ ،‬والبعد‬
‫عن المنهج الحق‪ ،‬ووسطية الإسلام‪ ،‬ولذلك فإ َّن الإخلال به يعرض الإنسان لأن يكون‬
‫فَُوع َُجمجلَعوههٌلْنَايـَههُْبواَمِئّءًَهبٍَذاخمناءًثَمخوَاّمرِاسنًّاشثًُل‪:‬عَواةٌراًأثَ*﴾ّقنلَاع[االلِلّإمهفلَخةرٌقفلايناَانمل‪ِ:‬يّصبَزا‪3‬بةٌان‪2‬لأ]*امل‪،‬تَإنوسْصقاللَالافىلم‪،‬كنَتارقعًرااايللىَيحتاؤِأِّعمّيدايَلةًيضىاً‪:﴾:‬إل[اى﴿ل﴿َوغتقََاهِفّدُّْلشرْمينَقةأاََ‪َِ:‬تإاّلل‪ََ1‬كأى‪-‬مَةم‪َ3‬حا]ِّدو‪.‬يَتع ِّمشُلُثرواذالْمِّمغَهااْنِّشيََعِشّةيَمعٍل*اً‬
‫وأحزاباً‪ ،‬وتتنافر قلوب أبنائها‪ ،‬ويجعل بأسهم بينهم شديد‪ ،‬فتذهب ريح الأمة‪ ،‬ويتشتت‬
‫شملها‪ ،‬وتختلف كلمتها‪.‬‬
‫اُ[ملْابَِليّْسنَأتَانِّقعياُتًمما‪َ:‬وأُفَ‪3‬اولََوتِّلِئّ‪5‬بّقُع‪َ1‬دكو]هُ‪،‬لَنهَُهوْلمواىقاَعتَـَاَتّلذِلبّالهُعأيٌوابعاضلَعاًنِ‪ُّّ:‬ظسيبُاٌملَلا﴿َ﴾وفَـَلختَـتا[َلفآَّاترَلَقُكفِوبعّنُموُاكفراْيمَكنام‪َ:‬عَلّحِّنذ‪5‬يك‪0‬مَنَسِ‪1‬بّياتَـ]ِللّتَِ‪.‬فّهَنّرقزُيذَوِالّل‪ُ،‬كَواْمفْخَقوتَـالََّصُفلا‪:‬واُك ْمِّم﴿ِبّنَِّوهأَ َبلّـََنَْععَلِّّدَهُكَذْمَمااتَـَتّـُِّقَصجَارواءََِنّطُهُيم﴾‬
‫ولا شك أ َّن من أعظم أسباب اختلاف القلوب وتفرق الصفوف هو الخلاف‬
‫كان من صفات‬ ‫الأمة بعضها الآخر‪ ،‬ولذلك‬ ‫بعض‬ ‫العقدي‪ ،‬فبه تُستحل الدماء‪ ،‬ويلعن‬
‫ُمُرو َق ال َّس ْهِّم ِّم َن‬ ‫َحنَا ِّجَرُه ْم‪ ،‬يَمُْرقُو َن ِّم َن ال ِّدي ِّن‬ ‫يُجَا ِّوُز‬ ‫الخوارج أنهم «قَـْوٌم يـَْقَرءُو َن الُْقْرآ َن‪ ،‬لاَ‬

‫‪328‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫َعا ٍد»‬ ‫قَـْت َل‬ ‫لأَقْـتُـلََنّـُه ْم‬ ‫أَْدَرْكتُـُه ْم‬ ‫أَنَا‬ ‫لَِئّ ْن‬ ‫الأَْوثَا ِّن‪،‬‬ ‫أَْه َل‬ ‫َويََد ُعو َن‬ ‫الِّإ ْسلاَِّم‪،‬‬ ‫أَْه َل‬ ‫الَّرِّمَيِّّة‪ ،‬يـَْقتُـلُو َن‬
‫(رواه مسلم)‪.‬‬

‫وما تعيشه الأمة اليوم بسبب انحراف فكر بعض أبنائها من تكفير‪ ،‬وتفجير‪،‬‬
‫وشدة اختلاف‪ ،‬يشي بخطورة الاختلاف بدافع عقدي‪.‬‬

‫دور طاعة ولاة الأمر ولزوم الجماعة في تحقيق الأمن الفكري‪:‬‬

‫إن الاجتماع والائتلاف‪ ،‬ونبذ التفرق والاختلاف‪ ،‬أصل عظيم من أصول الدين‬
‫الإسلامي الحنيف‪ ،‬وسمة بارزة من سمات أمة محمد ‪ ،‬قال الله تعالى‪﴿ :‬واعتصموا بحبل‬
‫الله جميعا ولا تفرقوا﴾ [آل عمران‪ ]103:‬وقال تعالى‪﴿ :‬وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه‬
‫ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾ [الأنعام‪.]153:‬‬
‫ومن السنة والحديث أِب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره‬
‫ثلاثاً‪ ،‬فيرضى لكم‪ :‬أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا‪ ،‬وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا‪،‬‬
‫ويكره لكم‪ :‬قيل وقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة المال»‪ .‬وعن أِب ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪:‬‬
‫«من خالف جماعة شبراً خلع رقبة الإسلام من عنقه» ولقد تواترت الأدلة من الكتاب‬
‫والسنة على ذلك‪{ ،‬وانعقاد إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب لزوم جماعة وتحريم‬

‫الخروج عليها‪ ،‬وأن لزومها فضيلة ومفارقتها رذيلة}‪.‬‬
‫ومن مقتضيات لزوم الجماعة طاعة ولاة أمر المسلمين عملاً بقوله تعالى‪:‬‬
‫﴿يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منك ْم﴾ [النساء‪ ]59:‬ففي هذه‬
‫الآية الكريمة وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر‪ .‬والمراد بأولي الأمر هنا من أوجب الله‬
‫طاعته من الحكام والأمراء والعلماء‪ ،‬قال الحافظ ابن كثير رحمه الله‪" :‬والظاهر‪-‬والله أعلم‪-‬‬
‫أن الآية عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء"‪ .‬وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه‬
‫الله‪" :‬أولو الأمر صنفان‪ :‬العلماء والأمراء"‪" .‬ولا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان‬
‫والعلماء‪ ،‬فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم‪ ،‬وإن استخفوا بهذين أفسدوا‬
‫دنياهم وأخراهم"‪ .‬وقد ورد في السمع والطاعة لأولي الأمر أحاديث كثيرة‪ ،‬منها حديث‬
‫ابن عمر ‪ ‬عن النبي ‪ ‬أنه قال‪« :‬على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما‬

‫‪329‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫لم يؤمر بمعصية؛ فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»‪ .‬وعن أِب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله ‪ ‬يقول‪« :‬من أطاعني فقد أطاع الله‪ ،‬ومن عصاني فقد عصى الله‪ ،‬ومن أطاع‬

‫الأمير فقد أطاعني‪ ،‬ومن يعص الأمير فقد عصاني‪.»..‬‬
‫إن طاعة ولاة الأمر تسهم في تحقيق الأمن الفكري‪ ،‬حيث أشارت الآيات‬
‫والأحاديث أن طاعة ولاة الأمر من طاعة الله ورسوله‪ ،‬لذا بتحققها يتحقق الأمن والراحة‬

‫والطمأنينة للناس‪.‬‬
‫إن المؤسسات التعليمية لا يمكن أن تؤدي دورها بشكل فعال‪ ،‬إلا في ظل‬
‫وجود الأمن والاستقرار‪ ،‬وهذا لا يـتأتى إلا من خلال طاعة ولي الأمر‪ ،‬لذا دور المدارس‬

‫في تحقيق الأمن الفكري مرتبط بشكل كبير بطاعة ولي الأمر‪.‬‬
‫الوسطية والاعتدال ودورها في تعزيز الأمن الفكري‪:‬‬

‫الوسطية في العرف الشائع في زمننا تعني الاعتدال في الاعتقاد والموقف والسلوك والنظام‬
‫والمعاملة والأخلاق‪ ،‬وهذا ما ندعوه اليوم بالأمن الفكري‪ ،‬وهو يعني أن الإسلام دين‬
‫معتدل‪ ،‬غير جانح ولا مفرط في شي من الحقائق‪ ،‬فليس فيه مغالاة في الدين ولا تطرف‪،‬‬
‫ولا شذوذ في الاعتقاد ولا استكبار ولا خنوع ولا ذل ولا استسلام‪ ،‬ولا خضوع وعبودية‬
‫لغير الله‪ ،‬ولا تشدد أو إحراج‪ ،‬ولا تهاون ولا تقصير‪ ،‬ولا تساهل أو تفريط في حق من‬

‫حقوق الله‪ ،‬ولا حقوق الناس‪ ،‬وهو معنى الصلاح والاستقامة (وهبة الزحيلي‪.)2005 ،‬‬
‫وإن قضية التصدي لظاهرتي الغلو والتطرف لا تتم إلا بإحياء دور العقل ودراسة‬
‫الظروف الاجتماعية التي ساعدت على تفشي تلك الظواهر والتعرف على أسبابها وسبل‬
‫مواجهتها‪ ،‬وتعد الوسطية في كل الأمور من أهم مزايا المنهج الإسلامي فالأمن الفكري‬
‫يدعو أمه الإسلام أمه الوسط والصراط المستقيم بمعنى أنها تستغل جميع طاقاتها وجهودها‬
‫فالبناء والعمران المادي والتربوي والعلمي والثقافي من غير إفراط ولا تفريط فهي تحقق‬
‫التوازن بين الفرد والجماعة والدين والدنيا وبين العقل والقوه وبين المثالية والواقعية وبين‬

‫الروحانية والمادية وغيرها (بن تنباك‪1421 ،‬ه)‪.‬‬

‫‪330‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫لا شك أن أهم أهداف التربية قديماً وحديثاً هو إيجاد الفرد الصالح الآمن فكرياً‬
‫النافع لنفسه وأمته وأن جنوح الفرد يميناً أو يساراً بالغلو والتطرف أو اللامبالاة والتهاون‬
‫مؤشر خطير يستوجب صحوة كل من يضطلع بمسئولية التربية النظامية وغير النظامية‬
‫لبحث أسباب هذا التطرف وسبل علاجه للجيل الحاضر وإعداد العدة لوقاية الجيل‬
‫الجديد من استفحال تلك الظواهر‪ ،‬وقال سبحانه وتعالى ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطاً‬

‫لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً﴾ [البقرة‪.]143:‬‬
‫المؤسسة التعليمية (المدرسة) ودورها في تعزيز الأمن الفكري‪:‬‬

‫تع ُد المدرسةُ إحدى الهيئات الرسمية في المجتمع‪ ،‬والتي تتولى وظيفة تنشئة الأبناء‪ ،‬والعمل‬
‫على رفع قُدراتهم ومهاراتهم في شتى المجالات‪ ،‬فهي تعمل إلى جانب الأسرة في التنشئة‬
‫الاجتماعية للفرد وزرع القيم الإنسانية لديه‪ .‬وبتطُّور الحياة أصبحت الحاجة ماسة إلى‬
‫اتخاذ مكان يتعلم فيه الصغار‪ ،‬وإلى أشخاص ينوبون عن المجتمع في أداء هذه المهمة‪،‬‬
‫وابتدأ إنشاء المدارس في الإسلام في أواخر القْرن الرابع الهجري‪ ،‬وكان يقوم بإنشائها بعض‬
‫ابفلاُشيلأعمدوهرباولهءذةمه‪،‬ااوللبمتوعِّيدمانرتضجأسرالشميلهحًوّرلراههكاال؛ااالملإجمذداارراكيرعازًيةًّاستِلّامن‪ُ،‬لفننووظتذُاخحهمييِمّصة‪،‬ثالأاصتلموينلاهأاهقخااجمدل‪،‬مهأاةوقواِنالّلظدكايتفنمهباوالمملُِ‪ْ،‬لهّوباالأأكوتاسل‪،‬انليسشلدًراوبج‪،‬نولقلمأنيعون‪،‬رايروتقبِبوايّلاقمدعطيهرهافااةلتنمعبالظليياًيّمانم‬

‫معين‪ ،‬أو مناهج مَحدودة (النحلاوي‪2005،‬م)‪.‬‬
‫تعريف المدرسة‪:‬‬

‫هناك العديد من التعاريف التي بينت ماهية المدرسة وأهم وظائفها‪ ،‬ومن هذه التعاريف ما‬
‫يلي صبطي (‪2013‬م)‪:‬‬

‫• مؤسسة أوجدها المجتمع من أجل إعداد أفراد الجيل الجديد‪ ،‬وتعليمهم المشاركة‬
‫في النشاطات الإنسانية التي تكثر في حياة الجماعة‪ ،‬ودمج هذا الجيل في المجتمع‬

‫والعمل على تكييفه معه من حيث الأفكار والفلسفة والأهداف‪.‬‬

‫‪331‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫مؤسسة نظامية اجتماعية تربوية أنشأتها الحكومة أو المجتمع‪ ،‬للعمل على تربية‬ ‫•‬
‫الأفراد وإعدادهم في إطا ٍر معيٍن من البرامج والمناهج المحددة‪.‬‬ ‫•‬

‫مؤسسة أو تنظيم‪ ،‬يعمل على توجيه العملية التعليمية التوجيه الصحيح وهذا‬ ‫•‬
‫أساس قوتها‪ ،‬فهي لم تعد كما كان معروفاً سابقاً أن دورها الأساسي في المحافظة‬
‫على تراث المجتمع الثقافي وقيمه‪ ،‬ونقله من جي ٍل إلى آخر‪ ،‬وتعليم الطلاب‬

‫القراءة والكتابة بالطرق القديمة كالتلقين‪ ،‬بل تطورت وأصبحت المدرسة هي‬
‫المكان التربوي الذي يهتم بتربية الطفل تربيةً سليمةً من الناحية الجسمية‬

‫والعقلية‪ ،‬والعاطفية‪ ،‬بهدف تكوين الشخصية المتزنة والمتوازنة‪.‬‬
‫مؤسسة رسمية‪ ،‬تم إنشاؤها لحاجة المجتمع لها‪ ،‬وذلك بتكوين العلاقات‬
‫الاجتماعية داخلها‪ ،‬للقيام بالوظائف التربوية المحددة لها‪ ،‬والتي تهدف إلى تنشئة‬
‫الطالب من جميع الجوانب الضرورية‪ ،‬وذلك من أجل المحافظة على المجتمع‬

‫وبقائه‪.‬‬

‫خصائص المدرسة‪:‬‬

‫للمدرسة خصائص معينة باعتبار أنها مؤسسة اجتماعية ومن هذه الخصائص ما لخصته‬
‫صبطي (‪2013‬م) بما يلي‪:‬‬

‫• تعتبر المدرسة المؤسسة الاجتماعية والتربوية التي تعمل على إعداد المتعلم ليكون شخصاً‬
‫إيجابياً في المجتمع‪.‬‬

‫• تتكون المدرسة من مجموعة أفراد ضمن فئتين؛ المدرسون والتلاميذ حيث يتميز المدرسون‬
‫بقد ٍر من الثقافة والعلم والمقومات الأكاديمية‪ ،‬وهم الذين يقومون بعملية التعليم‪ ،‬أما الفئة‬
‫الثانية وهم التلاميذ الذين يتلقون التعليم‪ ،‬وهذه الفئة تخضع للعديد من الاختبارات‪ ،‬أما‬
‫ما تبقى من أفراد في هذه المؤسسة كالإداريين وغيرهم‪ ،‬فهم في مقام الوسائل المساعدة‬

‫على عملية التنظيم‪ ،‬وتسهيل العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪332‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫• يقوم عمل المدرسة عن طريق التفاعل الاجتماعي‪ ،‬وذلك بالتمركز حول العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬وضرورة إلزام الطالب بالتقيد بما جاءت به المناهج الدراسية من تطبيق مجموعة‬

‫من الحقائق والمهارات والقيم الأخلاقية‪.‬‬
‫• تعتبر المدرسة النقطة المركزية للعلاقات الاجتماعية العديدة المتفاعلة بعضها مع بعض‬

‫كالتلاميذ والمدرسين والمجتمع الذي يعيشون فيه‪.‬‬
‫• يسود في المدرسة شعور بالفخر والانتماء تجاه هذه المؤسسة التعليمية‪ ،‬وأن الفترة التي‬
‫يقضونها في المدرسة هي أهم فترات حياتهم‪ ،‬ويظهر هذا الشعور بشك ٍل واضح في‬

‫المباريات التنافسية‪.‬‬
‫• تنتشر في المدرسة ثقافةٌ معينة تمثل جانباً أساسياً من أخلاق الطلبة والمدرسين وسلوكهم‪،‬‬

‫ويكون لها دوٌر بارٌز في تقوية العلاقات والروابط فيما بينهم‪.‬‬
‫وظائف المدرسة‪:‬‬

‫إن وظيفة المدرسة لا تقتصر على تعليم الطلبة بعضاً من العلوم والمعارف العلمية‪ ،‬بل‬
‫تتعدى وظيفتها إلى أكثر من ذلك‪ ،‬ومن ذلك ما أذكره الفايز (‪ )2013‬بما يلي‪:‬‬

‫• النقل الثقافي‪ ،‬حيث تعمل المدرسة على نقل التراث الثقافي الموروث إلى الجيل الجديد‬
‫بأسلو ٍب سه ٍل وميسر بعد تنقيحِّه وتطهيرِهّ من الخرافات التيكانت عالقةً به‪.‬‬

‫• التكامل الاجتماعي‪ ،‬ذلك أن المجتمع يحتوي على العديد من الجماعات المختلفة‪،‬‬
‫فيأتي دور المدرسة‪ ،‬لإزالة التناقضات التي قد توجد بين هذه الجماعات‪ ،‬وتحقق‬

‫التكامل فيما بينها‪.‬‬
‫• النمو الشخصي لطالب المدرسة فهي تعمل على رعايته داخل حدودها وخارجها‪،‬‬

‫وذلك بتكوين شخصيته القوية المتماسكة‪.‬‬
‫• تنمية أنماط سلوكية واجتماعية جديدة لدى الفرد‪ ،‬والعمل على تنميتها على أس ٍس‬

‫علمية ومعرفية‪ ،‬ليستطيع الطالب أن يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫• تنمية القدرات الإبداعية‪ ،‬فالمدرسة تعمل على تنمية القدرات العلمية‪ ،‬وترعى‬

‫الأفكار الإبداعية‪ ،‬وتنمي لدى الطالب الفضول المعرفي الذي يدفعه للنجاح‪.‬‬

‫‪333‬‬

‫نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية‬

‫• توفير المناخ المناسب الذي يشجع الطالب على ممارسة حقه الديمقراطي‪ ،‬وعلاقتِّه‬
‫الإنسانية في المدرسِّة وخارجها‪.‬‬
‫المدارس السعودية فيكوالالمبور‪:‬‬

‫يتم الإشراف عليها من ِقّبل وزارة التربية والتعليم‪ ،‬ممثلاً في الجانب التربوي والتعليمي بقرار‬
‫من معالي وزير المعارف آنذاك برقم ‪ 476‬في ‪1412 -8-16‬هـ‪ ،‬تحت اسم إدارة المدارس‬
‫السعودية في الخارج‪ ،‬نظامها يتم وفق مناهج المملكة العربية السعودية وحسب الأنظمة‬
‫المعمول بها في الوزارة‪ ،‬إضافة إلى مقررات تلك الدول‪ ،‬وما يتناسب مع طبيعة الدارسين‪،‬‬
‫وهذه المدارس تعمل وفق لوائح وأهداف‪ ،‬وإشراف مباشر من وزارة الخارجية للأعمال‬

‫والإجراءات الإدارية‪ ،‬فمن أهداف تلك المدارس السعودية في الخارج‪:‬‬
‫‪ -‬خدمة المملكة إعلامياً من خلال أوجه النشاط التي تقوم به تلك المدارس‬

‫والأكاديميات‪.‬‬
‫‪ -‬الدور الريادي في الإجراءات الوقائية لحماية الدارسين من المؤثرات في هويتهم وثقافتهم‪.‬‬

‫‪ -‬التفاعل مع المناسبات الوطنية للمملكة والأحداث الداخلية والعالمية بصورة إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬صقل مواهب الدارسين ومشاركتهم في تعظيم البلد الحرام ونبذ الإرهاب بكل صوره‬

‫وأشكاله‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الصورة الإيجابية والحقيقية عن المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل التجارب التعليمية والتربوية المميزة ونقلها إلى الطلاب والمدارس من ِقّبل الموفدين‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ المسابقات والمناشط الطلابية والبرامج الحوارية والاجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم الصلة والتواصل في تقديم أفضل الخدمات‪ ،‬لتحقيق أهداف المملكة في مجال‬

‫التقنية والتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬الاهتمام بنشر الهوية التي تعكس الثقافة السعودية‪ ،‬والتقاليد العربية‪ ،‬والتراث والأصالة‪.‬‬
‫يدرس حالياً في المدارس السعودية في كوالالمبور ما يقارب (‪ )700‬طالب وطالبة من‬
‫(‪ )23‬جنسية عربية وغير عربية‪ ،‬وتقدم المدارس العديد من البرامج المجتمعية التي تسهم في‬

‫‪334‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫خدمة المجتمع المسلم وتهدف إلى نشر العمل الخيري وتربية النشء على مفهوم الأعمال‬
‫التطوعية ومن أبرز تلك البرامج‪:‬‬

‫‪ -1‬برامج معهد أقرأ للغة العربية‪ :‬حيث يقدم العديد من برامج تعليم اللغة العربية‬
‫لكافة الأعمار وبمستويات مختلفة‪ ،‬ويتلقى الطلاب دورات مكثفة لتعليم‬
‫اللغة العربية بأزمنة مختلفة‪ ،‬وقد تخرج من المعهد أكثر من ‪ 1500‬طالب‬

‫وطالبة‪.‬‬
‫‪ -2‬برامج خدمة الروهنجا‪ :‬حيث تقدم لهم إعانات بمبادرة طلابية كأعمال‬
‫تطوعية‪ ،‬بالإضافة إلى اعتماد مخصصات لتعليمهم في المراكز التي‬
‫يتواجدون بها أو يتم تدريسهم في معهد أقرأ‪.‬ويتلقون طلاب الروهنجا تعليم‬

‫القران الكريم واللغة العربية والرياضيات والعلوم والحاسب‪.‬‬
‫‪ -3‬إقامة برامج وفعاليات مجلس الشورى والحوار الطلاِب والذي يهدف إلى إشراك‬

‫الطلبة في اختيار البرامج والمشاركة في تنفيذ الخطط التعليمية‪.‬‬
‫‪ -4‬تنفذ المدارس العديد من الزيارات للمراكز الاجتماعية بهدف اكتساب الطلاب‬

‫مهارات العمل الخيري ومعرفة فوائده‪.‬‬
‫‪ -5‬تقيم المدارس وبشكل دوري العديد من البرامج التي تسهم في تعزيز الأمن‬

‫الفكري مثل‪:‬‬
‫‪ -‬استضافة رجال الأمن وإلقاء محاضرة تثقيفية بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬استضافة المبدعين والمفكرين‪.‬‬
‫‪ -‬استضافة أئمة الحرم المكي والنبوي‪.‬‬
‫‪ -‬بيان خطر المخدرات من خلال محاضرة تعريفية من قبل رجال‬

‫مكافحة المخدرات‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة الجامعات والمعاهد البحثية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنمية علاقة المدرسة بمؤسسات المجتمع المحلي‪:‬‬

‫‪335‬‬


Click to View FlipBook Version