The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

متلازمة داون حقائق وإرشادات

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by a.helal, 2019-03-14 14:24:16

متلازمة داون حقائق وإرشادات

متلازمة داون حقائق وإرشادات

‫سبق واقترحنا أن وجود أصدقاء بنفس مستوى‬ ‫هذا التقبل المجتمعي تعتمد على سلوكهم‪ ،‬فالطفل الذي‬
‫الإعاقة التعلمية وأصدقاء من ذوي متلازمة داون‪،‬‬ ‫لا يستطيع اتباع القواعد‪ ،‬أو الطفل المخرب يكون‬
‫قد يلعب دو ًرا ها ًما بشكل خاص في حياة الأطفال من‬
‫احتمال الترحيب به في الأنشطة المجتمعية أقل‪.‬‬
‫ذوي متلازمة داون‪.‬‬
‫سيحتاج الأهل إلى التأكد من حصول الأطفال على‬ ‫نطاق الصداقات خارج المدرسة‬
‫الفرصة لتكوين صداقات مع آخرين من ذوي الإعاقة‬
‫وذلك بدعوتهم للعب والبقاء على تواصل مع عائلاتهم‬ ‫دعم تكوين الأصدقاء في المجتمع‬
‫ • يحتاج الأهل أن يكونوا س ّباقين ويخططوا‬
‫ً‬
‫وإيجاد أنشطة اجتماعية تجمع أطفال من ذوي الإعاقة‬ ‫لتكوين صداقات مع أسر أخرى‪.‬‬
‫ومن العاديين‪ .‬يك ّون معظم الأهالي صداقات مع‬ ‫• يحتاج الأهل أن يبحثوا عن الأندية والأنشطة‬
‫الأسر التي لديها أطفال يعانون من الإعاقة أثناء‬
‫سنوات ما قبل المدرسة ومن المهم أن تتم المحافظة‬ ‫الترفيهية‪.‬‬
‫على هذه الصداقات مع التزام الأطفال بدوام كامل في‬ ‫ • فرص تكوين الصداقات مع الأقران من ذوي‬
‫المدرسة وخاصة عندما يتم دمجهم في المدارس العادية‪.‬‬ ‫الإعاقة والأقران الطبيعيين بنفس الأهمية وعلى الأهل أن‬
‫في كثير من المدارس الابتدائية الاعتيادية يكون‬
‫الطفل من ذوي متلازمة داون‪ ،‬هو الوحيد بمستوى‬ ‫يشجعوا الاثنين‪.‬‬
‫إعاقة التعلم الخاص به لذلك لن يجد أصدقاء من ذوي‬
‫كما سبق وأكدنا‪ ،‬فإن لفظ “الصديق” يُطلق على‬
‫الإعاقة في المدرسة‪.‬‬ ‫نطاق واسع من العلاقات مثل المعارف ورفاق اللعب‬
‫يرى المؤلفون أن من المهم لرفاه الأطفال من ذوي‬ ‫والأصدقاء المقربين‪ ،‬ويستفيد معظم الأطفال والبالغين‬
‫متلازمة داون‪ ،‬وتأقلمهم أن لا ُيرموا من الصداقات‬ ‫من نطاق واسع من العلاقات وتُظهر الدراسات أن‬
‫مع غيرهم من ذوي الإعاقة أثناء نموهم‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫الشبكات الاجتماعية من الأصدقاء والعلاقات مهمة‬
‫يكون الأصدقاء من ذوي متلازمة داون‪ ،‬أو غيرها‬ ‫ً‬
‫من إعاقات التعلم مفيدين لسببين أساسيين‪ :‬الأول‬ ‫لرفاه الأفراد العاطفي‪ ،‬فالأطفال والمراهقون الأكثر انعزال‬
‫هو الحصول على علاقات مقربة وتبادلية الدعم وحميمة‬ ‫اجتماع ًيا يكونون أكثر عرضة للاكتئاب وأقل قدرة‬
‫على التكيف مع محن الحياة الحتمية كموت أحد الأقارب‪.‬‬
‫والثاني هو حصول الطفل على الدعم لفهم إعاقته‪.‬‬ ‫حدد بعض المؤلفين أن صداقات الأطفال من ذوي‬
‫إن الهوية الذاتية وفهم التبعات طويلة الأجل‬ ‫الإعاقة مع أقرانهم العاديين هي غالبًا من النوع “المفيد”‬
‫للإصابة بمتلازمة داون‪ ،‬عملية تحدث على مدى‬ ‫‪ .‬تكوين الأصدقاء الذين سيكونون رفاق لعب دائمين‬
‫سنوات طويلة ومن تجربة المؤلفين فإن الكثير من‬ ‫أو أصدقاء مقربين يحتاج إلى الوقت‪ ،‬فالأطفال يحتاجون‬
‫الأطفال والمراهقين أكثر وع ًيا باختلافهم وإعاقتهم مما‬ ‫إلى قضاء الوقت م ًعا لتكوين الصداقات والأمر نفسه‬
‫سوا ًء أكانت الصداقات مع أطفال اعتياديين أو من ذوي‬
‫يعبرون عنه‪.‬‬
‫الإعاقة‪.‬‬

‫‪251‬‬

‫المراهقون والبالغون الصغار‬ ‫هناك بعض الأدلة التي تقترح أن دمج هؤلاء الأطفال‬
‫في المدارس الاعتيادية قد يؤدي إلى الانعزال عن مجموعة‬
‫تتصف العلاقات في سنوات المراهقة –في حالة النمو‬ ‫الصداقة هذه مما قد يحرم المراهق أو البالغ من فرصة‬
‫الطبيعي‪ -‬بازدياد الاستقلال عن الأسرة وازدياد أهمية‬ ‫الحصول على أصدقاء مقربين أو أصدقاء حميمين أو‬
‫مجموعة الأصدقاء من الأقران بنفس السن‪ .‬يكون‬ ‫شركاء في فترة المراهقة المتأخرة وبداية مرحلة البلوغ‪.‬‬
‫الشباب بشكل متزايد مجموعات الأصدقاء الخاصة‬ ‫وللحيلولة دون هذه النتيجة من المهم الحفاظ على‬
‫بهم ومن ثم الأصدقاء المقربين والشركاء أثناء بنائهم‬ ‫صداقات مع آخرين من الأطفال من ذوي متلازمة داون‪،‬‬
‫لحياتهم المستقلة‪ ،‬وتؤكد كل الدراسات التي أجريت على‬
‫المراهقين ذوي متلازمة داون‪ ،‬أن هذا لا يحدث معهم‬ ‫أثناء سنوات المدرسة الابتدائية‪.‬‬
‫بنفس السن ونفس الطريقة ويكون ذلك غال ًبا نتيجة‬
‫للتواصل المحدود وغياب مهارات السفر المستقل‪ ،‬فلا‬ ‫العلاقات مع الإخوة والأخوات‬
‫يزال المراهقون من ذوي متلازمة داون‪ ،‬معتمدين على‬
‫يلعب الإخوة والأخوات دو ًرا مه ًما في حياة الأطفال‬
‫عائلاتهم لتنظيم حياتهم الاجتماعية لهم‪.‬‬ ‫من ذوي متلازمة داون‪ ،‬لأنهم يعتمدون عليهم عادة‬
‫كرفاق للعب وأصدقاء في السنوات الأولى وفيما بعد‪،‬‬
‫مسائل هامة لجميع المراهقين‬ ‫وتشير بعض الدراسات إلى أن هناك صعوبات مشابهة أو‬
‫حتى أقل بين الإخوة والأخوات في الأسر التي بها طفل من‬
‫تزايد الاستقلال عن العائلة‪.‬‬ ‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬مقارنة بالأسر التي لا تضم طف ًل من‬
‫تزايد أهمية الأصدقاء‪.‬‬
‫ذوي الإعاقة‪.‬‬
‫التأقلم مع مرحلة البلوغ جسد ًيا‪.‬‬ ‫جاء في إحدى الدراسات أن ‪ % 2‬فقط من الأمهات‬
‫اختيار طريقة الحياة‪.‬‬ ‫اللاتي لديهن طفل من ذوي متلازمة داون‪ ،‬يشتكين من‬
‫مخاوف ملحوظة حول العلاقات بين الأخوة والأخوات‪،‬‬
‫العمل في اتجاه التوظيف‪.‬‬ ‫مقارنة بنسبة ‪ % 19-13‬من الأمهات في العائلات المقارنة‪.‬‬
‫بناء الهوية الذاتية‪.‬‬ ‫يذكر الأهالي عادة أن أطفالهم الآخرين قد أصبحوا‬
‫أكثر تسام ًحا وتفه ًما للآخرين نتيجة وجود أخ أو أخت‬
‫العمل في اتجاه اتخاذ أدوار البالغين‪.‬‬
‫َّ‬
‫المراهقة هي الوقت الذي يحدث فيه تغيير كبير لكل‬ ‫من ذوي متلازمة داون‪ ،‬إلا أن التأثير على الآخرين في‬
‫الشباب‪ ،‬من حيث النمو الجسدي والعقلي ونمو الأجسام‬ ‫الأسرة يختلف حسب مستوى الصعوبات التي يعاني منها‬
‫البالغة جسديًا وجنس ًيا‪ ،‬ومن حيث التوجه نحو اتخاذ‬ ‫الطفل من ذوي متلازمة داون‪ ،‬ومواقف الأهل وكيفية‬
‫أدوار ومسؤوليات البالغين في المجتمع ومن حيث تحمل‬ ‫تعاملهم مع المتطلبات‪ .‬وقد أظهرت الدراسات أنه عندما‬
‫مسؤوليات أكبر عن الأنشطة الاجتماعية وأنشطة‬ ‫تكون الأسرة في صراع وتعاني من ضغط نفسي كبير‪،‬‬

‫الترفيه والخيارات الحياتية‪.‬‬ ‫تظهر علامات القلق على كل الأبناء‪.‬‬

‫‪252‬‬

‫الهوية الذاتية والصداقات‬ ‫تحدث التغيرات الجسدية عند الشباب ذوي‬
‫متلازمة داون‪ ،‬في نفس وقت حدوثها عند المراهقين‬
‫في سنوات المراهقة يزداد وعي الأشخاص بذاتهم‬ ‫ذوي النمو الطبيعي‪ ،‬وهم يتأقلمون مع نفس التغيرات‬
‫ويزداد وعي الأشخاص من ذوي متلازمة داون‪،‬‬ ‫في البلوغ الجنسي ومعظمهم يتأقلم جي ًدا‪ ،‬إلاَّ أن فرصة‬
‫بإعاقتهم وخاصة في وسط المراهقة وأواخرها عندما‬ ‫الحصول على صديق حميم أو صديقة حميمة تتأخر كما‬
‫يجدون أن أصدقاءهم في المدرسة أو إخوانهم وأخواتهم‬ ‫يبدو حتى أواخر فترة المراهقة وأوائل مرحلة البلوغ‬
‫عند معظم الشباب ذوي متلازمة داون‪ .‬ولا يزال من‬
‫ً‬ ‫غير الواضح مدى ارتباط ذلك بتوقعات المحيطين بهم‬
‫يقضون وقتا خارج البيت‪ ،‬ويذهبون إلى النوادي‬ ‫والفرص التي ينالونها للتعرف على الآخرين أو مدى‬
‫ويتعلمون قيادة السيارة‪ ،‬ويحصلون على وظائف‬ ‫ارتباط ذلك بتأخر النضوج الاجتماعي‪ .‬مع حلول‬
‫ويتركون المنزل‪ .‬يعلم معظم المراهقين ذوي متلازمة‬ ‫نهاية فترة المراهقة يتمكن الكثير من المراهقين من‬
‫داون‪ ،‬جي ًدا أن هذه الأمور لن تحدث معهم بنفس‬ ‫تحديد الأصدقاء المقربين والأصدقاء الحميمين‪ ،‬وغال ًبا‬
‫الطريقة‪ ،‬فهناك الكثير من القضايا التي تتم مناقشتها‬ ‫ما تجد الأسر أن رغبات المراهقين الصريحة بالزواج‬
‫في نماذج المراهقة لكن يمكن القول إن على الأهل أن‬ ‫والأطفال أو بالعيش في منزل خاص بهم غير واقعية‬
‫يعلموا أهمية الأصدقاء المقربين في هذه المرحلة خاصة‬ ‫ويصعب التعامل معها ولكن هؤلاء الشباب يتخذون‬
‫البالغين الآخرين من حولهم كقدوة لهم وما لم يناقشهم‬
‫ممن يمرون بنفس التجارب بسبب الإعاقة أي ًضا‪.‬‬ ‫أحد بتبعات إعاقتهم بصدق سيستمرون في توقعاتهم‬
‫تشير دراسات المؤلفين وغيرهم أن من المهم الاشتراك‬ ‫هذه‪ .‬لكن الكثير من توقعاتهم حول الحياة كبالغين‬
‫في الأندية والنشاطات التي تمنح المراهقين الفرصة‬ ‫والاستقلال ليست غير واقعية بشكل كامل ويمكن‬
‫لمقابلة الأصدقاء من ذوي الاعاقة‪ ،‬حتى يتمكنوا من‬
‫إيجاد التفهم والدعم المتبادل الذي ينشأ من المواقف‬ ‫ً‬
‫المتشابهة وذلك كي يك ّونوا صداقات وعلاقات مقربة‬ ‫تحقيقها في وجود الدعم‪ ،‬فيمكنهم مثل تحقيق العيش‬
‫وتبادلية المنفعة‪ .‬قد يكون هذا أسهل عندما يذهب‬ ‫المستقل وحتى امتلاك منزل والحصول على شريك الحياة‬
‫المراهقون إلى مدارس خاصة بذوي الإعاقات حيث‬ ‫وإيجاد فرصة عمل‪ .‬في حال أثار الشباب موضوع الأبوة‬
‫يزيد احتمال الذهاب إلى أندية وأنشطة خاصة مع‬ ‫أو الأمومة لابد أن تتم مناقشة ذلك بكل صراحة‬
‫أصدقاء المدرسة‪ .‬قد يحتاج أهالي المراهقين المسجلين في‬ ‫مع مناقشة جميع التعقيدات والقضايا الأخلاقية التي‬
‫يثيرها هذا الموضوع‪ .‬والثقافة الجنسية حق مكفول‬
‫المدارس الاعتيادية إلى السعي وراء هذه الفرص‪.‬‬
‫يلاحظ الكثير من أهالي الأفراد ذوي متلازمة‬ ‫لجميع الأفراد احترا ًما لحقوقهم كبالغين‪.‬‬
‫داون في أواخر المراهقة وبداية البلوغ خطر الانعزال‬
‫الاجتماعي والحاجة المستمرة للتأكد أن أبناءهم‬

‫ً‬
‫يملكون الفرصة فعل لإيجاد الأصدقاء وذلك من خلال‬
‫تنظيم الأندية والاحتفالات وإيجاد أنشطة الترفيه‬

‫والدعم‪.‬‬

‫‪253‬‬

‫تأخرها الملحوظ في اللغة والمهارات المعرفية وفقدها‬ ‫العلاقات داخل الأسرة‬
‫لمهارات القراءة والحساب كل ًيا‪ .‬استمرت روبرتا لتصبح‬
‫واثقة ومستقلة إلى حد ما كبالغة‪ ،‬وأظهرت باستمرار أن‬ ‫يستمر معظم صغار السن من ذوي متلازمة داون‪،‬‬
‫لديها احتياجات عاطفية واجتماعية ملائمة لسنها مثل‬ ‫في كونهم اجتماعيين ويحافظون على علاقات جيدة إلى‬
‫الحاجة للخصوصية والحصول على منزل منفصل عن‬ ‫حد ما مع الآخرين أثناء سنوات المراهقة‪ ،‬ومن حيث‬
‫أهلها والحق في اتخاذ قراراتها بنفسها والحاجة للحصول‬ ‫الصعوبات السلوكية عادة ما يصبح التعامل مع الشباب‬
‫على فرص التعليم والعمل والأنشطة الترفيهية والأصدقاء‬ ‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬مع تقدمهم في العمر‪ ،‬فيتكيف‬
‫والعلاقات المقربة‪ .‬تمكنت من إظهار هذه الاحتياجات‬ ‫معظم الصغار مع البلوغ دون صعوبات تُذكر وقد‬
‫الملائمة لسنها من خلال تمتعها بفرصة اختبار هذه‬ ‫يُظهرون صعوبات أقل في العلاقات أثناء مرحلة المراهقة‬
‫الاحتياجات بالعيش المدعوم في المجتمع‪ .‬وعلى القدر‬ ‫المبكرة مقارنة بالمراهقين الاعتياديين‪ ،‬إلاَّ أن صعوبات‬
‫الذي يمكن تقييمه بملاحظة سلوكها وثقتها بنفسها‬ ‫التأقلم تشكل أحيانًا مشكلة أثناء سنوات المراهقة والتي‬
‫يتضح أن حسها بالهوية الذاتية وتقدير الذات قد تغيرا‬ ‫قد ترجع إلى تزايد وعي المراهق بحقيقة وجود متلازمة‬
‫إيجابًا بسبب تجاربها من خلال السماح لها بل وتشجيعها‬ ‫داون لديه‪ ،‬وبالمعوقات التي ستسببها هذه الحالة في‬
‫على أن تكون شخ ًصا بال ًغا رغم أنها لن تكون قادرة على‬ ‫الحياة كبالغين‪ .‬يمر بعض الشباب بمرحلة من اليأس‬
‫التعبير عن ذلك بالكلمات‪ .‬تعلمت روبرتا السلوكيات‬ ‫أو الانعزال ويمر آخرون بمرحلة من السلوك الصعب أو‬
‫المناسبة بتقليد الآخرين ومن خلال التجربة‪ ،‬أي من‬ ‫العدواني حيث يكونون عادة غير قادرين على مناقشة‬
‫مشاعرهم مع أصدقائهم أو أسرهم‪ ،‬ومن المهم مساعدة‬
‫خلال المراقبة والمشاركة‪.‬‬
‫يجب التأكيد على ضرورة الاعتراف بأن الشاب‬ ‫ً‬
‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬لديه الحق في أن يصبح شخ ًصا‬ ‫المراهق على تقدير ما يستطيع فعله بدل من الخوض في‬
‫بال ًغا‪ ،‬وهذه عادة هي الخطوة الأصعب‪ ،‬حتى بالنسبة‬
‫للأهل الذين كانوا نشيطين في المحاربة من أجل‬ ‫الاختلافات وذلك لبناء تقديرهم لذواتهم‪.‬‬
‫الدمج في التعليم والعمل‪ .‬الشخص البالغ لديه الحق‬ ‫الكثير من الشباب أكثر وع ًيا بحالتهم مما هو متوقع‪،‬‬
‫في الحصول على نطاق كامل من علاقات البالغين إلى‬ ‫ومع حدوث التغيرات في مرحلة البلوغ يُظهر الكثير من‬
‫العيش باستقلالية إلى الحصول على نطاق من الفرص‬ ‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬اهتما ًما ملائ ًما لعمرهم وبثقافة‬
‫الاجتماعية في المجتمع‪ .‬يعرف معظم البالغين ذوي‬
‫متلازمة داون‪ ،‬أصدقاءهم المقربين ح ًقا بأنهم آخرون‬ ‫ً‬
‫بمستويات مشابهة من القدرة والاهتمامات –كما‬ ‫المراهقة‪ .‬فمثل روبرتا أرادت أن ترتدي الجينز إلى‬
‫يفعل معظم الناس‪ -‬كما أنهم يختارون عادة الشركاء‬ ‫المدرسة وتركب الباص مع الأولاًد منذ عمر الثلاثة‬
‫عشر عا ًما أي عندما وصلت مرحلة البلوغ‪ ،‬كما كانت‬
‫بنفس الاحتياجات‪.‬‬ ‫تعرف كل المغنيين المشهورين وأبرز فرق كرة القدم‬
‫وأنشطة نجوم برنامج ‪ ،SOAP STAR‬أي أنها كانت‬
‫تتصرف كمراهقة وتُظهر أن لديها نفس الاحتياجات‬
‫العاطفية والاجتماعية كالآخرين من نفس عمرها رغم‬

‫‪254‬‬

‫صداقات على كل المستويات‪ ،‬سيحتاج المعلمون والأهل‬ ‫العلاقات في المدرسة‬
‫أن يخلقوا هذه الفرص‪ ،‬وتُظهر دراسات المؤلفين أن‬
‫تشجيع النمو الاجتماعي عند المراهقين‬
‫ً‬
‫تسجيلهم في المدرسة يؤثر فعل على الصداقات‪ ،‬فيملك‬ ‫معرفة أن الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية‬
‫المراهقون الذين يدرسون في مدارس خاصة عادة أصدقاء‬ ‫ملائمة للسن‪.‬‬
‫أكثر من ذوي الإعاقة وتواصل أقل مع الأقران الطبيعيين‪،‬‬
‫بينما يكون العكس هو الصحيح عند المراهقين الذين‬ ‫تشجيع الاستقلال في العناية بالنفس‪.‬‬
‫تشجيع الاستقلال عمل ًيا في المجتمع‪.‬‬
‫يدرسون في المدارس الدامجة‪.‬‬
‫في دراسة حديثة‪ُ ،‬طلب فيها من الشباب ذوي‬ ‫دعم التطوير المستمر للكلام واللغة‪.‬‬
‫متلازمة داون‪ ،‬وأهلهم ومساعدي دعم التعلم عن‬
‫الصداقات‪ ،‬اتضح أن هؤلاء الشباب لديهم مفاهيم‬ ‫تقديم الثقافة الجنسية المناسبة والإرشاد‬
‫واضحة ومناسبة عن الصداقات وأنهم وصفوا أنشطة‬ ‫حول السلوك الجنسي‪.‬‬
‫ملائمة لعمرهم ليشاركوا فيها الأصدقاء‪ ،‬وشملت هذه‬
‫الأنشطة لعب الرياضة ولعب ألعاب الحاسوب ومشاهدة‬ ‫توفير فرص لتكوين صداقات مختلفة‪.‬‬
‫التلفاز أو الفيديوهات والاستماع إلى الموسيقى والجلوس‬
‫م ًعا للحديث والخروج لتناول الطعام والذهاب إلى‬ ‫توفير فرص للحصول على نطاق من الأنشطة‬
‫السينما‪ .‬استطاع معظم الشباب ذكر اسم صديق واحد‬ ‫الاجتماعية والترفيهية‪.‬‬
‫على الأقل وأشار معظمهم أنهم يرغبون في المزيد من‬
‫الأصدقاء‪ .‬كان بعض هؤلاء المراهقين يدرسون في مدراس‬ ‫تشجيع الأهداف الواقعية‪.‬‬
‫اعتيادية من “المدارس المدعومة بالموارد” حيث كان فيها‬
‫قاعدة موارد لذوي الإعاقة وكانت تضم عد ًدا من الصغار‬ ‫توفير الدعم لفهم تبعات الإصابة بمتلازمة‬
‫الذين يعانون من إعاقات في التعلم وكان بقية المراهقين‬ ‫داون‬
‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬مدموجين في مدارس اعتيادية‬
‫محلية بشكل فردي وفي صفوف ملائمة لأعمارهم‪ .‬ذكر‬ ‫معرفة حق ذوي متلازمة داون‪ ،‬في أن‬
‫المراهقون من المدارس “المدعومة بالموارد” وجود أصدقاء‬ ‫يكونوا بالغين واحترام هذا الحق‪.‬‬
‫أكثر وقد يكون السبب في ذلك توفر فرصة أكبر للقاء‬
‫الكثير من القضايا التي نوقشت بخصوص الصداقات‬
‫آخرين بنفس الحالة‪.‬‬ ‫داخل وخارج المدرسة في قسم سنوات المدرسة الابتدائية‬
‫ذكر كل العاملين أن المراهقين استطاعوا تكوين‬ ‫تنطبق على سنوات المدرسة الثانوية‪ .‬يحتاج دمج المراهقين‬
‫صداقات بسهولة أكبر مع أقرانهم من ذوي الإعاقة كما‬ ‫اجتماع ًيا داخل وخارج المدرسة على التخطيط والدعم‪.‬‬
‫ذكروا أن أقرانهم غير المعاقين كانوا داعمين غال ًبا وطيبين‬ ‫يملك الكثير من المراهقين ذوي متلازمة داون‪ ،‬الذين‬
‫يدرسون في المدارس الاعتيادية أصدقاء وهم مندمجون‬
‫اجتماع ًيا‪ ،‬إلاَّ أن بعضهم يعاني من صعوبات ملحوظة‬
‫وأصبحوا منعزلين اجتماع ًيا‪ ،‬فيمكن أن يؤثر كل من‬
‫المزاج والشخصية والسلوك والقدرات اللغوية للشاب على‬

‫ثقته الاجتماعية واندماجه الاجتماعي‪.‬‬
‫حتى يتمكن الشباب من الحصول على فرص لتكوين‬

‫‪255‬‬

‫من أن المراهقين يبدأون المحادثة بشكل أقل من أقرانهم‬ ‫ومساندين ولكن يبدو أن “الصداقة المتكافئة” كانت‬
‫الطبيعيين إلاَّ أنهم يشاركون في المحادثات الاجتماعية‬ ‫صعبة بسبب اختلاف الاهتمامات والقدرات‪.‬‬

‫كغيرهم‪.‬‬ ‫في المدرسة‪ ،‬ذكر العاملون وجود الحاجة للدعم من‬
‫قد يكون الاعتماد على البالغين لدعم الدمج‬ ‫البالغين لدمج الشباب ذوي متلازمة داون‪ ،‬في الدروس‬
‫الاجتماعي نتيجة الدعم الزائد من البالغين للطفل منذ‬ ‫والاستراحات وأوقات الغداء‪ ،‬فمعظم هؤلاء الشباب‬
‫سنوات الدراسة الأولى أي أن دعم البالغين الزائد ربما منع‬ ‫لم يكونوا يختارون شركاء لهم أو يدمجون أنفسهم في‬
‫الطفل من تعلم الطريقة الطبيعية للتفاعل مع الأطفال‬ ‫المجموعات‪ ،‬وكانوا يشاركون في الحديث أحيانًا ولكن‬
‫الآخرين وربما منع الأطفال الآخرين من دمج الطفل‬
‫ناد ًرا ما يبدأونه‪.‬‬
‫ومصادقته بصورة طبيعية‪.‬‬ ‫ذكر الأهل أن من الصعب عادة أن تستمر صداقات‬
‫هناك حاجة لإجراء دراسات بحثية طولية لتعميق فهمنا‬ ‫المدرسة وتنتقل خارجها لأن الأصدقاء كانوا يعيشون في‬
‫بالمهارات الاجتماعية ومهارات الصداقة عند الأطفال‬ ‫مناطق بعيدة ج ًدا‪ .‬شارك الشباب في الأنشطة الترفيهية‬
‫والمراهقين ذوي متلازمة داون‪ ،‬وخاصة دور طرق دعم‬ ‫في البيت مثل الاستماع إلى الموسيقى والهوايات ومشاهدة‬
‫البالغين في التأثير على تقدمهم في ظروف الدمج في المدارس‪.‬‬ ‫التلفاز‪ .‬وتتشابه هذه التقارير عن أنشطة الترفيه المنفردة‬
‫مع الدراستين اللتين أجراهما المؤلفـــــون عـــن‬
‫مهارات اللعب والترفيه‬ ‫المراهقين‪ .‬وجد الأهل أن من المفيد توفير فرص ترفيه‬
‫سنوات ما قبل المدرسة‬ ‫منظم للشباب في المجتمع وخاصة في الإجازات من‬
‫المدرسة وكان معظم الأهالي قلقين بخصوص حياة أبنائهم‬
‫من الواضح أن قدرة الأطفال على شغل أنفسهم‬ ‫الاجتماعية ولاحظوا أن وجود المزيد من الأصدقاء‬
‫بأنشطة لعب أو ترفيه ترضيهم مهم لنموهم‪ ،‬فإن لم‬
‫يكن الطفل قاد ًرا على الحصول على المتعة من اللعب‬ ‫والأنشطة مفيد لهم‪.‬‬
‫بالألعاب أو الأنشطة المختلفة سيسعى غال ًبا للحصول‬ ‫قد تُعزى أنماط الصداقة والمحادثة المذكورة في هذه‬
‫على انتباه البالغين أو يلجأ مع الوقت للاستمتاع‬ ‫الدراسة إلى مهارات التحدث واللغة عند المراهقين ذوي‬
‫بالأنشطة السلبية التي يوفرها التلفاز أو جهاز أشرطة‬ ‫متلازمة داون‪ ،‬فمعظم هؤلاء المراهقين لا يتمتعون بمهارة‬
‫الفيديو وسيتخلف عن تجارب التعلم ذاتية التحفيز‪.‬‬ ‫الحديث بسلاسة ووضوح‪ ،‬وربما لاحظوا أنهم عندما‬
‫يلعب المزاج والانتباه والقدرة الفكرية دو ًرا في قدرة‬ ‫يبدأون الحديث لا يكونون مفهومين دائ ًما‪ .‬ولكن‬
‫الأطفال على الاستمرار باللعب‪ .‬يمكن أن يكون‬ ‫إن شاركوا في محادثة بعد اختيار الموضوع يكون فهمهم‬
‫بعض الأطفال (مثل الذين تكون فترة انتباههم‬ ‫أسهل‪ ،‬أي أن عدم بدء الحديث قد يكون إستراتيجية‬
‫محدودة أو يسهل إلهاؤهم أو يكونون زائدي النشاط‬ ‫فعالة طالما أن المراهق يشارك في المحادثة بعد بدئها‪ .‬وهناك‬
‫والحركة) أكثر ضع ًفا وبحاجة لمزيد المساعدة ليتعلموا‬ ‫بعض الأدلة على أن هذا هو الواقع فقد أشارت دراسة أخرى‬
‫عن التفاعلات الاجتماعية في ظروف الدمج أنه بالرغم‬
‫كيف يشغلون أنفسهم‪.‬‬

‫‪256‬‬

‫قد يحتاج بعض الأطفال من ذوي متلازمة داون‪،‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬تشير الدراسات إلى أن الكثير من الأطفال‬
‫إلى الدعم أكثر من الأطفال الطبيعيين لتعلم كيفية‬ ‫من ذوي متلازمة داون‪ ،‬يطورون مهارات لعب جيدة‬
‫اللعب‪ ،‬فقد يكونون أبطأ في استكشاف الألعاب‬ ‫مثل ألعاب التمثيل‪ ،‬وأن مهاراتهم في اللعب تكون عادة‬
‫وتطوير أنشطة اللعب بأنفسهم‪ .‬قد يكون الدعم بأن‬ ‫بمثل جودة مهارات الأطفال الآخرين أو حتى أفضل من‬
‫تريهم ما يمكنهم فعله باللعبة وتبادل الأدوار في اللعب‬ ‫الأطفال الآخرين نفس عمر النمو سواء أكانوا يعانون من‬
‫باللعبة حتى يروا إمكانيات اللعب فيها‪ .‬قد يعيق التأخر‬
‫في نمو المهارات الحركية الدقيقة عندهم من قدرتهم على‬ ‫إعاقات في النمو أم لا‪.‬‬
‫التحكم بالألعاب أو اللعب بألعاب البناء مثل الليغو‪.‬‬ ‫َّ‬
‫عند تشجيع اللعب‪ ،‬حاول أن تتبع الطفل وتمدد‬
‫فترة لعبه (نظرية السقالات)‪ ،‬وعند مساعدة الأطفال‬ ‫إلا أن جميع مهارات اللعب ستتأثر بتأخر نمو المهارات‬
‫تجنب أن تكون شديد التوجيه وأن تكون دائ ًما من‬ ‫الحركية كما ذكرت ‪ ANNE JOBLING‬في مراجعة‬
‫يبدأ وينظم اللعب لأن هذا قد يقلل قدرتهم على التوجيه‬ ‫حديثة في المجال‪ .‬يحتاج الأطفال إلى المهارات الحركية‬
‫الدقيقة للتعامل مع الألعاب والألغاز وألعاب التركيب‬
‫ً‬ ‫والبناء بينما تؤثر المهارات الحركية الكبرى على القدرة‬
‫الذاتي للعب مع الوقت بدل من تشجيعه‪.‬‬ ‫على الانضمام في الألعاب النشطة مثل اللعب في المتنزه‬
‫قد تحتاج ألعاب التظاهر (التخيل) مع العرائس‬ ‫أو الألعاب الاجتماعية في الملعب‪ .‬رغم التأخر‪ ،‬يشير‬
‫والسيارات إلى نمذجة لمساعدة الطفل في بدء المشاركة‬ ‫الباحثون أن لعب الرضع ذوي متلازمة داون‪ ،‬يتطور‬
‫في مثل لهذه الألعاب‪ .‬تزيد الألعاب المتشاركة مثل‬ ‫بنفس طريقة تطوره عند الأطفال الآخرين ولكن قد‬
‫اللعب بالألعاب وقراءة الكتب م ًعا من قدرة الأطفال على‬ ‫يكون هناك ميل للعب السلبي واللعب المتكرر أي‬
‫الجلوس بثبات والانتباه‪ .‬تعلم الطفل اللعب والمشاركة‬ ‫تكرار نفس الحركات والأنشطة ووجود مجال صغير من‬
‫في الأنشطة الممتعة بنفسه هو مهارة حياتية مهمة‪ ،‬ومع‬
‫تقدم الأطفال من ذوي متلازمة داون‪ ،‬بالعمر يجد الكثير‬ ‫الحركات في اللعبة‪.‬‬
‫منهم المتعة في الرسم والتلوين وأنشطة الكتابة‪.‬‬
‫يعتبر اللعب مع الأطفال الآخرين مهم لنمو الأطفال‬ ‫تشجيع مهارات اللعب المبكرة‬
‫اجتماع ًيا حيث يتعلمون عن العلاقات والتعاون‬
‫في اللعب الاجتماعي‪ ،‬وفي ألعاب التخيل أو التظاهر‬ ‫إعطاء الرضع والأطفال الصغار وق ًتا للعب‪.‬‬
‫الاجتماعية يمثل الأطفال أدوار البالغين كما يعتبر أن‬ ‫المشاركة معه كرفاق في اللعب وتوضيح‬
‫اللعب الاجتماعي يساهم في تزايد فهم الأطفال لأنفسهم‬ ‫كيف يلعب وأخذ الأدوار في أنشطة اللعب‪.‬‬
‫وهويتهم الذاتية‪ .‬يشارك بعض الأطفال من ذوي متلازمة‬ ‫تشجيع الأنشطة المتشاركة مثل قراءة الكتب‪.‬‬
‫داون‪ ،‬في الألعاب الاجتماعية وألعاب التظاهر مع‬
‫الأطفال الآخرين في البيت وفي المدرسة ولكن يحتاج‬ ‫تشجيع ألعاب التمثيل وإيضاحها‪.‬‬
‫تشجيع أنشطة اللعب الجماعية‪.‬‬
‫تشجيع مهارات الأنشطة الترفيهية مثل‬

‫السباحة والرقص‪.‬‬

‫‪257‬‬

‫في سنوات المدرسة الابتدائية‪ ،‬تتزايد أهمية اللعب مع الأطفال‬ ‫آخرون المساعدة للقيام بذلك مثل الطلب من‬
‫الآخرين‪ ،‬ونوقشت بعض القضايا المتعلقة بهذا الموضوع ساب ًقا‬ ‫الأطفال الآخرين التفكير في طرق لدمجهم والدعم‬
‫الحساس من البالغين لتسهيل مثل هذه الألعاب‪.‬‬
‫عندما تحدثنا عن صداقات الأطفال‪ .‬يطور بعض الأطفال من‬ ‫يمكن أن تبدأ الرياضات والأنشط الترفيهية‬
‫كالسباحة والرياضة البدنية والرقص وكرة القدم‬
‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬مهارات جيدة في لعب التظاهر‪ ،‬ويمكنهم‬ ‫في سنوات ما قبل المدرسة فتعود بالنفع على‬
‫الصحة واللياقة وتزيد فرص الدمج الاجتماعي مع‬
‫المشاركة في اللعب التعاوني مع الأطفال الآخرين ولكن البعض‬ ‫الأطفال الآخرين‪ .‬كثير من الأطفال الذين يجدون‬
‫الألعاب الهادئة بالألعاب غير مرضية أو ممتعة‬
‫الآخر يجدون صعوبة في ذلك‪ .‬لتشجيع الدمج في ساحة الملعب‬ ‫يستمتعون بالأنشطة الجسدية كلعب كرة القدم‬

‫في سنوات الدراسة الأولى‪ ،‬من المهم تحديد الألعاب المنتشرة‬ ‫والسباحة‪.‬‬
‫حاليًا أي الألعاب الشائعة وألعاب الأقران والتأكد من معرفة‬
‫سنوات الدراسة الابتدائية‬
‫الطفل ذي متلازمة داون‪ ،‬لهذه الألعاب‪.‬‬ ‫تشجيع اللعب في سنوات‬

‫بالإضافة إلى مهارات اللعب أصبحت مهارات الترفيه مهمة‬ ‫المدرسة‬

‫بشكل متزايد في توفير الفرص للأنشطة الاجتماعية والدمج‬ ‫استمر بتشجيع الانشغال الذاتي‬
‫الاجتماعي‪ ،‬فإن كان الطفل أو الشاب قاد ًرا على السباحة أو لعب‬ ‫واللعب المنفرد‬

‫كرة القدم أو الرقص أو لعب البولينغ أو ممارسة الرياضة البدنية‬ ‫•استمر في تطوير المهارات الترفيهية‬
‫ً‬ ‫كالسباحة وكرة القدم والرياضة البدنية‬
‫النادي‬ ‫وأنشطة‬ ‫الألعاب‬ ‫من‬ ‫الاستفادة‬ ‫على‬ ‫قاد ًرا‬ ‫سيكون‬ ‫مثل‪،‬‬
‫والرقص‪.‬‬
‫في الحياة كبالغين‪.‬‬
‫حاول إيجاد أندية وأنشطة في‬
‫المهارات الرياضية مفيدة للصحة واللياقة والتطور الحركي‬ ‫المجتمع‪.‬‬

‫بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي والتعلم الاجتماعي والصداقات‬ ‫ادعم اللعب الاجتماعي مع نطاق متنوع‬
‫من الأصدقاء‪.‬‬
‫من الطفولة الأولى حتى البلوغ‪ ،‬كما توفر المهارات الرياضية‬
‫فر ًصا للصداقات مع الأقران العاديين وذوي العلاقة‪.‬‬ ‫قد يحتاج الدمج في اللعب مع الأقران‬
‫العاديين إلى الدعم والتخطيط‪.‬‬
‫سنوات المراهقة‬
‫شجع أنشطة اللعب الدامج التي‬
‫تظهر الدراسات أن الاهتمامات الترفيهية عند المراهقين ذوي‬ ‫يجيدها الطفل من ذوي متلازمة داون‪.‬‬

‫متلازمة داون‪ ،‬مشابهة لاهتمامات جميع المراهقين‪ ،‬فهم على دراية‬ ‫في سنوات المراهقة‪ ،‬شجع اهتمامات‬
‫الترفيه المناسبة للعمر‪.‬‬
‫بفرق كرة القدم أو كرة السلة والفرق الغنائية المشهورة ونجوم‬
‫‪258‬‬
‫التلفاز ومسلسلات التلفاز المنتشرة‪ .‬يستمتع معظم المراهقين‬

‫بحفلات الرقص وتوفر الفرصة للرقص بالإضافة إلى الأنشطة‬

‫المجتمعية مثل البولينغ والذهاب إلى السينما أو المسرح‪ ،‬ومثل‬
‫معظم الناس الآخرين فهم يستمتعون أي ًضا بفرص تناول الطعام‬
‫خار ًجا في المطاعم أو الذهاب لتناول المشروبات والمشاركة في‬

‫لعبة سنوكر في النادي‪.‬‬

‫هو الآتي‪:‬‬ ‫غالبًا ما يحتاج المراهقون إلى دعم الأهل وتشجيعهم‬
‫الفهم الاجتماعي والتعاطف والتفاعل هي أهم ثلاث‬ ‫لتطوير حياتهم الاجتماعية‪ ،‬حيث إن عدداً قليلاً منهم‬
‫لديهم مهارات السفر المستقل للخروج في المجتمع دون‬
‫نقاط قوة من الطفولة حتى البلوغ‪ .‬‬ ‫دعم‪ ،‬وهم في خطر قضاء وقت أطول في الأنشطة المنفردة‬
‫من المتوقع للسلوك الاجتماعي أن ي ُشابه سلوك الأطفال‬
‫وصغار السن الآخرين خلال المراحل المشابهة لنمو اللغة‬ ‫مثل مشاهدة التلفاز أو الفيديو من المراهقين العاديين‪.‬‬
‫تصبح منافع الأنشطة الرياضية أوضح في سنوات المراهقة‪،‬‬
‫والمعرفة‪.‬‬ ‫وركز العديد من المؤلفين على فوائد الرياضة للشباب من‬
‫يكون السلوك الاجتماعي للأطفال ذوي متلازمة داون‪،‬‬ ‫ً‬
‫بالغالب أفضل من سلوك الأطفال الذين يُعانون من تأخ ٍر في‬ ‫ذوي متلازمة داون‪ .‬تقدم حركة “الأولمبيات الخاصة” مجال‬
‫النمو لأسبا ٍب أخرى‪ ،‬ففي عائلات الأطفال من ذوي متلازمة‬ ‫ق ّي ًما من الخبرات الاجتماعية للشباب في الكثير من الدول‬
‫داون‪ ،‬يكون التوتر أقل من ذلك الموجود في العائلات التي‬ ‫مع الأقران العاديين وذوي الإعاقة‪ .‬يتوفر مجال من الأنشطة‬
‫الترفيهية والرياضية في كل المجتمعات من السباحة والسنوكر‬
‫تُقارن بين أطفالها‪.‬‬ ‫والرقص والبولينغ إلى كرة القدم والرياضات التي تحتاج إلى‬
‫يتأثر السلوك الاجتماعي بالعوامل ذاتها التي تُؤثر‬ ‫مهارات خاصة‪ .‬يمكن أن تكون الأنشطة الرياضية مهمة‬
‫بالأطفال الآخرين وهي‪ :‬مزاجهم وشخصياتهم ولغتهم‬ ‫أي ًضا للصحة واللياقة في سنوات المراهقة حيث إن هناك ميلاً‬
‫وقدراتهم المعرفية وعلاقاتهم العاطفية والبيئة العائلية‬
‫ً‬
‫وأساليب الأهل وتوقعاتهم‪.‬‬ ‫عاما لأن يصاب الشباب بالبدانة بعد البلوغ‪.‬‬
‫وجدت عدة دراسات أن المراهقين والبالغين من ذوي‬
‫متلازمة داون‪ ،‬يتحدثون إلى أنفسهم‪ ،‬ويمكن أن يخدم‬
‫هذا التحدث مع النفس عدة وظائف مثل “المساعدة في‬
‫التخطيط والممارسة لتصرفات بديلة ومراجعة الأفكار‬
‫والتصرفات اليومية وتسلية النفس عندما يكون وحده‬
‫والتنفيس عن المشاعر والإحباطات التي لا يسهل التعبير‬

‫عنها للآخرين‪.‬‬
‫كما ذكرنا في هذه القائمة فيمكن إيجاد علاقة بين‬
‫التحدث مع النفس ودرجة الانعزال الاجتماعي حيث‬
‫يمكن أن يكون هناك تحدث مع أصدقاء خياليين أو‬

‫تحدث أثناء الأنشطة المنفردة في الغرفة‪.‬‬

‫الملخص‬

‫إن أهم ما تو ّصلنا إليه حول التطور الاجتماعي للأطفال‬
‫والمراهقين ذوي متلازمة داون‪ ،‬من خلال البحث والتجربة‬

‫‪259‬‬

260

‫ضع ًفا (‪ )% 11‬بل يندرجون تحت فئة القدرات العادية‬ ‫هناك مجموعة كبيرة من الفروق الفردية بين الأطفال‬
‫من ذوي متلازمة داون‪ ،‬وتعد الفئة الذين تأخر نموهم‬
‫للأطفال ذوي متلازمة داون‪.‬‬ ‫أضعف الفئات‪ .‬فتميل هذه المجموعة لإظهار سلوكيات‬
‫صعبة أكثر في التحكم وتكون مهارات اعتمادها‬
‫هناك مجموعة صغيرة من الأطفال التي يتأثر نموها‬ ‫على نفسها تسير على درجة أبطأ من الأطفال والمراهقين‬
‫الآخرين‪ .‬يجب تحديد هؤلاء الصغار وعائلاتهم ويجب‬
‫الاجتماعي بصعوبا ٍت أخرى مثل صعوبات طيف التوحد‬
‫تقديم دع ٍم أكبر لهم‪.‬‬
‫واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط والوسواس‬ ‫يُمكن أن يستفيد الأطفال من ذوي متلازمة داون‬
‫من المساعدة المقدمة لهم في تطويرهم لمهارات اللعب كي‬
‫القهري‪ ،‬ويصع ُب تشخيص هذه الأعراض في الأطفال ذوي‬ ‫يشغلوا أنفسهم باللعب ال ُمجدي ويُمكنهم الاستفادة أي ًضا‬
‫ً‬
‫في اللعب الاجتماعي‪.‬‬
‫النمو المتأخر أو الذين يعانون من تلف الدماغ وحاليا يتم‬ ‫يجب تشجيع أنشطة اللعب والرياضة وأنشطة المرح في‬
‫تشخيصهم بشكل أكثر من اللازم‪ .‬يُعتبر التشخيص ذا‬ ‫الفترة ما قبل المدرسة فلها فوائدها في الاندماج الاجتماعي‬
‫ُيسن‬ ‫ً‬
‫من‬ ‫إيجأبي‬ ‫علا ٍج‬ ‫إلى‬ ‫أدى‬ ‫وإذا‬ ‫دقيقا‪،‬‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫أهمية‬ ‫وتكوين الصداقات والمحافظة على صحة لمدى الحياة‪.‬‬
‫في مرحلة المدرسة الابتدائية والمراهقة قد يحتاج‬
‫نمو الطفل‪ .‬‬ ‫الأهل والمعلمون إلى دعم تكوين الصداقات عند الأقران‬
‫ذوي النمو الطبيعي والأقران ذوي الإعاقات ومنهم ذوي‬

‫متلازمة داون‪.‬‬
‫من المهم أن ي ُشجع أهالي الأطفال من ذوي متلازمة‬
‫داون‪ ،‬لتعلم إستراتيجيات إدارة أطفالهم وتوقعهم‬
‫لسلوكيات أطفالهم التي تلائم أعمارهم‪ .‬سيأخذ أطفالهم‬
‫وق ًتا أطول في اكتساب المهارات اللغوية اللازمة لتطوير‬
‫قدرتهم على التنظيم الذاتي الفعال لسلوكياتهم فتستمر‬
‫السلوكيات الصعب التحكم بها (وهي جزء من مهارات‬

‫النمو الخاصة بهم) وس ُتعكر حياتهم لفترة أطول‪.‬‬
‫تُعاني مجموعة صغيرة من الأطفال من الصعوبات‬
‫المستمرة والتي تبدأ في مرحلة ما قبل المدرسة والتي‬
‫تتسبب بج ٍّو من التوتر للعائلات وتؤثر على النمو التعليمي‬
‫والاجتماعي‪ ،‬فمن المهم إذا إعلام الأهل والعاملين في هذا‬
‫المجال أن ينتبهوا لاحتياجات هؤلاء الأطفال في مراحل‬
‫حياتهم الأولى‪ ،‬ولا يندر ُج هؤلاء الأطفال في فئة الأكثر‬

‫‪261‬‬

‫النمو الاجتماعي والاستقلالية‬

‫‪262‬‬

‫مهارات الاستقلال والاعتماد على الذات‬

‫جداً الاعتراف بحق الأفراد ذوي متلازمة داون‪ ،‬من‬ ‫تساعد القدرة على تلبية الاحتياجات الشخصية‬
‫البالغين بأن يعيشوا كبالغين وأن يتمتعوا بالقدر‬ ‫والاجتماعية اليومية في تحسين نوعية حياة أي‬
‫الممكن من الخصوصية والاستقلال والاعتماد على‬
‫النفس‪ ،‬فاستقلال هؤلاء الشباب يحسن من ثقتهم‬ ‫ً‬
‫بأنفسهم‪ .‬وتعتبر الخصوصية قضية هامة فعلاً فليس‬ ‫طفل أو مراهق‪ ،‬وهي مهمة أيضا لتقوية شعور‬
‫من مصلحة المراهق أن يساعده أحد في الاغتسال أو‬ ‫الثقة بالنفس والسيطرة عندهم‪ .‬ورغم أن خطوات‬
‫الاستحمام لمدة أكثر من اللازم لأن هذا يقوض من‬ ‫الاستقلال الأساسة تتأخر عند الأطفال ممن لديهم‬
‫حقهم في الحصول على الخصوصية‪ ،‬فقد يجد الآباء أن‬ ‫متلازمة داون‪ ،‬عن غيرهم من الأطفال الطبيعيين‪،‬‬
‫الاستمرار في مساعدة أبنائهم لمدة أطول من اللازم‬ ‫إلاَّ أن الأدلة تشير إلى أن معظمهم يحققون مستوى‬
‫أسهل من التفكير في كيفية تعليمهم أن يغسلوا‬
‫شعرهم أو يملأوا حوض الاستحمام أو يضبطوا حرارة‬ ‫ً‬
‫عاليا من الاعتماد على النفس في أمور الحياة اليومية‬
‫المياه أو يقصوا أظافرهم‪.‬‬ ‫في السنوات الأخيرة من المراهقة أو السنوات المبكرة‬
‫وحتى يتمكن هؤلاء اليافعون من أن يعتمدوا‬ ‫من البلوغ‪ .‬كما تتحسن مهاراتهم الاستقلالية خارج‬
‫على أنفسهم لابد من بعض المخاطرة التي لا يمكن‬
‫تجنبها‪ ،‬مثل استخدام القدر الساخن أو الفرن‬ ‫المنزل ولكن الكثير منهم يحتاجون إلى الإشراف‪.‬‬
‫سيكون هناك بالتأكيد فروق فردية في معدلات‬
‫ً‬ ‫التقدم وصولاً إلى كفاية الذات وتظهر الدراسات‬
‫أو السير خارجا أو قطع الشارع‪ ،‬ويمكن تقليل‬ ‫وجود ارتباط بين هذه المهارات والمهارات المعرفية‬
‫المخاطرة قدر الإمكان بالتدريب على كل نشاط خطوة‬ ‫أي أن الأطفال الذين يتطورون أسرع في المقاييس‬
‫المعرفية يتقدمون أسرع عادة في مهارات مساعدة‬
‫بخطوة‪.‬‬
‫الأطفال الذين يتصرفون بسلوكيات صعبة‬ ‫َّ ً‬
‫الذات‪ ،‬إلا أن الأساليب الأسرية تؤثر أيضا على معظم‬
‫ً‬ ‫الأطفال إضافة إلى القدرات المعرفية‪ ،‬فالآباء الذين‬
‫يحرزون تقدما أقل في الاعتماد على أنفسهم ويكونون‬ ‫يتبعون إستراتيجيات التكيف العملية ويسعون‬
‫كالأطفال الذين يعانون من أشد أشكال التأخر في‬ ‫للحصول على الدعم والنصيحة والذين لديهم شبكات‬
‫النمو والذين يمثلون ‪ % 10‬من جميع الأطفال‪ .‬ويعتقد‬
‫المؤلفون أنه يجب التعامل مع الفئة الأخيرة على أن‬ ‫ً‬
‫لديهم احتياجات مختلفة عن معظم الأطفال من ذوي‬ ‫اجتماعية أقوى يحقق أطفالهم تقدما أسرع من ناحية‬
‫متلازمة داون‪ ،‬فقد يلوم الآباء أنفسهم على التقدم‬
‫البطيء لأبنائهم رغم أن طفلهم يعاني من عدة‬ ‫الاستقلال الاجتماعي‪.‬‬
‫ً‬
‫صعوبات تؤخر من نموه‪.‬‬
‫أحيانا يكون على الآباء ومقدمي الرعاية أن يرفعوا‬
‫سقف توقعاتهم من الشباب ذوي متلازمة داون‪،‬‬
‫وأن يفكروا أنهم ربما يقدمون لهؤلاء الشباب أكثر‬
‫مما يحتاجون‪ ،‬وهناك علاقة بين هذا الموضوع ونقطة‬
‫أوضحناها في الفقرة المتعلقة بالصداقة‪ ،‬فمن المهم‬

‫‪263‬‬

‫‪ 3‬سنوات‪ ،‬ويتمكن معظم الأطفال من ذوي متلازمة‬ ‫مرحلة الرضاعة وما قبل‬
‫داون‪ ،‬من استخدام المرحاض بعمر الأربع سنوات‬ ‫المدرسة‬
‫ولكن ليس جميعهم فالبعض يعانون من تأخر أكبر في‬
‫النمو أو من أسباب جسدية أخرى تؤدي إلى التأخر عن‬ ‫يكتسب الأفراد خطوات هامة نحو تحقيق‬
‫هذه السن‪ .‬ومع ذلك فقد أمكن تدريب معظم الأطفال‬
‫الذين يذهبون إلى المدرسة في سن الخامسة خلال أسأبيع‬ ‫استقلاليتهم في السنوات الخمس الأولى من حياتهم‪،‬‬
‫باستخدام طريقة منتظمة‪ ،‬مما يدل على أن تدريبهم في‬ ‫ً‬

‫ً‬ ‫بينما يحتاج الأطفال من ذوي متلازمة داون‪ ،‬وقتا أطول‬
‫سن أصغر كان ممكنا‪.‬‬
‫لاتخاذ هذه الخطوات وتوضح الأرقام في الجدول رقم ‪1‬‬
‫سنوات المدرسة الأولى‬ ‫جيداً‬ ‫ً‬
‫الأولى‪،‬‬ ‫الخمس‬ ‫السنوات‬ ‫في‬ ‫تقدما‬ ‫يحرزون‬ ‫أنهم‬
‫أثناء سنوات المدرسة الابتدائية بعمر ‪ 5‬إلى ‪ 11‬سنة‬
‫يحرز الأطفال من ذوي متلازمة داون‪ ،‬تقدماً منتظماً‬ ‫فمعظم الأطفال يكونون قادرين على المشي وارتداء‬
‫في مهارات الاعتناء بالذات‪ ،‬فهم يطورون ويحسنون‬
‫المهارات التي بدأوا في إتقانها في سنوات ما قبل المدرسة‪،‬‬ ‫شيء من ملابسهم وتناول طعامهم باستخدام الشوكة‬
‫مثل تناول الطعام والشراب دون إحداث الكثير من‬
‫الفوضى وتحسين مهاراتهم الحركية التناسقية الكبرى‬ ‫والملعقة واستخدام المرحاض‪ .‬تتراوح معدلات تقدم‬
‫والدقيقة في الكتابة‪ ،‬والتحكم في الأحزمة والقفز‬ ‫الأطفال كثيراً ولا توجد معلومات كافية عن أفضل‬
‫والتمكن من كل إجراءات استخدام المرحاض دون‬
‫طريقة لتشجيع الأطفال على الاعتماد على أنفسهم‪ .‬تلعب‬
‫مساعدة‪.‬‬ ‫ًً‬

‫شخصية الطفل ومزاجيته دورا مهما فبينما يحب بعض‬

‫الأطفال تلقي المساعدة للتعلم بخطوات بسيطة يرفضها‬

‫البعض الآخر ويفعلون الأشياء بأنفسهم بشكل كامل‬

‫بمجرد أن يصبحوا قادرين على ذلك‪ .‬يشكل التدريب على‬

‫استخدام المرحاض قضية خاصة للكثير من الأهالي ويرى‬

‫الكاتبون من تجربتهم العملية أنه يجب التخطيط لروتين‬

‫تدريب نهاري وتنفيذه بشكل منتظم مع بلوغ الطفل‬

‫‪264‬‬

‫وعلى الأهالي أن يكونوا مستعدين لتقبل نتيجة أقل‬ ‫من المهم أن يسمح المدرسون والأهالي للأطفال‬
‫ً‬
‫من رائعة أثناء تعلم أبنائهم‪ ،‬وهذا عادة ما يكون‬
‫جيداً‬ ‫ً‬ ‫بالقيام بكل ما يستطيعون فعله‪ ،‬فهناك دائما رغبة‬
‫كان‬ ‫كيف‬ ‫تذكر‬ ‫إنها‬ ‫الأولى‬ ‫الكاتبة‬ ‫وقالت‬ ‫صعبا‬ ‫في مساعدتهم أو القيام بالأمر عنهم لأن ذلك أسرع‬
‫ولكن هذا ليس في مصلحة الطفل‪ ،‬فالأطفال‬
‫من الصعب أن تمتنع عن ترتيب مظهر ابنتها عندما‬ ‫يحتاجون إلى الممارسة لإتقان المهارات المختلفة‪ .‬ومن‬

‫بدأت تختار ملابسها بنفسها وترتديها دون مساعدة‪،‬‬ ‫ً‬
‫المهم أيضا أن يتحمل الأطفال مسؤولية أنفسهم وذلك‬
‫كما كانت تجد صعوبة في مقاومة رغبتها بتسريح شعر‬ ‫لتنمية شعورهم بالسيطرة على حياتهم ولتقوية ثقتهم في‬
‫ابنتها بدلاً منها‪ ،‬والأصعب من ذلك تقبل أن السماح‬ ‫أنفسهم‪ .‬لا تتوفر معلومات عن هذا الموضوع في هذه‬
‫الفئة العمرية‪ ،‬ولكن البيانات المتوفرة عن المراهقين‬
‫لابنتها باستخدام المرحاض لوحدها قد يؤدي إلى اتساخ‬ ‫والتي سنبينها في القسم التالي تظهر ميلاً للاستمرار في‬

‫ملابسها حتى تمرست ابنتها على أن تنظف نفسها‪.‬‬ ‫مساعدتهم حتى عندما يكونون قادرين‪.‬‬

‫الشباب‬ ‫سنوات المراهقة‬

‫يستمر الكثير من الشباب في تطوير مهاراتهم‬ ‫في سنوات المراهقة‪ ،‬يتمكن معظم الأفراد من ذوي‬
‫الاستقلالية في سنواتهم الأولى كبالغين‪ ،‬وهم يتخذون –‬ ‫متلازمة داون‪ ،‬من الاعتماد على أنفسهم في مهارات‬
‫كغيرهم من الشباب – خطوات هامة في تحمل مسؤولية‬ ‫اعتنائهم بذاتهم كما تبين الأرقام الموجودة في الجدول‬
‫جوانب أكثر من حياتهم اليومية إن تركوا منازل ذويهم‬
‫وانتقلوا إلى مساكن أخرى فيها نوع من الدعم‪ .‬يسعد‬ ‫ً‬
‫معظم الشباب بترك أمهاتهم يقمن بالطهي والتسوق‬ ‫رقم ‪ ،1‬فيستطيع جميع المراهقين تقريبا الاغتسال‬
‫والغسيل والتنظيف أثناء إقامتهم في المنزل! ويستطيع‬ ‫وارتداء الملابس واستخدام المرحاض دون الحصول‬
‫معظم البالغين الصغار من ذوي متلازمة داون‪ ،‬أن‬
‫يهتموا بغسيلهم وتنظيف مسكنهم‪ ،‬كما أنهم قادرون‬ ‫َّ‬
‫على طهي وجبات بسيطة والاهتمام بنظافتهم الشخصية‪،‬‬ ‫على مساعدة‪ ،‬إلا أن هناك بعض الأمور التي يلزم فيها‬
‫وقادرون على الاهتمام بنقودهم الموجودة في حساباتهم‬ ‫تشجيع الأهل على المزيد من الاستقلالية‪ ،‬فمثلاً يستطيع‬
‫المصرفية أو التوفيرية مع بعض المساعدة‪ ،‬وعادة ما‬ ‫‪ % 95‬من المراهقين أن يمشطوا شعرهم بأنفسهم ولكن‬
‫يتمكن الشباب في هذه المرحلة من الاستقلال في‬ ‫‪ % 45‬فقط يفعلون ذلك كل يوم‪ ،‬وهذا يدل على أن الأهل‬
‫التنقل في مجتمعاتهم باستخدام الباص أو سيارة الأجرة‪.‬‬ ‫لا يزالون يجدون أن قيامهم بتمشيط شعر أبنائهم أسرع‬
‫يلاحظ تحسن كبير في تقدير هؤلاء البالغين لذاتهم‬ ‫أو يعطي نتيجة أفضل‪ ،‬ومن المهم أن يراعي جميع الأهل‬
‫وثقتهم بأنفسهم عندما ينتقلون إلى منزل خاص بهم‬ ‫هذه النقاط‪ ،‬وقد ذكر الكثير من الأهالي أنهم يُلبسون‬
‫وعندما يتمتعون بالاستقلالية والخصوصية والسيطرة‬ ‫أبناءهم المراهقين لأن ذلك أسرع‪ ،‬كما يذكر كثيرون‬
‫أنهم لا يزالون يساعدون أبناءهم المراهقين في مهام‬
‫على القرارات في أمور حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫مختلفة لأن النتيجة النهائية تكون أنظف أو أرتب أو‬

‫َّ َّ‬
‫أفضل‪ .‬إلا أن مهارات المراهقين لن تتحسن إلا بالممارسة‪،‬‬

‫‪265‬‬

‫الجدول رقم ‪ -1‬الحصول على الاستقلالية في مهارات الاعتناء بالنفس‬

‫‪266‬‬

267

‫"إدارة السلوك"‬

‫ما هي بعض التحديات السلوكية القياسية في الأشخاص الذين لديهم‬
‫متلازمة داون؟‬

‫وحيث يختلف تعريف “المشكلة السلوكية” غير أنه قد تكون هناك‬
‫بعض الإرشادات المفيدة في تحديد ما إذا كان السلوك قد أصبح يشكل أمراً‬

‫ذا دلالة‪.‬‬

‫‪268‬‬

‫الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى ثلاثة أعوام‪ ،‬ولكن‬ ‫فهل يتداخل السلوك مع النمو والتعلم؟‬
‫يمكن أن تبدأ من ‪ 3‬إلى ‪ 4‬سنوات بالنسبة للطفل الذي لديه‬ ‫وهل تعتبر السلوكيات هدامة للعائلة أو المدرسة أو مكان‬

‫متلازمة داون‪.‬‬ ‫العمل؟‬
‫وعند تقييم السلوك لدى طفل أو شخص بالغ لديه‬ ‫هل يعتبر السلوك ضاراً للطفل أو البالغ من ذوي متلازمة‬
‫متلازمة داون‪ ،‬من المهم أن ننظر إلى السلوك في سياق العمر‬
‫النمائي للشخص‪ ،‬وليس فقط العمر الزمني له‪ .‬ومن المهم‬ ‫داون أو لغيره؟‬
‫هل يختلف السلوك عما قد يبدو عادة من قبل شخص في‬
‫ً‬
‫أيضا معرفة مستويات مهارات الاستيعاب اللغوية والتعبيرية‬ ‫العمر النمائي المماثل؟‬
‫لدى الشخص‪ ،‬وذلك لأن العديد من المشكلات السلوكية‬ ‫تتمثل الخطوة الأولى في تقييم الأطفال أو البالغين الذين‬
‫مرتبطة بالإحباط في التواصل‪ .‬وفي كثير من الأحيان‪ ،‬يمكن‬ ‫لديهم متلازمة داون‪ ،‬والذين يعانون من مشكلات تتعلق‬
‫معالجة مشكلات السلوك من خلال إيجاد طرق لمساعدة‬ ‫بالسلوك في تحديد ما إذا كانت هناك أية مشكلات طبية‬
‫الشخص الذي لديه متلازمة داون‪ ،‬على التواصل بشكل أكثر‬
‫حادة أو مزمنة مرتبطة بالسلوك المحدد‪.‬‬
‫فعالية‪.‬‬ ‫ً‬
‫فيما يلي قائمة بالمشكلات الطبية الأكثر شيوعا التي قد‬

‫تكون مرتبطة بتغييرات السلوك‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف الرؤية أو عجز السمع‬

‫‪ ‬وظيفة الغدة الدرقية‬
‫‪ ‬مرض الداء البطني أو الاضطرابات الهضمية‬
‫‪ ‬توقف التنفس أثناء النوم أو انقطاع النفس النومي‬

‫‪ ‬أنيميا فقر الدم‬
‫‪ ‬الارتجاع المعدي المريئي‬

‫‪ ‬الإمساك‬
‫‪ ‬الاكتئاب‬
‫‪ ‬التوتر والقلق‬
‫ً‬
‫يعتبر التقييم من قِبل طبيب الرعاية الأولية عنصرا‬

‫ً‬
‫مهما في التحفيز الأولي لمشكلات السلوك عند الأطفال أو‬

‫البالغين الذين لديهم متلازمة داون‪.‬‬
‫عادة لا تختلف التحديات السلوكية التي تظهر عند‬
‫الأطفال الذين لديهم متلازمة داون‪ ،‬عن تلك التي تظهر‬
‫في الأطفال في طور النمو‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ربما قد تحدث في‬
‫سن متأخرة وتستمر لفترة أطول‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬عادةً ما‬
‫تكون نوبات الغضب المزاجية المعتادة شائعة لدى الأطفال‬

‫‪269‬‬

‫فما هي بعض مخاوف السلوك الشائعة؟‬

‫سلوكيات وسواسية قهرية‬ ‫الشرود أو التقلقل‬

‫وهي يمكن أن تكون بسيطة للغاية في بعض‬ ‫إن الشيء الأكثر أهمية هو سلامة الطفل‪ .‬ويشمل ذلك‬
‫ً‬ ‫الأقفال الجيدة وإنذارات الباب في المنزل والخطة المكتوبة‬
‫الأحيان‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد يرغب الطفل دائما‬ ‫لخروج الأطفال في المدرسة فيما يتعلق بدور كل شخص في‬
‫حالة مغادرة الطفل للفصل الدراسي أو الملعب‪ .‬يمكن أن‬
‫في الكرسي نفسه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن السلوك الوسواسي‪/‬‬ ‫يكون الدعم المرئي مثل إشارة‪ /‬أو علامة قف على الباب‬
‫تكراراً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫و ‪ /‬أو الأشقاء الذين يطلبون الإذن بالخروج من الباب‬
‫ويتضح‬ ‫أكثر‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫أيضا‬ ‫يمكن‬ ‫القهري‬ ‫بمثابة تذكير للطفل أو البالغ من ذوي متلازمة داون‪،‬‬

‫من خلال العادات مثل الخرز أو الأحزمة المتدلية عندما‬ ‫لطلب إذن قبل مغادرة المنزل‪.‬‬

‫لا يشارك مباشرة في أي نشاط‪ .‬وينظر إلى هذا النوع من‬ ‫سلوك المعارضة والعناد‬
‫السلوك بشكل أكثر شيو ًع لدى الأطفال الأصغر س ًنا‬
‫يمكن أن يساعد وصف سلوك الطفل أو الشخص‬
‫الذين لديهم متلازمة داون‪ .‬وعلى الرغم من أن عدد‬ ‫البالغ خلال يوم عادي في المنزل أو المدرسة في تحديد أحد‬
‫الأحداث التي ربما تكون قد أثارت سلو ًك غير متوافق‪.‬‬
‫السلوكيات القهرية لدى الأطفال من ذوي متلازمة‬ ‫وفي بعض الأحيان‪ ،‬ربما يكون السلوك المتعارض طريقة‬
‫للشخص للتعبير عن الإحباط أو عدم الفهم بسبب‬
‫داون‪ ،‬لا يختلف عن السلوكيات عند الأطفال العاديين‬ ‫مشكلات التواصل‪ /‬اللغة‪ .‬وغال ًبا ما يتميز الأطفال من‬
‫ً‬ ‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬بمستوى جيد جداً في تشتيت انتباه‬
‫الوالدين أو المعلمين عند مواجهة صعوبة في مهمة صعبة‪.‬‬
‫في نفس السن العقلي‪ ،‬فإن تواتر وشدة السلوك غالبا ما‬
‫مشكلات الانتباه‬
‫تكون أكبر‪ .‬وقد تؤدي زيادة مستويات الاضطراب‬
‫ربما يعاني الأشخاص من ذوي متلازمة داون‪ ،‬من‬
‫والقلق إلى أن يتصرف الطفل أو البالغ بطريقة متزمتة‬ ‫اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه‪ ،‬ولكن يجب تقييم‬
‫جداً‬ ‫مدى الانتباه والاندفاع بنا ًء على عمر النمو وليس العمر‬
‫الزمني الدقيق‪ .‬كما يمكن الاستفادة في التشخيص من‬
‫اضطراب طيف التوحد‬ ‫خلال استخدام مقاييس معدل السلوك لأولياء الأمور‬
‫والمعلم مثل مقاييس وفاندربيلت وكنورس بيرنت‪ .‬يمكن‬
‫يظهر التوحد أو ال َذاتَ ِو ّيَة في حوالي نسبة ‪ ٪ 7-5‬من‬ ‫أن تظهر اضطراب القلق والتوتر ومشكلات معالجة اللغة‬
‫الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون‪ .‬وعادة ما يتم‬
‫التشخيص في سن متأخرة (‪ 8-6‬سنوات من العمر) مما‬ ‫وفقدان السمع كذلك كمشكلات مع الانتباه‪.‬‬
‫هو عليه في عموم السكان‪ .‬كما يحدث تراجع بالمهارات‬
‫اللغوية‪ ،‬وإذا وجد فيحدث في وقت لاحق (من ‪ 3‬إلى ‪4‬‬
‫سنوات من العمر)‪ .‬إن إستراتيجيات التدخل المحتملة‬
‫هي نفسها بالنسبة لأي طفل من ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬
‫فالمهم هو تحديد علامات التوحد في أقرب وقت ممكن‬
‫حتى يتمكن الطفل من الحصول على أفضل الخدمات‬

‫العلاجية والتعليمية‪.‬‬

‫‪270‬‬

‫كيفية معالجة الآباء ومقدمي الرعاية لمشكلات السلوك‬

‫تعتبر إستراتيجيات التدخل لمعالجة المشكلات السلوكية متغيرة وتعتمد‬ ‫لدى الأشخاص‬
‫على عمر الشخص‪ ،‬وشدة المشكلة‪ ،‬والبيئة التي يظهر فيها السلوك الأكثر شيو ًع‪.‬‬ ‫الذين لديهم‬
‫يمكن أن تساعد البرامج المحلية لمساندة ودعم أولياء الأمور ومقدمي الرعاية‬ ‫متلازمة داون؟‬
‫في كثير من الأحيان من خلال تقديم الاقتراحات والدعم والمعلومات حول برامج‬
‫العلاج المجتمعي‪ .‬ويمكن استخدام الخدمات النفسية الاجتماعية في مكتب‬ ‫أول ًا‪ :‬استبعاد‬
‫طبيب الرعاية الأولية للحصول على الرعاية الاستشارية المتعلقة بمشكلات‬ ‫مشكلة طبية يمكن‬
‫السلوك‪ .‬وتقتضي المشكلات المزمنة الإحالة إلى أخصائي سلوكي من ذوي الخبرة‬
‫أن تكون ذات صلة‬
‫في العمل مع الأطفال والبالغين ذوي الإعاقة‪.‬‬ ‫بالسلوك‬

‫ماذا عن التغييرات السلوكية‬ ‫ثانيا‪ :‬دراسة‬
‫في سن الرشد أو البلوغ؟‬ ‫الضغوط العاطفية‬

‫يمكن أن ينجم ذلك نتيجة عدد من العوامل‪ :‬صعوبة في التحول إلى‬ ‫في المنزل أو‬
‫مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ‪ ،‬مع فقدان شبكات العلاقات الاجتماعية‪،‬‬ ‫المدرسة أو العمل‬
‫والتي قد تؤثر على‬
‫ً‬
‫أو رحيل الأشقاء الأكبر سنا‪ ،‬أو وفاة الأحباء‪ ،‬أو الانتقال من المنزل أو‬ ‫السلوك‬
‫الانتقال من بيئة مدرسية وقائية إلى وضع عملي‪ ،‬حرمان حسي‪ ،‬سواء كان‬
‫ثالثا‪ :‬العمل مع‬
‫ًً‬ ‫طبيب متخصص‬
‫بصريا (على سبيل المثال إعتام عدسة العين) أو سمعيا (فقدان السمع)‪،‬‬
‫صدمة عاطفية‪ ،‬قصور الغدة الدرقية‪ ،‬توقف التنفس أثناء النوم‪ ،‬الاكتئاب‪،‬‬ ‫(طبيب نفسي‪ ،‬طبيب‬
‫ومرض الزهايمر‪ .‬وعلى الرغم من أن مرض الزهايمر يحدث في وقت مبكر‪،‬‬ ‫أطفال سلوكي‪،‬‬
‫وفي كثير من الأحيان عند البالغين ذوي متلازمة داون‪ ،‬أكثر من عامة‬
‫استشاري) لتطوير‬
‫َّ‬ ‫خطة علاج سلوك‬
‫السكان‪ ،‬إلا أنه لا ينبغي أن يعزى كل تغيير سلوكي أو إدراكي في شخص بالغ‬
‫لديه متلازمة داون‪ ،‬إلى هذا النوع من الخرف‪ .‬فيجب النظر في الأسباب‬ ‫باستخدام المعالجة‬
‫السلوكية (العلامة‬
‫العكسية المذكورة أعلاه‪ ،‬والبحث فيها بعد معالجتها‪.‬‬ ‫السابقة‪ ،‬السلوك‪،‬‬

‫‪271‬‬ ‫نتيجة السلوك‬

‫رابعا‪ :‬يمكن تحديد‬
‫العلاج في حالات‬

‫معينة مثل اضطراب‬

‫الفصل السادس‬

‫نماذج مميزة‬

‫‪272‬‬

‫هذه النماذج التي ننقلها هي إثبات على أن الأشخاص‬ ‫أود توضيح بعض النقاط المهمة حول مثل هذه النماذج‬
‫من ذوي متلازمة داون‪ ،‬قادرون على التميز وعلى الإبداع‬ ‫التي أنقلها لكم أو ينقلها غيري‪.‬‬
‫والنجاح في مختلف جوانب الحياة متى ما وجدوا العناية‬
‫والرعاية التي يستحقون‪ ،‬وأنهم يستحقون منا كل التعب‬ ‫هذه النماذج لأفراد من ذوي متلازمة داون‪ ،‬بلغوا‬
‫مستويات عالية من المهارات والبراعة في جانب أو أكثر من‬
‫والعناء لكي نبلغ معهم قمة النجاح‪.‬‬ ‫جوانب الحياة المتعددة‪ ،‬وهم نماذج مشرفة وأمثلة تنقل‬
‫ومن الرسائل كذلك لنقل هذه النماذج أن على كل أسرة‬
‫أن تقدم لطفلها ما تستطيع ولا ترضخ لتلك الأحكام‬ ‫صورة مشرقة عن الأشخاص من ذوي متلازمة داون‪.‬‬
‫المسبقة التي صدرت عن جهل وعن عدم شعور بالمسؤولية‬ ‫والغرض من نقل هذه النماذج بيان ما يملكون من‬
‫أو حتى مراعاة لمشاعر الأسر التي وجد هذا الطفل بينها‪،‬‬ ‫قدرات ومهارات‪ ،‬فالكثير من أفراد المجتمع على تنوعهم‬
‫كما ينبغي أن يتنبه الجميع أن مثل هذه النماذج هي لأفراد‬ ‫سلبوهم القدرة عليها بأحكام مسبقة منذ ولادتهم‬
‫أفذاذ حرصت أسرهم أن توفر لهم كل سبل النجاح وليس‬
‫ذلك متيسر للجميع من ذوي متلازمة داون‪ ،‬كما يجب‬ ‫وقدومهم لهذه الدنيا‪.‬‬
‫التنبه لفروقات القدرات العامة وكذلك الحالة الصحية‬ ‫للأسف هذا الأمر يكون أشد وطأة حين يكون ذلك‬
‫من الطبيب الذي تولى حالة الطفل ليصدر حكما جائراً‬
‫للشخص وثقافة المجتمع وتوفر البيئة‪.‬‬ ‫على الطفل وعلى أسرته بأنه لن يستطيع شيئا‪ ،‬ولن يكون‬
‫وأهم النقاط لنشر هذه النماذج هو فتح باب الأمل‬
‫للجميع بأن أبنائنا وبناتنا من ذوي متلازمة داون‪،‬‬ ‫له أي شأن‪.‬‬
‫قادرون ‪-‬بإذن الله‪ -‬على بلوغ النجاح وتحقيقه بدعمنا‬ ‫ً‬
‫وهذا الكلام ليس تجنيا‪ ،‬بل هو حقيقة ذكرتها الكثير‬
‫وحبنا وثقتنا‪.‬‬ ‫من قصص الأهالي‪ .‬وكذلك بعض أفراد المجتمع ممن يقللون‬
‫من شأنهم ومن جدوى التعب في تأهيلهم وتعليمهم حتى‬

‫في محيط بعض الأسر‪.‬‬

‫ملاحظة‬

‫قد يلاحظ البعض أن أغلب الشخصيات المميزة التي يتناقلها الكثير هي لشخصيات من مجتمعات خارج‬
‫مجتمعنا‪ ،‬ويتساءل أين هم في مجتمعنا؟‬

‫وأقول هناك عدة أسباب منها توفر الفرص لهم في مجتمعاتهم‪ ،‬وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيقهم النجاح في‬
‫مجالات مختلفة وذلك لتبُ َ َّن مؤسسات المجتمع لديهم تقديم الخدمات بشكل يحقق لهم النجاح‪.‬‬

‫أمر آخر وهو خدمة الإعلام لهم‪ ،‬لذلك الوصول للمعلومات عنهم سهل وميسر‪ ،‬بينما على العكس في‬
‫ً‬

‫مجتمعاتنا حيث من الصعوبة الوصول لشخص مميز من ذوي متلازمة داون‪ ،‬وهذا حصل معي شخصيا هنا‬
‫في هذا الكتاب‪ ،‬حيث أحببت إضافة الكثير من النماذج من أبنائنا وبناتنا من الوطن العربي‪ ،‬لكن صعوبة‬
‫التواصل معهم وعدم وجود المعلومة عنهم‪ ،‬وعدم رغبة بعض الأسر في التعاون‪ ،‬حالت دون ذلك‪ ،‬ولم نجد سوى‬

‫القلة منهم ولهم م ّنا جزيل الشكر والتقدير‪.‬‬

‫‪273‬‬

‫عبدالوهاب عبداللطيف‬

‫لم يكـــن كلام عبدالوهاب‬ ‫عبدالوهـــاب عبداللطيف‬
‫ً ً َّ‬ ‫من مـــر‪ ،‬حافـــظ للقرآن‬
‫واضحـــا ومفهومـــا إلا‬ ‫الكريـــم كامـــاً‪ ،‬مـــن‬
‫أنـــه بعـــد أن أكمـــل‬ ‫مؤسســـة أبرار مصر‪ ،‬حفظ‬
‫الرابعـــة عشر مـــن عمره‪،‬‬ ‫عبدالوهـــاب القـــرآن كاملاً‬
‫كان عبدالوهـــاب يســـتمع‬ ‫وعمره ‪ ١٤‬ســـنه‪ ،‬فهو يقرأ القرآن‬
‫للقرآن منذ صغره‪ ،‬وإذا ســـمع‬ ‫كل يـــوم ويختمـــه كاملاً في أســـبوع‪.‬‬
‫آيـــة معينة ُيـــر المصحف لأهله‬ ‫وفي طفولتـــه المبكـــرة أثنـــاء فـــرة‬
‫ويريهـــم الآية والســـورة ورقـــم الصفحة‪ ،‬ثم‬ ‫العـــاج نصحهـــم أحــــــد الأطبـــاء‬
‫بـــدأ أهله بتحفيظـــه القرآن بمســـاعدة أحد‬ ‫بتوجيـــــه عبدالوهــــــــاب لحفـــظ القرآن‪.‬‬

‫معلـــي القرآن‪.‬‬

‫‪274‬‬

‫هبة الشرفا‬

‫تطبيقه مع الأطفال الآخرين‪.‬‬ ‫هبة الًشرفا‬
‫وعندما اكتشفت المعلمة نوال مهارات هبة الأكاديمية‪،‬‬
‫وحبها للقيادة في الصف‪ .‬رفضت انتقالها إلى مرحلة ما قبل‬ ‫‪ ٢٦‬عاما‪ ،‬أول معلمة لريـاض الأطفال في غزة‬
‫التعليم المهني‪ ،‬وأصرت على البقاء معها من أجل التدريس‪.‬‬
‫تقول هبة أحببت التعليم منذ صغري‪ .‬كبرت‬ ‫بفلسطين‪ ،‬حلمت هبة منذ كانت طفلة أن تصبح معلمة‪،‬‬
‫ووجدت كل الأجواء المساعدة لتطوير مهاراتي‪ .‬اجتهدت‬ ‫ورغم أنها ولدت ولديها متلازمة داون‪ ،‬لك ّن ذلك لم‬
‫حتى حققت حلمي‪ .‬وهذا بفضل الله ثم أمي ومد ّرستي‪،‬‬
‫في البداية واجهت هبة صعوبات كبيرة في الكتابة‬ ‫ًّ‬
‫وتهجئة الكلمات‪ ،‬إلاّ أنها تحدت ذلك بإرادتها‪ ،‬حتى‬ ‫يشك عائقا أمامها في تحقيق الحلم‪ ،‬وبالفعل أصبحت‬
‫أصبحت تساعد زميلاتها الضعيفات في الكتابة‪ ،‬وأدت‬
‫أدواراً كبيرة داخل الصف من خلال بنائها علاقات‬ ‫أول ُمد ّرسة لمرحلة رياض الأطفال في قطاع غزة‪.‬‬
‫قوية مع الأطفال‪ .‬كانت تقلد المعلمة في شرح الدروس‬
‫ومعاملة الأطفال‪ ،‬وتساعدهم في الكتابة والنطق‬ ‫تعلمت هبة على يد والدتها أول الحروف‪ ،‬ومنذ الطفولة‬
‫ً‬
‫والتعلم‪ .‬وتشجعهم بالهدايا و الحلوى‪.‬‬
‫زاد شغفها واهتمامها بالمعرفة‪ ،‬خصوصا مع حبها للغة‬

‫العربية والرياضيات‪ .‬التحقت بجمعية الحق في الحياة‬

‫عندما كان عمرها خمس سنوات‪ ،‬وخضعت فيها إلى عدة‬
‫برامج تأهيلية وتعليمية وكان لمد ّرستها نوال بن سعيد التي‬

‫لازمتها في الفصل دور كبير في صقل شخصية هبة‪ ،‬حيث‬
‫كانت تتابعها جي ًدا وتفهم أسلوبها في التدريس‪ ،‬وتعيد‬

‫‪275‬‬

‫روان الدويك‬

‫من هواياتها قراءه القصص ونسخها على دفاتر‬ ‫روان الدويك‬
‫خاصة بها‪ ،‬تحب القرآن وجل وقتها تقضيه في حفظ‬
‫من الأردن وتلقت من أسرتها الحب العارم‬
‫كتاب الله‪.‬‬ ‫والاهتمام المفعم بالحنان الكبير‪ .‬حفظت روان‬
‫تحب السفر‪ ،‬وتهوى التلوين‪ ،‬وكتابة الرسائل‬
‫قصار السور بالتكرار في سن مبكرة جداً‪.‬‬
‫لأحبتها‪.‬‬ ‫كانت طفولتها هادئة أضفت على عقلها التركيز‬
‫وأهم ما أنجزت حتى الآن حفظ ‪ ١٨‬جزءاً من‬ ‫والصفاء والراحة فتوسع أفق فهمها‪ ،‬واستيعابها‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫للعلم وللأشياء حولها‪.‬‬
‫نالت روان شهادة تدريب دولي ًة معتمدة من‬ ‫تم قبول روان في مدرسة خاصة تابعة للتعليم‬
‫الخاص‪ .‬دخلت الروضة بعمر السادسة فأبدعت‬
‫المنظمة الكندية للتعليم الحرفي أيضا ‪.‬‬ ‫وحصلت على معدل أهلَّها لتلتحق بالصف الأول‪،‬‬
‫ولروان كلمه تلقيها عندما يسألونها ويقولون لها‬
‫وصلت بتعليمها للصف السابع‪.‬‬
‫عرفينا على نفسك فتقول ‪:‬‬

‫‪276‬‬

‫وإصرار على المضي قدماً لأكمل مسيرتي مع أمي الغاليه‬ ‫أنا روان لي أخ وأربع أخوات‬
‫وبكم نسمو إلى العلا والإخاء في الله‪.‬‬
‫ًً‬
‫كنت حلما لأمي أن يهبها الله غلاما فيكون المراد‪،‬‬

‫فإذا بوعد الرحمن آ ٍت‪ ،‬أتيت إلى الدنيا هبة لأمي من ربي‬
‫الكريم‪.‬‬

‫أمي ربتني وعاملتني أسمى وأرقى معاملة‬
‫فجزاها الله خيراً لأنها السبب أن أطلق‬

‫الله لساني بأشرف وأسمى العلوم‪ ،‬آيات الله‬

‫الكريمات‪.‬‬

‫ولي مع كتاب الله ومع أمي حكاية لا‬
‫يعلمها إلاَّ اللطيف الخبير‪.‬‬
‫ً‬

‫وتزيد أيضا فتقول‪ :‬هذه الكلمات أقرأها‬

‫لكم أنتم أوسمة شرف لي ولأمي منحني‬

‫إياكم ربي‪ .‬لازداد بكم قوة وعزيمة‬

‫‪277‬‬

‫رحمة خالد‬

‫دولية‪ .‬سافرت إلى عدد من الدول منها لبنان وسوريا‬ ‫رحمة خالد‬
‫وأبوظبي وعمان‪ ،‬بالإضافة إلى دول مثل إيطاليا وكوريا‬
‫من مصر استطاعت بفضل إنجازاتها المتعددة‬
‫لتمثيل مصر فى البطولات الدولية‪.‬‬ ‫ً‬
‫درست رحمة خالد في معهد الألسن للسياحة‬
‫أن تكون الشخصية الأكثر إلمهما لكافة أسر ذوي‬
‫والفنادق والحاسب‪ ،‬وتخرجت منه عام ‪.2018‬‬ ‫متلازمة داون‪.‬‬
‫تم اختيارها الفتاة الأكثر تأثــيراً في جمهوريــة‬
‫كان لوالدة رحمة الأثر الأكبر في إثراء حياتها‬
‫مصــر العربيــة عــام ‪2015‬م‪.‬‬ ‫ً‬
‫كــما تـم اختيارهـا ضمـن ‪17‬شـخصية ملهمـة‪،‬‬
‫فهي بالإضافة إلى كونها أما رائعة تعمل أخصائية‬
‫ً‬ ‫تخاطب‪ ،‬آمنت بقدرات طفلتها وبأهمية التدخل‬
‫وأيضـا تـم اختيارهـا عضـوة بالمجلـس الاستشـاري‬ ‫المبكر لتحسين المهارات‪ ،‬فأخضعتها لجلسات العلاج‬
‫الإقليمـي لمنطقـة الــشرق الأوســط لشــمال‬ ‫الوظيفي والتخاطب‪ .‬وأدرجتها في صفوف الدراسة بين‬
‫إفريقيــا‪ ،‬وتعتـبـر أول عضــوة بالمجلس لديهــا‬ ‫أقرانها‪ .‬وعندما لاحظت ميولها نحو الرياضة شجعتها‬
‫على ذلك حتى تميزت بالسباحة والتنس وكرة السلة‪،‬‬
‫متلازمة داون‪.‬‬ ‫وحصلت على أكثر من ‪ 150‬ميدالية منها ‪ 7‬ميداليات‬

‫‪278‬‬

‫تقول السيدة أمل عطيفة‪ ،‬والدة رحمة إنها أم‬ ‫رحمة متحدثة رسمية محلية أجرت العديد‬
‫محظوظة لوجودها فى حياتها وتؤكد للأسر على‬ ‫من المقابلات التلفزيونية والصحفية تطالب‬
‫عدم انتظار النتائج السريعة لقطف ثمار الجهد‪،‬‬ ‫فيها بتفعيل قوانين ذوي الإعاقة الذي أصدره‬
‫فتربية طفل لديه متلازمة داون‪ ،‬يحتاج إلى الصبر‬
‫رئيس مصر مؤخراً‪.‬‬
‫والاستمرارية مع الثقة في النجاح‪.‬‬ ‫مشروعاتها المستقبلية أن تصبح مذيعة في‬
‫وكذلك العمل في جميع الجوانب‪ ،‬لأن الدراسة مع‬ ‫البرامج الإعلامية وتعمل فى مجال الإعلام وهو‬
‫الرياضة والفنون تغذي جميع الحواس وتساعد في‬ ‫حلم حياتها‪ ،‬حيث تسعى إلى ذلك بمساعدة‬
‫أسرتها‪ ،‬والتحقت بدورات عديدة في فن الإلقاء‬
‫التفوق مع الحب والاهتمام‪.‬‬ ‫والتقديم‪ ،‬وأعلنت أنها ستكون مذيعة على شاشة‬
‫وهذه العوامل هي أهم أسباب نجاح رحمة خالد‬ ‫إحدى الفضائيات خلال عام ‪2018‬م‪ ،‬وبذلك‬
‫وتفوقها‪ .‬في الرحله القصيرة لرحمة مؤخراً في ولاية‬ ‫تكون أول مقدمة برامج لديها متلازمة داون‪،‬‬
‫تينسي بأمريكا من خلال البرنامج الثقافي الفني‬
‫التبادلي تحدثت رحمة عن نفسها بكلمة باللغة‬ ‫فى مصر والوطن العربى‪.‬‬
‫الإنجليزية بجامعة تينسي أمام طلبة الجامعة‪ ،‬وقامت‬

‫إحدى الطالبات بالحديث عن رحمة وقالت‪:‬‬
‫رحمة من ذوي متلازمة داون‪ ،‬رحمة تتحدث بلغة‬
‫ليست لغتها الأصليه‪ ،‬وفي بل ٍد أجنبي وأمام الجمهور‪،‬‬
‫ولديها ثقة وثبات وقدره علي التعبير والمواجهة‬
‫يفتقدها الكثير‪ .‬أنا في حالة من الإنبهار والإعجاب‬

‫الشديد‪.‬‬
‫كما شاركت رحمة في المعرض الفني بلوحات من‬
‫تصويرها‪ ،‬وشاركت في عروض فنيه راقصة تعبر عن‬
‫الفن الشعبي المصري (صعيدي واسكندراني) فبهرتهم‬

‫لتفوقها في هذه المجالات‪.‬‬

‫‪279‬‬

‫رحمة تحقق حلمها‬

‫بدأت رحمة خوض تدريبات مكثفة في مجال تصميم‬ ‫شغلت رحمة خالد منصب المتحدث الرسمي باسم‬
‫الأزياء‪.‬‬ ‫ذوي الإعاقة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال‬
‫أفريقيا لمدة ‪ 3‬سنوات من ‪ 2012‬وحتى ‪ ،2014‬وكانت أول‬
‫ظهور رحمة خالد عبر قناة “الغد” كان مبادرة‬ ‫عضو في المجلس الإستشاري للأولمبياد الخاص الدولي‬
‫لحلقة واحدة‪ ،‬ولكنها بدأت التحضير لبرنامج يحمل‬ ‫من ذوي متلازمة داون‪ .‬وأثناء الإحتفال بإنجازاتها‬
‫الرياضية وقعت في غرام الإعلام‪ ،‬وكشفت عن حلمها‬
‫اسمها سيتم تقديمه عبر شاشة فضائية مستقلة‪.‬‬ ‫في تقديم برنامج متخصص للتوعية بحقيقة “متلازمة‬
‫داون”‪ ،‬وخضعت بعدها للتدريب على يد عدد من‬

‫الاعلاميين البارزين‪.‬‬
‫رحمة تخطط أي ًضا لخوض مجال التمثيل‪ ،‬وبدأت‬

‫ّ‬
‫مناقشة العديد من العروض الفنية بشرط أل تكون‬
‫مسيئة لذوي الإعاقة‪ ،‬أو تظهرهم بطريقة “غير‬

‫واقعية”‪.‬‬

‫‪280‬‬

281

‫إيزأبيلا سبرينغمول‬

‫إيزأبيلا سبرنغمول‬

‫ً‬
‫مصممة أزياء من جواتيمالا‪ ،‬تبلغ من العمر ‪ 22‬عاما ‪ ،‬ولديها متلازمة داون‪ .‬وتحمل العلامة التجارية‬

‫الخاصة بها اسم “‪ ”.DOWN TO XJABELLE‬وهي أول مصممة أزياء من ذوي متلازمة داون تحظى‬

‫بالاعتراف الدولي‪ .‬وتم عرض تصميماتها في قسم الموضة الدولية لأسبوع الموضة في لندن لعام ‪ .2016‬وفي نفس‬

‫العام تم اختيار سبرنغمول كواحدة من ‪ 100‬امرأة ملهمة من قبل هيئة الإذاعة البريطانية “البي بي سي”‪ .‬وتم‬
‫تأثيراً‬ ‫ً‬
‫عام‬ ‫في‬ ‫الأكثر‬ ‫لاتينية‬ ‫أمريكية‬ ‫امرأة‬ ‫للـ‪28‬‬ ‫‪SPANISH‬‬ ‫‪INFLUENTIAL‬‬ ‫قائمة‬ ‫في‬ ‫أيضا‬ ‫اختيارها‬

‫ً‬ ‫‪.2017‬‬
‫أيضا‪،‬‬
‫الموهبة‬ ‫وأظهرت‬ ‫موهوبة‬ ‫مص ّممة‬ ‫لأمها‬ ‫جدتها‬ ‫وكانت‬ ‫أطفال‪،‬‬ ‫أربعة‬ ‫بين‬ ‫الأصغر‬ ‫هي‬ ‫سبرنغمول‬ ‫إيزأبيلا‬

‫كفتاة صغيرة في الرسم وصنع الملابس لدماها‪ .‬وبعد تخرجها في الكلية بدرجة البكالوريوس في العلوم والآداب‪،‬‬
‫َّ‬
‫هذا‬ ‫لدراسة‬ ‫قبولها‬ ‫تم‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫داون‪،‬‬ ‫متلازمة‬ ‫بسبب‬ ‫ُرفضت‬ ‫لكنها‬ ‫الموضة‪،‬‬ ‫لدراسة‬ ‫بطلب‬ ‫تقدمت‬

‫المجال‪ .‬وفي عام ‪ 2015‬تمت دعوتها لعرض أعمالها في متحف إيشيل للمنسوجات والملابس المحلية في جواتيمالا‪.‬‬
‫ً‬

‫كان المعرض ناجحا وبيعت مجموعتها بالكامل‪ .‬ومنذ ذلك الحين ازدادت شعبيتها‪ ،‬وعرضت تصميماتها في بنما‪.‬‬

‫وفي أكتوبر ‪ 2016‬تم دعوتها إلى روما لعرض تصميماتها‪.‬‬

‫‪282‬‬

‫كارين جافني‬

‫بورتلاند في ‪ 5‬مايو ‪ ،2013‬لعملها في رفع الوعي‬ ‫كارين جافني‬
‫بقدرات الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون‪.‬‬
‫هي مؤ ِّسسة ورئيسة مؤسسة كارين جافني‪،‬‬
‫نجحت كارين في السباحة عبر بحر المانش كجزء من‬ ‫وهي منظمة غير ربحية مكرسة للدفاع عن إدماج‬
‫فريق تتابع مكون من ستة أشخاص‪ .‬وسبحت تسعة‬ ‫الأشخاص ذوي الإعاقات النمائية في العائلات‬
‫أميال عبر بحيرة تاهو في مياه تبلغ درجة حرارتها ‪15‬‬ ‫والمدارس وأماكن العمل والمجتمع‪ .‬وهي تنشر‬
‫درجة مئوية لجمع المال لمؤتمر الكونغرس الوطني لمتلازمة‬ ‫الوعي من خلال توجيه الانتباه إلى القدرات الهائلة‬
‫داون‪ ،‬ولتُظهر للعالم أن الأشخاص من ذوي متلازمة‬
‫داون‪ ،‬لديهم القدرة‪ ،‬والذي أصبح موضوع الفيلم الوثائقي‬ ‫للأشخاص ذوي الإعاقة‪.‬‬
‫“عبور تاهو‪ :‬حلم س ّباحة”‪ .‬كما حصلت على ميداليتين‬ ‫تخرجت كارين في أكاديمية سانت ماري الثانوية‬
‫ذهبيتين في الأولمبياد الخاص‪ .‬وفي عام ‪ ،2010‬حصلت على‬ ‫في بورتلاند بولاية أوريغون في عام ‪ ،1997‬وفي عام‬
‫جائزة كوينسي جونز للمناصرة الاستثنائية من مؤسسة‬ ‫‪ 2001‬حصلت على درجة الزمالة في كلية بورتلاند‬
‫متلازمة داون‪ ،‬العالمية‪ .‬وتسافر كارين عبر البلاد لتتحدث‬ ‫المجتمعية وشهادة مساعد معلم‪ .‬وأصبحت كارين‬
‫إلى مجموعة واسعة من الجماهير حول التغلب على القيود‬ ‫جافني أول شخص لديه متلازمة داون‪ ،‬يحصل‬
‫على درجة الدكتوراة الفخرية عندما حصلت على‬
‫وحول ما يمكن تحقيقه في وجود توقعات إيجأبية‪.‬‬ ‫الدكتوراة الفخرية في الآداب الإنسانية من جامعة‬

‫‪283‬‬

‫شيوكو كانازاوا‬

‫شيوكو كانازاوا ً‬
‫“أريد أن أعطيكم جميعا دفعة‬
‫من الإثارة والطاقة والسعادة” تلك‬
‫كانت ال ِع َبارة الختامية من خطاب‬
‫شيوكو كانازاوا الذي ألقته بمقر‬
‫الأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ‬
‫‪ ٢٠‬مارس ‪ ٢٠١٥‬وذلك بمناسبة‬
‫الاحتفال بـ “اليوم العالمي لمتلازمة‬

‫داون”‪.‬‬

‫‪284‬‬

‫ولتنتقل بذلك من الحزن والدموع إلى السعادة والتألق‬ ‫ولدت في يونيو‪ ١٩٨٥‬بالعاصمة اليابانية طوكيو‪.‬‬
‫في عالم الفن لتوسع وتزيد من أنشطتها كفنانة موهوبة‪.‬‬ ‫وكانت والدتها السيدة ياسوكو تبلغ من العمر آنذاك ‪٤٢‬‬
‫بدأت َت َعلُّم فن الخط على يد والدتها و ِ َه في الخامسة‬
‫من العمر‪ .‬وفي عام ‪ ٢٠٠٥‬قامت بعمل أول معرض خاص‬ ‫ً‬
‫لها تحت عنوان “شيوكو‪.‬عالم الخط” وبعد ذلك أقامت‬ ‫عاما والتي كانت تطير من شدة الفرح والسعادة لأنها‬
‫العديد من المعارض الخاصة بها في مدينتها‪ .‬كما قامت‬ ‫الولادة الأولى التي تحظى بها‪ .‬لكن عندما أخبرها‬
‫بعقد أول معرض فني لها بالخارج في نيويورك عام ‪،٢٠١٥‬‬ ‫الطبيب بأن طفلتها لديها متلازمة داون‪ ،‬انقلب الحال‬
‫ثم قامت بافتتاح معرض خاص لها في مدينة بلزن‬
‫في سبتمبر تلاه معرض آخر في نوفمبر في مدينة براغ‬ ‫ً‬
‫بجمهورية التشيك وكلاهما في نفس العام‪ .‬ثم قامت‬ ‫تماما ودخلت في حالة من الحزن وأصبحت على حافة‬
‫بمشاركة والدتها في التأليف بإصدار ِع ّدة كت ٍب منها‬ ‫اليأس‪ .‬وفي خضم تلك الحالة بين الألم والحزن وأثناء‬
‫“روح الخط ‪ -‬مجموعة كانازاوا شيوكو الفنية”‪“ ،‬أغنية‬ ‫إرضاع السيدة ياسوكو وليدتَها وهي تبكي‪ ،‬مدت المولودة‬
‫البحر وصوت الجبل‪ .‬رحلة صلاة الخطاطة كانازاوا‬ ‫شيوكو يدها الصغيرة ومسحت دموع والدتها وابتسمت‪.‬‬
‫ً‬
‫شيوكو”‪.‬‬ ‫تقول السيدة ياسوكو “إن ما ساندني وساعدني حقا‬
‫هي تلك الإرادة الصلبة للحياة ورقة وذكاء شيوكو”‪.‬‬
‫وأصبحت الأواصر بينهما بعد ذلك أقوى من مجرد رابط‬

‫بين الأم وابنتها‪.‬‬
‫وكان حب والديها لها كافياً لكي تصبح خطاطة عالمية‪،‬‬

‫‪285‬‬

‫الحب غير المشروط‬

‫زوجان من ذوي متلازمة داون‪ ،‬يحتفلان بمرور ‪ 52‬عا ًما على زواجهما‬
‫كان وصولنا إلى الزواج نضالاً فريداً‪ ،‬فكل شخص‬
‫احتفلت كريس شارون مع زوجها ديفورج بول بمرور‬

‫ثلاثة عقود على زواجهما‪ ،‬ليثبتا لكل من شكك في نجاح يستحق أن يتزوج‪ ،‬ومن حق كل فتاة أن ترتدي فستان‬

‫الزواج‪ ،‬فبعد مرور هذه السنوات من زواجهما لازال كل‬ ‫زواجهما أنه كان على خطأ‪.‬‬

‫منهما يقدم الدعم للأخر‪.‬‬ ‫يتحدث الزوجان عن سر هذا‬
‫ً‬ ‫النجاح بقولهما ‪:‬‬

‫بول يعاني حاليا من “فقدان الذاكرة” وقد انتقل إلى‬ ‫ً‬
‫دار للرعاية الصحية ولاتزال كريس تزوره رغم إصابتها‬ ‫يظل دعم بعضنا بعضا دون قيد أو شرط هو سر زواجنا‬
‫ًً ً‬
‫بمرض السكر وكان ذلك وضعا صعبا على كليهما وتغيرا‬ ‫ً‬ ‫الذي دام عقو ًدا طويلة‪.‬‬

‫كبيراً في حياتهما‪.‬‬ ‫أدارت كريس (‪ 58‬عاما) أنشطتها ونمط حياتها‪ ،‬في‬
‫عاش الزوجان خلال هذه الفترة حياة سعيدة وكانا‬ ‫ًً‬
‫حين قدم بول (‪ 54‬عاما) الدعم العاطفي دائما لكريس‪.‬‬
‫مثالاً للحب الإيجأبي غير المشروط‪.‬‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫زوجها دائما كان سندها لأنها عاطفية‬ ‫جداًقا”لحتيكثري ُأخسط“أطن‬
‫يساعد بول زوجته في أمور الطبخ‪ ،‬ويحضران سويا‬ ‫لما أقوم به وأكون مسؤولة فعلاً عن‬

‫جميع الاحتفالات والأعياد‪.‬‬ ‫الأحداث الاجتماعية برفقة زوجي‪.‬‬
‫بمناسبة ذكرى زواجهما الـ ‪ ،25‬جدد كريس وبول‬
‫لم يكن زواجنا بالحدث السهل حيث عارض الكثير‬
‫ً‬
‫عهود الزواج‪ .‬لقد استمتعا برفقة بعضهما بعضا على مر‬ ‫ذلك ولم يصدقوا أن اثنين من ذوي الاعاقة الفكرية‬
‫ً‬
‫ً‬
‫السنين وبقي كل منهما يكرس حياته للآخر تماما مثل‬ ‫سينجحان حقا في ذلك‪.‬‬

‫اليوم الأول من عهد الزواج‪.‬‬

‫‪286‬‬

‫آلان تيليز‬

‫بدأ دراسته الخاصة في مدينة فيراكروز‪ ،‬حيث ُعرف‬ ‫ألان تيليز‬
‫باسم “ملون الأحلام”‪ .‬ومن سن صغير جداً كان لديه ولع‬
‫بالرسم‪ .‬وعندما أصبح في السادسة من عمره دخل ورشة‬ ‫ر َّسام مكسيكي بارع‪ ،‬درس تحت أيدي بعض من أشهر‬
‫عمل في معهد فيراكروز للثقافة‪ .‬وبفضل تصميمه‪ ،‬تم‬ ‫الفنانين والمعلمين المكسيكيين‪ ،‬وهو يركز بالأساس على‬
‫قبوله في كلية الفنون الجميلة في فيراكروز‪ .‬وقد شارك في‬ ‫الفن التجريدي‪ .‬وأقام العديد من المعارض الفنية في‬
‫العديد من المعارض والمزادات الفردية والجماعية‪ ،‬وتبرع‬
‫بأعمال من إبداعه لصالح الأطفال المتضررين من إعصار‬ ‫ً‬
‫المتاحف في جميع أنحاء مكسيكو سيتي وتولوكا جنبا إلى‬
‫“كارل” حيث حصل على التكريم الفخري‪.‬‬ ‫جنب مع غيره من الفنانين المكسيكيين المشهورين‪ .‬كما‬
‫كان لديه معرض في مدينة نيو يورك‪ .‬وتيليز سفير عالمي‬

‫لمتلازمة داون‪ ،‬وتحدث في الأمم المتحدة‪.‬‬

‫‪287‬‬

‫محمد عبدالعزيز المهنا‬

‫مواليد ‪ 1414 / 5 /14‬هـ‬
‫عانى في بداية حياته الكثير من المشكلات‬
‫الصحية‪ ،‬التحق بمدارس دمج حكومية وتعلم‬
‫أساسيات الحياة‪ ،‬عندما كان في المدرسة أحب الرسم‪،‬‬

‫ً‬
‫ورغب بأن يرى الجميع رسوماته‪ ،‬وسعد كثيرا بثناء‬

‫عائلتة عليها‪.‬‬
‫عندما كبر بدأت أسرتة تفكر في مستقبلة‪ ،‬وبما‬
‫أن لديه بعض المشكلات الصحية كان الرسم خياراً‬

‫جيداً له‪.‬‬
‫أصبحت أخته تقوم بطباعة رسوماتة على‬
‫كروت تهنئة وملفات ودفاتر مذكرات وغيرها‪.‬‬

‫وهو يقوم بتغليفها وترتيبها وتصنيفها‪.‬‬
‫الآن رسوماته تباع في المحلات وشارك بها في بعض‬

‫المعارض مع بعض المشاريع للرسم على المنتجات‪.‬‬

‫لكل أم وأب ‪:‬‬
‫(إبحث لدى إبنك عن موهبة يتميز بها مهما كانت‬
‫بسيطة لتيسير حياته كفرد نافع في المجتمع)‬

‫‪288‬‬

289

‫جون كرونين‬

‫نوفمبر‪ ،‬كنا نتحدث حول جواربه‪ ،‬ومع نهاية المحادثة‬ ‫ًً‬ ‫جون كرونين‬
‫قررنا فتح متجر جوارب على الإنترنت وتسميته “جونز‬
‫يبلغ من العمر ‪ 22‬عاما فقط‪ ،‬لكنه يدير مشروعا‬
‫كريزي سوكس”‪.‬‬ ‫جداً‬ ‫ً‬
‫جون مهتم بنشر السعادة‪ ،‬وإحدى طرقه للقيام بذلك‬ ‫أسس‬ ‫الدولارات‪.‬‬ ‫من‬ ‫ملايين‬ ‫عدة‬ ‫قيمته‬ ‫تبلغ‬ ‫ناجحا‬
‫هي من خلال العطاء‪ .‬تذهب خمسة بالمائة من الأرباح‬
‫إلى الألعاب الأولمبية الخاصة التي شارك فيها جون‪ .‬كما‬ ‫جون كرونين مع والده مارك كرونين “جونز كريزي‬
‫أن الشركة لديها سلسلة من جوارب التوعية وقد تبرعت‬
‫لقضايا مثل التوعية بمتلازمة داون‪ ،‬وبالتوحد وأبحاث‬ ‫سوكس” في شهر ديسمبر ‪ .2016‬نمت فكرة المشروع‬
‫سرطان الثدي‪ .‬وارتدى الكثير من المشاهير جواب جونز‬
‫من حب جون للجوارب “ذات الصيحة المستقبلية”‪ .‬في‬
‫كنوع من الدعم والتشجيع‪.‬‬
‫خريف عام ‪ ،2016‬عندما كان كرونين في العام الأخير‬

‫من دراسته الثانوية حيث درس تجارة التجزئة وخدمة‬

‫العملاء‪ .‬بدأت فكرته عن الجوارب في التبلور‪ .‬صرح‬
‫مارك كرونين لموقع ‪“ :THE MIGHTY‬في شهر‬

‫‪290‬‬

‫لورين بوتر‬

‫عامة وهي معروفة يدفاعها عن الأشخاص ذوي‬ ‫لورين بوتر‬
‫الإعاقة‪.‬‬
‫ممثلة ومنتجة أمريكية‪ ،‬اشتهرت بدور بيكي‬
‫ولدت لورين في ‪ 10‬مايو ‪ ،1990‬ونشأت في‬ ‫جاكسون في المسلسل الناجح “‪ .”GLEE‬كما أنها‬
‫إنلاند إمباير في جنوب كاليفورنيا‪ .‬تم تشخيصها‬ ‫لعبت دور البطولة في “غرفة الضيوف” و “السيد‬
‫عند ولادتها بمتلازمة داون‪ .‬ولم تستطع المشي‬ ‫بلو سكاي” من بين عدة أعمال أخرى‪ .‬في نوفمبر‬
‫حتى سن الثانية‪ ،‬لكنها بدأت بعد ذلك في حضور‬ ‫‪ ،2011‬ع ّينها الرئيس الأمريكي في لجنة الرئيس‬
‫فصول الرقص والتمثيل في سن مبكرة‪ .‬تخرجت في‬ ‫للأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية‪ ،‬حيث قدمت‬
‫مدرسة ريفرسايد بوليتكنيك الثانوية في ريفرسايد‪،‬‬ ‫المشورة إلى البيت الأبيض بشأن القضايا التي تؤثر‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬وكانت تدرس في كلية إيرفين فالي في‬ ‫على الأشخاص ذوي الإعاقة‪ ،‬بما في ذلك قضايا مثل‬
‫الدمج في التعليم وأماكن العمل‪ .‬لورين متحدثة‬
‫إيرفين‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬حتى أواخر عام ‪.2011‬‬

‫‪291‬‬

‫أنجيلا كوفادونغا باتشيلير‬

‫ليون‪ .‬وعملت لمدة عامين ونصف في قاعة مدينة‬ ‫أنجيلا كوفادونغا باتشيلير‬
‫بلد الوليد كمساعد إداري‪ .‬وقد أتيحت لها الفرصة‬
‫للتقدم عندما تنحى أحد زملائها السياسيين في‬ ‫(من مواليد عام ‪ )1983‬عضوة في مجلس مدينة‬
‫حزب الشعب‪ .‬وصفها رئيس البلدية ليون خافيير‬ ‫بلد الوليد بإسبانيا وعضوة في حزب الشعب‪.‬‬
‫ليون دي لا ريفا بأنها “مثال للقوة والتغلب على‬ ‫أصبحت أول عضو في مجلس مدينة بإسبانيا لديه‬
‫العقبات”‪ ،‬بينما قالت مديرة مكتب الرعاية‬ ‫متلازمة داون‪ ،‬وأدت اليمين في ‪ 29‬يوليو ‪ .2013‬وهي‬
‫الاجتماعية روزا هيرنانديز عنها‪“ :‬الشيء الأكثر‬ ‫تعمل على ضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على‬
‫أهمية هو أن عائلتها لم تبالغ في حمايتها‪ .‬هي عنيدة‬
‫الحقوق نفسها التي يتمتع بها المواطنون الآخرون‪.‬‬
‫وقادرة على القيام بعملها في جميع الأوقات”‪.‬‬ ‫كانت أنجيلا باتشيلير أول شخص لديه متلازمة‬
‫داون‪ ،‬يحصل على شهادة التدريب المهني في كاستيلا‬

‫‪292‬‬

‫بابلو بينيدا‬

‫الأطفال ذوي الإعاقة‪.‬‬ ‫بابلو بينيدا‬
‫وقد شارك بابلو في فيلم “‪،”YO، TAMBIÉN‬‬
‫(من مواليد عام ‪ )1974‬شخصية عامة معروفة‬
‫وحصل على جائزة سيلفر شيل من مهرجان سان‬ ‫في مجتمع متلازمة داون‪ .‬وهو من إسبانيا ويعمل‬
‫كمدرس بعد الحصول على دبلوم في التدريس ودرجة‬
‫سيباستيان السينمائي الدولي لعام ‪ 2009‬عن أدائه‬ ‫البكالوريوس في علم النفس التربوي‪ .‬وكان أول‬
‫طالب لديه متلازمة داون‪ ،‬في أوروبا يحصل على‬
‫في هذا الفيلم‪ ،‬وفيه يلعب دور خريج جامعة لديه‬ ‫شهادة جامعية‪ .‬وهو متحدث علني تسعى إليه الكثير‬
‫من المحافل حيث يركز على قضايا الإعاقة وتربية‬
‫متلازمة داون‪ ،‬والذي يشبه إلى حد كبير حياته‬
‫ً‬ ‫أل َّف‬
‫التعلم‪:‬‬ ‫“تحدي‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬ ‫كتابا‬ ‫وقد‬ ‫الحقيقية‪.‬‬

‫الأطفال من ذوي الإعاقة (دليل للآباء)‪”.‬‬

‫‪293‬‬

‫جون فرأنكلين ستيفنز‬

‫في عام ‪ ،2016‬حصــل على جائــزة كوينــي‬ ‫جون فرأنكلين "ف ًرأنك" ستيفنز‬
‫جونــز للمنــاصرة الاســتثنائية مــن مؤسســة‬
‫متلازمــة داون‪ ،‬العالميــة‪ .‬وقــد شــارك ســتيفنز‬ ‫البالغ من العمر ‪ 36‬عاما ممثل ورياضي أمريكي‬
‫ً‬
‫في الأولمبيـاد الخاصـة في الفروسـية‪ .‬وهـو أيضـا‬ ‫لديه متلازمة داون‪ .‬وهو معروف أكثر من خلال‬
‫عضــو في مجلــس إدارة الألعــاب الأولمبيــة‬
‫الخاصــة في ولايــة فرجينيــا‪ .‬ويعمــل فرانــك‬ ‫جهوده في الدفاع عن الأشخاص من ذوي متلازمة‬
‫أيضــاً ممثــاً حيــث شــارك في فيلــي "داون"‬ ‫ًً‬

‫و"لمســة غرايــس"‪.‬‬ ‫داون‪ .‬وقد ألقى خطابا قويا للكونجرس حظي‬
‫بانتشار مدو ٍّو‪ ،‬حول إجهاض الجنين بمتلازمة‬
‫داون‪ ،‬مجادلاً بأنه غير أخلاقي‪ .‬وتحدث أيضاً في‬

‫الأمم المتحدة عن تحدي الطريقة التي ينظر بها‬
‫ً‬

‫المجتمع غالبا إلى من لديهم متلازمة داون‪.‬‬

‫‪294‬‬

‫ماركوس سيكورا‬

‫أنحاء العالم في مؤتمر متلازمة داون‪ ،‬في جلاسكو‬ ‫ماركوس سيكورا‬
‫بالمملكة المتحدة‪ .‬وحظي كتابه الأول للأطفال‪،‬‬
‫“بلاك داي‪ :‬فرقة الروك المتوحشة”‪ ،‬باستقبال جيد‬ ‫ً‬
‫مع تقييمات مستمرة بخمس نجوم‪ .‬وعندما لا يشاهد‬ ‫شخص مبدع وهو يبلغ من العمر ‪ 28‬عاما‬
‫المسرح أو يغني أو يمارس التمارين الرياضية‪ ،‬فإنه‬ ‫ويعيش في أوماها بولاية نبراسكا‪ ،‬وتخرج في مدرسة‬
‫يفكر في التتمة “بلاك داي ‪ .”2‬وهو سفير عرض‬ ‫مادونا‪ .‬عمل ماركوس على خشبة المسرح مع فرق‬
‫الأزياء “كن جميلاً كن نفسك” وداعم لمؤسسة‬ ‫محلية ووطنية‪ ،‬وكتب مسرحية قصيرة من فصل‬
‫واحد‪ ،‬وتحدث إلى مجموعات متنوعة من جميع‬
‫متلازمة داون‪ ،‬العالمية‪.‬‬ ‫الأعمار‪ ،‬في المدارس والمكتبات ومتاجر الكتب‪،‬‬
‫وحتى الأمم المتحدة‪ ،‬وكذلك إلى المندوبين من جميع‬

‫‪295‬‬

‫أحمد مقدم‬

‫عمره ‪ ٢٠‬سنة‬
‫تخرج في مركز العون‬
‫يعمل في ركن المذاق المغربي‬

‫للقهوة بجدة‪.‬‬

‫ولد أحمد في ظل أسرة واعية لحالته‪،‬‬
‫حيث قامت بإلحاقه بقسم التدخل المبكر‬
‫لمركز العون منذ أن كان بعمر تسعة شهور‪،‬‬
‫واستعانت بالعديد من الجهات والأشخاص‬
‫المختصين لمساعدتها في تحسين قدرات طفلها‬
‫في جوانب تأهيلية وتعليمية وكذلك في النطق‬
‫والتخاطب‪ .‬حتى أصبح من المتميزين على‬

‫مستوى المركز‪.‬‬

‫‪296‬‬

‫اشترك في العديد من المحافل‬
‫الرياضيه المحلية والدولية والتحق‬
‫بدورات خاصة بذوي متلازمة داون‪.‬‬
‫حصل على دورة مساعد اداري‪،‬‬
‫دورة التعبئة و التغليف‪ ،‬و دورة‬

‫اخلاقيات المهنة‪.‬‬

‫قام بصنع مجسم خزفي في مركز‬
‫العون وشارك به في مسابقة دولية‪،‬‬
‫وتم اختيار مشاركته من أفضل ‪١٠٠‬‬

‫عمل على مستوى العالم‪.‬‬

‫اشترك في ماراثون البوسنة‪،‬‬
‫ماراثون بيروت‪ ،‬وله عدة مشاركات‬

‫سنوية في ماراثون مركز العون‪.‬‬
‫بعد تخرجه مباشره تبنت قدراته‬
‫الرائعة جمعية النجاح بجدة ضمن‬
‫خططها العملية في إدراج الشباب‬
‫ذوي متلازمة داون‪ ،‬في سوق العمل‪،‬‬
‫واستطاعت أن تجد له وظيفة مناسبة‪،‬‬
‫في ركن المذاق المغربي للقهوة في مدينة‬

‫جدة‪.‬‬

‫وهو الآن على رأس عمله في عامه‬
‫الثاني ليثبت أن ذوي متلازمة داون‪،‬‬
‫محل الثقة لأداء ما يوكل لهم من مهام‪،‬‬
‫وأنهم كذلك مبدعون‪ ،‬ويجيدون‬
‫العمل بإخلاص عند وجود جهة تهتم‬
‫بهم وترعاهم وتشرف على توظيفهم‬

‫واستقلالهم كأي شخص آخر‪.‬‬

‫‪297‬‬

‫الفصل السابع‬
‫حـــــــروف من الــــقــــــلب‬
‫خواطر ورسائل‬
‫إلى ُب َن َّي‬

‫‪298‬‬

‫النبتة المختلفة‬

‫الجزء‬
‫الأول‬

‫في شكلها وطريقة نموها مع أنها من جنس نبتاتهم‬ ‫كان هناك أسرة لهم منزل جميل‪ ،‬وفيه حديقة صغيرة‬
‫الأولى‪ ،‬و ُسقيت بنفس الماء‪ ،‬و ُغرست في نفس التربة‪ ،‬إلاَّ‬ ‫ً‬
‫أنها اختلفت في بعض صفاتها الشكلية وطريقة نموها‪.‬‬
‫استعانوا ببعض من لديهم الخبرة بمثل هذه الأمور‪،‬‬ ‫وجميلة أيضا‪ ،‬وكانوا كل فترة يزرعون فيها شجرة ينتقون‬
‫فأكدوا لهم أنها فعلاً مختلفة‪ ،‬وأن فيها خللاً سيجعلها‬ ‫نبتتها بعناية فائقة‪ ،‬ويحيطونها بكل أنواع الرعاية‬
‫والعناية إلى أن تكبر ويشتد عودها‪ ،‬وفي مرة من المرات‬
‫ً‬
‫هكذا دائما‪ ،‬ولن تكون كبقية الأشجار التي قبلها‪،‬‬ ‫ً‬
‫غرسوا نبتة من جنس ما يغرسون دوما‪ ،‬وما أن بدأت‬
‫تنمو وتظهر حتى تفاجأوا أنه بدأ يظهر عليها اختلاف‬

‫‪299‬‬

‫ً‬ ‫عناية‬ ‫تحتاج‬ ‫أنها‬ ‫إلاَّ‬ ‫كبيراً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تختلف‬ ‫لن‬ ‫لكنها‬
‫يرعوا قبلها شيئا يماثلها‪.‬‬ ‫اختلافا‬
‫لاحظوا أنهم لم يتابعوا نباتاتهم الأولى كما يحصل‬
‫لهذه النبتة ووجدوا أنهم يتذكرون كل لحظة من لحظاتها‪،‬‬ ‫خاصة ورعاية مستمرة للمحافظة عليها‪ ،‬فأصابتهم‬
‫لأنها كانت تحظى بالاهتمام والمتابعة الكبيرة والممتعة‪،‬‬
‫بل أصبحوا يدونون كل هذه التطورات مهما كانت صغيرة‬ ‫الحيرة والذهول وصدمهم الخبر‪ ،‬فماذا يفعلون؟‬

‫ويتباشرون بها‪.‬‬ ‫قرروا الرضا بما حصل‪ ،‬وأن هذا قدرهم فليرعوا‬
‫فذاك اليوم الذي ازداد طولها‪ .‬وذاك اليوم الذي ظهر‬
‫لها برعم جديد‪ .‬ويوم ظهر لها أوراق جديدة‪ .‬وتبقى مثل‬ ‫نبتتهم كما هي‪ ،‬وليحرصوا على أن تكون كسائر‬
‫هذه الأحداث محفورة في الذاكرة مع أنها مرت مرور‬ ‫ً‬
‫الكرام لما سبقها‪ ،‬وإن تذكروها فهي أمور تعتبر بسيطة‪.‬‬
‫أما نبتتنا هذه فالوضع مختلف‪ .‬فكل نمو مهما كان‬ ‫أشجارهم الجميلة‪ ،‬ويوما بعد يوم أصبحت هذه النبتة‬
‫صغيراً يعتبر إنجازا‪ ،‬لأن البعض من المح ِّب ِطين كثيراً ما‬
‫يقولون لا جدوى من التعب على هذه النبتة!! فلماذا كل‬ ‫الصغيرة محور الاهتمام للأسرة‪ ،‬بل زاد بها الاهتمام‬
‫هذا التعب من أجلها؟ مما جعلهم يزيدون من عنايتهم بها‬
‫وحرصهم عليها‪ ،‬بل وزادت علاقتهم بكل ما له علاقة‬ ‫وأصبحوا متعلقين بها‪.‬‬
‫بمشكلة نبتتهم وزادت معارفهم ومهاراتهم وتفتحت لهم‬
‫أبواب من المعرفة وطرق التفكير والنظر لأشياء لم تكن‬ ‫لقد كانوا معتدلين في تعاملهم مع جميع ما غرسوا‬

‫موجودة عندهم من قبل‪.‬‬ ‫من الأشجار الأولى‪ ،‬ومعتدلين في عنايتهم بها‪ .‬يقومون‬
‫فزاد تعلقهم بهذه النبتة‪ ،‬بل وازداد جمالها في أعينهم‬
‫وأصبحوا يفخرون بها ويفاخرون أن لديهم نبته مميزة‬ ‫بخدمتها بين حين وآخر ويراعونها على حسب احتياجها‪،‬‬
‫ليست لدى الجميع‪ ،‬بل هم والقليل ممن منحهم الله‬ ‫َّ‬
‫شرف خروج هذه النبتة في أرضهم‪ ،‬واستمروا ولا زالوا‬
‫يولون نبتتهم أقصى درجات العناية والرعاية‪ ،‬بل والمحبة‬ ‫إلا أنهم هذه المرة ومع هذه النبتة الجديدة تغير الأمر‬
‫التي ظهرت لتلك النبتة المختلفة وأصبحوا من محبتهم‬
‫لنبتتهم يدافعون عنها ضد كل من ينتقصها أو يعيبها‬ ‫عليهم‪ ،‬فلاحظوا أنهم أصبحوا متعلقين بهذه النبتة‬
‫بمن يقول‪ :‬إن هذه النبتة نبتة غريبة أو نبتة مشوهة‪،‬‬ ‫ًً‬

‫ً‬ ‫تعلقا مختلفا‪ ،‬وأنهم يتابعون نموها خطوة بخطوة‪ ،‬بل‬
‫أو يسميها اسما فيه انتقاص أو احتقار لها‪ ،‬ويسعون أن‬ ‫ويكررون ذلك‪ ،‬ففي الصباح مثلاً ينظرون كم ازداد‬
‫تكون نبتتهم وسائر النباتات من أمثالها التي بها خلل‬
‫ما‪ ،‬أن تلقى النظرة الصحيحة لها كباقي فصائلها‪ .‬فهل‬ ‫طولها‪ ،‬وفي المساء كذلك يراقبونها كل لحظة‪ ،‬كأنهم لم‬

‫عرفتم هذه النبتة؟‬

‫‪300‬‬


Click to View FlipBook Version