The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by , 2016-06-01 06:20:53

issus-7

issus-7

‫كتّاب التكوين‬

‫الوثائق السرية وأبله انشراح‬ ‫الثقافي ‪٤٤‬‬
‫ماهر الزدجالي ‪٢٣‬‬
‫الفني ‪٨٠‬‬
‫همسة و ّد‬
‫د‪ .‬أحمد عبدالملك ‪٢٧‬‬ ‫ال�سياحي ‪١٠٤‬‬

‫شامات‬ ‫التقني ‪١٣٤‬‬
‫رشا أحمد ‪٥١‬‬
‫شروط النشر‪:‬‬
‫العمانيون‪ ..‬وأدب الرحلات‬
‫زاهر بن حارث المحروقي ‪٥٨‬‬ ‫‪ .١‬أن تكون المادة الصحفية حصرية وغير منشورة سابقا‪.‬‬
‫‪ .٢‬من حق المجلة رفض نشر أي مادة مرسلة ودون إبداء الأسباب‪.‬‬
‫الحداد يليق بـ «خدرو»‬
‫عبدالر ّزاق الربيعي ‪٩٤‬‬ ‫‪ .٣‬تدفع المجلة المكافآت للكتّاب الذين اتفقت معهم مسبقا‪.‬‬
‫‪ .٤‬ترسل المواد باسم رئيس التحرير عبر البريد الإلكتروني‪:‬‬
‫العالم‪ ..‬أكبر من مزرعة جدي‬ ‫‪[email protected]‬‬
‫هدى حمد ‪١٠٢‬‬
‫المواد المنشورة تعبر عن آراء ك ّتابها‪ ،‬ولا تع ّبر بالضرورة عن رأي المجلة‪ ،‬ويتح ّمل‬
‫بين نوايا السفر والقدر‬ ‫كاتب المقال جميع الحقوق القانونية المترتبة للغير‪.‬‬
‫أزهار أحمد ‪١٠٦‬‬

‫حقيبة سفر‬
‫حمدة بنت سعيد الشامسية ‪١١٧‬‬

‫سفر إلى مناطق الخوف‬
‫إبراهيم المليفي ‪١٢٠‬‬

‫السفر‪ :‬النظر في المرآة بحثا عن شيء ما!‬
‫هلال البادي ‪١٢١‬‬

‫السفر متعة لا تنتهي‬
‫فوزي بن يونس بن حديد ‪١٢٦‬‬

‫قصة أول سفر‬
‫عبدالله بن احمد الحارثي ‪١٢٨‬‬

‫ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬ ‫‪NjѴ ѫ ÀøK‰E¥ȝaÖ¤Áø|‰‰U¤ȝµİ©Ȥѳ FÖ÷FŠu¤6İȝNjѴѫvɿѴøķѬ KѳȕNjZѴ ѫ²̽Ő²ɾѭ Ѵ¶¥ƟT̽ÁaʁÁѫ´ѳmˆF¥øTuTǒ‬‬ ‫الغلاف‬ ‫أسرية شهرية منوعة‪ /‬تصدر الثلاثاء الأولى من كل شهر‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﺗﻤﻲ‬ ‫ﻗﺼﺼﻴﺔ‬ ‫‪ϰϰȹÖNŽL©ML6ÖÁø|‰¤‬‬ ‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬
‫صورة الغلاف‪:‬أحمد الطوقي‬ ‫العدد السابع‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﺗﻤﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﺸﺎﻡ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ‬‫ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ‬ ‫§‪͜͵͸͵΂͸·͵͸ϡϢКͼ΃Έ΁͵ͽ΀ϰͷ΃΁ϲǓ¤v©¦`×¥‬‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ت�صدر عن‪:‬‬
‫ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ‬

‫‪˰ 4˴`c,Xqa(+/0]˯bza`s˯,$NAyim/r,Yɬ,Myˮ˾$‬‬
‫‪lf@y]%`+˴Lʘ,$˴zT˴pe2 o/L+s5`FEY`6a!e‬‬

‫‪ͪY$ʘ_z ʝ`3/,ye‬‬
‫‪gok lY$ ˱L xr0` ˱L ,pM`r is=y0$ y0Y` bor pesy le‬‬

‫‪z)`,Met0(rcsk`bX0eky]$/=M‬‬

‫ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﺸﺎﻡ‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ‬

‫مع العدد مجاناً( للمشتركين فقط)‬

‫‪١٣‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫رئي�س التحرير‪ /‬المدير العام‬

‫�سكنات الطالبات‬ ‫جواذر بين هدية �أمير «قالات» ووديعة‬ ‫محمد بن �سيف الرحبي‬
‫معاناة بد�أت ولن تنتهي‬ ‫�سلطان بن �أحمد المعمدة بالدم‬
‫مدير التحرير‪:‬‬
‫‪٢٨ ٢٤‬‬
‫ماذا تعرف عن‬ ‫أ�حمد الح�سني‪� ..‬صحفي ربحته ال�صحافة‬ ‫ح�سن المطرو�شي‬

‫«�شجرة بلح ال�صحراء»؟‬ ‫وخ�سر معركته الأخيرة مع ال�سرطان‬ ‫التحرير‪:‬‬
‫�أنوار البلو�شية‬
‫‪٣٨‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫�شيخة ال�شحية‬

‫لي كوان يو ‪ ..‬رمز �سنغافورة الذي أ�راد‬ ‫معلم ُعماني يب�ّسط تعليم‬ ‫الت�صميم‪:‬‬
‫�أن يكون ُمهابا‪ ،‬ولكنه �صار محبوبا‬ ‫الريا�ضيات‬ ‫�سارة العلوية‬
‫منيرة الهطالية‬

‫للتوا�صل‪:‬‬

‫التحرير‪92129471/ 24591646 :‬‬

‫الإعلانات والا�شتراكات‬

‫‪91488174 / 24591646‬‬
‫البريد ا إللكتروني‪:‬‬

‫‪[email protected]‬‬

‫�ص‪.‬ب‪ 2068:‬الرمز البريدي‪133:‬‬

‫�سعر الن�سخة‪:‬‬
‫�سلطنة عمان‪ :‬ريال‪ ،‬ا إلمارات العربية المتحدة‪:‬‬

‫‪ 10‬دراهم‪ ،‬المملكة العربية ال�سعودية‪ 10:‬ريالات‪،‬‬
‫الكويت‪ :‬دينار‪ ،‬مملكة البحرين‪ :‬دينار‪ ،‬قطر‪10 :‬‬

‫ريالات‪.‬‬

‫الا�شتراك‪:‬‬

‫‪ 15‬ريالاً وتدفع باليد‬

‫أ�و تودع في الح�ساب البنكي للم ؤ��س�سة‪.‬‬
‫) المجلة ‪ +‬كتابين مجانيين �شهريا(‪.‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪5‬‬

‫الأجوبة حائرة‪ ،‬والح�سابات معقدة‪ ،‬هناك من‬ ‫ح�ضورا على خارطة ال�سياحة الخارجية‪.‬‬
‫اختار التحليق بعيدا ووحيدا‪ ،‬وهناك من اعتاد‬ ‫حينما يبد أ� ال�صيف ب إ��شعال جذواته ينطلق‬
‫على دفء العائلة يحمله معه‪ ،‬يغدو ال�سفر متعة‬ ‫التفكير في ال�س�ؤال‪ :‬إ�لى �أين يمكن ال�سفر؟ وفي‬
‫اجتماعية مع «ا ألولاد» حيث يلتقي الجميع تحت‬ ‫ذلك تتحكم معطيات �أخرى‪ ،‬ال�س ؤ�ال وحده لا‬
‫�سقف ال�سفر م�ستظلا بمدينة جديدة‪ ،‬ي�ستك�شفها‬ ‫يكفي‪ ،‬بمن أ�ى عن معرفة التفا�صيل ا ألخرى‪،‬‬
‫الجميع‪ ،‬لكل منهم مباهجه‪ ،‬في مدن تتعدد فيها‬ ‫الكلفة والمكان المنا�سب‪ ،‬خا�صة مع ا�شتعال‬
‫المباهج بين مدن �ألعاب ومتاحف وحدائق و�أنهار‪.‬‬ ‫�أ�سعار التذاكر في مو�سم الذورة‪ ،‬وحجوزات‬
‫فتن�شا في دفاتر ال�سفر عن أ�وراق لها توهج‬ ‫الفنادق حينما تتكاثر عليها �أعداد ال�سياح‪،‬‬
‫الفراق‪ ،‬حينما يغدو ال�سفر لي�س خيارا م ؤ�قتا‪ ،‬بل‬ ‫والمدن المزدحمة برواد ي�أتون �إليها كل �صيف‪،‬‬
‫قدر لا مهرب منه‪ ،‬حيث الرحيل موجع‪ ،‬ال�سفر‬ ‫هربا من �أوقات العمل الم�ضنية إ�لى �سانحة‬
‫حينما يع ّرفه القامو�س �أنه مغادرة البلاد التي‬ ‫للراحة‪� ،‬أو من الطق�س الحار كما اعتادته �شبه‬
‫نحب‪ ..‬ق�سرا‪ ،‬والبعد عن النا�س الذين نحبهم‪..‬‬ ‫جزيرة العرب �إلى بقع خ�ضراء تنثر ن�سماتها‬
‫رغم عنا‪ ،‬هم يرحلون أ�و نحن‪ ،‬الخلا�صة أ�ن‬ ‫العليلة في عز ال�صيف‪ ،‬وك أ�نما هو ربيع وفق‬

‫ال�سفر لا يعني الابتهاج حتما‪ ،‬بل وداع م ؤ�لم‪.‬‬ ‫ح�ساباتنا للموا�سم والف�صول‪.‬‬
‫يغدو ال�سفر منفى‪ ،‬والاغتراب حرو ًفا تثقل كاهل‬ ‫نطرح عبر العدد ال�سابع فكرة ال�سفر‪ ،‬باعتباره‬
‫القلب فيبكي غربته‪ ،‬والوطن هناك قا�س أ�و‬ ‫ملاذا لاكت�شاف الأ�شياء من حولنا‪ ،‬المعرفة‬
‫يواجه الق�سوة‪ ،‬مع ّذب �أو يتعذب‪ ،‬مدنه �ساحات‬ ‫بهذا العالم الف�سيح الممتد ك�أنما لا نهاية‪،‬‬
‫موت‪ ،‬وحدوده �أ�سلاك �شائكة تجرح الروح قبل‬ ‫البحث في تجارب ال�سفر الأول مكتوب بحبر‬
‫الم�شتغلين بالكتابة‪ ،‬كيف يبدو ملهما للقرائح‬
‫أ�ن تلام�س الج�سد‪.‬‬ ‫وموحيا ل ألفكار تتداعى بخ�صوبة ا إلح�سا�س‪،‬‬
‫وفي الذائقة الغنائية العربية يبرز ال�سفر‬ ‫بالبعد عن الوطن‪ ،‬أ�و اكت�شاف المدن ا ألخرى‪ ،‬أ�و‬
‫بوح�شته‪ ،‬بالغربة التي يغر�سها كرمح في أ�كباد‬ ‫الوقوع في فتنة المختلف‪ ،‬ثقافة �شعوب لا تت�شابه‬
‫الع�شاق‪ ،‬كالعا�صفة القادرة على اقتلاع ا أل�شجار‬ ‫فيما بينها‪ ،‬وطق�س يجبرك �أن ترتدي ملاب�س‬
‫بما يكفي لتحيل المكان جفافا مغرقا في وح�شته‪،‬‬ ‫ثقيلة في عز ال�صيف‪ ،‬وطبيعة مر�سومة بالحبر‬
‫بدون الذين نحبهم‪ ،‬بعيدا عن فر�صة التقاء‬ ‫ا ألخ�ضر وحده‪ ،‬ك�أنما الأزهار ترتع�ش كي لا يغدو‬
‫ا أليادي تحت�ضن الفراغات التي بين الأ�صابع‬
‫ا ألخ�ضر وحده مهيمنا‪.‬‬
‫لتكتمل الق�صيدة‪.‬‬ ‫�إلى �أين �ستم�ضي بك رحلة ال�صيف؟ وكانت‬

‫رئي�س التحرير‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪4‬‬

‫في ال�سفر‪ ..‬والغربة الملهمة‬

‫لي�س من الم�ستحب «�صحفيا» ن�شرها بعد م�ضي‬ ‫تعبرنا الأ�شهر �سريعا‪ ،‬المجلة ‪/‬الم�شروع‪ /‬الحلم‬
‫�شهر على ختام الفعالية �أو الحدث‪.‬‬ ‫يجري مع تعاقب الأيام �سريعا وك أ�ننا لا ن�صدق‬
‫ب أ�ن التكوين و�صلت إ�لى العدد ال�سابع‪ ،‬ومرت‬
‫نتل ّم�س نجاح خطواتنا من خلال إ�قبال القراء‪،‬‬ ‫�سبعة �أ�شهر منذ �صدور العدد ا ألول في نوفمبر‬
‫والمزيد من الا�شتراكات ال�سنوية‪ ،‬علما أ�ننا‬
‫�أ�ضفنا كتابا �آخر لمكاف أ�ة الم�شتركين الذين‬ ‫نهاية العام الما�ضي‪.‬‬
‫وثقوا بنا منذ البداية‪ ،‬فمع كل عدد من المجلة‬ ‫بهذا العدد نبد أ� الن�صف الثاني من أ�ول �أعوام‬
‫م�شوارنا‪ ،‬م�سرعة التجربة في جريانها ك�أنما‬
‫�شهريا هناك كتابان هدية‪.‬‬ ‫ما زلنا نناق�ش العدد التجريبي‪ ،‬وندر�س هوية‬
‫في هذا العدد نم�ضي في ال�سير على الخ ّط الذي‬ ‫المجلة‪ ،‬اجتماعية‪� ،‬أ�سرية‪� ،‬شبابية‪ ،‬تحتفي‬
‫أ�ردناه ألنف�سنا‪ ،‬وفي علاقتنا مع قارئ نك�سب ثقته‬ ‫بالثقافة والفنون‪ ،‬ولا تن�سى البعدين ال�سياحي‬
‫يوما بعد �آخر‪ ،‬حيث العلاقة بين اية مطبوعة‬ ‫والتقني‪ ،‬مجلة تفتح �صفحاتها لأقلام ك ّتابنا‪،‬‬
‫وقرائها لا تت�شكل ب�سرعة‪ ،‬أ�ما العلاقة مع المعلن‬ ‫هم عن�صر النجاح والتميز‪ ،‬ان يجدوا في المجلة‬
‫فهي �أكثر بطئا‪� ،‬إنما واثقون بقدرتنا على ال�سير‬
‫م�سافات طويلة بلياقة م ؤ��س�سة على و�ضوح الفكرة‬ ‫مجتمعهم و�أنف�سهم‪.‬‬
‫والهدف‪ ..‬ور�سوخ ا إلمكانيات المهنية (ورهاننا‬ ‫كل تجربة تقودنا �إلى و�ضع ال�س ؤ�ال عن الخطوة‬
‫على تطورها) والمادية (ورهاننا على تح�سنها)‪.‬‬ ‫التالية نراجع �أنف�سنا ل�ضمان أ�ننا نتقدم ولو‬
‫بعد ال�صدى الطيب عن العدد الخام�س الذي‬ ‫خطوة ب�سيطة في م�سار التطوير‪ ،‬لا يكفي أ�ن‬
‫خ�ص�صناه عن «الأم» حيث يحلو مار�س بتذ ّكر‬ ‫ن�صدر مطبوعة إ�علامية دون محا�سبتها ع ّما‬
‫يوم «�ست الحبايب» في الحادي والع�شرين منه‪،‬‬ ‫يمكن �أن تقدمه لقارئها في كل مرة من مرات‬
‫ارت أ�ينا �أن ن�ضع ملفا �آخر يواكب «ال�صيف» حيث‬ ‫ال�صدور‪ ،‬ووقوعنا في مع�ضلة الإ�صدار ال�شهري‬
‫�شهر مايو يطرح الت�سا ؤ�لات عن ا إلجازة و�أين‬ ‫يحرمنا من ملاحقة الأحداث المت�سارعة‪،‬‬
‫�ستذهب �سفن الم�سافرين في مو�سم يع ّد ا ألكثر‬ ‫اجتماعية أ�و ثقافية أ�و فنية‪ ،‬لنقدم ر�ؤية تحليلية‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪7‬‬

‫جواذر‬

‫بين هدية أ�مير «قالات»‬

‫ووديعة �سلطان بن �أحمد المعمدة بالدم مقاربة تاريخية‬

‫بقلم‪ :‬حمود بن �سالم ال�سيابي‬

‫الحلقة الثالثة‪ ..‬وا ألخيرة‬

‫رغم الوجود ا إلنجليزي الطويل في المكان �إلا أ�نهم لم ي�شيدوا ح�ضارات في‬
‫المناطق التي غ�شيتها �سنابك خيولهم و�سفائنهم‪ ،‬ولا يظهرون نف�س ال�سخاء على‬
‫عمان ومتعلقاتها‪ ،‬بما فيها جواذر‪ ،‬وزنجبار‪ ،‬إ�ذ بقيت العمارة فيها محكومة ب إ�مكانات‬

‫�سكانها فلم يجلب الإنجليز الا�ستثمارات �إليها‪.‬‬

‫�أعلامهم‪ .‬و أ�نهم مع أ�ول هزة �سيا�سية �أوحراك �شعبي �سرعان‬ ‫وافتقدت عمان وجود فروع لكبريات ال�شركات الإنجليزية‬
‫ما �سيتجاوبون‪ ،‬بغ�ض النظر عن التزاماتهم التاريخية‪ ،‬ودون‬ ‫وم�صانع إ�نجلتراووكالاتهاالتجاريةكماهوحالم�ستعمراتهما‬
‫أ�ي انتظار لما ت�سفر عنه هذه التنازلات من أ��ضرار على‬ ‫في الهند وهونج كونج و�سنغافورة وغيرها من الدول التي‬

‫حلفاء ا ألم�س‪.‬‬ ‫ترفع العلم الذي لا تغيب عنه ال�شم�س‪.‬‬
‫وقد تخلى البريطانيون عن إ�دارة مرفق البريد لباك�ستان‬ ‫وظلت الب�صمة الوحيدة لانجلترا في جواذر تتمثل في الميناء‬
‫رغم أ�ن ا ألر�ض من الناحية القانونية عمانية حتى ذلك‬ ‫والحامية الإنجليزية بثكناتها الع�سكرية ومباني التلغراف‬
‫الوقت‪ ،‬وعطلوا القيمة الإ�ستراتيجية لمطار جواذر الذي‬ ‫ومكاتب لويدز لت أ�مين الملاحة‪ ،‬وب�ضع �سيارات تجوب فراغا‬
‫تحول من مطار دولي على خارطة ملاحة العالم �إلى مجرد‬ ‫كبيرا في البرية البلو�ش�ستانية ال�شا�سعة التي يعلي �آلبو�سعيد‬

‫مهبط محلي لباك�ستان‪.‬‬ ‫على أ�جزاء منها علمهم ا ألحمر‪.‬‬
‫وحين تدفق النفط وبدت م ؤ��شراته تظهر في بلدان كثيرة لم‬ ‫وتخلوجواذرمنالبناياتالعاليةكماهوالحالفيم�ستعمراتهم‬
‫تلتفت لندن إ�لى خيرات �أر�ض عمان ومتعلقاتها تزامنا مع‬ ‫في بمبي ونيودلهي وكرات�شي و�إ�سلام اباد وروالبندي ومري‬
‫حمى �سباق ال�شركات العملاقة في العراق وال�سعودية والكويت‬ ‫وك�شمير‪ ،‬وفي غيرها من عوا�صم م�ستعمراتهم‪ ،‬فلا �شوارع‬
‫والجزائر وبقية بلدان الخليج و إ�يران‪ ،‬فكان بلاط ال�سان‬
‫جيم�س م�شغولا يتفرج على الاجتهادات المتوا�ضعة ل�سلطان‬ ‫معبدة‪ ،‬ولا مبان لمدار�س حديثة ولا م�صانع‪.‬‬
‫م�سقط الذي منح امتيازات لبع�ض الهواة والمغامرين في‬ ‫وكان هاج�س ترك المكان قويا في جواذر‪ ،‬فبدا العاملون‬
‫البريطانيون وك�أنهم ينتظرون الأوامر من لندن لينزلوا‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪6‬‬

‫ال�صورة بعد�سة‪ :‬عبدالله العبري‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪9‬‬

‫المكرم ال�سيد حمد بن هلال نجل �آخر الولاة والحديث عن أ�واخر الايام‬ ‫ترفد الخزينة العمانية بمبالغ كبيرة هي في �أم�س الحاجة‬
‫�إليها لما تعانيه الموارد الحكومية من �شح‪.‬‬
‫كان��ت ولاية ال�س��يد ه�لال عل��ى جواذر‬
‫خاتمة للعهد العمان��ي‪ ،‬ونهاية حزينة‬ ‫ويمثل ال�سيد هلال بن �سعود البو�سعيدي الوالي الرابع ع�شر‬
‫في �سل�سلة ولاة ال�سطانين تيمور بن في�صل و�سعيد بن تيمور‪.‬‬
‫للعهدة ال�سلطانية‬ ‫وتورد الكاتبة الا�ستاذة هدى الزدجالية أ��سماء �آخر ولاة‬
‫ال�سلطانين تيمور بن في�صل و�سعيد بن تيمور واغلبهم من‬
‫تقر أ� المزاج البريطاني‪ ،‬ولم تعمل على تح�شيد تحالفات‬
‫جديدة تغطي غياب بريطانيا وخروجها الم أ��ساوي من الهند‪،‬‬ ‫ال�سادة �آلبو�سعيد والذين كانوا على التوالي‪:‬‬
‫ولم تتحرك لتم أل الفراغ وتعزز وجودها وتطيل أ�مد بقائها‪،‬‬ ‫ال�سيد �سيف بن بدر البو�سعيدي ‪ ١٩١٥ -١٩١٣‬وال�سيد �سالم‬
‫بل كانت جاهزة هي ا ألخرى لتغادر ربما قبل بريطانيا‪،‬‬ ‫بن في�صل البو�سعيدي ‪ ١٩١٧ -١٩١٥‬و�سيف بن �سعيد الخامدي‬
‫وتطوي بيرق عمان ا ألحمر قبل �أن يطوي المعتمد ال�سيا�سي‬ ‫‪ ١٨١٧ -١٩١٧‬واعيد تعيين ال�سيد �سيف بن بدر مجددا ليغطي‬
‫الفترة من ‪ ١٩٢٧-١٩١٨‬وال�سيد حمود بن احمد البو�سعيدي‬
‫علم جلالة الملكة إ�ليزابيث الثانية‪.‬‬ ‫‪ ١٩٣٠-١٩٢٧‬وال�سيد علي بن حمود ‪ ١٩٣١ -١٩٣٠‬وال�سيد حمد‬
‫و أ�ترك الوالد ي�ستريح من تزاحم ال�سفائن والأ�شرعة و�صخب‬ ‫بن حمود ‪ ١٩٤٠ ١٩٣١‬وال�سيد احمد بن هلال ‪١٩٤٥ -١٩٤٩‬‬
‫الموانئ وعذاب الم�ؤرخ في �ضياع �أجزاء من التاريخ لاعود‬ ‫وال�سيد �سعود بن بدر ‪ ١٩٤٧-١٩٤٥‬وال�سيد هلال بن �سعود‬
‫الى محدثي نجل آ�خر ولاة ال�سلطان �سعيد بن تيمور على‬
‫جواذر لنطل على الايام الاخيرة للراية البو�سعيدية على‬ ‫‪ ١٩٥٨-١٩٤٧‬وهو �آخر ولاة عمان‪.‬‬
‫�سارية قلعة �سلطان بن احمد يقول المكرم ال�سيد حمد بن‬ ‫و أ�عود لل�سيد هلال الذي لم ينعك�س ا�سمه على الحالة‬
‫الجواذرية فرغم أ�ن (هلال) ويعني البداية والا�ستهلال �إلا‬
‫هلال البو�سعيدي‪:‬‬ ‫أ�ن الا�سم تقاطع مع الم�سمى فكانت ولايته على جواذر خاتمة‬
‫لقد ع�شت ال�سنوات ال�ست الأخيرة من العهد العماني في‬
‫جواذر‪ ،‬وحين طوي العلم العماني كان عمري لا يتجاوز‬ ‫للعهد العماني‪ ،‬ونهاية حزينة للعهدة ال�سلطانية‪.‬‬
‫ال�سنوات ال�ست وكانت كالحلم إ�لا أ�ن �أحداثها تكر�ست‬ ‫و�سجل الوالد بالكثير من الده�شة �أن قلعة جواذر التي‬
‫كحقيقة ربما كوني عاي�شتها تتكرر في ال�سرد في مجال�س‬ ‫تمثل رمز الوجود العماني وهيبته �ش أ�نها �ش أ�ن �أي ح�صن‬
‫والدي و أ�حاديثه عن المكان والنا�س‪ ،‬وربما تا�صيل ما ا�ستقر‬ ‫في ولايات عمان‪ ،‬لم تعززها الحكومة إ�لا بعدد محدود من‬
‫الع�ساكر المعنيين بالمهام الإدارية التي لا تتعدى عن نقل‬
‫بالذاكرة الغ�ضة بالقراءات في ال�ش�أن الجواذري‪.‬‬ ‫(البروات) التي ي�ستدعي بها الوالي الخ�صوم للمثول بين‬
‫يدي ال�شرع ال�شريف‪ ،‬و �إظهار وجاهة الوالي و�أبهة القلعة‪،‬‬
‫إ�ذ لي�ست لهم أ�دنى �صلة ب�أمور الحماية لجواذر من ا ألطماع‬
‫الخارجية أ�و دفع �أي غزو‪ ،‬و�أ�سلحتهم لا تتعدى بنادق‬
‫الخديوي وبوع�شر‪ ،‬وذخيرتهم تقت�صر على �أحزمة الزينة‬
‫التي تمثل اللبا�س الر�سمي لع�سكري الوالي‪ ،‬حيث تتولى‬
‫بريطانيا ملف ا ألمن الذي ي�شرف عليه الوكيل ال�سيا�سي‬
‫ويعاونه مدير جواذر الذي ي�شرف على ا إلدارة التنفيذية‬

‫من تعليم و�صحة وبقية المرافق‪.‬‬
‫ورغم إ�دراك عمان بالمتغيرات في �شبه القارة وا�ضطرار‬
‫بريطانيا لمغادرة الهند درة التاج البريطاني الا انها أ��شاحت‬
‫بوجهها عما يدور على حدود آ�خر متعلقاتها في آ��سيا‪ ،‬فلم‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪8‬‬

‫المجز أ� لتتوزع باك�ستان الإ�سلامية إ�لى باك�ستان وبنجلادي�ش‪،‬‬ ‫مكتب المقيم ال�سيا�سي البريطاني في جواذر‬
‫بعد حرب مريرة‪.‬‬
‫�س��الم ب��ن حمود ال�س��يابي‪� :‬ش��عرت ب أ�ن‬
‫ي�ضيف الوالد‪ :‬إ�ن إ�قامتي الق�صيرة بجواذر �شعرت‬ ‫البريطانيي��ن يعمل��ون عل��ى تفوي���ض‬
‫�أن البريطانيين يعملون على تقوي�ض الوجود العماني‬
‫وكتابة الف�صل ا ألخير في الملحمة اليعربية و�إنهاء عهد‬ ‫الوجود العماني‬
‫الإمبراطورية العمانية ب�أ�ساطيلها البو�سعيدية ك إ�حدى أ�هم‬
‫الإمبراطوريات في ال�شرق والعالم‪ ،‬فلم أ�جد في جواذر ما‬ ‫أ�وائل �سنوات حكمه للتنقيب عن ثروات عمان كما قر أ�نا‬
‫يدل على رغبة ا إلنجليز في البقاء‪ ،‬أ�كثر من كونها هوائيا‬ ‫ذلك عن اتفاق جلالة ال�سلطان �سعيد بن تيمور مع المغامر‬
‫للتلغراف ينقل ر�سائلهم من �إنجلترا إ�لى بحر ال�صين‬ ‫الأمريكي وندل فيليب�س‪ ،‬وتكرر في جواذر بتوقيع جلالة‬
‫وانهارها ال�صفراء‪ ،‬فقد تركوا �أجمل ما في �آ�سيا وهي كل‬ ‫�سلطان م�سقط وعمان وظفار وجواذر اتفاقية تنقيب في ‪12‬‬
‫الهند‪ ،‬وانكم�شوا على حدود ال�صين في هونج كونج التي‬ ‫�أبريل من عام ‪ 1938‬مع �شركة نفط بورما فلم تفلح جهود‬
‫�ستعود هي الأخرى بانتهاء الموعد الذي �ألزموا به أ�نف�سهم‪،‬‬ ‫المغامر ا ألمريكي في تثوير ا ألر�ض العمانية‪ ،‬ولا ا�ستطاع‬
‫وك�أن الإنجليز من كثرة ما تو�سعوا في العالم الذي لا تغرب‬ ‫البورميون �أن يب�شروا �سلطان م�سقط بهذه الثروة التي �ستغير‬
‫فيه ال�شم�س عن علمهم قد �أ�صيبوا بالتخمة فتقي أ�وا كل‬
‫وجه جواذر وتنقلها �إلى ركب التقدم‪.‬‬
‫الجغرافيا التي ابتلعوها دفعة واحدة‪.‬‬ ‫يقول الوالد‪ :‬تركت جواذر في ختام مهمة دامت لأ�سابيع‬
‫وكان حديث الوالد مع ال�سيد هلال بن �سعود البو�سعيدي والي‬ ‫وتوقعت أ�نها لن تكون المهمة الأخيرة لي‪ ،‬بل المهمة الأخيرة‬
‫جواذر يتوزع على تفا�صيل جواذر الما�ضي و الحا�ضر حيث‬ ‫لق�ضاة م�سقط وولاتها‪ ،‬فالإنجليز الذين فقدوا قبل �أقل من‬
‫غاب الم�ستقبل‪ ،‬وكان ال�سيد الوالي يتمتم دوما‪� :‬أن عهدا‬ ‫ع�شر �سنوات درة التاج البريطاني لا يجدون المحفزات في‬
‫عمانيا عطر قرونا من الزمن يو�شك �أن يطوى بما لا ي�ستحقه‬ ‫الا�ستمرار هنا ولا المبرر في الحفاظ على ا�ستمرار الوجود‬
‫التاريخ‪ ،‬و أ�هل جواذر الذين يرفلون في حلل العهد العماني‬ ‫العماني في جواذر‪ ،‬ف�سيتحركون بمنطق (علي وعلى أ�عدائي)‬
‫يبكون دما لما ي�سمعون من �ضغوط باك�ستانية مدعومة من‬ ‫و�سيدفعون الأمور باتجاه التجاوب مع �ضغوطات دولة باك�ستان‬
‫التي �أن�شئت من رحم الهند التاريخية فوزعها الإنجليز �إلى‬
‫بريطانيا لدفع عمان نحو ت�سليم جواذر لباك�ستان‪.‬‬
‫فقد كان تعاطي جلالة ال�سلطان �سعيد بن تيمور مع ال�ش�أن‬ ‫دولتين هما الهند وباك�ستان‪.‬‬
‫الجواذري مت�أثرا ب�ضغوطات الداخل العماني‪ ،‬فحرب‬ ‫ولم يكتفوا بل جعلوا من باك�ستان باك�ستانين أ�حدهما باك�ستان‬
‫الجبل ا ألخ�ضر التي انتهت في الميدان بانت�صار ال�سلطان‬ ‫ال�شرقية والثانية باك�ستان الغربية‪ .‬ثم �ساعدوا على تجزئة‬
‫�سعيد �سرعان ما ا�شتعلت في منابر المنظمات العربية‬
‫والدولية‪ ،‬وخ�صومه ح�شدوا ر أ�يا عاما �ضده يجعله م�ضطرا‬
‫للاحتفاظ ببريطانيا كحليف م�ؤثر في ا ألحداث العالمية‪،‬‬
‫وبالمقابل ف إ�ن البريطانيين يدركون هذه الحاجة لديه‬
‫فيفر�ضون عليه ت�سويات قد يقبلها مكرها‪ ،‬فخروج جواذر‬
‫عن ال�سيادة العمانية لها �أ�ضرارها الاقت�صادية ف�ضلا عن‬
‫الرمزية التي تمثلها جواذر على �سواحل الهند وفار�س‬
‫ك�سارية للوجود العماني الذي طالما ارتفع عليها بيرق‬
‫الآباء والأجداد‪ ،‬وبدلا من أ�ن يكون عهد ال�سلطان �سعيد‬
‫عهد مد الرقعة العمانية ي�ضطر للتنازل عما بقي من وجود‬
‫على ال�ضفة الثانية للمحيط الهندي‪ ،‬رغم أ�ن جواذر كانت‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪11‬‬

‫ال�سيد هلال بن �سعود البو�سعيدي‬ ‫وبعد عام واحد فقط من رحلة الوالد الى جواذر كانت‬
‫�آخر ولاة عمان على جواذر‬ ‫الأوامر ال�سلطانية قد �صدرت لوالي جواذر ال�سيد هلال‬
‫بن �سعود البو�سعيدي بالتريث وعدم العودة إ�لى قلعته ومقر‬
‫يمث��ل الثام��ن م��ن �س��بتمبر من عام‬ ‫ولايته حيث �إن جلالة ال�سلطان �سعيد بن تيمور ي�شتبك‬
‫‪ 1958‬أ�كثر الأي��ام حزنا في التاريخ‬ ‫في لندن مع �سا�ستها من �أجل الت�شبث ب أ�قل ما يمكن من‬
‫العمان��ي لتخلي��ه ع��ن �آخ��ر معاقل��ه‬ ‫و�شائج مع ال�سواحل المترعة ببطولات أ��سلافه العظام‪ ،‬و�إن‬
‫جلالته ي�ضغط من أ�جل ح�سم ملف جواذر باتفاقية عودتها‬
‫في �س��واحل الهند وفار�س‬ ‫�إلى باك�ستان ببع�ض الامتيازات والقليل من التكاليف بما‬
‫فيها النظر في إ�خلاء بريطانيا لوجودها في بع�ض الجيوب‬
‫ا�ستدعا ؤ�ه لبع�ض �ش�ؤون الولاية‪ ،‬ثم تلقى تكليفا بالتوجه على‬ ‫والتفاهم ب�ش أ�ن و�ضع خط رجعة يحدد م�صير جواذر‬
‫عجل �إلى جواذر لي�شهد ت�سليمها‪ ،‬وليغادرها و إ�لى الأبد‪،‬‬ ‫نهائيا‪ ،‬والالتزام بمد قوات ال�سلطان الم�سلحة بما تحتاجه‬
‫فعاد عبر البحر عن طريق البحرين ومنها �إلى م�سقط‪،‬‬ ‫من الرجال لرفد عديد قواتها إ�لى جانب الاتفاق على‬
‫لينتهي الوجود العماني كحلم جميل رغم انه حقيقة تر�سخت‬ ‫مبلغ كثمن لإتمام �صفقة التنازل العماني عن ار�ض مترعة‬
‫بمائتي عام من خفقان رايتها على �سواري قلعة جواذر‬
‫لع�شرات ال�سنين‪.‬‬
‫ويرى ال�سيد حمد بن هلال ان جواذر خرجت من الجغرافيا‬ ‫ل ؤ�ل�ؤة ال�ساحل المكراني‪.‬‬
‫ال�سيا�سية العمانية لكنها لم تخرج من جغرافيا الم�شاعر‬ ‫ويمثل الثامن من �سبتمبر من عام ‪ 1958‬أ�كثر ا أليام حزنا‬
‫في التاريخ العماني لتخلي عن �آخر معاقلها في �سواحل الهند‬
‫عمانيا وجواذريا‪.‬‬ ‫وفار�س‪ ،‬حيث بعث ال�سيد �أحمد بن إ�براهيم ناظر ال�ش�ؤون‬
‫وي�ست�شهد ال�سيد حمد بن هلال بموقف يجعل من جواذر‬ ‫الداخلية في م�سقط ر�سالة للمعتمد ال�سيا�سي البريطاني في‬
‫حنينا آ��سرا للمكان فيقول‪ :‬إ�ن �شبهي بوالدي دفع �أحد ا إلخوة‬ ‫جواذر (الم�ستر وين) لت�سليم جواذر العمانية �إلى (جناب‬
‫البلو�ش ألن ي�ستوقفني قبل �سنوات و أ�نا �أخرج من الم�سجد‬ ‫�صديقنا) الجنرال ت�شون�سي قن�صل بريطانيا في م�سقط‬
‫وكنت لا أ�زال بعد وكيلا لوزارة العمل ليقول لي �أنت ابن والي‬
‫جواذر ؟ فبعد أ�ن أ�كدت له ذلك‪� ،‬سالته عن �سبب �س ؤ�اله ؟‬ ‫الذي �سي�سلمها با�سم ملكة بريطانيا �إلى باك�ستان‪.‬‬
‫فقال إ�نه يعرف والدي الوالي أ�يام �إقامته بجواذر‪ ،‬و�أنه تذكر‬ ‫وقد حملت الر�سالة توقيع ال�سيد �أحمد بن �إبرهيم‬
‫الوالد لما ر�آني‪ ،‬وكانت عيناه تذرف الدموع �شوقا لذلك‬
‫والجنرال ت�شون�سي‪.‬‬
‫العهد العماني ورجاله‪.‬‬ ‫ومن جانبه فو�ض المير �إ�سكندر ميرزا رئي�س جمهورية‬
‫باك�ستان ا إل�سلامية ممثله �آغا عبد الحميد لت�سلم جواذر‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫من قن�صل بريطانيا‪ ،‬وقد أ�نزل علم عمان من �سارية القلعة‬

‫ليرتفع عليها علم باك�ستان‪.‬‬
‫و أ�عود لمحدثي ال�سيد حمد بن هلال البو�سعيدي لأ�س�أله‬
‫عن خروجه من جواذر بل خروج عمان من الجغرافيا‬
‫الراعفة بالتطلعات الكبرى وان�سحابها من اخر جزء في‬
‫�آ�سيا فقال‪ :‬كان الميناء آ�خر جزء ودعناه في جواذر‪ ،‬فكما‬
‫و�صل والدي �إلى جواذر عبر البحر عام ‪ ١٩٤٧‬غادر جواذر‬

‫عبر البحر عام ‪.١٩٥٨‬‬
‫ويتذكر ال�سيد حمد بن هلال الايام العمانية التي �سبقت‬
‫الت�سلم والت�سليم ويقول‪ :‬كان الوالد في م�سقط حيث تم‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪10‬‬

‫وعن و�سائل ب�سط ا ألمن بالولاية يقول ال�سيد حمد بن هلال‬ ‫مطار جواذر القديم‬
‫البو�سعيدي نجل آ�خر الولاة على جواذر‪ :‬كانت الأمور تتم‬
‫عبر الحامية البريطانية الموجود بالولاية والتي تتولى حماية‬ ‫ويقول ال�سيد حمد‪ :‬كان الوالد يتقن اللغة البلو�شية و الأوردية‬
‫حدود الولاية أ�ما بالن�سبة ل�ضبط ا ألمن في ال�شارع فكان يتم‬ ‫كتابة ونطقا مما �سهل له �أداء مهامه باقتدار في مجتمع يعتز‬
‫عبر الع�سكر وهم كبقية الع�سكر في الح�صون العمانية من‬
‫المدنيين الذين يداومون بملاب�سهم العمانية وبنادقهم التي‬ ‫بلغته وثقافته رغم ولائه المطلق للتاج البو�سعيدي‪.‬‬
‫ويتذكر ال�سيد حمد ان جواذر �ش أ�نها �ش�أن نزوى والر�ستاق‬
‫يعتمرونها دوما‪.‬‬ ‫و�صحار و�سمائل و�صلالة وكل حوا�ضر ال�سلطنة تمثل القلعة‬
‫ويتوقف ال�سيد حمد بن هلال عند م�شهد بدا م�ستغربا‪ ،‬ففي‬
‫الوقت الذي تت�شط فيها الدوائر ال�سيا�سية المعنية بكتابة‬ ‫مركز الحكم المحلي ويمثل الوالي هيبة الدولة‪.‬‬
‫النهاية للم�شهد الجواذري تتحرك م�سقط في ال�سنتين‬ ‫وقد نقل والدي الروح العمانية �إلى جواذر‪ ،‬فكان العيد في‬
‫الأخيرتين للوجود العماني بجواذر فتر�سل �ضابط �شرطة هو‬ ‫جواذر كما هو العيد بعمان من حيث التعبير عن الفرح‬
‫رجب المعمري والد الا�ستاذ خمي�س رجب التربوي المعروف‬ ‫كالرزفة والعازي حيث يقوم الع�سكر بهذه المظاهر العمانية‬
‫وذلك لإن�شاء أ�ول ف�صيل لل�شرطة الع�سكرية وفق ا أل�س�س‬ ‫وبم�شاركة ا ألهالي وكذلك بالن�سبة لوجبات العيد الرئي�سية‬
‫ال�شرطية الحديثة‪ ،‬وبالفعل تم خلال �ستة �أ�شهر من الإعداد‬ ‫كالعر�سية وال�شواء والم�شاكيك وغيرها من ثوابت مطبخ‬
‫المكثف �إحلال ال�شرطة الع�سكرية بدلا من ع�سكر الوالي‪،‬‬ ‫العيد في عمان‪ ،‬حيث كان الوالد يحر�ص عليها ويتولاها‬
‫من ا ألمور الم�ستغربة بالانتقال لل�شرطة الع�سكرية في الوقت‬
‫الذي ت�ستعد فيه الدولة ت�سليم هذا الجزء الهام من الوطن‬ ‫ع�سكر الوالي‪.‬‬
‫وكبقية ولاة عمان في ولايات الوطن الأم كان الوالد يخرج‬
‫�إلى الإدارة الباك�ستانية‪.‬‬ ‫ل�صلاة العيد ثم يعود �إلى القلعة لي�ستقبل المهنئين من‬
‫وعن و�سائل النقل في جواذر يقول ال�سيد حمد بن هلال انها‬ ‫اعيان جواذر وابنائها والعاملين بمكاتب الحكومة حيث يولم‬
‫ت�سير على نف�س الوتيرة مع م�سقط فال�سيارات محدودة‪ ،‬ولا‬
‫توجد بها توكيلات لبيع ال�سيارات‪ ،‬فما ي�سير في �شوارعها من‬ ‫للجميع في القلعة‪.‬‬
‫مخلفات الحامية البريطانية‪ ،‬و أ�تذكر ان �سيارة والدي كانت‬ ‫كما أ�لحق والدي بالقلعة مدر�سة لتعليم القر آ�ن الكريم‬
‫من نوع اللاندروفر خ�ضراء اللون وقد �شحنت الى جواذر من‬ ‫وا�ستقدم لها مدر�سا من منطقة الفرفارة الواقعة بين بدبد‬
‫م�سقط عبر البحر وخ�ص�صت الحكومة لها �سائقا من ابناء‬ ‫و�سمائل لتعليم �أولاده و أ�ولاد العاملين بجواذر وغيرهم من‬
‫جواذر‪ ،‬إ�لا ان الوالد �سرعان ما تعلم قيادتها وكان يقودها‬ ‫اهالي الولاية‪ ،‬وكانت �صلاحيات والدي تمتد لت�شمل إ�دارة‬
‫الولاية من ب�سط ا ألمن في ربوعها ون�شر راية العدل وتنفيذ‬
‫بنف�سه في بع�ض م�شاويره‪.‬‬ ‫الأحكام التي ي�صدرها القا�ضي البلو�شي بالولاية �أو الق�ضاة‬
‫ولم تكن جواذر مرتبطة مع �شبه القارة الهندية بخطوط‬ ‫الذين توفدهم م�سقط للنظر في بع�ض الأحكام الم�ست أ�نفة‬
‫قطاراتها‪ ،‬وبالن�سبة للنقل الجوي فيها مدرج للطائرات �أ�شبه‬ ‫كما يمتد نفوذه ل إل�شراف على الجمارك بالولاية وجباية‬
‫بمدرج مطار بيت الفلج وي�ستخدم لأغرا�ض النقل الع�سكري‬
‫ر�سومها و�إر�سالها �إلى خزينة م�سقط‪.‬‬
‫والامور الادارية لل�سلطة البريطانية في جواذر‪.‬‬
‫ويمثل ميناء جواذر روح البلدة ورئتها‪ ،‬ومن خلاله تتوا�صل‬

‫مع العالم تجاريا‪.‬‬
‫و أ�عود إ�لى الوالد وهو ي�ستعيد بح�سرة م ؤ��شرات انهاء الوجود‬
‫العماني والان�سحاب من المكان فيقول‪� :‬إن جواذر التي ا�شتقت‬
‫لر�ؤيتها كقطعة من جغرافية طموحات ا أل�سلاف تملكتني‬

‫الح�سرة و أ�نا أ�غادرها ألن عمان ب�صدد التخلي عنها‪.‬‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪13‬‬

‫�سكنات الطالبات‬

‫معاناة بد أ�ت ولن تنتهي‬

‫بعيدا عن الدفء العائلي ‪ ...‬طالبات وموظفات يروين ق�ص�اًص من الألم والأمنيات‬

‫الطالبات وال�سكنات بين أ��صحابها الم�ستغلين لحاجة الطالبات وبين من يعمل‬
‫بم�صداقية‪ ،‬لكل منهم ر أ�ي ونظرة خا�صة‪ ،‬لكل منهم تطلعاته وحاجته كذلك‪ ،‬بين‬
‫مجموعة من الت�سا ؤ�لات التي طرحناها عليهم‪ ،‬ما هي ال�شروط التي ي�شترطها أ��صحاب‬
‫ال�سكنات؟ وما هي رغبات الطالبات و�أحلامهن المرتبطة بال�سكن المنا�سب؟ ما‬
‫المميز الذي تبحث عنه الطالبات؟ وكيف يروج أ��صحاب ال�سكنات للا�ستئجار؟ وكيف‬
‫تقيم الطالبات ا أل�سعار؟ وكيف يتم اختيار الم�شرفات؟ وكيف يهي أ� المكان للمعي�شة‬
‫المنا�سبة؟ وكيف يراعى الجانب النف�سي لهن من حيث عددهن في الغرفة الواحدة؟‬
‫ولمن يلج أ� كلا الطرفين في حالة حدوث الم�شاكل؟ وكيف يحقق �أ�صحاب ال�سكنات‬

‫الجانب الا�ستثماري؟ ت�سا�ؤلات لا تنتهي كانت لها الإجابات معبرة بكل �شفافية‪.‬‬

‫حاورتهم‪� :‬شيخة ال�شحية‬
‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪12‬‬

‫للمكان و�سادة المكان‪.‬‬ ‫جلالة ال�سلطان قابو�س المعظم في وجدان الجواذريين حنين التاريخ ومكارم ال�سلاطين‬
‫وحنين ال�سيد حمد بن هلال البو�سعيدي نجل آ�خر ولاة عمان‬
‫في جواذر يتجاوب وحنين عمانيين وجواذريين تتبعوا جذور‬ ‫الم�ش��اريع العملاق��ة لجلال��ة ال�س��لطان‬
‫آ�بائهم و�أجدادهم في جواذر‪ ،‬وجاءوا منها بانطباعات‬ ‫المعظم ف��ي جواذر الع��ودة العمانية‬
‫�ساحرة عن المكان و�سادة المكان ووثقوا الرحلات ب�صور‬
‫ووثائق عن جغرافية راعفة بالكثير من الرومان�سية والقليل‬ ‫النبيلة لرباط ا أل�سلاف‬

‫من ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫و�س أ�لت المكرم حمد بن هلال البو�سعيدي ما �إذا كانت‬
‫و أ��سهمت تلك الانطباعات وال�صور في �سد غياب جواذر عن‬ ‫النف�س حنت ليغ�شى تلك الديار المعطرة ب�سير آ�بائه‬
‫امهات كتب التاريخ العماني التي ان�شغلت بالوطن و�شطره‬ ‫و�أجداده الميامين منذ �أن ا�ستقرت هذه الرقعة من الوطن‬
‫الافريقي فيما �أغفلت الحديث عن جغرافيا الاطراف‬ ‫تحت الراية البو�سعيدية الحمراء فقال‪ :‬لا �شك أ�ن النف�س‬
‫الآ�سيوية القريبة من عا�صمة الوطن‪ ،‬رغم �أن العمانيين‬ ‫تحن إ�لى تلك الديار ألتنف�س عبق الآباء وا ألجداد‪ ،‬و أل�ستعيد‬
‫عا�شوا في �آ�سيا وافريقيا لقرون ونقلوا ح�ضارتهم وثقافتهم‬ ‫بع�ضا من ذكريات الطفولة التي �سفحتها على أ�ر�ضها ولكن‬
‫في القارتين‪ ،‬ونقلوا إ�لى �سواحل افريقيا القرنفل والى �آ�سيا‬ ‫المانع كان دوما الخوف من هاج�س القراءة ال�سيا�سية‬
‫النخل‪ ،‬و�إلى الميدانين الافريقي وا آل�سيوي الم�صاحف وكتب‬ ‫المغلوطة لزيارتي كوني نجل آ�خر الولاة فيها‪ ،‬وكوني �أحمل‬
‫موقعا في الحكومة كوكيل وزارة‪ ،‬لكنني الآن ربما تخففت‬
‫الفقه والعمائم والخناجر والخيل‪.‬‬ ‫من بع�ض �أعباء الالتزامات الر�سمية لخروجي للتقاعد من‬
‫وحملوا معهم بي�سات في�صل بن تركي وقرو�ش ماريا تريزا‪.‬‬ ‫العمل الحكومي مما لا يجعل للزيارة �أية قراءات خارجة‬
‫ورغم انف�صال جواذر عن عمان الا ان الدم الجواذري امتزج‬ ‫عن ال�سياق‪ ،‬ا ألمر الذي يجعل من الزيارة متاحة بل وملحة‬
‫بالدم العماني مع ق�ضايانا الكبرى حيث قدم الجواذريون‬
‫و�س�أقوم بها ب�إذن الله‪.‬‬
‫ارواحهم فداء لعمان‪.‬‬ ‫وتتمثل الإ�شراقة الجديدة ل�شم�س عمان في جواذر في‬
‫وترك الجواذرية ب�صمتهم على الحياة في مطرح فن�شروا‬ ‫العودة النبيلة لح�ضرة �صاحب الجلالة ال�سلطان قابو�س‬
‫المطاعم والمخابز وهيمنوا بذوقهم و�أزيائهم في خم�سينيات‬ ‫المعظم ل�سواحل آ��سيا و أ�فريقيا والتفاتاته المباركة لاهلها‬
‫والمتمثلة في زيارته التاريخة لباك�ستان‪ ،‬وفي تجديده البنى‬
‫و�ستينيات القرن الع�شرين‪.‬‬ ‫التحتية لجواذر‪ ،‬و�إقامته للمرافق الا�ستراتيجية من موانئ‬
‫وتبقى كلمات عبدالله بن عمر الكندي كاتب ال�صكوك‬ ‫ومطارات ومعاهد وم�ساجد‪ ،‬لينعم الجميع بخيرات عمان‪،‬‬
‫بمحكمة جواذر بكائية الرجال على جواذر ‪ -‬الحبة ‪ -‬المنفلتة‬ ‫فكما تقا�سموا حلو ومر التاريخ يتقا�سمون ا�ستحقاقات الوفاء‬

‫من العقد العماني‪:‬‬ ‫العدد(‪)7‬‬
‫أ�خل ّا َي �إن ال�صـ َّب أ�ودى بـه النـوى‬
‫غدا َة �سـرى بـالظعـن فـي الـيـ ِّم مـركب‬
‫فـيـا حاد َي «الـبابـور» َه ِّو ْن �سـويع َة‬
‫(نـو ّد ُع) مـن فـي الظعـن عـنـا �سـيذهـب‬
‫فهـم جـيرتـي قبـل الفراق ومـلجئــي‬
‫فلـي�س �سـواهـم لـي مـن النـا�س مطلـب‬
‫فـمـا كـان ظ ّني يرت�ضـي الـدهـ َر بـيـننـا‬
‫فرا ًقا عـلى اللقـيـا ولا كـنـ ُت �أح�سب‬
‫ولـ ّما الـتقـيـنـا فـي «جـواذ َر» أ�ول ًا‬
‫وللعـي�ش فـيـهـا مـا يلـ ُّذ ويعذب‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪15‬‬

‫لا ت�ضطر الطالبات �أن يبحثن عن �سكن �آخر ب�سبب �سوء‬ ‫يتفق��ن ف��ي ك��ون ال�س��كنات الجامعية‬
‫المعاملة‪ ،‬فالتعاون يعتبر محققا من قبل جميع الأطراف‪.‬‬ ‫أ�ف�ضل بكثير من ال�سكنات الخا�صة رغم‬
‫وتقول منال الخرو�صية أ�ن الم�س�ؤولية دائماتقع على عاتق‬
‫الم�شرفات‪ ،‬فهن الواجهة التي ت�صب عليها الطالبات‬ ‫اختلاف البع�ض في الر�أي‬
‫غ�ضبهن عند حدوث أ�ي ق�صور‪ ،‬وللأ�سف أ��صحاب ال�سكنات‬
‫في ا�ستغلال دائم لحاجة الطالبات لتلك ال�سكنات‪� ،‬أما دلال‬ ‫�أما مريم البرختية فلها ر أ�ي آ�خر ح�سب تجربتها فتقول‪:‬‬
‫الو�شاحية فلها ر أ�ي �آخر مختلف حيث تقول‪« :‬الم�شرفات‬ ‫«يوجد تعاون بين الطالبات في المحافظة على نظافة‬
‫و�أ�صحاب ال�سكنات يهتمون بالجانب المادي فقط ولا يوجد‬ ‫ال�سكن‪ ،‬وذلك ب�أن تقوم الم�شرفة بعمل جدول نظافة وتلتزم‬
‫به الطالبات جميعا‪ ،‬وتوافقها بثينة محمد البلو�شية (طالبة)‬
‫اهتمام بطريقة التعامل مع ال�ساكنات من الطالبات»‪.‬‬ ‫في �أن الطالبات ملتزمات ومتعاونات‪ ،‬كما توافقهن حوراء‬
‫بنت عبدالله البلو�شية (طالبة) فتقول‪« :‬نحن �أكبر من‬
‫آ�راء ومقومات‬ ‫�أن ن�شتكي من بع�ضنا لقلة التعاون وجعل المكان مت�سخ ًا‪.‬‬
‫تقول بثينة محمد البلو�شية (طالبة) إ�نه من �أكثر الخدمات‬ ‫الحمدلله‪ ،‬التعاون موجود وا�ستطعنا أ�ن نحققه ب�سهولة فيما‬
‫التي يجب توافرها في جميع ال�سكنات هي النقل ل ‪� 24‬ساعة‪،‬‬ ‫بيننا‪ .‬وعبرت ب�شرى البلو�شية قائلة « لابد من تحقيق التعاون‬
‫وتوفير الواي فاي وو�سائل الترفيه‪ ،‬ويجب أ�ن تكون ال�صيانة‬ ‫بين الزميلات بما يخ�ص �أمور النظافة وغيرها ‪ ،‬ألنه �إذا لم‬
‫�سنوية و�ضرورة تجديد ا ألثاث‪ ،‬وت�ضيف حوراء البلو�شية‬ ‫يتم التعاون �سي�صبح المكان غير مهي أ� لل�سكن ولكن لو تعاونا‬
‫ب أ�ن الم أ�كل والتكييف الجيد وال�صيانة الدورية هي من �أهم‬ ‫مع بع�ضنا البع�ض �ستكون النتيجة مر�ضية و�سنحقق بيئة‬
‫الخدمات ال�ضرورية الواجب توافرها‪ .‬أ�ما فاطمة البلو�شية‬
‫فترى �أن توفير عاملات للنظافة‪ ،‬ومحل مواد غذائية �صغير‪،‬‬ ‫�سكنية نظيفة مهيئة لكل �شيء‪.‬‬
‫و�صيدلية منزلية من �أهم ال�ضروريات في ال�سكن‪ .‬وتعتبر‬ ‫وفي �س ؤ�النا حول ت ْقييمهن أل�صحاب ال�سكنات والم�شرفات‬
‫وفاء البلو�شية �أن توافر ثلاجات لحفظ الطعام‪ ،‬ومطبخ وغاز‬ ‫فترى هدى الحو�سنية �أن التقييم يعتمد على طبيعة عمل‬
‫وال�سماح للطالبات بالطبخ‪ ،‬وتوفير عمال نظافة لل�سكن من‬ ‫�أ�صحاب ال�سكن والم�شرفة �إن كان أ�دا ؤ�هم و�إ�شرافهم جي ًدا‬
‫�أكثر الأمور �ضرورة‪� .‬أما هدى الحو�سنية فترى وجود م�شرفة‬ ‫أ�م �سيئ ًا‪ ،‬وتقول مريم البرختية «يجب على �صاحب ال�سكن‬
‫وحار�س لل�سكن‪ ،‬ووجود عاملة نظافة‪ ،‬وقاعة للمذاكرة‪،‬‬ ‫أ�ن ي�شرف على ال�سكن ب�شكل جدي و�أن يع َين الم�شرفات‬
‫وال�صيانة‪ ،‬وتوفر خدمة الواي فاي‪ ،‬وكافتيريا‪ ،‬وتخ�صي�ص يوم‬ ‫المنا�سبات لتنفيذ متطلبات ال�ساكنات في تلك ال�سكنات‪،‬‬
‫للخروج من ال�سكن والترفيه‪ ،‬وتوفير �سائق يكون متواجد دائم ًا‬ ‫وترى حوراء البلو�شية�أن التعاون من قبل الم�شرفات و أ��صحاب‬
‫في حالة الحاجة �إليه من �أهم ال�ضروريات و�أبرزها‪ .‬وت�ضيف‬ ‫ال�سكنات ممتاز جدا ح�سب المكان الذي تعي�ش فيه‪ ،‬وترى‬
‫دلال الو�شاحية �أنه يجب توفير و�سائل ترفيه و إ�قامة منا�شط‬ ‫فاطمة البلو�شية أ�ن الم�شرفات متعاونات‪ ،‬وتخالفها وفاء‬
‫البلو�شية في �أن التعاون قليل جدا‪ .‬أ�ما بثينة البلو�شية فتقول‬
‫وفعاليات و أ�ن توفر رحلات ترفيهية في نهاية الأ�سابيع‪.‬‬ ‫�أن التعاون من الم�شرفات متوفر أ�ما البع�ض من �أ�صحاب‬
‫أ�ما عن إ�جراءات الدخول والخروج من و�إلى ال�سكنات‬ ‫ال�سكنات فلا‪ ،‬ألنهم لا يوفرون متطلبات الطالبات ب�سرعة‪.‬‬
‫فت�صفها منال الخرو�صية وفاطمة البلو�شية بالممتازة رغم‬ ‫وترى ب�شرى البلو�شية أ�نه من خلال توفير �سبل الراحة‬
‫وجود بع�ض المبالغة فيها‪ ،‬وتقول ب�شرى البلو�شية إ�ن هذه‬ ‫والتعامل على الوجه ال�شخ�صي أ�و العموم بكل احترام لكي‬
‫ا إلجراءات مهمة جدا و�ضرورة أ�ن تكون ب إ�ذن من الأهل‬
‫و أ�ولياء ا ألمور‪ ،‬وت�شير مياء المعمرية وبثينة محمد البلو�شية‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪14‬‬

‫مياء المعمرية فترى �أن ارتفاع الأ�سعار كبير جدا خا�صة في‬ ‫تقييم‬
‫المناطق الدرا�سية مثل العا�صمة م�سقط‪� .‬أما هدى الحو�سنية‬ ‫بين كل خيارين لابد أ�ن يكون هناك �أف�ضل بينهما‪ ،‬تتفق �أغلب‬
‫فعبرت بالقول‪ « :‬تعتمد ا أل�سعار بح�سب المنطقة المتواجد‬ ‫الطالبات في كون ال�سكن الجامعي �أف�ضل بكثير من ال�سكن‬
‫فيها ال�سكن‪ ،‬كذلك بالن�سبة لل�سكن الم�ست�أجر �إن كان منزل‬ ‫الخا�ص ولكن يرى البع�ض �أن ال�سكن الخا�ص هو ا ألف�ضل‬
‫�أم بناية بنظام �شقق �أم غيره‪ ،‬كما أ�ن نظام الغرف ‪� -‬سواء‬ ‫بينما أ�خريات يرين �أن كليهما له مميزاته الخا�صة‪ ،‬مريم‬
‫كانت فردية �أو م�شتركة ‪ُ -‬يحدد ال�سعر المطلوب‪ ،‬و أ�عتقد �أن‬ ‫حميد البرختية (طالبة) ترى أ�ن ال�سكن الجامعي أ�ف�ضل‬
‫ا أل�سعار معقولة في ظل وجود هذه الخيارات المتاحة للطالب‪.‬‬ ‫لتوافر ا ألمان فيه �أكثر من ال�سكن الخا�ص‪ ،‬وتقول هدى‬
‫ال�سكن ملاذ للراحة كما تتمناه ال�ساكنات بين زواياه‪ ،‬تعتبره‬ ‫الحو�سنية (ت�صميم جرافيكي)‪« :‬من خلال تجربتي لكلا‬
‫الواحدة منهن المعطف الذي �سيحتويها مدة لي�ست بالقليلة لذا‬ ‫الخيارين �أرى �أن ال�سكن الجامعي أ�ف�ضل من حيث الإدارة‬
‫فكلنا نتمنى التعاون ونحبذه‪ ،‬ترى دلال الو�شاحية (ماج�ستير‬ ‫والإ�شراف وا ألمان‪ ،‬أ�ما منال �صالح الخرو�صية (طالبة‪-‬‬
‫علوم كمبيوتر) �أن التعاون �ضعيف بين الطالبات فالبع�ض لا‬ ‫المعهد المهني) فتقول‪ « :‬أ�ف�ضل ال�سكن الجامعي لعدة‬
‫يبالي ولا يكترث به‪ ،‬وتوافقها مياء المعمرية الر أ�ي بالقول‬ ‫�أ�سباب قد يكون منها الإ�شراف الجيد‪ ،‬وا ألمان الذي نحتاجه‬
‫�إن التعاون �ضعيف وقد يكون معدوما ح�سب تجربتها خا�صة‬ ‫أ�كثر من �أي �شيء‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى النظام والالتزام اللذين‬
‫في التنظيف‪ ،‬وتقول هدى الحو�سنية �إنه لابد �أن يكون هناك‬ ‫يتوفران ب�شكل أ�كبر في ال�سكنات الجامعية بعك�س ال�سكنات‬
‫تعاون م�شترك بيننا ما دمنا نتقا�سم نف�س المكان‪ ،‬والحمدلله‬ ‫الخا�صة التي قلما نجد فيها الأمان وا إل�شراف على الطالبات‬
‫لم �أواجه �أية �صعوبة في ذلك‪� ،‬أما بالن�سبة للنظافة فقد كنا‬ ‫أ�و الموظفات اللواتي يع�شن في تلك ال�سكنات»‪ .‬أ�ما فاطمة‬
‫نت�شارك ا ألعمال فيما بيننا بما �أننا تحت �سق ٍف واحد‪ ،‬وترى‬ ‫البلو�شية (�إعلام رقمي) فترى �أن ال�سكن الخا�ص �أف�ضل‬
‫وفاء عبدالله البلو�شية (طالبة) أ�ن عمل جدول للنظافة بين‬ ‫من ال�سكن الجامعي‪ ،‬إ�ذ تجد فيه كل ما يتوفر في ال�سكنات‬
‫الزميلات ي�ساعد على تقوية �أوا�صر التعاون وتقليل الم�شاكل‪.‬‬ ‫الجامعية من التزام‪ ،‬و�إ�شراف‪ ،‬وخ�صو�صية‪ ،‬و�أمان‪ .‬وعبرت‬
‫وت�ضيف منال الخرو�صية أ�ن ن�سبة �ضئيلة جدا التي تحققها‬ ‫ب�شرى عبدالله البلو�شية (هند�سة علوم كمبيوتر) عن ر�أيها‬
‫ال�ساكنات في تحقيق التعاون بينهن خ�صو�صا في م�س�ألة‬ ‫فقالت «لكل �شيء ميزته فقد يكون كلا ال�سكنين �أف�ضل من‬
‫النظافة ولكن تبقى القاعدة الرا�سخة ب�أن النظافة ُخلق لابد‬ ‫الآخر في بع�ض الحالات‪ ،‬ف�أنا خ�ضت التجربتين ووجدت في‬

‫�أن يت�صف به الجميع بعيدا عن مو�ضوع التعاون‪.‬‬ ‫كل نوع �سلبياته و إ�يجابياته»‬
‫وعن �س�ؤالنا لهن عن أ��سعار ال�سكنات وكيف تق َيمها ال�ساكنات‬
‫من طالبات وموظفات‪ ،‬فقد كانت �أغلب ا آلراء �أن الأ�سعار‬
‫مرتفعة جدا‪ ،‬تقول منال الخرو�صية «بالن�سبة لي كطالبة ف�إن‬
‫أ��سعار ال�سكنات م�ستمرة في الارتفاع أ�كثر من طاقتنا وطاقات‬
‫أ�فراد العائلة وخا�صة لذوي الدخل المحدود ‪،‬وا ألهم من ذلك‬
‫لا يوجد أ�ي علاوة لتعيننا على دفع الإجارات‪ ،‬فهناك بع�ض‬
‫الطالبات اللواتي تتراكم عليهن الإجارات وال�سبب يكمن وراء‬
‫�ضعف المادة ول أل�سف لي�س هناك من مجيب لنا ولمطالبنا»‪.‬‬
‫وتخالفها الر أ�ي ب�شرى البلو�شية فترى �أن ا أل�سعار منا�سبة‬
‫و�أنها متاحة للجميع ب�أ�سعار معقولة وتوافقها مريم البرختية‬
‫الر أ�ي أ�ي�ضا في كون ا أل�سعار بين المعقول والمنا�سب‪� .‬أما‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪17‬‬

‫مما ينعك�س بنتيجة �سلبية من حيث الغياب عن المحا�ضرات‬ ‫أ��س��عد المجرف��ي‪ :‬الكف��اءة والق��درة‬
‫فلا توجد رقابه لكل هذه الم�شاكل‪ .‬وعبرت حوراء البلو�شية‬ ‫والخبرة من �شروط اختيار الم�شرفات‬
‫عن التحديات ور�سمتها متمثلة في عدم توافر الخدمات‬
‫والم�سافة الكبيرة بين موقع الدرا�سة وال�سكن‪ ،‬ووافقتها‬ ‫تتوافر في الم�شرفات وترى دلال الو�شاحية �أن الم�شرفات يجب‬
‫في ذلك ب�شرى البلو�شية فالبعد من الم ؤ��س�سة التعليمية‬ ‫�أن يتمتعن بفن التعامل مع ا آلخرين والقدرة على التوا�صل مع‬
‫ي�شكل تحديا كبيرا من بين مجموعة التحديات‪ ،‬أ�ما بثينة‬
‫البلو�شية فذكرت التحديات على �أنها تتمثل في �شكل‬ ‫الآخرين ب�شكل لطيف ووا ٍع‪.‬‬
‫ال�سكن‪ ،‬و أ�خلاق البنات‪ ،‬وا إل�شراف‪ ،‬وكذلك �سعر الإيجار‪.‬‬ ‫وتتمنى ه ؤ�لاء ال�ساكنات في تلك الم�ساحة التي قد تكون‬
‫�ضيقة عليهن بقدر لا ي�ستطعن تحمله أ�ن يكون للجامعات‬
‫معاناة‬ ‫والكليات دور أ�كبر في الإ�شراف على هذه ال�سكنات من كل‬
‫كثيرة هي �أ�شكال المعاناة التي تواجهها ال�ساكنات في تلك‬ ‫الجوانب لتحقيق م�ستوى عا ٍل من المميزات لت�شعر تلك‬
‫المباني ال�ضخمة التي لا يعلم بتفا�صيلها �إلا من يقطن فيها‪،‬‬ ‫ال�ساكنات بهدوء المكان وروعته وجماليته كما لو كان بيت ًا‬
‫فمن �أ�شكال تلك المعاناة قلة أ�و انعدام م�ساهمة ال�ساكنات‬
‫في �إبداء �آرائهن في تلك القرارات ال�صارمة التي قد يكون‬ ‫بنته كل واحدة منهن على قدر كبير من الحب‪.‬‬
‫لا حاجة لها‪ ،‬تقول دلال الو�شاحية‪ :‬إ�ن �أبرز ما تعانيه هو‬ ‫التحديات‬
‫عدم توفير خدمة الانترنت للقيام بالم�شاريع المطلوبة‬
‫من الكلية �أو الجامعة وكذلك عدم توفير و�سائل للترفيه‪،‬‬ ‫تقف التحديات با ًبا مو�ص ًدا �إن لم نحاول أ�ن نتجاوزها‬
‫وقالت هدى الحو�سنية «�أعتقد �أن الغربة ت أ�تي في المرتبة‬ ‫و�أن نجد لها ولو بع�ض الحلول‪ ،‬في الحديث عن التحديات‬
‫ا ألولى‪� ،‬شعور الطالب ب�أنه بعيد عن أ�هله وبيته قد يخلق‬ ‫التي تواجهها الطالبات والموظفات في اختيارهن لل�سكن‬
‫�شي ًئا مزع ًجا لديه‪ ،‬أ�ما أ�وجه المعاناة ا ألخرى فقد تكون‬ ‫المنا�سب تقول‪ :‬وفاء البلو�شية أ�نه من أ�هم التحديات هو‬
‫كاختلاف الأطعمة ونوعية ا ألكل‪ ،‬وعدم وجود مكان منا�سب‬ ‫عدم وجود خيارات متنوعة وغلاء أ��سعار تلك ال�سكنات‬
‫وهادئ للمذاكرة‪ ،‬و�صعوبة في الت أ�قلم على �أجواء ال�سكنات‬ ‫مقارنة بجودتها وتوافقها الر�أي فاطمة البلو�شية ومياء‬
‫أ�و حتى الت�أقلم مع بع�ض الأ�شخا�ص وتعتبر الا�ستماع إ�لى‬ ‫المعمرية (�إعلام رقمي) في �أن ارتفاع الأ�سعار يحد من‬
‫�صوت الطالبات في «بع�ض» قرارات ال�سكنات قد ُيح�ّسن‬ ‫اختيار ال�سكن المنا�سب‪ ،‬أ�ما دلال الو�شاحية فترى �أن أ�برز‬
‫من ا ألو�ضاع فالطالبات أ�ع َلم باحتياجات ال�سكن وما يجب‬ ‫تح ٍّد هو عدم توفر و�سائل نقل في الفترات الم�سائية‪،‬‬
‫توفيره‪� .‬أما بثينة البلو�شية فتقول‪ :‬إ�ن أ�برز المعاناة هي‬ ‫وعبرت هدى الحو�سنية قائلة‪« :‬الانتقال �إلى �سكن جديد‬
‫ال�صيانة المطلوبة لل�سكنات والنقل الذي يجب توفيره‪،‬‬ ‫قد يخلق الكثير من الأ�سئلة التي �ستدور في ذهن الطالبة‬
‫وح�سب تجربتها ترى أ�ن الطالبات ت�سهم ب�شكل كبير في‬ ‫عن طبيعة ال�سكن ‪ ،‬وهل �سيكون مري ًحا أ�م لا ‪ ،‬وهل خدماته‬
‫اتخاذ القرارات في �سكنها‪ .‬وعبرت وفاء البلو�شية �أن أ�برز‬ ‫جيدة �أم �سيئة ‪ ،‬وطبيعة الأ�شخا�ص الذين �س�أتعامل معهم‬
‫و أ�هم معاناة هي الابتعاد عن الأهل لمدة أ��سبوع و قد تزيد‬ ‫‪ ،‬كل هذه الأ�سئلة ُت�ش ّكل تحديات تقف أ�مام اختيار �سكن‬
‫في بع�ض الفترات في �أيام الاختبارات وترى �أنه نادرا ما‬ ‫منا�سب ‪ ،‬ومن ا ألف�ضل ال�س ؤ�ال عن كل ما يتعلق بال�سكن‬
‫قبل اختياره»‪ .‬وقالت منال الخرو�صية‪« :‬واجهنا الكثير من‬
‫يكون هناك �آذان ت�سمع لآراء الطالبات‪.‬‬ ‫التحديات منها ارتفاع ا أل�سعار‪ ،‬وعدم ان�ضباط ال�سائقين‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪16‬‬

‫�ضرورة عمل ال�صيانة الدورية لل�سكنات‬ ‫إ�لى �ضرورة وجود ت�صاريح للخروج من ال�سكنات و�أن لا‬
‫و�إ�شراف الجهات الم�س�ؤولة عليها‬ ‫يترك الخروج ب�شكل ع�شوائي‪ ،‬وتع َبر حوراء البلو�شية « إ�ن‬
‫ب�شكل جدي ومبا�شر‬ ‫الإجراءات بها نوع من الت�شدد لكن من وجهة نظري ف إ�ن هذا‬
‫النوع من ا إلجراءات ال�صارمة هو المطلوب فعليا»‪ .‬أ�ما مريم‬
‫تكون هذه الم�شرفة ذات أ��سلوب ح�سن يك�سبها حب واحترام‬ ‫البرختية فترى �أنه لابد من تحديد وقت منا�سب للخروج‬
‫من ي�سكن معها ليحقق كلا الطرفين التعاون والمعي�شة الهادئة‬ ‫والعودة من و�إلى ال�سكن لتقييد الجميع بنظام محدد‪ .‬وعبرت‬
‫في محيط أ��سري متكامل‪ ،‬وتتفق منال الخرو�صية معها في‬ ‫وفاء البلو�شية ب�أن هذه ا إلجراءات جيدة وفي م�صلحة الجميع‬
‫�ضرورة وجود الاحترام والأ�سلوب المتبادل بين الطرفين‪.‬‬ ‫من طالبات وموظفات وم�شرفة و�صاحب �سكن ‪ ،‬وقالت هدى‬
‫�أما وفاء البلو�شية فترى �أن الم�شرفة لابد �أن تكون قادرة على‬ ‫الحو�سنية «لابد من وجود هذه الإجراءات لتجنب حدوث أ�ية‬
‫التفاهم مع الطالبات والاهتمام بم�شاكلهن المتعلقة ب�أمور‬ ‫م�شاكل‪ ،‬ويحق لإدارة ال�سكن �َسن قوانين الدخول والخروج‪،‬‬
‫ال�سكن واي�صال أ�ي �شكاوى أ�و اقتراحات من قبل الطالبات‬
‫للجهات المعنية �أو ل�صاحب ال�سكن‪ .‬وعبرت هدى الحو�سنية‬ ‫ويجب على الجميع الالتزام بها‪.‬‬
‫قائلة « إ�ن ح�سن الت�صرف والتعامل مع المواقف‪ ،‬والحزم‬ ‫مريمالبرختيةفيحديثهاعنالم�شرفاتقالت‪ :‬منال�ضروري‬
‫وال�شخ�صية القوية‪ ،‬و�سلا�سة التعامل مع الطالبات‪ ،‬و�سرعة‬ ‫أ�نتكونالم�شرفةمتواجدةب�شكلدائمفيال�سكنلأنهول أل�سف‬
‫معالجة �أي خلل قد يحدث من أ�برز المقومات التي لابد �أن‬ ‫بع�ض �أ�صحاب ال�سكنات يعينون الم�شرفة وهي طالبة حالها‬
‫كحال زميلاتها فلا تكون موجودة طوال الوقت فهي مرتبطة‬
‫بدرا�ستها أ�ي�ضا ولا يمكن �أن تدير ا ألمور ب�شكل جيد ولابد �أن‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪19‬‬

‫مع ال�شروط العامة لل�سكنات والتي يحفظ بها ا ألمن وال�سمعة‬ ‫محمود الرواحي‪:‬‬
‫الطيبة للمكان الذي ي�سكن فيه‪ ،‬مثال ذلك عندما تتخلى‬ ‫نحن أ��صحاب م�س�ؤولية‬
‫الجهات المعنية عن م�س�ؤوليتها في البحث مع الطالبات‬
‫و أ�ولياء ا ألمور عن ال�سكنات وتعطيهم الحرية في البحث‬ ‫و�أ�ضاف �أ�سعد أ�ن الطريقة التي يتبعها في الترويج عن‬
‫هنا الطالبات يجبرن �أ�صحاب ال�سكنات بطريقة �أو ب أ�خرى‬ ‫�سكنه هي الإعلانات التي يقوم بتوزيعها في المناطق العامة‬
‫ويخ�ضعنهم لقانون الحرية والتعاون في م�س أ�لة الت�صاريح‬ ‫أ�و عبر مواقع التوا�صل الاجتماعي‪ ،‬وكذلك من أ�هم طرق‬
‫للدخول والخروج من ال�سكن ف إ�ما أ�ن يخ�ضع �أو يخ�سر عد ًدا‬ ‫ترويجه هي الخدمات التي يقدمها لل�ساكنين التي يعتبرها‬
‫من الطالبات وقد يخ�سر الم�شروع ب�شكل عام ألن الرغبة‬ ‫تروي ًجا أ��سا�سيا بحد ذاتها‪ .‬ويرى �أنه لابد من عمل مقابلات‬
‫غير منفذة كما تتمناها الطالبات والحرية مقيدة‪� ،‬أما لو‬ ‫للم�شرفات التي �سيعتمد عليهن في خدمة ال�ساكنات والتي‬
‫كانت ال�سكنات تحت �إ�شراف الجهات و�ضمن �شروط معتمدة‬ ‫لابد �أن يعتمد اختيارهن على الكفاءة والقدرة والخبرة‪ .‬وعبر‬
‫ف�سيلتزم الجميع بها و�سوف يمنع التنقل الدائم في �أوقات‬ ‫المجرفي ب أ�نه ينظر ويهتم ب�شدة �إلى الراحة النف�سية التي‬
‫مت أ�خرة و�ستنتهي معاناة التهرب من الدفع من قبل الطالبات‪.‬‬ ‫ت�سعى إ�ليها ال�ساكنات فيقول‪« :‬عدد الطالبات في الغرفة‬
‫و�أ�ضاف في حديثه ب أ��سف بالغ و�شديد فقال‪�« :‬إن التخلي عن‬ ‫يعتمد على م�ساحة الغرفة ويعتمد �أي�ضا على رغبة الطالبات‬
‫الم�س�ؤولية كان له ا ألثر ال�سلبي الكبير الذي �أدى إ�لى تدني‬
‫الم�ستويات والمعدلات وقلة الاهتمام بالدرا�سة نف�سها خا�صة‬ ‫في بع�ض ا ألحيان»‪.‬‬
‫�إذا كانت الدرا�سة مدفوعة التكاليف ومجانية وتح�صل فيه‬ ‫أ�ما عن عملية تجهيز المكان للمعي�شة المنا�سبة فقد عبر‬
‫الطالبات على رواتب‪ ،‬نحن لا نقف أ�مام هذه العطايا ولكن‬ ‫�أ�سعد المجرفي بالقول‪�« :‬أعمل دائما على تجهيز المكان‬
‫نطلب ونتمنى النظر فيها ب�صورة �أو�سع وب�صورة رقابية لا‬ ‫وتهيئته ليكون في مقدور ال�ساكنات العي�ش فيه براحة تامة‬
‫تجعلنا نع�ض أ��صابعنا ند ًما في قادم الأيام وال�سنوات‪ .‬ويرى‬ ‫�سع ًيا من إ�لى تحقيق الهدف الأ�سا�سي وهو ك�سب الطالبات‬
‫�أن الطالبات ت أ�تي من بيوت لا تعلم بطبيعة ا ألنا�س الذين‬ ‫وتحقيق الراحة لهن‪ ،‬ف أ�عمل على �صيانة المكان والملاحق‬
‫�ستعا�شرهم ولا بطبيعة البيئة التي تختلف كل الاختلاف عن‬ ‫ودورات المياة حتى تكون ملائمة ب�شكل كبير‪ ،‬ويرى أ�ن‬
‫بيئتهن‪ ،‬فهي قادمة في �سن الثامنة ع�شرة أ�و ال�سابعة ع�شرة‬ ‫الواجهة الوحيدة التي يلج أ� إ�ليها في حال حدوث الاختلافات‬
‫فقد تقع في �شباك المحتالين والمف�سدين وغياب الوعي‬ ‫بينه وبين الطالبات أ�و الموظفات هي �أولياء ا ألمور إ�ن نفدت‬

‫لديها ولدى الأهل هو الم�صيبة الأكبر»‪.‬‬ ‫كل الطرق في التفاهم‪.‬‬
‫وعبر محمود الرواحي قائلا‪�« :‬أنا �صاحب �سكن ولي من‬
‫التجارب الكثير‪� ،‬أرى ا ألخطاء الفادحة التي �سببها �صناع‬ ‫وجهة نظر‬
‫القرارات ولو انتبهوا للق�ضية لوجدوا أ�نهم من �ضمن آ�لاف‬ ‫محمود بن �سعيد بن �سليمان الرواحي (�صاحب �سكن) يروي‬
‫ال�ضحايا‪ ،‬فال�سكن ي�شمل بناتهم وبنات عوائلهم‪ ،‬نحن‬ ‫لنا ر�ؤيته من جهة أ�خرى ويعبر عن الق�ضية ب�صورة �صريحة‬
‫أ��صحاب م�س�ؤولية و�سلطة �أيا كان حجمها‪ ،‬فالجميع م�ساءل‬ ‫و�شفافة فيقول‪�« :‬إنه لابد من أ�ن تحظى ال�سكنات على �إ�شراف‬
‫ومحا�سب عن وظيفته وعن رعيته‪ ،‬وكم تمنيت أ�ن تناق�ش‬ ‫من الكليات والجامعات والجهات المعنية حتى و إ�ن كانت ملكا‬
‫هذه الق�ضية ب�شكل جاد‪ ،‬ف�أخواتنا وبناتنا أ�مانة يجب أ�ن لا‬ ‫ل�شخ�ص معين‪ ،‬فعدم تعاونهم معنا وعدم �إ�شرافهم المبا�شر‬
‫وتمل�صهم الكامل من الم�س ؤ�ولية يجعل الطالبات في بحث‬
‫ن�ستهين بها‪.‬‬ ‫دائم عن ال�سكنات التي تخ�ضع ل�شروطهن التي لا تتنا�سب‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪18‬‬

‫وتحلم هدى الحو�سنية ب�أجواء ‪-‬و إ�ن لم تكن أ��سرية �شبيهة‬ ‫وتعد النظافة وتوفير الموا�صلات من أ�برز �أوجه المعاناة‬
‫على ا ألقل با ألجواء العائلية‪ ،‬وب أ��شخا�ص قادرين على الت�أقلم‬ ‫لدى ب�شرى البلو�شية ولابد للطالبات أ�ن يكون لهن دور في‬
‫معهم‪ ،‬ومكان مريح ت�ستطيع الطالبة ممار�سة ن�شاطاتها فيه‪.‬‬ ‫ال�سكن من خلال اقتراح قرارات تخ�ص ال�سكن وتكون في‬
‫وعبرت منال الخرو�صية «حلمي هو حلم كل طالبة تقطع‬ ‫م�صلحة الجميع‪ ،‬وترى حوراء البلو�شية أ�ن المعاناة تكمن في‬
‫م�سافة �ساعات للو�صول لل�سكن‪ ،‬ب�أن نجد ما نحتاجه من‬ ‫رفيقة الغرفة أ�و الزميلة التي �ستعي�ش معها‪ ،‬وكذلك ترى �أن‬
‫خدمات و أ�ن نجد ترحيبا لمتطلباتنا بحيث لا ن�شعر بالعجز‬ ‫الطالبات لا ي�سهمن إ�لا بن�سبة ب�سيطة في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫�أمام أ�نف�سنا ف أ�حيانا نحتاج للنقل للم�ست�شفى ألمر طارئ‬ ‫وقالت فاطمة البلو�شية‪� :‬إن ا ألكل ونوعية الطعام وم�س�ألة‬
‫في �ساعات مت�أخرة من الليل فلا نجد �سواء كلمة «بندول»‬ ‫الطبخ‪ ،‬والاحترام‪ ،‬والتعاون بين الطالبات أ�و الموظفات هو‬
‫من الم�شرف أ�و من أ��صحاب النقل‪ ،‬ونتمنى أ�ن تكون هناك‬ ‫المعاناة ا أل�سا�سية التي نواجهها في تلك المعي�شة‪ .‬ومن وجهة‬
‫مناوبة لأ�صحاب النقل و�أن نحظى بالاحترام من الم�شرفات‪،‬‬ ‫نظر مريم البرختية ف إ�ن المعاناة هي في ا إل�شراف عندما لا‬
‫تكون الم�شرفة على قدر كبير لتحمل تلك الم�س ؤ�ولية الموكلة‬
‫فنحن في غربة وعالم �سعينا فيه من �أجل طموحاتنا»‪.‬‬ ‫لها‪ ،‬وعبرت منال الخرو�صية بالقول‪�« :‬أنا أ�عي�ش في �سكن لا‬
‫يتوفر به خدمة الواي فاي ولا توجد به �صيانة وتعاني الكثير‬
‫�شروط وتجهيزات‬ ‫من الطالبات فيه وت�ضطر للتحمل ألنه لا يوجد �سكن يتنا�سب‬
‫أ��سعد بن م�سعود بن �سليمان المجرفي (�صاحب �سكن) يقول‪:‬‬ ‫مع ظروفهن المادية ال�ضعيفة‪ ،‬فال�سكنات مت�شابهة في ارتفاع‬
‫«من ا�شتراطاتي الأ�سا�سية هي النظافة‪ ،‬والهدوء‪ ،‬فلا يمكن‬
‫ل إلن�سان �أن يعي�ش في بيئة ت�سودها الأو�ساخ ويعمها ا إلزعاج‬ ‫ا أل�سعار التي تفوق ا�ستطاعة الم�ست أ�جر»‪.‬‬
‫فالجميع يبحث عن الراحة‪ ،‬وكذالك الالتزام بالدفع ال�شهري‬
‫فللجميع حقوق وواجبات‪ ،‬و�ضرورة الالتزام بقوانين الدخول‬ ‫الحلم‬
‫والخروج من ال�سكن‪ ،‬فلا يمكن ألي ال�ساكنات �أن تتعدى‬ ‫بماذا تحلم الطالبات المقيمات بعيدا عن دفء الأ�سرة وفي‬
‫حدود القوانين ولابد من �أن يكون الجميع متعاو ًنا من �أجل‬ ‫عالم لم يخترنه؟ �س�ؤال طرحناه فكانت ل ألحلام آ�فاق �آخرى‪.‬‬
‫تحلم مريم البرختية ب أ�ن يتم الت�شديد على م�س�ألة الأمان‬
‫�سلامة الجميع وم�صلحته‪.‬‬ ‫على الطالبات �أو ال�ساكنات ب�شكل عام و�أن يكون ا إل�شراف‬
‫�أف�ضل من ما هو عليه‪� ،‬أما وفاء البلو�شية فلخ�صت حلمها في‬
‫رغبتها بوجود أ��شخا�ص متفهمين للم�شاكل في الو�سط الذي‬
‫تعي�ش فيه‪ ،‬وتوفير بيئة جيدة للدرا�سة‪ ،‬و�ضرورة النظافة‬
‫الدورية لل�سكن بالكامل‪ ،‬وتتمنى حوراء البلو�شية أ�ن يتوفر‬
‫وقت واحد تجتمع فيه ال�ساكنات على �صحن واحد من �أجل‬
‫تحقيق الألفة والمحبة وك�سر الحواجز فيما بينهن ولكي ت�شعر‬
‫كل واحدة بالتجمع الذي يفتقدنه وهن يع�شن على م�سافات‬
‫بعيدة من دفء عائلاتهن‪� ،‬أما بثينة البلو�شية فتتمنى أ�ن‬
‫تكون ال�سكنات في مواقع قريبة جدا من أ�ماكن الدرا�سة‪،‬‬
‫ويكفي البعد الذي نعي�شه ونحن بعيدون عن الأهل والعائلة‪.‬‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪21‬‬

‫المر�أةالعربية‬ ‫إ�ن يحين وقت نومهم حتى يظلوا بملاب�سهم الداخلية فقط‪،‬‬
‫لا ت�صلح ل ألمومة في �ألمانيا!!‬ ‫بالطبع لم �أ�سمح بذلك‪ ،‬و�شرحت لهم أ��سبابي‪ ،‬وقد تفهم‬
‫الحا�ضنون ذلك برحابة �صدر‪ ،‬وما �إن يحين وقت النوم حتى‬
‫وفي هذا ال�صدد �أذكر �أنني تعرفت على �صديقتين �إحداهما‬
‫من اليمن والاخرى من �سوريا رف�ض زوجاها �أن يلتحق‬ ‫ي�ساعدوا ابنتي على ارتداء (بيجامة النوم)‪.‬‬
‫الأطفال بالح�ضانة بحجة �أنهم لن يتعلموا العربية‪ ،‬وحقيقة‬ ‫�أ�ضف إ�ل ذلك غياب الح�ضور الديني‪ ،‬مما يقلل ارتباط‬
‫الو�ضع في كلتا الحالتين �أ�صفه بـ «الم أ��ساوي» ولا أ�بالغ في‬ ‫الطفل به‪ ،‬ويثقل الحمل عليك‪ ،‬إ��ضافة إ�لى اختلاف الطرق‬
‫ذلك �إطلاقا فالأطفال منعزلون عن المجتمع الخارجي‪،‬‬ ‫في النظافة ال�شخ�صية‪ ،‬و�أ�شياء أ�خرى وما �أ�صعب الحوار‬
‫وكذلك المر�أتان تعي�شان في �ضغط نف�سي وتوتر دائم ب�سبب‬ ‫مع ابنة الرابعة‪ ،‬والتي ت�أتي كل يوم وهي تحمل في عقلها‬
‫وجود ا ألطفال معهما دائما‪ ،‬وبالتالي كنتيجة طبيعية أ�ن‬ ‫رزمة من ا أل�سئلة‪ ،‬التي �أقف في بع�ض ا ألحيان عاجزة عن‬
‫يتعر�ض الأطفال لل�ضرب في معظم الحالات مما ي ؤ�دي �إلى‬
‫طريقة تف�سيرها‪.‬‬
‫وجود طفل عدواني إ��ضافة �إلى توتر العلاقة داخل البيت‪.‬‬ ‫�ساقني الف�ضول بعد هذا كله للاقتراب من الأمهات العربيات‬
‫من م�سجد إ�لى بيع ال�سجاد‬ ‫في أ�لمانيا‪ ،‬والحديث معهن حول م�شكلات الأمومة في مجتمع‬

‫تبد أ� لمياء من �سوريا حديثها بق�صة «رغم عدد العرب لا‬ ‫غربي كالمجتمع ا أللماني‪ ،‬و�إليكم ماذا قلن‪...‬‬
‫توجد منظمات عربية موحدة مثل المجمع التركي الا�سلامي‪،‬‬ ‫عالقون بين ال�شرق والغرب‬
‫ولذلك م�س ؤ�ولية التربية الدينية تقع بالكامل على عاتقي»‪..‬‬
‫ت�ضيف‪« :‬كان لدى العرب بمنطقتي ما ي�شبه الم�سجد‪ ،‬وهو‬ ‫ترى ر�شا من فل�سطين أ�ن الاندماج هو الم�شكلة ا ألكبر التي‬
‫عبارةعن غرفة �صغيرة مهترئة ولأنهم اختلفوا مع �صاحب‬ ‫تواجه الأم العربية في المجتمع الألماني‪ ،‬وتف�سر ذلك ب أ�ن‬
‫ال�شقه» وهو عربي ‪ -‬حول ‪ ١٠٠‬يورو (تقريبا ‪ 50‬ريال ًا‬ ‫أ�ولادها لي�سوا عربا بالكامل ولي�سوا �ألمانا بالكامل �أي�ضا‬
‫عمان ًيا) أ�غلق الم�سجد وفتح مكانه محلا لبيع ال�سجاد وبهذا‬
‫وبالتالي فهم عالقون بين ال�شرق والغرب‪.‬‬
‫فم�س�ؤولية التربية الدينية تقع على عاتقي بالكامل»‪.‬‬ ‫وت�ؤيدهافيذلكلمياءمن�سوريا إ�ذتقول«لايوجدمجتمععربي‬
‫وتتحدث كوثر علوان من ا ألردن والقاطنة في مدينة هلدن عن‬ ‫يمكن أ�ن تنتمي �إليه ابنتي‪ ،‬وفي الوقت ذاته لا يمكنها الاندماج‬
‫ا ألمر فتقول «لا تزال ابنتي في �سن ال�ساد�سة ولكنني دائما ما‬
‫أ�فكر في أ�مر تربيتها وم�ستقبلها هنا في أ�لمانيا‪ ،‬والدين يمثل‬ ‫في المجتمعالألمانيلأنهمجتمعلا يخلومنالعن�صرية»‪.‬‬
‫وت ؤ�كد كوثر علوان من ا ألردن على أ�ن «نازية ا أللمان» في بع�ض‬
‫لي ا ألهم على الإطلاق»‬ ‫المجتمعات ت�شكل حائلا دون الاندماج في المجتمع الألماني‪،‬‬
‫وت�صف م�شكلتها ب أ�نها «هم م�شترك» يجمع الكثير من‬ ‫وتقول غفران حجازي « كثيرا ما يتعر�ض �أطفالي للعن�صرية‬
‫ا ألمهات الم�سلمات في أ�لمانيا‪ ،‬وت�شير �إلى �أن الم�سجد لا‬
‫يقوم بدوره المنوط به‪ ،‬معللة ذلك بوجود م�سجد مغربي في‬ ‫ب�سبب أ�نني محجبة»‪.‬‬
‫أ�طفال العرب بلا عربية‬
‫مدينتها ولي�س للعربية فيه مكان‪.‬‬ ‫ت�ضع هدى الكاتب (فل�سطينية �سورية) اللغة العربية أ�ولى‬
‫تقول غفران حجازي في هذا الجانب‪ « :‬أ�ولادي في حيرة‬ ‫ال�صعوبات التي تواجهها في التربية وت�صف لغة �أطفالها بـ‬
‫من أ�مرهم هل ي�صدقون والديهم أ�م المجتمع الخارجي‬ ‫«الركيكة» معللة ذلك أ�نه لا يوجد من يتحدث مع �أطفالها‬
‫وهم دائما ي�س أ�لون عن أ��شياء كثيرة‪ :‬هل الان�سان قرد؟‪،‬‬ ‫العربية �سواها‪ .‬وتعلق لمياء من �سوريا بقولها «�إن تعليم‬
‫هل عي�سى عليه ال�سلام له أ�ب �أو لا؟ كيف ندعي الرحمة و‬ ‫العربية يقع على عاتق الأم بالكامل مما يجعل الأمر �صعبا‬
‫المحبة و نحن نقتل الحيوانات تقربا الى الله؟‪ ،‬والكثير من‬ ‫للغاية إ�ن لم يكن م�ستحيلا»‪ ،‬م�شيرة �إلى وجود ح�صة للغة‬
‫العربية في مدر�سة �أطفالها ولكنها وب�سبب عدم اهتمام‬
‫قبيل هذه ا أل�سئلة»‪.‬‬ ‫العرب في مدينتها بتعليم �أطفالهم العربية لا تعدو �أن تكون‬

‫العدد(‪)7‬‬ ‫للت�سلية لا �أكثر‪.‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪20‬‬

‫�أطفال لي�سو عربا‪ ..‬ولا أ�لمان‬

‫التقتهن في أ�لمانيا‪ :‬رجاء ال�صارمي‬

‫�أحدا‪ ..‬أ��صعب ما واجهني هنا قدرة ابنتي على التكيف‪،‬‬ ‫تربية ا ألطفال بحد ذاتها م�س ؤ�ولية لي�س كمثلها �شيء‪ ،‬فا ألمر‬
‫فابنتاي لا تتحدثان ا أللمانية وبالتالي لك �أن تتخيل �صعوبة‬ ‫لا يعني مجرد ا إلنجاب‪ ،‬بل يتعداه إ�لى بناء ان�سان‪ ،‬وبالطبع‬
‫أ�ن ت�ضع طفلك في مكان لا ي�ستطيع �أن يعبر فيه عما يريد‪،‬‬ ‫أ�ن لكل �أم م�شاكل وهمو ًما‪ ،‬لكنني في الحقيقة عندما كنت في‬
‫وكوني لم �أكن �أتحدث الألمانية زاد ا ألمر �سو ًءا‪� ،‬إذ إ�ن الكثير‬ ‫الوطن لم �أ�شعر بثقل الم�س�ؤولية هذه‪ ،‬فالمجتمع الذي �أنتمي‬
‫من الموظفين في �أماكن عدة لا يتحدثون الانجليزية‪ ،‬ولذلك‬ ‫�إليه يتما�شى معي دينا ولغة وتقاليد‪ ،‬والخطوط الفا�صلة بين‬
‫كانت لغة ا إل�شارة هي ال�سبيل الوحيد لي‪ ..‬ولك أ�ن تطلق‬ ‫الحياء و�ضده معلومة‪� ،‬إ�ضافة إ�لى وجود الأهل والأ�صدقاء‬
‫مما يجعل الم�س�ؤولية متوزعة بين جميع ا ألطراف نوعا ما‪،‬‬
‫العنان لخيالك في الا�شارات التي كنت أ��ستخدمها‪.‬‬ ‫أ�و على الأقل �إن فكرت في أ�خذ ا�ستراحة من �أمومتي فا ألمر‬
‫اختلاف معايير الحياء في المجتمع الألماني كفيلة ب أ�ن‬
‫تخد�شكمنالعمق‪،‬و أ�ناالقادمةمنالبلادالتيلايجتمعفيها‬ ‫غاية في ال�سهولة‪.‬‬
‫الرجال والن�ساء حتى في أ�ماكن ال�صلاة‪ ..‬كانت �صدمة ابنتي‬ ‫هنا في �ألمانيا وجدتني وحيدة من كل ذلك‪ ،‬وكان يجب علي‬
‫الكبرى كبيرة جدا عندما �شاهدت الأطفال في الح�ضانة ما‬ ‫التكيف على الو�ضع الجديد ب�سرعة فائقة‪ ،‬فالزمن لا ينتظر‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪23‬‬ ‫الوثائق ال�سرية‬
‫و أ�بله ان�شراح‬
‫ماهر الزدجالي‬

‫وهذا در�س لنا جميعا ونحن في العادة نتعلم من �أخطائنا‬ ‫�إلى عزيزي المواطن العربي ال�شريف وغير ال�شريف والن�صف‬
‫الكثيرة التي لا تنتهي‪ ،‬ولذلك نحتاج �أن نتعلم أ�ن لا نترك �أي‬ ‫�شريف �أي�ضا والم�شغولين من يومين بوثائق �سرية تن�شر‬
‫ورق خلفنا ونحتفظ دائما بالم�ستندات عندنا في خزانات‬ ‫هنا‪ ‬وهناك‪ ،‬اعلموا‪- ‬رحمكم‪ ‬الله‪ -‬إ�ن المو�ضوع لا يخلوا من‬

‫مغلقة ب إ�حكام‪ .‬‬ ‫حملة �صهيونية �أمريكية �إمبريالية �ضد العرب‪ ‬والعروبة‪.‬‬
‫و أ�ما �إذا كان ق�صدهم ك�شف للف�ساد ‪-‬الغير موجود أ��صلا‪-‬‬ ‫ويقول المثل‪« ‬اتقي �شر من أ�ح�سنت �إليه» فبع�ض الم�س ؤ�ولين‬
‫وف�ضح للممار�سات الغير قانونية ‪ ،‬وتطبيق ال�شفافية فهذا‬ ‫العرب‪ - ‬أ�بقاهم‪ ‬الله‪ -‬ومن باب حب الخير للجميع‬
‫حق أ�ريد به باطل �أو �أ�صلا هو باطلا من أ��سا�سه لأن مفهوم‬ ‫يقومون با�ستثمار أ�موالهم‪( ‬القليلة �أ�صلا)‪ ‬في بع�ض‬
‫ال�شفافية مطبق لدينا بحذافيره ويكفي أ�ن تذهب �إلى أ�ي‬ ‫البنوك والم�شاريع في الدول‪ ‬الغربية‪ ،‬وفي المقابل هناك‬
‫(كباريه) �أو عر�س و�ستجد ال�شفافية على �أ�صولها‪ ،‬وكذلك‬ ‫من يوجه لهم �أ�صابع الاتهام بالتهرب من ال�ضرائب‬
‫لدينا أ��شخا�ص يتغنون بال�شفافية في الهواء الطلق ‪ .‬وبالن�سبة‬ ‫وغ�سيل‪ ‬الاموال‪ ،‬وفي الحقيقة نحن لا نحتاج إ�لى أ�ن نغ�سل‬
‫لمفهوم الف�ساد ف�إننا نعالجه ب�سيا�سة مختلفة وطريقة مبتكرة‬ ‫�أموالنا في‪ ‬الخارج‪ ،‬فيكفي أ�ن نذهب إ�لى أ�ي مجمع تجاري‬
‫وذلك من خلال ترك المترفين والم�س�ؤولين ينعمون ب�أموالهم‬ ‫ون�شتري غ�سالة أ�توماتيكية‪ ( ‬تو�شيبا‪ ) ‬كنوع من الدعاية‬
‫ويغ�سلوها ليلا ونهارا ‪ ، ‬وبعد ذلك ي أ�تي دور الفقراء والمغلوب‬
‫على أ�مرهم بالدعاء عليهم ( في �سرهم طبعا ) ولي�س على‬ ‫والترويج ونغ�سل أ�موالنا‪ ‬بال�صابون فيها �إلى‪ ‬ال�صبح‪.‬‬
‫وهذا ب�صراحة‪ ‬افتراء‪ ‬وا�ضح فالم�س�ؤول العربي الم�سكين‬
‫الم أل ثم الباقي على ربنا‪.‬‬ ‫عندما يزورهم ف إ�ن ل�سان حاله يقول (�سواح و�أنا ما�شي‬
‫وفي الحقيقة ن�صيحة �أوجهها لكل من يحاول �أن يفتح‬ ‫ليالي �سواح ولا داري بحالي �سواح وال‪� ‬أنا عارف �أرتاح و�أنا‬
‫ملفات من هذا النوع «من �ستر على م�سلم �ستر الله عليه‬
‫يوم القيامة» لذلك ال�ستر مطلوب‪ ‬وواجب ولي�س كل ما نجده‬ ‫تايه �سواح)‪!!..‬‬
‫في طريقنا نقوم‪ ‬بن�شره‪ ،‬و أ�ما إ�ذا كان غير م�سلم فال�ستر‬ ‫ول أل�سف هناك بع�ض القنوات وال�صحف المرتزقة من هللوا‬
‫م�ستحب‪ – ‬ح�سب الظروف يعني ‪ ،  -‬و إ�ذا كل �شخ�ص قام‬ ‫وفرحوابمثلهذها ألخباروذلكمنمبد�أ‪« ‬زغرطي‪ ‬يا‪ ‬ان�شراح‬
‫وفتح درج مكتبه ون�شر ما فيه ف�إن ذلك بالطبع �سيفتح‬
‫ملفات لا تنتهي‪ ،‬ومن باب التحدي‪ ‬و ألثبت لكم ذلك قمت‬ ‫اللي‪ ‬جاي �أو�سخ من اللي راح»‪ ‬‬
‫بفتح درج مكتبي‪ ‬لأرى ما به من وثائق يمكن �أن تودي النا�س‬ ‫وبعيدا عن‪  ‬زغاريط‪ ‬ان�شراح وحتى ندح�ض هذه الأخبار‬
‫في‪ ‬داهية‪ ،‬ولكنني لم �أجد �سوى ورقة موعد للم�ست�شفى‪،‬‬ ‫دعونا نحلل المو�ضوع من البداية ونتوقف أ�مام الرقم‬
‫وفاتورة الق�سط الذي حان موعد‪� ‬سداده و�صورة للمطربة‬ ‫الذي أ�علنته ال�صحف والمواقع الغربية وهو‪� ‬أحد‪ ‬ع�شر‬
‫مليون‪ ‬وثيقة‪ ‬وملف‪ ،‬فهذاالكم‪ ‬الهائلمنالأوراقوالم�ستندات‬
‫الم�شهورة قبل عملية‪ ‬التجميل‪!! .‬‬ ‫يحتاج إ�لى جي�ش مجند لقراءاتها‪ ‬وتحليلها‪ ،‬ثم‪ ‬الجميع‬
‫م�شغول حاليا بالوات�ساب والتويتر‪ ‬ومباريات بر�شلونة وريال‬
‫العدد(‪)7‬‬
‫مدريد‪ ‬ولا يوجد عنده‪( ‬حيل)‪ ‬للقراءة‪!! .‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪22‬‬

‫الطرف عن الكثير من الأ�شياء التي لا �أقبلها من منطلق‬ ‫�أبناء الم�سلمين هل ي�صدقون‬
‫عروبتي وديني ولكنني وجدت نف�سي في المجتمع الألماني‬ ‫�آباءهم �أم المجتمع الخارجي؟‬
‫مجبرة لتقبلها»‪ ..‬وت�ضرب لنا في ذلك مثلا فتقول‪« :‬المبيت‬
‫خارج المنزل فمثلا وجدت نف�سي م�ضطرة لل�سماح لابنتي‬ ‫كيفيواجه أ�طفالهن«قلةالحياء»‬
‫بالمبيت خارج المنزل لمدة أ��سبوع و ذلك خلال رحلة‬ ‫و«م�شكلةا إلندماج»؟‬
‫مدر�سية إ�جبارية‪ ،‬ح�صة ال�سباحة المختلطة‪ ،‬ر�ؤية الم�شاهد‬
‫فقدان ا ألقارب‬
‫المخلة با ألداب في ال�شوارع»‪.‬‬ ‫الكثير من الأمهات يتحدثن ب أ�لم عن هذا ا ألمر‪ ،‬تقول هدى‬
‫وت�ضيف «مجتمعاتنا متميزة بوجود الحياء أ�ما هنا فقلة‬ ‫الكاتب «كان موقفا م ؤ�ثرا عندما تعرف أ�بنائي على عمتهم‬
‫الحياء �أمر عادي فمثلا ابني في ال�صف ال�سابع زميلاته‬ ‫ألول مرة عندما زارت أ�لمانيا عرو�سا» وتكمل‪« :‬لا �أملك ردا‬
‫البنات يتحدثن أ�مام الجميع « أ�نا عندي الدورة «�أنا �أزلت‬ ‫ملائما عندما ي�س�أل ابنائي لماذا نحن مختلفون عن الآخرين‪،‬‬
‫�شعري» « أ�نا نمت مع فلان»‪ ،‬وكذا الأمر بالن�سبة لل�شباب‬
‫يتحدثون أ�مام البنات عن أ��شياء تخلو من الحياء‪ ،‬و أ�نا أ�عتبر‬ ‫لماذا لي�س لدينا أ�قارب؟ �أين ابناء العم و أ�بناء العمة؟!»‪.‬‬
‫وت ؤ�كد حنان من اليمن ا ألمر ذاته وتقول‪« :‬ل�ست �أما ولكنني‬
‫هذا أ�مرا لا ينا�سب التربية ال�سليم»‪.‬‬ ‫�أدرك �أن فقدان الأقارب والعلاقات الاجتماعية من �ش�أنه أ�ن‬
‫ي ؤ�ثر �سلبا على الطفل في مجتمع كالمجتمع ا أللماني فالجميع‬
‫عربية و أ�م في كل البلاد‬
‫كبارا و�صغارا يمثل لهم هذا ا ألمر م�شكلة»‪.‬‬
‫تقول �أميرة غزالي ( أ�م لابنتين ا ألولى يبلغ عمرها ‪15‬‬ ‫وت�شير نهرين من العراق �أن العزلة من ا ألقارب من �ش�أنه أ�ن‬
‫والثانية ‪� 9‬سنوات) بلهجتها وهي ذات ا أل�صل الفل�سطيني‬ ‫يجعل م�س�ؤولية التربية ملقاة على عاتق ا ألم‪ ،‬في حين �أنه في‬
‫الأردني عند �س ؤ�الي لها ما هي طريقتك في التربية‪« :‬والله‬ ‫الوطن أ�قارب الزوج والزوجة يتحملون جز ًءا من الم�س�ؤولية‪،‬‬
‫يختي ربيتهم كيف اتربينا ببيت ابوي الله يرحمه وعلمتهم‬
‫�شو الحلال و�شو الحرام وحنيت عليهم ودلعتهم ب�س مارخيت‬ ‫مما يخفف الكثير من الم�س ؤ�وليات عن ا ألم‪.‬‬
‫الحبل عالاخر �ضليتني م�سيطرة عالو�ضع الحمد لله رب‬ ‫وتحدثني يا�سمين من �سوريا‪ ،‬وهي �أم لطفلتين عن معاناتها‬
‫العالمين‪. .‬بنتي الكبيرة محجبه من تلات �سنين تقريبا والله‬ ‫مع ابنتها الكبيرة (‪� 5‬سنوات) التي ظلت تبكي أليام رغبة‬
‫هي الي حبت الحجاب وطلبته وبي�صوموا وبي�صلوا وبوخدهم‬ ‫منها في �أن ت�صطحبها جدتها من الح�ضانة كغيرها من‬
‫ب�أي منا�سبة عالجامع وعلاقتهم منيحة مع المحيط اللي‬ ‫الأطفال‪ ،‬وتقول «تخفيفا من حزنها �صاحبت عجوزا أ�لمانية‬
‫حواليهم بيميزول �شو بنا�سبنا و�شو لا‪ . .‬بف�ضل ربنا وتي�سيير‬ ‫و�شرحت لها المو�ضوع فتقبلت ا ألمر برحابة �صدر‪ ،‬ومن‬
‫يومها ونحن نعتبرها بمثابة الجدة للعائلة‪ ،‬ت�صطحب ابنتي‬
‫من عنده والحمد لله رب العالمين»‪.‬‬
‫عزيزة من ا ألردن تقول‪�« :‬أي�ضا لم �أواجه �أية م�شاكل تذكر‬ ‫إ�لى الح�ضانة أ�حيانا ونتبادل الزيارات با�ستمرار»‪.‬‬
‫مع �أولادي‪ ،‬فبالن�سبة للدين �أجيب عن جميع �أ�سئلتهم و أ��شرح‬ ‫غ�ض الطرف عن الكثير‬
‫لهم ديننا‪ ،‬وبالن�سبة للغة فقد و�ضعت قانونا في البيت �إذ‬
‫لا أ��سمح ألي �أحد أ�ن يتحدث غير العربية في البيت‪ ،‬وقد‬ ‫تطرح غفران حجازي حلا فتقول‪« :‬ا�ضطررت �أن أ�غ�ض‬
‫علمتهم بنف�سي الكتابة العربية‪ ،‬والآن �أ�صبح أ�بنائي يتحدثون‬

‫ثلاث لغات تحدثا وكتابة»‪.‬‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪25‬‬

‫لماذا تركت الجريدة وحيدة ؟‬

‫بقلم ‪ :‬حمود بن �سالم ال�سيابي‬ ‫من دار�سيت ببحرها وملحها ورائحتها وتطلعاتها الزرقاء‪,‬‬
‫جاء �إلى جريدة عمان وهي تخرج لتوها من مرحلة جمع‬
‫ا ألفلاج وخ�ضرة العنكزيز‪.‬‬
‫وجاء أ�حمد الح�سني من نف�س ال�سبلات الم�شع�شعة بالملح‬ ‫الحروف بقوالب الر�صا�ص إ�لى بدايات الحوا�سيب‪.‬‬
‫وحكايات ال�صراع مع �سمكات القر�ش‪ ,‬و�شقاوات الجيذر‬ ‫وجاء كما جئنا‪ ,‬دون أ�ن ت�سبقنا �شهاداتنا الأكاديمية ولا‬
‫المتوح�ش‪ ,‬وفي قلمه زبد ال�شواطئ‪ ,‬و�شفافية قناديل‬ ‫خبراتنا ال�صحفية‪ ,‬فكانت الجريدة المدر�سة والبيت‪,‬‬
‫البحر‪  ,‬وطعم ا أل�سماك النزقة‪ ,‬وزيوت محركات الياماها‬
‫و�أ�سرتها ال�صحفية الأهل وا ألحباب‪.‬‬
‫في قوارب الآباء‪.‬‬ ‫وكنا نتنف�س �أحبار المطابع أ�كثر مما نتنف�س ا ألوك�سجين‪,‬‬
‫وقد و�ضعتنا تق�سيمات العمل في التحرير‪ ,‬وو�ضعت �أحمد‬ ‫ون�سمع �ضجيج الهايدلبرج �أكثر من بكاء أ�طفالنا‪ ,‬وكنا نكبر‬

‫الح�سني في ق�سم الجمع ‪.‬‬ ‫دون �أن ن�شعر‪ ,‬ون�شيخ دون �أن نتب�صر‪.‬‬
‫وكنا نكتب وفق �سنن المحل والخ�صب ألفلاجنا‪ ,‬ووفق ا آلثار‬ ‫جئنا �إلى الجريدة من �سبلات آ�بائنا‪ ,‬وفي �أقلامنا حمدة‬
‫والبادات‪ ,‬لنروي عط�ش ال�صفحات‪ ,‬وكان أ�حمد الح�سني‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪24‬‬

‫رحل بعد ‪ 33‬عاما من �سكنى البيت ال�صحفي‬

‫�أحمد الح�سني‪..‬‬

‫�صحفي ربحته ال�صحافة‬
‫وخ�سر معركته الأخيرة مع ال�سرطان‬

‫ا�سمه من طريقة جمع الحروف المعدنية بع�ضها �إلى بع�ض‬ ‫بعد ‪ 33‬عاما من �سكنى البيت ال�صحفي رحل أ�حمد بن‬
‫يوم �أن كانت الحوا�سيب مجرد حلم بعيد‪ ،‬وعا�ش مرحلة‬ ‫عبدالله الح�سني‪ ،‬خا�سرا معركته ا ألخيرة مع مر�ض‬
‫الثورة التقنية مع التغيرات التي أ��صابت الحا�سوب وهو‬ ‫ال�سرطان لكنه موقن ب�أن هناك القلوب التي ربحها وهو ينقل‬
‫يتطور عاما بعد آ�خر‪ ،‬لكنه راهن على ما هو أ�هم في حياته‬ ‫معاناتها �إلى �صفحات جريدته عمان‪ ،‬حين بدا له م�سمى‬
‫ال�صحفية‪� ..‬أن يكون �صاحب قلم �أ�سوة بع�شرات المحررين‬ ‫«رئي�س ق�سم» لي�س �سوى فا�صلة �صغيرة لا ح�سبان لها مقابل‬
‫ومئات الك ّتاب الذين قام بفك طلا�سم خطوطهم وهو ي�ضرب‬ ‫أ�ن يكون �صحفيا يحمل قلمه‪ ،‬ويتنقل من قرية �ساحلية إ�لى‬
‫ب أ��صابعه على حروف لوحة المفاتيح حرفا حرفا لتكتمل‬ ‫أ�خرى جبلية‪ ،‬و�صولا إ�لى مواطن ي�سكن في عمق ال�صحراء‪..‬‬
‫دخل المرحوم �أحمد الح�سني دهاليز ال�صحافة العمانية‬
‫مو�ضوعاتهم ومقالاتهم‪.‬‬ ‫عام ‪ 1983‬موظفا في ق�سم الجمع العربي‪ ،‬الق�سم الذي حمل‬
‫عا�ش بدايات العمل في ال�صحافة العمانية‪ ،‬بدءا من عقدها‬
‫الثاني بكل ما فيه من زخم النهو�ض‪ ،‬وعا�صر معظم مجال�س‬ ‫العدد(‪)7‬‬
‫ا إلدارات‪ ،‬وطابورا من ال�صحفيين‪ ،‬مواطنين وعرب‪ ،‬مروا‬
‫على �صحيفة عمان خلال عقود من ال�سنوات‪ ،‬رحل �أغلب‬
‫القدامى‪ ،‬وبقي قلة منهم ما يزالون ينا�ضلون في ذات المواقع‬
‫التي عرفتهم وعرفوها‪ ،‬مع تجدد الدماء بالأ�سماء ال�شابة‪.‬‬
‫وحينما انتقل إ�لى ق�سم التحقيقات ال�صحفية ف إ�نه ق ّدم‬
‫نف�سه بقوة كواحد من �أبرز ال�صحفيين الذين عملوا في‬
‫أ�هم ق�سم بالجريدة‪ ،‬كونه يتعاطى مع ق�ضايا ت�ستوجب‬
‫البحث والتق�صي‪ ،‬مختارا الإن�سان لي�صل �إليه مهما‬
‫بعدت الم�سافة‪ ...‬وحينما دخل أ�حمد الح�سني معركته مع‬
‫ال�سرطان أ�بقى على علاقته مع ال�صحافة حية‪ ،‬لم يرفع‬
‫الراية البي�ضاء حتى اللحظات ا ألخيرة التي هزمه فيها‬
‫المر�ض‪ ،‬لكن �إرادة الله أ�قوى من كل �شيء‪ ..‬غادرنا واحد‬
‫من ا أل�سماء التي حفرت بعمق في أ�ر�ض ال�صحافة العمانية‪،‬‬
‫ق ّدم الكثير من العطاء في بلاط �صاحبة الجلالة‪ ،‬ولم ينل‬
‫إ�لا القليل منها‪ ..‬لكن الكثير الذي ناله هو تلك المحبة التي‬

‫زرعها في قلوب مواطنين نقل معاناتهم عبر ال�صحافة‪.‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪27‬‬

‫د‪ .‬أ�حمد عبدالملك‬ ‫هم�سة و ّد‬

‫حوار‪ ..‬بج ّدية‬

‫وع�صاميته وقدرته على الانفكاك من الاعتماد على الوالد أ�و‬ ‫هنالك حوار جل ّي بين جيل اليوم وجيل ا ألم�س‪ ،‬ويتركز‬
‫الأ�سرة‪ ،‬وتدبير أ�مور حياته كما فعل جيل ا ألم�س!؟‪ .‬ونلاحظ‬ ‫هذا الحوار حول منهجية التفكير‪ ،‬وطرائق حل الم�شكلات‪،‬‬
‫في هذا ال�صدد �أن حتميات الحياة تجعل ال�شاب معتمد ًا‬ ‫ومدى الجدية في تحمل الم�س�ؤولية والنظر للأمور في‬
‫على والده حتى بعد زواجه وبعد أ�ن ي�صبح أ�ب ًا‪ ،‬بل �إن ا ألهل‬
‫يعانون من م�شكلات ال�شاب مع زوجته و�أولاده‪ ،‬ويظل ا ألب‬ ‫الحياة اليومية‪.‬‬
‫ال�سند الاقت�صادي لل�شاب‪� ،‬إن كان هذا ا ألخير غير مدرك‬ ‫ولعل �أول ما يلم�س ُه هذا الحوا ُر هو التعليم‪ ،‬ومدى قوة‬
‫لتقلبات الحياة‪� ،‬أو أ�نه عاجز على التدبير المطلوب لكيفية‬ ‫ت�أثيره و�صرامته‪ ،‬وقدرته على إ�نتاج جيل متعلم ووا ٍع وقادر‬
‫ال�صرف على أ��سرته‪ ،‬خ�صو�ص ًا في ظل وجوده في (البيت‬ ‫على التعامل مع مخرجات الع�صر‪� ،‬سيا�سي ًا واقت�صادي ًا‬
‫الكبير) الذي ي�ضمن له كل �شيء‪ ،‬وهو يعي�ش و (يم�سح يده‬ ‫واجتماعي ًا وثقافي ًا‪ .‬كما هي وجهة نظر جيل ا ألم�س!‪ .‬في‬
‫مقابل وجهة نظر جيل اليوم والمتمثلة في �أن �إيقاع الع�صر‪،‬‬
‫في الطوفة)!‪.‬‬ ‫وتكنولوجيا الات�صال‪ ،‬و�سهولة الو�صول إ�لى المعلومة لا‬
‫بع�ض ال�شباب ي أ�نف من هذا المو�ضوع‪ ،‬وقد يقبل التحدي‬ ‫ت�ستلزم بال�ضرورة حفظ ذاك القدر من المعلومات العامة‪،‬‬
‫وي�ضع له بيت ًا با إليجار‪ ،‬والا�ستقلال عن (البيت الكبير)‬ ‫المتعلقة بالتاريخ والجغرافيا وال�شريعة وا آلداب والفنون‪،‬‬
‫وعقلياته!‪ .‬ولكنه يظل غارق ًا في الديون‪ ،‬خ�صو�ص ًا إ�ن كان‬ ‫ألن هذا الع�صر هو ع�صر التخ�ص�ص‪ ،‬و�أنه من العبث �أن‬
‫من �أ�صحاب المظاهر‪ ،‬الذين يغيرون �سياراتهم و�ساعاتهم‬ ‫ُيجه َد الطالب ُ بمقررات قد لا تفيده في حياته العملية‪،‬‬
‫كل عامين‪ ،‬و» يك�شخون» بملاب�س جديدة كل �أ�سبوع‪،‬‬
‫وهذا محط خطير قد يهدم الحياة الزوجية خ�صو�ص ًا‬ ‫وتبدو هذه وجهة نظر قابلة للنقا�ش‪.‬‬
‫إ�ن ت�صادف أ�ن الزوجة من نف�س نوعية الزوج‪ .‬حتى يجد‬ ‫ثاني �أ� ُّس ذاك الحوار هو الأمن الاقت�صادي‪ ،‬و�سعي ال�شباب‬
‫ال�شاب نف�سه في ا ألخير �إما في ال�سجن و إ�ما العودة الخائبة‬ ‫بكل قوة نحو ت أ�مين حياة وظيفية ملائمة‪ ،‬عبر التخ�ص�ص‬
‫الوا�ضح‪ ،‬دون التخبط في مناهج تعليمية متعددة‪ ،‬قاد‬
‫لـ (البيت الكبير)‪.‬‬ ‫ين�ساها الطالب بعد تقديم الإمتحان‪ .‬و�أن المخزون‬
‫الحوار م�ستمر‪ ،‬ورف�ض ال�شباب لمقولة (زمان �أول �أح�سن)‬ ‫الثقافي ‪ -‬الذي ينادي به جيل ا ألم�س ‪ -‬قد لا ي�صلح لهذه‬
‫ما زالت م�ستمرة‪ ،‬ورف�ض جيل الأم�س لتداعيات حياة جيل‬ ‫المرحلة‪ ،‬ألن ما يحتاجه الطالب أ�و الموظف موجود على‬
‫اليوم �أي�ض ًا م�ستمر‪ .‬لكن الحياة تم�ضي‪ ،‬والحوارات تت�شعب‪،‬‬ ‫ا ألنترنت‪ .‬وهنا ت�أتي مقاربة ا ألمن الاقت�صادي وحتمياتها‬
‫وكل جانب يدافع عن وجهة نظره‪ .‬و�أحيان ًا تتبدل القناعات‪،‬‬ ‫في مقابل بناء ال�شخ�صية المثقفة القادرة على التحاور‬

‫ولكن بعد فوات ا ألوان‪.‬‬ ‫وحل ق�ضايا ا أل�سرة وق�ضايا المجتمع‪.‬‬
‫الأ� ُّس الثالث في ذاك الحوار هو مدى جدية جيل اليوم‬
‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪26‬‬

‫بعظام الحبار‪ ,‬وق�شور ال�شناجيب‪ ,‬و�صدفات المحار‪ ,‬وعزب‬ ‫يجمع �شقاواتنا‪ ,‬وبيده ال�ساقية والم�سحاة وال�صوار‪.‬‬
‫البو�ش‪ ,‬وروائح البن المحروق تحت قمر براري ال�صيف‬ ‫وقد خرجنا من الجريدة أ�و أ�خرجنا‪ ,‬وابتعد بع�ضنا أ�و‬
‫�أبعد‪ ,‬وم�ضى بع�ضنا وراء إ�غراءات ا ألمكنة ‪ ,‬أ�و م�ضت إ�ليه‬
‫ورع�شة خيام ال�شتاء‪.‬‬
‫وحين يموت من يكتب للقلة �سيبكيه بع�ض بع�ض بع�ض‬ ‫الأمكنة ب إ�غراءاتها‪.‬‬
‫القلة الذين رتعوا في �صفحاته �صورا وحروفا‪ ,‬فيما‬ ‫وكان أ�حمدالح�سنيبينالثلةالكريمةالتي�صمدتولمتخرج‪,‬‬
‫يبكي �أحمد الح�سني الكثرة الذين جال�سهم في ال�شطوط‬ ‫وكان بين الكوكبة المقاتلة التي لا ت�ست�سلم‪ ,‬ولا ت�سلم بنادقها‪.‬‬
‫وحين ر أ�ت الجريدة أ�ن الكثيرين غادروا الميدان‪ ,‬و أ�ن معركتها‬
‫وال�سيوح وا أل�سواق‪.‬‬ ‫مع البقاء ت�ستلزم‪ ‬التعبئة والنفير‪ ,‬التفتت للذين كانوا في‬
‫و�ستبكيه ا ألكف المت�شققة التي يحبها الله ور�سوله لأنه كان‬
‫�أق�سامها غير التحريرية‪ ,‬ليكونوا �سلاحها النوعي لل�صمود‪.‬‬
‫جزءا من ت�شققاتها و أ�حلامها‪.‬‬ ‫وكان �أحمد الح�سني المقاتل الذي تعلم من اللجج الزرقاء‬
‫وبموت أ�حمد الح�سني تخ�سر الجريدة منا�ضلا كبيرا في‬ ‫مواجهة الموج‪ ,‬فانتقل من فني بق�سم الجمع‪� ,‬إلى محرر‬

‫معركة البقاء‪ ,‬وتخ�سر الم�سحاة والهيب و�صنارة ال�صياد‪.‬‬ ‫محارب بق�سم التحقيقات‪.‬‬
‫وتخ�سر القلم الذي تخرج من �سبلة البحر والملح والجرح‪,‬‬ ‫وكان على العك�س من بدايات البع�ض‪ ,‬فاختاروا‪�  ‬أق�سام‬
‫المحليات‪ ،‬فكان ميدان عملهم ما يت�صل بالم�س�ؤولين‬
‫وانغم�س في محبرة الأماني الكبار‪.‬‬ ‫ليكتبوا لهم وعنهم‪ ,‬واختار أ�حمد الح�سني‪  ‬الب�سطاء ليتنف�س‬
‫و ألن الموت طريقنا و�إن طال‪ ,‬ف�إن أ�حمد الح�سني المفعم‬ ‫�أحلامهم الخ�ضراء‪ ,‬وكانت حروف الأق�سام الخبرية للقلة‪,‬‬
‫بالحياة ي�صعب ت�صديق موته‪ ,‬فقد جاء إ�لى الجريدة يوما‬ ‫وحروفه في ق�سم التحقيقات للقاعدة العري�ضة من النا�س‪.‬‬
‫ليعي�ش‪ ,‬وجاء ليخرج كل �صباح ليرمي �شباكه في بحار الحياة‬ ‫وكان المحررون الأخباريون‪  ‬يخرجون من الجريدة �إلى‬
‫مكاتب الم�س ؤ�ولين‪ ,‬ويخرج أ�حمد الح�سني إ�لى ال�سيوح‬
‫ليكون �صيده دوما هو الأوفر‪.‬‬
‫جاء من دار�سيت يوما بتطلعاتها الزرقاء‪ ,‬وعاد إ�لى دار�سيت‬ ‫والفلوات كمحرر للتحقيقات‬
‫ليدفن تحت الرمل‪ ,‬وفوقه موجة تهدهده لينام‪ ,‬وديمة‬ ‫وكان المحررون‪  ‬ي�سافرون مع الم�س ؤ�ولين �إلى عا�صمة من‬
‫العوا�صم‪ ,‬ويتنقل أ�حمد الح�سني من �شطوط الرمل الم�شبع‬
‫تت�سكب كت�سكبه في الحياة‪.‬‬
‫فلماذا تركت الجريدة وحيدة يا أ�حمد؟ ولمن تركت‬ ‫العدد(‪)7‬‬

‫الهايدلبرج والكرومومان؟‪.‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪29‬‬

‫ال�صفراء كما ت�صنع من الثمار م�شروبات كحولية تعد‬ ‫في ال�سودان‪ ،‬مختلطة مع الطلح وال�سمر أ�و في �صورة نقية‪،‬‬
‫م�صد ًرا للكحول مثل الإيثانول وي�صنع من البذرة غذاء‬ ‫ويعتبر ال�سودان منت ًجا رئي�س ًيا إ��ضافة �إلى نيجيريا وتعتبر‬
‫متكام ًل عبارة عن ح�ساء ورغيف يحتوي على كمية عالية‬ ‫�شجرة بلح ال�صحراء �شجرة مرنة تتلاءم مع الظروف‬
‫من البروتين‪ ،‬وي�ستخل�ص من بذور ال�شجرة زيت اللالوب‬ ‫المناخية المختلفة كما ان لها مجمو ًعا جذري عمي ًقا‬
‫الذي يدخل في ال�صناعة (م�ستح�ضرات التجميل)‬ ‫يغو�ص �إلى داخل التربة ولها لحاء قوي يحميها من الجفاف‬
‫وي�ستعمل كزيت طعام وفي علاج الروماتزم‪ ،‬ال�صفراء‬ ‫وتنت�شر الثمار بوا�سطة ا إلن�سان والحيوان‪ ،‬ويمكن زراعتها‬
‫مبا�شرة وتتكاثر ال�شجرة كذلك بنظام الخلف‪ ،‬وتمتاز‬
‫والأنفلونزا وال�صداع‪.‬‬ ‫ال�شجرة بتعدد ا�ستخداماتها فجميع �أجزاء ال�شجرة يمكن‬
‫�أن تقدم فائدة فت�ستخدم ا أل�شجار والأغ�صان ككتلة متحدة‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫في عمليات الت�سوير الحي وم�شاريع الت�شجير لمكافحة‬
‫الت�صحر وت�ستخدم ا ألغ�صان وال�ساق كحطب وقود ذي طاقة‬
‫حرارية عالية وفحم‪ .‬كما تعتبر الأوراق وا ألغ�صان مرعى‬
‫مف�ضل للحيوانات الأليفة والبرية‪ ،‬كما يمتاز الخ�شب بالقوة‬
‫والتما�سك �صنع منه الأثاثات ويمكن معالجته ب�سهولة كما انه‬

‫يقاوم الآفات‪.‬‬
‫�أما الثمار فت ؤ�كل بوا�سطة ا إلن�سان والحيوان‪ ،‬ولها فوائد‬
‫عديدة تتكون الثمرة من أ�ربعة أ�جزاء الق�شرة‪ ،‬وهي الطبقة‬
‫الخارجية وتليها طبقة اللب التي تحتوي على كميات مقدرة‬
‫من ال�سكريات ومادة ال�صابونين ثم تليها الطبقة الخ�شبية‬
‫ال�صلبة والتي تك�سر لتخرج منها النواة وتحتوي النواة على‬
‫زيت ت�صل ن�سبته �إلى أ�كثر من ‪ 50‬بالمائة وكذلك كمية‬
‫عالية من البروتين (‪ 50‬بالمائة) والأحما�ض الامينية‬
‫(لاي�سين) ت�صلح لغذاء الإن�سان والحيوان‪ ،‬كما ت�ستخدم‬
‫الطبقة الخ�شبية كحطب حريق وجميع �أجزاء ال�شجرة‬
‫الأوراق‪ ,‬الأغ�صان ال�ساق‪ ,‬الجذور‪ ,‬الثمرة تحتوى على‬

‫مادة ال�صابونين‪.‬‬
‫الا�ستخدامات التقليدية‬
‫�شجرة بلح ال�صحراء لها فوائد متعددة‪ ،‬ولعبت دو ًرا كبي ًرا‪،‬‬
‫قدي ًما وحدي ًثا في العلاج والطب ال�شعبي وت�ستخدم الثمار‪،‬‬
‫الأوراق‪ ،‬ال�ساق والجذور في �صناعة �صابون في غ�سيل‬
‫الملاب�س وتعتبر الثمرة ملي ًنا طبيع ًيا للمعدة وكمادة طاردة‬
‫للديدان وتعالج ع�سر اله�ضم‪ ،‬والأمرا�ض الع�صبية وبع�ض‬
‫الأمرا�ض التي ت�صيب الجهاز التنا�سلي كالعقم‪� ،‬صناعة‬
‫الهرمونات الجن�سية‪ ،‬الكحة و�أمرا�ض ال�صدر‪ ،‬الحمى‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪28‬‬

‫متعددة الأغرا�ض و توفر الغذاء‪ ..‬والدخل لدول كثيرة‬

‫ماذا تعرف عن‬

‫«�شجرة بلح ال�صحراء»؟‬

‫مت�أقلمة وتنمو وتتكاثر ولا تحتاج �إلى ري بعد ان تتعمق‬ ‫�شجرة بلح ال�صحراء أ�و الهجليج �شجرة متو�سطة الحجم‬
‫جذورها في التربة‪.‬‬ ‫‪ 15-7‬مترا‪ ،‬دائمة الخ�ضرة تفقد أ�وراقها فقط عند �شدة‬
‫الجفاف ولكنها ت�ستعيدها ب�سرعة‪ ،‬وتزهر عادة في فترتين‬
‫وتنتج ال�شجرة حوالي ‪ 125‬كجم من الثمار النا�ضجة والتي‬ ‫نوفمبر و ابريل و تثمر في دي�سمبر ويناير وفترة �أخرى‬
‫ت�شبه البلح وهى ذات أ��شكال مختلفة‪ ،‬وتنت�شر في معظم‬
‫أ�نحاء �أفريقيا من موريتانيا عبر نيجيريا إ�لى ال�ساحل الغربي‬ ‫مار�س ويونيو‪.‬‬
‫ا�ستزرعت هذه ال�شجرة في ولاية الكامل والوافي بمحطة‬
‫وتوجد في كثير من الدول العربية‪.‬‬ ‫البحوث الزراعية م�ستجمع النباتات والأ�شجار الرعوية خلال‬
‫تنمو �شجرة بلح ال�صحراء في المناطق ذات الأمطار التي‬ ‫عام ‪1984‬م بعد أ�ن تمت مخاطبة الفاو للح�صول على بذور‬
‫تتراوح بين ‪ 800-200‬ملم‪ ،‬كما تنمو في أ�نواع عديدة من‬ ‫للا�ستزراع بهدف التعرف على مدى ت�أقلمها مع الظروف‬
‫التربة الرملية والطينية ب أ�نواعها الثقيلة والمت�شققة وكذلك‬ ‫الجوية بال�سلطنة‪ ،‬ومن خلال المتابعة لنموها ات�ضح أ�نها‬
‫توجد في التربة الجبلية ال�صخرية‪ ،‬كما توجد على نحو وا�سع‬
‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪31‬‬

‫تحديات واجهتني و‪%80‬‬ ‫مثل الرغبة والارتياح في الا�ستجابة ل ألن�شطة الريا�ضية‬
‫من المعمل بجهود �شخ�صية‬ ‫وتقبل القيم في درا�سة الريا�ضيات وتف�ضيلها‪ ،‬وم�ساعدة‬
‫الطلبة في �أن يتعلموا كيفية العمل الا�ستقلالي وم�ساعدتهم‬
‫من التجريد �إلى ال�شيء المح�سو�س والملاحظ وتطبيق‬
‫الريا�ضيات في الواقع‪ ،‬أ�ما بالن�سبة لأهداف الم�شروع‬ ‫في العمل الجماعي‪.‬‬
‫ف أ�ذكر منها على �سبيل المثال لا الح�صر‪ :‬ت�سهيل عملية‬ ‫كيف جاءت فكرة هذا الم�شروع؟‬
‫التعلم على الطلاب‪ ،‬و إ�ثارة دافعيتهم وت�شويقهم للتعلم‪،‬‬ ‫الفكرة كانت موجودة منذ عام‪2006‬م‪ ،‬ب�سبب ما �أ�شاهده‬
‫و�إبقاء أ�ثر التعلم لديهم بحيث تثبت المعلومة للطالب‪،‬‬ ‫يوميا من ُبعد الطلاب عن الريا�ضيات وتذمرهم منها‬
‫وتنمية القدرة على التقدير والتمييز بمجرد النظر‪ ،‬و إ��شباع‬ ‫فدائما كنت أ��سمع الكلمات ال�سلبية مثل‪ :‬الريا�ضيات‬
‫ميول الطالب وم�ساعدته على الك�شف عن مواهبه‪ ،‬وتنمية‬ ‫�صعبة‪ ،‬ودائما ي�س�أل الطلاب ما فائدة الريا�ضيات وكيف‬
‫نطبقها في الحياة وغيرها من ا أل�سئلة‪ ،‬فكنت دائما أ�فكر‬
‫الا�ستمرار في التفكير والابتكار لديه‪.‬‬ ‫في الطرق التي يمكن بها �أن �أغير وجهة نظر الطلاب‬
‫حدثنا عن مراحل ت�صميم المعمل وتطبيقه‬ ‫تجاه هذه المادة المهمة جدا في حياتنا‪ .‬أ�ي�ضا من �ضمن‬
‫الم�شروع عبارة عن غرفة �صفية قمت بتحويلها إ�لى غرفة‬ ‫ا أل�سباب لهذه الفكرة هي �أنني كنت �أت�ساءل لماذا يحب‬
‫لتطبيق الريا�ضيات ب�شكل عملي ومح�سو�س بحيث وفرت‬ ‫الطلاب مادة ا ألحياء والكيمياء «على الأقل تقبلهم لها‬
‫في الغرفة أ�ولا كل ما يحتاجه الطالب من أ�قلام و أ�دوات‬ ‫ولي�س بال�ضرورة تفوقهم فيها‪ -‬فوجدت ال�سبب في وجهة‬
‫هند�سية و أ�وراق و�سبورات و�شبكة مربعات ورقية وم�سطرات‬ ‫نظري هو وجود مختبر للعلوم الذي فيه يتم تحويل المادة‬
‫وغيرها الكثير‪ ،‬ف�أنا دائما أ�حب الت أ�مل والتفكر ‪ ،‬فت�أملت‬ ‫النظرية إ�لى تطبيق عملي فت�ساءلت في نف�سي‪ :‬لماذا لا‬
‫كيف يمكن للنجار العمل بدون أ�دوات وكيف يمكن للبناء‬ ‫يوجد معمل خا�ص للريا�ضيات في مدر�ستي؟ ومن هنا‬
‫العمل بدون أ�دوات‪ .‬كذلك كيف يمكن تحويل الريا�ضيات‬
‫�إلى تطبيق عملي بدون الأدوات الخا�صة بها‪ .‬وقبل �أن‬ ‫جاءت فكرة �إن�شاء المعمل‪.‬‬
‫ما فكرة الم�شروع و�أهدافه؟‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫فكرة الم�شروع الأ�سا�سية تتمثل في تحويل مادة الريا�ضيات‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪30‬‬

‫معلم ُعماني يب�ّسط‬

‫تعليم الريا�ضيات‬

‫راودته الفكرة منذ عام ‪2006‬م‪ ،‬بعدما ر�أى تذمرا من طلابه للمادة التي يدر�سها‪ ،‬وبد�أ‬
‫يطبقها في بع�ض الح�ص�ص ب�شكل متوا�ضع‪ ،‬ثم فترت همته عن الموا�صلة لمدة ثماني �سنوات‪،‬‬
‫حتى رجعت له الهمة في عام ‪2015‬م وفكر في إ�ن�شاء معمل خا�ص لتطبيقها‪� .‬إنه المعلم‬
‫�سليمان بن عبدالله بن �سليمان الحو�سني من مدر�سة عبدالله بن أ�ني�س للتعليم العام الذي‬
‫أ��س�س م�شروعا بعنوان«معمل الريا�ضيات طريقنا �إلى الإبداع»‪( .‬التكوين) التقت به وحاورته‬

‫في محاور عدة‪.‬‬

‫حاوره‪� :‬سيف المعولي‬

‫حدثنا بداية عن أ�همية وجود معمل للريا�ضيات‪.‬‬
‫وجود معمل خا�ص للريا�ضيات بالمدر�سة ُيع ّد من‬
‫ال�ضروريات الملحة خ�صو�صا في وقتنا الحا�ضر وذلك‬
‫ليتمكن معلمو مادة الريا�ضيات ومعلماتها من تطبيق‬
‫ا�ستراتيجيات التعليم‪ ،‬فهناك الكثير من الأفكار الجيدة‬
‫التي يمكن للمعلمين تطبيقها في غرفة معمل الريا�ضيات‬
‫كنوع من ا ألن�شطة الريا�ضية لتقديم درو�س أ�كثر إ�ثارة‬
‫ون�شاطا من جانب الطلبة‪ ،‬فعندما نخطط للدرو�س ونفكر‬
‫في الا�ستراتيجيات ف إ�ن ا ألن�شطة المعملية هي إ�حدى‬

‫الإمكانات المنا�سبة‪.‬‬
‫إ� ًذا ما هو معمل الريا�ضيات؟؟‬
‫هو عبارة عن بيئة يتعلم فيها طلبة الريا�ضيات من خلال‬
‫ارتياد المفاهيم واكت�شاف المبادئ أ�و تطبيق التجريدات‬
‫الريا�ضية في مواقف عملية وفيه ي�صيغ الطلبة المفاهيم‬
‫والمبادئ المجردة ويطبقونها عن طريق التعامل العملي‬
‫مع �أمثلة مح�سو�سة‪ ،‬ووجود هذه المعامل ي�ساعد ا ألن�شطة‬
‫الريا�ضية المعملية على تحقيق �أهداف وجدانية تعليمية‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪33‬‬

‫�أطمح إ�لى تنفيذ هذا الم�شروع‬ ‫إ�ذا جاء طالب يريده يقول له بعد نهاية در�س الريا�ضيات‬
‫في كل مدار�س ال�سلطنة‬ ‫�س�أخرج‪� .‬ساد�سا‪ :‬بحمد لله أ��صبح للمعمل �صدى في بع�ض‬
‫المدار�س بل �أر�سل لي زميل درا�سة من محافظة الظاهرة‬
‫تق�سيم الغرفة إ�لى ق�سمين‪ :‬ق�سم للدرا�سة والتطبيق العملي‬ ‫كاتبا لي‪ :‬لقد أ�ثرت غريزتنا التعليمية بم�شروعك‪ ،‬و�آخر‬
‫الب�سيط‪ ،‬وق�سم يكون ور�شة عمل للمعمل فدائما يتبادر في‬ ‫كتب‪ :‬أ�ثرت دافعيتنا ونتمنى أ�ن ن�ستفيد من م�شروعك‪.‬‬
‫ذهني لماذا لا يكون في المعمل ور�شة مثل �أدوات نجارة‬ ‫و أ�ي�ضا لي زميل معلم من م�سقط �أتى لزيارة المعمل ألنه‬
‫ب�سيطة و�أدوات بناء ب�سيطة و�أدوات حدادة ب�سيطة حتى‬ ‫أ�عجب بالفكرة‪ ،‬حتى �أولياء ا ألمور �أعجبوا بالفكرة وي�أتون‬
‫يطبق التلميذ ما يدر�سونه عن الريا�ضيات في المدر�سة‪،‬‬
‫وقد يكون هناك طالب عنده موهبة من هذه فينميها في‬ ‫لزيارة المعمل بين فترة و أ�خرى‪.‬‬
‫الم�ستقبل فنكون بادرة خير لهذا التلميذ‪ ،‬ومن �ضمن‬ ‫هل من جوائز ح�صل عليها المعمل؟‬
‫�أفكاري الم�ستقبلية كذلك نقل هذه التجربة �إلى جميع‬ ‫هي جائزة واحدة والحمد لله لكن �أثرها كبير في نف�سي‬
‫مدار�س ال�سلطنة و أ�نا م�ستعد لأي ا�ست�شارة �أو طرح أ�فكار‬ ‫وبخا�صة �أنها كانت في يوم المعلم لهذه ال�سنة‪ ،‬والجائزة‬
‫علما ب�أن الم�شروع لا يحتاج �إلى مبالغ كبيرة لتنفيذه في‬ ‫هي المركز الثالث ك�أف�ضل عمل مميز على م�ستوى مدار�س‬
‫المدار�س‪ ،‬ومن الأفكار إ�ن�شاء قناة في اليوتيوب تكون‬ ‫ال�سلطنة في الم�سابقة التي نظمتها جماعة التربية بجامعة‬
‫عامة وخا�صة بمعمل الريا�ضيات لجميع مدار�س ال�سلطنة‪،‬‬ ‫ال�سلطان قابو�س و�شارك فيها ‪15‬معلما ومعلمة‪.‬‬
‫و أ�تمنى من الم ؤ��س�سات الحكومية والخا�صة التعاون معنا‬ ‫هل واجه هذا الم�شروع �صعوبات وتحديات؟‬
‫لنجاح هذا الم�شروع وتبنيه وتوفير كل ما يتطلبه من‬ ‫نعم هناك �صعوبات أ�ولا وجود غرفة خا�صة بالمعمل بحكم‬
‫مرافق وو�سائل و�أنا م�ستعد بعد التوا�صل معي أ�ن �أذكر كل‬ ‫�أن الفكرة لم تكن م�ستوعبة‪ ،‬لكن بحمد الله بعد ظهور‬
‫الفكرة وملاحظة نتائجها ُوعدت من قبل �إدارة المدر�سة‬
‫ما �أحتاجه لتطوير هذا الم�شروع‪.‬‬ ‫بتوفير غرفة كبيرة ونقل المعمل �إليها و�أ�شكر مدير‬
‫المدر�سة على هذه المبادرة التي كنت �أتمناها من فترة‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫كما كانت هناك �صعوبة في توفير الو�سائل التعليمية و�أي�ضا‬
‫طالبنا بتوفير أ�ثاث للمعمل وكتبنا ر�سالة للمديرية بتوفير‬
‫مقاعد للمعمل ولم نجد �أي رد وا�ضطررت لتوفير مقاعد خ�شبية‬
‫قديمةوبع�ضهاتالف‪،‬لكننان أ�ملفيالم�ستقبلبتوفيرها‪ ،‬أ�ي�ضا‬
‫طالبنا بتوفير جهاز عر�ض( بروك�سيما) للمعمل فلم نجد �أي‬
‫تجاوب وا�ضطررنا لتوفيره بمبالغ خا�صة والمعمل يحتاج لبع�ض‬
‫المرافق ا أل�سا�سية فمثلا نحتاج �إلى �سبورة تفاعلية وهذه‬
‫�أتمنى الح�صول عليها حقيقة لأنها �ست�سهل كثيرا من الدرو�س‬
‫للطلاب‪ ،‬وللأمانة كل ما تم توفيره في المعمل بن�سبة ‪%80‬‬
‫جهود خا�صة من عمل �أو مبالغ أ�و �صنع الو�سائل‪.‬‬
‫ما �أفكارك الم�ستقبلية لتطوير الم�شروع؟‬
‫أ�فكاري الم�ستقبلية للم�شروع هي أ�ن يكون معمل الريا�ضيات‬
‫في مدر�ستي معملا بكل ما تحمله كلمة معمل وذلك ب أ�خذ‬
‫غرفة وا�سعة وتو�سيع ا ألركان فيها كما �أنني �أفكر في‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪32‬‬

‫ورغم �صغر الغرفة �إلا �أنني ق�سمت المعمل إ�لى أ�ق�سام فق�سم‬ ‫تذمر الطلاب من المادة �أو�صلني‬
‫�سميته ركن الت�سوق ويحوي قوائم للخ�ضروات والفواكه‬ ‫لفكرة الم�شروع‬
‫ب�أوزانها و�أ�سعارها «وب إ�ذن الله في الم�ستقبل أ�ملي أ�ن أ�و�سع‬
‫هذا الركن لي�صبح ك أ�نه محل للبيع وال�شراء يحوي �أغلبية‬ ‫أ�بد أ� في ت�صميم الغرفة اطلعت على تجارب كثيرة جدا‬
‫الم�ستلزمات الحياتية‪ ،‬ليعي�ش الطالب جو الريا�ضيات‬ ‫في اليوتيوب وال�شبكة العنكبوتية‪ ،‬وا�ستمريت ما يقارب‬
‫ك أ�نه في الواقع‪ -‬وركن آ�خر �سميته ركن ال�سعات وهو يحوي‬
‫علبا مثل العطور والمياه وغيرها‪ ،‬وفي هذا الركن يتعلم‬ ‫�شهرين و�أنا �أبحث و أ�جمع ا ألفكار ثم بد�أت العمل‪.‬‬
‫الطالب تحويل ال�سعات ب�شكل عملي ومح�سو�س ولي�س ب�شكل‬ ‫وبتاريخ ‪2015/11/23‬م بال�ضبط تم توفير الغرفة لتكون في‬
‫مجرد ‪،‬فهو �سوف يذهب إ�لى الركن ويبحث عن موقع‬ ‫الم�ستقبل معملا حيا للريا�ضيات وتم العمل لترتيب الغرفة‬
‫كتابة ال�سعة وي�شاهد نوعها هل باللتر أ�و بمليلتر أ�و‪ ،....‬ثم‬ ‫وتنظيفها وتن�سيقها‪ ،‬وتم العمل في ثلاثة أ�يام متوا�صلة‬
‫يقوم بتحويلها ب�أي طريقة عملية �سواء بالمكعب المدرج‬ ‫�صباحا وم�سا ًء‪ ،‬وبحمد الله تم تطبيق أ�ول در�س عملي في‬
‫وال�سائل �أو غيرها‪ ،‬وهناك �أركان �أخرى �س أ�ذكرها بدون‬ ‫المعمل بح�ضور الم�شرف التربوي بتاريخ ‪2015/11/26‬م‬
‫�شرح حتى لا أ�طيل على القارئ مثل ركن الو�سائل التعليمية‬ ‫وكان الدر�س عن « ا�ستنتاج قانون الفرق بين مربعين ب�شكل‬
‫وركن الريا�ضيات والحياة وركن الو�سائل التعزيزية وركن‬ ‫عملي» حينها لم يكن المعمل مكتملا بل كان في بدايته‬
‫آ�يباد المعمل وركن لمكتبة الريا�ضيات وركن الأطوال وركن‬ ‫المتوا�ضعة وبد�أنا ن�ضيف فيه كل يوم و�سيلة وبع�ض الو�سائل‬
‫الم�شاريع الإلكترونية وركن الاختبارات وركن هكذا قالوا‬ ‫قمت ب�صنعها بنف�سي‪ ،‬وبعد نهاية الح�صة لاحظت وت أ�ملت‬
‫عن المعمل وركن هيا نبدع في التعلم ال�سابق‪� ،‬أما عن‬ ‫�شعور الطلاب فوجدتهم م�ستمتعين‪ ،‬فعقدت العزم على‬
‫مراحل التطبيق ف�أعترف في البداية أ�ن التطبيق كان من‬
‫قبلي فقط لل�صف الثامن‪ ،‬لكن ‪ -‬بحمد الله‪ -‬بعد �شهر‬ ‫تطوير المعمل وتوفير كل ما يمكن توفيره‪.‬‬
‫بال�ضبط �أ�صبح كل معلمي الريا�ضيات ي�ستخدمون المعمل‬
‫بل وحتى الطلاب يريدون أ�ن يتعلموا در�س الريا�ضيات في‬ ‫العدد(‪)7‬‬
‫المعمل وحاليا المعمل يكون بالحجز فقد �صممت �سجلا‬
‫خا�صا لحجز درو�س في المعمل والحمد لله �أحيانا الحجز‬

‫يكون قبل الدر�س بيوم‪.‬‬
‫منالم ؤ�كد أ�نهبعدهذهالجهودالكبيرةالتيبذلتها‬

‫�ستكونهناكنتائج‪،‬ما أ�برزالنتائجالملمو�سة؟‬
‫أ�ولا‪ :‬بحمد الله لاحظنا تغيرا وا�ضحا جدا في تقبل الطلاب‬
‫لفكرة المعمل وتقبلهم لمادة الريا�ضيات‪ .‬ثانيا‪ :‬أ�تاح‬
‫المعمل للمعلمين إ�ظهار إ�بداعاتهم‪ .‬ثالثا‪ :‬أ��صبح طلاب من‬
‫دون الم�ستوى يحبون مادة الريا�ضيات‪ .‬رابعا‪� :‬أتاح المعمل‬
‫�إبراز مواهب بع�ض الطلاب فمثلا يوجد عندي طالب عنده‬
‫موهبة الر�سم �أبدع في عمل لوحات للمعمل بل وبد أ� يحب‬
‫المادة‪ .‬خام�سا‪ :‬أ��صبح للريا�ضيات معنى وا�ضح ومهم‬
‫في نف�س الطالب فنراه لا يت أ�خر عن در�س المعمل �أبدا بل‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪35‬‬

‫وواجبات)؛ كل �أولئك يع ُّد من عنا�صر المواطنة ال�صالحة‪،‬‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وتقوية ا ألوا�صر بين جميع مكونات الوطن‪،‬‬
‫التي تدعو ال�ضرورة �إلى و�ضعها في إ�طار تربوي‪ ،‬و�صياغتها‬ ‫ونبذ الفرقة والعن�صرية و إ�ثارة النعرات‪ ،‬وت�أمين الجبهة‬
‫لتكون منطلقا لمنهج تربية مواطنية �شاملة ومتكاملة؛‬ ‫الداخلية‪ ،‬وتر�سيخ قيمة التعاون‪ ،‬والتخلي عن الحقد‬
‫فلا يمكن �أن تمثل هذه العنا�صر في الواقع �إلا من خلال‬ ‫وال�ضغينة والأنانية والانتهازية‪ ،‬وغير ذلك من ا ألخلاق‬
‫التربية؛ لذا تلعب الم ؤ��س�سات التربوية دو ًرا محور ًّيا مه ًّما‬ ‫وال�سلوكيات والممار�سات ال�سلبية‪ ،‬والدفاع عن الوطن �ضد‬
‫في تحقيق ذلك؛ �إلى جانب القطاعات الحيوية ا ألخرى‬ ‫�أ ّيتما هجمة ت�ستهدف هويته �أو ترابه المقد�س أ�و مكوناته‪،‬‬
‫المذكورة �سابقا؛ تر�سيخا لمعاني الانتماء والولاء الوطني‬ ‫وحمايته من التهديدات والمخاطر الخارجية التي تهدد‬
‫لدى الن�شء وال�شباب ‪ /‬ــات‪ ،‬القائمة على‪( :‬تقوية الأوا�صر‬ ‫وحدته و�أمنه القومي‪ ..‬عليه ف�إن الدور المطلوب لحماية‬
‫الأخوية‪ ،‬ومواجهة الم�شكلات الاجتماعية والاقت�صادية‪،‬‬ ‫الوطنية بالغ الأهمية؛ ولا يتحقق بال�شكل الم أ�مول إ�لا ب�إقامتها‬
‫وتحرير ا ألجيال من الع�صبيات المذهبية والقبلية والحزبية‬ ‫على أ��س�ٍس من العدل والم�ساواة؛ فتعليم حقوق المواطنة‬
‫والطائفية والمناطقية والجهوية‪ ،‬وتدعيم قيم الت�سامح‬ ‫وواجباتها ينبغي أ�ن يتم الإ�شراف عليه من قبل الأجهزة‬
‫وال�سلام والمحبة)‪ ،‬و�صولا إ�لى‪ ‬خارطة ح�ضارية واحدة‬ ‫التنفيذية والق�ضائية والت�شريعية في الدولة‪ ،‬و�إلا كانت‬
‫للوطن الواحد‪ ،‬الذي يظل أ�كبر من �أي انتماءات وولاءات‬ ‫قابلة للتجاوز والمخالفة والحيف بها من قبل البع�ض؛ فلا‬
‫�ضيقة؛ �إذ الانتماء في حقيقته‪ :‬علاقة وطيدة بين الفرد‬ ‫يكفي ا ِّدعاء الانتماء الوطني إ�ن لم ي�صحبه �أو ي�ؤكده �سلوك‬
‫والتربة التي ن�ش�أ فيها؛ ونهل من خيراتها‪ ،‬وعا�ش عليها‪،‬‬ ‫وطني حقيقي؛ في ال�صدق وا ألمانة وا ألخلاق الح�سنة؛ على‬
‫وارتبط وجوده بوجودها‪ ،‬وخط م�صيره على جبين م�صيرها؛‬
‫لذا فهو رابطة وو�شيجة بكل ما تحملها من دلالات ومظاهر‬ ‫الم�ستوى الفردي والاجتماعي وال�سيا�سي م ًعا‪.‬‬
‫وم�صاديق‪ .‬من هنا ف إ�ن الانتماء في إ�طاره العام‪ ،‬وتطبيعه‬ ‫إ�ن ال�سلوك العملي الح�سن هو التعبير ال�صادق عن الانتماء‬
‫في وجدان النا�شئة يلقى اليوم كبير الاهتمام في الدرا�سات‬ ‫الوطني نحو الأفراد والنا�س والدولة؛ باحترام ما يمتلكون‪،‬‬
‫الاجتماعية وال�سيكولوجية‪ ،‬ونظرا لكون المو�ضوع مح�صورا‬ ‫والمحافظة على المكت�سبات‪ ،‬والمدافعة عن الأنف�س؛ متى‬
‫�ضمن هذه الر�ؤية فيما يتعلق بالانتماء الوطني؛ ألهميته‬ ‫ما وقع عليها الاعتداء؛ والدفاع ‪-‬كذلك‪ -‬عن الحقوق العامة‬
‫ومدى افتقار مجتمعنا لتجلياته وتمظهراته على النحو‬ ‫(الاجتماعية والاقت�صادية وال�سيا�سية)؛ و�صولا �إلى تحقيق‬
‫الم أ�مول‪ ،‬الذي نن�شده جميعا‪� ،‬سواء على �صعيد الم�ؤ�س�سات‬ ‫العدالة المن�شودة؛ فكل انتهاك للحقوق العامة هو انتهاك في‬
‫أ�و الأفراد؛ لذا ف إ�ن المعالجة �ستنح�صر على تلك الزاوية؛‬ ‫الواقع للوطنية‪ ،‬وكل محافظة على الحقوق العامة هو ت�صديق‬
‫مع الت�أكيد البالغ على �أن تربية المواطنة م�س ؤ�ولية ت�ضامنية‬
‫بين كافة فئات و�شرائح المجتمع؛‪ ‬من الأ�سرة والمدر�سة‬ ‫عملي للقيم الوطنية النبيلة والمواطنة ال�صادقة‪.‬‬
‫والم�سجد‪� ،‬إلى و�سائل الإعلام المختلفة؛‪ ‬فهي جزء من مهمة‬ ‫ومن نافلة القول‪� :‬إن الم ؤ��س�سات التي تن ّمي الولاء الوطني‬
‫ور�سالة عظيمة‪ ،‬لا يمكن أ�ن تكتمل عنا�صرها �إلا بتعاون‬ ‫في نفو�س الن�شء وال�شباب والمجتمع‪ ،‬متعددة ومختلفة‪،‬‬
‫وت�ضافر الجهود في مختلف القطاعات؛ بهدف‪ ‬تعزيز وتنمية‬ ‫(كالأ�سرة‪ ،‬وم�ؤ�س�سات التربية والتعليم‪ ،‬وم ؤ��س�سات القوات‬
‫ارتباط المواطن بوطنه‪ ،‬وانتمائه له‪ ،‬وال�شعور بم�شكلاته‪،‬‬ ‫الم�سلحة‪ ،‬وم ؤ��س�سات المجتمع المدني ‪� ..‬إلخ)؛ وهذا ما‬
‫وا إل�سهام الإيجابي للتعاون مع الغير على حلها‪ ،‬والتفاني في‬
‫تنمية مجتمعه وخدمته‪ ،‬والالتزام بمبادئه وقيمه وقوانينه‪،‬‬ ‫يجعل لهذا الأمر مداخل مختلفة؛ تحقق الثراء والتنوع‪.‬‬
‫والم�شاركة الفعالة في الأن�شطة والأعمال والبرامج التي‬ ‫إ�ن ت أ�رجح م ؤ��شر المواطنة في �أي المجتمع �أمر غير �صحي‪،‬‬
‫و�آثاره لا تم�س فر ًدا بعينه؛ بل تم�س ا�ستقرار الوطن ب أ�كمله‪،‬‬
‫ت�ستهدف رقي الوطن‪ ،‬والمحافظة على مكت�سباته‪.‬‬ ‫وت�ؤثر بالتالي على تنميته‪� .‬إن الإح�سا�س بالهوية والانتماء‬
‫كما لا يفوتني التنبيه ‪-‬وهذا ما ندركه جميعا‪ -‬إ�لى أ�ن على‬ ‫�إلى الوطن؛ بكل م�صادره و�أطيافه‪ ،‬وتمتع المواطن بالحقوق‬
‫الدولة بحكم م�س ؤ�وليتها الاجتماعية أ�ن تعمل على تر�سيخ‬ ‫الم ؤ�كدة له‪� ،‬إلى جانب الم�س�ؤوليات والواجبات التي تقع‬
‫هذا ال�شعور الحقيقي بالمواطنة؛ من خلال التزامها‬ ‫عليه في المقابل‪ ،‬مثل‪( :‬احترام القانون‪ ،‬وحقوق ا آلخرين‪،‬‬
‫ب�شروط العقد الاجتماعي تجاه المواطنين؛ عبر موا�صلة‬ ‫والدفاع عن الدولة‪ ،‬وغيرها من الحقوق العامة‪ ،‬ودرجة‬
‫الا�شتراك في ال�ش�ؤون المدنية‪ ،‬وتقبل المواطن لقيم مجتمعه‬
‫الأ�سا�سية‪ ،‬وما تن�ص عليه الوثائق وا ألنظمة من حقوق‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪34‬‬

‫ر�صد وا�ستن�ساخ للتجارب العربية والخليجية والعالمية (‪)2/1‬‬

‫تربية المواطنة‬

‫د‪ .‬محمد بن �سالم الحارثي‬ ‫ال�صالحة وتعزيزها‬

‫والثقافي واللغوي الذي تحفل به‪ ،‬وال�سعي الجاد وا ألكيد‬ ‫‪ -1‬ا إلطار العام ‪:‬‬
‫لتحقيق الأمن وال�سلم الدوليين‪ ،‬وفهم الأداء الكوني‪:‬‬ ‫التطبيع الاجتماعي للأفراد على ا ألخلاق ال�َّسامية‪،‬‬
‫ال�سيا�سي والاقت�صادي والبيئي والتكنولوجي ‪� ..‬إلخ‪ ،‬مع‬ ‫والخ�صال النبيلة‪ ،‬والقيم ا أل�صيلة‪ ،‬قديم ج ًّدا؛ قدم الإن�سان‬
‫إ�دراك ما تقت�ضيه التنمية العالمية من �سنن ووجوه‪ ،‬والخروج‬ ‫نف�سه‪ ،‬ولي�س مفهوما حادثا‪ ،‬أ�و ع َر ً�ضا طارئا‪ ،‬فر�ضته‬
‫‪-‬بال َّتالي‪ -‬من �شرنقة المحل َّية �إلى �سعة العالم َّية‪ ،‬ومن �ضيق‬ ‫الظروف وا ألحداث التي �شهدها وي�شهدها العالمان العربي‬
‫ا إلقليم إ�لى أ�فق الكون ال ّرحيب؛ بما يحمي كوكبنا‪ ،‬وي�صون‬ ‫والإ�سلامي؛ لذا تعنى الأدبيات التربوية عموما ببيان خلفية‬
‫الن�سيج الاجتماعي والب�شري الذي ينتظمه؛ فتتحقق بذلك‬ ‫هذا الم�سلك‪ ،‬و�آثاره على ا إلن�سان؛ بما هو كائن ح ٌّي‪ ،‬يتفاعل‬
‫الحكمة التي لأجلها وجدنا‪ ،‬والغاية التي ن�سعى �إليها جميعا‬ ‫مع مكونات الوجود المختلفة من حوله‪ ،‬ويتعاطى وال�صروف‬
‫وال َّتجاذبات التي ت ؤ�ثر فيه ‪ ..‬ويت�أثر بها‪ .‬والحديث عن تربية‬
‫(المعرفة ‪ -‬التعارف ‪ -‬الاعتراف)‪.‬‬ ‫المواطنة ال َّ�صالحة ين�ضوي تحت هذا ال�سياق ‪-‬في نظري‪-‬؛‬
‫‪ -2‬فل�سفة الم�شروع ‪:‬‬ ‫والعناية به هو في ال َّ�صدارة من اهتمامات ال ُّدول ال َّناه�ضة‪،‬‬
‫ا َّلتي تعي الخطر المحدق بها‪ ،‬لذا فهي ت�سعى جاهدة إليجاد‬
‫تظل تربية المواطنة ال�صالحة ‪-‬بو�صفها نتا ًجا تربو ًّيا‪ -‬عملية‬ ‫جيل �صالح وم�س�ؤول؛ يرتكز على أ��س�س مكينة من المعرفة‬
‫م�ستمرة‪ ،‬ت�شبه تماما عملية التربية؛ من حيث الا�ستمرارية‬ ‫الواعية وال�ُّسلوك القويم‪ ،‬وي�ستند �إلى منظومة قيمية متكاملة‪،‬‬
‫والعنا�صر المكونة لها؛ ومن خلالها يت�شرب المواطن قيم‬ ‫تقيه عوادي ال َّزلل والانحراف؛ �إح�سا�ًسا بالم�س ؤ�ولية‪ ،‬وانتما ًء‬
‫المواطنة‪،‬معتحقيقالحاجاتا أل�سا�سيةله‪،‬وهيتنموبقيمها‬ ‫�صادقا إ�لى الوطن‪ ،‬و�شعورا عارما ب�آماله و آ�لامه وتطلعاته؛‬
‫ومبادئها بنموه؛ لذا تقوم كثير من الدول بالتخطيط المبكر‬ ‫و إ�دراكا واعيا ‪-‬كذلك‪ -‬بالحقوق والم�س ؤ�وليات‪ ،‬ونهو�ضا‬
‫ج ًّدا لغر�س تلك المفاهيم لدى المواطنين ‪ /‬ــات في مراحل‬ ‫فاعلا بالواجبات الملقاة على عاتق كل فرد م َّنا تجاه وطنه‬
‫نموهم المختلفة؛ وذلك من خلال الأ�سرة والمدر�سة‪� ..‬إلخ؛‬ ‫و أ�مته؛ ومحافظة على القيم والمكت�سبات والمنجزات‪ ،‬التي‬
‫ب�شكل مخطط له ومدرو�س ومتابع ميدان ًّيا؛ نظرا لتعقد هذه‬ ‫تعد ر�صيدا ح�ضار ًّيا لا يمكن التفريط به �أبدا‪ .‬واليوم ف إ� َّن‬
‫العملية وت�شابكها‪ ،‬لذا فهي تخ�ضع لعدة اعتبارات وم�ؤثرات‪،‬‬ ‫هذا المو�ضوع يكت�سب ‪ -‬أ�ي ً�ضا‪ُ -‬ب ْع ًدا عالم ًّيا؛ يتع َّدى الحدود‬
‫ولا بد لتحقيقها من �إجراء الدرا�سات المعمقة؛ للوقوف على‬ ‫الجغرافية والطبيعية؛ �إلى ما هو أ�بعد من ذلك؛ لذا فمن‬
‫واقعها‪ ،‬وم�ستواها‪ ،‬والكيفية التي يمكن عبرها تعزيزها؛‬ ‫المنطقي أ�ن نجد �أطروحات متعددة تندرج �ضمن ما بات‬
‫�ضمن خطط وبرامج إ��ستراتيجية‪ ،‬تركز ‪-‬ب�صفة خا َّ�صة‪-‬‬ ‫يعرف في وقتنا الحا�ضر بالوطن الكبير ‪-‬الكوكب‪-‬؛ وذلك‬
‫من خلال ال�شعور بالانتماء �إلى الأر�ض التي نقطن عليها‪،‬‬
‫على ال�شباب ‪ /‬ــات في عملية التخطيط بعيد المدى‪.‬‬ ‫والعمل على �إ�صلاحها وعمارتها‪ ،‬واحترام التنوع العرقي‬
‫وحيث �إ َّن حب الوطن قيمة �إيمانية عظيمة؛ من مظاهرها‬
‫وتجلياتها‪ :‬الدعاء له بكل خير و�أمن و�سخاء ورخاء‪ ،‬ودعم‬ ‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪37‬‬

‫إ�دخال حزمة كبيرة من ا إل�صلاحات الت�شريعية والبرلمانية‪،‬‬ ‫بالكلية‪ ،‬ما ُي َع ُّد من بين أ�هم �أ�سباب �ضعف الانتماء الوطني‪.‬‬
‫وتحديث النظم وا إلجراءات المعمول بها في عدد من الجهات‬ ‫والحا�صل �أن التطرف والانحراف ي أ�تيان من �سوء التربية‬
‫الر�سمية‪ ،‬و�صولا إ�لى تغيير بع�ض ا ألوعية ا إلدارية التابعة‬ ‫وف�ساد التعليم وثقافة الكراهية التي ت ّعبئها بع�ض العنا�صر‬
‫لم ؤ��س�سات الدولة‪ ،‬وا�ستحداث أ�وعية جديدة أ�خرى ‪ ..‬إ�لخ‪،‬‬ ‫في عقول ال�شباب‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى ر�سائل التخوين والتكفير‬
‫وبرغم �أن ما بذل كان مح ّل �إ�شادة و�إطراء‪ ،‬بيد أ�ن التفكير‬ ‫والظلم والا�ستبداد والتهمي�ش والابتزاز ‪ ..‬التي يتعر�ضون لها‬
‫ال�سليم في موا�صلة إ�يجاد الحلول لما يعتر�ض الم�سيرة‪،‬‬ ‫عبر مختلف الو�سائل والو�سائط المعروفة في هذا الع�صر‪.‬‬
‫ومراجعة وتحديث وتطوير ما يحتاج إ�لى مراجعة وتطوير‪،‬‬ ‫وت�شيربع�ضالدرا�سات إ�لى�أنالانتماءي�ضعففي�أحوال‪،‬منها‪:‬‬
‫ومتابعة �ش�ؤون ال�شباب ‪ /‬ــات أ�ولا ب�أول‪ ،‬ور�صد حاجياتهم‪،‬‬ ‫عندما ت�سود القيم المادية في المجتمع‪ ،‬وي�صبح المال‬
‫ور�صد ما يتطلع إ�ليه المجتمع‪ ،‬وبذل الو�سع في �سبيل توفيره‪،‬‬ ‫هو الآلية التي تمكن الفرد من إ��شباع حاجاته وطموحاته‪،‬‬
‫وتذليل ال�صعوبات والعقبات التي تعتر�ض النهو�ض بالب َناء‬
‫الفكري‪ ،‬والعمل على الوقاية؛ من منطلق �أن الوقاية خير من‬ ‫ب�صرف النظر عن م�صدر هذا المال‪.‬‬
‫العلاج يدفع �إلى نجاح ذلك الم�شروع ‪-‬م�شروع الإ�صلاح‪،-‬‬ ‫عندما تتواري القيم التي تحافظ على العلاقات ا إلن�سانية‪،‬‬
‫ويحدث إ�هدار لقيمة العمل‪ ،‬ويقع الخلل بين العمل والأجور‪.‬‬
‫و إ�دامته‪ ،‬وتحقيق المخرجات الم أ�مولة من ورائه‪.‬‬ ‫عندما ت�سود القيم الفردية‪ ،‬وتعلى الم�صلحة الخا�صة على‬
‫جدير بالذكر �أن من أ�ه ّم الم�ؤ�شرات التي يمكن بو�ساطتها‬
‫الم�صلحة العامة‪ ،‬وت�سود القيم الا�ستهلاكية‪.‬‬
‫الا�ستدلال على مدى الانتماء للوطن ‪ ..‬ا ألمور ا آلتية ‪-:‬‬ ‫عندما تكون هناك �شخ�صيات فوق القانون‪ ،‬وفوق النظام‬
‫الم�شاركة الايجابية والفاعلة في ا ألن�شطة التي تخدم الوطن‬
‫العام للمجتمع‪ ،‬وتختفي القدوة‪ ..‬ويغيب الثواب والعقاب‪.‬‬
‫وق�ضاياه على كافة الم�ستويات‪.‬‬ ‫عندما يتم توزيع الثروة ل�صالح ا ألقلية من أ��صحاب‬
‫الدفاع عن م�صالحه‪ ،‬والعمل على درء الخطر عنه من أ�ي كان‪.‬‬
‫الامتيازات‪ ،‬والوا�سطات‪.‬‬
‫ال�شعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء إ�ليه‪.‬‬ ‫عندما تغلب روح الأنانية والفردية‪ ،‬بدل ًا من العلم والعقلانية‪.‬‬
‫المحافظة على ممتلكاته ومكت�سباته‪.‬‬ ‫عندمات�سودقيمال�سلبيةواللامبالاة‪،‬ويتف�شيال�سباقالمحموم‬

‫التحاور الذي ين�شد ا إل�صلاح‪ ،‬ب�شكل علمي ومنهجي؛ وعبر‬ ‫من أ�جل المنافع‪ ،‬وين�صرف كل فرد �إلى م�شروعه الخا�ص‪.‬‬
‫الطرق والو�سائل وا إلجراءات المرعية عادة‪.‬‬ ‫عندما يتخلف المجتمع عن توفير الحاجات الا�سا�سية‬
‫لأفراده‪ ،‬وعن الخدمات الحيوية له‪ ،‬مثل‪ :‬التعليم والعلاج‬
‫و�أرى �أنه بالإمكان العمل على و�ضع آ�لية محكمة لقيا�س تلك‬
‫الجوانب؛ من خلال تكليف بع�ض الجهات المخت�صة في‬ ‫والم�سكن الملائم وفر�ص العمل‪.‬‬
‫الدولة‪( :‬وزارة التنمية الاجتماعية ‪ -‬وزارة الداخلية ‪ -‬وزارة‬ ‫عندما تغيب الحرية‪ ،‬ويفتقد الأمن وتكاف ؤ� الفر�ص‪ ،‬وي�صعب‬
‫الأوقاف وال�ش ؤ�ون الدينية ‪ -‬مجل�س الدولة ‪ -‬مركز ال�سلطان‬
‫قابو�س العالي للثقافة والعلوم)‪ ،‬تعمل مجتمعة على ت�صميم‬ ‫الح�صول على أ�ي عوائد أ�و ثمار من التنمية‪.‬‬
‫مقيا�س وا�ضح و�ش ّفاف يحتكم إ�ليه؛ لمعرفة مدى الولاء‬ ‫عندما يتم إ�هدار كرامة و آ�دمية المواطن‪.‬‬
‫والانتماء الكائن‪ ،‬والتفاكر حول‪ :‬درا�سة الجوانب ا ألخرى‬
‫ذات ال�صلة‪ ،‬التي يتحقق قيا�سها بتعاون جهات الاخت�صا�ص‬ ‫عندما تحرمالدولةالمواطنينمنالم�شاركةفي�صنعالقرار‪.‬‬
‫الأخرى‪ ،‬نحو‪( :‬وزارة التعليم العالي ‪ -‬وزارة التربية والتعليم‬ ‫عندما ت�ضع العوائق أ�مام تفعيل دور الم ؤ��س�سات والنقابات‬
‫‪ -‬الجامعات والكليات المتخ�ص�صة ‪� -‬شرطة عمان ال�سلطانية‬
‫‪ -‬وزارة القوى العاملة ‪ -‬وزارة الخدمة المدنية ‪ -‬جمعيات‬ ‫والمنظمات غير الحكومية في المجتمع‪.‬‬
‫بع�ض تلك الإ�شكاليات قد يوجد لظروف وخلفيات معروفة‪،‬‬
‫م�ؤ�س�سات المجتمع المدني)‪.‬‬ ‫م�سببا �سخطا وتبرما لدى البع�ض‪ ،‬الذي يتفاقم إ�ذا لم يو�ضع‬
‫ـــــــــــــ‬ ‫ح ّد له‪ ،‬وقد عمدت الدولة في حالتنا العمانية خ�صو�صا بعد‬
‫ا ألحداث التي ع�صفت بالمنطقة ككل إ�لى جوانب من تلك‬
‫(*) ملاحظة ‪ :‬تم بناء هذه الر�ؤية وت�صميمها والاعتماد فيها على ع�شرات‬ ‫الوجوه‪ ،‬فعملت على معالجتها‪ ،‬وهناك ‪-‬كما �شهدنا‪� -‬سعي‬
‫الم�صادر والبرامج وا ألنظمة واللوائح و أ�وراق العمل المن�شورة وغير‬ ‫حثيث لتوفير �سبل العي�ش الكريم للمواطنين والمواطنات‪،‬‬
‫ومحاولة لحل م�شكلات ال�شباب والفتيات على ح ٍّد �سواء‪،‬‬
‫المن�شورة‪ ،‬التي يحتفظ الباحث بن�سخة منها‪.‬‬ ‫وعمل جاد ومتوا�صل لمراجعة منظومة التعليم‪ ،‬إ�لى جانب‪:‬‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪36‬‬

‫�شباب وفتيات ال�سلطنة عموما‪.‬‬ ‫ت�أمين الحماية الاجتماعية والاقت�صادية وال�سيا�سية الكاملة‬
‫الموظفون ‪ /‬ـــات ‪ ،‬والعاملون ‪ /‬ــات في القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫للأفراد‪ ،‬وجعلهم على قدم الم�ساواة عمل ًّيا �أمام القانون؛‬
‫مخافة �أن ي ؤ�دي خلاف ذلك من ممار�سات يراد �إل�صاقها‬
‫‪ -5‬الخلفية‪ ،‬وا إل�شكاليات ‪:‬‬ ‫بالدولة ق�صدا �أو جهلا إ�لى أ�ن يخف �أو يتلا�شى إ�ح�سا�س‬
‫الانفتاحالم�شهودفيراهنناالمنظور إ�ليهعلىمختلفال ُّ�ص ُعد‪،‬‬
‫وما ا�ستتبع ذلك من آ�ثار؛ فر�ض على الكثير من بلداننا العربية‬ ‫ا ألفراد بالمواطنة والولاء الحقيقيين للدولة وقيادتها‪.‬‬
‫والإ�سلامية تحديات كبيرة‪ ،‬تحتاج م َّنا إ�لى بذل مزيد من‬ ‫‪ -3‬الأهداف ‪:‬‬
‫الجهود في �سبيل المراجعة الحقيقية للأ�سباب والبواعث‪،‬‬
‫وتدار�س الحلول و�آليات المواجهة‪� ،‬إلى جانب �أهمية مراجعة‬ ‫يحقق العمل على تنفيذ هذا الم�شروع بالوجه المخطط له؛‬
‫منظومة التعليم‪ ،‬و إ�عادة النظر في أ��ساليب وطرق تربية‬ ‫وفق الفل�سفة المطروحة‪ ،‬وعلى �ضوء ا ألفكار الم�ضمنة هذه‬
‫ا ألبناء‪ ،‬وتوجيههم الوجهة ال�صحيحة؛ حتى لا يقعوا فري�سة‬
‫�سهلة لمقت�ضيات ذلك الانفتاح‪ ،‬فتذوب بالتالي هويتهم‪،‬‬ ‫الر�ؤية ‪ ..‬ا ألمور ا آلتية‪-:‬‬
‫وتذوي وطنيتهم‪ ،‬وي�ضعف وال ؤ�هم للمرجعية الدينية والفكرية‬ ‫�إنعا�ش الوعي الوطني لدى الأفراد‪ ،‬والوعي كذلك بالهوية‬
‫وال�سيا�سية والاجتماعية التي ينتمون �إليها‪ .‬ومما لا �شك فيه‬ ‫الوطنية‪ ،‬والانتماء ال�صادق للوطن‪ ،‬وال�شعور بم�شكلاته‪،‬‬
‫أ�ن �ضعف ا إلح�سا�س بالم�س ؤ�ولية‪ ،‬واحترام القوانين‪ ،‬وتزعزع‬ ‫وا إل�سهام الإيجابي على حلها‪ ،‬والتفاني في تنمية المجتمع‪،‬‬
‫قيم العمل والإنتاج تقف وراء مختلف الإ�شكاليات التي يمر‬ ‫وخدمته‪ ،‬والالتزام بمبادئه وقيمه وقوانينه‪ ،‬والم�شاركة‬
‫بها المجتمع في هذه المرحلة الح�سا�سة‪ ،‬لذا فالحل يكمن في‬ ‫الفعالة في الأن�شطة وا ألعمال والبرامج التي ت�ستهدف رقي‬
‫تعزيز هذه القيم المختلفة لدى الطلبة ‪ /‬ــات في المدار�س‬
‫والجامعات والكليات‪ ،‬ولدى منت�سبي الم ؤ��س�سات المختلفة‪،‬‬ ‫الوطن‪ ،‬والمحافظة على مكت�سباته‪.‬‬
‫التي تتطلع �أن يكون لديها قيم مواطنة وا�ضحة‪ُ ،‬يلتزم بها في‬ ‫تنمية الهوية الثقافية؛ بما يواكب التطور الذي نعاي�شه اليوم‪،‬‬
‫التعامل مع الجميع‪ .‬و�ضعف الانتماء للوطن ينتج ‪-‬كذلك‪ -‬عن‪:‬‬ ‫و�إيجاد فهم وا�ضح للمواطنة ال�صالحة‪ ،‬الم�ستندة �إلى ثوابت‬
‫(الفقر والبطالة والجهل والتهمي�ش)؛ وذلك يعد ‪�-‬أي ً�ضا‪ -‬من‬ ‫المجتمع ا أل�سا�سية‪ ،‬مثل‪ :‬الولاء‪ ،‬وال�شعور بالانتماء للوطن‪،‬‬
‫جملةالعواملالرئي�سةالم ؤ�دية إ�لىانحرافال�شباب‪،‬ولجوئهم‬ ‫وتعزيز الأخلاق المجتمعية‪ ،‬الم�ستمدة من ديننا ا إل�سلامي‬
‫‪-‬نتيجة لذلك‪� -‬إلى التطرف والت�شدد‪ ،‬والعنف �ضد المجتمع‬
‫وقيادته ومقدرات الدولة‪ .‬ي�ضاف �إلى كل �أولئك‪� :‬ضعف الوازع‬ ‫الحنيف‪ ،‬ومن موروثنا الح�ضاري والعربي‪.‬‬
‫الديني‪،‬الذييعتبرمن أ�خطرتلكالعواملعلىا إلطلاق‪،‬الأمر‬ ‫تكري�س مفاهيم الانتماء والمواطنة في نفو�س التلاميذ‪،‬‬
‫الذي يدعونا للت�صدي بحزم و�صرامة لكل ما من �ش�أنه �صرف‬ ‫وتن�شئتهم على القيم الدينية والأخلاقية والثوابت الوطنية؛‬
‫ال�شبابعندينهم‪،‬منخلالتكثيفحملاتالتوعيةوالتثقيف‪،‬‬ ‫ابتداء من الن�شيد الوطني وتحية العلم‪� ،‬إلى جانب الوعي‬
‫و إ�عادة النظر في الثقافة الدينية التي يعمل حال ًّيا على ن�شرها‪،‬‬ ‫بالم�س�ؤولية الاجتماعية؛ عبر �سلوكيات تكت�سب من خلال‬
‫من خلال‪( :‬خطب الجمعة‪ ،‬أ�و الدرو�س والمحا�ضرات في‬ ‫ممار�سة الأن�شطة الدرا�سية ال�صفية واللا �صفية‪ ،‬والممار�سات‬
‫الم�ساجد‪� ،‬أو عبر القنوات الف�ضائية ‪� ..‬إلى غير ذلك من ال�سبل‬ ‫اليومية داخل المدر�سة وخارجها‪ ،‬والتي تدار وفق ر ؤ�ية‬
‫الأخرى الفاعلةوالن�شطة)‪،‬التي أ��شير إ�ليهافي محور�سابق‪.‬‬ ‫تربوية‪ ‬تنطلق من احترام الهوية والحفاظ على‪ ‬الثوابت‬
‫وبالجملة فالأ�سباب الم ؤ�دية �إلى ذلك ال�ضعف‪ ،‬و�إلى مظاهر‬ ‫الوطنيةوالولاءالكاملللوطنوقيادته‪،‬ونبذالعنفوالتع ُّ�صب‪،‬‬
‫الانفلات والت�شدد اللذين ن�شهدهما من وقت لآخر متعددة‬ ‫إ�لى جانب تعليم الن�شء وال�شباب أ��ساليب وطرق التعبير عن‬
‫ومختلفة‪�( :‬سيا�سية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬واقت�صادية)؛ تمت الإ�شارة‬ ‫الر أ�ي‪ ،‬واحترام وتقبل الر أ�ي الآخر‪ ،‬والتمتع بكافة‪ ‬الحقوق‬
‫إ�لى بع�ضها فيما م�ضى؛ هذا إ�ذا ما التفتنا ‪-‬كذلك‪ -‬إ�لى‬
‫ما يقع لدى دول الجوار؛ من‪ :‬قيام بع�ض القوى ال�سيا�سية‬ ‫ال�سيا�سية والمدنية‪ ‬التي كفلها النظام ا أل�سا�سي للدولة‪.‬‬
‫والجماعات المند�َّسة بغر�س ثقافة الكراهية لدى ال�شباب‬ ‫الالتفاف حول القيادة ال�سيا�سية‪ ،‬وتعزيز مرتكزات وقيم‬
‫والفتيات‪ ،‬التي تتنامى �شيئا ف�شيئا مع غياب لغة الحوار‬ ‫الولاء والانتماء للوطن؛ لموا�صلة عملية التنمية ال�شاملة‪،‬‬

‫والتعمير والرقي والازدهار المعا�ش‪.‬‬
‫‪ -4‬الفئات الم�ستهدفة ‪:‬‬

‫طلبة م ؤ��س�سات التعليم العام والخا�ص‪.‬‬
‫طلبة م ؤ��س�سات التعليم العالي‪.‬‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪39‬‬ ‫الدولة الكبير يرقد تحت العناية المركزة لعلاج الالتهاب الرئوي‪.‬‬
‫وقدبد أ�تالحقيقةتتك�شفرويدا‪ ،‬أ�ن�سنغافورةقدتكونعلىو�شك‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫فقدان قائدها المبجل‪ ،‬عندما ك�شف البيان التالي أ�ن ال�سيا�سي‬

‫المري�ض المخ�ضرم كان يتلقى دعم التنف�س الا�صطناعي‪.‬‬
‫وفيحدثغيرعاديبد أ�النا�سيتوافدون إ�لىم�ست�شفى�سنغافورة‬
‫العام‪ ،‬كما لو �أنهم �أرادوا أ�ن يكونوا بجوار وزيرهم المخل�ص في‬
‫�ساعة ال�شدة‪ ،‬حيث �أح�ضروا باقات الورود وبطاقات التهنئة‪،‬‬
‫م ؤ�ملين له ال�شفاء والم�شاركة في الاحتفالات الوطنية بمنا�سبة‬
‫الذكرى الـ‪ 50‬لا�ستقلال �سنغافورة‪ ،‬الجزيرة التي �أ�صبحت دولة‬

‫حرة في ‪� 9‬أغ�سط�س ‪1965‬م‪.‬‬
‫و أ�و�ضح بيان لاحق �صادر عن مكتب رئي�س الوزراء عن تدهور‬
‫حالة «لي»‪ ،‬ا ألمر الذي هي أ� ال�شعب لتلقي الخبر ا أل�سو�أ م�ستقبلا‪.‬‬
‫وفي يوم ‪ 23‬مار�س‪ ،‬توفي «لي» عن عمر يناهز ‪ 91‬عاما‪ ،‬لتغرق‬

‫البلاد بعده كلها في حداد‪.‬‬
‫ا�صطف الآلاف من المواطنين لتقديم تعازيهم‪ ،‬حيث و�ضع‬
‫جثمانه في مبنى البرلمان‪ .‬كما ا�صطف الآلاف في ال�شوارع‬
‫لت�شييعه في رحلته الأخيرة‪ ،‬منتحبين تحت المطر‪ ،‬مرددين‪:‬‬
‫«لي كوان يو‪ ،‬لي كوان يو»‪ ،‬فيما كان موكبه ي�شق طريقه عابرا‬
‫المدينة باتجاه المحرقة‪ .‬لقد كان م�شهدا مبهرا تج�سدت من‬
‫خلالة المودة للرجل الذي قال ذات مرة إ�نه يف�ضل أ�ن ُيخ�شى‬
‫بدلا من أ�ن ُيحب‪ ،‬على غرار مكيافيلي‪�« ،‬إذا كان لا أ�حد يخاف‬

‫مني‪ ،‬ف�أنا بلا جدوى»‪.‬‬
‫�إن هذا الم�شهد الحقيقي من الحزن والعواطف الجيا�شة ليعك�س‬
‫�شعور الامتنان‪ ،‬وي�ؤكد على الترابط العميق مع الأب الم�ؤ�س�س‬
‫للبلاد والاعتراف ب أ�ن ما يعي�شه ال�سنغافوريون اليوم يعود الف�ضل‬
‫في جزء كبير منه إ�لى ر�ؤيته الواثقة و�شجاعته لتحويل البلاد إ�لى‬

‫�إحدى دول العالم الأول‪ ،‬خلال جيل واحد فقط‪.‬‬
‫في عام ‪ ،1965‬تم إ�خراج �سنغافورة من ماليزيا بعد نزاعات‬
‫حامية أل�سباب عرقية‪ .‬وكان ت أ�ثير ذالك �صادما على �سنغافورة‬
‫و�شعبها‪ .‬وي�صف �أحد المحللين ذلك قائلا‪« :‬تخيل �أن يلقى بك‬
‫خارج المنزل‪ ،‬وت�شعر مثل يتيم بلا عائلة»‪ .‬وبعد أ�ن تم ف�صل‬
‫�سنغافورة من روافد الاقت�صاد المالاوي‪� ،‬سعى «لي» لتوجيه‬
‫البلاد نحو الغرب وبقية دول �آ�سيا من �أجل البقاء‪ .‬وكانت هذه‬

‫ا�ستراتيجية «�صن تزو» الكلا�سيكية‪:‬‬
‫«اعرف الت�ضاري�س‪ ،‬واعرف الطق�س‪ ،‬و�سيتحقق لك الن�صر‪».‬‬
‫و�أطلق «لي» �صيحته متحديا‪ « :‬إ�ننا لا ندين للعالم بلقمة‬
‫عي�ش»‪ ،‬فيما �أخذ ي�شحذ الهمم لخو�ض �صراع ملحمي من‬

‫�أجل البقاء الاقت�صادي‪.‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪38‬‬

‫لي كوان يو ‪..‬‬

‫رمز �سنغافورة الذي �أراد أ�ن يكون ُمهابا‪،‬‬
‫لكنه �صار محبوبا‬

‫الم�صدر‪ :‬آ��سيان‬ ‫لقد بات ا�سمه مرادفا ل�سنغافورة �سواء داخل الدولة الجزيرة‬
‫ترجمة‪ :‬ح�سن المطرو�شي‬ ‫�أو خارجها‪ ،‬وكانت حادثة موته �صادمة زلزلت القلوب‬
‫و أ�ثارت الم�شاعر في م�شهد قلما يحث نظيره‪ ،‬حيث �شعر‬
‫العامة القادمة التي يجب �أن تجري في عام ‪2016‬م‪ ،‬قبل‬ ‫ال�سنغافوريون بالخ�سارة الكبيرة لفقدان رمزهم الوطني‪.‬‬
‫انتهاء فترة ولاية الحكومة‪ ،‬ومدتها خم�س �سنوات‪.‬‬ ‫�إنه في�ض من الم�شاعر العفوية لرجل الدولة المخ�ضرم‪،‬‬

‫إ�ن قلة من المواطنين ال�سنغافورين الذين ي�ستطيعون �أن‬ ‫الذي امتدت قيادته ا ألبوية على مدى ‪ 30‬عاما‪.‬‬
‫يتخيلوا الحياة بدون هذا الرجل‪ ،‬الذي تولى من�صب �أول‬ ‫لقد ترك رحيله �شعورا عميقا بالفراغ لدى عامة النا�س‪،‬‬
‫رئي�س للوزراء حاملا على كاهله م�س�ؤولية م�صير الأمة على‬ ‫وع َّده الكثير منهم خ�سارة �شخ�صية كبرى‪ ،‬ونهاية لحقبة‬
‫مدى جيل كامل‪ .‬وقد كانت الإرها�صات ا ألولى لهذا الحدث‬ ‫م�ؤثرة تج�سدت في فترة حكمه‪ .‬ويرى محللون �سيا�سيون أ�ن‬
‫الجلل قد بد أ�ت في �أوائل �شهر مار�س عندما كانت الجزيرة‬ ‫ردة الفعل الجماعية هذه تعد عاملا ح�سا ًما في الانتخابات‬
‫ب أ�كملها تتحدث �أن «لي» الذي يعاني من الوهن وال�شيخوخة قد‬
‫تم إ�دخاله �إلى الم�ست�شفى‪ .‬وفي الوقت الذي كانت ت�سري فيه‬ ‫العدد(‪)7‬‬
‫ال�شائعات‪� ،‬أ�صدر مكتب رئي�س الوزراء بيانا �أو�ضح فيه �أن رجل‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪41‬‬

‫طريقة كريم بات�سيير‪:‬‬ ‫دونات مح�شية بكريم بات�سيير‬
‫يو�ضع الحليب والفانيليا على النار �إلى �أن يبد أ� في الغليان‪.‬‬
‫في وعاء آ�خر تخفق باقي المكونات‪ ،‬وي�ضاف �إليها الحليب‬ ‫المكونات‪:‬‬
‫ثلث كوب من الماء الدافئ‪.‬‬
‫ال�ساخن بالتدريج إ�لى �أن تمتزج المكونات‪.‬‬ ‫ن�صف فنجان من ال�سكر‪.‬‬
‫نعيد الخليط على النار ويحرك دون توقف إ�لى �أن يثقل‬ ‫ملعقتان �صغيرتان من الخميرة‪.‬‬
‫قوامه‪ .‬نرفعه عن النار ويخلط مع الكريمة‪ ،‬ثم يغطى ال�سطح‬
‫كوب من الحليب ال�سائل‪.‬‬
‫بالنايلون حتى لا تتكون ق�شرة‪.‬‬ ‫ملعقتان �صغيرتان من الفانيلا ال�سائلة‪.‬‬
‫طريقة الدونات‪:‬‬
‫بي�ضتان‪.‬‬
‫في وعاء يخلط الماء الدافئ مع ملعقة كبيرة من ال�سكر‬ ‫زعفران‪.‬‬
‫والخميرة وتترك جانبا لمدة ‪ 10‬دقائق‬ ‫‪ 4‬أ�كواب من الطحين‪.‬‬
‫في وعاء آ�خر تمزج باقي المكونات‬ ‫ملعقتان كبيرتان من بودرة الكا�سترد‪.‬‬
‫ملعقة �صغيرة من ملح‪.‬‬
‫ي�ضاف خليط الخميرة مع الطحين‪ .‬وتعجن �إلى �أن تتما�سك‬ ‫ثلث كوب من الزيت النباتي‪.‬‬
‫لمدة ‪ 5‬دقائق‪.‬‬ ‫زيت للقلي‪ ،‬و�سكر بودرة للتزيين‪.‬‬
‫كريم بات�سيير‪:‬‬
‫تغطى‪ ،‬وتترك لترتاح لمدة �ساعة أ�و إ�لى �أن يت�ضاعف حجمها‪.‬‬ ‫�صفار بي�ضتين بدرجة حرارة الغرفة‬
‫بعد �ساعة‪ ،‬تق�سم �إلى كرات مت�ساوية الحجم وتر�ش‬ ‫‪ 3‬ملاعق كبيرة من طحين الحلويات‬
‫‪ 2-1‬ملعقة �صغيرة من الفانيليا‬
‫بالطحين‪ ،‬وتترك لمدة ن�صف �ساعة‪.‬‬ ‫ر�شة ملح‬
‫تقلى في زيت عميق حتى تحمر‪.‬‬ ‫‪� 4/3‬أكوب من الحليب كامل الد�سم‬
‫ربع كوب من ال�سكر‬
‫تح�شى بالكريم با�ستيير با�ستخدام كي�س الكريمة‪ ،‬تر�ش‬ ‫‪ 3‬ملاعق كبيرة كريمة خفق (اختياري)‬
‫بال�سكر البودرة ومن ثم تقدم‪.‬‬

‫�سموذي الم�شم�ش‬
‫والعنب‬

‫المكونات‪:‬‬
‫‪ 3‬حبات موز مجمدة‪.‬‬
‫ملعقتان كبيرتين من الزبادي‪.‬‬
‫كوب من الحليب كامل الد�سم‪.‬‬
‫‪ 3‬حبات م�شم�ش مقطعة‪.‬‬

‫كوب عنب‪.‬‬
‫ملعقتان كبيرتان من جوز الهند المب�شور‪.‬‬
‫ملعقة �أو ملعقتان من الع�سل (ح�سب الذوق)‪.‬‬

‫الطريقة‪:‬‬
‫تخلط جميع المكونات في خلاط وتقدم باردة‪.‬‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪40‬‬

‫إ�عداد‪ :‬آ�ثار را�شد الرا�سبي‬

‫�سباجيتي بكرات اللحمة‬

‫الطريقة‪:‬‬ ‫المكونات‪:‬‬
‫نقلي ملعقتين من الب�صل المفروم وواحدة من الثوم‬ ‫‪ 400‬غرام من اللحم المفروم ‪.‬‬
‫ملعقة كبيرة من ديجون م�سترد‪.‬‬
‫المهرو�س حتى يحمر قليلا‪.‬‬
‫ي�ضاف خليط الب�صل مع اللحم المفروم وي�ضاف إ�ليه‬ ‫حبة ب�صل كبيرة ومفرومة‪.‬‬
‫الملح والفلفل ا أل�سود وديجون م�سترد‪ ،‬وملعقة كبيرة من‬ ‫‪ 3‬ف�صو�ص من الثوم‪.‬‬

‫معجون الطماطم‪.‬‬ ‫فلفل رومي متو�سط الحجم ومقطع م�ستطيلات‪.‬‬
‫يكور اللحم �إلى �أحجام متو�سطة ومت�ساوية‪ ،‬وتترك في‬ ‫جزرة مق�شرة ومقطعة م�ستطيلات‪.‬‬
‫‪ 2‬طماطم مق�شرة ومفرومة‪.‬‬
‫الثلاجة لمدة ‪ 15‬دقيقة ثم تقلى‪ ،‬وتترك جان ًبا‪.‬‬ ‫معجون طماطم‪.‬‬
‫في وعاء �آخر يو�ضع القليل من الزيت وي�ضاف �إليه الب�صل‬ ‫ملح وفلفل �أ�سود‪ ،‬وفلفل �أحمر‪.‬‬
‫ملعقة كبيرة من خل العنب‪.‬‬
‫إ�لى �أن يحمر قليلا‪ ،‬ثم ي�ضاف الثوم‪.‬‬ ‫كوبان ون�صف من الماء‪.‬‬
‫ي�ضاف الفلفل الرومي والجزر ويقلب �إلى أ�ن يحمر قليلا‪.‬‬ ‫زيت للقلي‪.‬‬
‫ت�ضاف الطماطم المفرومة مع معجون الطماطم‪ ،‬والماء‪.‬‬ ‫�سباجيتي م�سلوقة ح�سب الاحتياج‪.‬‬
‫ي�ضاف خل العنب ون�ضيف الفلفل ا ألحمر والأ�سود والملح‪.‬‬
‫تترك على نار هادئة �إلى �أن تغلى ال�صل�صلة‪ ،‬ون�ضيف‬

‫كرات اللحم‪.‬‬
‫نتركها حتى تتكثف ثم نقدمها مع ال�سباجيتي‪.‬‬

‫‪»`aÉ≤ãdG‬‬‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪43‬‬

‫جائزة ال�سلطان قابو�س‬
‫ل آلداب والثقافةوالفنون تكريم للمبدعين‬

‫ح�سن الرم�ضاني‪:‬‬

‫اللغة الفرن�سية ق َربتني من آ�دابها وفنونها‬

‫التجربة ا ألولى لل�سفر لدىالمبدعين‪:‬‬

‫غواية العوالم النائية‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪42‬‬

‫تراثيات‬

‫�إ�شراق النهدي‬ ‫جئت لأ�سرقه ف�سرقني‬
‫يحكى أ�ن ل�صا ذهب لي�سرق دار مالك بن دينار فلم يجد في‬
‫�ضرتك !!فقالت الزوجة ‪:‬كلا يا زوجي العزيز‪ ،‬ف�أنا احبك‬ ‫الدار �شيئا ي�سرقه فراه وهو قائم ي�صلي ف أ�وجز مالك في‬
‫و�أودك‪ ،‬و�سوف �أراعيها ولن تحدث أ�ي م�شاكل ‪.‬و�أخيرا وافق‬ ‫�صلاته ثم التفت إ�لى الل�ص و�سلم عليه وقال ‪ :‬يا أ�خي‪ ،‬تاب‬
‫الزوج بناء على ن�صيحة زوجته و�إلحاحها‪ ،‬وقال لها ‪�:‬سوف‬ ‫الله عليك دخلت بيتي فلم تجد ما ت أ�خذه ولا ادعك تخرج‬
‫�أ�سافر يا زوجتي‪ ،‬و�س أ�تزوج امر أ�ة غريبة عن هذه المدينة‬ ‫بغير فائدة‪ ،‬وقام واتاه ب�إناء فيه ماء وقال له‪ :‬تو�ض أ� و�صل‬

‫حتى لا تحدث أ�ي م�شاكل بينكما ‪.‬‬ ‫ركعتين فانك تخرج بخير مما جئت لأجله‪.‬‬
‫وعاد الزوج من �سفرته �إلى بيته ومعه جرة كبيرة من‬ ‫فقال الل�ص‪ :‬نعم وكرامة‪ ،‬وقام فتو�ض�أ و�صلى ركعتين‪ ‬وقال‪:‬‬
‫الفخار‪� ،‬ألب�سها ثياب امر أ�ة وغطاها بعباءة دون أ�ن يريها‬ ‫يا مالك أ�يخف عليك �أن أ�زيد ركعتين أ�خريتين؟‪ ‬‬
‫لزوجته وافرد لها حجرة خا�صة ونادى زوجته الأولى ‪:‬ه أ�نذا‬ ‫قال مالك‪ :‬زد ما قدر الله لك فلم يزل ي�صلي ال�صبح‪ ‬‬
‫حققت ن�صيحتك يا زوجتي ‪ ،‬ولقد تزوجت امر�أة ثانية‬
‫!!وعندما عاد الزوج من عمله إ�لى البيت‪ ،‬وجد زوجته تبكي‬ ‫فقال له مالك‪ :‬ان�صرف را�شدا‪ ‬‬
‫ف�س أ�لها‪:‬ماذا يبكيك يا زوجتي ؟ ردت الزوجة ‪ :‬إ�ن امر أ�تك‬ ‫فقال ‪ :‬يا �سيدي عليك �أن أ�قيم عندك هذا اليوم فاني قد‬
‫التي جئت بها �شتمتني و أ�هانتني وانا لن ا�صبر على هذه‬
‫ا إلهانة!! تعجب الزوج وقال ‪ :‬أ�نا لن �أر�ضى ب إ�هانة زوجتي‬ ‫نويت ال�صيام ‪...‬‬
‫و�سترين بعينيك ما �س أ�فعله بها‪ .‬ثم تناول الزوج ع�صاه‪،‬‬ ‫‪ ‬فقال له مالك‪� :‬أقم ما �شئت ف أ�قام عنده أ�ياما �صائما قائما‬
‫و�ضرب بها ال�ضرة المزعومة على ر أ��سها فته�شمت‪ ،‬وذهلت‬ ‫فلما �أراد الان�صراف‪ ، ‬قال الل�ص‪ :‬يا مالك قد نويت التوبة‪.‬‬
‫الزوجة عندما ر أ�ت �شظايا الجرة �أمام عينيها‪ ،‬فقال لها‬ ‫فقال مالك‪ :‬ذاك بيد الله عز وجل‪ ،‬فتاب الل�ص وح�سنت‬
‫توبته وخرج‪ ،‬فلقيه بع�ض الل�صو�ص وقد ر أ�وا على وجهه‬
‫الزوج ‪:‬ها هل أ�دبتها لك !!‬
‫فقالت المر�أة لزوجها ‪:‬لا تلمني على ما حدث‪ ،‬فال�ضرة مرة‬ ‫الا�ستنارة والراحة فقالوا‪ :‬نظنك قد وقعت على كنز؟‬
‫فقال ‪ :‬ما وقعت بكنز �إنما وقعت بمالك بن دينار جئت أل�سرقه‬
‫ولو كانت جرة !!‬ ‫ف�سرقنى‪ ،‬وقد تبت إ�لى الله عز وجل‪ ،‬وها أ�نا ملازم الباب‪،‬‬
‫قطعت جهيزة قول كل خطيب‬
‫�أ�صله �أن قوما اجتمعوا يخطبون في �صلح بين حيين قتل‬ ‫فلا أ�برح حتى �أنال ما ناله الأحباب !‬
‫أ�حدهما من الآخر قتيلا‪ ،‬وي�س�ألون أ�ن ير�ضوا بالدية‪،‬‬ ‫ال�ضرة مرة ولو كانت جرة‬
‫فبينما هم في ذلك إ�ذ جاءت أ�مة يقال لها (جهيزة)‪،‬‬
‫فقالت‪� :‬إن القاتل قد ظفر به بع�ض �أولياء المقتول فقتلوه‪.‬‬ ‫كان �أحد الرجال متزو ًجا منذ زمن طويل وكانت امر�أته‬
‫فقالوا عند ذلك‪ :‬قطعت جهيزة قول كل خطيب‪ .‬أ�ي قد‬ ‫عاقرا لا تنجب ‪.‬ف أ�لحت عليه زوجته ذات يوم قائلة ‪:‬لماذا‬
‫لا تتزوج ثانية يا زوجي العزيز‪ .‬فربما تنجب لك الزوجة‬
‫ا�ستغني عن الخطب‪.‬‬ ‫الجديدة �أبناء يحيون ذكرك ‪.‬فقال الزوج ‪:‬ومالي ووجع‬
‫ي�ضرب لمن يقطع على النا�س ما هم فيه بحماقة ي�أتي بها‪.‬‬ ‫الرا�س‪ ،‬ف�ستحدث بينكما الم�شاكل وتدب الغيرة بينك وبين‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪45‬‬ ‫الثقافـي‬

‫د‪ .‬عائ�شة الغاب�شية‬ ‫دي�سمبر الما�ضي دورتها الرابعة وهي ب�صدد أ�عمال الدورة‬
‫الخام�سة منها‪ ،‬والمخ�ص�صة للعمانيين من خلال مجالاتها‬
‫هناكتـوجهلا�ـستثمارر أ��سالمال‬ ‫الثلاثة‪ :‬الترجمة عن مجال الثقافة والفنون ال�شعبية العمانية‬
‫عن مجال الفنون والرواية عن مجال الآداب‪ .‬وكان لـ «لتكوين»‬
‫الثقافيوالفني والأدبي الذي راكمته‬ ‫هذا الحوار مع الدكتورة عائ�شة بنت �سعيد الغاب�شية مديرة‬

‫الجائزة منذ انطلاـقتها‬ ‫مكتب جائزة ال�سلطان قابو�س للثقافة والفنون وا آلداب‪.‬‬

‫الحاملة لا�سم قائد ُعمان ‪-‬حفظه الله‪ -‬فالم�شاركة العمانية‬ ‫لماذا الجائزة؟‬
‫للجائزة لا تقت�صر على وجود فائزين منهم فقط بل ت�شارك‬ ‫إ��ضافة �إلى الدعم ال�سامي لن�شاط الثقافة والمثقفين في‬
‫أ�ي�ض ًا في عملية اختيار الفائز عبر وجود العن�صر العماني في‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬ت�أتي هذه الجائزة والتي تعد ا ألكبر قيم ًة‬
‫لجان الفرز والتحكيم إ�لى جانب المتخ�ص�صين من الخارج‬ ‫ك�صانعة للحظة تاريخية في حياة كل مثقف وفنان و�أديب‪،‬‬
‫مما يزيد من الخبرة العمانية وي�ؤهلهم كمق ّيمين في تلك‬ ‫فالجائزة تعيد �إلى �أذهاننا دور القادة العظام في إ�يجاد مناخ‬
‫م�شجع ومحفز للحركة العلمية للإثراء الفكري للو�صول إ�لى‬
‫الميادين والتخ�ص�صات م�ستقب ًل‪.‬‬ ‫حالة من التراكم المعرفي الذي هو ال�سبيل المعزز للتقدم‬
‫هل هناك ت�صور من قبلكم وقبل القائمين على‬ ‫الح�ضاري والإن�ساني‪ ،‬وكل هذا ي أ�تي مع �شعور عام لكل م�شتغل‬
‫الجائزة والم�شرفين عليها لما بعد عملية �إعلان‬ ‫في تلك الميادين أ�ن هناك اهتما ًما وتكري ًما قياد ًيا عالي‬
‫الم�ستوى مبن ًيا على ا أل�صالة والر�صانة والتجديد من خلال‬
‫الفائزين وتكريمهم؟‬ ‫التناف�س على ذلك‪� ،‬إلى جانب �أن الجائزة هي �سفيرة ُعمان‬
‫نعم هناك توجه كبير من قبل مركز ال�سلطان قابو�س العالي‬ ‫في عالم الثقافة والفن وا ألدب م ؤ�كدة على الدور العماني في‬
‫للثقافة والعلوم ممثل ًا ب أ�مينه العام �سعادة حبيب بن محمد‬
‫الريامي �إلى ا�ستثمار ر أ��س المال الثقافي والفني وا ألدبي الذي‬ ‫رفد ا إلن�سان بالمنجز المادي والفكري والمعرفي‪.‬‬
‫راكمته الجائزة منذ انطلاقتها في دورتها الأولى في عام‬
‫نـحن الآن في الـدورة الخام�سة مـن الجـائزة‪،‬‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫إ�لى أ�ي مــدى يـمـكن ملامـ�سة تحـقـق أ�هـدافـهـا‬

‫ور�سالتها ور�ؤيتها؟‬
‫الجائزة ا�ستطاعت خلال دوراتها المن�صرمة أ�ن تجد مقع ًدا‬
‫مه ًما في أ�ذهان الم�شتغلين في ميادينها الثلاثة لي�س فقط‬
‫على الم�ستوى الداخلي بل عرب ًيا �أي ً�ضا كون �أن الجائزة هي‬
‫الأكبر ماد ًيا ومعنو ًيا إ��ضافة إ�لى تنوعها في كل دورة‪ ،‬فحتى‬
‫ا آلن غطت خم�سة ع�شر تخ�ص ً�صا فرع ًيا في مجالاتها الثلاثة‬
‫الثقافة والفنون والآداب مما يجعلها الأكثر فرادة من بين‬
‫الجوائز ال�شبيهة المطروحة على ال�ساحة‪ ،‬وهي على الم�ستوى‬
‫ال�شكلي دورية تكون عا ًما للعرب عموما وعاما آ�خر للعمانيين‬
‫فقط م ؤ�كدة على البعد الخارجي وغير مهملة للعمق الداخلي‬
‫الذي ي�شكل النواة ال�صلبة التي من �أجلها جاءت هذه الجائزة‬

‫الثقافـي‬ ‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪44‬‬

‫مديرة مكتب جائزة ال�سلطان قابو�س ل آلداب والثقافة والفنون‪:‬‬

‫الجائزة تكريم للمبدعين العرب‬
‫ومفتوحة �أمام العمانيين �سنويا‬

‫انطلاقا من الاهتمام ال�سامي لح�ضرة �صاحب الجلالة‪ ‬ال�سلطان قابو�س‬
‫بن �سعيد‪ ‬المعظم ‪ -‬حفظه الله ورعاه‪ -‬بالإنجاز الفكري والمعرفي‬
‫وت�أكي ًدا على الدور التاريخي‪ ‬ل�سلطنة ُعمان‪ ‬في تر�سيخ الوعي الثقافي؛‬
‫باعتباره الحلقة ا ألهم في �س ّلم الرقي الح�ضاري للب�شرية‪ ،‬ودع ًما من‬

‫جلالته‪� -‬أعزه الله ‪ -‬للمثقفين والفنانين وا ألدباء المجيدين‬

‫لها يمنحها �صاحبها ال�سلطان قابو�س ‪ -‬حفظه الله‪ -‬بحيث‬ ‫�صدر بتاريخ‪ 23 :‬من ربيع الأول ‪1432‬هـ‪ ،‬الموافق‪ 27 :‬من‬
‫تكون تقديرية في عام يتناف�س فيها العرب وفي عام آ�خر‬ ‫فبراير ‪2011‬م‪ ،‬المر�ســوم ال�ُّسلطاني ال�سامي‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫للعمانيين فقط وي�شرف على �آلية تنفيذها مركز ال�سلطان‬
‫قابو�س العالي للثقافة والعلوم‪ .‬هذا وقد �أكملت الجائزة في‬ ‫(‪ )2011/18‬القا�ضي ب�إن�شاء جائزة ال�ُّسلطان قابو�س‬
‫للثقافة والفنون والآداب‪ ،‬وهي جائزة �سنوية وفق ما هو مقرر‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪47‬‬ ‫الثقافـي‬

‫الت�اصعد في عدد الم�شاركات ي�ؤكد‬ ‫والا�شتراطات الخا�صة المتغيرة في كل دورة والمتنا�سبة‬
‫ح�ضورها المتزايد في كل دورة بين‬ ‫مع حالة التخ�ص�ص ما �إذا كانت نوعية ا ألعمال مخطوطة‬
‫�أو م�سموعة أ�و مرئية وا آلليات التي بموجبها يتم قبول العمل‬
‫أ�و�ساط من ت�ستهدفهم‬ ‫المقدم ولا ي�أتي ذلك إ�لا بم�شاورة �أهل الاخت�صا�ص في كل‬
‫مجال من مثقفين وفنانين و�أدباء وهذا ما يتم فعل ًا عبر‬
‫التنويري الذي يعك�س ر ؤ�ية باني عمان الحديثة ‪-‬رعاه‬ ‫اجتماعات ولقاءات تمهيدية تجمعنا بهم ت�سبق �إعلان فتح‬
‫الله‪ -‬لا يكون بالجمود بل يكون بالتطوير والتحديث ‪-‬كما‬
‫علمنا‪ -‬و أ�هميتها لا تتوقف مع وجود هذا الاهتمام ال�سامي‬ ‫باب الت�سجيل‪.‬‬
‫والرعاية ال�سلطانية فح�سب بل ي�أتي مع اهتمام ذوي‬
‫ال�ش أ�ن بها والم�ستهدفين بها والمحتفين بهم حا�صديها‬ ‫ماهي المراحل التي تمر فيها الجائزة منذ �أن يتم‬
‫والمت�شرفين بحمل و�ساميها ففي النهاية هذه الجائزة من‬ ‫تد�شين الدورة الجديدة إ�لى يوم تكريم الفائزين؟‬
‫في البداية يتم تد�شين مجالات الجائزة للدورة الجديدة‬
‫الإن�سان و إ�لى الإن�سان ومن أ�جل الإن�سان‪.‬‬ ‫من قبل راعي منا�سبة حفل توزيع جوائز الدورة الفائتة‬
‫ومن ثم تنعقد عدة اجتماعات بالم�س�ؤولين والمخت�صين في‬
‫العدد(‪)7‬‬ ‫المجالات لتحديد المعايير الخا�صة في كل مجال ويتم في‬
‫�أثنائها التح�ضير للحملة التعريفية للدورة الجديدة لتعمل‬
‫الحملة منذ الإعلان عن فتح باب الت�سجيل وقبول تقديم‬
‫الطلبات �إلى آ�خر يوم لذلك‪ ،‬وهذه العملية ت�ستمر في العادة‬
‫�أربعة �أ�شهر ليبد أ� لاح ًقا عمل لجان الفرز للت أ�كد من مطابقة‬
‫الأعمال للقواعد العامة والا�شتراطات الخا�صة لكل مجال‬
‫لت�سلم بدورها ا ألعمال تلك للجان التحكيم النهائي وي�ستمر‬
‫العمل التحكيمي إ�لى نهاية �شهر نوفمبر ليتم إ�علان النتائج‬
‫في م ؤ�تمر �صحفي يعقد لذلك وفي نهاية �شهر دي�سمبر يقام‬

‫حفل ت�سليم الجوائز وتد�شن مجالات الدورة القادمة‪.‬‬

‫في النهاية نت�ساءل مع المهتمين والم�ستهدفين‬

‫لهذه الجائزة عن �سبل تطويرها‪.‬‬
‫القائمون والمقيمون على الجائزة م�ؤمنون أ�ن التجديد هو‬
‫طريق لا منا�ص لة ورغبتهم في تطوير الجائزة ينطلق من‬
‫عملها وهذا ما �ألم�سه �شخ�ص ًيا كمديرة لمكتب الجائزة‬
‫منذ �أن تم تعييني في هذه الم�س�ؤولية في بدايات �شهر‬
‫دي�سمبر المن�صرم‪ ،‬وهذه الرغبة تظهر على محيا الجائزة‬
‫التي ت�ضع بطبيعة الحال ُعمان ن�صب عينيها‪ ،‬والمحافظة‬
‫على هذا المنجز الفكري والتظاهرة الثقافية والمحفل‬

‫الثقافـي‬ ‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪46‬‬

‫في كل دورة واقت�صار بع�ض الدورات على الم�شاركة العمانية‬ ‫الجائزة تعيد إ�لى أ�ذهاننا دور القادة‬
‫ال�صرفة إ�لى جانب أ�ن هناك �شرو ًطا عامة وقواعد ومعايير‬
‫خا�صة يجب انطباقها على الراغب في الم�شاركة يجعل من‬ ‫العظام في إ�يجاد مناخ م�شجع ومحفز‬

‫م ؤ��شر عدد الم�شاركات غير من�صف في بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫للحركة العلمية‬

‫في هذه الدورة والمخ�ص�صة للعمانيين هناك‬ ‫القائمون والمقيمون على الجائزة‬
‫ثلاثة تخ�ص�صات فرعية فيها هي الترجمة عن‬
‫مجال الثقافة والفنون ال�شعبية العمانية عن مجال‬ ‫م�ؤمنون أ�ن التجديد‬
‫الفنون والرواية عن مجال الآداب‪ .‬على �أية أ��س�س‬
‫يتم اختيار المجالات في كل دورة وكيف يمكن‬ ‫هو طريق لا منا�ص منه‬

‫مراعاة خ�صو�صية كل تخ�ص�ص؟‬ ‫‪ 2012‬ليتم ذلك من خلال م�شاريع و�أعمال تكميلية ت�ساهم‬
‫منذ انطلاق الجائزة راعت في البداية الم�ستهدفين في كل‬ ‫في رفد هدفها الأ�سمى‪ ،‬فالعمل على ذلك قائم إ��ضافة �إلى‬
‫دورة بين أ�ن تكون مخ�ص�صة للعرب عامة في ذلك العام أ�و‬ ‫�أن الجائزة ت�سعى لمد ج�سور التوا�صل مع الأو�ساط الم�شتغلة‬
‫للعمانيين فقط ليتم لاح ًقا اختيار التخ�ص�ص الفرعي في‬ ‫بمجالاتها كم�ساهمين فيها‪ ،‬فا ألفكار كثيرة والإمكانيات‬
‫المجالات الثلاثة‪ ،‬ف�إلى جانب الت�أكيد على أ��صالة بع�ض‬ ‫متاحة ويبقى أ�ن ترى هذه ا ألفكار ترجمة على �أر�ض الواقع‬
‫التخ�ص�صات كمجالات برع فيها العمانيون قدي ًما وحا�ض ًرا‬ ‫وهذا ما ن�سعى له في الفترة القادمة خ�صو ً�صا و�أن الجائزة‬
‫إ�لى جانب �إخوانهم العرب مما يحقق �أهداف الجائزة‪ ،‬ولكن‬ ‫ا�ستطاعت ا�ستقطاب �أ�سماء لامعة في مجالاتها وه ؤ�لاء‬
‫في الجانب الآخر لا يمكن الزج بالم�ساهمة العمانية مع‬ ‫�أ�صبحوا علامة ثقافية بفوزهم يمكن الت أ�كيد على م�شاركة‬
‫العربية في بع�ض المجالات الفرعية لندرتها وقلة الم�ساهمين‬ ‫عمان الفكرية والابداعية للإن�سانية من خلال ا�ستثمار‬
‫فيها و�أي ً�ضا لا يفوتنا الخ�صو�صية العمانية لبع�ض المجالات‬
‫الفرعية كحالة الفنون ال�شعبية العمانية مثل ًا‪ ،‬وهذا لا‬ ‫فوزهم بالجائزة‪.‬‬
‫يقلل من م�شاركة العماني كمناف�س مع ا�شقائة العرب فقد‬ ‫المتابع عن قرب يلحظ المنحنى الت�صاعدي لعدد‬
‫�أكدوا قدرتهم على الم�شاركة والمناف�سة لا وبل الفوز أ�ي ً�ضا‬ ‫الم�شاركات المتناف�سة لنيل الجائزة ولكن يبقى‬
‫مثلما حدث في الدورة الثانية والمخ�ص�صة للعرب عندما‬ ‫العدد لا يتنا�سب مع عدد الم�شتغلين في المجال‬
‫فاز ال�شاعر �سيف الرحبي في ال�شعر العربي الف�صيح عن‬
‫مجال الآداب‪ ،‬خا�صة إ�ذا عرفنا أ�ن الدورة التي تخ�ص�ص‬ ‫المطروح في كل دورة‪.‬‬
‫للعرب يتم تقييم الم�شارك بها بناء على مجموع �أعماله‬ ‫بالعك�س فنحن لا ن�سعى إ�لى الت�سويق للجائزة ب�شكل يحولها‬
‫و�سيرته الذاتية بينما في الدورة المخ�ص�صة للعمانيين يتم‬ ‫�إلى نوع جديد من الم�سابقات بل هي تع ّرف عن نف�سها‬
‫ذلك من خلال عمل واحد مقدم‪ ،‬إ��ضافة �إلى كل هذا ي ؤ�خذ‬ ‫بنف�سها هذا أ�ول ًا‪ ،‬وثاني ًا هذا الت�صاعد في عدد الم�شاركات‬
‫بعين الاعتبار الحالة الت�شجيعية التي توجدها الجائزة في‬ ‫ي�ؤكد على ح�ضورها المتزايد في كل دورة بين أ�و�ساط من‬
‫الدورات المخ�ص�صة للعمانيين فيتم مراعاة التخ�ص�ص‬ ‫ت�ستهدفهم مما ي�شير إ�لى �أنها م�ستمرة في عطائها �إلى غاية‬
‫الذي ينمي تلك الحالة أ�كثر و أ�كثر‪ .‬وفيما يتعلق بمراعاة‬ ‫تحقيق �أهدافها‪� ،‬أما ثال ًثا فاختلاف التخ�ص�صات الفرعية‬
‫خ�صو�صية التخ�ص�صات الفرعية يتم ذلك عبر المعايير‬
‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪49‬‬ ‫الثقافـي‬

‫الم�ستقبلة للطلاب‪ .‬علاوة على الم�شاركات الخارجية‬ ‫ما هي م�ساهماتك الأكاديمية التي �ساهمت في‬
‫المتمثلة في ح�ضور فعاليات ولقاءات تربوية وثقافية‬ ‫ح�صولك على هذا الو�سام؟‬
‫وريا�ضية واقت�صادية في أ�ماكن عدة في العالم الفرن�سي‬
‫م�ساهماتي ا ألكاديمية تتمثل بعد أ�ن بد أ�ت بتدري�س اللغة‬
‫ممثلا لل�سلطنة‪.‬‬ ‫الفرن�سية في المركز العماني الفرن�سي عام ‪ 1998‬حيث كنت‬
‫قبلها مدر�سا للغة العربية لغير الناطقين بها في نف�س المركز‬
‫متى بد�أت علاقتك مع اللغة الفرن�سية؟ وكيف‬ ‫في بدايات عام ‪ 1995‬وكنت حينها كذلك مدر�سا للإنجليزية‬
‫وجدتها؟‬ ‫في مدر�سة حكومية‪ .‬وا�ستمرت الرحلة الفرن�سية �إلى يومنا‬
‫هذا‪ .‬فقد تركت التدري�س الحكومي وح�صلت على عر�ض‬
‫بد أ�ت في عام ‪ 1992‬حينها كنت طالبا في كلية المعلمين‪،‬‬ ‫للعمل لدى �سفارة فرن�سا في م�سقط‪ ،‬وذلك من عام ‪1999‬‬
‫حين تملكني �شغف غير طبيعي بهذه اللغة و أ��صبحت �أكر�س‬ ‫وحتى ‪ .2007‬في أ�ثناء تلك الفترة كنت أ�عمل م�ساء مدر�سا‬
‫وقتي وجهدي لدرا�ستها في حين �أن درا�ستي في الكلية �آنذاك‬ ‫للفرن�سية لدى نف�س المركز‪ .‬بعد ذلك انتقلت كمحا�ضر‬
‫لم تحظ بنف�س الاهتمام مما �سبب لي كثيرا من الانتقادات‬ ‫للفرن�سية لدى كلية عمان لل�سياحة إ�لى اليوم مع احتفاظي‬
‫بوظيفتي الم�سائية في المركز الفرن�سي‪ .‬كما كنت في ال�سابق‬
‫من زملاء الدرا�سة‪.‬‬ ‫مرافقا وم�شرفا لمعظم البعثات الدرا�سية الممنوحة لدار�سي‬
‫وجدتها أ�جمل مما ت�صورتها وع�شقتها ب إ�خلا�ص وعلاقتي بها‬ ‫المركز في معاهد التعليم في فرن�سا ابتداء بالتن�سيق مع هذه‬
‫المراكز وانتهاء بالأمور المعي�شية والثقافية لدى العائلات‬
‫لم تذبل ليومنا هذا بل بالعك�س تزداد حبا وع�شقا‪.‬‬

‫ما هي علاقتك بالثقافة الفرن�سية؟‬
‫علاقة غرامية متجددة با�ستمرار ابتداء من لغتها و�أدبها‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫الثقافـي‬ ‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه‬ ‫‪48‬‬

‫نال و�سام ال�سعفة ا ألكاديمية برتبة فار�س من فرن�سا‬

‫ح�سن الرم�ضاني‪ :‬اللغة الفرن�سية‬
‫ق َربتني من آ�دابها وفنونها‬

‫ح�سن بن محمد الرم�ضاني‪� ،‬شاب عماني �أراد �صناعة نجاحه ب أ��سلوب مختلف‪،‬‬
‫عمل مد َر�سا للغة الإنجليزية لكنه لم ي�شعر �أن طموحه هذا يكفيه‪ ،‬فعزز معرفته‬
‫با إلنجليزية باكت�شاف لغة �أخرى هي الفرن�سية‪ ،‬ووجد في هذا الم�سار ق�صة نجاح‬
‫عليه�أنيم�ضيفيهاباجتهادحيثلاي َهمالوقتوالجهدمن�أجلالمزيدمنالنجاحات‪،‬‬
‫قبل أ��سابيع ح�صد تكريما لافتا من الحكومة الفرن�سية فنال و�سام ال�سعفة ا ألكاديمية‬
‫برتبة فار�س‪« ،‬التكوين» التقت بالا�ستاذ ح�سن الرم�ضاني‪ ،‬محا�ضر اللغة الفرن�سية‬
‫بكلية ال�سياحة لنتوقف على حكاية الفتى القادم من �سمائل ليتعرف على الثقافة‬

‫الفرن�سية بتع َمق وينال تكريما يليق بم�شواره معها‪.‬‬

‫حوار‪� :‬شيخة ال�شحية‬

‫اللغة والثقافة الفرن�سية‪ ،‬فجاء ح�صولي على هذا الو�سام‬ ‫بداية حدثنا عن منا�سبة ح�صولك على و�سام‬
‫والذي يعد من أ�رفع ا ألو�سمة تقديرا لي لم�ساهمتي في ن�شر‬ ‫ال�سعفة ا ألكاديمية بمرتبة فار�س؟‬

‫اللغة والثقافة الفرن�سية‪.‬‬ ‫بداية هو و�سام يهدى ل ألكاديميين ذوي الدور البارز في ن�شر‬

‫العدد(‪)7‬‬

‫مايو ‪2016‬م ‪ /‬رجب ‪1437‬ه ‪51‬‬ ‫الثقافـي‬

‫�شامات‬

‫ر�شا �أحمد‬

‫ونوزعه‬ ‫و أ�نت تعد‬
‫خبزا لح�سرة الم�سافات‬ ‫كل هذه ال�شامات‬

‫وجهان‬ ‫على عنقي‬
‫لهاوية الغرق‬ ‫أ�غفو‬
‫�أ�صرخ كليل‬ ‫ا ألولى‬
‫ليلك‬
‫التوى‬
‫كا حله‬ ‫الطويل‬
‫حين كان م�سرعا‬ ‫الم�سدل‬
‫نحوك‬
‫كنافذة‬ ‫على‬
‫قلبي‬
‫مر‬ ‫الثانية‬
‫بي‬ ‫الأ�سئلة كاذبة‬
‫كمطر‬ ‫ا ألجوبة كاذب ٌة أ�ي�ض ًا‬
‫ت�ضيق‬ ‫�أنا لا أ��ستطيع الطيران‬
‫و يت�سع‬ ‫ولا �أجيد ان �أنبت نرج�س ًا على �ضفة النهر‬
‫المنحدر‬ ‫و�أنت تعد‬
‫�أ �ضمك‬ ‫والفجر أ�زرق‬
‫و أ�عود‬ ‫كا لبحر‬
‫�إلى‬ ‫ن�شرق معا‬
‫عدمي!‬ ‫ن�شق خر�س الليل‬

‫العدد(‪)7‬‬


Click to View FlipBook Version