في السلطات اليهودية ،يتطلب العمل في الشراكة تغيي ًرا إدراك ًيا ليس بالسهل في كثير من الحالات ،من
رؤية العملية بكونها تهدف الى التقريب والتعارف بشكل أفضل بين السكان بروح مفهوم التواصل (انظر
الفصل الثاني في الباب النظري) ،الى الاعتراف بأن هذه العملية تعمل على تغيير طريقة التفكير وتبني
المواطَنة المتساوية وتُلزم بالتعامل مع قضايا البنية التحتية ،الميزانيات ،مناطق نفوذ وغيرها ،الأمر الذي
قد يق ِّوض نقطة البداية التي في بعض الأحيان قد تكون غريبة بالنسبة للمسؤولين في السلطات اليهودية
-الامتيازات التي تتمتع بها السلطات اليهودية ،التي من الممكن أن ت ُض بها عملية سد الفجوات وبما
يمكن اعتباره مصالح للسلطات اليهودية .عندما تكون الفجوات في البنية التحتية التنظيمية كبيرة للغاية،
ولدى افتقار السلطة العربية إلى القدرات على إقامة هيكل شراكة مركب (على عكس السلطة اليهودية
المُ َع َّدة لذلك) ،أو عندما تفتقد السلطة اليهودية الرغبة في أن تعمل أكثر من حضور اجتماعات التواصل
والتعارف -فمن الأفضل في بعض الحالات تج ُّنب الدخول في عملية الشراكة ،لأن الأمر قد يؤدي إلى خيبة
أمل في كلا السلطتين ،وعدم محاولة الدخول في التزام لا يمكن تنفيذه.
3.3من النقطة السابقة ،ينبع إحساس أحيانا بخيبة الأمل من جانب السلطات العربية خلال العملية :أول ًا،
خيبة الأمل من أن الوقت لتحقيق إنجازات ملموسة من الممكن أن يكون طويلاً ويتطلب الصبر ،في حين
أن التوقعات هي الحصول على نتائج فورية .عندما لا يحدث ذلك ،ينشأ في بعض الأحيان شعور من
الفتور في الحافزيّة وانخفاض في مستوى الالتزام واستمرارية العمل من جانب المشاركين؛ ثان ًيا ،نظ ًرا لأن
تحقيق نجاحات في مجالات "جديّة" من البنية التحتية والميزانيات والأعمال التجارية والتنمية الاقتصادية،
يمثل أولوية مرتفعة ،فهناك ميل لتقييم الإنجازات في مجالات "أقل جديّة" ،مثل البيئة والثقافة والتربية
بصفتها إنجازات ثانوية وغير كافية ،وأحيانًا عديمة القيمة ،كما يمكن أن نتبين ذلك في الأمثلة الواردة في
القسم التالي من هذا الفصل.
4.4في العمل مع السلطات المحلية يجب أن يتم الأخذ بعين الاعتبار فترات الانتخابات :عشية الانتخابات،
يتم بذل جهود هائلة في الإعداد لها ،وإذا تم انتخاب رئيس جديد للسلطة ،حتى بعد الانتخابات ،يتم
إقصاء الشراكة بين المجتمعات جانبًا لفترة طويلة .تلعب القيادة دو ًرا مه ًم في غرس روح الشراكة ووضعها
على قمة أولويات السلطة المحلية .قرارات كهذه ليست بالأمر السهل ،إذ أن تطوير الشراكة يعتبر قيمة
مضافة ،لا ضرورة في عمل موظفي السلطة المحلية ،ولا يتم وضع الشراكة على رأس قائمة المهام الضرورية
من أجل التركيز عليها .لذلك ،يجب إعادة توطيد مفهوم الشراكة وأساليب العمل مع القيادة الجديدة،
حتى لو كانت الشراكة قد احتلت مكانها الفعلي في الدورة السابقة ،هذا الأمر ينطوي على عملية
تستغرق وقتًا في بداية الدورة الأولى لرئيس السلطة المحلية .غال ًبا ما ينطوي ذلك أي ًضا على مواجهة في
السياسة الداخلية في السلطات التي يجب على رئيس السلطة الجديد أن يتعامل معها.
تتيح الأمثلة الواردة لاح ًقا في هذا الفصل والفصول التالية ،تحليل وفحص نقاط القوة والضعف والنجاحات
والتحديات ،كما يتضح من تجربتنا في الشراكات المختلفة ،مع تشخيص الفرص والآمال في المستقبل.
251
.IIأمثلة من الحقل ،وما يمكن التعلم منها
.1الطاقم البيئي في شراكة مجيدو -طلعة عارة ومشروع تطوير وادي
"المشرع"
في إطار شراكة مجيدو وطلعة عارة ،قررت الطواقم القيادية في الشراكة في بداية عملها إقامة
طاقم للتعامل مع القضايا البيئية .كانت الفجوة بين السلطات من حيث المستوى المؤسساتي
ونطاق العمل واضحة :قسم البيئة التابع لمجلس إقليمي مجيدو ،وهو جزء من محمية طبيعية
( )Biosphereمعترف بها من قبل اليونسكو ،وهو ملتزم بالمعايير الأوروبية ،يعمل في منطقة
جغرافية واسعة تشمل مناطق حرجية ،أودية ،ولديه خبرة واسعة في الأنشطة البيئية الهامة.
بالمقابل لا يوجد لدى طلعة عارة ،قسم للبيئة (القضايا المتعلقة بجمع النفايات والجوانب
المختلفة للنشاط البيئي هي مسؤولية مدير قسم الصحة أو الوحدة البيئية الإقليمية التي تقدم
الخدمات لطلعة عارة) ،والمحاولات السابقة من قبل المجلس للحصول على ميزانيات لتمويل
مشاريع بيئية واسعة باءت بالفشل ،حتى وهي في فترة الإعداد على مستوى المجلس المحلي.
شمل الطاقم مسؤولين ومواطنين ذوي وعي واهتمام بالقضايا البيئية من كلا السلطتين ،وشمل
أي ًضا مرافقين من قبل جفعات حبيبة .بعد فترة تعارف وبعد التعرف على البنى التحتية وفهم
احتياجات وآمال المشاركين تجاه هذا الطاقم (لم يكن هناك نضوج بالنسبة لعملية بناء الرؤية
في المرحلة المبكرة) ،تم اتخاذ قرار مشترك لتطوير وادي سيت الواقع بالقرب من مفرق مجيدو
ويخدم سكان السلطتين .مع ذلك ،فقد ظهرت صعوبات في تنفيذ مشروع مشترك هناك ،لأن الأرض
المخصصة للتطوير هي أراضي قرية اللجون العربية التي تم اقتلاع سكانها في عام ،1948ولا يزال
سكانها أو أحفادهم يسعون للحصول على اعتراف بحقوقهم في الأرض ،وعارضوا بشدة مشاركة
سلطة محلية عربية في مشروع تطوير بيئي هناك( .لقد اعتبروا ذلك ،حسب وجهة نظرهم ،اعترافًا
بالوضع القائم أي أنه يصادر حقوقهم في الأرض) .هذه القضية الحساسة تحمل في طياتها الإمكانية
في خلق خلاف بين اليهود والعرب عمو ًما ،وبين هاتين السلطتين على وجه الخصوص ،لأنها تثير
قضايا صراع تنطوي على إمكانية التصعيد والمواجهة المد ّمرة للشراكة ،وخاصة على ضوء الحقيقة
أن هذه القرية المهجورة تقع ضمن منطقة نفوذ مجلس إقليمي مجيدو؛ ومع ذلك ،فإن مرافقة
الشراكة ساعدت أعضاء الطاقم على تطوير خطاب حواري مع الالتزام بمبدأ تعزيز شراكة المصالح،
وبالتالي تمكنوا من اختيار مشروع آخر يسمح للشراكة بمواصلة تعزيز العمل البيئي المشترك وخلق
واقع مختلف على أرض الواقع .تقرر اختيار مشروع آخر .من المهم التنويه هنا أنه بعد عامين،
وبعد التغييرات التي طرأت على قيادة السلطة في أعقاب انتخابات السلطات المحلية ،سعت
طلعة عارة إلى أن تكون شريكة في المشروع الذي يتم العمل فيه من قبل مجيدو في وادي سيت،
ويشارك القائم بأعمال رئيس المجلس كعضو في مديرية تطوير وادي سيت .خلال أقل من عام،
تم وضع خطة لإعادة التأهيل البيئي لوادي "المشرع" ،وهو جدول يقع على الحدود بين السلطات
ويمر بالقرب من بلدات طلعة عارة وجفعات عوز .شمل المشروع بناء مخطط أولي لإعادة تأهيل
الجدول من قبل الطاقم البيئي ،وشمل قرا ًرا من الطاقم القيادي للشراكة بتخصيص ميزانية أولية
للمشروع ،التعاقد مع شركة هندسة معمارية لإعداد خطة مفصلة مع العمل المستمر مع الطاقم
البيئي ،مشاركة الجمهور في البرامج ،التعاقد مع هيئة لتنفيذ المشروع (سلطة الصرف والجداول
| 252الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
"كيشون") ،التقدم إلى "النداء" الصادر عن صندوق المناطق المفتوحة ،بعد الفوز بالنداء -طلعة
عارة تدير الشؤون المالية (المجلس هناك هو الذي تقدم رسميًا للنداء) ،الإشراف على الأعمال
وملا َءمة البرنامج مع الاحتياجات المتغ ّية ،التعاون مع الجهات البيئية الأخرى (دائرة أراضي
اسرائيل ،وزارة البيئة) ،وغير ذلك.
المشروع المقترح للتنفيذ
الهدف من هذا البرنامج هو إنشاء مسار في وادي لمنفعة ورفاهية الجمهور ،واستخدامه
كأساس لتوطيد العلاقات وتعزيز النموذج المتعدد الثقافات بين السكان اليهود والعرب.
ابتدا ًء من المقطع العلوي وحتى مدخل زلفة ،سيتم إعداد طريق للمشاة ،وفي المقطع
التحتي سيتم إعداد مسار للمشاة وراكبي الدراجات .سيشكل المقطعان سوية مسا ًرا عا ًما
متكاملا متا ًحا للجمهور وهو يج ّمع المجتمعات ويوحدها.
الفعاليات المختلفة المدرجة في المشروع
•إعداد مسار ،على طول وادي "المشرع" ،يربط بين البلدات الجبلية في المجلس المحلي
طلعة عارة وبين بلدات الوادي في المجلس .من مقطع الوادي بين شارع 65وحتى شارع .66
•تنظيم أماكن وقوف السيارات ومسارات إلى الوادي ،بما في ذلك لافتات وتوجيه.
•الترميم الهيكلي والبيئي لوادي "المشرع" في مقطع الوادي العميق ،بما في ذلك
زراعة الأشجار ونباتات الوادي.
•زرع أشجار لإبراز مسار النهر في المناظر الطبيعية وخلق البنية التحتية للترميم البيئي.
•إزالة النفايات على طول مسار الوادي وترميم مواقع النفايات الرئيسية.
•إعداد وتنفيذ برنامج تثقيفي مجتمعي لمنع إلقاء النفايات والحفاظ على الجدول.
(من الاقتراح المقدم إلى صندوق المناطق المفتوحة)
253
في المقابل ،بادر الطاقم البيئي لإقامة دورة للنشطاء ،التقى خلالها نشطاء بيئيون من السلطتين
على مدى عدة أشهر بهدف التعلّم والتأهيل المشترك للقيام بنشاط بيئي مشترك .يستمر خريجو
الدورة في متابعة مشاريع بيئية عينية.
هذا المشروع مركب ،إنجازاته عديدة وهي تعكس الأهداف من وراء مرافقة برنامج الشراكة:
.1عمل مشترك متواصل وطويل الأمد للمسؤولين والمواطنين في مجال البيئة ،من خلال التعرف
على النظم والأنماط المختلفة للعمل في هذا المجال.
.2تطوير القدرات على المبادرة وتنفيذ برنامج بيئي مركب وطويل الأمد.
.3التعاون الذي يشمل التعلم المتبادل في المجال البيئي؛ صنع القرار م ًعا من خلال المناقشة
والفهم المتبادل للاحتياجات والمصالح؛ معالجة المشاكل الجارية بانتظام؛ التقييم المشترك
للمشاريع ونجاحها؛ فهم أهمية التعاون وتوطيد شعور أقوى للاعتماد المتبادل بين الشركاء،
من خلال تعزيز العلاقات الشخصية والمؤسساتية وذلك عن طريق الفعاليات التي تتطلب
الثقة المتبادلة ،وغير ذلك.
.4تطوير علاقات عمل للسلطة المحلية العربية مع الهيئات القطرية في مجال البيئة (وزارة البيئة،
دائرة أراضي إسرائيل ،سلطة الصرف وغيرها).
.5تعزيز القدرة لتقديم طلبات مر ّكبة للنداءات ،مثل النداء لصندوق المناطق المفتوحة في
السلطة المحلية العربية.
.6تعزيز المهارات لمشاركة الجمهور في القضايا البيئية وتعميق الوعي بالقضايا البيئية في السلطة
المحلية العربية.
.7تعزيز مهارات المسؤولين والمواطنين في السلطة اليهودية للعمل بالتعاون مع المسؤولين
والمواطنين في السلطة العربية.
.8تطوير قيادة مدنية محلية ،يهودية عربية ،لدفع قضايا البيئة في السلطات ،وبين السلطات
وفي المنطقة.
.9إنشاء بنية تحتية لعمل بيئي بنيوي في السلطة العربية (والتي ،كلنا نأمل ،أن تؤدي إلى إنشاء
قسم بيئة منظم في السلطة ).
.10الانتهاء من أول مشروع بهذا الحجم في السلطة العربية ،مع مشاريع مك ِّملة جرى التخطيط
لها بالفعل.
.11إقامة نشاطات تعاونية بيئية مشتركة بين السلطات والمدارس حول مشروع الوادي ،ودمج
آليات أخرى للشراكة (على سبيل المثال ،طاقم الفنون) من أجل إقامة فعاليات في الوادي.
.12بناء الثقة لدى مواطني طلعة عارة لعمليات الشراكة والعمل مع الجهات الحكومية التي
تساعد على تحسين جودة الحياة للسكان.
.13تطوير الطبيعة وجعلها متاحة للسكان وعلى مقربة من البلدات العربية (التي يضطر سكانها
للسفر إلى المناطق الطبيعية البعيدة عن بيوتهم).
| 254الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
.14وبالطبع :ترميم الوادي وإعداد مسارات للمشي على طوله ،والتي يتم استخدامها من قبل
العديد من سكان المنطقة يوميًا.
يضع المشروع ،كجزء من العمل المتواصل للطاقم ،الأسس للبنية التحتية وللتعاون المستمر في
مجال البيئة ،بين السلطتين اليهودية والعربية وكذلك بين السلطة العربية والهيئات التي لم يكن،
حسب اعتقادهم ،من الممكن الوصول إليها في الماضي (صناديق التمويل ،سلطة الصرف ،دائرة
أراضي إسرائيل) .يساعد عمل الطاقم البيئي على تقليص الفجوات في المعرفة ،البنية التحتية
ومهارات العمل في مجال البيئة (كما ذكرنا ،نأمل أن تؤدي نشاطات الطاقم البيئي إلى إنشاء
قسم بيئي ُمنظم ،في السنة الرابعة للشراكة ،في طلعة عارة) .تحليل التقدم الذي تم إحرازه على
محور الشراكة ،كما هو مو َّضح في الفصل الرابع في القسم النظري ،يُظهر تقد ًما في عدد المشاركين،
الذين تمت دعوتهم مبك ًرا للمشاركة في الطاقم ،وكان مستوى التزامهم غير واضح أي ًضا لهم،
بالنسبة لمستوى التعاون ،وفي بعض الجوانب حتى لمستوى الشراكة :كل ذلك ،إلى جانب تعميق
الشعور بالالتزام للعمل الجماعي ،هناك أي ًضا رغبة في الاستمرار في قيادة الطاقم نحو النجاحات،
خاصة بعد النجاح المثبت في ترميم الوادي والافتتاح الاحتفالي للمسار .إن المجال البيئي ،بحكم
الانشغال في البيئة المشتركة والموارد الطبيعية ،يعزز بقوة شراكة المصالح بل،وأكثر من ذلك ،الالتزام
المشترك بخلق حيّز يعود بالنفع على الجميع .خلقت العملية المستمرة وطويلة الأمد ،التعارف
والثقة ،الأمر الذي يمنح أجوا ًء من الحوار المبني على الحرية والانفتاح وشراكة مصير وفهم عميق
للالتزام بالعمل المشترك لصالح القضية .كما خلق الوعي لدى المشاركين في المجتمع اليهودي حول
الفجوات في الموارد على مستوى التطوير والرغبة الصادقة – في ضوء الحاجة الكبيرة والنقص في
المجتمع العربي – لتطوير مشروع يجعل البيئة القريبة في متناول السكان العرب.
ومع ذلك ،وعلى الرغم من الاقتناع العميق بأهمية الشراكة والاعتراف بالاعتماد المتبادل في القضايا
البيئية ،لا تزال هناك مشكلة تتعلق بالتزام حازم من قبل الشركاء ،من السلطتين ،بالعمل المستمر
والصيانة المستمرة للطاقم البيئي المشترك ،بمفهوم الشراكة المب ّي في الفصل الرابع في الباب النظري.
لا يزال يُنظر إلى هذا النشاط كعمل يتخطى حدود الدور المحدد ،وما زالت مأ َسسة هذا العمل
الجماعي ،حتى بعد أربع سنوات من الشراكة وبعد مغادرة طاقم جفعات حبيبة ،في موضع الشك.
من تجربتنا ،ندرك جي ًدا أن نجاح البرنامج يعتمد على مستوى التزام أعضاء الطاقم وبروح الدعم
التي يتلقونها من رؤساء السلطات .هذا الأمر مرتبط بالشعور العام بأن صيانة الشراكة من قبل
جفعات حبيبة مهم للغاية ،وأن العمل لم يَضرب جذو ًرا قوية بعد ،بما يكفي لخلق الاستدامة
في بيئة العمل المشتركة .استكمال العمل لإقامة وحدة بيئية هو أمر ضروري من أجل تحديد
المسؤولين الرسميين الملتزمين والذين يتحملون المسؤولية للنجاح المستمر للطاقم البيئي -طاقم
مهمته تعزيز الشراكة في المجال البيئي ،ولذلك من المهم مأسسته .إضافة لذلك وعلى الرغم من
الإنجاز بوجود طاقم طوال الوقت ،فقد شهدنا ثمار عمله فقط في السنة الثالثة من العمل .من
المهم أن نفهم أن هناك حاجة إلى مزيد من الإنجازات على مدى فترات زمنية ليست بالطويلة من
أجل الحفاظ على الزخم طوال الوقت .هناك صعوبات حقيقية في البنية التحتية ونواقص تتطلب
الإجابة في العديد من المجالات .لذلك ،تنشأ هنا معضلة أخرى حول كيفية الإشادة بإنجازات في
قضايا غير موجودة على رأس سلم أولويات السلطة العربية .في بداية عمل المرافقة ،واجهنا سلم
255
أولويات يعتبر العمل البيئي نشاطًا ثانويًا .خلال العمل تغيرت هذه الأولوية .القضية الأخرى هي
وجهة نظر أعضاء الطاقم القيادي في المجتمع العربي ،حيث يرغب معظمهم في رؤية تغييرات
بنيوية جدية في البنى التحتية كمنتوجات للشراكة ،و ُم ِّدرات للدخل (إنشاء استاد أو مركز تجاري)،
في حين أن المشاريع البيئية تعتبر كماليات.
ونتيجة لذلك ،واجه الكثيرون صعوبة في اعتبار تعزيز المصالح البيئية بمثابة تعزيز جدي لمصالح
المجتمع العربي .ومع ذلك ،من المهم الإشارة إلى أن مشرو ًعا بهذا الحجم لتطوير الوادي وإنشاء
مسار للمشي هو مشروع واسع النطاق في البنية التحتية أثّر على جودة حياة السكان وأثّر
على الوعي -حتى لو لم يكن مرضيًا بالنظر إلى الإحباط نتيجة البطء في التقدم في قضايا البنية
التحتية "الحارقة" .صحيح أن المجتمع العربي يعاني من ضائقة حقيقية في مجال البنية التحتية،
وأن لمشاريع البنية التحتية أولوية قصوى ،ولكن نجاح مشروع وادي «المشرع» قد دعم عملية
الاعتراف بأهمية مثل هذه المشاريع العاملة على تعزيز رفاهية السكان .لقد بدأنا بموقف رافض
لمشروع بيئي ،والآن ،نظ ًرا لنجاحه على المستوى العملي بمرافقة جفعات حبيبة (حوار مشترك
بشأن الاحتياجات والمصالح ،بناء علاقات شخصية ومهنية ،التعاون لحل المشكلات ،تجنيد الموارد
بشكل فعال ،تنفيذ مشروع ضخم يخلق الرفاهية والبنية التحتية ،وغير ذلك) والأهم من ذلك
فيما يتعلق بالسكان -على مستوى النتائج (أعمال إعادة التأهيل بائنة للعيان ،بناء المسار ،عدد
الأشخاص الذين يمشون على المسار يوم ًيا ،تجنيد أموال بشكل كبير تم جمعها بمساعدة عملية
المرافقة والعمل اليهودي العربي المشترك) -فإن السكان يرون أهمية ذلك.
حفل افتتاح مسار وادي المشرع ،بحضور رؤساء السلطات ،شراكة طلعة عارة ومجيدو
| 256الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
عندما يكون الطريق قري ًبا من البيت:
تقول جوليانا أمارة ،وهي من سكان زلفة وناشطة في طاقم الفنون في الشراكة بين
مجيدو وطلعة عارة" :لقد بادرت ،أنا وابنتي التي تدرس لكي تصبح مدربة في اللياقة
البدنية وفي السباحة ،لدعوة النساء والفتيات في قرية زلفة ،للقيام بساعة من المشي
على طول مسار وادي مشرع ،وبالإضافة إلى ذلك القيام بمجموعة من التمارين خلال
المشي .يجري هذا النشاط أيام الأحد والثلاثاء والخميس ما بين الساعة 5:30والساعة
6:30صبا ًحا ،حيث نستمتع بشروق الشمس وبنشاط مشترك.
في الشراكة بين مجيدو وطلعة عارة يعملون على مشروع تطوير وادي المشرع .ولوجود
مسار في مناطق نفوذ السلطتين ،بالقرب من البلدات المختلفة ،فقد اختار "الطاقم
البيئي" في الشراكة ،الذي ينشط به موظفون ومواطنون ،على حد سواء ،العمل في
المشروع وإقامة مسار لل ّتنزة والمشي.
وتضيف جوليانا" :لقد بدأنا منذ 3أسابيع فقط بوجود 8مشاركات .وها نحن اليوم30 ،
مشاركة .كما بدأت نساء من القرى المجاورة ُتبدي الاهتمام بالمشروع والانضمام .وأنا
أو ّجه الدعوة للنساء للانضمام للمشروع".
قام الطاقم البيئي للشراكة ،بمرافقه جفعات حبيبة ،بتطوير هذا المشروع ،منذ 3سنوات،
حيث شمل المشروع تخطي ًطا مشتر ًكا لجميع الهيئات ،إشراك السكان ،رحلات ميدانية
ومرافقة المشروع.
نشاطات للنساء اليهوديات والعربيات في وادي المشرع في إطار شراكة مجيدو وطلعة عارة
من صفحة مجلس إقليمي مجيدو على الفيسبوك ،سبتمبر /أيلول 2019
257
" .2مسار الجيران"
إن مسار جيران هو نتاج لتعاون مستمر بين مجلس إقليمي مناشيه وبلدية باقة الغربية ،بمرافقة
جفعات حبيبة بصفتها جز ًءا من برنامج الشراكة .نشأ هذا المشروع من خلال فعاليات الطاقم
البيئي الذي قررت قيادة الشراكة تأسيسه .بعد التدقيق المشترك في الاحتياجات ودراسة الإمكانيات
من قبل المتخصصين الذين شاركوا باستمرار في اجتماعات الطاقم (مدراء المجال البيئي ،مهندسين
من السلطات والسكان) ،تقرر إنشاء مسار التفافي للدراجات بين باقة ومناشيه وحلقات من
المسارات للمشاة بالقرب من باقة الغربية .بعد إعداد الرؤية (انظر المربع أدناه) وخطة العمل
الأولية والقيام بعدد من الجولات في المنطقة مع المهنيين والسكان ،بما في ذلك سلطة الصرف،
لتحديد المسار بين عشرات الكيلومترات -خصت السلطتان ميزانية أولية للتعاقد مع مؤسسة
خارجية لإعداد تخطيط مفصل وملف للمشروع ،الذي تم تقديمه إلى وزارة الزراعة للحصول على
منحة لتنفيذه ،مع الالتزام بتخصيص ميزانية "ماتشنج" من قبل كلا السلطتين (الأمر الذي كان
أكثر صعوبة بالنسبة للسلطة العربية بسبب وجود محاسب مرافق لها) .كان المشروع واح ًدا من
ثلاثة مشاريع فازت بالمنحة ،وذلك من بين عشرات الطلبات المقدمة إلى وزارة الزراعة.
تعمل بلدية باقة الغربية ومجلس مناشيه الإقليمي على إنشاء ح ّيز بيئي وثقافي مشترك
للسلطتين في محيط وادي الخضيرة (أبو نار)،على جداولهما ،بمسؤولية مشتركة من كلا
السلطتين لتعزيز العلاقات اليهودية العربية في المنطقة وتطوير البيئة والتراث الزراعي
والبيئي .سوف يشجع الح ّيز على القيام بأنشطة ثقافية ومجتمعية وبيئية متنوعة ومشتركة
لليهود والعرب ،لجميع الأعمار ،وذلك للمساعدة في خلق ح ّيز إقليمي مشترك ،مع الحفاظ على
مميزات الهوية الخاصة بكل مجتمع .سيتم في هذا الح ّيز تذويت التراث والتاريخ الإقليميين
وكذلك إقامة فعاليات تثقيفية لطلاب المنطقة حول التراث والتاريخ والبيئة والزراعة.
في المرحلة الأولى ،نعتزم العمل على إنشاء مسار التفافي مشترك في المناطق
الزراعية ،يمر في مناطق نفوذ السلطتين لصالح سكان المنطقة والسياح من خارج
المنطقة .تخطيط مسارات للدراجات والتنزه في منطقة الوديان الثلاثة يشكل خطوة
أساسية في تنفيذ استراتيجية إقليمية حكيمة لإدارة الأماكن المفتوحة ،بما في ذلك
ترميم الوديان والأماكن الأثرية وتطوير السياحة الريفية على مستوى المنطقة .سوف
يسهم المسار ،موضوع طلب المساعدة ،في تعزيز الروابط مع المناظر الطبيعية للمناطق
الزراعية ،تعزيز القيم البيئية والمناظر الطبيعية الريفية ،وتنويع الفرص التجارية والسياحية
لقاعدة اقتصادية في المنطقة.
سيكون المسار متا ًحا لجميع سكان المنطقة ،يتيح المشي لمسافات طويلة وركوب
الدراجات على طول المسار ،لجميع الأعمار على مدار فصول السنة ،ويلبي الاحتياجات
الرياضية ،التنزه في الطبيعة وعقد اللقاءات .يحافظ المسار على المناطق المفتوحة وعلى
الاستمرارية البيئية ،ويحافظ على الطبيعة والمناطق المفتوحة ويط ِّورها .يشجع المسار
السلطات على إقامة نشاطات في الطبيعة لليهود والعرب بشكل مشترك لجميع الأعمار،
للتع ّلم ،لإقامة الفعاليات والتمتع المشترك .يتم الحفاظ على المسار وصيانته بانتظام من
قبل السلطتين لخلق جسر بين المجتمعات ،لأنه سيتيح الوصول السهل والآمن إلى جميع
سكان المنطقة .سيتم إنشاء مناطق ترفيه على طول المسار ،وستشير لافتات باللغتين
إلى المواقع الطبيعية والمواقع التاريخية.
| 258الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
حفل بمشاركة رؤساء السلطات وشراكة باقة الغربية ومناشيه ومسار طريق الجيران
259
لقد رأينا عن قرب مدى الالتزام بمشروع "مسار الجيران" ،والتصميم على تنفيذه ،على الرغم من
مخاض الولادة ،الصعوبات والعقبات .أظهر المشروع الفجوات الكبيرة في البنية التحتية وفي توفّر
المسؤولين ،المهنيين الذين يتحملون مسؤولية تنفيذ تخطيط متعدد المراحل .تجنيد سلطة الصرف،
التعاقد مع شركة معمارية لإعداد ملف المشروع للتقديم ،إعداد "نداء" (קול קורא) -هذه الأمور
دلّت على اختلاف الخبرات بين السلطات ،ووفرت الفرصة للمسؤولين العرب من السلطة العربية
للمرافقة وحتى أن يكونوا جز ًءا من الطاقم القيادي للعملية.
هذا المشروع ،إلى جانب مشروع وادي "المشرع" المذكور أعلاه والفعاليات الإقليمية في منطقة
جفعات حبيبة ،يشير إلى الإمكانيات الكبيرة للتقدم بالقضايا البيئية في إطار الأنشطة اليهودية
العربية .ومع ذلك ،فإن الفجوات بين السلطات اليهودية والعربية ،والتي تنعكس في عدم وجود
أقسام للبيئة في بعض السلطات العربية ،فضل ًا عن العدد المحدود من الموظفين في قسم الهندسة
في السلطات العربية ،كل ذلك يثبت أن الطريق ما زالت طويلة أمام بعض السلطات العربية.
القوى العاملة المحدودة ج ًدا في السلطات العربية ،التآكل المتراكم ،التأهيل المهني المحدود -كلها
تخلق صعوبات وتحديات أمام الشراكة اليهودية العربية .مقارن ًة بمشروع الطاقم البيئي في
الشراكة بين طلعة عارة ومجيدو ،يمكن أن نرى اي ًضا أنه في حين أن الشعور بالملكية الذي نشأ
نتيجة للمنحة التي تم تقديمها إلى السلطة العربية (والتي كانت الجهة التي قدمت الطلب
رسم ًيا) الأمر الذي شكّل داف ًعا كبي ًرا وساعد في قيادة المشروع من خلاله ،ففي مشروع باقة
الغربية ومناشيه نزعت السلطة العربية المسؤولية عن نفسها ،لأن الميزانية كانت موجهة للسلطة
اليهودية (بحكم كونها سلطة إقليمية ولأن المنحة كانت للأراضي الزراعية ،والتي لم يكن لباقة
الغربية الحق بها) .كما سنرى في أمثلة أخرى ،فإن الشعور بالملكية أو انعدامه له وزن كبير كعامل
محفز للسلطات العربية
.3البنية التحتية والتنمية الاقتصادية
نحن نجمع بين قضايا التطوير الاقتصادي وتطوير البنية التحتية م ًعا ،بسبب تشابك الأمرين:
تطوير البنية التحتية في الأمكنة التي تفتقر إليها هو عامل محفز للتطوير الاقتصادي ،والتطوير
الاقتصادي يتطلب عمليات طويلة الأمد وهي بدورها تتطلب إنشاء بنية تحتية ملائمة ،التي ُيكن
أن نرى نتائجها بعد سنوات .الموضوعات للتقدم في هذه المجالات موجودة في التقرير الذي تمت
كتابته لجفعات حبيبة في بداية تحريك العملية وبناء الأسس للبرنامج ،حيث َخصصت جفعات
حبيبة في إطاره الموارد اللازمة لمسح شامل للسلطات وتشخيص الإمكانيات الكامنة في الشراكة
(لمزيد من المعلومات حول المسح ،انظر الفصل الرابع في هذا الباب).
على سبيل المثال ،في إطار شراكة مجيدو وطلعة عارة ،تم تشكيل طاقم متخصص لتطوير التنمية
الاقتصادية المشترَكة وتم فحص عدة خيارات ،حيث تم بمرافقة جفعات حبيبة ،فحص منظم
للاحتياجات والإمكانيات المختلفة ،وتم إقرار العمل على إقامة منطقة صناعية وتجارية مشتركة.
في إطار هذه العملية ،تم فحص عدد من البدائل بما يخص الموقع ،في الوقت الذي يدرك فيه قادة
هذا المجال في مجيدو الحاجة إلى تخصيص أرا ٍض من مجلس إقليمي مجيدو ،وفي المجلس المحلي
| 260الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
طلعة عارة يدركون أن عمليات إيجاد الأراضي والحصول على التصريح من الكيبوتس الذي هو
مالك الأرض ،وأنه ليس باستطاعة المجلس الإقليمي التقدم بالموضوع من دون هذا التصريح .سير
العمل المشترك لأكثر من عامين من قبل الطاقم ،مع التركيز ،من قبل المرافقين من جفعات حبيبة،
على التح ّول من "المشاركة" إلى "التعاون" ومن ثم إلى"الشراكة" ،أ ّدى إلى دفع المسؤولين في مجيدو
إلى تطوير مفهوم شراكة يرى في طلعة عارة شري ًكا كاملاً في المدخولات من المنطقة الصناعية ،وذلك
على الرغم من أن ملكية الأرض هي للسلطة اليهودية وعليه فلها الحق بالأرباح -إنه مسار مهم
للعدل التوزيعي وتصحيح الغبن في احتياطيات الأراضي المعدة للاستخدام كمورد ُم ِدر للأرباح،
وذلك من خلال الاعتراف بأن السلطة العربية لا تملك أر ًضا تبني عليها المنطقة الصناعية والتجارية.
إن فهم ضائقة الأراضي وتأثيرها على القدرات التطويرية للمجلس العربي أدى إلى قرارين مهمين
آخرين لكبار المسؤولين من السلطتين :نقل أراضي من منطقة نفوذ مجلس إقليمي مجيدو إلى
منطقة نفوذ المجلس المحلي طلعة عارة ،الأمر الذي يتيح البدء في عملية الحصول على تصاريح،
في إطار مخطط تفصيلي ،لتوسيع البناء في إحدى قرى مجلس محلي طلعة عارة .إن ضائقة الأرض
في المجتمع العربي وقضية مناطق النفوذ هي قضايا حساسة للغاية ،وتترافق مع أزمة الكثافة
السكانية وصعوبة توسيع البلدات العربية ،كل ذلك يؤدي إلى الشعور المُ ِمض بالإغتراب وانعدام
المساواة .منطقة نفوذ مجلس مجيدو الإقليمي ( 170،000دونم) تحاذي حدود البلدات العربية
في مجلس محلي طلعة عارة ( 6000دونم) ،وفي أعقاب عمليات حوار مركبة بإرشاد مرافقي
الشراكة من جفعات حبيبة ،تع ّمق الإدراك لدى كبار المسؤولين في المجلس الإقليمي مجيدو
أنه باستطاعتهم الاستجابة لطلب طلعة عارة لتوسيع إحدى البلدات.وت ّم هذا ،بعد أن وافقت
السلطتان على تجاوز نمط التحكيم ،الذي بموجبه تُقدم السلطة العربية طلبًا /دعوى لتوسيع
منطقة النفوذ إلى لجنة حكومية التي من صلاحياتها الحكم بالموافقة أو الاعتراض ،في إطار مسار
المواجهة هذا تقدم السلطة اليهودية ،من جهتها ،الاعتراض ،وتنتظر السلطتان القرار بدون إجراء
مباحثات بينها .الأسس التي نشأت خلال العمل الجاري ،لطاقم القيادة في الشراكة أتاح لجفعات
حبيبة ثني السلطات عن هذا النمط من المشاحنات ،ولإجراء حوار مباشر بين السلطات المحلية
والمهنيين ذوي العلاقة ،مما أدى إلى اتفاقات بين السلطتين بشأن المناطق التي سيتم نقلها ،وتم
نقل هذه الاتفاقيات لمصادقة اللجنة الحكومية عليها .هذا إنجاز هام ،ونأمل أن يتعلم منه رؤساء
السلطات اليهودية والعربية المجاورة ،وبالتالي استبدال الإجراءات ذات طابع المواجهة وانتظار
القرارات الحكومية إلى عقد اتفاقيات ناتجة عن الحوار المباشر.
وهناك مسألة أخرى عالجتها الشراكة ،وهي الاتفاق على مسار الشارع الذي يربط بلدات طلعة
عارة بالشارع الرئيسي ،شارع ،65الذي سيمر أي ًضا عبر منطقة مجلس إقليمي مجيدو ويقدم
الحل المروري ال ّلزم لهذه البلدات .في هذه الحالة أي ًضا ،ي ُعتبر هذا الإنجاز نتا ًجا لعملية بناء الثقة
والعلاقات الجيدة التي نشأت بين مهندسي المجالس ،من خلال إجراء حوار مشترك بمساعدة
مرافقي الشراكة ،الذين عملوا م ًعا على عدد من المشاريع في البنية التحتية المشتركة (بما في ذلك
قضية مناطق النفوذ) وع ّززوا القدرة على التفكير المشترك وتقديم الأجوبة المشتركة والخ ّلقة
لاحتياجات ومصالح سكان السلطتين بشأن قضايا البنية التحتية المر ّكبة .على الرغم من أنه في
هذه الحالة ،وإلى أن يتم شق وتعبيد الشارع ،ستمر عدة سنوات بسبب الإجراءات طويلة الأمد
للترخيص والتخطيط الإقليمي ،فإن أحد الإنجازات التي تم التعبير عنها بالفعل هو أنه ضمن
عمليات التخطيط طويلة الأمد (كجزء من "خطة شاملة" للتخطيط والتطوير) ،يتم الأخذ بعين
261
الاعتبار بشكل واضح ،أيضا مصالح السلطة العربية ،التي تم سماع صوتها في الماضي أقل في هذه
الأطر :مهندس المجلس في طلعة عارة شريك في عملية التخطيط وصنع القرار ،من خلال العمل
وبالتعاون الكامل مع مختلف المهنيين ،ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى العمل المشترك
تحت عنوان "الشراكة بين المجتمعات".
التحدي الآخر في العمل المشترك في مجالات البنية التحتية والتطوير الاقتصادي يكمن في بناء علاقة
مستدامة تعطي ثمارها في العمل المشترك المستمر طوال الوقت ،وهو موضوع ما يزال يتطلب
المزيد من العمل لمواصلة الانتقال من "التعاون" إلى "الشراكة" ،على سبيل المثال ،التفكير في تطوير
المنطقة الصناعية والتجارية :لا يزال هذا المشروع يواجه صعوبات وتحديات أساسية تحتاج إلى
معالجة .بعضها صعوبات داخلية في المجلس اليهودي والتي يقع على عاتقه العمل على حلّها
في الأطر الداخلية (على سبيل المثال ،مسألة موافقة مالكي الأراضي المذكورة أعلاه) ،وبعضها هو
نتاج التفكير على المستوى الإقليمي والعمل مع أطراف خارجية ،والتي على ما يبدو فإن مشاركة
المسؤولين العرب محدودة فيها .كما يظهر فإن السلطة العربية ،التي ليس لديها شركة تطوير
إقتصادي ولا تملك بنية تحتية تنظيمية مثل السلطة اليهودية ،لا يُنظر إليها ،بعد ،كشريك كامل
في مسارات التفكير والتعامل مع القضايا الإقليمية المشتركة للتطور الاقتصادي المشترك ،لتواصل
الاندماج وتكافؤ الفرص والقدرة على التطوير الاقتصادي والازدهار؛ إلى جانب النجاحات الج ّدية
والإنجازات المثبتة ،هناك حاجة إلى عمليات طويلة الأمد لتمكين العمل المستدام لتطوير بنية
تحتية اقتصادية مشتركة .يبدو أن إنشاء العنقود (مجموعة بلدات) ومأ َسسة بنى تحتية إقليمية
مشتركة ،كل ذلك يساعد على تعزيز العملية التي بدأت في الشراكة وتعزيز البنى التحتية للعمل
المشترك لصالح السلطات اليهودية والعربية على حد سواء.
كذلك الأمر في شراكة زيمر وعيمق حيفر ،حيث قام مرافقو الشراكة من قبل جفعات حبيبة
بالمساعدة على وضع عدد من قضايا البنية التحتية والاقتصادية التي يمكن التعلّم منها ،على بساط
البحث .العديد من الفرص في مجال البنية التحتية والتوصيات حول كيفية التقدم بها ،تم وضعها
من خلال اتجاهين متوازيين -في تقرير عملية المسح وكذلك من قبل الطاقم القيادي ،الذي تطرق
إلى توصيات التقرير وأضاف عد ًدا من المواضيع أراد المشاركون تعزيزها .أتاحت هذه الشراكة
الفرصة لتطوير مشروع مماثل للمنطقة الصناعية -إنشاء منطقة تشغيل مشتركة في المنطقة التي
تح ّد هذه السلطات .في هذه الحالة أي ًضا ،أدت قوة السلطة اليهودية ،تجربتها السابقة ،البنية
التحتية الموجودة فيها ،لتكون السلطة الرائدة في هذه العملية .كما ذكر أعلاه ،فإن الحديث هو
عن محاولة لبناء تعاون في عملية التأسيس إلى جانب الأمل في نشوء شراكة مستقبلية في عملية
الإدارة وتوزيع الإيرادات .تطوير هذا الموضوع موجود في صلب المناقشات بين رؤساء السلطات
لدراسة الطريق الصحيح لتطوير منطقة التشغيل .هناك مسألة أخرى تنشأ عن العمل في هذه
القضية وهي أنه إلى جانب الإمكانيات الواضحة لإنشاء منطقة تشغيل مشتركة التي تعطي الزخم
والتطور للسلطتين ،من المهم أي ًضا الانتباه للأصوات الإشكالية التي ارتفعت من قبل السلطتين
خلال سير العملية وحتى الاعتراضات على هذا النوع من التعاون اليهودي العربي ،وهي أصوات
حاضرة بشكل مستمر :في السلطة اليهودية ،كانت هناك بلدات أعربت عن خيبة أملها من العمل
لتعزيز المصالح المشتركة ،حيث رأت هذه البلدات ،التي تعتبر نفسها هامشية في المجلس الإقليمي،
أن هذه المشاريع جاءت على حساب تعزيز المصالح المحلية وإعطاء الأولوية لمشاريع لا تخدمهم
بصفتهم سكانًا في المجلس؛ في السلطة العربية ،توجد فئة سكانية غير مبالية حيال هذه الشراكة،
| 262الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
وإلى جانب أصوات رافضة وتع ّب عن شكوك كبيرة -سواء لأسباب براغماتية أو أيديولوجية -تجاه
شراكة يهودية عربية بشكل عام .في هذا السياق ،من المهم الإشارة إلى أهمية رؤساء السلطات
ودورهم القيادي في رفع صوت مثابر للشراكة اليهودية العربية .عليهم أن يكونوا قادرين على
مواجهة الاعتراضات والإثبات بأن العمل بشراكة يحقق النتائج ويخدم مصالح السلطة .يتمثل دور
جفعات حبيبة في هذا السياق بدعم قيادة السلطة ومساعدتها بطريقة بناءة ،حوارية ومع ّززة في
مواجهة الاعتراضات .هناك حاجة لمرافقة تجلب روح التجسير أي ًضا في الأعمال الداخلية للسلطة
وتشجع مهارات إدارة الصراع في سياق حوار داخلي حول هذه القضايا المعقدة .هناك تح ّد حقيقي
يتمثل في التمسك بالنفس الطويل المطلوب للعمل المشترك ،خاصة في مشاريع البنى التحتية التي
تتطلب قدراً كبيراً من الوقت والتأني حتى تظهر النتائج المثبتة بوضوح.
قضايا البنية التحتية الأخرى التي ظهرت في المراحل المبكرة نتيجة لعملية فحص الإمكانيات
الكامنة ضمن عملية المسح ،شملت العمل التعاوني في تطوير السياحة الريفية الإقليمية وتعزيز
التشغيل .يتضمن تطوير السياحة إنشاء سلسلة متتابعة من فعاليات ثقافية جذابة ومتنوعة في
منطقة جغرافية محدودة ،بحيث يتم عرض "رزم" سياحية جذابة للوافدين إلى المنطقة .في المراحل
المبكرة للشراكة لم تكن هذه الأمور قد نضجت لتعزيز هذه الموضوع سوية ،ولكن مجرد إثارة
الموضوع ،الزيارات المتبادلة والعلاقة التي نشأت ،أتاح كل ذلك فهم الإمكانيات التي أشار إليها
تقرير المسح والعودة إليه وتطويره في الآونة الأخيرة ،بُ َعيد الانتخابات وتغ ّي القيادات ،من خلال
التعاون بين السلطات .فيما يتعلق بالتشغيل ،كان هناك تفهم لوجود نقص في عدد العمال في
العديد من المجالات والمهن في البارك الصناعي في عيمق حيفر ،وبالتعاون مع "الكلية التكنولوجية
روبين" ،تم إنشاء البنية التحتية للتأهيل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة (مهن الطاقة ،الغاز
الطبيعي ،تكنولوجيا المياه ،ميكانيكا السيارات المحوسبة) .من دواعي سرورنا ،لقد نجح العمل
المشترك في كسر الصورة النمطية لإيجاد قوى عاملة غير ماهرة بين السكان العرب ،حيث كانت
هناك حاجة لإشغال وظائف مختلفة وبمستويات مختلفة من المهنية .في الوقت نفسه ،لم يتم
العثور على القوى القادرة على تجسيد هذه القدرات في زيمر ،الأمر الذي تطلب التج ّند والخروج
من قيود الوظائف القائمة في السلطة .لقد بقينا مع المعضلة التي تكررت في عدد من الحالات،
وهي كيف بالإمكان س ّد الفجوات القائمة بين القدرات التي تش ّخصها الشراكة وبين البنية التحتية
الموجودة في السلطة ،والتي تواجه صعوبة في تطوير هذه الفرص.
.4الدخول في برنامج شراكة عندما لا تكون الظروف ناضجة
الدخول في شراكة ،عملية مركّبة تطرح العديد من التحديات .كما ُذكر في الجزء الأول من هذا
الفصل ،فإن التوقعات أو الفجوات المختلفة بين السلطات يمكن أن تعيق نجاح الشراكة .مثال على
ذلك يظهر في الشراكة بين ليف هشارون وقلنسوة .بادر للشراكة مسؤولون كبار في السلطتين ،حيث
عقدوا اجتما ًعا للسكان لاستيضاح مجالات الاهتمام لفعاليات مشتركة في دوائر الشراكة الثلاث التي
تقترحها المرافقة من قبل جفعات حبيبة :البلديّة ،المجتمعية والتربوية ،وذلك قبل الدخول الرسمي في
عملية الشراكة .حضر الاجتماع سكان متحمسون ،وساد شعور أن هناك الكثير من الرغبة والاهتمام
لدفع الشراكة قُ ُد ًما .إلى هذا الواقع ،دخلت جفعات حبيبة ،التي طُلب منها أن ترافق عملي ًة كان من
المقرر أن تبدأ على أي حال .تم إجراء مسح وف ًقا لنموذج العمل في الشراكة ،الذي تضمن توصيف
263
السلطتين والبلدتين ،إجراء مقابلات ،جمع المعلومات وتحديد عدد من المشاريع لتكون الأساس
للشروع بعملية المشاركة .كانت للسلطتين مصلحة في تحقيق التطور المشترك في الدائرة البلدية في
مواضيع المنطقة الصناعية ،الشؤون البيئية ،تطوير الطرق والمسارات ،وغير ذلك .صحيح أن المسح
أظهر القيود والحواجز المحتملة لتعزيز الشراكة -قلة الموارد ،الأمر الذي لا يسمح بالاعتماد على
الموارد المحدودة في السلطات ،وخاصة العربية؛ الخوف من السيطرة بسبب انعدام التماثل والنقص
في الموارد؛ ثقافة سياسية وإدارية مختلفة تتضمن قيو ًدا على الأساليب الإدارية وخبرات بلدية عصرية
محدودة في السلطة العربية؛ القوى العاملة القليلة في السلطة العربية وبالتالي نشوء تراكمات في
أعباء العمل .ومع ذلك ،فإن تقرير المسح قد حدد أن هذه القيود يمكن إزالتها أو التقليل من
تأثيرها بمساعدة مشاريع الشراكة المختلفة ،وأوصى بالدخول في عملية الشراكة المركبة .بنظرة إلى
الوراء ،يبدو أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل المكثف في عملية بناء طاقم القيادة والبنية التحتية
لبرنامج الشراكة (المرحلة الأولى من العملية ،كما هو مو ّضح في الفصل الرابع من هذا القسم).يبدو
أن "الإتفاق" مع رئيس البلدية والمسؤولين -مع استيضاح حازم وإيجاد الموارد المطلوبة لفترة طويلة،
تعيين مسؤولين مناسبين وطاقم قيادي فعال ومناسب لاستثمار الوقت المطلوب -لو كان قد تم تحت
الاشتراط بعدم الشروع بالشراكة من دون تحضير طاقم ،كان من الممكن من أن يصل الجميع ،في
وقت مبكر ،للاستنتاج بعدم وجود الظروف الأساسية للدخول في شراكة واسعة النطاق بين سلطتين
لديهما مثل هذه الفجوات الكبيرة (تقع قلنسوة في المجموعة الاجتماعية الاقتصادية ،)2بينما تقع
ليف هشارون في المجموعة ( .)7بنظرة إلى الوراء ،يمكن القول إنه كان من الأنسب تحديد مشروع
أو اثنين من المشاريع للتنفيذ ،بحيث تتوفر لهما فرص أكبر للنجاح ،من خلال استثمار جميع الموارد
المحدودة ،وتجنيد موارد إضافية للدعم .في مثل هذه الحالات ،فإن المساعدة والتوجيه العيني لتحقيق
نجاح مثبت وبائن للعيان ،الأمر الذي يؤدي إلى بناء الحوافز والثقة والقدرة ،من أجل تمكين شراكة
بالمعنى الواسع لاح ًقا.
في سنوات ،2017-2015تم تقديم طلب إلى جفعات حبيبة لدراسة إمكانية إطلاق برنامج الشراكة
في شراكتين إضافيتين :بين جفعات إيلا في مرج ابن عامر ( 1900نسمة) ومجلس محلي عيلوط
( 7،900نسمة)؛ وفي الجليل الغربي ،بين مجلس محلي المزرعة ( 3800نسمة) وبين كيبوتس عفرون
القريب ،في مجلس اقليمي مطيه آشر ( 800شخص) .في الحالتين ،تقرر عدم الدخول في عملية
الشراكة ،لأن الظروف لم تكن ناضجة -سواء بسبب الفجوات بين رغبة كبار المسؤولين الذين دفعوا
للشراكة وبين السكان الذين أعربوا ،خلال المسح ،عن ِعدائهم للفكرة ،أو بسبب وجود صراع قائم،
الأمر الذي يتطلب تدخ ًل وعلا ًجا عين ًيا بدل ًا من عملية الشراكة ،وهو لم يكن من الممكن تنفيذه
بسبب علاقات الثقة المتصدعة ،على خلفية الصراع .في هذه الحالات ،أتاح لنا المسح والاستيضاح
الصارم ،مع كبار الموظفين والسكان ،تحديد الحواجز ،والتوصل إلى قرار مهني بأن الظروف لا
تسمح بالدخول في الشراكة .إلى جانب ذلك ،دعونا السلطات المتنازعة لإجراء تحقيق مشترك
في النزاع والعمل على التغيير ،وعرضنا على السلطة المحلية ،التي ظهرت فيها نزاعات داخلية،
الاستعانة بنا في الحوار الداخلي وبناء اتفاقات حول مسألة الشراكة مع الجيران من المجتمع الآخر.
فيما يتعلق بالنزاع بين السلطتين ،لعبت جفعات حبيبة دو ًرا رئيسيًا في تطوير طرق إبداعية لحلها،
وساعدت على التغلُّب على العوائق التي شكلت عقبة أمام السلطات لإجراء حوار بشأن إنشاء
روضة ثنائية اللغة كانت في التخطيط لفترة طويلة .ساعدت جفعات حبيبة كمتدخل في اتخاذ
قرار مشترك للمضي قُ ُد ًما في إنشاء روضة الأطفال التي بدأت عملها بعد عا ٍم تقري ًبا.
| 264الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
الفصل الثاني
الدائرة المجتمعية
.Iالشراكات في المجتمع
إلى جانب الشراكة البلدية ،تستثمر جفعات حبيبة الموارد في بناء شراكات مجتمعية .تتميز الشراكة البلدية
بالأساس بعمليات من أعلى إلى أسفل top-downوبمبادرات تأتي من قبل المسؤولين في السلطات ،في مجالات
يصعب التأثير عليها من قبل السكان (على سبيل المثال ،الهندسة ،التربية والتعليم ،البيئة -على الرغم من
أن هذه الأخيرة متاحة بشكل أكبر للتعزيز من قبل السكان) .في المقابل ،تهدف الشراكة المجتمعية ،حتى لو
لم تكن مدعومة من قبل مدير مجال المجتمع في السلطة ،إلى تمكين السكان من لعب دور ف ّعال في المبادرة
لنشاط مجتمعي يجلب روح الشراكة من خلال التجربة بين السكان .وكما هو الحال مع مبادئ الشراكة
البلدية ،فإن الاختيارات في الشراكة المجتمعية ،أي ًضا في مجالات النشاط ،تصل من الحقل ،على الرغم من أن
"الحقل" هنا لا يعني َمن هم أصحاب وظائف في السلطة ،بل السكان.
يمثل العمل داخل المجتمع ضمن الشراكة تحديًا كبي ًرا .هنا ،وحتى أكثر من المجالات البلدية ،تظهر الفجوات
بين السلطات اليهودية والعربية ،نظ ًرا لأن مفهوم المجتمع غير معروف تمام المعرفة وتنظيم المجتمع أقل
مأ َسس ًة في المجتمع العربي .فالمجتمع العربي معتاد أكثر على ال ّنظم الحمائلية (حتى لو تدهورت مكانة الحمولة
في السنوات الأخيرة) أو التج ّند الفوري من أجل أفراد المجتمع ِوف ًقا لاحتياجات واضحة المعالم .لذلك ،فالبنية
التحتية للعمل المجتمعي ما زالت في مراحلها الأولى ،ومفهوم العمل المجتمعي هو التجديد والتحدي ،الأمر
الذي يصعب تنفيذه في مجتمع يرى العمل المجتمعي في مكانة منخفضة في سلم الأولويات ،المست َمد من
الاحتياجات الوجودية والاحتياجات الأولية التي تشغل بال المواطن العربي .بينما في السلطات اليهودية ،فإن
المجال المجتمعي ُم َمسس ،وموارده الحالية تم ّكن من الوصول إلى العمل المجتمعي.
هناك طرق مختلفة لكيفية التعامل مع مسألة العمل المجتمعي في المجتمع العربي .أحد التوجهات المنتشرة
يقضي بأنه قبل اللقاء اليهودي العربي في مجال العمل المجتمعي يجب تكريس الجهود والموارد للعمل
داخل المجتمع ،لتعزيز وتمكين القوى في المجتمع العربي لبلورة شخصيته وطابعه ،لتعزيز وتمكين رأس المال
البشري .المستشارون والعاملون الاجتماعيون الذين يعملون بموجب هذا التو ّجه يختارون العمل مع القيادة
المحلية والمسؤولين ذوي الصلة في المجتمع العربي ،وذلك لبناء قدرات مجتمعية جنبًا إلى جنب مع رؤية
بلدية -مجتمعية تُنتج الوعي ،التوجهات والمهارات لعمل مجتمعي مستمر في المجتمع العربي .الإفتراض هنا
أن يؤدي عمل كهذا إلى زيادة الحصانة المجتمعية ،أي "قدرة المجتمع ،من خلال موارده الداخلية والعمليات
الداخلية الجارية فيه ،على تقوية وتطوير القدرات ومعالجة القدرات الشخصية والجماعية للأفراد والمنظمات
في المجتمع على أساس مفهوم يقوم على مبادئ الفرص المتكافئة والمتساوية ،التفاهم ،المشاركة والمسؤولية
الاجتماعية والقدرة الذاتية" (بالك فيوز .)2001 ،نجاح العمل المجتمعي يَظهر في تعميق الشعور بالانتماء
وملكية الأفراد والجماعات للحيّز المجتمعي وفي درجة الالتزام ،أي الشعور الشخصي بالمسؤولية عن الح ّيز
المجتمعي والاهتمام به والعمل من أجله.
265
مفهوم جفعات حبيبة يقضي بأن العمل المجتمعي في إطار الشراكة ،الذي يتم إلى جانب العمل البلدي
وبالتنسيق معهُ ،ي ّكن من بناء بنية تحتية داعمة للعمل المجتمعي ويم ّكن الناشطين داخلها من خلال
المسؤولين والدعم المالي والبنية التحتية حسب الحاجة (على سبيل المثال ،تخصيص الموارد للأنشطة المشتركة
بين المجتمعات مثل مسيرة عيمق حيفر ،أو تخصيص حافلات لنقل السكان إلى لقاءات كما هو الحال في
أنشطة كبار السن -الجيل الذهبي؛ الجزء التالي من الفصل يو ّضح بالتفصيل الأمثلة المذكورة هنا) .الافتراض
هنا أن العمل في الدوائر المختلفة ،إلى جانب التعاون بين اليهود والعرب ،كل ذلك سيعزز مستوى الشراكة
أي ًضا بين مختلف الجهات الفاعلة داخل المجتمعات وكذلك الشعور بالانتماء ،وبالتالي خلق القدرة المجتمعية
والتماسك الاجتماعي ،على أساس بناء وتعزيز الشبكات المجتمعية للجهات الفاعلة في المجتمع التي تعمل
م ًعا لتعزيز الأهداف المجتمعية (انظر مثال النشاط في وادي المشرع ،كجزء من برنامج "أولاد يعلمون أولاد"
في الجزء الثاني من الفصل التالي حول التربية والتعليم ،حيث عملوا سوي ًة في الدوائر البلدية والمجتمعية
والتعليمية لتعزيز هدف مجتمعي -تعليمي).
كما ذكرنا ،وف ًقا لمفهوم العلائقية ،فإن نهج جفعات حبيبة هو أنه إلى جانب التعامل مع السؤال القائم
في مركز العمل المجتمعي -كيف يعمل الرابط بين المجتمعات على بناء الشراكة ومساحة مشتركة -أحد
مكاسب العمل اليهودي العربي المشترك هو تعزيز القدرة المجتمعية داخل المجتمع العربي أي ًضا .من خلال
مسار العمل المشترك يتم بناء القدرة المجتمعية على تحقيق مشاركتهم وشراكتهم في الح ّيز العام ،وذلك لأنه
يُنتج الإلتزام بالعمل بين النشطاء المجتمعيين وأفراد المجتمع ،وكذلك الوعي للذات وللآخر (المصالح المختلفة
للمجموعات الفرعية) ،القدرة على التعبير الواضح عن الآراء ،التعاون بين وجهات نظر مختلفة ،خبرة في
الإدارة البنا َءة للصراعات خلال سير العملية ،المشاركة في صنع القرار ،إدارة العلاقات مع المجتمع الأوسع،
تشخيص واستخدام الموارد والمهارات الشخصية ،تعلّم مهارات المشاركة ،القيادة ،القوة والمسؤولية .هذه
كلُّها تشكل مركَّب الكفاءة الاجتماعية كما هو موضح في الأدبيات (سيدان )2009 ،والمنتشرة أكثر في المجتمع
اليهودي ،متوفرة أكثر للعمليات التداولية ( )Deliberativeمن الناحية الثقافية ،شراكات مواطنين في عملية
تشكيل الواقع على المستوى البلدي ،كما هو موضح في الفصل السادس في الجزء الأول .لذلك ،مع التركيز على
المجتمع العربي ،يشمل هذا العمل التعاوني الإثراء المتبا َدل ،ويُستَخدم أي ًضا للتعلم والإلهام الذي يعتمد عليه
كل مجتمع في عمله المجتمعي الداخلي .ويشمل ذلك تعزيز البنية التحتية والقدرات في المجتمع العربي مع
الاستفادة من تلك الموجودة في المجتمع اليهودي .هناك مثال جيد عن ذلك في الجزء التالي من الفصل ،والذي
يصف كيف أن العمل المجتمعي في الشراكة بين مجلس إقليمي مجيدو والمجلس المحلي طلعة عارة أدى إلى
تمكين المجتمع في طلعة عارة ،بشأن نشاط غاليري الفنون التي تم إنشاؤها في زلفة وحققت إنجا ًزا ها ًما على
مستوى المجتمع وبين المجتمعات.
صحيح ،أنه على المستوى الهيكلي التنظيمي وفيما يتعلق ببناء البنية التحتية للعمل المجتمعي ،فإن عملية
التعلم والتمكين تخدم المجتمع العربي أكثر؛ ومع ذلك ،من المهم التأكيد على أن عملية التعلّم في العمل
المجتمعي اليهودي -العربي ،من الإلتقاء والعمل المشترك هي ذات اتجاهين وحتى أنها تخدم السكان اليهود
بشكل أكبر ،الذين هم أقل انكشافًا ،مقارنة بالعرب ،على ثقافة جيرانهم في حياتهم اليومية .بالإمكان رؤية
كيف أنه في العمل المجتمعي هناك أي ًضا مركبات من الاتصال ( )contactبين السكان كجزء من العمل
المجتمعي في مشاريع مختلفة (والتي سيتم التوسع عنها لاح ًقا) ،إلى جانب التغييرات الهيكلية وتقليص
الفجوات من خلال إنشاء البنى التحتية ومناليّة الموارد والقوة في المجتمع العربي ،بروح المفهوم المب ّي في
الجزء النظري.
| 266الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
نقطة الانطلاق في مفهوم جفعات حبيبة هي أنها ترى المجتمع بمثابة فئة سكانية مؤطرة ضمن إطار جغرافي-
إقليمي محدد ،والتي تشكل نظا ًما اجتماعيًا يحافظ على قنوات التواصل وعلاقات التبادل بين مجموعة
متنوعة من الجهات الفاعلة في القطاعات الثلاثة (الحكومية -المؤسساتية ،قطاع الأعمال والمجتمع المدني) ،بما
في ذلك السكان غير المنظمين (من خلال المفهوم المجتمعي في "شدموت" ،وهي هيئة مهنية لتطوير القيادة
في المجتمع في كلية "أورانيم" ،التي رافقت جفعات حبيبة في عملية بناء مفهوم العمل المجتمعي) .يحدد
مفهوم جفعات حبيبة أربع دوائر لتعزيز المجتمع والبناء ،وليس بالضرورة بترتيب زمني ()chronological
ولكن بالتوازي :دائرة المجتمع الداخلي ،الدائرة بين المجتمعات (بين مجتمعين في شراكة) ،الدائرة الإقليمية
(التي سيتم التوسع عنها في الباب التالي) والدائرة الخارجية على مستوى الدولة ،وهي دائرة بناء مجتمع
مشترك في إسرائيل .هناك دائرة أخرى ،الخامسة ،وهي دائرة عالمية تشارك فيها جفعات حبيبية في مشاريع
دولية .تؤثر المستويات المختلفة على بعضها البعض ،لذلك فإن التعزيز على مستوى معين له تأثير أي ًضا على
المستويات الأخرى ،إذا كانت هناك علاقة متبادلة بينها – والتي تسعى إلى بنائها الشراكة بين المجتمعات،
لأنها تعمل على جميع المستويات بالتوازي.
نموذج العمل في الشراكة بين مجتمعين متجاورين مشابه للشكل الذي يتم به العمل على المستوى البلدي.
في بداية عمل الشراكة ،يتم مسح الاحتياجات ومجالات الاهتمام التي تسعى المجتمعات إلى العمل فيها،
تشخيص المصالح والاهتمامات المشتركة التي يمكن دفعها من خلال "طاقم مجتمعي" تم إنشاؤه لهذا الغرض،
والذي يتضمن تمثي ًل جديًا للمجتمع بالإضافة إلى مسؤول من السلطة المعنية الذي يعمل في المجتمع ،والذي
يرافق ويدعم الطاقم .التوازنات في طاقم المجتمع تختلف عن الطواقم الأخرى من حيث أن الهيمنة (The
)dominanceوالقيادة هي من قبل السكان ،ولموظفي السلطات يوجد دور داعم ومرافق ،من خلال الربط
بموارد السلطات ،حسب الحاجة وطبيعة المشروعات المختلفة .ممثلون من طاقم المجتمع هم أعضاء في طاقم
القيادة وشركاء في القرارات الواسعة للشراكة الواسعة.
يعمل إلى جانب الطاقم ،مرافق من قبل جفعات حبيبة ،الذي يساعد على بلورة خطة العمل وتنفيذها
المتواصل كجزء من العمل الجاري للطاقم .في إطار إعداد خطة العمل ،يدرس الطاقم ما هي الموارد ال ّلزمة
لتنفيذ المشاريع التي يرغب الطاقم في العمل بها ،وكيفية الاستعانة بمختلف الجهات والهيئات في المجتمع
وتجنيدها لتنفيذ البرنامج .كما ُذكر ساب ًقا ،فإن المجلس ،الذي يقود عملية الشراكة والذي يرعى أنشطتها
المجتمعيةُ ،ملزم بالمساعدة في المشاريع والتج ّند لعمليات التنفيذ .تتلاءم طبيعة العمل في الطواقم وعملية
المرافقة مع التوصيف الموجود في الباب المخصص لنموذج مرافقة الشراكة في العمل الجاري.
يثير هذا المفهوم المعضلات ويتطلب مزي ًدا من التفكير حول التوازن الضروري بين العمل داخل المجتمع وبين
المجتمعات ،وحول الأثمان التي يتم دفعها لتطوير المجال المجتمعي في المجتمع العربي عندما لا يتم التركيز
بشك ٍل كا ٍف على تطوير القيادة ،رأس المال البشري وتطوير الرؤية البلدية -المجتمعية ،في إطار عملية داخلية
منفصلة للنشطاء والمسؤولين العرب.
عن العمل في إطار العمل الإقليمي سيتم التوسع في الجزء المخصص عن العمل الإقليمي لاح ًقا.
267
.IIأمثلة من الحقل وما يمكن التعلم منها
.1مركز الفنون في َز َلفة
أحد النجاحات المثيرة والذي يشكل إنطلاقة في الشراكة بين الأزواج المجتمعية هو إنشاء مركز فنون
وغاليري في قرية َزلَفة العربية ،في المجلس المحلي طلعة عارة ،كجزء من شراكة طلعة عارة ومجيدو.
تم إنشاء المركز من قبل طاقم فنون ،تم تأسيسه من قبل طاقم القيادة للشراكة في أعقاب إبداء
الإهتمام في هذا المجال ،وتم دفعه ،بالأساس ،من قبل السكان ،من كلا السلطتين المحليتين .أظهرت
السنة الأولى من أنشطة الطاقم ِج ّدية النشطاء ،وأظهرت لأعضاء طاقم قيادة الشراكة ،بمن فيهم
رؤساء السلطات ،الإمكانيات الكامنة في هذا الموضوع .خلال هذا العام ،وبرفقة مرافقي الشراكة
ومن خلال المشاورات مع مركز جفعات حبيبة للفنون ،أقام الطاقم دورات لأبناء الشبيبة والكبار،
تو ّجه الطاقم للمدارس لفحص إمكانات التعاون ،د َر َس البنية التحتية للغاليري والنشاط القائم
في مختلف البلدات في المجلس الإقليمي مانشيه ،وقام بإحصاء عدد الفنانين في طلعة عارة ،أع ّد
برنام ًجا لمعارض مشتركة وأقام معر ًضا لأحد الرسامين من سكان طلعة عارة في إحدى الغاليريهات
في بلدة مجيدو .بلور الطاقم رؤية وخطة عمل لإنشاء مركز حديث في طلعة عارة ،وأشار إلى
النقص في البنى التحتية من أجل تنفيذ هذا النشاط .ساعد هذا النشاط على تحفيز المسؤولين في
الشراكة من أجل السير قُ ُد ًما بالفكرة .وفي السنة الثانية من النشاط حظيت الخطة بدعم من قبل
رئيس مجلس طلعة عارة لإقامة مركز فنون في قرية َزلَفة .ومن أجل إنشاء مركز الفنون ،الذي
يضم غاليري ومرك ًزا للإثراء ومرك ًزا فنيًا ،تم تخصيص مبنى المجلس القديم في َزلَفة ،بالإضافة إلى
ميزانية لتجديد المكان وإعداده لإقامة الأنشطة الجارية مثل الغاليري ومركز للدورات ،تكاليف
الإيجار والميزانية الجارية .يُ َعد الغاليري ومركز الفنون الأول من نوعهما في المجتمع العربي حيث
تتم إدارتهما برعاية السلطة المحلية .
كانت الرؤية للمكان ،المفتوح والفعال على مدار السنة ،أن يصبح مكانًا دافئًا للفن والإبداع لسكان
طلعة عارة ،ولخلق بُعد آخر في الحياة الثقافية في المجتمع ،من خلال كشف السكان على فن
معاصر ومثير للاهتمامَ ،جلْب معارض لفنانين من المنطقة ومن جميع أنحاء البلاد ،توفير مساحة
ومنصة لعرض أعمال للفنانين الشباب والواعدين ،إجراء حوار بصدد للفنون والفنانين وإقامة
المعارض بروح الثقافة المحلية ،كل ذلك من خلال تعاون مثمر بين المجتمعين العربي واليهودي.
على مدى السنوات الثلاث التي انقضت منذ تأسيسه ،تم إقامة أكثر من 10معارض وعشرات
الدورات وورشات العمل التي انكشف فيها جمهور الكبار والأطفال على الفنون .تقام المعارض
هناك ،على الغالب ،من قبل فنانين عرب ،معارض فردية ومعارض من الخارج ينكشف من خلالها
سكان المنطقة على الفنانين والمبدعين في المجالات المختلفة والمتنوعة .وتجري أي ًضا دورات لجمهور
هدف متنوع -من رياض الأطفال حتى المدرسة الثانوية ،مركز لكبار السن التابع للسلطة المحلية،
جمهور الزوار من البلدة ومن خارجها .غالبية الزائرين والعاملين في المركز هم من سكان المجلس
وضيوفهم ،وجيران من المنطقة وزائرين طارئين .وتجري هناك دورات فنون لفئات سكانية متنوعة
-أطفال في رياض الأطفال ،مجموعات طلاب ّية ،الكبار ،المسنين ،ومجموعات من العرب واليهود.
وبالإضافة إلى ذلك يعمل المكان كمركز للأنشطة والمبادرات في الشراكة ،وللتعلّم عن الشراكة
اليهودية العربية للمجموعات القادمة من الخارج ،الوفود والطلاب.
| 268الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
يشير هذا المثال إلى عدد من الإنجازات المهمة:
.1تشكيل طاقم مشترك ملتزم من السكان والمسؤولين من السلطات ،يعمل م ًعا من خلال بناء
علاقات شخصية وشراكة بالمعنى العميق للكلمة -قيادة رؤية مشتركة مع ربطها بالأهداف
الأساسية؛ استيضاح مشترك ومتكرر لجدول الأعمال؛ التزام طويل الأمد من خلال الاستجابة
للتحديات والمبادرات الجديدة التي تعمل على توسيع نطاق الأنشطة من خلال شراكة
أيديولوجيةِ -قيَميّة؛ تجنيد القوى لإحداث تغييرات أساسية وعلى مستوى ال ّنظُم طويلة المدى.
.2مأ َسسة نشاط يهودي عربي مشترك ومستدام.
.3تمكين السكان من أجل قيادة عملية تغيير وكسب تأييد المسؤولين الكبار في السلطة لتنفيذها.
.4تطوير المهارات وال ُبنى التحتية في المجتمع العربي في مجال الفنون ،من خلال شراكة كاملة
مع أفراد المجتمع من ذوي الخبرة المهنية ،التعلّم المتبادل على أساس الخبرة والبُنى التحتية
القائمة في المجتمع اليهودي.
.5تو ّسع ج ّدي في انكشاف المجتمع على الثقافة والفنون وف ًقا لاحتياجاته ،وهو المجال الذي
نشعر بوجود نقص كبير فيه.
.6المكان هو عامل مشجع لزيارات الجمهور اليهودي لبلدة عربية ،الأمر الذي يسمح بتعميق
التعارف مع المكان والمجتمع بشكل خاص ،ومع مواقف وصور نمطية تجاه المجتمع العربي
بشكل عام.
.7التجربة الوجدانية للنجاح المشترك والإنجاز الذي حققته السلطة العربية ،الأمر الذي يشجع
على إقامة المزيد من المبادرات في المكان وفي دوائر أخرى.
.8هذا الأمر يشجع على التعاون ويم ّكن من التواصل مع مجالات الشراكة الأخرى ،مثل التعليم
والبيئة.
.9عززت مرافقة جفعات حبيبة العمل ،صياغة رؤية وخطة عمل ،الوساطة وحل المشكلات طوال
العملية .هذا الأمر م ّكن من إنشاء وتطوير الموقع ،وكذلك تطوير نقاط التواصل.
التحديات وقضايا غير محلولة:
.1تغيير رؤساء السلطات من الممكن أن يغ ِّي سلّم الأولويات والمس بالدعم اللازم للحفاظ على
المكان.
.2لا يزال المكان يتطلب الكثير من الرعاية والتدخل من قبل المسؤولين .إن عملية تجنيد
المسؤولين من السلطة العربية للمشاركة والالتزام بشكل متواصل هو أمر مثير للتحديات
ومرصوف بالصعوبات ،وهذا الأمر من شأنه أن يعيق إقامة تعاون طويل المدى ،مثل التطوير
المُمأسس للموارد.
269
من نشرة "مجيدون" -المجلس الإقليمي مجيدو -سبتمبر 2018
| 270الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات" 270
.2العمل مع نوادي الجيل الثالث
أثناء بلورة أهداف عمل الشراكة ،عملت الطواقم القيادية في ثلاث شراكات (طلعة عارة ومجيدو،
عيمك حيفر وزيمر ،باقة الغربية ومناشيه) مع السكان من الجيل الثالث ،المسنين.
هناك أوجه تشابه تم ّيز هذه المجموعة السكانية في كل زوج من أزواج الشراكة :وقت الفراغ ،حب
الاستطلاع ،الاهتمام بالتواصل والتعارف مع المسنين من السلطة المجاورة ،إطار نشاط مؤسساتي
يرافقه مهنيون داخل السلطة .علينا أن نتذكر أي ًضا أنه توجد للمسنين شراكة مصالح بنيوية،
إنهم يتشاركون الاهتمامات المتشابهة والتي تشكل أسا ًسا جي ًدا للتعارف :لديهم الخبرة والحنين
إلى الماضي مع الرغبة في نقل تراثهم للشباب .يجب علينا أي ًضا أن ننتبه بأننا كثيراً ما سمعنا
أنهم كمس ّنين ،وخاصة أولئك الذين نشأوا في أيام ما قبل قيام الدولة ،يتذكرون أيا ًما مختلفة،
أيام شراكة أوثق بين اليهود والعرب .إنهم بذلك يحملون رسالة مهمة قادرة على تعزيز الوعي
وإمكانيات الشراكة اليهودية العربية بين الأجيال الشابة .لقد وجدنا حتى أنه توجد لبعض كبار
السن معرفة سابقة مع أشخاص من المجموعة الثانية ،الأمر الذي يعزز الاهتمام والدافع لعقد
اجتماعات مشتركة.
وجدنا أن نموذج العمل الصحيح هو الاستثمار في مرافقي الشراكة من قبل جفعات حبيبة ،لكي
يقوموا بمرافقة العملية المشتركة للطواقم المهنية التي تسبق اجتماع المسنين ،وذلك لتعميق
التعارف ،بناء الثقة وتبادل الأفكار المشتركة حول إعداد البرنامج بين المسؤولين عن المسنين في
السلطات المحلية.
في كل شراكة ،تم تحديد برنامج النشاطات وف ًقا للتوقعات ووف ًقا للهيكل المؤسساتي في السلطة.
إلى جانب الشراكة في المصالح وفي المسائل التي تهم المسنين ،يتم التب ّي بوضوح الفروقات الثقافية
بين المجتمعات .وبالتالي ،تض َّم َن البرنامج جولة تعارف واسعة ،التطرق إلى الأسئلة المهنية المتعلقة
بشأن التشابه والاختلاف بين السلطات والمجتمعات .كذلك كانت مسألة الموارد وإمكانات قيام
السلطات بتمويل نشاطات المسنين موضو ًعا يتطلب النقاش .بالإضافة إلى ذلك ،كان من الضروري
بناء الثقة والشعور بالشراكة ،الأمر الذي وجد التعبير عنه في التخطيط المتلائم مع احتياجات كل
مجموعة ،وذلك بمنح الانتباه للاختلافات الكبيرة في بنية المجموعات في كل سلطة (على سبيل
المثال ،الأعمار المختلفة ونطاق الأنشطة المختلفة).
فيما يلي بعض التحديات التي تتطلب المعالجة في هذه العمليات:
1.1تجنيد قياديين للعمل – إحدى الصعوبات التي واجهناها في بعض السلطات هي أن
العمل مع المسنين ،على الرغم من القرار بالعمل في الموضوع ضمن برنامج المشاركة بين
الطاقم القيادي ،لم يجد المكانة المناسبة له في سلم أولويات مديري الشراكة في السلطات،
وبسبب الشعور بكثافة العمل كان من الصعب دفع البرنامج إلى الأمام .لذلك كانت هناك
حاجة لمرافقة مكثفة ولضغط كبير على مرافقي الشراكة ،من أجل دفع النشاط المشترك
طوال الوقت ،وكذلك الأمر في السنوات اللاحقة ،حيث بموجب التعريف تنتقل القيادة إلى
271
المسؤولين في السلطة ويُفترض أن تكون عملية التحرك داخلية ،و َش َعرنا أنه من دون دعمنا
وتوجيهنا المتواصلَين ،الأمر الذي يشمل أحيانًا التدخل من قبل جفعات حبيبة ،سينهار
التعاون .في الواقع ،بمفهوم معين ،فإن العمل مع المسنين يتم على مستوى”المشاركة “وفي
بعض المفاهيم على مستوى”التعاون” ،بينما”الشراكة” على الرغم من النجاحات التي تحققت
على الطريق والمصلحة المشتركة -تبقى بمثابة رؤية.
2.2التغيير الكبير في المدراء ،الأمر الذي لم يسمح بتطوير البرنامج على الرغم من إبداء النوايا
الحسنة وعلى الرغم من الاستثمار في تخطيط البرنامج.
3.3إحدى المشاكل التي ظهرت في جميع الأزواج هي كيفية بناء نشاط مخصص للمسنين ذوي
الاحتياجات المختلفة .الاختلاف الهيكلي والمتغير بين الأطر (مثل أطر المسنين التمريضيين
وأطر المسنين الأصغر س ًنا) المخصصة للمسنين ،هذا الاختلاف يح ّد من إمكانيات العمل
المشترك .ولذلك مطلوب قدر كبير من التعاون بين الطواقم في الفهم والإدراك ثم في الاحتواء
وفي التعامل بأناة مع الاختلافات الهيكلية لكي يكون بالإمكان تفعيل برنامج جدي.
الإنجازات:
1.1البرامج التي جرت كانت ُملهمة ،ناجحة ومتنوعة ،لقد نشأ تواصل جيد ،بما في ذلك التطرق
الحقيقي للقضايا المتعلقة بالعلاقات اليهودية العربية ،حيث تُبدي هذه الفئة السكانية
قدرات أكبر من غيرها في التعامل مع الموضوع ،وكذاك تبدي الاهتمام وحب الاستطلاع
والرغبة في الاستمرار.
2.2نجحنا في مواجهة التحديات ،من حيث توفير المَنالية ،السرعة ،اللغة وال ِجندر.
3.3تم إجراء بحث عميق بشأن عملية إعداد الطواقم اليهودية ،التي انكشفت على المجتمع
العربي ،مثل جولة التعارف لطاقم مناشيه في باقة الغربية .بالنسبة للبعض منهم كانت تلك
المرة الأولى التي قاموا بها بزيارة المدينة في الأماكن التاريخية ،متحف التراث الفلسطيني
وجدار الفصل وغير ذلك .للتلخيص يمكن القول إن الجولة أضافت قيمة كبيرة لتعميق
التعارف وصقل الطاقم ،فقد ساعدت الجولة على بناء علاقة جديّة وتخفيض منسوب
الاغتراب والتقريب بين الطواقم .بالإضافة إلى ذلك ،كان من بين أعضاء الطاقم العربي ،الذين
م ّروا بتجربة تعاونية تسودها المساواةَ ،من ع ّب عن الشعور بالاعتزاز إزاء تراث المدينة
وتطورها ،الأمر الذي عزز الشعور بالانتماء إلى المكان.
4.4إحدى نقاط القوة في البرنامج كانت اللقاءات بشأن الأعياد والمناسبات ،والتي أكد عليها
المسنون م ًعا .الارتباط بالتقاليد أثرى اللقاءات ،التي شملت محادثات حول التراث والتقاليد
على الصعيد الشخصي ،وذلك على الرغم من الصعوبات في اللغة .على سبيل المثال ،خلال شهر
رمضان ،وصل المس ّنون من عيمق حيفر إلى المركز اليومي في زيمر ،شاركوا في ورشة عمل لخبز
الكعك التقليدي لعيد الفطر ،وتعلموا عن تقاليد شهر رمضان وأهميته بالنسبة للمسلمين.
| 272الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
توصيات:
.1إننا نرى أن هناك إمكانيات هائلة في العمل مع المسنين والطواقم المهنية ،ويبدو أنه بالإمكان
العمل في هذا المجال بشكل جيد وتوسيعه وتطويره .وطوال هذه العملية ،كان هناك إثراء
وتحفيز متبادلَين من أجل التعاون ،مثل جولات للطواقم والمسنين للتعرف على الحيّز الجغرافي
المشترك ،مشروع تطوعي مشترك ،محاضرات ،نشاط ثقافي باللغتين ،نشاط رياضي وفعاليات
حرجية مشتركة.
.2للعمل مع المسنين هناك إمكانيات كبيرة تتيح غرس ِقيَم الشراكة ،سواء بسبب الحكمة
المتوفرة لديهم أو بسبب روح التسامح لدى المسنين بشكل عام ،وكذلك بسبب التجارب التي
م ّروا بها في أيام مضت ،الأمر الذي يتيح فتح الأعين على إمكانيات أخرى للعمل .على سبيل
المثال ،قمنا ،بالتعاون مع هيئة مهنية ،بتطوير مشروع في مجال توثيق قصص تاريخية حول
المكان من منظور شخصي (ولكن لم يتم تنفيذ المشروع بسبب التغيير في المدراء) .لقد تعلمنا
أن الشراكة بين المجموعات حول التوثيق ،البحث ،الإنتاج الإبداعي بخصوص الحياة اليومية
التي كانت سائدة في الحيّز المشترك للأجيال السابقة ،تسهم في بناء علاقات جدية ومتساوية
بين المجموعتين العربية واليهودية ،اللتين تتشاركان على منطقة مشتركة.
.3على ضوء الإمكانيات الكامنة ،نوصي بإيلاء الاهتمام في تشكيل الطواقم القيادية منذ بداية
الشراكة ،وكذلك تخصيص موارد واضحة وملائمة ،لأن هذه الأمور لا تقع على رأس سلم
أولويات السلطات ،مع أنها تثبت نجاحها.
زيارة كلية القاسمي
استضافة طاقم الجيل الذهبي في باقة الغربية في دروس الحركة
273
لقاء المسنين من مجالس مجيدو وطلعة عارة
في إطار التعاون بين مجلس إقليمي مجيدو والمجلس المحلي طلعة عارة ،تجري لقاءات
مجتمعية لتوطيد التعارف والعلاقات بين الجيران
قبل ثلاثة أيام من نهاية شهر رمضان ،تناول أعضاء نوادي المسنين في مجيدو ومفوؤوت
عيرون وجبة الإفطار.
كان الاستقبال من قبل طلعة عارة داف ًئا وود ًيا.
حضر هذا الحدث الخاص حوالي 200من سكان البلدات ،يرافقهم المسؤولون في
المجالس وممثلون عن جفعات حبيبة.
جلس المضيفون من طلعة عارة مع الضيوف من بلدات مجلس مجيدو حول موائد حملت
الطعام الشهي والوفير .كانت اللقاءات بين المشاركين دافئة وممتعة ،رغم أنهم لم يكونوا
جمي ًعا من المتحدثين باللغة العبرية .كلمات الترحيب والتحيات والشرح حول شهر رمضان
ُترجمت إلى اللغتين.
حانه عتسيوني ،من جيل أور“ :في الأحاديث التي أجريتها مع الناس لسماع انطباعاتهم عن
اللقاء ،أشاد الجميع باللقاء باعتباره حد ًثا خا ًصا يودون تكراره ،وكان من المؤسف أنهم لم
يفهموا الشرح الذي لم يتوفر دائ ًما بالعبرية .لقد كان اللقاء مفي ًدا ونأمل مواصلة التعرف على
جيراننا بشكل أفضل .شك ًرا لطاقم جفعات حبيبة وشك ًرا لمجلسنا على طرح هذه الفكرة ”.
.3مسيرة شخينيم /جيران
يقيم مجلس إقليمي وادي حيفر ،سنويًا ،مسيرة للسكان في المجلس في أوائل الربيع .وهذه
المسيرة هي واحدة من أكبر الفعاليات التقليدية السنوية للمجلس .في إطار الشراكة مع مجلس
محلي زيمر ،تَ َق َّرر إقامة مسيرة مشتركة عام .2017وبالنسبة لعيمق حيفر يتم التعبير عن مفهوم
الشراكة في المسيرة في عدة جوانب :اختيار مشترك للطريق في المنطقة المتاخمة للمجالس ،بحيث
تعبر أراضي كلا السلطتين ،جعل المسيرة في إطار علاقات الجوار وتعزيز الوعي لحياة الجوار
والشراكة من خلال المسيرة ،عرض مجموعة متنوعة من الأنشطة على طول مسار المسيرة بروح
الشراكة والانكشاف المتبادل للسكان على مختلف الثقافات ،إنتاج /تنظيم المسيرة م ًعا من خلال
عمل مشترك في الأشهر التي تسبقها .بالنسبة لزيمر ،يشمل مفهوم الشراكة بالإضافة إلى الجوانب
المذكورة ،إبراز الشراكة والمساواة في اتخاذ القرار في الإعداد لهذه المسيرة.
من جوانب عديدة ،حققت المسيرة نجا ًحا كبي ًرا :تم اختيار جولة مشتركة في منطقة جميلة في
الجزء الشرقي من عيمق حيفر والجزء الغربي من زيمر ،حيث تمر المسيرة عبر المجالس اليهودية
والعربية ،الأمر الذي أدى إلى انكشاف بلدات زيمر على العديد من سكان وادي حيفر الذين شاركوا
في المسيرة ،وقسم منهم تخطى بحضوره حاج ًزا نفس ًيا .كذلك تقرر بشكل مشترك تسمية المسيرة
"شخينيم /جيران :بروح الشراكة بين عيمق حيفر وزيمر" (انظر الملصق أدناه) .كانت هناك محطات
أدارها سكان زيمر حيث فتحوا بذلك نافذة على ثقافتهم .وأتاحت أقسام الشباب في السلطتين
لأبناء الشبيبة خلق الصداقات وتشغيل عدد من المحطات م ًعا.
| 274الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
إلى جانب ذلك ،أثار العمل على المسيرة حساسيات وتعقيدات في العلاقات اليهودية العربية الأمر
الذي أتاح الفرصة للتمعن في الأمر سوية للاستفادة ولدفع الأمور باتجاه عمل جدي .من المهم
التأكيد هنا أن المسيرة أصبحت بالفعل تقلي ًدا في عيمق حيفر ،مع العديد من الجوانب التي
ضربت جذورها في الأرض والتي يجب قبولها كما هي (على سبيل المثال ،الحقيقة بأن المسيرة
تجري يوم الجمعة) ،حيث أثار ذلك الشعور المألوف لدى المشاركين في المجتمع العربي بأنهم لم
يكونوا شركا َء كاملين ومتساوين أو أنهم جزء من عملية صنع القرار .هذا الشعور أخذ بالاتساع
فقط على ضوء المنظومة المؤسساتية في عيمق حيفر ،التي أبرزت الفجوات في البنية التحتية وفي
القوى العاملة وفي تقاليد إنتاج فعاليات مجتمعية .من جهة أخرى ،كانت هناك توقعات في عيمق
حيفر ،لمزيد من مشاركة المسؤولين من زيمر في التحضير للمسيرة .مفهوم التعاون هنا كان مختل ًفا:
فقد قامت عيمق حيفر بدعوة أهالي زيمر ليكونوا شري ًكا كام ًل وشعروا أنه لم تكن هناك استجابة
لدعوتهم؛ أهالي زيمر ،من جانبهم ،شاركوا بقدر ما سمحت لهم الظروف ،في عملية سمحت لهم
ظروفها الافتتاحية بمشاركة محدودة فقط .أتيحت لجفعات حبيبة ،بصفتها مرافقة للعملية،
الفرصة لاستيضاح مفاهيم الشراكة /التعاون /المشاركة ،وكذلك تص ُّور كل شخص بالنسبة لما هو
مرغوب وما هو متاح .لعبت جفعات حبيبة دو ًرا مه ًم في التجسير بين الأطراف وتوضيح المفاهيم
والتوقعات المختلفة ،وتمكين كل مجتمع من رؤية وفهم المجتمع الآخر .لعبت جفعات حبيبة
دور الوسيط ،على سبيل المثال لدى ظهور صراع حاد عندما تب ّي لأهالي زيمر أن المنشور الذي أُعد
في عيمق حيفر كُتب باللغة العبرية فقط :بالنسبة لقرية زيمر ،فإن كتابة الإعلان بطريقة تعبر
عن هيمنة اللغة العبرية ،تعكس علاقة من انعدام المساواة وتعطي تعبي ًرا ها ًما ،حتى ولو رمزيًا،
عن كونهم ثانويين وعن الحواجز أمام الشراكة الحقيقية؛ بالنسبة للسلطة اليهودية ،التي لم يعتد
سكانها على الشراكة مع الجيران العرب ،كان لا ب َّد من خلق عادات جديدة تدريجياً ،ونشر الدعوة
التي كان نصفها باللغة العربية التي لا يعرفونها ،قد يؤدي الى ردود فعل وإلى مخاوف .كانت
هناك حاجة إلى التشخيص المبكر للحساسية من قبل طاقم المرافقة من جفعات حبيبة وقيادة
عملية وساطة معقدة .أظهرت العملية الأهمية بأن يفهم كل مجتمع الاحتياجات والتحديات
والمخاوف التي يواجهها المجتمع الآخر .بالنسبة لموضوع الإعلان وللمشاعر المركبة التي أثارها ،كان
من الممكن أن يتحول الأمر لأزمة تهدد استمرار برنامج الشراكة؛ ومع ذلك ،ونظ ًرا للعلاقات التي
قد تطورت ونظ ًرا لعمل ّية الوساطة من قبل جفعات حبيبة ،تمك ّنا من تحويل هذا الأمر لرافعة
من أجل التفاهم المتبادل ،وكذلك لإجراء مناقشة هادفة تساعد المشاركين من كل مجتمع على
رؤية التحديات والصعوبات في المجتمع الآخر.
أظهر التحضير للمسيرة اختلافات ثقافية ،أنماط عمل مختلفة ،مخزونات إدراكية مختلفة وفجوات
بين المجتمعين ،الأمر الذي يقود للإحباط ولصعوبات في بناء الوعي بالشراكة .ولكن ،ومن جهة
أخرى فقد توفرت هنا الفرصة لمواجهة هذه القضايا المعقدة ،التي تتطلب العمل المتتابع
والمستمر ،الأمر الذي يتطلبه إطار الشراكة.
في المستقبل سنتب ّي فيما إذا كانت هذه البنية التحتية قد أدت إلى النجاح والاستدامة على المدى
البعيد .في غضون ذلك ،كان من الصعب تحقيق الاستمرارية في إنتاج الفعاليات الثقافية المشتركة.
275
ومع ذلك ،من المهم التأكيد على أن المسيرة جرت ،ولأول مرة ،أي ًضا خارج حدود عيمق حيفر،
وكشفت سكان عيمق حيفر على الجيران العرب ،الذين لا يزور الكثيرون مناطقهم ،أتاحت فرصة
الدخول في تجربة الضيافة والترحيب من قبل أهالي زيمر للأهالي في المجتمع المجاور ،الإعلان عن
الشراكة بين السلطات والشروع في التعاون في المشروعات المركبة– وهو أمر هام للمجتم َعين .سار
رؤساء السلطات سوية على طول الطريق ،الذي شمل المناطق المتنا َزع عليها وأتاح الفرصة لرؤساء
السلطات لمناقشة هذه المسألة والخروج بأفكار لمعالجة مشترَكة للمشكلة في لجنة الحدود،
وكانت المحطات المتميِّزة مكتظة بالأهالي الذين أبدعوا وعملوا م ًعا .أثارت المسيرة الذكريات لدى
السكان من الفترة التي كانت فيها زيمر جز ًءا من المجلس الإقليمي عيمق حيفر .أثبتت تقارير
المشاركين في المسيرة من السلطتين على أن التجربة تركت أث ًرا في نفوسهم عن نجاح الحدث،
حتى لو كانت التجربة مركبة ومعقدة بالنسبة للمن ِظمين .بالإضافة إلى ذلك ،أثبتت التقارير عن
المسيرة في الجريدة المحلية وفي موقع وادي حيفر أنها تجربة مهمة .إلى جانب التجربة الإيجابية
والتمكين ّية بين السكان والمسؤولين الناشطين في الشراكة ،والجهد الكبير الذي تع ّي بذله من أجل
مشاركة منظّمة للشباب والطلاب في يوم لا تجري فيه الدراسة ،التجربة الإيجابية التي مروا بها،
فقد ُسمعت في زيمر أصوا ٌت أخرى ع ّبت عن معارضتها للتجربة المشتركة ،وذلك لأن الحديث
يجري عن يوم الجمعة وكذلك لأسباب سياسية .من المهم التأكيد على أنه على الرغم من الأصوات
المعا ِرضة ،فقد تركت المسيرة انطبا ًعا إيجاب ًيا بشأن علاقات الجوار بين المجالس.
مسيرة جيران /شخنيم بمشاركة رؤساء السلطات ،عيمق حيفر وزيمر
| 276الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
إعلان لمسيرة الجيران عيمق حيفر وزيمر
277
.4مثال شراكة كفر قرع وبرديس حنا كركور :هيكل الشراكة ومسار العمل
مثال آخر على العمل المجتمعي ،الذي يمكن التعلّم منه بشكل جدي ،هو العمل المجتمعي في
الشراكة بين برديس حنا كركور وكفر قرع .كانت هذه هي الشراكة الأولى في برنامج "الشراكة
بين المجتمعات" ،وتم تنفيذها فعليًا قبل عامين تقري ًبا من مأ َسسة البرنامج .على هذا النحو ،كان
نموذج العمل أقل بلور ًة ،وكان التوجه يقضي بالبدء بطريقة أقل بنيوية وتنظي ًم ،وتوسيع الأنشطة
خلال العمل والتعلّم؛ جرى ذلك ،تحت عنوان "مبادرة مجتمعية" وتم فيها استخدام قدرات
جفعات حبيبة للربط بين المجتمعات .وضعت جفعات حبيبة عد ًدا من الأفكار بشأن مشاريع
مجتمعية أمام مديري الأقسام في كلتا السلطتين ،وأنشأت منتديات مشتركة للتفكير والنشاط.
وكذلك فقد أقيم سمنار لتمكين طواقم المجالس ،تم عقد 6جلسات دراسية للعاملين في المجالس
ونشطاء الدائرة المجتمعية .لقد كانت هناك عدة أهداف من وراء ذلك :اجتماع ذوي الوظائف
الهامة ،التعرف المتبادل على هيكلية المجالس والمشاكل اليومية ،توطيد تفكير أولي مشترك للتعاون
بين المجتمعات .كان القصد من ذلك تعزيز الثقة بين المجتمعات وبين المسؤولين في السلطات،
وذلك على أساس نهج التواصل ،وذلك بدون الطموح لإنشاء شراكة كما هو موضح في الفصل
الثالث في الباب النظري.
في إطار هذه المنتديات ،تم طرح عدد من الأفكار لمشاريع مجتمعية هامة (مشروع دمج الفنانين
من كفر قرع في فعاليات البيت المفتوح في برديس حنا كركور ،برنامج محاضرات للأكاديميين
والمثقفين من كفر قرع ،منتدى الكتّاب ،حوار أكاديمي حول المجتمعات المشتركة ،مسيرة مشتركة،
وغير ذلك) .كان يتوجب العمل على عقد اجتماع للطاقم المسؤول ،لبحث كل فكرة من هذه
الأفكار ،استيضاح مدى الاهتمام بالموضوع ،درجة الاهتمام بمرافقة المشروع من قبل جفعات
حبيبة (لأنهم حتى لو أرادوا الترويج للمشروع– فإن إدراك الحاجة إلى التوجيه المهني لهذه
العملية المركبة غير واضح) ،إيجاد المصادر المالية ،وفي حال خروج المشروع لحيّز التنفيذ -تخصيص
ُمرافق من موظفي جفعات حبيبة.يختلف شكل ترتيب الأمور وعملية تطوير الشراكة ،بشكل
تام ،عن ترتيب العمل وإعلان النوايا كما سيُعرض في نموذج العمل (أنظر الفصل الرابع من هذا
الباب) .صحيح أن الفرضية الأساسية متشابهة في كلا النموذجين -الدوافع تأخذ بالتكون من
خلال العمل وتتيح تعميق وتوسيع النشاط؛ ومع ذلك ،فإن عملية التطوير المو َّضحة في العمل
المب ّي هنا تُركّز أقل على عمليات اتخاذ القرار وعلى خلق الالتزام بين قادة الشراكة كمرحلة أولية
ضرورية ،وذلك قبيل دراسة مشاريع محددة ودفعها إلى الأمام .النهج "العضوي" /التلقائي ،الذي
يتجاهل أهمية الهيكلية التنظيمية للشراكة وأخذ المسؤولية من قبل السلطات في تجنيد الموارد
الأولية (القوى العاملة والموارد الاقتصادية) ،حقق نجا ًحا كبي ًرا على المدى القريب ولكنه محدود
على المدى البعيد .حظي المشروع بالنجاح في الأنشطة التربوية ،حيث الهيكلية التنظيمية هناك
أكثر وضو ًحا وتنظيماً ،وكذلك الأمر في المجالات المجتمعية حيث قامت الشراكة ببناء قاعدة جيدة
(تم افتتاح دورات -نساء يطبخن السلام ،نساء يسافرن م ًعا ،تعلّم اللغة العربية العامية في مركز
برديس حنا المجتمعي ،دورة مشتركة للإسعاف الأولي ،دورة أمومة ،جولات متبا َدلة للنساء وكبار
السن ،دورات أعشاب طبية ،لقاءات بين طلاب ومعسكر كرة القدم للسلام في الصيف -المستمر
حتى يومنا هذا) .كذلك تم عقد عدد من اجتماعات اللجنة التوجيهية قادها مديرا الأقسام
الاجتماعية ،كما بدأ الموظفون في عقد الاجتماعات بمفردهم ،دون الحاجة لمرافقة جفعات حبيبة.
| 278الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
و ُعقد أيضا سمنار سنوي تلخيصي لعامين متتاليين .ولكن ،مع مرور الوقت كان من الصعب
الحفاظ على العمل المجتمعي بين السلطتين ،وتم دمج المشاريع المجتمعية في المشاريع الإقليمية.
لاحظنا ،كذلك ،أن ممثلين عن السلطات يشاركون في الدورات الإقليمية الجارية في جفعات حبيبة
(الجمعيات ،البيئة ،رجال الأعمال ،إلخ).
كما ُذكر ساب ًقا ،كان النجاح المحدود يرجع جزئياً إلى الحقيقة أنه في إطار الدخول في الشراكة
وملا َءمة التوقعات ،لم تطلب جفعات حبيبة إنشاء الآليات الثابتة الضرورية لصيانة وتفعيل
الشراكة باستمرار ودون الإعتماد على رئيس المجلس والطاقم المتغ ّي ،وبأن تحدد السلطات القوى
العاملة المخصصة للمشروع .القوى العاملة هذه كانت ضرورية لإنشاء نظام أولويات مختلف في
السلطات ،من أجل إبراز الحاجة إلى الشراكة وتركيز موارد الوقت والاهتمام المطلوبَين من السلطة
في العمل الجاري .سبب آخر هو أنه في مرحلة مبكرة نسبياً من النشاط ،تم الإيحاء مسب ًقا من
قبل رئيس إحدى السلطات ،أنه من المهم تعزيز الأنشطة التعليمية في الشراكة ،ولكن الأنشطة
المجتمعية والبلدية لا تحتل مكانة عالية في سلم الأولويات .نجاح العمل التربوي والمجتمعي في
المرحلة الأولى كان نتيجة العلاقة الشخصية الجيدة بين رئيسي السلطتين والتزامهما ،هذه العلاقة
قامت جفعات حبيبة ببنائها (لقد شاركوا أي ًضا في رحلتين ،قامت جفعات حبيبة بتنظيمها ،إلى
فرنسا والولايات المتحدة ،لتجنيد الأموال من أجل الشراكة) ،وكذلك بسبب التزام مدراء أقسام
الرفاه والمعارف جن ًبا إلى جنب مع رؤساء السلطات .يمكن التقدير أن الدخول الأكثر تنظيماً والتزا ًما
في عملية الشراكة كان من شأنه منع هذا التغيير ،أو كشف هذا النهج في مرحلة أولية أكثر -مما
كان سيسمح باستيضاحه وتعديله ،أو فحص منظّم للموارد المطلوبة من أجل عمل مستمر في
الشراكة ،أو ،حتى اتخاذ قرار بأنه كان من الخطأ الدخول في شراكة مجتمعية في هذه المرحلة.
من أجل خلق الاستدامة طوال الوقت ،من الخطأ بناء شراكة فقط على أساس ُحسن نوايا أفراد
دون بناء آليات دائمة لا تعتمد عليهم طوال الوقت ،وجزء مما تعلمته جفعات حبيبة من هذه
التجربة هو أنه بدون تخصيص الموارد اللازمة لنجاح الشراكة ،فتوصيتها المهنية تقضي بالقيام
بنشاط محدد واحد فقط ،وف ًقا للقدرات ،بدل ًا من تأسيس "شراكة مجتمعية" مر ّكبة .علاوة على
ذلك ،عانت هذه الشراكة من الحقيقة أن هذه السلطات ليست مرتبطة ببعضها البعض :البُعد
الجغرافي َج َعل من الصعب بناء التتابعية والإدراك لضرورة بناء شراكات بين المجتمعات على
المستوى البلدي .لقد تعلمنا أي ًضا أن الشراكة بين السلطات لا يمكن أن تنجح إلا عندما يتشارك
كلا المجتمعين الحدود بين مناطق نفوذهما .وكما ذكرنا ،تعلمنا أنه من الضروري بناء الأسس،
البنية التحتية التنظيمية والاقتصادية للشراكة ،لكي تعمل على دعم عمليات البناء الأولية لوعي
الشراكة ولتم ّكن من استمرار وجود نشاط مجتمعي .وأي ًضا ،حتى داخل جفعات حبيبة ،كانت
القوى العاملة محدودة وكان عدد الوظائف المخصصة لتعزيز هذه الشراكة أقل من العدد الذي
رافق الشراكات اللاحقة .كما أظهر المثال الأخير في الفصل السابق -أي ًضا بوجود هيكل تنظيمي
واضح للشراكة (طاقم قيادة ،لجنة توجيه مقلصة ،مدير شراكة على مستوى السلطة ،التوقيع على
ميثاق للشراكة) كل هذا غير كا ٍف إذا كانت البنية التحتية داخل السلطة ،غير كافية للمحافظة
على شراكة مستمرة بين أعضاء الطاقم القيادي.
279
الفصل الثالث
الدائرة التربوية
.1التربية للحياة المشتركة
تف ّعل جفعات حبيبة البرامج التعليمية التي تعزز المواقف والأدوات لبناء الأسس للحياة في مجتمع مشترك
منذ عشرات السنين .قسم التربية في المركز اليهودي العربي في جفعات حبيبة ،وفي إطار برنامج الشراكة بين
المجتمعات ،وبرؤية إقليمية ،يف ّعل برنام ًجا متعدد الأجيال في منطقة جغرافية متميزة ،منطقة وادي عارة.
المقصود هنا برامج متنوع واستراتيجيات متعددة ،ابتدا ًء من مرحلة الروضة وحتى نهاية المرحلة الثانوية.
العمل في شراكة مع الدوائر البلدية والمجتمعية تو ّسع نطاق التعاون مع المسؤولين ذوي الصلة من أجل
إحداث تأثير واسع ،لأن الشركاء في العمل هم رؤساء السلطات ،مديرو أقسام التربية والتعليم ،مفتشون،
مدراء مدارس ،معلمون ،وغيرهم من أفراد المجتمع .البرامج هي متعددة السنوات وتستند على العمل
المتواصل لرؤساء أقسام التربية والتعليم وطواقم المدارس وذلك بتوجيه وإشراف قسم التربية والتعليم في
جفعات حبيبة.
نحن نعتقد أن التربية في إسرائيل يجب أن تر ّكز على مجالات مثل التربية للمساواة ،التربية من أجل تعليم
المواطنة الهادفة والداعية للشراكة ،التربية من أجل تفكير مدن ّي ومن أجل العدالة الاجتماعية ،التربية الانتقادية
ومن أجل المواطَنة الف ّعالة .كل ذلك ،لأن المجتمع الإسرائيلي ،المك َّون من اليهود (الأغلبية) والفلسطينيين
(الأقلية) ،يجب أن يتعامل مع مسألة الاحتواء الإيجابي والعادل للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل ،وأن يخلق
طرقًا حقيقية لحياة تستند على واقع الحياة المشترَكة حيث يم ّكن للمصالح المشت َركة أن تن ّمي نسيج حياة
أكثر عدالة ،ثرا ًء واستدامة .وعليه ،تدير جفعات حبيبة برامجها انطلاقًا من منطلقات التربية للسلام ،الاعتراف
بأنه لكي يكون هذا التعليم مؤث ًرا يجب أن ينبع من مجالات مضامين هامة :التربية للتفكير المدني التداولي
(،)Deliberativeالتربية للتعددية الثقافية ،التربية لقيم المواطنة العالمية ،التربية فوق المحلية والإقليمية.
إننا نعتقد أن هذه الإضافات تع ّزز البرنامج ،تو ّسع دائرة الشركاء والمؤيدين وتعزز التفكير المدني لدى الطلاب.
تم ّيز الأدبيات بين التربية المباشرة للسلام والتربية غير المباشرة للسلام .الأولى تقوم بمواجهة الافتراضات الأساسية
في الصراع ،مواجهة مفاهيم المجتمع تجاه المجموعة الأخرى ،تجاه روايتها ،الانتقاد لرواية المجموعة البيتية،
تغيير التو ّجه للصراع والتاريخ الذي أوجده ،جنبًا إلى جنب مع إعادة بناء نماذج للمصالحة ،المساواة والسلام.
يتجنب التعليم السلام غير المباشر ،بشكل متع ّمد ،مهاجمة افتراضات المجتمع الأساسية في سياق النزاع،
وينشغل بالتفكير النقدي ،التعاطف العرقي ،التسامح ،حقوق الإنسان ،المواطنة التداولية وتسوية النزاعات
(بار طال وروزين .)2009 ،في الوضع الحالي ،عندما لا يتوفر النضج لمناقشة بنا َءة لهذه القضايا المر ّكبة ،فالادعاء
هنا بأنه لا يمكن التثقيف المباشر للسلام .التعليم غير المباشر يبني معتقدات واتجاهات جديدة ،مشاعر وقيَم
إلى جانب اكساب المهارات ،وكلها تدعم صنع السلام (المرجع نفسه ،ص .)574هذا الأمر يتماشى مع المفهوم
الوارد في الفصول السابقة .تتمثل نقطة الانطلاق في البرامج التربوية في جفعات حبيبة في السعي لتحقيق
تعليم غير مباشر للسلام ،وفض ًل عن ذلك التركيز على المناطقية المشترَكة والمصالح المشتركة ،والى ذلك يُضاف،
بحذر وبشكل تدريجي بشكل ب ّناء وكمدماك متقدم ،قضايا الهوية والرواية .في السنوات الأخيرة ،يتم التركيز
| 280الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
في برامج جفعات حبيبة التربوية على التربية من أجل تمكين القدرات المدنية ،في حين تسعى البرامج في هذا
المجال إلى معالجة ضعف المجتمع الديمقراطي لخلق مواطَنة فعالة مبادرة ،تضع التحديات أمام ممثلي
الجمهور وتطالبهم باليقظة في صنع القرار والتنفيذ .إحدى الطرق المذكورة في الأدبيات والممارسة لإنشاء
مسارات تداولية هي من خلال إنشاء مجتمع يعمل على تعزيز المناقشات العميقة والشمولية على المستوى
المحلي وعلى إشراك الآخرين .تعتمد هذه النماذج على الافتراض بأنه يمكن تثقيف الناس على تنظيم أنفسهم
على مستوى الحي أو البلدة أو الشراكة ،وحتى على المستوى الإقليمي ،للعمل كهيئة سياسية تتخذ القرارات
من خلال مناقشات تشا ُركية ،تساعد في تذويت قيم الاحتواء ،التسامح ،الحوار والجوانب الأخرى التي تخدم
التثقيف للسلام بشكل غير مباشر.
الشروط اللازمة لإنجاح التثقيف المباشر للسلام -الظروف السياسية والاجتماعية (عملية سلام في مراحل
التنفيذ ،الدعم الواسع بين الجماهير لعملية السلام ،النضج للمصالحة ،دعم سياسي مؤسساتي لتعليم السلام)
والظروف التربوية (دعم ملحوظ من وزير التربية والتعليم في مواجهة الافتراضات الأساسية للصراع ،مع تف ُّهم
المجتمع لرواية مجموعة الخصم من خلال توجه انتقادي لرواية مجموعة البيت) -هذه الأمور لا يمكن
توفيرها اليوم في دولة إسرائيل .دولة إسرائيل لا توفّر الأجواء الداعمة من أجل التربية للسلام والمساواة.
يشير المختصون في مجال التثقيف للسلام إلى الصعوبات الج ّمة في التأثير على المواقف ،المشاعر والتصورات
فيما يتعلق بالمجموعة القومية الأخرى ،في حالة وجود صرا ٍع مستع ٍص بين المجموعتين .من أجل مواجهة
هذه المشكلة وتعزيز المجتمع المشترك من خلال التربية ،تعمل جفعات حبيبة على استراتيجية منهجية
ولائية تعتمد على القيادة المحلية متعددة القطاعات ،لتُق ِّدم الدعم المحلي والإقليمي العلني وعلى المستوى
المؤسساتي للنشاط التربوي ،وذلك كجزء من التزام السلطات لتعزيز الشراكة اليهودية العربية ضمن البرنامج.
نظ ًرا لأن البرامج التربوية هي جزء من نسيج أنشطة الشراكة المستمرة (جنبًا إلى جنب مع الأنشطة البلدية
والمجتمعية) ،فهي تُنتج عد ًدا كبي ًرا من النشاطات لتعزيز الشراكة اليهودية العربية ،في حين أن نسيج
العلاقات بين الأنشطة المختلفة يتيح التغيير النوعي إلى جانب التغيير الك ّمي :مقابل تثقيف الجيل الفتي في
الأطر المدرسية ،يشارك بعض الآباء والأجداد في أنشطة داخل الشراكة ،الأمر الذي يتيح إجراء حوا ٍر هاد ٍف
بينهم .يلتقي الطالب مع هذه الشراكة في حلقات مختلفة في الوقت نفسه ،بما في ذلك في السياسة والعمل
الجماهيري من قبل المسؤولين في المجالس ،حيث بإمكان جفعات حبيبة الوصول إليهم أي ًضا ومن ثم تطوير
مواطَنة فعالة للطالب لتغيير ظروف الواقع ،كما سيتم شرح ذلك في القسم التالي .إن تركيز جفعات حبيبة
على المستوى البلدي يعني التركيز على المستوى المتوسط(:)Mizo levelعلى المستوى الماكرو ،أي على مستوى
الدولة -القدرة على التأثير هناك بشكل كبير والاعتماد على الموارد الوطنية محدود ،على مستوى الميكرو -أي
على مستوى اللقاء بين الأشخاص والتغيير الذي يجلبه بروح نظرية الاتصال ،فإن التغيير هناك ليس كاف ًيا .في
المقابل ،فإن العمل الشمولي على مستوى الحكم المحلي والسلطات المحلية يتيح إحداث تأثيرٍ واسعٍ وشام ٍل
ومنهج ٍي وبالتالي مستدا ٍم .هذا ،في حين أن نظرية التغيير تشير إلى أن التأثير على مستوى المجلس يمكن أن
يؤثّر على عمليات التغيير إلى الأعلى ويؤدي إلى عمليات تغيير على المستوى القطري.
لمواجهة محدودية الإمكانيات للتعليم المباشر من أجل السلام ،وبعد مواجهة صعوبات في معالجة القضايا
الصعبة بشكل مباشر ،الأمر الذي أدى إلى التصعيد بدلاً من التقريب ،تؤكد نقطة الانطلاق في جفعات حبيبة
على السعي غير المباشر لتحقيق التربية للسلام ،عن طريق التركيز ،على سبيل المثال ،في مضمون "الح ّيز
العام المشت َرك" على طريق التعلّم المشترك .الافتراض هو ،أنه إذا تعلمنا أن نتناول الأمور م ًعا بشكل انتقادي،
كيهود وعرب يعيشون في نفس الحيّز العام المدني ،وإذا ك ّنا نخطط م ًعا ،اليهود والعرب ،لمناطق تحتوي
281
وتحترم مختلف المجموعات الموجودة في المجتمع (بما في ذلك مجموعات أخرى مه َّمشة في المجتمع وداخل
كل مجموعة) -سيكون من الممكن بناء الوعي والممارسات للمجتمع المشترك .تؤدي هذه الممارسة أي ًضا إلى
استيضاح قضايا الإقصاء ،الاحتواء أو التمثيل -وقضايا الهويّة التي تنشأ عن هذه الاستيضاحات والملاحظات،
والتي تنتمي أكثر إلى مجال التربية المباشرة.
تدعي جوتمان ( )1987أنه يجب التثقيف على طرح الأسئلة بشأن التقاليد والمُ َسلّمات في المجتمع .وت ّدعي
كذلك أنه يجب منح الطالب الفرصة للتقييم ،الحكم واختيار الطريقة الصحيحة للحياة حسب رؤيته .حسب
رأيها يتوجب على المدارس أن تسمح بذلك لطلابها ،وأن تسمح لهم بالخروج من حياتهم الخاصة إلى المجال
العام ،لخلق العالم الصحيح من وجهة نظرهم .يشير آخرون إلى أنه من المهم منح الطلاب الأدوات اللازمة
لاحتواء التركيب وتعداد وجهات النظر في الحيز العام ،وتمكينهم من احتواء هذا التركيب وتطوير القدرة
على الحوار في الح ّيز العام .لذلك ،تقوم جفعات حبيبة بتطوير المهارات المدنية من مرحلة الروضة حتى
التخرج من المدرسة بواسطة أساليب تدريس ملائمة ،مع التركيز على الدمج ما بين الفعاليات المنهجية وغير
المنهجية ،والمناقشة على أساس الاحترام والحوار (الذي يعتبر الوصول لاتفاق بين وجهات نظر مختلفة بمثابة
قيمة مركزية) حول القضايا الإقليمية الملموسة في حياة الطلاب اليومية ،وبالتالي ربط النظرية بالتطبيق ،ومن
خلال مساعدة الطلاب على التعاون حول مصالح محلية مشتركة.
من أجل إنشاء مجتمع مشترك ،يجب تعميق التعارف والإدراك بأهمية اللقاء بين الثقافات الأمر الذي يوفّر
فر ًصا أوسع لإنشاء حيّز ثالث ،الحيّز بين الثقافات .بروح النظرية العلائقية ،نرى أهمية تم ّيز هذا الحيّز ،الأمر
الذي لا يقتصر فقط على الاختلاط الموجود فيه ،ولكن بكونه مكانًا يمكن أن يُنشئ شيئًا جدي ًدا ومختل ًفا،
بحيث يصعب على الهيمنة ان تد ّجنه ،لأنه لا يمكن وصفه من خلال العلاقة الثنائية " ."Binaryوف ًقا لعالِم
الاجتماع هومي بابا ،الذي وضع هذا المصطلح ،فإن تميّز الحيّز الثالث هو أنه يش ّل علاقات القوة بين المسي ِطر
وبين "الآخر" ،هذه العلاقات التي تم ّيز الح ّيز الثنائي ،لأن مكانة المسي ِطر «الطبيعية» وما تضفيه من امتيازات
تفقد معناها .يتميز الح ّيز الثالث بازدواجية المعنى وتناقضات ِقيم َية وعاطفية ،التي تتغذى على حيوية
"الآخر" في تواصله المستمر مع المهيمن ،وهؤلاء ينتجون هوية جديدة تنتفض على الثنائية ،لأنها تنكر مجرد
وجودها .وبالتالي ،فإن برنامج جفعات حبيبة للتربية من أجل الحياة المشتركة يشجع التفكير العابر للثقافات
الذي يبني حيّ ًزا ثالثًا مع تعزيز مهارات الوساطة بين الثقافات.
هناك تأكيد آخر في الفهم التربوي لجفعات حبيبة الذي يأخذ في الإعتبار أن الحدود المكانية للسكان العرب
في إسرائيل كانت منعزلة ومنفصلة لسنوات طويلة ،ولكن بمرور الوقت تغ ّيت الأمور بسبب العمليات
الاجتماعية السياسية ،الوظائفية والهيكلية .وعلى نحو متزايد ،نشهد الاختلاط في السكن ،التشغيل والتجارة،
حيث يتحول الح ّيز العام بشكل تدريجي من منفصل الى مشترَك (باري -سوليتسيانو وغوفر .)2009 ،من
أجل تحقيق الإمكانيات الكامنة في التعاون ،التعددية الثقافية وحسن الجوار ،يضيفان ،بأن هناك حاجة
إلى تخطيط وصياغة السياسة العامة من قبل الحكم المحلي والمركزي ،في مسائل تتعلق بالحيز الحكومي،
الجماهيري ،التربوي ،المدني وكذلك الوعي.
يجب الانتقال من مفهوم الح ّيز المأسور في إطار مفاهيم "الحصن" ،الديانات ،الأسوار ،المدن القديمة أو
المق ّدسة (رابينوفيتش ومونتريسكيو ،)2008 ،الأمر الذي يقود إلى طريق مسدود ولا ُي ّكن من الأخذ بعين
الاعتبار العمليات الأخرى للتشابك الاجتماعي بعي ًدا عن الخلافات العرقية ،مع التغلب على المناطق العمياء
التي لا تتيح رؤية التعاون المهني ،المناطق السكنية المختلَطة ،مجالات عمل أخرى التي تحيي المدن والح ّيز
التعددي .في هذا السياق ،يوجد في اسرائيل براعم لعمل تربوي منظّم في مدينة الرملة ،قائم على شراكة
| 282الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
تعليمية بين المدارس المتجاورة في المدينة ،بالإضافة إلى عدد من البرامج أقل منهجية في حيفا ،يافا وعكا.
تختلف التحديات التي نواجهها لكونها تتعامل مع عمليات إقليمية ،وليست عمليات بين المدن .تسلّط البرامج
التربوية الضوء على التعاون الإقليمي ،المساحات المختلطة ،وأمثلة على المرونة في الهوية وما بين الثقافات،
مع التأكيد على المشاكل والمصالح الإقليمية.
المفهوم الآخر الذي يتم التأكيد عليه هو ،Glocalizationوهو مفهوم يصف ظاهرة دمج عمليات عالمية
وعمليات محلية تحدث في العالم الحديث ،من أواخر القرن العشرين وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين.
الدمج التناقضي بين الاتجاهات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية (الفوق القومية ،العالمية) وبين التوجهات
الهويّاتية والاتجاهات السياسية المحلية يُضعف الدولة القومية (تلك الوحدة التنظيمية للوضع الحديث
الذي ساد في السابق) .العولمة هي القوة التي تؤدي إلى تآكل الدولة القومية من "أعلى" ،في حين أن المحليّة،
كرد فعل مضاد ،تؤدي الى التأكل من "القاع" (بمعنى الهويات الإثنية ،الدينية ،الثقافية وما إلى ذلك).
Glocalizationهو الخطوة الجدلية بين الاتجاهين المتناقضين .وف ًقا لهذه الروح ،فإننا ننطلق من الافتراض
أ ّن كل "مكان" يتأثر أي ًضا من الأماكن الأخرى ،ولا يوجد فصل بين العالمي والمحلي ،ولكن العالمي ينهار
ويصبح جز ًءا مه ًم من المحلي ،بدلاً من وجود شيء ما متجانس .تق ّدم اليونسكو منط ًقا تربويًا يستثمر الموارد
في التعليم من أجل المواطنة العالمية ،ويستند هذا المنطق التربوي إلى حجة مفادها أنه يتوجب على التربية
اليوم أن تركّز على التثقيف لوجهات نظر واسعة بحيث يتمكن مواطنو المستقبل من التعامل وبشكل عقلاني
مع القضايا العالمية التي تواجههم .تشمل أهداف اليونسكو :تعدد الهويات إمكانية تطوير "هوية جماعية"
تتجاوز هويات محددة؛ تطوير معرفة عميقة في القضايا العالمية والقيَم العالمية مثل :العدالة ،المساواة
والاحترام؛ تطوير المهارات العقلية للتفكير الناقد ،المنهجي والإبداعي الذي ينطوي على وجهات نظر مركبة
ومتعددة التوجهات؛ تطوير القدرات العاطفية التي تشمل المهارات الاجتماعية ،القدرة على التواصل والعمل
المشترك ،التعامل مع الصراعات ،التجسير بين أشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات؛ تطوير القدرات على
مستوى السلوك التعاوني والعمل بمسؤولية لإيجاد حلول عالمية للمشاكل العالمية والبحث عن الصالح العام.
انطلاقًا من هذا التوجه ،يسعى مفهوم جفعات حبيبة التربوي إلى إنشاء روابط بين المحلي والعالمي في المناهج
الدراسية ،وزيادة القدرات على إنشاء تعاون ومسؤولية في عالم مترابط حيث يزداد به الاعتماد المتبادل.
الملا َءمة للقرن الحادي والعشرين :يمر نظام التعليم الإسرائيلي في عملية ملا َءمة مع القرن الحادي والعشرين.
إنه برنامج وطني يهدف إلى الوصول إلى طرق تدريس مبتكرة في المدارس واكتساب مهارات القرن الحادي
والعشرين ،مع دمج تكنولوجيا المعلومات .ICTتتمثل الرؤية في أن إعداد خريجي جهاز التربية والتعليم
لمتطلبات عالم العمل والأكاديميا في القرن الحادي والعشرين يتطلب اكتساب مهارات مختلفة عن تلك المهارات
في القرن العشرين :مهارات تفكير عالية المستوى تشمل الإبداع ،التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات؛
مهارات العمل التعاوني والتعلّم الذاتي والأخلاقيات؛ مهارات معالجة معلومات الاتصال الرقمية بما في ذلك
معرفة وسائل الإعلام ،معرفة تكنولوجيا المحوسبة .بعض برامج جفعات حبيبة تسير في هذا الإتجاه وتسعى
إلى تبني المبادئ الثلاثة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم ،مع التركيز على إيجاد بيئة تعليمية رقمية ملائمة
للمدارس والطلاب ،وذلك لإرشاد المعلمين عن بعد ،والحوار المستمر بين الطلاب والتعلّم الرقمي.
برامج جفعات حبيبة تجري في ثلاث دوائر :اكتساب المعرفة (الانخراط في تعلّم الثقافة والتعددية الثقافية
وف ًقا للمراحل المو ّضحة في الأدبيات؛ إنشاء الروابط بين المحلي والعالمي في المناهج الدراسية؛ زيادة القدرة على
خلق التعاون والمسؤولية) ،اكتساب مهارات (دمج أدوات لتعلم كيفية المشاركة في حوار قائم على الاحترام في
القضايا الاجتماعية والتركيز على المهارات التي تعزز التفكير النقدي؛ تعلّم قضايا اجتماعية ،بحث ومناقشة
283
تعدد وجهات النظر كقيمة؛ مسا َعدة الطلاب على التعاون في المصالح المحلية المشتركة وتعميق الفهم بشأن
حق المجموعات التي تعاني من التمييز في الاحتجاج)؛ تنمية القيم (التفكير النقدي ،التعاطف الإثني ،التسامح،
المشاركة المدنية الفعالة ،إدارة وحل النزاعات).
حسب جفعات حبيبة ،يجب أن يتم التعليم من أجل الحياة المشترَكة ،في خمسة مسارات مختلفة :لقاء ،تعلّم
مشترك ،تأهيل معلمين ومدراء ،اكتساب لغة الآخر ،تطوير القيادة ضمن أطر التعليم اللامنهجي.
برأينا ،يجب أن يكون التعليم من أجل مجتمع مشترك جز ًءا من التعليم الرسمي ،ومن التعليم غير الرسمي
كذلك .يجب أن يكون جز ًءا من عملية مستمرة تبدأ من مرحلة روضة الأطفال .يجب أن يتطور البرنامج
من اجتماع لمرة واحدة إلى عملية مستمرة متعددة الأعمار ومتعددة السنوات ،بحيث يتحول الح ّيز التربوي
من شراكات عفوية بين المدارس ،الى تربية إقليمية منظّمة تعمل على تنمية الوعي للحياة المشتركة على
المستوى الإقليمي .برامج جفعات حبيبة توفّر حل ًا متعدد الأعمار ،وعمليًا فهي تتيح للمتعلِّم المشاركة في
البرامج التربوية للعيش المشترك من مرحلة روضة الأطفال ومروراً بالتعليم الابتدائي والمرحلة الاعدادية وحتى
المرحلة الثانوية .بذلك فإن جفعات حبيبة تقدم عملية تط ّورية ،بحيث يتم تكييف الالتقاء مع القضايا
المتعلقة بالحياة المشتركة ل ِس ّن المشاركين وقدرتهم على التعامل مع التعقيدات التي تنطوي عليها مسألة
العيش المشترك في إسرائيل:
مرحلة رياض الأطفال -برنامج «الاتصال» والتعارف بين أطفال الروضة في إطار "الشراكة بين الروضات"،
حيث يكون المضمون هو التعرف على الآخر ،الإبداع ،التجربة ،الثقافة.
الابتدائية ب -برنامج "معاً في الفنون -الاستدامة -البيئة" ،لقاء "ناعم" يجمع بين التعارف وبين تجربة العمل
المشترك التي يتردد صداها في الحيّز العام المشترك ،على حد سواء في المجتمع أو في الطبيعة المشت َركة للجميع.
يمبدشأت َرالكبةرنالتمطجوبيلرقاا ٍلءأأموحاردالتي ايلقتوحاميفةظفيعلكىلالمصشترَف،ك.تليويهتم8 مسؤولية من الإبداع ،تح ُّمل يشمل البرنامج مزي ًجا
ومعا ِص. وهو موضوع مهم تناول القضايا البيئية،
لقاءات مدرسية تُقام على التوالي في المدرستين ،واجتماع تلخيصي مشترك مع أولياء الأمور .يهدف البرنامج إلى
خلق التواصل والتعارف من خلال الإبداع المشترك ،تطوير التفكير الإبداعي المستقل ،تعليم التقنيات والعمل
مع مواد متنوعة ،ربط الطلاب بالبيئة التي يعيشون فيها وفهم تأثير الفنون عليهم.
كما ُذكر أعلاه ،يعمل البرنامج كجز ٍء من برنامج الشراكات ،بالتعاون مع السلطات المحلية ،ويتألف عاد ًة من
زوج من الصفوف من زوج سلطات في الشراكة .كما يؤكد البرنامج على تعزيز الانكشاف للشراكة اليهودية
العربية في الدوائر المجتمعية .يقود البرنامج مي ِّسون ومعلمو فنون من جفعات حبيبة ،بالإضافة إلى مربيات
الصفوف .من المفترض أن تأخذ المربيات زمام الأمور وقيادة البرنامج سوية مع مدرسات الفنون ،لكننا وجدنا
صعوبة في الحصول على موافقة المدارس على وضع البرنامج تحت قيادتها ومن خلال مرافقتنا ،بدلاً من
قيادتنا الكاملة .التحدي الآخر الذي نواجهه هو الفجوات في التح ّفز بين المدارس اليهودية والعربية للمشاركة
في برنامج طويل الأمد :المدارس اليهودية مليئة بالبرامج ،في حين أن المدارس في المجتمع العربي تحتاج أكثر
للبرامج ،وخاصة تلك التي تسمح بالانكشاف على المجتمع اليهودي والاختلاط به.
الابتدائية د -برنامج "معاً في المجتمع" ،الذي يستخ ِدم عالَم الفنون للتقريب ولخلق حوار هادف بين الطلاب
اليهود والعرب وتعزيز الشراكة التربوية .يتعلم الطلاب عن الح ّيز العام والخاص والفرق بينهما ،مراعاة
احتياجات الآخر وتكييف العمل مع الحيّز البيئي واحتياجات المجتمع خارج ح ّيز المدرسة (على سبيل المثال،
رسم لوحة جدارية كبيرة على جدار خارجي للمدرسة تطل على الشارع) .مبنى البرنامج مشابه لمبنى برنامج
| 284الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
"م ًعا" للصف الثاني (اجتماع أحادي القومية في كل صف ،تتبعه 8لقاءات في المدارس ،ومن ثم اجتماع تلخيصي
مشترك مع أولياء الأمور) .أهداف البرنامج :تعزيز المشاركة في المجتمع من خلال البرنامج اليومي الشخصي،
الجماعي وعلى مستوى المؤسسة؛ تذويت المفهوم أن الانسان هو إنسان اينما تواجد ،من خلال تعارف شخصي
بين الأطفال؛ التواصل والتعرف على الآ َخر والمختلِف؛ خلق عملية مستمرة من اللقاءات بين اليهود والعرب
على أساس المساواة ومن خلال عمل مشترك يجري داخل المجتمعين اليهودي والعربي؛ تشجيع الأطفال في
سن مبكرة من المجتمعين (اليهودي والعربي) على التفكير الإبداعي" ،خارج الصندوق" ،الأمر الذي يش ّجع على
إيجاد حلول للمشاكل في الواقع المر ّكب؛ التربية لتحمل المسؤولية نحو المجتمع.
مفهوم نقل المسؤولية ،مع كل التحديات التي ينطوي عليها ،مشابه لمفهوم برنامج "م ًعا" لصفوف الثاني .يدمج
هذا البرنامج أي ًضا العلاقات مع السلطات المحلية ،ويسعى إلى انكشاف المجتمع كلِّه عليها وعلى منتجاتها.
صفوف الخامس -الثامن -برنامج ("نتعلم معاً").البرنامج مع ّد للطلاب من منطقة جغرافية واحدة ،وهو
مع ّد للتعليم عن المناطقية المشتركة ،العلاقة العاطفية نحو المنطقة ،التعرف على المنطقة ومعرفة َمن يعيش
فيها ،الوصول إلى الموارد الإقليمية والقدرة على المشا َركة في العمليات التي تؤثر على المنطقة .يبدأ البرنامج
بسمينار تعارف في جفعات حبيبة ،ثم يستمر بالتناوب في المدارس اليهودية والعربية ،أيام دراسية مشتركة
من قبل مربيتي الصفين ،معلمة يهودية ومعلمة عربية (مع التوجيه والإرشاد المهني من قبل موظفي قسم
التربية في جفعات حبيبة) .تنتهي العملية بجولة مشتركة لأحد المواقع في المنطقة.
العمل في برنامج الجغرافيا الإقليمية والتعرف على مجتمعات المنطقة -إنشغا ٌل أقل في المضامين المركبة
للتربية المباشرة للسلام -هذا الأمر يجعل مديري المدارس والمعلمين ،وخاصة من المجتمع اليهودي ،يشعرون
بتهديد أقل ويزيد من رغبتهم في مواصلة الاندماج في البرنامج .يعمل هذا البرنامج للعام الرابع ،في 9أزواج
من الصفوف ،وجميعهم من المنطقة ،ويُعتبر هذا البرنامج الأساس في برنامج التربية الإقليمية في جفعات
حبيبة .ويشمل كذلك الانكشاف على العمل المشترك في دوائر المجتمع بطرق مختلفة ،مثل مشاركة الآباء من
بعض أزواج الصفوف ،جولات في أماكن مختلفة في المنطقة.
على الرغم من نجاح البرنامج ،فإننا نواجه تحديات مؤسساتية تشكل عائ ًقا قد يهدد استمراره ،مثل نقص
الموارد من جانب المدارس (خاصة فيما يتعلق بالسفريات المطلوبة في إطار البرنامج) ،أو الصعوبة في تنسيق
جلسات الدراسة المشتركة بسبب الاختلاف في يوميات المدارس ،مثل أيام العطل وأيام عمل المعلمين ،إلخ.
المرحلة الاعدادية ثامن ،تاسع -يهدف برنامج "طلاب يعلمون طلاب" إلى خلق حوار حقيقي وذي معنى بين
اليهود والعرب في إسرائيل ،كجزء من بناء النسيج الاجتماعي التعددي الضروري لبناء مجتمع مشترك .يقوم
البرنامج على الافتراض الأساسي أ ّن الحوار ضروري لبناء مجتمع إسرائيلي عادل ،وأن يشعر الجميع بالانتماء إليه.
يسعى البرنامج لإجراء حوار صادق وشجاع -وصعب في بعض الأحيان -الذي بدونه لا يمكن أن يكون هناك
بناء مشترك لمثل هذا المجتمع .يشدد البرنامج على توفير شروط مسبقة وضرورية للحوار الهادف والحقيقي،
في وضعٍ نجد فيه أن الحوار التلقائي بين اليهود والعرب غير موجود تقريبًا ،بحيث يت ّم تناول قضايا الهوية،
المساواة ،المجتمع المشترك ،القيادة والمواطنة الفعالة ،اللغة ،إدارة النزاعات وتسويتها وغير ذلك .جزء كبير
من نشاط البرنامج يتم في نشاطات أحادية القومية التي تركّز على نقاط مختلفة في المجموعات اليهودية
والعربية ،بحيث يتم تأهيل هذه المجموعات لإجراء حوار هادف يتيح رؤية مركّبة من خلال التعلّم والتعرف
على الذات وعلى الآخر ،ولكن دون إلغاء الذات .هذا إلى جانب تطور الوعي والدينامية التي تتضمن الاعتراف
بالاعتماد المتبادل .هدف البرنامج هو البناء المزد َوج ،سواء للهوية القومية المتم ّيزة أو الهوية المدنية كجزء
من الرؤية لبناء مجتمع مشترك.
285
يعمل البرنامج منذ 31عا ًما في المدارس اليهودية والعربية في إسرائيل .يتم ذلك كجزء من البرنامج الدراسي
الأسبوعي المحدد في أزواج الصفوف الاعدادية .الجمهور المسته َدف وإطار العمل هما الطلاب ،المعلمون
ومديرو المدارس .معظم مرشدي البرنامج هم مد ّرسون في الطاقم التدريسي في المدرسة تم تدريبهم على تسيير
البرنامج ،باعتبار ذلك عنص ًرا ها ًما في تنفيذ البرنامج بعمق في المجتمعات المدرسية .يشتمل البرنامج على 25
لقا ًء أحادي القومية وحوالي 4لقاءات مشتركة.
كجزء من برنامج الشراكة ،تم تغيير نموذج العمل ،حيث تم التركيز على العمل المستمر في أزواج من المدارس
التابعة لأزواج المجتمعات ،وذلك بدعم من السلطات (رؤساء أقسام المعارف ،البيئة وغيرهم من المسؤولين
ذوي الصلة) والقيام بجولات وأنشطة فيما يتعلق بالشراكة بين السلطات ،إلى جانب انكشاف البرنامج على
الدوائر المجتمعية (لقاءات متعددة الأعمار التي تسرد الروايات المختلفة).
على الرغم من نجاح البرنامج ،من المهم أن نذكر التحديات والصعوبات التي نواجهها ،والتي يجب مناقشتها
عند تنفيذ هذا النوع من البرنامج :صعوبة في مطابَقة مبنى الفرق العربية واليهودية (القدرة على الحوار)
بسبب الاحتياجات المدرسية المختلفة؛ التباين في التحفيز والقدرة على مناقشة القضايا المدنية (المساواة،
الديمقراطية ،التمييز ،إلخ)؛ صعوبة بناء برنامج اجتماعات خلال السنة بسبب الفصل بين جهازي التعليم،
العربي واليهودي؛ الصعوبة في الانكشاف الكافي بسبب فعاليات البرنامج المحدودة.
المدرسة الاعدادية سابع ،ثامن ،تاسع« -سيكون على ما يرام»،وهو برنامج لتعليم اللغة والثقافة العبرية
في المدارس العربية بواسطة معلمين يهود :على خلفية الوعي بأن اللغة تلعب دو ًرا حيويًا في تعزيز الحراك
الاجتماعي ،كما هو الحال في تعزيز التفاهم بين الثقافات بين المجموعات المتنازعة ،طورت جفعات حبيبة
برنام ًجا متم ّيزا لتعزيز اللغة العبرية في المدارس العربية في إسرائيل ،يهدف البرنامج إلى توسيع معرفة اللغة
والثقافة العبرية بين طلاب المدارس الثانوية العربية ،من أجل تعزيز قدراتهم على النجاح في المجتمع
الإسرائيلي ،مع خفض مستوى العداء ،الخوف والقوالب النمطية تجاه المواطنين اليهود .برنامج « -سيكون
على ما يرام» ،هو برنامج لتشجيع الحديث الحر باللغة العبرية ولتعزيز الشعور بالقدرة على المحادثة في
بيئة ناطقة باللغة العبرية ،مع التركيز على اللغة العامية والثقافة اليومية المعاصرة .ير ّكز البرنامج على توفير
الأدوات اللازمة لتحسين القدرة على الاندماج في المجتمع ،في الأكاديميا وفي سوق العمل .من بين الأهداف
الأخرى للبرنامج :تقليل الآراء المُ ْسبَقة والتفكير النمطي ،ورفع نسبة الطلاب الذين يختارون إجراء امتحانات
الثانوية العامة في 5وحدات لغة عبرية .يندمج البرنامج مع موضوع اللغة العبرية في المدرسة ويتضمن اجتما ًعا
أسبوع ًيا يجري بشكل مستمر خلال العام الدراسي.
المدرسة الثانوية -برنامج "لقاءات" ،وهو عبارة عن سمينار لمدة يومين في موضوع المجتمع المشترك ،لتعزيز
الحوار وتذويت قيم المجتمع المشترك بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب .يتضمن السمينار العديد من ورشات
العمل والأنشطة المختلفة في مجال "المجتمع المشترك" ،بحيث يتيح للطلاب خوض تجربة مباشرة للتعرف
على المواطن الآخر والمختلف ،وذلك إلى جانب التعلم والمناقشة بشأن بناء مجتمع مشترك .من بين أهداف
السمينار :الحد من الاغتراب والقوالب النمطية ،تنمية القدرة العاطفية على قبول وجهات النظر الأخرى
والتعامل مع عدم الاتفاق ،تعزيز القدرة على عرض المواقف والاحتياجات بطريقة تم ّكن من الإصغاء ،تعزيز
الاستعداد للتواصل في نشاط إيجابي مشترك ،خلق تو ّجه إيجابي نحو إمكانية حياة مدنية مشتركة على أساس
المبادئ الديمقراطية.
الصفوف التاسع -الثاني عشر -برنامج "الحيّز المشترك" ،وهو عبارة عن سلسلة من ال ّسمينارات ليو ٍم واح ٍد بين
| 286الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
أزواج الصفوف من المدارس اليهودية والعربية التي تعيش في نفس المنطقة الجغرافية .يتناول هذا البرنامج
محتويا ٍت أكثرَ تعقي ًدا ويسعى إلى مواجهة التحدي الذي يواجهه المواطنون الإسرائيليون في الح ّيز العام المشترك
في الحياة اليومية .مشاركة اليهود والعرب في ح ّي ٍز عا ٍّم واح ٍد -المستشفيات ،الحدائق العامة ،مراكز التس ّوق،
وما إلى ذلك -تتطلب اكتساب مهارات تشمل التعرف على المنطقة المشتركة والتنوع القائم فيها ،وتعلم
الخصائص المختلفة للبلدات الموجودة ضمنها ،تعميق الوعي المدني للأماكن العامة المشتركة من حولهم (نقاط
اللقاء) وكيف تشعر الفئات السكانية المختلفة فيها ،وذلك من خلال تعلم مفهوم "الحيّز العام المشترك" في
سياقات مختلفة ،محلية وأوسع نطاقًا ،إلخ .لذلك ،فإن البرنامج يم ّكن الطلاب العر َب واليهو َد الذين يعيشون
في نفس الح ّيز الجغرافي والاجتماعي من معرفة بعضهم البعض على المستوى الشخصي والثقافي ،وعلى أوجه
التشابه والاختلاف ،والتعامل تب ًعا لذلك مع القضايا الإقليمية ،بكل تعقيداتها.
هذا البرنامج جديد ،ويتم العمل به منذ حوالي العام كجز ٍء من برنامج الشراكة .يتم التركيز على العمل
المستمر في أزواج المدارس التابعة لأزواج المجتمعات ،بما في ذلك مشاركة الأهالي والمجتمع ،والهدف من ذلك
هو التوسع لبرنامج أوسع ومستمر ،بحيث يتم توسيع نطاق التفكير الإقليمي مع التعامل مع الدوائر الثلاث
المذكورة أعلاه -المعرفة والمهارات والقيم.
الصف الحادي عشر -برنامج "بعيون أخرى" ،هو برنامج للتصوير والقيادة ،يجمع أبناء الشبيبة اليهود والعرب
ويكشفهم على إمكانية المجتمع المشترك ومسائل الهوية والقيادة بواسطة الكاميرا .تتم اللقاءات أسبوع ًيا ،في
ساعات ما بعد الظهر ،على أساس تطوعي ،واللقاءات مخصصة لطلاب صفوف الحادي عشر .المرحلة الأولى
مك ّرسة للتعلّم ،الأبحاث والتطوير في إطار دروس التصوير والحوار ،التعارف والتعلّم المشترك .من خلال عدسة
الكاميرا ،يتعرفون على بعضهم البعض ،على الثقافات المختلفة ،فضاءات الحياة المختلفة ،المخاوف والآمال،
المخاوف وإمكانيات التواصل الإنساني .بموجب البرنامج ،يحظى المتدربون بالاستضافة والتضييف في بلداتهم،
يشاركون في سمينارين ج ّديين ،يناقشون الفجوات الموجودة بين المجتمعين؛ الاختلافات ،العادات المختلفة،
طريقة الحياة المختلفة والمتشابهة .أثناء تعلّم التصوير الفوتوغرافي ،قامت المجموعة بتطوير مشروع فنون
تصويري ،الذي تم اختيار موضوعه مع مرشدي الدورة ،حيث قامت المجموعة بإعداده وتطويره كمعرض
صور جماعي تم عرضه لأول مرة في الولايات المتحدة ،أثناء إقامة المجموعة هناك في معسكر صيفي مشترك
لمدة ثلاثة أسابيع .تم عرض المعرض بعد ذلك في غاليري السلام في جفعات حبيبة ،وبعد ذلك تنقل بين المدارس
المشاركة في البرنامج لمدة أربعة أشهر ،يندمج المعرض مع الأنشطة القيادية في الحيّز العام ،بهدف نقل رسالة
بناء مجتمع مشترك بين اليهود والعرب.
صفوف الحادي عشر -بالتعاون مع معاهد ،the Haus am Maiberg and Kurt Löwensteتتوجه وفود
من أبناء الشبيبة اليهود والعرب إلى ألمانيا وبولندا لعملية تعليمية مكثّفة ومتع ّمقة ،تتضمن إلقاء نظرة على
التاريخ والروايات والموروثات المتشابكة لهذه الشعوب ،وكيف تؤثر أحداث تلك الفترة عليهم .وفي وقت
لاحق من الرحلة إلى أوروبا ،تستضيف الوفود المحلية ،في إطار الزيارات المتبادلة ،وفود الشباب الأوروبية
وتواصل عملية التعلّم في إسرائيل.
جرت ستة برامج تبادل لوفود شباب في سنوات 2015-2019وذلك خلال العام الدراسي ،والهدف هو توسيع
البرنامج ،الذي كان ناج ًحا للغاية ،في السنوات القادمة .من بين الفوائد التي يحظى بها أبناء الشبيبة الذين
يشاركون في الوفود :تعزيز العلاقات بين الشباب اليهود والعرب المشاركين في الوفد ،وذلك بسبب التجارب
المشتركة واللقاء المشترك مع الشباب الأجانب من ثقافات أخرى؛ هذا البرنامج ،ذو المكانة المرموقة ،يعتبر
حدث القمة بالنسبة للقيادة الشابة؛ تعزيز الهوية الإقليمية للمشاركين وتعزيز الروابط بينهم ،سواء خلال
287
الرحلة المشتركة أو خلال التحضير لزيارة الشباب من أوروبا ،حيث يعرضون عليهم منطقة حياتهم المشتركة؛
تقوية العلاقات اليهودية العربية من خلال كونهم سفراء للشراكة اليهودية العربية.
يتيح الوفد للشباب دراسة التعددية الثقافية وغيرها من القضايا المتعلقة بالحياة المشتركة في إسرائيل ،من
زاوية مختلفة ،تقديم منظور واسع ومتنوع حول القضايا المتعلقة بتعقيدات الحياة المشتركة في إسرائيل.
انكشاف الطلاب على التنوع الثقافي وتعلّم كيف ّية التواصل مع الثقافات وكذلك التواصل مع سكان من ثقافات
أخرى .كما يتيح الوفد للشباب الأوروبي الانكشاف على التنوع في المجتمع الإسرائيلي ودراسته بطريقة مركبة،
وإقامة تواصل مع الشباب الأوروبي أي ًضا في المستقبل.
للمزيد عن البرامج التعليمية الإقليمية والتفكير الإقليمي في التربية ،راجعوا فص ًل منفصلاً في باب "العمل الإقليمي".
.IIأمثلة من الحقل وما يمكن التع ّلم منها
.1ظاهرة العنف في المجتمع العربي -فعاليات في إطار برنامج
”أولاد يعلمون أولاد”
طلاب صفوف التاسع من مدرستين في شراكة مجيدو وطلعة عارة ،شاركوا سوية في برنامج
"أولاد يعلمون أولاد" ،وتمكنوا من إجراء حوار مشترك عميق ومؤثر حول أكثر القضايا إيلا ًما في
المجتمع العربي في إسرائيل -العنف المتزايد .في أعقاب الحوار وفي إطار تطوير مفهوم الديمقراطية
والمشاركة الفعالة في المجتمع من أجل قيادة عمليات التغيير ،قرر الطلاب بشكل مشترك صياغة
رسالة وإرسالها إلى مركز شرطة أم الفحم وإلى القائد العام للشرطة ،يطلبون فيها معالجة مسائل
الجريمة والعنف ،وحتى أنهم أبدوا الاستعداد للمساعدة في الموضوع.
الوضع قبل العملية المشتركة:
أ .افتقار الطلاب اليهود إلى الوعي لظاهرة العنف الموجودة في المجتمع العربي.
ب .الإحباط لدى المجموعة العربية من الشرطة التي لا تتعامل بشك ٍل كا ٍف مع ظاهرة العنف في
المجتمع العربي بالإضافة إلى الشعور بالعجز.
ج .الوعي السلبي والشعور بأنهم كأبناء شببية ،العرب واليهود على ح ٍّد َسواء ،قدرتهم محدودة
على التأثير على الواقع ،بل وحتى مستحيلة.
الوضع بعد العملية المشتركة:
أ .أتاحت هذه العملية للطلاب اليهود التعرف أكثر على واقع حياة الطلاب العرب والأمور التي
تقض مضاجعهم ،تعزيز التعاطف والشعور بشراكة المصير.
ب .في أعقاب ذلك ،أ ّدت العملية إلى الرغبة في العمل سوي ًة لتغيير الواقع ،وكذلك الشعور بضرورة
التج ّند من أجل هدف مشترك (للمجموعة بأكملها) الأمر الذي يخلق التماسك ويشكل الأساس
لبناء مجتمع مشترك.
| 288الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
ج .العمل الفعال الذي قام به الطلاب م ًعا انتج وع ًيا للمشاركة والقدرة على التأثير على مستوى
المجموعة والمستوى الشخصي.
فيما يلي الرسالة المرسلة إلى قائد المحطة:
التاريخ1.5.18 :
حضرة،
نائب الملازم نير يونا
قائد مركز الشرطة
في أم الفحم
الموضوع :شباب يهود وعرب قلقون ،من أجل مجتمع خا ٍل من العنف
تحية وبعد،
برنامج (أولاد يعلمون أولاد) التابع لجفعات حبيبة والذي يشارك فيه أبناء شبيبة من مدرسة
_______ والمدرسة المنطقية _______ ،ويعمل لخلق مجتمع مشترك ،عادل وديمقراطي.
نحن نسعى جاهدين لتمكين مجتمع يشعر فيه المواطنون بالأمن الشخصي والاجتماعي
وذلك بدافع إحساسهم بالانتماء إلى الح ّيز المشترك.
ظاهرة العنف في المجتمع العربي ،في المحيط الذي نعيش فيه ،تبعث على الغضب
والخوف ،ونحن قلقون على مستقبلنا وعلى طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه.
يهمنا أن نساهم في تغيير الوضع .وعليه يسرنا أن نلتقي بكم لكي نفهم كيف يمكننا أن
نعمل وأن نقدم المساعدة.
كلنا أمل أن نتعاون من أجل مجتمع أكثر أمانا وأكثر هدو ًء،
مع الاحترام،
طلاب مشروع(أولاد يعلمون أولاد) من مدارس _______
رقم هاتف المعلم العربي _______ ،رقم هاتف المعلم اليهودي _______
العديد من الصعوبات واجهت النشاطات:
1.1في البداية ،ظهر الإنتقاد داخل المجموعة اليهودية حيال النشاط ،صعوبة التماثل ،عدم القبول
او الرغبة في المشاركة بفعاليات تتعلق بهذه القضية بسبب الأفكار المُ ْسبقة ،القوالب النمطية
والشعور بأن على أعضاء المجموعة العربية "أن يساعدوا أنف َسهم بأنف ِس ِهم" .من دواعي السرور،
أن هذه الأفكار قد تغ ّيت من خلال الفهم أن الانقسام بين " ُهم" و "نحن" غير مفيد ،وأنه
بموجب مفهوم الشراكة يجب العمل م ًعا لمعالجة المشكلة باعتبار ذلك هو التوجه الصحيح.
289
2.2ظهر انتقاد في المجموعة العربية من قبل الكبار ،الذين أعربوا عن عدم ثقتهم بقدرتهم
على التأثير وعلى قيادة التغيير بشكل عام وبالشرطة بشكل خاص .علاوة على ذلك ،كان
هناك قلق من أن مثل هذا التدخل سيضر بالأطفال ،وهذا الأمر أي ًضا من منطلق انعدام
الثقة بالشرطة.
3.3كما أعرب مديرو المدارس في البداية عن قلقهم ،واعترضوا على التعامل مع مضامين تثير
"الضجة" أمام المؤسسة (وزارة التربية).
4.4لمعالجة هذه الصعوبات وغيرها ،تض ّمن البرنامج:
5.5في الاجتماعات المشتركة تم كشف الظاهرة ،نطاقها ،الضيق الذي تسببه للطلاب وأسرهم
(حيث لا يوجد أحد في المجتمع العربي مح َّص ٌن أمام العنف).
6.6العصف الذهني والتفكير الاستراتيجي حول خطوات العمل.
7.7إرسال الرسالة إلى المحطة وتنظيم لقاء مع قائد المحطة ،الأمر الذي شجع المبادرة وعزز شعور
المشاركين بقدرتهم على التأثير على الواقع.
على الرغم من النجاح ،ولدى تحليل المثال من المهم فهم السياق الواسع الذي في نطاقه تم تنفيذ
النشاط .هذا برنامج ينتهي في الصف التاسع ،ولا توجد إمكانية للاستمرار به في مجموعات في
إطار التعليم الثانوي .والبرنامج يعمل في دائرة صغيرة نسبيًا ،ولا يوجد هناك تأثير تراكمي واسع
على الدوائر الأوسع لأبناء جيلهم .بالإضافة إلى ذلك ،فإن الواقع مر ّكب وصعب ،وأحيانًا من الممكن
ان يترك مثل هذا الإجراء المشاركين في حالة من الارتباك والعجز في مواجهة الانتقادات من جانب
الأسر والمجتمع من حولهم .والسؤال هنا هو كيفية إنتاج استمرارية للت ّعلم لمواصلة تعزيز المواطَنة
الف ّعالة في حالة عدم نضج المجتمع لمنحهم الثقة بقدرتهم على أن يكونوا مواطنين مؤثرين ،كل
ذلك بينما هم ما زالوا طلابًا صغار السن ويعيشون في أجواء من عدم الثقة.
ومع ذلك ،يجب التأكيد على أنه بمصطلحات التطور على محور الشراكة ،كما يظهر في الفصل الرابع
من الباب النظري ،فإن هذا النشاط يساعد على الانتقال من حالة "المشا َركة" إلى "التعاون" وبمع ًنى
ما حتى "الشراكة" ،حتى لو كان ذلك بشكل محدد وفي سياق التجربة الفورية :العمل بموجب رؤية
مشتركة وجدول أعمال مشترك؛ اتخاذ القرارات بشكل مشترك مع المناقشة والاستيضاح المتبادل،
سوية مع القيم أو الأهداف أو المصالح المشتركة ،وحتى العمل المنهجي والتكاملي من أجل الصالح
العام؛ مصدر دفع داخلي ،من خلال الاقتناع العميق بأهمية الشراكة اليهودية العربية في العمل
والاعتراف بالاعتماد المتبادل؛ التأثير على الترويج للسياسات وفحص طرق جديدة لضمان رفاهية
السكان ،والدمج بين القوى لإحداث تغييرات أساسية أو إصلاحات منهجية طويلة الأمد ،وغير ذلك.
إننا نعتقد أن العملية التربوية المستمرة لأنشطة كهذه ،تحمل في طياتها القدرة على مساعدة
الطلاب على تطوير وعي الشراكة في س ٍّن مبكرة نسبيًا ،وأن يرافقهم ذلك في حياتهم لاح ًقا ،وبالتالي
بدء حياتهم من نقطة أفضل من الجيل السابق ،عندما يتعلق الأمر بتطوير حياة مشتركة في
إسرائيل.
| 290الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
.2الجمع بين أجزاء الشراكة – وادي المشرع:
تناول المثال الأول في الفصل الأول من هذا الباب ،الطاقم البيئي في شراكة مجيدو وطلعة عارة،
وخاصة في مشروع ترميم وادي المشرع .في المثال الأخير ،نعود إلى هذا المشروع ،حيث نربط هذه
المرة الدوائر البلدية ،المجتمعية والتربوية ،المندمجة في مشروع آخر وهو برنامج "أولاد يعلمون
أولاد" في شراكة مجيدو وطلعة عارة.
في مارس ُ ،2019عقد اجتماع مشترك لمجموعتي مجيدو وطلعة عارة ،وذلك بمناسبة انتهاء عامين من
المشاركة في برنامج "أولاد يعلمون أولاد" ،لتلخيص مشروع ترميم وادي المشرع .التقى الطلاب مع
نشطاء البيئة من السلطتين ،تعلموا عن المشروع ،وقاموا بحملات تنظيف وحلقات نقاش في موضوع
المجتمع المشترك .ساهم اللقاء في تعزيز الشعور بالانتماء والمشا َركة لبناء مجتمع مشترك في المنطقة.
في نهاية برنامج المجموعةَ ،كتب أحد مرشدي مشروع (أولاد يعلمون أولاد) في المدرسة اليهودية
في الاجتماع الذي ُعقد في الوادي:
"من الصعب ح ًقا الوصف إلى أية درجة كان لقاؤنا ناج ًحا ،حيث ش ّكل القمة في برنامج
استمر لسنتين! مسار المشي الساحر على طريق جديد بين أحضان الطبيعة المزدهرة
للمجلسين ،مواصلة القيادة والمشاركة الممتازة للمتدربين الذين قادوا أنشطة ومناقشات
متعمقة حول الطبيعة وحماية البيئة والحياة المشتركة في إسرائيل .وفيما بعد ،في
موقف السيارات ،أطلق 50شا ًبا مبادرة مشتركة حيث قاموا بتنظيف الموقف م ًعا! ولاح ًقا:
جرت سلسلة رائعة من الأحاديث في دوائر صغيرة مع نشطاء محليين ومسؤولين من
المجالس -أحاديث مثيرة للاهتمام وكان من المشجع الاستماع إلى ساندرا من جفعات عوز،
وهي تجلس مع راشد ،حيث تحدثت عن الطفولة المشتركة مع أطفال سالم وزلفة ،وهذا
الأمر مهم وذو صلة بالجيل الشاب ،من أجل أن يدركوا أنهم جزء من تراث ومن سلسلة
مشتركة من جيران يعملون على صنع المستقبل الجيد م ًعا! وأخي ًرا ،الاستضافة السخية
في مخبز في زلفة ومشاهدات وشرح من سالم عن الجدار الفاصل».
الوضع قبل العملية المشتركة:
1.1عدم الوعي الكافي للشراكة بين السلطات والفعاليات القائمة فيها.
2.2تواصل أقل بين مجال التربية والمجال البلدي للشراكة.
3.3عدم الإلمام بالمنطقة القريبة والعلاقة بين التراث والمكان.
الوضع بعد النشاط المشترك:
َ 1.1خلق ال ِصلَة مع المنطقة المشت َركة من خلال التعارف والمشاركة الفعالة في تنظيف المكان.
2.2تجنيد ومشاركة المسؤولين وأعضاء الطاقم البيئي من السلطتين في النشاط.
3.3إقامة روابط بين مختلف الدوائر بطريقة ُتأسس أنشطة الشراكة ،وتمنحها صلاحية منهجية
منتظمة ،وتفتح الباب أمام الاستدامة ،وذلك بدمج القوى المحت َملة للمشاركة في هذه الدوائر
في المستقبل.
291
منتوجات النشاط المشترك:
1.1بالإضافة إلى تعميق العلاقة بين المجموعات والتعارف واللقاء مع المشروع ،تعميق الارتباط
بالبيئة التي يتشارك عليها الجميع وينتمي إليها ،فالبيئة لا تعرف الحدود .عززت المناقشات
مع المسؤولين في السلطات المحلية ،ومع أعضاء الطاقم البيئي والشرطة الجماهيرية الذين
حضروا الاجتماع العلاقة بين الإنسان والأرض .
2.2إعداد لافتات للجدول باللغتين ،تع ّب عن قيم المجتمع المشترك ،وبالتالي تَ ْرك بصمتهم هناك.
3.3بداية بناء تقليد مشترك مرتبط بالمنطقة المشتركة.
من المهم أن نلاحظ أن هذا النشاط ،الذي ت ّم في السنة الرابعة من الشراكة ،هو أحد الأمثلة
القليلة التي عملت فيها طواقم مختلفة في الشراكة م ًعا ،مما خلق فرصة لبلورة رؤية شمولية
ونشاط عابر للطواقم الأمر الذي يخلق الدمج بين المبادرات .نأمل أن تكون هذه الأنشطة ،التي
حازت على ص ًدى إيجابي للغاية في المجتمعات ،بمثابة خطوة ملهمة ونأمل أن تستمر مع برامج
أخرى في الشراكة بحيث تواصل السلطات العمل بها بعد نهاية مرافقة جفعات حبيبة.
إمكانية أخرى كامنة في هذا النشاط ،التي من الممكن أن تزيد من المخاطرة والقلق في المستقبل،
وهي معالجة القضايا الصعبة وأسئلة الهوية ،والتي لم يجد المشاركون في العملية طريقة للتعامل
معها بعد :لدى الإعداد للجولة في الوادي تم التعرف على البلدات في منطقة نفوذ المجلسين ،بما
في ذلك القرى التي ُه ّجر أهلها في .48وهذا الأمر يتعرض لجوهر الصراع -مسألة الأرض وملكية
الأراضي .في دوائر النقاش ،ظهرت هذه القضية ،وكانت مشاركة الطلاب متيقظة ،والنقاش كان
مثم ًرا .ومع ذلك ،هناك شعور بعدم نضج المجموعة اليهودية من ناحية ،ومن ناحية أخرى ،هناك
حاجة من قبل المجموعة العربية لتعميق النقاش حول هذا الموضوع .تب ّي أي ًضا أن منطقة الوادي
قريبة ج ًدا من قريتي سالم وزلفة ،ومع ذلك ،فإن معظم الأراضي المحيطة بها تابعة إلى بلدات
يهودية وتقع ضمن منطقة نفوذ المجلس الإقليمي اليهودي ،الأمر الذي يُنظر إليه على أنه تشويه
تاريخي في منطقة الوادي ،ما زال من الصعب مناقشة الأمر.
طلاب برنامج "اولاد يعلمون أولاد" ،شراكة طلعة عارة ومجيدو
| 292الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
الفصل الرابع
الخطوط العريضة ومراحل العمل في بناء شراكة
.1مقدمة
هذا الفصل هو بمثابة “مرشد” جفعات حبيبة لمرافقة السلطات المتجاورة ضمن برنامج الشراكة بين
المجتمعات و ُمدته أربع سنوات .بعد عرض نظام مرافقة الشراكة التابع لجفعات حبيبة وو ْصف وظائف
المسؤولين المركزيين في هذا النظام ،تَعرض الفصول الثلاثة التالية المراحل الرئيسية في عملية المرافقة للشراكات
لمدة أربع سنوات ،ابتدا ًء من الفحص الأولي مع رؤساء السلطات بالنسبة لمدى الاستعداد للدخول في عملية
شراكة مع السلطة المجاورة ،حتى مبادئ الخروج في نهاية السنوات الأربع (إذا لم يُطلب من جفعات حبيبة
مواصلة المرافقة ،من منطلق الإدراك بأن الإطار الزمني لأربع سنوات هو وقت قصير إلى متوسطوليس كاف ًيا
لبناء الوعي والممارسات للشراكة ،بالمعنى المب ّي في الباب الأول) .المراحل المذكورة هي :التعاقد مع السلطات
والبدء بالعملية (المرحلة أ) ،العمل المستمر في طواقم العمل (المرحلة ب) ،الانتقال إلى سنة الفعاليات الجارية
الثانية (المرحلة ج) والسنوات الثالثة والرابعة ،بما في ذلك استراتيجية الخروج (المرحلة د).
المسؤولون في جهاز مرافقة الشراكات في جفعات حبيبة
مدير جفعات حبيبة هو السؤول عن رسم سياسات عمليات الشراكة ،المرا ِفقة والمرا ِقبة ،تطوير البرنامج في
الح ّيز القطري.
مدير برنامج “الشراكة بين المجتمعات” هو مدير المركز اليهودي -العربي .في إطار مسؤوليته ،فإنه يدمج عمل
المجالات (البلدي ،التربوي والمجتمعي) ،ويحافظ على إتصالات مباشرة مع رؤساء السلطات المحلية وكبار
المسؤولين في المجالس للمساعدة على حل القضايا المتعلقة بتطوير عمل الطواقم ،وهو مسؤول عن ميزانيات
الشراكة والقوى العاملة ،ويعقد اجتماعات شهرية لطاقم المركز واجتماعات طواقم حسب الحاجة.
يقوم مرافقو الشراكة (يهودي وعربي) بقيادة العملية ،يديرون اجتماعات الطواقم المختلفة ويهتمون بتطوير
العملية وف ًقا للتأكيدات الواردة في الصفحة السابقة وفي ما هو وارد في هذا “المرشد”.
ُمدير المركز مسؤول عن إدارة وتركيز المعلومات ،الدعم الإداري لمديري المجالات ومركّزي المشاريع ،المسا ِعدة
في الإلمام التنظيمي لمدير الشراكة ،كتابة تقارير ،دعم إداري للمشاريع.
المستشار الأكاديمي يوفّر المرافقة المهنية لمرافقي أزواج الشراكة ،ويقدم الدعم في القضايا المهنية المتعلقة
بإرشاد العملية وقيادتها ،يساعد المرافقين على صياغة الأهداف السنوية وبناء برنامج عمل لكل شراكة ،شريك
في بناء برنامج التقييم ،مرافقة عمليات التقييم واستخلاص العبر من تقارير التقييم ،يساعد في بناء عمليات
إرشاد وسمينارات لطواقم القيادة ،مسؤول عن التأهيل والإرشاد لطاقم جفعات حبيبة وتطوير المعرفة في
برنامج الشراكة.
293
يقود مدير قسم التربية نشاطات الشراكة في الدائرة التربوية ويعمل إلى جانب مديري أقسام المعارف ،ومن
خلالهم مع المدراء وطواقم المعلمين في المدارس التي تتم فيها الفعاليات ،من خلال ربط العمل التربوي،
حيث أمكن ،بالفعاليات التي تتم في دوائر العمل المحلي والمجتمعي.
مدير مجال المجتمع يقود طواقم العمل في ال ّشاكة التي تر ّكز على العمل المجتمعي ،ويعمل مع أعضاء طاقم
القيادة المنشغلين في المجالات المجتمعية أو المجالات القريبة منها ،وهو مسؤول عن ربط العمل التربوي،
حيث أمكن ،بالأنشطة التي تتم في الدوائر البلدية والمجتمعية.
مسؤولون مك ِّملون الذين يجب التعاون معهم
المسؤول عن إدارة المعلومات يقوم بتنسيق المعلومات والمعطيات المتعلقة بالأنشطة المختلفة ،وكذلك
هو مسؤول عن نشرها من خلال رسالة إخبارية شهرية“ ،نيوز ليتر” ،وعن موقع جفعات حبيبة وغير ذلك.
مديرة مركز المساواة الجندريّة
مديرة مركز الفنون وغاليري السلام
وصف َد ْور مرافقي الشراكة
مرافقو الشراكة هم في الواقع المحرك الذي يدفع العملية بأكملها .يتمثل دورهم ببلورة العمليات وتوجيه
الطواقم المختلفة ،الاتصال المستمر مع مديري الشراكات في السلطات المحلية لتحريك الأمور -حسب الحاجة-
بين الاجتماعات ،الدمج بين عمل الطواقم المختلفة ،لخلق التعاضد ( )Synergyبين الدوائر المختلفة (البلدية،
التربوية ،المجتمعية والإقليمية) ،بحث كيفية توسيع الدوائر ومشاركة مجموعات أخرى من المجتمعات،
الاستعانة برؤساء السلطات وتفعيل مسؤولين آخرين في جفعات حبيبة حسب الحاجة.
على مرافقي الشراكة أن يدعوا للتأني (بالنسبة لإيقاع العمل) وذلك إلى جانب التصميم (مواصلة الدفع
والتقدم) ،القيادة (المبادرة ودفع العمل) جنبًا إلى جنب مع تمكين المسؤولين المختلفين على تح ّمل المسؤولية،
الاهتمام بالتفاصيل (إدارة الشراكة تُ َحتِّم التعامل مع الكثير من التفاصيل) إلى جانب رؤية الصورة الواسعة،
وهي رؤية عملياتية -حوارية (تعزيز قدرة المشاركين على بناء حوار وتفكير يعمل لتحقيق الدمج) إلى جانب
رؤية النتائج (بهدف تحقيق إنجازات ملموسة في هذا المجال).
من المهم أن يكون لدى مرافقي الشراكة المهارات اللازمة لتوجيه المجموعات ،القدرة على التجسير وإدارة
النزاعات بين الأفراد وبين الجماعات ،مع تفهم تعدد الثقافات والمعرفة بالثقافات اليهودية والعربية والعلاقة
اليهودية العربية المر ّكبة في إسرائيل ،إلى جانب المعرفة بكيفية إدارة المشاريع ،بناء خطط للعمل ،التخطيط
العام وقيادة طواقم عمل.
خلال البرنامج ،ينكشف المرافقون على جوانب مختلفة ومتنوعة ،ليست بالضرورة ضمن مجال تخصصهم
(على سبيل المثال ،تخطيط بيئي أو تخطيط الشوارع) ،فضل ًا عن العمل مع سلطات وهيئات سياسية ليست
من ضمن تخصصهم .يجب أن يكون لدى المرافقين القدرة والرغبة على التعلم والتكيّف مع الواقع الجديد،
| 294الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
ومع ذلك معرفة كيفية تفعيل هيئات المعلومات ذات الصلة (مهندسو المجالس ،أو هيئات بيئية ذات صلة)،
وإذا لزم الأمر ،إشراك هيئات أخرى أو إقامة هيئات استشارية .نظ ًرا لأن العملية مسؤولة أي ًضا على تطوير
القدرات وإكساب الأدوات اللازمة للحفاظ على مجتمع مشترك في إسرائيل ،يجب على مرافقي الشراكة التفكير
التربوي حول كيفية استخدام ورشات العمل والعمليات الأخرى لإكساب المعلومات والمهارات المطلوبة،
والاستعانة بمختصين إضافيين ليساهوا في تحسين تعلّم الشراكة.
إن العمل ضمن تعزيز الشراكة اليهودية -العربية هو أمر معقد وممتلئ بالعوائق .يجب أن يتب ّنى المرافقون
توج ًها إيجابيًا ،مع الاعتراف بأن تغيير ظروف الواقع لإنشاء مجتمع أكثر إنصافًا وتسام ًحا وتماس ًكا يتطلب
العمل المتواصل والحازم ،التعاطف والرؤية وذلك في واقع بعيد كل البعد عن المثالية ،الأمر الذي سيسمح
بتطوير الواقع ،ولو بقدر بسيط ،وزرع البذور التي سوف تنضج ،ربما ،فقط لاح ًقا .يقدم هذا الباب تفصي ًل
زمن ًيا لما يتوجب تطويره خلال كل مرحلة من مراحل الشراكة وأساليب العمل لتطورها .وهو يهدف إلى
مساعدة مديري ومرافقي الشراكة في تنفيذ دورهم المركب.
الدمج في عمل الشراكة
انطلاقًا من مفهوم العمل الذي يرى أهمية كبيرة في عمل الدمج ،كما هو مف ّصل في الفصل الخامس من
الباب النظري ،يتم التعبير عن النهج الدامج أي ًضا داخل جفعات حبيبة ،في الإدارة الجارية لأعمال الشراكة،
يشمل عمل الدمج الداخلي:
1.1إدارة وتركيز المعلومات مقابل مدير تطوير الموقع .تركيز المعلومات التنظيمية مقابل تجنيد الموارد.
2.2الدعم الإداري لمديري المجالات ومر ّكزي المشاريع (التربوية ،المجتمعية ،الفنون ،النسائية ،البلدية).
3.3المساعدة في الدمج التنظيمي لمدير الشراكة وتوسيع أعمال التعاون بين مختلف المجالات (البلدية،
التربوية ،المجتمع ،النساء والفنون).
4.4القيادة المشتركة مع المستشار الأكاديمي لتمكين الأطراف للعمل في ظروف شراكة.
5.5تركيز عمل طاقم شراكات جفعات حبيبة والمساعدة في بناء مضامين لإجتماعات الطاقم ،إستخلاص العبر
من الاجتماعات والمساعدة في بناء مماسات تنظيمية داخلية.
6.6مساعدة مدير برنامج الشراكات في إدارة الميزانية -بناء بنود الميزانية لكل شراكة ،المتابعة والمراقبة
وتحديد الاحتياجات الإضافية بالنسبة لتجنيد الموارد.
7.7مساعدة مديري البرنامج في الاجتماعات الواسعة.
8.8متابعة تنفيذ المهام الجارية واستخلاص العبر.
9.9المشاركة في التقييم المرحلي الداخلي بالنسبة لتقدم الشراكة.
1010مساعدة مدير البرنامج في تنظيم فعاليات إقليمية للشراكة.
1111المسؤولية عن العلاقات العامة والإعلام (جمع المعلومات ،استغلال الفرص للنشر عن الفعاليات).
295
المرحلة أ
التعاقد مع السلطات المحلية ،الشروع بالعملية وبناء أسس البرنامج
أهداف المرحلة:
الشروع بالعمل المستمر في طواقم العمل وتطوير القدرة على العمل التعاوني.
النتائج المرجوة:
قرار بشأن التقدم بالعمل في مشروع (مشاريع).
تنفيذ مراحل في المشروع (المشاريع).
خلق تجارب من النجاح ومن المنتجات الملموسة.
بلورة الطاقم والحضور المستمر والمنتظم للمشاركين فيه.
تطو ير ا لقد ر ا ت على مو ا جهة مشتركة للصعو با ت و ا لتحد يا ت بين ا لثقا فا ت .
بناء علاقات من الثقة والصداقة بين المشاركين إلى جانب تماسك الطاقم.
بناء علاقات من الثقة بين طاقم جفعات حبيبة والطواقم المختلفة المبنية على الحضور المتواصل.
بناء العلاقة والإلتزام
بداية العملية هي في بناء علاقة مع رؤساء المجالس .يتطلب نموذج العمل التزام الهيئة العامة للمجلس
بعملية متعددة السنوات للشراكة مع السلطة المجاورة وجفعات حبيبة .يجب أن يكون هذا الإلتزام مدرو ًسا
وعلى معرفة لما هو مطلوب من سلطة داخلة في عملية شراكة .عملية الدخول في شراكة هامة وتضع الأسس
التي سيتم عليها بناء الشراكة لاح ًقا .لذلك ،حتى إذا كانت هذه العملية مستمرة وتتطلب المناقشات
الصريحة وفحص الظروف من جانب المجالس ،فيجب تنفيذها واستنفادها حتى النهاية ،وإذا كانت الظروف
غير مواتية للدخول في شراكة -يتوجب الشرح للسلطات لماذا من الخطأ في هذه المرحلة الدخول في عملية
شراكة واسعة ،وما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لخلق الظروف المناسبة ،وفي هذه الأثناء تُق ِّدم جفعات
حبيبة مساعدتها في تهيئة الشروط لنضج الشراكة (انظر المثال الأخير في الفصل الأول من هذا الباب).
الموارد اللازمة
إن وعي رئيس المجلس لأهمية الموضوع اليهودي العربي والحاجة لبناء علاقات أفضل بين اليهود والعرب في
البلاد لا يكفي .إنه شرط ضروري ح ًقا ،ولكن دون إدراك أعضاء المجلس للموارد المطلوبة للشراكة -وخاصة
موارد القوى العاملة الواعية -للقيام بعملية طويلة الأمد لبناء شراكة بين سلطة يهودية وسلطة عربية ،هناك
| 296الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
مخاوف من وجود فجوات بين الموارد اللازمة للنجاح والقدرة أو الرغبة لدى السلطة في تخصيص هذه الموارد،
وهكذا لن تنجح عملية الشراكة .من المهم أن نذكر هنا أن العملية التي تؤول للفشل وبالتالي لخيبة الأمل
يمكن أن تلحق الضرر بالقضية اليهودية العربية ،ومن الأفضل عدم الدخول في عملية لم تنضج الشروط بعد
لنجاحها ،وذلك بدلاً من الاندفاع ،بحسن نية ،إلى عملية تعاني نق ًصا جوهريًا في القدرات .تجدر الإشارة إلى
أ ّن مصطلح القدرات لا يعني انه فقط من درجة نضج معينة لدرجة أكبر بالإمكان الدخول في العملية (انظر
الفصل الثالث في الباب النظري).
تشمل القدرات والموارد التي يجب فحصها لدى دخول العملية ،فحص عدة عناصر:
• •إيجاد مسؤولين في السلطة لديهم الحافزية لقيادة عملية الشراكة والعمل كوكلاء تغيير.
• •وجود بنية تحتية تنظيمية كافية وكذلك الاستعداد لتخصيص الوقت الكافي من قبل المسؤولين المختلفين
من أجل الشراكة.
• •الاعتراف بوجود فجوات واحتياجات مختلفة ،والاستعداد لبناء برنامج شراكة يلبي الاحتياجات المختلفة.
• •دراسة الاعتراضات المحتملة لعملية الشراكة في السلطة وقدرة رئيس السلطة على مواجهتها.
• •الاستعداد لتخصيص الحد الأدنى من الموارد المالية لصالح الشراكة.
الاجتماع الأ ّولي لقادة الشراكة من السلطات
من المهم ،في هذه المرحلة ،عقد اجتماع أولي بين رؤساء السلطات ،من أجل اتخاذ قرار مشترك والتزام
مشترك لتعزيز الشراكة باعتبارها عملية مستمرة مدتها أربع سنوات في المرحلة الأولى ،بهدف بناء واقع حياة
مختلف للسكان .في هذه المرحلة ،يتم كذلك وضع رؤية كل رئيس سلطة بالنسبة للشراكة ،وإذا لزم الأمر،
يتم استعراض الاختلافات لضمان أن يكون المشاركون جمي ًعا على دراية بها واحتوائها.
من المستحسن في الاجتماع الأول بين رؤساء السلطات ،دعوة الطاقم المقلَّص من المسؤولين في السلطة
الملتزمين بفكرة الشراكة ،والذين بإمكانهم أن يكونوا قوة دافعة مه ّمة لتعزيز الشراكة (أحيانًا تكون المبادرة
للشراكة من قبل مسؤول بالمجلس ،ومن المهم أن يكون شري ًكا في العملية منذ بدايتها).
مدير الشراكة من قبل السلطة
في إطار تشكيل الطاقم القيادي ،على رئيس السلطة أن يقوم ،في فترة مبكرة ،بتعيين شخصية بارزة لديها
القناعة بأهمية تعزيز الشراكة اليهودية العربية ،ليكون المدير الفعلي للشراكة من قبل السلطة .يلعب
مدير الشراكة دو ًرا حاس ًم في الشراكة :يتمثل دوره في شمل جميع أعمال الشراكة من قبل السلطة ،تشجيع
أعضاء طاقم القيادة على أداء الأنشطة المطلوبة ،التواصل مع رئيس السلطة وحتلنته بالأنشطة الرئيسية
والصعوبات الناشئة ،المحافظة على الاتصال المتواصل مع مرافقي الشراكة من جفعات حبيبة ومدير الشراكة
من السلطة الشريكة ،يفكر بشكل إبداعي في كيفية معالجة الصعوبات الناشئة وكيفية الحصول على الموارد
المطلوبة ،مساعدة مرافقي الشراكة لإعداد اجتماعات طاقم القيادة ،إيجاد الطرق لإشراك جهات مختلفة
297
وكذلك السكان ،وعمليًا ،تجنيد الأشخاص الذين بحاجة اليهم من السلطة ،أينما وحيثما يلزم ،لخلق استمرارية
الشراكة وتطويرها.
لذلك ،من المهم أن يكون مدير الشراكة:
• •شخ ًصا يؤمن بقيم الشراكة وأهمية تطويرها.
• •شخ ًصا لديه الرغبة للتعرف على الآخر والتعاطف معه.
• •لديه الحافز والرغبة لبذل الجهد بشكل خ ّلق في مبادرات الشراكة.
• •لديه الصلاحيات في المجلس وبإمكانه تحفيز المسؤولين لحضور الاجتماعات والعمل بينهم.
• •·لديه قدرة جيدة على التفكير والتنظيم.
• •بإمكانه التفرغ ،من حيث تعريفات وظيفته وواجباته الأخرى ،لتعزيز الشراكة الفعلية.
لقد كان لنا شرف العمل مع مجموعة من المسؤولين في السلطة ،الذين شغلوا مناصب
مدراء للشراكة ،شركاء قمنا معهم بشق الطريق وبلورة الشراكة بين السلطات .من التنوع
الكبير هناك تعلمنا أنه من أجل دفع عمليات جدية التي تتطلب تجنيد مسؤولين مشغولين
للغاية ،ومن اجل وضع سلم أولويات جديد -من المهم للغاية أن يدمج مدير الشراكة بين
القيم والصلاحيات لتحقيق النجاح .عملنا مع مديري الشراكة الذين كانوا مسؤولين عن
مجال البيئة ،الأنشطة الشبابية ،مجالات الرفاه -وفي جميع الحالات ،رأينا أنه من السهل
والطبيعي تطوير المجالات التي يعملون فيها بشكل يومي .على سبيل المثال ،قام
مدير شراكة على مستوى نائب رئيس المجلس والذي كان مسؤولًا عن إقامة مركز البحث
والتطوير الإقليمي -بالعمل على ربط هذه العملية بالشراكة .مديرة الشراكة التي عملت
كمديرة لقسم الرفاه الاجتماعي أو البيئة ،بادرت ودعمت النشاطات ولاحظنا تقد ًما أكبر
في هذا المجال.
لقد تعلمنا أي ًضا أن هذه الوظيفة تتطلب التزا ًما بالمحافظة على شراكة مستمرة
ومستدامة ،حيث ظهر في بعض الأحيان تباين بين المرغوب الذي تم تشخيصه من قبل
جفعات حبيبة من الخارج ،وبين الموجود من حيث الموارد الزمنية وتفرغ المسؤول الذي
لعب دور مدير الشراكة .تف ّرغ مسؤول من السلطة في جزء من الوظيفة من أجل منح
الوقت الكافي المطلوب لمنصب مدير شراكة ُيعتبر تحديا صعبا .على سبيل المثال ،تب ّين
لمديري أقسام الشبيبة ،الذين انغمسوا في عمل ذي متطلبات عالية على أساس يومي،
أن العمل المستمر مع مرافقي الشراكات يشكل تحديا وأحيانا مرهق.
| 298الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"
منسق لوجستي
بالإضافة إلى مدير الشراكة ،من المهم أن تكون هناك وظيفة تتركز في التنسيق والاهتمام بالاحتياجات
اللوجستية الأخرى للشراكة التي تتطلب وقتًا غير متوفر للمدير دائمًا .لذلك ،من المهم أن نو ِّضح مسب ًقا أنه
يتوجب على السلطة توفير هذا المورد للعمل المتواصل مع طاقم جفعات حبيبة من أجل تجنب التأخير
والارتباك ،فمن دون هذه المساعدة ستتضرر الأنشطة الجارية للشراكة.
بناء طاقم القيادة
الحديث هنا عن 12شخ ًصا من المسؤولين وممثلي الجمهور (بما في ذلك رئيس السلطة) ،الذين يتمثل
دورهم في دفع الشراكة إلى الأمام ،قيادة طواقم العمل ،التفكير بشكل مبدع في كيفية معالجة احتياجات
الشراكة والتحديات التي تواجهها ،بناء أسس الشراكة للسلطتين (طواقم القيادة المشتركة) ،فحص كيفية جذب
المسؤولين ذوي الصلة وسكان من السلطة للشراكة ،ليكونوا سفرا َء للشراكة في المجتمع والمشاركة في عمليات
التغيير داخل المجلس لبناء مؤسسات من اجل شراكة مستدامة .من المهم مساعدة رئيس السلطة على اختيار
الأشخاص المناسبين وف ًقا للمعايير التالية:
• •يؤمنون بضرورة الشراكة وأهميتها ولديهم الحافزية لتشجيع المبادرات في إطارها.
• •مسؤولون ذوو صلة لتعزيز المبادرات الضرورية داخل الشراكة.
• •لديهم التفرغ الكافي من حيث تعريف وظيفتهم وواجباتهم لتعزيز الشراكة.
• •لديهم الاستعداد للمشاركة في طاقم عمل مستمر واحد على الأقل.
• •فيما يتعلق بممثلي قطاع الأعمال والقطاع الثالث :الجهات المعنية بالشراكة ،صاحب موقع جماهيري،
المبادرة والقيادة والقدرة على تجنيد الجمهور ومسؤولين آخرين.
يجب أن يتم اختيار طاقم القيادة بعناية ،من خلال عملية حوارية والمعرفة العميقة لمرافقي العملية مع
المجالس .هناك قيمة إضافية لمشاركة مرافقي العملية في اختيار المشاركين ،ومن الممكن أن ينضموا إلى
الاجتماعات الداخلية الرئيسية التي يتم خلالها تشكيل الطاقم ،من أجل شمل الأشخاص المناسبين وأن يكون
متوازنًا -داخليًا (وجود رجال ونساء ،وجود مسؤولين من السلطة وكذلك ممثلين عن القطاعات الأخرى،
وجود المقتنعين والمسؤولين الذي من الضروري مشاركتهم حتى لو لم تكن الشراكة على رأس سلم أولوياتهم).
وخارجيًا (تشكيل مهني وإنساني مماثل من كلتا السلطتين).
يتألف طاقم القيادة جزئياً من المسؤولين ذوي الصلة في السلطة ،وكذلك من قطاع الأعمال والمجتمع المدني.
من المهم أن يع ّب هيكل طاقم القيادة عن الفكرة أن العمليات الاجتماعية المر َّكبة سيتم تنفيذها بشكل أكثر
فاعلية إذا كان هناك تعاون بين القطاعات الثلاثة ،أي التعاون مع قطاع الأعمال والمجتمع المدني (القطاع
الثالث) .هناك قيمة كبيرة لإشراك قطاع الأعمال والمجتمع المدني في هذه العملية ،الأمر الذي يمكن أن “يزيد
حجم الكعكة” وتوسيع دائرة الشراكة والمبادرات المشتركة ،فضل ًا عن تحقيق الاستدامة والاستمرارية .في بعض
برامج العمل ،من المحتمل أن تكون أهمية للإتصال بالجمعيات والمشاريع المكملة /الداعمة لتجنيد الموارد
299
(المالية والمهنية وغيرها) .لذلك يُقترح إشراك ال ّلعبين الرئيسيين على مستوى المنطقة /المستوى المحلي من
قطاع الأعمال والقطاع الثالث ومن المبادرات والمشاريع القائمة .يوصى أن يكون من بين 12مسؤو ًل2-3 ،
ممثلين عن كل قطاع من هذه القطاعات.
من المهم أي ًضا تنسيق التوقعات مع المرشحين لطاقم القيادة .عليهم أن يدركوا أن الحديث ليس عن لجنة
استشارية تجتمع مرة كل عدة أشهر وتقدم ملاحظات حول النشاط ،بل هي عبارة عن طاقم هدفه التبلور
مع الطاقم من المجلس الثاني ،والعمل م ًعا على تطوير رؤية وأهداف وخطط الشراكة بشكل مستمر ،اكتساب
مهارات للعمل المشت َرك وقيادة عملية غرس روح الشراكة بين السكان .ويُتوقّع من كل فرد من أعضاء الطاقم
حتى أن يقوم بقيادة أحد طواقم العمل التي سيتم تحديدها لاح ًقا .نحن نرى بهذا الطاقم -ونعمل على بناء
الوعي لدى المشاركين في العملية وف ًقا لذلك -كطاقم قيادي ملقا ٌة على عاتقه المسؤولية ،وحتى لو بمساعدتنا،
تنفيذ وتعزيز الشراكة .لذلك ،تم تغيير تعريف الطاقم أي ًضا من “لجنة توجيه” ،والتي من الممكن أن يشير
الإسم الى الالتئام من أجل تلقي تقرير العمل المرحلي وتقديم النصائح للاستمرارية ،إلى “طاقم القيادة”،
الذي يمثل منذ المراحل المبكرة للعملية وظائف المشاركين فيه والمسؤوليات الملقاة عليهم لبناء واقع لشراكة
بواسطة عمل استباقي ومستمر وحازم.
في هذه المرحلة ،مرحلة إقامة البنية التحتية للشراكة ،من الممكن اقتراح تقديم المساعدة إلى رئيس السلطة
لتوسيع دوائر التوعية وتجنيد اللاعبين الملائمين من القطاعين الإضافيين ،وذلك من خلال عرض مبادئ الشراكة
من قبل أعضاء جفعات حبيبة على ممثلي كل قطاع من هذه القطاعات.
لجنة التوجيه
إلى جانب طاقم القيادة ،هناك مكان لتعيين لجنة توجيه مقلَّصة ،وظيفتها الاجتماع مرة كل ثلاثة أشهر
لمناقشة التقدم في الشراكة والقضايا التي يجب الحسم بها من قبل طاقم رفيع المستوى .تتألف لجنة التوجيه
من رؤساء السلطات ،مدراء الشراكة في السلطات ،بالإضافة إلى مشاركَين اثنين بارزين وناشطين من طاقم
القيادة .بالإضافة إلى ذلك ،يشارك من قبل جفعات حبيبة :مركزا الشراكة ،مركّزة البرنامج ،المستشار الأكاديمي،
مدير البرنامج (مدير المركز اليهودي العربي للسلام) ومدير جفعات حبيبة.
التوقيع على ميثاق الشراكة
تنتهي المرحلة التحضيرية بالتوقيع على ميثاق الشراكة من قبل رؤساء السلطات (انظر الملحق “د”) .بموجب
التوقيع على الميثاق ،يلتزم رئيس السلطة تجاه رئيس السلطة الثانية وتجاه جفعات حبيبة ،بالاستعداد
للمشاركة في العملية ،توفير الموارد اللازمة وتوفير مساحة مركزية كافية لدفع العملية على جدول أعمال
المجلس لسنوات قادمة .لكي لا يكون التزام رئيس المجلس فارغ المضمون ،وبناء على إدراك أهمية دعم
المجلس لعملية الشراكة ،نطلب من المجلس وضع الدخول في شراكة على جدول بحث الهيئة العامة للمجلس
وإقراره هناك.
| 300الباب الثاني "الشراكة بين المجتمعات"