The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Muhd Solihin, 2021-07-02 07:13:42

Buku Teks Digital Fiqh STAM (KSSM) 2020

Buku Teks Digital Fiqh STAM KSSM 2020

‫بـل يكفـي الإطـاق فـي إقـرار مـن شـخص بأنـه شـرب خمـ ًرا وفـي شـهادة‬ ‫فصل في حد شارب الخمر‬
‫بشـرب مسـكر‪ :‬شـرب فـان خمـرا ولا يحتـاج أن يقـول‪ :‬وهـو مختـار عالـم‪،‬‬
‫لأن الأصـل عـدم الإكـراه والغالـب فـي حـال الشـارب علمـه بمـا يشـربه فنـزل‬
‫الإقـرار والشـهادة عليـه ويقبـل رجوعـه عـن الإقـرار لأن كل مـا ليـس مـن حـق‬

‫آدمـي يقبـل الرجـوع فيـه‪.‬‬

‫ ويكـره إقامـة الحـدود والتعازيـر فـي المسـجد‪ ،‬كمـا صـرح بـه الشـيخان‬
‫فــي أدب القضــاء‪.‬‬

‫***‬

‫معاني المفردات‬

‫ال َّت َدا ِوي استعمال ما يكون به شفاء المرض بإذن ال َّله تعالى‪.‬‬

‫جمع َنبيذ‪ُ ،‬شرا ٌب ُمسكر ُي َّت َخ ُذ من عصير العنب َأو التمر‬ ‫الأَ ْنبِ َذ ُة‬
‫َأو غيرهما‪.‬‬

‫ال ِإ ْص َحا ُء ال َّتنْبي ُه‪ ،‬ذهب عنه سكره‪.‬‬
‫الِا ْستِنْ َكا ُه شم رائحة فمه‪.‬‬

‫ما تقذفه المعدة بسبب ُسوء هضم أو غيره‪.‬‬ ‫َق ْي ٌء‬
‫خلو الذمة من الدين ورقة يثبت فيها خلو الذمة من الدين‪.‬‬ ‫َب َرا َء ُة‬
‫ال ِّذ َّمة‬

‫‪188‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أربعي َن جلدة‪.‬‬ ‫حد شارب‬
‫الخمر‪:‬‬
‫وي ُجـو ُز للإمام أن َيبــل َغ ب ِه أي الشـارب‬
‫فصل في حد شارب الخمر‬ ‫الحـد ثمانيـ َن جلـدة علـى الأصح ‪.‬‬

‫شروط إقامة الحد على شارب الخمر‪:‬‬

‫مكلفا‬ ‫‪1‬‬

‫عالما‬

‫بالتحر يم‬
‫يشترط لإقامة الحد على ‪2‬‬

‫من شرب خمرا‪ ،‬أو‬ ‫‪5‬‬

‫ملتزما‬ ‫شرب شرابا مسك ًرا غير‬
‫للأحكام‬ ‫شربها لغير الخمر‪ ،‬أن يكون من‪:‬‬

‫الضرورة‬

‫‪3‬‬
‫‪ 4‬مختارا‬

‫يثبت الحد بأحد أمرين‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الإقرار‪ :‬بأنه شرب خم ًرا‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬البينة‪ :‬هي شهادة رجلين أنه شرب‬

‫خمرا أو شرب مما شرب منه غيره فسكر منه‪.‬‬

‫‪191‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪191‬‬

‫ملخص الدرس (فصل في حد شارب الخمر)‬

‫ما تخمر وأسكر من عصير العنب وغيره‪.‬‬ ‫تعريف الخمر‪:‬‬

‫وشــربه مــن كبائــر المحرمــات‪ .‬وانعقــد‬ ‫حكمه‪:‬‬ ‫فصل في حد شارب الخمر‬
‫الإجمــاع علــى تحريــم الخمــر‪.‬‬

‫من القرآن‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫دليله‪:‬‬
‫ﱡﭐﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ‬

‫ﳈﳉﳊﳋﳌﱠ‬

‫من السنة‪:‬‬
‫عــن أنــس ‪َ « ‬كا َن ال َّنبِــ ُّي ‪َ ‬ي ْضــ ِر ُب فِــي ال َخ ْمــ ِر بِال َج ِريــ ِد‬

‫َوالنِّ َعــا ِل َأ ْر َب ِعيــ َن»‪.‬‬

‫ضابط معنى الخمر‪:‬‬ ‫تاريخ مشروعيته‪:‬‬

‫كل شراب أسكر كثيره‬ ‫تحريمها في السنة الثالثة‬
‫حرم هو وقليله‪.‬‬ ‫من الهجرة بعد ُأحد‪.‬‬

‫‪190‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أسئلة على فصل حد شارب الخمر‬

‫س ‪ :1‬مـا حكـم شـرب الخمـر؟ ومـا دليـل هـذا الحكـم؟ ومـا معنـى الخمـر؟‬ ‫فصل في حد شارب الخمر‬
‫ ومـا حكـم المسـكر مـن غيـر الخمـر؟ وبـم يجـب الحـ ّد؟ ومـا شـروطه؟‬
‫ ومـا حكـم التـداوي بالخمـر؟ ومـا حكـم الزيـادة فـي حـ ّد الشـرب عـن‬

‫ أربعين؟ مع التعليل‪.‬‬

‫س ‪ :2‬ب ِّين الحكم فيما يأتي مدل ًل أو معل ًل لاختيارك‪ .‬إن وجد‪:‬‬

‫أ قال لقرب عهده للإسلام جهلت تحريم الخمر‪.‬‬ ‫ ‬

‫ب قال السكران بعد الإصحاء لم أكن أعلم أن الذى شربته مسك ًرا‪.‬‬ ‫ ‬
‫ج قال السكران بعد إفاقته كنت مكر ًها‪.‬‬ ‫ ‬

‫ د قال علمت تحريمها ولكن جهلت الحد بشربها‪.‬‬

‫س ‪ :3‬اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين معل ًل أو مدل ًل لاختيارك‪:‬‬

‫أ شرب الخمر لدفع العطش‬ ‫ ‬

‫ (يحرم ‪ -‬يجوز ‪ -‬يكره)‬

‫ ب إقامة حد الشرب في المسجد‬

‫ (يجوز ‪ -‬يكره ‪ -‬يحرم)‬

‫ج تناول المخدرات التي تزيل العقل‬ ‫ ‬

‫ (يحد ‪ -‬لا يحد ‪ -‬يعزر)‬

‫***‬

‫‪192‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في‬
‫حد السرقة‬

‫‪193‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪193‬‬

‫وتي ْقسطرُع َقينُِد اصلا َّبًسااقِري ِقمبتهسر ِّبت ُعش ِدريا َئناَ ٍرط‪..:.‬أ‪.ْ ..‬ن‪..‬ي‪.....‬ك‪..‬و‪َ..‬ن‪...‬ب‪.‬ا‪.‬لِ‪ً..‬غ‪.‬ا‪....،.‬ع‪.‬ا‪..‬ق‪.ً..‬ل‪...،.‬و‪.‬أ ْن‬

‫فصل في حد السرقة‬ ‫شروط القطع في السارق‬

‫ والمصنف اقتصر على السارق والمسروق‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫(وت ْقطــ ُع يــ ُد ال َّســار ِق) والســارقة ولــو ذمييــن أورقيقيــن (بســ ِّت) بــل بعشــرة‬

‫(شــرائ َط)‪.‬‬

‫الأول‪( :‬أن يكو َن) السارق (بال ًغا) فلا تقطع يد صبي لعدم تكليفه‪.‬‬
‫(و) الثاني‪ :‬أن يكون (عاق ًل) فلا تقطع يد مجنون‪ ،‬لما ذكر‪.‬‬

‫(و) الثالث‪( :‬أن يسـر َق نصا ًبـا) وهـوربـعدينـار(‪ )1‬فأكثـرولـوكانالربـعلجماعـة‬
‫اتحــد حرزهــم لخبــر مســلم « َل ُت ْق َطــ ُع َيــ ُد َســا ِر ٍق إِ َّل فِــي ُر ْبــ ِع ِدي َنــا ٍر َف َصا ِعــ ًدا»‬
‫وأن يكـون خال ًصـا لأن الربـع المغشـوش ليـس بربـع دينـار حقيقـة‪ ،‬فـإن كان فـي‬
‫المغشـوش ربـع خالـص وجـب القطـع‪ ،‬ومثـل ربـع الدينـار مـا قيمتـه ربـع دينـار‬
‫لأن الأصـل فـي التقويـم هـو الذهـب الخالـص حتـى لـو سـرق دراهـم أو غيرهـا‬
‫قومـت بـه وتعتبر( ِقيمتـه ربـ ُع ِدي َنـا ٍر) وقـت الإخـراج مـن الحـرز فلـو نقصـت قيمته‬
‫بعـد ذلـك لـم يسـقط القطـع‪ ،‬وعلـى أن التقويـم يعتبـر بالمضـروب‪ ،‬فلـو سـرق ربع‬
‫دينـار مسـبو ًكا أو ُحل ًيـا‪ ،‬أو نحـوه كقراضـة لا تسـاوي ربعا مضروبـا فلا قطع بـه‪ ،‬وإن‬
‫سـاواه غيـر مضـروب لأن المذكـور فـي الخبـر لفـظ الدينـار وهـو اسـم للمضروب‪،‬‬
‫ولا قطـع بخاتـم وزنـه دون ربـع وقيمتـه بالصنعـة ربـع دينـار نظـرا إلـى الـوزن الذي‬

‫(‪ )1‬الدينار بموازين عصرنا ‪ 4٬25‬جرام من الذهب‪.‬‬

‫‪195‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪195‬‬

‫فصل‬

‫فصل‬

‫في حد السرقة الواجب بالنص والإجماع(‪)1‬‬

‫تعريفها‬

‫أخذ المال خفية‪،‬‬ ‫وهي لغة‪:‬‬ ‫فصل في حد السرقة‬

‫وشر ًعا‪ :‬أخذه خفية ظلما من حرز مثله بشروط تأتي‪.‬‬

‫أركان القطع في السرقة‬

‫‪3‬‬ ‫وأركان القطع ثلاثة‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫وسارق‬
‫‪2‬‬ ‫مسروق‬

‫وسرقة‬

‫(‪ )1‬ينبغي التنبيه إلى أن حد السرقة وهو قطع اليد موكل إلى القضاء ويختص بتقديره وعقوبته‪.‬‬

‫‪194‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ِمن ِحر ِز م ْثلِ ِه‪............................................................... ،‬‬

‫فصل في حد السرقة‬ ‫(و) الرابع‪ :‬أن يأخــذه ( ِمــن ِحــر ِز م ْثلِــ ِه) فــا قطــع بســرقة مــا ليــس محــرزا‬
‫لخبــر تعظــم بمخاطــرة أخــذه مــن الحــرز‪ ،‬فحكــم بالقطــع زجــرا‪.‬‬

‫ ولا شـك أنـه يختلـف باختـاف الأمـوال والأحـوال والأوقـات فقـد يكـون‬
‫الشـيء حـر ًزا فـي وقـت‪ ،‬دون وقـت بحسـب صـاح أحـوال النـاس وفسـادها‬
‫وقــوة الســلطان وضعفــه وضبطــه الغزالــي‪ :‬بمــا لا يعــد صاحبــه مضي ًعــا لــه‪،‬‬
‫فعرصـة دار وص َّفتهـا حـر ُز خسـي ِس آنيـة وثيـاب أمـا نفيسـها فحـرزه بيـوت الـدور‬
‫والحانـات والأسـواق المنيعـة ومخـزن حـرز حلـي ونقـد ونحوهمـا‪ .‬ونـوم بنحـو‬
‫صحـراء كمسـجد وشـارع علـى متـاع ولـو توسـده حـرز لـه ومحلـه فـي توسـده‬
‫فيمـا يعـد التوسـد حـرزا لـه‪ .‬وإلا كأن توسـد كي ًسـا فيـه نقـد أو جوهـر فـا يكـون‬
‫حـر ًزا لـه كمـا ذكـره المـاوردي ويقطـع بنصـاب انصـب مـن وعـاء بنقبـه لـه وإن‬
‫انصـب شـيئا فشـيئا‪ ،‬لأنـه سـرق نصا ًبـا مـن حـرزه‪ .‬وبنصـاب أخرجـه دفعتيـن بـأن‬
‫تـم فـي الثانيـة لذلـك‪ ،‬فـإن تخلـل بينهمـا علـم المالـك وإعـادة الحـرز فالثانـي‬

‫سـرقة أخـرى فـا قطـع فيهـا إن كان ال ُم ْخـ َرج فيهـا دون نصـاب‪.‬‬

‫معاني المفردات‬

‫ُق َرا َضة ما سقط بالقطع من الذهب والفضة‪.‬‬
‫ال َم ْغ ُشوش غي ُر الخالص‪.‬‬

‫ال َح َرز ما يحفظ فيه المال عادة‪.‬‬
‫َم ْس ُبو ًكا مصدر سبك أي س َبك المعد َن أذا َبه وأف َرغه في قالب‪.‬‬

‫َثو ُب َر ّث ب ِلي ‪ ،‬خ ُلق‪.‬‬

‫‪197‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪197‬‬

‫لا بـد منـه فـي الذهـب ولا بمـا نقـص قبـل إخراجه مـن الحـرز عن نصـاب بـأكل أو‬
‫غيـره كإحـراق لانتفـاء كـون المخـرج نصابـا ولا بمـا دون نصابيـن اشـترك اثنـان في‬
‫إخراجـه لأن كلا منهمـا لـم يسـرق نصابـا ويقطـع بثـوب رث فـي جيبـه تمـام نصاب‬
‫وإن جهلـه السـارق لأنـه أخـرج نصابـا مـن حـرز بقصـد السـرقة‪ ،‬والجهل بجنسـه لا‬

‫يؤثـر كالجهـل بصفتـه‪ ،‬وبنصـاب ظنه فلو ًسـا لا تسـاويه لذلـك ولا أثـر لظنه‪.‬‬

‫فصل في حد السرقة‬

‫‪196‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في حد السرقة‬ ‫والسابع‪ :‬كونـهمختـا ًرا‪،‬فلايقطـعال ُم ْكـ َره‪-‬بفتحالـراء‪-‬علىالسـرقةلرفعالقلمعنه‬
‫كالصبـيوالمجنـونولايقطعال ُم ْك ِره‪-‬بكسـرها‪-‬أيضانعـملوكانالمكـ َره‪-‬بالفتح‪-‬غير‬

‫مميـزلعجمـةأوغيرهاقطعالمكـرهله لمـامر‪.‬‬

‫والثامن‪ :‬كونـه ملتزمـا للأحـكام فيقطـع مسـلم بمـال مسـلم بالإجمـاع‪ ،‬ولا‬
‫يقطـع حربـي بمـال مسـلم لعـدم التزامـه‪ ،‬ويقطـع مسـلم وذمي بمـال مسـلم وذمي‪.‬‬

‫والتاسع‪ :‬كونــه محتر ًمــا‪ :‬فلــو أخــرج مســلم أو ذمــي خمــرا ولــو محترمــة‪،‬‬
‫وخنزيـ ًرا وكل ًبـاولـومقتنـيوجلـدميـتبـادبـغفـاقطـع‪،‬لأنمـاذكرليـسبمال‪.‬‬

‫والعاشر‪ :‬كـون الملـك فـي النصـاب تامـا قويـا فـا يقطـع مسـلم بسـرقة‬
‫حصــر المســجد المعــدة للاســتعمال‪ .‬ولا بســائر مــا يفــرش فيــه ولا قناديــل‬
‫تسـرج فيـه لأن ذلـك لمصلحـة المسـلمين فلـه فيـه حـق كمـال بيـت المـال‪،‬‬
‫وخـرج بالمعـدة حصـر الزينـة فيقطـع فيهـا كمـا قالـه ابـن المقـري وبالمسـلم‬
‫الذمـي فيقطـع لعـدم الشـبهة‪ .‬وينبغـي أن يكـون بـاط المسـجد كحصـره المعـدة‬
‫للاسـتعمال‪ ،‬ويقطـع المسـلم بسـرقة بـاب المسـجد وجذعـه وتأزيـره وسـواريه‬
‫وسـقوفه وقناديـل زينـة فيه لأن البـاب للتحصيـن والجـذع ونحوه للعمـارة ولعدم‬
‫الشـبهة فـي القناديـل ويلحـق بهـذا سـتر الكعبـة إن خيـط عليهـا؛ لأنـه حينئـذ‬
‫محـرز وينبغـي أن يكـون سـتر المنبـر كذلـك إن خيـط عليـه‪ ،‬ولـو سـرق المسـلم‬
‫مـن مـال بيـت المـال شـيئا نظـر‪ :‬إن أفـرز لطائفـة كـذوي القربـى والمسـاكين‬
‫وكان منهـم أو أصلـه أو فرعـه فـا قطـع وإن أفـرز لطائفـة ليـس هـو منهـم ولا‬

‫‪199‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪199‬‬

‫لا ِمل َك ل ُه في ِه ولا شبه َة في ما ِل المسرو ِق ِم ْن ُه‪،‬‬ ‫فصل في حد السرقة‬
‫‪...............................‬‬

‫(و) والخامس‪ :‬كــون الســارق (لا ِملــ َك لــ ُه فيــ ِه) أي المســروق فــا قطــع‪:‬‬
‫بسـرقة مالـه الـذي بيـد غيـره وإن كان مرهونـا أو مؤجـرا ولـو سـرق مـا اشـتراه‬
‫مـن يـد غيـره ولـو قبـل تسـليم الثمـن أو فـي زمـن الخيـار أو سـرق مـا اتهبـه‬
‫قبـل قبضـه لـم يقطـع فيهمـا ولـو سـرق مـع مـا اشـتراه مـالا آخـر بعـد تسـليم‬

‫الثمـن لـم يقطـع‪.‬‬

‫(و) السادس‪ :‬كـون السـارق (لا شـبه َة) لـه (فـي مـا ِل المسـرو ِق ِمنْـ ُه) لحديـث‬
‫«ا ْد َر ُؤوا ال ُحـ ُدو َد َعـ ِن ال ُم ْسـلِمي َن َمـا ا ْسـ َت َط ْع ُت ْم» صحـح الحاكـم إسـناده سـواء‬
‫فـي ذلـك شـبهة الملـك كمـن سـرق مـا ًل مشـتركا بينـه وبيـن غيـره كمـا مـر‪،‬‬
‫أو شــبهة الفاعــل كمــن أخــذ مــالا علــى صــورة الســرقة يظــن أنــه ملكــه أو‬
‫ملـك أصلـه أو فرعـه أو شـبهة المحـل كسـرقة الابـن مـال أحـد أصولـه أو أحـد‬
‫الأصـول مـال فرعـه وإن سـفل لمـا بينهمـا مـن الاتحـاد‪ .‬وإن اختلـف دينهمـا‬
‫كمـا بحثـه بعـض المتأخريـن ولأن مـال كل منهمـا مرصـد لحاجـة الآخـر‪ ،‬ومنهـا‬
‫أن لا تقطـع يـده بسـرقة ذلـك المـال‪ .‬بخـاف سـائر الأقـارب‪ ،‬ويقطـع بسـرقة‬
‫معـ َّرض للتلـف كفواكـه وبقـول وبمـاء وتـراب ومصحـف وكتـب علـم شـرعي‬
‫وكتـب شـعر نافـع‪ ،‬فـإن لـم يكـن ناف ًعـا مباحـا قـوم الـورق والجلـد‪ ،‬فـإن بلـغ‬

‫نصا ًبـا ُقطـع وإلا فـا‪.‬‬

‫‪198‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫المختلس والمنتهب والخائن‬

‫ تقـدم أن المصنـف ‪ ‬تـرك الركـن الثالـث ‪ -‬وهـو السـرقة ‪ -‬وهـي أخـذ‬

‫المـال خفيـة كمـا مـر‪ :‬وحينئـذ لا يقطـع المختلـس وهـو مـن يتعمـد الهـرب‬

‫معاني المفردات‬ ‫مـن غيـر غلبـة مـع معاينـة المالـك‪،‬‬
‫والمنتهــب‪ ،‬وهــو مــن يأخــذ عيانــا‬

‫َخ ِسيس قليل‪ ،‬حقير‪.‬‬ ‫معتمــدا علــى القــوة والغلبــة‪ ،‬ولا‬

‫ال َحا َنا ُت موض ُع َب ْي ِع ال َخ ْمر‪.‬‬ ‫منكــر وديعــة وعاريــة لحديــث‪:‬‬
‫« َل ْيــ َس َع َلــى ال ُم ْخ َتلِــ ِس َوال ُم ْن َت ِهــ ِب‬
‫فصل في حد السرقة‬ ‫َو َض َع‬ ‫أ ْي‬ ‫جعلها تحت رأسه‪،‬‬ ‫ال َّت َو ُّسد‬ ‫َوال َخائِــ ِن َق ْطــ ٌع»(‪[ ،)1‬صححــه‬
‫رأ َسه عليها‪ ،‬اِ َّت َك َأ‪.‬‬ ‫ا ْد َر ُؤوا‬
‫الترمــذي]‪.‬‬
‫من ال َّد ْر ُء‪ :‬ال َّد ْفع‪.‬‬

‫إبهام وخفاء في الكتابة وعدم‬ ‫ُع ْج َمة‬ ‫ وفــرق مــن حيــث المعنــى‬
‫فصاحة في الكلام‪.‬‬ ‫َأ ْف َر َز‬ ‫بينهـم وبيـن السـارق‪ ،‬بـأن السـارق‬
‫يأخـذ المـال خفيـة‪ ،‬ولا يتأتـى منعـه‬
‫أخرجه‪ ،‬أ ْفر َد ُه و َخ َّص ُه به‪.‬‬ ‫ال َّت ْأ ِزي ُر‬ ‫فشــرع القطــع زجــرا لــه‪ ،‬وهــؤلاء‬
‫يقصدونــه عيانــا‪ ،‬فيمكــن منعهــم‬
‫جعل خشب أو لباد أو طلاء‬ ‫َس َوا ِري‬
‫على أسفل جدرانه‪.‬‬ ‫بالســلطان وبغيــره‪.‬‬

‫جمع سارية‪ ،‬عمود من الخشب‬
‫ينصب عليه الشراع‪.‬‬

‫(‪) 1‬ويقوم ولي الأمر أو من ينوب عنه من القضاة بتعزيرهم بما يردعهم من عقوبات بالحبس أو التغريم أوغيرها بعد رد ما‬
‫ أخذوه من مال إلى صاحبه إن كان باقيا‪ ،‬فإن تلف ضمنه ببدله جب ًرا لما فات‪.‬‬

‫‪201‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪201‬‬

‫أصلـه ولا فرعـه قطـع إذ لا شـبهة لـه فـي ذلـك وإن لـم يفـرز لطائفـة فـإن كان لـه‬ ‫فصل في حد السرقة‬
‫حـق فـي المسـروق كمـال المصالـح سـواء أكان فقيـرا أم غنيـا وكصدقـة وهـو‬

‫فقيـر‪ ،‬أو غـارم لـذات البيـن أو غـاز فـا يقطـع فـي المسـألتين‪.‬‬

‫أما في الأولى‬

‫ فـأن لـه ح ًقـا وإن كان غن ًيـا كمـا مـر لأن ذلـك قـد يصـرف فـي عمـارة‬
‫المسـاجد والرباطـات والقناطـر فينتفـع بـه الغنـي والفقيـر مـن المسـلمين لأن‬
‫ذلــك مخصــوص بهــم‪ ،‬بخــاف الذمــي يقطــع بذلــك‪ .‬ولا نظــر إلــى إنفــاق‬
‫الإمـام عليـه عنـد الحاجـة لأنـه إنمـا ينفـق عليـه للضـرورة وبشـرط الضمـان كما‬
‫ينفـق علـى المضطـر بشـرط الضمـان وانتفاعـه بالقناطـر والرباطـات بالتبعيـة مـن‬

‫حيـث إنـه قاطـن بـدار الإسـام لا لاختصاصـه بحـق فيهـا‪.‬‬

‫وأما في الثانية‬

‫ فلاسـتحقاقه‪ ،‬بخـاف الغنـي فإنـه يقطـع لعـدم اسـتحقاقه‪ .‬إلا إذا كان غاز ًيا‬
‫أو غار ًمـا لـذات البيـن فـا يقطـع لمـا مـر‪ .‬فـإن لـم يكـن لـه فـي بيـت المـال حـق‬
‫قطـع لانتفـاء الشـبهة‪ ،‬فـإذا وجـدت هـذه الشـروط قطعـت يـد السـارق لقولـه‬
‫تعالـى‪:‬ﱡﭐﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ(‪ .)1‬والمنـوط بهـذا ولـي الأمـر أو‬

‫مـن ينـوب عنـه فيختـص بتقريـره وعقوبتـه‪ ،‬دون غيـره مـن النـاس‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة المائدة‪.‬الآية ‪.38 :‬‬

‫‪200‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ وتثبـت أيضـا بشـهادة رجليـن كسـائر العقوبـات غيـر الزنـا فلـو شـهد رجـل‬
‫وامرأتـان ثبـت المال ولا قطع‪ ،‬ويشـترط ذكر الشـاهد شـروط السـرقة الموجبة للقطع‪،‬‬
‫كمـا مـر فـي الإقـرار ويجـب علـى السـارق رد مـا أخـذه إن كان باق ًيـا لخبـر أبـي داود‬

‫« َع َلـى ال َيـ ِد َمـا َأ َخـ َذ ْت َح َّتـى ُت َؤ ِّد َيـ ُه» فـإن تلـف ضمنـه ببدلـه جبـرا لمـا فـات‪.‬‬

‫***‬

‫فصل في حد السرقة‬ ‫معاني المفردات‬

‫المكان الذي بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين‬ ‫ال ِّر َبا َطات‬
‫منهم‪.‬‬ ‫ال َقنَا ِطر‬
‫ال َّت َب ِع َّية‬
‫ال ُج ُسور‪.‬‬ ‫َغا ِرم‬

‫كون الشيء تاب ًعا لغيره‪.‬‬ ‫ال َمنُوط‬
‫الذي يلتزم ما َض ِمنه وتك َّفل به‪.‬‬
‫َأ َخا ُل‬
‫اَألو ُمد ِعصا ٌّي ُ‪.‬ب بالنَّ ْوطة‪ .‬ويقال‪ :‬هو َمنو ٌط بالقوم‪ :‬دخي ٌل فيهم‪،‬‬
‫اشتبه عليه‪ ،‬أشكل‪ ،‬التبس هذا الأمر‪.‬‬

‫‪203‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪203‬‬

‫ما تثبت به السرقة‬ ‫فصل في حد السرقة‬

‫ ويثبــت قطــع الســرقة بإقــرار الســارق مؤاخــذة لــه بقولــه‪ ،‬ولا يشــترط‬
‫تكرارالإقرار‪.‬‬

‫ كما في سائر الحقوق‪ ،‬وذلك بشرطين‪:‬‬

‫الأول‪ :‬أن يكــون بعــد الدعــوى عليــه فلــو أقــر قبلهــا لــم يثبــت القطــع فــي‬
‫الحــال‪ ،‬بــل يوقــف علــى حضــور المالــك وطلبــه‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬أن يفصــل الإقــرار‪ :‬فيبيــن الســرقة والمســروق منــه وقــدر المســروق‬
‫والحـرز بتعييـن أو وصـف بخـاف مـا إذا لـم يبيـن ذلـك‪ ،‬لأنـه قد يظـن غير السـرقة‬
‫الموجبـة للقطـع سـرقة موجبـة لـه‪ ،‬ويقبل رجوعـه عن الإقـرار بالسـرقة بالنسـبة إلى‬
‫القطـعولـوفـيأثنائـهلأنـهحـقال َّلـهتعالـى‪.‬ومـنأقـربمقتضـىعقوبـةال َّلـهتعالى‬
‫كالزنـا والسـرقة وشـرب الخمـر كان للقاضـي أن يعـرض لـه بالرجـوع عمـا أقـر بـه‬
‫كأن يقـول لـه فـي الزنـا‪ :‬لعلـك فاخـذت أو لمسـت أو باشـرت وفـي السـرقة‪ :‬لعلك‬
‫أخـذت مـن غيـر حـرز وفـي الشـرب‪ :‬لعلك لـم تعلـم أن مـا شـربته مسـكرا لأنه ‪‬‬
‫قـال لمـن أقـر عنـده بالسـرقة‪َ « :‬مـا َأ َخا ُلـ َك َسـ َر ْق َت» قـال‪ :‬بلـى‪ ،‬فأعـاد عليـه مرتيـن‬
‫أو ثلاثـا فأمـر بـه فقطـع‪ ،‬وقـال لماعـز‪َ « :‬ل َع َّلـ َك َق َّب ْلـ َت َأ ْو َغ َمـ ْز َت َأ ْو َن َظـ ْر َت»(‪ )1‬ولا‬

‫يقـول لـه ارجـع عنـه لأنـه يكـون أمـرا بالكـذب‪.‬‬

‫ ‬

‫(‪ ) 1‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪202‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ملخص الدرس (فصل في حد السرقة)‬

‫لغة‪ :‬أخذ المال خفية‪.‬‬ ‫تعريفها‪:‬‬

‫وشر ًعا‪ :‬أخذه خفية ظلما من‬
‫حرز مثله‪.‬‬

‫فصل في حد السرقة‬ ‫‪1‬‬

‫مسروق‪.‬‬ ‫أركان القطع‬ ‫سارق‬
‫في السرقة‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫سرقة‬

‫‪205‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪205‬‬

‫ملخص‬ ‫فصل في حد السرقة‬
‫الدرس‬

‫‪204‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أسئلة على فصل حد السرقة‬

‫س ‪ :1‬مـا السـرقة؟ ومـا أركانهـا؟ ومـا شـروط القطـع فـي السـارق؟ ومـا أنـواع‬
‫ الشـبهة التـي تـدرأ الحـد فـي المـال المسـروق؟ وبـم يثبـت حـ ّد القطـع‬

‫ في السرقة؟‬

‫س ‪ :2‬بين الحكم فيما يأتي‪:‬‬

‫أ سرق مسلم مال ذمي‪.‬‬ ‫ ‬

‫ ب أقر بالسرقة قبل الدعوى عليه‪ .‬‬

‫فصل في حد السرقة‬ ‫ج شهد رجل وامرأتان بالسرقة على السارق‪.‬‬ ‫ ‬

‫س ‪ :3‬اختر الإجابة الصحيحة مما بين الأقواس معل ًل أو مدل ًل لما تذكر‪:‬‬

‫أ المعتبر في المسروق من الذهب‬ ‫ ‬

‫ (القيمة فقط ‪ -‬القيمة والوزن ‪ -‬كلاهما صحيح)‬

‫ ب سرق ماله الذي بيد غيره‬

‫ (يحد ‪ -‬يعزر ‪ -‬لا شيء عليه)‬

‫ج سرق مال جدته‬ ‫ ‬

‫ (يحد ‪ -‬يعزر ‪ -‬لا شيء عليه)‬

‫د إذا شهد في حد السرقة رجل وامرأتان‬ ‫ ‬

‫ (ثبت القطع ‪ -‬سقط المال ‪ -‬ثبت المال ولا قطع)‬
‫***‬

‫‪207‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪207‬‬

‫شروط القطع في السارق عشرة‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫أن يأخذ من‬ ‫أن يسرق نصابا‬ ‫أن يكون‬ ‫أن يكون‬
‫حرز مثله‪.‬‬ ‫وهو ربع دينار‬ ‫السارق عاقلا‪.‬‬ ‫السارق بالغا‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫فأكثر‪.‬‬

‫أن يكون السارق‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬
‫لا ملك له في‬
‫المسروق‪.‬‬ ‫أنيكونالسارق‬ ‫أن يكون السارق‬ ‫أن يكون‬
‫لاشبهةلهفي‬ ‫مختارا‪.‬‬ ‫السارق ملتزما‬
‫مالالمسروق‬
‫للأحكام‪.‬‬
‫منه‪.‬‬
‫‪10 9‬‬
‫فصل في حد السرقة‬
‫أن يكون الملك‬ ‫أن يكون‬
‫مسروق محترما‪.‬‬
‫في النصاب تا ًّما‬
‫قو ًّيا‪.‬‬

‫الفرق بين المختلس‪ ،‬والمنتسب‪ ،‬والخائن‪:‬‬

‫‪ 4‬الخائــن‪ :‬هــو منكــر‬ ‫‪ 1‬السارق‪ :‬هو من يأخذ‬

‫الوديعــة والعاريــة‪.‬‬ ‫المال خفية‪.‬‬

‫‪ 3‬المنتهـب‪ :‬هـو مـن‬ ‫‪ 2‬المختلـس‪ :‬هـو مـن‬

‫يأخـذ عيانـا معتمـ ًدا‬ ‫يتعمــد الهــرب مــن‬
‫علـى القـوة والغلبـة‪.‬‬ ‫غيـر غلبـة مـع معاينة‬

‫المالـك‪.‬‬

‫‪206‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في قطاع الطريق‬ ‫فصل في‬
‫قطاع الطريق‬

‫فصل في قطاع الطريق‬

‫ قطــع الطريــق ودليلــه‪ :‬الأصــل فيــه قولــه تعالــى‪:‬ﱡﭐﱫ ﱬ ﱭ‬
‫ﱮ ﱯﱰﱠ(‪ )1‬وقطــع الطريــق هــو البــروز لأخــذ مــال‪ ،‬أو لقتــل‪ ،‬أو‬

‫لإرعــاب مكابــرة واعتمــادا علــى القــوة مــع البعــد عــن الغــوث‪.‬‬
‫ويثبت برجلين‪ ،‬لا برجل وامرأتين‪.‬‬

‫شروط قاطع الطريق‬
‫ وقاطـع الطريـق‪ :‬ملتـزم للأحـكام‪ ،‬ولـو سـكرا ًنا‪ ،‬مختـار‪ ،‬مخيـف للطريق‪،‬‬
‫يقـاوم مـن يبـرز هـو لـه‪ ،‬بـأن يسـاويه أو يغلبـه‪ ،‬بحيـث يبعـد معـه غـوث لبعـد‬
‫عـن العمـارة أو ضعـف فـي أهلهـا‪ ،‬وإن كان البـارز واحـ ًدا أو أنثـى أو بلا سـاح‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة المائدة الآية‪.33 :‬‬

‫‪209‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪209‬‬

‫فصل في‬
‫قطاع‬
‫الطريق‬

‫فصل في قطاع الطريق‬

‫‪208‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في قطاع الطريق‬ ‫فإأ ْونلخ َقامتف َيلُوْاقواُاتللوَّأوسابختُي ُقذَ ّلَو‪،‬طا اعوَلولأمُيعما ِّزدَيليأُرهُقوخاتِم‪،‬لُذ‪.‬و‪.‬ووأا‪.‬ا‪.‬ر‪.‬وم‪.ُ .‬جا‪ًُ.‬لُ‪.‬ص‪.‬له‪.‬لِ‪ُ .‬ب‪.‬مو‪.‬لوا ِممو َينإ ْقْن ُتخألل َاوخا ٍ ُذ ُفحو‪،‬ابِاف ُلإِسموناا َل‬

‫ ثـم أشـار إلـى القسـم الثانـي بقولـه‪( :‬فـإ ْن َقت ُلـوا وأخـ ُذوا المـا َل) المقـدر‬
‫بنصـاب السـرقة وقيـاس مـا سـبق اعتبـار الحـرز وعـدم الشـبهة ( ُقتِ ُلـوا) حتمـا‬
‫(و ُصلِ ُبـوا) زيـادة فـي التنكيـل ويكـون صلبهـم بعـد غسـلهم وتكفينهـم والصـاة‬

‫عليهـم والغـرض مـن صلبهـم بعـد قتلهـم التنكيـل بهـم وزجـر غيرهـم‪.‬‬

‫ ثــم أشــار إلــى القســم الثالــث بقولــه‪( :‬وإ ْن أ َخــ ُذوا المــا َل) المقــدر‬
‫بنصـاب سـرقة بـا شـبهة مـن حـرز ممـا مـر بيانـه فـي السـرقة (ولـم َي ْق ُتلـوا‬
‫ُتق َّطـع) بطلـب مـن المالـك (أيديهـم وأر ُج ُلهـم ِمـن خـا ٍف) بـأن تقطـع اليـد‬
‫اليمنــى والرجــل اليســرى دفعــة أو علــى الــولاء لأنــه حــد واحــد فــإن عــادوا‬
‫بعــد قطعهمــا ثانيــا قطعــت اليــد اليســرى والرجــل اليمنــى لقولــه تعالــى‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾﱠ(‪ )1‬وقطعـت اليـد اليمنـى للمـال كالسـرقة‬
‫وقيـل للمحاربـة والرجـل قيـل‪ :‬للمـال وقيـل‪ :‬للمجاهـرة تنزيـا لذلـك منزلـة‬

‫سـرقة ثانيـة‪ .‬وقيـل‪ :‬للمحاربـة‪ .‬قـال العمرانـي‪ :‬وهـو أشـبه‪.‬‬

‫ ‬

‫(‪ ) 1‬سورة المائدة‪ .‬الآية‪.33 :‬‬

‫‪211‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪211‬‬

‫و ُق َّطا ُع ال َّطري ِق عاللمىا َألرقُبتَِعل ِةواأ‪ْ ،‬ق‪...‬س‪.‬ا‪.ٍ .‬م‪..:.‬إ‪.ْ ..‬ن‪َ .‬ق َتلُوا َولم يأخذوا‬

‫أقسام قطاع الطريق‬ ‫فصل في قطاع الطريق‬

‫ (و ُق َّطــا ُع ال َّطريــ ِق علــى أرب َعــ ِة أ ْقســا ٍم) فقــط‪ ،‬لأن الموجــود منهــم إمــا‬
‫الاقتصـار علـى القتـل‪ ،‬أو الجمـع بينـه وبيـن أخـذ المـال‪ ،‬أو الاقتصـار علـى أخذ‬
‫المـال‪ ،‬أو علـى الإخافـة‪ .‬ورتبهـا المصنـف علـى هـذا‪ .‬مبتد ًئـا بـالأول فقـال‪:‬‬
‫(إ ْن َق َت ُلـوا) معصو ًمـا مكاف ًئـا لهـم‪ ،‬عمـ ًدا ( َولـم يأخـذوا المـا َل ُقتِلـوا) َح ْت ًمـا(‪)1‬‬
‫للآيــة الســابقة ولأنهــم ضمــوا إلــى جنايتهــم إخافــة الســبيل المقتضيــة زيــادة‬

‫العقوبــة‪ ،‬ولا زيــادة هنــا إلا تحتــم القتــل‪ ،‬فــا يســقط‪.‬‬
‫ومحل تحتمه‪ :‬إذا قتلوا لأخذ المال وإلا فلا تحتم‪.‬‬

‫معاني المفردات‬

‫الخروج والظهور‪.‬‬ ‫ال ُب ُرو ُز‬
‫تخويف وإفزاع‪.‬‬ ‫إِ ْر َعاب‬

‫المغالبة على الأهل أو المال‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ُم َكا َب َرة‬
‫الإغاثة والنصرة ‪.‬‬ ‫ال َغ ْو ُث‬

‫(‪َ ) 1‬ح ْت ًما‪ :‬وجو ًبا‪.‬‬

‫‪210‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫و َمن تا َب ِمنهم َقب َلواُأل ِقخ َدذ َبراةِلعُحلقيوه ِق‪.‬س َقط ْت عنه الحدو ُد‬

‫حكم من تاب منهم قبل القدرة عليه‬

‫ (و َمـن تـا َب ِمنهـم َقبـ َل القـد َر ِة عليـه) أي قبـل الظفـر بـه (سـ َقط ْت عنـه‬
‫الحـدو ُد) أي العقوبـات التـي تخـص القاطـع مـن تحتـم القتـل والصلـب وقطـع‬
‫اليــد والرجــل لآيــة‪:‬ﱡﭐﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﱠ (‪( )1‬و ُأ ِخــ َذ) مــن‬
‫المؤاخـذة مبنـي للمفعـول بمعنـى طولـب (بال ُحقـو ِق) أي بباقيهـا‪ :‬فـا يسـقط‬
‫عنـه ولا عـن غيـره بالتوبـة قـود ولا مـال ولا باقـي الحـدود مـن حـد زنـا وسـرقة‬
‫وشــرب خمــر وقــذف لأن العمومــات الــواردة فيهــا لــم تفصــل بيــن مــا قبــل‬

‫التوبـة ومـا بعدهـا بخـاف قاطـع الطريـق‪.‬‬

‫***‬

‫فصل في قطاع الطريق‬

‫(‪ ) 1‬سورة المائدة‪ .‬الآية‪.34 :‬‬

‫‪213‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪213‬‬

‫ ثـم أشـار إلـى القسـم الرابـع بقولـه‪( :‬فـإِن أخافـوا ال َّسـبي َل) أي الطريـق‬
‫بوقوفهــم‪.‬‬

‫ (ولـم يأخـذوا مـا ًل) مـن المـارة (ولـم َي ْق ُتلـوا) منهـم أحـ ًدا ( ُحبِ ُسـوا) فـي‬
‫غيــر موضعهــم لأنــه أحــوط وأبلــغ فــي الزجــر والإيحــاش‪.‬‬

‫كمـا أقـره ( َو ُعـ ِّز ُروا) بمـا يـراه الإمـام مـن ضـرب وغيـره لارتكابهـم معصيـة لا‬
‫حـد فيهـا ولا كفـارة‪.‬‬

‫ وبمـا تقـرر فسـر ابـن عبـاس الآيـة الكريمـة فقـال‪ :‬المعنـى أن يقتلـوا إن‬
‫قتلـوا أو يصلبـوا مـع ذلـك إن قتلـوا وأخـذوا المـال‪ ،‬أو تقطـع أيديهـم وأرجلهـم‬
‫مـن خـاف إن اقتصـروا علـى أخـذ المـال‪ ،‬أو ينفـوا مـن الأرض إن أرعبـوا ولـم‬
‫يأخـذوا شـيئا‪ ،‬فحمـل كلمـة أو علـى التنويـع لا التخييـر كمـا فـي قولـه تعالـى‪:‬‬

‫ﱡﭐﱁ ﱂﱃﱄ ﱅﱠ(‪.)1‬‬

‫معاني المفردات‬ ‫فصل في قطاع الطريق‬

‫العقاب بش ّدة‪.‬‬ ‫ال َّتنْ ِكيل‬
‫جعله يجد الوحشة أو يشعر بها‪.‬‬ ‫ال ِإي َحاش‬
‫ص َل َبه‪ ،‬ع َّلقه ممدود اليدين مشدود ال ِّرجلين قتل ًا أو تعذي ًبا‪.‬‬
‫ُي َص َّل ُبوا‬

‫(‪ ) 1‬سورة البقرة‪ .‬الآية‪.135 :‬‬

‫‪212‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ملخص الدرس (فصل في قطاع الطريق )‬

‫هو البروز الأخذ مال‪ ،‬أو لقتل‪ ،‬أو لإرعاب مكابرة‬ ‫تعريف قطع الطريق‪:‬‬
‫واعتمادا على القوة‪ ،‬مع البعد عن الغوث‬

‫يثبت برجلين لا برجل وامرأتين‪.‬‬ ‫بم يثبت حد قاطع الطريق؟‬

‫شروط قاطع الطريق‪:‬‬ ‫‪ 1‬ملتــزم للأحــكام‬

‫‪ 4‬يقـاوم مـن يبـرز هـو لـه‬ ‫ولــو ســكرانا‪.‬‬

‫بــأن يســاويه أو يغلبــه‪.‬‬ ‫‪ 2‬مختار‪.‬‬

‫‪ 3‬مخيف للطريق‪.‬‬

‫فصل في قطاع الطريق‬ ‫أقسام قطع الطريق‪:‬‬

‫أحكامها‬ ‫أقسامها‬
‫يقتل حتما‬
‫قطع الطريق‪ ،‬وقتل‪ ،‬ولم يأخذ مال‪.‬‬
‫يقتل ويصلب‬
‫تقطع يده ورجله من خلاف‬ ‫قطع الطريق‪ ،‬وقتل‪ ،‬وأخذ مال‪.‬‬
‫حبسوا وعزروا بها يراه الإمام‬
‫قطع الطريق‪ ،‬وأخذ مال‪ ،‬ولم يقتل ‪.‬‬
‫قطع الطريق فأخاف السبيل‪ ،‬ولم يقتل‪ ،‬ولم‬

‫يأخذ مالا‪.‬‬

‫‪215‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪215‬‬

‫ملخص‬
‫الدرس‬

‫فصل في قطاع الطريق‬

‫‪214‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في‬
‫أحكام‬
‫البغاة‬

‫فصل في أحكام البغاة‬

‫‪217‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪217‬‬

‫أسئلة على فصل قطاع الطريق‬

‫س ‪ :1‬عــرف قطــع الطريــق‪ ،‬وبيــن حكمــه‪ ،‬ودليــل هــذا الحكــم‪ ،‬وبــم يثبــت‬
‫ قطـع الطريـق؟ ومـا شـروط قاطـع الطريـق؟ ومـا أقسـام قطـاع الطريـق؟‬

‫ وما حكم من تاب منهم قبل القدرة عليه؟‬

‫س ‪ :2‬ب ّين الحكم فيما يأتي معل ًل أو مدل ًل لما تذكر‪:‬‬

‫أ قطاع الطريق قتلوا وأخذوا المال‪.‬‬ ‫ ‬

‫ ب قطاع الطريق أخذوا المال المقدر بنصاب السرقة ولم يقتلوا ‪.‬‬

‫ج قطاع الطريق أخافوا السبيل ولم يأخذوا ما ًل ولم يقتلوا‪.‬‬ ‫ ‬

‫د سرق قاطع الطريق ثم تاب قبل القدرة عليه‪.‬‬ ‫ ‬

‫***‬ ‫فصل في قطاع الطريق‬

‫‪216‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ويُ َقاتََوأُل ْنأيَه ُْخل ُرالُجبواغ ِيَعب ْ َنثلتََقاأْبثَو ِةَيض ٌ ِلةشارَالسئِِاإ َئم ٌاطغ‪.ِ:‬م‪،‬أ َْنوأي ْن يَ ُكو ُنكووا َفن لَي ُه َْمم َن َع ٍة‪،‬‬

‫حكم قتالهم وشروطه‬

‫ (و ُي َقا َتـ ُل أهـ ُل البغـ ِي) وجو ًبـا كمـا اسـتفيد مـن الآيـة المتقدمـة وعليهـا‬
‫عــول علــ ٌّي ‪ ‬فــي قتــال صفيــن والنهــروان (ب َثلا َثــ ِة شــرائِ َط)‪:‬‬

‫الأول‪( :‬أ ْن ي ُكونـوا فـي َمنَ َعـ ٍة) بفتـح النـون والعيـن المهملـة أي شـوكة بكثـرة‬
‫أو قـوة ولـو بحصـن بحيـث يمكـن معهـا مقاومـة الإمـام؛ فيحتـاج فـي ردهـم‬
‫إلــى الطاعــة لكلفــة مــن بــذل مــال وتحصيــل رجــال‪ ،‬وهــي لا تحصــل إلا‬
‫بمطـاع‪ :‬أي متبـوع يحصـل بـه قـوة لشـوكتهم يصـدرون عـن رأيـه إذ لا قـوة لمـن‬
‫لا تجتمـع كلمتهـم بمطـاع فالمطـاع شـرط لحصـول الشـوكة لا أنـه شـرط آخـر‬

‫غيـر الشـوكة‪.‬‬

‫فصل في أحكام البغاة‬ ‫ ولا يشــترط أن يكــون فيهــم إمــام منصــوب‪ .‬لأن عليــا ‪ ‬قاتــل أهــل‬
‫الجمــل ولا إمــام لهــم وأهــل صفيــن قبــل نصــب إمامهــم‪.‬‬

‫الثاني‪َ ( :‬وأ ْن َي ْخ ُر ُجـوا َعـ ْن َق ْب َضـ ِة ال ِإمـا ِم) أي‪ :‬عـن طاعتـه بانفرادهـم ببلـدة أو‬
‫قريـة أو موضـع مـن الصحـراء‪.‬‬

‫الثالث‪َ ( :‬وأ ْن َي ُكـو َن َل ُهـ ْم) فـي خروجهـم عـن طاعـة الإمـام ( َتأويـ ٌل َسـائ ٌغ) أي‬
‫محتمـل مـن الكتـاب أو السـنة ليسـتندوا إليـه‪ ،‬لأن مـن خالـف بغيـر تأويـل كان‬

‫معانـدا للحـق‪.‬‬

‫‪219‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪219‬‬

‫فصل في‬
‫أحكام البغاة‬

‫فصل في أحكام البغاة (‪)1‬‬

‫تعريف البغي ودليله‬

‫البغـاة جمـع بـاغ‪ ،‬والبغـي‪ :‬الظلـم ومجـاوزة الحـد‪ .‬سـموا بذلـك‬
‫لظلمهـم وعدولهـم عـن الحق‪.‬‬

‫والأصـل فيـه آيـة‪:‬ﱡﭐ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﱠ(‪ )2‬وليـس فيهـا ذكر الخروج‬
‫علـى الإمـام صريحـا‪ .‬لكنهـا تشـمله لعمومهـا أو تقتضيـه‪ .‬لأنـه إذا طلـب القتـال‬

‫لبغـي طائفـة علـى طائفـة فللبغـي علـى الإمـام أولى‪.‬‬

‫تعريف البغاة‬

‫هـم‪ :‬مسـلمون مخالفـو إمـام ولـو جائـرا بـأن خرجـوا عـن طاعته‬ ‫فصل في أحكام البغاة‬
‫بعـدم انقيادهـم لـه أو منـع حـق توجـه عليهـم كـزكاة‪.‬‬

‫(‪ )1‬البغاة‪ :‬وهم الخارجون على ولي الأمر الذين يشهرون السلاح في وجه جيش أهل العدل‪ ،‬أما من يقوم بالتفجير والقتل‬

‫ وسفك الدماء فى الشوارع فهؤلاء هم المفسدون فى الأرض‪ ،‬الذين ُيسمون بالإرهابيين الآن‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة الحجرات الآية‪.9 :‬‬

‫‪218‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فإن فقد أحدهما فله حالان‪:‬‬

‫والثاني‪:‬‬ ‫الأول‪:‬‬

‫لــه شــوكة بــا تأويــل‪ ،‬وهــذا‬ ‫الباغــي المتــأول بــا شــوكة‪،‬‬
‫كبـاغ فـي الضمـان وعدمـه‪ ،‬لأن‬ ‫يضمــن النفــس والمــال ولــو‬
‫ســقوط الضمــان فــي الباغيــن‬ ‫حــال القتــال كقاطــع الطريــق‪،‬‬
‫لقطـع الفتنـة واجتمـاع الكلمـة‪،‬‬

‫وهـو موجـود هنـا‪.‬‬

‫متى يقاتلهم الإمام؟‬

‫فصل في أحكام البغاة‬ ‫ ولا يقاتــل الإمــام البغــاة حتــى يبعــث لهــم أمينــا فطنــا إن كان البعــث‬
‫للمناظــرة ناص ًحــا لهــم يســألهم عمــا يكرهــون‪ ،‬اقتــداء بعلــي ‪ ‬فإنــه‬
‫بعــث ابــن عبــاس إلــى أهــل النهــروان‪ ،‬فرجــع بعضهــم وأبــى بعضهــم‪ ،‬فــإن‬

‫ذكــروا مظلمــة أو شــبهة أزالهــا لأن المقصــود‬
‫بقتالهــم ردهــم إلــى الطاعــة فــإن أصــروا‬
‫نصحهــم ووعظهــم فــإن أصــروا أعلمهــم‬
‫بالقتـال‪ ،‬لأن ال َّلـه تعالـى أمـر أولا بالإصـاح‬
‫ثـم بالقتـال‪ ،‬فـا يجـوز تقديـم مـا أخـره ال َّلـه‬
‫تعالـى‪ ،‬فـإن طلبـوا مـن الإمـام الإمهـال اجتهـد‬
‫وفعــل مــا رآه صوا ًبــا‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪221‬‬

‫حكم شهادة البغاة‬ ‫فصل في أحكام البغاة‬

‫ وتقبل شهادة البغاة‪ ،‬لأنهم ليسوا بفسقة لتأويلهم‪.‬‬

‫ قــال الشــافعي ‪ :‬إلا أن يكونــوا ممــن يشــهدون لموافقيهــم بتصديقهــم‬
‫كالخطابيــة‪ ،‬وهــم صنــف مــن الرافضــة يشــهدون بالــزور ويقضــون لموافقيهــم‬
‫بتصديقهـم فـا تقبـل شـهادتهم‪ ،‬ولا ينفـذ حكـم قاضيهـم‪ ،‬ويقبـل قضـاء قاضيهـم‬
‫بعـد اعتبـار صفـات القاضـي فيـه فيمـا يقبـل فيـه قضـاء قاضينـا لأن لهـم تأويـا‬
‫يسـوغ فيـه الاجتهـاد‪ ،‬إلا أن يسـتحل شـاهد البغـاة أو قاضيهـم دماءنـا وأموالنـا فـا‬
‫تقبـل شـهادته ولا قضـاؤه‪ ،‬لأنـه ليـس بعـدل‪ ،‬وشـرط الشـاهد والقاضـي‪ ،‬العدالـة‪.‬‬

‫حكم ما أتلفه البغاة‬

‫ ومـا أتلفـه بـاغ مـن نفـس أو مـال علـى عـادل وعكسـه إن لـم يكـن فـي‬
‫قتــال لضرورتــه ‪ -‬بــأن كان فــي غيــر القتــال‪ ،‬أو فيـه لا لضرورتــه ‪ -‬ضمــن كل‬
‫منهمـا مـا أتلفـه مـن نفـس أو مـال جر ًيـا علـى الأصـل فـي الإتلافيـات‪ ،‬نعـم إن‬

‫قصــد أهــل العــدل إتــاف المــال لإضعافهــم‪.‬‬

‫ وهزيمتهــم لــم يضمنــوا‪ ،‬كمــا قــال المــاوردي‪ ،‬فــإن كان الإتــاف فــي‬
‫قتــال لضرورتــه فــا ضمــان‪ ،‬اقتــداء بالســلف‪ ،‬لأن الوقائــع التــي جــرت فــي‬
‫عصــر الصحابــة كوقعــة الجمــل وصفيــن لــم يطالــب بعضهــم بعضــا بضمــان‬

‫نفــس ولا مــال وهــذا عنــد اجتمــاع الشــوكة والتأويــل‪،‬‬

‫‪220‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ركوبهـا ولا يقاتلـون بمـا يعـم كنـار ومنجنيـق ولا يسـتعان عليهـم بكافـر لأنـه‬
‫يحـرم تسـليطه علـى المسـلم‪.‬‬

‫إحصار البغاة‬

‫ ولا يجـوز إحصارهـم بمنـع طعـام وشـراب‪ ،‬إلا علـى الإمـام فـي أهـل قلعة‬
‫ولا يجـوز عقـر خيولهـم إلا إذا قاتلـوا عليهـا‪ ،‬ولا قطـع أشـجارهم أو زروعهـم‪.‬‬

‫مقاومة أهل البغي‬

‫ ويلـزم الواحـد ‪ -‬كمـا قـال المتولـي ‪ -‬مـن أهـل العـدل مصابـرة اثنيـن‬
‫مـن البغـاة كمـا يجـب علـى المسـلم أن يصبـر لكافريـن‪ ،‬فـا يولـي إلا متحرفـا‬

‫لقتــال أو متحيــزا إلــى فئــة‪.‬‬

‫معاني المفردات‬

‫فصل في أحكام البغاة‬ ‫جمع روافض ‪ ،‬فرقة من الشيعة تستحل الطعن في الصحابة‬ ‫الرافضة‬
‫وسموا بالرافضة لأنهم رفضوا إمامهم زيد بن علي لما نهاهم‬
‫ال َّشو َك ُة‬
‫عن سب أبي بكر وعمر بن الخطاب ‪.‬‬ ‫لا ُي َذ َّف ُف‬
‫َمن َجنيق‬
‫السلاح‪ ،‬ال ُق َّوة والب ْأس‪.‬‬

‫لا يسرع‪.‬‬

‫آل ٌة قديم ٌة من آلات الحصار‪ ،‬كانت ُت ْرمى بها حجار ٌة ثقيلة‬
‫على الأسوار فتهدمها‪.‬‬

‫‪223‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪223‬‬

‫ُ‬ ‫ُي ْغن ُم‬ ‫ولا‬ ‫َجري ِحهم‪،‬‬ ‫َعلى‬ ‫يُذ َّف ُف‬ ‫ولا‬ ‫أ ِسي ُرهم‪،‬‬ ‫يُقت ُل‬ ‫ولا‬
‫مالهم‪.‬‬

‫أسير البغاة ومالهم‬

‫ (ولا ُيقتــ ُل) مدبرهــم ولا مــن ألقــى ســاحه وأعــرض عــن القتــال ولا‬
‫(أ ِســي ُرهم‪ ،‬ولا ُيذ َّفــ ُف) بالمعجمــة أي لا يســرع ( َعلــى َجري ِحهــم) بالقتــل‬
‫(ولا ُي ْغنــ ُم ما ُلهــم) لقولــه تعالــى‪:‬ﱡﭐﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝﲞﱠ(‪ )1‬والفيئــة‪ :‬الرجــوع‬
‫عـن القتـال بالهزيمـة وروى ابـن أبـي شـيبة أن ع ِل ًّيـا ‪ ‬أمـر مناديـه يـوم الجمـل‬
‫فنـادى لا يتبـع مدبـر‪ ،‬ولا يذفـف علـى جريـح ولا يقتـل أسـير‪ ،‬ومـن أغلـق بابـه‬

‫فهـو آمـن‪ ،‬ومـن ألقـى سـاحه فهـو آمـن‪ ،‬ولأن قتالهـم شـرع للدفـع عـن منـع‬

‫الطاعـة وقـد زال‪.‬‬

‫ ولا يطلـق أسـيرهم ولـو كان صبيـا أو امـرأة حتـى ينقضـي الحـرب ويتفرق‬
‫جمعهـم‪ ،‬ولا يتوقـع عودهـم‪ ،‬إلا أن يطيـع الأسـير باختيـاره فيطلـق قبـل ذلـك‪،‬‬
‫وهـذا فـي الرجـل الحـر‪ ،‬وكـذا فـي الصبـي والمـرأة إن كانـا مقاتليـن‪ ،‬وإلا أطلقـا‬
‫بمجـرد انقضـاء الحـرب ويـرد لهـم بعـد أمـن شـرهم بعودهـم إلـى الطاعـة‪ ،‬أو‬
‫تفرقهـم وعـدم توقـع عودهـم ‪ -‬مـا أخـذ منهـم مـن سـاح وخيـل وغيـر ذلـك‪.‬‬

‫ ويحـرم اسـتعمال شـيء مـن سـاحهم وخيلهـم‪ ،‬وغيرهـم مـن أموالهـم‬ ‫فصل في أحكام البغاة‬
‫لعمـوم قولـه ‪َ « :‬ل َي ِحـ ُّل َمـا ُل ا ْمـ ِر ٍئ ُم ْسـلِ ٍم إِ َّل بِطِي ِب َن ْفـ ٍس ِمنْـ ُه»(‪ )2‬إلا لضرورة‬

‫كمـا إذا خفنـا انهـزام أهـل العـدل ولـم نجـد غيـر خيولهـم فيجـوز لأهـل العـدل‬

‫(‪ ) 1‬سورة الحجرات‪ .‬الآية‪.9 :‬‬
‫(‪ ) 2‬رواه البيهقي‪.‬‬

‫‪222‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ملخص الدرس (فصل في أحكام البغاة)‬

‫لغ ًة‪ :‬البغاة جمع باغ‪ ،‬والبغي‪ :‬الظلم ومجاوزة الحد‪ .‬سموا‬ ‫تعريف البغاة‪:‬‬
‫بذلك لظلمهم وعدولهم عن الحق‪.‬‬

‫وشر ًعا‪ :‬هم‪ :‬مسلمون مخالفو إمام ولو جائرا بأن خرجوا عن‬
‫طاعته بعدم انقيادهم له أو منع حق توجه عليهم كزكاة‪.‬‬

‫والأصل فيه آية‪:‬ﱡﭐ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﱠ‬ ‫الدليل‪:‬‬

‫حكم قتالهم وشروطه‪:‬‬
‫و ُي َقا َت ُل أه ُل البغ ِي وجو ًبا بثلاثة شروط‪:‬‬

‫‪َ 3‬وأ ْن َي ُكــو َن َل ُهــ ْم فــي‬ ‫‪َ 2‬وأ ْن َي ْخ ُر ُجوا َع ْن‬ ‫‪ 1‬أ ْن ي ُكونوا في َمنَ َع ِة‪.‬‬

‫خروجهــم عــن طاعــة‬ ‫َق ْب َض ِة ال ِإما ِم‪.‬‬
‫الإمــام َتأويــ ٌل َســائ ٌغ‪.‬‬

‫فصل في أحكام البغاة‬ ‫شهادة البغاة‪:‬‬
‫وتقبل شهادة البغاة لأنهم ليسوا بفسقة لتأويلهم‪.‬‬

‫‪225‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪225‬‬

‫ملخص‬
‫الدرس‬

‫فصل في أحكام البغاة‬

‫‪224‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أسئلة على فصل أحكام البغاة‬

‫س ‪ :1‬ما البغاة؟ وما شروط قتالهم؟‬
‫س ‪ :2‬ما حكم شهادة البغاة؟ وما حكم ما أتلفوه؟ ومتى يقاتلهم الإمام؟‬
‫س ‪ :3‬مـا حكـم (أخـذ أموالهـم غنيمـة ‪ -‬والتذفيـف علـى جريحهـم ‪ -‬واتبـاع‬

‫ مدبرهم ‪ -‬و إحصارهم ‪ -‬و مقاومتهم)؟‬

‫***‬

‫فصل في أحكام البغاة‬

‫‪227‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪227‬‬

‫ولا يقاتـل الإمـام البغـاة حتـى يبعـث لهـم أمينـا فطنـا إن‬ ‫متى يقاتلهم‬
‫كان البعـث للمناظـرة ناص ًحا لهم يسـألهم عمـا يكرهون‪.‬‬ ‫الإمام؟‬

‫أسير البغاة ومالهم‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫ولا يطلــق أســيرهم ولــو‬ ‫ولا ُيقتــ ُل مدبرهــم ولا‬
‫كان صبيـا أو امـرأة حتـى‬ ‫مــن ألقــى ســاحه‬
‫ينقضـي الحـرب ويتفـرق‬
‫وأعــرض عــن القتــال‬
‫جمعهـم‪.‬‬ ‫ولا أ ِسـي ُرهم‪ ،‬ولا ُيذ َّفـ ُف‬
‫( َعلـى َجري ِحهـم) بالقتـل‬
‫‪2‬‬
‫ولا ُي ْغنــ ُم ما ُلهــم‪.‬‬
‫ويحــرم اســتعمال شــيء‬
‫مـن سـاحهم وخيلهـم‪،‬‬
‫وغيرهـم مـن أموالهـم‪.‬‬

‫موقعة الجمل‪:‬‬

‫وقعة صفين‪:‬‬ ‫فصل في أحكام البغاة‬

‫معركة النهروان‪:‬‬ ‫‪226‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الجهاد‬ ‫الأهداف التعليمية لكتاب الجهاد‬

‫يتوقــع مــن الطالــب بعــد دراســة الموضوعــات الفقهيــة المضمنــة فــي كتــاب‬
‫الجهــاد أن‪:‬‬

‫ ‪ 1‬يوضح المقصود بالجهاد لغة واصطلا ًحا‪.‬‬
‫ ‪ 2‬يستنتج حكمة مشروعية الجهاد‪.‬‬

‫ ‪ 3‬يستدل بالنصوص الشرعية على مشروعية الجهاد‪.‬‬
‫ ‪ 4‬يوضح شروط الجهاد‪.‬‬

‫‪ 5‬يبين أنواع الجهاد في الإسلام‪.‬‬
‫ ‪ 6‬يفصل القول في حكم الجهاد في الإسلام‪.‬‬

‫‪ 7‬يوضح أحكام الجهاد وآدابه‪.‬‬
‫ ‪ 8‬يثبت أن الإسلام دين السلام ودفع الظلم والعدوان‪.‬‬

‫‪ 9‬يدافع عن دينه ووطنه وعرضه وماله‪.‬‬
‫‪ 10‬يستشعر فضل الجهاد في شريعة الإسلام‪.‬‬

‫‪ 11‬يشعر بعدالة الشريعة الإسلامية‪.‬‬

‫‪229‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪229‬‬

‫كتاب‬
‫الجهاد‬

‫‪228‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الجهاد‬ ‫ََووالَش َعراْقئِ ُ ُل‪،‬طوُوالج ُّذو ُكِبوارل َّي ُِةج‪،‬هاَواِدل ِّسص ُّحت ُة ِخوا َلص َّاط ٍالق‪ُ :‬اةلإَعلَسلىااُم ْل‪ِ ،‬قوتاال ُِبلل‪..‬و‪ُ...‬غ‪.،.‬‬

‫شروط وجوب الجهاد إذا كان فرض كفاية‬ ‫ ‬
‫( َو َشرائِ ُط ُوجو ِب ال ِجها ِد) حينئذ (س ُّت ِخ َصا ٍل)‪.‬‬

‫الأولى‪( :‬الإســا ُم) لقولــه تعالــى‪:‬ﱡﭐ ﱁﱂﱃﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬
‫ﱈ ﱠ(‪ )1‬فخوطـب بـه المؤمنـون‪ ،‬فـا يجـب علـى الكافـر‪.‬‬

‫(و) الثانية‪( :‬ال ُبلو ُغ)‪.‬‬

‫(و) الثالثة‪( :‬ال َع ْقـ ُل) فـا جهـاد على صبي ومجنـون لعدم تكليفهمـا ولقوله تعالى‪:‬‬
‫ﱡ ﭐﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅﲆﲇﲈﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﱠ(‪ )2‬قيــل‬
‫هـم الصبيـان لضعـف أبدانهـم وقيـل المجانيـن لضعـف عقولهـم ولأن النبـي ‪‬‬

‫« َر َّد ا ْبـ َن ُع َمـ َر َيـ ْو َم ُأ ُحـ ٍد َو َأ َجـا َز ُه فِـي ال َخنْـ َد ِق»(‪.)3‬‬

‫(و) الرابعة‪( :‬ال ُّذ ُكور َّيــ ُة) فــا جهــاد علــى امــرأة لضعفهــا ولقولــه تعالــى‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﱯﱰﱱﱲ ﱳﱴﱵ ﱠ(‪)4‬وإطــاق لفــظ المؤمنيــن ينصــرف‬
‫للرجـال دون النسـاء والخنثـى كالمـرأة ولقولـه ‪ ‬لعائشـة وقـد سـألته فـي الجهاد‬

‫« َلكِـ َّن َأ ْف َضـ ُل ال ِج َهـا ِد َحـ ٌّج َم ْبـ ُرو ٌر»(‪.)5‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة التوبة الآية‪.123 :‬‬
‫(‪ ) 2‬سورة التوبة الآية‪.91 :‬‬
‫(‪ ) 3‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬سورة الأنفال الآية‪.65 :‬‬

‫(‪ ) 5‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪231‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪231‬‬

‫كتاب‬ ‫كتاب الجهاد‬
‫الجهاد‬

‫(كتاب) أحكام (الجهاد)‬

‫تعريفه‬

‫الجهاد هو‪ :‬القتال في سبيل ال َّله‪.‬‬

‫ الدليل‪ :‬والأصــل فيــه قبــل الإجمــاع آيــات‪ ،‬كقولــه تعالــى‪:‬‬

‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱠ(‪ )1‬وقولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ(‪ )2‬وأخبـار‬
‫كخبـر الصحيحيـن‪ُ « :‬أ ْمـ ْر ُت َأ ْن ُأ َقاتِـ َل النَّـا َس َح َّتـى َي ُقو ُلـوا َل إِ ٰلـ َه إِ َّل ال َّلـ ُه» وخبـر‬

‫مسـلم‪َ « :‬ل ُغـ ْد َو ٌة َأ ْو َر ْو َحـ ٌة فِـي َسـبِي ِل ال َّلـ ِه َخ ْيـ ٌر ِمـ َن ال ُّد ْن َيـا َو َمـا فِي َهـا»‪.‬‬

‫حكم الجهاد‬
‫ وكان الجهــاد فــي عهــده ‪ ‬بعــد الهجــرة فــرض كفايــة وأمــا بعــده ‪‬‬

‫فللكفــار حــالان‪:‬‬
‫الحال الأول‪ :‬أن يكونــوا ببلادهــم‪ ،‬ففــرض كفايــة إذا فعلــه مــن فيهــم كفايــة‬

‫سـقط الحـرج عـن الباقيـن‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة البقرة الآية‪.216 :‬‬
‫(‪ ) 2‬سورة التوبة الآية‪.36 :‬‬

‫‪230‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الجهاد‬ ‫غيــره إلا بــإذن غريمــه والديــن المؤجــل لا يحــرم الســفر وإن قــرب الأجــل‪،‬‬
‫ويحـرم علـى رجـل جهـاد بسـف ٍر وغ ْيـ ِره إلا بـإذن أبويـه إن كانـا مسـلمين ولـو‬
‫كان الحـي أحدهمـا فقـط لـم يجـز إلا بإذنـه وجميـع أصولـه المسـلمين كذلـك‪،‬‬
‫ولــو وجــد الأقــرب منهــم وأذن بخــاف الكافــر منهــم لا يجــب اســتئذانه‪ ،‬ولا‬
‫يحــرم عليــه ســفر لتعلــم فــرض ولــو كفايــة كطلــب درجــة الإفتــاء بغيــر إذن‬
‫أصلـه‪ ،‬ولـو أذن أصلـه أو رب الديـن فـي الجهـاد‪ ،‬ثـم رجـع بعـد خروجـه وعلـم‬
‫بالرجــوع وجــب رجوعــه إن لــم يحضــر الصــف‪ ،‬وإلا حــرم انصرافــه‪ ،‬لقولــه‬
‫تعالـى‪:‬ﱡﭐﲺ ﲻ ﲼ ﲽﱠ(‪ )1‬ويشـترط لوجـوب الرجـوع أيضـا أن يأمـن‬
‫علـى نفسـه ومالـه ولـم تنكسـر قلـوب المسـلمين‪ ،‬وإلا فـا يجـب الرجـوع‪ ،‬بـل‬

‫لا يجـوز‪.‬‬

‫الحال الثاني‪ :‬مـن حـال الكفـار‪ :‬أن يدخلـوا بلـدة لنـا مثـا فيلـزم أهلهـا الدفـع‬
‫بالممكـن منهـم‪.‬‬

‫ ويكـون الجهـاد حينئـذ فـرض عيـن سـواء أمكـن تأهبهم لقتـال أم لـم يمكن‬
‫علـم كل مـن قصـد أنـه إن أخـذ قتـل أو لـم يعلـم أنـه إن امتنـع مـن الاستسـام‬

‫قتـل‪ ،‬أو لـم تأمـن المـرأة فاحشـة إن أخـذت‪.‬‬

‫ ومــن هــو دون مســافة القصــر مــن البلــدة التــي دخلهــا الكفــار حكمــه‬
‫كأهلهـا وإن كان فـي أهلهـا كفايـة لأنـه كالحاضـر معهـم‪ ،‬فيجـب ذلـك علـى كل‬
‫ممـن ذكـر حتـى علـى فقيـر وولـد ومدين بـا إذن مـن الأصـل‪ ،‬ويلـزم الذيـن على‬
‫مسـافة القصـر المضـي إليهـم عنـد الحاجـة بقـدر الكفايـة دفعـا لهـم وإنقـاذا مـن‬
‫الهلكـة فيصيـر فـرض عيـن فـي حـق مـن قـرب وفـرض كفايـة فـي حـق مـن بعد‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة الأنفال الآية‪.45 :‬‬

‫‪233‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪233‬‬

‫(و) الخامسة‪( :‬ال ِّصحـ ُة) فـا جهـاد علـى مريـض يتعـذر قتالـه أو تعظـم مشـقته‪.‬‬ ‫كتاب الجهاد‬

‫(و) السادسة‪( :‬ال َّطاقـ ُة َع َلـى ا ْل ِقتـا ِل) بالبـدن والمـال‪ ،‬فـا جهـاد علـى أعمـى ولا‬
‫علـى ذي عـرج بيـن ولـو فـي رجـل واحـدة لقولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬
‫ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ(‪)1‬فـا عبـرة بصـداع ووجـع ضـرس‬
‫وضعـف بصـر إن كان يـدرك الشـخص ويمكنـه اتقـاء السـاح ولا عـرج يسـير لا‬
‫يمنـع المشـي والعـدو والهـرب ولا علـى أقطـع يـد بكاملهـا أو معظـم أصابعهـا‬
‫بخـاف فاقـد الأقـل أو أصابـع الرجليـن إن أمكنـه المشـي بغيـر عـرج بيـن ولا‬
‫علـى أشـل يـد أو معظـم أصابعهـا لأن مقصـود الجهـاد البطـش والنكايـة وهـو‬
‫مفقـود فيهمـا لأن كلًّ منهمـا لا يتمكـن مـن الضـرب ولا عـادم أهبـة قتـال مـن‬

‫نفقـة ولا سـاح وكـذا مركـوب إن كان سـفر قصـر فـإن كان دونـه‪.‬‬

‫ لزمـه إن كان قـاد ًرا علـى المشـي فاضـل ذلـك عـن مؤنـة مـن تلزمـه مؤنتـه‬
‫كمــا فــي الحــج ولــو مــرض بعــد مــا خــرج أو فنــى زاده أو هلكــت دابتــه فهــو‬
‫بالخيـار بيـن أن ينصـرف أو يمضـي فـإن حضـر الوقعـة جـاز لـه الرجـوع علـى‬
‫الصحيـح إذا لـم يمكنـه القتـال‪ ،‬فـإن أمكنـه الرمـي بالحجـارة فالأصـح الرمـي‬
‫بهـا‪ ،‬ولـو كان القتـال علـى بـاب داره أو حولـه سـقط اعتبـار المـؤن‪ ،‬والضابـط‬
‫الـذي يعـم مـا سـبق وغيـره‪ :‬كل عـذر منـع وجـوب حـج كفقـد زاد وراحلـة منـع‬
‫وجـوب الجهـاد إلا فـي خـوف طريـق مـن كفـار أو مـن لصـوص مسـلمين فـا‬
‫يمنـع وجوبـه لأن الخـوف يحتمـل فـي هـذا السـفر لبنـاء الجهـاد علـى مصادمـة‬
‫المخـاوف والديـن الحـال علـى موسـر‪ ،‬يحـرم علـى رجـل سـفر جهـاد وسـفر‬

‫(‪ ) 1‬سورة النور الآية‪.61 :‬‬

‫‪232‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الجهاد‬ ‫أ ْو يُو َج َد ل ِقي ًطا في َدارِ الإسلاَ ِم‪............................................‬‬

‫وثانيهما‪ :‬مــا ذكــره بقولــه (أ ْو ُيو َجــ َد ل ِقي ًطــا فــي َدا ِر الإســ َا ِم) فيحكــم‬ ‫ ‬

‫بإسـامه تبعـا للـدار ومـا ألحـق بهـا وإن اسـتلحقه كافـر بـا بينـة بنسـبه هـذا إن‬

‫وجـد بمحـل ولـو بـدار كفـر بـه مسـلم يمكـن كونـه منـه ولـو أسـيرا منتشـرا أو‬

‫تاجـرا أو مجتـازا تغليبـا للإسـام ولأنـه قـد حكـم بإسـامه فـا يغيـر بمجـرد‬

‫دعـوى الاسـتلحاق ولكـن لا يكفـي اجتيـازه بـدار كفـر بخلافـه بدارنـا لحرمتهـا‬

‫ولـو نفـاه مسـلم قبـل فـي نفـي نسـبه لا فـي نفـي إسـامه‪.‬‬

‫***‬

‫معاني المفردات‬

‫الوليد الذي يوجد ُم ْل ًقى على الطريق لا ُيعرف َأبواه‪.‬‬ ‫ال َّل ِقي ُط‬
‫َم ْن ُأ ِخ َذ في ال َح ْر ِب و ُقبِ َض َع َل ْي ِه‪.‬‬
‫الأَ ِسي ُر‬
‫وجع في الر ْأس تختلف أسبابه وأنواعه‪.‬‬
‫َم ْن لاَ ُي ْب ِص ُر‪.‬‬ ‫ُصداع‬
‫الأَ ْع َمى‬
‫َمن أ َصابه شي ٌء في ِرجله َف َغ َم َز في َس ْي ِره‪.‬‬ ‫الأَ ْع َرج‬

‫‪235‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪235‬‬

‫‪......‬‬ ‫لأِلس َّلص َمب ِ ّقيببَِاللاإلأسلسا ِر ِمأ(لح َرس َزببميالن ُه)‪:‬وأ َدنَميُُهسَول ِ َصمغأا ََحر ُأدوأبَلاو ِيدهِِه‪.‬‬ ‫َو َم ْن‬ ‫كتاب الجهاد‬
‫َويُ ْحك ُم‬

‫من أسلم قبل الأسر‬

‫ ( َو َمـ ْن أسـل َم) مـن رجـل أو امـرأة فـي دار حـرب أو إسـام (قبـ َل الأسـ ِر)‬
‫أي‪ :‬قبـل الظفـر بـه (أحـ َر َز) أي عصـم بإسـامه (مالـ ُه) مـن غنيمـة (و َد َمـ ُه) مـن‬
‫سـفكه للخبـر المـار ( َو ِصغـا َر أولا ِد ِه) الأحـرار عـن السـبي لأنهـم يتبعونـه فـي‬
‫الإسـام والجـد كذلـك فـي الأصـح ولـو كان الأب حيـا لمـا مـر وولـده أو ولـد‬
‫ولـده المجنـون كالصغيـر ولـو طـرأ الجنـون بعـد البلـوغ لمـا مـر أيضـا ويعصـم‬

‫الحمـل تبعـا لـه‪.‬‬

‫متى يحكم للصبي الأسير بالإسلام؟‬
‫ ( َو ُي ْحك ُم لِل َّصب ِّي) أي‪ :‬للصغير ذكرا كان أو أنثى أو خنثى ( بِالإسلا ِم لسببين)‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬مــا ذكــره بقولــه (أن ُيســل َم أ َحــ ُد أ َبويــ ِه) والمجنــون وإن جــن‬ ‫ ‬

‫بعـد بلوغـه كالصغيـر بـأن يعلـق بيـن كافريـن ثـم يسـلم أحدهمـا قبـل بلوغـه فإنـه‬

‫يحكـم بإسـامه حـالا سـواء أسـلم أحدهمـا قبـل وضعـه أم بعـده قبـل تمييـزه‬

‫وقبـل بلوغـه لقولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱠ(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬سورة الطور الآية‪.21 :‬‬

‫‪234‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الجهاد‬ ‫ملخص الدرس (كتاب الجهاد)‬

‫القتال في سبيل ال َّله‪.‬‬ ‫تعريفه‪:‬‬

‫من السنة‪:‬‬ ‫دليله‪:‬‬ ‫من القرآن‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫« ُأ ْم ْر ُت َأ ْن ُأ َقاتِ َل النَّا َس َح َّتى‬
‫َي ُقو ُلوا َل إِ ٰل َه إِ َّل ال َّل ُه»‪.‬‬ ‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱠ‬

‫وقوله تعالى‪:‬ﱡﭐ ﲰ‬
‫ﲱ ﲲ ﱠ‪.‬‬

‫فرض كفاية‪.‬‬ ‫في عهد النبي‬
‫قبل الهجرة‪.‬‬
‫الحالة الأولى‪:‬‬
‫(فـرض كفايـة) إذا كان الكفار في‬ ‫حكم الجهاد‪:‬‬
‫بلادهـم‪ ،‬إذا فعلـه من فيهـم كفاية‬
‫بعد عهد النبي‪.‬‬
‫سـقط الحرج عـن الباقين‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫(فـرـرضضعيعينــ) إنذ)اإدذاخدلخاـلـكلفالركفــار‬

‫بلـدةدةلنلان‪.‬ـا‪.‬‬

‫‪237‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪237‬‬

‫كتاب الجهاد‬

‫ملخص‬
‫الدرس‬

‫‪236‬‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الجهاد‬ ‫أسئلة على كتاب الجهاد‬

‫ ‬

‫س ‪ :1‬مـا الأصـل فـي الجهـاد؟ ومـا حكمـه؟ ومـا شـروط وجـوب الجهـاد إذا‬
‫ كان فرض كفاية؟‬

‫س ‪ :2‬ب ِّين الحكم فيما يأتي مع التعليل أو ذكر الدليل‪:‬‬

‫أ الجهاد للمرأة‪.‬‬ ‫ ‬

‫ب الجهاد على ذي عرج ب ّين‪ .‬‬ ‫ ‬
‫ج الجهـاد فـي حـق مـن كان دون مسـافة القصـر مـن البلـدة التـي دخلهـا‬ ‫ ‬

‫ الكفار‪.‬‬

‫س ‪ :3‬اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين معل ًل أو مدل ًل لاختيارك‪:‬‬

‫أ مـن كانـوا علـى مسـافة القصر مـن البلدة التـي دخلهـا الكفـار فالجهاد‬ ‫ ‬
‫ فـي حقهـم (فـرض عيـن ‪ -‬فـرض كفايـة ‪ -‬فـرض عيـن فـي حـق من‬

‫ قرب وفرض كفاية في حق من بعد)‬

‫ ب أسلم ج ّد الصبي الصغير‬

‫ (يحكـم بإسـامه حـا ًل ‪ -‬يحكـم بإسـامه بعـد بلوغـه ‪ -‬لا يحكـم‬

‫ بإسلامه)‪.‬‬

‫س ‪ :4‬علل الأحكام الآتية‪:‬‬

‫أ لا جهاد على صبي ومجنون‪.‬‬ ‫ ‬

‫ب لا جهاد على امرأة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ج لا جهاد على أشل ي ٍد أو معظم أصابعها‪.‬‬ ‫ ‬

‫***‬

‫‪239‬‬ ‫المختار من الإقناع‬

‫‪239‬‬


Click to View FlipBook Version