حبيبة من جهات خارج ّية (في حالتنا -هناك صندوق يدعم النشاط) ،وذلك انطلاقًا من الإدراك أن مستوى
الإقناع وفهم أهمية الشراكة في المراحل المبكرة وقبل بدء النشاط ليس بالمستوى الكافي لدفع رؤساء السلطات
إلى اتخاذ قرار بشأن تخصيص ميزانيات جدية للموضوع .كجزء من تح ُّمل المسؤولية عن العملية واعتماد
الشراكة كجزء لا يتجزأ من أنشطة السلطة وأسلوب حياة المجتمع ،يُطلب من رؤساء السلطات في السنة
الثالثة ،وبشكل أكثر حز ًما خلال السنة الرابعة ،استيضاح الأسئلة التالية:
• •هل يريدون متابعة عملية المرافقة والدعم المهني من جفعات حبيبة؟
• •ما هو المصدر المالي المتاح لهم والذي يعتزمون تحويله ،أو بإمكانهم تجنيده ،لجفعات حبيبة؟ نحن
نعتبر ذلك بمثابة تقديم رد براغماتي في مسائل تمويل جفعات حبيبة (التي تخصص في إطار "الشراكة
بين المجتمعات" مرافَ َقة طاقم لمدة أربع سنوات ،وعليها تحويل موارد إلى أعمال إضافية تتجاوز ذلك)،
ولكن السؤال يُعنى أي ًضا بالمسؤولية والإلتزام بالشراكة .هناك حاجة إلى إيجاد توازن بين ما تعلن السلطة
أنه يهمها العمل به وبين تخصيص الموارد اللازمة للتنفيذ .علاوة على ذلك ،في الأماكن التي تستثمر فيها
السلطة الأموال ،فإن مراقبة التنفيذ وتوقُّع رؤية النتائج تأخذ بالتعاظم ،وبالتالي ،فإن الإعتماد على عمليات
التحريك الاستباقية والدفع الخارجي من جانب جفعات حبيبة يتم استبدال ذلك بعمليات الدفع الداخلية
والتزام متزايد من قبل السلطة والموظفين لتحقيق النتائج.
• •على الرغم من رغبتنا بأن تدرك السلطة أن هذه المرافَقة غير مطلوبة -في حال تطوير الآليات والقدرات
لمواصلة العمل بشكل منتظَم في الشراكة -ولكن عمل ًيا ،فإن احتمال تحقيق ذلك منخفض ،وفي سياق
الحاجة إلى إيجاد حلول عملية لقضية الميزانية ،هناك محادثات متواصلة حول الآثار المترتبة على الإنخفاض
التدريجي في المرافقة ،وفهم ما سوف يتطلب من قياديي الشراكة حتى لا تؤدي هذه التقليصات لوقف
النشاط والم ّس بالشراكة .هذا جزء من عملية التدريب ( )Coachingوبناء الوعي القيادي ،الأمر الذي
يؤدي إلى القدرة على بناء المرافَقة في السنة الخامسة وما بعد بشكل مختلف ،حيث يق ُّل مدى الساعات
الفعلية ودرجة هيمنة المرافقين ،ويصبح الدور في الغالب استشاريًا ،وقادة العمليات هم المسؤولون في
السلطات.
• •ما هي الميزانيات التي ينبغي تخصيصها للأنشطة والمشاريع المستمرة والجديدة ضمن أنشطة الشراكة
الجارية ،بموجب خطة الميزانية السنوية للسلطة؟ ما هي المؤسسات الجديدة ،التخصصية للشراكة،
التي ينبغي توطيدها وتمويلها حسب الحاجة؟ )على سبيل المثال ،إعداد ميزانية خاصة لمدير الشراكة،
مدير مركز الفنون ،الطاقم المشترك للبيئة ،مركز الوساطة في النزاعات وتسويتها ،مسؤولون لقيادة المجال
المجتمعي المشترك ،وغير ذلك) .لذلك ،أحد الأهداف المهمة للسنة الرابعة يتمثل في الحصول على قرار
مبدئي من السلطة ،يرافقه تعبير عملي في إقرار الميزانية السنوية لتمويل الشراكة .يمكن لهذا التمويل ،كما
هو مذكور ،تمويل الأنشطة الجارية وكذلك المرافقة ،إذا قررت السلطة أن هناك حاجة لذلك .الطموح هو
أن تكون السلطات ،سواء في الميزانية أو من حيث القدرات التي تم تطويرها بالفعل في الشراكة ،قادر ًة على
تنفيذ مرافَقة محدودة من قبل جفعات حبيبة في السنة الخامسة .ستركّز هذه المرافَقة على قادة الشراكة
وتشمل عقد اجتماعات شهرية معهم للمتابعة والمساعدة ،وإعداد سمينارات لطاقم القيادة (وإذا لزم
الأمر ،حضور المرافقين في السمينارات) ،لإجراء مشاورات بشكل متواصل إزاء النزاعات والتحديات التي
351
تتطلب مساعدة طرف ثالث مستقل (لقادة الشراكة ولكن أي ًضا لأعضاء طاقم القيادة الذين يواصلون
لعب دور قيادي في الطواقم المختلفة) .هذا ،بالإضافة إلى تقديم المشورة لرؤساء السلطات حسب الحاجة،
وحضور اجتماعات لجنة التوجيه في الشراكة ،ودعوة للمشاركة في المنتدى الإقليمي للسلطات ودعوة كبار
المسؤولين وشخصيات بارزة للمشاركة في مختلف المنتديات والأنشطة الإقليمية ،والتي سيتم التوسيع
عنها في الباب التالي.
تعتبر هذه المرحلة ناجحة إذا:
• •تم تنفيذ مشاريع مختلفة وف ًقا لخطط العمل ،في المناطق البلدية (بما في ذلك مشاريع البنية التحتية)،
المجتمعية والتربوية
• •تم إنشاء البنية التحتية لمواصلة تنفيذ المشاريع وتوسيع أعمال الشراكة
• •تنتقل الطواقم بمثابرة إلى أنماط عمل الشراكة (وليس فقط نشاطات تعاون آنية)
• •اضطلاع أعضاء طاقم القيادة بدور قيادي ،وقيادة عمل الطواقم وتعزيزها
• •الجمهور على دراية بالنشاطات ،مشارك ويأخذ دوره في أنشطة الشراكة وبلورتها
• •تمّت مأسسة طواقم الشراكة ومنحها مكانة دائمة في عمل السلطات
• •طواقم الشراكة تعمل بشكل متواصل ومستمر مع الجهات الحكومية
• • ُخ ِّصصت ميزانيات للشراكة من قبل السلطة والمرافقة المستمرة لما بعد السنة الرابعة.
• •قام طاقم القيادة بتوسيع مفهوم الشراكة لشمل السياق اليهودي العربي والتطرق للقضايا الصعبة.
• •تم إنشاء آليات لإدارة النزاعات وبناء توافقات وإعداد وسطاء َم َهرة ومشاركين في الأنشطة الجارية.
| 352الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
الباب الثالث
العمل الإقليمي
الفصل الأول
الإقليمية :مقدمة نظرية
في السنوات الأخيرة ،وعلى ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية في إسرائيل ،تتعاظم الحاجة للتطوير
الإقليمي من خلال التعاون على مستوى المنطقة .في بداية العقد الحاليَ ،ش َّخصت جفعات حبيبة العمل
في الإطار الإقليمي باعتباره المرساة للشراكات اليهودية العربية والأساس لمجتمع مشترك متماسك ومنصف.
تم تعريف التطوير الإقليمي أي ًضا بأنه هدف استراتيجي حكومي ،وذلك لغرض تجميع الموارد والتطور
الإقليمي ،وبالخصوص التطور الاقتصادي (القرار الحكومي رقم .)146على سبيل المثال ،يتم التعبير عن
المفهوم الإقليمي على مستوى الدولة ،في مجالات الصناعة والتشغيل في المساحات المشتركة ،في روابط المدن
(جودة البيئة ،التعليم على مستوى المنطقة ،إلخ) ،الشركات (الروابط) الإقليمية ،لجان التخطيط الإقليمية،
المنظمات المدنية والبيئية وغيرها ،وفي السنوات الأخيرة أي ًضا يتمثل ذلك على شكل العناقيد الإقليمية ،التي
سيتم التفصيل عنها لاح ًقا .
.1الإقليمية
الإقليمية هي مبدأ العمل الذي تعمل في إطاره عدة سلطات محلية في المجال البلدي (أو هيئات المجتمع
المدني ،إذا لم يتم مأسسة المنظمة تحت رعاية الأجهزة الحكومية) بشكل مشترك لتحسين جودة حياة السكان.
تع ّب الإقليمية المؤسساتية عن الإدراك القائل إن العديد من البلدات ،وخاصة في مناطق الضواحي ،تعاني من
صعوبات ومشاكل ذات خصائص متشابهة في النواقص .هذه المشكلات تظهر على الصعيد البنيوي وعلى صعيد
البنى التحتية ،وهي نتيجة مباشرة للهيكلية البلدية وشبكة العلاقات بين الحكم المحلي والحكم المركزي في
إسرائيل .تضع الإقليمية التحديات أمام النموذج التقليدي الذي بموجبه "تعزيز الضواحي" لا يمر إلا من خلال
سلسلة من مشاريع ومبادرات على مستوى البلدة ،التي تكون قدرتها على إحداث تغيير جذري للحيّز البلدي
أم ًرا مشكو ًكا فيه .تعكس الإقليمية نموذ ًجا بديل ًا الذي يُخلق الأساس لبناء أدوات تغيير شاملة من خلال إنشاء
آليات تتخطى السلطات لإنتاج برامج التعاون .مصطلح الإقليمية هو مصطلح جديد مرتبط بقواعد المعلومات
المختلفة :الاقتصاد ،المجتمع ،البيئة ،التطوير الإقليمي ،التخطيط وغير ذلك .للتفكير الإقليمي العديد من المزايا.
منتدى الخبراء متعدد المجالات في الموضوع الإقليمي الذي عمل برعاية الجوينت خلال العام ،2018ع ّرف
الإقليمية بأنها" ،العمل المشترك الف ّعال الذي يتم طو ًعا في منطقة جغرافية ،حسب الموضوع ،ويتغ ّي وف ًقا
للأولويات والمصالح المشتركة ،وذلك باستخدام العقارات الإقليمية وف ًقا للاحتياجات الإقليمية المتم ّيزة .تنفيذ
الإجراءات داخل "النظام الإقليمي" ،يتجاوز الحدود الطبيعية والبلدية ،ويشجع على التفاعل والتشبيك بين
العديد من الجهات العاملة في المنطقة (الحكم المركزي ،الحكم المحلي ،القطاع الثالث ،قطاع الأعمال ،الأوساط
الأكاديمية والسكان)" (وزارة الداخلية ومعهد إلكا ،2018 ،ص .)8بالإمكان الملاحظة أن مفهوم الإقليمية هذا
يتماشى مع مفهوم العمل في جفعات حبيبة كما تم طرحه حتى الآن ،ويعمل على تحديد المصالح /مجالات
الاهتمام والأولويات المشتركة؛ عمليّا ،فهو يوسع دائرة العمل جغرافيا من الدائرة المشتركة بين السلطات إلى
الدائرة الإقليمية التي تضم العديد من السلطات ،وفي حالتنا -منطقة وادي عارة .النظام الإقليمي (Regional
)Systemعبارة عن شبكة من العلاقات بين مختلف الجهات والمجتمعات في ح ّيز معين ،ولكل منها قدرات
| 354الباب الثالث العمل الإقليمي
وأدوار مختلفة .يعتمد تطور المنطقة على تشجيع التفاعل والتشبيك بين قدرات المجتمعات المختلفة من
خلال توجيه وتنسيق قدرات الجهات والمجتمعات ،مع مراعاة ومعالجة الاحتياجات المتغيرة باستمرار لمختلف
الجهات الفاعلة في النظام ،أو بمعنى آخر -القدرة على دمج العمل الإقليمي ،كما هو موضح في الفصل
الخامس في الباب الأول .الحالة المفضلة ،هي تلك التي تشمل الجهات المشاركة في النظام الإقليمي القطاعات
الثلاثة (الحكم المركزي /المحلي ،القطاع الخاص /قطاع الأعمال ،والقطاع الثالث الذي يشمل المؤسسات غير
الربحية ،الأوساط الأكاديمية ،الفلنتروبيا -الأعمال الخيرية ،الجمعيات والسكان).
في النشاط الإقليمي ،هناك تمييز بين التطور الاقتصادي الإقليمي وبين التطور الاجتماعي الإقليمي ،باعتبارها
قضايا تكمل وتدعم الواحدة الأخرى وتدفع باتجاه تحقيق النتائج المرجوة .يُع ّرف منتدى خبراء التطوير
الاقتصادي الإقليمي بأنه "عمل (برنامج /تد ّخل) يسعى إلى الاستنفاد ،أو توسيع إمكانيات الثراء في وحدة
جغرافية مختارة (مدينة ،متروبولين أو منطقة)" (المرجع نفسه ،ص ،)9بحيث يركّز "استنفاد إمكانيات الثراء"
على تقليص الفجوات وتصليح الخلل الاجتماعي والاقتصادي والبيئي بين وداخل المناطق في إسرائيل ،وير ّكز
"توسيع إمكانيات الثراء" على طرق لخلق قيمة مضافة وأفضلية نسبية تؤدي إلى النمو الاقتصادي (التكاملي)
الشامل في المنطقة .يتعامل التطور الاجتماعي الإقليمي مع رأس المال البشري والاجتماعي ،تحقيق قدرات
الفرد وتحقيق قدرات المجتمع الإقليمي على دعم الفرد ،وخلق حصانة مجتمعية إقليمية تتميز بتماسك
اجتماعي متين ،من خلال رفع مستوى الثقة بين الناس والإنصاف وتطوير المجتمع المدني؛ توسيع نطاق مشاركة
وتمثيل جميع السكان في الحيّز العام (في السياسة ،القوى العاملة ،الشبكات الاجتماعية ،البرامج الثقافية
والترفيهية ،إلخ) ،مع تعزيز قدرات القيادة المحلية من خلال التقبل ،احتواء الفئات السكانية المستض َعفة
والمستب َعدة عن الح ّيز العام؛ سلة خدمات لجميع سكان المنطقة وغير ذلك (المرجع نفسه ،ص .)10-11التركيز
على التطور الاجتماعي والرؤية الإقليمية كمورد لتوطيد التماسك بين المجتمعات المحلية ،هو أمر جديد
نسبيًا على مستوى الدولة ،والطريقة التي يتم بها منح المدخولات في إطار مجموعات العمل الإقليمي غالبًا
ما تكون مشترطة بالفائدة الاقتصادية للمنطقة أو بزيادة الخدمات المقدمة للمواطن؛ في جفعات حبيبة،
نعزز العمل الاجتماعي على المستوى الإقليمي ،حيث نرى العمل الإقليمي أولاً وقبل كل شيء كآلية مرغوبة
لتسريع وتعزيز التماسك والشراكة بين المجموعات الثقافية المختلفة.
يطرح التنظيم الإقليمي تحديات يجب أخذها بعين الاعتبار :بينما يركز التفكير المحلي على الحفاظ على الهوية
المتم ّيزة للسكان واحتياجاتهم المتم ّيزة ،فإن التفكير الإقليمي قد يش ّكل تهدي ًدا على مركبات هذه الهوية وهذه
الاحتياجات .التحدي الذي يواجه التفكير الإقليمي يتمثل في كيفية الحفاظ على الت ّميز المحلي والتنوع الثقافي
في مواجهة تطوير هوية إقليمية مشتركة .إن التفكير المحلي على الأغلب ليس ُم َع ًدا للتعامل مع التحديات
المركبة والمنهجية ويستصعب تجاوز الأنشطة المحلية ،حيث الملا َءمة والمزا َمنة فيها لعدد كبير من اللاعبين
والقطاعات أقل شيو ًعا .إن القدرة على العمل على تعاضد القوى وتحديد هدف مشترك ،وتخصيص الموارد،
والعمل بطريقة من َّسقة ومتزامنة ،ومخطط لها استراتيجيا وليس تكتيكيا ،كل ذلك يشكل تحديًا لكل لاعب
في النظام .يشدد التفكير الإقليمي على الهوية الإقليمية التي تدمج بين الخصائص السائدة للمجتمعات في
المنطقة ،وبين الاختلافات الكبيرة بين المجتمعات في المنطقة التي تتطلب عمل ًا جذريًا وحز ًما طوال الوقت.
التفكير الإقليمي ،الذي هو نتاج شراكة تطوعية ،الذي يجب أن يع ّب عن المصالح المشتركة للجهات الفاعلة
وأن يُنشئ عمليات صنع قرارات تحفظ مكانة جميع الجهات ،وبالتالي تحديد سياسة تعمل "من القاعدة إلى
القمة" .نظ ًرا لأن عنصر التطوع هو عنصر مركزي ،فمن السهل الانسحاب من الحيّز الإقليمي المشترك إلى
التفكير الذي ير ّكز على الدوافع والاحتياجات المحلية .كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن النموذج المالي للحكم
355
المحلي ،والذي يعمل على زيادة الإيرادات في صراعه الوجودي ،يجعل من الصعب بناء وتحريك عمليات
اقتصادية على المستوى الإقليمي .هنالك حاجة لقيادة مشتركة ومحتوية في العمل الإقليمي ،بحيث تتجاوز
التركيز على احتياجات ومصالح المجموعة /المجتمع الذي يمثله القائد ،إلى تفكير منهجي ،الذي في إطاره يعمل
ممثل من مجتمع جغرافي معين ،مع آخرين ،على إيجاد الصالح المشترك والمصالح المشتركة التي يتوجب عليه
تمثيلها ،وذلك إلى جانب حماية المصالح المحلية الأكثر وضو ًحا.
التفكير الإقليمي هو تفكير إستراتيجي ويمكنه مواجهة التحديات المعقدة والمتعددة المجالات والقطاعات،
وتعزيز بناء الشراكات المشتركة .وف ًقا لنهج جفعات حبيبة ،فإن برنامج "الشراكة بين المجتمعات" وتجربة
العمل بين المجتمعات كما تم توضيح ذلك في هذا الكتاب ،كل ذلك هو بمثابة أساس متين للعمل الإقليمي
المر ّكب .إننا نرى في العمل الإقليمي الواسع للأنشطة بين المجتمعات ،التي تتطلب مهارات وطرق تفكير ،إذا
تم ذلك ضمن الشراكة بين سلطتين متجاورتين فهذا يضع الأسس للنجاح على المدى البعيد .
تتمثل القوة الدافعة للعمل الإقليمي بالاعتراف بالقيمة المضافة المتميّزة لجميع المشاركين في النشاط الإقليمي،
وهي قيمة مضافة لن يتم تحقيقها من دون التعاون .يفترض مفهوم الإقليمية الذي قدمه منتدى المهنيين
وجود سياسة حكومية متعددة الوزارات لتشجيع الإقليمية ،وذلك دعم الحكم المركزي والمشاركة الفعالة
للوزارات ذات الصلة ،والتي تشمل الحوافز والمكافآت من هذه الوزارات .الحوافز والمكافآت ،التي تشمل
ميزانيات مخصصة لدفع برامج التطوير الإقليمي وإزالة العوائق التنظيمية ،المساعدة في تحديد القيمة المضافة
للأنشطة الإقليمية المتكاملة والتي تشكل محركات للتطوير الإقليمي؛ يتم التعبير عنها بشكل أساسي في بنية
"العناقيد" ،التي يتم إنشاؤها في جميع أنحاء البلاد ،والتي سنتوسع في القسم الثاني حولها .
.IIعنقود
عنقود السلطات المحلية هو رابطة خاصة للمدن ،تم إنشاؤها لتشجيع التطوير الإقليمي وتعزيز التعاون
في مختلف القضايا بين السلطات المحلية فيها ،وكذلك لتوفير خدمات ناجعة للسكان في مجالات الخدمات
الأساسية والخدمات المفضلة على النحو الذي سيتم تحديده .تأسس مشروع العناقيد القطري من قبل
وزارة الداخلية بالشراكة مع وزارة المالية ومعهد إلكا للقيادة والحكم في "الجوينت" .تعتمد العناقيد على
التنظيم الطوعي للسلطات المحلية للاستفادة من ميزة حجم العنقود ،ولتعزيز التطوير الإقليمي من خلال
نقل ودمج العمليات الإقليمية في مجموعة متنوعة من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .في العرض
المحوسب لوزارة الداخلية هناك أربعة أهداف رئيسية لعناقيد السلطات .1 :توفير الخدمات البلدية بشكل
مشترك وفعال من خلال تجميع الموارد واستغلال أفضليات الحجم .2التطوير الإقليمي من خلال نقل وشمل
العمليات الإقليمية في مجموعة متنوعة من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية (أمثلة :المتنزهات
ومسارات الدراجات ،حلول دائمة للنفايات ،السياحة الإقليمية ،العلامات التجارية والتطوير الاقتصادي
الإقليمي [على سبيل المثال ،أغذية صحية في الجليل الشرقي]) .3تحسين جودة حياة السكان من خلال رفع
مستوى الخدمات وتقليص الفجوات .4منال ّية خدمات جديدة والملا َءمة عن طريق بناء مداخل مناسبة
لإيصال خدمات معينة (توجد أفكار أخرى وردت كأمثلة في وثائق مختلفة :بارك مشترك ،مركز رياضي ،مشاريع
بيئية ،تطوير سياحي إقليمي ،مركز مبادرات إقليمي ،مركز تطوير للمصالح الصغيرة) .في البداية ومن أجل
الشروع بمرونة في مشروع العناقيد ،تم تعريف العناقيد الأولى على أنها رابطة مدن إقليمية بموجب القواعد
السارية على الشركات البلدية .مع مرور الوقت ومع تطور العناقيد الأولى ،ازدادت الحاجة إلى تثبيت وضعها
| 356الباب الثالث العمل الإقليمي
القانوني .في ديسمبر (كانون أول) ،2016تمت المصادقة على تعديل قانون اتحادات المدن ،1955 ،حيث تم
تعريف العناقيد الإقليمية على أنها "رابطة مدن من نوع عنقود سلطات محلية" وف ًقا للفصل أ ،1والذي تمت
إضافته إلى القانون ويتناول موضوع العناقيد .يهدف التشريع الجديد إلى رفع مكانة العناقيد وتوفير الأدوات
لأنشطتها في مجالي الصلاحيات والمناقصات .بالإضافة إلى ذلك ،يحافظ التشريع على مبدأ التطوع الذي وضعته
وزارة الداخلية ،والذي سيتم بموجبه إنشاء العناقيد وتعريف مجالات نشاطها بمبادرة من السلطات نفسها.
تض ّمن المشروع خمسة عناقيد في الجليل والنقب في المرحلة الأولى ،وتم توسيع المشروع بتسعة عناقيد جديدة
،ومن المتوقع أن تو ِّسع وزارة الداخلية المشروع ليشمل 22عنقو ًدا في جميع أنحاء البلاد بحلول العام 2025
(وزارة الداخلية ومعهد إلكا ،2018 ،ص .)43
نظام الحكم في إسرائيل مبني على مستويين -الحكم المحلي والحكم المركزي .يتم انتخاب المستويين من قبل
الجمهور وتوجد بينهما علاقات متبادلة .تعريف صلاحيات ومسؤولية الحكم المركزي والمحلي يثير توت ًرا بنيويًا
بين المستويين ،وفي حين يقوم الحكم المركزي بتحديد السياسات القطرية العامة ،فهناك توقعات بأن يقوم
الحكم المحلي ،في العديد من الحالات ،بتنفيذ هذه السياسة من خلال توفير الخدمات للسكان .يمكن أن يؤدي
إدخال مستوى حكم آخر ،وهو المستوى الإقليمي ،مثل دول أخرى ،إلى إحداث تغيير من الدرجة الثانية في
مبنى النظام الحكومي وإحداث تغيير في العلاقات بين القوى ،تقسيم الصلاحيات والمسؤولية بين مستويات
الحكم المختلفة .بالإضافة إلى ذلك ،من الممكن إنشاء حكم إقليمي من شأنه أن يخلق تماس ًكا وهوية إقليمية
بجودة أعلى ،وبالتالي إتاحة الفرصة لتعزيز الشراكات بين المجتمعات والشراكات ،ودعم مفهوم الشراكة
اليهودية العربية التي تسعى "الشراكة بين المجتمعات" في جفعات حبيبة إلى تعزيزها .المستوى الإقليمي المع َّب
عنه في تنظيم شراكة تطوعية إقليمية ،مع أو بدون آلية ،من الممكن أن يُضاعف القوة السياسية ،الاجتماعية
والاقتصادية -إذا كان يتطور على أساس الاتفاق وليس الإكراه .يمكن لشراكة /هيئة إقليمية تش ّكلت من
خلال تفكير إقليمي ،المسؤولة عن تحديد وبناء الأهداف والغايات الكبيرة ( )superordinate goalsوتدفع
لتحقيق المصالح الإقليمية المشتركة ،أن تبني مجتم ًعا مشتر ًكا متماس ًكا ومحص ُنا ،كما أنها تمنح السكان ،الذين
لا يلتفت إليهم الحكم المركزي ،القدرة على طرح قضاياهم.
.IIIالوضع الحالي :من النظرية إلى الواقع في منطقة وادي عارة
خلال العام الماضي ،شرعت وزارة الداخلية في إنشاء تسعة عناقيد جديدة في جميع أنحاء الدولة ،أحدها في
منطقة وادي عارة .تستثمر وزارة الداخلية الجهود في مركز الحكم المحلي ،لبناء التوازن المناسب بين السلطات
الكبيرة والصغيرة ،الأقوى والأقل قوة ،بهدف اتخاذ قرار بتأسيس عنقود في وادي عارة والمضي قد ًما بخطوات
ملموسة لتوظيف مدير عام وبناء مديرية للعنقود (كما قد تم تنفيذ ذلك في عناقيد أخرى في طور البناء) .
على ضوء المعروض في هذا الفصل ،فإننا نعتبر العنقود ،إذا تم تأسيسه ،إطا ًرا حكوميًا ذا إمكانات كبيرة
لتحقيق تطور كبير للشراكة اليهودية العربية في المنطقة ،إذا ما تم إبداء الحساسية الثقافية والتماشي مع
التحديات والتعقيدات التي يثيرها العمل لتعزيز الشراكة اليهودية العربية في المنطقة .إننا نؤمن أ ّن عمل
جفعات حبيبة بين المجتمعات ضمن "الشراكة بين المجتمعات" يبني أس ًسا جيدة لذلك .علاو ًة على ذلك ،فإننا
نعتقد أن المنتديات والبرامج الإقليمية التي تقيمها جفعات حبيبة ،والتي سيتم التوسع بها في القسم التالي،
مهمة لوضع الأسس للعنقود في وادي عارة .
357
الفصل الثاني
البرامج والمنتديات الإقليمية بمبادرة ومرافقة
جفعات حبيبة
كما ذكرنا ،ضمن "الشراكة بين المجتمعات" ،تقوم جفعات حبيبة أي ًضا بتعزيز الأنشطة الإقليمية منذ عدة
سنوات ،وذلك بهدف بناء الوعي والتماسك الإقليميين كما ينعكس ذلك في التأكيدات الاجتماعية في المفهوم
الإقليمي ،وتعزيز المساواة بين سكان المجتمعات المختلفة ،بروح تأكيدات الشراكة الاقتصادية الإقليمية المبيّنة
أعلاه .بموجب المفهوم الذي تسعى إلى غرسه في المجتمعات المتجاورة الموجودة في الشراكة ،تعمل جفعات
حبيبة على خلق الوعي الإقليمي ومساحات عمل إقليمية في منطقة وادي عارة ،من خلال الاعتراف بالاعتماد
المتبادل والقيمة المضافة المتميّزة لجميع المشاركين في النشاط الإقليمي ،القيمة المضافة التي لم يكن بالإمكان
أن تتم من دون التعاون .ظروف الافتتاح أكثر صعوبة من تلك بالمفهوم المؤسساتي الإقليمي /العناقيد ،حيث
أن العمليات من القمة إلى القاعدة ،top-downومن القاعدة إلى القمة bottom-upموجودة في توازنات
مختلفة :فبينما خلال تكوين العنقود ،تلعب الدولة دوراً رئيسياً في إيجاد الحوافز وتنظيم السلطات المختلفة
لبلورة العنقود ،ففي العمليات التي ترافقها جفعات حبيبة ،هذه الحوافز غير موجودة .كما ذكرنا ساب ًقا،
ينص ّب التركيز على نشاط جفعات حبيبة على المستوى المتوس ط ،مما يعني تل ّقي الدعم من السلطات المحلية
في المنطقة (داخل منتدى السلطات المحلية) ،وذلك جنبًا إلى جنب مع مختلف المنتديات والأنشطة من
خلال إبلاغ وأحيانًا مشاركة المسؤولين المعنيين في السلطة .القرار بشأن مختلف المنتديات والأنشطة هو نتاج
لعمليات المسح وتحديد الاحتياجات والاهتمامات التي يثيرها السكان ومن العمل في الشراكات المختلفة،
حيث تب ّي أن لديها القدرة على إنتاج قيمة مضافة متم ّيزة للمشاركين نتيجة النشاط الإقليمي في المجال .
.Iمنتدى رؤساء السلطات
في أوائل عام ،2016أنشأت جفعات حبيبة منتدى رؤساء السلطات في منطقة وادي عارة والجوار .كان الغرض
من المنتدى هو بناء نشاطات التعاون والتفكير الإقليمي بشأن القضايا والتحديات التي تواجهها السلطات،
وأ ّن تضافر القوى بين رؤساء السلطات من الممكن أن يساعد في "زيادة حجم الكعكة" وأن يؤدي إلى حلول
أفضل لرفاهية السكان والمجالس .على غرار المبادئ "الإقليمية" الواردة في هذا الفصل ،كان الافتراض أن التفكير
الإقليمي قد تمّت بلورته للتعامل مع "السقف الزجاجي" للسلطات المحلية ،حيث بسبب البُعد عن المركز،
وصغرها النسبي ووضعها الاقتصادي ،يجعل من الصعب إجراء تغييرات شاملة بقواها الذاتية .أقيم المنتدى
الذي التأم بانتظام في جفعات حبيبة وتحت إشرافها ،والذي تناول في مراحله المبكرة التعلّم المشترك في موضوع
التطوير الإقليمي المشترك ،تعزيز الشراكة بين اليهود والعرب ،وتشخيص الفرص للسلطات أمام المكاتب
الحكومية .قام أعضاء المنتدى بإعداد أجندة تعتمد على المواضيع التي يرغبون في العمل عليها وأرشدوا
الطواقم الفرعية بالعمل م ًعا لتنفيذ القرارات .وكان من بين المشاركين رؤساء جميع السلطات في المنطقة
أو نوابهم .لكل جلسة تمت دعوة ضيف رفيع المستوى على مستوى الحكم المركزي -وزير البناء والإسكان،
وزير الأديان ،نائب وزير الداخلية وموظفين كبار في وزارة الداخلية الذين يقودون مبادرة "العناقيد" ،مدير
سلطة التطوير الاقتصادي للوسط العربي ،كبار المسؤولين من وزارة المالية ووزارة البيئة ،وقادة اللوبي اليهودي
العربي في الكنيست ،وغيرهم.
| 358الباب الثالث العمل الإقليمي
كما ُذكر أعلاه ،ساعد منتدى رؤساء السلطات على بناء مفهوم إقليمي بين رؤساء السلطات وساعد في التقدم
بمبادرات وبرامج على المستوى الإقليمي ،سواء بدعم مباشر أو دعم من الأنشطة المو ّضحة لاح ًقا.
.IIبرنامج السياحة المشتركة
التعاون في إسرائيل بين المهنيين اليهود والعرب في مجال السياحة (أي منظمي الرحلات السياحية) محدود
للغاية حاليًا .يعمل كلا القطاعين بالموازاة ،مما يمنعهما من الاستفادة من الموارد الثقافية والتاريخية للمواقع
المجاورة وإنشاء رزم رحلات شاملة يمكن أن تحقق أربا ًحا للمنطقة .السياح الراغبون في زيارة المنطقة لا
يحصلون على كامل الخيارات المتوفرة .وبالإضافة للفوائد الاقتصادية لهذا التعاون ،يمكن أي ًضا الحصول
على مردود ثقافي كبير .توفر السياحة فرصة رائعة للتعرف على الثقافتين اليهودية والعربية ،وبالتالي على
إثراء التفاهم المتبادل وتعزيز منظور المجتمع المشترك .تتوفر للسياحة المشتركة الإمكانيات لتعزيز الروابط
الاجتماعية والاقتصادية بين سكان المنطقة .
بدأ برنامج السياحة المشتركة في عام 2014بهدف تمكين شبكة من منظمي الرحلات السياحية ،من اليهود
والعرب من البلدات العربية المجاورة (كفر قرع وباقة الغربية) واليهودية (برديس حنا ومناشيه) .اجتمع
منظمو الرحلات السياحية من أربع بلدات لتطوير برنامج عمل مشترك ومنتجات سياحية مشتركة جديدة في
المنطقة ،بالإمكان تسويقها ،من خلال عرضها على فئات سكانية كبيرة .قامت جفعات حبيبة بترشيد التعاون
من أجل تطوير المنشآت في كل مجال ،وبالإضافة إلى ذلك ،تطوير برامج مشتركة لليهود والعرب (على سبيل
المثال ،المهرجانات ،الجولات ،الأعياد) التي يمكن من خلالها تطوير مخزونات الجذب السياحي في منطقة
وادي عارة ،وبالتالي زيادة الجذب السياحي في المنطقة .وحتى خلال الأيام الصعبة خلال الحرب مع غزة
(،)2014واصل المشاركون اللقاءات ،ق ّدم المختصون اليهود والعرب الرزم السياحية خلال مهرجان "الليالي
البيضاء" في برديس حنا في صيف عام .2014في العام التالي توطدت مجموعة جديّة من منظمي الرحلات
السياحية ،ودعت المزيد من منظمي الرحلات من طلعة عارة ومجيدو للانضمام إلى المبادرة .يهدف هذا الأمر
إلى التمكين في تطوير رزم رحلات سياحية أكبر ،والتي يقوم على إعدادها عدد أكبر من سكان وادي عارة.
ر ّكز البرنامج على المهنيين في مجال السياحة وأصحاب المصالح الصغيرة من المجتمعات الستة ،حيث كان
المستفيدون المباشرون أربعة منظمي رحلات سياحية من كل مجتمع ،أي ما مجموعه 24مستفي ًدا مباش ًرا.
بشكل عام ،فإن المشاركين هم الأشخاص الذين يقومون بمشاريع سياحية ،مثل المرشدين السياحيين ،الذين
يملكون ويشغلون مواقع سياحية ،يعملون على تطوير البرامج السياحية (المهرجانات ،إنتاج زيت الزيتون،
صناعة الشموع ،إلخ) .معايير الاختيار تأخذ في الاعتبار الحقيقة أن صناعة السياحة في الوسط العربي ما
زالت قيد التطور ،وبالتالي فإن بعض المشاركين هم ممن بدأوا الآن بالمشاركة في الأنشطة السياحية لكنهم ما
زلوا بحاجة إلى التوجيه والمساعدة .يعتمد البرنامج على الافتراض أنه من المتوقع أن يكون التأثير غير المباشر
للمشروع كبي ًرا ،حيث وصول كل منظم رحلات سياحية لمئات السياح كل عام وأن يعرض الثقافات المتعددة
لفئات سكانية جديدة من خلال المنتجات السياحية المشتركة.
تض ّمن البرنامج مس ًحا أوليًا لصناعة السياحة في المجتمعات ،الحالة الراهنة للتعاون السياحي في المجموعة
الأساسية ،الإرشاد في مواضيع مح ّددة التي يمكن أن تساعد في بناء مهارات وقدرات لمنظمي الرحلات السياحية
في النصف الأول من كل اجتماع ،العمل سوية على تطوير رزم سياحية مشتركة في النصف الثاني من كل
اجتماع ،و"تذ ّوق" المنتجات السياحية المشتركة للجمهور كجزء من تسويق البرنامج.
359
تم تخطيط المشروع بهدف تطوير آلية للتعاون السياحي بين المجتمعات ،على أمل أن تتم مواصلة العمل
بعد انتهاء البرنامج .يعمل المشروع على بناء شبكة جديدة من منظمي الرحلات السياحية الذين بإمكانهم
الاستمرار في الالتقاء والعمل م ًعا على المدى الطويل ،في أعقاب تطوير المنتجات السياحية المشتركة يتطلب
الأمر من المشاركين العمل م ًعا في المستقبل أي ًضا ،من أجل العمل بهذه المنتجات .عادة ما يتطلب هذا التعاون
بذل جهود ترويجية مت ِّسقة من أجل مواصلة العمل بفعالية ،وهذا هو الدور الرئيسي لـجفعات حبيبة في
المشروعات قصيرة وطويلة الأمد.
.IIIبرنامج الشراكة الإقليمية بين الجمعيات والمنظمات المدنية
تهدف "الشراكة الإقليمية بين الجمعيات والمنظمات المدنية" إلى تعزيز الفعالية في المجتمع المدني من
خلال إنشاء منتدى للمنظمات غير الحكومية ومجموعات المصالح ،وبناء شبكة من المنظمات اليهودية
والعربية من بلدات وادي عارة المختلفة .ائتلاف المنظمات الذي يعمل من أجل التغيير الإجتماعي
والنضالات الجماهيرية هو حاجة ضرورية ،بالأساس بالنسبة للمنظمات التي تعمل على تمثيل فئات سكانية
غير منظمة وفقيرة .يتيح النشاط المشترك للمنظمات جمع الموارد اللازمة بهدف المشاركة الفعالة والتأثير
الإجتماعي ،ي ّمكن التعلّم المتواصل من المنظمات المشابهة ،وتسريع الإشراك في المعلومات وتطور نشاطات
( .)Mizrahi&Rosentalالبرنامج ُم َع ّد للقادة ونشطاء الجمعيات ،قادة المنظمات المدنية والناشطين في
المجالات الاجتماعية المختلفة .أتيحت للمشاركين في المنتدى الفرصة للتعرف على أنشطة مختلف الجمعيات
العاملة في منطقتهم ،وبالتالي إقامة علاقات تعاون بينهم وخلق أنشطة مشتركة في منطقتهم .
ر ّكز البرنامج على المنظمات غير الحكومية وجهات معن ّية من ستة مجتمعات -برديس حنا كركور ،كفر قرع،
مناشيه ،باقة الغربية ,مجيدو وطلعة عارة .حضر البرنامج ،الذي جرى على مدى 10اجتماعات خلال عام
20 ،2015ممثلاً عن المنظمات ،حيث اجتمعوا مرة واحدة في الأسبوع 8 -نساء و 12رجلاً 7 ،يهود و 13
عربيًا .مدة الجلسات 3 ،ساعات كل جلسة ،جرت على مرحلتين :محاضرة /إرشاد في موضوعات عينية من
الممكن أن تساعد في بناء مهارات وقدرات المنظمات غير الحكومية ،والمرافقة في العمل المشترك في مجموعات
فرعية (التعليم ،التوعية العامة ،البيئة وغير ذلك) ،وخلالها قام المشاركون بنشاط مشترك وف ًقا لمجالات
الأهداف .تم تخصيص الجلسات الأربع الأخيرة في النصف الأول من الدورة لجولات تعليمية في المجتمعات
كجزء من عملية التعلّم وبناء الشراكة.
في الأشهر الأخيرة ،قدم المشاركون برامج عمل مشت َركة لأنشطة تعاونية ،مح ّددة في الوقت وفي الحجم ،للتنفيذ
المشترك في المجتمعات ،حيث ُمنح كل طاقم مخصصات مالية صغيرة للمساعدة في المصروفات (مثل إحضار
المحاضرين الضيوف ،مرافقي ورشات العمل ،السفر ومواد لورشات العمل) .من بين المنتجات :وضع خطط
عمل؛ تسويق أولي للمنتجات في مهرجانين ،منظمو رحلات سياحية الذين تم تمكينهم واكتسبوا مهارات جديدة
من خلال أنشطة الإرشاد؛ توسيع شبكة المنظمات لمواصلة الاجتماعات والعمل م ًعا ،أي ًضا ،خارج إطار البرنامج .
نجح البرنامج في خلق التعارف العميق بين الجمعيات في المنطقة ،وأثار قضية الاهتمامات المشتركة بغض النظر
عن الانتماء الديني او الجغرافي وأوجد قاس ًم مشتركًا الذي بالإمكان الإتحاد حوله ،أتاح البرنامج للمؤسسات في
المنطقة أن ترفع صوتها و َم َن َحها المنصة للتحدث بحرية عن الضائقات والمشاكل التي يواجهها كل مجتمع وأن
ينكشف على الجانب الآخر ،لقد جمع البرنامج مجموعة متنوعة ومدهشة من الناس وخلق علاقات وثيقة
| 360الباب الثالث العمل الإقليمي
بين المشاركين ،الذين تمكنوا من دفع المجموعة للعمل من أجل قضية مشتركة ،وإقامة مجموعة مشاركين
متحمسين للغاية للمبادرة لأنشطة تعاونية .وبينما أجاب المعظم في الاستبيانات الافتتاحية أنهم لم يشاركوا،
في الماضي ،في نشاطات تعاونية مع جمعيات أو منظمات تنتمي للمجموعة الأخرى ,أجاب معظم المجيبين
على الاستبيان الإختتامي بأن البرنامج ساعدهم بشكل كبير في التعارف الوثيق مع مختلف الجمعيات في
منطقتهم ،وفي تعزيز العلاقة بين الجمعيات اليهودية والعربية في المنطقة.
في بداية البرنامج ،ذكر جميع المجيبين على الاستبيانات بوضوح أنهم شعروا بالراحة من إنشاء برامج تعاون
يهودية عربية ،وكذلك بالثقة القاطعة بإمكانية التعاون اليهودي العربي حول قضايا مشتركة .في نهاية البرنامج،
كانت الإجابات أكثر تنو ًعا ،ومن الصعب الإشارة إلى الارتياح الواضح بشأن تشكيل شراكة .حتى بكل ما يتعلق
بإمكانية التعاون ،كانت الإجابات أكثر تنو ًعا في نهاية العملية ،وبشكل عام ،فإن الاعتقاد السائد بأن التعاون
حول القضايا المشتركة ما زال ممك ًنا .يمكن تحليل هذه المعطيات على أنها تشكل تراج ًعا معي ًنا ،لكننا نفسر
التغ ّي في الإجابات على أنه تعبير عن تو ّجه مركب أكثر بحيث يأخذ في الاعتبار فهم التحديات والتعقيدات
والاختلافات بين المجتمعات ،وهي أمور يجب مراعاتها :في الوقت الذي لم يؤخذ بعين الاعتبار الواقع المركب
في البداية ،إلا أن خريجي الدورة يدركون أنه يجب مراعاة المتغيرات والتحديات التي تؤدي إلى "التش ُّكك
الصحي" وفهم أفضل لمختلف جوانب الشراكة اليهودية العربية .على سبيل المثال ،أثار البرنامج مسألة إدراك
الفجوات الموجودة بين المنظمات (فجوات في الإدارة ،فجوات في الموارد ،إلخ) وطُرحت الصعوبة في جمع
تبرعات بشكل مشترك .بالإضافة إلى ذلك ،انكشف المشاركون على الاختلافات الموجودة بين المنظمات ،وحقيقة
أن كل منظمة تعمل لأهداف مختلفة .ومع ذلك ،فإن التعارف قد أوجد إئتلافًا إقليم ًيا مشتركًا ،قاسمه
المشترك هو تطوير المنطقة ،بالإضافة إلى الحافزية للقيام بنشاط مشترك ،لكنه كشف أي ًضا عن صعوبة هذا
التعاون مع المنظمات ذات الخلفيات والأنشطة المختلفة .ومع ذلك ،أفاد %100من المجيبين أنه خلال برنامج
التعاون الإقليمي بين الجمعيات ،نشأت برامج مشتركة لمواصلة الطريق ،معظم المجيبين على الإستبيان كانوا
على اعتقاد بأن البرنامج يج ّسد الإمكانيات لإقامة الشراكة بين اليهود والعرب في المنطقة .
جفعات حبيبة ،التي تقوم ببناء شبكة جديدة من المنظمات غير الحكومية التي يمكنها مواصلة الإجتماع والعمل
م ًعا على المدى الطويل ،تعتقد أنه من المهم محاولة إنشاء مركز ( )hubاجتماعي في جفعات حبيبة ،حيث
يمكن للمنظمات أن تعمل من خلال مساحة مشتركة ،وأن تدرك أن هناك حاجة إلى استمرار مشاركة المنظمة
كهيئة رائدة /مرافقة تضمن التنفيذ الف ّعال لخطط العمل ،حل مشكلات الشراكة وتشجيع استمرار التعاون .
طرح البرنامج تحديات هامة يجب أخذها بعين الاعتبار في التخطيط المستقبلي لمثل هذه البرامج :
1.1المرافقة المستمرة خلال البرنامج :كانت هناك حاجة أثناء البرنامج لمرافقة مرحلية للمشاركين ،أكثر قربًا
مما يمكن للبرنامج أن يقدمه .كانت هناك توقعات للمرافقة الشخصية من قبل مديري البرامج للمشاريع
والجمعيات المشاركة في البرنامج .عمليًا ،نشأت فجوة بين رغبة مديري البرامج وما قدموه من وقتهم،
وبين توقعات المشاركين واحتياجاتهم.
2.2الاستمرارية وخلق المظلة :ادعى العديد من المشاركين أنه لكي ينجح برنامج من هذا النوع في إنجاز
المشروعات المشتركة وخلق الشعور بالنجاح ،يجب أن يكون الإطار الزمني أطول بكثير من البرنامج الدوري
المح َّدد .هناك حاجة إلى أنشطة مك ِّملة ،لتعميق التعلّم المشترك بشأن المسائل الإقليمية المشتركة وزيادة
بناء القدرات (على سبيل المثال ،معرفة كيفية تطوير الجمعيات) .هذا ،بالإضافة إلى المرافقة الوثيقة
من قبل طاقم جفعات حبيبة في التنفيذ الفعلي للبرامج ،التي تتطلب الدعم والمساعدة المستم ّرين.
361
3.3تمويل المشروع :شمل البرنامج تموي ًل ضئي ًل ،تقريبًا تموي ًل رمزيًا ،لتنفيذ المشاريع ،بينما احتاج المشاركون
إلى موارد إضافية لتمكينهم من تنفيذ البرامج التي تم إعدادها.
كما هو الحال مع إشكالية مرافقة المجالس في الشراكة البلدية ،برزت هنا ايضا الفجوة بين الأهداف المرجوة
-إنشاء البنية التحتية الأولية ،التي من الممكن لاح ًقا ترك التنظيمات لتعمل بقواها الذاتية -وبين مواصلة
الاعتماد ،من أجل الاستمرارية ،على اللوجيستيكا التنظيمية التي توفرها لهم جفعات حبيبة .لا يزال المنتدى
الذي تم إنشاؤه حديثًا في طور التكوين وليس بإمكانه إنشاء إطار يعمل بقواه الذاتية .من المهم استمرار
جفعات حبيبة كمؤسسة في دعم المنتدى أولاً في تقديم المشورة والتوجيه والتنظيم اللوجيستي ،وبالأساس
الحفاظ على الحافزية ،وحتى مع تمويل جدي ليتمكن المنتدى من العمل لجمع التبرعات بقواه الذاتية.
بموجب دراسة تقييمية أُجريت بشأن البرنامج ,ظهرت الحاجة لدى منتدى المنظمات لإنشاء بنية جديدة
وإطار جديد لها كهيئات تعمل سوية ،وبرز هناك سؤال حول كيفية قيام منظمة جفعات حبيبة بتوفير المقر
لمنتدى الشركات ،وكيفية القيام بذلك دون خلق الاعتماد المبالَغ به في المنظمة .
تم اختيار المشاريع في نهاية البرنامج من قبل المشاركين ووف ًقا لمصالحهم واهتماماتهم ،وذلك في محاولة
لصياغة برنامج يثير اهتمام كل مشارك للمشاركة فيه .المشاريع التي تم اختيارها:
1.1مؤتمر إقليمي مشترك حول القضايا البيئية .الغرض من المؤتمر هو طرح مسائل ومشاكل إقليمية ،مع
التركيز على مشاكل مشتركة وعينية .أثناء المؤتمر ،استعرض المشاركون المشكلات (كان هناك مشاركون
متخصصون في الموضوع) .الهدف هو تعميق الوعي (خاصة في المجتمع العربي) بالمشاكل البيئية ،إنشاء
شراكة مسؤولة وإيجاد حلول تتخطى التقسيمات المجتمعية ،وممارسة الضغط على صانعي القرار .
2.2حملة على الفيسبوك لتعزيز الوعي للحاجة إلى منطقة صناعية مشتركة .حملة جماهيرية ممولة لجمع
تواقيع من سكان المنطقة .
3.3إقامة ورشة عمل "ترددات في حركة" في مركز نور في عارة .تقوم عنات بقيادة الورشة المخصصة للفتيات
في مركز نور .الهدف هو خلق الوعي بالعمل العاطفي ،الإتصال العاطفي والدعم .ير ّكز المشروع على
تسويق الورشة .
في نهاية المشروع ،أقامت المجموعة ثلاثة مشاريع متنوعة أخرى ،والتي يمكن أن تكون المقدمة لإقامة منتدى
لجمعيات تعمل سوية في المستقبل .من خلال المشروع الأول ،نشأت أنشطة مكملة لبرنامج الجمعيات -إنشاء
جمعية لتعزيز مشترك للأهداف البيئية ،والتي سترافقها جفعات حبيبة بشكل مستمر منذ نهاية البرنامج.
.IVجمعية جودة البيئة
تأسست جمعية جودة البيئة عام 2017كجزء من نشاط منتدى الجمعيات الإقليمي الذي جرى في جفعات
حبيبة كجزء من "الشراكة بين المجتمعات" .نقشت الجمعية على أعلامها تعزيز الوعي البيئي والعمل في
الموضوع في منطقة وادي عارة والشعراوية .الجمعية مشكلة من اليهود والعرب ،لأن البيئة لا تعترف بالحدود
بين الجماعات أو السلطات .تعمل الجمعية على خلق التعاون بين السلطات ،المجتمع المدني والهيئات
المؤسساتية ،من خلال التركيز على تجنيد الجمهور لتعزيز القضايا البيئية وتوثيق الصلة بين الإنسان وقيم
الطبيعة والبيئة .من بين أهداف الجمعية :ترميم المتنزهات العامة المجتمعية بالقرب من البلدات لرفاهية
| 362الباب الثالث العمل الإقليمي
السكان؛ تطوير البيئة في وادي براك ،مسار الجدول الذي يَعبر العديد من السلطات في منطقة وادي عارة
(بد ًءا من معاوية ،مروراً بأراضي عارة وكفر قرع ،باتجاه قرية غليكسون و"رمال قيسارية") ،الأمر الذي
يتطلب التعاون الإقليمي وتضافر القوى بين مختلف السلطات من أجل توفير الحلول للمتنزهين في المنطقة،
لتضافر جهود سكان وادي عارة ،اليهود والعرب ،لإقامة حديقة نباتية ( )botanicalمتميزة والأولى من نوعها
في إسرائيل ،تشجيع أنشطة التعليم البيئي بشكل جدي في المنطقة -في جهاز التربية والتعليم وفي أوساط
البالغين -لزيادة الوعي لحماية البيئة وتطويرها.
انبثقت جمعية البيئة عن أنشطة منتدى الجمعيات ،ونتيجة رغبة المشاركين بمأسسة العمل البيئي في إطار
جمعية إقليمية ،حيث سيعمل المشاركون على القضايا البيئية الإقليمية من خلال تجنيد الهيئات ذات الصلة
-مجالس وهيئات مثل وزارة جودة البيئة والكيرن كييمت وغيرها .
ضمن البرامج المختلفة التي تعمل عليها الجمعية ،هناك مشاريع انبثقت في إطار منتدى الجمعية (مثل أيام
الدراسية حول القضايا البيئية) أو في إطار "شراكة بين المجتمعات" (على سبيل المثال ،تطوير حرش ميسر -باقة
جنبًا إلى جنب مع "طريق الجيران" الذي تم تطويره في إطار الشركة بين باقة ومناشيه) ،إلى جانب مشاريع
جديدة التي تتطلب تجنيد العديد من السلطات والمؤسسات المتنوعة لتنفيذها .
.Vقيادة التجسير الإقليمية
تهدف "الشراكة بين المجتمعات" ،من بين أمور أخرى ،إلى بناء مؤسسات إقليمية للمساعدة في الحفاظ على
الشراكات وصيانتها ،وذلك من خلال تأهيل قيادة محلية تعمل على تعزيز الحوار بين المجتمعات وداخلها.
على مدى ثلاث سنوات ( )2015-2018عقدت جفعات حبيبة دورة" قيادة الوساطة الإقليمية" ،ثلاث مرات،
بهدف تأهيل وكلاء التغيير من بين المسؤولين والمواطنين من مختلف السلطات وذلك لاكتساب مهارات الإدارة،
مسارات الحوار وإدارة الصراعات .الهدف هو أن يذ ِّوت وكلاء التغيير لغة وثقافة إدارة ب ّناءة للصراعات من
خلال الحوار وبناء الاتفاقات وح ّل النزاعات بالطرق السلمية ،من أجل توفير مناخ من المشاركة والحوار
داخل وبين المجتمعات التي تعمل فيها .كذلك فالهدف أن يعمل المسؤولون الذين اكتسبوا هذه الأدوات
والمهارات ،بمضي الوقت ،تطبيقها على الطواقم المختلفة وخلال العمليات في إطار "الشراكة بين المجتمعات"،
وذلك كجزء من استراتيجية خروج جفعات حبيبة :بوضع هذه المهارات داخل المجتمعات المحلية وبمساعدة
المرافقة والتوجيه المناسبين ،سيكون باستطاعة مرافقي العمليات من جفعات حبيبة أن يقللوا تدريجياً من
مشاركتهم ،على أمل أن يذ ِّوت الأشخاص المؤهلون ،جزئياً على الأقل ،ماهية دور المرافقة لمختلف العمليات
بشكل مهني .وكلاء التغيير الذين سيخضعون لتأهيل جدي في مجال الوساطة ،التسامح ،تقنيات إضافية للحوار
وتسوية النزاعات والقيادة ،ويعملوا على تطبيق المهنية المكتسبة في مختلف مجالات حياة المجتمعات في
برنامج الشراكة ،من الممكن أن يجعلوا المرافقة من طرف ثالث غير ضرورية .
تضمن التدريب دورة تدريب معترف بها (مصحوبة بشهادة) ،الانكشاف على عالم لجان الصلح ودور عضو
لجنة الصلح ،من خلال بناء توليفات جديدة ومتم ّيزة ،بين إجراءات حل النزاعات الموجودة في الدول الغربية
وتلك ذات الخصائص الثقافية الشرقية ،إشراك الجمهور وإدارة عمليات حوار متعددة المشتركين ،الحوار
المجتمعي ،القيادة الحوارية التي تهدف إلى تهيئة المساحات والظروف لخطاب حواري مستمر .كما ذكرنا،
تهدف المبادرة إلى تأهيل وكلاء تغيير في كل مجتمع من المجتمعات المشاركة في برنامج الشراكة ،وبالتالي
363
إنشاء كتلة مؤثرة من وكلاء التغيير المهنيين .شملت الدورة أي ًضا مر ّك ًبا من الخبرة العملية المصحوبة بالتجربة
المهنية وتذويت مهارات الوساطة والحوار في مختلف المساحات في المجتمع .عملت الطواقم من مختلف
السلطات في إطار هذه التجربة في ثلاث دوائر :داخل المجتمع ،بين زوج من المجتمعات الشريكة ،وعلى
المستوى الإقليمي .عملت الفرق بالتعاون فيما بينها ،وبالتعاون مع جفعات حبيبة باعتبارها الهيئة المحتوية،
التي تؤهل المهنيين وترافقهم.
يؤكد نموذجنا على مشاركة رؤساء السلطات ،الذين يدعمون المبادرة والذين يعتبرون النشطاء بعد تأهيلهم
مور ًدا مه ًم للعمل في الدوائر الثلاث .تأهيل عدد كبير من وكلاء التغيير ممن لديهم التأهيل المهني والقدرة
على المرافقة ،مع دعم مزدوج -مهني من قبل جفعات حبيبة ومؤسساتي من قبل السلطات – من الممكن
أن يُحدث تأثي ًرا كبي ًرا في الشراكة .ما يميّز هذه المبادرة هو في القيمة المضافة التي تجلبها ،من خلال تأهيل
المواطنين والمسؤولين في السلطات على العمل كقادة في بناء الجسور ،سفراء للسلام والحوار ،وكلاء التغيير
الذين يخلقون الظروف ويعملون على التطوير المستمر للوعي وممارسات الحوار والحياة المشتركة ،داخل
مجتمعاتهم ومع المجتمعات المحيطة بهم ،وكذلك التنوع الثقافي .تتيح مرافقة جفعات حبيبة إنشاء شبكة
من الناشطين الذين يفكرون بشكل منهجي ويعملون على المستوى الإقليمي ،ويتعاونون فيما بينهم من
أجل رفاهية المنطقة بأكملها .
كذلك ،يشجع البرنامج السلطات على مأسسة أنشطة المتطوعين وإنشاء مراكز للوساطة والحوار المجتمعي
في مجتمعاتهم ،من أجل رفاه المجتمع والشراكة .في عدد آخذ بالتزايد من السلطات في جميع أنحاء البلاد،
تجري أنشطة وسطاء متطوعين ،في إطار مراكز الوساطة والحوار المجتمعية ،الذين يقومون فعل ًيا بهذه
النشاطات :متطوعون الذين تأهلوا في مجال الوساطة ينشطون في مجتمعاتهم كوسطاء في النزاعات بين الأفراد
وداخل المجتمعات وكقياديين في عمليات بناء توافقات متعددة المشتركين ،وذلك بهدف المساعدة على توطيد
التماسك الاجتماعي وخلق ديناميات الحوار في مختلف الدوائر في المجتمع .في إطار التجربة العملية بادر كبار
المسؤولين والناشطون المركزيّون الذين شاركوا في الدورة ،لإنشاء مراكز الوساطة والحوار في السلطات العربية
– وهي مؤسسات غير قائمة بعد في السلطات العربية في إسرائيل (على عكس السلطات اليهودية ،والتي تعمل
بها مراكز الوساطة والحوار في حوالي 40سلطة مختلفة) .في إطار هذه العملية ،تم إقامة منتدى السلطات
العربية الذي يعمل على إنشاء مراكز للوساطة والحوار في أربع سلطات مختلفة ،وهذه المبادرات موجودة
الآن في مراحل مختلفة من التأسيس في زيمر ،باقة الغربية ،أم الفحم وفي عرعرة.تتم ّيز شبكة خريجي القيادة
الإقليمية للوساطة بعدة خصائص عن أنشطة الوساطة المجتمعية الحالية في البلدات المختلفة :
1.1كونها إقليمية وقاعدتها لا تش ّكل مجتم ًعا واح ًدا .
2.2العمل على "ال ُّصلحة" في أساس مفهوم عملها ،مع إمكانيات مزدوجة -تذويت مفهوم ال ُّصلحة كجزء
من تحسين مفهوم الوساطة وبالعكس ،وبناء نماذج جديدة لتسوية النزاعات .
3.3لديها قاعدة مهنية واسعة متمثلة في جفعات حبيبة ،وهي منظمة لديها نشاط مهني واسع في بناء السلام
والحوار بين المجتمعات اليهودية والعربية ،وبالتالي فهي مصدر إثراء مستمر .
4.4المشاركون في عملية الوساطة خضعوا لتأهيل متميّز ،شامل وغني ،الذي تم إعداده خصيصا للأنشطة
المجتمعية وبين المجتمعات بروح الوساطة والحوار .
5.5على عكس أنشطة الوساطة والحوار المجتمعي في المجتمعات المختلفة ،التي تحتاج إلى بناء الثقة
| 364الباب الثالث العمل الإقليمي
والشرعية لنشاطاتها ،فإن علاقات العمل والأنشطة الحالية في السلطات هي بمثابة أساس ج ّيد لدعم
الأنشطة في المجتمع وبين المجتمعات من قبل السلطات ورؤسائها .
في أعقاب الدورة وفي إطار المرافقة والتطوير المهني للمشاركين ،تم عقد منتدى في جفعات حبيبة للتعلم
والتفكير في تجارب المشاركين في الحياة اليومية والتحديات التي يواجهونها في عمليات الوساطة وفي تذويت
لغة الوساطة في مختلف مجالات الحياة .بالإضافة إلى ذلك ،حصل المشاركون الراغبون بذلك ،على دورة
تدريبية متقدمة حول بناء اتفاقات في المجتمع ،بروح الوساطة السردية .
يتبين من ردود الفعل في نهاية كل دورة (وقبل مرحلة التجربة العملية) أن المشاركين ،من اليهود والعرب،
استفادوا كثي ًرا من الدورة لتحسين مهارات الاتصال الشخصي ،إدارة النزاعات حيث يكونون حاضرين فيها
شخصيًا ،القدرة على تشخيص وتحليل الحالات التي تتطلب المحادثة ،القدرة على جعل الناس يتحدثون
مع بعضهم البعض ،وعلى تحسين القدرة على التأثير وتغيير أنماط الخطاب في دوائر الحياة المختلفة .ومع
ذلك ،على الرغم من أن التأثير على حياتهم الشخصية أو على بيئة العمل المباشرة كان كبي ًرا ،ولكن بما يتعلق
بالمشاركة في المجتمع والمنطقة والقدرة على إحداث تأثير كبير في هذه الدوائر -أبلغ المشاركون أن للدورة
كان تأثير متوسط فقط .كما ذكرنا ،تم الاستماع إلى الردود بعد المرحلة النظرية من الدورة ،وذلك قبل
التجربة العملية وتنفيذ المبادرات المختلفة في المجتمع .بعد هذه التجربة العملية ،تلقى المشاركون ردود
فعل مختلفة بشأن هذه الدوائر الواسعة ،وتحدثوا عن شعور متزايد بالأمن والاهتمام المتزايد بالمشاركة في
العمليات المجتمعية والإقليمية .
من بين المبادرات المختلفة للمشاركين في التجربة العملية ،تجدر الإشارة إلى العمل على إنشاء مراكز الوساطة
المجتمعية في السلطات العربية ،القيام بعمليات حوار مجتمعي في عدة مناسبات (حول مستقبل جهاز التربية
والتعليم في المجتمع ،إدارة معركة انتخابات نزيهة ،إلخ) ،سد الفجوات بين المواطنين المسنين والشبيبة ،تذويت
لغة الوساطة في المدرسة الابتدائية كجزء من تعزيز لغة الوساطة في البلدة ،عقد اجتماعات للطلاب اليهود
والعرب كجزء من مأسسة العلاقة بين المدارس اليهودية والعربية ،تذويت الوساطة بين النساء العربيات في
منطقة وادي عارة ،إنشاء مركز لأنشطة اجتماعية متنوعة في المركز الجماهيري ،الوساطة بين اليهود والعرب من
خلال دورة مشتركة للرسم المشترك ،عملية إشراك الجمهور اليهودي -العربي بما يتعلق بتطبيق قوانين الصيد في
إسرائيل من قبل سلطة الطبيعة والحدائق في إسرائيل ،دورة للقيادة الشابة في الوساطة ،لطلاب مدرسة إعدادية
عربية ،إنشاء مركز للوساطة في مدرسة إقليمية يهودية ،تأهيل مجلس طلاب للعمل كوسطاء في المدارس
الإعدادية اليهودية والعربية ،حوار حول العلاقات بين الأهالي والمعلمين ،بناء الاتفاقات بشأن العمل المشترك
في مدرسة ابتدائية ،التجسير بين الأجهزة الصحية والمواطن في المجلس المحلي ،بناء حوار وجسر ثقافي بين
المجتمعات اليهودية والعربية الموجودة في شراكة ،من خلال قصص بمفهوم الرواية ( )Narrativeوإنشاء آلية
إقليمية مشتركة لمعظم الجهات في المنطقة لإنشاء حدائق خضراء /حدائق عامة /احراش (مع تمكين وتعزيز
أنشطة جمعية البيئة التي تم التوسيع عنها أعلاه) ،إعداد رزم سياحة مشتركة لمنظمي الرحلات السياحية
في المجلس الإقليمي (مع تعزيز نشاط منظمي الرحلات السياحية الذين تم التوسيع عن أنشطتهم أعلاه).
من أجل تحقيق تغيير دائم في رؤية البرنامج و انتاج زخم يستمر من خلاله الموظفون المؤ ّهلون في بناء
مساحات للحوار في مجالات مختلفة في الشراكات ،هناك حاجة إلى مرافقة مكثّفة وتطوير جدي لمساحات
النشاط وعلى المدى البعيد ،الأمر الذي يتطلب موارد ومدخولات يصعب على منظمة مجتمع مدني تخصيصها
لفترة طويلة .لذلك فإن المعضلة هنا ،كما هو الحال في البرامج الأخرى ،هي في كيفية الاستفادة من النجاحات
365
| 366الباب الثالث العمل الإقليمي
في مأسسة البنية التحتية المستدامة التي تؤثر على مختلف الدوائر -على مستوى المجتمع والمنطقة ،طوال
الوقت ودون الحاجة إلى مرافقة مكثفة من جفعات حبيبة .
في نهاية الدورات الثلاث ،بادرت جفعات حبيبة إلى إعداد ميثاق الوساطة والصلح ،الذي وقّع عليه رؤساء
السلطات في منطقة في وادي عارة .الغرض من الميثاق هو تعميق الوعي والإلتزام ال َعلَني من جانب رؤساء
السلطات بتوسيع استخدام لغة الوساطة والصلح من أجل رفاهية السكان ،وبناء مجتمع محصن أكثر.
يتعهد رؤساء السلطات ،في الميثاق ،بتذويت ثقافة الحوار والإدارة السلمية للصراعات ،كوسيلة لإتاحة تعدد
الأصوات في المجتمع وخلال النزاعات ،لتعميق التماسك والشعور بالشراكة لدى السكان.
.VIالإعداد المشترك لحالات الطوارئ
المجتمع في إسرائيل منقسم على نفسه ،يشعر الجمهور العربي فيه بال ُعزلة وبأنه على الهامش في مجالات
مختلفة -بما في ذلك الاستعداد للحالات الطارئة والحرجة .الاستعداد للحالات الحرجة هو بمثابة مصلحة
مشتركة للمجتم َعين -اليهود والعرب ،بكل ما يتعلق بالاستعداد لكوارث طبيعية ،الكوارث الناجمة عن
المخاطر الأمنية (مثل الحروب) أو الأزمات الاقتصادية /الاجتماعية .وبالتالي ،فإن التعاون بين العرب واليهود
للاستعداد للحالات الصعبة يمكن أن يساعد ليس فقط على تحسين الاستعداد للكوارث ،ولكن أي ًضا على تعزيز
التماسك على مستوى المنطقة وتطوير العلاقات الاجتماعية بين الفئات السكانية .حال ًيا ،لا توجد بروتوكولات
أو إجراءات واضحة لتساعد السلطات والموظفين على إدارة الحالات الحرجة من خلال التعاون -سواء داخل
المجموعات السكانية أو بين المجموعات .الغرض من هذا المشروع هو إيجاد تعاون عربي يهودي لإعداد
بروتوكولات وإجراءات تساعد على تنسيق الإجراءات بين السلطات اليهودية والعربية والهيئات ذات الصلة
في إسرائيل -قبل وأثناء وبعد الحالات الحرجة .المشروع ،الذي جاء نتيجة لمبادرة مشتركة من جفعات حبيبة،
مركز مينيرفا لسلطة القانون في الحالات الصعبة في جامعة حيفا ،المركز اليهودي العربي في جامعة حيفا ،يتجسد
في كتابة تقرير تقييمي لإمكانية بناء نموذج يهودي عربي إقليمي للاستعداد للحالات الصعبة .يركز التقرير
على منطقة وادي عارة ،التي تعاني أحيانًا من التدهور السريع والحاد في العلاقات بين اليهود والعرب ،ويبحث
التقرير أي ًضا في إمكانية اعتبار الاستعداد اليهودي -العربي المشترك للحالات الحرجة كوسيلة لتقليص الأخطار
على السكان ،الناجمة عن كوارث طبيعية أو عن التدهور في العلاقات .يهدف المشروع إلى توفير الأسس
لإدارة بناءة للصراعات والتعامل المشترك مع التوترات ،لدى ظهورها .يعرض الجزء الأول من التقرير المبادئ
التوجيهية لنماذج من أنحاء العالم ،في التعاون بين القطاعات للاستعداد لحالات التوتر على خلفية التدهور
الاجتماعي .يحلل القسم الثاني عمليات التصعيد في الخلافات على خلفية الفجوات بين العرب واليهود في
إسرائيل بشكل عام ووادي عارة بشكل خاص .يستعرض القسم الثالث العمليات الجارية في إسرائيل ،والتي
تهدف إلى تعزيز استعدادات السلطات المحلية لحالات الطوارئ المختلفة .يركز القسم الرابع على المبادرات
لتعزيز العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل ،والتي يمكن من خلالها استنباط الأفكار التي من الممكن
أن تدعم العمليات المشتركة في حالات التوتر الشديد (يمكن الاطلاع على قائمة مفصلة في الملحق) .تم أخذ
البيانات التجريبية من 23مقابلة أجريناها مع رؤساء حكومات ،مهنيين من السلطات ،مؤسسات الدولة ذات
الصلة ومن أكاديميين .استمرا ًرا لهذه المقابلات ،تم استخلاص الأجزاء الأخيرة من التقرير :القسم الخامس يحدد
َمن هم أصحاب المصلحة الذين من المفضل أن يشاركوا في عملية إعداد البروتوكولات من خلال التعاون بين
367
اليهود والعرب في وادي عارة .يعرض القسم السادس مصالح مختلف الجهات المعنية (كما ظهر في المقابلات)
والفرص الكامنة بالنسبة لهم في هذه العملية .يشير القسم السابع إلى العوائق والحساسيات المحتملة التي
يجب مراعاتها .يقدم الملخص بلورة أولية للعملية ،التي تتضمن مشاركة الجهات المعنية من القطاع العام
والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمعات .وأخي ًرا ،تقديم قائمة بمواضيع ممكنة للمناقشة في مختلف
المنتديات المقترحة ،والتي يمكن أن تكون بمثابة أطر عمل جديرة بالمناقشة في إطار العملية.
فكرة الدخول في عملية مشتركة والعمل على إشراك الآخرين في المواقف الصعبة هي فكرة تستحق الثناء،
حسب رأي جميع الأشخاص الذين قابلناهم خلال إعداد التقرير .يمكن لمثل هذه العملية أن تح ّسن القدرات
على الاستعداد للحالات الصعبة ،وكذلك على تعزيز قيم المجتمع المشترك والتماسك الإقليمي ،لذلك نوصي
بالعمل بها في منطقة وادي عارة .علاوة على ذلك ،نعتقد أن التعاون اليهودي العربي من أجل الاستعداد
للمواقف الصعبة في وادي عارة يمكن أن يكون نموذ ًجا ملائمًا للمناطق الجغرافية الأخرى في المستقبل أي ًضا .
عند الانتهاء من التقرير ،وبعد تقديمه إلى رؤساء السلطات الذين يدركون أفضليات الاستعداد المشترك ،يجب
إقناع ُص ّناع القرار في السلطات المعنية في الدولة (على سبيل المثال ،قيادة الجبهة الداخلية) بتجربة نموذج
الاستعداد الإقليمي الذي من الممكن أن يُسهم بشكل كبير في بناء التماسك الإقليمي وأن يشكل نموذ ًجا
للاقتداء في مختلف المناطق والعناقيد في جميع أنحاء البلاد.
في عام ،2015شهدنا موق ًفا ،يمثل وف ًقا للتعريف هنا ،حالة متطرفة نتيجة لأزمة
إقتصادية أو اجتماعية :أدت الأحداث حول المسجد الأقصى ونتيجة قلق السكان العرب
من أن الحكومة الإسرائيلية ُتخ ّطط لتغيير الوضع الراهن في محيط المسجد إلى التوتر
في منطقة وادي عارة ،الأمر الذي أدى إلى إنطلاق الإحتجاجات ،العنيفة جزئ ًيا ،وإلى إغلاق
الشارع الرئيسي (شارع رقم )65في منطقة أم الفحم .خلال تلك الأيام العصيبة ،ارتفع
التوتر اليهودي العربي في البلاد وفي المنطقة التي تعمل فيها جفعات حبيبة .نظ ًرا
لعلاقة العمل المتواصلة لـجفعات حبيبة مع السلطات اليهودية والعربية ،وبسبب دور
ومكانة جفعات حبيبة في المنطقة ،فقد عرفنا كيف نحتوي الأمور واتخاذ إجراءات حققت
على المستوى الإعلاني ،على الأقل ،تأثي ًرا كبي ًرا :بمبادرة جفعات حبيبة ،و ّقع رؤساء
السلطات المحلية ،اليهود والعرب على حد سواء ،على بيان مشترك يدين العنف ويدعو
إلى الحياة المشتركة والحوار بين اليهود والعرب في المنطقة .علاوة على ذلك ،أقامت
جفعات حبيبة خيمة للحوار بالقرب من مفرق مجيدو ،والتي توافد إليها السكان طوال الفترة
المتوترة والتي استمرت لأكثر من أسبوع ،وفيها تم استضافة رؤساء سلطات ومسؤولين
ومواطنين الذين عبروا عن دعمهم للحوار اليهودي العربي وعلاقات حسن الجوار .وفي
النشاط الذي أقمناه في نهاية الأسبوع ،تجمع العشرات من السكان والمسؤولين وش ّكلوا
سلسلة بشرية على طول الشارع بالإضافة إلى عقد حلقات الحوار .ص ّرح العديد من
المشاركين أن هذا النشاط كان مه ًما بالنسبة لهم خلال تلك الأيام المضطربة ،حيث كانت
هذه النشاطات بمثابة النشاط الوحيد الب ّناء آنذاك الذي عمل على احتواء التوتر والتصعيد.
من ناحية ،يمكن الإشارة بالإيجاب لنشاط جفعات حبيبة ،ومن ناحية أخرى ،فقد أبرز النشاط
إنعدام المبادرات والنشاطات المن َّظمة من قبل السلطات المختلفة في المنطقة .إننا
نرى أهمية كبيرة في بناء القدرات التي بإمكانها احتواء مثل هذه الحالات ،ونعتقد ،أن
الاستعداد المشترك للحالات الصعبة ،بما في ذلك إعداد الأنظمة لمثل هذه الحالات
وإجراء تمرينات عليها من قبل مختلف المسؤولين والهيئات في المنطقة ،سيساعد على
التصرف بشكل أفضل بحيث يترك الأمر الأثر الإيجابي على السكان والمنطقة في حالات
| 368الباب الثالث العمل الإقليمي
مماثلة في المستقبل ،وكذلك من أجل الإحتواء الج ّيد والب ّناء للأحداث على خلفية التوترات
القومية ،من قبل مختلف السلطات في المنطقة .
.VIIدورة للمتحدثين
في إطار "الشراكة بين المجتمعات" ،قررت جفعات حبيبة بناء شبكة من وكلاء التغيير في مجال عمل المتحدثين،
الذين حصلوا على تأهيل جدي في الكتابة الصحفية ،العمل مع وسائل الإعلام ،بناء حملات علاقات عامة،
إعداد مؤتمر صحفي ،بناء علاقات من الثقة مع الصحفيين ومأسسة وظيفة المتحدث في الهيكل التنظيمي في
السلطة .على المستوى القطري ،الهدف هو زيادة تغطية المجتمع العربي بشكل عام ،والتغطية الإيجابية بشكل
خاص ،لأن تغطية المجتمع العربي في الصحافة القطرية محدودة للغاية ،وغالبًا ما يتم عرض المجتمع العربي
بشكل سلبي .تهدف دورة المتحدثين إلى تزويد المشاركين بالأدوات وأساليب عمل مقابل وسائل الإعلام العبرية
والعربية ،تعلّم الكتابة الصحفية ،تسويق المجتمع وعملية البناء المجتمعي من خلال وسائل الإعلام ،واستخدام
وسائل الإعلام من أجل إشراك الجمهور .وذلك ،من خلال قيام المشاركين بتطبيق الأدوات المهنية التي اكتسبوها
في مجالات الحياة المختلفة في المجتمعات الشريكة في برنامج الشراكات وفي إطار التعاون على مستوى المنطقة.
الرؤية الأوسع ،هي أن تشكل دورة المتحدثين مدماكًا في عملية أكثر شمو ًل لتأهيل جيل من الإعلاميين العرب
للإندماج في وسائل الإعلام العامة ،وبذلك فهذا الأمر يفتح المجال للتعبير عن الآراء والتصورات التي تعزز
الشراكة اليهودية العربية ومكانة العرب في إسرائيل في الخطاب الإعلامي المشترك ،وذلك يشبه المسار الذي
حدث لدى الصحفيين الذين يمثلون وجهة نظر أرض إسرائيل الكاملة في مختلف وسائل الإعلام على مدار
السنوات العشر -العشرين الماضية.
أكد جميع المشاركين أن دورة المتحدثين ساهمت ،بصورة كبيرة حتى كبيرة ج ًدا ،في إكساب الأدوات العملية
في العديد من المجالات :تحفيز الصحفيين للتغطية الإعلامية ،إعلام المجتمع بنشاطات السلطة ،الوصول إلى
وسائل الإعلام العربية والعبرية ،تعلم تقنيات إيصال الرسائل إلى وسائل الإعلام وطرق كتابة البيانات الصحفية.
ذكر المشاركون أي ًضا أن الدورة ساهمت في جوانب مختلفة أخرى :حياتهم الشخصية ،بيئة عملهم ،اندماجهم
في المجتمع ومشاركتهم في شراكة يهودية عربية.
أشار معظم المشاركين إلى الرغبة في حضور دورة مك ِّملة ،مما يؤكد رضاهم عن الدورة وكذلك الحاجة إلى
تذويت موضوع المتحدثين في السلطات .كما يبدو ،يجب تعميق العلاقة بين الدورة وبين برنامج الشراكة بين
المجتمعات العربية واليهودية .في السلطات العربية لا توجد وظيفة متحدث باسم السلطة ،ويمكن تجنيد
خريجي الدورة المتحدثين في المرحلة الأولى في العمل على إشراك الجمهور في السلطات العربية بشأن برنامج
الشراكة .مثل هذه المشاركة ستمنح تجربة عملية لخريجي الدورة ،وفي الوقت نفسه تعزيز برنامج الشراكة.
.VIIIالمنتدى العربي اليهودي لرجال ونساء الأعمال
)Arab-Jewish Business Forum (AJBF
تم إنشاء المنتدى من قبل جفعات حبيبة لتوفير إطار للتعاون على مستوى المنطقة بين رجال ونساء الأعمال،
العرب واليهود ،لتعزيز العلاقات التجارية والاجتماعية داخل المجتمع ،لإنشاء مشاريع جديدة .الغرض من
369
المنتدى هو المساعدة على إقامة تعا ُرفات تجارية جديدة ودعم التعاون في مجال الأعمال والمبادرات بين رجال
ونساء الأعمال .التحديات اليومية التي يواجهها المستقلون عديدة وهي تتطلب معرفة واسعة في مختلف
المجالات؛ بإمكان المنتدى مساعدة رجال ونساء الأعمال وأن يوفر لهم جز ًءا من المعرفة المطلوبة ،من خلال
التركيز على تطوير المصالح والمشاريع في المجتمع العربي .من بين أمور أخرى ،سيقدم المنتدى المشورة بشأن
تطوير العلاقات في الأعمال بين الوسطين ،مرافقة المصالح والمشاريع القائمة ،المساعدة في تطوير المصالح
وخاصة في المجتمع العربي (التعاون ،علاقات بين المصالح ،المرافقة) ،توفير الاستشارة بشؤون الأعمال لمتخذي
القرارات ،وفي مراحل متقدمة سنسعى لإقامة شركة للإدارة المالية للمنتدى .تلعب جفعات حبيبة دو ًرا مه ًم
في مرافقة الطاقم ،والمحافظة عليه وتعميق الوعي والمعرفة بالاحتياجات المشت َركة بين القطاعات من أجل
دعم العلاقات العربية اليهودية .بالإضافة إلى ذلك ،بإمكان جفعات حبيبة أن تساعد في إقامة علاقات دولية.
يضم طاقم التوجيه للمنتدى أربعة ممثلين من الطاقم الموسع ،رجال ونساء أعمال حققوا نجا ًحا ُمثبَتًا في
المنطقة .ينسق هذا الطاقم نشاطات المنتدى ،ويركّز التوجهات من قبل رجال ونساء الأعمال ،ويوجههم إلى
المرافقة من قبل أحد أعضاء الطاقم الأوسع ،الذي يرافق المصالح ،بما يتماشى مع الاحتياجات .
أهداف المنتدى كما أع ّدها طاقم التوجيه :
•سيتم تطوير المنتدى وتفعليه بمرافقة جفعات حبيبة ،كجزء من مشروعها لإنشاء
مجتمع مشترك .
•سيعمل المنتدى على تطوير المصالح الأعمالية والأهداف الإجتماعية ومجالات أخرى.
•الغرض المركزي من المنتدى هو تعزيز التعاون الإقتصادي -الأعمالي على مستوى
المنطقة.
•سيتيح المنتدى تحقيق المصالح الإقتصادية والأعمالية ،ويجذب رجال ونساء الأعمال
الذين يرغبون في المشاركة فيه.سيكون التطور من خلال نشاط أعمالي ناجح ،مما
يؤدي إلى توسيع الدوائر والتأثير على ص ّناع القرار .
•سيكون المنتدى بمثابة إطار للعلاقات الأعمالية الدولية .
• سيتم إنشاء شركة إقتصادية يتم من خلالها إدارة نشاطات التعاون .
• سيكون للمنتدى تأثير على صانعي القرارات على المستوى القطري ،بما في ذلك
العمل على خلق فرص عمل جديدة في المنطقة،مسح الإحتياجات للتعاون بين رجال
ونساء الأعمال في المنطقة وجلبها إلى صانعي القرارات كتوصيات.
• هناك حاجة لصياغة الرؤية والأهداف الاستراتيجية وبرنامج عمل لتحقيق الأهداف .
.XIأنشطة وحدة المساواة الجندرية
تُقيم وحدة المساواة الاجتماعية في المركز اليهودي العربي للسلام في جفعات حبيبة العديد من البرامج التي
تهدف إلى إقامة نشاطات مشتركة بين النساء من المجتمعات اليهودية والعربية .هذه البرامج موجهة لفئات
سكانية مختلفة في المنطقة ،مع مفهوم إقليمي يسعى إلى التقاء النساء اليهوديات والعربيات من مختلف
البلدات حول الاهتمامات المهنية المشتركة ،والعمل على تقليص الفجوات وتحقيق المساواة الجندرية .ومنها :
| 370الباب الثالث العمل الإقليمي
تشجيع المرأة في الإدارة والسياسة -استكمال مدته 10لقاءات ،الهدف منه هو تمكين مجموعة من النساء
اليهوديات والعربيات في المنطقة ،اللاتي يردن العمل من أجل التغيير الاجتماعي ،الاقتصادي والسياسي في
مختلف مجالات الحياة .يوفر الإستكمال للمشاركات الأدوات والمعرفة النظرية في مجال الاقتصاد الاجتماعي
وفي مجال تذويت التفكير الجندري ،ويكشف المشا ِركات على كيفية وضع السياسات البلدية وكيف عليهن،
بصفتهن مواطنات ،التدخل وتغيير الواقع السياسي في حياتهن .من بين أهداف الدورة زيادة تمثيل المرأة في
مراكز التأثير والنفوذ ،وتدريب النساء على القيام بدور إداري وسياسي ،من خلال توفير أدوات ومهارات خاصة
بالمرأة ،ونحو الترشح للانتخابات المحلية أو لمناصب إدارية كبيرة.
نادي سيدات الأعمال -يهدف النادي إلى إرساء أسس متينة للشراكات الإقليمية بين النساء العربيات
واليهوديات من أجل بناء مجتمع مشترك .يعمل النادي على تمكين صاحبات المصالح ،العربيات واليهوديات،
وتأهيلهن في مجال إدارة الأعمال ،من خلال توفير الأدوات والمهارات .زيادة عدد المصالح بملكية النساء تؤدي
إلى خفض معدل البطالة ،وتزيد من فرصة استيعاب المزيد من العاملات وتوسيع دائرة العمل .الهدف الآخر
هو التواصل مع أسواق ممكنة وذلك لبناء مجتمع منصف ومتقبل.
التمكين الشخصي والاقتصادي للمرأة -البرنامج مك ّون من 14لقا ًء وهو مع ّد لتوفير المعلومات والأدوات
للمشا ِركات بما يتعلق بالممارسة الاقتصادية الناجعة ،تطوير المهارات والسلوكيات مثل تحديد الأهداف على
أساس القيم الشخصية ،بناء ميزانية متوازنة وف ًقا للأولويات ،تخصيص الموارد للشؤون الحياتية والمصاريف
غير المخطط لها ،التوفيرات طويلة وقصيرة الأمد ،التعاقدات الناجعة بشأن المسائل المالية .يتيح البرنامج
للمشا ِركات إعادة التفكير في كيفية إدارة الاقتصاد البيتي ،تغيير التوجهات والأولويات ،من خلال اكتساب
الأدوات البسيطة والقابلة للتطبيق وتقديم نصائح في الإدارة المالية المناسبة .ير ّكز البرنامج على المنظور
الجندري ويتعامل مع مجالات حياة المرأة من خلال التمكين وأن تأخذ كل مشا ِركة المسؤولية عن حياتها .
نساء يطبخن للسلام -الغرض من الدورة هو أن يكون البرنامج بمثابة منصة للحوار الهادف والتعلّم العميق
حول ثقافات النساء اليهوديات والعربيات من خلال إعداد الطعام .يُعتبر الطعام مر ّك ًبا ها ًما في ثقافة كل
شعب ،وهو ما يميّزه عن الآخرين ،تشارك النساء المشاركات في لقاءات ثقافية متواصلة من خلال التع ّرف
على مطبخ المجتمع الآخر وخصائصه .يسعى هذا البرنامج ،بمفهومه العميق ،لمساعدة المشاركات على صياغة
واقع مشترك جديد ومبدع ،مع التحفيز لنشاطات حقيقية في المجتمع الإسرائيلي ،لتعزيز التغيير والحوار.
حلقة إصغاء في مجتمع متعدد الثقافات -وهو برنامج مكون من 10لقاءات لتطوير مهارات الإصغاء
والتواصل مع الآخر والمشاركة والمسؤولية ،وذلك إنطلاقًا من الحقيقة بأن ظروف الحياة الفردية الحديثة
تُحدث انقطا ًعا عن الأسرة ،الصغيرة والموسعة ،مقارنة مع الحياة التقليدية .البرنامج مست َّمد من أسلوب
الحياة التقليدي السائد ومن دوائر الإصغاء ،من خلال الحاجة المتأصلة للحوار والمشاركة .يبحث البرنامج
في الأساليب لإنشاء ح ّيز محم ّي ،حيث يكون بالإمكان إجراء حديث صميمي هناك ،وكذلك الإصغاء العميق
وإنشاء ح ّيز مريح للتواصل والتقارب.
مؤتمر سنوي لرائدات التغيير الاجتماعي -هو مؤتمر يُعقد على مستوى المنطقة ويُقام مرة واحدة في السنة
في جفعات حبيبة ،حيث يوفر المؤتمر فرصة فريدة للنساء العربيات واليهوديات القياديات في المجتمع
الإسرائيلي للإلتقاء على منصة مشتركة من أجل عصف ذهني مشترك .المؤتمر هو منبر للتأثير وقيادة التغيير
على المستوى القطري ،لتعزيز وبناء الشراكات بين المرأة العربية واليهودية في المدن والبلدات المتجاورة التي
تنشط في المجتمع المشترك ،لتشجيع التغيير الاجتماعي النسوي ،وتجنيد النساء الرياديات في المجتمع والنساء
371
الراغبة في شق طريقهن في العمل في المجال السياسي /الاجتماعي ،وغير ذلك.
.Xأنشطة مركز الفنون المشترك وغاليري السلام
يعمل مركز الفنون المشترك على توسيع مجالات التعاون والتأثير الفني المشترك من خلال البحث ،التجريب،
الإبداع والتفكير المشترك في الفنون وفي إبداعات مجموعات فنانين ،رواد فنون والجمهور الواسع .يوفر
المركز ،الموجود في الكامبوس الرحب لجفعات حبيبة ،مساحة للأنشطة الفنية الإقليمية والقطرية (على سبيل
المثال «الكونسبت» الفني "تحت الفانوس" ،ومهرجان الفنون تحت فوانيس الشارع ،الذي يتطرق للقاء بين
الفن والمجتمع ويشكل منصة لتطوير الفنون وتمكين الفنانين .خلال السنة ،يتم إنتاج المشاريع التي تُعرض
تحت الفوانيس في المهرجان الذي يجمع الآلاف من المنطقة والبلاد ،ومن خلاله ظهرت مبادرات ونشاطات
مشترَكة) ،وكذلك تجرى العديد من الأنشطة الفنية في وقت واحد تحت سقف واحد .
مركز الفنون يبني مجتم ًعا مشتركًا بمساعدة الدورات التي يقيمها ،والتي تشجع على التعلّم والتواصل لإنتاج
أعمال فنية ومشاريع مشتركة .يتعلم في الدورات اليهود والعرب من المنطقة ،وبعضهم يصل من جميع أنحاء
البلاد ،وهم يجمعون بين التفكير النظري مع تعلّم التقنيات ،والعمل والتجريب في مختلف مجالات الفنون،
مثل الرسم ،الطباعة ،التصوير والنحت ،أو في مجال القيادة الفنية الثقافية في المجتمع ،على سبيل المثال،
"المختبر للإبداع المجتمعي" ،دورة للقيادة الثقافية في المجتمع ،التعليم عن الأدوات المبتكرة والعملية في عالم
الفنون ،البيئة والاقتصاد لرواد الثقافة ،المعلمون في التعليم الرسمي واللامنهجي ،الفنانون والمبدعون الذين
يمكنهم بمساعدة الدورة تطوير وتنفيذ المشاريع في مجتمعاتهم.
أي ًضا ،وفي إطار مركز الفنون ،تعمل أكبر مدرسة سيراميك في البلاد وتضم أكثر من 150طالبًا .ما يم ّيز المدرسة
أنه إلى جانب الورشات الكبيرة والمعدات التقنية الواسعة ،فإن الفكرة هي أ ّن القدرة على التطور والازدهار
يعتمدان على منح الحرية لإطلاق صوت كل فرد وجميع أنواع الأصوات م ًعا ،بطريقة تُشيد بتفرد كل واحد
وواحدة ،وكذلك الأمر بالنسبة للإمكانيات المشاركة .تقيم المدرسة على مدار العام ورشات فنون للفنانين ،إطار
عمل لاستضافة مجموعة من الفنانين لفترة زمنية محددة (إقامة) ،ماراثونات ،مشاريع خاصة ،مثل الندوة
السنوية للسيراميك بالتعاون مع جمعية العاملين في السيراميك في إسرائيل ،وفي نهاية العام الدراسي ،يُقام
معرض سنوي يحظى بمكانة مرموقة في البلاد ،ويشمل أكثر من 500عمل من السيراميك على جميع الأشكال .
يعمل مركز الفنون على بناء مجتمع مشترك لليهود والعرب مستعي ًنا بالخطاب الإبداعي ،الحر ،اللاواعي،
العاطفي والإنساني الموجود في الفنون ،والذي يتيح التواصل والاعتراف والحوار بالمشت َرك والمخت ِلف ،في مناطق
الالتقاء والصراع ،وكذلك إيجاد مناطق الإتحاد والخيال ،مع التعبير عن اللاوعي من خلال العمل الفني.
يعمل المركز أي ًضا مع النشطاء كجزء من السؤال حول ماهية الفنون المشتركة (تلك التي تم إنتاجها على نفس
القماش؟ من قبل اثنين من الفنانين أو أكثر؟ أو تلك التي تتجاوب مع الفنون الأخرى وخلق علاقة تبادلية؟)
وكذلك كيفية تعزيز الوعي بالشراكة من خلال الفنون.
بهذه الروح ،يخلق المركز العديد من أشكال التعاون في البلاد ،واليوم حتى خارج البلاد ،بين مراكز تعليم
الفنون والمعارض ،مراكز الديمقراطية والسلام وغير ذلك .
غاليري السلام ،تعمل وبشكل مستمر على إقامة معارض فنون معاصرة أو مشتركة ،أو ذات أجندة إجتماعية،
| 372الباب الثالث العمل الإقليمي
التي تشمل مناسبات في المنطقة والبلاد ،مثل حوار -معرض وأحداث فنية لمرة واحدة .الغاليري مستمرة في
نشاطها منذ أكثر من 30عا ًما في مجال المعارض والنشاطات الحوارية ،والتفاعل بين الثقافات والمجتمعات،
وبين فنانين وأناس من المجتمع .من جهة يُنظر إلى الفنون ،على أنها لغة تتجاوز اللغات ،دوليًا وعالميًا ،تتيح
عبور الأسوار وإذابة الجدران بين الفنانين والمجتمعات والثقافات ،ومن ناحية أخرى ،يُنطر إليها كبعد يمكن
من خلاله التحدث عن الثقافات ،الهويات ،الجندر ،وغير ذلك ،وفي هذا الفضاء من الممكن التعارف والحوار
بين الهويات المختلفة .
تبادر الغاليري إلى إنتاج المعارض المعاصرة مع تصور اجتماعي مشترك للفنانين من جميع البلدات المشاركة.
تبحث الغاليري عن"المشترك" ،على مستوياته المختلفة :المجتمع المشترك ،الخطاب متعدد الثقافات ،الفنون
بمصطلحات مشتركة ،أدوات قديمة للتعاون ،مفهوم الكيبوتس بصفته الثورة التعاونية الأكبر في القرن العشرين
وغير ذلك .تشجع الغاليري المشاريع الإبداعية الجديدة التي تشمل مسارات عمل هامة ،تشجيع الفنانين
والمبدعين الشباب ،تعزيز نسيج متعدد التخصصات للفنون والتعددية الثقافية في المنطقة .وإذا كانت الغاليري
في الماضي تركّز على الغالب على الفنون التشكيلية ،فإنها اليوم تقوم بتوسيع مجالات العرض لتشمل الفنون
متعددة المجالات التي تدمج بين مجالات الفنون المختلفة داخل الأعمال الفنية نفسها .
تقيم الغاليري نشاطات خاصة حول المعارض ،بما في ذلك :ورشات عمل تفاعلية في المعرض ،ندوات في الغاليري،
أيام دراسية ،عروض خاصة حول المعرض ،لقاءات حوارية للجمهور الواسع ،لقاءات للطلاب في مؤسسات
أكاديمية عليا للفنون في إسرائيل وغير ذلك .جمهور الهدف هم سكان المنطقة ،ولكن أي ًضا على المستوى
القطري والدولي -مربّون ،معلمو فنون ،طلاب جامعيون ،خريجون ومحاضرون من عالم الفنون في البلاد ،من
اليهود والعرب ،مجموعات متعددة الثقافات ومواطنون عاديون .في الغالب المعارض هي جماعية مشتركة،
التي تعرض أعمال 50-6فنانًا في المعرض ،ويبلغ عدد الزوار حوالي 1500في المتوسطلكل معرض .يبلغ العدد
السنوي للزوار حوالي 15000إنسان ،بما في ذلك البالغون والطلاب ،اليهود والعرب ،من إسرائيل والخارج .
.IXالإقليمية في ال ّتوجه التعليمي
يشدد العمل التربوي ،كما هو موضح في القسم الثالث من الباب السابق ،على تطوير التفكير الإقليمي بين
الطلاب والمعلمين (انظر بشكل أساسي تفاصيل البرامج لجيل المدرسة الثانوية) .مثال جيد آخر على برامج
المجتمع المشترك لجفعات حبيبة ،ذات التوجه الإقليمي ،يمكن إيجاده في البرنامج التعليمي الجديد المسمى
"منطقتنا" ،والذي من خلاله نتوسع عن مفهوم الإقليمية في التعليم .
من خلال تطوير التفكير الإقليمي وروح المنطقة المشتركة" ،يهدف البرنامج إلى تبني ،في هذه المجتمعات،
علاقة من القرابة المشتركة للمنطقة ،وذلك من أجل خلق مناخ بديل /بيئة بديلة من المساواة والتضامن"
(معيان وعثامنة ،2015 ،صفحة .)1الغرض من البرنامج هو تأهيل المعلمين على تعليم طلابهم عن المنطقة
المختلطة (أي وادي عارة ،في حالتنا) ومساعدتهم على التعرف على المشهد الثقافي ،الجغرافي والإنساني من
حولهم .الأبعاد الإقليمية في البرنامج :
• •ارتباط عاطفي بالمنطقة -الشعور الذي يثيره الانتماء الجغرافي للمنطقة لدى الفرد؛ أن العيش في المنطقة
هو جزء من هويته ،وأنه يتأثر بما يحدث في المنطقة؛ شعور الألّفة والانتماء؛ شعور الفرد الذي يع ّرف المكان
بأنه المنزل ،وأنه يتأثر سلبًا وايجابًا بما يحدث في منطقته ،وبأنه فخور بالعيش فيه .
373
• •التعرف على المنطقة ومعرفة َمن يعيش فيها -شعور الفرد الذي لديه المعرفة حول المنطقة في مجالات
متنوعة مثل :الجغرافيا ،التاريخ ،المصالح ،أماكن الترفيه ،المشاكل البيئية والاجتماعية .يعرف الفرد أي ًضا
كيفية تحديد المجتمعات التي تعيش في المكان وف ًقا لخصائصها الرئيسية -الحياة اليومية ،الأعياد
والمعتقدات.
• •إمكانية الوصول إلى الموارد الإقليمية -ثقة الفرد بدرجة منالية الموارد الإقليمية في منطقته .الإدراك بأن
أعضاء مجتمعه وأفراد المجتمعات الأخرى لهم الحق في "العدالة البيئية" والحصول على الموارد الإقليمية
على قدم المساواة .
• •القدرة على المشاركة في العمليات التي تؤثر على المنطقة -شعور الفرد بامتلاك الأدوات اللازمة ليكون
مواط ًنا نشطًا وقاد ًرا على التأثير على العمليات التي تجري في منطقته( .على سبيل المثال ،إنشاء مناطق
سكن جديدة ،تطوير الطرق والمناطق الصناعية ،تطوير مناطق المشي وتوسيع مناطق السكن ،إلخ).
• •تعزيز الوعي الإقليمي المشترك -بمصطلح "الإقليمية المشتركة" نعني الشعور بالمشاركة والأخ ّوة التي نريد
الحفاظ عليها وتوطيدها بين أفراد المجتمعات المختلفة التي تعيش في منطقة جغرافية معينة .ينبغي
أن يستند الشعور إلى عناصر مثل الارتباط العاطفي العميق بالمنطقة ،التعرف على المنطقة ومعرفة
المجتمعات المختلفة التي تعيش فيها ،الشعور لدى كل مجتمع أن مصير المنطقة يؤثر عليه ،الشعور
بالتقدير الذاتي لكل مجتمع في المنطقة وبالنسبة للمجتمعات الأخرى ،شعور كل مجتمع بأن لديه إمكانية
الوصول إلى الموارد الإقليمية وكذلك التأثير على الحياة في المنطقة .
من خلال تطوير التفكير الإقليمي الذي يَعتبر المنطقة "ح ّي ًزا مشترَكا" ومن خلال مناقشة مسائل المواطَنة
الفعالة ،وتشجيع الطلاب على أن يصبحوا شركاء نشطين في بلورة بيئتهم ،يسعى البرنامج لأن يشارك المعلمون
والطلاب بشكل فعال وأن يؤثروا على مسار العمليات في المنطقة .يتعلم المشاركون على تطوير شعور مشترك
بالانتماء ،بناء الهوية الإقليمية ،وأن يصبحوا مواطنين مؤثرين م ًعا .بمساعدة هذه الهوية الإقليمية المتينة،
يتعلمون كيفية مواجهة المسائل الصعبة المتمثلة في عدم المساواة ،فئات سكانية قوية وأخرى ضعيفة،
والوصول إلى الموارد .وكذلك ،عندما يأخذ المشاركون دورهم في مشاريع مدنية مشتركة ويستغلون موارد
المنطقة ،فإنهم يساعدون في بناء مستقبل أكثر إنصافًا وعدالة .من خلال التفكير الإقليمي المشترك ،الذي يتم
تنفيذه بشكل مشترك من قبل المعلمين -والطلاب لاح ًقا -اليهود والعرب ،من الممكن دراسة وفهم بيئة
متعددة الأوجه ومركبة بشكل لا يؤ ّدي إلى العزلة ،بل بشكل شمولي ويعمل على الاحتواء .إن التركيز على
الدولة ككل هو أمر ،من حيث الاتساع ،لا يمكن من خلاله تحقيق المواطنة الفعالة ،وكذلك فالتركيز على
قرية أو بلدة هو أمر ض ّيق ج ًدا لفهم المشهد المتعدد الثقافات ،بينما يسمح التفكير الإقليمي بالتعامل مع
القضايا البيئية من خلال نظرة منهجية مركبة .يم ّكن البرنامج أي ًضا المعلمين ومن خلالهم الطلاب على معالجة
هذه المسائل ،حتى يشعروا أنهم قادرون على إحداث التغيير .تصبح القضايا البيئية الإقليمية التي تتطلب
المعالجة ،في صلب اهتمام الطلاب ،ويشعرون أن هناك مصلحة مشتركة بالعمل على تحسين معيشتهم .ضمن
هذه الهوية الإقليمية الآخذة بالتشكل ،بالإضافة إلى التش ّوق المشترك للمواطنة النشطة ،من الأسهل طرح
وإدارة وحتى حل مسائل مركبة من عدم المساواة وتوازن القوى بين اليهود والعرب .علاوة على ذلك ،يمكن
أن يتم ذلك من خلال الحوار دون التراجع إلى مساحات منفصلة وإلى الاستقطاب والتشظّي ،حيث الهويات
اليهودية والعربية موجودة في حالة من الصراع .
| 374الباب الثالث العمل الإقليمي
في المرحلة الأخيرة ،يؤكّد البرنامج على التعبير الملموس لبناء الح ّيز العام المشترك :من خلال التعلم التجريبي
("واجبات للتنفيذ") تتحقق المواطنة النشطة المشتركة في العمل اليهودي العربي لتحسين الحياة في المنطقة،
من خلال المشاركة في مشروع يع ّزز الشعور بالح ّيز العام الإقليمي المشترك .واجبات التنفيذ التي تخدم المبدأ
التربوي الذاتي ،هي أداة لمساعدة الطلاب على فهم مكانتهم ودورهم كمواطنين في الدولة والمجتمع الإسرائيلي
الديمقراطي بشكل عام ،وفي المنطقة المشتركة لليهود والعرب بشكل خاص .يجب على الطلاب تنفيذ الحل
الذي يختارونه ،وذلك باستخدام المنتج المدني ،وهو :تقديم أفكارهم للحل أمام َمن باستطاعته تطبيقه .هنا
أي ًضا ،يتم التعبير عن الإطار الأوسع الذي يعمل ضمنه البرنامج التعليمي :بسبب الارتباط بالعمل البلدي
ضمن "الشراكة بين المجتمعات"والمشاركة والالتزام وعلاقات العمل الجيدة مع رؤساء السلطات والمسؤولين
المختلفين ،فهناك إمكانية للربط بين عملية التعلّم وبين خيارات التنفيذ الفعلي :الأفكار التي يتم التعبير عنها
في إطار واجبات للتنفيذ يمكن أن تحظى بالإصغاء وحتى التنفيذ في بعض الأحيان من قبل المسؤولين الكبار
في السلطة المحلية ،المشاركين في برنامج الشراكة .
تم إجراء تقييم ك ّمي ونوعي (أفراهامي -ماروم )2017 ،في أعقاب التدريب المشترك لمعلمي الجغرافيا العرب
واليهود من مجالس محلية متجاورة .ركّز البرنامج على الجغرافيا الإقليمية ومشاكل بيئية واجتماعية ،مع
توفير المهارات للتعلم اليهودي العربي المشترك في هذه القضايا .وف ًقا لهذا التقييم ،أبلغ المشاركون في البرنامج
عن زيادة ملحوظة في إحساسهم بالحيّز المشترك ،وكذلك القدرة على مساعدة الطلاب على تعزيز مزاج مماثل
واكتساب مهارات مماثلة .تم تطوير أداة تقييم لقياس التغيير في الشعور الإقليمي المشترك ،وتم استخدامها
لاختبار توجهات المشاركين ما قبل الدورة وبعدها .أداة التقييم هذه تتطرق إلى( :أ) العلاقة العاطفية مع
المنطقة ،بما في ذلك الشعور بالانتماء ومدى كون المنطقة جز ًءا من الهوية ،وفيما إذا كانت الهوية ستتأثر
بالتغيرات التي تطرأ عليها؛ (ب) معرفة المنطقة وسكانها (مع التركيز على السكان الذين يختلفون عنهم)؛
(ج) الوصول إلى الموارد الإقليمية ،والتي تشمل تصور المشارك بالنسبة لكيفية التعامل مع كل مجموعة،
ودرجة المشاركة التي يجب أن تكون لكل مجموعة في عمليات التخطيط الإقليمي؛ (د) الفرصة والقدرة على
المشاركة في العمليات التعاونية المتعلقة بالمنطقة ،مدى إيمان المشارك بأن لديه الأدوات اللازمة للتأثير على
العمليات الإقليمية (على سبيل المثال ،القرارات المتعلقة بتوسيع القرية ،تطوير منشآت رياضية جديدة،
مسارات في الطبيعة ،وغير ذلك) .
زيادة ،كبيرة في كثير من الأحيان ،تم قياسها في جميع المتغيرات المذكورة أعلاه بعد البرنامج التدريبي .أفاد
المعلمون ،باقتناع عميق ،أن مثل هذا البرنامج يمكن أن يزيد من الشعور بالانتماء ،والشعور بالتعرف على
فسيفساء المنطقة ،والتغيرات في القضايا المهمة .كان هناك ارتفاع في الاعتقاد أن لديهم الأدوات اللازمة للقيام
بذلك ،من خلال التعاون وتطوير شعور الشراكة مع المجتمعات المجاورة .تعكس تقارير المعلمين التغيير الذي
شعروا به في قدرتهم ليس فقط على التعاون ،بل أي ًضا على بناء واقعهم المشترك ،وتطوير إحساس متزايد
بالشراكة والمسؤولية المشتركة فيما يتعلق بح ّيزهم الاجتماعي .
375
تلخيص :ما الذي تعلمناه وما هي التحديات
المستقبلية
الغرض من هذا الفصل هو أن يُستخدم بما يشبه التلخيص ولكن ليس بصفة المل ّخص ،لعدد من الأسباب:
أولاً ،نموذج "الشراكة بين المجتمعات" يقترح إقامة منصة ( )platformلمستقبل أفضل وواقع قائم على حياة
مشتركة في إسرائيل بدل ًا من النموذج المغلق؛ إن الاستمرار في مرافقة الشراكات بعد السنة الرابعة والتعمق
في توطيد علاقات الشراكة سوف يتطلب المزيد من الدراسة ومعالجة القضايا التي ستُغني مفهوم العمل
والنموذج بمداميك إضافية؛ ثانياً ،لأن المستقبل فقط كفيل بإخبارنا إلى أي مدى أدت أساليب العمل المق َدمة
هنا -والتي تم تنفيذها في عدد من الشراكات وتحقيق إنجازات ج ّدية -إلى وضع علامات بارزة تدعم واقع
الحياة المشتركة والشراكة المستدامة ()sustainable؛ هذه العمليات ليست على خط واحد ومن الصعب
تقييم مدى تأثير "الشراكة بين المجتمعات" على العمليات العميقة التي نأمل أن يعبرها المجتمع الإسرائيلي؛
ثالثًا ،لا يوجد نموذج منظَّم للتعبير عن الطموح لعملية منظمة واحدة يجب تنفيذها كما هي :في مواجهة
شروط الواقع المتغيرة والتحديات التي تدخلها كل شراكة ،فكل من يسعى لتطبيق ما هو معروض في هذا
الكتاب ،بما في ذلك أعضاء طاقم جفعات حبيبة ،فإننا ندعوه لإعادة النظر في جوانب مختلفة من النموذج
وتكييفه مع البيئة ومع السياق .
بدلاً من المل َّخص ،نكرس الفصل الأخير لتلخيص عمليات التفكير والتعلّم من أفعالنا ومواجهتنا مع الواقع.
اخترنا دعوة القراء في هذا الفصل للتفكير النقدي وفحص الجوانب المختلفة التي أدت بنا إلى إعادة
التفكير ،للسؤال وإبداء الشك بجوانب مختلفة في مفهوم العمل ،والتأمل في بعض الأحيان ،من خلال الاعتقاد
أن هذا هو جزء من عملية حوار مهمة تدعو للتطوير المستمر وإثراء المعرفة بشأن كيفية تقديم الخدمة
المُثلى للنهوض بمجتمع مشترك بين السكان المتجاورين في إسرائيل .لذلك ،سوف يطرح هذا الفصل التحديات
والمعضلات والأسئلة التي سيتم استخدامها من ِق َبلِنا في وقت لاحق والتي نأمل أن تُستخدم أي ًضا من قبل
المهنيين الذين يستخدمون هذا الكتاب ،ليشكل ذلك حاف ًزا لاستمرار الحوار والإثراء المتبادل بين الشركاء .
بناء القدرات كشرط ضروري
بالنسبة لبرنامج شراكة بين المجتمعات ،بدأنا الطريق برغبة في إنشاء لقاء ب ّناء ويع ّزز القدرة بين السلطات
المتجاورة على العمل م ًعا على قدم المساواة .مع تقدمنافي عمل الشراكة ،أدركنا أنه بدون التركيز الجدي في
مرحلة مبكرة على تمكين ك ٍّل من السلطة العربية والسلطة اليهودية ،فمن الصعب توطيد العمل المشترك
وتعزيز مفهوم الشراكة .في المجتمع العربي ،أدركنا أن هناك حاجة إلى تهيئة الظروف التي تسمح بحدوث
مثل هذا النشاط ،سواء من حيث جاهزية السلطات والتي لدى الدخول في عملية الشراكة في المصالح يهمها
أن تضع نفسها في مكانة متساوية ،دون أن ترى أن لعملية كهذه دو ًرا في تعزيزها ،وفيما يتعلق بالموارد
المطلوبة -موارد الوقت للموظفين في السلطة ،الموارد الاقتصادية أينما ُوجدت الحاجة للمرافقة والتأهيل
الإضافي ،موارد مهنية على شكل هيئات خارجية حيث هناك حاجة إلى تعزيز مهارات مهنية مح َّددة غير
موجودة في مجال خبرات جفعات حبيبة (على سبيل المثال ،إدارة المجال البيئي أو بناء البنية التحتية المماثلة
للمجتمعات الاقتصادية المنتشرة أكثر في السلطات اليهودية) .هذه الرؤية تستلزم الاعتراف بأن هناك حاجة
لتوسيع تعريف البرنامج وأهدافه وكذلك في البنية التحتية الإضافية (الأفراد والمعرفة المهنية وساعات العمل).
376
يتطلب توسيع التعريف تحضيرات مختلفة وف ًقا لذلك ،لكل من جفعات حبيبة والسلطات.
كلّما تعمقت الثقة بين المسؤولين في السلطات وبيننا ،تع ّمق الاعتراف بالحاجة لمثل هذه الأنشطة المك ِّملة،
والسؤال هو أنه بدلاً من تغيير تعريف البرنامج سل ًفا ،هل من الأفضل وضع برنامج عمل لا يكشف عن
التغيير سل ًفا ،وربما يثير ذلك الاعتراضات على إطار العمل المتضمن بناء القدرات في المرحلة الأولى ،بل بالذات
يعتمد على أنه من خلال تشخيص الحاجة خلال العملية ستنتج الفرص لتوسيع النشاط .مساوئ مسار
العمل هذا هو أن ملاءمة التوقعات فيها خلل ،استيضاح قدرات السلطات على تلبية متطلبات البرنامج لا
يتماشى مع ما هو مطلوب ،وبدون إنشاء البنية التحتية المناسبة ،من الصعب تجنيد الموارد اللازمة لتوسيع
العمل وف ًقا للاحتياجات الناشئة .يبدو أن وضع هذا الموضوع كهدف منذ مرحلة البدء في العملية وكجزء لا
يتجزأ من جدول أعمال البرنامج ،تحليل الاحتياجات في تطوير مهارات المرحلة المبكرة من الشراكة ،وتجنيد
الموارد المطلوبة وف ًقا لذلك - مهم تحقيق المزيد من الإنجازات الجدية عندما يتعلق الأمر بتقليص الفجوات
وخلق المساواة التي يمكن من خلالها توطيد الشراكة بين السلطات اليهودية والعربية في إسرائيل .من المهم
أي ًضا التع ّرف على مجالات المسؤولية المهنية لجفعات حبيبة باعتبارها الهيئة التي ترافق عملية بناء الشراكة،
والتع ّرف أي ًضا على الأمور التي ليست في مجالات خبرتنا وتتطلب تجنيد الهيئات المهنية ذات الصلة (على
سبيل المثال ،العمل على التطوير المهني للأقسام المختلفة في السلطات العربية) .
يحتاج المجتمع اليهودي أي ًضا إلى بناء البنية التحتية للشراكة وتطوير القدرات للعمل المشترك ،حتى لو كانت
القدرات هي من نوع مختلف :يتطلب التنوع الثقافي وأساليب العمل المختلفة بناء كفاءة ثقافية للعمل مع
أولئك الذين تختلف طرق عملهم – ووتيرة عملهم مختلفة ،أنماط الخطاب ،عمليات اتخاذ القرار ،طرق إدارة
النزاعات ،وغير ذلك .لقد رأينا أن المجتمع اليهودي لا يحتاج إلى إدراك ثقافي فحسب ،بل إلى الإدراك والاعتراف
بالاختلافات الكثيرة في الموارد والبنية التحتية( .على سبيل المثال ،قسم الهندسة يضم أكثر من عشرة موظفين
في سلطة واحدة ،مقارن ًة بمهندس بنصف وظيفة في المجلس العربي) .يبدو أي ًضا أن المشاركين اليهود يفتقرون
إلى المعرفة الكافية عن الضائقة التي يواجهها المواطنون العرب في إسرائيل ،هذه المعرفة ضرورية من أجل فهم
الاحتياجات المختلفة وطرق العمل وجعل المشاركين من المجتمع العربي يشعرون أن الجار اليهودي يفهمه .
من الممكن أن تقيي ًم أكثر حز ًما في مرحلة دخول العملية ،والذي يمسح ويكشف الحواجز والمعيقات الموجودة
لدى الجانبين للدخول في عملية شراكة ،سيؤدي لقرار بعدم الدخول في شراكة عندما لا تكون الظروف ناضجة،
أو في بعض الحالات ،أن يتم اتخاذ قرار بالعمل في السنة الأولى ،في إطار أحادي القومية ،من أجل تطوير
القدرات وخلق الظروف الملائمة للشراكة .على سبيل المثال ،عندما لا يكون الطاقم مؤه ًل ،يجب أن تتضمن
الخطة مرحلة لبناء القدرات والبنية التحتية التي تتضمن الموارد اللازمة (بما في ذلك تجنيد الوزارات ذات
الصلة) .من الممكن الدراسة في إطار ملاءمة التوقعات في بداية العملية إذا كان هناك استعداد لتطوير
القدرات وإنشاء البنية التحتية المناسبة ،من خلال تقليص الفجوات بشكل كبير أو تجنب الدخول في عملية
الشراكة إن لم يكن بالإمكان ذلك .
الوعي للشراكة
في الوقت نفسه ،يتطلب الأمر اتخاذ قرار مبدئي في كلا المجتمعين بقبول مبدأ الشراكة بمعناه العميق :فكرة
الشراكة اليهودية العربية لبلورة الواقع في إسرائيل ،لا تتماشى مع ممارسات الدولة ،وتتطلب تغيي ًرا كبي ًرا في
377
التفكير والتعامل مع الحواجز والتحديات ،سواء بين اليهود أو بين العرب .من المسلّم به أن يتم التركيز في
مفهوم "الشراكة بين المجتمعات" في مراحله المبكرة ،على العمل المشترك بدل ًا من خطاب الهوية والتعامل
مع قضايا مركّبة مع ّقدة كهذه ،وذلك من أجل فهم الظروف التي تسمح بتطوير الوعي بالشراكة؛ ومع ذلك،
مع تقدم العمل في الشراكة نحو أنماط عمل "الشراكة" كما تم التوضيح في هذا الكتاب ،يتطلب هذا الأمر
التفكير العميق في الطرق التي يش ّكل فيها هذا الأمر تحديًا ،مما يثير صعوبات ،لم تكن مطروحة أو متوقعة،
عند الدخول في عملية شراكة .في الأماكن التي يتم العمل فيها فقط على تعزيز المصالح المشتركة ،دون إثارة
قضايا صعبة ومركّبة تتعلق بالعلاقات اليهودية العربية ،ليست فعالة بما فيه الكفاية وهناك حاجة للحديث
عن الحاجة لمعالجة القضايا الصعبة باعتبار ذلك فرصة لتعزيز المصالح .على طول عملية المرافقةُ ،سئلنا عن
التوقيت المناسب و"ال ُجرعات" المناسبة لعمليات التفكير هذه .السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى
كانت هناك حاجة إلى شكل "مواجهة -منظمة" بشأن المسائل الصعبة ،بالإضافة إلى بناء القدرات كما هو
موضح أعلاه ،وربما الإصرار علي ذلك حيث يرغب "الزبون" تجنب ذلك ،من خلال إدراك المشاركين أن هذا
الأمر يخدم عملية بناء الشراكة مع الحفاظ على مساحة آمنة بما فيه الكفاية لمنع انهيار الشراكة .لقد أدركنا
مرة أخرى أنه إذا كنا نريد الإنتقال من التعاون إلى الشراكة ،فلا مفر من التطرق إلى القضايا الصعبة؛ ومع
ذلك -ضمن البراغماتية التي تم ّيز "الشراكة بين المجتمعات" ،نختار طرح هذه القضايا عندما تنشأ من السياق
ومن العمل المشترك .والسؤال هو كيفية الاستفادة المثلى من الفرص التي تنشأ على طول الطريق ،من خلال
النشاط ،من أجل التغلب على ما قد يقلّل أو يمنع التقدم في تحقيق أهداف ملموسة على المدى القصير،
ولكن يبني القدرات والنضج الضروريين لتعزيز المصالح وتوطيد "شراكة" طويلة الأمد .اختبرنا نقاط دخول
مختلفة؛ من الضروري مواصلة فحص التوازنات المناسبة في الممارسة في العملية ،بينما نحن ،بصفتنا الهيئة
المرافقة ،علينا أن نطرح الموضوع بحساسية – ونفحص ،بأقصى قدر من المهنية والدقة ،مدى نُضج واستعداد
الشركاء ،ومدى قدرتنا على مساعدتهم على الخروج من المنطقة المريحة بشكل بناء .
تطوير القيادة
طوال العملية ،تم التفكير بما يمكن أن يساعد على تطوير القيادة بين أعضاء طاقم القيادة في الشراكة ،من
خلال خلق الشعور بالمسؤولية .طاقم قيادة الشراكة – الذي كان يك ّنى في الأصل "لجنة التوجيه الواسعة"
وحصلت على اسمها الجديد للتأكيد على موضوع القيادة – خضع لتأهيل قصير في قيادة الشراكة ،والذي
شارك في المناقشات حول الحاجة إلى تطوير القيادة من داخل السلطة والمجتمع ،س ُيطلب منه أخذ دور
مهيمن وآخذ بالتعاظم مع تقدم عملية الشراكة ،ومع ذلك :تبقى معضلة تطوير القيادة والقيام بمبادرات
تؤدي إلى نقل القيادة إلى السلطات نفسها (مع تقليل هيمنة مرافقي جفعات حبيبة) والتي تتطلب حلو ًل
إضافية .
أحد الاحتمالات التي تجري مناقشتها هو أنه قد يلزم إشراك المزيد من القوى من المجتمع ،المسؤولين (مدراء
مدارس ،رجال دين )...ومنظمات المجتمع المدني في طاقم قيادة الشراكة وتقليل الاعتماد على السلطات.
رئيس السلطة هو الشريك الرئيسي وقائد الشراكة في كل مجتمع؛ تم تقديم توصية لرؤساء السلطات بأنه
إلى جانب المسؤولين في السلطة ،والذين يش ّكلون الجزء الأكبر من طاقم القيادة ،إضافة عدد من الشخصيات
الأساسية من القطاعين الثاني والثالث ،ومع ذلك ،يبدو أن إضافة جديّة بإمكانها ،من ناحية ،أن تساعد على
توطيد العمل ،ولكن من ناحية أخرى يمكن أن يؤدي ذلك إلى أن تقلّص السلطة من مسؤولياتها وحتى لحصول
378
توترات داخل الطاقم .رئيس السلطة هو بمثابة "الزبون" ،وهو أي ًضا الشخص الذي يوقّع المعاهدة عند الدخول
للعملية ،ومع ذلك ،يجب أن تكون الرسالة مركّبة وتدعو أي ًضا إلى التعاون داخل المجتمعات لإنشاء عوامل
تغيير وقدرات قيادية تعمل على تعزيز الشراكة .
تتمثل المعضلة التي تنطوي عليها مسألة قيادة الشراكة في رغبة مرافقي جفعات حبيبة في منح أكثر مما يريده
المسؤولون في السلطة أو باستطاعتهم الأخذ .من المهم التأكيد ،حتى لأنفسنا ،على أننا لا نستبدل السلطات
في تح ّمل مسؤولية قيادة الشراكة في اللحظة التي أخذت على عاتقها الدخول في الشراكة ،وأن المسؤولية على
صيانة العملية تقع على السلطة التي قررت الدخول في شراكة؛ من ناحية أخرى ،هذا النشاط بالنسبة لنا هام
وهو على رأس سلم الإهتمام المهني؛ حتى لو افترضنا أن الأمور تتوافق مع مجموعة قيم السلطات ،علينا أن
نأخذ في الاعتبار أن أولوياتها المهنية والق َيم ّية مختلفة وأنه سينشأ لدى موظفي السلطات المحلية ،المثقلين
بمهام مختلفة ،توتر لا مفر منه ما بين المطلوب وبين الموجود .إلى هذه الفجوة غالبا ما يتم جذب مرافقي
الشراكة ،الذين يريدون رؤية التقدم في العمل ،أكثر من أعضاء طاقم القيادة أنفسهم والذين يعملون بدل ًا
من الموظفين .تتطلب الحاجة إلى إنتاج الشعور بالمسؤولية وتجنب الإفراط في عمل المرافقين ،حتى بثمن
التقدم الجزئي فقط وأحيانًا الإحساس بخيبة الأمل من الإنتاجية .السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن في
هذا الواقع ،وكجزء من إستراتيجية الخروج بعد 4سنوات ،إنتاج القدرات داخل طاقم القيادة في كل شراكة
لدفع الشراكة إلى الأمام حتى دون إشراك الهيئة المرافقة .قد يكون هناك مجال لمزيد من التركيز على موضوع
تطوير القيادة ،وتشكيل طاقم إقليمي يضم جميع قادة الشراكات ،من السنة الثالثة أو حتى السنة الثانية،
وتقديم دورة قيادة بنيوية لجميع أعضاء طاقم القيادة في السنة الرابعة .الخيار الآخر هو وضع خطة أكثر
وضو ًحا للخروج ،ابتدا ًء من السنة الثالثة ،بحيث تم ّكن طاقم القيادة من التحديد بشكل أوضح في كل مرحلة،
التحديات فيما يتعلق بقضايا القيادة وتحديات المسؤولية .هذا ،من خلال الاعتراف أن الاستعداد للحفاظ
على العملية دون مرافقة في السنة الخامسة ،غير ممكن ،كما يبدو.
الاستدامة
تكملة للسؤال الأخير وربما بصياغة أوسع ،فالسؤال هو كيفية بناء عملية مستدامة تساعد الشراكات في بناء
القوى التي ستستمر في الحفاظ على العملية بشكل مستمر مع انتهاء فترة المرافقة .هناك إجابة واحدة
ممكنة ،وهي صحيحة أي ًضا في مسألة تطوير القيادة ،وهي أن الطموح لتحقيق هذه الإنجازات بطريقة تسمح
ببناء الجسم المرافق في فترة أربع سنوات هو أمر غير واقعي وأن عمليات التغيير العميقة والواسعة النطاق
الواردة في رؤية برنامج "الشراكة بين المجتمعات" تتطلب مضاعفة فترة التعاقد ،من أربع إلى ثماني سنوات.
إجابة أخرى محتملة هي أن البرنامج يُنشئ بنية تحتية وإطا ًرا لتحقيق هذه الرؤية وأن خطة السنوات الأربع
يجب أن تكون متماشية مع ما هو واقعي لتحقيقه في هذه الفترة غير الطويلة .الإجابة الثالثة المحتملة هي
أنه يجب الإشادة بالإنجازات على مستوى "التعاون" والاكتفاء بها ،بينما يُنظر إلى "الشراكة" والانتقال إليها
على أنها أمر مثالي ليس بالإمكان تحقيقه في الوضع الحالي (سواء من حيث النضج بعد أربع سنوات او من
حيث المناخ الاجتماعي الحالي) .
الإجابة الأولى الممكنة تؤدي إلى التفكير في أنه يجب توسيع الفترة في كل مرحلة من المراحل ،ربما من خلال
إضافة مرحلة أولية أحادية القومية كما تم اقتراح ذلك ساب ًقا في الفصل ،والاعتراف أن عملية "تسليم العصا"
(كما هو الحال في لعبة التتابع) أطول وأكثر تد ّر ًجا .فترة 8أو حتى 10سنوات (يتم تعريفها في الأدبيات على
379
أنها فترة متوسطة لعمليات التغيير الجدية ،في حين أن تعريف طويل الأمد هو لجيل كامل ،حوالي 25عا ًما)
كما أن ذلك سيم ّكن من تحقيق إنجازات ملموسة في عمليات البنية التحتية (إنشاء مركز تجاري ،شق وتعبيد
شارع جديد) وهي أمور تتطلب أكثر من أربع سنوات لبداية تحقيقها .الإجابة الثانية الممكنة تتطلب مزي ًدا
من التفكير في كيفية تهيئة الظروف للنشاط المستمر المؤدي إلى تغييرات هيكلية ومستدامة في علاقات الجوار،
مما يساعد أي ًضا على تعميق وعي "الشراكة" .على سبيل المثال )1( ،السعي لإقامة مؤسسات دائمة للشراكة
(أول ًا وقبل كل شيء طاقم القيادة ،الذي يواصل مبادراته حتى في السنوات التالية بعد نهاية السنوات الأربع،
أو على سبيل المثال ،قسم بيئي /وحدة بيئية مشتركة وف ًقا للقوانين المساعدة لكل سلطة وللدولة ،واستبدال
الطاقم البيئي المؤقت ،بما في ذلك مأسسة الهيكلية في المجلس وتحديد المسؤوليات والميزانية ،أو لجنة دائمة
للتطوير الاقتصادي في المنطقة)..؛ )2توطيد نشاط الشراكة في برامج العمل السنوية (لمدة سنتين متتاليتين
على الأقل)؛ ( )3التفكير مع رؤساء البلديات بشأن إدخال الأعمال في إطار الشراكة باعتباره جز ًءا من تعريف
وظيفة الموظفين في السلطة (وعلى الأقل تمويل جزئي لوظيفة مدير الشراكة)؛ ( )4حث السلطات ومرافقتها في
عمليات تجنيد الموارد لمواصلة إدارة الشراكة .الجواب الثالث المحتمل يؤدي إلى الافتراض بأنه إذا أنشأنا جز ًرا
من النجاح وانتجنا تجربة إيجابية ،سيتم تذويت ذلك لدى الموظفين ويم ّكنهم من تحقيق نجاحات مماثلة
في وقت لاحق؛ هذا ،انطلاقًا من الإعتراف بالحقيقة أنه في الظروف الحالية من غير الممكن تجاوز ذلك ،وأن
الشراكة بالمعنى العميق غير ممكنة في هذا الوقت ،لأنه ،من بين أمور أخرى ،التعاون ،لا الشراكة ،يتماشى مع
مصالح النظام السياسي في إسرائيل.
من المهم التأكيد على أن هذا الخيار الثالث لم يكن هدف "الشراكة بين المجتمعات" ،حيث كان أساس البرنامج
هو بالثقة على القدرة على بناء شراكة بين اليهود والعرب في إسرائيل .ومع ذلك ،هذا لا يعني عدم دخول
البرنامج إذا تبين لنا ،نتيجة التشخيص في بداية النشاط ،بأنه في ظل الظروف الحالية لا يمكن الوصول إلى
أبعد من التعاون :هناك قدرات لتعزيز شروط الشراكة في كل واحدة من الإجابات؛ من الضروري التشخيص
بعناية ،ما يمكن القيام به وبناء البرنامج وف ًقا لذلك .
كما هو مو ّضح في مقدمة الكتاب ،يعترف نموذج "الشراكة بين المجتمعات" بالقيود على مواصلة جفعات حبيبة
في مرافقة الشراكات ،من حيث تجنيد الموارد ،والافتراض أن أحد أهداف العملية هو أنه بانتهاء فترة المرافقة،
يتبنى هذه المرافقة الآخرون (على سبيل المثال ،وزارة الداخلية أو مركز الحكم المحلي) .من الممكن تشجيع
رؤساء البلديات على استخدام مكانتهم للتواصل مع مؤسسات كهذه من أجل مرافقة البرنامج والمساعدة
على تجنيد الموارد اللازمة لمأسستها .ومع ذلك ،يبقى السؤال -بالنظر إلى القيود الزمنية والتفويض الصادر
عن الهيئة الخارجية لإحداث تغييرات هيكلية في السلطات – ماذا يجب القيام به لجعل خروجنا أكثر سلاسة
من حيث "تسليم العصا" والثقة بقدرات طاقم القيادة لمواصلة دفع العملية وتعزيز الشراكة .قد يكون من
الضروري أن نكون واضحين للغاية بشأن موعد الخروج الآخذ بالاقتراب ،في أنشطة العامين الثالث والرابع.
بالإضافة إلى ذلك ،يجب الاهتمام ،عشية مغادرتنا ،بالفجوة بين المطلوب والموجود ،بين التوقعات والآمال في
بداية الطريق وبين الاعتراف بالتأني المطلوب ،خاصة في القضايا الكبيرة في البنية التحتية ،حتى يتم تحسس
النتائج على أرض الواقع.
المرافقة المستمرة للبرامج الإقليمية
تتعلق المسألة الأخرى بالطابع المتم ّيز للعديد من الأنشطة الإقليمية ،فبينما على مستوى الإدراك ،يُع ّد العمل
380
الإقليمي مورداً داع ًم في نشاط الشراكة ويُنتج رأس مال بشريًا من المجتمعات ويؤهل الأفراد على القيام
بمهمات تساعد على تعزيز الشراكة الفعلية ،فلم يخلق النشاط الإقليمي في هذا البرنامج الروابط المباشرة مع
عمل مختلف الشراكات ،مما أدى إلى عدم التوافق بين تطوير القدرات وتذويتها بالفعل.
يجدر الانتباه هنا أنه لا يوجد للنشاط الإقليمي برنامج مرافقة مستمر وبنيوي كما هو الحال مع طواقم
العمل أو طاقم قيادة الشراكة .بالإضافة إلى ذلك ،الأنشطة الإقليمية التي تجري في جفعات حبيبة في شكل
دورات أو برامج محدودة المدة ،لا يوفّر الإطار المرجعي للشراكة ،حيث يعمل أعضاء طاقم القيادة في إطاره
وعليهم تبليغه عن سير العمل .لذلك ،تتطلب المشروعات الإقليمية من جفعات حبيبة أن تدرس ،في إطار
استمرار تمويل المشروع والموارد المخ ّصصة لتوجيه الاجتماعات في الدورة /البرنامج ،كيف من الممكن بناء
إطار مرجعي ومرافقة مستمرة ،الأمر الذي يتيح للمشاركين الحفاظ على التوتر في العمل ،واستمراره حتى
بعد فترة النشاط المحددة .
في العديد من المشروعات الإقليمية ،أبلِغ المشاركون عن الحاجة لمرافقة ودعم أكثر مما تم تحديده في إطار
المشروع .على سبيل المثال ،في برنامج الجمعيات طلب المشاركون م ّنا فتح مركز ،hubوهي فكرة وجدنا أنها
هامة ومناسبة لبناء منتدى إقليمي (قمنا بالاتصال ب ،we work-وإلى الأجسام الأخرى التي ستقوم برعاية
المرافقة من قبل ،hubوحتى الآن دون نجاح؛ سنستمر في فحص إمكانية استخدام كامبوس جفعات حبيبة
لتوفير المكان المناسب لاستضافة مؤسسة إقليمية تنشأ من دورة أو من نشاط إقليمي).
لا يمكن أن تكون جفعات حبيبة ،بصفتها هيئة متجهة للعمل الخيري ( )Philanthropyوالتي تتلقى منحة
محددة زمن ًيا لكل برنامج ،مسؤولة عن الاستمرارية؛ كما هو الحال في الشراكات بين المجتمعات المتجاورة-
وأكثر من ذلك لأن الدولة تدعم الهياكل الإقليمية (وتهدف إلى إنشاء عناقيد في وادي عارة) ،ففي البرامج
الإقليمي ،هدفنا هو جعل الدولة أو هيئات أخرى أن تعمل لإنتاج المؤسسات الدائمة .السؤال الذي يطرح
نفسه هو فيما إذا كان ينبغي علينا تجنيد الشركاء في مرحلة بناء البرنامج (كما تم العمل في برنامج "سوف
يكون على ما يرام" ("יהיה בסדר") ،والذي تم إطلاقه فقط بعد التزام وزارة التربية والتعليم بالمشاركة) ،أم أن
النشاط سيحقق نجاحات التي من شأنها أن تساعد في تجنيد هذه الهيئات (كما كان الأمر في نموذج العمل في
تنفيذ مشاريع أخرى ،مثل قيادة الوساطة أو جمعية البيئة) .في كلتا الحالتين ،أدركنا أن دور جفعات حبيبة لا
يمكن أن ينتهي بانتهاء برنامج التأهيل إذا أردنا تهيئة الظروف لأنشطة مستدامة ومنتجة للواقع .على سبيل
المثال ،جمعية البيئة ،التي تم إنشاؤها في نهاية دورة الجمعيات وعلى ضوء طلب المشاركين لاعتبارها جز ًءا
من النشاط المك ّمل للدورة ،تقوم جفعات حبيبة بالمرافقة على مدار العامين الماضيين وها نحن نرى الطريقة
التي تتيح المرافقة ،رغم كونها جزئية ،كيف تساهم في تطوير عملها على أرض الواقع .هذا المثال ،مع ذلك،
يسلط الضوء على الحاجة إلى مرافقة مكثفة ،التي تشمل إنشاء شراكات مع هيئات مهنية في المجال البيئي
لتلبية احتياجات المشاركين في الأماكن التي تفتقر إلى المعرفة المهنية ،من أجل إحداث تغيير جدي ومستدام .
يبدو أي ًضا أن ربط المشاريع الإقليمية بالعمل مع طواقم القيادة في الشراكة هو أمر مهم لإنتاج الدعم
المطلوب للسلطات عند الانتهاء من التأهيل ،للمساعدة في التنفيذ والتذويت في المجتمعات ،نقل المعرفة
المكتسبة إلى الحقل وتعزيز العمل في الشراكة .لا تعمل دوائر العمل الإقليمية ودوائر العمل بين المجتمعات
بشكل متناسق بالضرورة وعليه ،يتطلب الأمر التنسيق المستمر لضمان أن يكون التعاون بين الدائرتين ُمثريًا.
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية الملاءمة بين مصالح الناشطين والناشطات في الأنشطة الإقليمية وبين
مصالح السلطات في الشراكة (على سبيل المثال ،اعتراف السلطات بخريجي دورات "قيادة التجسير الإقليمي"
381
كوكلاء تغيير يمكنها الاستعانة بهم في توجيه عمليات الحوار المجتمعي وبين المجتمعات) وكيفية بناء النشاط
الإقليمي بما يتماشى مع احتياجات السلطات ،ربما عن طريق إجراء «استطلاع احتياجات» في السلطات وإقرار
دورات إقليمية وف ًقا للاحتياجات التي تقدمها السلطات.
العمل مع رؤساء السلطات كزبون مركزي
"الشراكة بين المجتمعات" تُع ِّرف المجتمع بأنه جمهور منظّم في موقع جغرافي محدد ويعتبر السلطة البلدية
بمثابة المرساة .وبالنسبة لاستراتيجية العمل ،فإن التغيير المستدام يتطلب بناء مؤسسات شراكة من أجل وضع
تصور ومناخ للشراكة ،من الضروري العمل مع رئيس السلطة والموظفين المركزيين في السلطة ،من أجل دفع
التغيير وإنشاء بنية أساسية تنظيمية لبناء واقع جديد .ومع ذلك ،فإننا ندرك أن اختيار العمل مع السلطات
المحلية له أبعاد وآثار محتملة ،ويجب التفكير بها :تغيير الإدارات بعد الانتخابات يتطلب بناء الثقة والاعتراف
بأهمية الشراكة من جديد؛ يجب منح الاعتبارات السياسية مكانة هامة ،على سبيل المثال ،من خلال النقاش
مع أحد رؤساء المجالس حول قرار الانخراط في قضايا الشراكة اليهودية العربية ،الأمر الذي يثير تناقضات
بالنسبة لفئات سكانية معينة معارضة أو هي على اعتقاد أنه لا ينبغي إعطاء الأولوية لهذا الأمر ،سواء في
السلطات اليهودية أو العربية؛ العبء الثقيل على السلطات والموظفين فيها ،الذين يعتبرون برنامج الشراكة
واجبًا يُضاف إلى قائمة مهامهم الجارية ،أي تح ُّمل عبء إضافي؛ وغير ذلك.
وبالتالي ،فإن اختيار هذا المسار يلقي بمهمة كبيرة ج ًدا على جفعات حبيبة -في الحفاظ على الشراكة ،في
الدفع ،في محاولة خلق المسؤولية والشعور بالمسؤولية لدى الموظفين في السلطات ،في الإدراك أن ما تجلبه
جفعات حبيبة يصطدم بمجموعة مركبة من الاعتبارات السياسية والتنظيمية الداخلية ،والتي ليس لدينا
سيطرة عليها .إلى جانب الصعوبات التي أحيانًا ما تنشأ في مواجهة تحديات العمل مع السلطات كما
هو مو َّضح هنا ،إننا على اعتقاد أننا اتخذنا القرار الصحيح لتوطيد الشراكة حول محور هيكلية السلطة
المحلية ،إن إدراك أن التغييرات الهيكلية في بناء المؤسسات وفي تعزيز مشاريع البنية التحتية كأساس
لنجاح الشراكة ،يتطلب أن تكون السلطات المحلية هي الهيئة الرائدة .إلى جانب ذلك ،فقد تعلمنا طوال
العملية أنه ينبغي بذل كل جهد ممكن لمساعدة رئيس السلطة على إلتئام الهيئات المك ّملة المناسبة
للمساعدة في دفع وتعزيز الشراكة :
• •هيئات من داخل السلطات ،مثل منظمات المجتمع المدني والسكان وقطاع الأعمال :صحيح أن عملية
المسح تؤكد أي ًضا على الجهات ذات الصلة من هذه القطاعات ،وحتى انه تم تقديم توصية إلى رئيس
السلطة لضم شخصيات قيادية من القطاعين الثاني والثالث إلى طاقم القيادة؛ ومع ذلك ،لم يتم التركيز
كما يتطلب الأمر على إقناع رئيس السلطة بأهمية العمل الشمولي وإدراك القدرة على تعزيز الشراكة
من خلال الاستعانة بهذه الشخصيات (والخطط الإقليمية التي لم يتم استنفاد الإمكانيات الكامنة فيها
للعمل على تعزيز شراكة من هذا النوع هي مثال على ذلك) .كان من المهم المساعدة في بناء وعي للعمل
المستمر مع هذه القطاعات لدفع الشراكة للأمام .الأمر الذي يساعد أي ًضا على تحقيق تأييد أكبر للشراكة
داخل المجتمعات .ومع ذلك ،ينبغي الأخذ في الإعتبار أن السلطات في الضواحي بشكل عام ،والسلطات
العربية بشكل خاص ،المجتمع المدني المنظّم فيها ضعيف وقدرته محدودة على العمل كمصدر قوي لدعم
عمليات الشراكة .
382
• •الهيئات الخارجية التي يمكنها الدعم وان تشكل حاف ًزا لتشجيع المشاريع المشتركة ،مثل الوزارات (وزارة
الداخلية ،وزارة الاقتصاد ،وزارة السياحة ،وزارة الثقافة والرياضة) ،المنظمات القطرية (على سبيل المثال:
الكيرن كييمت ،سلطة الصرف) ،الهيئات المهنية المك ّملة .صحيح ،أننا قمنا في هذه العملية ،بتجنيد هذه
الهيئات ،بشكل آني ،عندما كانت هناك حاجة لذلك ،ومع ذلك ،يبدو أن بناء بنية تحتية داعمة منذ مرحلة
الدخول وحتى إلى الشراكة ،وتجنيدها للبرنامج ،بقيادة رؤساء السلطات ،والمشاركة في طواقم ،كان من
الممكن أن يعزز كل شراكة ،لإنتاج الحوافز بمساعدة المرافقة وتجنيد الدعم ،حسب الحاجة ،والمساعدة في
بناء البنية التحتية والمرافقة مع انتهاء أربع سنوات من مرافقة جفعات حبيبة .
لذلك يجب ،طوال العملية ،إجراء ملاءمات فيما يتعلق بالتوازن بين السلطة ورئيس السلطة بصفته "زبون"
وبصفته قائد شراكة ،وبين العوامل المختلفة التي من الممكن أن تشكل شبكة أمان ودعم لتوطيد الشراكة،
من خلال تعزيز وعي قيادي جامع ،كما تم توضيح ذلك في القسم الأخير من الباب النظري ،بين أعضاء طاقم
القيادة في كل شراكة .
بين عملية بناء الشراكة وتحقيق المصالح
في البند السابق ،سلّطنا الضوء على التوتر بين العمل على تعزيز المصالح العينية وبين الإعتراف بأن الشراكة
المستدامة تتطلب أي ًضا الانشغال في مسائل صعبة ومعالجة قضايا في جوهر الصراع اليهودي العربي .لقد أكدنا
أننا ندرك ثمن التركيز على النشاط البراغماتي وأننا نفعل ذلك تقدي ًرا م ّنا أننا في هذا الوقت نحن مستعدون
لإنتاج جزر من النجاحات التي يمكن أن تكون بمثابة الإطار للعمل الجذري لتوطيد علاقات الشراكة في
المستقبل .هناك مشكلة مماثلة بطابعها ،ولكنها مختلفة ،تتعلق أي ًضا بالتوتر القائم بين العمليات العميقة
والحاجة إلى تحقيق نتائج تثبت جدوى الشراكة ،وهي مرتبطة بالتوتر القائم طوال العملية ،بين التركيز على
العمليات وبين التركيز على النتائج :بين الرغبة في غرس أنماط الشراكة على مستوى التواصل والسلوك الشخصي
والجماعي ،بحيث أن تحسين ذلك هو شر ًط ضروري لإقامة شراكة ،وبين الرغبة في ظهور نتائج ملموسة
وخلق واقع جديد مرئي على أرض الواقع .السؤال الذي يحتاج إلى فحص متواصل بصدد التوازنات هو من
خلال أي منظار سنبحث فيه مدى التغيير في ظروف الواقع ،كيف نحدد واق ًعا جدي ًدا ومستدا ًما :هل من
خلال الإنجازات على مستوى النتائج الملموسة على أرض الواقع (أي مدى تقدمنانحو إقامة منطقة صناعية
مشتركة) ،أو من خلال الإنجازات على مستوى أشكال العمل المشتركة (أي التقدم على المحور نحو "التعاون"
ومن هناك إلى "الشراكة" في ديناميات العلاقات بين الأفراد وبين المجموعات) .من هذا السؤال تنبع أي ًضا
مسألة تقييم نجاح البرنامج والحاجة إلى التوازن بين مقاييس النجاح التي تتناول الإنجازات الملموسة (أي :إلى
أي مدى تم ّكن هذا الطاقم أو ذاك من تحقيق أهداف برنامج العمل السنوي من حيث النتائج الملموسة)،
وبين مقاييس تطوير المهارات وتعزيز القدرات على العمل المشترك .من الضروري الدراسة ،مرا ًرا وتكرا ًرا ،إلى
أي مدى يتوجب على برنامج العمل أن يحدد الأهداف ،باستخدام مقاييس عملياتية ،واعتبار تحقيقها بمثابة
إنجازات ،وذلك بمعزل عن مسألة المنتجات الملموسة ،أو فيما إذا كان ينبغي لبرنامج التقييم أن يدرس ،أول ًا
وقبل كل شيء ،درجة التقدم المُ ْح َرز في مختلف المشاريع ،حتى لو كان ذلك على حساب التركيز على درجة
التقدم على محور الشراكة .
على الرغم من أن مقاييس مستوى الإنجازات واضحة (على سبيل المثال :إلى أي مدى تم تنفيذ برامج العمل،
إلى أي مدى أحرزت الطواقم تقد ًما في تنفيذ البرامج ،وفيما إذا كانت قد تم ّكنت من دفع مسائل البنى
383
التحتية والتقدم نحو التنفيذ) ،فإن الأمثلة لمقاييس العملية ستكون -إلى أي مدى زاد أعضاء طاقم القيادة
أخذ المسؤولية على عاتقهم وكذلك قيادة العمليات الجارية ( عندما يكون الهدف هو تعميق الشعور بالإلتزام
والمسؤولية الشخصية لدى أعضاء لجنة التوجيه /طاقم القيادة وتطوير مصادر التحرك الداخلي)؛ أو ،مدى
عمق الإلتزام الناشئ بالشراكة ورفعه على سلم أولويات المشاركين؛ أو إلى أ ّي مدى انخفضت الصور النمطية
وزيادة شعور الثقة بأعضاء الطاقم من المجتمع الآخر ..
هناك معايير هي ،بمع ًنى ما ،عمليات ولكن في نفس الوقت تشير أي ًضا إلى مستوى الفعالية في الترويج
للمنتجات ،إن مسألة الجانب الذي يجب التأكيد عليه أكثر ،في وقت مع ّي ،تبقى مرهونة لتقدير مرافق
الشراكة في بحثه عن التوازنات والملاءمات المناسبة للوضع القائم في الشراكة ،على سبيل المثال :إلى أ ّي مدى
تم ّكنت الشراكة من التعامل مع الصعوبات والعوائق من خلال الإشراك والحوار؟ (من جهة ،العملية التواصلية،
ومن جهة أخرى أخرى -الفعالية والقدرة على تعزيز انتاج المنتجات)؛ إلى أ ّي مدى تم اتخاذ قرارات مشتركة
في هذه الحالات( من ناحية ،مدى التعاون في العمل ،ومن ناحية أخرى الإنشغال في عمليات صنع القرار
بمعنى القدرة على تحقيق الفعالية والمُضي قُ ُد ًما)؛ إلى أ ّي مدى دفعت الشراكة الحدود التنظيمية لكل سلطة
وأدت إلى إنشاء مؤسسات دائمة جديدة (من ناحية ،الاهتمام ببناء مؤسسات مشتركة واعتبارها ذات قيمة
في حد ذاتها ،ومن ناحية أخرى -السؤال ع ّم إذا كانت إقامتها تؤدي بشكل ف ّعال إلى تعزيز المصالح العينية
ومن ثم الحاجة إلى العمل من أجل إنشائها باعتبارها انجا ًزا)؟ بما معناه -إلى أ ّي مدى نضع نصب أعيننا جودة
"الشراكة" بمفهوم السلوكيات وإلى أ ّي مدى تقاس جودة الشراكة بمنتجاتها؟
لهذا يجب إضافة السياق الثقافي ،وهو أمر مهم ويجب عدم تجاهله :بالنسبة لأعضاء طاقم القيادة من
المجتمع العربي ،عادة ما يكون هناك شعور بالإلحاح في التنفيذ العملي للمشروعات وتحقيق المصالح العينية،
في حين أن أعضاء الطاقم اليهودي لديهم الرغبة (والإمتياز) في التركيز أكثر على الجوانب المتعلقة بالتواصل
وبالأشكال المركبة .كمهنيين ير ّوجون للشراكة ولأنهم يدركون أكثر من الآخرين الجوانب العملياتية ومعايير
الشراكة من حيث جودة التواصل والسلوكيات بين الأشخاص وبين المجموعات ،يجب أن نتجنب َخلْق التح ُّيز
لصالح هذه الجوانب (ولصالح اليهود) على حساب الجوانب المادية والصدارة الممنوحة لهم من جانب
السلطات العربية .خلال هذه العملية تعلمنا أنه في المراحل المبكرة من البرنامج ر ّكزنا بشكل قليل على
الحاجة إلى التحقيق الفعلي للمشاريع وإثبات جدوى الشراكة مع ذلك الذي مستوى قناعته أو قدراته على
الاستمرار بالعملية دون منتجات منخفضة .عكست عمليات التقييم التي قمنا بها أي ًضا المقاييس العملياتية
بشكل أكبر ،حيث كان التركيز على تقييم التنفيذ جزئ ًيا فقط .يجب التأكد من عدم إهمال العمل الذي يروج
للمنتجات بذريعة العمليات العميقة ،حتى عندما يتم دفع عملية التنفيذ على حساب العمل على إنشاء
علاقات شراكة ودفع المرافقين من جفعات حبيبة للقيام بدور القيادة على حساب مبادرات المشاركين أنفسهم.
من المهم مراعاة هويتين مهنيتين اللتين تندمجان في أعمال المرافقة والعمل على التوازن بينهما :الهوية المهنية
للمساعدة في إدارة خطاب والهوية المهنية من قبل "مديري المشروع" عند الحاجة .وعند تعزيز المصالح من
خلال فهم الشعور بالإلحاح والحاجة إلى منتجات ،من المهم إيجاد التناسب الصحيح للإصرار على تعزيز
الجوانب العملياتية أي ًضا ،عندما يكون "الزبون" غير مدرك لأهميتها وإلى الحاجة إلى تعزيز قدراتها واستدامتها
بهذا المعنى .كمنظمة مرافقة ،فإننا ندرك جي ًدا الأهداف والتأكيدات ،التي يجب تحقيقها ،ولكن من الواضح
أي ًضا أنه في نقطة زمنية معينة ،لا يمكن تحقيقها؛ والسؤال ،كم من الوقت ،في هذه الحالات ،يمكن الاستمرار
بالاشارة إلى هذا الزمن من دون إنهاك المشاركين ،وجعل الناس يدركون الحاجة إلى مواجهة هذه التحديات
دون التسبب في خلق أعباء لا يمكنهم تحملها .كما ذكرنا ،المسألة تتعلق بالتوازنات وكمية الجرعات؛ كل ما
384
يمكننا فعله هنا هو طرح القضية وتحفيز المُرافَق بهدف مساعدته على التعامل معها في العمل الجاري وإجراء
الملاءمات ،حسب تقديره وبموجب قدراته خلال العملية.
للتلخيص
في هذا القسم ،قمنا بطرح الع َب ،الأفكار والأسئلة والمعضلات التي تلقي الضوء على العمل وتدعو إلى المزيد
من الفحص والدقة وتطوير نموذج "الشراكة بين المجتمعات" .تطرح هذه القضايا تحديات وصعوبات واجهناها
ونواصل مواجهتها على طول الطريق .حتى في الأماكن التي يكون فيها من الصعب ،وفي بعض الأحيان يبدو
الأمر مستحيل ًا ،أدركنا أن إمكانيات العمل المشترك وتحقيق الإنجازات بشكل مشترك ،لخوض تجارب نجاح
مشتركة -هي مرتفعة للغاية وتتزايد احتمالاتها مع تطور العمل المشترك .البرنامج كما تم تنفيذه حتى الآن
هو مجرد بداية ،وبالإمكان مواصلته ،من أجل تنفيذ المزيد من المبادرات وتعميق العلاقات بين المجتمعات
المتجاورة.
طوال الوقت ،تلقينا تو ّجهات من مسؤولين ،مبادرين وشخصيات في المجتمع ،جميعهم يريدون إنشاء شراكات
وتوطيد الحياة المشتركة بين اليهود والعرب في إسرائيل -سواء في المجال الإقتصادي ،التربية والتعليم ،النساء..
لقد تعلم الجيران أن يتواصلوا مع بعضهم البعض ،لقد تح ّسسوا الإمكانيات الكامنة ،وسمحوا لبرنامج الشراكة
بين المجتمعات أن يكون نافذة ومصدر تفاؤل بأن هناك طري ًقا آخر.
سيتواصل التوتر بين ما هو مرغوب وما هو موجود ،بين الرؤية وبين تحقيقها الجزئي ،والمضي قد ًما ،من
خلال الإعتراف أن "الشراكة بين المجتمعات" هي برنامج قَيّم للغاية ويُحدث تغييرات كبيرة على الصعيدين
المحلي وعلى مستوى المنطقة ،بالإضافة إلى إمكانية إحداث التغيير على المستوى القطري ،الأمر الذي من
شأنه أن يجعل من البلاد مجتم ًعا مشتركًا ،متعد ًدا ومنص ًفاُ .كلُّنا أمل أن نكون قد قدمنا في هذا الكتاب أفضل
التطبيقات ( )best practicesالتي لن نقوم على استخدامها لوحدنا فقط ،بل لتصبح منب ًرا لمزيد من تطوير
المعرفة والقدرات من أجل تعزيز مجتمع مشترك في إسرائيل.
385
ספר זה מציג את מודל העבודה של "שותפות בין קהילות" ,תכנית הדגל של גבעת חביבה בעשור האחרון.
תוכנית זו פותחה ויושמה במטרה לקדם תפיסה של שותפות ושוויון בתקופה של אי-נחת מהתפיסה של
"דו-קיום" ,ולנוכח מעבר להתמודדות עם אתגרי בנייתה וטיפוחה של חברה משותפת בישראל .הספר מציג
מודל תיאורטי ומעשי ,תוכנית ליווי ארבע-שנתית של בניית שותפויות בנות-קיימא בין צמדי רשויות שכנות,
יהודיות וערביות ,כבסיס ליצירת תפיסת אזוריות משותפת .הספר מתעד גם את הניסיון המצטבר ,מביא
דוגמאות מהשטח ומציג את ההצלחות ,המורכבויות ,האתגרים והתובנות אחרי שנים של הפעלת התוכנית.
يستعرض هذا الكتاب نموذج العمل في "الشراكة بين المجتمعات" ،وهو البرنامج الرئيسي لجفعات
حبيبة الذي تم العمل به في العقد الماضي .تم تطوير وتنفيذ هذا البرنامج بهدف تعزيز مفهوم
الشراكة والمساواة في الوقت الذي بدأ يظهر فيه بعض التذمر حيال مفهوم "التعايش" ،وذلك في
مواجهة التحديات لبناء وتطوير مجتمع مشترك في إسرائيل .يعرض الكتاب نموذ ًجا نظر ًيا وعمل ًيا،
لبرنامج مرافقة مدته أربع سنوات من أجل بناء شراكات مستدامة بين زوج من السلطات المحلية
المتجاورة ،يهودية وعربية ،وذلك من أجل خلق مفهوم إقليمي مشترك .كذلك يو ّثق الكتاب التجربة
المتراكمة ،ويقدم أمثلة من الحقل تعرض النجاحات ،التعقيدات ،التحديات والع َبر بعد سنوات من
العمل في البرنامج.
ISBN 978-965-92616-7-3 This publication was made
possible by the Robert Bosch
Stiftung and the New Israel Fund.
The contents of this publication
are the sole responsibility of
Givat Haviva and can in no way
be taken to reflect the views
of either the Robert Bosch
Stiftung or the New Israel Fund.
www.givathaviva.org.il
386