The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by , 2016-03-16 09:40:04

_-85

_-85

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إ ّن التّطور السريع الذي تشيده حياتنا المعاصرة أدى إلى ازدياد وتنّوع مستمزمات‬
‫الحياة‪ ،‬بل إ ّن طموحات الفرد ِاختمفت وِازدادت ع ّما قبل‪ ،‬وقد فرض ذلك عميو مزيدا من‬
‫الجيد والعمل‪ ،‬مما جعمو يشعر بحالة من التوتّر والضغط النفسي لذا تعد الضغوط الّنفسية‬
‫ومصادرىا وآثارىا عمى العاممين في المؤ ّسسات من الموضوعات التي نالت ِاىتمام الكثير‬
‫من الباحثين خاصة في الآونة الأخيرة‪ ،‬رغم وجود ىذه الظاىرة بوجود الإنسان نتيجة لما‬

‫تسّببو ىذه الضغوط من نتائج سمبية عمى نفسية العاممين وانخفاض الأداء‪.‬‬
‫‪-1‬لمحة تاريخية حول الضغط النفسي‪:‬‬

‫يعتبر الضغط ظاىرة انسانية معقدة؛ ومن المفاىيم القديمة التي تناوليا الفلاسفة‬
‫والعمماء لكن الاىتمام بيذا المفيوم يعد حديثا نسبيا وىذا نظ ار لتغير نمط الحياة وتعقدىا‬

‫وظيور مشاكل عديدة وظيور مشاكل جديدة واحداث ضاغطة تتطمب الد ارسة والبحث‪.‬‬

‫يعود أصل كممة ضغط ‪ Stress‬في القرن (‪ )71‬الى المغة اللاتينية من خلال كممة‬
‫‪ Strigore‬التي تعني "اصبح متطمب" شد "‪ "Serrer‬ضغط ‪ ،Presse‬واستعممت في اواخر‬
‫القرن (‪ )71‬بالمغة الانجميزية لمدلالة عن مشاعر المعاناة والحرمان(بغجية الياس‪،2002 ،‬‬

‫ص‪.)21‬‬

‫وبعد ذلك نجد الباحث "ىوك" (‪ )Hook‬في القرن ‪ 71‬يشير لمضغط بضغط الجسم‬
‫الثانوي تحت تأثير قوة خارجية وىي قوة تمكن من تشويو ىذا الجسم ليس بإرجاعو الى اصمو‬
‫فحسب بل بتحويمو بسبب ضعفو‪ ،‬اذ عرفت كممة ضغط في الفيزياء لمدلالة عمى القوة‬

‫الممارسة عمى مادة ما(‪.)Marc Salamon , 2006, p15‬‬

‫وفي مطمع القرن ‪ 71‬اخذ مصطمح الضغط الاتجاه المعاصر حيث ادخل ىذا‬
‫المصطمح في ميدان الفيزياء لد ارسة الاجسام الصمبة لمدلالة عمى القوة الداخمية الناشئة داخل‬

‫‪133‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الجسم الصمب نتيجة لقوة تيدده بالتشوه بمعنى القوة والدفع( ‪Servant et parquet,‬‬
‫‪)1995, p40‬‬

‫ويعد كمود برنارد من الاوائل الذين اعطو تفسي ار لا ثر الضغط عمى السموك في‬
‫نظريتو حيث يستخدم مصطمح الضغط كرد فعل فيزيولوجي مرتبط بالانفعالات كما قام‬
‫كانون بوضع مصطمح (‪) l’haméstare‬الذي يعني حالة مشابية او مماثمة( ‪paulham et‬‬

‫‪)all ;1995 ; 09‬‬

‫وبيذا نجد د ارسات "ولتر " و"كانون" المذان حددا مفيوم التوازن الداخمي لمجسم حيث‬
‫ركزت عمى الاستجابة الداخمية لمخوف والفزع وذلك بإف ارز ىرمون الادرينالين ؛كما درس‬
‫الباحثان الوسائل الخاصة في التحكم في اف ارز كمية السكر في الدم والبروتين والمواد الدسمة‬
‫كما ورد في كتاب "كانون" بعنوان (‪) la sagesse du corp‬عبر فيو عمى ان الضغط‬
‫عبارة عن استجابة فيزيولوجية لمتكيف واليروب اثناء التعرض لمشدائد وبذلك توصل الى‬
‫د ارسة الدور الفيزيولوجي للانفعال وكان يدرس ىذه الظاىرة تحت مؤش ارت معينة كالبرودة‬

‫الح اررة نقص الأكسجين(‪.)Bayard ; 1974 ; p34‬‬

‫وبعد ذلك جاء "ىانس سيمي" في القرن العشرين باكتشافو المعروف بالزممة لحالة‬
‫المرض واعترف ان الضغط ىو كل مطمب موجو لمجسم يتجاوز قد ارتو التكيفية وىو مطمب‬
‫غير متخصص ان لا يتعمق بخصائص العامل الضاغط‪ ،‬ويعمل بواسطة القشرة الكظرية‬
‫ويمكن ليذه الاستجابة الشبو انعكاسية لمجسم ان تظير بصفة مفرطة اوناقصة وىذا يظير‬
‫ما اسماه سيمي بأع ارض التكيف وبيذا نجد ان الضغط يتأثر بمختمف الفاعلات الكيمائية‬

‫والفزيائية(عمي بن عمي؛‪2001‬؛ص‪)31‬‬

‫‪134‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪-2‬تعريف الضغط النفسي‪:‬‬

‫لقد حظي موضوع الضغوط باىتمام شديد من جانب العمماء والباحثين‪ ،‬وذلك لما لو‬
‫من تأثير كبير عمى الأف ارد في مختمف مناحي الحياة‪ ،‬فيو يستخدم عمى نطاق واسع في‬
‫مجالات مختمفة كالطّب والفيزياء‪ ،‬وعمم النفس والصحة النفسية وغيرىا من المجالات‪ ،‬فقد‬
‫تعددت الآ ارء حول تعريفو وعميو لا يوجد تعريف جامع متفق عميو في تعريف الضغط وفيما‬

‫يمي سوف نتطرق لبعض ىذه التعاريف‪:‬‬

‫‪-1-2‬لغة‪:‬‬

‫الضغط النفسي‪:‬‬
‫اشتقت كممة(‪ )Stress‬من الفعل اللاتيني الذي يعني ضيق عمى أو ضغط بشدة ومنو أخذ‬
‫الفعل الفرنسي(‪ )Etendre‬الذي يعني طرق بجسمو بذ ارعيو ضاغطا بقوة إذ أّنو يمكن تطريق‬

‫إنسان من عمى قميمة أو صدره كما يمكن خمفو )‪.(Baroir, 1998, p 40‬‬

‫‪-2-2‬اصطلاحا‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف موسوعة عمم النفس والتحميل النفسي‪:‬‬

‫عّرف الضغط النفسي في موسوعة عمم الّنفس والتحميل النفسي‪ ،‬بأنو «عبارة عن‬
‫عوامل خارجية ضاغطة عمى الفرد سواء بكميتو أو عمى جزء منو وبدرجة توجد لديو ِاحساسا‬
‫بالتوتر أو تشوييا في تكامل شخصيتو‪ ،‬وحينما تزداد شّدة ىذه الضغوط فإن ذلك قد يفقد‬

‫الفرد قدرتو عمى التوازن ويعتبر نمط سموكو كما ىو عميو إلى نمط جديد»‬
‫(فرج طه وآخرون‪ ،1993 ،‬ص ‪.)445‬‬

‫‪ -‬تعريف "‪:"Dominique Servent‬‬

‫عّرف الضغط النفسي بأنو «استجابة العضوية لتيديد فيزيولوجي ونفسي للانفعالات‬
‫التي تتطمب التكيف» )‪(Dominique Sernet, 1995‬‬

‫‪135‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف ‪:Levie‬‬

‫عّرف ‪ Levie‬الضغط النفسي بأنو «سيرورة تحدث داخل الجسم تتمثل في استجابة‬
‫الكمية لمعوامل التي تتطمب تكيفًا مع التأثي ارت والتغّي ارت والالتماسات‪ ،‬وكذلك التوت ارت التي‬

‫يمكن أن يتعّرض ليا في المواقف المختمفة» )‪(Levie, 1954, p 31‬‬
‫‪ -‬تعريف هيمريجل ‪:2001‬‬

‫عّرف ىيمريجل الضغط النفسي أنو « نتيجة أو استجابة عامة تصدر عن الفرد لمتوافق‬
‫مع حدث أو موقف يضع مطالب بيئتو أو نفسية خاصة عميو‪ ،‬وعندما يشعر أن مطالب‬
‫الموقف تفوق قدرتو عمى الاستجابة ليا يكون الإحساس بالضغط‪ ،‬وىذا فإ ّن الضغط يشمل‬
‫تفاعل الفرد مع بيئتو‪ ،‬وتسمى المواقف والأحداث التي تسبب الضغط بالضواغط‪ ،‬والتي‬

‫يمكن أن تتخذ أشكالا عديدة عمى الرغم من اشت اركيا في شيء واحد وىو نشأة الضغوط»‬
‫(طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪)22‬‬

‫‪ -‬تعريف الضغط النفسي لممعممين ‪:Kyriacou et Suteliffe‬‬

‫عّرف الضغط النفسي لممعممين بأنو «زممة انفعالات سمبية كالغضب والقمق والاكتئاب‬
‫وغيرىا يصاحبيا عادة تغي ارت فسيولوجية باتولوجية كالزيادة في معّدل ضربات القمب وزيادة‬
‫نسبة ىرمون "أدرينوكوررتيكو تروفيس" ( ‪ )Adrenacorticotroplic Hormone‬في الّدم وذلك‬
‫كّرد فعل تنبييي لمضغوط التي يتعّرض ليا المعمم وكنتيجة لمتطمبات المينة والتي إما أن‬
‫تشكل تيديدا لذاتو أو تجعمو يشعر بالسعادة‪ ،‬حيث يتحقق ىذا التيديد المدرك من جانب‬

‫المعمم» (يوسف عبد الفتاح‪ ،1999 ،‬ص ‪.)199‬‬

‫‪ -‬تعريف الضغط النفسي لممعمم "زياد بركات"‪:‬‬

‫عّرف زياد بركات الضغط النفسي لممعمم بأّنو‪« :‬عبارة عن حالة يشعر فييا المعمم‬
‫بالتوتر والقمق وما يترتب عمييا من اختلال في التوازن‪ ،‬بسبب ما يتعرض لو المعمم من‬

‫‪136‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مؤث ارت بيئية‪ ،‬تحيط بظروف العمل وضغط المدرسة‪ ،‬والّرضا الميني والنمط القيادي لمدير‬
‫المدرسة وغيرىا من المثي ارت» (زياد بركات‪ ،2010 ،‬ص ‪.)9‬‬

‫يلاحظ من خلال ما سبق أن تعريفات الضغط النفسي متباينة فيما بينيا وذلك ارجع‬
‫لتعّدد وجيات نظر العمماء‪ ،‬فيناك من حصر مفيوم الضغط النفسي في العوامل البيئية التي‬
‫تحيط بالفرد وتجعمو يتأثر بيا وىذا ما يتوافق مع تعريف "ىيمريجر" و"موسوعة عمم النفس"‬
‫وىناك بعض الآخر حصره في رّد الفعل الّداخمي التي تحدث بسبب ىذه المصادر‪ ،‬بمعنى‬
‫استجابة العضوية لمّرد عمى التيديد الفيزيولوجي النفسي وىذا ما نجده في تعريف‬

‫"‪ "Dominique Servent‬و"‪."Devie‬‬
‫أما تعريف "كرياكو" "‪ "Kyriacou‬و"سوتيميف" "‪ "Suteliff‬و"بركات " فقد حصروا مفيوم‬
‫الضغط النفسي لممعمم في زممة الإنفعالات والمثي ارت السمبية التي تظير لدى المعممين في‬

‫شكل تغي ارت جسمية وفيزيولوجية‪.‬‬
‫وىكذا نتواصل إلى تعريف الضغط النفسي بأنو «يشير إلى وجود عوامل خارجية‬
‫ضاغطة لدى الفرد وعندما تزداد شدة ىذه الضغوط فإن ذلك يفقد الفرد قدرتو عمى التوازن‬

‫والتكيف ما يؤدي بو إلى تغير نمط سموكو»‪.‬‬

‫‪ -3‬بعض المفاهيم المرتبطة بالضغط النفسي‪:‬‬

‫ىناك مجموعة من المفاىيم المرتبطة بالضغط النفسي ومن أىميا نجد ما يمي‪:‬‬

‫الاحت ارق النفسي‪:‬‬

‫يشير مفيوم الاحت ارق الّنفسي إلى الاستجابات الجسمية والانفعالية الناتجة عن التعرض‬
‫طويل الأمد لضغوط العمل لدى العاممين في المين التي يكون توقعات العاممين فييا عالية‬
‫غير واقعية‪ ،‬وبالذات المين التي تقّدم الخدمات الإنسانية كالصحة‪ ،‬والإعلام والتربية‪ ،‬وترى‬
‫"مسلاش" أن الإحت ارق النفسي يصيب المينيين الذين يواجيون معّوقات تحول دون قياميم‬

‫‪137‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫بمياميم المينية‪ ،‬كاممة فيسّبب ليم الإحساس بالقصور والعجز عن تأدية العمل بالمستوى‬
‫المطموب منيم‪ ،‬وغالبا ما يترتب عمى ىذا الوضع حدوث ضغط نفسي‪.‬‬

‫وعميو يعرف الاحت ارق النفسي بأنو «مجموعة أع ارض تتمثل في الإجياد العصبي‬
‫وِاستنفاذ الطاقة الانفعالية والتجّرد من النواحي الشخصية والإحساس بعدم الّرضا عن الإنجاز‬
‫في المجال الميني‪ ،‬والتي يمكن أن تحدث لدى الأشخاص الذين يؤدون نوعا من الأعمال‬

‫التي تقتضى التعامل مع الناس» (مجمة كمية التربية‪ ،2006 ،‬ص ‪.)133‬‬

‫الإجهاد‪:‬‬

‫إنو طاقة الفرد عمى العمل والأداء‪ ،‬والإحساس بزيادة متطمبات العمل‪ ،‬فإنو يمثل أحد‬
‫مكونات الاحت ارق النفسي كما يعتبر عرضا من أع ارضو العديدة (نشوة كرم عقار‪ ،‬أبو بكر‬

‫دردير‪ ،2007 ،‬ص ‪.) 45‬‬
‫ِاضط ارب ما بعد الصدمة‪:‬‬

‫ىو من المصطمحات التي اكتسبت أىمية كبيرة في السنوات الأخيرة ويشير ىذا‬
‫المصطمح إلى مجموعة من الأع ارض المميزة التي تعقب فشل الفرد في مواجية متطمبات‬
‫حدث مؤلم من خلال الأنماط العادية لمسموك المتوفرة لديو وخاصة في غياب المساندة‬
‫الاجتماعية‪ ،‬فيشعر الفرد بالعجز في مواجية الحدث‪ ،‬وقد تأخذ ىذه الأع ارض إحدى‬
‫صورتين‪ ،‬الأولى منيا ىي استعادة خبرة الحدث المؤلم عن طريق التخيل والأحلام‬
‫أو الأفكار التي يستدعييا الفرد أو التي تقتحم عميو تفكيره‪ ،‬أ ّما الصورة الثانية فتعتمد عمى‬
‫ِاستخدام ميكانيزمات الّدفاع مثل إنكار الحدث وتظير في ِاستجابة التجّنب والمّجوء إلى‬

‫المخد ارت‪.‬‬
‫فاضط ارب ضغوط ما بعد الصدمة ىو زممة من الأع ارض التي يعاني منيا الفرد عقبا‬
‫تعرضو لإحداث صدمية بفترة مثل الاغتصاب‪ ،‬الحروب وأىم ما يميز اضط ارب ما بعد‬

‫الصدمة ىو العودة إلى الماضي وتذكر الأحداث(طه عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪)29‬‬

‫‪138‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الضغوط‪:‬‬

‫ىي عممية تتفاعل بين الفرد والمواقف الضاغطة لمواجية الأحداث والاضط اربات التي‬
‫يمتز بيا‪ ،‬والتي تسبب لو نوعا من التغي ارت السموكية والجسمية‬

‫)‪(Semin & Feidler, 1996, p 174‬‬

‫والضغوط مصطمح يستخدم لمّدلالة عمى نطاق واسع من حالات الإنسان الناشئة كرد‬
‫فعل لتأثي ارت مختمفة بالغة القوة‪ ،‬وتحدث الضغوط نتيجة العوامل الخارجية مثل كثرة‬
‫المعمومات التي تؤدي إلى ِاجياد ِانفعالي‪ ،‬وتظير الضغوط نتيجة التيديدات والخطر وتؤدي‬
‫الضغوط إلى تغي ارت في العمميات العقمية وتحّولات ِانفعالية وبنية دافعية(تينيروفسكي‪،‬‬

‫‪ ،1996‬ص ‪.)203‬‬
‫الإحباط‪:‬‬

‫يعتبر الإحباط من العوامل اليامة التي تشكل جانبا من الضغوط النفسية ويمكن‬
‫تعريف الإحباط بأنو الحالة التي يشعر فييا الفرد بعجزه عمى القيام بالنشاط المطموب‬
‫أو الحيمولة بينو وبين تحقيق اليدف الذي يسعى إليو وعبر عن إعاقة الفرد لموصول لأحد‬
‫الأىداف العامة التي يرغب في تحقيقيا ويزداد الشعور بالإحباط‪ ،‬كمّما ازد مستوى الضغط‬

‫الذي يواجيو وبذلك تظير العلاقة بين الضغط والإحباط فيما يمي‪:‬‬
‫تمثل الضغوط سببا رئيسيا لحدوث الإحباط ولمضغوط جانبان‪ ،‬أحدىما سمبي والآخر‬

‫ايجابي‪ ،‬فالإحباط إذن يعبر عن الجانب السمبي (شرف خوجة مميكة‪ ،2011 ،‬ص ‪.)34‬‬
‫الأزمة‪:‬‬

‫ي اردف بعض الباحثين بين الضغط والأزمة ولكن الضغط يختمف عن الأزمة‪ ،‬فالأزمة‬
‫ىي الحادثة المفاجئة التي تتطمب من الفرد القيام باستجابات فورية نحوىا والتي تؤدي بالفرد‬
‫إلى مكابدة بعض المشكلات النفسية والصحية بعد حدوثيا مثل الكوارث الطبيعية (طه عبد‬

‫العظيم حسن وسلامة عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪.)30‬‬

‫‪139‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الص ارع‪:‬‬

‫يعرف الص ارع بأنو «حالة يمّر بيا الفرد‪ ،‬حيث لا يستطيع إرضاء دافعين معا‬
‫أو نوعين من الّدوافع ويكون ك ّل منيما قائما لديو‪ ،‬وىذه الحالة من الممكن أن تؤدي بو إلى‬

‫القمق ولاضط ارب»‬
‫وقد قسم "لفين" الص ارع إلى ثلاثة أنواع ىي‪:‬‬

‫‪ -‬ص ارع الإقدام‪ :‬ينشأ لوجود موقفين جذابين والص ارع في ىذه الحالة لا يستعمل مّدة‬
‫طويمة‪ ،‬بل ينتيي حين يقرر الفرد أحدىما‪.‬‬

‫‪ -‬ص ارع الإحجام‪ :‬ينشأ من وجود موقفين متقربين‪ ،‬أو بمعنى آخر ىو الص ارع الناتج عن‬
‫محاولة الاختيار بين ىدفين لكمييما جاذبية سمبية‪.‬‬

‫‪ -‬ص ارع الإقدام والإحجام‪ :‬ىو الص ارع الناتج عن الاختيار بين موقفين أحدىما لو جاذبية‬
‫ايجابية والثاني لو جاذبية سمبية‪ ،‬أو قد يكون لميدف الواحد الخاصيتان السميمة‬

‫والايجابية معا (حنان عبد الحميد العناني‪ ،2000 ،‬ص ‪.)108‬‬

‫‪140‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الاحتراق النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الصراع‬ ‫الاجهاد‬

‫الاحباط‬ ‫المفاهيم المرتبطة‬ ‫اضطراب ما بعد‬
‫بالضغط النفسي‬ ‫الصدمة‬

‫الضغوط‬ ‫الازمة‬

‫شكل رقم(‪:)18‬يبين بعض المفاهيم المرتبطة بالضغط النفسي‪.‬‬

‫‪ -4‬نظريات الضغط النفسي‪:‬‬

‫لا شك أن غموض وتباين تعريفات الضغط النفسي بين العمماء أدى إلى تنوع طرق‬
‫القياس لو‪ ،‬فالضغط النفسي متغّير معقد ومتعدد العوامل‪ ،‬ومن ثم توجد عّدة طرق تستخدم‬

‫في د ارسة الضغط وقياسو‪ ،‬وفيما يمي تبرز أىم ىذه الطرق‪:‬‬

‫‪-1-4‬النظرية الفزيولوجية‪:‬‬

‫ينظر عمماء ىذا الاتجاه إلى الضغوط عمى أنيا استجابة لأحداث ميددة تأتي من‬
‫البيئة‪ ،‬ليذا فالضغوط تمثل ردود الفعل أو الاستجابة التي تصدر عن الفرد إ ازء الحدث‬
‫الضاغطة‪ ،‬ويركز ىذا الاتجاه عمى الحالة الداخمية لمكائن العضوي وبذلك يشار إلى الضغط‬
‫عمى أنو ردود الفعل الانفعالية والفيزيولوجية التي تنجم عن التعّرض للأحداث الصعبة‪،‬‬
‫وبذلك ركزت الد ارسات عمى الجياز العصبي المركزي والجياز الغددي وكذلك عمى ردود‬

‫الفعل الانفعالية ج ارء التعّرض لمضغط (شارف خوجة مميكة‪.)2011،‬‬

‫‪141‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ومن أىم رّواد ىذا الاتجاه نجد "ىانس سيمي" و"كانون" وفيما يمي نقدم التفسير‬
‫الفزيولوجي لمضغط النفسي حسب ىاتين النظريتين‪:‬‬

‫‪-2-4‬نظرية "هانس سيمي"‪:‬‬
‫يعتبر "ىانس سيمي" المرجع الّرئيسي لنظرية الضغوط‪ ،‬حيث آمن بأ ّن درجة معتدلة أو‬
‫المتوسطة الحسابية من الضغط النفسي قد تؤدي إلى اضط ارب التوازن الجسمي لمفرد وأن‬
‫التعرض المستمر والمتكرر لمضغوط يؤدي إلى تأثير سمبي عمى حياة الفرد‪ ،‬وىذا يفرض‬
‫عميو متطمبات فسيولوجية أو اجتماعية أو انفعالية أو نفسية أو كمّيا مجتمعة وأطمق عمى‬
‫نظريتو زممة التكيف العام وقد وصف نظريتو ىذه في ثلاث م ارحل للإستجابة لمضغوط‬

‫وىي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحمة التنبيه‪ :‬ىي مرحمة خط الدفاع الأّول لضبط الضغط النفسي‪ :‬فعندما يتعرض‬
‫الفرد لأي خطر أو تيديد جسمي كالمرض أو عدم القدرة عمى النوم‪ ،‬أو فقدان عزيز‬
‫أو إنياء علاقة حميمة أو تعّرضو لأي حدث غير مرغوب‪ ،‬فإن الجسم يبدأ يرسل إشا ارت‬
‫عصبية ىرمونية في الجسم من أجل تعبئة الطاقة اللازمة ليذه الحالة الطارئة‪ ،‬فتزداد دقات‬
‫القمب‪ ،‬وتوتر العضلات ويرتفع ضغط الّدم‪ ،‬ويزداد إف ارز العرق والأدرينالين‪ ،‬كما يزداد نشاط‬
‫الجياز السمثاوي‪ ،‬وعندما يتخمص الفرد من تيديد الضغوط‪ ،‬يعود الجسم إلى حالة التوازن‬
‫الداخمي الذي يتمثل في مستوى إثارة منخفض(فاطمة عبد الرحمن النوابسة‪ ،2009 ،‬ص‬

‫‪.)81‬‬
‫‪ -2‬مرحمة المقاومة‪ :‬تعتبر مرحمة قتال لمحفاظ عمى التوازن الحيوي لأنسجة الجسم عندما‬
‫تتعرض لمتحطيم أو التدمير إلا أنو بعد تعرض الفرد لضغط طويل المّدة فإنو سيصل إلى‬
‫نقطة يعجز فييا عمى الاستم ارر وتصبح طاقتة عمى التكيف منيكة ومجمدة‪ ،‬وبذلك يدخل‬

‫الفرد في مرحمة الإعياء أو الإنياك (فاروق السّيد عثمان‪ ،2001 ،‬ص ‪.)101‬‬

‫‪142‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كما أنيا مرحمة أساسية لميكانيزم الضغط بواسطة الجياز الغددي‪ ،‬ويزداد في ىذه‬
‫المرحمة النشاط الفزيولوجي ت ازيدا سريعا يجعل الفرد يعيش ضغطا وتوتًار داخمًيا(بوحاتمي‬

‫سامية‪ ،2001 ،‬ص ‪.)12‬‬
‫‪ -3‬مرحمة الإجهاد‪ :‬ىي مرحمة تعقب المرحمة الثانية ويكون فييا الجسم قد تكّيف غير أن‬
‫الطاقة الضرورية تكون قد استنفذت وأنو إذا كانت الاستجابات الدفاعية شديدة ومستمرة لفترة‬
‫طويمة‪ ،‬فإنو قد ينتج عنيا أع ارض التكيف التي تحدث عندما يتصدى مصادر الجياز‬

‫الفسيولوجي‪.‬‬

‫ويختتم "سيمي" نظريتو بتعريف الضغط عمى أنو «حالة من حالات الكائن التي تشكل‬
‫أساس التفاعلات التي يبدي فييا تكيفا أو التي يبدي فييا سوء تكيف»‬

‫(هارون توفيق الّرشيدي‪ ،1999 ،‬ص ‪.)52‬‬
‫في مدة المرحمة يصل الجسم إلى مرحمة لا يستجيب بعدىا لأي منبو إنذار‬

‫أو مقاومة‪ ،‬فتتلاشى ميكانيزمات التكيف (حيالي نور الدين‪ ،1989 ،‬ص ‪)62‬‬
‫وفيما يمي نقدم شكلا يبين فيو كيفية حدوث الضغوط النفسية طبقا لنظرية "ىانس‬

‫سيمي"‪:‬‬

‫‪143‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أع ارض‬ ‫التكيف‬ ‫الضغوط‬ ‫ضاغط‬
‫التكيف‬ ‫عوامل وسطية‬
‫المت ازمن‬ ‫عدم‬
‫التكيف‬

‫استجابات سوء تكيف استجابات تكيفية‬

‫استجابات سوء تكيف‬ ‫أع ارض التكيف المت ازمن‬
‫استجابات تكيفية‬

‫شكل رقم (‪ :)19‬يمثل كيفية حدوث الضغوط النفسية لنظرية "ىانس سيمي"‪.‬‬

‫‪-3-4‬نظرية عجز المتعمم‪:‬‬

‫لقد طّور ىذه النظرية العالم "‪ "Seligman‬ترى ىذه النظرية بأن الضغط النفسي ىو‬
‫ناتج عن الشعور بالعجز المتعمم‪ ،‬حيث أكد "سيمجمان" عمى أن تعرض الفرد لأي عجز‬

‫يجعل سموكو غير تكيفي فعزوف الفرد عمى القيام بأي مبادرة أو محاولة أو إستجابة تخمّصو‬
‫من الانزعاج يعّد سموكا غير تكيفي وتؤدي حالة العجز المتعمم إلى آثار تعميمية وانفعالية‬
‫ودافعية‪ ،‬حيث يعرف الفرد عمى المحاولة والمبادرة‪ ،‬ويصبح سموك الفرد التعميمي غير ذي‬

‫جدوى وأن النتائج التي يرغب بيا لا تعتمد عمى سموكو الحالي‪ ،‬أ ّما الأثر الانفعالي فيتمثل‬
‫في فقدان قدرتو عمى التحكم والسّيطرة عمى الأمور‪ ،‬واستم ارر تعّرض الفرد لمضغوط يؤدي‬
‫إلى العجز الكامل عن القيام بأي نشاط في مواقف لاحقة وبالتالي فإنو يستسمم لمضغوط‬

‫النفسية (فاطمة عبد الرحيم النوايسة‪ ،2009 ،‬ص ‪.)19 -18‬‬

‫‪144‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تتحدد أسباب العجز المتعمم في نوعين من العوامل‪ :‬عوامل بيئية ضاغطة سواء في‬
‫الحياة الأسرية أو المينية أو الاجتماعية لمفرد‪ ،‬وعوامل ذاتية تتعمق بالشخص ذاتو‬
‫وبخصائص شخصيتة والتي عمى أساسيا يتخذ نوع الاستجابة التي تصدر عنو إ ازء الأحداث‬
‫الضاغطة ومن أمثمة ذلك مفيوم الفرد عن ذاتو ومركز التحكم والمرونة والإنطوائية (طه عبد‬

‫العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪.)04‬‬

‫‪ -4-4-‬نظرية "سيمبرجر"‪:‬‬

‫ييتم "سيمبرجر" في الإطار المرجعي لنظريتو بتحديد طبيعة الظروف البيئية المحيطة‬
‫والتي تكون ضاغطة‪ ،‬ويميز بين حالات القمق الناتجة عنيا ويحّدد العلاقة بينيما وبين‬
‫ميكانيزمات الّدفاع التي تساعد عمى تجنب تمك النواحي الضاغطة‪ ،‬فالفرد في ىذا الصدد‬
‫يقدر الظروف الضاغطة التي أثارت حالة القمق ثم يستخدم الميكانيزمات الدفاعية المناسبة‬
‫لتخفيف الضغط (كبت‪ ،‬انكار‪ ،‬اسقاط) أو يستدعي سموك التجنب الذي يسمح باليروب من‬

‫الموقف الضاغط‪.‬‬
‫واذا كان "سيمبرجر" قد اىتم بتحديد خصاص وطبيعة المواقف الضاغطة التي تؤدي‬
‫إلى مستويات مختمفة لحالة القمق إلا أنو لا يساوي بين المفيومين (الضغط‪ ،‬القمق) وذلك‬
‫لأن الضغط النفسي وقمق الحالة يوضحان الفروق بين خصائص القمق كرد فعل انفعالي‬
‫والمثي ارت التي تستدعي ىذه الضغوط (فالقمق كعممية انفعالية تشير إلى تتابع الاستجابات‬
‫المعرفية التي تحدث كرد فعل لشكل ما من الضغط وتبدأ ىذه العممية بواسطة مثير خارجي‬

‫خاص (هارون توفيق الّرشيدي‪ ،1999 ،‬ص ‪.)55 -54‬‬
‫كما يوضح "سيمبيرجر" أن الظروف التي تكون ضاغطة بشكل موضوعي سوف تدرك‬
‫عمى أنيا ميّددة ولكن بعض الظروف الضاغطة قد لا تدرك عمى أّنيا ميّددة من قبل الفرد‬
‫الذي لا يرى خط ار محتملا أو لديو الميا ارت الضرورية أو الخبرة التي تساعده عمى التكيف‬
‫مع ىذه الظروف‪ ،‬ويقول "ماندلير" يكون الموقف ضاغطا إذا قامت العمميات العقلانية‬

‫‪145‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التفسيرية لدى الفرد بتحويل المحتوى بطريقة تحدث تغي ارت داخمية مدركة‪ ،‬وأي مثير ضاغط‬
‫يتكون من صفات نفسية‪ ،‬والإد ارك بيذا المثير يعتمد عمى مكونات أو سياق ىذا المثير (ىل‬
‫ىو ضاغط أم لا) ومكّونات الفرد (شخصيتو)‪ ،‬مثل الخبرة ال ّسابقة بيذا المثير‪ ،‬وىي تحّدد‬

‫مدى نجاح الفرد في التكيف» )‪.(Beilaian Skas, 1982‬‬
‫ويوضح "ىاممتون" أن التعّود وعمميات التعمم العميا يمكن أن تخفف ما كانت تعتبر‬

‫مثي ارت ضاغطة إلى مستوى مثي ارت عادية وغير مؤثرة )‪(Hamilton Warbuton, 1981‬‬

‫‪ -5-4‬نظرية "لا ازروس"‪:‬‬

‫يركز ىذا النموذج عمى أن الضغط النفسي ىو عممية ديناميكية متبادلة فيل عممية‬
‫متبادلة بين الفرد والبيئة يقيميا الفرد عن أنيا مرىقة كما يؤكد عمى وجود متغي ارت وسطية‬
‫بينيما مشددا عمى العمميات المعرفية لدى الفرد ودورىا في الاستجابة لمضغوط ومواجيتيا‪،‬‬
‫وىو ما يسمييا بعممية التقييم الأولي والثانوي‪ ،‬أي أ ّن طريقة تفكير الفرد حيال المواقف التي‬
‫يتعّرض ليا ىي التي تسبب الضغط لو‪ ،‬وأ ّن الفرد عندما يواجو موقف أو حدث في الحياة‬
‫فإنو يحاول تقييمو معرفًيا بصورة أولّية لتحديد معنى الموقف ودلالتو ثم بعد ذلك يقوم بعممية‬
‫تقيم ثانوي لتحديد مصادر المواجية التي يستند إلييا في التعامل مع الموقف‪ ،‬ثم القيام‬
‫باستجابة المواجية إ ازء الموقف الضاغط‪(.‬طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم‪،‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.)63‬‬
‫وفي تحميمو النظري لكل من مفيومي "الضغط" والتعامل فإن "لا ازروس" يرى أن‬

‫التعامل مع الموقف الضاغط يتألف من ثلاث عمميات ىي‪:‬‬

‫العممية الأولى‪ :‬ىي عممية التقدير الأولي وىي عممية إد ارك الفرد لمتيديد الواقع‪.‬‬
‫العممية الثانية‪ :‬وىي عممية التقدير الثانوي وىي عممية تحضير الاستجابة الممكنة والملائمة‬

‫لمواجية التيديد أو التفكير فيو‪.‬‬

‫‪146‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫العممية الثالثة‪ :‬وىي عممية المواجية‪ ،‬وىي عممية تنفيذ الاستجابة وعمى الرغم من أنو قد‬

‫يكون من الممكن وضع ىذه العمميات الثلاث عمى خط متدرج إلا أن "لا ازروس" لا تسير‬

‫عمى ىذا الّنحو من التسمسل دائما وقد تشير لنتائج إحدى العمميات السابقة‪ ،‬وعمى سيبل‬
‫المثال إذا أدرك الفرد أ ّن لديو استجابة التعامل الملائمة فإن ذلك يجعمو بعيد الّنظر في تقديره‬
‫لمتقديم بحيث ينظر إليو عمى أّنو أقل ما قّدره‪ ،‬وقد يدرك الفرد أن استجابة لمتعامل أقل‬
‫فاعمية وكفاءة مما ىو متوقع وحينئٍذ يعيد تقديره لمستوى التيديد مرة أخرى‪ ،‬أو يعيد النظّر‬
‫في ِاستجابة التعامل ويبحث عن الاستجابة الأكثر ملائمة لمواجية التيديد‪ ،‬ويتضح من ذلك‬

‫أ ّن أي عممية من العمميات الثلاث أن يعاد النظر فييا تبعا لما ينتج عن العممية التابعة ليا‬
‫(هارون توفيق الّرشيدي‪.)1999 ،‬‬

‫‪ -5-4‬النظرية السموكية‪:‬‬

‫يؤّكد أنصار المدرسة السموكية التقميدية عمى عممية التعمّم ويتخذون منو محوًار أساسيا‬
‫في تفسير ال ّسموك الإنساني‪ ،‬كما يركزون عمى دور البيئة في تشكيل شخصية الفرد‪ ،‬وفي‬
‫الستينات من القرن الماضي ظير اتجاه جديد داخل تيار المدرسة ال ّسموكية يعرف بتعديل‬
‫ال ّسموك‪ ،‬ومن رّواده "باندو ار" و"سكنر"‪ ،‬والضغط كما يرى "سكنر" يعد أحد المكونات الطبيعية‬
‫في حياة الفرد اليومية وأّنو ينتج عن تفاعل الفرد مع البيئة‪ ،‬ومن ثم لا يستطيع الفرد تجنبو‬
‫والإحجام عنو‪ ،‬وأ ّن بعض الناس يواجيون الضغط بفعالية‪ ،‬وحينما تفوق شدة الضغوط‬
‫قدرتيم عمى المواجية فإنيم يشعرون بتأثي ارت تمك الضغوط البيئية عمييم (طه عبد العظيم‬

‫حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪ ،1999 ،‬ص ‪.)65‬‬

‫يؤكد "سكنر" عمى د ارسة السموك الإنساني الذي يخضع لمملاحظة ويمكن قياسو‬

‫والتحكم فيو‪ ،‬فيو يرى أن سموك الفرد محكوم في أي وقت بالكثير من الظروف المستقمة في‬

‫جوىرىا وعمى ذلك يجب ألاّ يتوقع الناس إد ارك الكثير من الإتساق ال ّسموكي من وقت إلى‬
‫آخر‪ ،‬كما يرى أن عمم الّنفس يجب أن يعمم بالسموك الملاحظ وييمل ما سواه فلا مجال‬

‫‪147‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫لد ارسة الذات‪ ،‬فالذات في أريو ما ىي إلاّ عبارة عن الخيال أو وىم في جوىرىا فحين يرى‬
‫"ميد" أن الذات لموعي أكثر منيا نظاما من العمميات وأ ّن الذات لا يمكن ليا أن تنشأ إلاّ في‬
‫ظروف اجتماعية حيث توجد اتصالات اجتماعية مستقمة بدرجة أو بأخرى ومكتسبة من‬

‫مختمف الجماعات الاجتماعية مثل الذات العائمية والذات المدرسية(هول ولندري‪.)1998 ،‬‬

‫‪ -6-4‬النظرية المعرفية‪:‬‬

‫قّدم "بيك" نظرية متكاممة يف ّسر عمى أساسيا حدوث الاضط اربات الانفعالية في ضوء‬
‫المعتقدات أو الآ ارء ال ّسمبية التي يحمميا الفرد عن النفس والعالم والمستقبل وفي أريو أ ّن‬
‫الخب ارت التي يمّر بيا الشخص تستمد دلالتيا اليائسة أو المكتئبة أو الإني ازمية من خلال‬

‫إلتحاميا بيذا الأسموب‪.‬‬

‫فتبني مثل ىذا الإعتقاد يؤدي إلى تشوييو إد ارك الواقع بشكل سمبي‪ ،‬ثم تأتي بعد ذلك‬
‫الاستجابة الانفعالية أو السموكية اليائسة التي نسمييا ِاكتئابا وبعبارة أخرى فإن المواقف‬

‫الغمضة أو المحايدة تستمد دلالتيا ومعناىا من خلال ما تعتقده بشأنيا ومن خلال قد ارتنا‬

‫عمى مواجيتيا (رئيفة رجب عوض‪.)2001 ،‬‬

‫وعمى ىذا الأساس فإ ّن الضغوط والصعوبات الإنفعالية تبدأ عندما تكون طريقة إد ارك‬
‫الفرد لمحدث مبالغ فييا وتفكيره غير منطقي إذ أ ّن أنماط التفكير الخاطئة لدى الفرد تؤثر‬
‫سمبا عمى مشاعره وسموكياتو‪ ،‬فعندما يقع الفرد تحت الضغط يفقد القدرة عمى التفكير السميم‪،‬‬

‫ومن ثم يمجأ إلى التعريفات المعرفية عند التعامل مع الأحداث الضاغطة‪ ،‬وعمى ذلك فإنو‬

‫يميل إلى تفسير الأحداث والمواقف الضاغطة بصورة سمبية‪.‬‬

‫ويرى "ألبرت أليس" ارئد طريقة الإرشاد العقلاني الانفعالي ال ّسموكي أن الظروف‬
‫الضاغطة التي يعيشيا الفرد لا توجد في ذاتيا‪ ،‬واّنما تتوقف عمى الطريقة التي يدرك بيا‬
‫الفرد ىذه الظروف وعمى نسق الاعتقادات اللاّعقلانية التي يكّونيا الفرد عن ىذه الظروف‬

‫والأحداث الضاغطة‪.‬‬

‫‪148‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وىكذا يرى عمماء الّنفس المعرفي أن ال ّسموك الممثل وظيفيا والمشاعر ال ّسمبية لدى‬
‫الفرد ترجع إلى وجود أساليب تفكير سمبية وغير منطقية في تفسير الخب ارت والأحداث التي‬
‫يمر بيا عبر مواقف الحياة المختمفة‪(.‬طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪،‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.)68‬‬
‫‪-7-4‬المدخل الإيكولوجي والاجتماعي في تفسير الضغوط‪:‬‬

‫يتأثر الأف ارد بجميع مكّونات البيئة التي يعيشون فييا‪ ،‬فيم جزء من النسق الاجتماعي‪،‬‬
‫ومن ثم فإن أي محاولة لفيم سموك الأف ارد ومشاكميم خارج السّياق الاجتماعي‪ ،‬يعّد منيا‬
‫جزئيا‪ ،‬فالضغوط وأساليب مواجيتيا تحدث وتتحدد في إطار السّياق الاجتماعي الذي يحيا‬
‫فيو الفرد‪ ،‬وعمى ذلك فإ ّن الأحداث والظروف البيئية يمكن أن تكون مصدًار لمضغوط مثل‬
‫الحروب والكوارث الطبيعية والفقر والعنصرية والتميز‪ ،‬وكذلك البطالة في المجتمع وأحداث‬
‫العنف والجريمة وتفاقم مشكلات الصحة النفسية مثل تعاطي المخد ارت والانتحار عمى‬
‫مستوى الفرد تمثل جميعيا مصادر أساسية لمضغوط واستجابات الأف ارد نحو ىذه الضواغط‬
‫تختمف باختلاف ظروف المجتمع‪ ،‬وىكذا يكون مرتبطا بعّدة عوامل منيا أن المستوى‬
‫الاقتصادي والاجتماعي المنخفض يزيد بوجو عام من خطورة الاضط اربات المرتبطة‬
‫بالضغوط وعادة ترتبط الضواغط النفسية والاجتماعية لمفرد بانخفاض ظروف المعيشة‬
‫وكذلك بالظروف السيئة في العمل والبطالة‪ ،‬وانخفاض الّدخل ونقص شبكة العلاقات‬
‫الاجتماعية وتحت ىذه الظروف الضاغطة يتولّد الشعور لدى الفرد بالغضب وعدم الرضا‬
‫واليأس والتي تزيد من حدة الضغوط لديو(طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪،‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.)70 -69‬‬
‫من خلال ما سبق يتضح أنو تعددت النظريات التي تناولت الضغط النفسي من حيث‬
‫نشوئو ومصادره‪ ،‬وعميو نجد النظرية الفزيولوجية التي يتزعميا كل من "كانون" و"ىانس‬
‫سيمي" حيث ترى ىذه النظرية أن الضغط النفسي نمط من الاستجابة العضوية لمعوامل‬

‫‪149‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الّنفسية‪ ،‬الاجتماعية‪ ،‬الطبيعية التي لا يستطيع الفرد م ارقبتيا‪ ،‬إلاّ أن التعرض المستمر‬
‫لمضغط النفسي يحدث اضط اربا في الجياز اليرموني من خلال الإستثارة ال ازئدة لمجياز‬
‫العصبي المستقل وأن ىذه الاضط اربات اليرمونية ىي المسؤولة عن التوتر والضغط النفسي‪،‬‬
‫حيث أطمق عمى الأع ارض التي تظير عن مستوى العضوية بزممة أع ارض التكيف العام‬
‫والتي تمر بدورىا بثلاثة م ارحل‪ ،‬أو ليا مرحمة الإنذار أين يستدعي الجسم ك ّل قواه الّدفاعية‬
‫لمواجية الخطر الذي يتعّرض لو‪ ،‬وبعدىا تأتي مرحمة المقاومة وىي مرحمة ىامة في نشأة‬
‫أع ارض التكيف‪ ،‬وأخيًار نجد مرحمة الإنياك وىي المرحمة التي يصبح فييا الفرد عاجًاز عن‬
‫التكيف بشكل كامل حيث تنقص مقاومة الجسم إلى جانب ىذه النظرية نجد نظرية عجز‬
‫المتعمم التي ف ّسرت الضغط النفسي عمى أساس ت ازمن (أي تك ارر) الفرد لمضغوط يجعمو لا‬
‫يستطيع التحكم في المواقف التي يتعّرض ليا م ّما يجعل الفرد يشعر بال ّسمبية ونقص الدافعية‬
‫لديو وأن أسباب ىذا العجز تتحدد في تفاعل عوامل بيئتو ضاغطة وعوامل ذاتية متعمقة‬
‫بالشخص ذاتو‪ ،‬فضلا عن ذلك نجد أن ىذه النظرية تؤكد عمى الطريقة التي يدرك ويف ّسر‬
‫بيا الفرد الأحداث الضاغطة والمؤلمة وأن استجابة الفرد إ ازء الأحداث الضاغطة تعتمد عن‬
‫تفسيرىم لأسباب ومعنى ىذه الأحداث‪ ،‬إلى جانب ىاتين النظريتين نجد نظرية "سيمبيرجر"‬
‫التي فسرت الضغط النفسي عمى أساس العوامل البيئة الضاغطة وتحديد خصائصيا‬
‫ونوعيتيا كما أكدت ىذه النظرية عمى طريقة تفكير واد ارك الفرد الموقف الضاغط ومدى‬

‫تأثيره عميو‪.‬‬
‫كما نجد كذلك نظرية "لا ازروس" الذي فسر الضغط النفسي عمى أساس تفاعل العوامل‬
‫النفسية (الذاتية) شريطة وجود متغي ارت وسطية بينيما كما أكد عمى دور العمميات المعرفية‪،‬‬
‫حيث أن ىذه الأخيرة ىي التي تحدد تأثير الفرد بالموقف الضاغط وكذلك قدرتو عمى‬
‫المواجية‪ ،‬كما نجد كذلك نظرية التحميل النفسي التي فسرت عمى دور العمميات اللاشعورية‬
‫وميكانيزمات الّدفاع في تحديد ك ّل من السموك السوي واللاسوي لمفرد‪ ،‬إذ حالة تعرض الفرد‬
‫لمواقف ضاغطة ومؤلمة فإنو يسعى إلى تقرير انفعالاتو السمبية الناتجة عنيا عبر‬

‫‪150‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ميكانيزمات الّدفاع اللاشعورية‪ ،‬إضافة إلى ذلك نجد النظرية السموكية التي ترى أن الضغط‬
‫النفسي ينشأ عن طريق تعامل الفرد مع بيئتو فالفرد يعيش حالة جياد مع نفسو ومع الطبيعة‬

‫بيدف التكيف والتطّور مع كافة ظروف الحياة وعمية لا يستطيع الفرد تجنبو‪.‬‬
‫كما نجد النظرية المعرفة التي ف ّسرت الضغط عمى أساس تفسير واد ارك الفرد للأحداث‬
‫الضاغطة‪ ،‬وىنا تبرز أىمية العمميات المعرفية في تحديد نشأة الضغوط النفسية وىو ما‬
‫يتماشى مع نظرية "لا ازروس"‪ ،‬وعمى ىذا الأساس فإن الضغوط تبدأ عندما تكون طريقة‬
‫إد ارك الفرد لمحدث مبالغ فيو وتفكيره غير منطقي‪ ،‬وأخي ار نجد النظرية الايكولوجية‬
‫الاجتماعية التي تولى أ ّن الضغط النفسي ينشأ من خلال مشاركة الفرد في الحياة الاجتماعية‬

‫التي يعيش فييا وذلك من خلال ما يتعرض لو في التأثير والتأثر‪.‬‬

‫‪ -5‬أنواع الضغط النفسي‪:‬‬

‫نستطيع القول بوجو عام أن الضغوط ليست بالضرورة شيئا سمبًيا‪ ،‬بل تكون في بعض‬
‫الأحيان دافعا للإنجاز والأداء وعمى ىذا الأساس يمكن أن تصّنف الضغوط إلى نوعين‪،‬‬

‫وفيما يمي نتطرق إلى ىذه الأنواع‪.‬‬

‫‪-1-4‬الضغوط الإيجابية‪:‬‬

‫يكون لمضغط تأثير إيجابي إذا قد يحدث عمى التحريض والإد ارك‪ ،‬يزّود الفرد بالطاقة‬
‫التي يحتاجيا ليكون نشيطًا م ّما يسمح لو بالعيش والاستجابة بطريقة مناسبة وتقديم أحسن ما‬
‫يمكن تقديمو لأن الضغط الجّيد ىو مثير قوي عندما يستقبل من طرف الفرد الذي يقوم‬

‫بتكيفو وفقا لما يرغبو ويستعممو بشكل جّيد ‪(Granegie. D, 2000, p 349).‬‬
‫فالضغط يوافق الاستجابات الفزيولوجية التي يقوم عمييا الضغط ال ّسمبي المتمثمة في‬

‫زيادة نبضات القمب‪ ،‬تنفس سريع غير أن الإحساس الم ارفق لو ارئع‬

‫)‪(Skiou et all, 2001, p 675‬‬

‫‪151‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫والشكل التالي يوضح الآثار الايجابية لمضغط النفسي‪:‬‬

‫نفسية اجتماعية جسمية بيئية‬ ‫العوامل المسببة‬
‫للضغط‬

‫استجابات معززة للحصة‬

‫التفكير والخيال الايجابي واستثمارات الوقت‬ ‫نفسية‬ ‫المهارات‬

‫الجسمية الرياضة‪ ،‬الغذاء‪ ،‬الاسترخاء‬

‫الاجتماعية مهارات التواصل والعلاقات الإنسانية‬

‫الإحساس بالتحكم والاعتزاز بالنفس‬ ‫نفسية‬ ‫الآثار الطويلة‬
‫المدى‬

‫الجسمية مقاومة الأمراض‬

‫الاجتماعية زيادة الإحساس بالإشباع وال ّرضا‬

‫الإنتاج وزيادة الإنتاجية‬
‫زيادة الإحساس بإشباع وال ّرضا‬

‫شكل رقم (‪:)20‬يبين الآثار الإيجابية لمضغط‪.‬‬

‫‪152‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬الضغط النفسي ال ازئد‪:‬‬

‫ينتج عن ت اركم الأحداث ال ّسمبية في حياة الفرد‪ ،‬وتصبح فوق قد ارتو عمى التكيف معيا‪.‬‬

‫‪ -‬الضغط النفسي المرتفع‪:‬‬

‫يحدث ىذا النوع من الضغط عندما يصل إلى حالة من الممل وانعدام التحدي وفقدان‬
‫الشعور بالإثارة (فاطمة عبد الرحيم النواسية‪ ،2009 ،‬ص ‪.)20‬‬

‫‪ -‬الضغط السمبي‪:‬‬

‫إ ّن الضغط النفسي المفرط قد يكون لو تأثير سمبي في الصحة العقمية والجسدية لمفرد‪،‬‬
‫وذلك إذا تركت مشاعر الغضب‪ ،‬الإحباط‪ ،‬والاكتئاب المتولدة من الضغط دون ح ّل فتؤدي‬
‫إلى جممة من الأع ارض ويقّدر أن الضغط الّنفسي السّبب الأعم لمصحة المقيمة في المجتمع‬
‫الحديث إذ يمثل ‪ % 08‬من جميع الزيا ارت التي يقوم بيا الّناس إلى عيادة الأطباء‪ ،‬كما‬
‫يساعد عمى إحداث حالات ثانوية كال ّص ارع والاضط اربات اليضمية والجمدية‪ ،‬الأرق‪ ،‬فيجد‬
‫الفرد نفسو غير قادر عن مواجية ىذه الصعوبات ووضع ِاست ارتيجيات دفاعية ضدىا‪ ،‬م ّما‬
‫يؤدي إلى الإصابة بعدة أم ارض كالسرطان والأم ارض القمبية (سمير شيخاني‪ ،2003 ،‬ص‬

‫‪.)13‬‬
‫وحسب بعض التقدي ارت فكلا من الاستثما ارت النفسية والعناية الطبية تخص في الغالب‬
‫الاضط اربات المرتبطة بأحداث الحياة الضاغطة فبتك ارر الضغوط وازدياد شدتيا تصبح‬

‫مرضية‪ ،‬وتنشأ ميول إكتئابية )‪.(Carnegie . P, 2000, p 16‬‬
‫الشكل التالي يمثل الآثار السمبية لمضغط النفسي‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫نفسية جسمية اجتماعية بيئية‬ ‫العوامل المسببة‬
‫للضغوط‬
‫استجابات غير صحية‪ ،‬نقص قدرات‪.‬‬
‫المهارات‬
‫نفسية التفكير والخيال الايجابي قلق‪ ،‬اكتئاب‪ ،‬أرق‪ ،‬عدم التركيز‬
‫الجسمية ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬تقلص العضلات‪.‬‬

‫الاجتماعية مشاجرات مع الآخرين‪ ،‬توتر العلاقات الاجتماعية‬

‫نفسية اكتئاب مزمن‪ ،‬اضطراب ذاكرة تغيرات‪.‬‬ ‫الآثار الطويلة‬
‫الجسمية صداع مزمن‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬أمراض القلب‬ ‫المدى‬

‫الاجتماعية إدمان العقاقير والكحول‪ ،‬اضطراب العلاقات‬

‫عدم الانجاز ونقص الإنتاجية في العمل‬
‫نقص الإحساس بالإشباع وعدم الرضا‬

‫شكل رقم (‪ :)22‬يبين الآثار السمبية لمضغوط‪.‬‬
‫(شارف خوجة مميكة‪ ،2011،‬ص ‪.)53‬‬

‫‪154‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫نلاحظ من خلال ما سبق ان الضغط النفسي ينظر إليو من ووجيين يكون ايجابي عندما‬
‫يزود الفرد بالطاقة التي يحتاجيا ويكون أكثر إبداعا وانجا از في أدائو وأكثر قدرة عمى ح ّل‬
‫المشكلات‪ ،‬ويكون الضغط سمبا عندما يؤثر عمى أداء الفرد وتؤدي بو إلى سوء التوافق‬
‫وتطور آثار ىذه الضغوط في مظاىر عديدة مثل الص ارع‪ ،‬الإحباط‪ ،‬الأداء المنخفض‪،‬‬

‫الاكتئاب‪.‬‬

‫‪ -6‬مصادر الضغط النفسي‪:‬‬

‫لقد حظيت مسألة تحديد مصادر الضغوط باىتمام الكثير من العمماء والباحثين‪ ،‬ولذلك‬
‫تعّددت تصنيفات مصادر الضغوط لدييم وم ّما لاشك فيو أن الإنسان عادة ما يتعرف في‬
‫حياتو اليومية لأنواع عديدة من الضغط النفسي وأن مصادر الضغط النفسي الواقعة عمى‬

‫الإنسان محيطة بو من كل جانب‪ ،‬وفيما يمي تتطرق ليذه المصادر‪:‬‬
‫‪ -1-6‬ضغوط فيزيقية‪ :‬تتمثل في ضغوط الغلاف الجوي والح اررة والبرودة ونقص الموارد‬

‫الطبيعية والكوارث الطبيعية كالزل ازل‪ ،‬والب اركين‪ ،‬والأعاصير‪.‬‬
‫‪ -2-6‬ضغوط اجتماعية نفسية‪ :‬تتمثل في الخلافات الأسرية والطلاق والمرض العضوي‬
‫لأحد أف ارد الأسرة والحرمان الثقافي وص ارع القيم وص ارع الأجيال وعدم الدلالة في توزيع‬
‫الدخل العام وضغوط الأحداث المؤلمة مثل فقدان شخص عزيز‪ ،‬ىذا إلى جانب الإحباطات‬
‫والص ارعات اللاشعورية داخل شخصية الفرد ونقص تقدير الذات ونقص الاستحقاق والشعور‬
‫بالقيمة والقمق والاكتئاب والشعور بالوحدة النفسية‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن الأحداث ال ّسارة يمكن‬
‫أن تكون مصدًار لمضغوط لدى الفرد مثل الترقي في وظيفة‪ ،‬ش ارء سيارة جديدة‪ ،‬حيث تؤدي‬
‫ىذه الأحداث السارة إلى حدوث تغيير في أسموب حياة الفرد وتتطمب إعادة التوافق مع البيئة‬
‫(طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪.)39‬‬

‫‪155‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -3-6‬الضغوط الصحية‪:‬‬

‫وىي ضغوط ترتبط بالصحة الجسمية والفزيولوجية‪ ،‬كالصداع‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم‪،‬‬
‫أم ارض القمب‪ ،‬الغثيان‪ ،‬الدوخة‪ ،‬صعوبات في النوم‪ ،‬العادات الصحية السيئة واختلال النظام‬

‫الغذائي (زينب محمود شقير‪ ، 2006 ،‬ص ‪.)178‬‬

‫‪-4-6‬الضغوط السمبية‪:‬‬

‫تنشأ من عدم الرضا عن أنظمة الحكم الاستبدادية والص ارعات السياسية الثقافية وىيمنة‬
‫بعض القوى في المجتمع والاضط اربات السياسية والتسمح النّووي الضغوط الثقافية‪.‬‬

‫تتمثل في است ارد الثقافات والانفتاح عمى الثقافات اليدامة الوافدة دون م ارعاة للأطر‬
‫الثقافية والاجتماعية القائمة في المجتمع‪ :‬ىذا فضلا عن المشاىدات الفيديو كميب‬
‫والإعلانات المستيجة في القنوات الفضائية والتمفزيونية‪ ،‬وكذلك غرف الشات في شبكة‬
‫الأنترنيت التي تربط غالبا باستثارة الأنشطة الجنسية لدى الأف ارد وخاصة الم ارىقين من‬

‫الجنسين (طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪.)40‬‬

‫أ ّما عبد المنعم الحنفي يرى أن ىناك ثلاث مصادر لمضغط النفسي تتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الإحباط‪ :‬وىو يحدث عندما يحال بين الشخص وبين ما يسعى إلى تحقيقو‪ ،‬كما أن‬

‫الإحباط في حّد ذاتو ينشأ بدوره من مصادر متعددة مثل عوائق خارجية وعوائق داخمية‪.‬‬
‫‪ -‬الص ارع‪ :‬يحدث عندما يعجز الفرد عن الاختيار بين حاجتين أو ىدفين لكل منيا قيمة‬

‫والص ارع متعدد الأشكال‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط‪ :‬قد يكون الضغط داخميا مثل الطموحات والميل العميا التي تحث الفرد عمى أن‬
‫يتحمل من أجل تحقيق ىدف معين يصبو إلى تحقيقو(عبد المنعم حنفي‪ ،1992 ،‬ص‬

‫‪)264‬‬

‫‪156‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كما توجد مصادر أكثر تحديدا لمضغط النفسي في مجال العمل‪ ،‬ولعل ىذه المصادر‬
‫أكثر ِارتباطا بميام العمل ومن أىم ىذه المصادر ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬غموض الدور‪ :‬من الغريب أن لا تكون عمى عمم مسبق بطبيعة العمل الذي نحن‬
‫مقبمون عميو‪ ،‬إنو يجب أن نعرف متى تبدأ وتنتيي مسؤوليتنا في ىذا العمل‪ ،‬ويجب‬

‫أيضا أن نعرف علاقة مسؤوليات الآخرين بميامنا في العمل‪.‬‬
‫كما يمكن أن يتعارض دور المعمم للأطفال مع دوره كإداري ومسؤول عن النظام في‬

‫المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬مواجهات متكررة مع المسؤولين‪ :‬تعتبر العلاقات غير الموفقة مع المسؤولين في‬
‫العمل إحدى المصادر الميمة لمضغوط‪ ،‬خاصة إذا كان ىؤلاء المسؤولين من الذين‬
‫يتع ّمدون التأثير في الآخرين عمى نحو ما‪ ،‬فقد يتعمدون رفع شأن عاممين محّددين أو‬

‫خفض شأن آخرين أمام بقية العاممين‪.‬‬
‫‪ -‬فقد التأيد أو الدعم من الزملاء‪ :‬يرتبط ىذا المصدر ببعض المين (مثل التدريس‪،‬‬
‫الأخصائي الاجتماعي) تمك المين التي تتطمب الاحتكاك بجميور‪ ،‬فميام ىذه المين‬
‫تتطمب العمل الفردي مع الجميور‪ ،‬وبالتالي قد يفتقد دعم الّزملاء لجعميم بما يحدث‬
‫من جيد تتطمبو ىذه الميام‪ ،‬وىناك ِانعكاس سالب آخر يتمثل في أن العمل الفردي‬
‫يتعين في فقد الخبرة المينية (حمدي عمي الفرماوي‪ ،‬رصا عبد الله‪ ،2008 ،‬ص‬

‫‪.)69 -68‬‬
‫يتضح من خلال ما سبق أن مصادر الضغط النفسي متعددة ومتنوعة وتوجد في جميع‬
‫البيئات سواء كانت البيئة طبيعية أو اجتماعية أو نفسية‪ ،‬كما أيضا من خلال المستوى‬
‫الأسري والميني والثقافي وغيرىا من مجالات الحياة ومن ىنا نجد أن مصادر الضغط عبارة‬

‫عن الخب ارت التي تؤدي إلى ظيور ِاستجابة لمضغط لدى الفرد‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪-7‬آثار الضغط النفسي‪:‬‬

‫لقد بينت الد ارسات أن ىناك علاقة بين الضغوط النفسية وال ّصحية الّنفسية والجسمية‬
‫وقدرة الفرد المعرفية والإد اركية‪ ،‬فعندما تترك الضغوط النفسية دون مواجية‪ ،‬ودون ممارسات‬
‫من شأنيا أن تقمل من آثارىا‪ ،‬فإّنيا بلا شك تترك آثا ار سمبية قد تكون ميّددة ومد ّمرة أحيانا‬

‫لحياة الفرد‪.‬‬
‫وفيما يمي نبرز أىم ىذه الآثار‪:‬‬

‫‪ -1-7‬الآثار الفزيولوجية‪:‬‬

‫تتمثل ىذه الآثار في زيادة الأدرينالين بالدم م ّما يؤذي الجسم واذا ِاستمر لمدة طويمة‬
‫أدى إلى أم ارض القمب‪ ،‬واضط ارب الدورة الّدموية‪ ،‬إضافة إلى إف ارز الغدة الّدرقية الذي يؤدي‬
‫إلى زيادة تفاعلات الجسم واذا طال يؤدي إلى نقص الوزن والانييار‪ ،‬والانييار الجسمي‪،‬‬
‫بينما يؤدي الكبد إلى إف ارز الكولسترول الذي يؤدي إلى الإصابة أيضا بأم ارض القمب‬
‫(تصمب الش اريين)‪ ،‬أو حدوث تغي ارت في أجيزة الجسم مثل الاضط اربات المعدية‪ ،‬تفاعلات‬

‫جسدية‪ ،‬الإقلال من مناعة الجسم (أمال محمود عبد المنعم‪ ،2006 ،‬ص ‪.)65‬‬
‫‪ -2-7‬الآثار النفسية الانفعالية لمضغط النفسي‪:‬‬

‫عندما تقع الضغوط النفسية عمى الفرد بشكل كبير فإن تأثيرىا عميو قد يصل إلى حالة‬
‫عدم الإستماع بالحياة وتظير لديو الأع ارض التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التوتر المستمر الناتج عن عدم القدرة عمى الاسترخاء‪.‬‬
‫‪ -‬قد تظير لدى الفرد الوساوس والسموكات القيرية‪.‬‬

‫‪ -‬يظير لديو القمق الدائم والحساسية ال ازئدة والمدوائية‪.‬‬
‫‪ -‬نوبات انفعالية مع عدم القدرة عمى الحكم في ال ّسموك‪.‬‬
‫‪ -‬الإكتئاب والإحباط‪ ،‬والعجز ونوبات من الخوف واليمع‪ ،‬وقد يصبح كثير البكاء‪.‬‬

‫‪158‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬الإىمال وعدم الإكت ارث بحياتو الخاصة وخططو المستقبمية‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بعدم الكفاءة والقيمة‪ ،‬وتدني مفيوم الذات وتقديرىا‪.‬‬
‫‪ -‬كما تظير لديو ِاضط اربات الأكل التي تتمثل في فقدان الشيية أو زيادة الشيية‪.‬‬
‫(فاطمة عبد الرحيم النوابسة‪ ،2009 ،‬ص ‪.)22 -21‬‬

‫‪-3-7‬الآثار السموكية‪:‬‬

‫تظير منو الآثار في الأع ارض التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اضط ارب في الكلام‪ :‬يبدو عمى الإنسان مظاىر الاضط ارب في الكلام مثل التمعثم‪،‬‬
‫التأتأة‪ ،‬الفأفأة‪.‬‬

‫‪ -‬نقص الميل أو الحماس‪ :‬يتفق الإنسان عن أىدافو الحياتية‪ ،‬ويتوقف عن ممارسة ىوائية‬
‫وقد يتخمّص من أمثمتو وممتمكاتو‪.‬‬

‫‪ -‬يزداد التغيب عن العمل‪ :‬يميل الإنسان إلى التأخر عن العمل شيئا فشيًئا‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض مستوى الطاقة‪ :‬ينخفض ميل الإنسان إلى الأداء مع شعوره بالعجز وعدم وجود‬

‫طاقة محركة لو‪.‬‬
‫‪ -‬ت ازيد الشكوك إلى الناس‪ :‬يمقي الإنسان المّوم عمى الآخرين كثيًار نتيجة لشكوكو حتى‬

‫يفيمن حولو من أقارب وزملاء‪.‬‬
‫‪ -‬تجاىل لممعمومات الجديدة‪ :‬بميل الفرد إلى الرفض المستمر لممعمومات أو الضغوط‬

‫أو التعميمات الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الأدوار عن الآخرين‪ :‬يزداد ميل الإنسان إلى إعادة رسم الحدود مع الناس‪.‬‬
‫‪ -‬حل المشكلات بأسموب بدائي‪ :‬يتبنى الفرد حمولا لممشكلات غير موضوعية‪ ،‬ويتخمى عن‬
‫محاولة البحث بعمق عن جذور المشكمة (حمدي عمي الفرماوي‪ ،‬رضا عبد الله‪،2008 ،‬‬

‫ص ‪.)38 ،35‬‬

‫‪159‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -4-7‬الآثار الجسيمة لمضغط النفسي‪:‬‬

‫تتمثل الآثار الجسمية لمضغوط النفسية عمى الأف ارد بالأشكال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الشعور بالإرىاق والتوتر‪ ،‬والفتور العام‪ ،‬وكثرة التبّول‪ ،‬والعجز الجنسي أو عدم الّرغبة‬

‫فيو‪ ،‬والصداع المستمر‪ ،‬و ارء الشقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬اضط اربات في الجياز التنفسي‪ ،‬كتقمص الشعب اليوائية‪ ،‬وضيق النفس وتقمص‬

‫عضلات الحنجرة وصعوبة البمع‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة النبض‪ ،‬وآلام في الصدر التي قد تدل عمى النوبة القمبية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة أو فقدان الوزن الناتجة عن زيادة الشيية أو فقدان الشيية‪.‬‬
‫‪ -‬آلام في المعدة‪ ،‬والتياب المفاصل‪ ،‬وظيور ح ّب الشباب‪ ،‬آلام في الظير‪ ،‬قرحة‬
‫المعدة‪ِ ،‬ارتفاع ضغط الّدم (فاطمة عبد الرحمن النواسية‪ ،2009 ،‬ص ‪.)24‬‬

‫‪ -5-7‬الآثار المعرفية‪:‬‬

‫تؤثر الضغوط عمى البناء المعرفي لمفرد ومن ثم فإن العديد من الوظائف العقمية تصبح‬
‫غير فعالة وتظير ىذه الآثار في الأع ارض التالية‪:‬‬

‫‪ -‬نقص الانتباه وصعوبة التركيز وضعف قوة الملاحظ‪.‬‬
‫‪ -‬تدىور الذاكرة حيث تقل قدرة الفرد عمى الاستدعاء والتعّرف وتزداد الأخطاء‪.‬‬

‫‪ -‬عدم القدرة عمى ِاتخاذ الق ار ارت ونسيان الأشياء‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان القدرة عمى التقييم المعرفي الصحيح لمموقف‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف قدرة الفرد عمى ح ّل المشكلات وصعوبة معالجة المعمومات‪.‬‬
‫‪ -‬التغي ارت الذاتية السمبية التي يتبناىا الفرد عن ذاتو وعن الآخرين‪.‬‬
‫‪ -‬اضط ارب التفكير حيث يكون الّنمط والجامد ىو السائد لدى الفرد بدلا من التفكير‬
‫الابتكاري(طه عبد العظيم حسن‪ ،‬سلامة عبد العظيم حسن‪ ،2006 ،‬ص ‪-44‬‬

‫‪.)45‬‬

‫‪160‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫نلاحظ من خلال ما سبق ا ّن شدة الضغط والتعّرض المتكّرر ليا يؤدي إلى ظيور‬
‫الكثير من التأثي ارت ال ّسمبية عمى شخصية الفرد‪ ،‬حيث عندما يكون الفرد تحت ضغط‬
‫يكون محبط من الناحية النفسية الإنفعالية‪ ،‬والسموكية والمعرفية والجسمية وعميو‬
‫تظير آثار ىذه الجوانب عمى شكل أع ارض عدة‪ ،‬فالجانب النفسي الإنفعالي تظير‬
‫في الأع ارض المتمثمة في عدم القدرة عمى التحكم في ال ّسموك‪ ،‬الشعور بعدم الكفاءة‬
‫والقيمة كما تظير أيضا آثار عمى الجانب السموكي كانخفاض الأداء والاضط اربات‬
‫المّغوية إلى جانب ىذه الآثار نجد الآثار المعرفية التي تظير في قمة التركيز والّنسيان‬
‫وعدم القدرة عمى ِاتخاذ الق ار ارت كما ترك أيضا آثار عمى مستوى الجسم تتمثل في‬

‫الإرىاق‪ ،‬الوزن الناتج عن فقدان الشيية أو زياد الشيية‪.‬‬

‫‪ -8‬است ارتيجية مواجهة الضغط النفسي‪:‬‬

‫لقد حظي موضوع كيفية مواجية الضغوط أو التعايش معو بالكثير من اىتمام العمماء‪،‬‬
‫الذين حاولوا الإجابة عن العديد من الأسئمة من مثل‪:‬‬

‫كيف يمكن لمفرد أن يتغمب عمى الضغوط؟ أو ما العلاقة التي يستخدميا الفرد من أجل‬
‫التعايش مع الضغوط وال ّصحة النفسية؟ وفيما يمي نتطرق لبعض ىذه الأساليب‪.‬‬

‫يرتبط باست ارتيجيات المواجية‪ ،‬مفيوم المواجية أورد تعريف ليا "بأنيا جيد صحي أو‬
‫غير صحي‪ ،‬شعوري‪ ،‬يمنع ويقمل الضغوط النفسية أو يساعد عمى تحمل تأثي ارتيا بأقل‬

‫طريقة مؤلمة‪.‬‬
‫أ ّما ميا ارت المواجية فيي سمسمة الأفعال وعمميات التفكير التي تستخدم لمواجية‬
‫موقف ضاغط أو غير سار أو في تعديل ِاستجابات الفرد لمثل ىذا الموقف وتعّد ميا ارت‬
‫وأساليب مواجية الضغوط النفسية ضرورية لكل فرد من أجل تجنب ما تفرزه ىذه الضغوط‬
‫من آثار جسدية ونفسية ومعرفية عميو(فاطمة عبد الرحمن النوايسة‪ ،2009 ،‬ص ‪-34‬‬

‫‪.)35‬‬

‫‪161‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تتعدد المداخل العلاجية لمواجية الضغوط وتتخمص فيما يمي‪:‬‬

‫أولاً‪ :‬طريق العلاج الانفجاري والعمل المتخيل‪:‬‬
‫تمّر ىذه الطريقة بثلاث م ارحل ىي‪:‬‬

‫‪ -‬المرحمة الأولى‪ :‬التدريب عمى الاسترخاء‪:‬‬

‫حيث يبدأ الفرد الذي تعّرض لموقف ضاغط يتعمم الإسترخاء (بشقيو العضمي‬
‫والنفسي)‪ ،‬فالاسترخاء العضمي كمثال يتعمم الفرد الاسترخاء من خلال عممية (الشد‪-‬‬
‫الاسترخاء) لستة عشر مجموعة عضمية وليس ىنا فحسب بل تقوم بتشجيع الفرد عمى‬
‫مواصمة تمرينات الإسترخاء في المنزل (كواجب منزلي) كما أننا تيدف في نياية الأمر إلى‬
‫أن تكون (تكتيك الاسترخاء وممارستو) من الأساليب التي يسارع الفرد إلييا كمما شعر أنو‬

‫في موقف ضاغط‪.‬‬

‫‪ -‬المرحمة الثانية‪ :‬التدريب عمى التخيل ال ّسار‪:‬‬

‫تتم ىذه الطريقة بعد أن تتأكد من أ ّن الفرد أتقن ميارة الاسترخاء فنطمب منو إبان‬
‫عممية الاسترخاء أن يتقبل العديد من (المناظر والمشاىد) التي تجمب السرور لو فإن مثل‬

‫ىذه التخيلات ال ّسارة تيدف من إج ارئيا إلى أمرين‪:‬‬
‫‪ .2‬أن التخيلات السارة تزيد من حالة الإسترخاء والاسترخاء عكس القمق والتوتر‪.‬‬
‫‪ .2‬أن توضع لممعالج كم الطاقة التي يممكيا الشخص في قدرتو عمى التخيل‪ ،‬وامكانية‬
‫الشعور بالسعادة بعيدا عن الموقف الضاغط‪( .‬مح ّمد حسن غانم‪ ،2007 ،‬ص‬

‫‪.)296‬‬
‫‪ -‬المرحمة الثالثة‪ :‬العلاج الإنفجاري‪ :‬والذي يمر بالم ارحل التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تكوين مدرج لمذكريات الضاغطة أو الصادقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقدير درجة الضغوط الناتجة عن ذكريات الموقف الضاغط‪.‬‬

‫‪162‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ج‪ -‬التدريب عن الإسترخاء مع إثارة القدرة عمى التخيل‪.‬‬
‫د‪ -‬وضع وتحديد المشيد السار ومساعدة المريض عمى تجديد بكافة عناصره وتفاصمو‪.‬‬
‫ىـ‪ -‬تقيم العلامات الصحية من خلال مساعدة الشخص عمى تخيل أقصى العوامل التي‬

‫أثارت لديو القمق‪.‬‬
‫و‪ -‬تقديم علامات إضافة من خلال مساعدة المريض عن تقديم كافة الأفكار والمشاعر‬

‫والأحاسيس التي لديو عن الموقف لمضاغط‪.‬‬
‫ز‪ -‬إنياء المشيد من خلال ِاج ارءات العمل وأن يحدد المريض درجة ضيقو عمى ىذا‬

‫المشيد (أحمد عبد الخالق‪ ،1998 ،‬ص ‪.)215 -214‬‬

‫ثانيا‪ :‬العمميات المعرفية وعلاقتها بالقدرة عمى مواجهة الضغوط‪:‬‬

‫لاشك أن مجموعة الأفكار أو العمميات العقمية التي يرّددىا الفرد بينو وبين نفسو تمعب‬
‫الدور الحاسم في إمكانية قدرة الشخص عمى مواجية الضغوط من عدمو‪.‬‬

‫حيث تستند الأساليب المعرفية من جانب إلى افت ارض مفاده أن التعّرض لمصدر‬
‫ضغط لا يسبب الإنزعاج في حّد ذاتو فقط بل أ ّن المشكمة تتجمى في رد الفعل إ ازء ىذا‬
‫الموقف الضاغط‪ ،‬وىل رّد الفعل الذي جاء نتيجة لمعديد من الت اركمات الإنفعالية والأفكار‬
‫غير العقلانية جاء مناسبا لمموقف أم مبالغا فيو مع ما يترتب عمى ذلك من آثار سيئة عمى‬
‫الفرد‪ ،‬وبالتالي فإن المشكمة ليست في الحدث الضاغط بل في تصور الفرد عن ىذا الحدث‬

‫والموقف الذي يتبناه حيالو )‪.(Chichester & Grafintel, 1997, p 50‬‬
‫ولذا فإن ىذا التكتيك المعرفي يعتمد عمى الأساليب الآتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يتم تدريب الشخص عمى عدم الاندفاع تجاه الضغوط‪ ،‬بل لابّد أن يتعامل مع الموقف‬
‫الضاغط وفقا لأولويات محّددة‪ ،‬ولا شك أّننا لو نجحنا في (تقميل حّدة اندفاعية الشخص)‬

‫سوف يكون ليا أكبر الأثر الإيجابي في مواجية الضغوط‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعادة البرمجة الذىنية‪ :‬ويتم ذلك من خلال‪:‬‬

‫‪163‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -2‬إجبار الشخص لذاتو عن التوقف الفوري في مواصمة الإسترسال في بث الأفكار‬
‫السمبية التي يحدث بيا نفسو داخمًيا (لأن الفكرة تولت الإنفعال وينعكس ذلك عمى‬

‫السموك)‪.‬‬
‫‪ -2‬المجوء أو إجبار الذات إلى التفكير المنطقي الإيجابي ولا شك أ ّن المّجوء إلى مثل ىذه‬
‫الخطوة سوف يغير من الحالة الانفعالية السّيئة لمفرد‪ ،‬أو عمى الأقل سوف يوقف مسار‬

‫تيار التفكير السمبي غير المنطقي‪.‬‬
‫‪ -3‬التصور الذىني وىذا يتم من خلال‪:‬‬
‫أ‪ .‬الوعي بالموقف الذي يسبب لك الضغط‪.‬‬
‫ب‪ .‬إعطاء نفسك الفرصة الكافية لكي يتم النظر إلى الموقف بموضوعية‪.‬‬
‫جـ‪ .‬تخيل الطرق التي تساىم في المواجية الناجحة لمموقف الضاغط‪.‬‬

‫‪ -4‬إعادة ترتيب العقل من خلال‪:‬‬
‫أ‪ .‬التقييم الذىني لمموقف وتحديد آثاره الإيجابية أو السمبية وعمى مدى القريب‬

‫أو المتوسط أو البعيد‪.‬‬
‫ب‪ .‬إعادة ترتيب الأفكار‪ ،‬وىذه الخطوة تتطمب تحديد الأفكار المنطقية والأخرى غير‬

‫المنطقية‪.‬‬
‫جـ‪ .‬التدريب عمى الإعادة من خلال لجوء الفرد إلى تصّور ذىني لمموقف ككل في‬

‫موقف ىادئ ومناخ غير مثير‪.‬‬
‫د‪ .‬المجوء إلى الأساليب الذىنية البدنية أي الوصول إلى حالة الإسترخاء لأن‬

‫الاسترخاء يساعد عمى التأىل‪ ،‬واعادة ترتيب الأفكار‪.‬‬
‫‪ -5‬ىناك مجموعة من العمميات المعرفية الوسيطة التي تقود إلى الاضط ارب الإنفعالي‬

‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬التفكير غير العقلاني‪.‬‬
‫‪ -‬خطأ تقدير الفرد لقد ارتو وامكانياتو‪.‬‬

‫‪164‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬فشل الحيل الدفاعية‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض درجة تحمل الفرد للإحباط‪.‬‬
‫‪ -‬توقع الفرد الدائم لمتيديد أو لم ّسوء (محمد حسن غانم‪ ،2004 ،‬ص ‪)128 -127‬‬

‫من خلال العرض ال ّسابق يتضح أن طرق علاج الضغط متعددة منيا طريقة العلاج‬
‫الإنفجاري والعمل المنجز الذي يعتمد عمى الأساليب الجسدية كالإسترخاء العضمي والذي‬
‫بدوره ينقسم إلى عدة م ارحل‪ ،‬إضافة إلى جانب ىذه الأساليب نجد الأساليب المعرفية حيث‬

‫نجد أن الأفكار والعمميات المعرفية تمعب أكبر قدر ممكن في مواجية الضغط النفسي‪.‬‬

‫‪165‬‬

‫الضغط النفسي‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خلاصة الفصل‪:‬‬

‫تشير الضغوط بوجو عام إلى وجود عوامل خارجية ضاغطة عمى الفرد سواء بكمية‬
‫أو جزء منو وبدرجة توجد لديو ِاحساسا بالتوتر أو تشوييا في تكامل شخصيتو وحينما تزداد‬

‫شدة ىذه الضغوط‪ ،‬فإن ذلك قد يفقد الفرد قدرتو عمى التوازن‪ ،‬ويغير نمط سموكو عما ىو‬

‫عميو إلى نمط جديد ولمضغوط آثارىا عمى الجياز البدني والّنفسي لمفرد‪ ،‬والضغط الّنفسي‬
‫حالة يعانييا الفرد حين يواجو بطمب ممح فوق حدود ِاستطاعتو أو حين يقع في موقف‬

‫ص ارع حاد أو خطر شديد‪ ،‬ومصادر الضغوط في حياة الفرد متعّددة فقد ترجع لمتغي ارت‬
‫بيئية‪ ،‬كما قد يكون مصدرىا الفرد نفسو أو طريقة إد اركو لمظروف من حولو‪ ،‬واذا ترتّب عمى‬
‫الضغوط الّنفسية حدوثا أذى حقيقي لمفرد‪ ،‬فإ ّن الفرد يصبح محبطا وحتى إن لم يحدث ضرر‬

‫حقيقي ومباشر عمى الفرد‪ ،‬فيو يعيش حالة من الشعور بالتيديد‪.‬‬

‫‪166‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن تحديد الإطار المنيجي من أىم أسس الد ارسة العممية والذي من خلالو تتحدد‬
‫طبيعة وقيمة كل بحث‪ ،‬حيث أن الضبط السميم لمنيجية البحث يضمن الدقة والتسمسل‬
‫المنطقي لم ارحل الد ارسة‪ ،‬كما يضمن أيضا مصداقية النتائج المتحصل عمييا‪ ،‬وعمى ىذا‬
‫الأساس نتعرض في ىذا الفصل لمخطوات والإج ارءات التي اتبعت في الجانب الميداني من‬
‫ىذه الد ارسة من حيث التذكير بفرضيات البحث‪ ،‬الد ارسة الاستطلاعية‪ ،‬منيج البحث‪ ،‬العينة‬
‫التي طبقت عمييا الد ارسة وكيفية اختيارىا‪ ،‬اب ارز المجال المكاني والزماني لمبحث‪ ،‬الأدوات‬
‫التي استخدمت في الد ارسة واختبار صدقيا وثباتيا ‪ ،‬والمعالجة الإحصائية التي استخدمت‬

‫في تحميل البيانات‪.‬‬

‫‪ -1‬التذكير بفرضيات البحث‪:‬‬

‫‪ -‬توجد علاقة دالة إحصائيا بين الوسائل التعميمية المتوفرة والضغط النفسي لدى معممي‬
‫التربية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬توجد علاقة دالة إحصائيا بين طرق التدريس والضغط النفسي لدى معممي التربية‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪-‬توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الضغط النفسي لدى معممي التربية الخاصة تبعا‬
‫لمتغير الأقدمية (أقل من ‪ 6‬سنوات‪ /‬أكثر من ‪ 6‬سنوات)‪.‬‬

‫‪-‬توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الضغط النفسي لدى معممي التربية الخاصة تبعا‬
‫لمتغير التكوين الميني (مكّون‪ /‬غير مكّون)‪.‬‬
‫‪-2‬الد ارسة الإستطلاعية‪:‬‬

‫تعّد الد ارسة الإستطلاعية أّول خطوة يتخذىا الباحث لمتعّرف عمى ميدان بحثو والتي‬
‫تعطيو الفرصة لمتحقق من توفّر العينة وأدوات البحث المستخدمة‪.‬‬

‫‪167‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫حيث عّرفيا "شحاتة سممان "عمى أّنيا «مجموعة الإج ارءات البحثية اليادفة إلى معرفة‬
‫وتقديم المواضيع الجديرة بالبحث في مجال معين لتحديد المشكلات البحثية‪ ،‬كما أّنيا خطوة‬
‫مبدئية لعممية البحث إذ تمثل الخطوة الأولى عمى الطريق‪ ،‬بمعنى البداية الحقيقية لمبحث‬
‫وتتوقف نتائج البحث النيائية عمى مدى سلامة وخطأ ىذه البداية»(شحاتة محمد سممان‪،‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.)278‬‬
‫وىدفت الّد ارسة الاستطلاعية في الد ارسية الحالية إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪-‬الاتصال بميدان البحث والمتمثل في الم اركز المتخصصة لمتكفل بذوي الاحتياجات‬
‫الخاصة‪ ،‬وكان الغرض من ذلك التعرف عن قرب عمى ممارسة معمم التربية الخاصة‬
‫لمعممية التعميمية الخاصة أو المكيفة لاحتياجات ىذه الفئة من المعممين الذين‬
‫يحتاجون إلى مناىج واج ارءات ووسائل خاصة وبيئة تعميمية ملائمة لاحتياجاتيم‪.‬‬
‫‪ -‬جمع المعمومات الأولية التي تمكن من التأكد من وجود الإشكالية المطروحة لمّد ارسة‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر ىذه المرحمة تجريب الّد ارسة بقصد إختبار سلامة الأدوات المستخدمة في‬

‫البحث ومدى صلاحيتيا‪.‬‬
‫‪ -‬تيدف إلى إكتشاف الطريق واستطلاع معالمو أمام الباحث قبل البدء بالتطبيق‬

‫الحقيقي والكامل لمخطوات التنفيذية‪.‬‬

‫‪-‬تسمح ىذه الد ارسة بمعرفة امكانية وجود العينة وبجميع الشروط والخصائص الم ارد‬
‫البحث فييا‪.‬‬

‫‪-‬كما كان اليدف من الد ارسة الاستطلاعية الكشف عن الصعوبات التي قد تحدث‬
‫أثناء إج ارئيا وبالتالي محاولة ضبطيا وتجاوزىا أثناء تطبيق الد ارسة الأساسية‪.‬‬

‫وكان اليدف من ىذه الّد ارسة أيضا أخذ صورة عامة عن أىم العوامل والظروف‬
‫الضاغطة التي يتعرض ليا معمم التربية الخاصة في مجال عممو‪.‬‬

‫وفيما يمي عرض لأىم خطوات ونتائج الد ارسة الاستطلاعية‪:‬‬

‫‪168‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫تّم إج ارء الد ارسة الاستطلاعية بعد الحصول عمى رخصة من طرف قسم عمم الّنفس‬
‫وتسميميا لمدير المركز الذي وافق عمى إج ارء الد ارسة والتي ت ّمت في خطوتين ىما‪:‬‬

‫الخطوة الأولى‪ :‬تمثمت في مقابمة مسؤولي م اركز ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك‬
‫لمناقشة موضوع البحث وشرحو‪.‬‬

‫أ ّما الخطوة الثانية‪ :‬فتمثمت في لقاء معممي التربية الخاصة الذي كان منحص ار حول‬
‫الظروف التي تحيط بعمميم و أىم الصعوبات التي يجدونيا في العممية التعميمية كط ارئق‬
‫التدريس المستخدمة من طرف المعممين‪ ،‬بالإضافة إلى الوسائل التعميمية المتوفرة‪ ،‬حيث‬
‫سمح ذلك بالحصول عمى المعمومات التي يمكن أن تفيد الباحثة في تحميل وتدعيم النتائج‬

‫التي تحددىا وتتوصل إلييا عن طريق توزيع المقاييس الخاصة بالموضوع‪.‬‬
‫وبعد اختيار الادوات الخاصة بالد ارسة المتمثمة في استبيان العوامل البيداغوجية‬
‫(الوسائل التعميمية‪ ،‬طرق التدريس) وكذلك "مقياس الضغط النفسي لممعممين" الذي أعده‬
‫"يوسف عبد الفتاح" ارتأت الباحثة إلى إج ارء تطبيق أولي لمد ارسة عمى عينة من معممي‬
‫التربية الخاصة حيث بمغ عددىم (‪ )02‬معمم‪ ،‬والتي تم سحبيا بطريقة قصدية وذلك بيدف‬

‫معرفة‪:‬‬
‫‪ -‬ما إذا كانت بنود "الاستبيان" و"المقياس" واضحة لأف ارد عينة الّد ارسة أو تحتاج إلى‬

‫توضيح‪.‬‬
‫‪-‬التأكد من سلامة المغة الخاصة بالأداتين وكذا سيولة الألفاظ المستعممة‪.‬‬

‫‪-‬حساب صدق وثبات الأداتين المطبقتين عمى العينة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬عينة الّد ارسة الاستطلاعية وخصائصها‪:‬‬

‫بمغ حجم عيّنة الد ارسة الاستطلاعية (‪ )02‬م ّعمّما في التربية الخاصة‪ ،‬وفيما يمي عرض‬
‫لخصائصيا‪:‬‬

‫‪169‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬يبين توزيع أف ارد عّينة الّد ارسة الاستطلاعية حسب ال ّسن‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫السه‬

‫[‪%52 2 ]52-52‬‬

‫[‪%02 7 ]03-03‬‬

‫[‪%53 3 ]02-02‬‬

‫[‪%53 3 ]32-33‬‬

‫المجموع ‪% 033 53‬‬

‫‪age‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪Fréquence‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪25-29‬‬ ‫‪30-34‬‬ ‫‪35-39‬‬ ‫‪40-44‬‬

‫‪age‬‬

‫شكل رقم (‪ )22‬يبين توزيع أف ارد عينة الد ارسة الاستطلاعية حسب السن‪.‬‬

‫انطلاقا من النتائج الإحصائية المستقاة من الجدول رقم (‪ )2‬والشكل رقم(‪ )22‬يظير أن‬
‫أغمب أف ارد عينة الد ارسة يندرجون ضمن الفئة العمرية ما بين[‪ ]03-02‬سنة‪ ،‬حيث قدر‬
‫عددىم ب(‪ )7‬معممين ممثمين بنسبة (‪ ،(%03‬تمييا الفئة العمرية ما بين[‪ ]09-03‬سنة‬
‫بمجموع (‪ )3‬معممين وبتقدير نسبي (‪ ،(%25‬أ ّما الفئة العمرية ما بين [‪ ]09-03‬سنة بمغ‬

‫‪170‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫عددىا(‪ )3‬معممين وبنسبة مئوية قدرت(‪ ،(%02‬وأخي ار نجد الفئة العمرية ما بين[‪-32‬‬
‫‪]33‬سنة بمجموع (‪ )3‬معممين كذلك وبتقدير نسبي يساوي (‪.(%02‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬يبين توزيع أف ارد عّينة الّد ارسة الاستطلاعية حسب الجنس‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫الجىس‬
‫‪% 03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫أوثى‬
‫‪% 53‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ذكس‬

‫المجموع ‪% 033 53‬‬

‫‪sexe‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪Fréquence‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪sexe‬‬ ‫‪f emme‬‬ ‫‪homme‬‬

‫شكل رقم (‪ )23‬يبن توزيع أف ارد عينة الد ارسة الاستطلاعية حسب الجنس‪.‬‬

‫‪171‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫يتضح من الجدول والشكل أعلاه أن نسبة الإناث أعمى من نسبة الذكور إذ قدرت بـ‬
‫(‪ ،)% 82‬في حيه وجد وسبة الركوز قدزت بـ (‪.)% 53‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬يبين توزيع أف ارد عّينة الّد ارسة الاستطلاعية حسب الأقدمية في العمل‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫الأقدمية في العمل‬

‫‪%2 0‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪%02 0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪%53 3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪%02 0‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪%2 0‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%2 0‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪%53 3‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪%03 5‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪%2 0‬‬ ‫‪05‬‬

‫المجموع ‪% 033 53‬‬

‫‪ancienneté‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪Fréquence‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2 3 4 5 6 7 8 10 12‬‬

‫‪anciennet é‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)24‬يبين توزيع أف ارد عّينة الّد ارسة الاستطلاعية حسب الأقدمية في العمل‪.‬‬

‫‪172‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫يتبين من خلال الجدول رقم (‪ )4‬والشكل رقم (‪ )24‬أن سنوات الأقدمية المينية لدى المعممين‬
‫متباينة‪ ،‬حيث تمثل نسبة (‪ )%02‬أعمى نسبة وتضم المعممين الذين تصل سنوات الأقدمية‬
‫عندىم (‪ )3‬و(‪ )8‬سنوات‪ ،‬يمييا المعممين الذين لدييم (‪ )0‬و(‪ )3‬سنوات أقدمية بتقدير نسبي‬
‫يقدرب(‪ ،)%53‬وبعدىا يأتي المعممين الذين تصل سنوات الاقدمية لدييم إلى(‪ )52‬سنوات‬
‫وبتقدير نسبي يساوي(‪ ،)%52‬وأخي ار نجد المعممين الذين لدييم (‪ )0‬و(‪ )6‬و(‪ )7‬سنوات من‬

‫الأقدمية بنسبة تقدرب(‪.)%3‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5‬يبين توزيع أف ارد عّينة الّد ارسة الاستطلاعية حسب التكوين‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫التكويه‬

‫‪% 32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مك ّون‬

‫‪% 22‬‬ ‫غيس مك ّون ‪00‬‬

‫المجموع ‪% 033 53‬‬

‫‪formation‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪Fréquence‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪non forme‬‬ ‫‪f orme‬‬

‫‪formation‬‬

‫شكل رقم (‪ )25‬يبين توزيع أف ارد عينة الد ارسة الاستطلاعية حسب التكوين‪.‬‬

‫يتضح من الجدول رقم(‪ )5‬والشكل رقم (‪ )25‬أن نسبة المعممين غير المكّونين أكبر‬
‫حيث قّدرت بـ (‪ )%33‬في حين قّدرت نسبة المعممين المكّونين بـ (‪.)%32‬‬

‫‪173‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫‪-2-2‬الإطار المكاني و الزماني لمد ارسة الاستطلاعية‪:‬‬

‫تم إج ارء الّد ارسة الإستطلاعية في بداية شير نوفمبر(‪ )0250‬إلى غاية شير ديسمبر‬
‫من نفس العام وكان ذلك في م اركز ذوي الإحتياجات الخاصة بولاية تيزي وزو‬

‫‪ -3-2‬أدوات الّد ارسة الاستطلاعية‪:‬‬

‫‪ -‬استبيان العوامل البيداغوجية (المتمثمة في الوسائل التعميمية‪ ،‬طرق التدريس)‬
‫‪ -‬مقياس الضغط النفسي لممعممين من إعداد "يوسف عبد الفتاح"‪.‬‬

‫‪ -4-2‬نتائج الّد ارسة الاستطلاعية‪:‬‬

‫خمّصــــت الّد ارســــة الاســــتطلاعية الخاصــــة بالاســــتبيان ومقيــــاس الضــــغط النفســــي‬
‫لممعممين الموجيان لمعممي التربية الخا ّصة إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫جدول رقم(‪:)6‬يبين نتائج الد ارسة الاستطلاعية‪:‬‬

‫نعم لا‬ ‫العبا ارت‬ ‫رقم‬
‫السؤال‬

‫النسبة التك ارر النسبة‬ ‫التك ارر‬ ‫‪25‬‬
‫‪%50 10 %40‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪%75 15 %25‬‬ ‫ىل تتوفر مؤسستكم عمى الوسائل التعميمية؟ ‪8‬‬
‫ىل ترتبط الوسائل التعميمية المستعممة بموضوعات الدروس ‪5‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪%55 11 %45‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪%85 17 %15‬‬ ‫المقررة؟‬ ‫‪05‬‬
‫‪%65 13 %35‬‬ ‫ىل الوسائل التعميمية المستعممة تتناسب وقد ارت التلاميذ واعمارىم؟ ‪9‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪%70 14 %30‬‬ ‫ىل تجد الوسائل التعميمية التي تحتاجيا في الوقت المناسب؟ ‪3‬‬
‫ىل تنوع في استخدام الوسائل التعميمية؟ ‪07‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪%80 16 %20‬‬ ‫ىل الوسائل التعميمية التي تستخدميا ت ارعي الفروق الفردية بين ‪06‬‬
‫‪08‬‬
‫‪%55 11 %45‬‬ ‫التلاميذ؟‬ ‫‪09‬‬
‫‪%40 08 %60‬‬ ‫ىل الوسائل التعميمية المستخدمة تنمي حب الاستطلاع لدى ‪04‬‬

‫التلاميذ؟‬
‫ىل غرفة الصف جاىزة للاستخدام الامثل الوسائل التعميمية؟ ‪09‬‬
‫ىل تجد صعوبة في تطبيق التكنولوجيات الحديثة مع ذوي ‪12‬‬

‫‪174‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫الاحتياجات الخاصة؟‬

‫‪%30 06 %70 14‬‬ ‫‪ 10‬ىل الوسائل التعميمية المستخدمة واضحة من حيث المقروئية؟‬

‫‪%73 05 %03 15‬‬ ‫‪ 11‬ىل تتوفر مؤسستكم عمى وسائل الاعلام؟‬

‫‪%80 16 %20 04‬‬ ‫‪ 12‬ىل تقوم مؤسساتكم بزيا ارت استكشافية؟‬

‫‪ 13‬ىل تحقق الوسيمة المختارة لمدرس الاىداف العامة والخاص لو؟ ‪%45 09 %55 11‬‬

‫‪%60 12 %40 08‬‬ ‫‪ 14‬في اريك ىل الوسيمة التعميمية تقمل الجيد وتختصر الوقت؟‬

‫‪%15 03 %85 17‬‬ ‫‪ 15‬ىل عدم اتقانك لموسيمة التعميمية يؤدي بك لمتوتر؟‬

‫‪ 16‬ىل ت ارعي تعدد وتنوع طرق التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة؟ ‪%50 10 %50 10‬‬

‫‪%30 06 %70 14‬‬ ‫‪ 17‬ىل الطريقة التي تتبعيا اثناء الدرس تتناسب واليدف المنشود؟‬

‫‪ 18‬ىل الطريقة التعميمية المتبعة مثيرة لميول التلاميذ نحو الد ارسة؟ ‪%35 07 %65 13‬‬

‫‪ 19‬ىل الطريقة التعميمية التي تدرس بيا ت ارعي الفروق الفردية بين ‪%75 05 %03 15‬‬

‫‪%62 12 %40‬‬ ‫التلاميذ؟‬ ‫‪02‬‬
‫‪%73 15 %03‬‬ ‫‪05‬‬
‫ىل الطريقة التعميمية التي تدّرس بيا تسمح لمتلاميذ بالعمل الفردي ‪8‬‬
‫والجماعي؟‬

‫ىل الطريقة التعميمية المتبعة في تقديم الدروس تسمح بالمناقشة ‪5‬‬

‫والحوار؟‬
‫‪ 00‬ىل الطريقة التعميمية التي تتبعيا في التدريس تناسب الزمان ‪%33 9 %33 11‬‬

‫والمكان باعتبارىما عاممين من عوامل الموقف التعميمي؟‬

‫‪%03 5 %73 15‬‬ ‫‪ 00‬ىل يرىقك عدد الساعات التي تدرسيا اسبوعيا؟‬

‫‪%02 6 %72 14‬‬ ‫‪ 03‬ىل تستعمل عنصر التشويق اثناء قيامك بالدرس؟‬

‫‪ 03‬ىل عدم استعابك لتعميمات ذوي الاحتياجات الخاصة يشعرك ‪%83 3 %53 17‬‬

‫باللامبالات؟‬

‫‪%03 5 %73 15‬‬ ‫‪ 06‬ىل لديك فرصة المشاركة في ق ار ارت المدرسة؟‬

‫‪ 07‬ىل عدم قيامك بدو ارت تكوينية في مجال التربية الخاصة يؤدي بك ‪%3 1 %93 19‬‬

‫‪%03 7 %63 13‬‬ ‫الى فقدان الثقة بالنفس؟‬ ‫‪08‬‬
‫‪%33 9 %33 11‬‬ ‫ىل الطريقة التي تتبعيا تساعد عمى تنمية تفكير التلاميذ؟‬ ‫‪09‬‬
‫ىل الطريقة المتبعة تناسب عدد الطلاب الذين في الصف؟‬

‫‪175‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫تبين من خلال نتائج الد ارسة الاستطلاعية أىمية د ارسة الموضوع المتمثل في (الوسائل‬
‫التعميمية وطرق التدريس وعلاقتيما بالضغط النفسي لدى معممي التربية الخاصة ) وىذا ما‬
‫يظير من خلال الأجابات عمى الاسئمة رقم(‪)03 ،05 ،02 ،59 ،53 ،50 ،55،7، 3،0‬‬

‫وغيرىا والتي تت اروح نسب مجموع الاجابات فييا ما بين(‪ %62‬و‪ ،)%83‬كما ساعدت‬
‫الد ارسة الاستطلاعية عمى الاحتكاك اكثر بأف ارد العينة بالإضافة لذلك ساعدت في جمع‬

‫البيانات الخاصة بحساب صدق وثبات الأداتين‪.‬‬

‫‪ -3‬الّد ارسة الأساسية‪:‬‬
‫‪ -1-3‬منهج البحث‪:‬‬

‫يعتبر المنيج المستخدم في البحث من الأساسيات التي يعتمد عمييا الباحث في طريقة‬
‫بحثو‪ ،‬ويتم اختيار منيج الّد ارسة عادة وفق إعتبا ارت منيا‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة المشكل الم ارد د ارستو‪ ،‬كذلك نوعية الد ارسة‪.‬‬

‫و انطلاقا من موضوع البحث المتمثل في الوسائل التعميمية وطرق التدريس وعلاقتيما‬
‫بالضغط النفسي لدى معممي التربية الخاصة تبّين أن أنسب منيج يخدم اليدف الم ّسطر ىو‬
‫المنيج الوصفي التحميمي‪ ،‬فيو أسموب من أساليب التحميل المرتكز عمى معمومات كافية‬
‫ودقيقة عن ظاىرة أو موضوع محّدد من خلال فترة أو فت ارت زمنية معمومة وذلك من أجل‬
‫الحصول عمى نتائج عممية تم تفسيرىا بطريقة موضوعية وبما ينسجم مع المعطيات الفعمية‬

‫لمظاىرة (مح ّمد عبيدات وآخرون‪ ،1999 ،‬ص ‪.)122‬‬
‫كما يقوم المنيج الوصفي بوصف الظاىرة وتصويرىا كمًيا عن طريق جمع بيانات‬

‫ومعمومات مقّننة عن الظاىرة (سامي مح ّمد ممحم‪ ،2002 ،‬ص ‪.)252‬‬

‫‪176‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫‪-2-3‬عّينة البحث وخصائصها‪:‬‬

‫‪-1-2-3‬طريقة اختيار العينة‪:‬‬

‫يعتبر اختيار العينة من الخطوات والم ارحل اليامة لمبحث‪ ،‬حيث يقوم الباحث عادة‬
‫بتحديد مجتمع بحثو حسب الموضوع أو الظاىرة أو المشكمة التي إختارىا‪.‬‬

‫وقد عّرفيا مح ّمد عبيدات وآخرون بأنيا عبارة عن مجموعة جزئية من مجتمع الّد ارسة‬
‫تم اختيارىا بطريقة معينة واج ارء الّد ارسة عمييا ومن ثم استخدام تمك النتائج وتعميميا عن‬

‫كامل مجتمع الّد ارسة (مح ّمد عبيدات وآخرون‪ ،1999 ،‬ص ‪.)92‬‬
‫يمكن تحديد العينة بطرق عدة وفي الد ارسة الحالية وباعتبار أن عينة البحث تتمثل في‬
‫معممي التربية الخاصة المتواجدة عمى مستوى ولاية تيزي وزو تم الاعتماد عمى العينة‬
‫القصدية وتعرف بأنيا العينة التي يتم انتقاء أف اردىا بشكل مقصود نظ ار لتوفر بعض‬
‫الخصائص في أولئك الأف ارد دون غيرىم ولكون تمك الخصائص ىي من الأمور اليامة‬

‫بالنسبة لمّد ارسة‪ ،‬وقد شممت عينة البحث عمى(‪ )502‬معمّم تّم اختيارىم وفق شروط ىي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكونوا من معمّمي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة دون غيرىا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكونوا معممي ذوي الاحتياجات الخاصة من ولاية تيزي وزو‪.‬‬
‫‪ -‬أن لايعانو من أ ّي مشاكل صحية أو تشوىات جسمية‪.‬‬
‫‪-2-2-3‬خصائص عّينة الد ارسة الأساسية‪:‬‬

‫بمغ حجم عّينة البحث ‪ 502‬معمّم‪ ،‬موزعين حسب الخصائص الموضحة في الجداول‬
‫الآتية‪:‬‬

‫‪177‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬يبين خصائص أف ارد عّينة الد ارسة الأساسية من حيث ال ّسن‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫السه‬
‫‪% 3.01‬‬ ‫‪2‬‬ ‫[‪]53-53‬‬
‫‪%53.01‬‬ ‫‪52‬‬ ‫[‪]52-52‬‬
‫‪% 57.2‬‬ ‫‪00‬‬ ‫[‪]03-03‬‬
‫‪%00.00‬‬ ‫‪55‬‬ ‫[‪]02-02‬‬
‫‪% 52.02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫[‪]33-33‬‬
‫‪% 033‬‬ ‫‪053‬‬ ‫المجموع‬

‫‪age‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪Fréquence‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪25-29‬‬ ‫‪30-34‬‬ ‫‪35-39‬‬ ‫‪40-44‬‬
‫‪20-24‬‬

‫‪age‬‬

‫شكل رقم(‪ )06‬يبين توزيع أف ارد عينة الد ارسة الأساسية حسب السن‪.‬‬

‫يتبين من المعمومات الأولية المدرجة ضمن الجدول رقم (‪ )7‬والشكل رقم(‪ )06‬أن‬
‫مايعادل(‪ )00‬معمم تت اروح أعمارىم ما بين[‪ ]03-02‬سنة‪ ،‬حيث قدرت نسبتيم ب(‪)%07‬‬
‫تمييا الفئة العمرية ما بين[‪ ]33-32‬سنة حيث اشتممت عمى (‪ )05‬معمم وذلك بتمثيل نسبي‬
‫يقدرب(‪ ،)%03.83‬تأتي بعدىا الفئة العمرية التي تنحصر ما بين [‪ ]09-03‬سنة في المرتبة‬

‫‪178‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫الثالثة حيث تضم (‪ )09‬معمم و تقّدر نسبتيم المئوية ب(‪ ،)%03.56‬بينما تأتي الفئة العمرية‬
‫ما بين [‪ ]03-02‬سنة في الأخير من حيث الترتيب وتضم (‪ )3‬معممين بتقدير نسبي بمغ‬

‫ب(‪.)%3.56‬‬

‫جدول رقم (‪ :)8‬يبين خصائص أف ارد عّينة الد ارسة الأساسية حسب الجنس‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫الجىس‬

‫‪% 55.2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ذكوز‬

‫‪% 77.2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إوبث‬

‫المجموع ‪% 033 053‬‬

‫‪sexe‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪Pour cent‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪f emme‬‬ ‫‪homme‬‬
‫‪sexe‬‬

‫شكل رقم (‪ :)07‬يبين توزيع أف ارد عينة الد ارسة الأساسية حسب الجنس‪.‬‬

‫‪179‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫من خلال الجدول رقم(‪ )8‬والشكل رقم(‪ )07‬المدون أعلاه نلاحظ أن غالبية أف ارد‬

‫العينة والمقدر عددىم ب(‪ )90‬من جنس الإناث حيث تعادل نسبتينب(‪ )%77.3‬أما الذكور‬
‫الذين يعادل عددىم ب (‪ )57‬قدرت نسبتيم ب (‪. )% 55.2‬‬

‫جدول رقم (‪ :)9‬يبين توزيع أف ارد عّينة الد ارسة الأساسية من حيث الأقدمية في العمل‪.‬‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫سىوات الأقدمية في العمل‬

‫‪%20.00‬‬ ‫اقل مه ‪ 1‬سىوات ‪73‬‬
‫‪%30.17‬‬ ‫أكثس مه ‪ 1‬سىوات ‪23‬‬

‫المجموع ‪% 033 053‬‬

‫‪ancieneté‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪Fréquence‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪moins6‬‬
‫‪plus6‬‬

‫‪ancieneté‬‬

‫شكل رقم(‪:)50‬يبين توزيع أفراد عينة الدراسة الأساسية من حيث الأقدمية في العمل‪.‬‬

‫يتضح من خلال الجدول والشكل أعلاه أن المعممين ذو أقل من(‪ )6‬سنوات أكثر‬
‫حيث قدرت النسبة المئوية بـ (‪ ،)%38..0‬في حين قدرت نسبة ذوي أقدمية أكثر من (‪)1‬‬

‫سنوات بـ (‪.)% 30.17‬‬

‫‪180‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬يبين توزيع أف ارد العينة من حيث التكوين (مكّون‪ /‬غير مكّون)‬

‫الىسب المئوية‬ ‫التكسازات‬ ‫التكويه‬

‫‪% 33.5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مك ّون‬

‫‪% 22.0‬‬ ‫غيس مك ّون ‪17‬‬

‫المجموع ‪% 033 053‬‬

‫‪formation‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪Pour cent‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪non formé‬‬ ‫‪f ormé‬‬
‫‪formation‬‬

‫شكل رقم(‪ :)29‬يبين توزيع أف ارد عينة الد ارسة الأساسية من حسب التكوين‬

‫يلاحظ من خلال المعطيات الإحصائية الخاصة بتوزيع أف ار عينة الد ارسة حسب‬
‫التكوين‪ ،‬والمدرجة ضمن الجدول رقم(‪ )10‬والشكل رقم (‪ )52‬أن النسبة العالية المقدرة بـ‬
‫(‪ )% 22.0‬تمثل عينة الأف ارد الذين يقدر عددىم ب(‪ )17‬ويمثمون المعممين غير المكونين‬

‫فحين نجد عدد المعممين المكونين يقدر بـ (‪ )20‬وبنسبة مئوية تساوي(‪.)% 33.5‬‬

‫‪181‬‬

‫الإجساءات المىهجية للبحج‬ ‫الفصل الخبمس‪:‬‬

‫‪-3-3‬الاطار المكاني والزماني لمبحث‪:‬‬

‫‪-1-3-3‬الاطار المكاني‪:‬‬

‫تمت الّد ارسة الأساسية لمبحث عمى عينة من معم ّمي التربية الخاصة في الم اركز‬
‫الموضحة في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)11‬يبين الم اركز التي تمت فيها الد ارسة الاساسية‪:‬‬

‫عدد المعممين‬ ‫الم اركز التعميمية‬
‫‪00‬‬ ‫مركز المتخمفين ذىنيا ببوخالفة‬
‫‪02‬‬ ‫مركز المكفوفين ببوخالفة‬
‫‪50‬‬ ‫مركز الصم والبكم ببوخالفة‬
‫‪05‬‬ ‫مركز ذ ارع بن خدة لممعاقين‬
‫‪31‬‬ ‫جمعية المعاقين بد ارع بن خدة‬
‫‪00‬‬
‫‪00‬‬ ‫المركز الطبي البيداغوجي لذوي الاحتياجات الخاصة بدائرة بوزقن‬
‫المركز البيداغوجي لممتخمفين ذىنيا بمركز زميرلي‬
‫‪053‬‬ ‫المجموع‬

‫‪-2-3-3‬الاطار الزماني‪:‬‬
‫تم إج ارء الد ارسة الأساسية من الناحية التطبيقية ابتداء من شير فيفري (‪ )5300‬إلى‬

‫غاية شير ماي من نفس العام‪.‬‬
‫‪-4-3‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫لجمع البيانات اللازمة عن أف ارد عّينة البحث تم الاعتماد عمى استبيان العوامل‬
‫البيداغوجية المتمثمة في (الوسائل التعميمية‪ ،‬طرق التدريس) الذي يتمحور حول موضوع‬
‫الّد ارسة بالإضافة إلى مقياس الضغط النفسي لممعممين من إعداد "يوسف عبد الفتاح"‪،‬‬

‫وفيما يمي عرض للأداتين‪:‬‬

‫‪182‬‬


Click to View FlipBook Version