............................................................................ سنن اإلحرام ّام ّ ويسن ّ الغسل لإلحرام ولدخول مكة وللوقوف بعرفة وبمزدلفة غداة النّحر وفي أي ّمي، فإن عجز عن الغسل ّ تيمم. ّ التشريق للر ّب مريد اإلحرام بدنه لإلحرام، وال بأس باستدامته بعد اإلحرام. ّ ويسن أن يطي ّ وال يسن تطييب ثوبه. ّ ويسن ّ أن يصيّل مريد اإلحرام يف غري وقت الكراهة ركعتني لإلحرام، واألفضل أن ّ يحرم الشخص ّ إذا توجه لطريقه. ّ ويسن ّ للمحرم إكثار الت ّ لبية يف دوام إحرامه، ويرفع بالذ ّ كر صوته بها، وتتأكد عند تغّرّي ٍ. ٍ ووقت سحر ٍ ٍ إقبال ليل أو نهار ٍ واختالط رفقة ٍ وهبوط ٍ األحوال، كركوب وصعود وإذا رأى ما يعجبه أو يكرهه، ندب أن ّ ّ يك إن العيش عيش اآلخرة«. يقول:»لب وإذا فرغ من تلبيته صّىّل ّ وسلم عىل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويسأل اهلل تعاىل الجنّة ورضوانه، واستعاذ به من النّار. ّ ّ يك، إن الحمد والنّعمة ّيك ال رشيك لك لب ّيك، لب ّيك ّ الل ّهم لب ولفظ التلبية: »لب لك والملك ال رشيك لك«. الصورة 1،2 مالبس اإلحرام المختار من اإلقناع 39 كتاب الحج
............................................................................. ما يسن عند دخول مكة )1 )بالفتح ّة كداء ّ واألفضل دخول مكة قبل الوقوف بعرفة، واألفضل دخولها من ثني ّ ً ة كد ّ ا بالض ّم والقرص وهي ّ والمد، وهي العليا وإن لم تكن بطريقه، ويخرج من ثني ّق بني الجبلين. ّ ّ ة الط ّ ريق الضي ّ الس ّ فىل والثني ٍ، وإذا دخل م ّّكة ورأى الكعبة، أو وصل محّّل رؤيتها ولم يرها لعًًمى، أو ظلمٍة ًا رافًًعا يديه: »الّّلهّّم زد هذا البيت ترشيًًفا وتعظيًًما وتكريًًما أو نحو ذلك، قال ندًب ّمه، مّّمن ح ّّجه أو اعتمره، ترشيًًفا وتكريًًما وتعظيًًما ومهابًًة، وزد من ّّرشفه وكّر . )2) ّنا بال ّّسالم« ّنا رّب ًّرً ا، الّّلهّّم أنت ال ّّسالم ومنك ال ّّسالم، فحّي وب ويدخل المسجد من باب بني شيبة وإن لم يكن بطريقه. ٍ، ويخت ّص بطواف ٍ وضيق وقت صالة ٍ، كإقامة مجاعة ويبدأ بطواف القدوم إّاّل لعذر القدوم حالل ٌّ وحاج ّ دخل مكة قبل الوقوف. ٌ ٍ . ٌ بنسك ٍ ّ سن له إحرام ومن دخل الحرم ال لنسك، بل لنحو تجارة )1 )وهو ما يعرف اليوم بالحجون، ومنه قول الشاعر: ُ . كان لم ُ يكن بين الحجون إلى الصفا * انيس ولم يسمر بمكة سامر )2 )رواه الشافعي في مسنده. 40 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
............................................................................. )1) واجبات الطواف ٌ واف بأنواعه ثمانية: ّ واجبات الط )1 )سواء أكان طواف قدوم أم إفاضة أم وداع أم غير ذلك. األول سرت العورة. والخامس ً كونه سبعا. والسادس كونه يف المسجد. والسابع ّ ّ ة الط ّ واف إن استقل، بأن ني لم ٌ يشمله نسك. والثامن عدم رصفه لغريه، كطلب ٍ غريم. والثالث والرابع جعل البيت عن ًّ يساره مارا تلقاء وجهه. ًا له أو لجزئه يف مروره ببدنه، فلو بدأ بدؤه بالحجر األسود محاذي بغريه لم يحسب ما طافه، فإذا انتهى إليه ابتدأ منه. والثاين ٍ ٍ أصغر وأكرب وعن نجس ٌ عن حدث طهر ّ كما يف الص ّ الة، فلو زاال يف الطواف ّجد ّ د الس ّ رت والطهر وبنى عىل طوافه. المختار من اإلقناع 41 كتاب الحج
............................................................................. سنن الطواف ٍ ٍ كمرض، وأن يستلم ّ الحجر األسود أول طوافه، ّ وسننه: أن يميش يف كله إّاّل لعذر ّ ّ له، فإن عجز عن التقبيل استلم بيده، فإن عجز عن استالمه أشار إليه، ويراعي وأن يقب . ٍ ّ ذلك االستالم وما بعده يف كل طوفة ّ ّ كن اليماني وال ّ ّ ني وال استالمهما، ويسن استالم الر ّ ّ كنني الشامي ّ وال يسن تقبيل الر ّ يسن تقبيله. الركن اليماني الملتزم الحجر األسود مقام إبراهيم الشاذروان حجر إسماعيل بداية الطواف ركن الحجر األسود الركن العراقي الركن الشامي الصورة ٢،2 المطاف سبع مرات مثل هذا الشوط 42 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
1 3 5 7 2 6 4 ............................................................................. ّ واجبات السعي عي ثالثة: ٌ ّ واجبات الس األول واجبات ّ والثاين السعي ّ والثالث ّ أن يبدأ بالصفا ويختم بالمروة. ٍ أن يسعى بعد طواف ركن ٍ أو قدوم ّ بحيث ال يتخل ّ ل بني السعي وطواف ٍ القدوم ٍ الوقوف بعرفة، ومن سعى بعد طواف قدوملم ّ تسن له إعادته بعد طواف اإلفاضة. ّ ًة وعوده منها إليه ً أن يسعى سبع ّ ا ذهابه من الصفا إىل المروة مر ّ ًة أخرى. مر الصفا المروة الخط األخضر الصورة ٣،2 السعي بين الصفا والمروة المختار من اإلقناع 43 كتاب الحج
ِ ، .............. ِ َيقات ُ من الم َ: اإلحرام ثالثة أشياء ِ ُ ُ األركان ُ وواجبات ِّ الحج غير واجبات الوقوف بعرفة ًا، أهًاًل للعبادة، ٍ من أرضها، برشط: كونه محرم واجبات الوقوف بعرفة: حضوره بجزء ً ال مغمى عليه مجيع وقت الوقوف، وال بأس بالنّوم. ّ ووقت الوقوف: من وقت زوال الشمس يوم عرفة إىل فجر يوم النّحر، ولو وقفوا ً اليوم العارش غلطا ولم ّ يقلوا عىل خالف العادة أجزأهم وقوفهم ّ ، فإن قلوا عىل خالف العادة وجب القضاء. واجبات الحج ) ّ وواجبات الحج غري األركان ثالثة أشياء( بل مخسة كما ستعرفه، وغاير المصنّف بني ّة ّكن والواجب، ومها مرتادفان إّاّل يف هذا الباب فقط، فالفرض: ما ال توجد ماهي الر ّ الحج إّاّل ٍ به، والواجب: ما يجبر تركه بدم ّ ، وال يتوق ّ ف وجود الحج عىل فعله. ّ األول: )اإلحرام من الميقات ّ ( ولو من آخره، واألفضل من أوله. ّ والميقات يف الل ّ غة: الحد ّ ، والمراد به هنا: زمن العبادة ومكانها. فالميقات الز ّ ماين ٍ ّ من ذي الحجة، فلو أحرم به يف غري وقته انعقد ال وذو القعدة وعرش ليال ٌ ّ للحج ّ : شو ً عمرة ّ ، ومجيع الس ٌ نة وقت إلحرام العمرة، وقد يمتنع اإلحرام بها لعوارض: منها ما لو ً ٍّ ا بحج ّ ، فإن العمرة ال تدخل عليه، ومنها ما لو أحرم بها قبل نفره الشتغاله كان محرم ٍ ّ فإن العمرة ال تدخل عىل أخرى. ًا بعمرة ّمي والمبيت، ومنها ما لو كان محرم بالر 44 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
............................................................................. ٌ ّ كان من أهلها أم ال: نفس مكة، ّ ّ ا الميقات المكاني ّ للحج ّ في حق ّ من بمكة سواء وأم ّ ّ ا غيره فميقات المتوجه من المدينة: ذو الحليفة، وهي على نحو عشر مراحل من وأم ام ومن مصر ومن المغرب: الجحفة، وهي قرية ٌ كبيرة ّ بين مكة ٌ ّمك ّ ة، والمتوج ّ ه من الش ّ والمدينة، وميقات المتوجه من تهامة اليمن: يلملم ٌ ، وهو موضع على مرحلتين من ، وهو جبل على مرحلتين ٌ ه من نجد اليمن ونجد الحجاز: قرن ٌ ّمك ّ ة، وميقات المتوج وهي قرية على ٍ ٌ ّ من مك ّ ة، وميقات المتوجه من المشرق - العراق وغيره: ذات عرق ّ مرحلتين من مكة. ّ واألصل في المواقيت: خبر الصحيحين: »أنّ ّ ه صلى الله عليه وسلم وقت ألهل المدينة ذا الحليفة، ٍ قرن المنازل، وألهل اليمن يلملم، وقال ّ وألهل الشام ومصر الجحفة، وألهل نجد مم ّ ن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك ّهن ّ لهن ّ ولمن أتى عليهن ّ من غير أهلهن ّ ّ فمن حيث أنشأ حت ّ ى أهل مك ّ ة من مكة«. ٍ أحرم من محاذاته، فإن حاذى ميقاتين أحرم ً ومن سلك طريقا ال تنتهي إلى ميقات ّ من محاذاة أقربهما إليه، فإن استويا في القرب إليه أحرم من محاذاة أبعدهما من مكة، وإن لم ً يحاذ ميقات ّ ا أحرم على مرحلتين من مك ّ ة، ومن مسكنه بين مكة والميقات ٍ ً نسكا ّ ثم أراده فميقاته موضعه، ومن وصل ً فميقاته مسكنه،ومن جاوز ميقاتا غير مريد ٍ باإلجماع، فإن جاوزه لزمه العود ليحرم جْزمجاوزته بغير إحرام ً إليه مريد ً ا نسكا لم َ ت ُ ٌ، وإن ٍ أو غيره لزمه دم منه، إّاّل ّ إذا ضاق الوقت أو كان الط ً ريق مخوفا، فإن لم يعد لعذر ٍ ّ سقط الدم عنه وإّاّل فال. ّسه بنسك أحرم ّ ثم عاد قبل تلب المختار من اإلقناع 45 كتاب الحج
............................................................................. ّ وميقات العمرة المكاني ّ لمن هو خارج الحرم ميقات الحج، ومن بالحرم يلزمه ٍ، فإن لم يخرج وأتى بأفعال العمرة أجزأه )1 ّ )ولو بأقل من خطوة ّ الخروج إلى أدنى الحل ٌ ّ ، فلو خرج إلى أدنى الحل ّ بعد إحرامه وقبل الط ّ واف والسعي في األظهر ولكن عليه دم ّ سقط عنه الد ّ م، وأفضل بقاع الحل الجعرانة ّ ثم ّ التنعيم ّ ثم الحديبية. الميقات الحج العمرة ّ الميقات الزماني ّ الميقات المكاني ّ الميقات الزماني ّ الميقات المكاني شوال ٌ ذو القعدة عرش ليال من ّ ذي الحجة لمن هو خارج ّ مجيع السنة الحرم، ميقات ّ الحج. ومن بالحرم يلزمه الخروج ّ إلى أدنى الحل. ّمكة ذي الحليفة الجحفة يلملم قرن ٌ ذات عرق الرسم البياني 5،2 الميقات مواقع مواقيت )1 )أدنى الحل عند الشافعي هو: ميقات العمرة. الحج والعمرة دقق هنا 46 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ِ ،.............................................. ِ ّ الثالث ي ْ ال ِجَمار ْ ُ َوَرم ّ ّ ام الت ّ شريق الثالث، ويدخل رمي )و ّ ( الواجب الثاين: ) ّ رمي الجمار الثالث ّ ( كل ٍ يوم من أي ّا وقت جوازه ّ ّ ام التشريق بزوال شمسه، ويخرج وقت اختياره بغروبها، وأم ّكل ٍ يوم من أي ّ ّ ام التشريق، فإن نفر ولو انفصل من منً ٍ ى بعد الغروب أو عاد لشغل في اليوم فإلى آخر أي ّ الث ّ اني بعد رميه جاز، وسقط مبيت الل ّ يلة الثالثة ورمى يومها. ّ ّ مي: ترتيب الجمرات بأن يرمي أوًاًل ّ إلى الجمرة التي تلي مسجد الخيف، ّ وشرط لصحة الر ّ ثم إلى الوسطى، ّ ثم إلى جمرة العقبة. ّمي، لكان أخصر وأجود؛ ليشمل رمي جمرة العقبة يوم النّحر، لو قال المصنّف: والر ّ فإن ٌ ه واجب ٍ يجبر تركه بدم، ويدخل وقته بنصف ليلة النّحر، ويبقى وقت اختياره إلى غروب ّ ّ ام التشريق. ّا وقت الجواز فإلى آخر أي شمس يومه، وأم ٍ ٍ ألنّه الوارد، وكونه بحجر ٍ ، وكونه بيد ّ ات ويشترط في رمي يوم النّحر وغيره كونه سبع مر ّ فيجزئ بأنواعه، وقصد المرمى وتحقق إصابته بالحجر. ٍ عليها ٌ علم فينبغي ً ّ ا غير أن ّ كل جمرة ّ قال الط ّ بري: ولم ًّ يذكروا في المرمى حدا معلوم ً أن يرمي تحته على األرض وال يبعد عنه احتياطا. إلى العرفة إلى مكة 150متر الجمرة األولى 190متر الجمرة الوسطى الجمرة العقبة الصورة 4،2 رمي الجمار الثالث المختار من اإلقناع 47 كتاب الحج
ُ والحلق. ، وهو مرجوح، والمعتمد: ٍ ٌ )و ّ ( الواجب الثالث: )الحلق( على القول بأنّه استباحة محظور ٍ ّته، وحينئذ ّ ّ ، بل نقل اإلمام االتفاق على ركني ه نسك كما مر أنّ ٌ ه ركن، على القول األظهر أنّ ٌ ّ يصحح للمصنّ ّ ف ما ذكره من العدد بإبدال هذا المرجوح بالمبيت بمزدلفة؛ فإن ٌ ه واجب ّ على األصح ٍ ، ويجبر تركه بدم. والواجب فيه ساعة في النّ ّ صف الث ّ اني من الليل، فإن دفع قبل النّ ّ صف الثاني لزمه العود، ٌ ّ ً مي، وهو سبعون حصاة، ٌ ّ ، ويسن أن يأخذ منها حصى الر فإن لم ّ يعد حتى طلع الفجر لزمه دم حر، والباقي وهو ثالث ّ وستون ٌ منها سبع لرمي يوم النّ ٌ ٍ، ٍ إحدى وعشرون حصاة ّ ّ ام الت ّ شريق، كل واحد ً حصاة ألي ٍ ّ ، وسن أن يرمي بقدر حصى ٍ سبع حصيات ّ لكل جمرة الخذف، وهو دون األنملة طوًاًل ً وعرضا بقدر الباقال، ًا ّمي أناب من يرمي عنه، ولو ترك رمي ومن عجز عن الر ّام ّ ّ ام التشريق تداركه في باقي أي من رمي يوم النّحر أو أي ٍ فأكثر. ٌ بترك رمي ثالث رميات ً، وإّاّل لزمه دم ّ التشريق أداء ّ ّ ام التشريق ّ ابع: المبيت بمنًى ليالي أي والواجب الر ٍ ال يحنث إّاّل معظم ّ الليل، كما لو حلف ال يبيت بمكان ٌ ّ ، ومحل وجوب بمبيت معظم ّ الليل، فإن تركه لزمه دم ّ ت ّ مبيت الل ّ يلة الثالثة: لمن لم ينفر النّ ّ فر األول كما مر اإلشارة إليه. الصورة ٦،2 المبيت بمنى الصورة 5،2 الحلق 48 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
............................................................................. ّ ٌ ا طواف الوداع فهو واجب ّمات اإلحرام، وأم ّز عن محر والواجب الخامس: ّ التحر مستقل ٍ ليس من المناسك على المعتمد، فيجب على غير نحو حائض ّ كنفساء بفراق مكة ٌّ ٍ ٍ ، ويجبر تركه بدم، فإن عاد بعد فراقه ٍ قصير ٍ، أو فارقها لسفر ًّ ٍّ ا أو غير حاج ومعتمر ّ ولو مكي ٍ ّ قبل مسافة القصر وطاف فال دم عليه، وإن مكث بعد الطواف ال لصالة أقيمت أو بال طواف ٍ ّ أعاد الطواف. ٍ كشراء زاد شغل سفر الصورة ٧،2 واجبات الحج 1 اإلحرام من الميقات 2 ّ رمي الجمار الثالث 4 المبيت بمنًى ّز عن التحر ّ ّمات اإلحرام محر 5 الحلق )المعتمد: أنّه ركن( 3 المختار من اإلقناع 49 كتاب الحج
............................................................................. حكم زيارة قرب الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية أدائها ّ ويسن ّ دخول البيت والصالة فيه، وشرب ماء زمزم، وزيارة قبر النّ ّ بي صلى الله عليه وسلم ولو ٍ ّ ، وسن ّ لمن قصد المدينة الشريفة لزيارته أن يكثر في طريقه من ٍّ لغير حاج ومعتمر ّ وضة، وهي بين قبره ومنبره، ّ الص ّ الة والسالم عليه، فإذا دخل المسجد قصد الر ّة المسجد بجانب المنبر، ّ ثم وقف مستدبر القبلة مستقبل رأس القبر ّ وصلى تحي ّ الش ٍ ريف، ويبعد عنه نحو أربعة أذرع ّ ، فارغ القلب من عالئق الدنيا، ّ ويسلم بال رفع )1 ،) ٍ ّ ، وأقل ّ ه السالم عليك يا رسول اهلل صلى الله عليه وسلم، ّ ثم ّ يتأخ ٍ ر صوب يمينه قدر ذراع صوت ٍ، ّ ثم ّ يتأخ ٍ ر قدر ذراع ّ فيسلم على عمر ، ّ ثم يرجع إلى موقفه ّ فيسلم على أبي بكر ّه، وإذا أراد ّ األول قبالة وجه النّ ّ بي ّ صلى الله عليه وسلم، ويتوس ّ ل به في حق نفسه، ويستشفع به إلى رب ّ الس ّ فر ود ّ ع المسجد بركعتين، وأتى القبر الش ّ ريف وأعاد نحو الس ّ الم األول. )1 )الذراع بمقدار اليوم )834.61 سم( وهذا هو متوسط قياسه. 50 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
لبية ُ ، وطواف ُ ِ ّ ، والت ُ : اإلفراد ُ وهو تقديم ِّ الحج على العمرة سبع ِّ الحج ٌ ن وسنَ ُ ُ د ِوم، .................. .................................................. القُ ُ سنن الحج سبع(: ) ّ وسنن الحج ٌ ( كثيرة المذكور منها هنا ) ٌ ٍ)وهو( )تقديم( أعمال ) ّ الحج على( أعمال )العمرة(. ّ األول: )اإلفراد ٍ ( في عام واحد أوجه أداء الحج والعمرة: : ٍ ّ فإن ّ الحج ّ والعمرة يؤديان عىل ثالثة أوجه ً القران بأن يحرم بهما مع ّ ا في أشهر الحج أو العمرة ّ ثم ٍ ّ ثم ّ يعمل عمل الحج فيهما. ّ يحج ٍ قبل شروع في طواف ّ الت ّمتع وهو عكسه. اإلفراد. والثاين: والثالث: ّ األول: ٍّ ع أفضل من القران، وعلى كل من الت ّمت وأفضلها اإلفراد إن اعتمر عامه، ّ ثم ّ ٌ إن لم يكونا من حاضري المسجد الحرام وهم من مساكنهم ّ المت ّمتع والقارن دم دون مرحلتين منه. الت ّ كبري فيه دونها وتقدم صيغتها، ومن ال ّ ّ مي فيستحب ّ التلبية( إّاّل عند الر )و ّ ( الثانية: ) ّ ّة يأيت بها بلسانه. يحسنها بالعربي ٍ ٍّ وبحاج ّ دخل مكة قبل الوقوف، )و ّ ( الثالثة: )طواف القدوم ّ ( وتقدم أنّه يخت ّص بحالل فلو دخل بعد الوقوف تعّنّي طواف اإلفاضة لدخول وقته. المختار من اإلقناع 51 كتاب الحج
د َّ ُ نَ ُ ى، وطواف ِ الوداع، ويتجر ِ ِ ُ ، والمبيت بِم َف ّ ة، وركعتا الطواف ِ م ْزَدل ُ يت بِ ِ ُ والمب ً ِ أبيضين. َداء ِ َِزًارا ور س إ َ ُ َلب ِ، وي ِيط ل ِ عند اإلحرام َ عن المخ ُ ج َّ ُ الر ّ . ٍ ّ ، واألصح أنّ ٌ ه واجب كما مر ٍ ضعيف ّ ابعة: )المبيت بمزدلفة( عىل وجه )و( الر )و ّ ( الخامسة: ) ّ ركعتا الطواف( خلف المقام، فإن لم ّ يتيسر ففي الحجر، فإن لم ّ يتيسر ففي المسجد، فإن لم ّ يتيسر فحيث شاء من الحرم. )و ّ ( السادسة: )المبيت بمنًى( ليلة عرفة؛ ألنّه لالستراحة ال للنّسك، وخرج بقيد ّ بيانه. ّ عرفة المبيت بها ليالي الت ّ شريق، فإن ٌ ه واجب كما مر ّ بيانه. ٍ ٍ مرجوح، واألظهر أنّ ٌ ه واجب كما مر )و ّ ( السابعة: )طواف الوداع( عىل قول ًا، ولو عّرّب بالمحيط ّ بضم الميم ّ جل عند اإلحرام عن المخيط( وجوب ّد الر )ويتجر )1) ٍ ّ بدل المخيط بالخاء المعجمة لكان أوىل؛ ليشمل الخف ّ واللبد ٍ مهملة وبحاء ً أبيضني( جديدين وإّاّل فمغسولني ونعلني، ًا ) ً إزارا ورداء والمنسوج )ويلبس( ندب ّ ّ جل المرأة إذ ال نزع عليها يف غري الوجه والكفني. وخرج بالر )1 ِّ )اللبد: وهي ما تصنع من الصوف الموبر. 52 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ّمات اإلحرام وحكم الفوات فصل يف محر ٌ ج ِل ... َّ ُ ْ ِس من الر َّ أ ، و تغطية الر ِ ُ ِيط المخ س َ ْ ُ : لب َ ُ عشرة ْ أشياء ُ ُ ُ على الم ْحِرِم م ُ َ ْحر وي ّمات اإلحرام وحكم الفوات فصل يف محر ٌ ٍ ٌ أو بهما أمور ٌ كثرية وقد بدأ بالقسم ّ األول فقال: )ويحرم عىل المحرم ٍّ ( بحج أو عمرة المذكور منها هنا )عرشة أشياء(: ّ األول: )لبس المخيط( وما يف معناه كالمنسوج عىل هيئته، ٍ أم غري ذلك يف مجيع بدنه، ٌ ٍ أكان من قطن أم من جلد ّ والملزوق واللبد، سواء إذا كان معموًاًل عىل قدره، عىل الهيئة المألوفة فيه؛ ليخرج ما إذا ارتدى ٍ ّ أو ات ّ زر برساويل، فإن ّ ه ال فدية يف ذلك. لخبر الصحيحني عن بقمي ٍص أو قباء ابن عمر : ّ »أن رجًاًل سأل النّ ّ بي ّ صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال: )1 ،)وال الخفاف، إّاّل ٌ أحد ال ال يلبس القمص وال العمائم، وال ال ّرّساويالت وال الربانس ّ يجد نعلني فليلبس الخف ّ ني، وليقطعهما أسفل من الكعبني، وال يلبس من الث ً ياب شيئ ّ ا مسه « ّ زاد البخاري ّ »وال تنتقب المرأة وال تلبس القفازين«. )2) زعفران ٌ أو ورس ٌ ّ جل ّ ( ولو البياض الذي ّ أس من الر )و( الثاين: )تغطية( بعض )الر ً ً ا عرف ً ا، مخيطا ٌ ّ أسرت البعض اآلخر أم ال بما يعد ساتر وراء األذن، سواء أو غريه، كالعمامة والحنّ ّ اء؛ لخبر الصحيحني: »أنّه صلى الله عليه وسلم قال يف المحرم ًا« ّي ا: ال تخم ّ روا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملب ًّت ّ ّ من عىل بعريه مي ّالذي خر )1 )جمع برنس وهي قلنسوة طويلة. )2 ٌ )نبت ُ أصفر تصبغ به الثياب. الصورة ٨،2 لبس المخيط الصورة ٩،2 ّ اس تغطية الر المختار من اإلقناع 53 كتاب الحج
)1 )سورة الحج. اآلية: 78. )2 )الفصد: هو قطع العرق. ُّ بالد ْه ِن، ........................ الش ْعِر َّ يل ُ ِ َ ، وت ِرج والكف ِ ين من المرأة ِ َّ والوجه ٍ ٍ ٍ بمحمل ّ وإن مسه، فإن لبس أو سرت ذلك بغري عذر ً ا، كاستظالل ّ بخالف ما ال يعد ساتر ٍ ّ كأن جرح رأسه فشد ٍ أو مداواة ٍّ أو برد ٍ من حر حرم عليه، ولزمته الفدية، فإن كان لعذر )1 )لكن ج﴾ َ ٖۚ َر ۡ ح ِ ِ من ِين ّ ۡ ِ يِف ٱدل ُ م ۡك ي َ ل َ َ ع َل َع َا ج َم ً عليه خرقة، فيجوز؛ لقوله تعاىل: ﴿و ً تلزمه الفدية قياسا عىل الحلق بسبب األذى. )و( الثالث: سرت بعض ) ّ الوجه والكفني من المرأة( بما ٍ، فيجوز مع الفدية، وعىل المرأة أن ً ا إّاّل لحاجة ّ يعد ساتر ّ أس، تسرت منه ما ال يتأّيّت سرت مجيع رأسها إّاّل ً به احتياطا للر مما ييل ٍ ٍ يسري ّ إذ ال يمكن استيعاب سرته إّاّل بسرت قدر ً الوجه، والمحافظة عىل سرته بكماله لكونه عورة أوىل من المحافظة عىل كشف ذلك القدر من الوجه، وإذا أرادت المرأة سرت وجهها عن النّاس أرخت عليه ما يسرته بنحو ٍ وبرد ٍّ ٍ كحر ٌ فعلته لحاجة ٍ، بحيث ال يقع عىل البرشة، سواء ٍ عنه، بنحو خشبة ٍ ثوب متجاف ّ أس وغريه إّاّل ّ القف ّ از، فليس لها سرت الكفني وال أم ال، ولها لبس المخيط وغريه يف الر ٌ ٍ يعمل لليدين يحشى بقطن ٌ ، ويكون له أزرار ّ تزر ّ أحدمها به للحديث المتقدم، وهو يشء ّ عىل الس ّ اعدين من الربد تلبسه المرأة يف يديها، ومراد الفقهاء ما يشمل المحشو وغريه. )و( الرابع: )ترجيل( أي ترسيح ) ّ الشعر( أي شعر رأس المحرم أو لحيته ) ّ بالدهن( ٌ . )2 )ما لم يقطع بهما شعر ّ ٍب، وللمحرم االحتجام والفصد ولو غري مطي الصورة ١٠،2 ّ ستر الوجه والكفين 54 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
)1 )سورة البقرة. اآلية: 196. )2 )ال يكاد يشم ً شيئا النسداد خيشمه. ِ: هي التوابل. ِير َاز )3 )األب الم ْص َط َكى: لبان تجاري معروف. )4ُ ) يب، ............ ............................. ، والط ُ ِ ِّ ُ ، وتقليم األظفار ه قُ ُ َو َحْل )و( الخامس: )حلقه ّ ( أي الشعر من سائر جسده، ومثل الحلق النّتف واإلحراق ونحو )1 ٌ )أي شعرها، وشعر سائر الجسد ملحق به. ۡ﴾ ُ م َك ُوس ء ُ ر ْ ُوا لِق َۡ َ حَت َاَل ذلك، قال تعاىل: ﴿و )و( السادس: )تقليم األظفار ً ( قياس ّ ا عىل الشعر؛ لما فيه من الّرّتّفه، والمراد من ذلك ٍ. ٍ أو ظفر ّ الجنس الصادق ببعض شعرة ً ا أم غريه، ٌ أكان المحرم ذكر )و( السابع: ) ّ الطيب( سواء ًا ولو مع غريه كالمسك )2 )بما يقصد منه رائحته غالب ولو أخشم ٍ والعود والكافور والورس-وهو أشهر طيب ببالد اليمن- ٌ كان ّ والز ّ عفران وإن كان يطلب للص ّ بغ والت ً داوي أيضا، سواء ّ ذلك يف ملبوسه كثوبه أم يف بدنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم يف الحديث المار: ٌ كان ٌ أو زعفران« وسواء ه ورس ّ »وال يلبس من الث ّ ياب ما مس ٌ ٍ، فيجب مع ّ التحريم يف ذلك ٍ أم احتقان ٍ ذلك بأكل أو إسعاط ّ الفدية، واستعماله أن يلصق الطيب ببدنه أو ملبوسه عىل الوجه المعتاد يف ذلك بنفسه وال لون كأن ٌ ّ أو مأذونه، ولو استهلك الطيب يف المخالط له بأن لم ٌ يبق له ريح وال ٌ طعم ٍ ّ جاز استعماله وأكله وال فدية، وما يقصد به األكل أو التداوي وإن كان استعمل يف دواء )4 )لم يحرم، ولم يجب ّبة كالمصطكى )3 ّ )الطي كالتّف ّ اح والسنبل وسائر األبازير بة ّ ّ ٌ ٌ له ريح طي فيه فدية ّ ؛ ألن ّ ما يقصد منه األكل أو التداوي ال فدية فيه. ٌ الصورة ١١،2 ّ الطيب المختار من اإلقناع 55 كتاب الحج
ٍ، ..................... رة بشهوة َ َاش ُ ُ ُ ، والمب قد النِّ َك ِ اح َ ، والوطء ُ ِ َ ، وع ل َّ الصيد ُ َوقْت )و( الثامن: يحرم عىل المحرم ) ّ قتل الصيد( إذا ٍ، ًّ ٍّ ا كبقر وحيش ودجاجة ًّا وحشي ّ ي كان مأكوًاًل بر ّ أو كان متولًد ّ ا بني المأكول الرب ّي ّ الوحيش وبني ٍ أه ٍّيل، ٍ ٍّ وحيش وحمار ٍ بني حمار ّ غريه، كمتولد ّ ّ ا األول: فلقوله تعاىل: ٍ ٍ وظبي، أم أو بني شاة َا )1 )أي أخذه ﴿م ِ ﴾ َّ رَب ۡ ُ ٱل ۡد َ ي ۡ ص ُ م ۡك ي َ ل َ َ ع ِم ّ ُر َح ﴿و ّ ّ ا الثاين: فلالحتياط. )2 )وأم ٗاۗ﴾ ُم ُر ۡ ح م ُ ت ۡ م ُ د ً ويحرم أيض ّ ا اصطياد المأكول الرب ّي ّ والمتولد منه ومن غريه يف الحرم عىل الحالل ً ّ ا ملتزم األحكام، ولخبر الصحيحني: أنّ ّ ه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قال: باإلمجاع، ولو كان كافر ٌ ّ بحرمة اهلل ال يعضد شجره وال ينفر صيده« أي: ال يجوز تنفري صيده ّ »إن هذا البلد حرام ٍ ّ ، فغري الت ّ نفري أوىل، وقيس بمكة باقي الحرم. ٍ لمحرم وال لحالل ٍ، وكذا قبوله له أو لوكيله، واحرتز بالعقد عن ٍ أو وكالة ّكاح( بوالية )و( التاسع: )عقد الن ّ ّ جعة، فال تحرم عليه عىل الصحيح؛ ألنّ ٍ ها استدامة نكاح. الر )و( العارش: )الوطء ّ ( فإنه يحرم باإلمجاع، ويحرم عىل المرأة الحالل تمكين زوجها ٍ، ويحرم عىل الحالل مجاع زوجته المحرمة، ه إعانة عىل معصية المحرم من الجماع؛ ألنّ ٌ ٍ( ال بغريها. )و( كذا )المباشرة ّ ( قبل الت ّحل ّ ل األول فيما دون الفرج )بشهوة )1 )سورة المائدة. اآلية: 96. )2 )سورة المائدة. اآلية: 96 . الصورة ١٢،2 ّ قتل الصيد 56 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ُ ..... ه ّ إاّل الوطء دُ ُ ِ ُفس ينعقد، وال ي هال ُ نُ َّ ِ ع ْقَد النِّ ِكاحَ فإ دية ّ إاّل َ ِ ُ ِ ِ يع ذلك الف َ وفي جم ً ما يجب عىل من ارتكب شيئا من محظورات الحج ّمات المذكورة )الفدية( اآليت بيانها ٍ من )مجيع ذلك( أي المحر )و( يجب )يف ّ ( كل واحد ّكاح( أو قبوله فال فدية فيه ) ّ فإنه ال ينعقد( فوجوده كالعدم، يف الفصل بعده ) ّإاّل عقد الن ٍ ّ ، أو االستمناء، سقطت عنه الفدية يف الصورتني؛ ولو جامع بعد المباشرة بشهوة لدخولها يف فدية الجماع. ما يفسد اإلحرام ّماته ) ّإاّل الوطء( فقط، وإن لم ينزل إذا وقع من محر ٌ )وال يفسده( أي اإلحرام يشء ّ يف العمرة قبل الفراغ منها ويف الحج ّ قبل الت ّحل ّ ل األول قبل الوقوف باإلمجاع، وبعده ً ً ا صحيحا لم ّ يحصل فيه الت ّحل ّ ل األول، ولو ٌ صادف إحرام ً خالفا ألبي حنيفة؛ ألنّه وطء )1 )أي ال ترفثوا َ ﴾ َث ف َ َ ر َاَل زا؛ لقوله تعاىل: ﴿ف ًّّ ًّا ممي ّ كان المجامع يف العمرة أو الحج صبي ٌ فلفظه خرب ومعناه النّ ّ هي، ولو بقي عىل الخبر امتنع وقوعه يف الحج ّ ؛ ألن إخبار اهلل تعاىل قطع ّ ا مع أن ً ذلك وقع كثريا، واألصل يف النّهي اقتضاء الفساد، وقاسوا العمرة صدق ً ٌ ٍ فال يفسد ذلك بجماعه، وكذا النّايس ز من صبي أو مجنون ّ ٍّ ّا غري الممي ّ عىل الحج، أم والجاهل والمكره. )1 )سورة البقرة. اآلية: 197. المختار من اإلقناع 57 كتاب الحج
ِ. منه بالفساد ُ ج ُ ُ َخر وال ي ما يحصل به التحلل ٍ وهي: رمي يوم النّحر، والحلق ّ ويحصل الت ّحل ّ ل األو ّ ل يف الحج بفعل اثنني من ثالث ّ أو الت ّ قصري، والط ّ واف المتبوع بالسعي إن لم ّ يكن فعل قبل، ويحل ّ به اللبس، وسرت ّ جل والوجه للمرأة، والحلق والقلم ّ والط ّ يب والص ّ يد، وال يحل به عقد ّ أس للر الر ٍ : »إذا رميتم الجمرة ّد ٍ جي النّكاح وال المباشرة فيما دون الفرج؛ لما روى النّ ّ سائي بإسناد ٍ إّاّل النّساء« ّ وإذا فعل الث ّ الث بعد االثنني، حصل الت ّحل ّ ل الث ّ اين، وحل ّحل لكم ّكل يشء ّ ّ مات باإلجماع، ويجب عليه اإلتيان بما بقي من أعمال الحج، وهي به باقي المحر ّمي والمبيت مع أنّ ٍ ه غري محرم، كما أنّ ّ ه يخرج من الص ّ الة بالتسليمة األوىل وتطلب الر ّ منه الت ّ سليمة الث ّ انية، لكن المطلوب هنا عىل سبيل الوجوب، وهناك عىل سبيل النّدب، ل ٌ واحد ّ ؛ ألن ّ الحج يطول زمنه وتكثر أعماله، فأبيح بعض ٌ ّا العمرة فليس لها إّاّل ّ تحل أم ٍ آخر، بخالف العمرة. ٍ ، وبعضها يف وقت ّماته يف وقت محر )و( إذا جامع المحرم )ال يخرج منه( أي اإلحرام )بالفساد ّ ( بل يجب المضي يف )1 ّ )فإنه لم ِۚ﴾ َّ هَّلِلِ َ ة َ ۡر م ُ ع ۡ َٱل و َّ َج ۡ ْ ٱحۡل ُّوا تِم َ أ َ ٍ؛ إلطالق قوله تعاىل: ﴿و ٍّ فاسد نسكه من حج أو عمرة ّ يفصل بني الص ّ حيح والفاسد، وصورة اإلحرام بالحج ً فاسدا أن يفسد العمرة بالجماع، ّ ثم ّ يدخل عليها الحج ّ ، فإن ّ ه يصح ّ عىل األصح ً ، وينعقد فاسد ّ ا عىل األصح. )1 )سورة البقرة. اآلية: 196. 58 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ي، ومن ترك ُ َ والهْد ُ ٍ َ وعليه الق َضاء َ ة ع ْمر لَل بَِعَم ِل ُ َّ ُ الوقوف َ بعرفةَ ت َح ه ْ ومن َ فاتُ ًّة ٌ، ومن ترك سن ه دم َُ ً َ ا لِزم حت َ ى يأتي به، ومن ترك واجب ِ ّ ل من إحرامه ِ َّ ركنًا لم يح ٌ. ِها شيء ْ ك ه بتر ُْ لم يلزم ما يجب عىل من فاته الوقوف بعرفة ٍ أو غريه، ّ ثم رشع يف القسم ّ الثاين، وهو الفوات فقال: )ومن فاته الوقوف بعرفة( بعذر ًا ٍ ّ ، وبفواته يفوت الحج ) ّ تحلل( وجوب وذلك بطلوع فجر يوم النّحر قبل حضوره عرفات ً ّ ا بالحج يف غري أشهره، واستدامة ّ؛ لئّاّل يصري محرم كما يف المجموع، ون ّص عليه يف األم ٍ( أي بعملها، ٍ ّ ال يجوز، ويحصل الت ّحلل )بعمل عمرة اإلحرام كابتدائه، وابتداؤه حينئذ ّ فيأيت بأركانها الخمسة المتقدمة بيانها. نعم ّ رشط إيجاب السعي أن ال يكون سعى بعد ٍ طواف قدوم، فإن كان سعى لم يحتج إلعادته )وعليه القضاء ً ( فور ٍ ا من قابل ّ للحج ٌ ً كان فرضا أو نفًاًل، كما يف اإلفساد؛ ألنّه ال يخلو عن ّالذي فاته بفوات الوقوف، سواء ٍ لم ٍ ينشأ عن حرص، فإن نشأ عنه بأن أحرص فسلك ٍ تقصري ّ ، وإنما يجب القضاء يف فوات ٍ فال إعادة عليه؛ ألنّه بذل ما يف وسعه، )و( ً طريق ّ ا آخر ففاته الحج ّ وتحلل بعمل عمرة عليه مع القضاء )الهدي ً ( أيض ّ ا وهو كدم الت ّمتع. ًا، أو سنة من الحج ما يجب عىل من ترك ركنًا، أو واجب ٌ أتركه مع إمكان )ومن ترك ركنًا ّ ( من أركان الحج غري الوقوف، أو من أركان العمرة، سواء ّة وكرس المهملة - فعله أم ال، كالحائض قبل طواف اإلفاضة )لم ّ يحل( بفتح المثنّ ّ اة التحتي أي لم يخرج ) ّ من إحرامه حتى يأيت به ّ ( أي المتروك، ولو بعد سنني؛ ألن ّ الط ّ واف والسعي ّ ً ا ترك الوقوف فقد عرف حكمه من كالمه سابقا. والحلق ال آخر لوقتها، أم ٌ ً أتركه عمدا أم ًا ّ ( من واجبات الحج ّ أو العمرة المتقدم ذكره، سواء )ومن ترك واجب ٌ ٌ ( وهو شاة. ًسهوا أم جهًاًل )لزمه( برتكه )دم ٌ( كرتكها من سائر العبادات. ًّة ّ ( من سنن الحج أو العمرة )لم يلزمه برتكها يشء )ومن ترك سن )1 )سورة البقرة. اآلية: 196 .المختار من اإلقناع 59 كتاب الحج
أسئلة على كتاب الحج س1 ً ما الحج لغة وشرعا؟ ّن حكم الحج، مع ذكر الدليل. س2 بي س3 قارن بين أركان الحج وأركان العمرة . س4 قارن بين اإلفراد والتمتع والقران. س5 أكمل : أ أركان الحج ستة: .....، .....، .....، .....، .....، ..... ب يشترط لوجوب الحج على المرأة ..... والتعليل ..... ج الميقات هو ..... وهو نوعان .....، ..... د ال يجوز للمحرم لبس المخيط والدليل ..... وال تغطية الرأس والدليل ..... س6 ضع عالمة ) ( أو ) ( أمام العبارات التالية مع التعليل : أ ال يجوز الحج للنساء ب يجب الحج على المستطيع ج يلبي الحاج عند رمي الجمار د تستر المرأة وجهها وكفيها في الحج 60 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
فصل ّ يف الدماء الواجبة وما يقوم مقامها ٌ ٍ ، ..... نُسك ُ ِ ُ ُ الواجب بترك َّ ها الدم د ُ َ َح َ: أ خمسة أشياء ُ الواجبة ِ في اإلحرام ُ ُ ِّ والدماء فصل ّ يف الدماء الواجبة وما يقوم مقامها ٌ ٍ ٍّ به أو ارتكاب منهي عنه )مخسة أشياء( بطريق ) ّ والدماء الواجبة يف اإلحرام( برتك مأمور ٍ االختصار، وبطريق البسط تسعة أنواع ّ : دم الت ّمت ّ ع، ودم الفوات، والدم المنوط برتك ٍ به، ودم الحلق والقلم ّ ، ودم اإلحصار، ودم قتل الصيد، ودم الجماع، ودم مأمور االستمتاع، ودم القران. مانية معلومة من كالمه، إذ ٍ فهذه تسعة أنواع ّ ، أخل المصنّ ّ ف باألخري منها، والث ٌ سك، كما سيظهر لك، ودم االستمتاع داخل يف تعبريه ٌ الثة األول داخلة يف تعبريه بالنّ ٌ ّ الث ف ً ة، كما سيظهرلك أيض ّ ا، وستعرف التاسع إن شاء اهلل تعاىل. ُّ بالّرّت ٍ ّ الدم األول: الواجب برتك نسك ( وهو شامل ٍ لثالثة أنواع: ٍ ٌ )أحدها ّ (: أي الدماء ) ّ الدم الواجب برتك نسك ّ دم الت ّمت ّ ع، وإنما يجب برتك ّ اإلحرام بالحج من ميقات بلده. دم الفوات للوقوف بعد ّ الت ّحلل بعمل ّ . ٍ كما مر عمرة ّ الدم المتعلق ٍ به برتك مأمور من الواجبات ّ المتقدمة. ّ والث ّ والثالث ّ األول اين المختار من اإلقناع 61 كتاب الحج
ٍ ِّ في الحج ....... ّ ٍام، ثالثة َ ة ِأي عَشر ُ َ َ ِجْد فصيام ٌ : شاة، فإن لم ي ْ ِ تيب َ وهو على التر )وهو ّ ( أي الد ّ م الواجب يف هذه األنواع الثالثة )عىل الّرّتتيب ّ ( والتقدير، وسيأيت بيان ٍ، ّة، أو سبع بدنة ( مجزئة يف األضحي ٌ ّا الّرّتتيب فهو ما أشار إليه بقوله: ) ٌشاة ّ التقدير، وأم . ٍ أو سبع بقرة ٍ ّ يصري متمتًعا بالعمرة ّ ووقت وجوب الد ّ م عىل المتمت ّ ع: إحرامه بالحج؛ ألنّه حينئذ ّ إىل الحج ّ ، ويجوز ذبحه إذا فرغ من العمرة، ولكن األفضل ذبحه يوم النّحر. ورشوط وجوبه: أن ال يكون من حارضي المسجد الحرام، وهو من مسكنه دون ّ مسافة القرص من الحرم، وأن يحرم بالعمرة يف أشهر الحج ّ من ميقات بلده، وأن يحج ّ بعدها يف سنتها، وأن ال يعود إىل اإلحرام بالحج ّ إىل الميقات الذي أحرم منه بالعمرة ّ بعد مجاوزة الميقات، وقد بقي بينه وبني مكة مسافة القرص فعليه دم اإلساءة. )فإن لم يجد( تارك النّ ً سك شاة ًّ : بأن عجز عنها حس ً ا بأن فقدها، أو ثمنها، أو رشعا بأن وجدها بأكثر من ثمن مثلها، أو كان ً محتاجا إليه، أو غاب عنه ماله، أو نحو ذلك، ٌ ّ أقدر عليه ببلده أم ال، بخالف كف ّ ارة اليمني؛ ألن الهدي يف موضعه وهو الحرم، سواء ٍ( ًا )ثالثة ّ ٍام( بدلها وجوب يخت ّص ّ ذبحه بالحرم والكفارة ال تخت ّص به )فصيام عرشة أي ِ﴾ ّ َج ۡ َّ ٖ ام ِ يِف ٱحۡل ي َ ةِ أ َ ث ٰ َ ل َ ُ ث َام ِصي َ ۡ﴾ أي الهدي ﴿ف ِجد َ ۡ ي م َّ َن ل م َ منها ) ّ يف الحج( لقوله تعاىل: ﴿ف )1 ّ )أي بعد اإلحرام، فال يجوز تقديمها عىل اإلحرام، بخالف الد ّ م، ألن ّ الص ٌ وم عبادة ة ّ فأشبه الزكاة. ٌّ ة ّ ، فال يجوز تقديمها عىل وقتها كالص ّ الة، والد ٌ م عبادة مالي ٌّ بدني )1 )سورة البقرة. اآلية: 196. 62 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ٍ َ إذا رَجَع .................................................... وسبعة ّ ويستحب صومها قبل يوم عرفة؛ ألنّ ّ ه يسن ّ للحاج فطره، فيحرم قبل سادس ذي )1 ، ٍ )وإذا أحرم يف زمن ّ يسع الثالثة وجب عليه تقديمها عىل يوم ّ الحجة ويصومه وتالييه ً ّ ، وليس الس ً فر عذرا يف تأخري صومها؛ النّ ّ حر، فإن أخرها عن يوم النّحر أثم وصارت قضاء ً ّ ا فال يكون الس ً فر عذرا بخالف ٌ ّ إيقاعه يف الحج بالنّ ّص، وإن كان مسافر ّألن صومها متعّنّي ّ ّ ام الترشيق، وال يجب عليه تقديم رمضان، وال يجوز صومها يف يوم النّحر، وكذا يف أي ٍ اإلحرام بزمن ّ يتمك ّ ن من صوم الثالثة فيه قبل يوم النّ ّ حر، ويجوز أن ال يحج يف هذا العام، ّ ويسن ّ للمورس أن يحرم بالحج يوم الّرّت ّ وية، وهو ثامن ذي الحج ّ ة؛ لالتباع، ولألمر به كما ّ يف الص ّ حيحني، وسمي يوم الّرّتوية النتقالهم ّ فيه من مكة إىل منًى. ّ جوع إليهم؛ ّ ٍام )إذا رجع( إىل أهله ووطنه إن أراد الر ٍ( أي )و ّ ( صام بعد الثالثة )سبعة ّ ٍام ًا فليصم ثالثة أي )2 )ولقوله صلى الله عليه وسلم: »فمن لم يجد هدي ۡ ۗ﴾ م ُ ت ۡ َع َج َار ِذ ٍة إ َ ع ۡ ب َ َس لقوله تعاىل: ﴿و ّ يف الحج ً وسبعة إذا رجع إىل أهله« )3 ، ّ )فال يجوز صومها يف الطريق لذلك، فإن أراد ّ اإلقامة بمكة صامها بها. ً ّ ؛ ألن ً فيه مبادرة لقضاء الواجب، ً كانت أو قضاء ّ ويندب تتابع الث ّ الثة والسبعة أداء ً وخروجا من خالف من أوجبه. نعم ّ إن أحرم بالحج ّ سادس ذي الحج ّ ة لزمه صوم الث ً الثة متتابعة ّ يف الحج؛ لضيق ّ ق ٍ أو غريه لزمه قضاؤها، ويفر ّ الوقت، ال للتتابع نفسه، ولو فاتته الث ّ الثة يف الحج بعذر ّ ّ ام الترش ّ يق، ومدة إمكان ٍ، يوم النّحر، وأي ّام ّ يف قضائها بينها وبني السبعة بقدر أربعة أي ً ّ حصلت الثالثة، ّ السري إىل أهله عىل العادة الغالبة كما يف األداء، فلو صام عرشًة والء ّ ّ ة لعدم التفريق. ّ وال يعتد بالبقي )1 )أي: السابع والثامن. )2 )سورة البقرة. اآلية: 196. المختار من اإلقناع 63( 3 )رواه الشيخان. كتاب الحج
)1 )سورة البقرة. اآلية: 196. )2 )سورة البقرة. اآلية: 184. فه، ............................... َُّ ُ ُ الواجب ِ بالحلق َّ والتر ّ والث ّ اني: الدم م الثاين: الواجب بالحلق والرتفه ُّ ّ الد ّ جل، وتكمل الفدية فه( كقلم الظفر من اليد أو الر ُّ ) ّ والث ّ اين: الدم الواجب بالحلق والّرّت ً ّ ؛ بأن ات ّ حد الزمان والمكان؛ وذلك ٍ والء ٍ ، أو إزالة ثالثة أظفار يف إزالة ثالث شعرات )1 ٌ )أي شعرها، وشعر سائر الجسد ملحق به بجامع ۡ﴾ ُ م َك ُوس ء ُ ر ْ ُوا لِق َۡ َ حَت َاَل لقوله تعاىل: ﴿و ّ ّ ا الظ ً فر فقياس ّ ا عىل الشعر، لما فيه من الّرّتّفه. الّرّتّفه، وأم ّ والش ّ عر يصدق بالثالثة، وقيس به األظفار، وال يعترب مجيعه باإلمجاع، وال فرق يف ذلك بني النّايس لإلحرام والجاهل بالحرمة؛ لعموم اآلية، وكسائر اإلتالفات، وهذا بخالف النّ ّ ايس والجاهل يف الت ّمت ّ ع بالل ّ بس والط ّ يب والد ّ هن والجماع ومقدماته؛ ٍ لم ٍ أو عضو ٍ فيهما، ولو أزيل ذلك بقطع جلد العتبار العلم والقصد فيه وهو منتف ٍ باإلزالة. ٌ ّ ؛ ألن ٌ ما أزيل تابع غري مقصود يجب فيه يشء ٍ ّ من أحدمها مد ٍ طعام، ويف ّ ويلزمه يف الش ّ عرة الواحدة أو الظفر الواحد أو بعض يشء ّ الش ّ عرتني أو الظ ّ فرين مد ٍ ان، وللمعذور يف الحلق بإيذاء قمل ٍ أو نحوه كوسخ أن يحلق . )2) ً ا ﴾ ِيض ر َّ ُ م م َ ِ منك َ ن َن اَك م َ ويفدي لقوله تعاىل: ﴿ف ّ ٍم أبيح للحاجة، إّاّل لبس ال ّرّساويل ّ قال اإلسنوي ّ : وكذا تلزمه الفدية يف كل محر ّ جل عن النّ ٌ جاسة مأمور ّ بهما، فخفف ّ والخف ّ ني المقطوعين، ألن سرت العورة ووقاية الر ل ٌ ، فقد استثني صور ال فدية فيها، منها: ما إذا ممنوع ّ أو مؤوٌ فيهما، والحرص فيما قاله ٌ ٍ ّ يف عينه وتأذ ّ ى به، ومنها ما إذا أزال قدر ما يغطيها من شعر رأسه أزال ما نبت من شعر وحاجبيه إذا طال بحيث سرت برصه، ومنها ما لو انكرس ظفره فقطع المؤذي منه فقط. 64 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ِ ُ آص ٍع، على ق بثالثة ُ صد ّ ٍام َّ ، أو الت ُّ ِ أي ُ ثالثة ِ ٌ ر: شاة، أو صوم ِي َّ وهو على الت ْخي ِ َ ين. َ َساك ِ م ستة ل ................................. ُ حل َّ ِ َ ، فيت ب ْ باإلح َصار ُ ِ الواج ُ الث َّ : الدم ُ والث َّ ( مجزئة يف ٌ )وهو ّ ( أي الدم الواجب بما ذكر هنا ) ّ عىل التخيري ّ ( والتقدير فتجب ) ٌشاة ّ ًقة ّ ٍام( ولو متفر ٍ )أو صوم ثالثة أي ٍ أو سبع بقرة ّة، أو ما يقوم مقامها من سبع بدنة األضحي )1 ّ ( )عىل ستة مساكني( ) ّ أو الت ّصدق بثالثة آصع ّ ( بمد الهمزة ّ وضم المهملة ٍ مجع صاع ِن ّ ٗى م ذ َ ٓ أ ِهِۦ ۡ ب و َ ً ا أ ِيض ر َّ ُ م م َ ِ منك َ ن َن اَك م َ ّ لكل ٍ مسكني ٍ نصف صاع؛ وذلك لقوله تعاىل: ﴿ف ُ ٖۚك﴾. س ُ ۡ ن و َ ٍة أ َ ق َ َ د ۡ ص و َ َ ٍام أ ِ ِن صي ّ م ٞ ة َ ي ۡ ِد ف َ ِسهِۦ﴾ أي فحلق ﴿ف ۡ أ َّ ر ّ سائر الكف ٍّ ارات ال يزاد المسكين فيها عىل مد إّاّل يف هذه. ّ الدم الثالث: الواجب باإلحصار ) ّ والث ّ الث: الدم الواجب باإلحصار ّ ( وهو المنع من مجيع الط ّ رق عن إتمام الحج أو ّ العمرة. وهو أول الموانع من إتمام النّسك. وسكت المصنّ ّ ف عن بيان الد ٍ م هنا، وهو دم ترتيب ٍ وتعديل كما سيأيت ) ّ فيتحلل( ٌ أكان المنع بقطع ً ً ا أم قارنا، وسواء ٌ ًّ أكان حاجا أم معتمر ًا، سواء ً جوازا بما سيأيت ال وجوب ۡ﴾ أي م ُ ت ۡ ۡ ِرِص ح ُ ۡ أ ِن إ َ ّ ً جوع أيضا أم ال؛ وذلك لقوله تعاىل: ﴿ف ّ الطريق أم بغريه، منع من الر ّده ال يوجب الهدي. ِي﴾ إذ اإلحصار بمجر ۡ َد ه ۡ َ ٱل ۡ َ َرَس ِ من ي َ ت ۡ َا ٱس م َ الت ّحلل ﴿ف وأردتم ّ واألوىل: ّ للمحرص المعتمر الص ّ رب عن الت ّحل ّ ل، وكذا للحاج ّ إن اتسع الوقت، وإّاّل ّ فاألوىل التعجيل لخوف الفوات. ٍ ّ يمكنه إدراك الحج بعدها، أو يف نعم ّ إن كان يف الحج ّ وتيق ّ ن زوال الحرص يف مدة ٍ ّ امتنع تحلله، وهذا أحد الموانع من إتمام النسك. ّام ّ العمرة وتيقن قرب زواله، وهو ثالثة أي )1 )جمع صاع، وهو ما يساوي 175.2 كيلو جرام بالوزن الحالي. المختار من اإلقناع 65 كتاب الحج
ِ ً ي شاة. ُهد وي وثاين الموانع: ً الحبس ظلم ٍ ا، كأن حبس بدين ٌ وهو معرس ّ ، فإن ّ ه يجوز له أن يتحلل، ٍ ، فإن رشط يف إحرامه ّ ّ ، وال تحلل بالمرض ونحوه كإضالل طريق كما يف الحرص العام ّ أن ّ يتحل ّ ل بالمرض ونحوه جاز له أن يتحلل بسبب ذلك )ويهدي( المحصر إذا أراد حرص يف حل ٍ ُ أو سبع إحدامها، حيث أُ ٍّ ٍ أو بقرة ّ الت ّحلل ) ًشاة( أو ما يقوم مقامها من بدنة حرص. ٍ أو حرم ّ ، وال يسقط عنه الدم إذا رشط عند اإلحرام أنّ ّ ه يتحلل إذا أُ ّ ّ ة الت ّحل ّ ل المقارنة له؛ ألن ّ الذ ّ بح قد يكون للت ّحلل ّوإن ّ ما يحصل الت ّحل ّ ل بالذبح، وني ٍ . ّ وقد يكون لغريه، فال بد من قصد صارف ّ ً تها: أن ينوي خروجه عن اإلحرام، وكذا الحلق أو نحوه إن جعلناه نسكا وهو وكيفي ّ . المشهور كما مر ّ ّ ة كما يف الذ ّ بح، ويشرتط تأخ ّ ره عن الذ ّ بح؛ لآلية السابقة، فإن ّ وال بد من مقارنة النّي ًا، فاألظهر م حسا كأن لم ً يجد ثمنه، أو رشعا كأن احتاج إىل ثمنه أو وجده غالي ّ فقد الد ًّ ّ أن له بدًاًل ً قياس ّ ا عىل دم الت ّمتع وغريه. ً ً ا قياسا مد يوم ٌ ّ بقيمة الش ّ اة، فإن عجز عن الط ّ عام صام حيث شاء عن كل ٍّ والبدل طعام ّ عىل الد ّ م الواجب برتك المأمور به، وله إذا انتقل إىل الص ّ وم الت ّحلل يف الحال بالحلق الت ّحل ّل إن ّ ما رشع لدفع المشقة لت ّرضره بالمقام عىل اإلحرام. ّ ّ ة الت ّحل ّ ل عنده؛ ألن ّ بني ّ ّ ة، فللزوج الحالل أو المحرم تحليل زوجته إذا طالت مدتها وثالث الموانع: ّ الزوجي أو لحقه كبري رضر. 66 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ل ٌ ْث ِ مما له م يد َّ َّ : إن كان الص ُ ير ِ ِ ِ َّ ، وهو على الت ْخي ُ ُ الواجب بَِقْت ِل َّ الصيد َّ : الدم َّ ُ ابع والر ْثَل من النََّع ِم، ....................................................... ِ َ أخرج الم ٍ ٍّ من أبويه فلكل منهما منعه ورابع الموانع: ّ األبو ٍ ة، فإن أحرم الولد بنفل بال إذن ً ّ ا، كالصوم ً وال دوام ٍ من أبويه منعه من فرض النّسك، ال ابتداء وتحليله، وليس ألحد ّ والص ّ الة. ويسن للولد استئذانهما يف النّ ً سك فرض ّ ا أو تطو ًعا. وخامس الموانع: ّ الدين، فليس لغريم المدين تحليله؛ إذ ال رضر عليه يف إحرامه، وله اًّل ّ ليوف ّ يه حق ً ه، بخالف ما إذا كان معرسا أو ًّ ً منعه من الخروج إذا كان مورس ّ ا والدين حا ٍ ّ ، فإن كان الد ّ ين يحل يف ً مورس ّ ا والد ّ ين مؤجًاًل فليس له منعه؛ إذ ال يلزمه أداؤه حينئذ ّ غيبته استحب ّ له أن يوكل من يقضيه عند حلوله. َّ الد ّ م الرابع: الواجب بقتل الصيد ّ ّ ابع: الد ّ م الواجب بقتل الصيد ّ ( المأكول الرب ّي ّ الوحيش ّ ، أو المتولد من المأكول )والر ٍ أه ٍّيل. ٍ ٍّ وحيش وحمار ٍ بني حمار ّ الرب ّي ّ الوحيش ّ ومن غريه، كمتولد ًا، فيضمن به، وما يد رضبان: ما له مثل من النّعم ّ يف الصورة والخلقة تقريب ٌ واعلم ّ أن ّ الص ل ما فيه نقل، بعضه عن النّ ّ بي صلى الله عليه وسلم، يكن فيه نقل ّ ، ومن األو ٌ ال مثل له، فيضمن بالقيمة إن لم ٌ ّ وبعضه عن السلف، فيتبع. ٌ الرضب األول: ما له مثل من النََّعم وقد رشع المصنّف يف بيان ذلك فقال: )وهو ّ ( أي الدم المذكور ) ّ عىل التخيري( بني ثالثة صوري من النّعم. ا له مثل ٌ ( أي شبه ٌّ ٌ ٍ ) ّ إن كان الصيد( المقتول أو المزمن ) ّمم أمور ّعم( أي يذبح المثل من وذكر المصنّ ّ ف األو ّ ل من هذه الثالثة يف قوله: )أخرج المثل من الن ً ٌ ا كان أو أنثى بدنة النّعم ّ ويتصدق به عىل مساكني الحرم وفقرائه، ففي إتالف النّعامة ذكر المختار من اإلقناع 67 كتاب الحج
ً ا، وإن كان مد يوم عن كل ٍّ َ ِّ ِ، أو صام ً ّ ا وتصدَق به ِ طعام مه واشترى بقيمته ّ أو قو ُ ً ا. مد يوم ً ِّ ا، أو صام عن كل ٍّ ِ طعام مما ال ْ مثَل له أخرج بقيمته يد ّ ّ الص ُ ٍ ّ أو أكثر؛ ألن ّ جزاء الصيد تراعى فيه المماثلة، ويحكم ٌ كذلك، فال تجزئ بقرة وال سبع شياه . )1) ۡ﴾ ُ م ِنك ّ ٖل م ۡ َد َا ع و َ ِهِۦ ذ ُ ب ُ م َۡك فيه بمثله من النّعم عدالن؛ لقوله تعاىل: ﴿حَي ّ ثم ّ ذكر الث ّ اين من الثالثة يف قوله: ّ )أو قومه( أي المثل بدراهم ّ بقيمة مثله بمكة يوم اإلخراج ً ا ً ( مجزئ ّ ا يف الفطرة أو مما هو عنده ) ّ وتصدق به( أي )واشرتى بقيمته( أي بقدرها )طعام ًا عىل مساكني الحرم وفقرائه القاطنني وغريهم ّ وال يجوز له الت ّصد ّ ق بالدراهم. ّ الطعام وجوب ً ا ّ ( يف أي مكان كان. مد ّ ( من الطعام )يوم ّ ثم ّ ذكر الث ّ الث من الثالثة يف قوله: ) ّ أو صام عن كل ٍّ ّعم الرضب الثاين: ما ال مثل له من الن ّ ّ ة الطيور ) ّ وإن كان الصيد ّ( ال ّ ذي وجب فيه الدم ) ّمما ال مثل له ّ ( مما ال نقل فيه، كالجراد وبقي ٌ ّ كان أكرب جثًة من الحمام أم ال، )أخرج بقيمته( أي بقدرها ما عدا الحمام كما سيأيت، سواء ً ا ّ ( وإنما لزمته القيمة عمًاًل ّ باألصل يف المتقومات، وقد حكمت الصحابة بها يف الجراد؛ )طعام ه مضمون ّ ال مثل له، فضمن بالقيمة كمال اآلدمي. وألنّ ٌ ويرجع يف القيمة إىل عدلني. ص، وهدر ا فيه نقل ّ ، وهو الحمام، وهو ما عب أي رشب الماء بال م ٍّ ٌ ّ ّ ا ما ال مثل له مم أم ٍ ٌ ، ففي الواحدة منه شاة )3 ، ّ )وكل ّ مطوق )2 ،)والفاختة ّ ّ د، كاليمام، والقمري ّ أي رجع صوته وغر ٍ بحكم ّ الصحابة ّ ، ويف مستندهم وجهان: أصح ٌ هما توقيف بلغهم فيه، ٍ أو معز من ضأن ّ والث ّ اين ما بينهما من الش ّ به وهو إلف البيوت، وهذا إن ّ ما يأيت يف بعض أنواع الحمام؛ إذ ال يتأتى ّ ) ّ أو صام عن كل ّ يف الفواخت ونحوها. ويتصد ّ ق بالطعام عىل مساكني الحرم وفقرائه كما مر ً ا ّ ( يف أي ٍ موضع ً كان؛ قياس ّ ا عىل المثلي. مد ّ ( من الطعام )يوم ٍّ )1 )سورة المائدة. اآلية: 95 . )2 )القمري: حمام مطوق حسن الصوت. )3 )الفاختة: حمام مطوق إذا مشى توسع في مشيته وباعد بين جناحيه وإبطيه وتمايل. 68 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ة ٌ ، فإن لم يجد فبقرة، ٌ ََدَن ْ ِب: ب ي ِ ِ ّ ، وهو على الترت ُ ُ الواجب بالوطء َّ والخامس: الدم ِها ِيمت ََدَنَة ْ بدراهم واشترى بق َ الب َ ِجْد ّ قوم ٌ فإن لم يجد فسبع َ من الغَن ِم، فإن لم ي ً ا. مد يوم عن كل ٍّ َ ِّ دَق ْ به، فإن لم يجد صام َّ ً َ ا وت َص َطَعام ّ الدم الخامس: الواجب بالوطء ) ّ والخامس: الدم الواجب بالوطء( المفسد )وهو ّ ( أي الدم المذكور )عىل الّرّتتيب( ّ ّ ة؛ لقضاء الصحابة ّ جل بصفة األضحي بدنة( عىل الر ٌ ّ والتعديل عىل المذهب، فيجب به ) بذلك. ّ وخرج بالوطء المفسد: مسألتان، األوىل: أن يجامع يف الحج ّ بني الت ّحل ّ لني، والثانية: أن ّ جل: المرأة ً ّ ا بعد مجاعه األو ّ ل قبل الت ّحل ّ لني، ويف الص ّ ورتني إن ٌ ما تلزمه شاة، وبالر يجامع ثاني ّ وإن شملتها عبارته، فال فدية عليها عىل الصحيح. ّة )فإن لم يجد( أي البقرة ) ٌ فسبع من )فإن لم يجد( أي البدنة ) ٌ فبقرة( تجزئ في األضحي الغنم ّ ( من الضأن أو المعز أو منهما )فإن لم يجد( أي الغنم ) ّقوم البدنة بدراهم ّ ( بسعر مكة ً ا ّ ( أو أخرجه مما عنده ) ّ وتصدق به( في حالة الوجوب )واشترى بقيمتها( أي بقدرها )طعام ً ا ّ ( في أي مكان كان، مد يوم ًا ) ّ صام عن كل ٍّ الحرم على مساكينه وفقرائه )فإن لم يجد( طعام ويكمل المنكسر. ّ الدم الواجب بالقران ّا النّ ّ وع التاسع - الموعود ّ بذكره فيما تقد ّ م - فهو: دم القران، وهو كدم الت ّمتع يف وأم الّرّت ّ تيب والت ّ قدير وسائر أحكامه المتقد ّ مة، وإنما لم يدخل هذا النّوع يف تعبريه برتك ٍ عىل المذهب. النّسك؛ ألنّ ٍ ه دم جرب ال دم نسك المختار من اإلقناع 69 كتاب الحج
َ حيث شاء. َ ُ م، ويجزئه أن يصوم ُ ّ إاّل ْ بال َحر ُ الهدي وال اإلطعام ه ئُ ُ ُ ِجز وال ي ِ، ................................... ع َ ش َجره ِ ِ الحرم ، والَ ق ْطُ قتل صيد ُ يجوز وال ُ محل الهدي ووقت ذبحه ّة عندها، )وال يجزئه الهدي وال ّ اإلطعام إاّل بالحرم ّ ( مع التفرقة عىل مساكينه وفقرائه بالنّي ٍ من الفقراء أو المساكين أو منهما ولو غرباء، وال يجوز له أكل ّ وال يجزئه عىل أقل من ثالثة ٍ منه وال نقله إىل غري الحرم وإن لم يجد فيه مسكينً ً ا وال فقريا. يشء ( من حل ٍ أو حرم ٍّ )ويجزئه أن يصوم ّ ( ما وجب عليه عند التخيري أو العجز )حيث شاء ٍ أو نحو ذلك. ّ ّ ة، وكذا تعيني جهته من تمت ٍع أو قران ّ ؛ ويجب فيه تبييت النّي كما مر حكم قتل صيد الحرم وقطع شجره ّ ّ ا حرم مكة فباإلمجاع كما قاله يف ٍ )قتل صيد الحرم( أم )وال يجوز( لمحرم وال لحالل ٌ بحرمة اهلل، ال ّ المجموع، ولخبر الصحيحني: أنّ ّ ه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قال: ّ »إن هذا البلد حرام ٍ ّ ، فغري التنفري أوىل. ّ يعضد شجره، وال ينفر صيده« ٍ أي ال يجوز تنفري صيده لمحرم وال لحالل ّا حرم ّ يف المحرم، وأم ّ وقيس بمك ً ة باقي الحرم، فإن أتلف فيه صيدا ضمنه كما مر ّمت المدينة ما بني البتيها، ال ّ ّ م مكة، وإّيّن حر ٌ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ّ »إن إبراهيم حر المدينة فحرام اًّل للنّسك ًّ )2 )ولكن ال يضمن يف الجديد؛ ألنّه ليس مح )1 ،)وال يصاد صيدها« يقطع عضاهها ّ بخالف حرم مكة. ّ ّ يف الحديثني السابقني، )وال( يجوز )قطع( وال قلع )شجره ّ ( أي حرم مكة والمدينة؛ لما مر ّ طب غري المؤذي، ٌ ّ يف الشجر المستنبت وغريه؛ لعموم النّ ّ هي، ومحل ّ ذلك يف الشجر الر وسواء ّ ّ ا اليابس والمؤذي كالش ٌ وك والعوسج-وهو رضب ّ من الشوك-فيجوز قطعه. أم )1 )العضاة: كل شجر له شوك صغر أو كبر، الواحدة عضاهة. )2 )متفق عليه واللفظ لمسلم. 70 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ْن ِ ِ م ْ َذاء َُة ِ اإلي ِ َ ف َح َصَلَ لُه َ غاي ِف ل َّ ى الطائ َِ ن َ ه صلى الله عليه وسلم ذَه َب إ ُّ ِ: أَ َة ْم َ ُب ُ الحر ِ َ ، وَسب ه ِ َ ائ ِ َص ْحر ب ٍ ِ ُ : هَو َ واد ِف )1َ )و ِّج َّ الطائ ِ ِ يم َ ق ْط ِع ت ْحر َ ِ الم َك ُ ان ب َ َ ِم ُ ْكر َ ِام َ، فأ ِ ْكر ََة اْإْل ِ َ غاي ِيه َ ف ِم ُ ْكر ِ َ فأ ا الم َكان ِ َي هَذ َ ِ ْجَاَلُه َ، ف َجَل َس ف َ ْت ر ي ِ ت َى دم ِ َ حَّ ْال ُكَّفار . ِ ِ ه ْد َ و ْقت َل صي ِ ِه َش َجر ............................................................................. ضمان شجر حرم مكة ّة الكبرية سكت المصنّ ّ ف عن ضمان شجرحرم مك ّ ة، فيجب يف قطع أو قلع الشجرة الحرمي ٌ ّ أخلفت أم ال، والبدنة يف معنى البقرة، ويف الصغرية ّ - بأن تسم ً ى كبرية ً عرف ٌ ا - بقرة، سواء ٌ إن قاربت سبع الكبرية شاة ًّ ، فإن صغرت جدا ففيها القيمة. ٍ ً فأخلف مثله يف سنته بأن كان لطيف ّ ا كالسواك فال ّة ٍ حرمي ولو أخذ غصنًا من شجرة ضمان فيه، فإن لم ّ يخلف أو أخلف ال مثله أو مثله ال يف سنته فعليه الضمان. والواجب ّ يف غري الشجر من النّبات: القيمة؛ ألنّه القياس، ولم يرد نصٌّ ّ يدفعه، ويحل أخذ نباته ّ ّ جلة؛ للحاجة إليه، وألن ذلك يف لعلف البهائم ّ ، وللد ّ واء كالحنظل، وللت ّغذي كالر ّ معنى الزرع، وال يقطع لذلك إّاّل ّ بقدر الحاجة، وال يجوز قطعه للبيع ممن يعلف به؛ ألنّ ّ ه كالط ّ عام الذي أبيح أكله ال يجوز بيعه. ّ ويؤخذ منه أن ّ ا حيث جو ّ زنا أخذ السواك كما سيأيت ال يجوز بيعه، ويجوز رعي ٍ؛ لئّاّل ي ّرض بها، حشيش الحرم وشجره بالبهائم، ويجوز أخذ أوراق األشجار بال خبط ٌ كما يف المجموع نقًاًل عن األصحاب، ونقل ّاتفاقهم عىل أنّه يجوز أخذ وخبطها حرام ّته أنّ ّ ه ال يضمن الغصن اللطيف وإن لم يخلف. ّ ثمرها، وعود السواك ونحوه، وقضي )1 )ونباته، وال ويحرم أخذ نبات حرم المدينة ّ وال يضمن، ويحرم صيد وج ّ الطائف ً ضمان فيهما قطعا. المختار من اإلقناع 71 كتاب الحج
ٌ. ُ في ذلك سواء م ْحِرم ل ْ والُ ِ ُّ ُ والمح ) ّ والمحل والمحرم يف ذلك( أي يف تحريم صيد الحرم وقطع شجره ّ والضمان ٍ لعموم النّهي. ٌ( بال فرق )سواء ّة، فتجزئ البدنة أو البقرة عن حيث أطلق يف المناسك ّ الدم، فالمراد به كدم األضحي ٍ ٍ وإن اختلفت أسبابها، فلو ذبحها عن دم ٍ واجب فالفرض سبعها، فله إخراجه سبعة دماء ّة، فيجب يف عنه وأكل الباقي، إّاّل ّ يف جزاء الص ّ يد المثلي فال يشرتط كونه كاألضحي . ٍ ّ ، بل ال تجزئ البدنة عن شاة ٌ ويف المعيب معيب كما مر رٌي ّ الص ٌ غري صغري ويف الكبري كبٌ أقسام الدماء باعتبار حكمها ٍ ٍ ، دم ترتيب ّ وحاصل الد ٍ ماء ترجع باعتبار حكمها إىل أربعة أقسام ٍ : دم ترتيب وتقدير ٍ ٍ ، دم تخيري ٍ وتعديل. ٍ وتعديل ٍ ، دم تخيري وتقدير القسم ّ األول ٍ به، وهو ترك ّ يشتمل عىل دم الت ّمتع، والقران، والفوات، والمتعلق برتك مأمور ّمي والمبيت بمزدلفة ومنًى، وطواف الوداع. فهذه اإلحرام من الميقات، والر ّ الد ٍ ماء دماء ترتيب، بمعنى: أنّ ّ ه يلزمه الذبح، وال يجزئه العدول إىل غريه إّاّل إذا ٍ، بمعنً ّ ى: أن ّ الرّش ّ ع قدر ما يعدل إليه بما يزيد وال ينقص. عجز عنه، وتقدير والقسم ّ الثاين ٍ يشتمل عىل دم الجماع، فهو دم ترتيب ٍ وتعديل ّ ، بمعنى: أن ال ّرّش ّ ع أمر فيه بالتقويم ٍ، فإن بقرة ّ ، ثم سبع شياه والعدول إىل غريه بحسب القيمة، فتجب فيه بدنة ّ ، ثم ٌ ٌ ً ّ ا وتصد ّ ق به، فإن عجز صام عن كل ّ عجز قوم البدنة بدراهم واشرتى بها طعام ٌ ّ بالتعديل، ّ . ٌ وعىل دم اإلحصار، فعليه شاة ّ ، ثم طعام ًا ويكمل المنكسر كما مر مد يوم ٍّ ًا. مد يوم ّ فإن عجز صام عن كل ٍّ 72 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
............................................................................. والقسم ّ الثالث ٍ ٍ أو ّقلم ثالثة أظفار يشتمل عىل دم الحلق والقلم، فيتخّرّي - إذا حلق ثالث شعرات ّ ٍام. ً ٍ - بني ذبح دم ّ ، وإطعام ست ٍ ة مساكني ّ لكل ٍ مسكني ٍ نصف صاع، وصوم ثالثة أي والء والقسم ّ ابع الر ّ يشتمل عىل دم جزاء الص ّ يد والشجر. ّ ، وتراق يف النّسك ٍ كما مر ً ّ ا، وكلها ال تخت ّص بوقت ّ فجملة هذه الدماء عرشون دم ّال ّ ذي وجبت فيه، ودم الفوات يجزئ بعد دخول وقت اإلحرام بالقضاء كالمتمتع إذا ّ فرغ من عمرته فإن ّ ه يجوز له أن يذبح قبل اإلحرام بالحج ّ ، وهذا هو المعتمد، وكلها ّ وبدلها من الطعام يخت ّص تفرقته بالحرم عىل مساكينه، وكذا يخت ّص ّ به الذبح إّاّل حتى ّ ّ ّ ّ ، فإن عدم المساكين يف الحرم أخره كما مر المحصر فيذبح حيث أحرص كما مر ٍ فلم يجدهم. يجدهم ّ ، كمن نذر الت ّصدق عىل فقراء بلد ٍ ّ ما يسن ّ لمن قصد مك ٍّ ة بحج أو عمرة ٍ ً : أن يهدي إليها شيئا من النّ ّ عم؛ لخبر الصحيحني: ّ ويسن ّ لمن قصد مك ٍّ ة بحج أو عمرة «، وال يجب ذلك إّاّل بالنّذر. ٍ »أنّ ّ ه صلى الله عليه وسلم أهدى يف حجة الوداع مائة بدنة المختار من اإلقناع 73 كتاب الحج
أسئلة في الدماء الواجبة في اإلحرام س1 ما أنواع الدماء الواجبة في اإلحرام؟ وبم يجب دم التمتع؟ وما وقت وجوبه على المتمتع؟ وما المجزئ فيه؟ وما دليله؟ وما الحكم لو أزال المحرم ثالث شعرات؟ وما الواجب بالحلق والترفه؟ وهل يسقط الهدي عنه إذا شرط عند اإلحرام أنه يتحلل إذا أحصر؟ ولماذا؟ وهل يحصل التحلل بالذبح؟ ولماذا؟ وما الحكم لو شرط عند اإلحرام أنه يتحلل بال هدي إذا مرض؟ وما كيفية نية التحلل؟ ً وما البدل عن الدم في اإلحصار إذا فقده حس ً ا أو شرعا؟ ولم شرع التحلل؟ وهل للزوج تحلل زوجته من الحج والعمرة؟ ولماذا؟ وما الواجب فيما له مثل من النعم؟ وما الحكم لو قوم المثلي بدراهم ووزعها على فقراء الحرم ومساكينه؟ وما الواجب في قتل الحمامة؟ ولماذا كان هو الواجب ولم يجب المثل؟ وهل تعتبر قيمة المثلي بالزمان أو المكان ؟ ولماذا؟ وما العبرة بالمماثلة؟ وهل يجب على المرأة دم بالوطء في اإلحرام؟ ولو قدر على بعض الطعام وعجز عن الباقي فما الحكم؟ 74 الصف الثاني الثانوي كتاب الحج
ّن الحكم فيما يأتي : س2 بي أ صام الثالثة أيام قبل سادس ذي الحجة . ب صام الثالثة أيام بعد يوم النحر مع وجود زمن يسعها قبله. ج أزال ثالث شعرات بقطع جلد. د أزال المحرم شعرة واحدة. ھ لبس المحرم سرواًاًل. و أحرم االبن بال إذن من أبويه نفًاًل. ز جامع في الحج بين التحللين. ح أخذ غصنًا من شجرة حرمية فأخلف مثله في سنته. ط رعي البهائم حشيش الحرم وشجره. س٣ هل يجزئ الهدي أو اإلطعام خارج الحرم؟ وما مكان الذبح لكل من الحاج والمعتمر؟ وما أقسام الدماء باعتبار حكمها؟ المختار من اإلقناع 75 كتاب الحج
كتاب البيوع وغيرها من المعامالت معيار التعلم 76 الصف الثاني الثانوي
يتوقع من الطالب بعد دراسة أبواب البيوع والربا والخيار أن: 1 يعرف البيع في اللغة واالصطالح. 2 يدلل على مشروعية البيع. 3 يستنبط الحكمة من مشروعية البيع. 4 يتعرف أنواع البيوع. 5 يوضح شروط المبيع . 6 يبين أركان البيع. 7 يوضح شروط كل ركن من أركان البيع. 8 يستشعر أهمية مشروعية البيع في الشريعة اإلسالمية. 9 يحاكي أعمال البيع بشروطه. 10 يعرف الربا في اللغة واالصطالح. 11 يستدل بالنصوص الشرعية على تحريم الربا. 12 يفصل شروط البيع المثلي. 13 يوضح أنواع الربا. 14 ً يصدر حكم ً ا صحيحا على التصرف في العوض قبل القبض. 15 يستنتج أضرار الربا على األفراد والمجتمعات. 16 يتجنب كل ما فيه ربا. 17 يبين أنواع الخيار. 18 يعرض أحكام الخيار. 19 يبين أسباب الخيار. 20 يستدل على أحكام الخيار. 21 يستشعر عظمة الشريعة اإلسالمية في تنظيم العالقة بين بني البشر في المعامالت. أوًاًل: أبواب البيوع والربا والخيار المختار من اإلقناع 77
كتاب البيوع وغيرها من المعامالت كتاب البيوع وغريها من المعامالت ّر بالبيوع دون البيع المناسب ٍ، وعب ٍ هذا كتاب البيوع وغيرها من أنواع المعامالت، كقراض، وشركة ً ّ ا إلى تنوعه وتقسيم ّ أحكامه، فإن ّ ه يتنوع إلى لآلية الكريمة في قوله تعالى: ﴿يخيميى﴾)1)؛ نظر ٍ ّ ، والص ٍ حيح: إلى الزم ٍ ، وغير الزم، كما ٍ أربعة أنواع كما سيأتي، وأحكامه تنقسم ٍ إلى: صحيح، وفاسد يعلم ذلك من كالمه. تعريف البيع ودليله ً والبيع لغة ً ورشعا . ٍ ٍ بشيء مقابلة شيء واألصل فيه )2 ٌ )وأحاديث كقوله «ّ : إنما البيع ٌ قبل اإلجماع آيات، كقوله تعالى: ﴿يخيميى﴾ ٍ عن تراض«. )3) ٍ ٍ مخصوص. ٍ على وجه ٍ بمال مقابلة مال )1 )سورة البقرة. اآلية: 275 . )2 )سورة البقرة. اآلية: 275 . )3 )رواه ابن ماجه. 78 الصف الثاني الثانوي كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
)١ )الغرر: هو ما خفيت علينا عاقبته. ِ ّة ٍ ّ في الذم ٍ موصوف ، وبيع شيء ٍ ٌ فجائز ُ ُشاهدة ع ٍ عين م ُْ َي َ: ب ثالثة ْ أشياء ُ ُ البيوع ٍ ْ لم تشاهد فال فة ُ على ما و ُ صفت به، وبيع ٍ عين غائبة ُ َّ الص ٌ فجائز ُ إذا و ِج ْدت كل ٍ طاهر............................................... ِّ بيع ُ ، ويصح يجوز ُّ ُ أنواع البيوع )البيوع ثالثة أشياء( ٍ أي أنواع ٌ ، بل أربعة كما سيأتي. )١ .) ٍ للمتبايعين ٌ )فجائز(؛ النتفاء الغرر ّة ( أي مرئي ٍ ّ األول: ٍ )بيع عين مشاهدة ّة( بلفظ ّ السلم ٌ )فجائز إذا ٍ ّ في الذم ٍ( ّ يصح ّ السلم فيه )موصوف )و( ّ الثاني: )بيع شيء ّ وجدت الصفة(المشروط ذكرها فيه )على ما وصفت به( العين المسلم فيها. ٍ فيه )لم تشاهد( للعاقدين )فال ( عن مجلس العقد أو حاضرة ٍ )و( ّ الثالث: ٍ )بيع عين غائبة يجوز(؛ للنّهي عن بيع الغرر. مراده بالجواز فيما ذكر في هذه األنواع، ما ّ يعم ّ الص ّحة واإلباحة؛ إذ تعاطي العقود ٌ. الفاسدة حرام ّ ابع: بيع المنافع، وهو اإلجارة وسيأتي. والر شروط المبيع خمسة، ذكر المصنّ ً ف منها ثالثة: ٌ وللمبيع شروط ٌ ٍ ٍ )طاهر( عينًا أو يطهر بغسله، فال ّ األول: ما ذكره بقوله: ُّ )ويصح ّ بيع كل( شيء ّ يصح ّ بيع المتنج ّس ال ّ ذي ال يمكن تطهيره، كالخل ّ واللبن؛ ألنّه في معنى نجس العين، المختار من اإلقناع 79 كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
وكذا ّ الد ّ هن، كالز ّ يت فإن ّ ه ال يمكن تطهيره في األصح ّ ، فإن ّ ه لو أمكن لما أمر بإراقة السمن ّان »أنّ ّ ه صلى الله عليه وسلم قال في الفأرة تموت في الس ً من: إن كان جامدا فألقوها وما حولها فيما رواه ابن حب )2 ٍ )المعجون بمائع ّ ّ ّ ا ما يمكن تطهيره كالث ّ وب المتنجس، واآلجر ً وإن كان مائعا فأريقوه«)1 )أم ٍ ّ ، فإن ّ ه يصح بيعه إلمكان طهره. ٍ نجس، كبول ّ والش ّ رط الثاني: ما ذكره بقوله ٍ )منتفع به( ً شرع ّ ا ولو في المآل، كالبغل الصغير. ٌ أي أن يكون للعاقد عليه والية ّ ، فال يصح عقد ( ٍ ّ والش ّ رط الثالث: ما ذكره بقوله: )مملوك ً ا، إن ٍّ فضولي)3 )وإن أجاره ّ المالك؛ لعدم واليته على المعقود عليه. ويصح بيع مال غيره ظاهر ّن أنّه ملكه. ًّتا؛ لتبي بان بعد البيع أنّه له)4 ، ّ )كأن باع مال مور ًّ ثه ظانا حياته، فبان مي بيع نحو ضال، ٍّ ّ ابع: ّ قدرة تسل ّ مه؛ ليوثق بحصول العوض، فال يصح ّ والشرط الر ٍ على ذلك. ً، بخالف بيعه لقادر ٍ ومغصوب ّ لمن ال يقدر على رده؛ ّ لعجزه عن تسلمه حاال ّ والشرط الخامس: العلم به للعاقدين : عينً ً ا وقدر ً ا وصفة ً ، على ما يأتي بيانه؛ حذرا من ٌ الغرر، لما روى مسلم: أنّه » نهى عن بيع الغرر«. )٦ )بقدر المبيع مع تساوي ٍ)٥ )وإن جهلت صيعانها؛ لعلمهما ّ ويصح ٍ بيع صاع من صبرة األجزاء فال غرر. )1 )ورواه أبو داود وأحمد. ُّ : هي األحجار التي أحرقت بالنار لتكون أكثر صالبة )أحجار الطوب األحمر(. )2 ُ )اآلجر )3 )الفضولي: هو من يتصرف في حق الغير بغير إذن شرعي أو والية. )4 )وصورة المسالة: أن يبيع الشخص ً شيئا يظن أنه ملك لغيره، فيظهر بعد البيع أنه ملك له. َي الكومة من الطعام بال كيل أو وزن. ِ )5 )الصبرة: ه )٦ )أي: البائع والمشتري. ٍ............................................................. ٍ منتفع به مملوك 80 الصف الثاني الثانوي كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
ًا عند الجمهور، وهو مكيال ألهل المدينة. )١ )الصاع: يساوي )04.2 )كيلو جرام ًا من الفضة. ًا تقريب )٢ )الدرهم: يساوي عند الجمهور )975.2 )جرام ِ ين: هو التراب المبلل ببول الحيوان )السماد البلدي(. )٣ ِّ )السرج )٤ )متفق عليه. )٥ )النقد: هو الذهب والفضة. . ِ َْفَعَة فيه َن بيع ما ال م ٍ، وال ُ بيع ٍ عينَ ن ِجسة ُّ فال يصح ُ ّ ّ في مجهولة الصيعان )٢ )وال يضر )١ )بدرهم، ٍ ّ وإن جهلت صيعانها كل ٍ صاع ّ ويصح بيع صبرة ٍ ّ مجهولة الص ٍ يعان بمائة درهم ّ كل ٍ صاع ٌ ّ بالتفصيل، وبيع صبرة ّ الجهل بجملة الثمن؛ ألنّه معلوم ٍ بدرهم ً إن خرجت مائة، وإّاّل ّ فال يصح ّ ؛ لتعذر الجمع بين جملة الثمن وتفصيله. ٌ ٍ( سواء ٍ« بقوله: ) ّ فال يصح ٍ بيع عين نجسة ّ ثم أخذ المصنّف في بيان محترز قوله: »طاهر )٣ ّ )والكلب ولو معلًم ً ا والخمر ولو محترمة؛ ّ أمكن تطهيرها، كجلد الميتة، أم ال، كالسرجين ّم بيع الخمر والميتة ّ لخبر الصحيحين: »أنّه نهى عن ثمن الكلب« وقال: »إن اهلل تعالى حر وقيس بها ما في معناها. )٤) والخنزير« ّ ثم أخذ في بيان محترز قوله: »منتفع به« بقوله: )وال ّ ( يصح )بيع ما ال منفعة فيه( ألنّه ال ً ٌ ، فأخذ المال في مقابلته ممتنع؛ للنّهي عن إضاعة المال. ّ يعد ماال ّا ّة والعقرب، وإم ّ ّ ا لخس ّ ته، كالحشرات التي ال نفع فيها، كالخنفساء والحي وعدم منفعته: إم ّ ّ تي الحنطة والشعير. ّ لقلته كحب ٍ )٥ ً )إذ ال نفع بها شرعا. ّ ّ مة، وإن اتخذت من نقد ّ وال يصح ّ بيع آلة اللهو المحر ّ من منع بيع آالت ّ ويصح ّ بيع آنية الذ ّ هب والفضة؛ ألنّهما المقصودان، وال يشكل بما مر ّ المالهي المتخذة منهما؛ للحاجة بخالف تلك. المختار من اإلقناع 81 كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
)١ْ )ال ُكَّو َارُة: هي خلية النحل. )2 )رواه ابن ماجه. )٣ )المعاطاة: معناها المناولة، وصورتها في البيع: أن يأخذ المشتري المبيع ويدفع للبائع الثمن، أو يدفع البائع المبيع فيدفع له المشتري الثمن من غير تكلم وال إشارة. ............................................................................. ٍ ال يمنع الماء رؤيته وسهل ٍ صغيرة ّ وال يصح ّ بيع السمك في الماء، إّاّل إذا كان في بركة ٍ ّ لم يصح ٍ شديدة ّ أخذه فيصح ّ في األصح ً ، فإن كانت البركة كبيرة ال يمكن أخذه إّاّل ّ بمشقة ّ على األصح ّ ، وبيع الحمام في البرج على هذا التفصيل. ً ً ا، اعتماد ّ ا على عادة عودها على األصح؛ لعدم ّ وال يصح ّ بيع الطير في الهواء ولو حمام ً ّ ا على األصح، والفارق بينه وبين الحمام: أن النّحل الوثوق بعودها، إّاّل النّ ّ حل فيصح بيعه طائر ّ ال يقصد بالجوارح، بخالف غيرها من الط ّ يور فإنها تقصد بها. )١ )إن شاهد جميعه، وإّاّل ّ فهو من بيع الغائب فال يصح. ّ ويصح ّ بيعه في الكوارة أركان البيع ة: ٌ سكت المصنّ ٌ ف عن أركان البيع، وهي ثالثة ّ في المجموع، وهي في الحقيقة ست ، وصيغة ً ولو كناية: ٌ ٍ ٌ ، ومعقود ٌ عليه: ثمن ٌ ومثمن ٌ عاقد ٌ : بائع ومشتر ًا ٌ وهي إيجاب ّ ، كبعتك وملكتك واشتر منّي وكجعلته لك بكذا ناوي البيع، وقبول ّ ، كاشتريت وتمل ّ كت وقبلت، وإن تقدم على اإليجاب ٌ ّ ضا؛ لخبر: ّ»إن ٍ ما البيع عن تراض«)2 ) البيع منوط بالر ّ كبعني بكذا؛ ألن ٌ ٍ)٣ ، ّ )ويرد ّ ٌّ ضا خفي ّ فاعتبر ما يدل ّ عليه من اللفظ، فال بيع بمعاطاة والر ّكل ما أخذه بالمعاطاة أو بدله إن تلف. الصورة ١،٣ بيع المعاطاة 82 الصف الثاني الثانوي كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
............................................................................. شروط الصيغة ٌ ٌّ أجنبي عن العقد، ٍ أو إشارة أخرس، أّاّل ّ يتخللهما كالم وشرط في اإليجاب والقبول ولو بكتابة ٌ طويل، وهو ما أشعر بإعراضه عن القبول. ٌ وال ٌ سكوت ٍ ّ فقبل بخمسمائة أو عكسه لم يصح. وأن يتوافق اإليجاب والقبول معنًى، فلو أوجب بألف ً ويشترط أيض ّ ا: عدم الت ّ عليق والتأقيت، فلو قال: إن مات أبي فقد بعتك هذا بكذا، أو بعتكه ً ّ ا، لم يصح. بكذا شهر شروط العاقد ٍ ٍ أو محجور ٍ ّ ، فال يصح ٍّ عقد صبي أو مجنون ّف ًا: إطالق تصر وشرط ً في العاقد بائعا أو مشتري ٌ ٍ ٍّ في ماله بغير حق ّ لعدم رضاه، ويصح بغير حق ّ ، فال يصح عقد مكره ٍ ٍّ ٍ، وعدم إكراه عليه بسفه بحق ّ ، كأن توج ٍ ه عليه بيع ماله لوفاء دين فأكرهه الحاكم عليه. ٍّ ّ ولو باع مال غيره بإكراهه عليه صح؛ ألنّه أبلغ في اإلذن. ّ وقد تقدمت شروط المعقود عليه. بعض أحكام البيع ّ ّ ن؛ ألن ّ الظاهر إرادة المتعاقدين للنقد الغالب، أو نقدان نقد ٌ غالب تعي ٍ ً مثال ّ وثم ٌ ولو باع بنقد ً مثال ّ وال غالب، اشترط الت ً عيين لفظ ٌ ا إن اختلفت قيمتهما، فإن استوت لم يشترط تعيين. ً ّ بالتخمين المصحوب بالمعاينة، وتكفي ٍ وتكتفي معاينة عوض عن العلم بقدره اكتفاء ً ا لألوصاف عند العقد ّره إلى وقت العقد، ويشترط كونه ذاكر ٍ فيما ال يغلب تغي رؤيةقبل عقد ٌ ّره كاألطعمة. بخالف ما يغلب تغي الصورة 2،٣ إطالق تصرف المختار من اإلقناع 83 كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
............................................................................. ٍ ّ ، أو لم يدل على ٍّ وشعير ٍ وتكفي رؤية بعض مبيع ّ إن دل على باقيه، كظاهر صبرة نحو بر ٍ، فتكفي ٍ أو لوز ٍ سفلى لجوز ٍ ٍ وبيض وقشرة ّان باقيه، ً بل كان صوانا للباقي لبقائه، كقشر رم ّ رؤيته؛ ألن صالح باطنه في إبقائه فيه. ّ ويجوز بيع قصب الس ّ كر في قشره األعلى؛ ألن قشره األسفل كباطنه؛ ألنّ ّ ه قد يمص معه، ّ وألن قشره األعلى ال يستر جميعه. ّ ّ ن في المجلس، ويوكل ّته يعي ّ ويصح ٍ سلم األعمى وإن عمي قبل تمييزه، بعوض في ذم من يقبض ّ عنه أو من يقبض له رأس مال الس ً لم والمسلم فيه، ولو كان رأى قبل العمى شيئا ّ ّ ر قبل عقده، صح عقده عليه كالبصير. ّمما ال يتغي ً ولو اشترى البصير شيئ ّ ا ثم عمي قبل قبضه لم ينفسخ فيه البيع. ّ وال يصح بيع البصل والجزر ونحوهما في األرض؛ ألنّ ٌ ه غرر. الرسم البياني ١،٣ أركان البيع أركان البيع ٍ ٌ بائع مشتر ثمن مثمن صيغة ٌ ٌ عاقد ٌ معقود عليه اإليجاب القبول 84 الصف الثاني الثانوي كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
س1 ً ما البيع لغة ً وشرعا؟ ولم عبر بالبيوع دون البيع؟ وما أنواع البيوع؟ وما حكم كل نوع؟ وما شروط المبيع؟ وما أركان البيع؟ وما شروط الصيغة؟ وما شروط العاقد؟ وما الحكم مع التوجية لو قال: بعتك أحد هذين الثوبين؟ ولو قال: بعتك بألف مكسرة. فقيل بصحيحة، فما الحكم؟ س 2 وما الحكم ّ مع التوجية لو باع مال غيره بإكراهه عليه؟ ولو اشترى البصير شيئا َي قبل قبضة فما الحكم؟ ِ ّ ثم َ عم ّن حكم كل مما يأتي مع ذكر الدليل أو التعليل: س 3 بي أ بيع الزيت المتنجس. ب عقد الفضولي الذي أجازه المالك... ج ّ بيع الكلب المعلم. ً ا - عدم صحة د بم توجه الفرق في الحكم بين كل من: صحة بيع النحل طائر بيع الطير في الهواء. ّن ما يصح بيعه وما ال يصح مع بيان العلة: س 4 بي أ طبق من ذهب. ب السمك في بركة صغيرة. ج قصب السكر فى قشره األعلى. د بيع البصل والجزر فى األرض. أسئلة على باب البيع س1 ً ما البيع لغة ً وشرعا؟ ولم عبر بالبيوع دون البيع؟ وما أنواع البيوع؟ وما حكم كل نوع؟ وما شروط المبيع؟ وما أركان البيع؟ وما شروط الصيغة؟ وما شروط العاقد؟ وما الحكم مع التوجيه لو قال: بعتك أحد هذين الثوبين؟ ولو قال: بعتك بألف مكسرة. فقبل بصحيحة، فما الحكم؟ س 2 ً وما الحكم مع التوجيه لو باع مال غيره بإكراهه عليه؟ ولو اشترى البصير شيئا َي قبل قبضه فما الحكم؟ ِ َ ثم عم ّن حكم كل مما يأتي مع ذكر الدليل أو التعليل: س 3 بي أ بيع الزيت المتنجس. ب عقد الفضولي الذي أجازه المالك. ج ّ بيع الكلب المعلم. د بم توجه الفرق في الحكم بين كل من: ً ا - عدم صحةبيع الطير في الهواء. صحة بيع النحل طائر ّن ما يصح بيعه وما ال يصح مع بيان العلة: س 4 بي أ طبق من ذهب. ب السمك في بركة صغيرة. ج قصب السكر في قشره األعلى. د بيع البصل والجزر في األرض. أسئلة على باب البيع المختار من اإلقناع 85 كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
)1 )سورة الحج. اآلية: 5. ّ با فصل في الر ٌ ٌ ................................................................. ِّ با حرام والر ّ با فصل في الر ٌ تعريفه وحكمه ودليله هو بالقصر ً لغة ّ الزيادة، قال اهلل تعالى: ﴿غمفج﴾)1) أي زادت ونمت. ً و رشعا ٌ عقد ٍ على عوض ٍ مخصوص ّ غير معلوم التماثل في معيار ٍ في البدلين أو أحدهما. ّ الشرع حالة العقد أو مع تأخير ّ با أنواع الر ٍ وهو على ثالثة أنواع: ربا الفضل: وهو البيع مع زيادة أحد العوضين على اآلخر. وربا اليد: وهو البيع مع تأخير قبضهما - أي العوضين – أو قبض أحدهما. وربا النّساء: ٍ وهو البيع ألجل. حكمه ودليله ٌ(؛ لقوله تعالى: ﴿يخيميىييذٰ ﴾)٢ )ولقوله « :لعن اهلل آكل ّ با حرام )والر ٍ ّ قط؛ لقوله )٣ ، ّ )وهو من الكبائر. قال الماوردي: لم ّ يحل في شريعة ّ با وموكله وشاهده وكاتبه« الر )٤ ّ )يعني في الكتب السابقة. تعالى: ﴿سخسمصحصخصم﴾ )٢ )سورة البقرة. اآلية: 275. )٣ )رواه مسلم. 86 الصف الثاني الثانوي )٤ )سورة النساء. اآلية: 161. كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
)١ )رواه مسلم. ٍ ، .......................................... َات ِ َ والم ْطعوم َّ والفضة في الذ ِ هب َّ ّ - وهو ال يكون إّاّل)في ّ ّ بوي ً وما يعتبر فيه - زيادة على ما مر والقصد بهذا الفصل، بيع الر ّ الذ ّ هب والفضة( ولو غير مضروبين، )و( في )المطعومات( ال في غير ذلك. ًا، كما يؤخذ ذلك من قوله : ّ والمراد بالمطعوم: ما قصد للط ً عم اقتيات ّ ا أو تفكًها أو تداوي ّ ّ والش ّ عير بالش ّ عير والت ّ مر بالتمر والملح بالملح ّ بالبر ّ »الذ ّ هب بالذ ّ هب والفض ّ ة بالفضة والبر ٍ ً ، فإذا اختلفت هذه األجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا ٍ ً ، يدا بيد ً بسواء مثًاًل ٍ بمثل سواء )١ ً )أي مقابضة. ٍ« بيد ّ ّ والش ّ عير، والمقصود منهما: الت ّقوت، فألحق بهما ما في معناهما، ّفإن ّ ه نص فيه على البر ّ كاألرز والذرة. ّ ونص ّ على الت ّ مر، والمقصود منه: الت ّفك ّ ه والت ّأد ّ م، فألحق به ما في معناه، كالت ّ ين والزبيب. ّ ونص ّ على الملح، والمقصود منه: اإلصالح، فألحق به ما في معناه، كالزنجبيل، وال ّ فرق بين ما يصلح الغذاء أو يصلح البدن، فإن ّ األغذية تحفظ الص ّح ّ ة، واألدوية ترد ّ الص ّحة. الكت ّ ان ودهنه ودهن السمك؛ ألنّ ّ ها ال تقصد للط ّ عم، وال فيما اختص به ٍ ّ وال ربا في حب ّ ّ ٍّ ا إذا كانا على حد سواء ّ الجن ّ : كالعظم، أو البهائم: كالتبن والحشيش أو غلب تناولها له، أم ّ با فيه. ّ فاألصح ثبوت الر ٌ ّ جاز بلعه كصغار السمك أم ال؛ ألنّ ّ ه ال يعد لألكل ً وال ربا في الحيوان مطلقا، سواء على هيئته. المختار من اإلقناع 87 كتاب البيوع وغيرها من المعامالت
ِ ّ كذلك، إاّل متماثًاًلَ ن ْقًدا،............. بيع ّ الذ ِ هب ّ بالذ ِ هب ّ ، والفضة يجوز ُ وال ُ شروط جواز بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة )وال يجوز بيع( عين ّ )الذ ّ هب بالذهب و( ال بيع عين ّ )الفضة كذلك( ّ أي بالفضة ّ )إاّل( : ٍ بثالثة شروط كونه )متماثًاًل( أي ًا في القدر من غير متساوي ٍ وال نقصها. ّة زيادة حب اًّل من كونه ً )نقدا( أي حاًّ ٍ منه. ٍ في شيء غير نسيئة ّ ق ً كونه مقبوض ّ ا قبل التفر ّ أو الت ّ خاير للخبر السابق. ّ والث ّ والثالث: ّ األول: اني: ّة األثمان ّ ً ر عنها أيضا بجوهري ًا، ويعب ّة األثمان غالب ّ ّ با في الذ ّ هب والفضة: جنسي ّ وعلة الر ًا عن الفلوس إذا ا، وهي منتفية عن الفلوس وغيرها من سائر العروض. واحترز بغالب ً ٌ غالب ّ . ّ راجت، فإنه ال ربا فيها كما مر ً ً ا مصوغ ّ ا قيمته أضعاف الدنانير ّ وال أثر لقيمة الص ّ نعة في ذلك، حتى لو اشترى بدنانير ذهب اعتبرت المماثلة، وال نظر إلى القيمة. ّ ّ بوي بجنسه متفاضًاًل ٍ ، كبيع ذهب ٍ بذهب متفاضًاًل: أن يبيعه من والحيلة في تمليك الر ّ قا ٍ صاحبه بدراهم أو عرض)1 ، ّ )ويشتري منه بها أو به الذ ّ هب بعد التقابض، فيجوز وإن لم يتفر ولم يتخايرا. )1 )العرض: كل شيء سوى الدراهم والدنانير. 88 الصف الثاني الثانوي كتاب البيوع وغيرها من المعامالت