The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

صرخة سلام. بيتر أرمانيوس

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Ahmed Amin, 2020-01-11 02:05:51

صرخة سلام. بيتر أرمانيوس

صرخة سلام. بيتر أرمانيوس

‫‪19‬‬

‫نيمفو ‪...‬‬

‫ربما كانت عاهرة‪ ،‬ربما إادعت البؤس وتصنعت المسكنة لشريف في محاولة أخيرة منها‬
‫لتقنع نفسها أنها ضحية مجتمع وضحية ذكورة‪.‬‬

‫ربما هي كل هذا واكثر‪ ،‬وربما فعل ًا هي مجرد فتاة حلمت يوم ًا بفارس يركب حصان ًا‬
‫أبيض يخطفها ويهرب بها ويعيشان معا في سعادة إالى البد! وصدقت حلمها ولكنها‬
‫سرعان ما إاكتشفت أن الفارس جاءها بلا فرس‪ ،‬كانت هي الفرس الذي إامتطاه‬

‫ليصل إالى هدفه ثم تركها تواجه مصيرها‪.‬‬
‫صدقت حلمها الذي ما لبث أن تحول إالى كابوس‪ ،‬إالى ثقب أسود إابتلعها وابتلع أيامها‬

‫إالى أن وصلت إالى هذا السن‪ ،‬سن اليأس‪ ،‬سن تنظر فيه المرأة إالى نفسها ول‬
‫تعرفها‪ ،‬ل تعرف نفسها‪ ،‬فهيي مازالت تظن أنها تلك الطفلة التي هربت للتو من بيت‬

‫أهلها مع حبيبها‪ ،‬هي تلك الطفلة التي ما زالت تفكر في حجة تخبرها لهلها حين‬
‫يسألوها‪ " :‬أين كن ِت؟" ‪.‬‬

‫ولكنها لم تعد طفلة‪ ،‬حتى وإان كانت روحها كذلك‪ ،‬حتى وإان كانت مازالت نفسها‬
‫تحتفظ ببراءة الاطفال‪ ،‬إال أن جسدها لم يعرف معنى البراءة‪ ،‬هي عاهرة‪ ،‬هي من لم‬

‫تجد لها صديقة سوى تلك الصديقة التي رأتها لول مرة في ذلك البنسيون عندما‬
‫هاجمها صاحبه وضاجعها بالقوة قاتل ًا بذلك أخر أمل لها في النجاة‪.‬‬

‫قضى حينها على أخر عزم لديها في العودة‪ ،‬علمت حينها انه حكم عليها بالسجن إالى‬
‫البد في ذلك السجن‪ ،‬سجن القذارة كصديقتها الوسادة‪.‬‬

‫رأت نفسها في تلك الوسادة القذرة الملقاة على الرض في خنوع‪ ،‬تلك الوسادة التي‬
‫تأففت من رائحتها عندما جاءت إالى تلك الغرفة لم تستطع أن تنام عليها بسبب نتانتها‪،‬‬

‫‪101‬‬

‫ولكنها الن تنظر إاليها بينما يعتليها هذا القذر بكل جسمه‪ ،‬يرطمها بقوة بجسده محاو ًل‬
‫أن يجعلها تتأوه ليشعر بفحولته ولكن كيف لميتة أن تتأوه؟؟‬
‫هل يطلق الموتى صيحات النشوة أو اللم؟؟‬

‫كيف تتأوه وهي ماتت بدل المرة مرتين‪ ،‬مرة حين خانها حبيبها وهرب والثانية تلك‬
‫حين دخل إاليها هذا الرجل الذي توسمت فيه للحظة أنه قد يكون لها عوض ًا عن‬
‫والدها الذي خانته‪ ،‬ولكنه ها هو الن يجثم فوقها‪ ،‬ينتهك جسدها‪ ،‬يحاول بكل عنف‬
‫أن ينتزع منها أهة حتى وإان كانت أهة ألم‪ ،‬ولكن لشيء!‪ ،‬ولهذا بصق عليها تمام ًا‬

‫كتلك الوسادة الملقاة على الرض في كل بؤس وخزي وهوان‪.‬‬
‫وسادة لم تكن تختلف في شكلها أو تكوينها عن وسادتها التي كانت تعتز بها في بيتها‬

‫وكانت تحتضنها أثناء نومها‪ ،‬ولكن لنه حكم عليها أن توضع هنا في هذا البنسيون‬
‫الرخيص أصبح هذا هو حالها‪ ،‬مكانها الرض بدل الحضان والبصق بدل الكسوة‬
‫المزينة بالورود‪ ،.‬وسادة رأت فيها مستقبلها الذي حدث بعد تلك الليلة بعدة ليالي‪،‬‬
‫شيء يستقبل المتعبين فقط‪ ،‬يحتضنهنم ويحتضن احلامهم واوجاعهم حين يضيق عليهم‬

‫العالم‪ .‬فهذا الفندق كان مقصد البسطاء الغرباء الذين اتوا إالى القاهرة لقضاء بعض‬
‫الاشغال سواء للكشف عند أحد الاطباء المشهورين أو ربما لزيارة قريب لم يكن‬
‫لديه مكان إلستضافتهم أو لتخليص معاملة في مصلحة حكومية أو من هؤلء الطلبة‬

‫الذين أتوا للدراسة أو من أهل القاهرة الذين طردهم اهلهم وذويهم‪.‬‬
‫أناس ضاقت بهم الحياة والدنيا بما رحبت ولم يجدوا سوى هذا البنسيون ليرضى‬
‫بإاستقبالهم بأقل مبلغ‪ ،‬أتوا إالى هنا خائفين‪ ،‬خائفين من كل شيء‪ ،‬خائفين من أن‬

‫يكون البنسيون غالي ومن أل يكون فيه غرف فارغة‪.‬‬
‫أتوا إالى غرف مثل تلك الغرفة والشعور الول لديهم هوا إلمتنان الشديد لنهم وجدوا‬

‫اربعة جدران تأويهم وتحفظهم من المهانة وذل نوم الرصفة أو التعرض للمضايقات‬
‫والسرقة من الشقياء‪ ،‬ا إلمتنان لن القليل الذي يملكونه كان كافي ًا لشيء ما غالي جد ًا‬

‫وهو السكن والمان في ظل جدران تستر‪ ،‬ولكن كعادة البشر‪ ،‬سرعان ما يتحول‬

‫‪102‬‬

‫هذا ا إلمتنان إالى شيء من ا إلمتعاص يتزايد شيئ ًا فشيئ مع كل لحظة حتى يتحول‬
‫إالى شعور مرير بالخديعة‪.‬‬

‫إامتعاص بسبب رائحة عطن السجائرالتي تثير السعال لدى الغير مدخنين‪ ،‬إامتعاص‬
‫حين يكتشفون أنه ل يوجد حمام بالغرفة وإانما يوجد حمامات مشتركة للممر كله‪،‬‬
‫ومثلها مثل أي حمامات عامة تنبعث الرائحة العفنة منها‪ ،‬رائحة نشادر البول وعفن‬
‫البراز‪ ،‬وكن سكان البنسيون حديثوا العهد بركب ا إلنسانية أو بما يسمى بالحمامات‬

‫والمراحيض‪ ،‬ففي هذه الحمامات رأت نيمفو العجب الذي كان يجعلها تتقيأ مرارًا وتكرارًا‬
‫طوال اليوم‪ ،‬وما زالت حتى الن تتقيأ حين تتذكر المنظر‪.‬‬

‫كان الناس يتبرزون ويتبولون في الرض وكنهم تعمدوا قضاء حاجتهم في كل مكان إال‬
‫المرحاض نفسه‪ ،‬كنهم وجدوا متعة في التبول على الرض والحرص الشديد على عدم‬

‫تسرب البول إالى البالوعات ليبقى بولهم وبرازهم علامة لهم‪ ،‬مثلما تترك الكلاب‬
‫والحيوانات أثرًا على مناطقها الخاصة‪ ،‬أو ربما ليخبروا من يدخل بعدهم أن فلان قد‬
‫مر من هنا‪ ،‬قد قضى أحدهم حاجته في هذا الحمام وهذا حجم فضلاته فتفوق عليه إان‬

‫إاس تطعت!‪.‬‬
‫ربما كانوا يفعلون ذلك بسبب ظنهم أن قاعدة المرحاض ملوثة بالجراثيم وربما لن أحدهم‬

‫قد سقط منه بعض البول على الرض فأثار اشمئزاز من دخل بعده فتبول من بعيد‬
‫فزاد البول بحرًا وهكذا‪ ،‬أو ربما فعلوا ذلك عند ًا في صاحب البنسيون الذي اعطاهم‬
‫غرفة قذرة‪ ،‬المصابيح ضعيفة والجدران قذرة‪ ،‬والرضية الوساخ عليها طبقات‪ ،‬مرتبة‬

‫السرير قاسية كالحجر بلا ملاءة‪ ،‬والوسادة‪ ،‬يا للوسادة!‪ ،‬سوداء‪ ،‬عفنة الرائحة‬
‫بسبب كثرة الرؤس التي نامت عليها وبسبب الكثير من اللعاب الذي سال من‬
‫النائمين‪ ،‬وربما مسح فيها أحد يديه أو قدميه‪ ،‬وربما ثارت شهوة أحدهم وهو يقضي‬
‫ليلته وحيدا متذكرا حبيبته فلم يجد حوله سوى تلك الوسادة فضاجعها!‪ ،‬وربما تبول‬
‫عليها أحدهم‪ .‬الكثير من السيناريوهات القذرة المثيرة للغثيان قد تكون حدثت مع تلك‬
‫الوسادة الجميلة وحولتها من وسادة تحتضن الحلام إالى شيء قذر نتن يمسك بأطراف‬

‫‪103‬‬

‫الصابع ويلقى في أبعد ركن في الغرفة‪ ،‬ولكن ليس بعد الن‪ ،‬على القل ليس لتلك‬
‫الوسادة على القل‪ ،‬فهذه الوسادة قد وجدت لها صديقة‪ ،‬صديقة حقيقية‪ ،‬صديقة لم‬
‫تجد لها من البشر حضن سوى تلك الوسادة القذرة‪ ،‬إانسانة عاملها البشر كما عاملوا‬

‫تلك الوسادة‪ ،‬إانها نيمفو‪ ،‬والصديقة الوفية العزيزة على قلبها هي الوسادة القذرة!‪.‬‬
‫*************‬

‫‪104‬‬

‫‪20‬‬

‫لم يكن شريف يعير كل ذلك اهتمام ًا حقيقي ًا بينما هو في القرية‪ ،‬النت ضعيف والحياة‬
‫تخنقه بإاخراجها المتكرر للسانها له لتخبره في كل مرة وفي كل لحظة كم هو فاشل!‪.‬‬
‫فاشل ‪..‬‬
‫فاشل ‪..‬‬
‫فاشل ‪..‬‬

‫يشعر بالفشل حين ينظر إالى بيته من الخارج واذ به الوحيد في الشارع الذي لم تلون‬
‫واجهته‪ ،‬يرى الفشل حين يضطر إالى التسحب إالى شقته العليا ليشرب سيجارة‬

‫حيت انه لم يستطع أن يدخن الشيشة بحرية في البلد رغم أنها أرخص من السجائر‬
‫إاحترام ًا لسمعة والده‪.‬‬

‫كان عليه أن يذهب إالى المركز ليستطيع أن يشيش دون أن ينتقده أحد ودون أن‬
‫يكون مضطرا إالى سرد تاريخ بدايته مع الشيشة‪.‬‬

‫الفشل حينما يرى الثمانون مترًا مربعا‪ ،‬شقته على الطوب الحمر‪ ،‬تحتاج إالى تمديدات‬
‫كهربائية وصحية وتركيب البواب قبل البدء في أعمال المحارة والسقف ووجهين‬

‫معجون فوجهين دهان‪ ،‬تركيب الرضيات ثم الوجه الخير من الدهان‪ ،‬وبعدها تحتاج‬
‫إالى فرش غرفة النوم والنتريه والمطبخ وغرفة الطفال‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬

‫لنؤجل غرفة الاطفال لما بعد الزواج وطقم القيشاني للحمام‪ " ،‬تب ًا كلكلمة من هذه‬
‫الكلمات تساوي الكثير من المال وانا الن اعول هم ثمن سجائري‪ ،‬لبد أن أجد عمل‬

‫بسرعة‪".‬‬
‫أي عمل لطباخ في قرية أو مركز؟؟‬
‫نعم طباخ‪ ،‬فهذا هو ا إلسم المعروف به امثال شريف في ذلك المكان‪ ،‬مجرد طباخ‪،‬‬
‫ذات يوم أخبرته والدته أنها كلمت فرجاني صاحب المطعم القريب من بيتهم واخبرته‬

‫‪105‬‬

‫انه بلا عمل وان كان يستطيع توفير عمل له لحين استقرار الامور‪ ،‬ووافق فرجاني‬
‫مرغما أو ربما بسبب استعطاف والدته الكثير له‪ ،‬هذا ما لم يعرفه شريف وقتها‪ ،‬المهم‬
‫أنها اتفقت معه على مرتب ألف جنيه شهري ًا على أن يبدأ العمل من الغد في الثالثة‬

‫فجرًا‪.‬‬
‫لم يكذب شريف الخبر رغم أن اللف جنيه التي اتفقت عليها والدته كانت ل تساوي‬
‫واحد من عشرة من المرتب الذي كان يتقاضاه في الكويت ولكنه قال في نفسه أن‬

‫الظروف تحكم‪ ،‬أو ًل هذا مطعم صغير في قرية صغيرة ولن يبيع هذا القدر من‬
‫المبيعات التي تتيح لهم دفع مرتب أكثر من هذا لن مبيعاتهم عبارة عن ساندوتشات‬

‫الفول والطعمية على اربع دجاجات مشوية على اقصى تقدير‪ ،‬الظروف حكمت‬
‫وسيجني ألف جنيه بمجهود مضاعف خير من أن يبقى عالة على والده في هذا السن‪.‬‬
‫وذهب إالى المطعم وعامله فرجاني كنه تلميذ مبتديء‪ ،‬لم يناديه بالستاذ شريف كما‬
‫كان يفعل سابق ًا‪ ،‬فهو الن عامل لديه بعد أن كان الزبون الهم لنه كان يعزم اصحابه‬

‫هنا على الطعام‪ ،‬ولهذا كان فرجاني يتقبل انتقاده على طريقة التتبيل والتحضير‬
‫والتقديم بصدر رحب أما الن حان وقت القصاص من هذا المتعجرف الذي يظن‬

‫نفسه شيف ًا‪.‬‬
‫"جاي برجله تحت يدي سأعلمه الن أصول الصنعة وأن الطبخ فن وسأعلم عليه‬

‫أيض ًا "!‬
‫في أول اليوم كان يناديه بشريف فقط ومع توافد الزبائن والزحام بدا يناديه بالولد‪..‬‬

‫هات الطعمية يا ولد ‪..‬‬
‫امسح الطاولت يا ولد ‪..‬‬

‫إاملا الدورق يا ولد ‪..‬‬
‫لماذا لم تمسح الخضار المسكوب على الرض؟؟‬

‫ما هذه الكركبة يا حيوان ؟!!!!!!‬

‫‪106‬‬

‫في أقل من ثمانية ساعات تحول شريف من الشيف شريف اشهر شيف في سلسلة‬
‫مطاعم السلطان من شيف إالى حيوان وِمن َمن؟؟؟ من فرجاني‪ .‬فرجاني صاحب‬
‫مطعم السعادة الذي هو عبارة عن قاعة مترين ونصف في اربعة امتار وضع امامها‬
‫طاسة كبيرة مله بالزيت يقلي فيها البطاطس والطعمية والباذنجان من الساعة الرابعة‬
‫فجرا وهو موعد استيقاظ الفلاحين وذهابهم للحقل إالى الساعة العاشرة صباح ًا ومن‬
‫بعدها يضع مكانها مشواة الفراخ حيث يعلق دجاجتين تدوران ببطء داخلها ويسويهما‬

‫على نار هادئة إالى أن ياتي أحد المطرودين أو المبدزرين ويشتري ربع دجاجة أو‬
‫نصف دجاجة‪ ،‬وبعده يقوم بوضع دجاجة ثالثة وهكذا‪ ،‬وكان أقصى طموحه أن يبيع‬

‫اربعة دجاجات في اليوم‪.‬‬
‫هذا هومطعم السعادة‪..‬‬
‫مطعم السعادة الذي ل حاجة لوصف شكل مطبخه لن أصغر واغبى طفل له القدرة‬
‫على تخيله من منظر المعلم فرجاني‪ ،‬فهو إاعتاد أن يلبس نفس الطقم كل يوم صيف ًا‬
‫وشتاء ًا‪ ،‬تيشرت بكم خفيف لونه بني وبنطلون جينز واسع وكبير الجيوب ويلبس‬
‫فوقهما صدارة مطبخ بيضاء‪ ،‬أو هكذا كانت‪ ،‬ولكنها الن سوداء كالطين من كثرة‬
‫مسح فرجاني يديه فيها وانتشر الوسخ منها إالى بنطلونه وتيشرته‪ ،‬يفعل كل شيء بيديه‬
‫وكنه لم يسمع أو يعرف معنى النظافة ل الشخصية ول العامة ول فائدة غسل‬

‫اليدي!‪.‬‬
‫لك أن تتخيل أن هذا منظر فرجاني ولك أن تتخيل قناعته الشخصية بأنه يجب‬
‫غسل المريلة اسبوعيا حتى ل تعفن‪ ،‬هذا هو واجهة المطعم ولهذا فأنتم لستم بحاجة‬
‫إالى تخيل أرتال الصراصير التي تعيث فساد ًا في مطبخه ول إالى انه يطحن الخبز‬
‫البائت مع عجينة الطعمية ول إالى انه ليؤمن بغسل الخضار قبل تقطيعها لعملها سلطه‬

‫ولن أخبركم أن فرخاته الاربع التي يبيعها ما هي إال نوافق مزرعة أخيه!‪.‬‬
‫هذا الفرجاني جعل من شريف مسخ ًا‪ ،‬هذا الفرجاني قال لشريف يا حيوان‪...‬‬

‫‪107‬‬

‫إاهانة وقف شريف عندها كثيرًا‪ ،‬هل يجب أن يرد عليه ا إلهانة با إلهانة أم انه يجب‬
‫أن يتغاضى عنها ويتحمل لجل لقمة العيش؟‪.‬‬

‫هل يجب أن ينصرف الن أم يكمل لخر اليوم؟‪.‬‬

‫وقف شريف أمام تلك ا إلهانة وعلم تمام العلم انه اذا سكت عنها ف إانها لن تكون‬
‫الخيرة‪ ،‬علم أن فرجاني عاجل ًا أم أجل ًا كان سيقولها له‪ ،‬ولكنه لم يكن يظن انه‬
‫سيقولها في اليوم الول ولهذا ظن انه ربما نسي أن شريف هو من يعمل معه اليوم في‬
‫المطبخ‪ ،‬ربما نسي فرجاني انه وظف شريف اليوم بسبب ضغط الزبائن‪ ،‬ربما ظن انه‬
‫مازال يتعامل مع ابنه الصغير حيث أن شريف جاء بديل ًا عن ابن فرجاني‪ ،‬ولهذا‬
‫اعطى شريف العذر لفرجاني ولم يرد عليه‪ ،‬قال في نفسه انه ربما نسي انني أنا الذي‬

‫هنا وظن انه يشتم ابنه وأن كانت تلك طريقته مع ابنه فما بالك بالغريب‪.‬‬

‫لم يأخذ شريف أي موقف تجاة الاهانة ولكنه قرر أن يقف وقفة مع فرجاني مع انتهاء‬
‫اليوم ويضع معه اسس التعامل‪ ،‬وهذا ما حدث في أخر اليوم بالفعل بعد انتهاء‬

‫الدجاجات الاربع وشعور فرجاني بأن كل شيء على ما يرام فقال لشريف إانتهيى وقت‬
‫العمل‪ ،‬يمكنك الذهاب إالى بيتك‪ ،‬ولكن شريف سأله إان كان يريد شيء قبل أن‬
‫يذهب‪ ،‬فقال ل‪ ،‬وهنا قال له شريف‪ " :‬أنا أريد‪ ،‬ل أريد شيء أكثر من بعض‬
‫ا إلحترام في التعامل"‪.‬‬
‫"أنا لست صغيرًا لتناديني بالحيوان وبخاصة انه حينما فعلت ذلك كان المطعم مزدحم‬

‫بالناس‪ ،‬وانا ل أقبل أن تمس كرامتي حتى وان كان ذلك بسبب لقمة العيش‪ ،‬أنا ل‬
‫أملك سوى كرامتي وعزة نفسي تقريب ًا في هذه الدنيا‪ ،‬ربما أنت معتاد على هذا‬

‫السلوب مع ابنك بحكم انه صغير في السن ولنه ابنك ولكنن لست ابنك ولست‬
‫صغيرًا لمثل تلك الاهانة "‪.‬‬

‫فكان رد فرجاني‪" :‬أنا ل أشتم إابني أبد ًا " !‪.‬‬

‫لقد قصدها‪...‬‬
‫رأها شريف في عينيه واضحة وفهمها بجملة " أنا ل اشتم ابني أبد ًا "‪..‬‬

‫‪108‬‬

‫تب ًا‪ ،‬لقد قصد أن يهينني منذ البداية!‪.‬‬
‫و ثار غضب شريف‪ ،‬أراد أن يضربه ولكنه لم يكن ل اليوم ول امس فتى‬

‫المشاجرات‪ ،‬خاف شريف‪..‬‬
‫" يالي من جبان خنوع "!‪.‬‬
‫لم يجد شريف أي شيء يفعله ليثبت له غضبه وغيظه سوى أن قال له " وانا ل‬
‫يشرفني العمل مع حيوان مثلك "‪ ،‬ثم بصق على الرض حيث يقف فرجاني امامه‬

‫وذهب‪.‬‬
‫قبل أن يبصق وقعت عينيه على تلك السكين الكبيرة الموضوعة بجوار الباب لتقطيع‬
‫الفراخ وحينما هم فرجاني با إلمساك به وهو يسبه‪ ،‬فأسرع شريف وامسك السكين‬

‫ووجهها إالى عنق فرجاني المندفع إاليه!‪.‬‬

‫************‬

‫‪109‬‬

‫صعق شريف عندما كان يتصفح أسماء مرسلي الرسائل على صفحته عندما وجد‬
‫رسالة من أخر شخص على وجه الرض يتوقع أن يراسله‪.‬‬
‫فتح بخوف وقلق الرسالة وقرأها وكان نصها‪:‬‬

‫" أه ًلا شريف‪ ،‬ل أعلم إاذا ما كان يجب أن أشكرك أم يجب أن أسبك بأقذر‬
‫اللفاظ أم أنني يجب أن أقاضيك على فعلتك القذرة هذه؟‪.‬‬
‫"لن تستطيعي مقاضاتي وأنا في مصر"‪ ،‬قال في نفسه‪..‬‬

‫ولكن للاسف ل أستطيع أن أفعل أي من هذا‪ ،‬لن أشكرك على إاهانتي وجعل‬
‫حياتي مشاع للناس وخاصة أنك جعلتني أبدو كحقيرة وعاهرة‪ ،‬ولن أقاضيك لنك‬
‫بالطبع اتخذت كل ا إلحتياطات وأمنت نفسك وقمت بتغيير إاسمي وأي فعل أفعله‬
‫سيكون سببه الشهرة لك‪ ،‬وفضيحة لي‪ ،‬ولن أسبك رغم أنني أريد ذلك‪ . ،‬أريد أن‬
‫أنعتك بأقذر اللفاظ التي طالما نعتك بها في عقلي وبيني وبين نفسي‪ ،‬ولكني ل أقوى‬

‫على كتابتها لك‪ ،‬أتعلم لماذا؟؟‬
‫لنك بكل بساطة كنت على حق أيها الحمق‪ ،‬لقد أصبت أيها الغبي‪ ،‬أنا لم أعد‬
‫إامرأة‪ ،‬لقد تحولت إالى مسخ‪ ،‬أتعلم كم اللم والبؤس الذي أشعر به الن وأنا أكتب‬
‫لك؟‪ ،‬أنت أخر شخص في العالم أريد أن أتكلم معه‪ ،‬أنت أخر شخص قد يريد‬
‫الشخص أن يخبره بأنه كان على صواب في كل حرف كتبه ولكن للسف أنت‬
‫الشخص الوحيد الذي قد يفهم معاناتي رغم أنني أمقتك بشدة حد إاثارة الغثيان‪.‬‬

‫بعدما قرأت مقالك الذي رأيته بمحض الصدفة‪ ،‬علمت أنك كنت تقصدني‪ ،‬ل أعلم‬
‫صراحة إان كانت صدفة أم أنه ترتيب من الله!‪،‬‬

‫" ياه ‪ ..‬يا الله‪ ،‬لم أعد اذكرك منذ زمن والن اذكرك بسبب هذا الحيوان"!‪.‬‬
‫أعذرني يا شريف‪ ،‬فكل ما في المر هو إانني لم أعد من هواة الفيس بوك هذه اليام‪،‬‬

‫أنا من مرتادي تويتر‪ ،‬هناك وجدت ما أريده‪ ،‬وجدت نفسي‪ ،‬وجدت السعادة‬

‫‪110‬‬

‫المفقودة والخالصة‪ ،‬وجدت الهل والصدقاء‪ ،‬أناس لم ألتقي بهم من قبل ولم أعرفهم‪،‬‬
‫ولكن بفضل هذا البرنامج العجيب تلاقينا وتلاقت افكارنا وأهواءنا‪ ،‬ل مجال‬

‫للخلاف أو التصادم‪ ،‬وكنك في يوتوبيا‪ ،‬عالم مثالي‪ ،‬كل شيء كما يجب أن يكون‪،‬‬
‫ولكن كان ينقصني شيء واحد يا شريف وهو أن أكون أنا‪ ،‬أن أكون سمر‪ ،‬بشخصيتي‬

‫الحقيقية‪ ،‬سمر الموظفة ا إلدارية التي تعمل براتب يفوق خيال أصدقائي ا إلفتراضيين‪،‬‬
‫أريد أن أقول انني إامرأة وأم لجمل طفلين في الدنيا‪ ،‬أريد أن يعرفوني كما أنا‪ ،‬ولكن‬
‫هذا العالم المثالي لم يكن مثالي ًا جد ًا فكان ما يعيبه شيء واحد وهو إاننا جميعا بأسماء‬
‫وهمية‪ ،‬حقيقيون بمشاعرنا بمشكلاتنا ولكن أسماءنا وأشكالنا مجرد أقنعة‪ ،‬إال قلة قليلة‬
‫هي التي كسرت هذه القاعدة‪ ،‬من الصغار الهواة الذين ليس لديهم شيء يخسرونه ومن‬
‫الرجال الذين ل يهمهم شيء أو بعض النساء اللاتي فقدن برقع الحياء ولم يعدن يخشين‬
‫شيء في الحياة‪ ،‬هن من إاعتدنا على تسميتهن بالقوارح‪ ،‬ل يهمهن شيء‪ ،‬فما بالك‬

‫بواقع افتراضي لن يصل إاليهن أحد من خلاله‪.‬‬

‫كنت أتوق أن أفعل مثلهم‪ ،‬أن اظهر بشكلي الحقيقي حتى اثبت لك انك على خطأ‪،‬‬
‫والهم أن أثبت لنفسي أنني مازلت أنى ولست مجرد إامرأة خالية من أي إاغراء أو‬
‫قدرة على جذب نظر رجل مهما كان عمره‪ ،‬أردت فعل ذلك كثيرًا‪ ،‬وكثيرًا ما ذهبت‬
‫إالى إاعدادات البرنامج لتغيير صورتي واختار الصورة ولكني أجبن عند الضغط على‬
‫زر حفظ التغييرات!‪.‬‬

‫" ما أجبنني‪ ،‬ما أغباني‪ ،‬ضيعت حياة حقيقية بغبائي والن ألهث لجذب أنظار وهمية‬
‫لي عبر عالم وهمي " ‪.‬‬

‫لم ُتحل عقدتي إال عندما اكتشفت فلاتر السناب شات‪ ،‬ذلك البرنامج الجميل الذي‬
‫لم أفهم ماهيته أكثر من أنه يقوم بالتعديل على الكاميرا لعمل بعض التغييرات على‬
‫الصورة وبذلك يستحيل التعرف عليك‪ ،‬وقد أفادني هذا من ناحيتين‪ ،‬الولى هي‬

‫انني إاستطعت تغيير ملامحي بعض الشيء والثانية أن تلك الفلاتر تقوم بعمل بعض‬

‫‪111‬‬

‫التحسينات على تفاصيل الوجه‪ ،‬كزيادة درجة إاحمرار الشفتين وتوسيع العينين بعض‬
‫الشيء مع زيادة سوادهما وتنعيم شكل البشرة‪ . ،‬الخلاصة انني أصبحت أصغر‬

‫عشرين سنة بفضل تلك الفلاتر ووضعت على رأسي طوق ورد بفضلها‪ . ،‬لول مرة‬
‫الن منذ دخولي هذا العالم‪ ،‬منذ سنة أستطيع وضع صورتي‪.‬‬

‫ووضعت صورتي المعدلة‪ ،‬ولول مرة منذ ثلاث سنوات أشعر بمثل تلك النشوة‬
‫العارمة‪ ،‬عشرات ا إلعجابات‪...‬‬
‫" بسم الله ماشاء الله " ‪...‬‬

‫" سبحان من أبدع وصور " ‪...‬‬
‫" ماشاء الله قمر " ‪...‬‬
‫" يانجف " ‪...‬‬

‫" يابخت جوزك بيكي " ‪...‬‬
‫" دلوقت عرفنا أنت ليه كنتي متخفية " ‪...‬‬
‫إاعجابات ومعاكسات‪ ،‬بل حتى أن بعضهم تطرق إالى التحرش المسيء والمزعج‪ ،‬وامتل‬
‫صندوق رسائلي الخاصة بالكثير والكثير من كلمات المدح والثناء‪ . ،‬نصف ساعة من‬
‫السعادة الخالصة‪ . ،‬نصف ساعة من المدح المتواصل‪ ،‬نصف ساعة من حب الذات‬

‫الذي لم أشعر به منذ سنوات‪..‬‬
‫نصف ساعة وانطفأ هاتفي ‪..‬‬

‫لقد نفذت بطاريته‪ ،‬في غمر نشوتي نسيت أن أوصله بالشاحن قبل أن تنفذ‬
‫البطارية‪ ،‬نهضت مسرعة‪ ،‬انتفضت من على سريري حيث كنت أجلس‪ ،‬سقطت‬
‫المنشفة التي تحيط بشعري حيث أنني كنت قد خرجت قبلها من ا إلستحمام‪ ،‬كان‬

‫شعري قد بدأ يجف خلال تيهيي وهيامي في جو المعاكسات الجميل‪ ،‬إانفك رباط‬
‫الروب الذي ألبسه على عريي‪ ،‬ذهبت إالى غرفة المعيشة حيث يوجد الشاحن في‬
‫حقيبتي الموضوعة بجوار التليفزيون‪ ،‬أخذته وذهبت مسرعة لضعه في القابس بجوار‬

‫سريري ‪..‬‬

‫‪112‬‬

‫ولكن ما أن رأيت ذلك الشبح حتى صرخت فزعة وسقط الشاحن والتليفون من‬
‫يدي!‪.‬‬

‫قطع على شريف خلوته صوت أخرجه من عالمه الخيالي قبل أن يعرف عن ماذا‬
‫تتحدث سمر!‪.‬‬

‫أي شبح؟‪ ،‬وماذا حدث؟‪ ،‬فقد صرخت أمه من أسفل لنه كان يجلس في شقته‬
‫الخاوية حيث إارسال الشبكة أقوى من الدور الرضي ونادته‪ " :‬يا شريف‪ ،‬يا‬
‫شريف تعالى وِّلد البقرة مع أبوك يا ولدي‪ ،‬البقرة هتولد يا شريف!‪.‬‬

‫أغلق هاتفه ونزل مهرو ًل لمساعدة والده وفي عقله سؤال‪ ،‬ما هو تويتر؟‪ ،‬وماذا حدث‬
‫لسمر بعد رؤية الشبح؟‪.‬‬

‫***********‬

‫‪113‬‬

‫‪21‬‬

‫لم يكن أندرياس معتاد ًا أن يزوره أحد وخاصة مبكرًا هكذا‪..‬‬
‫مل وعاء ماكينة ا إلسبريسو بالماء ووضع فيها كبسولة القهوة تاركاً الذي على الباب‬
‫ينتظر‪ ،‬فهو ل يهتم به لنه يسكن في هذه الشقة بمفرده‪ ،‬ل أصدقاء له ول اقرباء‬
‫يزورونه‪ ،‬ولهذا ظن أن الطارق مخطيء في العنوان‪ ،‬وكان إاعداد كوب قهوته أهم من‬

‫معرفة شخصية الطارق الغريب في هذا الوقت المبكر‪.‬‬
‫" تب ًا‪ ،‬ل َم ل يرحل؟‪ ،‬أريد أن أفطر جيد ًا قبل الذهاب إالى عملي؟!!"‬
‫ومضى إالى الباب على مضض وعلى وجهه تكشيرة غيظ وغضب زاد من حدتهما أنه‬
‫كان قد إاستيقظ لتوه وأنه لم يغسل وجهه بعد أو يهذب شعره‪ ،‬وإاذ به يُفاجأ بها‪...‬‬

‫سلام!‬
‫كان حجابها البيض يظهر جمال عيناها الزرقاوان حتى أنه لم يلمح سترتها الزرقاء‬
‫المصنوعة من الجينز ول بنطلونها الحينز البيض‪ ،‬كانت تقف أمامه في دلل وفي‬

‫عينيها إابتسامة ذات معنى‪..‬‬
‫" يااااه ‪ ..‬كم تمنيت أن أرى هذه ا إلبتسامة وسعيت إاليها دوم ًا" ‪..‬‬
‫تاه في ملامح ذلك الوجه الجميل الذي يخلب كل عقل لدرجة أنه لم يلاحظ ما تحمله‬
‫أيض ًا ولم يلاحظ أنها كانت تقوم بفك أزرار سترتها من أسفل إالى أعلىى إال عندما‬
‫وصلت إالى الزر الخير‪ ،‬كانت السترة قد انفتحت إال من أخر عرواتها لتكشف ذلك‬

‫البطن الرخامي البيض المشدود‪..‬‬
‫"تب ًا!‪ ،‬إانها ل ترتدي شيئ ًا تحت سترتها !!!"‬
‫تعلق بصره بالزرار الخير وبلع ريقه بصعوبة بالغة وجحظت عيناه في إانتظار فك ذلك‬

‫الختم الخير‪..‬‬
‫فكته ولم تكن ترتدي سوى صدرية شفافة ل تفعل شيء سوى الحفاظ على قوام‬
‫صدرها المشدود أصل ًا‪ ،‬كانت تظهر كل شيء‪ ،‬لم يتمالك نفسه أمامها فمد يده وامسكها‬

‫‪114‬‬

‫من كتفها وجذبها بكل قوة إالى الداخل ولكنها مدت يدها وأمسكت الباب وتملصت‬
‫منه وظلت واقفة على الباب وقالت‪:‬‬
‫"مهل ًا يا عزيزي‪ ،‬لي عدة شروط "!‬

‫"كل شروطك مجابة‪ ،‬المهم أن تدخلي "‬
‫مدت يدها إالى جيبها وأخرجت عشرين جنيه ًا استرليني ًا وقالت سأقرضك ما ًل بالربا‪،‬‬

‫ستأخذ هذه العشرون جنيها وسأخذها منك قبل أن أذهب ثلاثون!‪.‬‬
‫" ما الفكرة ؟!"‬

‫" لن الربا حرام‪ ،‬وأنا أريد أن أفعل كل ما هو حرام اليوم "!‪.‬‬
‫" موافق "!‪.‬‬

‫"وسنشرب هذا النبيذ سوي ًا لنسكر " ‪..‬‬
‫واشارت إالى زجاجة كانت معها في كيس ورقي لم يكن قد لحظ اندرياس وجودها‬

‫وسط تيهه في عالم النشوة ذلك‪.‬‬
‫"موافق على كل ما تريدين‪ ،‬المهم أدخلي"‬
‫وجذبها من معصمها الممسك بالعشرين يورو حتى كادت الزجاجة تسقط من يسراها‬
‫ولكنه تداركها‪ ،‬وجذبها إالى السرير الذي كان يقع على بعد خطوات من الباب وهم‬
‫بإالتهامها‪ ،‬ولكنها تمرغت وتفادته وقالت‪ " :‬مهل ًا عزيزي أندرياس‪ ،‬أنا بحاجة أل أكون‬

‫في وعيي لفعل كل تلك المحرمات "!‪.‬‬
‫قفز من على السرير واتجه إالى المطبخ الذي كان أيض ًا يقع في ح ّيز الغرفة‪ ،‬حيث كانت‬

‫الشقة عبارة عن فسحة كبيرة فيها سرير وبجواره خزانة عليها اباجورة وأمامه طاولة‬
‫يستعملها للاكل وحمام ومطبخ ما هو إال جزء من هذه الفسحة معزول بكاونتر‬

‫رخامي عليه كرسيان بار عاليان‪.‬‬
‫وهو في عجلته تعثرت يداه بماكينة الاسبريسو فسقط كوب القهوة على ملابسه وعلى‬

‫الرض فلم يهتم به رغم انه موسوس بالنظافة‪ ،‬أخذ كوبين من على حامل الطباق‬
‫المعلق فوق الحوض واتجه إالى سلام التي كانت تجلس على السرير بسترتها الزرقاء‬

‫‪115‬‬

‫المفتوحة وتكشف صدرها الجميل النافر وكانت تعالج سدادة زجاجة النبيذ لتفتحها‪،‬‬
‫استغل هو كونه أن ملابسه تلطخت بالقهوة وتصنع أنها لسعته ليخلع ملابسه‪ ،‬خلع‬

‫قميص بيجامته والبنطلون ليبقى بملابسه الداخلية فقط!‪.‬‬
‫مجنون هذا!‪ ،‬يظن انه سيغريني بعريه؟؟ أي اغراء في هذا الهيكل العظمي؟؟ نعم أنا‬

‫لم اضاجع رجل ًا منذ ثلاثة سنوات ولكن هذا ليس برجل‪ ،‬يجب أن اثمل تمام ًا‬
‫لستطيع فعل ذلك!‪.‬‬

‫جلس اندرياس بجوارها شبه عاري وعيناه ل تفارقان صدرها وحاول نزع دبابيس‬
‫حجابها ليمتع نظره بشعرها الشقر الناعم‪ ،‬ولكنها اشاحت برأسها قائلة‪" :‬أتركني أركز في‬

‫هذا الزجاجة اللعينة "‬
‫وجاءت اشاحتها كما إاشتهيى‪ ،‬فقد انخلع الحجاب في يده‪ ،‬وضعه على الطاولة وجلس‬
‫على السرير خلفها محتضنا إاياها بين ساقيه محاو ًل نزع سترتها في اللحظة التي دوت‬

‫فيها فرقعة نزع غطاء زجاجة النبيذ‪.‬‬
‫ساعات مرت فقدت خلالها سلام وعيها بفعل ما شربته من خمر أو على القل‬
‫تظاهرت بذلك لتسلم جسدها لندرياس ليفعل به ما حلم به منذ بداية صداقتهما‪،‬‬
‫لينتهك حرمة جسدها الذي راودها عنه في الخس مرات التي تقابلا فيها في هذه‬
‫الغرفة وعلى هذا السرير ولكن كان أقصى ما يناله منها هو قبلة طويلة تلهب قلبها‬
‫الذي ُدفن تحت تلال جليد الهجر والذل والهوان ممن كان زوجها‪ ،‬لم ينل منها‬
‫اندرياس إال تلك القبلة ومداعباته المسروقة لنهديها ا إلسفنجيان من فوق ملابسها في‬

‫غمرة نشوتها بقبلته ولكنها نهرته بشدة إلنتهاكه لجسدها‪. ،‬‬
‫" ل لن نفعل ذلك وإاياك أن تحاول "!‪.‬‬

‫حاول اندرياس مرارًا أن يقنعها بتسليمه جسدها وانه سيكون ماهرًا في التعامل معه‬
‫وانه قادر على تبديد ظلال الخوف من الرجال الذي خيم عليها بسبب تجربتها المريرة‬
‫في الزواج ولكنها رفضت ذلك رفض ًا تام ًا‪ ،‬ولكنها الن سلمت نفسها لهذا الكافر الذي‬

‫ولجها مرات ل تعرف عددها وغطاها بقذارته ولم يكتفي بهذا بل صرخ في وجهها‪:‬‬

‫‪116‬‬

‫" كفاكي إازعاجا "!‪.‬‬
‫"تب ًا لك يا ابن العاهرة‪ ،‬هل أصبحت أنا الن مزعجة؟؟"‬

‫قالتها في نفسها ‪..‬‬
‫وتكورت على نفسها عارية على كرسي منجد كان خلف الباب وهي تغني تلك الغنية‬

‫التي نهرها بسببها واتهمها با إلزعاج‪ ،‬أغنية تردد صداها في رأسها وخرجت من بين‬
‫شفتيها بلا وعي بفعل الخر ول تعلم إان كان صوتها مزعج فعلا أم أنه خاف من أن‬

‫يعرف أحد انه بصحبة إامرأة وعربية بوجه الخصوص‪.‬‬
‫" ل يهم أي شيء‪ ،‬فهذا الخنزير قد ضاجعني وما كان ليحلم بذلك والن قبل أن‬

‫يجف منيه على جسدي ينهرني؟؟ تب ًا له إابن العاهرة "!‪.‬‬
‫لم تعلم حقيقة لماذا كانت تصر على دندنتها رغم انه لم يحتملها‪ ،‬أهو ِعند منها لنه‬
‫نهرها؟؟ ربما ذلك صحيح ًا لنها أبدا لم تخضع بسهولة لوامر الرجال الذين كسروها‬
‫وسجنوها في سجونهم كل تلك السنوات‪ ،‬أم أن تلك الغنية هي أغنية نصر تغنيها‬
‫إلنتصارها على كسر كل القيود والعادات والتقاليد‪ ،‬قيود الدين تحررت منها وعاداتها‬
‫الشرقية البالية التي تبعتها إالى هنا وحبستها في قمقم العيب والحرام وختمت عليه وهي‬
‫في داخله ووضعوا عليها رقيب هو نفسها الخائفة والمذعورة رعبا منهم ومن ردود‬
‫افعالهم‪ ،‬نعم هو النصر‪ ،‬لقد انتصرت‪ ،‬تحرر المارد الذي سجنوه‪ ،‬تحررت سلام‪،‬‬
‫تحررت ولم يعد يهمها أن يعلموا‪ ،‬ل يهم إان قتلوها أو حرقوها‪ ،‬لقد ضربت بكل‬

‫مخاوفها عرض الحائط‪ ،‬لقد ضاجعت لتوها ملحدا أعجمي ًا بلا زواج‪.‬‬
‫نعم لقد نزيت بمحض إارادتي‪ ،‬وسأزني ثانية وثالثة‪ ،‬عاهرة؟؟‬

‫وماذا يعني؟‪ ،‬ألم تعلموا أن لجسدي حق يطلبه؟؟ هل تظنون انني لست من لحم‬
‫ودم؟؟‬

‫بعتوني لحط انسان على الرض‪ ،‬عذبني وعاملني ككلبة لتسعة سنوات وأنتم لم‬
‫تحركوا ساكن ًا‪ ،‬كان يضاجعني كعاهرة ل شيء لها إال أن تظل بلا إارادة حتى يستمتع‬

‫هذا المدعو زوجها بها‪ ،‬وأنا؟؟‬

‫‪117‬‬

‫أليس لي الحق في المتعة؟؟‬
‫تب ًا لكم ولمتعتكم‪ ،‬لقد كرهتها وكرهت الجنس‪ ،‬ل أريد الجنس‪ ،‬لكن من حقي أن اسمع‬

‫كلمة طيبة‪ ،‬ثناء ومعاملة حسنة‪ ،‬ولكن هذا لم يحدث‪.‬‬
‫وها أنا أرد لكم الصاع صاعين وعشرة الن‪ ،‬أصبحت إابنتكم عاهرة‪ ،‬كذبت عليكم‬
‫وأخبرتكم أنني في شقتي وها أنا هنا مع ذلك الغلف احتسي الخر واتصرف كعاهرة‬
‫محترفة بين احضانه‪ ،‬هنيئا لكم كس الذل والمر الذي سقيتموني إاياه لسنوات‪ ،‬والن‬

‫حان دوركم للشرب!‪.‬‬
‫ولكنها تذكرت أولدها‪..‬‬
‫***********‬

‫‪118‬‬

‫‪22‬‬

‫فريدة ‪...‬‬

‫" أل تلاحظين أن محمد الله يرحمه يشبهني كثيرًا ؟!"‬
‫كان ذلك السؤال المفاجيء الذي سأله شريف لفريدة كهزة غير متوقعة‪ ،‬توقفت قليل ًا‬

‫عن الكتابة وردت بالنفي بعد لحظات‪.‬‬
‫"ل‪ ،‬إانك ل تشبهه أبد ًا‪ ،‬ل شكل ًا ول جسماً "‬
‫لم يصدق كذبتها الواهية لن الصورة الخيرة التي ارسلتها له رغم بعد محمد عن‬
‫المصور‪ ،‬إال أن ملامحه الباهتة تبدو جلية وكنه هو نفسه‪ ،‬أنحف وأطول‪ ،‬ولكن‬

‫نفس ملامح الوجه والرأس تقريب ًا‪..‬‬
‫"لقد علمت الن كيف أنك أحببتني من قبل أن نتكلم "‪.‬‬
‫محمد حبيبها القديم‪ ،‬حب أفلاطوني جميل‪ ،‬حب مات قبل أن ينطق أي منهما‬
‫بحروف الحاء والباء‪ ،‬حب حاولت طوال عشرون عاما دفنه والتغلب عليه لتستطيع‬
‫ا إلستمرار في حياتها‪ ،‬لتستطيع أن تنظر في وجه زوجها‪ ،‬ولكنه كان يطفو على‬
‫السطح كلما خلت إالى نفسها‪ ،‬كان يطفو كجبل جليدي‪ ،‬يتبادر إالى عقلها صور محمد‬
‫وذكرياته ومواقفه معها‪ ،‬وأما في الباطن الذي لم تكن تجروء على النظر إاليه حتى‬
‫أصبح غير مرئي ًا بالنسبة لها رغم وجوده الحقيقي هو أنها تحبه‪ ،‬أنها تعشقه‪ ،‬وتعشق‬

‫كل تفاصيله‪.‬‬

‫عشرون عاما مضت يا محمد وابتسامتك مازالت في عينيها‪ ،‬ابتسامتها الجميلة الحقيقية‬
‫الصافية كانت ل تظهر إال عندما تتذكره‪.‬‬

‫محمد هو ابن خالها‪ ،‬ترعرعا سويا‪ ،‬يكبرها بسنتين‪ ،‬بينما كانت هي أصغر اخواتها كان‬
‫هو اكبرهم‪ ،‬وكعادة أهل الارياف يكون الابن الكبر هو الكبير‪ ،‬صورة مصغرة من‬

‫‪119‬‬

‫والده منذ أن تبدأ قدماه في حمله‪ ،‬كلمته نافذه على أمه واخواته صحيحة كانت أم‬
‫خاطئة‪ ،‬ل يحق لي أحد تكسيرها لنه الكبير وراجل البيت إال والده‪ ،‬كلمته ُتحترم‬

‫أمام الغريب‪ ،‬تحترمها أمه ل ترده لنها قد خرجت من رجل رغم انه قد ل يتعدى‬
‫سنه حينها العوام الخس‪ ،‬حتى والده ل يرده علانية أمام الغرباء‪ ،‬لن ابنه رجل‪،‬‬

‫وهي منذ أن وعت على الدنيا وهي ترى محمد الرجل‪ ،‬رجل لكلمته وزن‪ ،‬رجل‬
‫كلمته سارية‪ ،‬رجل يعي ويفهم أكثر منها في أمور الحياة رغم انه ل يكبرها كثيرًا‪ ،‬أما‬

‫هي؟!‬
‫هي أخر العنقود دلوعة والدها ومدللته‪ ،‬ابنته الخيرة التي خطفها من الموت‪ ،‬ولدت‬
‫ضعيفة في الشهر السابع‪ ،‬منذ أن رأها تقاتل وهي في الحضانة محاولة التشبث بالحياة‬
‫وهو قد عشقها‪ ،‬تلك الانفاس الضعيفة العالية والصرخات الطفولية الرضيعة التي ل‬

‫تمتلك قوة صراخها جعلت قلبه يتعذب من رؤيتها‪ ،‬والدها رجل قوي ليس من‬
‫السهل اثارة مشاعره واستدرار دموعه‪ ،‬رجل لديه من البنات ثلاثة غيرها‪ ،‬رجل لم‬
‫يبكي كثيرًا في حياته ولكنه بكى عندما رأى ضعفها وقلة حيلتها‪ ،‬بكى والدها وهو يراها‬
‫تتعذب‪ ،‬بكى ولكنه لم يتمنى لها الموت رحمة لها على غرار والدتها‪ ،‬بكى ودعى ربه أن‬
‫يستبدل روحه بروحها‪ ،‬فهيي تستحق أن تعيش‪ ،‬هي تقاتل للحصول على كل نفس‪،‬‬
‫تقاتل لتحرك أطرافها الصغيرة‪ ،‬تقاتل لتصرخ رغم أن صرخاتها ل تعدو أن تكون أكثر‬

‫من خرخشات أنينية ضعيفة يطغي عليها صوت تنفسها المحموم‪،‬‬
‫وها هي الن فريدة‪ ،‬نجت وكبرت ولكن والدها لم ينسى ابدا تلك اللحظات الصعبة‬
‫التي عاشتها رغم أنها لم تعي عنها شيء إال انه وعيها‪ ،‬ولم تفارقه لحظة ولهذا عمد على‬

‫التعويض عنها‪ ،‬دللها ليعوضها عن اللم الذي عانته‪.‬‬
‫كان محمد كثيرًا ما يضربها ويعنفها بلا سبب ل لشيء سوى لممارسة رجولته الصغيرة‬
‫عليها والتمرن عليها‪ ،‬كان يأمرها بعدم اللعب مع فلان أو فلانة‪ ،‬هذا الفستان ممنوع‪،‬‬

‫ارجعي قصة شعرك إالى الوراء‪ ،‬ل داعي لتلوين اظافرك‪..‬‬

‫‪120‬‬

‫الكثير من الوامر كان يأمرها بها بكل حزم وما كان منها إال أن تنصاع لها سواء‬
‫بإارادتها أو رغماً عنها لنها كانت تُضرب اذا ما رفضت أو جادلت!‪.‬‬

‫محمد إابن خالها‪ ،‬الرجل الذي كان في عينيها كبيرًا جد ًا‪ ،‬أكبر من الشمس‪ ،‬رجل له‬
‫سطوته وهيبته‪ ،‬ولهذا ل تعلم تحديد ًا متى أحبته‪ ،‬سألها شريف ذلك السؤال مرارًا‬

‫وتكرارًا ولكنها فعل ًا لم تعرف متى أحبته أو لماذا؟؟‬
‫أهو حب القطة لخناقها أم انه حب السطوة ونفاذ الكلمة الذي أرادت أن يكونا لها‬
‫يوم ًا ولكنها لنها أخر العنقود وبسبب دلل والدها الزائد لها فقدت كل فرصة أن‬
‫يكون لها رأي أو صوت أو كلمة فاستعاضت عن ذلك بحب هذا المتسلط السائد‬

‫الكلمة ؟!!!‬
‫ل أحد يعلم‪..‬‬
‫كانت تحبه‪ ،‬تبحث عنه دائم ًا اذا ما غاب عن نظرها‪ ،‬تذهب إالى بيت خالها لتراه‪،‬‬
‫كانت وأحيان ًا تلبس ما يستفزه أو تضحك أو تتكلم بطريقة تجعله يعنفها‪ ،‬كل هذا‬
‫لتخبره بأنني هنا أيها البله‪ ،‬اعرني انتباهك حتى لو بالتعنيف‪ ،‬أحبك‪.‬‬
‫ولكنها لم تعلم أبد ًا إان كان يحبها أو إان كانت بالنسبة له مجرد ابنة عمة‪ ،‬مجرد أنى‬
‫يمارس عليها سطوته‪ ،‬حتى ذلك اليوم الذي حدثت فيه الفاجعة‪.‬‬

‫**************‬

‫‪121‬‬

‫بلا عنوان ‪..‬‬

‫هنا حيث يتوقف كل شيء وحيث يقبع عالمي خلف هذه الجدران الاربعة‪ ،‬هنا‬
‫اعيش أنا ( بلا عنوان )‪ ،‬وهنا حيث وضعت كرسيا امامي وانا أكتب هذه الكلمات‬

‫لك عزيزي القاريء ‪..‬‬
‫وضعت كرسيا حتى اتخيل انك تجلس أمامي وانني احادثك وجه ًا لوجه‪ ،‬أعلم أن هذا‬

‫يعتبر جنون ًا ولكنها الطريقة الوحيدة التي تشعرني بأنني لست وحيدة‪.‬‬
‫اتخيل اشخاص كثر يجلسون على هذا الكرسي يومي ًا‪ ،‬اشخاص بعضهم انتم قراء‬

‫صفحة شريف‪ ،‬أنتقي أصدقائي الوهميين من التعليقات‪.‬‬
‫أناس اتوسم فيهم الانسانية‪ ،‬يحكمون على ا إلنسان بقلبه وبمعدنه ل بأفعاله الظاهرية‬

‫وشكله‪.‬‬
‫أناس ليسوا كصديقتي السابقة‪.‬‬
‫حبيبتي " اه يا حبيبتي يا من اشتاق إاليها واشتاق إالى صوتها وضحكتها الملائكية‪،‬‬
‫حبيبتي التي اشتاق إالى رائحهتا‪ ،‬وإالى ملمسها وإالى حضنها ولكنها غبية متخلفة!‪.‬‬
‫لن أنسى أبد ًا ذلك اللم التي سببته لي ذلك اليوم‪ ،‬رغم أنها كثيرًا ما هونت على ايامي‬
‫وكثيرا ما طيبت خاطري المجروح من الناس والدنيا ولكن أحد ًا لم يجرحني مثلها‪.‬‬
‫حقا ما يقال أن اصعب الجراح واكثرها ألم ًا والمستعصي شفاؤها هي جراح المقربون‪،‬‬
‫وأنا لم يكن عندي أقرب منها‪.‬‬

‫هي كانت صديقتي واختي‪..‬‬
‫زوجتي وزوجي‪ ،‬هي كانت لي نفسي التي كنت أتمنى أن اكونها‪ ،‬هي حلمي وما‬

‫اصعب أن يخونك حلمك‪.‬‬
‫لقد مررني العالم والجينات يا صديقي القاريء‪ ،‬لقد مسخت بلعنة ليس لي يد أو‬
‫دخل فيها‪ ،‬اعيش حبيسة تلك الجدران الاربعة في محاولة بائسة للهروب من مواجهة‬
‫العالم‪ ،‬العالم الذي لم ينظر لي أبد ًا على انني طبيعية منذ أن بلغت‪ ،‬ينظر لي الن‬

‫‪122‬‬

‫كنني إامرأة خمسينية‪ ،‬أعلم أنهم معذورون‪ ،‬وربما هم على حق بسبب وزني الكبير‬
‫الذي خنق وجهيي وأصبحت كنني أكبر سن ًا وبسبب مشيتي العجائزية‪ ،‬حيث أنني‬
‫أمشي جارة لرجلاي‪ ،‬هما ثقيلتان وليس من السهل رفعهما عن الرض وخاصة إاذا‬

‫مشيت لمسافات طويلة‪.‬‬
‫هل تعرف ويزو يا صديقي القاريء؟‪.‬‬
‫تلك الممثلة الجميلة التي تمثل في مسرح مصر؟؟‬
‫هل تعلم أن ويزو التي ربما تراها بدينة جد ًا هي مثلي العلى!‪.‬‬

‫كم أتمنى أن اصير في رشاقتها!‪.‬‬
‫نعم رشاقتها‪ ،‬فهيي رشيقة جد ًا وخفيفة كالريشة مقا نرة بي!‪.‬‬
‫صديقتي التي خانتي كانت خيانتها لي بسبب خوفها على ابنتها مني!‬

‫أنا؟؟؟‬
‫هل صدقت تلك المجنونة نني قد اؤذي ابنتها؟؟؟‬

‫ابنتها التي اعتبرتها ك إابنتي وكنت أنا عرابتها‪..‬‬
‫أنا من علمتها الكلام والمشي‪ ،‬أنا من كنت اشتري لها الحلوى والبسكويت‪ ،‬أنا من‬
‫كنت اخذها إالى الحضانة في كل صباح حتى ذلك الصباح الذي انتهيى فيه كل شيء‪.‬‬
‫ذلك الصباح الذي أتمنى لو انه ما جاء‪ ،‬الذي اعاتب الله كثيرًا لنه لم يأخذني قبل‬

‫ذلك الصباح‪.‬‬
‫ذلك النهار وطلعة الشمس تلك حيث ماتت نفسي أو على القل‪...‬‬

‫" ل ‪..‬‬
‫لن اقولها‪...‬‬
‫لن انجرف في الحديث معك واعترف بذنبي‪ ،‬ل‪ ،‬لن أخبركم بأنها كانت على حق!‪،‬‬
‫سأذهب الن‪ ،‬دمتم سالمين "!‪.‬‬

‫‪123‬‬

‫إاعتادت من اسمت نفسها بالعادية أن تكتب وتتكلم في صفحة شريف بعد أن حازت‬
‫على ثقته ودعمه المعنوي لها‪ ،‬أراد حينما قرر أن ينزل إاجازة إالى مصر بجعلها أدمن‪،‬‬
‫تكون مسؤولة عن ادارة الصفحة معه وخصوصا انه خشي انه قد ل يستطيع أن‬
‫يكون متواجد ًا على ا إلنت نرت بكثرة مثلما هو الن‪ ،‬ولكنها رفضت أن تكتب بإاسمها‪.‬‬
‫هي فقط أسمت نفسها بالعادية لنها ترى نفسها عادية‪ ،‬عندما تنظر إالى تلك المرأة‬
‫السحرية كما تقول‪ ،‬وإان رأها الناس مختلفة في شكلها فهيي على القل عادية جد ًا من‬
‫الداخل‪ ،‬لديها نفس العقلية والسيكولوجية الانثوية العادية‪.‬‬
‫هي انسان عادي وعاقل لديه مشكلات مثلما لدى الجميع‪ ،‬ولكنها مع ايمانها بذلك إال‬

‫أن تلك الندوب العميقة التي حفرها في نفسها المجتمع بنظراته العقيمة وتعليقاته الخادشة‬
‫لغشاء الروح جعلها تخشى وترتعب من فكرة التلاحم مع افراده في أي علاقة واي‬

‫تعامل حتى وان كان من خلف شاشة حاسوب أو هاتف ذكي ‪.‬‬
‫العادية‪ ،‬التي افضت وباحت بمكنونات صدرها وقلبها لشريف بأسلوبها الذي يجعل‬
‫كل من يقرأه يبكي حالها ويرثي حظها‪ ،‬وبدوره كان شريف يقوم بنشر رسائلها كما هي‬
‫بالنص بدون أي تعديل‪ ،‬هي كاتبة اساسية في صفحته ولكن ل يعرف أحد إاسمها أو‬

‫إاسم صفحتها‪.‬‬
‫وعرفها الجميع ‪...‬‬

‫شعروا بها ‪..‬‬
‫تعاطف معها الكثير ‪..‬‬
‫والبعض إاشمئز من مجرد تخيلها ‪..‬‬
‫ولكن في الحقيقة لم يعرف أحد أبد ًا من زوار صفحة شريف من هي‪ .‬فقط شريف من‬
‫عرفها‪ ،‬شريف كان ا إلستثناء‪...‬‬
‫ا إلستثناء لشياء كثيرة!‪.‬‬
‫كان شريف ا إلستثناء حتى في البؤس‪ ،‬بدأ هذه الصفحة كصرخة يصرخ فيها من ألمه‪،‬‬
‫مكان يصرخ فيه ويبكي عله يجد في ذلك راحة‪ ،‬عله يجد يد القدر تمتد إاليه بالمساعدة‬

‫‪124‬‬

‫أو أحد هؤلء الخيرين الذين ضجت بهم وامتلات صفحات التواصل ا إلجتماعي‪ ،‬تبرع‬
‫فلان بكليته إلنقاذ فقير وتبرعت فلانة بشقتها لزواج فلانة‪ ،‬وتبرع رجل الخير‬

‫وا إلحسان رجل العمال الشمهور فلان الفلاني ابن علان العلاني ببناء مصنع في‬
‫القرية الفلانية بعد تصحر اراضيها وعطل فلاحيها الذين كانوا يعملون في الزراعة‬

‫والن اصبحوا بلا أرض يزرعونها‪ ،‬ومن هنا جاءت فكرة هذا الفلان بمساعدة‬
‫الفلانيون في تحويل مسار حياتهم بهذا المصنع‪ ،‬حيث أنهم سيكونوا أول من يعبؤون‬
‫الوهم في بلاليص ويبيعونها للناس‪ ،‬ذلك الوهم الذي أنشا شريف بسببه هذه الصفحة‬

‫وإان كان لم يكن يدرك ذلك حينها ولكن عقله الباطن أدركه‪.‬‬
‫الوهم!‬

‫الوهم بالنجدة ‪..‬‬
‫بالمساعدة ‪..‬‬

‫بأن هناك يد عليا ستساعده ‪..‬‬
‫ربما هي يد الله أو يد مسخرة من جلاله لمساعدته‪...‬‬
‫ولكن شريف اكتشف انه ما هوإال ل شيء‪ ،‬مجرد نكرة‪ ،‬ل مساعدة ول أي شيء‪،‬‬
‫مجرد كلمات شفقة من بؤساء مثله يريدون من يساعدهم!‪.‬‬
‫لم يجد سوى الكثيرين والكثيرين من اصحاب الهموم التي بثوها في صندوق رسائله‬
‫كنها تهمة يريدون التخلص منها لول من يقابلهم حتى وإان كان غريب‪.‬‬
‫فهم قد تعبوا من حمل أحزانهم وألمهم بمفردهم‪ ،‬هم يريدون التخلص منها وإان كان من‬
‫سيحملها ذلك البائس شريف الذي جاء إالى هنا ليصرخ‪.‬‬

‫" ل يهم إان كان سيصرخ‪ ،‬ليصرخ لنا أيض ًا "‪.‬‬
‫ربما ظنوا أن شريف عتيا أو كما يقول المصريون فاقد برقع الحياء‪ ،‬أي انه ل يخجل‬
‫وصاحب جرأة كبيرة ولكنهم لم يعرفوا أبد ًا أن شريف مثله مثلهم‪ ،‬وقد يكون أكثر منهم‬
‫خجل ًا ‪ ،‬ربما ظنوا أو توسموا فيه الجرأة بسبب شجاعته في نشر قصص بعض الناس‬
‫التي ما كان يجرؤ الكثير على نشرها على صفحته وخاصة لو كان فيها هذا القدر من‬

‫‪125‬‬

‫المتابعين لنه بهذا سيعرض نفسه لل إانتقاد الشديد والسب والقذف من مدعي المثالية‬
‫الذين يظنون أنهم يوتوبيون‪ ،‬يعيشون في يوتوبيا‪ ،‬وكن هذا العالم وقبحه ومشاكله غير‬

‫موجودة‪ ،‬أو أنه يجب غض البصر عنها من باب من ستره ربه ل يفضح نفسه‪.‬‬
‫ولكن الطب اثبت أن ذلك ليس صحيحا في المراض‪ ،‬ليس من الجيد أن تخيط‬
‫جرحا قبل أن تنظفه‪ ،‬ليس من الجيد أن تضمد دمل ًا قبل أن تنظفه من قيحه لن‬
‫هذا التلوث لن يقبله الجسم وربما ينتشر داخله ويسبب الكثير والكثير من الذى‬
‫وما المجتمع إال جسم كبير‪ ،‬كيان مجتمعي واحد‪ ،‬وحدة واحدة إان عطب جزء فيه يجب‬
‫معالجته ومعالجة مشاكله وإال سقط كله‪ ،‬ولكن سكان يوتوبيا المثاليون لم تعجبهم هذه‬
‫الحجة وظنوا أنه تهجماً وتهكماً على الدين وثوابت مجتمعية أقوى من الدين‪ ،‬وأحيان ًا‬
‫وهذا ما لم يقصده أو يفكر فيه شريف‪ ،‬هاجموه وهاجموا ابطال قصصه فرد عليهم‬

‫بإاستكمالها وتركهم للعقلاء يردون عليهم‪.‬‬
‫لم يتراجع أو يتواني عن نشر صرخة وصلت إالى صندوق رسائله ولكن مع كل‬
‫صرخة كان يصرخها نيابة عنهم كانت تنزف نفسه‪ ،‬كانت تلك الصرخات كحد سكين‬

‫يعيد فتح جرحه ويذكره دائم ًا بأنه مجرد فاشل‪.‬‬
‫فاشل لنه ل يستطيع مساعدة هؤلء الناس ‪..‬‬
‫فاشل لنه ل يستطيع أن يقول للعاهرة أنها عاهرة ‪..‬‬
‫فاشل لنه كان يتحمل ذلك السب‪ ،‬ل لجلهم ولكن لزيادة التفاعل في الصفحة‪،‬‬
‫رغبة في إازدياد أعداد المتابعين‪ ،‬فربما تدخل صفحته ضمن البرنامج ا إلعلاني للفيس‬

‫بوك وحينها سيستطيع الربح منها‪.‬‬
‫" فاشل يا شريف أنت‪ ،‬وبائس وقد ألبسك الناس عباءة ليست لك‪ ،‬ألبسوك‬

‫عباءة المناضل المجالد وما أنت إال صعلوك حقير استغل سذاجتهم لمصلحته‬
‫الشخصية‪ ،‬أه لوعرفوا حقيقتك لبصقوا عليك وداسوك بأرجلهم بعد أن يبولوا عليك"‪.‬‬

‫ولكن أي خيار أخر كان أمام شريف؟؟؟‬

‫‪126‬‬

‫نعم هو يعرف أنه ليس مثالي ًا وأبد ًا لم يدعي المثالية‪ ،‬وهذا كان يبيح له من وجهة نظره‬
‫أن يفعل ما يشاء من الخطايا دون أن يحاسبه أحد لن ل أحد عانى معاناته‪ ،‬ل أحد‬

‫يعيش حياته‪ ،‬يعيش بائس تخلى عن كل الحلام التي عرفها بسبب الفقر‪.‬‬
‫لم يرد شريف أن يشعر الناس بالسى تجاهه‪...‬‬

‫كان يصرخ ولكن ليس إلستدار العطف والشفقة‪ ،‬كان يريد المساعدة ل ا إلحسان‪،‬‬
‫يريد أن يتعلم الصيد‪ ،‬ل أن يتصدق عليه أحد بسمكة‪ ،‬كان مقتنع تمام ا إلقتناع أن‬
‫الحياة لبد وأن تضحك له حتى تقع على قفاها من كثرة الضحك‪ ،‬وإان كانت تضحك‬

‫عليه الن‪.‬‬
‫كان يثق أن بعد ظلام الليل الحالك لبد من فجر يشق عتمة ذلك الظلام بنوره البهيي‬

‫الجميل‪ ،‬كان يعرف أن تلك المحن والصعوبات ستكون قصة جميلة يرويها لبنائه‬
‫وأحفاده عندما يكبر‪ ،‬كان يعلم انه سيكون مثل ًا لغيره في التحمل والصبر‪ ،‬ولكن هل‬

‫فعل ًا سيكون كذلك؟؟‬
‫هل سينصفه القدر والزمان؟؟‬
‫هل ستتاح فرصة لشريف أن ينجح ويحكي يوم ًا ما كيف صبر ووثق أن الغد‬

‫أجمل؟؟‬
‫هل سيحكي أحدهم عنه كمثل أعلى في الصبر والكفاح ويبدأ قصته بـ " شريف راجل‬

‫مجابتوش ولدة " وينهيها بـ " سبحان العاطي الوهاب مين كان يصدق "!‪.‬‬
‫خمسون ألف جنيه كانت قد عرضتها عليه فريدة كسلفة لمساعدته في المرور من تلك‬

‫الزمة‪...‬‬
‫"فريدة‪ ،‬أه يا فريدة " ‪..‬‬
‫كان يظن انه مجنون ًا حتى ذلك اليوم الذي حاولت فيه إاستفزازه‪ ،‬ذلك اليوم على‬
‫حسابه الشخصي في تويتر‪ ،‬فهو كان قد عرف طريق تويتر من سلام‪ ،‬أخبرته أن‬
‫الحياة في ذلك العالم ا إلفتراضي أجمل كثيرًا من عالم الفيس بوك‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫هناك في عالم تويتر الجميل‪ ،‬العالم الرمادي تستطيع متابعة من تريد دون أن تأخذ إاذنه‬
‫مثلما يحدث في الفيس بوك‪ ،‬حيث أنك ترسل طلب صداقة وبعدها تصبح رهن‬

‫رغبة الشخص الذي أرسلتها له إاذا أراد السماح لك بذلك قبل الطلب‪ ،‬وإان لم يسمح‬
‫تركك معلق ًا هكذا سنوات مثلما علقتك إايفو‪ ،‬تلك الجميلة‪ ،‬صديقته من أيام الكلية‪.‬‬
‫ثماني سنوات وطلب الصداقة معلق‪ ،‬لم يلغي الطلب ولكنه كان يجدده كلما تذكرها‬

‫كل شهر أو سنة‪.‬‬
‫" تب ًا لتلك الفتاة أو المرأة إان كانت قد تزوجت‪ ،‬أنا علم أنها تعلم أني أحبها‪ ،‬فأنا كنت‬

‫أضحوكة الكلية بسبب حبي لها وخجلي الشديد ورهبتي من الحديث معها‪ ،‬سنتان‬
‫قضيتهما في حبها‪ ،‬هي ترفض قبول طلب صداقتي؟؟ ما أقصى ما قد أفعله لها إان‬

‫قبلت؟؟ هل سأغتصبها؟‬
‫تلك الحيوانة الغبية المتعجرفة‪ ،‬أقصى ماقد افعله هو اخبارها كم إانني أحببتها!‬
‫" ولكنه الن لم يعد يحبها‪ ،‬طلبات الصداقة الحديثة ما هي إال رغبة في إاغاظتها أو‬
‫إاستفزازها ل أكثر‪ ،‬لقد مات قلبه‪ ،‬أو هكذا ظن إالى أن عرف تلك المجنونة‪ ،‬أقصد‬

‫فريدة في تويتر ‪.‬‬
‫أخبرته سلام أن " كل ما عليك هو أن تختار متابعة الشخص الذي يعجبك وحينها‬

‫سيظهر لك على صفحتك كل ما يفعله على صفحته من تغريدات وردود واعادة‬
‫تغريد‪.‬‬

‫"ليس بالضرورة أن يقوم بعمل متابعة لك‪ ،‬فالمتابعة والمتابعة بالمثل ليست إاجبارًا‬
‫هنا‪ ،‬ولهذا فهو عالم أفضل وأسهل في التعامل‪.‬‬

‫هنا في الفيس بوك أنت إاسمك شريف من المنيا‪ ،‬من ملوي‪ ،‬ولكن هناك تستطيع أن‬
‫تسمي نفسك أي إاسم حتى وإان كان الزعلوط‪ ،‬لن يهم الناس من أنت وما هو‬
‫شكلك‪ ،‬المهم ما تكتب وعلى حسب ما تكتب‪ ،‬سواء عن الحب أو الدين أو‬
‫السياسة أو الموضة أو الفن أو حتى الجنس‪ ،‬ستصنع دائرة أشخاص لها نفس‬

‫إاهتماماتك‪ ،‬ربما تتعرض للانتقاد والهجوم من دوائر أخرى ليس لها نفس إاهتماماتك‬

‫‪128‬‬

‫لن هذه هي طبيعة البشر‪ ،‬مهاجمة كل ما هو مختلف وخاصة أن الدنيا هناك مفتوحة‬
‫أكثر‪ ،‬ولهذا المعارك ا إللكترونية أكثر حدة ولكنه يظل دائم ًا عالم ًا إافتراضي ًا يجمع اشخاص ًا‬

‫حقيقيين‪ ،‬فلا تنسى ذلك أبد ًا ! "‪.‬‬
‫وإانتقل شريف إالى عالم تويتر‪ ،‬وكانت سلام هي مرشدته فيه‪...‬‬

‫سلام ‪..‬‬
‫إان كانت الملائكة تتجلى في صور البشر فالكيد أن سلام واحدة منهم‪ ،‬إان كان‬
‫المذبوح يمكن أن يعود إالى الحياة أجمل وأحلى فلن يكون أبد ًا أجمل من سلام التي‬
‫ذبحها الزمن وعصرتها الظروف‪ ،‬ومع هذا ف إان ابتسامتها مازالت قادرة على شفاء ألم‬

‫شريف وجراحه التي لم يخبرها بها‪.‬‬

‫سلام ‪..‬‬
‫الحلم الجديد والمل المستحيل لشريف‪ ،‬هي الحب ‪..‬‬
‫خلق الحب للبوح به‪ ،‬ولكن حب شريف أصعب من أن يباح به‪ ،‬حبه أكبر من أن‬
‫يخبر به‪ ،‬حبه لسلام أقوى من أن يعلقها به فيصبح شوكة جديدة في جسدها بد ًل‬

‫من أن يكون بلسماً لروحها‪.‬‬
‫إان أحبته هي واصطدما بالواقع لن يكون امامها إال الفراق‪ ،‬وهو كان يعلم أنها‬
‫لصديق أخر لها سواه‪ ،‬هو الحضن الذي يحتويها من عواصف هذا العالم‪ ،‬فكيف‬

‫يضحي بأنانية بهذا لجل الحب؟؟‬
‫كيف يسمح لنفسه أن يخبرها بأنه يحبها وحينها ربما تبادله المشاعر نفسها بسبب‬

‫التوافق الشديد بينهما ولكن من سيقنع العالم بهذا؟؟‬
‫من سيحنن قلبه أن يدع لهما فرصة للقاء؟‪.‬‬

‫من سيجثو أمام العالم والقدر ويذرف دمع العطف ليسمح لهما بأن يكون هناك مكان‬
‫في هذه الدنيا يجتمعان مع ًا فيه ويعيشان سوي ًا يستمتعان بذلك لحب؟؟؟‬
‫ل يوجد!‬

‫‪129‬‬

‫ولهذا كتم شريف حبه في قلبه‪ ،‬كتمه وكان كمن يحاول أن يكبت ثورة بركان بيده إالى‬
‫أن ظهرت فريدة‪.‬‬

‫*************‬

‫‪130‬‬

‫عاهرة‪..‬‬
‫عاهرة‪..‬‬
‫أنا عاهرة‪..‬‬
‫أنت عاهرة!‬
‫تكررت تلك الكلمات في عقل وعلى لسان سلام بعدما عادت إالى شقتها وهرولت‬
‫إالى الحمام لتغتسل‪ ،‬كررت تلك الكلمات بهستيريا‪ ،‬كررتها وعيونها تسيل بالدمع الحار‬
‫تحت تدفق الماء‪ ،‬كررتها وهي تلطم صدرها ووجهها‪ ،‬كررتها وهي تضرب على فخذيها‬
‫بكل ما أوتيت من قوة حتى أن يديها ألمتها‪...‬‬
‫عاهرة‪..‬‬
‫أنا عاهرة‪..‬‬
‫كررتها وهي تحك جلدها بأظافرها محاولة تقشيره‪ ،‬كانت تريد أن تتخلص من تلك‬
‫القشرة التي تغلف جسدها التي كانت تشعر بنتانتها‪ ،‬تلك القشرة التي لمست جسد‬
‫أندرياس‪ ،‬جلدها الذي انهال عليه بالقبلات واللمس ‪ ،‬جسدها الذي كان مرتع ًا لذلك‬
‫الحيوان‪ ،‬كانت ُمساقة بنشوة التمرد وا إلنتقام‪ ،‬ولكن تلك النشوة تبددت كعادتها كما‬
‫يحدث بعد كل الخطايا ويحل محلها الندم البدي القاسي‪ ،‬ندم كيف فعلت هذا ولماذا‬
‫فعلت هذا ؟‬
‫ندم لساعات وأيام وشهور وأحيان ًا لسنين من أجل خطيئة واحدة لم تستمر أكثر من‬
‫نصف ساعة‪...‬‬
‫ولكنك عاهرة‪ ،‬قالتها وهي تضرب صدرها الذي استحال لونه للون الحمر من كثرة‬
‫لطمها عليه وتورم من كثرة الضرب‪ ،‬ولكن ألم روحها كان أكبر من ألم جسدها‪،‬‬
‫أرادت أن تؤلم جسدها عَ َّل روحها تهدأ‪ ،‬علها تحصل على الغفران النفسي لما فعلته‪،‬‬
‫أن ظنت أنها عاقبت نفسها بما يكفي‪ ،‬فربما إارتاح ضميرها وخف تأنيبه لها‪ ،‬ولكن أي‬
‫من هذا لم يحدث‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫تذكرت كيف كان يناديها زوجها بالعاهرة ويضربها الضرب المبرح الذي كان يترك أثاره‬
‫على جسدها‪ ،‬كل هذا ل لشيء إال لشكه بها‪ ،‬كان ينعتها بالعاهرة اذا ما سلمت على‬
‫أي ذكر غيره باليد حتى وإان كان من اقربائهما‪ ،‬حتى وان كان أكبر أو اصغر منها في‬

‫السن كثيرًا‪ ،‬كان ينعتها بالعاهرة ويعاقبها إاذا ما لحظ أن انظار الناس متوجهة لها‬
‫بسبب جمالها الملائكي وكنه يعاقبها على منحة الله لها‪ ،‬يعاقبها على الشيء الذي جعله‬

‫يرغب فيها منذ أن رأها‪ ،‬يعاقبها على جمالها!‪.‬‬
‫حبسها وحجبها وقمعها وجعل والدته حارسة لها تراقبها ليل نهار ومع هذا كان الشك‬
‫يمل قلبه‪ ،‬إالى أن اكتشف ذلك التليفون السري الذي كانت تخبئه منه‪ ،‬تليفون‬
‫حديث كانت قد اشترته بدون علمه‪ ،‬اشترته لتستطيع الولوج إالى ا إلنت نرت منه دون‬
‫أن يعرف أحد‪ ،‬حيث انه كان قد منع عنها ا إلنت نرت والتليفونات الحديثة‪ ،‬كانت كنها‬

‫في سجن وكان ذلك التليفون هو طاقتها الوحيدة لضوء الشمس‪ ،‬طاقة حفرتها‬
‫بأظافرها العارية‪ ،‬طاقة ظلت تبعث الشمس والدفء إالى روحها المعذبة من ذلك‬
‫المدعو زوجها‪ ،‬ذلك الرجل الذي يعيش في القرن الحادي والعشرين ويحمل جنسية‬
‫دولة تصنف من الدول العلمانية حيث الحرية الدينية والجنسية فيها مباحة إال أن‬

‫عقليته مازالت عقلية سكان خيام الصحراء من القرن الول الهجري!‪.‬‬
‫تحملته وتحملت عذابه لها بلا سبب‪ ،‬ربما كان ذلك بسبب ظنه انه ضعيف جنسي ًا‬
‫وغير كفء لها‪ ،‬أو ربما لنها فعلا كانت أجمل من أن تكون له‪ ،‬كانت جميلة جد ًا وكان‬
‫يرى ذلك في عيون الناس ولهذا صب جام غضبه عليها‪ ،‬لنه رأى الحسد في عيون‬
‫كل من رأهم سوي ًا‪ ،‬حسد له لنه يمتلك تلك النى الكاملة وكره له لنه أقبح من أن‬

‫يقبل قدميها‪.‬‬
‫ولهذا أراد كسرها‪ ،‬وفعلا كسرها‪ ،‬ولكنها أنى‪ ،‬أبت أن تنكسر‪ ،‬تمردت‪ ،‬أرادت أن‬
‫تناضل‪ " ،‬ل لن أموت صامتة‪ ،‬سأترك صرختي تتردد في أرجاء واديكم الغبي المتخلف‬
‫العفن‪ ،‬صرخة أنى وأدتها سطوة رجل وغبائه‪ ،‬رجل ظن أن احتواء زوجته انتقاص ًا‬

‫‪132‬‬

‫من رجولته‪ .‬ظن أن مداعبة أذنيها بكلمات الحب وا إلهتمام يجعل منه ناقص ًا في عيون‬
‫أمه ولهذا عمد إالى السطوة ليثبت أنه رجل!‪.‬‬
‫رجل على من؟؟‬
‫على إامرأة؟؟‬
‫المرأة عظيمة الكيد؟؟‬
‫هيهات يا رجل!‪.‬‬
‫" صرخة أنى "‪...‬‬

‫كان ذلك هو ا إلسم الذي اختارته ك إاسم لصفحتها على موقع تويتر‪ ،‬برنامج من برامج‬
‫التواصل ا إلجتماعي‪ ،‬هناك عاشت الحلم الجميل‪ ،‬حلم بأنها أنى‪ ،‬حلم بأنها مازالت‬
‫أدمية‪ ،‬لها إاعتبار ورأي وصوت وحق في الكلام‪ ،‬حقوق كانت قد نسيت أنها‬
‫موجودة منذ زمن‪ ،‬أو ربما ما علمت بوجودها‪.‬‬
‫عرفت بوجود البرنامج صدفة من إاحدى صديقاتها التي كانت تحكي بعفوية عن‬
‫البرنامج وتقول أن تغريدة فلان أثارت جد ًل وترد عليها صديقتها الخرى بل أن‬

‫تغريدة فلان قد تعدت اللف إاعادة تغريد‪ ،‬كانت مصطلحات جديدة عليها تمام ًا ولهذا‬
‫استفسرت عن ما هو تويتر وماهي التغريدة وما هي اعادة التغريد؟‪ ،‬أسئلة نهمة‬
‫كثيرة سألتها سلام لصديقاتها غير عابئة بسخريتهم منها بسبب جهلها بذلك التطبيق‬
‫الذي أصبح من أشهر تطبيقات ا إلنت نرت‪ " ،‬ليهمني سخريتهم طالما سيدلونني على‬
‫طريق خلاص من هذا اللم والحزن الذي يخيم علي "‪.‬‬

‫أنهت حمامها وأمسكت تليفونها باحثة عن ما يلهيها‪ ،‬لم تجد أمامها إال شريف‪ ،‬أرادت‬
‫أن تحكي له ما حدث ولكنها خافت‪..‬‬
‫"سيتهمني بالعهر‪".‬‬

‫ولكنها بدأت معه أحاديث عادية حول الدنيا والحياة وأخباره وأخبارها حتى سالها عما‬
‫بها‪ ،‬أخبرها أنه يشعر أن هناك ما يثقل صدرها‪ ،‬هناك ما يحزنها‪ ،‬فباحت له‪.‬‬

‫‪133‬‬

‫باحت له كيف أنها مارست الجنس مع مديرها السابق‪ ،‬مديرها الذي كان يطاردها‬
‫بنظراته في كل مكان ولكنه خاف أن يفاتحها بأنه يريد أن يصادقها خوف ًا منها لنها‬
‫محجبة‪ ،‬أرادها ولكنه خاف‪ ،‬أرادها وعلمت أنه يريدها ولكنها مثلت اللامبالة حتى‬

‫اليوم‪...‬‬
‫" اليوم مارست الجنس معه"‪!...‬‬
‫************‬

‫‪134‬‬

‫‪23‬‬

‫علياء ‪..‬‬

‫لم تعرف علياء أنها بين فكي شرك كبير‪ ،‬لم تعرف أن نعومة الرض تحت قدميها الحالمة‬
‫ما هي إال وحل تدوسه‪..‬‬

‫علياء التي وقعت في براثن عُمر‪ ،‬ذلك المراهق الصغير الذي أراد أن يثبت رجولته‬
‫وهو مازال غض صغير‪ ،‬لم يحاول أن يثبتها مثلما اثبتها والده قديما عندما كان يعيش في‬

‫القرية بمضاجعة زوجة الخفير‪ ،‬تلك المراة التي كانت مقصد كل الباحثين عن المتعة‪.‬‬
‫مكان بيتها الموجود بعيدا عن القرية وسط الحقول بحكم عمل زوجها كخفير لرقعة من‬
‫الرض يملكها اهل القرية مقابل بضعة جنيهات كل سنة على كل قيراط ومقابل سرقة‬
‫بعض المزروعات لبيته وبهائمه‪ ،‬ولكن كما كان يأخذ اجرة الخفرة كتاوة وبعدها يسرق‬

‫الحقول التي يحرسها رزق بإامراة بين فخذيها هوة سحيقة ل يشبعها أشد الرجال‪.‬‬
‫هوة لم يستطع اشباعها ففتحت فخذيها لكل عابر‪...‬‬

‫كانت مقصد كل من أراد اعتلاء إامرأة ولم يعرف إالى ذلك سبيل أو يملك مال لذلك‪،‬‬
‫وكان والده أحد هؤلء‪ ،‬وطئها وهوفي الرابعة عشرة من عمره‪ ،‬ذهب إاليها هو وابن‬

‫عمه الذي يكبره بأربعة أعوام‪ ،‬سأله ابن عمه إان كان قد بلغ فأجابه با إليجاب!‪ ،‬سأله إان‬
‫كان يعرف ا إلستمناء وبالطبع كان يعرف‪ ،‬لن تلك العادة يتعلمها ابناء القرية في سن‬

‫مبكرة رغم أنهم لم يكونوا يملكون ل شرائط اباحية أو حتى تليفزيونات في أغلب‬
‫الحيان في ذلك الوقت‪.‬‬

‫حينها رأى إابن عم والده انه قد حان الموعد ليصبح رجل ًا‪ .،‬حان الموعد ليعتلي إامرأة !‪.‬‬
‫لم تكن هناك إامرأة سترضى أن تضاجع طفلا حتى ولو مقابل المال‪ ،‬وحتى المال لم‬

‫يكن يملكه‪ ،‬ل أبيه ول ابن عمه ولكن هي تفعل ذلك بلا مقابل‪ ،‬تفعل ذلك بالحب‪،‬‬

‫‪135‬‬

‫تفعل ذلك لنها شبقة وتبحث عن الراحة وا إلشباع‪ ،‬تفعل ذلك لنها انتقام الله من‬
‫ظالم!‬

‫ولكن كانت المشكلة هي انهم يجب أن يختاروا وقت ًا ل يكون فيه زوجها في المنزل لفعل‬
‫ذلك حتى ل يقتلهما إاذا ما رأهم!‪.‬‬

‫وبالفعل ذهبا إالى بيتها ليتفقا معها‪ ،‬تولى ابن عمه الحديث لنه كان معتاد ًا أن يزورها‪،‬‬
‫أخبرها أنه يريد أن يعلم ابن عمه كيف يصبح رجل ًا وأشار إالى والده‪ ،‬إابتسمت هي‬
‫بكل غنج‪ ،‬فهيي تعشق مثل تك اللحظات‪ ،‬تحب أن تكون أول أنى يطئها كل بالغ‬
‫جديد‪ ،‬كانت تقول أن الشياء الولى ل تنسى أبد ًا وتظل محفورة في العقل مهما مر‬

‫عليها من زمن!‪.‬‬
‫أول قبلة‪ ،‬أول حضن‪ ،‬أول نفس سيجارة‪ ،‬أول جرعة مخدر‪ ،‬وأول مرة تمارس فيها‬

‫الجنس‪ ،‬الرعشة الولى لجسدك وأنت بداخل إامرأة‪ ،‬وحضن ما بعد الجنس!‪.‬‬
‫ولهذا كانت فتحية " هو إاسمها"‪ ،‬تولي إاهتمام ًا خاص ًا لهؤلء الذين تكون تلك هي‬
‫مرتهم الولى‪ ،‬كانت تريد أن تظل خالدة في عقولهم‪ ،‬ل يهم إان كانت ذكراها ستكون‬

‫كعاهرة أم تجربة!‪.‬‬
‫كانت ل ترتدي قمصان النوم الملونة إال لهؤلء‪ ،‬أما الرجال العاديين المعتادين على‬
‫مضاجعتها كانت في أغلب الوقات تأخذهم إالى الحظيرة خلف المنزل حيث ترفع‬
‫جلبابها الذي ل ترتدي تحته شيء تسهيل ًا وتوفيرًا للوقت اذا ما طرق بابها راغب‪،‬‬
‫كانت ل تدخل أحد المعتادين إالى فراشها لنها كانت تعلم أنه سينتهيي سريع ًا قبل أن‬
‫تشعر به‪ ،‬لم تكن تعلم إان كان ذلك بسبب حظها العاثر أو لن الذين يأتون إاليها‬
‫مرضى أم هو خوفهم ورعبهم الشديد من زوجها‪ ،‬ولهذا يكون همهم ا إلنتهاء سريع ًا‬
‫والخروج من ذلك المكان في أسرع وقت ممكن!‪ ،‬لم يكن أحد تقريب ًا يولي اهتماما لتلك‬

‫المرأة التي تضع حياتها بين كفيها لمتعتهم‪ ،‬لم يفكر أحد في إاحتضانها أو تقبيلها‪.‬‬
‫كان مكان عشاقها الزريبة وسط البهائم حتى ل يراها زوجها أو ابنائها‪ ،‬كانت تفعل‬
‫ذلك حتى في أثناء وجوده في البيت لنها هي المسؤولة الوحيدة عن إاطعام البهائم‪،‬‬

‫‪136‬‬

‫فلم يكن يدخل الحظيرة غيرها وعشاقها‪ ،‬ولهذا كان لبد من ابعاد زوجها من المنزل‬
‫لتستفرد بهذا الرجل الصغير‪ ،‬ولم يكن يوجد أفضل من يوم الثلاثاء‪...‬‬

‫" السوق‪ ،‬بعد غد هو يوم الثلاثاء‪ ،‬سأرسل زوجي إالى السوق ليتسوق لنا والساعة‬

‫العاشرة أحضره وتعال "!‪.‬‬
‫لكن عُمر الن من سكان القاهرة حيث ل توجد فتحية ول ابن عم أكبر يساعده لن‬
‫يصبح رجل ًا‪ ،‬ل يوجد لديه سوى ا إلنت نرت وصفحات التواصل ا إلجتماعي والكثير من‬

‫الصدقاء الوهميين في كل حساب من حسابات التواصل ا إلجتماعي‪.‬‬
‫وهنا في ذلك العالم ا إلفتراضي القوانين مختلفة‪ ،‬هنا البلوغ والرجولة ليست بممارسة‬
‫الجنس _ رغم أن الممارسة حتمية في النهاية إلستكمال مراحل الرجولة الحديثة _‪،‬‬
‫ولكن كبداية‪ ،‬كانت الرجولة والفحولة هي اغواء أكبر عدد من الفتيات بإاسم الحب‬
‫ومن ثم جعلهم يرسلون صور ًا عارية بإاسم الحب‪ ،‬فب إاسم الحب ا إلفتراضي الوهمي‬
‫عاشت الكثير من البنات أجمل المشاعر واطهرها وبإاسمه تحولت الكثير منهن إالى‬

‫عاهرات حتى وإان لم يطأهن رجل‪ ،‬وكانت علياء إاحداهن‪.‬‬
‫كانت علياء مجرد أنى في طابور طفل أراد أن يثبت لنفسه أنه كبر‪ ،‬طفل أراد أن‬
‫يقول لقد أحبتني إاحداهن حد العشق‪ ،‬لقد أحبتني حتى أنها لم تبخل علي بأعز ما‬

‫تملك‪" ،‬جسدها "‪.‬‬
‫وها هي صور جسدها تتدفق علي كشلال أسبح فيه‪ ،‬بحر من المتعة الخالصة‪ ،‬صور‬
‫جنسية بكل الوضاع التي أريدها‪ ،‬ل يهم شكلها أو سنها أو تناسق جسدها‪ ،‬المهم‬

‫أنها مشهورة‪ ،‬أنى من مشاهير عالم السوشيال ميديا‪ ،‬وهنا يكون التحدي الكبر‬
‫لنه كلما كانت النى اشهر كلما حسب الكثير من نقاط الرجولة ِلموقعها‪.‬‬

‫هذا كان هدف ُعمر في البداية إالى أن عرف كيف يحول تلك المعرفة والخبرة إالى‬

‫مال!‪.‬‬
‫" كم اكره أن يشيخ الطفال قبل أوانهم‪ ،‬أن يتركوا اللعب ويبحثوا عن طرق جني‬

‫المال "‪....‬‬

‫‪137‬‬

‫فكر عُمر في كيفية إاستغلال ذلك لمصلحته‪ ،‬لم يخترع العجلة ولكنه فقط طوعها بما‬
‫يخدم هدفه‪ ،‬لم يكن أول من جرب النصب وا إلحتيال ا إللكتروني ولكنه فعل ذلك‬

‫بحرفية وبطريقة أكثر امان ًا له‪ ،‬قام بتبادل المعلومات مقابل المال!‪.‬‬
‫كانت المعضلة الولى بالنسبة له هي كيف يقبض المال؟‪ ،‬بالطبع لن يقبضه كاش لنه‬

‫بذلك سيعرض نفسه للخطر ووجد بعد بحث مطول أن افضل طريقة هي‬
‫البيتكوين‪ ،‬وهي عملات إالكترونية إافتراضية تساوي ثمن ًا حقيقي ًا‪ ،‬ولكن المشكلة هي‬

‫أن المصريين لم يألفوا البيتكوين بعد!‪ .‬ولهذا لم يجد أمامه سوى محفظة فودافوون‬
‫كاش‪ ،‬ذلك ا إلختراع الجميل الذي غير حياته إالى البد‪ ،‬ذلك ا إلختراع الذي يتيح له‬

‫أن يرسل ويستقبل المال من خلال رقم تليفونه ويستطيع أيض ًا تداول ذلك المال‬
‫بشراء ما يحتاجه من ا إلنت نرت‪ .‬ولكن المعضلة التي واجهته هي أنه قاصر وغير مسموح‬
‫له بإانشاء حساب‪ ،‬ولهذا فكر في إانشاء حساب بإاسم والده وقام بسرقة بطاقة والده‬
‫وذهب إالى صديقه الذي يعمل في محل التليفونات لينشيء له حساب‪ ،‬وهناك أتته‬

‫تلك الفكرة‪ ،‬لماذا ينشيء حساب بإاسم والده إان كان يستطيع أن يفعل ذلك بأي‬
‫إاسم؟؟‬

‫وفعل ًا عرض على صديقه خمسون جنيها مقابل اعطاؤه خط مسجل وإانشاء حساب‬
‫بإاسم شخص أخر‪ ،‬وبالفعل قام بتسجيل الخط بإاسم شخص كان قد إاشترى خط من‬

‫عندهم منذ عدة أيام وكان عندهم صورة بطاقته كما هي العادة‪.‬‬
‫ومن هنا بدأت رحلة الربعون ألف جنيه التي في رصيده الن!‪.‬‬

‫************‬

‫‪138‬‬

‫فريدة ‪...‬‬

‫حين يقف الموت بين الموتى والحياء يكون وقوفه كلعنة أبدية يستحيل كسرها بأي‬
‫قوة ول حتى بقوة السحر‪ ،‬وهذا هو ما حدث مع فريدة‪ ،‬تلك المرأة الية في الجمال‪،‬‬

‫إامرأة أقل ما يقال عنها أنها كما وصفها الكتاب حورية من حوريات الجنة في جمالها‬
‫وحسبها وأصلها الطيب وفوق كل هذا هي من بيت عريق تمتد جذوره إالى البشوات‬

‫الصليين الذين كسرهم الزمن حتى كاد أن يفنى أثرهم‪ ،‬إال أن عائلتها كانت من‬
‫العائلات التي استطاعت أن تنجو من هذا المصير وكن قوة أصلها أقوى من قوة‬

‫الزمان‪.‬‬
‫فريدة الجميلة‪ ،‬الم‪ ،‬شعلة الجمال المشتعلة ولكنها ميتة القلب‪ ،‬قلب جاف كشجرة في‬
‫عمق الصحراء جف نبع ريها منذ عصور فأصبحت أغصانها العارية أجف من صخور‬

‫الوعر‪ ،‬قلب حاول زوجها أن يدب فيه الحياة بكل طريقة ممكنة ولكن الفشل كان‬
‫حليفه‪.‬‬

‫لم يفلح كل ما فعله من أجلها‪ ،‬ل مفاجأت ول تلك الفيلا الجميلة في الساحل ول‬
‫الهدايا ول المجوهرات‪ ،‬حتى أبناءهما الذين كانوا أعز ما في الدنيا على قلبها لم‬
‫يستطيعوا أن يبعثوا ولو نبضة حياة في هذا القلب الميت‪.‬‬

‫لم يعرف سعيد ما السبب في ذلك الجفاء الذي تظهره له زوجته‪ ،‬التي كان الزواج بها‬
‫حلم حياته وإانتصار يضاف إالى تاريخه أنه إاستطاع أن يتزوج بفتاة كانت حلم كل من‬
‫وقعت عيناه عليها‪ ،‬ولكن كان هيهات أن يفكر أحد من ا إلقتراب منها‪ ،‬فهيي كانت‬
‫أكبر من طموح أي كان‪ .‬فهيي بنت الحسب والنسب‪ ،‬ولكنه إاستطاع أن يقترب‪،‬‬

‫فهو ل يقل عنها حسب ًا ول نسب ًا ول جما ًل‪.‬‬
‫تزوجها صغيرة قبل أن تنهيي عامها الجامعي الثاني ظن ًا منه أن التعجيل بالزواج منها‬

‫سيجنبه الكثير من المتاعب المستقبلية‪ ،‬وأهمها الحب‪ .‬ظن أنه اذا ما أسرع في‬
‫خطبتها والزواج منها أنه سينجو من إامكانية أن يتعلق قلبها بأحد‪.‬‬

‫‪139‬‬

‫وتزوجها سعيد وأنجب منها ‪..‬‬
‫عشرون عام ًا مرت على زواجهما ولكنه يعلم جيد ًا انه ربما امتلك معظم جسدها ولكن‬
‫قلبها لم يستطع أن يطرق بابه ولو لوهلة‪ ،‬يعلم جيد ًا أن ذلك الجسد الذي تلوى بين‬
‫احضانه كثيرًا إانما تلوى بفعل الشوق والشهوة الطبيعية‪ ،‬ولكن أكثر ما كان يؤلمه هو‬

‫كلمات الحب التي كان يسمعها في تلك اللحظات وكان يعلم جيد ًا أنها كانت كاذبة‪.‬‬
‫حاول سعيد كثيرًا أن يبتعد عن فريدة ولكنه لم يستطع‪ ،‬فهيي حب حياته‪ ،‬هي حلمه‬

‫الذي تحول إالى حقيقة‪ ،‬هي المل والحياة وهو بدونها ل قيمة لحياته‪.‬‬
‫رغم حرب الفكار التي خاضها كل يوم مع كل حضن احتضنه لها‪ ،‬تلك الحرب التي‬

‫كانت كثورة بركان يحرق كل أركان جسده عندما كانت تصده مرة بعد مرة من‬
‫تقبيل شفتيها‪ ،‬إال أنه لم يستطع ا إلنفصال عنها‪.‬‬

‫إامرأته لثلاثة عشرة سنة لم يستطع أن ينهل من رحيق شفتيها‪ ،‬ثلاثة عشرة سنة هي‬
‫مدة زواجهما الفعلية قبل ا إلنفصال الذي وقع بينهما منذ سبعة سنوات‪.‬‬

‫ثلاثة عشرة سنة على فراش واحد ولم يستطع تقبيلها‪ ،‬هزمته أفكار الشك وخاف‬
‫من مواجهتها‪ ،‬فهزم افكاره بين احضان نساء اخريات واحدة تلو الخرى‪ ،‬عصر‬
‫شفاههن‪ ،‬ولجهن بلا تمنع‪ ،‬سمع منهن كلمات الحب الكاذبة ما أن طلبها‪ ،‬ولم ل؟‪،‬‬

‫فهوصاحب سلطة ومال يستطيع أن يملك ما أراد ومن أراد‪ ،‬إال فريدة زوجته التي‬
‫هرب من مواجهتها وهو الذي لم يهرب في حياته هرب إالى هنا‪ ،‬إالى احضان النساء‬
‫عاهرات كن أو نساء عاديات‪ ،‬وحتى سيدات مجتمع‪ ،‬إالى أن عرفت فتم ا إلنفصال‪،‬‬
‫إانفصال فقط بلا طلاق لنه لم يتحمل فكرة أن ل تكون في حياته‪ ،‬فكرة أن تكون‬

‫لرجل ًا أخر غيره‪ ،‬فهو كان قد امتلك جسدها كله‪ ،‬إال قلبها وشفتيها‪.‬‬
‫قلبها لنه أغلق على رجل قد مات وشفتيها التي نذرت بكارتها لرجل يكون هو من‬

‫يفضها ولكنه مات قبل ذلك‪ ،‬مات محمد قبل أن يقبلها كما تمنت وحلمت دائم ًا‪.‬‬

‫***********‬

‫‪140‬‬

‫‪24‬‬

‫شريف ‪...‬‬

‫أنا شريف‪ ،‬وأنتم تعرفوني جيد ًا!‪.‬‬
‫أنا ذلك الشاب‪ " ،‬شاب في الثلاثين!"‬

‫ل‪ ،‬بل أنا ذلك الرجل!‪.‬‬
‫" تب ًا‪ ،‬متى أصبحت رجل يا شريف؟‪ ،‬أنت مازلت ذلك الطفل الذي كان يسرع في‬
‫ركضه من أمام ديوان العمدة ظن ًا منه أن العمدة هو السلطة العليا في الدنيا‪ ،‬ولهذا‬
‫كنت تعمد على أن يكون إانطلاقك من أمامه كالصاروخ عله يضمك إالى قوات خفره‬
‫لحفظ المن في القرية‪ ،‬ولن يجد أكفا ول أسرع منك في ملاحقة المجرمين والحرامية!‪.‬‬
‫ربما فقدت سرعتك عندما كبرت وأصبحت شاب ًا‪ ،‬فأنت مازلت ذلك المراهق الذي‬

‫يبستم كلما تذكر صوت كوكا‪ ،‬تلك الفتاة التي مازال صوتها الجميل عالق ًا في جدران‬
‫عقلك‪.‬‬

‫ضحكتها المجلجلة التي مازال صداها يتردد في أذنك وذاكرتك‪.‬‬
‫كوكا التي ظننت يوم ًا أن كلمات حبها لك حقيقية‪...‬‬

‫أنت ياشريف مازلت تحلم ببنت الجيران وضحكاتها لك وتوقف الزمن بالنسبة لك عند‬
‫هذه المرحلة‪ " ،‬ل‪ ،‬ولكني أصبحت رجل ًا‪ ،‬أنا لست بطفل أو شاب‪.‬‬

‫هي مجرد أحلام لم تتحقق في خلال نشأتي فظلت عالقة في ذاكرتي وكنها خطأ تقني‬
‫كالذي يصيب أجهزة الحاسوب فيجعلها تجن‪.‬‬

‫هذا بالضبط ما يحدث معي‪ ،‬أجن ولكن جنوني هو موجة سعاده عميقة‪ ،‬جنوني هو‬
‫إابتسامة عريضة من الذن للذن عندما أتذكر أحلامي التي لم تتحق رغم بساطتها‪.‬‬
‫ولكني الن كبرت وأصبحت رجل ًا‪ ،‬رجل يعلم أن الحلام ل تهدى ول تتحقق‬

‫للبسطاء مثلي‪ ،‬وليست كما قال الشاعر " ليس نيل المطالب بالتمني وإانما تؤخذ الدنيا‬

‫‪141‬‬

‫غلابا "‪ ،‬ولكننا غلابة ومثل تلك الناشيد ل تنطبق علينا‪ ،‬لن أستطيع تحقيق‬
‫أحلامي ل بالتمني ول بالكد‪ ،‬كد والدي ووالده وجده‪ ،‬وكديت أنا‪ ،‬وها أنا ذا "‬

‫محلك سر"!‪.‬‬
‫رجل يعرف أن سلام ليست لي‪ ،‬وفريدة ربما تكون ل تحبني‪ ،‬أو ربما هي حبي‬

‫الوحيد كما تزعم أنني حبها‪.‬‬
‫رجل غير ذلك العتي الذي يظنه الناس في السوشيال ميديا أنه أنا‪ ،‬أنا فاشل‪،‬‬
‫فشلت في تحقيق أي من أحلامي‪ ،‬فاشل ولم أجلب سوى الفشل لكل من أعرفهم‬
‫حين ظننت أنني سأستطيع تحقيق أحلامي بالمال ودفنت قلبي وسافرت لمقايضة زهرة‬

‫أيامي بالمال وفشلت‪.‬‬
‫"سبعة أعوام" ‪..‬‬

‫مرت سبعة أعوام من الحشو والتتبيل‪ ،‬من الحشو والتحمير‪ ،‬من الخلطات السرية‬
‫والتزيين‪ ،‬وعدت خالي الوفاض‪ ،‬عدت من جديد إالى بيتي‪ ،‬إالى شقتي التي تم صب‬

‫سقفها ببيع البقرة‪.‬‬
‫فعل والداي ذلك ظن ًا منهم أن في ذلك سعادتي‪ ،‬ولكنهم ل يعلمون أن ذلك يح نزني‬
‫ويدمي قلبي لنني أعلم أن تلك البقرة هي أهم مني‪ ،‬هي تلد ويبيعوا صغارها‪ ،‬هي تدر‬
‫اللبن الذي يصنعون منه الجبن الذي يعتبر الوجبة الساسية والطبق الوحيد في كثير‬

‫من اليام‪.‬‬
‫قطعة جبن ورغيف عيش شمسي وربطة فجل أو جرجير‪ ،‬هذا هو طعامهم الذي‬
‫خرجوا به من الدنيا‪ ،‬هذا زاهم وقوت أيامهم في إانتظار الخرة‪ ،‬ولكن البقرة بيعت‬
‫لصب السقف‪ ،‬وكن عقلهم البسيط قد صور لهم أن ذلك الفعل هو خطوة اساسية‬
‫في طريق زواجي وكنهم نسوا أن أن الشقة تحتاج إالى الكثير والكثير من التشطيب‪،‬‬
‫والعروسة مهما كانت دميمة لن ترضى بأقل من خمسة وستون جراما من الذهب!‪.‬‬

‫من أين يا أبي وامي سأتي بكل هذا؟‬
‫ألم تعلما بأن إابنكما فاشل؟؟‬

‫‪142‬‬

‫ألم تظنا انه كان من الفضل ابقاء البقرة وعدم بيعها‪ ،‬على القل هي أنفع مني‪ ،‬هي‬
‫تدر خيرًا وأنا مجرد خطأ تقني في هذه الدنيا‪...‬‬
‫أنا محلك سر!‪.‬‬

‫رجل حين إابتسمت لي الدنيا‪ ،‬إابتسمت لي عن طريق الفيسبوك ثم ما لبثت إال‬
‫وإابتسمت لي إابتسامة التعالي لتخبرني بأنني أنا مجرد ل شيء‪..‬‬

‫أنا ل شيء مقا نرة بعمرو‪ ،‬ذلك المراهق الذي إاستطاع أن يفعل ما لم أفلعه!‪.‬‬
‫نعم السحر إانقلب معه على الساحر‪ ،‬وها هو الن يعاني جزاء أفعاله‪ ،‬ولكن حتى لو‬

‫لم يكن يعاني ما كنت لفعل مثله لن أخلاقي ل تسمح لي بفعل ما فعله‪ ،‬فأنا من‬
‫الممكن أن أمارس الجنس الكتابي مع إامرأة‪ ،‬وربما أطلب منها صور ًا خليعة ولكنني‬
‫أبد ًا لن أبتزها بها‪ ،‬أبد ًا لن أخذ المال من إامرأة‪ ،‬وأنا ل شيء‪ ،‬حتى إانني لم أستطع أن‬

‫أصارح سلام بحقيقة مشاعري تجاهها‪.‬‬
‫كنت أمثل بكل بلاهة دور الصديق بحرفية‪ ،‬كنت أعطيها النصائح لتخرج من حزنها‬

‫الذي سببه لها طليقها على مدار سنوات زواجهما‪.‬‬
‫ذلك الحزن والندب الذي تركه في روحها تجاه كل الرجال‪ ،‬ذلك الجرح الذي لم تكن‬

‫قد شفيت منه حين عرفتها رغم مرور ثلاث سنوات عن طلاقهما‪.‬‬
‫كنت كالبله أعطيها نصائح تعيد إاليها روحها المسلوبة‪ ،‬كغبي نصحتها أن تحب من‬
‫جديد‪ ،‬أنا من شجعتها على ممارسة الجنس مع ذلك الرجل الذي نسيت ما هو إاسمه‪،‬‬
‫ولكنه مجرد أبله‪ ،‬أتذكر شكله جيد ًا لنها كانت قد أرسلت لي صورته‪ ،‬رجل ل‬
‫يستحق أن يعمل خادم ًا في بيتها ولكن يا لحظه‪ ،‬فقد نظف بؤس السنين وأطلال‬
‫الحزن من على جسدها‪ ،‬وكنس خيوط العنكبوت التي سكنت سنوات جسدها‬

‫وبقيت أنا من أحبها وأستحقها كغبي‪ ،‬تحكي لي عن تفاصيل لقاءاتهما‪.‬‬
‫سلام التي ضاقت روحي منها لني كعاجز قدت من أحب إالى حضن رجل أخر‪،‬‬

‫رجل لم يرى منها إال رغبة فيما رأيت أنا فيها حلم بعيد المنال‪.‬‬

‫‪143‬‬

‫رأيت فيها النوثة الكاملة والنقاء رغم أنني قد وجدتها مكسورة‪ ،‬علمت بعدما أحببتها‬
‫إانني لن أستطيع أبد ًا أن أكون إال مجرد حبيب وهمي‪ .‬حبيب يفصلها عنه بحر واثنتا‬
‫عشر محافظة‪ ،‬حبيب مصري لن يستطيع أبد ًا أن يحصل على فيزا إالى لندن ليذهب‬
‫ليقابلها ويركع أمامها على ركبتيه ويخبرها أنه يحبها وأنه فعل المستحيل لكي يأتي إالى هنا‬
‫وأنه مستعد أن يواجه كل الدنيا لجلها وأن يذهب إالى ما خلف الشمس إلرضائها!‪.‬‬
‫هنا أدركت أنني فاشل‪ ،‬والفاشل ليس له الحق أن يحب ولهذا نصحتها أن تبحث‬
‫لنفسها عن رجل يعيد إاليها ثقتها في نفسها‪ ،‬حتى عندما اعترفت لي بحبها سخرت منها‪،‬‬

‫أخبرتها أنني ل أحبها‪ ،‬أخبرتها أنها بالنسبة لي صيد!‪.‬‬
‫أنا أراها قطعة لحم فقط ل غير!‪.‬‬

‫قلت لها الكثير من الكلام الذي أوجعها‪ ،‬كذبت فصدقتني‪ ،‬ظننت أننا لن نستطيع‬
‫أن نكون سويا لنني لن أستطيع الذهاب إاليها ونسيت أن الحب يكون بين طرفين‪،‬‬
‫فكرت أن أحمل العلاقة كلها على كتفي فلم أتحمل ثقلها وتركتها‪ ،‬نسيت أنها شريكتي‬
‫في ذلك الحب وانه يجب أن اخبرها بأفكاري علها كانت تأتي من أجلي مثلما أتت من‬
‫أجله‪ ،‬هو من تعرف إاليها بعدما نفرت منها‪ ،‬بعد أن علمت انني لم أعد أستطيع تقديم‬
‫المزيد من النصائح لمن أحب لمضاجعهة رجل أخر غيري‪ ،‬لم أستطع أن أراها حبيبة‪،‬‬

‫وبعد ذلك رأيتها عاهرة‪.‬‬
‫حولت حبيبتي إالى عاهرة بيدي وما أن ظهرت فريدة في حياتي حتى تجاهلت سلام‬
‫وصبيت إاهتمامي على فريدة‪ ،‬تلك المرأة التي احبتني قبل أن نتكلم وظلت سلام بيت ًا‬
‫جاهزًا معد ًا لمن يطرق بابه‪ ،‬وكان صلاح ذلك الرجل‪ ،‬صلاح المدير المالي في إاحدى‬

‫الشركات الكبرى‪ ،‬وضاعت سلام من يدي بيدي‪..‬‬
‫يالي من فاشل!‪.‬‬

‫************‬

‫‪144‬‬

‫‪25‬‬

‫الزوجة ‪..‬‬

‫هل تعلم يا شريف متى تغيرت من ناحية زوجي؟؟ هل تعلم متى توقفت عن‬
‫حبه؟؟ عندما رأيت تلك المحادثات بينه وبين تلك المرأة على الفيس بوك‪ ،‬رغم أنني‬
‫كنت أعلم كلمة سر تليفونه ورغم أنه كان يترك التطبيقات مفتوحة إال أنني لم أفكر أبد ًا‬

‫طوال تلك السنوات أن أراقبه أو أن أدخل لرى ماذا يفعل‪.‬‬
‫سمها الثقة أو الغباء الخام‪ ،‬سمها كما تشاء!‪.‬‬

‫لم أكن أنوي أن أدخل ولكنها الصدفة البحتة أو ربما هي ساعة شيطان‪ ،‬عندما سقط‬
‫مني هاتفي في الغسالة وحلف برأس صانعه أنه لن يعمل ثانية وحيث أنني كنت‬

‫معتادة على تصفح الفيس بوك ليل ًا وكنت معتادة على متابعة جروب الدفعة وبعض‬
‫الجروبات الرومانسية‪ ،‬ل لنني أعيش حالة رومانسية ول لنني أبحث عن الحب‪،‬‬

‫ولكن لنني أنى‪ ،‬والنى تجذبها الرومانسيات حتى وإان لم تكن تعيشها‪.‬‬
‫المهم إاني إاستعملت تليفونه واذ برسالة تصله منها‪ ،‬رأيتها ترسل له تخبره بأنها في حالة‬

‫ملل وأنها تريد أن تتكلم معه!‪.‬‬
‫فتحت المحادثة لرى ما لم أتوقعه‪ ،‬رأيت الصدمة وعشتها‪ ،‬عشت الخيانة مع كل‬
‫حرف قرأته‪ ،‬لم أشعر أبد ًا في حياتي بمثل تلك القوة والضعف مع ًا‪ ،‬كنت أبكي من‬

‫كل حرف وكل كلمة ومع هذا استمريت في القراءة‪ ،‬إانهارت أعصاب جسدي‬
‫وأصبحت أشعر بالبرد الشديد‪ ،‬ضاق نفسي ولم يعد بمقدوري أن أحرك جسدي‪،‬‬

‫فقط ما كان يتحرك في هو إاصبعي على شاشة التليفون وعيناي التي تقرأ تلك‬
‫الخيانة‪.‬‬

‫" إانه يعرف الرومانسية‪ ،‬إانه يغازلها‪ ،‬إانه يقول كلمات حب‪".‬‬

‫‪145‬‬

‫كان ذلك هو أكثر ما ألمني‪ ،‬زوجي الذي عشت معه كل تلك السنوات بقلة‬
‫المشاعر والعلاقة ورضيت بها وقلت أن ذلك نصيبي وحظي في الدنيا اكتشف الن‬
‫أنه كان يبخل علي بمشاعره‪ ،‬بكلماته‪ ،‬ويوزعها ببذخ على تلك العاهرة التي لم يراها في‬

‫الواقع!‪.‬‬
‫يتغزل فيها ليل ًا ونهارًا ويتحايل عليها ويرجوها أن تقابله ولكنها ترفض‪.‬‬
‫" ينفق مشاعره ببذخ من أجل لقاء قد ل يحدث ويتركني أنا بلا كلمة طيبة ول‬
‫حضن ول قبلة وحتى تلك المرات القليلة التي كان يضاجعني فيها لم يعطني حضن‬

‫شكر "‪.‬‬
‫العاهرة تستحق أجرتها‪ ،‬ولكنه لم يعتبرني كعاهرة!‪.‬‬
‫الخادمة تستحق قيمة خدمتها ولكنه لم يعطيني أي من هذا!‪.‬‬
‫ل قبلات ول احضان ول كلمات غزل ول أي شيء‪ ،‬أنا التي كنت أظن أن شهادة‬
‫الدبلوم التي حصلت عليها غير كافية وقليلة وتجعله ل يشعر بالفخر بي رغم أنه من‬
‫حملة الدبلومات أيض ًا ولكن الغربة اضافت إاليه خبرات حياتية ولباقة سعيت أنا إالى‬
‫اكتساب بعضها بإاستكمال تعليمي‪ ،‬دخلت جامعة مفتوحة لقول له أنني مثقفة تعال‬
‫وغازلني‪ ،‬أنني مازلت جميلة والن اقترن الجمال بالثقافة والعقل ضاجعني كمثقفة أو على‬
‫القل عاملني مثلهن‪ ،‬مثل اللاتي تلهث خلفهن!‪.‬‬

‫ولكن بلا جدوى‪ ،‬وراح مجهودي سدى!‪.‬‬
‫هل تعلم يا شريف ما الشيء الذي فعلته حينها وندمت؟‬
‫أنني واجهته‪ ،‬أنني عنفته وشتمته لني علمت أن ما من أحد عاب على أحد بشيء إال‬

‫وابتلي به‪.‬‬
‫ربما لو لم أواجهه لما وصلت إالى ما أنا عليه الن‪ ،‬لما وصلت إالى ما أنا فيه الن من‬
‫الندم وا إلشمئزاز من نفسي‪ ،‬لو لم أعاتبه ربما لما إانتقمت منه‪ ،‬وربما كنت فعلت أكثر‬

‫كثيرًا مما فعلت الن‪.‬‬
‫الحقيقة يا شريف بعدما شعرت بالخيانة وبعدما واجهته ولم أجد منه رد مقنع لسبب‬

‫‪146‬‬

‫فعله ولنه لم يجروء على القول بأنني السبب أو أنه لم يعد يحبني بعد سنوات الزواج‬
‫تلك أو أنه كسائرالرجال يملون من إامرأة واحدة‪.‬‬

‫لم يحاججني كما حاجج أدم الله‪ ،‬ولم يخبرني أن المرأة المحرمة ابهيى وأشهيى من المرأة‬
‫الحلال‪ ،‬لم يفعل أي من هذا‪ ،‬فقط سقطت عينيه من الخزي وبعدما انفجرت فيه‬

‫أسئلة ودموع وصراخ قال‪ " :‬أنا أسف "!‪.‬‬
‫بعدما انهلت عليه باللكمات الضعيفة حيث أن جسدي كان اضعف من أن يوجع‬

‫ف إاحتضنني‪.‬‬
‫"يااااه ‪ ...‬أخيرًا حضن؟؟‬
‫ولكن كيف تحضن الصخر بعدما تهشم وأصبح رمل؟‬
‫"الرمال ل تحتضن يا زوجي"!‪.‬‬

‫وقررت ا إلنتقام‪...‬‬
‫قررت أن أسقيه من الكس الذي سقاني منه‪ ،‬قررت أن أخذ حقي ونصيبي في‬
‫كلمات الغزل وا إلستلطاف التي تستحقها كل إامرأة خلقت وإان لم يكن منه فليكن من‬
‫غيره‪ ،‬وحتى ل يؤنبني ضميري لن أبد ًا أبد ًا علاقة بل سأنتظر أن تاتي إالي‪ ،‬وكن‬
‫الشيطان هو الذي يدير حياتنا ويخططها‪ ،‬أو ربما هو يجلس على ذلك الكرسي الفارغ‬
‫في بيوتنا يراقبنا في صمت‪ ،‬فلم تكد تمر أربعة وعشرون ساعة إال ووجدته يرسل لي‬

‫رسالة!‪.‬‬
‫هو من لم أكن اتخيل يوم ًا أن يكون محور حياتي وتفكيري‪ ،‬هو من لم أظنني يوم ًا‬

‫قادرة على فعل ما فعلت مع أحد أبد ًا‪ ،‬والن ل أتخيلني مع أحد سواه‪.‬‬
‫هو من ظننته المطرقة وإاذا بي أنا المطروق وليس الطارق‪ ،‬هو من أبكي الن بسببه‬
‫وأنا أكتب إاليك هذه الكلمات بكل خزي وعار لنني أعلم انك ستقول عني "عاهرة"!‪.‬‬

‫************‬

‫‪147‬‬

‫‪26‬‬

‫عمر ‪..‬‬

‫لم أظن يوم ًا أن المور ستنقلب علي بهذا الشكل أبد ًا‪ ،‬لم أظن أنني كطباخ السم‬
‫سأذوقه‪ ،‬لم أظن أن القصاص من عدل الله‪ ،‬كنت أظنه يتنافى مع رحمته حتى‬
‫انتشلني شريف‪.‬‬
‫أذنبت وأذيت وحفرت الحفر للخرين وسقطت في تلك الحفرة بنفسي!‪.‬‬
‫بدأ المر حينما عرفت معنى كلمة قواد لول مرة‪..‬‬
‫كنت أمارس الفعل لكني لم اكن أظن يوم ًا أن هذا هو معناه‪ ،‬لم أظن يوم ًا أنني‬
‫سأكون بهذه الصفات‪.‬‬

‫بحثت عن صفات القواد فوجدته هو شخص عديم النخوة والرجولة‪ ،‬شخص بارد الدم‪،‬‬
‫ل يثور على انتهاك الحرمات‪ ،‬بل هو شخص يبيح إانتهاكها‪.‬‬

‫" ل!‪ ،‬أنا لست هذا الشخص أبد ًا‪ ،‬لم اكن كذلك يوم ًا ولن أكون "!‪.‬‬
‫كل ما كنت افعله هو استغلال سذاجة البنات والنساء وجوعهم العاطفي وإايهامهن‬

‫بالحب‪ ،‬الحب الذي ما هو إال نار‪ ،‬والنار تنطفئ إان لم تجد ما تأكله‪.‬‬
‫اخبرتهم أن نار حبي لهن تتغذى على الصور الجنسية والفيديوهات‪ .‬كان عليهن أن‬

‫يزودوني يومي ًا بصور حديثة لهن ولقطات فيديو‪.‬‬
‫كنت أبيع هذه الصور في حسابات أخرى كنت أملكها‪.‬‬
‫نعم أعلم أن هذا صعب تخيله ولكن بالفعل هناك تجارة إالكترونية واسعة في هذا المجال‬

‫اليوم‪ " ،‬بيع ألبومات جنسية لشخاص حقيقيين "‪.‬‬
‫لم أتوقف عند هذا الحد‪ ،‬بل أنني كنت أدبر مواعيد للرجال مع هؤلء الفتيات‬
‫والسيدات‪ ،‬وأحيان ًا كنت اخبرهن أنه أنا الذي سأقابلهن وانني ذلك الرجل الذي‬

‫‪148‬‬

‫سيجدونه‪ ،‬وأحيان ًا كنت أصارحهن‪" :‬ستذهبين لمقابلة فلان وإال ف إانني سأقوم بنشر‬
‫صورك ورقم تليفونك وعنوان بيتك وكل ما اعرفه عنك"!‪.‬‬

‫هذا كنت افعله مع العاديات مع الطبقة العظمى العادية من البنات الطبقة المعدومة‪،‬‬
‫أما تلك الطبقة المرفهة وسيدات البيوت فأنا أعلم انهم يستطيعون الحصول على أي‬
‫مبلغ من المال يريدونه‪ ،‬وهؤلء كنت أبتزهم مباشرة‪ " :‬ارسلي لي هذا المبلغ وإال ف إانني‬

‫سأنشر صورك"!‪.‬‬
‫هؤلء كنت اكلمهم من حساب جديد أصنعه خصوص ًا إلبتزازهن حتى ل يتم تعقبي‬
‫وحتى ل يعرفون أنه أنا من يبتزهم‪ ،‬وعندما يأتون إالي باكيات أخبرهن أن حسابي ربما‬

‫تم قرصنته وسرقة ما عليه من صور!‪.‬‬
‫والبركة في محفظة فودافون‪ ،‬إاستطعت أن أحصل على المال الذي يجعلني أستغني‬
‫عن أبي وأمي‪ ،‬لدي الن تليفونين إاشتريتهم من مالي الخاص أونلاين‪ ،‬منهم واحد‬
‫لل إابتزاز فقط حتى ل يتم تعقبه‪ ،‬أستخدمه لل إابتزاز واغلقه بعدها‪ ،‬هذا غير المبلغ‬

‫الذي ما زال موجود ًا في محفظتي‪.‬‬
‫كان كل هذا قبل أن أنشر قصتي‪ ،‬قبل أن ينعتني الناس بأنني قواد‪ ،‬كنت أظن أنني‬

‫بطل‪ ،‬أسطورة‪ ،‬متمرد‪ ،‬ولكني اكتشفت أنني ما أنا إال قواد!‪.‬‬
‫وبدأت رحلة الهروب من ذلك القفص والتخلص من ذلك الطوق‪ ،‬لبد أن أتعرف‬
‫على نفسي جنسي ًا‪ ،‬لبد أن اثبت رجولتي كما اثبتها أبي من قبلي بمضاجعة إامرأة تكبره‬
‫بخمسة وعشرون عام ًا‪ ،‬نعم هو لم يخبرني بذلك ولكنني علمت القصة مثلما علمت‬
‫قصص واسرار أخرى قديمة‪ .‬علمتها مثلما علمت أن سببب لعنتي هي دعوة ظلم من‬
‫خالتي‪ ،‬عرفت القصة بتجميع جمل من قصص كثيرة وحكايات كثيرة من اشخاص‬

‫كثيرين من عائلتي‪.‬‬
‫في يوم تطرق ابن عم أبي مع أبي بالحديث الساخر عن فتحية‪ ،‬وقال أنها صاحبة‬
‫جميل وانها لتنسى‪ ،‬وفي مرة أخرى تحدث جدي عن خروج الخفير من السجن‬
‫بعدما قتل فتحية زوجته‪ ،‬وانه الن يفتعل المشاكل وأجزاء أخرى كثيرة من القصة‬

‫‪149‬‬

‫اجمعها من هنا وهناك أعرف من خلالها الحقيقة‪ ،‬ولكن كل هذا ل يهم‪ ،‬فما يهمني‬
‫الن هو أن اثبت رجولتي‪ ،‬وسأثبتها بممارسة الجنس مع أي أحد أراه‪ ،‬سأبحث عنه في‬

‫الواقع وإان لم أجد سأبحث عنه في ا إلنت نرت!‪.‬‬
‫عزمت على ممارسة الجنس حتى مع الولد‪ ،‬ل يهم إان ضاجعت رجل ًا أو إامرأة‪ ،‬فتى‬

‫أو فتاة أو حتى حيوان‪ ،‬المهم أن أكون أنا السيد‪ ،‬أنا الذكر!‪.‬‬
‫ولكن الخطط تختلف كثيرًا عن الواقع‪ ،‬ربما البالغون منكم يعرفون ذلك‪ ،‬يعرفون معنى‬

‫أن تضع خطة محكمة وسهلة وبسيطة‪ ،‬وعندما تشرع في تنفيذها تجد أنها شبه‬
‫مستحيلة‪ ،‬اذ أن الواقع مختلف تمام ًا كذلك اليوم الذي قررت فيه صنع طائرة ورقية‬
‫من البوص والورق وبعض الخيوط‪ ،‬قضيت يومين ابحث عن شكلها وكيفية تركيبها‬
‫وربط القطع مع بعضها ومن ثم لصق البلاستيك الملون عليها وربطه وأهم شيء في‬
‫تعليق الخيوط هو أن تكون الخيوط الخلفية اقصر بعض الشيء من الامامية حتى‬
‫يكون وجه الطائرة مرتفعا في وجه الهواء فتحملها للعلى‪ ،‬كل هذا فهمته ورسمت‬
‫خطة محكمة له في رأسي ثم قضيت يوم ًا أخر في تصميم شكل طائرتي وألوانها‪ ،‬جمعت‬

‫الكياس الملونة‪ ،‬لم أجد البوص ولكني وجدت بعض العصي البلاستيكية الخفيفة‬
‫وعندما شرعت في تكوينها لم أجد الخيوط‪ ،‬كل ما وجدته هو خيوط الخياطة‬

‫العادية‪ ،‬لم أجد ذلك النوع المتين سواء كان مصنوعا من القطن أو البلاستيك‪ ،‬بحثت‬
‫عنه كثيرًا ولم اجده‪ ،‬وضاعت فكرة صنع طائرتي الورقية بنفسي ‪ .‬ضاعت فكرة أن‬
‫أكون أول من يطير طائرة ورقية في منطقتي‪ ،‬فكرة أن اركب مصابيح صغيرة في ذيل‬
‫طائرتي لترعب الناس ليل ًا مثلما فعل ذلك العالم المجنون‪ ،‬ضاعت فكرة جني المال من‬

‫بيع كل طائرة اصنعها لي طفل راغب في امتلاك طائرة كطائرتي بخمسة عشرة‬
‫جنيها‪ ،‬ضاع حلمي مثلما ضاعت رجولتي قبل أن تبدأ!‪.‬‬

‫وبدأت في محاولة التحرش بمن اعرفهم‪ ،‬تشجعت وحاولت أن اتعرف على تلك الفتاة‪،‬‬
‫بسنت التي كانت تعجبني‪ ،‬التي طالما رأيتها ايقونة للجمال‪ ،‬ولهذا كنت أخاف من‬
‫فكرة ا إلقتراب منها حتى ل افسد براءتها بقذارتي‪..‬‬

‫‪150‬‬


Click to View FlipBook Version