الفصل التاسع عشر
أَ ْكثََرُه ْم َْيَهلُو َن﴾ [الأنعام .]111 :وعليه ،فقيم (الذاتية) و(العرقية) و(العقلانية) – والتي
يعتد بها الإنسان أيما اعتداد – ما هي إلا قيم ممقوتة في الإسلام ،يسميها ب(الجهل) تارة،
وب(الهوى) تارة أخرى.
كلمات مفتاحية( :الجهل)( ،الهوى)( ،الذاتية)( ،العرقية)( ،العقلانية).
المقدمة :العلم في مواجهة أدواء الذاتية والعرقية والعقلانية
أولا :الإنسان وثلاثية الحياة الجسدية والعقلية والروحية
يتكون الإنسان من جانبين ،جانب مادي ينتمي به إلى الطين الذي خلق منه ،كما
تعَاسالىِجِ:دي﴿َنإِِِّن﴾ ِ(طيرٍونح(ي) 1ي7مثِ)ِلفَاِإلذَاطاقةَسااويلْتُتهُي
صفة الحياة ،قال أعطت هذا الطين إلى جانب ينتمي
ُّروِحي فََقعُوا لَهُ َونََف ْخ ُت فِيِه ِمن بَ َشراً ِِمن َخالِ ٌق
(ص .)72-71:ونتج من الجانب المادي الحياة الجسدية والتي تقوم ب(القوت) و(الأمن)،
وأما الجانب الروحي فتنتج عنه الحياة الروحية التي لا قوام لها إلا بالتوحيد ،وهو الذي بدووره
بيقِِ(مااُععج﴿لبأنُومالأٍْونلعرَلةئعِتُجاع﴾ومعاٍَكل:عل﴿َوىفَلىََ2هلْوُآي﴿َاُم8آَعمْعن)نََسبمُ﴾تهنَُُ.هد:مُهففمواتاراملِِتمرش﴾﴿ِِماوْين،لارْححنِذييإيَاوخأدلةََْنخموىاْامولٍتآفاجخشٍَملفانُحس﴾ريصوا﴾يادإ(ة.ل.قَيولراَقهيمصْوال(بجايَلعلهشلْتبسبِ:تؤالوعدارُ3ساةيحءيلةوا-ىادل﴿:مف4إا)ِيلا)قومَاِ،ذدح﴿ن-يَفهَفُدَتلْاناميمليَلآْحنعذبِيبَُمتانُبُظدُيةاْلواالوٍاالميحلإَيوَلرراَأمُْضشوْةواايلمََبحئاِْلريةبلِنةَهجَكإُإسَذل(اسايواسللَاتهدتهُلإِياُيمبَمومةَيْاراح،بانيَرلهعُِبتأَدمواْم)ه(برحِتُيتنيما3يظُْلة)اٍَولماتاُهتلال﴿ايأ﴾مجَِذل،إطْلُسّمياَعوشأْدهَأامَنتَمُراهفطْةُد-مزَعوإمعَلفمبَينِإِامقُهلهرنام﴾اةد
بعنصريها (الأمن) و(القوت)؛ فأما الأول فقد ذكر صراحة في الآية في قوله تعالى:
﴿الأَْم ُن﴾ ،وأما الثاّن فقد أشير إليه بعبارةُ ﴿ :هم ُّم ْهتَ ُدو َن﴾ ،والهداية هنا تعبير عن ما
هداهم إليه من سبل لكسب قوْتم وفق مرضاته جل وعلا.
ولكي يتمكن الإنسان من القيام ب[(العبادة) من جهة وب(تحقيق) حاجته للقوت
والأمن لابد له من إمكانيات تؤهله لذلك ،وهذه الإمكانيات هي الحياة العقلية ،التي تجعله
386
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
بعقل خطاب العبادة -وأيضا – خطاب ططبيعة جسده والإصغاء لحاجاته ،وهو ما سماه
ثُما َه َدى﴾ (طه.)50: َش( ْعيلٍءم)َخبْلَعقهُد الله تعالى﴿ :الا ِذي أَ ْعطَى ُك ال قول ب(الهدى) في القرآن
أن تمتع بحياتي الجسد أعطيت لآدم في شكل قد العقلية هذه والحياة
منوط العقلية (البقرة .)30:وهذه الحياة الأَسْمَاءَ ُكلاَها﴾ قال تعالىَ﴿ :وَعلاَم آَدَم والروح،
يكِِون وآخر منها يكِِون (العقل المادي) وبالتالي ،فجزء حياتي الجسد والروح؛ بهتحقيق
(العقل الروحي).
ولقد وصف الله تعالى الحياة الجسدية هذه بأنها (الخياة الدنيا) ،وذكر مراحلها ،واصفا
إياها ب(اللعب) و(اللهو) و(الزينة) و(التفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد) ،جاء ذلك في
بَْينَ ُك ْم َوتَ َكاثٌُر ِفي الأَْمَواِل َولَهٌْو َوِزينَةٌ َوتََفا ُخٌر ال ُّدنْيَا لَعِ ٌب قَواوللأَهْولتاعِدال(ى)﴿20:ا ْع﴾لَ اُملوحادأََيّانَدا.الوحيَيَراةُى
و(الزينة) هي مراحل الحياة (اللعب) و(اللهو) الباحث أن
الجسدية للطفوقة والصبا والفتوة على التتالي ،وهي مراحل تنم عن معرفة (الذات) وسط
الوالدين والأقربين والراشدين ،كما تنم عن إعتناد هذه (الذات) على هؤلاء الراشدين في
تأمين حاجات حياْتم الجسدية .من (قوت) و(أمن)
وأما مرحلة (التفاخر) فهي طور الخروج من (الذاتية) للتعرف ثم التقُيّد بقيم (الموضوع)
أو المجتمع ،وذلك لإحساسه بالآخر (زوجه) الذي يرتبط به على أساس قيم هذا المجتمع
وأعرافه؛ وهذه هي مرحلة النضج العقلي الذي يحقق الحياة الجسدية ،وهو ما يسمى ببلوع
الحلم .أي هي المرحلة التي يتمكن فيها بإنجاب الذرية التي تعمل على إيصاله بعرقه ،ولهذا
جاء وصف ذلك بكلمة (تفاخر) لدلالة (العرق) على هذا التفاخر؛كما جاء في الحديث
الششريف( :إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء).1
وأما مرحلة (التكاثر في الأموال والأولاد) فهي المرحلة التي تعطي القوة لهذا (العرق) أو
ذاك من أجل بسط سيطرته وهيمنته على الآخرين ،وافد جاءت بعض الآيات التي يستشف
و﴿مثُنماهَرأَديْدنَاضالَقُكوُلمهالتَكعاارةَلىَع:لَْيِه﴿ْأمَنَاَوأَأَْمَْكدثَْدُرنَا ِمُكنم َبكِأَْمَمَاوالٍاًل
مثلا قوله تعالى: منها هذا المفهوم ،من ذلك
( ﴾)6الإسراء، َوبَنِيَن َو َجَعْلنَا ُك ْم أَ ْكثََر نَِفيراً
َوأَ َعُّز نََفراً ( ﴾)34الكهف .ودائما ا تكون هذه الهيمنة متمثلة في (سن القوانين) على
387
الفصل التاسع عشر
مقياس هذا العرق المهيمن ،ومن ثم (تطبيقها) على وفق رؤيته ،فانظر إلى أهل النار كيف
يقيسون الآخرةَ﴿ :وقَالُوا نَْح ُن أَ ْكثَُر أَْمَوالاً َوأَْولاًدا َوَما نَْح ُن ِِبَُع اذبِيَن ( ﴾)35سبأ ،أي أن
قوانين الآخرة أيضا سوف تحابيهم وتكون في صفهم ،أليسوا هم الأكثر أموالا وأولادا!
وبذلك تتطور الحياة المادية من (الذاتية) التي تنطوي على تحقيق حاجتي الحياة الجسدية
من (القوت) و(الأمن) ،ثم يتطور الأمر إلى التزاوج والتوالد لتأكيد هذه الذات وسط المجتمع
العرقي ،وأخيرا يتطور هذا (العرق) – بفضل ماله وعياله – لتحقيق الإنتصارات في ساحات
الوغى لوضع القوانين التي تؤِكِد هيمنته على الأعراق الأخرى ،وهذه هي ما يسميه الباحث
بطور العقلانية ،أي تحقيق الحياة للعرق بأساليب (مدينة) على الرغم من أنها نتاج لأسالب
السيطرة والهيمنة ،بأنوعها المختلفة.
هذا ما وصفت به الآية السابقة الحياة المادية ،ولكن هذه الآية – أيضا -أشارت إلى
َوَم ْغِفَرةٌ ااِِمللرحَنيسااةَلّالاِ،للرقَواوِرحليْضةتَواعاٌحنليى(:ث0ذ﴿2كَ)وَرما﴾ت ُك(–نااالاآلُمحخَعردِةِذيبِ)ديَ،نوماوَحبفَاياّلتهطابنَْبمعَعنلاَاثلجََرزيااُسءز:ولايً﴿ا(َلولِفه5ي1تا)لعاآل﴾ِخىَارةِلإعبَعاسَذدرااهءٌ.إبلاوَشهبِدؤلعياٌددء
إرسال
الرسل
– عليهم الصلاة والسلام أجمعين – يأتون بالعلم الروحي بواسطة اللغة التي يعقلونها ،والتي
يمكنهم بها فهم ما أتوا به ،قال تعالىَ﴿ :وَما أَْر َسْلنَا ِمن ار ُسوٍل إِلا بِلِ َسا ِن قَْوِمِه لِيُبَِِيَن لَهُْم﴾
(إبراهيم.)4:
ولو فارنا هذه الآية بالآية التي ورد فيها تعليم آدم الأسماء ،لوجدنا أن هذه الأسماء ههي
اللغة ،وبالتالي ،فهذه اللغة هي (العقل الروحي) الذي به يعقل الخطاب الروحي ،وهو الذي
يأتي ليقِِوم إعوجاج الحياة المادية والمتمثل في (الذاتية) و(العرقية) و(العقلانية).
ثانيا :العلم المادي والعقلي والروحي
بُِمرينوْنمحااًِعبَوِ(ِمااهِدلْنذنإَاايأمَْاامَلوإِِرننعنَاال)مََكمفياالَلمتَُثكرْنهولِدحَت(يايلتَإيِْدتشلَِرىرميقيعةِلصَم)َارا.فاٍيلطواناُِكّملتَتظاْسروتَُحِبقإييلٍَمدىولاَ(وعاابل2لاِإشر5يةمَر)ياعُن﴾ة﴿أَ،اَْولولَقَحشاِكْينوَلنار تإِىلََجعْ.ياَعلْلفَنَىك(اا:هلُُرنوكُت﴿وحاَرااوًًَكنب﴾َاذهْ)لِِدويمَهكثيولأَبِْتوِهأ(اَحلَْيمكتنيَانودحنإاِيلَعْيدشلا)َكىءُ،
388
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
أن الحياة الروحية – والتي هي قوام الحياة المادية – لا يتم الحصول عليها إلا بتطبيق (التوحيد)
و(الشريعة) ،قال تعالى﴿ :أََو َمن َكا َن َمْيتاً فَأَ ْحيَْينَاهُ َو َجَعْلنَا لَهُ نُوراً يَمْ ِشي بِِه ِفي الناا ِس
( ﴾)122الأنعام ،ف(الحياة) هنا هي التوحيد ،والشريعة هي (النور) ،ونظيره قول النبي -
صلى الله عليه وعلى آله وسلم( :مثل الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآنكالحي والميت).
أما التوحيد فهو على ثلاثة أنواع :توحيد الإلوهية وتوحيد الملك وتوحيد الربوبية ،قال
تعالى﴿ :بِ ْسِم اَّاللِ الارْْحَ ِن الارِحيِم ( ﴾ )1الفاتحة ،اسم الجلالة يدل على توحيد الإ لوهية،
واسمه تعالى (الرْحن) يدل على توحيد الملك ،وذلك من قوله تعالى﴿ :الارْْحَ ُن َعلَى العَْر ِش
ا ْستََوى ( ﴾)5طه ،والعرش لا يستوي عليه إلا الملوك ،وأما إسمه (الرحيم) فيدل على توحيد
الربوبية .وهذه الآية هي لجلب المنافع التي تنطوي عليها الرْحة والتي عبرت عنها البسملة
من خلال هذه الأسماء الثلاثة العظيمة.
﴿قُ ْل أَعُوذُ بَِر ِِب الناا ِس ()1
الحديث الشريف عن الناس الضر ،فقد جاء في قوله تعالى لدفع الشر أو وأما ما يقرأ
﴾ الناس ،وهي –كما جاء في إِلَِه الناا ِس ()3 َملِ ِك الناا ِس ()2
والفلق( :ما تعوذ متعوذ ِبثلهما) ،2وهي تتحدث عن أنواع التوحيد الثلاثة ،ولكن بتتيب
مختلف عن ذاك الذي ورد في االبسملة ،وذلك لأن التوحيد في البسملة هو من حيث نزوله
من عند الله تعالى ،وأما التتيب الذي في سورة الناس فهو على وفق تطبيق الإنسان لهذا
التوحيد ،فهو يبدأ بالربوبية أولا ،والتي يدل عليها إسمه تعالى (الرب) ،ثم ينتقل إلى التحقق
بتوحيد الملك ،والذي يل عليه إسمه تعالى (الملك) ،وأخيرا يحصل على توحيد الإلوهية التي
يدل عليها إسمه تعالى (الإله).
وأما الشريعة فهي – أيضا – على ثلاثة أنواع –كحال هو حال التوحيد ،وذلك لأن
الشريعة تلازم التوحيد ولا تفارقه .فتوحيد الربوبية تلازمه شريعة الفرد ،والتي تحكم علاقة
الإنسان بربه ،وأما توحيد الملك ففيه شقان شق يميل به نحو الربوبية ،ويسميه الباحث ملك
الربوبية ،وهو تلازمه شريعة الأسرة العرقية ،والتي تحكم العلاقات الأسرية بين الأقربين من
نكاح وطلاق وورثة وكفالة أيتام ونحو ذلك ،وأما الشق الثاّن فهو الذي يميل به نحو الإلوهية
وبسميه البحاث ملك الإلوهيةن وتلازمه شريعة الأسرة الفكرية ،وهي الشريعة التي تخكم
389
الفصل التاسع عشر
العلاقات الإجتماعية للأمة الواحدة ،والتي يربطها دين واحدكالإسلام ،لحفظ النفس والمال
والعرض حصرا ،كما جاء في الحديث الشريف« :كل المسلم على المسلم حرام :دمه وماله
وعرضه».3
وأما المجتمع الذي توجد فيه أكثر من أمة ،ولكل أمة دينها ،فحينها تحكم هذا المجتمع
شريعة المجتمع ،وهي ِبثابة عقد إجتماعي يعمل على حفظ نفس الحرمات التي تحفظها
شريعة الأسرة لفكرية – نقس وعرض ومال – ونظير هذه الشريعة هي صحيفة المدينة،
ونظير هذا المجتمع هو مجتمع المدينة الذيكان يضم المسلمين من مهاجرين وأنصارن ويهودا
من بطززن شَّت ،وغيرهم ممن أقام على شركه.
وأما توحيد الإلوهية فتلازمه شريعة النوافل ،وهي التي تحكم علاقة الإنسان المسلم بربه،
وهو الذي يريد التقي في هذه العلاقة والتطور بها لزيادة قربه من ربه ،حَّت يصل مرحلة
(الحب)،كما جاء في الحديث الشريف« :وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حَّت أحبه».4
وهذه المرحلة هي التي يكون فيها غير مقيد بقوانين العلم المادي ،وأهم هذه القانين هو أن
يكون مستجاب الدعاء ،كما جاء في الحديث الشريف« :فإذا أحببته كنت سمعه الذي
يسمع به ،وبصره الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ،ولئن سالّن
لأعطينه ،ولئن استعاذّن لأعيذنه».5
وشريعة النوافل هذه هي الشريعة التي تتكفل بتزكية وتطهير أئمة الحق ،وجعلهم قادرين
ونؤعلين لحمل الدعوة ،فموسى لم يعط شريعة المجتمع (الألواح) إلا بعد أن اعتكف
أربعين يوما في جبل الطور ،وكذلك النبي محمد لم يعط الرسالة إلا بعد أن مارس
الاعتكاف تلو الاعتكاف في غار حراء .وأهل الكهف لم يرفع الله ذكرهم إلا بعد أن أووا
إلى الكهف .وأن أمة بّن إسرائيل لم تتمكن من بلوغ مرحلة القيادة إلا بعد أن مكثت طويلا
اأَفلينأ َّاسنسُرةاونأجيالَعنفلَضاآكىلأريالاةنفِ،ذريعشَونورهينامعْ،ةساتُتلحالذْضنيعِتوانُففالواسلعمِافذتايهؤامِِهلباأَللاْلرقممعرآجِيضمننَو،وبنَعْج(ثةامعَللَاأبلُهمعنْامةد)أَ،ئسخِااماكةأًلمماَوصنكَانجْلجَعهحالَايءُهأنُمفاالياللإذَقوعايتوِرلاثِنهيقَنيت،حعاا﴾قفلا(ىظاللوتقن﴿عَاوصلْلتَعىلُ:كصى:ن﴿ِِ5مَشو)ننُر.يِرُيكعُْةمد
390
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
يَالْهمُُْفدلِو َُحنوبِاَنلْحَ﴾ِِق(َآوبِِهل ُه ُم أيَُعامْعمةٌِدرالُيَونْدَنُ:ع﴾4و َ0ن(ا1إِل)لأَ،ىعرااولهخَْفييِر1(:اَوليَ8أأْمُم1ةُر))وَ.انلتبِيالمَوْعرُردو ِتففَيويَْنق َوهلْهو َنتعاَعلىِن:المُن﴿ََوكِممِرا ْنَوأَُْوخلَلَئِْقنََاك
أُامةٌ
وشريعة النوافل لا ترد ضمن الشرائع الأخرى ،وذلك لخصوصيتها ورفعتها ،ولهذا نجدها
مبثوثة في آيات بعينها مثل الآيات التي تحدثت عن إعتكاف زكريا أو إعتكاف مريم –
عليهما السلام – في سورة آل عمران ،أو الآيات التي تحدثت عن أولي الألباب في خواتيم
َوالأَْر ِض َوا ْختِلا ِف اللاْي ِل َواسلناورَهةاآِرللآيعَامرٍاتن،لأُْوواِلليتياتلبأَلْدبَأا مِبن﴾قول(هآ تلعالعىمرا﴿نإِ:انِ0ف9ي)َ1خْل؛ِقأ اول ااسلَآميَواا ِتت
التي تحدثت عن (عباد
الرْحن) في آخر سورة الفرقان ،أو الآيات التي تحدثت عن متحمي العقبة ،والتي وردت في
سورة البلد.والغريب أن الآيات التي تتحدث عن هؤلاء غالبا ما تكون عزيزية وغير متكررة،
ورِبا تكون قد وردت ولمرة واحدة فقط في القرآن الكريم.
تبََََِِموووَعبَإييِقَُلَْثْشَعْْْيذواولَُهَِمهأََواُقِدماضوَلخلِومبَلِابقَِِْذّنلانايَننانالَاِِكإَم(اِتإَثِْلِِسةاِمم4آْيسييثََُِاُر8ااَحبَوارئقَُِ)لّْديْسَتعُُوونكثتَلَُاًْْمَدامناْلَكلوَاأوَإتُاأِفََنِقليُِتَلُنريتىَاَْموُْمتعََنأوبَُحإِوَاهتَُدَبدِشُنابؤثَْللوِسِدْعاَِيفنَِءأااصْتلتُُإكِلٍتَعَلضواوُكْعاقََةذَتنْاُفَمانلَََُومّآِالِأوداُأبلتََُنَمنَوسااوََااَووجأءَباَََِمنَرْلعاُزاكالْاُفزْءَمُىَكاوالالَِساةَََتمَُوَّدلشَاُلفكيثْانُلَُراميْامِنُدعيبتَِتََُةْخْوَغَفإَِووُاتِهلراَُعافْْيِخْْحلُمجمتٍُُلِرلْوَمسذُجَاَونذَإكِنوُلَعِهلاًوأَََناامونرَةاَكُفقوَفَلمِِذُتَِيآرِحَيَمسنْلعنارقيفاٌُمًاَكًماُكالُمِِ،ملْمِِمنوَعُقنِلَِمَْقإنِرُْيكلَُكونْلمباُ(كمهْمَِدوَِ5أوَِِاميتخَنلْاْإِتُع8زيَنِارتَ)مُْكخٌلياَُْمِدرىَاّمم﴾يِفَْ:عاثُىُجياِمرِالرُهبِهاَأُضوَْ﴿اقملْمقْلَْحوروََإةيََِرأمتَََْنا؛ْرذفَُةِتظََُْتس(اأاَْاوؤيلَِمهَ3مكَِوُخأنَُُّدرنيْْ8نكْذووتُِنين)ََََْاماننن
بيان أنواع الشريعة فيمايلي:
تَشششْعبُررريييُدعععةةةو َنااالللمإِفجألتراسدم:ارَةعّال:لاَولردعَووبررِقادليْتَةوات:لفِيَدفيْويقرِندولقإِهولتْحتهعفتَاسياعلناىقاًل:وىلَو:هِذ﴿تَويأع﴿َقاَِاويلقلُُىمُقولُْ:وراَواابللِ﴿لََونااواإصِلاْيلَْذتَاِاسأةَََمَخَوُحىآْذتُنَْسَاوواانلْاًاِمَلميا﴾ثزََكَا،سااَةَقكِيب﴾َِِنّ،ن﴾إِْ ،سَرائِي َل لاَ
•
•
•
391
الفصل التاسع عشر
• اََِدلوهاشلَْمُؤِكراليُعتَاءَعْادِءُكةَواِْمتابَِنلْقَأَتُوولَتلَُواَإسِوْكرنةتَنُُفخُْيارَأِرألَْونْتُُفجَُنفوُوككبََِْسنمبرَيْعُةأكأَُنْ:مَسُفٍاضَوََورسترُدخ﴾ْىُكِ.رمتُُتجَفِوِمافَنُدينَوفَقُهِدِريْويمَلاقهاًَِرُوكتُهِْمِمعَنواثُلُكمماُىحَم:أاَرقٌْمِِمَرْ﴿رَنعَُلَْتوْيإِِدْذيَُكَواأَْأنمَِْرتُِهَإِخْمْمْْذختنََتََرااْشظَُجِامَهيُهَهثَُدْاُمرقوَوأََنَُفَنكتُْم(ْؤَعِلملَ4نْيُاَِو8هتَ)َنمْسبثِبُِِفبَماالْعُِكأإَنثْوِتُمَِْضنم
وإذا كانت الشريهة تلازم التوحيد ،فكذلك (الجزاء) يلازم الشريعة؛ وهذا الجزاء قد مار
ذكره سابقا في أنه جزء من الحياة الروحية ،والتي ورد ذكرها في آخر الآية ( )20من سورة
الحديد ،في قوله تعالىَ﴿ :وِفي الآ ِخَرةِ َع َذا ٌب َش ِديٌد َوَم ْغِفَرةٌ ِِم َن اَّاللِ َوِر ْضَوا ٌن ( ﴾)20الحديد.
أتَِفكعيَشامالِِدالىوحالَ:أليَاَعكنةَِذ﴿لاافَله َُِمّدذشباانْرييََااوعَلَجمةجََاوزايَزااءَُْجوءّالَمزالَمُقاءبلِن،دِغقَيايََوافِمْفمَماٍرنَعلِةهُليذاَُعلَكراُمَذّددلارِنهويتَََنوكفْعيإَِيمِملَلُناىلووُكمآأََننيْماهَش(إِاِِدللت5اأالا8لَعخِ)تخَرذْيازو﴾ٌيتِيابحل،بِفدق﴾يثكرةام(ال.اتلحَبيَقاجعةِارةنءا:لفُمّ5ديينْث8يَااال)آ.قيَويةَبواْاوّللَمنع اسذإلاابِقسيَقابراةئَم:ايِةلأليَُ﴿،إِخرُلّدرفاوويَنِيخقْإِزقوللٌَىهيد
زخرت به الكثير من الآيات من ذكر الجنة والنار ،وما فيهما النعيم أو العذاب .وأما العذاب
اااأإإَََِِللْللَّْمالخْاِاِلمدَوانليِْفَكٌَهَِوسسيَيوَْلمااَشتَإِاَيإِلََذطَل،اخفِاياايََاقرُوّابْاِللهُْوملاتمُُنِْنِلمِميِمعُيهَعتمُااَلزوَاالاْمْيمَاناأِطَاهبلِْناْهِْمَقإَِزُعلجاَنلطْااوَعَرءَُاُندوأَأًَُّّاِلوفمِاُعَلُخوايْونِلُمإذِاذُأَلالْوْانالوبحِاَبجَادسَِغّاااَيلجْيلَلِمِعرَُعاِِأِهسَِءثاَلنِْلمْانايِتَالوَفََلنَتيُّأاَلْْلوشُدللَََمخوْارِريبَُكُِأْذاشتَلوْواَبَادُسفُهكِةَُههباَاْننالْماْعئِ:لْذُمَمبَلَمَمْيْئُلَيَضنمََْضتوَنيَُيهَمُِةمظْْقْامتَهوطََِف»ْوُِررفليَ6وجياا.أْفَلْ؛ويْيأََفِرهِادوَْبوسيلاااَِمْلللِلحهننايَُْمّبفَِسشْنظ؛ْليِهةُُقرَْمطَوِفاإَمُضايلاِلانواى:لقَِذَمْيَْعومَعٍ«تلَََمنفْيْْحيهَارِقَهَدَُدمكاَْممُْامّطَْ؛عَّضاألَتْلِئوَِاشََوحلاَ؛مَرَمَْهوتاُّاتَعَيُذهوَلْلماَْْمهْْينَمُُماَْدععَُيبهَلِلِْناوحناَُرِكُِقوتدَاجُسَيازَِركيُبصوِلاِهََِوِبااةنهثَ
نجد أن كلمة (الفحشاء) وعبارة تطغيغ الميكياال والميزان تشيران إلى الجزاء الدنيوي الخاص
بشريعة الأسرة العرقية .وأما منع الزكاة فتتعلق بالجزاء الدنيوي الخاص بشريعة الفرد؛ وأما
392
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
عبارة نقض عهد الله وعهد رسوله فتتعلق بالجزاء الدنيوي الخاص بشريعة الأسرة الفكرية.
وأما عدن الحكم ما أنزل الله فيتعلق بالجزاء الدنيوي الخاص بشريعة المجتمع.
وعليه ،يتبين لنا – مما سبق -أن العلم الروحي يتكون من ثلاثية (التوحيد) و(الشريعة)
و(الجزاء)؛ وهو ما ت تعريفه بثلاثية (الكتاب) و(الحكم) و(النبوة) ،وهي التي وردت – بهذا
ااأبَلليُلَكأْنوتِكاتُمُتتَيُْزمراُكم تهُمَبب)َعبلِِِ،اَُلْوما–ولأوُْكحثُمَْنفلاْكِراالَم(باَِكثلْعَتَواحاَلدُنمّكبُإَرِابماْذو)ةََوتأَِنفبثَُتيُامافمميُيثكَُنّمُقاتُللْومْقسَ(لِلرتتَآُمْلدوِنلوُرنحاَياانُسلدوِ﴾سكَانلرمي(ُكلم(آو،نُل9كوام7نبع)لهِعمابَواَرواالزدقاَمناًهو:يلَِ)ألِْهُ،0ميَترُ8كِعومأ)ْما.منلاأَىف:نُد((ااوتلَلنِتانب﴿كَِواتمخَةااُّال)ذلَِوكابفاَت)والَلَنممَيثلِكملثِابَلئنِلََشك(ُكتٍ(رةَتوونُأَوَواوحالينحنايبَِدرييِبُِداااْينؤِلاتَيِِنِليَإيلهرأُبََنْوربواَبهَاِِيّيببالَلااةةًُ
بلوازمه).
وأما دليل هذه الثلاثية (الكتاب والحكم والنبوة) وما يلازم كل منها من (التوحيد
والشريعة والجزاء) من الحديث الشريف ،فقول النبي « :إن أحدكم ليُجمع خْلقه في بطن
أمه أربعين يوماً ،ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ،ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ،ثم
يرسل الله إليه الملَك فينفخ فيه الروح ،ويؤمر بأربع كلمات :يكتب رزقه ،وأجله ،وعمله،
وشقي أو سعيد» الحديث ،7فمفردتا (رزقه) و(أجله) تماثلان مفردتي (القوت) و(الأمن)
اللتين ورد ذكرهما آنفا ،وهما تمثلان (توحيد الربوبية بلوازمه) ،وأما مقردة (عمله) فتمثل
(توحيد الملك بلوازمه) ،وأما مفردتي (شقي أو سعيد) فتمثلان (توحيد الإلوهية بلوازمه).
ثالثا :معالجة العلم الروحي للحياة المادية
الذاتية هي محاولة تحقيق الحياة الجسدية – في أبسط صورها – من مبدأي (القوت)
و(الأمن)؛ ودائما نجد أن القوت يرمز إلى شريعة الفرد ،أي الطريقة التي بها يمكنه تحقيق هذا
القوت؛ بينما يرمز الأمن إلى التوحيد ،ويتمثل هذا الأمن في صحة الجسد أو مسكن هذا
الجسد الذي يحميه من الغوائل والعوادي ،قال النبي – صلى الله عليه وسلم( :من أصبح
معافى في بدنه ،آمنا في سربه ،عنده قوت يومه فكأَّنا حيزت له الدنيا) ،والدنيا هنا إشارة
إلى الحياة الجسدية ،و(الأمن) استمل غلى معافاة الجسد والأمن من الأعداء.
393
الفصل التاسع عشر
وعلاقة القوت بشريعة الفرد قد ورد ذكرها في قصة آدم – عليه السلام – والتي ورد
أَذِولش﴿كْئكااَتُرلْتسََهماْاقُكَرشبفَْ﴾اني،جأَقَرهنْةوأوِلذيمَهِهتاعيتانلَوعشَهازاْشارلويىعُجَجةَ–رَةَا﴿كل(َفوَفاَقُوتَللرْلادَجنََُكنااتفَةوَنيََْققااَ﴾ردبَآِ،امَدُكَنلُمِِوَهأ اامِذلاهِفْسظاتاابُللكحِهاِقْمنايشيآأََقنَنجدَْمرة(َ﴾َاتبل)ع(قَاولدوَزبْ–وقتتُحجرة)وق:يهَفكب5قذياانل3تمج(بَ)هناا،لدةَأأعيَبتوكاُيكبلرلنةاَ)حتيِماحمْ﴿نتتقَهوَيهعُك،اللقاَقَروت(َغتاِملدْنماأًبثَهم(االَلحنْيَق)فر َغيوُمثادلاًتمننِ)شْ،ئعَحعتُيْبأَامماُرثينة
أن شريعة الفرد متعلقة بهذا المبدا.
وبالتالي ،فإن أساس شريعة الفرد هي بيان الأكل الحلال الذي يؤِِهل الإنسان ليقيم
علاقته مع ربه ،لأن الله تعالى لا يقبل ذاك الذي لا يراعي الحلال في مطعمه ،كما جاء في
اافََلولََ1اقمحراُ5جْدَشي)لَرَلبُ:،هُثيَُواقَِ﴿طلَاحييََاَرالشلٌُمأَ:ريُي،اّلَهَاو﴿فاسَيمََ:ااْفللبََُرّأر«َُيُإسُِّأسََهُهانْاشُلاَعلاَحلُلكاهََرالَُِذثٌميواطَ،يأََِِنِمْغَوٌبَآَبنُغرََم،نَلُِذالاوايََمييطَُاُيُِِّْكقدببَبِلَُاايلوَاُلْحََِدتإَِرياِْمالِِهماَْونا،إِْعطلََفَيِِطََأىمَبًيَِِلُابَّااان،وال يَُِواسإتََِْسصمانتَااَملااِءِلَحجًل،ااهََرَ،يأزََقُْاَبمإِنََِّارلَِِرنُاكَذلِْلِِِْمِبُبمَا﴾َْ،ؤكِمتيََنِ»ا(ْعيا8لََمن.بَرلُقِِبِوَِرباةَن:،أََمََعَورلَِ2ميبٌِ7مطِْهَعا(1لُْما)لُممهُْثرُؤمامَسَنحلَِذوَرياََكمٌننَ،:،ر
وتحقيق الحياة الجسدية عن طريق الذاتية يؤدي إلى تعاطي الحرام ،والقرآن يصف
المحرمات من الأطعمة بكلمة (الرجس) ،كوصفه ااَخر (وهي طعام) وأيضا وصفه للميسر
(ِر ْوجهوٌسمِاِم ْلن) َبعاَلم ِرلجالساشْيفيطَاقِنولهفَات ْعجاتَنِلبُىوهُ﴿لَيََعالاأَُيُّكَْهماتُالْافلِِذيُحَنوآَنَمنُ﴾وا(إَِاّالنمَاائالدخةَْ:مُرَ 0و9ال)مَيِْ،سوُارلآَويالةأَنتبيَصان أُبنَواكلأَلْزلامُما
هو رجس ما هو إلا عمل من أعمال الشيطان التي ينبغي تجنبها .ومن ذلك – أيضا –
َدًما أَْو َمْيتَةً يَ ُكو َن أَن إِالا يَطَْع ُمهُ إِلَاي مُحَارًما َعلَ ٰى طَا ِعٍم َمِراْجأُوٌسِح﴾َي الِاخنأَِزيٍِجر ُدفَِإِنفايهُ قوله تعالى ﴿قُل
(الأنعام.)145: ام ْسُفو ًحا أَْو لَحَْم
ومن هنا يمكننا أن نلاحظ أن (الذاتية) يغذيها وينميها (الرجس) ،حَّت يصبح هذا
إِلَْيِه ْم ان َقلَْب تُ ْم إِذَا بِاَّالِل لَ ُك ْم ۖالفَأَصْعفِرةُضالوامعنعَْنويُهةْم ۖللإِنذااهُتْميِ،ر ْجقا ٌسل ت﴾عا(اللتى:وبةَ ﴿:س5يَْ9ح)لُِ.فووِبَنا (الرجس) هو
وهي رجس، هي أن الذاتية لِتُ ْعِر ُضوا َعْن ُه ْم
394
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
بالتالي تمثل اللبنة التي تنبّن عليها (العرقية) و(العقلانية) ،صار العلاج مشتملا للبلسم الذي
يأتي على هذه الأدواء جميعا ،قال تعالى – في علاج الرجال – وتطهيرهم من هذه الذاتية:
﴿ ُخ ْذ ِم ْن أَْمَوالِهِْم َص َدقَةً تُطَِِهُرُه ْم َوتَُزِكِيِهم بِهَا َو َص ِِل َعلَْيِه ْم إِ ان َصلاتَ َك َس َك ٌن لاهُْم﴾ (التوبة:
،)103الآية تبين أن إنفاق المال – بالنسبة للرجال – هو أول سبل العلاج (التطهير) من
هذه الذاتية ،وبعدها يأتي دور العلاج من العرقية ،والذى سماه هنا ب(التزكية)؛ زأما آخر
خطوات العلاج فيكون من العقلانية ،وذلك بصلاة النبي على الذين ينفقون أموالهم،
ويتزكون من غرقهم ،لكي ْتدأ ثورة أنفسهم ،ويتبرأ كل منهم من قاوته الذهنية والاستنباطية
لينعدم ركونه إليهما بل يكون التصديق هو حاله ،كما هو حال العلماء الراسخين ،الذين
ذكرهم الله تعالى بالتسليم له ،وعدم الإدعاء بأن لهم القدرة على تأويل النصوص:
لبَِويُاَل﴿لْاذنَواِهلتَسابَرباوراأَةبِْسمجلالََعنُخننعوتَلسُكبََنُااّرُمءَِجفجالياهاِِرللاْنلْجيَجاعِسْلِهغاَِلِسميءيارأِيةََماُْهقلامْلنواَللُأُاولالولْلََ،نبَذٰىاْيتۖآكيَمِمةَتناواأَاقِوَوتْبِهيمُِهطوَطنَهُِِكهايَلحرٌرُلّكاهْماصِلِمملَتَاْانملَةنطْرِههِعَجاونيآاًراتِِدفليقََ﴾،نربِدِنَبا(الاولالزَرك﴾أداهةَح(فآيزايَوأَلقمِطابولْع:عيهتمَن3توراااع3فَاّن)اللقلَ،:ىَ:ووتوَِ7رب)اُكس﴿.وأَويلوَقنَهُنْرهَۚندإِنَّاوِانفاَافيلجعيُبُِيرُايسلوُدتِدذااُتكَييّالالن،ةُ
من حيث السفور وإظهار زينة هذا الجسد للرجل ،لذلك كان التطهير قد بدا من هذا
الباب ،فقال تعالىَ﴿ :وقَْرَن ِفي بُيُوتِ ُك ان َوَلا تَبَرا ْج َن تَبَُرَّج الْجَا ِهلِياِة اْلأُولَٰى﴾ ،والآية تؤِكِد على
أن مخالطة المرأة للرجال وهي متزينة إَّنا هو من شيم الجاعلية الأولى ،وبالتالي وصقها بالرجس،
وبتك هذا الإختلاط في حال التزين ،يبدأ أول مراحل العلاج ،ألا وهو إذهاب هذا الرجس:
العَنرجُكاُملالِِورالْجنسَساء﴾–،واولذآليةكلم ﴿لِيُ ْذ ِه َب
عنكن) وتخصص هذا بالنساء ،بل شمل تقل (ليذهب الجميع –
لا يتم إلا بالرجال ،وعندما يفشلون في لأن هذا الأمر
دورهم لا يعم المرض النساء وحسب بل كل المجتمع.
وأما المرحلة الثانية للعلاج فهي التطهرير ،ولتي لا يمكن الحصول عليه إلا بإقامة الصلاة
الَف ْح َشاِء إِ ان ال اصلاةَ تَْن َهى َع ِن ﴿َوأَقِِم ال اصلاةَ وإيتاء الزكاة ،وهو تصديقا لقوله تعالى:
للعلاج ما نفهم أن المرحلة الثانية كلمة الفحشاء َوالْ ُمن َكِر﴾ (العنكبوت)45 :؛ ومن دلالة
395
الفصل التاسع عشر
هي إلا إمتداد للمرحلة الأولى ،والتي لا يمكن للعلاج أن يثمر إلا بها .وأما ثالث مراحل
العلاج هو ترك العقلانية ،والإنقياد لأمر الله تعالى ولرسولهَ﴿ :وأَ ِط ْع َن اَّاللَ َوَر ُسولَهُ﴾ .وهذه
الطاعة فيها إشارة لطاعة الزوج ،الذي هو ولي أمر زوجته ،كما جاء في الحديث الشريف:
الذي رواه الحصين بن محصن( :أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت
من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم( :أذات زوج أنت؟) ،قالت نعم؛ قال:
(كيف أنت له؟)؛ قالت :ما آلوه إلا ما عجزت عنه .قال( :فانظري أين أنت منه ،فإَّنا
هو جنتك ونارك).9
المبحث الأول :الجهل ومحاولةة تغيير العلم
لقد ت جمع كلمة (الجهل) من القرآن الكريم ،وهي قد وردت بصيغتي (جهل) و(جاهل)؛
فوردت الأولى َخس مرات ،لبنما ورردت الثانية أربعة عشر مرة .وبعد دراسة هاتين الكلمتين
تبين أن (الجاهل) دائما يحاول تغيير العلم أو القانون الثابت ،الذي انبنى عليه الكون
والإنسان ،وجاءت الرسل لبيان هذا العلم ،نت خلال (التوحيد) و(الشريعة) و(الجزاء)،
وهي المتضمنة في ثلاثية (الكتاب) و(الحكم) و(النبوة).
ولقد ُوِج َد بالإستقراء أن (الجهل) قد حاول تغيير قانون الكتاب ،كما حاول تغيير
قانون الحكم ،وكذلك حاول تغيير قانون النبوة .وسوف نستعرض بعضا من هذه الأمثلة.
أولا :محاولة الجهل (تغيير) قانون الكتاب
تاُآنْليِأفَتْاُقروناِضاِمليأَْنْحولَسىَخبُْيُهٍرهُمفَياِإلقْانجَوالاَِههّاللَُلتعبِأَاِهْلغنِىيََع:الِءيَ ٌم﴿ِملِلْ﴾َنُف اَ(قلاَتلراابَِعءقُّفارلةاِِ:ذفي3تََنْ7عأُِرفُْ2ح)ُه،مِصُبرِولواِقسيِدفَمياوُهَسْصمبِيَلِالف
وردت في هذا الشأن
ايََّالْلِسأَلَُلاو َنيَ اْسلتَنااِطيَسعُوإِلَنْحَافًَاضْۗربًاَوَِمفاي
هؤلاء بالجهل لأنهم حصروا ملاحظتهم على صفة من صفات الأعنياء ألا وهي عدم سؤال
غيرهم ،لما هم فيه من الغنى .ولكن لو تخطى هؤلاء (الجهال) هذه الملاحظة إلى ملاحظة
أعمق ،وهي النظر إلى حال أهل ال ُصفة - ،الذين لا يملكون مجرد المأوى -لعلموا مدى
396
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
فقرهم وفاقتهم .أي بالملاحظة القاصرة حاول هؤلاء تغيير حال أهل ال ُصفة من الفقر إلى
الغنى.
وهذه الآية فيها اتبيه لأ ْن يقوم الإنسان بالفحص الشامل للظاهرة ،وألا يصدر أحكاما
من النظر البسيط والسطحي لئلا يوسم بالجهل؛ فالآية تضع المقاييس الدقيقة للفحص
البصري ،ومن ثاما إصدار الأحكام السليمة .ولقد سم ْت العرب قديما هذه الملكو -أي
ملكة الفحص البصري السليم -بالفراسة.
وأما الآية الثانية التي تحدثت عن محاولة تغيير القانون العام فقوله تعالى﴿ :قَا َل
بالجهل لأنهم الَجأا ِهصلُغورَن﴾،كم(ايوجساءفف:ي9ال8تن)،زيلوص﴿فإِوْاذ َه ْل َعلِ ْمتُم اما فَ َعلْتُم بِيُو ُس َف َوأَ ِخيِه إِْذ أَنتُْم
قَالُوا لَيُو ُس ُف يريدون تغيير قانون حنان الأبوة تجاه الإبن
َوأَ ُخوهُ أَ َح ُّب إِلَى أَبِينَا ِمناا﴾ (يوسف.)8:
ثانيا :محاولة الجهل (تغيير) قانون الحكم
محاولة تغيير قانون التوحيد
الآيات التي وردت هنا هي بشأن توحيد الربوبية ،وهو يتعلق بخلق الخلق ،وتأمين
حاجتي الحياة لهذا الخلق من (قوت) و(أمن) ،وأخيرا حلاص هذه الربوبية على سيادة إرادة
الحياة (الجسدية) ،أي أنكل سلوك الكائنات ما هة إلا نزوع طبعي بالهرب من الموت نحو
التمسك بالحياة .10والكفر بهذه الربوبية هو محاولة تغيير الكفار لهذه الححقائق التي تمتلكها
الربوبية ،ومحاولة إسنادها ‘لى مخلوقات يختعونها من خيالهم ،وهذا ما يسمى ب(الشرك).
إِفَناأَتَُكْْوما الْبَ ْحَر إِلَهُْسْمَرائِآيلِهَلَةٌ بِبَِّن يَقاولُمهوتَسعاىلىاْ:ج َع﴿لَو لاَجنَااَوْإِزنلََٰاهًا الشأن الآيات التي وردت بهذا ومن
ۚ قَا َل َك َما ۚ قَالُوا يَْع ُكُفو َن عَلَ ٰى أَ ْصنَاٍم لاهُْم قَ ْوٍم َعلَ ٰى
قَْوٌم تَجَْهلُو َن﴾ (الأعراف ،)138:لو علمنا أن قصارى ما يطلبه عباد الأصنام من أصنامعم
هو تحقيق الحياة الجسدية ،وذلك بتأمين (القوت) و(الأمن) ،لعلمنا أن هؤلاء العاكفون
لأصنامهم إَّنا يريدون منها ذلك .وهذا هو دأب المشركين في كل زمان ومكان ،كما قال
تعالى عن قوم نوح﴿ :إِناهُْم َع َصْوِّن َواتابَعُوا َمن لامْ يَِزْدهُ َمالُهُ َوَولَُدهُ إِلا َخ َساراً﴾ (نوح،)21:
أو كما قيل لعمرو بن ربيعة بن لحي 11أبو خزاعة -أول من بدل دين العرب – قال له
397
الفصل التاسع عشر
أصحاب الأصنام حين جلبها من الشام " :نستقي بها المطر ،ونستنصر بها على العدو"12؛
فعبارة (نستقي) تدل على (القوت) بينما (نستنصر) ففتدل على (الأمن).
و(الرب) سبحانه وتعالى هو وحده الذي يحقق هاتين الحاجتين (القوت والأمن) وليس
الأصنام أو غيرها؛ وبالتالي ،هؤلاء وصفوا ب(الجهل) لأنهم يريدون أن يغيروا حقيقة لا
يمكن تغييرها ،أي سلبها من (الرب) ونسبها إلى من لا يضر ولا ينفع ولا يغّن شيئا،كما
قال إبراهيم – عليه السلام – لأبيه﴿ :يَا أَبَ ِت لِمَ تَ ْعبُُد َما لاَ يَ ْس َم ُع َولاَ يُْب ِصُر َولاَ يُ ْغِّن
َعن َك َشْيئاً﴾ (مريم.)42:
(الزمر،)64: الْجَا ِهلُو َن﴾ أَُيّ َها أَ ْعبُُد تَأُْمُروِِّن اَّاللِ أَفَغَْيرَ ﴿قُ ْل تعالى: وأما الآية الثانية فقوله
هذه الآية شبيهة بالآية السابقة – الآية ( )138من سورة الأعراف -غير أن هناك كانت
تتحدث الآية عن عبدة الأصنام (المشركون) ،بينما هنا فهي تتحدث عن من ي ْد ُعون لعبادة
هذه العبادة ،وإذا كان العبدة يُ َسمْون ب(المشركين) فهؤلاء الدعاة يُ َسمْون ب(المجوس) ،وهم
الذين يتمتعون بنفوذ أعلى من المشركين ،بل هم من يدعونهم للشرك ،ورِبا يكونون هم سدنة
الأصنام أو سدنة المعبد ،ولقد وصف الله تعالى علاقة المجوس بالمشركين في التعبير :قال تعالى
﴿َوقَا َل الا ِذي َن ا ْستُ ْضعُِفوا لِلا ِذي َن ا ْستَ ْكبَُروا بَ ْل َم ْكُر اللاْي ِل َوالنا َها ِر إِْذ تَأُْمُرونَنَا أَن نا ْكُفَر بِاَّاللِ
َونَْجَع َل لَهُ أَن َداًدا﴾ (سبأ ،)33:ف(المستكبرين) هم (المجوس) بينما (المستضعفين) ،فهم
(المشركين).
غلما بأنه يوجد هناك من هم على مستوى أعلى يخدمه هؤلاء المجوس أنفسهم ،وهذا لا
يكون إلا إذا كان المعبود بشرا ،وهو يسمى ب(الصابئ) ،كحال فرعون أو النمرود ،بينما
مجوسه هم هامان وقارون وجنودهما من السحرة وغيرهم ،وأما المشركون فهم عامة الناس،
الذين يستخفهم منصب هامان أو مال قارون أو زينة فرعون ،فهم الذين قال فيهم الله
إتِعنالَكىا:نُوا﴿فَُهاُمْساتَلغََخالِبِايفَنقَْو﴾َمهُ( فَ0أَ4طَ)ا.عُوهُ﴾ (الزخرف ،)54:أو هم الذين قالوا﴿ :لََعلانَا نَتابِ ُع ال اس َحَرةَ
وعليه ،نستنبط من الآية التي بين أيدينا أن هؤلاء المجوس ُوصفوا ب(الجهل) لأنهم أرادوا
تغيير الواقع من أن يكون من يدعونه هو أولى بهذه الوظيفة منهم لأنه يدعوا لعبادة الله
398
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
وحده ،ولكن قلبوا الواقع وأرادوا أن يكونوا هم الدعاة لأمر لا يمكن أن يكون ،ألا وهو
عبادة الأصنام دون عبادة الله تعالى.
محاولة تغيير شريعة الفرد
شريعة الفرد تتضمن التشريع الخاص بالأطعمة وبقواعد الإسلام ،من صلا وإنفاق
إِ(واانلبصاقَوّارلمةلَ:يوَأنْ7حُمُ6ورُك)هْام،؛أاَنوستمتَعنْاذبذَاحُلآوامياوبََسقتَرةًىاۖلتقَيالُووارأدَمتَمتااتِخيفلُذينَاحقهُههذُازًمواالۖن قشَاأَصلنفأةَقعُوالولهذُجتهبِعاَالّالللِلىأ:وَ ْنكا﴿أَإِنُْكذوقمََنااَلِيمتَُنمهواملهَسْجَاٰبىِههللَِِيققَْنووِممِه﴾ه
صحيحا؛ وذلك أن هذا الاْتام ينطوي على اْتام آخر ،ألا وهو أن نبيهم موسى
يستخدم إسم الله لكي يفرض عليهم قوانينا تكلفهم إنفاق المال (ذبح بقرة) ،فاستعاذ
موسى من ذلك لأنه نبي ،حقيق على أن لا يقول على الله إلا الحق.
وبالطبع ،فإن استخدام اسم الله تعالى في فرض قوانين أو إقامة معابد أو تقديس أشياء
مادية ،يدخل في الكغر بالربوبية من جهة محاولة هؤلاء كسب المال؛ ولكنه -أيضا –
كفر بتوحيد الملك لأن من يسلك هذا السلوك إَّنا يشارك الله جل شأنه في سن القوانين
والتشريعات ،وهو أمر خاص بتوحيد الملك.13
محاولة تغيير شريعة الأسرة العرقية
هنا يحاول الجهال تغيير القانون لكي يخدم عرقهم ،أو يحاولوا أن يعطلوه عندما
أَ ْجِر َي إِلاا إِنا﴿هَُوميَاُّمقَلَْاوِقمُوَلاَربِأَِهِْْمسأَلَُوٰلَُك ْمِكِِّنَعلَْيأَِهَرا َُكماْمًلاقَْۖوإًِمْان تعالى: لا يوافقهم .من ذلك مثلا قوله
تَْجَهلُو َن﴾ آَمنُوا ۚ َعلَى اَّاللِ ۚ َوَما أَنَا بِطَا ِرِد الا ِذي َن
(هود ،)29:هنا يبين الله تعالى القيم التي يؤمن بها الكفار ،من حيث امتلاك (المال)
و(العزوة) ،وهما قد أشرنا إليهما آنفا .فأما تقييمهم (للمال) – في هذه الآية -فقد
تبين من خوفهم أن َيبي منهم نبيهم المال نظير ما يدعوهم إليه ،كما يفعل سدنة
المعابد ،فقال لهم مهوناَ﴿ :لا أَ ْسأَلُ ُك ْم َعلَْيِه َماًلا ۖ إِ ْن أَ ْجِر َي إِلاا َعلَى اَّالِل﴾.
399
الفصل التاسع عشر
وأما تقيمم للعزوة فقد ظهر من ازدرائهم لمن تبعه منهم ،من ضعفاء الناس ،فطلبوا
عليهم فارد بدعوته، يؤمنوا أن - القوم علية أراد منهم – وهم هؤلاء أن منه أن يطرد
الا ِذي َن آَمنُوا﴾. أَنَا بِطَا ِرِد قائلاَ﴿ :وَما
وهاتان هما قيمتا الجاهلية فيكل مكان وزمان ،حَّت مع المؤمنين من بّن إسرائيل
َعلَْينَا َونَْح ُن ف(اقلابلقوار:ة﴿7:أََّ4ان2يَ)ُ،كوواُنلألَمهُثلالةمُلْفُيك فقد جادلوا نبيهم في قائدهم الذي اختاره لهم
هذا الشأن أَكَحثيُّقرة.بِالْوُمعْلليِهكِ ،مفْنإهُنهَولبَمْنايُءْؤعَلتىَس َعهاةًتيِِمنَنالالقمَيا ِملتي﴾ن
الجاهليتين أراد قوم نوح – عليه السلام
– أن يملوا عليه قيمهم ويهيمنوا بها على قيم دعوة الحق ،ولم يدروا أن دعوة الحق -
لكل الرسل -ما جاءت إلا لهدم هاتين القيمتين الشائعتين ،أنظر إلى دين الإسلام
ََوواَكشَلمْيَْعْينٍِءشفأَوفَأِِمْيحتَنيبَُطسِْأرُيرُنعَمدُدلثُهلِموْىةمََننمفرَاَاَتَوّسالْلِجُكووَرهولدهُُحَنافلَْكميإَماًمَسناهلَعلاذِِلَالايَْقمْاظوالٍَاقمكليِشيِمُمِأمويقِْنَنننُجوه﴾ِ–اَنح أل(يَسا﴾الزبِأض(مهِنااالممعنااهئِِ0مم:د:قنةو:2ل﴿ َهَو5ش0لت)اَْي.5عتٍَءا)ل،طَْىوُرَ:مِداجاالاء﴿أَِِذمفيَفْنيَنُحنيَِْكفحْدَمسَسعُايالوبرِْجََنااَلكِهَفربلِايهاَُعخِةملَْيريَبِِهْبااللْمغُرغَاوَِِمزدَانِةنيۚ
– رْحه الله – قوله :قال مقاتل -رْحه الله – [كانت بين قريظة والنضير دماء قبل
أن يبعث الله محمدا عليه الصلاة والسلام ،فلما بعث تحاكموا إليه ،فقالت بنو
قريظة :بنو النضير إخواننا ،أبونا واحد ،وديننا واحد ،وكتابنا واحد ،فإن قتل بنو
النضير منا قتيلا أعطونا سبعين وسقا من تمر ،وإن قتلنا منهم واحدا أخذوا منا مائة
وأربعين وسقا من تمر ،وأروش جراحاتنا على النصف من جراحاْتم ،فاقض بيننا
وبينهم ،فقال :فإّن أحكم أن دم القرظي وفاء من دم النضري ،ودم النضري
وفاء من دم القرظي ،ليس لأحدهما فضل على الآخر في دم ولا عقل ،ولا جراحة.
فغضب بنو النضير ،وقالوا :لا نرضى بحكمك فإنك عدو لنا ،فأنزل الله تعالى هذه
الآية ﴿أَفَ ُح ْكَم الْجَا ِهلِياِة يَْبغُو َن﴾ يعّن حكمهم الأول] .14وقيل (عن الفخر الرازي
400
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
أيضا)[ :إنهم كانوا إذا وجب الحكم على ضعفائهم ألزموهم إياه ،وإذا وجب على
أقويائهم لم يأخذوهم به ،فمنعهم الله تعالى منه بهذه الآية].15
سواء كان القول الأول أو القول الثاّن – في تفسير هذه الآية – فهما يشيران إلى أن
الفريق الذي وصف ب(الجهل) ،إَّنا وصف به ل اما أراد أن يطِِوع شريعة المجتمع ليخدم (عرقه)،
وهو أمر لا يمكن أن يقبل به دين الإسلام.
اِملْْجنَاأَِهْلِهلِيَنَك﴾ۖ إِ(ناههُوَدعَ:وممٌ6لن4أَغ)ْيم،ثُرلأةمَصاراللِاآليٍلاحه ۖتتفَعالَاللاىواتَنرْدسوأةَلْحافِني َمهاذلَاْي ابلاَمسلجتالَولقَ،ك قفبِِهولعهِعنتْلعٌموا ۖلصإىِِِّ:نفأَ﴿ابقِعَناهظَُلالَيكَاذأَنُينو ُحتَهلإُِكناهوُكَنلَْيغِمرقََسنا
مع الكفار
بأنه من (أهله) ،لأن (أهله) هم فقط من آمن معه ِم ْن َم ْن ينتمون لعرقه ،وذلك لأن
الأولوية للفكر وليس للعرق ،انظركيف أن الفكر جعل من أزواج النبي (أمهات) للمؤمنين،
وللمؤمنين فقط ،قال تعالى﴿ :الناِبُّي أَْولَى بِالْ ُمْؤِمنِيَن ِم ْن أَنُف ِسِه ْم َوأَْزَوا ُجهُ أُامَهاُْتُْم﴾
(الأحزاب)5:؛ وانظر – أيضا –كيف أن الفكر جعل من إبراهيم ( أبا) للمسلمين،
َه َذا﴾ (الحج.)78: فتنعوالحىِِ﴿ :ملاأةَبيأَبِايللُهك ْمتعإِابْلَراىِهيعَمليهُهَأونسَميااوُكُصم المفُ ْبسالِلِمجيهَنلِمكنونقَهْب يُلعرَوِفيف في قوله
هذه الحقيقة ،ولكن وعليه،
ينساها في لحظة طغيان عاطفة الأبوة ،فالعرق َيب أن لا يُغيار قانون الله من أجله.
وهناك آيتان أخريان وردتا في هذا الخصوص ،لم يرد الباحث إيرادَخا خشية
التطزييل ،وهما الآية ( )33من سورة يوسف ،والآية ( )33من سورة الأحزاب.
محاولة تغيير شريعة الأسرة الفكرية
شريعتا الأسرة العرقية والأسرة الفكرية هما صنوان خرجتا من ثمرة واحدة ،ولكنهما
تختلفان في الأكل والمذاق كاختلاف (الأم) و(الأب) ،فزوجات الرسول أعطين
(الأمومة) للمؤمنين ،بينما أعطى إبراهيم ( الأبوة)؛ وبالتالي فالشريعة الأولى تنتسب
إلى (الأم) لتعطي معنى (العرق) وما يحمل من حرمات المال والعرض والنسل ،بينما الشريعة
الثانية فتنتمي إلى (الأب) الذي يعطيها مقومات (الفكر) ،الذي يكون مفهوم (الأمة)
401
الفصل التاسع عشر
االلتُمين قَكاِرلَوتأُْعولاَئِلىَكعنُههُما:ال ُم﴿ْفَلِولْتَُحُكو َنن ِِم﴾ن(ُكآْملأُامعةٌميَراْدنعُ:وَ4ن0إِلَ1ى)ا.لخَْيِر َويَأُْمُرو َن بِال َم ْعُرو ِف َويَْن َهْو َن َع ِن
أي أن الأسرة الفكرية منوط بها المحافظة غلى الموروث الثقافي الذي تركه الآباء –
إبراهيم ومحمد والخلفاء الراشدين المهديين – كما كان يعقوب حريصا على هذا الإرث أن
اايَْْوللتإِبأأََسْْْررعمَا ِِمِعوأضضيمناَلََههاقَْْووبلوننإًًِآااليْاس﴾َأوإِبَحنتتَذااائادَلقهتلَإخِيفلاَهقعاًوطاَلبَرَدلوُاىهُِ:مأحت ادناف﴿لًْجيَمََااهونَِههؤْحلتلَُاذُْعنواءبَُنالَُدليهُموقَشاَُمنلشأُووْانسِملِنفُْنمَقسبولَيوبَلَاننْعهًماِاد﴾تلعن﴾اا(ياللبى(قَساا:قللُربفةواارل:ق﴿انََدوْ3عنعِعبُبَ:3واُدةُ1د)،3إِا6ل.لَبه)َاأرَْْٰ،حسَكلِعنوبَوااإِللاَربةهَِذيآهَنبَِ﴿ِيايَيئَمِنْمْ ُلَشُشكِِيوونإَِنَنبَْيراَععَِهللشََيبَىهمى
صفة مشيهم .وأما الذين يعارضون الأفكار التي يدعون إليها ،إَّنا يقومون بذلك بأسلوب
ااإنيَللانمْعسِذمتيخَجاَنةٌخعِطدنَاوظاَملَبأِحُمنهَودواالةٌذمإِههننفاَخهااُاَلقماكطَكَُّملل ْغمبأََصرة،قُلْكوةفِفكَْنلينِقمياار﴾لَهحابف(،يواَهورقوَع،وداوزهلِّ:كهونق7تِوفملع3اياه)ل،اتتىلع:دخِاوبللاطَلىات﴿:اَعوِاللبيي﴿ْهص،إِ﴾نَاِفنع(عإباَاهنلرَُفصذاةاْلل :أذَ(َ3يكِخَخ2نباِ)أيَي،طَْعخلَبَيُاأهُنُِهنَطوتاُمِب)توْسَن،ونٌَمعو ْكحَعيِوعمبتنَِااانْدسَعُوهاللواوصَرلَنْاةتُحنلخََاحقْنعارِطيإَْبَبجلّنِّةةًانبعَونِِهيفلَديينم
متوافقون معهم في الفكر ،غير أنهم أقل في مقام العبودية ،ولذلك وسموا بالجهل.
ورِبا ُوسموا بهذا الجهل لأنهم أنكروا على هؤلاء العباد منهج حياْتم الصارم الذي يتبع
كل الشرائع ،وهم يريدون الرخص ،ويريدزن من هؤلاء العباد تغيير منهجهم ،لذا وسموا
بالجهل لتطاولهم بدعوة من هو أعلى كعبا منهم .والفرق جلي بين من وصفوا بالجهل في
اأَههلْْعاجَذتاَمهياِهلُنلِنَاايلاَآنليَحولةَا﴾لُتك(ويْمابنليأأَنيْععخرَتامملالُفنفوُكْ:نمو9صفَ9سيفلَ1وااال)ٌمف،بهأكَعلَروفيْ،يفُكبيْميقنقولَلموهالاهنتفَتْبعيتَعاالغِلىحىي:ال:تانلاْج﴿َ﴿ايَُوِختهإِلِِوذَذاايفَناقلسَِْومَع﴾ْعُنفَ،وو(االاولَقلوألْاُمْغكصْنَروهأبَمِصاْعلَْ:رعُمْ5رفُضِِرِ5وا)فط،وَعَْوننأفَ،هُاْعلِرَجوويقَهاغْالُضولتافَعلوَفنَِناني
بهذا التفريط.
402
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
أإََِ(ونايَْعهَُْ1دمَاار5لُلءُن)َوحَاومُاَّقلنانَوِذلبَِاِيمالُلكَآننْحْيَماآاَسترَبأَِِنَْينَتِْةعانَااَمالإُِلاهنتلُاُمياسُكيِِاُئَكلْومناةَرادِكتََوَاسِمِممتلاَاَانبمٌَ–رقََِمزأْبقْيلَِعنَنلَاِهيْضُقهَاْبُُْكمملِْمِهْيسُ–نلَِلِفُقهِماُقوميلوَنهنَبَِْبنِهتتَ(عغِي(ُاْ3لؤيِ4مى5نُ5:ا)ول)ْجََنأُا﴿َْووَإِِلَوه(لئَِلذََِاق2يََْدنكسَِ5مَ)وي﴾ُُعَْؤواصواتَإِ(ْلْاناَوذَللااَلنقاليَُْغهْتُأََصوُملَْجاأَلىَرْعصَُقهَْ:رَعوملََُ5ضْليامِوهلاَ5ارْتَعمَ)لْايَ،عقَُْنِهناهُْلمُهِِوبايَََواذتَقَهآاَذلَُمااكناوَاصاُلربَآلَوُريبِنََوِااهنة
مرتبطة بثلاث آيات سابقة لها ،وهي تتحدث عن إيمان بعض أهل الكتاب والذي ذكر
في الآية ()52؛ وفي هذه الآيات من العبارات ما يدل على تحقيق هؤلاء لكل أنواع
تلَتفنحَحياقييأَققْعشرَيماشعشلُرنةَيرياعاعةلَةولَفاارُلكلدأْأمسوأساَلرْرعةتةَيمااالللُتعفُكدرقكْميلرةيةَساعللَليتوااليمٌهتايتَعلَدعتْيبالدُكرتْلماعلَليعال﴿هيِِانَبَهْبااتَعغِباعَصيببرَاةارُرلوةاْجَا﴿﴾َِهو﴿ليََِووْيإِدَنََذرا﴿ءَُ﴾ووِمس.مَاَِنماعُبَِورااَزلقْْاحَنَلالاَسُْغهنََِْمةو
الشريعة ،والمتمثلة
وأيضا ايُلنِفاسُقيِِئَوةََن﴾﴾؛.
وكذاك
أَ ْعَر ُضوا َعنْهُ َوقَالُوا
وهذا (اللغو) متضمن للجدال الفكري الذي كان يدور بين هؤلاء المؤمنين ،وبين من
لم يؤمن من أصحابهم أهل الكتاب.
ولكن يلاحظ هنا أنه لم يرد ما يدل على شريعة المجتمع ،لأن ساعة نزول هذه الآيات
كان حال أهل الكتاب من الضعف بحيث لا يمكنهم إملاء شريعتهم على الأمم الأخرى
التي عايشوها ،سواء كان في جزيرة العرب أو في الشام .وأما وصف المؤمنون – من أهل
الكتاب – لأصحابهم الذين لم يؤمنوا بالإسلام بالجهل هو لأن أصحابهم هؤلاء نحوا بالجدال
منحى وصفه الله تعالى ب(اللغو) وهو أمر لا يؤدي إلى تغيير الفكر ،ولذلك يوصف من
من يتبنى هذا السلوب ب(الجاهل).
محاولة تغيير شريعة المجتمع
شريعة المجتمع هي الشريعة التي تحكم بينكل فئات المجتمع بغض النظر ععن إنتمائهم
افَلاَجفاْحءُكُوكرَمكى؛بفََاْيونَْحهُهنُاكممكبِابَلْمْيثِقنَاُْهسلْمِلطتأَْووإِ اأنَضيْعاَِرحّاللَْذضليُِحعَكْنُّ،بُه ْقماالمَُْقلوإِِتسنعِاطتُليْعىَنِرْ﴾:ض﴿(ساَعَلماْنناُهعُسْماوءَنفَ:لَلِْل2نَك4يَ)ِذُ،ضُِّربووقأََاكاكلالَُشتْيوئعَاناًللَِىولإُِّْ:سن ْح﴿َحفَاَِتكْحْمفَِإُكَنمت
403
الفصل التاسع عشر
ابَ(ََعّْاياْلنلنملَُاُهُهئَْموملداَةِِ﴾بَ:تاَ،تا8أبَِبنيَْع4نزَ)لأمَ،اْاهَّالوالجُجاءَاَءوُهءلْاَمففتيَيتاَعابِالامْلعآاثياأَةنْيهَجاةاولاءأَءَبَوُهكلصْمىيِماغَعلَنةأامااماللرإحَلَجبِِقاازالءَمح﴾َاك،لكِممذواَلنبيفارلصليحَاقغِِقةألِخانيلُاتك ٍرلِلخي[فييوَجرهعَْ:لبنَ﴿افَا﴿حِمفَنْاحكُكْمُحكْممتُكخِبمَيشْيْيرنَبرََعْيُهةًنَيْمَُهولأَِممأْْننوِِهَبهأََااْعأحِجَرناَكزًَْض﴾لم
في قضية حدثت داخل أسرة بّن إسرائيل ،وهو أن رجلا امرأة زنيا ،فيمكنه الحم فيها أو
تركهم ليحكموا فيها بحكم التوراة .أما الحكم الثاّن فهو إلزامي إذا حدث ان انتهك
إسرائيلي – مثلا – عرض امرأة أخرى من مجتمع المدينة ،كان لابد من الحكم فيه بشريعة
المجتمع.
اقُللتُا ْوقبَِهِوُمٰوىلافَلوَْحدكَاِمنُياوواةَردأَََِْححتيااقةَآبباِةهلَاْجَاواَوِأهَلحِْهيالَدِةَةهافَ ۚأفَنيََزوََكلاه اَذنَاّالالَُاّلالملُوَسبِضِكُكيونَِِلعتَهَُهش َعْييلٍَءٰقىوَعلَلِرهيُسًمتوالعِاِه﴾لىَو(:اَعللَفت﴿ىإِحْذالُْ :مَْ6جؤعَِ2منِ)َليَ،نالاهَِذوأذيَلْهََنزَمالَُهكآَْيمفُةرَوكافلِيَِمفهيةاَ
إضمار ،وتقديره[ :إذ جعل الشيطان في قلوب الذين كفروا الحميةْ ،حية الجاهلية] ،ولما
فعل الشيطان هذا بأوليائه ليقفوا في زجه النبي وأصحابه ويمنعونهم من العمرة ،أنزل الله
السكينة في قلب النبي وقلوب المؤمنين لنزع فتيل القتال ،فإَّنا هم يريدون بيت الله؛ ولقد
ص ادر الله تعالى عبارة إنزال السكينة بحرف العطف (فاء) ليفيد أنه بعد خصول الحمية في
قلوب الكافرين توجه الله تعالى بإنوال هذه السكينة .وبهذا يمكن المقارنة بين (السكينة)
و(الحمية).
فهؤلاء الكفار لم يمنعوا الرسول وأصحابه زيارة بيت الله إلا (ْحية) ،وما تجنب الرسول
يَ ْسأَلُوِّن بِيَ ِدِه نَْف ِسي «َوالا ِذي
َلا البيت ،حَّت أنه قال: هذا تعظيما لحرمات منازلتهم إلا
أَ ْعطَْيتُ ُه ْم إِياا َها».16 إِلاا فِيَها ُحُرَما ِت اَّاللِ ُخطاةً يَُع ِظُِمو َن
ولقد وصف الله تعالى َم ْن منع من هم أحق بالبيت من البيت وصفهم بالجهل لأنهم
لم يكونوا أولياء هذا البيت ،ولم يمنعوهم منه بسبب تقوى في قلوبهم بل ْحية ،قال تعالى:
﴿َوَما لَهُْم أَلا يَُع ِِذبَهُُم اَّاللُ َوُه ْم يَ ُص ُّدو َن َع ِن ال َم ْس ِج ِد الحََراِم َوَما َكانُوا أَْولِيَاءَهُ إِ ْن أَْولِيَاُؤهُ إِلا
ال ُمتاُقو َن﴾ (الأنفال.)34:
404
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
وهذا الموقف شبيه بالآيتين السابقتين اللتين ظهر فيهما أن الجهال يقومون بدعوة
الأنبياء ،فهنا الكفار يقومون ِبنع المتقين من البيت الحرام! وبالتالي ،فهذه الآية تريد أن
تبين أن الحكم غلى الناس – ومنعهم من حقوقهم – من منطلقات (الحمية) هو سمة من
سمات حكم الجاهلية .فالناس سواء في القيام ِبا يضمن حياْتم الجسدية ،وأيضا سواء في
ممارسة شعائرهم الدينية ،لا حجر لأحد دون أحد .فعن الحياة الجسدية قال النبي :
«الناس سواء في الماء والنار والكلأ» ،وأما عن الحياة الروحية فقد وصى الخليفة الراشد أبو
بكر أسامة بن زيد حين أنفذ بعثه ،فأوصاه بأن لا تقطع شجرا مثمرا ،ولا يهدم
ديرا ولاكنيسة ولا صومعة.
ثالثا( :تغيير) قانون النبوة
هذا القانون خاص بالعلم الغيبي خلال الأزمنة الثلاث :الماضي والحاضر والمستقبل،
وهو متضمن لمسألة الجزاء إما صراحة أو إضمارا .ومحاولات الجهال تغيير (الغيب) من
حالة كونه (غيبا) ليصير (شهادة) ليمكنهم التعاطي معه بعقولهم (العقلانية) ،أَّنا هو أمر
أشبه بالتمّن لأنه ليس بالضرورة أن يتعامل مع الغيب إلا في حال تغيره إلى شهادة ،فموسى
أأأفََََونأََكْنكلاظثََُخَْيَرمرَذُرُههإتِْوولْاَقمُممْيبُكانُاَمللَلْْليكهااََهململقَلُْلآاويتنَيواَصالٰؤاَانىمللَِعلنهت﴾َقَوناوةُتاَتلح(َعباَتَاروهالأََشيِلأنّْْنىرتُفننَعلاْموامر﴾حمتدََعنْي:ي(لَانْيرظت1لُوُِهأرهكْ1وفم:لعيَن1رامُك)ه﴾﴿ه،،الفَوذإِ(:ااوهْذقلَش3بابذلققُهْ4ليْلرشٍتةءاُ1أملْ:من)آقنُيه5،بيَُةالًأق5كياتو)لتُمم.هاضاوماحاآَتسدمعَكحىاانلينثُلَىننواأ:قننابلهِاُنيُسّءت﴿ْلْؤؤَعِبِوممولَنَُّْوننصوا إصألََىانإِالانَسرَااكعرالائيلنيأََهغاَحزلْيلنَنَاّارتيرؤَبيغإِتنَلََشمْهيَارشِ:هأءَنىهُمهاااَم﴿اَّداّللَْاةرللإُلََمِِ،لشَبَوٰالََجئأتسَِِِْكهرطِوَاكَّراوةننةءاًَ
الغيب المكنون في المستتقبل بتنزيل الملائكة ،أو المخبأ في الماضي ببعث الموتى وتكليمهم
ِبا لديهم من خبرات ،أو العيب المتواري في الحاضر بحشركل شيء ماثلا أمامهم ،ماكان
هذا الغيب الذي تحول إلى شهادة ،وصار كالعلم المادي ،ما كان ذلك مساعدا لهؤلاء
الماديين في حصولهم على (الروح) ،لأن هذه (الروح) من صميم علم الغيب ،والإيمان لا
405
الفصل التاسع عشر
يسمى إيمانا إلا إذاكان تصديقا بأمر لم يكن شهادة .فإخضاع الغيب لقوانين العقل والمنطق
ليس بالضرورة مساعدا ي خصول الإيمان.
َأَوأُِبَجلِِْئغتَُنَُاكملِتَاأمْافِ أَُكْنَراِسلَْع ُْنت
بالآية السابقة لها، تالْعاعِْللىُمِ :عن﴿َدقَااَلُّالوِلا أمثلة الآيات التي وردت في هذا الشأن ،قوله ومن
الآية مرتبطة ِِبَا تَعِ ُدنَا إِن ُكن َت ِم َن ال اصاِدقِيَن ( )22قَا َل إَِّانَا بآِلِهِهَتِنََواٰلَ فَكِأِّْتِِنَنا
أََرا ُك ْم قَْوًما تَْجَهلُو َن﴾ (الأحقاف ،)23:هذه
والتي تبين إستعجال قوم هود – عليه السلام – نزول الغذاب؛ فهم يستعجلونه لأنه غيب،
ولو لم يكونوا (جهالا) به لما استعجلوه ،ولهذا وصفهم بالجهل ،أي أن يتغير العذاب من
حالة الغيب ليصبح شهادة ،لا يتمنى هذا إلا من َيهل العذاب.
اأَلْْهجَلِا ِهَلِكوۖيمَنإِننا﴾هُأم(ثَعلهَمةوٌلدال:آَغيْ6يارُ)4تَ،صااللِتتٍيحاۖلوحفَرلدَدياتتَث ْسأَ–علْنِأني َمهضااذلهَْي ا–لَسآقيلةَولهَمكتنبِعِهاملنىِعْ:ظلٌمو ۖر﴿إاِقَِلاِّعنَلرأَقيَعِااظلُنُذوَكُحيأَإِنكنااهُتَنلَُْيكموََسنسيِِممطَْرننا
على نوح – عليه السلام – بحكم عاطفة الأبوة .وأما هنا فسوف يكون الحديث من
منظور تغيير حكم الله في من ماتكافرا ،فإذاكان الحديث في المرة السابقة انحصر في قوله:
أَْهلِ َك﴾؛ ففي هذه المرة يكون الحديث عن لَلْيا تَستوِمجْنه إِناهُ
﴿فَلَا تعالى: قوله بالدعاء إلي لكي أرْحه وأستثنيه من العذاب. أي ﴿يَا نُو ُح
تَ ْسأَلْ ِن﴾،
وهذه هي العقلانية إما أن تحاول تغيير العيب إلى شهادة ،أو تغيير قانون الله الذي لا
استثناء فيه؛ وهذه العقلانية من الدقة ِبكان بأن يقع فيها الرسل وأئمة المؤمنين ،ناهيك
عن غيرهم ،فانظر إلى بعض المهاجرين من فريش – حينما أرادوا ان تستثّن المرأة المخزومية
التي سرفت من الفصاص – فأرسلوا أسامة بن زيد ليشفه لهت ،إذ أنه ِح اب رسول الله
وابن ِح اب رسول الله ،فعنفه قائلا( :أتشفع في ح ٍِد من دود الله – الحديث).17
ولقد وردت آيتان أخريان في هذا الشأن ،هما الآية ( )154من سورة آل عمران،
والآية ( )35من سورة الأنعام .ولئلا يطيل الباحث فقد انصرف عن إيرادهما.
المبحث الثاني :الهوى وصناعة القانون
406
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
ت تجميع الآيات التي وردت بصيغة (هوى) و(أهوا) ،وكان هناك عدد عشر آيات وردت
تحت الإسم الأول ،بينما سبعة عشر آية تحت الإسم الثاّن (اهوا) .ولقد تمت دراسة هذه
الآيات دراسة تحليلية واستقرائية.
لقد رأينا آنفا أن إنتهاك إستحقاق التوحيد الذي قام به الجهال إَّنا كان منحصرا في
توحيد الربوبية ،ولذلك لم ْتدو جهودهم أن تتكون مجرد (محاولات) لتغيير القانون .وأما هنا
فهو متعلق بتوحيد الملك ،وبالتالي فقد تخطى الأمر مسألة محاولات التغيير بل تعداه ئبأن
يقوم أهل الهوى بصناعة القانون الذي يلائمهم بأنفسهم ونبذ ما عداه،كحال بّن إسرائيل
فَ َف ِري ًقا ِِبَا وجل﴿ :أَفَ ُكلاَما
ا ْستَ ْكبَْرُْت أَنُف ُس ُكُم َْتَْو ٰى َلا َر ُسوٌل َجاءَُك ْم (البقرة.)87: الذين قال فيهم الحق عز
َك اذبْتُْم َوفَِريًقا تَْقتُلُو َن﴾
وِبا أن أهل الهوى يصنعون قوانينهم بأنفسهم فهم إذن عقلانيون بشدة ولا يلوون إلا
على تمكين ذواْتم في المجتمع ،ولذلك لم يرد ما يفيد صناعتهم لقوانين تخالف الطبيعة
(الكتاب) أو تخالف العلم الغيبي (النبوة)؛ أي أن صنيعهم منحصرا في تغيير قانوون (الحكم).
أولا :صناعة القانون الذي يناقض التوحيد
هنا يستهدف اهل الهوى توحيد الملك بشقيه( ،ملك الربوبية وملك الألوهية)؛ ولقد
رآينا أن ملك الربوبية يلازمه التشريع الخاص بشريعتي الفرد والأسرة بشقيها ،بينما ملك
الإلوهية فيلازمه التشريع الخاص بشريعة المجتمع.
انََُمملُكَلَفْناٌسلَّكِِصَمأَلاَْوُلواهُتَمضاأقََِللانيْتامآَنِاياتاََُنَاُولاّوالألُلكَُِنأمَۖتْمثرللَِِةِمو(َقَِمضْاانو6لٍمَتولَ2يهُُشيهَُ)َمَرْوعَكوَِقاوارِلُِملُءَدهَعوَنوِفَِزنيتياُنزلاافَماِذ(ايلِصحَ8يِرَيرمَِكلز2يَقَْينْب)نَُماَكد﴾بَأُُكِاْل(لام(الرلبا7فخََتارْلأوَبَبن2ويَتُقمَ)عةْم:ثاُلقمافِاَ9ضيِوذَليِهرُ2يهعِ)ََينبَ،تسُدلَعَوهُااظَهُلَءلكٌَذوىُممتهَُه:خوَاَاماواثَفُألَلأ﴿َآوْهانًيََْهوهَلَُةواَِْوِممهُءَُلنْنهَُهَكمامأََعِننخلَيُبفْيعَِِففِغهلَِتِْيسياِرقَُوكُاكلَةلْمْهُمِعبْلاأساَالنٍَْمهمَلمَثُۖفَآَلوياُلاَفسَلاَِامتُكُلكتْأنَممَوااْعليََللَِكثِمأَْهلَذْىنرلاِِدِفامَِضيكايث
السابقة لها ،حيث تبين الآية ( )28ملكية الله تعالى للذين يسكنون السماوات والأرض،
من الملائكة والجن والإنس؛ ثم جاء ِبثل يبين فيه هل يملك الذين َّنلكهم – من ما ملكت
407
الفصل التاسع عشر
أيماننا – نصيبا في ما رزقنا الله ،وبالتالي هل يشاركوننا هذا الرزق في كل أوجه حقوقه
ووالواجباته ،ومن ثم لا يمكننا التصرف في هذا الرزق إلا ِبوافقتهم خوفا من غضبهم؟ فإذا
كان هذا المثل لا يمكن قبوله ،فأيضا ،لا يمكن قبول ما يصنعه أهل الأهواء من شركاء لله
تعالى ،سواء كانوا من الملائكة أو أو الإنس أو غيرهم.
ا(َّاللُ 3بِ2هَ)اوم﴾ِمنانلنذل ُسجْلمك،طَاأ–ٍنن ۚأظيإرِضنإاليَىتابِ–عُعبقواوَلنرةهإِلاتا﴿عأَااسللْمَىاظا:ءٌانسَ﴿َموإاِْيَمْتاُنُمَِْتهوََْهوَياىإِ﴾لاااْلفأَأنَهسُفْميَاُتءٌسعۖسََّمناوْيلَتأَُقسُْمدمواَهءَاجاأَءَنصتُُنهْمعمت َمِوِمآوبَناهُاؤاُك،ربِِهمِكُماامباالراْهُأََندعَزَٰىلن
كابر ،وأفضتم عليها هالات التقديس ،حَّت صارت آلهة في نظر العوام ،فعبدوها ،واستفتم
أنتم من هذا الوضع ماديا ومعنويا.
ثانيا :صناعة القانون الذي يناقض شريعة الفرد
كما أسلفنا ،فإن شريعة الفرد تتضمن التشريع الخاص بالأطعمة وبقواعد الإسلام ،فمن
لأبتاَِيُأأَْمْثهُكِلضَلُُولةاّئِواوِهمَنِماٍمماباِيأَ﴾ْهذُصأَنوكاِئَعِريِههاميأْحسبِهلُِِمغَولْياِرنَاّالللِهِعمْلاوٍَعملَىْۗيحِإهلِمرمانَوضقاََلاربْلادههاَفَكبةأاصتُههَووَلاشئأرَليَهْععُمكلَُ،ممالبأِداماالْوطُمعنْعَحمتَأارةَِمدنيميَعَانلَْيك(وجُك9انْمء1لإِهفال1ماي) قَم﴾ساونلاالهدأنتْضمععاطاُنملِرْ،ىرُْ:تشعربيإِلاَعْ﴿يرةَِهةو َۗماالَ﴿فولإلَِايرُادُنكِْ.ضمَُلكّأثِأَويلارًَاناي
يصنعون أطعمتهم دون أي اعتبار للشريعة.
أَْهَواءَُه ْم ۚ تعالىَ﴿ :وَك اذبُوا َواتابَعُوا قوله جاء في ومن أمثلة تنكب شريعتي الفرد والأسرة ما
قوم نوح، الحضارة البائدة ،وهم: لأمم بالنسبة أَْمٍر ُّم ْستَِقٌّر ( ﴾)3القمر ،عبارة َ( َك اذبُوا) َوُك ُّل
وقوم هود ،وقوم صالح ،وقوم لوط ،وقوم شعيب ،وآل فرعون ،تدا هذه العبارة بالنسبة لهؤلاء
على التكذيب بشريعتي الفرد والأسرة بشقيها العرقي والفكري .وأما عبارة ﴿َواتابَ ُعوا
أَْهَواءَُه ْم﴾ فهي إشارة إلى البديل الذي صنعوه ليحل محل هذه الشرائع.
زمن أمثلة رفض شريعتي الفرد والأسرة بشقيها ما كان عليه حال بّن إسرائيل فيما قاله
اِعْيستََسْكبَىْرُاْتبْ َفنََفَمِريْرًيقَامَ بِالُّر ُس ِل ۖ َوآتَْينَا ِِببََاْع َِدلاهِ اتلْعبَايِِنَلاى ِتعن َهوأَيماْ:دنَاهُ﴿َوبِلَُرَقوْدِحآاتَلْْيُقنَاُد ُمِسوَۗسأَفَى ُكاللاَْمِكاتَا َجَباءََُكوقَْمافْيَنرَاُس ِومٌلن
َْتَْو ٰى أَنُف ُس ُكُم
408
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
َك اذبْتُْم َوفَِريًقا تَْقتُلُو َن﴾ (البقرة ،)87:هذه الآية هي من ضمن الآيات التي وردت في هذه
السورة وتتحدث عن بّن إسرائيل ،وهي الآيات التي بدأت من الآية ()40؛ والقرآن عندما
يخاطبهم بعبارة (بّن إسرائيل) إَّنا يحدثهم عن إخفاقهم في تطبيق شريعتي الفرد والأسرة
بشقيها ،ولكن عندما يخاطبهم بعبارة (أهل الكتاب) فإنا يحدثهم عن إخفاقهم في شريعة
المجتمع ،ورِبا يكون ذلك حين تواجدهم بالمدينة المنورة حصرا .وعليه ،فإن الهوى الوارد في
هذه الآية هو مفارقتهم لرسلهم ،وصناعة القانون الذي يخالف شريعتي الفرد والأسرة بشقيها،
واللتين جاءت بهما تلكم الرسل.
َوأَْر َسْلنَا إِلَْيِه ْم ُر ُسلًا ۖ َلقاولْهَتَْتوعٰىالأَىنُ:ف ُس﴿ُهلََْمق ْدفَِرأيًَقَخا ْذَنكَااذبُِموياثَاَوَفَقِريبًَقِّانيَإِْقتُْسلَُراوئِيَن َل﴾
(المائدة ،)70:هذه – ونظيره – أيضا
ِِبَا ُكلاَما َجاءَُه ْم َر ُسوٌل
الآية شبيهة ِبا قيل في الآية ( )87من سورة البقرة.
ثالثا :صناعة القانون الذي يناقض شريعة الأسرة العرقية
وِبا أن شريعة الأسرة العرقية تمنع إنتهاك مرمات النفس والعرض والنسل ،كما تشجع
إِفَأَُِإيّنَانهايَااَُكلّااللَِْنذيَكََغنانًِيَّآناَمنُِِأَبَْواوا تفََعُكِْقعليوَمنًرُاىلُواوفََاقنَصَّلاالوالةُِمَخابأِيلَيَْنورًرالَحٰبىِام﴾لْ،بِِقهِ(باَْملسانصِۖطسوافرَةءلَُشاَ:هعاَ5تَدامتا3بِةءَُع؛َِّ1واال)لِو،مالَْوهلنََهَْووأذٰمهىثَعللَاأَةلٰىآنيمأاَةتنَُْفعتجنِِداسلُهءوُاكى ۚفْميأعََوإِِذولننالْأكَتوَانْللِقَُويدوليوْاهِصنأنَتْوَععوااْلتالُألَمىْقعْ:ؤَِرربِمنيُضَ﴿ونوايَۚان
قانونا آخر غير
شريعة الأسرة العرقية ليحيدوا به عن العدل الذي تكفله هذه الشريعة ،وبالتالي يحققوا به
هواهم .وعلى الرغم من أن هناك تشابها بين هذه الآية والآية ( )8من سورة المائدة ،التي
أَآقَْمَنرُواُب ُكلِلوتناُْقواَوقَىاواِمَوايتاَنُق َوِاّاللِاَّاللَُشَإهِ َادناءَاَّالبلَِالِْقَخبِْسيرٌِطِِبََاولاَتَ ْعََْيملُِرَموناَنُك ْم﴾ أَاُيّْعَهاِدلُاوالا ِذيُهََون
الَعللَهىتعأَاللاى:تَ ْع ِد﴿لُيَاوا فيها يقول
قَ ْوٍم َشنَآ ُن
أَ(منالُفمناِئاسلدُعكةبْما:رأَةِ8و)ال،الْتَيإواللِياَدقيْأوِننلَوافآْيليأَهةقْاَربِاسليحَنورقة﴾تابلان–رسوكأامءاوتتآعتياةلحىد:سوثر﴿ةَواللعماَائنَْيدةِرَشمنافريتتُعك ْةمح ادلَشأنَآثسُنرعةقَناْولٍمعشرقرَيعيلَعةةى الأَ–ملجتامتَ﴿ْعَعولَِ،دْلوُوواذَلعلَ﴾ٰ.ىك
409
الفصل التاسع عشر
ومن أمثلة ذلك – أيضا – ما يشير به الله تعالى إلى شريعة الأسرة العرقية من عبارات
مثل (بّن إسرائيل) بدلا من عبارة (أهل الككتاب) أو نحوها ،كما جاء في قوله تعالى:
ابَلْيَش﴿َعنَِرَايوللََُهعََقِْممٍةْيدإَِِنِمآانَتنَ(ْيَانَر6بْالاأََْ1بمَك)ِِّرنيََوفَْآقاإِتَتاْيبِِْسضنَْعَاراَيئهُِهيامبََلْيَوبَنلََاياِِلُنهَاْتمَِكتاتٍَبِايتَْعْوََِمِبمأََْهانَلوَاواِاقليَْلءَحُاأََامْْمكلاِةِرَمِذيفِفََيَوانَمَلمُانّاَلبُاااَوكةَْياَخنتَُْعلََولَاوَُفرُمَزفوِاقْوينََِهناإِلُهيا﴾َمخْتَِم(لِاِِمُفْلنَجونابََنثايْعلة(ِد:طايِِ7بََ8ماا)ِ)11تَ،جثُامَاوءَفَهُهذَجُامضهْلَعنَْلااالنَلاُعِهآْلَيْمكُمة
َعلَى
بَ ْغياً
َعلَ ٰى
تتبع
الآيتين السابقتين لها ،حيث أن هاتين الآيتين ورد فيهما نوعا شريعة الفرد والأسرة بشقيها،
ولم يرد فيهما شريعة المجتمع لأن الآية تتحدث عن ما أعطي لبّن إسرائيل ،وليس لأهل
الكتاب.
هذا عن الآيتين السابقتين للآية التي نحن بصددها ،فهي أيضا تتحدث عن الشريعة
بنوعيها :شريعة الفرد وشريعة الأسرة بشقيها؛ ولم تكن متضمنة لشريعة المجتمع لسببين،
أولهما أن هذه الآية معطوفة بالحرف (ثم) على الآيتين السابقتين لها ،وثانيهما أن هذه الآية
وردت في سورة مكية ،أي قبل الهجرة ،أي أن القرآن الذي أنزل ِبكة لم يكن متضمنا شريعة
المجتمع.
ومن أمثلة ذلك – أيضا – ما يشير به الله تعالى إلى شريعة الأسرة العرقية من خلال
بيان تاريخ التشريع ،وذلك بذكر الأمم التي ت إعلاكها ،أو بذكر رسزل من رسل هذه الأمم،
اأتََََُملوواِكمَْادرُبِْذّرامصيُعْايُكَََجَنوَنتْاماُهۖ ۖءَجْأمُابَُِهولوََِلهءإِنَُِرمثلاَُاْيإِفاواتِبهَلْأيَتاَعِرباِْااعْلَلقَِّْهعالمُموليُالكِألَُتََبمهَنَاَْهاْغْيتَيَتَواوَاعًَِببُمواءَلَيبَلوُهْيِمُىكإَِْنَمسلَْْ:مْيۖنُهىِهْأمََبوَ﴿قْعََُمْعوَوََْلمشَلِعِدناَْيرولُِلهآيَعَاََْسمُمكنلََشْمَكىالَُۖلِكُِءفُتأَمَمَلِِيْةٌَناوبَِِيمَاْأََهَنسأََقشُِحبنَيِداََزقلٍُماِجَكلِيِدةَواْياتإَِِِمبّلاََِنْناليْلْيِلمُهُِنهََِِدمنَنِيمااُمَمَاننِرَربيِوَِنوبَكَِْيواٍيَصتَُلكبنِنَااَيىإُِكٍ(لَتَببُُِمىتبَِۖهَۖ4فأَ(ناَُ1اروَقأَُُجّو)ِ3المولاٍُْحلرف1اًَلِفُِ)َُّميْٰيتََذواِهلََِملَاوسِلَمًأَُِذعَّمَكاكْعبُبَىَريِدْيفَتَلنَاَأاََلفنََُْْعقدواالَربقَُُعَۖحِْيضْۖيىوانَنَََوياإاإَُِِكلولَالميْبإَُُِملاَْيِْهسْْۖيشنَتَِمِاارُِقَهلكَِّْكْْالْنميمَلمَُنَبوََََكِورَُصمبإِْعَّايَنممَاِراادانُ
( – ﴾)15الشورى ،هذه الآية مرتبطة بالآيتين السابققتين لها ،وورود إسم نوح وإبراهيم -
410
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
عليهما السلام – في الآية ( )14مع أسماء رسل الحضارة السائدة (موسى وعيسى ومحمد
وردت في صدرهاَ ﴿ :شَرعَ التي على أن الشريعة فإَّنا هو دليل عليهم لصلاة والسلام أجمعين)
شريعة المجتمع لم تنزل إلا لأن بشقيها ،وذلك الفرد والأسرة لَ ُكم ِِم َن ال ِِدي ِن﴾ تعّن شريعتي
في كتب رسل الحضارةة السائدة ،وبعد هجرْتم .والآيات المدنية )50 – 44( :من سورة
المائدة هي خير مثال لهذا الأمر.
وبالتالي ،فإن عبارة (تفرقوا) إَّنا تعّن التفرق عن تطبيق شريعة الأسرة بشقيها ،لأن الآية
قد أوردت العلة الكامنة وراء هذا التفرق ،ألا وهو (البغي) ،أي عدم الحرص على حفظ
حقوق الناس في المال والعرض والنسل ،وتركوا تطبيق الشريعة التي تحميها.
والآية التي نحن بصددها ،والتي بدأت بعبارة ﴿فَلِ َٰذلِ َك فَا ْدعُ﴾ فيها إشارة إلى ما ذكر
قبلا ،فما هذا الذي يدعو إليه؟ هو شريعتي الفرد والأسرة بشقيها ،وليس الدغوة لمجرد الدعوة
أُِمْر َت﴾ .أما عبارة دلت عليه عبارة ﴿َوا ْستَِق ْم َك َما
َ﴿َلا ذكروا صراحة في – من يهود ونصارى – الذين أيضا ،وهو ما وحسب ،بل التطبيق
الآية أهل الكتاب تَتابِ ْع أَْهَواءَُه ْم﴾ فهم
( ،)14إذ وسمتهم بأنهم هم من فرقوا دينهم ،وهو الدين المتضمن شريعتي الفرد والأسرة
بشقيها .ثم بعد النهي عن إتباع أهل الكتاب في تعطيلهم لشريعتي الفرد والأسرة بشقيها،
أمره ربه ،بأنه سوف لن يطبق فيهم هاتين الشريعتين المنتهكتين ،وذلك من منطلق (لا إكراه
كِ﴿تََاوأُِمٍْبر ُ﴾تِ.لأَ ْع ِد َل
بَْينَ ُكُم﴾ المجتمع يتواَّن في تطبيق شريعة أمر ليبلغهم أنه لن في الدين) ،ولكن
اَّاللُ ِمن ﴿َوقُ ْل آَمن ُت ِِبَا أَنَزَل دلت عليها عبارة وهي الشريعة التي
رابعا :صناعة القانون الذي يناقض شريعة الأسرة الفكرية
شريعة الأسرة الفكرية هي التي ْتتم بالجماعة التي تلتقي فكريا ،وتتم الإشارة إلى ذلك
باستخدام عبارات مثل (أهل الكتاب) أو (الذين آمنوا) أو (أمة واحدة) أو (المنافقون) أو
(اليهود) أو (النصارى) أو نحو ذلك ،ومن أمثلة الآيات التي وردت في هذا الشأن قوله
قُلَُحَوابِّٰتهِْمإِذََاواتابََخعَُرواُج أوَاْهِمَواْنءَُهعِْمن ِد(َك 6قَ1ا)لُواَواللاِلاِذيِذيَنَناأُْهتوَتَُدواْواالَْعزِاْلَدَمُه َْمما َذُهاًدقَاىَل إِلَْي َك تآنِعًافال ۚى:أُوٰلَئِ﴿َوَِمكْناُلهامِذيامَننطيََبَْسَعتَاَِمّالُعلُ
َعلَ ٰى
َوآتَا ُه ْم تَْقَوا ُه ْم﴾ (محمد ،)17:هاتان الآيتان إمتداد للآيتين السابقتين ،حيث بينتا موقف
411
الفصل التاسع عشر
من هم ﴿ َعلَى بَيِِنٍَة ِِمن اربِِِه﴾ ،وبينت أيضا موقف من ﴿ُزيِِ َن لَهُ ُسوءُ َع َملِِه﴾ ،إذ أنهماكانتا
تتحدثان عن شريعة الفرد؛ وأما هنا فتتحدث هاتان الآيتان عن شريعة الأسرة الفكرية،
وكيف أن المنافقين لم يستطيعوا الإندماج مع هذه الأسرة والتماشي مع فكرها ،فأنظر كيف
كان موقفهم﴿ :قَالُوا لِلا ِذي َن أُوتُوا الْعِْلَم َما َذا قَا َل آنًِفا﴾ .ولما لم تكن لهم نية لمعرفة هذا الفكر
فطبع على قلوبهم كنتيجة حاسمة على عدم إمكانية تعاطيههم مع هذا الفكر ،وأيضا عدم
تمكنهم – نتيجة لذلك من أن يكون سلوكهم موافقا لهذه الشريعة؛ فإذاكان المؤمنون يدعون
إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،فإن هؤلاء يققومون بعكس ذلك تماما،كما
اااقل(َلمّاَالأَْلِع6لُرْحِ3موَتزا)وعنِمافَِولبََنوكِىَلٰوٍَذيَِيَمألِفْقمينبَِثوََللهكايةُُمضنأَ:نوَواَِكذزَلْنلٍُنَرقا﴿أَاهيُْبكَلْ(ِْدعُميَقُنَ7حاَُهضولفِْ3كْهُمُهق)ًمواقُ﴾ت﴾َنعْل(اَعاالََللرإِوباًَِترىّايلّْنَعا:واُمبۚندَةأاُ:َ،فِِوم﴿لََْقئِرَ7هواالِانُذ6تُِذها)تيتاأَ.ابََبنَلْنْعآْعيآأَةتََُضتْعْيتبُُنَهأتَاَدمْهُهحَاواَُِمِمّداءلَْلَانُهلثَمبَوكِلْعتَباَعَاْعأنٍََُدضبْشَمشاِيريََأَْريْكفُمعََجُرربتاُِوحِهيءََنوَاإِكلَنلَبْيِفاِمِهلِِْربَدَُامنأَنْادوأاُلَْكنلعُعِِِرزأْلوُِلمسَوَيورَإِإَِةمْنلَلَايْْيَبهِهلََْوكشََنَمقكئَيَواِِهَمعماََِِبننن،
وذلك لسببين ،أولهما أن الآية ضمن سورة مكية ،وثانيهما ورود عبارة (حكما عربيا) أي
سا﴿ َعوَكة َٰذألِْنَكبُعِ﴾َ،ث قالمنابيهِبيكإةل.ا غيرهم كان لا يوجد عرق آخر خاصا بالعرب قبل الهجرة حيث
بالعبارة – وهي معطوفة عليها أما الآية السابقة لهذه الآية
تتمة لهاتين الشريعتين ،لأن هذه الآية ( -الرعد – )36:تتحدث عن شريعة المجتمع حصرا،
﴿الا ِذي َن آتَْينَا ُهُم ال ِكتَا َب﴾ ،وثانيهما لورود عبارة ﴿أُنِزُل لورود عبارة وذلك لسببين ،أولهما
في القرآن دلت على شريعة المجتمع ،بينما ﴿أنزل عليك﴾ أينما وردت إِلَْي َك﴾ ،فهذه العبارة
فتدل على شريعتي الفرد والأسرة بشقيها حصرا.
تََمتَاجابِالََعءَ ََِكموكلامتَِمِمنُهَنَنْمأاۗاملَْثّالقعلُِلِْلةْلِمِمإذِل﴾نان َووكُِلههٍِيَدو–َوَلىمأااياَنَّالذضلِاِكصيُرهتٍرَ–هو ا﴾اقللْهوُعل(بَادهلابٰرتىقةعۗراةل﴿َ:ولىََئِو:0لَِن2نا﴿1تتاََبَ)وْلرَْ،عنَض(َاٰتتَىلْرعأَلعَْهَضنمَوٰا)ىَءَكالُهَعانذلْميَبََُيهكْعواَوُددلْريَداَلوُاهَلفِذاويُدايلناَعوَبلااَجَصارااةَءَلرناَٰكى﴿َصبَِامْعََحرَنََداّٰٰىتاالْلاتعََِِْلذتحابَِِماَّٰعيت
412
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
ِملاتَ ُه ْم﴾ ،أي أن الله تعالى أعلم نبيه باستحالة رضى اليهود والنصارى عن الإسلام أو رسول
الإسلام ،وبالتالي فهو علم عن الغيب لا يمكن إدرامه إلا من خلال النبوة .وِبا أن النبي
مستحيل عليه إتباع هواهم ،إذن فعبارة ﴿َما لَ َك ِم َن اَّاللِ ِمن َوِلٍِي َوَلا نَ ِصيٍر﴾ هي موجهة
للمسلمين .ويلاحظ أن هذه العبارة موجهة إلى مفرد (َما لَ َك) ،وِبا أن المفرد لا يمكن إلا
أن يكون النبي – وهذا مستحيل – فإذن هذا المفرد هوكل قيادة في شاكلة النبي ،وبالتالي
فهي تعّن القيادات الدينية لأمة المسلمين ،والتي َيب عليها مخالفة اليهود والنصارى فيكل
الإسلام والمسلمين. (أهوائهم) التي تُف ُت في ع ُضد
ۚتلاعَِوامَملَانىبَ:الْعظا﴿اُضلَِوُهلَِمئِميْنَبنِتَاأَب﴾تَِْيٍع(اقَِلتْببلَقاةَلارةِبذَ:يْعَ5ن ٍ4أضُ ۚو1تُ)َواو،لَئِالْمِنااكِتتَايابَقْاعَبلَتبِفأَُيكْهَِِلواهءَآذيُهَهٍةمالِاِممآاينةتَببَُِْععهوِادو ونظيره -أيضا – قوله
قَِمْبالَتَ َجَاك ۚءَ ََكوَماِم أََنن الَْتعِْلبِتَِمابٍِعإِناقِْبَلكَتَ إُِهًذْما
شبيه ِبا قيل في الآية ( )120من سورة البقرة.
خامسا :صناعة القانون الذي يناقض شريعة المجتمع
تعمل شريعة المجتمع على حفظ حرمات النفس والعرض والمال لكل الناس الذين يتشاركون
العيش في مكان واحد ،ولوكانوا مختلفين فكريا وعقديا ،ولكنهم ارتضوا بأن تحكمهم شريعة
هذا المجتمع ،ويحكم فيهم بهذا الشرع من يرضونه ،كما كان حال أهل المدينة ،حين كانت
شريعتهم هي صحيفة المدينة ،وارتضوا أن يحكم بينهم فيها رسول الله ،صلى الله عليه وعلى
آله وسلم.
ومن العبارات التي ترد وتشير إلى هذه الشريعة مثلا (أزل إليك) و(اختلفوا) ،و(احكم
أببفََِِوااايْهللِهِْححوحاََِتءََِدققخًْةُ)هتَلُِْممَُوفولَ(َوصاَعِكلَِنِدامعقنااً﴾دلِِيَلِِلَجْ(بَام)الُالءََاووُئكَبَكغْْميديَةنرِمِف:هييَاَن.َ8دَاميْا4لِهوح)َمآِِِ،تمقَناَنلأِهُكماُْذمكثللهٍلِفَةِكااتَلامْسآَاجتَيِبِعَةبْلوُقنَراتوَداوحُمافِمَلهنيْيخثَْيُِكمهَراانْملاًذناِبتِايَعشللْإَِرْيلََعشِهى–أةً افَنَاَّوالقِصلِمْلحْنولَمَُهىكهْرامِتاجلجعلبُعَااًهْيلُنكََىوْلمعَُه:لْويمجَهِمِِ﴿بيََشَاوأعاوَناًءَعأََزلنلْفَناََزَياُىَّالنَللإُِبِِلَآئاُْيلَلّاَهُلجكَلَُكَعملَوَاِِوللبَُكسااَلِْكمتَتمَُكاأتانُبِتاُمَْْم–عةبً
لتطبيق حكم الله تعالى بين فئات المجتمع ،في ما يخص حفظ حرمات النفس والعرض
413
الفصل التاسع عشر
والمال .وأمره بأن لا يتبع هوى أهل الكتاب – من بطون اليهود التيكانت تغيش في المدينة.
وذلك لأن هؤلاء اليهود هم أفضل الأمثلة للذين صنعوا القوانين حسب هواهم ،من ذلك
َسبِي ٌل﴾ (آل عمران،)75: ِفي الأُِِميِِيَن
إن نحن أي لا حرج علينا أهل ديننا ،ومن أمثلة ذلك ليسوا من مظثللامناق اوللهآم:خري﴿نلَْيال َذسينَعلَْيهنَام
في تغيير – أيضا – دأبهم
بقَْخعوانِديصنَماَولالشهِرضيتعِععِهاةلايَىلُقأبوالُلسورذةَنكرإِحأْنسهأُلوبتِايلتُالْمكتظاَرهوَذبافمفَنوُاخلإُذيأرواهُحدواَنوإهِلينهوللامنْحبيتُسهْؤتَبْو﴿هَُاوللمفاتََاتَخْتاحابَِذْعُصرأوَماْهي﴾نوا:ءَ(ُاهلْنم﴿يُحسَ﴾اِِر،فُءو:رَنغ1ما4لأ)َك.نلِ اَملولأهِممذْنار
بالحكم عام لكل الفئات التي كانت تتشاطر المدينة المنورة.
أَذُنُنوبِيَهِْفْموتِ ۗنمُوَنوَإِكأانمثَعلَكثِةنيًرابذَلْعِِمكَنِضاقلوناَلمااه ِتأسَنعَلَازََفللاىاَِ:سّالُقلُ﴿وإََِلونَأَْيِن﴾َكا(ۖاْلحمفَاُإِكئمدنةبَتَْ:يَنَول9اُْهوا4م)فَِِ،باَاْعهلأََنْمذَزهَألََاّانلاَاَآّاليلُيُةِريَتوَلتُداب اعتََّتاالابِلُلْعآأَيأَةنْه(َيُوا9ءَِصُيه4بَْم)ُهَمموانْبِحبََذْعسْرُوهِرْضمة
المائدة ،والتي ورد ذكرها سابقا في المبحث الفائت .وإذا كانت الآية السابقة ت تصنيفها
تحت شريعة الأسرة العرقية ،إلا أن هذه الآية – رغم أنها تتبع لها – إلا أنها تصنف تحت
شريعة المجتمع ،وذلك لأن هذه الآية تتعلق بحفظ النفس ،وهو من أهم بنود صحيفة المدينة
التي خاولَ ْت النبي – صلى الله عليه وعى آله وسلم – بالحكم بين ساكّن المدينة ،ومن بيهم
أهل الكتاب هؤلاء .وعليه ،فعبارة ﴿َوَلا تَتابِ ْع أَْهَواءَُه ْم﴾ تدل على أن بّن النضير فد صنعوا
القانون الخاص بهم في حفظ حرمة النفس بالنسبة لهم ،ويريدون أن يكون هذا القانون مطبقا
– ليس على بّن قريظة وحسب – بل علىكل الناس ،وهو ما ْحلهم على ترك خكم التبي
والإنصراف غنه.
اَْعلأَنْر َِسوضبِميفَِنلا أاْحَمّالثلُِكلةملَهُبَْممْايَنَع َاجذلااناءاٌبِفسيَشبِاذِدلليْحٌَدِِكقِِبََاوَل–انَأيتَُستابوِاضِاعيَْاولَْم–هََواقلْٰىوحِلهَفَسياُتعِِضابلالى﴾َ:ك( َع﴿يَنصاَ :دَس6ابُِيو2وِ)لُد،اَإِاّنلالاِله ۚو إَِجىاَعنْلهنَانالااَِذكيهَنوَخلِيَيَفصِضنةًُلّاوِعفَينة
القانون الذي لا يتفق مع شريعة المجتمع ،وذلك لأن داوود هو مؤسس ملكة بّن إسرائيل،
وأول من حكم بهذه الشريعة بينهم.
414
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
الخاتمة
تشتمل الخاتمة على أهم النتائج وما ترتب عليها من توصيات ،وهي على النحو التالي:
أولاً :النتائج
.1العلم في القرآن الكريم هو ما (علمه) الله تعالى لآدم – عليه السلام – وحدده بكلمة
الأَسْمَاءَ ُكلاَها﴾ (البقرة.)31: قوله تعالىَ﴿ :وَعلاَم آَدَم في (الأسماء)،
بعض ذُكِر والتي ما سماه ب(الأسماء) الحسنى الله تعالى في القرآن في بثاه هذا العلم .2
منها في أول آية بالسورة الأولى – التي سماها (أم الكتاب) -وهذه الأسماء هي (الله)
و(الرْحن) و(الرحيم).
.3هذه الأسماء – التي وردت في أول سور القرآن – وردت أيضا في آخر سورة بالقرآن
-وهي (الرب) و(الملك) و0الإله) ،وِبقارنة هذه الأسماء ،وجد أن مجموعة الأسماء
الأولى تعبر عن العلم (النازل) ،بينما مجموعة الأسماء الثانية فكونت العلم الذي يصعد
به الإنسان أثناء تطبيقه لشرائع الإسلام.
.4الأسماء السابقة بينت على أن أنواع التوحيد ثلاثة :توحيد الإلوهية ،وتوحيد الملك،
وتوحيد الربوبية؛ وبالتالي فإن هذه الأنواع الثلاثة هي مكمن العلم الإلهي.
.5فتوحيد الربوبية – والذي د ال عليه إسميه تعالى (الرحيم) و(الرب) – فهو مكمن العلم
المادي (علم الظاهر) الذي قام عليه الكون بإنسانه وحيوانه ونباته وحجره ونجومه
ومجراته وغيرها؛ وهو علم متاح الحصول عليه لكل الناس ،بغض النظر عن مسلمهم
وكافرهم.
.6توحيد الملك – والذي د ال عليه إسميه تعالى (الرْحن) و(الملك) – فهو مكمن العلم
الذي تأتي به الرسل (العلم الروحي) لكي يساعد الإنسان في تكوين حياته حسب
شرع الله ،وهو على نوعين ،نوع يتوجه لتقويم الحياة المادية ،وآخر يتوجه لتقويم الحياة
العقلية.
415
الفصل التاسع عشر
.7توحيد الإلوهية – والذي د ال عليه إسميه تعالى (الله) و(الإله) – هو العلم الغيبي الذي
يكمن في الزمان بأواعه الثلاثة :ماضيه وحاضره ومستقبله؛ وأهم ما يخص الإنسان
من هذا العلم هو ما يتعلق ِبصيره في الآخرة (الجزاء).
.8ورد في القرآن الكريم ذكر (الكتاب) و(الحكم) و(النبوة) ةهي تمثل الأوعية التي تحوي
أنواع العلم الثلاثة؛ فأما (الكتاب) فمتضمن للعلم المادي ،وأما (الحكم) فمتضمن
للعلم الروحي ،وأما (النبوة) فمتضمنة للعلم الغيبي.
.9تبين أن لكل نوع من أنواع التوحيد (شريعة) تلازمه – ولا تنفك عنه – وبالتالي
فهناك ثلاثة شرائع هي :شريعة الفرد ،وشريعتي الأسرة والمجتمع ،وأخيرا شريعة النوافل.
.10تبين أن لكل شربعة نوع معين من (الجزاء) يلازمها ،سواء كان هذا الجواء سيئا أو
حسنا ،في الدنيا أو في الآخرة.
.11تبين أن النص القرآّن – كعلم – ينبّن غلى ثلاثية التوحيد والشريعة والجزاء.
ثانياً :التوصيات:
.1ضرورة إجراء مزيد من البحوث للتحقق من أن الشريعة ثلاثة شرائع.
فهرس المصادر والمراجع:
ابن ماجه أبو عبد الله ،محمد بن يزيد القزويّن ،وماجه اسم أبيه يزيد .سنن ابن ماجه( ،دار
إحياء الكتب العربية -فيصل عيسى البابي الحلبي.)،
البخاري ،محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ،الجامع المسند الصحيح المختصر
من أمور رسول الله وسننه وأيامه المشهور بـ صحيح البخاري( ،دار طوق النجاة -
مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ،-ط1422 ،1ه).
بن نبي ،مالك بن نبي ،دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين( ،سوريا،
دمشق ،دار الفكر2009 ،م).
416
نحو تجديد الفكر الإسلامي والمؤسسات التعليمية والإسلامية
الدارمي ،أبو محمد عبد الله بن عبد الرْحن بن الفضل بن بَهرام ،مسند الدارمي المعروف بـ
سنن الدارمي( ،المملكة العربية السعودية :دار المغّن للنشر والتوزيع ،الطبعة الأولى،
1412ه2000/م).
مسلم ،مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ،المسند الصحيح المختصر بنقل
العدل عن العدل إلى رسول الله بـ صحيح مسلم( ،لبنان ،بيروت :دار إحياء التاث
العربي ،الطبعة الأولى1422 ،ه).
رسالة ماجستير للباحث ،الدعوة إلى التوحيد في القرآن الكريم ،جامعة القرآن الكريم،
السودان ،عير منشورة.
الفخر الرازي ،التفسير الكبير ،دار الفكر للطباعة النشر ،بيروت ،ط،1
1401ه 1981/م ،ج (.)12
ياقوت الحموي ،معجم البلدان ،دار المعرفة ،بيروت1984 ،م ،ج (.)4
َاوالْلناأاَبْ َِواس ِء،، 1أخرجه أبو داود فيكتاب الأدب -باب في التفاخر بالأحساب ح.5116
،بَْيََونأَ اعُلْوجُذُ ْحبَِفَرِةِِ،ب اَّالِل أَينََاتَ َعأَاوِسذُيرُبِأََمُعَعوُذَر بُِسَروِِِلب إَِ2وْيذَُقروَغوُِلىش:يَأتْبنَ«وايَادِرايعُوٌحْقدبَةُ(َ3!،وتَ6ظَُعلْاوَ4مْذةٌ1بِ)هََِشمَعاِدْنيفََدَمعُةٌاْقبَتَ،ةََعفبَاْوَذِنَجعَُمَعتََالَعِمَِِوٍررذٌُ،سِِقبوَِثاُْللَِلِهاََّ:مالاِل"بَ»يْ.نَا
الْ َفلَ ِق
3أخرجه الإمام أْحد في مسنده ،عن أبي هريرة. ،
4أخرجه الإمام البخاري في صحيحه( ،حديث قدسي).
5أخرجه الإمام البخاري في صحيحه( ،حديث قدسي).
6أخرجه ابن ماجة في مسنده ،عن عبد الله بن عمر ،رضي الله عنهما.
417
الفصل التاسع عشر
7أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ،عن عبد الله بن مسعود. ،
8أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ،عن أبي هريرة. ،
9أخرجه الإمام أْحد في مسنده ،مسند الكوفيين ،عن الحصين بن محصن عن عمة له.
10رسالة ماجستير للباحث ،الدعوة إلى التوحيد في القرآن الكريم ،جامعة القرآن الكيم ،السودان ،عير
منشورة.
11هو عمرو بن لحي ،واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي ،وهو أبو خزاعة .وهو الذي
قاتل جرهم حَّت أخرجهم من حرم مكة واستولى عليها وأجلاهم عنها ،ثم تولى حجابة البيت بعدهم .انظر
ياقوت الحموي ،معجم البلدان ،دار المعرفة ،بيروت-لبنان1984 ،م ،ج ( ،)4ص (.)652
12الكلبي،كتاب الأصنام ،مرجع سابق ،ص(.)8
13رسالة ماجستير للباحث ،مرجع سابق.
14انظر :الفخر الرازي ،التفسير الكبير( ،بيروت :دار الفكر للطباعة النشر ،ط1401 ،1ه 1981/م)،
ج ( ،)12ص (.)16
15انظر تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير) ،المرجع السابق ،ص (.)16
16أخرجه البخاري ،في صحيحه فيكتاب الشروط ،عن الْ ِم ْسَوِر بْ ِن مَخَْرَمةَ َوَمْرَوا َن ،رضي الله عنهما.
17أخرجه البخاري ،في صحيحه فيكتاب الحدود ،عن عائشة بنت أبي بكر ،رضي الله عنها.
418
المراجع والمصادر
صحيح مسلم ،طبعة دار إحياء التراث العربي ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي.
مسند أبي داود الطيالسي ،طبعة دار هجر ،تحقيق :د .محمد التركي.
مسند أحمد ،طبعة مؤسسة الرسالة ،تحقيق :شعيب الأرنؤوط.
المنهاج شرح مسلم للنووي ،طبعة دار إحياء التراث.
صحيح البخاري ،طبعة دار طوق النجاة ،تحقيق :محمد زهير الناصر.
فتح الباري لابن حجر ،طبعة دار المعرفة ،تحقيق :محيي الدين الخطيب.
عمدة القاري لبدر الدين العيني ،طبعة دار إحياء التراث -بيروت.
جامع الترمذي ،طبعة مصطفى البابي الحلبي ،تحقيق :أحمد شاكر وإبراهيم عطوة.
سنن أبي داود ،طبعة المكتبة العصرية ،تحقيق :محمد محيي الدين عبد الحميد.
الديباج على صحيح مسلم للسيوطي ،طبعة دار ابن عفان ،تحقيق :الجويني.
سنن ابن ماجه ،دار إحياء الكتب العربية ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي.
المراسيل لأبي داود ،طبعة مؤسسة الرسالة ،تحقيق :شعيب الأرنؤوط.
المراجع والمصادر
المعجم الكبير للطبراني ،طبعة مكتبة ابن تيمية ،تحقيق :حمدي السلفي.
صحيح الجامع الصغير وزياداته للألباني ،طبعة المكتب الإسلامي ،تحقيق :محمد ناصر الدين
الألباني.
صحيح ابن خزيمة ،طبعة مكتبة الأعظمي ،تحقيق :محمد مصطفى الأعظمي.
الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ،طبعة مؤسسة الرسالة ،تحقيق :شعيب الأرنؤوط.
ابن الأثير ،المبارك بن حمد الجزري ،النهاية في غريب الحديث ،تحقيق :طاهر أحمد الزواوي
وزميله الطناحي( ،مكة المكرمة :المكتبة الإسلامية لصاحبها الحاج رياض الشيخ،
ط ،1عام 1٣٨٢هـ).
ابن تيمية ،تقي الدين أحمد بن عبد السلام بن عبد الحليم بن عبد السلام ،الحسبة( ،المكتبة
الشاملة ،بدون أي معلومات عن النشر).
ابن جرير ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبري ،جامع البيان في
تأويل القرآن ،تحقيق :أحمد محمد شاكر( ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،ط،1
14٢0هـ٢000/م).
ابن حجر ،أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد العسقلاني ،فتح الباري شرح
420
المراجع والمصادر
صحيح البخاري ،تحقيق :عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب،
ترقيم :محمد فؤاد عبد الباقي( ،بيروت :دار الفكر ،د.ط ،د.ت).
ابن عابدين ،محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد الحنفي ،الرسائل( ،لاهور :سهيل
إكيدمي1976 ،م).
ابن عاشور ،محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي ،مقاصد الشريعة الإسلامية،
تحقيق :الدكتور محمد الطاهر الميساوي( ،ماليزيا :البصائر للإنتاج العلمي ،ط،1
199٨م).
ابن قدامة ،عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد ،المغني( ،دار الكتاب العربي،
بيروت19٨٣ ،م).
ابن قيم الجوزية ،محمد بن أبي بكر أيوب بن سعد شمس الدين أبو عبد الله الزرعي ،إعلام
الموِقّعين عن رب العالمين( ،مصر :مكتبة السعادة ،ط1٣74 ،1ه).
ابن قيم الجوزية ،محمد بن أبي بكر أيوب بن سعد شمس الدين أبو عبد الله الزرعي ،الطرق
الحكمية في لسياسة الشرعية ،تحقيق :د .محمد جميل غازي( ،القاهرة :مطبعة
المدني ،د.ط ،د.ت).
421
المراجع والمصادر
ابن نجيم ،زين بن نجم بن إبراهيم بن محمد المصري ،الأشباه والنظائر مع نزهة النواظر على
الأشباه والنظائر لابن عابدين( ،دمشق :دار الفكر ،د.ط ،د.ت).
أبو داود ،سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي ،السنن ،تحقيق :عزت عبيد
الدعاس وزميله( ،حمص :دار الحديث ،ط1976 ،1م).
أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني ،المسند( ،بيروت :دار الفكر العربي ،د.ط،
د.ت).
البيهقي ،أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر ،السنن الكبرى ،تحقيق :محمد عبد
القادر عطا( ،مكة المكرمة :مكتبة دار الباز ،د.ط1994 ،م).
الترمذي ،أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة ،السنن ،تحقيق :الشيخ أحمد شاكر وآخرين،
(بيروت :دار إحياء التراث العربي ،د.ط ،د.ت).
الحاكم ،محمد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري ،المستدرك على الصحيحين( ،بيروت:
دار الكتاب العربي ،د.ط ،د.ت).
الزحيلي ،وهبة ،الفقه الإسلامي وأدلته( ،دمشق :دار الفكر ،ط1996 ،٣م).
الزحيلي ،وهبة ،نظرية الضرورة الشرعية( ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،ط،٢
422
المراجع والمصادر
1٣99ه1979/م).
الزرقاني ،محمد بن عبد الباقي بن يوسف ،شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك( ،بيروت :دار
الكتب العلمية ،ط1411 ،1ه).
سعيد بن منصور ،ابن شعبة أبو عثمان الخراساني الجوزجاني ،السنن ،تحقيق :حبيب الرحمن
الأعظمي( ،مومبائي بالهند :الدار السلفية ،ط140٣ ،1هـ19٨٢/م).
الشاطبي ،إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي ،الموافقات( ،بيروت :دار المعرفة ،ط،4
1999م).
الشافعي ،محمد بن إدريس ،الأم( ،بيروت :دار المعرفة ،ط199٣ ،٢م).
شلبي ،محمد مصطفى ،تعليل الأحكام( ،بيروت :دار النهضة العربية ،ط ،٢د.ت).
العثماني ،سعد الدين" ،تصرفات الرسول بالإمامة" ،مقال منشور في مجلة إسلامية
المعرفة ،العدد ،٢4ص.1٣
توني موردن ،أساسيات علم الإدارة ،ترجمة خالد العامري ،ط ،1دار الفاروق ،القاهرة،
مصر.٢00٨ ،
طاهر محسن الغالبي ،صالح مهدي محسن العامري ،المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات
423
المراجع والمصادر
الأعمال والمجتمع ،ط ،٢دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،الأردن.٢00٨ ،
عبد الرحمن بن صالح عبدالله ،الموضوعية في العلوم التربوية ،ط ،1دار المنارة ،جدة ،السعودية،
.1407
مجيد الكرخي ،مؤشرات الأداء الرئيسية ،ط ،1دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،الأردن،
.٢015
محمد علي الصابوني ،صفوة التفاسير ،دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر.
نعمت عباس خضير الخفاجي ونجدت ياور محمود ،تحليل علاقة الأخلاق وموارد المعرفة
والقوة :دراسة استطلاعية ،طاهر محسن منصور الغالبي ونعمت عباس الخفاجي
(محرر) ،قراءات في الفكر الإداري المعاصر ،دار اليازوري ،عمان ،الأردن،
.٢00٨
المجلات والدوريات:
أميرة خضير كاظم" ،الثقة التنظيمية ودورها في تعزيز الولاء التنظيمي :دراسة تطبيقية لعدد
من العاملين في فروع مصرف الرافدين في محافظة النجف الأشرف" ،مجلة الغري
للعلوم الاقتصادية والإدارية ،المجلد الثامن ،العدد الحادي والثلاثون،٢014 ،
424
المراجع والمصادر
ص.٢49-٢٢7
انتصار زين العابدين شهباز" ،أخلاقيات الوظيفة العامة في الإسلام" ،مجلة كلية الآداب،
العدد ،101جامعة بغداد ،العراق ،٢01٢ ،ص.667 ،6٣٨
سعيد بن ناصر الغامدي" ،أخلاقيات العمل :ضرورة تنموية ومصلحة شرعية" ،سلسلة
دعوة الحق ،رابطة العالم الإسلامي ،العدد ،٢4٢مكة المكرمة ،السعودية،
.٢010
صبيحة قاسم هاشم وعلي رزاق جياد العابدي" ،أثر الثقة التنظيمية في الأداء الاستراتيجي
باستخدام نموذج بطاقة العلامات المتوازنة :دراسة تطبيقية في الشركة العامة
للإسمنت الجنوبية في الكوفة" ،مجلة القادسية للعلوم الادارية والاقتصادية،
المجلد ،1٢العدد ،٢010 ،1ص.61-41
Gary Dessler, et Akram Al Ariss, Human Resource Management,
Arab world Edition, Person Education, 2012.
Joanna Paliszkiewicz, Orientation on Trust and Organizational
Performance, International Conference 2012 available at:
http://issbs.si/press/ISBN/978-961-6813-10-
يوم5/papers/ML12_059.pdf 2017/12/13 :
Erlan Bakiev, The Influence of Interpersonal Trust and
425
المراجع والمصادر
Organizational Commitment on Perceived Organizational
Performance, Journal of Applied Economics and Business
Research JAEBR, 3(3): 166-180 (2013), available at:
http://www.aebrjournal.org/uploads/6/6/2/2/6622240/4._e
يومrlan.pdf 2017/12/13 :
خيام محمد الزعبي ،أخلاقيات العمل ودورها في الارتقاء بالأداء الوظيفي ،متوفر على الرابط:
http://syria-
news.com/dayin/mosah/printpage.php?id=9968يوم:
.٢017/1٢/1٣
نادية راشد بوهناد ،المهنية ،متوفر على الرابط:
http://www.albayan.ae/opinions/1998-05-31-
1.1022512بتاريخ)٢017/1٢/19 :
القرضاوي ،يوسف ،كيف نتعامل مع السنة( ،أمريكا :المعهد العالمي للفكر الإسلامي،
ط1991 ،٣م).
مالك بن أنس الأصبحي المدني ،الموطأ ،تحقيق :محمد فواد عبد الباقي( ،بيروت :دار إحياء
التراث العربي ،د.ط ،د.ت).
426
المراجع والمصادر
مسلم ،ابن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري ،الصحيح ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي،
(بيروت :دار إحياء التراث العربي ،د.ط1954 ،م).
المناوي ،عبد الرؤوف ،فيض القدير شرح الجامع الصغير( ،بيروت :دار المعرفة ،ط،٢
1٣91ه).
النسائي ،أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن ،السنن المجتبى ،ترقيم :الشيخ عبد الفتاح أبو
غدة( ،حلب :مكتب المطبوعات الإسلامية ،ط19٨6 ،٢م).
النووي ،أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري ،شرح صحيح مسلم( ،بيروت :دار الفكر،
د.ط ،د.ت).
أزهر ،هشام بن سعيد ،مقاصد الشريعة وعلاقتها بالقيم الأخلاقية ،كرسي الأمير نايف
بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية ،جدة :مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبد العزيز،
ط14٣٨ ،1هـ٢017/م.
بزا ،عبد النور ،بحث "التداول على السلطة والفصل التكاملي بين السلطات" ،من ضمن
بحوث ندوة "تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي" ،تحرير :محمد سليم العوا،
مركز دراسات مقاصد الشريعة ،مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ،ط،1
14٣5هـ٢014/م.
427
المراجع والمصادر
بوزيان ،عليان ،بحث "مقاصد الأحكام السلطانية في الشريعة الإسلامية دراسة دستورية
مقاصدية مقارنة" ،موقع مجلة المسلم المعاصر على شبكة الإنترنت ،العدد
(.)1٣9
ابن تيمية ،أحمد بن عبد الحليم ،مجموع الفتاوى ،جمع وترتيب :عبد الرحمن بن محمد بن
قاسم ،بمساعدة ابنه محمد ،مكتبة المعارف ،الرباط.
الجويني ،عبد الملك بن عبد الله ،الغياثي غياث الأمم في التياث الظلم ،تحقيق :عبد العظيم
الديب ،ط1401 ،٢هـ.
الحسن ،خليفة بابكر ،فلسفة مقاصد التشريع في الفقه الإسلامي ،مكتبة وهبة ،ط،1
14٢1هـ٢000/م.
ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد ،المقدمة ،بيروت ،دار القلم ،ط19٨4 ،1م.
الدميجي ،عبد الله بن عمر بن سليمان ،الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة ،دار
طيبة للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط140٨ ،1ه.
ابن ربيعة ،عبد العزيز بن عبد الرحمن ،علم مقاصد الشارع ،ط14٢٣ ،1هـ٢00٢/م.
الريسوني ،أحمد ،مقاصد المقاصد :الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة ،الشبكة
428
المراجع والمصادر
العربية للأبحاث والنشر ،مركز المقاصد للدراسات والبحوث ،بيروت ،ط،1
٢01٣م.
الريسوني ،أحمد ،بحث "تولي المناصب المختلطة بالحرام غي ضوء النظر المقاصدي" ،من
ضمن بحوث ندوة "تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي" ،تحرير :محمد سليم
العوا ،مركز دراسات مقاصد الشريعة ،مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ،ط،1
14٣5هـ٢014/م.
السايس ،محمد علي ،تاريخ الفقه الإسلامي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط1410 ،1هـ/
1990م.
ابن السبكي ،علي بن عبد الكافي ،وولده عبد الوهاب ،الإبهاج في شرح المنهاج ،دار
الكتب العلمية ،بيروت ،ط1404 ،1هـ.
السيوطي ،جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ،الأشباه والنظائر ،دار الكتب العلمية.
الشاطبي ،إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي ،الموافقات ،تحقيق :عبد الله دراز،
دار المعرفة ،بيروت.
ابن عاشور ،محمد الطاهر ،مقاصد الشريعة الإسلامية ،تحقيق ودراسة الشيخ محمد الحبيب
429
المراجع والمصادر
بن الخوجة ،طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ،دولة قطر ،على نفقة حضرة
صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ،ط،1
14٢5هـ٢004/م.
ابن عبد السلام ،عز الدين عبد العزيز ،الفوائد في اختصار القواعد أو القواعد الصغرى،
تحقيق :إياد خالد الطباع ،دار الفكر المعاصر ،بيروت ،دار الفكر ،دمشق ،ط،1
14٢0هـ1999 /م.
ابن عبد السلام ،عز الدين عبد العزيز ،قواعد الأحكام في إصلاح الأنام ،تحقيق :نزيه
كمال حماد ،عثمان جمعة ضميرية ،دار القلم ،دمشق ،ط14٢1 ،1هـ٢000/م.
القرضاوي ،يوسف ،السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها ،مؤسسة
الرسالة ناشرون ،لبنان ،ط14٢1 ،1هـ٢000/م.
كافي ،أحمد ،الحاجة الشرعية :حدودها وقواعدها ،منشورات محمد علي بيضون ،دار
الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط14٢4 ،1هـ ٢004/م.
الكيلاني ،عبد الرحمن إبراهيم ،قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي :عرض ودراسة ،المعهد
العالمي للفكر الإسلامي ،دار الفكر ،دمشق ،ط14٢1 ،1هـ٢000/م.
430
المراجع والمصادر
الماوردي ،علي بن محمد ،الأحكام السلطانية والولايات الدينية ،دار الكتب العلمية،
بيروت ،لبنان ،ط1405 ،1هـ 19٨5/م.
ملحم ،محمد همام عبد الرحيم ،تأصيل فقه الأولويات وتطبيقاته في مجال حفظ الدين في
السياسة الشرعية ،مركز البيان للبحوث والدراسات ،الرياض14٣6 ،ه.
ابن منظور ،محمد بن مكرم ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،ط.
اليوبي ،محمد سعد بن أحمد مسعود ،مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية،
دار الهجرة للنشر والتوزيع ،ط141٨ ،1هـ199٨/م.
إبراهيم مصطفى ،وغيره .المعجم الوسيط .مصر :دار الدعوة .د .ط( .د .ت).
ابن بدران ،عبد القادر بن بدران الدمشقي .المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
بيروت :مؤسسة الرسالة .ط1401( .٢ه)
ابن بيه ،عبد الله الشيخ المحفوظ ابن بيه .سبل الاستفادة من النوازل"الفتاوى" والعمل
الفقهي في التطبيقات المعاصرة ،مجلة مجمع الفقه الإسلامي .مكة الكرمة :مجمع
الفقه الإسلامي .د .ط( .د .ت).
ابن حجر ،أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود الكناني العسقلاني .فتح
431
المراجع والمصادر
الباري شرح صحيح البخاري .تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين
الخطيب .بيروت :دار المعرفة .د .ط1٣79( .ه).
ابن عابدين ،محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم ابن عابدين.
مجموعة رسائل ابن عابدين .بيروت :عالم الكتب .د .ط( .د .ت).
ابن فارس ،أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب .معجم مقاييس اللغة،
تحقيق :عبد السلام محمد هارون .دمشق :دار الفكر .ط1979( .1م).
ابن قيم الجوزية ،محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله .إعلام الموقعين عن رب
العالمين .تحقيق :طه عبد الرؤوف سعد .بيروت :دار الجيل .د .ط197٣( .م).
ابن منظور ،محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي .لسان العرب .بيروت :دار صادر .ط.1
(د .ت).
ابن نجيم ،زين العابدين بن إبراهيم .الأشباه والنظائر .بيروت :دار الكتب العلمية .د .ط.
(1400ه19٨0/م).
أبو داود ،سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني .المراسيل ،تحقيق :شعيب
الأرناؤوط .بيروت :مؤسسة الرسالة .ط140٨( .1ه).
432
المراجع والمصادر
أبو شامة ،عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي .مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر
الأول .تحقيق :صلاح الدين مقبول أحمد( .الكويت :مكتبة الصحوة الإسلامية.
د .ط140٣( .ه).
الأشقر ،أسامة عمر سليمان .مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطلاق .الأردن :دار
النفائس والتوزيع .د.ط( .د .ت).
الألباني ،محمد ناصر الدين .سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة .الرياض :مكتبة
المعارف .د .ط( .د .ت).
البخاري ،أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري .الجامع المسند
الصحيح ،تحقيق :مصطفى ديب البغا .بيروت :دار ابن كثير واليمامة .ط.٣
(1407ه19٨7/م).
البغوي ،أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي .معالم التْنزيل .تحقيق :محمد عبد الله النمر
وعثمان جمعة ضميرية وسليمان ومسلم الحرش .المدينة المنورة :دارطيبة للنشر
والتوزيع .ط1417( .4ه1997/م).
التفتازاني ،سعد الدين مسعود بن عمر بن برهان .شرح التلويح على التوضيح لمتن التلقيح
433
المراجع والمصادر
في أصول الفقه .تحقيق :زكريا عميرات .بيروت :دار الكتب العلمية .ط( .1د.
ت).
الخطيب البغدادي ،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت .الفقيه والمتفقه ،تحقيق :عادل
العزازي .،الدمام :دار ابن الجوزي .د .ط14٢1( .ه).
الزحيلي ،وهبة .سبل الاستفادة من النوازل"الفتاوى" والعمل الفقهي في التطبيقات
المعاصرة ،مجلة مجمع الفقه الإسلامي .مكة الكرمة :مجمع الفقه الإسلامي .د.
ط( .د .ت).
الزحيلي ،وهبة .أصول الفقه الإسلامي .دمشق :دار الفكر .ط.17
(14٣0ه٢009/م).
الزحيلي ،وهبة .الفقه الإسلامي وأدلته .دمشق :دار الفكر .ط14٢5( .4ه).
الزركشي ،بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر .البحر المحيط في أصول الفقه .تحقيق:
محمد محمد تامر .بيروت :دار الكتب العلمية .ط14٢1( .1ه٢000/م).
السرخسي ،أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل .المبسوط .بيروت :دار المعرفة .د .ط.
(1406ه).
434
المراجع والمصادر
السيوطي ،جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر الشافعي .الأشباه والنظائر.
بيروت :دار الكتب العلمية .د .ط( .د .ت).
الشاطبي ،إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي .الموافقات في أصول الفقه .تحقيق:
أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان .مصر :دار ابن عفان .ط.1
(1417ه1997/م).
الشافعي ،أبو عبد الله محمد بن إدريس .الأم .بيروت :دار الفكر .ط( .٢
140٣ه19٨٣/م).
الشوكاني ،محمد بن علي بن محمد .إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول.
تحقيق :أحمد عزو عناية .بيروت :دار الكتاب العربي .ط1419( .1ه).
الشيرازي ،إبراهيم بن علي بن يوسف .المهذب في فقه الإمام الشافعي .بيروت :دار
الفكر .د .ط( .د .ت).
الطبراني ،أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب .المعجم الكبير ،تحقيق :حمدي بن عبد
المجيد السلفي .الموصل :مكتبة العلوم والحكم .ط1404( .٢ه19٨٣/م).
الطنطاوي ،محمد سيد .الاجتهاد في الأحكام الشرعية .مصر :نهضة مصر للطباعة والنشر
435