الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 50
وفنونها وطعامها وح�ضارتها وتاريخها وريفها ومدنها
الجميلة التي تتميز كل واحدة بتفرد عجيب في العادات
واللكنات والم�أكل والم�شرب ومو�سيقاها ورق�صاتها ال�شعبية.
في الحقيقة لا تكون اللغة �إلا عام ًل م�ساع ًدا للتقرب والتعمق
في الثقافة الفرن�سية.
هل ترجمت مو�ضوعات أ�و كت ًبا �أو ما �شابه من
اللغة العربية �إلى اللغة الفرن�سية؟
قمت بالعديد من الترجمات الر�سمية المختلفة من العربية
إ�لى الفرن�سية �أو العك�س بحكم عملي في ال�سابق لدى ال�سفارة
الفرن�سية ،ترجمت عد ًدا من الم ؤ�تمرات واللقاءات� ،أ�ضف
�إلى ذلك عد ًدا من مواقع ا إلنترنت والوثائق والمرا�سلات
الحكومية والخا�صة .ولدي كذلك بع�ض المحاولات المتوا�ضعة
في ترجمة بع�ض ا أل�شعار الراكنة في مكتبي.
كيف ترى ا�ستعداد العمانيين لتعلم اللغة
الفرن�سية؟
العمانيون بطبعهم وبحكم اختلاطهم با آلخر �شعب يتحدث
العديد من اللغات .بالن�سبة للفرن�سية هناك العديد من
ال�شباب الذين ي�شار �إليهم بالبنان لما حققوه من م�ستوى
لافت في تعلم الفرن�سية .أ�فتخر كثيرا عندما �أدر�س �شابا
عمانيا من ا ألبجدية و أ�تحدث معه بالفرن�سية في وقت
لاحق� ،شعور با إلنجاز لا يقاوم .وبع�ض ال�شباب لديهم
ملكات لغوية وي�ستطيعون أ�ن يتعلموا اللغة في وقت وجيز
جدا وهناك البع�ض الذي تحدى من �شغفه ال�صعوبات� ،إلا
�أن الفروق الفردية تلعب دورا مهما في اتقان اللغة.
تطلعاتك � ..شيء لم تحققه �إلى الآن؟
أ�تمنى أ�ن ي ؤ�خذ بيد ال�شباب العمانيين المجيدين وما أ�كثرهم!
أ�تمنى أ�ن تتاح ل�شبابنا فر�ص تعلم لغات أ�جنبية �أكثر.
وال�شيء الذي لم أ�حققه و�أتمنى تحقيقه هو ترجمة �أ�شعار
ال�شاعر الفرن�سي جاك بريفير من الفرن�سية إ�لى العربية.
كما أ�تمنى أ�ن أ�خدم بلدي الغالي في مجال تخ�ص�صي ،فكم
يحز في نف�سي أ�ن ت�ستثمر طاقات الإن�سان وابداعاته في بلد
�آخر غير بلده في حين �أن بلده �أحوج �إليه.
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 53 الثقافـي
الحمراء .يا َلجمال بلادي هتفت في أ�عماقي .في تلك يو�سف عبد العزيز
اللحظة تم ّنيت لو لم �أذهب �إلى ع ّمان ،أ�و إ�لى أ�ي مكان
آ�خر في الدنيا ،و�أن أ�ظل إ�لى الأبد بجوار �صديقاتي (�شاعر فل�سطيني)
ال�شجرات ال�ساحرات.
في ع ّمان ق ّ�ضيت �سنوات طويلة و�أنا أ��س�أل عنها .وعرفت
أ� ّن ا�سمها أ��شجار ال ِبن�سيان .لقد كانت تلك الأ�شجار
بمثابة �سفيرات للحنين ،يو�صلنني بفل�سطين وال�شعر
والجمال .فما إ�ن ت�ضيق بي الدنيا و أ��صل حافة الي أ��س،
حتى تبرز من تحت جلدي �أغ�صان تلك الأ�شجار الحبيبة،
وتمنحني القدرة على الحب وال�صمود.
محمد العبا�س أ��شجار البِن�سيان التي في (�أريحا)
(ناقد �سعودي) بعد �شهر من انتهاء حرب يونيو في العام ،1967
وبعد دخول إ�حدى دوريات الجي�ش ال�صهيوني قريتنا
حالة ق�صوى من الابتهاج (ق َط َّنة) الواقعة �شمال غربي القد�س ،لاعتقال مجموعة
من الرجال ،ومنهم والدي ،قررنا ال ّذهاب �إلى ع ّمان.
يمكنني ت أ�ريخ ع�شقي لل�سفر وانفتاحي على العالم كانت الوالدة تقول �سوف نقيم في ع ّمان �أ�سبو ًعا أ�و
ب�سفرتي الأولى �إلى �سوريا .كل �شيء في تلك الرحلة كان �أ�سبوعين ريثما تهد أ� ا ألحوال في ال�ضفة ،ومن ث ّم نعود
جدي ًدا ومده�ًشا بالن�سبة لكائن لم يعرف من الوجود �إلا
قريته ال�صغيرة وعالمها المحدود .هناك ،في دم�شق �إلى القرية.
وحلب واللاذقية ،حيث تجولت مع �أحد �أ�صدقائي �ضمن �صعدنا ال�شاحنة التي �ستق ّلنا إ�لى ع ّمان مع �أفراد �أربعة
هذا المثلث الفاتن ،تعرفت على معنى المدينة المنفتحة من العائلات .في تلك الأثناء انتابتني م�شاعر خادعة
المتح�ضرة .عرفت ال�شوارع الف�سيحة المزدحمة من الفرح .كان الجميع يبكي ويولول ،بينما كنت �سعيدا
بالب�شر ،المكتبات المكتظة بالكتب ،المتاحف المعب�أة بال�سفر �إلى ع ّمان ،تلك المدينة ال�ساحرة التي لم أ�رها
بكنوز الح�ضارات ،دور ال�سينما ال�ضاجة بالحياة،
الأ�سواق الطافحة بعجائب الب�ضائع والمعرو�ضات، من قبل.
لافتات ال�شعارات ال�سيا�سية ال�ضخمة ،المقاهي الناب�ضة ظ ّلت م�شاعر الفرح الخادعة تدغدني ،إ�لى �أن دخلت بنا
ال�شاحنة مدينة أ�ريحا ،حيث انتابني الفزع ،وانخرط ُت
العدد()7 في نوبة عا�صفة من البكاء .كان الذي جذب انتباهي،
ور ّجني من الأعماق ،هو ذلك الم�شهد ال�ّساحر لطراز
عجيب من الأ�شجار ،التي كانت تح ّف بال�شوارع .هبطنا
من ال�شاحنة ،فيما ر�أيت قلبي يف ّز من بين �أ�ضلاعي
ليلعب بين �أغ�صان تلك ا أل�شجار� .أ�شجار عملاقة كانت،
بمظ ّلت هائلة من الخ�ضرة وعناقيد كثيفة من الأزهار
الثقافـي أبريل 2016م /جمادى الآخر 1437ه 52
التجربة ا ألولى لل�سفر لدىالمبدعين:
غواية العوالم النائية
تمثل التجربة ا ألولى لل�سفر لدى المرء ده�شة خا�صة ،في الخطوة ا ألولى يفتح
عينيه على عوالم �شتى ،ليكت�شف حيوات مغايرة و�شعوبا متعددة ،ب أ�لوان متباينة
ولغات مختلفة وعادات وقيما أ�خرى غير التي �ألفها واعتادها في محيط مجتمعه
وحدود عالمه ال�ضيق .و إ�ذا كان الأمر كذلك بالن�سبة للمرء العادي ف إ�ن التجربة
الأولى لل�سفر لدى المثقف تكت�سب �أهمية خا�صة ،تغويه بذكرياتها وتفا�صيلها وتلبي
لديه طموح الك�شف ورغبة المعرفة .وبالتالي تظل للتجربة ا ألولى لل�سفر حنينها
الخا�ص ،الذي يطل في �صورة عتيقة �أو رقم هاتف قديم أ�و ق�صا�صة ورقة مهملة في
دفتر من�سي .تطل معه لحظات ووجوه وطرقات هاجعة في ا ألم�س الق�صي( .التكوين)
قلبت أ�وراق عدد من المبدعين العمانيين والعرب ،وجعلتهم ينف�ضون الغبار عن تلك
ال�صور القديمة ،لي�ستعيدوها ويتحدثوا عنها كل وفق تجربته الخا�صة.
التكوين :عوا�صم
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 55 الثقافـي
منى ال�صفار د .بثينة خالدي
(�شاعرة بحرينية) ( قا�صة و أ�كاديمية تون�سية)
تجرب ٌة تمر عبر الباب الخلفي للحياة �ستانفرد ..مدينة الم�سنين والمتقاعدين
قدماي غائرتان في الرمل ،كل �شئ يبدو آ�منا حيث كانت رحلتي ا ألولى �إلى مدينة �ستانفرد في إ�نجلترا
�أقف ،لذا لا �أحلق كثير ًا� ،أتفقد جناحي بحكم العادة ،كل فاتحة للكتابة ا إلبداعية .كانت غرابة المكان الجديد،
ولربما ده�شتي الأولى �إزاء ما �أراه غريبا ن�سبيا على
الأ�شياء تمر ب�ساع ٍة تت�أخر كلما حاولت �ضبطها. تون�سية مثلي وراء ذلك الح�س بلزوم كتابة ق�صة ق�صيرة.
لذلك يبدو �أن تجربتي ا ألولى تجرب ٌة تمر عبر الباب كانت �ستانفرد مدينة م�سنين ومتقاعدين .وكنا نحن
الخلفي للحياة ،كعادة كل التجارب المت أ�خرة التي ن أ�خذ الطلبة ن�سكن مع هذه العوائل ونزاول درا�سة الانجليزية
وقتا كافيا لتنف�سها ،بعد أ�ن ي�صد أ� المكان ،ويبدو الأمر بالمعهد العالي في المدينة .كان حظي عائلة جيم�س
مغامرة عجوز .إ�ن أ�ول وجه ٍة لرحل ٍة حقيقية �أعتقد ب أ�نها بلفرد .بدا كل �شيء طبيعيا ،لكنه غريب �أي�ضا .ف�أحاديث
كانت رحلتي لـ(�إ�سطنبول) ،البوابة القريبة حيث لا غربة ال�سيد جيم�س وزوجه تتمعن في �شخ�صي وبلادي ،و�أنا
في المكان .الوجوه ا ألليفة ،ا ألحجار التي تم�س كفيك
برفق لتحكي حكاياتها كالجدات ،كل ا أل�شياء متزنة في �أريد منهما مزيد ًا عن مدينتهما وحياتهما.
مكانها ،حيث بوابة العالم التي تم�سك ال�شرق والغرب لا �أعني بذلك وجود عالمين متناق�ضين� :شرق وغرب.
في كل طر ٍف من أ�طرافها «تق�سيم» التي تعبرها مقهى هناك رغبات �إن�سانية متفاوتة في البحث عن المعرفة.
مقهى ،الغائبون عن بلادهم يهيمون في �شوارعها، لكن بلفرد كان يحملق كثير ًا في وجهي .ا�ستغربت نظرته
محلاتها المفتوحة عن آ�خرها ت�ستقبل الآخر ب�صد ٍر بادئ الأمر .تلم�ست وجهي مرار ًا .لم يكن هناك ما يدعو
مفتوح ،بعينين تجولان في الوجوه الغريبة »/ت�شوك �إلى ذلك .لكني ل�سبب أ�و آلخر بادلته النظر .ر�أيت �شيئا
�أحمر في عينيه :كنت �أ�شبهه بما �أعرف من فاكهة في
غوزال» وتبت�سم. تون�س :أ�هي حبة عنب أ�م كرز؟ لا ،تبادر إ�لى ذهني �صورة
لا�شيء مثل �أن تتحدث عن مدينة مبنية بالحجر ت�صعد
حثيثا ،يتك�سر البحر عند قدميها� ،أبنا ؤ�ها في جري ر َمانة .لا أ�دري �سبب ذلك.
م�ستمر ،ال�شجر ،البحر ،م�ضيق( البو�سفور) ،الق�صور أ�دركت بعد حين �أنها �صورة لازمتني منذ قراءة �ألف
ليلة وليلة :رمانة تنفرط حباتها وتتناثر وت�شغل ا آلخرين
المع ّتقة ،ا أل�سواق الفاردة ذراعيها ،المقاهي ا ألليفة.
روائح القهوة تفوح من كرا�سيها ،رتم ال�شاي التركي، بجمعها� ،ش�أن ق�صتي «عينا ال�سيد بلفرد».
�صخب ا ألرجيلة ،الغناء الذي ي�ضج في كل زاوية،
مو�سيقى ،مو�سيقى ..كل الزوايا �شاعرة ،كل الأ�شجار
القديمة المتغ�ضنة في ذاتها ق�صائد يحكيها المكان ،هو
المكان الذي تقيم به كلوحة وتتنف�س فيه طعم خ�ضارها،
وتنظر برفق لل�سلالم التي ت أ�خذك في حواريها.
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 54
عزيزة رحموني بالحوارات .وغيرها من م�شاهد الحداثة و�أ�صوات
الكائنات المح ّبة للحياة التي اندلقت في حوا�سي،
(�شاعرة ومترجمة من المغرب) ب�إيقاعاتها المدنية ال�صاخبة .إ�ذ كان هذا �أول لقاءاتي
ب�صوت مدينة كبرى ،لها ارتداداتها التاريخية البعيدة،
�سعيد هو الذي ِمثْل عولي�س و�صدى ح�ضورها الع�صري .كما كان ذلك أ�ول تما�سي
بمخلوقات طالما نظرت �إليها ب إ�كبار و�إعجاب بموجب
ال�سفر هروب كبير .وذكريا ُت ُه مكتبة خا ّ�صة ...أ�ن تظ ّل قراءاتي ،وبمقت�ضى انت�صارات أ�بطال �أكتوبر .حيث
مكانك ف�أن َت موجود ،أ�ن ت�سافر فت ْل َك الحياة�« .سعيد هو كانت المدن ال�سورية في ثمانينيات القرن الما�ضي تعي�ش
ا ّلذيِ ،م ْثل عولي�س قام برحلة جميلة»! ك ْيف لي أ�ن �أتذ ّك َر أ�مجاد هزيمة العدو ال�صهيوني .وبالتالي كنت محظوظا
أ� ّول �سف َر وق ْد كن ُت بالكا ِد تجاوز ُت ال�شهرين؟ م ْن ُذها و أ�نا بالتما�س مع �إن�سان يعي�ش لحظة تاريخية متوهجة،
ليتطابق ما �سمعته عنه مع ما �شاهدته .فقد كان من
في �َسفر م�ستم ّر. الوا�ضح آ�نذاك أ�ن المجتمع وثقافته وفنونه ومجمل
ك ّل �س َفر تحفيز للتفكير في الحياة ،للقبول بفر�ضي ِة ف ْق ِد �سياقاته المعا�شية ت�سير بهذا الاتجاه� .أي توطين ح� ّس
ال�ّساحل للو�صو ِل إ�لى �أ ْفق جديد� .سافر ُت و�أ�سا ِفر في ك ّل العزة والكرامة والبطولة في وجدان الإن�سان ال�سوري.
�أنواع الموا�صلات ،لا �أح ّب البواخ َرِ ،قطة�،أنا ،تخ�شى ومن الطبيعي �أن ت�صيبني لفحة من ذلك الطق�س
الغرق .لا أ��ستمتع بالطائرة ،ق ْل ُبها �ض ّيق بك ّل �صرامة المهيمن ،و إ�ن كنت عابرا .وقد كنت في حالة ق�صوى
يدعو ِل ِح ْفـظ تعاليم النجاة ِمن كمامة ا ألوك�سجين �إلى من الابتهاج بما اخترق حوا�سي حينها من ا ألغاني
ط ْوق البحر ،تعطي الانطباع ب�أنها ك�سولة جدا تقف في والم�سرحيات وا ألفلام وال�شعارات ال�سيا�سية .كما كنت
في حالة من الانت�شاء بوجودي على الأر�ض التي تنبت
الهواء ،لتتح ّرك ا ألر�ض ت ْحـتها ولا ت�سم ُح لك بالتف ّرج. فيها ا ألبطال ،وت ؤ�دي فرو�ض الثقافة على كل الم�ستويات
أ�ع�َش ُق القطا َر الفائق ال�ّسرعة ،يطير فعلا�...أ ّول مرة بكفاءة عالية ،وب�شكل مغاير تمام ًا لاعتياداتي .حيث
ر ِك ْب ُته ب ْين باري�س وبروك�ِسل ،أ�ح�س�ْس ُت بال ّزه ِو .لا ت�س أ�لوني المجلات المترجمة عن الرو�سية ،والكتب الحافلة بالفكر
لماذا .فقط �أذ ُك ُر أ� ّني كن ُت م�شدوهة بالمناظر الطبيعية وا ألدب ،وال�صحف التي تنطق بلغة فائرة .وهي بع�ض
تطير عن يميني �شديدة الو�ضوح ،لا أ�زيز محركات مراداتي ك�شاب يتهجى ا ألفكار الكبرى ويخطو برغبة
ت ْه ِد ُر ولا أ�جنحة ت�شو�ش الر�ؤية ،ولا إ�ح�سا�س بال�ض ْيق في واندها�ش في حقل الفنون .وهذا هو ما ا�ست�شعرته بفرح
التنف�س .في ال�ّسفر ت َر ّب ْت حوا�ّسي الخم�س� ،أدواتي التي و إ��صرار على ارت�شاف الوقت قطرة قطرة .حيث تغير
ي�ّس َر ْت مروري من الم�شاهدة �إلى ال ّر ؤ�ية ،من الملا َحظة إ�ح�سا�سي بالزمان والمكان .وذلك من خلال الطريقة
إ�لى �إدراك ن�سبية ك ّل �شيء ...بالحوا� ّس الخم�س انت�صر التي خاطبتني بها طرقات ومقاهي ومتاحف و إ�ن�سان
عولي�س على غناء الحوريات وك ّل المخاطر الأخرى كي �سوريا .فكل �شيء كان يهم�س لي ب أ�ن ال�سفر �إلى هنا
يعني التوا�صل مع التاريخ ،مع المدينة ،مع ا ألحا�سي�س
يجد هويته ووطنه و أ�هله. النا�ضجة وا ألفكار المنفلتة من عقالها .ك�أن تلك ال�سفرة
الافتتاحية كانت تقول لي :لكي تفهم العالم وتتعرف على
ذاتك ،لا بد �أن تمر على �سوريا .ولا بد �أن يكون ال�سفر
جزء ًا من بنائك لذاتك ولجهاز مفاهيمك إ�زاء الوجود.
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 57 الثقافـي
و�أرغفة من قلق تملكتني الغابة
دحرجة الوقت بين دخول الم�سافة وارتقاء النخيل في الغابة �أثر
هنا للأ�سامي �سلام يحدث �أن يكون..
فكل ا أل�سامي غريب
لفيل
غريب يمر ولا يلتفت للبو ة
غريب يمر وفي القلب مليون خارطة لآدم
لأفعى
�ضائع لا طريق ل�سحا بة
غريب يكابد �صوت الم�سافة لمو جة
غريب يل ّوح للوقت والوقت في فلك الانبهار العظيم للزبد الغامر
غريب يئن على وطن ُمتع ٍب في الحنين لحبة رمل
غريب يهيم على وجهه �صارخا في الفراغ لجد يلة
لن�سيم
هنا للمحطات �صوت الخواء لورقة خريفية
هنا النب�ض في قلق دائم لع�شبة خ�ضراء
ألطراف �أ�صابع َك
تعثر في غيمة من ف�ضاء بعيد
تئن الحروف فاطمة مح�سن
تل ّح على قيدها أ�ن ي�سافر في اللا �سفر غيمة في رغيف القلق
فتدخل في قهوة الحرف
ت�شرب �شاي ًا من الحزن هنا للمحطات �صوت ال�صليل
ملعقة من هواء نظيف وللقلب �أرجوحة من �أنين الوداع
كوبا من الا�شتياق
و�صحنا كبير من الكلمات و�شو�شات من البرد
زجاجة ماء
ثم تغادر من دون معطفها الورقي
من دون ر�سم الدخول
وتن�سى المحطات
تن�سى التذاكر
تن�سى جواز �سفر
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 56
لا تكاد تنف�صل حتى تتداخل عيناك ت�سرقان ما يمكن �سرقته من �صورها الباذخة،
كما ع�شاق أ�لف ليلة من ُقبل ع�شاقها ،من ق�صائدها التي تهطل من ال�سماء،
لك ّن و أ�نا قدماي غائرتان في م�ساحة �آمنة ،في مدينة يت�ساقط
ا ألخ�ضر دبو�س يخرم عينيك في تلك التخوم فيها الثلج برفق ليم�ّسك ثم يتجمع على كتفيك.
ا ألزرق �شهوة عليك �أن تمتطيها لتبلغ المنتهى
حين ر أ�يت الغابة ألول مرة ،في أ�فريقيا؛ في تنزانيا زاهر ال�اسلمي
بالتحديد
(�شاعر عماني)
كان انخطافا ي�شبه تيا ًرا كهرب ًيا ي�سري فج أ�ة في الج�سد
ا ل�صغير �أنْ ُظ ُر الغابة
لم يهيئني �أحد لهذه التجربة في ال�سابعة من عمري ،ر�أيت الغابة لأول مرة
كنت �أكبر �إخوتي تلك الغابة؛ لم تكن م�شه ًدا في تلفاز ،ولم تكن ق�صة
لا أ�ذكر من الرحلة إ�لى دار ال�سلام �إل ّا بع�ض م�شاهد ُت ْح َكى ل ألطفال
كعكة الجبن بال�شوكولا في طيران الخليج ،وم�سا ًء على حيث ولدت ،في «الظاهر»؛ قرية �شرقي عمان ،حينما
كورني�ش دبي ي�سقط المطر،
بعد ها ويهبط الوادي على بطحاء القرية ،كان ال�سيل النازل،
�أرى نف�سي وعائلتي ال�صغيرة في قطار يقطع لب الغابة عيدا لنا نحن الأطفال
عي ًدا مائ ًّيا
ما زلت �أذكر تلك اللحظة طازجة:
كان القطار منطل ًقا كر�صا�صة �سكتون ،داخل نفق ثم يعود اليبا�س ،ليم أل الرئة والعيون
لم يكن نف ًقا جبل ًيا ولا ا�سمنتيا حين ر�أيت الغابة لأول مرة ،كنت طفلا ،قادما من
نف ٌق �أخ�ضر ،طوله الغابة اللامتناهية الطول الغبيراء
حينها والغبيراء؛
ر�أت عيني ما لم تر عين طفل البداة؛ مجبولة على الانزواء
في انزوائها مجبولة على التمرد والجنون
الغابة مجبولة على الع�شق
الكون ا ألخ�ضر في رحمها تتراود ا أللوان .الغبيراء فخ الألوان
�أر�ض خ�ضراء� .سماء خ�ضراء .طغيان �أخ�ضر ُب ّن ا ألر�ضَ ،ذ َهب الكثبانُ ،برونز الجبال
تن�شقته ،لام�سته ب أ�هدابي
ومن خلال نافذة القطار المت�سارع؛ لوحت لزمرة من �ألوان
ا أل�سود العدد()7
وب�أرنبة �أنفي داعبت وجه الزرافات
هكذا
مايو 2016م /رجب 1437ه 59 الثقافـي
العماني الحديث» الع�صر الحديث الذي يبد أ� من قيام الدولة الح�ضارة؛ إ�ذ ت�ص ُف أ�نماط ال�شعوب وعاداتها وتقاليدها
البو�سعيدية 1744م في ُعمان وتو�سعها في �شرقي �أفريقيا ونظم الحياة والحكم ،وتتطرق للوثائق التاريخية ،وتعر�ض
إ�لى وقتنا الحا�ضر ،وتحليل الأ�سباب الرئي�سية لازدهار �صو ًرا جلية عنها ،كما تمثل النواحي الجغرافية؛ ومن هنا
الرحلات العمانية في عهد الدولة البو�سعيدية الممتدة من ت�ؤكد مريم الغافرية� ،أنه بف�ضل رحلات العمانيين إ�لى القارة
الوطن ا ألم ُعمان حتى الجناح ال�شرقي ألفريقيا .أ�ما الف�صل ا ألفريقية ،تم التعرف على بلدانها والتعرف على م�سالكها
الثاني الذي جاء بعنوان «دوافع الرحلة العمانية» ،فيت�ضمن
الحديث عن الدوافع المتعددة للرحلة العمانية ،حيث تق�سم وممالكها والانتفاع بخيراتها.
الباحثة الدوافع ح�سب الرحلات المتوفرة ال�شعرية والنثرية، ت�أ�س�س �أدب الرحلة العمانية الحديثة -ح�سب ر أ�ي الباحثة
الداخلية والخارجية؛ فعلى �سبيل المثال الرحلات الدينية، -في المهجر الأفريقي ،حيث الم ؤ�ثرات المختلفة ح�ضار ًيا
هي التي تكون بغر�ض أ�داء فري�ضة الحج والعمرة وزيارة وثقاف ًيا؛ بالإ�ضافة إ�لى تعدد دوافع الرحلة المختلفة ،ف�أعطى
ا ألماكن المقد�سة �أو الرحلات ال�سياحية ،وهي التي يكون ك ُّل ذلك ال�صدارة لهذا ا ألدب ليبرز ويظهر �إلى النور .وقد
غر�ضها ال�سياحة والتنزه؛ والنوع الثالث الرحلات الر�سمية، �أدى تو�سع الدولة العمانية في �شرق وو�سط �أفريقيا لازدهار
وهي التي يرافق فيها الر ّحالة الملوك ورجال الدولة في الرحلات العمانية الخارجية ،فتعددت رحلات العماني من
وطنه الأم عمان إ�لى وطن ا ألحبة في ال�شرق ا ألفريقي والعك�س
أ��سفارهم الر�سمية. كذلك ،ثم خروج هذه الرحلات من نطاق ا إلقليمية �إلى نطاق
ويت�ضمن الف�صل الثالث «الرحلات العمانية �إلى �أوروبا» العالمية ،و�ش َّكل �أهل ال�شرقية في ُعمان أ�غلب ر ّحالة القرنين
الحديث عن الرحلات العمانية �إلى أ�وروبا وعر�ض أ�هم التا�سع ع�شر والع�شرين إ�لى زنجبار و�أوروبا؛ ويعود �سبب ذلك
الرحلات التي توجهت �إلى أ�وروبا في الع�صر الحديث،
و�أهمها رحلة ال�سلطان برغ�ش الم�سماة «تنزيه الأب�صار في �إلى ي�سر حالهم.
رحلة �سلطان زنجبار» ،ورحلة ال�سلطان خليفة بن حارب ومن جملة أ�هداف الدرا�سة التي قدمتها الباحثة مريم
�إلى أ�وروبا 1960-1936م ،ورحلات ال�شيخ �سعيد بن حمد الغافرية� ،إبراز أ�دب الرحلات العمانية على ال�ساحة الأدبية
الحارثي إ�لى دول أ�وروبا ،ورحلة ال�شاعر محمد الحارثي العربية ،والك�شف عن أ�همية الرحلات ال�شعرية في �إثراء
�إلى أ��سبانيا ،ورحلات الكاتب محمد بن �سيف الرحبي �إلى أ�دب الرحلات العمانية ،ومعرفة الدوافع الخا�صة للرحلات
العمانية الداخلية والخارجية ،ثم البحث عن ميزة يقدمها
بع�ض دول أ�وروبا. �أدب الرحلات العمانية للمكتبة العربية ،ي�ضاف إ�لى ذلك
التعرف على مدى الت أ�ثر والت أ�ثير في رحلات العمانيين
العدد()7
الخارجية إ�لى أ�وروبا وبقية دول العالم.
ينق�سم كتاب «�أدب الرحلات العمانية -رحلة ال�سلطان خليفة
بن حارب �إلى �أوروبا نموذ ًجا» إ�لى �أربعة ف�صول وخاتمة ،تم
فيها ا�ستعرا�ض �أهم النتائج التي ترتبت عليها هذه الدرا�سة،
ويت�ضمن الف�صل ا ألول المعنون بـ «ت أ�ريخ الرحلات العمانية،
ومراحل ازدهارها» �شر ًحا عن مراحل ازدهار �أدب الرحلات
العمانية ،وا�ستق�صائها في ك ِّل حقبة تاريخية ،والتعرف
على أ��سباب ازدهارها ،وتنطلق مرحلة ا�ستق�صاء الرحلات
العمانية بالحديث عن المرحلة ا ألولى وهي التي �سمتها
الباحثة «الرحلة في ا ألدب العماني القديم» ،وت�شمل مرحلة ما
بعد ظهور ا إل�سلام وتمتد لت�شمل الدولة النبهانية ،وتنتهي �إلى
الدولة اليعربية .وت�شمل المرحلة الثانية «الرحلة في الأدب
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 58
العمانيون..
و أ�دب الرحلات
زاهر بن حارث المحروقي
بحقائق عن تجارب كثيرة في مختلف الميادين ،وتترجم ن�ستطيع �أن نقول بك ِّل ب�ساطة ،إ� ّن العمانيين هم أ�كثر �شعوب
�شواهد أ�دبية راقية ألحداث مميزة في حياة الإن�سان المنطقة تجارب في هذه الحياة؛ فالموق ُع الجغراف ُّي الفريد
العماني ،ويمثل هذا الأدب جانب ًا توثيقي ًا لحياة الإن�سان ل ُعمان جعل العمانيين روا ًدا للبحر ،فو�صلوا �إلى أ�قا�صي
العماني ،وهذا بدوره يحتم الاهتمام بدرا�سته ون�شره ا ألر�ض في آ��سيا و أ�فريقيا و أ�مريكا ،وتعرفوا على ثقافات
وتوظيفه في المجالات العلمية والأدبية والاجتماعية، وح�ضارات وتقاليد غيرهم ،م ّما كان له الأثر البارز في البناء
وال�شواه ُد تد ُّل على أ� ّن الرحلة بالن�سبة للإن�سان العماني
هي قديمة جد ًا؛ لكنها لم تح َظ بذلك الاهتمام من الح�ضاري العماني.
حيث تدوينها ودرا�ستها درا�سة تخ�ص�صية ،ولكن هناك وعلى مدى التاريخ ف�إ ّن العمانيين لم يد ِّونوا الكثير من
م�ؤ�شرات إ�يجابية الآن بد أ�ت تظهر باهتمام بع�ض الباحثين تجاربهم في هذه الحياة؛ وهي التجار ُب التي كان يمكن أ�ن
ت�ستفيد منها ا ألجيال الجديدة ،ب أ�ن ت�ستلهم من ذلك العطاء
في التنقيب عن الرحلات العمانية وتوثيقها. ا إلن�ساني داف ًعا وحاف ًَزا للمزيد من الرقي والتطوير والبناء،
***** لأ ّن مقولة «من لي�س له ما�ض ..لي�س له حا�ضر وم�ستقبل»
هي مقولة �صحيحة ،وقد أ� َّرقت الكثيرين ممن يبحثون عن
لقد قامت الباحثة مريم بنت حميد الغافرية ،بجهد كبير
لتوثيق �أدب الرحلات عند العمانيين ،فجاءت درا�ستها �شاملة التاريخ ،رغم أ� ّن حا�ضرهم لا غبار عليه.
لما كتبه الرحالة العمانيون عن رحلاتهم �سواء كان �شع ًرا أ�م هناك بع�ض الكتابات ظهرت ،تتناول الرحلات التي قام
نث ًرا ،وذلك من خلال كتابها «�أدب الرحلات العمانية -رحلة بها العمانيون إ�لى �أقا�صي الأر�ض ،ت�ؤرخ للدور الح�ضاري
ال�سلطان خليفة بن حارب �إلى �أوروبا نموذ ًجا» ،ال�صادر عن العماني عبر التاريخ ،وهي م�ؤ�شر وا�ضح على �أ ّن �أحفاد �أولئك
م ؤ��س�سة بيت الغ�شام للن�شر والترجمة؛ و�صحيح �أنها اتخذت الرواد من هذا ال�شعب ،الذين �ساهموا في بناء الح�ضارة
من رحلة ال�سلطان خليفة بن حارب إ�لى �أوروبا نموذ ًجا؛ الإن�سانية ،ي�ستطيعون أ�ن يعيدوا تلك ا ألمجاد إ�ذا تم ت أ�هيلهم
إ�لا �أ ّن درا�ستها تناولت الرحلات العمانية التي تناثرت لذلك ،ولترك حياة «الدعة» و»الاتكالية» اللتين أ��صيبوا بهما
تفا�صيلها بين كتابات الرحالة العمانيين وبين المخطوطات مع ظهور النفط؛ �إذ بظهوره حقق نو ًعا من الرفاهية ،ولكنه
التي لم تجد طريقها للتحقيق ،وكذلك في الدواوين ا ألدبية قتل إ�بداعات الإن�سان ف أ��صبح م�ستهل ًكا غير منتج ،و أ��صبح
العمانية ،وترى الباحثة �أ ّن هذه الرحلات لم تح َظ بالدرا�سة «التفكير» لديه من المهمات الم�ستحيلة� ،إذ �أ ّن ك َّل �شيء
التخ�ص�صية رغم تنوعها بين رحلات �شعرية ورحلات نثرية، متوفر وب�سهولة ،فما الداعي �إذن للتفكير وللتعب؛ حتى تفاج أ�
و�أ ّن الجانب الفني للرحلات العمانية غير مدرو�س ب�صورة النا�س أ�نهم كانوا مجرد م�ستهلكين لما أ�نتجته الح�ضارة
كافية ،رغم ان�صراف الكثير من الرحالة العمانيين لتدوين الغربية ،فخ�سروا ما�ضيهم وحا�ضرهم وبالت�أكيد م�ستقبلهم.
رحلاتهم المختلفة خا�صة في عهد الدولة البو�سعيدية؛ وهذه تكمن أ�همية كتب الرحلات العمانية ،في قيمتها الفنية
الرحلات تمثل �سجل ًا تاريخ ًيا و أ�دب ًيا و�شاه ًدا من �شواهد والعلمية والأدبية والتاريخية ،وهي تزود الجيل الحا�ضر
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 61 الثقافـي
الم�سكري الذي أ�كرم مثواه ،وهو يعي�ش في مو�ضع خارج وا�ستغرقت �ستة �أ�شهر �إلا خم�سة أ�يام ،وهي الرحلة التي
المدينة ي�سمى هنبلي ،وقد اتخذ في ذلك المو�ضع ب�ستا ًنا و�صفها الباحث د .محمد المحروقي في درا�سة تحليلية ب�أنها
رحلة فكرية يمكن إ�يجازها في عبارة «البحث عن أ�مة واحدة».
غر�سه كله ب�شجر النخل ُت�سقى بماء البئر. تتلخ�ص المواقف الثلاثة أ� ّن ال�شيخ محمد البرواني عندما
هذه ثلاثة مواقف عن التوا�صل التاريخي بين العمانيين و�صل �إلى بيروت ،بعد �أن و�صف رحلته بالتف�صيل والأماكن
وا آلخرين واردة في كتاب واحد فقط ،فماذا لو تحدثنا التي زارها ،يتفاج�أ بوجود ابن عمه را�شد بن محمد البرواني
عن الذين �سافروا إ�لى ال�صين والهند وال�سند وماليزيا في الفندق نف�سه ،ويقول «ف�ُس ّر ك ُّل واحد منا بر ؤ�ية أ�خيه،
و أ�خبرني �أنه ورد المدينة منذ أ�حد ع�شر يو ًما من دم�شق»،
و�أمريكا و�أوروبا؟ ولا يطيل ال�شيخ في ذكر تفا�صيل اللقاء ،ولكن اللقاء في
***** بيروت يد ُّل على �أ ّن العمانيين كانوا قد أ�لفوا الرحلات و�ألفوا
لقد خطت الباحثة مريم الغافرية خطوة مهمة في التنقيب التوا�صل مع ا آلخرين� ،أما الموقف الثاني فيحكي فيه ال�شيخ
عن �أدب الرحلات عند العمانيين ،والمطلوب ا آلن هو ت�ضافر البرواني في ال�صفحة � ،147أنه بعد زيارة الأنبياء عليهم
الجهود لإبراز ذلك الموروث من خلال و�سائل الإعلام ال�صلاة وال�سلام في الخليل ،رجع �إلى القد�س ال�شريف،
المختلفة ،لأ ّن ك َّل تلك التجارب �إنما هي ح ٌّق للأجيال وهناك قام بزيارة بع�ض الم�شاهد ،منها قبر �سيدنا «�سليمان»
الحا�ضرة والقادمة ،وهناك الكثير من تلك التجارب اختفت عليه ال�سلام ،ويقول إ�نه «وجد على قبر النب ّي �سليمان ك�سوة،
وطواها الن�سيان ،ففي إ�حد الم�ؤتمرات ا إل�سلامية التي وعليها ا�سم �صاحبة ال�سيرة الم ْر�ضية ،واله ّمة ال�َسن ّية بنت
ُعقدت في ماليزيا -على �سبيل المثال ،-تم التعريف بالدور �سالم بن �سعيد الحارثية ،والدة ال�شيخ �سالم بن �سلطان
الذي لعبه العمانيون في ن�شر ا إل�سلام هناك ،وقد تم �أخذ الريامي ،ف إ�نها ل ّما قدمت إ�لى القد�س ال�شريف ك�ست القبر
الم�شاركين في الم�ؤتمر �إلى م�سجد «عبد الرحمن العماني» بهذه الك�سوة ،وعملتها على نفقتها الخا�صة ،تقرب ًا لله» ،وهي
الذي ُبني قبل 800عام .وفي بومبي بالهند ،هناك في و�سط دلالة كبرى على �أ ّن العمانيين توا�صلوا مع ا آلخرين ،وتعدى
ال�سوق م�سجد بناه العمانيون الذين كانوا ي�سافرون إ�لى بقاع ا ألمر الرجال �إلى الن�ساء� .أما الموقف الثالث فيحكي ال�شيخ
ا ألر�ض المختلفة ي�سمى «قهوة خانة» يعود تاريخه �إلى عام «البرواني» �أنه أ�ثناء عودته إ�لى زنجبار ر�ست ال�سفينة في
،1913وهي فترة قد لا تكون طويلة إ�لا أ� ّن بناءه في الهند ميناء جيبوتي ،وهناك قابل عمان ّيا هو ال�شيخ �صالح بن أ�حمد
يعود �إلى توا�صل العمانيين منذ القدم مع الثقافات العالمية
ا ألخرى� ،أما في جزر القمر فهناك بلدة قديمة ت�سمى ُعمان،
�أ�س�سها العمانيون منذ أ�كثر من أ�لف �سنة.
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 60
«الأرجوزة ا إل�سلامية للقارة الأمريكية» أ�روع و أ�دق الرحلات �أما الف�صل الرابع فتركز فيه الباحثة على رحلة ال�سلطان
النظمية ت�صوي ًرا للأزمنة والأمكنة ،وهي من نظم ال�شيخ خليفة بن حارب �أنموذ ًجا للدرا�سة؛ فتناول التقديم المادي
للرحلة و�أهميتها و�أ�سباب اختيارها أ�نموذ ًجا للدرا�سة
�سعيد بن حمد الحارثي -رحمه الله ـ. والتحليل ،كذلك درا�سة الخ�صائ�ص الأدبية لرحلة ال�سلطان
وهناك جانب مهم �أ�شارت إ�ليه الباحثة مريم الغافرية خليفة بن حارب ،والحديث عن المنهج الذي �سار عليه
هو عدم خلو أ�دب الرحلات في ُعمان من وجود رحلات الكاتب في و�صف تلك الرحلة ،والأ�سلوب الذي ا�ستعان به
ن�سائية مكتوبة ،مثل رحلة عائ�شة بنت محمد بن عي�سى كاتب الرحلة في �إي�صال ال�صور المختلفة؛ كما تعرج على
الحارثية إ�لى الحج ،وهذه ميزة أ�خرى ت�ضاف إ�لى ر�صيد
درا�سة العنا�صر الفنية للرحلة.
أ�دب الرحلات العمانية. وتو�صلت الباحثة مريم الغافرية في كتابها « أ�دب الرحلات
ويخل�ص البحث �إلى �أ ّن الرحلات الدينية جاءت في �صدارة العمانية ..رحلة ال�سلطان خليفة بن حارب �أنموذ ًجا» ،إ�لى
مجمل رحلات العمانيين ،وبعدها ت�أتي الرحلات ال�سياحية، مجموعة من النتائج هي أ� ّن أ�دب الرحلات في عمان كان
ومن ثم الرحلات الق�ضائية ،وبعدها الرحلات العلاجية، أ�د ًبا يقوم على الم�شافهة ،حاله كحال بقية الألوان النثرية
ومن ثم الرحلات العلمية ،و�أخير ًا الرحلات الدبلوما�سية وال�شعرية ا ألخرى التي ن�ش�أت من قديم الزمان؛ فلم يكن له
وال�صحفية؛ وتمثلت الرحلات الدبلوما�سية في رحلات حظ من التدوين ،فانتقل عن طريق الرواية ال�شفهية؛ مما
الحكام وال�سلاطين .وت أ�تي رحلتا ال�سلطان خليفة بن حارب �أدى لفقدان الكثير من التراث الأدبي للرحلات العمانية
إ�لى أ�وروبا عامي 1936و 1960م ،في مرتبة ال�صدارة في القديمة ،كما أ� ّن أ�ول رحلة عمانية مكتوبة وجدت في القرن
الرحلات العمانية الدبلوما�سية ،فقد رحل ال�سلطان خليفة الثالث الهجري منت�صف القرن التا�سع الميلادي هي رحلة
لي�شهد منا�سبتين قوميتين في �أوروبا بدعوى ر�سمية والمتمثلة «محمد بن مداد بن ف�ضالة الناعبي» ،وهي رحلة إ�لى بلاد
في تتويج الملك جورج ال�ساد�س عام 1936م ،وح�ضور حفل الحجاز ،لأداء «حج الفري�ضة» ،وهذه أ�ول رحلة يتم تدوينها
مبك ًرا ،أ�ما الرحلة في الع�صر النبهاني فتقول الباحثة إ� ّنها
تتويج الملكة إ�ليزابيث الثانية عام 1953م. لم تكن وا�ضحة ب�شروطها الأدبية ،لأن معظمها تركز على
***** ق�صائد مدح الملوك ،وو�ص ِف ال�سير إ�لى الحج ،وزيارة
الأماكن المقد�سة في مكة والمدينة ،والبع�ض الآخر أ�فرد
�إ ّن توا�صل العمانيين مع الثقافات والمجتمعات الخارجية
حدث منذ قرون كثيرة ،لذا فقد و�صلوا �إلى ال�صين وماليزيا الحديث في مدائحه للرحلة الحجازية و�أكث َر الحديث.
والهند وال�سند وتركيا و أ�مريكا و�أوروبا و�أفريقيا� ،سواء وت�شير الباحثة إ�لى أ� ّن هناك رحلات منظومة على هيئة
ك�أ�شخا�ص أ�و كدولة ،ومنهم من تبو�أ مراكز كبيرة في الأماكن أ�راجيز تظهر براعة العمانيين في هذا المجال ،فكانت
الرحلة الواحدة تتجاوز �أكثر من مائة بيت ،وت أ�تي في مقدمة
التي و�صلوا �إليها. هذه الرحلات «الرحلة ا ألدبية ل ألقطار الأفريقية» وهي
وفي كتاب «رحلة �أبي الحارث» لل�شيخ ا ألديب محمد بن علي �أطول منظومة في أ�دب الرحلات العمانية ،حيث تت�ألف من
بن خمي�س البرواني ،ثلاثة مواقف ت�شير إ�لى �سبق العمانيين �سبعمائة وت�سعة ع�شر بي ًتا .وقد مثلت الرحلات النظمية
في التوا�صل مع العالم؛ وقد �صدر الكتاب أ�ول مرة في زنجبار الجزء الأكبر في �أدب الرحلات العمانية ،وهذا يميز
عام 1915م ،عن رحلة الم�ؤلف التي انطلقت من زنجبار يوم الرحلات العمانية ب�صورة خا�صة ،وهذا التميز ي�ضيف ألدب
الجمعة 1914/4/17م ،على باخرة �ألمانية ،للاطلاع على الرحلات في الأدب العربي التوازن بين دفتيه ال�شعر والنثر،
بلدان العالم ا إل�سلامي ،وفي هذه الرحلة �سافر البرواني إ�لى فمن المعروف �أ ّن �أغلب الرحلات العربية كتبت نث ًرا ،وعليه
م�صر وال�شام ،حيث انطلقت رحلته من زنجبار ،واتجهت إ�لى ف�إ ّن وجود هذا الكم من الرحلات ال�شعرية يعمل على تحقيق
تانجا ،ثم ممبا�سا ،وعدن ،وال�سوي�س ،وبور�سعيد ،والقاهرة، توازن بين دفتين تكاد �إحداهما تطغى على الأخرى .وتمثل
وبيروت ،ودم�شق ،ويافا ،ثم العودة إ�لى بور �سعيد ،والقاهرة،
وجيبوتي ،وعدن وممبا�سا وحتى �صلت إ�لى زنجبار ،وغطت
الرحلة م�ساحة ا�سعة من المدن الواقعة في المحيط الهندي،
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 63 الثقافـي
خ�ص�صها لقراءة وتفكيك ونقد م�شروع المفكر الراحل محمد ففولتير يعود �إلى وطنه بعد غياب طويل ليتفاج أ� به �شرطي
عابر الجابري (نقد العقل العربي) .وقد �سمى طرابي�شي الجمارك حين ي أ�تي لتفتي�ش المركبة التي تقله في�سمع �صوت
م�شروعه (نقد نقد العقل العربي) وطرحه في أ�ربعة �أجزاء، فولتير قائلا له« :لا �شيء منو ٌع داخل المركبة �سواي»! في�صرخ
تناول الجزء ا ألول (نظرية العقل العربي) ،فيما تناول الجزء ال�شرطي في ذهول« :يا �إلهي �إنه م�سيو فولتير»! .يقول أ�حمد
الثاني (�إ�شكاليات العقل العربي) ،وتناول الجزء الثالث ال�شواني في كتابه (عظماء وم�شاهير معاقون غيروا مجرى
(وحدة العقل العربي)� ،أما الجزء الرابع فتناول (العقل التاريخ) عن فولتير بعد عودته �إلى باري�س« :وا�ستقبلته
باري�س ا�ستقبالا رائعا ،وفتحت ا ألكاديمية ا ألهلية التي حاربته
الم�ستقيل في ا إل�سلام). طويلا ذراعيها لذلك ا ألديب الثائر العظيم» .ويقول« :وكان
ورغم ما قام به طرابي�شي من جهد وما بذله من نقد في خير جزاء ناله فولتير حين قامت الثورة الفرن�سية و�أخرج
منجر الجابري �إلا �أنه يقول في توا�ضع العلماء والكبار« :و إ�ني النا�س جثته وو�ضعوا نع�شه فوق (�سجن) البا�ستيل مدة ليلة،
ألقولها �صراحة اليوم :إ�ني �أعترف للجـابري ،ا ّلذي ق�ضيت فقد كان ليديه ال�ضعيفتين الف�ضل في الق�ضاء على هذا ال�سن
معه ربع قرن بكامله و�أنا �أقر ؤ�ه و أ�قر�أ مراجعه ومئات المراجع
في التراث ا إل�سلامي ومن قبله الم�سيحي ومن قبلهما التراث العتيد الرهيب».
اليوناني وكل ما ي�ستوجبه الحوار مع م�شروعه ،إ�ني �أق ّر له، أ�ما العربي جورج طرابي�شي فلا الوطن م�ستعد لا�ستقباله
و أ�عترف أ�مامكم ،أ� ّنه أ�فادني �إفادة كبيرة ،و أ�نه أ�رغمني علــى �أو احت�ضانه وتكريمه ،ولا الثورات الظلامية الطائفية
إ�عادة بناء ثقـافتي التراثية .ف أ�نــا له أ�دين بالكثير رغم ك ّل والتكفيرية لديها من الت�سامح والفكر لا�ستقبال مفكر
عقلاني حر يحمل م�شعل التنوير والنقد ومحاربة الخرافة
النقد ا ّلذي و ّجهته �إليه». والزيف والتع�صب المقيت .لذا ف�إنه بالرغم من ا آلمال
و�إننا إ�ذ نودع اليوم المفكر العربي الكبير جورج طرابي�شي التي كان يراهن بها طرابي�شي على هذه الثورات ،إ�لا أ�نه
ف إ�ننا نودع علما من أ�علام الفكر ومنارات الثقافة ال�سامقة �سرعان ما خذلته أ�حلامه و�أ�صيب با إلحباط والخيبة
في عالمنا العربي ،فكان مثالا ل إلخلا�ص ألمته العربية تجاهها ،إ�ذ تبين له خطورتها والم آ�ل الذي ت�سوق الوطن
وثقافتها وح�ضارتها التي �سيظل ا�سمه محفورا في ذاكرتها �إليه .فها هو يقول في مقالته ا آلنفة الذكر ..« :وكما �أثبت
التطور اللاحق ل ألحداث ،ف إ�ن ما قام البرهان على �أنه
�إلى ا ألبد. كان في محله هو توج�سي بالذات :فالربيع العربي لم يفتح
من �أبواب أ�خرى غير �أبواب الجحيم والر ّدة �إلى ما قبل
العدد()7 الحداثة الم أ�مولة والغرق من جديد في م�ستنقع القرون
الو�سطى ال�صليبية/الهلالية».
ترك جورج طرابي�شي للمكتبة العربية إ�رثا عظيما من الكتب
المهمة والترجمات ،فقد ترجم لكبار الفلا�سفة والكتاب
والمبدعين مثل �سيجموند فرويد وهيغل وجان بول �سارتر
ونيكو�س كازانتزاكي�س وغيرهم .كما قدم العديد من الكتب
في الفل�سفة والفكر ال�سيا�سي والتراث والنقد ا ألدبي ،ما
عك�س عمق ثقافته و إ�خلا�صه لم�شروعه الثقافي الكبير.
أ�ما ال�سنوات الخم�س والع�شرون ا ألخيرة من عمره فقد
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 62
رحيل جورج طرابي�شي
الموت في �شكله الفجائعي
ح�سن المطرو�شي
هي محطة التوقف وال�صمت وال�شلل التام عن الكتابة :محطة «يبقى أ�ن �أختم ف�أقول �إن �شللي عن الكتابة� ،أنا الذي لم �أفعل
ا أللم ال�سوري المتوا�صل منذ نحو �أربع �سنوات بدون أ�ن يلوح �شيئا آ�خر في حياتي �سوى �أن أ�كتب ،هو بمثابة موت .ولكنه
يبقى على كل حال مو ًتا �صغي ًرا على هام�ش ما قد يكونه
في ا ألفق �أي ب�شير بنهاية له».
بعد هذه ا أل�سطر ب�شهور قليلة يحل القدر المحتوم ليختطف الموت الكبير الذي هو موت الوطن».
روح المفكر ال�سوري العربي الكبير جورج طرابي�شي في منفاه بهذه العبارات الفجائعية التي تفي�ض ح�سرة وتقطر �ألما
الاختياري باري�س الذي ا�ضطر للجوء إ�ليه فرارا من جحيم يختتم المفكر العربي الراحل جورج طرابي�شي مقالته
الحرب الأهلية في بيروت التي جاء �إليها ب أ�حلامه الكبرى الطويلة التي ن�شرها العام الما�ضي على موقع «�أثير» تحت
عام 1972م ،محملا ب�إرث كبير من الثقافة والوعي والتجارب
ال�سيا�سية وال�سجون والأحزاب والأيديولوجيات التي اعتنقها عنوان (�ست محطات في حياتي).
القارئ له المقالة الرثائية ي�ست�شعر من خلالها وك أ�نها
وتبناها والقيم التي نا�ضل من أ�جلها. تلويحة وداع نهائية من طرابي�شي للعالم ،أ�و هي وثيقة
إ�ن هذا الموت بهذه ال�صورة الم�ؤلمة التي انتهت بها حياة رحيل �أخيرة ،ينعى طرابي�شي من خلالها نف�سه بمرارة
جورج طرابي�شي تحيلنا �إلى كتاب (لو كان فولتير عربيا) عميقة و أ��سى كبير ،لي�س لإح�سا�سه بنهاية نفق العمر ،و�إنما
وهو الكتاب الذي يقدم فيه الم ؤ�لف الدكتور وليد محمود حزنا وكمدا على ما أ��صاب وطنه «�سوريا» جراء الفتنة التي
خال�ص قراءات معمقة في م�شروع الطرابي�شي لي�ؤكد من تحل بها ما أ�دخلها في حرب �ضرو�س بلغت خم�س �سنوات
خلاله « :إ�ن ما قدمه طرابي�شي للثقافة العربية يوازي ما
قدمه فولتير لفرن�سا و أ�وروبا ،مع التنويه أ�ن طرابي�شي متوا�صلة أ�كلت ا ألخ�ضر والياب�س.
ي�شتغل في مناخ أ�كثر تع�صبا وقتامة من ذلك الذي ا�ستظل في هذه المقالة ق�سم جورج طرابي�شي حياته �إلى �ست
فولتير بظلاله» .و�إذ ي�شير الدكتور وليد محمود خال�ص إ�لى محطات مف�صلية �أثرت في تكوينه الثقافي والفكري و�شكلت
الاختلاف في المناخين اللذين كان يعمل في ظلهما كل من تجربته الكبرى التي قدم من خلالها نتاجا فكريا ونقديا قل
فولتير وطرابي�شي ،ف إ�ننا هنا ن�شير �إلى الاختلاف أ�ي�ضا في نظيره .ونجده في هذا المقال يبد�أ بذكر الموت ويختتمه
بهذه العبارة الم�ؤلمة التي تج�سد المحطة ال�ساد�سة والأخيرة
النهايتين التي انتهت بهما حياة كل منهما. في حياته حيث يقول« :لكن المحطة ال�ساد�سة كانت بالمقابل
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 65 الثقافـي
إ�ذ ًا ،بعد �أن تعرفنا على ت�شوم�سكي دعنا ندخل في الحياة الاجتماعية تجد أ�ن جميع كتبه على نف�س الم�ستوى
الكتاب.ولنبد�أبالتعريفيناللذينيقدمهمات�شوم�سكي من الأهمية.
للديمقراطية ،و�أحد هذين التعريف طريف بما فيها هذا الكتاب الذي نتناوله ا آلن
نعم .طبعا العنوان ا ألول للكتاب هو «ال�سيطرة على ا إلعلام»، لا �شك ..لأنه يزيل عن عينيك غ�شاوة كنت ت�ضعهاعلى نظم
وثمة عنوان جانبي هو «ا إلنجازات الهائلة للبروباجندا». معينة تظهر لنا ب�صورة معينة في ا إلعلام ،لكنها في الواقع
ومثلما قلت ف إ�ن نعوم ت�شوم�سكي ي�صدمك في الكتاب ب أ�نه مختلفة جدا .هناك لاعبون من خلف الم�شهد يتحكمون
يبرز تعري َف ْين للديمقراطية ،يبد أ�هما بالتعريف ال�شائع فيه ،وهو يتحدث عن هذا ال�شكل الديمقراطي الذي ي�صفه
وهو �أن يكون للعامة القدرة على امتلاك زمام أ�مورهم
والم�س�ؤوليات ،و�أي�ضا أ�ن تكون لهم الحرية في الو�صول بتف�صيل كبير في هذا الكتاب.
للمعلومة من خلال و�سائل الإعلام .هذا هو التعريف الأول. نعم ،و�سن�صل إ�لى هذا التف�صيل .ولكن دعنا �أول ًا
ولكنه يطرح تعريفا آ�خر للديمقراطية :أ�ن ُيق َّيد ه ؤ�لاء العامة
و�أن ُيمنعوا من الو�صول إ�لى و�سائل الإعلام ،هذا هو النوع نتعرف أ�كثر على نعوم ت�شوم�سكي
نعوم ت�شوم�سكي مواطن أ�مريكي ُولد في 7دي�سمبر 1928م
الثاني من الديمقراطية كما يقول ت�شوم�سكي. في ولاية فيلادلفيا ،وهو أ��ستاذالل�سانيات وفيل�سوف �أمريكي،
طبع ًا ال�سيطرة على و�سائل الإعلام ت�ؤدي با إل�ضافة �إلى أ�نه عالم إ�دراكي وعالم بالمنطق ،وهو م�ؤرخ
بال�ضرورة إ�لى إ�دارة الر أ�ي العام .أ�تمنى أ�ن تف ّ�صل وناقد ونا�شط �سيا�سي ،ولديه �أكثر من مائة كتاب ،و َك َت َب في
الحرب وال�سيا�سة وو�سائل ا إلعلام .هذا ب�شكل عام .لكن
في هذه النقطة. هناك أ�ي�ضا �إ�ضافة جميلة :وفقا لقائمة ا إلحالات في الفن
قبل �أن يدخل ت�شوم�سكي في تفا�صيل كيف تتم �إدارة الر�أي والعلوم الإن�سانية التي �صدرت عام 1992فقد تم الا�ست�شهاد
العام يبين لك كيف ن�ش�أ النظام الديمقراطي الأمريكي الذي بت�شوم�سكي كمرجع �أكثر من أ�ي عالم �آخر خلال الفترة ما
هو محل الدرا�سة في هذا الكتاب ،ففي البداية يو ِّ�صف كيف بين عامي 1980و ،1992كما �صنف بالمرتبة الثامنة ألكثر
ن�ش�أ هذا ال�شكل الديمقراطي ،فيقول إ�نه بحكم الخلفية المراجع التي يتم الا�ست�شهاد بها على الإطلاق في قائمة
العدد()7 ت�ضم ا إلنجيل وكارل مارك�س وغيرهم.
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 64
في هذه الم�ساحة نعر�ض في كل عدد كتاب ًا من الكتب التي كتاب أ�عجبني
عر�ضها البرنامج ا إلذاعي «كتاب أ�عجبني» الذي بد�أت اذاعة
�سلطنة ُعمان بثه في أ�كتوبر .2010ومنذ ذلك الحين ا�ست�ضاف
فيه معده ومقدمه �سليمان المعمري ع�شرات القراء الذين عر�ضوا
مئات الكتب .في هذا العدد نعر�ض كتاب «ال�سيطرة على الإعلام»
للمفكر والفيل�سوف ا ألمريكي نعوم ت�شوم�سكي.
عر�ض الكاتب :إ��سماعيل المقبالي
هكذا ي�سيطر الغرب
«الديمقراطي» على ا إلعلام!
لماذا اختر َت كتاب «ال�سيطرة على الإعلام»؟ يقول م�ؤلف كتابنا في حلقة اليوم�« :صورة العالم التي تقدم
بداي ًة �أخي �سليمان؛ �إذا كنا �سنق�سم الكتب من حيث القيمة لعامة الجمهور �أبعد ما تكون عن الحقيقة ،وحقيقة ا ألمر
�سنجد أ�ن بع�ض الكتب ت�ستمد قيمتها من الموا�ضيع التي عادة ما يتم دفنها تحت طبقة وراء طبقة من الأكاذيب،
تطرحها ،وهناك كتب أ�خرى ت�ستمد قيمتها من الكاتب الذي وكان هذا نجاحا مبهرا ،حيث �أنه منع التهديد الذي تمثله
كتبها .على �سبيل المثال يعرف الجميع �أن كتاب «الأمير» الديمقراطية ،وتم إ�نجازه في إ�طار من الحرية ،وهو أ�مر في
هو للإيطالي نيقولا ميكيافيللي ،ولكن ربما لا يعرفون أ�ن له غاية من الت�شويق ،فهو لي�س مثل الدولة ال�شمولية حيث تطبق
م ؤ�لفات �أخرى مثل كتاب «فن الحرب» وكتاب «المطارحات»
ألن قيمة الكتاب أ�و المو�ضوع الذي طرقه في تلك الفترة بالقوة ،و إ�نما هذه المنجزات تتم في �إطار من الحرية».
كانت له �أهمية كبرى ،لكن تجد كتب ًا �أخرى ت�ستمد قيمتها كان هذا مقتطف ًا من كتاب «ال�سيطرة على الإعلام» للمفكر
من قيمة الكاتب ،ككتب أ�ر�سطو و أ�فلاطون التي نجد �أن والفيل�سوف الأمريكي نعوم ت�شوم�سكي ،الذي �صدرت ترجمته
جميعها لها نف�س القيمة والأهمية .هذا هو �أي�ضا ما يميز إ�لى العربية عن مكتبة ال�شروق الدولية ،بترجمة �أميمة
كتب نعوم ت�شوم�سكي ،بحكم قيمته الفكرية و إ��سهاماته في عبداللطيف ..هذا الكتاب �سنتناوله في هذه الحلقة ب�صحبة
الكاتب إ��سماعيل المقبالي
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 67 الثقافـي
وهو عبارة الكتاب. من الأخير نععنم.مطحباع ًا�ضرهةذا�أُلهقيو ْاتلجعازمء
«فير» التي م ؤ��س�سة في 2002
تعنى بالدقة والو�ضوح في التغطية ال�صحفية .هو يتخيل
أ�ن �صحفي ًا جاء من المريخ ودر�س طبع ًا المبادئ والقيم
ال�سامية التي يقوم عليها المجتمع الغربي في الع�صر
الحديث ،من حرية وعدالة وم�ساواة ،الخ ،ثم ذهب إ�لى
الأر�ض وبد أ� يغطي ا ألحداث التي ح�صلت هناك ،ف�سوف
يجد هذا ال�صحفي أ�ن مو�ضوع «الحرب على ا إلرهاب»
الذي ظهر لنا فج�أة �سنة 2001تقريبا لي�س هو أ�ول
نلخ�صها في كلمة واحدة« :النفاق» ،و�أن ال�سيطرة حديث عن الحرب على ا إلرهاب .لأنه �سنة 1985في عهد
على ا إلعلام هي التي ت�ؤدي �إلى توجيه الر�أي العام الرئي�س رونالد ريغان كانت هناك حملة كبرى ت�صدر ْت
و�سائل ا إلعلام هي «حملة الحرب على ا إلرهاب» ،وكانت
إ�لى وجهة نظر معينة يريدها ال�سا�سة على ال�شرق ا ألو�سط .لكن ألن ذاكرة الر أ�ي العام ق�صيرة
لا �شك .هذا هو ب�شكل عام هو لب الكتاب .وهناك �أي�ضا جدا فهي لا تذكر هذا الأمر ،فهو �سيجد أ�ن هذا المو�ضوع
م�شاهد �أخرى و أ�مثلة مثيرة للا�ستغراب لم نكن ندركها في تكرر �أي�ضا .ثم �سيجد أ�مر ًا غريبا؛ أ�ن الأ�شخا�ص الذين
�ُش ّنت عليهم الحرب في ال�سنوات الأخيرة كانوا في تلك
هذا المو�ضوع الفترة (منت�صف الثمانينيات) هم ر�سل الحرية ،فعلى
حبذا لو ت�ضرب مثالا قبل أ�ن نختم هذا الحوار. �سبيل المثال نظام �صدام ح�سين كان الغرب يدعمه بكل
ذكر ت�شوم�سكي مو�ضوع مذكرات ال�سجين الكوبي الطرق ،لأن النظام ا إليراني خرج عن �سيطرة الغرب
�أرماندوفالديز التي ن�شرت �سنة .1986ولأن تلك الفترة الذي وجد النظام العراقي منا�سب ًا لكبح جماح �إيران،
هي فترة الخلاف بين �أمريكا وكوبا فقداح ُت ِفيبهذا بل و�أطلقوا عليه لقب حار�س الحرية ،ثم تحول هذا
ال�شخ�ص ،وا�س ُتق ِبل في البيت الأبي�ض ،و ُع ِّين في مقعد الحليف /ال�صديق فج�أة في حرب الخليج �إلى �شيطان،
أ�مريكا في لجنة حقوق ا إلن�سان با ألمم المتحدة ،ودافع حتى إ�ن ت�شوم�سكي ي�سخر من هذه الفكرة؛ كيف يتحول
عن ال�سيا�سات الأمريكية التي كانت تتبعها مع النظا َم ْين �شخ�ص بهذه القدرات الب�سيطة� ،إلى �شخ�ص قادر على
الحاك َم ْين في ال�سلفاور ونيكاراغوا ،على الرغم من أ�ن غزو العالم ،في حين �أن أ�مريكا نف�سها هي من �صنعته
النظام الذي تدعمه �أمريكا في ال�سلفادور في ذلك الوقت و أ�نتجته من خلال مخابراتها ،هذه هي الفكرة العامة
اعتقل قرابة 432محامي ًا مدافع ًا عن حقوق ا إلن�سان في هذا الباب ،وهناك أ�ي�ضا تناق�ضات أ�خرى يذكرها
و ُع َّذبوا ب�شتى �صنوف التعذيب ،حتى إ�ن الم ؤ�لف يقول �إنه ت�شوم�سكي مع المبادئالتي يدر�سها العالم ب�شكل عام،
لو قورن تعذيب ه�ؤلاء بما تعر�ض له ال�سجين الكوبي ف�إنه والمجتمع الأمريكي ب�شكل خا�ص ،في الكليات والجامعات
تعذيبه يعتبر كحبة �أ أ� أ� أ�مام جبل .وعندما ك�شف �سجين في وو�سائل ا إلعلام العامة التي تختلف تماما عما يح�صل
ال�سلفادور وا�سمه هربرت دنايا ف�ضيحة التعذيب هذه التي على ا ألر�ض ،و�أي�ضا لا يخفى عليك مو�ضوع العلاقات
تورط فيها نظام ال�سلفادور الذي كانت تدعمه أ�مريكا لم الإ�سرائيلية ا ألمريكية والازدواجية في التعامل معه ،وهو
ي�سانده وزملاءه أ�حد ،ولم ُيع َط نف�س الاهتمام الذي ناله يذكر م�شاهد و أ�مثلة كثيرة حول هذا المو�ضوع.
ال�سجين الكوبي ،بل �إنه فوق ذلك ُق ِتل ب�شكل غام�ض،
واتجهت أ��صابع الاتهام لل�سلفادور في ذلك الوقت .فهذه نعم .والخلا�صة من هذه الم�شاهد يمكن أ�ن
هي الازدواجية التي يتحدث عنها ت�شوم�سكي.
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 66
لي�ست بتلك القتامة .فهو من الف�صل ا ألول �إلى الرابع يف ّ�صل التاريخية للنظام الأمريكي المتمثل في ن�ش أ�ة �شركات �صناعية
لك كيف تعمل هذه المنظومة ،وكيف ت�ؤدي دورها .ولكنه كبرى ن�ش أ� نوع من طبقة النخبة ،وهم �أقلية في المجتمع،
في هذا الباب يريد أ�ن يظهر �أنه بالرغم من هذه ال�سيطرة ولكنهم يتحكمون في الأفكار وو�ضع الا�ستراتيجيات ،وه ؤ�لاء
لكن ظهرت هناك بوادر ان�شقاق عن هذه المنظومة، �أوجدوا طبقة أ�خرى هي طبقة ال�سيا�سيين والمنتفعين
ون�ش�أت حركات احتجاجية معار�ضة لهذه المنظومة التي أ��صحاب النفوذ الذين يعملون في ال�سيا�سة أ�و في المجالات
تتحكم في �سيل المعلومات المقدمة للجمهور وتطويعها القريبة منها ،ثم الطبقة العامة ،وهم الأغلبية الذين يراد
فقط لخدمة م�صالح هذه المنظومة؛ فظهرت منظمات لهم �ألا يكون لهم �صوت فاعل وم ؤ�ثر في الحياة ال�سيا�سية،
ت�سمى جماعات ال�ضغط ،كمنظمات البيئة ،والمنظمات والأمر الوحيد الذي يراد منهم هو أ�ن ي�صوتوا لما تريده
الن�سوية ،والمنظمات المناه�ضة للأ�سلحة ،وهي منظمات لهم طبقة النخبة التيتمار�س دورها من خلال الطبقة
ن�ش�أت بعد حرب فيتنام ،و�أ�صبح لها قوة فاعلة الآن .ولو
لاحظت في الفترة الأخيرة فقد ن�ش�أت حركة «احتلوا وول المتخ�ص�صة .هذا ب�شكل عام.
�ستريت» (�سنة ،) 2011وكان نعوم ت�شوم�سكي من أ�كبر طبعا قد يظن البع�ض أ�ن ال�سيطرة على و�سائل
الم�ساندين لها ،فهو يعتبر �أن أ�حد و�سائل الخروج من الإعلام بد�أت فقط في الآونة ا ألخيرة بعد حرب
هذه المنظومة المهيمنة �إيجادحركات خارجة عن �سيطرة الخليج وحرب العراق ،لكننا نكت�شف من كتاب
الإعلام تقوم بتو�صيل الحقيقة للر أ�ي العام. ت�شوم�سكي أ�ن هذه ال�سيطرة قديمة.
نعم ..هو يذكر في البداية ب�أن هذا المو�ضوع بد�أ خلال
وهناك �أي�ضا حديث عن «ا�ستعرا�ض الأعداء» الحرب العالمية الأولى.فكما نعرف �أن الولايات المتحدة
نعم .هذا باب جميل جدافي هذا الكتاب .فهو يذكر أ�ن أ�حد الأمريكية دخلت الحرب العالمية ا ألولى مت�أخرة ،إ�ذ �أن هناك
الأ�ساليب التي ت�ستخدمها هذه الآلة الدعائية الملتحفة نزعة لدى ا ألمريكيين لعدم خو�ض الحروب ،بحكم الحالة
بالديمقراطية هي عن طريق «وح�شنة العدو» .فبدل ًا من المدنية التي مروا بها لفترة طويلة ود�ستور الحريات الذي
ان�شغال المواطنين بالق�ضايا الملحة في المجتمع ،من �صحة أ��س�سوا عليه.وكان دخول أ�مريكا الحرب العالمية ا ألولى �سنة
وتعليم وت�أمين وغيرها ،يتم إ��شغالهم ب أ�عداء خارجيين 1916في عهد الرئي�س ودرو ويل�سون .ولكي يغير الر�أي العام
مزعومين و أ�ن عليهم التهي ؤ� لهم ،وبالتالي ي�شكل هذا نوع ًا تجاه الحرب أ�ن�ش�أ لجنة ا�سمها «لجنة كريل» ( ن�سبة �إلى
من ا إللهاء ل ألفراد والا�ستنزاف للموارد .وهناك �أي�ضا نقطة. رئي�سها � ) George Creelضمت العديد من ال�شخ�صيات
فبعد أ�ن �سقط الاتحاد ال�سوفييتي �أو ما يعرف بـ»الخطر الم�ؤثرة من بينهم جون ديوي أ�حد الفلا�سفة البراغماتيين
الأحمر» ،ظهر كتاب «�صدام الح�ضارات (ل�صموئيل في تلك الفترة ،فنجحت هذه اللجنة خلال �ستة �أ�شهر فقط
هنتنجتون) و أ�وجد مفهوم «الخطر الأخ�ضر» أ�ي الخطر في تحويل الر أ�ي العام ا ألمريكي من مناه�ض للحرب إ�لى
ا إل�سلامي .ولقد كنت منده�ش ًا في تلك الفترة و أ��س�أل نف�سي: م�ؤيد لها بنوع من اله�ستيريا وراغب في تدمير العدو الألماني
لماذا يريدون عد ّو ًا دائما؟ ،حتى قر�أت هذا الكتاب و�أدرك ُت في تلك الفترة .وهذا �أبهر �صناع القرار في أ�مريكا ونبههم
�أن هذه المنظومة لا بد �أن ُت�ش َغل بعدو من الخارج. إ�لى قوة ا إلعلام في تغيير الر أ�ي العام.
ومن هنا بد�أت إ�دارة الر�أي العام بهذه الطريقة.
نعم« ..ال�صحفي القادم من المريخ» هو عنوان لكن إ�دارة الر�أي العام تكون �أي�ضا في بع�ض الأحيان
محا�ضرة لت�شوم�سكي وردت في الكتاب .حبذا �أي�ضا
عن طريق «ثقافة الان�شقاق»
لو ت�سلط ال�ضوء عليها. نعم .هنا في هذا الباب من الكتاب يذكر لك �أن ال�صورة
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 69 الثقافـي
بن خمي�س الخرو�صي في القرن الثالث ع�شر الحجري و أ�بي ت�أتي اهمية م�سابقة كهذه ،لانا تك�شف لنا جدية الا�صوات
م�سلم الرواحي في القرن الرابع ع�شر الهجري وكتب العلامة الجديدة وت�ضعها أ�مام �ضوء ال�شم�س ،ما يعني النظر اليها
الفلكي عمر بن م�سعود المنذري في القرن العا�شر الهجري
مو�سوعته الفلكية في ت�أمل الكواكب ودرا�سة حركتها في نقديا من ر ؤ�ى واتجاهات مختلفة.
ا�شكالية أ�ولى ان معظم الق�صائد تتغذى ا�سا�سا من المنبت
مو�سوعته علم الاجرام ال�سماوية. المدر�سي ،وحيث ان التعليم المدر�سي في بلادنا يت�سم
ف�ضلا عن ع�شرات الامثلة التي مع ت أ�ملها ودرا�ستها تت�سع بال�ضعف والمحافظة والتقليد ،ف إ�نه عو�ضا عن ان يفتح لنا
أ�مام ال�شاعر النا�شئ طرق الادراك والتفكير متفاعلا بذلك الابواب للقاء مواهب جديدة ويغذيها ،يقوم على العك�س
ب إ�بقائها في حوزته ال�ضعيفة ،محا�صرا نبوغها في حدود ما
مع روافد الفكر الان�ساني في كل زمان ومكان.
هو قادر على العطاء المحدود فح�سب
-١ق�صيدة (تراتيل لغريب ما) هل لذلك معظم كتابات النا�شئة تتجه الى ال�شعر العمودي؟
ربما ...لكن هذه الملاحظة لي�ست �سلبية تماما ،التجربة هنا
�شعر :نا�صر الغ�ساني تغذي ال�شاعر النا�شئ بالثراء اللغوي والمو�سيقي ال�ضروري،
ال�شاعر يرثي مدينة تندثر ،من خلال رثائه فراق امر أ�ة، خا�صة وال�شاعر في بداياته .بل وحتى مع ا�ستمراره بطريقة
ر�أى الحياة في ح�ضورها والموت في غيابها ،ذلك م أ�لوف كتابته هذه ،فذلك خيار له علينا احترامه وتقبله .الأمر يكون
في ال�شعر العربي والعالمي �أي�ض ًا ،المر�أة عندما تكون دائرة �سلبيا حالة وقوفة معاديا لتجارب الكتابة ال�شعرية ا ألخرى
�صغيرة ما تلبث هذه الدائرة في الات�ساع �إلى دوائر أ�كبر كال�شعر التفعيلي و�شعر النثر� ،سلبيا عليه بالطبع ،ألن موقفه
هذا يبعده هو عن ما هو �ضروري معرفيا ،يبعده عن اكت�ساب
ف أ�كبر ،منتقل ًا بنا ال�شاعر من الذاتي �إلى المو�ضوعي. ثقافة جديدة تتجدد يوما بعد �آخر ،وتتجدد بذلك طرائق
التوجه ال�صوفي نحو المر�أة ،يظهر جليا ابتدا ًء من المقطع
التعبير بها وعنها.
الثاني من الق�صيدة عندما يوجه خطابه إ�ليها: من حيث انه اي�ضا في ال�شعر ثمة �شجرة واحدة فقط ،هي
�صبي هواك �شجرة ال�شعر الان�ساني ،مع تفرع أ�غ�صانها وتنوع ثمارها.
لذلك ما هو �ضروري لنا معرفة ا آلخر ،فتح نوافذنا وابوابنا
نبيذا ملء �صومعتي أ�مام تجارب ال�شعر العالمي ،لنجد الآخر دون �شك أ�خا
حتى �أراني بدين الع�شق متحد ًا و�شقيقا لنا .في ال�شعر بل في الفن عامة ت�سقط الحواجز
العرقية والدينية ،نعود جميعا الى الجذر الان�ساني الم�شترك
حتى أ�رى الله الذي انحدرنا جميعا وما علينا البدء به هو ترك الحذر
فيك الآن منعك�س ًا من الت�صوف والفل�سفة ،خوفا مثلما نعتقد أ�ن اتجاهات
و�أخلع ال�شك والأوهام والرمدا هدامة الحادية تكمن بها .فلا �شعر ابدا عندما يخلو خيال
المر�أة التي كانت الع�شق الروحي والج�سدي تت�سع دائرتها، ال�شاعر من ت أ�مل الكون ولا �شعر عندما نرف�ض روح الت�صوف
حتى تذهب ابتدا ًء من المقطع الثالث إ�لى الأمومة الخلاقة .لقد قدم ال�شعراء العمانيون تجارب ابداعية في
ونخب دمعك يا �أماه الت أ�مل الكوني وال�صوفي ،وهي أ�عمق من ان ن�شير اليها في
هذه العجالة� ،إذا رتفعت ا�صواتهم بالحب الالهي العميق منذ
يحر�سني أ�حمد بن النظر في القرن الخام�س الهجري ،حتى جاعد
لولا دعا�ؤك فا�ض الوهن من قلبي
التجربة تجربة ع�شق ان�ساني محبط ،لذلك يعود ال�شاعر
�شاكي ًا باحث ًا عن الله ،الذي عندما لا يجد نوره في الأر�ض
يذهب باحث ًا عنه في عتمات روحه البعيدة.
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 68
برعاية م�ؤ�س�سة الزبير
إ�علان نتائج الدورة الأولى من م�سابقة بيت
الغ�شام ا ألدبية لل�شباب(ال�شعر الف�صيح)
المركز الثاني :ق�صيدة (ن�صف إ�ن�اسن) لل�شاعر ي�سر مجلة التكوين أ�ن تزف الب�شرى والتهنئة لل�شعراء
الفائزين بالمراكز ا ألولى وال�شعراء الذين ح�صلوا على
حمود بن �اسلم ال�سعدي. الإ�شادة والتنويه من قبل لجنة التحكيم ،في م�سابقة
بيت الغ�شام الأدبية لل�شباب ،مجال ال�شعر الف�صيح ،في
المركز الثالث :ق�صيدة (عرق الأنبياء) لل�شاعر خالد دورتها الأولى التي أ�علن عنها في العدد الثالث من مجلة
التكوين ،ال�صادر في يناير 2016م ،والتي ت�أتي برعاية
بن محمد العريمي.
م ؤ��س�سة الزبير.
كما �أ�شادت لجنة التحكيم بثلاثة ن�صو�ص تنويها بم�ستواها تلقت الم�ؤ�س�سة 18ن�صا �شعريا للم�شاركة في الم�سابقة،
وت�شجيعا ل�شعرائها الذين يمتلكون مواهب واعدة ،وهي: وقد ت�أهلت جميعها للمناف�سة نظرا للم�ستوى العالي الذي
ــ ق�صيدة (البعد) لل�شاعر معت�صم بن محمد الخرو�صي. تميزت به الق�صائد ،ما يعك�س �أ�صالة المواهب وقدرتها
ــ ق�صيدة (النهر الخالد) لل�شاعر �سالم بن محمد الرحبي. وتمكنها من أ�دواتها ال�شعرية.
ــ ق�صيدة (حين تك�سرت الروح) لل�شاعر إ��سماعيل بن وبعد مراجعة الن�صو�ص وتقييمها من قبل لجنة التحكيم
محمد الرواحي. جاءت نتائج الم�سابقة على النحو التالي:
جدير بالذكر أ�ن م�ؤ�س�سة بيت الغ�شام لل�صحافة والن�شر
والترجمة وا إلعلان �ستقيم حفل تكريم للفائزين ،م�ساء المركز الأول :ق�صيدة (تراتيل لغريب ما) لل�شاعر
ا ألحد الموافق 15مايو الجاري ،وذلك بمقرها الكائن بغلا.
نا�صر الغ�اسني.
قراءة في �شعر النا�شئة
�سماء عي�سى ( 1ـ )2
واثراء الحوار حولها .عبرها اي عبر تتبع الا�صوات ملامح عامة
النا�شئة ،التي جاءت وتجيء �صادقة بريئة حاملة الينا الحديث عن الا�صوات ال�شعرية النا�شئة في عمان ،وهذه
هويتها الذاتية والمو�ضوعية ،وما هو مطلوب هنا الان�صات الا�صوات الثمانية ع�شر من بينها بالطبع ،حديث ي�ستدعي
الم�ستمر �إليها ومتابعة عطائها تجربة ف أ�خرى .هكذا الكثير من الملاحظات التي علينا وعليهم الالتفات �إليها
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 71 الثقافـي
�صبر وقهر طويل ،لذلك فهو حري�ص على ا�ستمراريتها وعدم مدر�سة �أبولو ومدر�سة �شعراء المهجر ا ألمريكي .مو�ضوع
توقف جريان نهرها. الق�صيدة :عزلة ا إلن�سان ووحدته و�أ�ساه ،ت�شكل روح تجربة
ال�شاعر الوليدة وتغذيتها �شعر ًا وفكر ًا وثقاف ًة وترحال ًا،
أ� ُيها النه ُر �ِسر وط ِه ْر ُف ؤ�ادا �ستك�سب ال�شاعر م�ستقبل ًا تجارب تميز نادر في القادم من
�سا َم ُه ال ُعم ُر م ْن عوادي ِه ق ْهرا الأيام .الثيمات هذه المعبر عنها في هذا الن�ص ،ت�شكل
وا�س ُك ِب ال ُح�س َن حي ُث وافيت ُقبح ًا حا�ضر وم�ستقبل الحياة في البلاد العربية عامة ،حيث
وا�س ُك ِب الخي َر حي ُث وافي َت �ش َّرا تتفكك علاقاته الاجتماعية ،وينحو الإن�سان به نحو حياة
وكااقنطب ِاع اَأللمَّد� ِرسبفنيحي َوِد ُاحللوٍمه َبِمعيقٍدفرا
العزلة والوحدة والجفاف العاطفي.
٦ـ ق�صيدة (حين تك�سرت الروح) يعود ال�شاعر إ�لى مثوى جده ،رمز الما�ضي ،محاول ًا الت�شبث
به كغريق�« :أ�سير في بحر أ��شلائي ومجدفتي ،تدك في البحر
�شعر :ا�سماعيل حمد الرواحي حتى هاج وانفلقا» �إلا �أن ذلك محال ،مثلما يدرك ال�شاعر
الق�صيدة تميل الى تجربة الع�شق ال�صوفي ،اذ نجد أ�ثره ذلك لاحق ًا« :للراحلين إ�لى تلك الحياة �أنا مح�ض من الموت
وا�ضحا خا�صة في المعجم اللغوي مثل كعبة الهوى ،ربه
الحب ،الهائم ال�صب .لذلك يحاول ال�شاعر عبر روح الع�شق �أما العي�ش قد �سبقا».
ال�صوفي فتح آ�فاق أ�و�سع لتجربته ،ذاهبا بها �أبعد من تجربته تح�ضر وبجمال أ�خاذ رموز الطبيعة :الريح ،ال�شم�س ،البحر،
الغيم ،النار � .....ألخ خالق ًا منها ال�شاعر �صور ًا تطفح بعذاب
الذاتية في الع�شق:
�أي�ؤ�سر من �صلى الى كعبة الهوى الوحدة وال�ضياع ما هو حق ًا م�صير الإن�سان م�ستقبل ًا.
أ�ي�ؤجر من يهوى وربه الحب
كفرت اذن بالعا�شقين ودينهم - 5ق�صيدة (النهر الخالد)
ف إ�ن دعائي ما ا�ستجاب له الرب
ف�ضلا عن غرفه من الاحداث الب�شرية الكبرى ،التي وثقتها �شعر� :سالم الرحبي
الكتب ال�سماوية المقد�سة كالقر آ�ن الكريم: الق�صيدة مهداة إ�لى أ�بي القا�سم ال�شابي ،بل هي منحدرة
غرقت وفي الطوفان موت محتمل منه ،وال�شاعر يربط تجربة ال�شابي ال�شعرية ب�أحداث الربيع
�سفينة نوح غادرت وبها ال�صحب العربي ،خا�صة و أ�ن منبع التجربتين ال�شعرية والثورية هي
موجها كلامه الى المع�شوقة ،م�صعدا ،تجربة مريم العذراء تون�س .ال�شاعر يقدم لنا ال�شابي �شاعر ًا للحرية والجمال في
كنموذج من القران الكريم اي�ضا آ�ن .لا يكتفي ب أ�نه قدم �شعر ًا ا�ستنها�ضي ًا كان بمثابة قناديل
ولو انت حاولتي ا�صتناع خ�شونة تنير طريق ال�شباب العربي الجديد المتطلع �إلى الحرية ،بل
من النخلة الخ�شناء ي�ساقط الرطب هو أ�ي�ضا قدم تجربة �شعرية فائ�ضة الجمال وهذا �سبب خلود
ومن ثم فان ال�شاعر ينهي ق�صيدته متو�سلا المع�شوقة العودة �شعره .الق�صيدة تزخر بمفردات ق�صائد ال�شابي ،بل وتجارب
ال�شعر الرومان�سي العربي عموم ًا ،الذي جاء في مرحلة
الى و�صاله كخاتمة للن�ص: تحديثية �سابقة في ال�شعر العربي ،كان ال�شابي رغم �صغر
فعودي الى و�صلى ف�إني معدم �سنه أ�حد رموزها ،وحول ثورة ال�شباب العربي الذي يتعاطف
وكيف �سينجو دونك الهائم ال�صب معها ال�شاعر الرحبي ،ي�أتي تعاطفه مزيجا بتعاطفه مع ثورة
ال�شابي ال�شعرية ،ويدرك ال�شاعر �أن هذه الثورة جاءت بعد
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 70
الان�سان به. والآن أ��شرب
نخب الله في قلق
-٣ق�صيدة (عرق ا ألنبياء) مفت�ش ًا عنه في روحي وفي ريب.
الاطالة �أخرت بتوهج الن�ص و�سمحت لكثير من الكلام
�شعر :خالد العريمي الت�سلل �إليه ،والكلام مثلما نعرف جميعا عدو ال�شعر الأول،
الق�صيدة دفاع �شجي عن الدين الا�سلامي ،الذي يتعر�ض ما يحافظ دائما على الن�ص في وهجه هو التكثيف ،الذي
لكراهية و�أحقاد تنبع من كارهي الح�ضارة الا�سلامية .يذكر عليه يقع عاتق طرد الفائ�ض من الكلام ،ويبقى الن�ص في
ال�شاعر بالرموز الدينية الكبرى ،عائد َا إ�لى القر�آن الكريم عتمته بعيد ًا عن ال�شرح والا�ستفا�ضه.
مثل النبي ادري�س ،جبل الطور �سيناء ،التين والزيتون ،هدهد
النبي �سليمان والملكة بلقي�س .يتجه إ�لى خاتم الأنبياء ،في ٢ـ ق�صيدة (ن�صف �إن�سان)
الق�صيدة خاتم النور ،موجه ًا نداءه ال�شجي إ�ليه: �شعر :حمود بن �سالم ال�سعدي
ياخا ِت َم النو ِر ُظلم ًا� ,ضا َق َم�س ِج ُدنا يتجلى في هذه الق�صيدة ،عن غيرها من ق�صائد هذه
المجموعه ،عدم حدة التعبير العاطفي المبا�شر ،الأمر
فالإل ُف في ل ْي ِل ُك ْم �سا َر ْت به العي� ُس الذي يفتح المجال� ،أمام النظرة العقليه للحياة ،لأحداثها
وتكويناتها لذلك تقترب الق�صيدة من ان تكون اللغة بها
على َجبي ِن ال َّت آ�خي أ�َنبت ْت َعرق ًا حادة محددة اللفظه ،اي ان ال�شاعر يريد ان ينقل الينا مالا
تل َك المعاني فما ُتغني ال َقوامي� ُس ت�سمح اللغة بت أ�ويله ،وفقا وحتى نهايتها لمدارك القارئ.
الرمز للعام للن�ص هو الماء ،به تتجدد الحياه وبغيابه �أي�ضا فهو محدد الفكر ،محدد اللغة ،ك أ�ن الق�صيدة بحث يقوم به
ينت�شر القحط .غياب الماء هو ما �أدى �إلى أ�ن الان�سان يرتوي ال�شاعر بحثا عن نف�سه ،عن ما غاب عن ومنه ،عند ن�صفه
الكوابي�س عو�ض ًا عنه .مع عودته تعود الحياة التي لا يرى
ال�شاعر عودة لها إ�لا بالعنف ،ذلك أ�نه اللغة الوحيدة التي مثلما افتتح بذلك ق�صيدته:
يدركها الع�صر ويتفاهم بها ،لكن العنف المنادى به هنا ما غيبت ن�صفي واكتفيت بن�صفي.
نعرفه بالعنف الثوري القريب �إلى مفهوم الجهاد المقد�س هل اهتدى ال�شاعر عبر بحثه الى طريق يو�صله �إلى ا�ستكانة
وا�ستقرار روحي ما؟ منهيا بذلك �شتات �ضياعه ومنفاه
الا�سلامي ،ألن م�صدره الحب والماء و أ�بواب ال�سماء. واغترابه؟ لا يت�ضح ذلك من �سياق تدفق ال�صور ال�شعرية
�َسيرتدي الح ُّب في َجنب ْي ِه ُقنبل ًة المتميزه في عبر �أبيات الن�ص و�صولا الى خاتمته:
الان �سقط من ق�صيدتي ال�شتاء
لي ْق ُت َل الق ْح َط كي تحيا ال َفرادي� ُس ولا رذاذ غير محل ال�صيف
- 4ق�صيدة (البعد) أ�لقيت حجر النرد كل تمائمي
وتركتني عطر فويق الرف.
�شعر :معت�صم بن محمد الخرو�صي القلق الوجودي الذي ي�ساور ال�شاعر ،م�صدر التوتر في �شعره.
الق�صيدة ترتبط بالحديث عن �ضياع الإن�سان في ا ألر�ض� ،أي هو الذي يقود موهبته الى التفجر جملا �شعرية م�شحونة
�إنها تخرج من التجربة الذاتية متجهة بنقاء بالغ �إلى التجربة بغرابة الانتماء وحيرة الوجود .ذلك ما تخبئه موهبة هذا
ال�شاعر القادم من غمو�ض ا�سرار الكون وغمو�ض حياة
المو�ضوعية ابتدا ًء من افتتاحيتها:
�أنا الر�ضيع الذي من مهده �سرقا العدد()7
تنف�س الآه من دنياه فاختنقا
وما هو وا�ضح من �سياق الق�صيدة لاحق ًا ،ت أ�ثر ال�شاعر
الوا�ضح بمدار�س تجديد ال�شعر العربي الرومان�سية خا�صة
مايو 2016م /رجب 1437ه 73 الثقافـي
َُُلللييبفففَُْوولْهَيطهلنَِْخحمُزآطنقاَّلييِْيترادَفويُايُخيَنئايَبُُراُِملَكنلشصأألقفقلقتافأهغِّصليلااييعاطبميلولٌاليوُبمعٌاصعُلَاشادلقْصبحصِتَدمبياهِمبِمُِيبقُِِّتهروِتركُّةُيبضََزَقَِحقْىتةجْاهِّفادالمدِأُااَلذأُملغيلُامرأهََُرٌلمبِححاسََِصللٌحقرَةجَفحقاغزاِضااري؟ِْهنواتَيالِببأُرلالدُلفوَاقملاىَق َسلََتغق ِارَحقاي ِل ُُُننينأااَمْللفْرٌِّنتتتخخخُُقذ ُُُييقلاَبببقفلاْمااااودللللياففقحمادتلنِحادةيااِصُةفاوحبَاَئْدالِصزيََِدَلأرلُنحْهقََِّْتمتاظِارَِكمجطٌةنسقوُاثلْلدُّبقر ِْيعيب ِب
أنا المساف ُر ِنقُهع ََّطخذاشُاُر ٌيبأقرابلح َؤهالماناَِاماحِلهََِّْطقجمَاتْ َحِفم ُِتعيطواأاَّلوِكلو ِالنَّد ْكرالِ ُّبس ْح ِب
بليا َنميالنا َجءهَيا ْ ِجتم ُتع ِنش َّيظى ال ُع ْم ُر وا ْف َت َرَقا ُُيننننأفلمَوووفاااَْفلخخخخِّيِّحصتُآكقَلعًُناَُُُأَْدارنشمنَرببببُامووَريأََواااااُْنآلللنيِع ُثِألْشمِنَلفممَابهيحَُِنرهنرْسعلفاججَُاحيَهفىااًءَاُتبنيطدَكهيُُياَُيرهَيغمِِقمَََُِْنركلنهرراٍَْلْخْبصمقوُِافتِقتَرهحوََيالجَيةَعاْلاتولَِّفمَسِْجةيرْذِاَلر ِبُْيجب ِ ِّبب
َف(كووهَ ْضَم٥يذحاض)َاُُعدكعَيِّعْميلشْسُأُنتف ََحيتيفحيِنُِّأٍُدْدةبينَُهِااقُحلُحظُْرلفكملُِّامُديمليبااىلليحمرٍقرووي ُيِِحنَتحياواِلصُِّرر ُيه ِح بف(رممولَلاا٤ييْيِمُ)ززحلَاليَشِاُاللجر أْتفلقِدةحُلسمبفزْاِلذىنيي ََقكُصامَْلَمسرَصَتِم ِبرِدْحتيلتًىامنشس ًيماًساوُم ْولخ َات ِنَفََقل َاقا
ََينأفْكولاَ َمصقوحمْاحقياِدوُدعاَُعلَااهاتل َيلادُغُمأمحفيْنََرزهِاِنَْصييْسبداب ِااِي َرلهفةلُاديجيهفلُصاالجبلَُُّيِتمزرٌَبنُترفاِْليَلرى ُِيهيوِكاَْنوحَوْاتقحٌَأعظلْيرس(ُىتتلن ُاهوَونِااح ٌَميتْوًلتاغري ٍب ما )
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 72
تراتي ٌل لغري ٍب ما
نا�صر الغ�ساني
ُتأفَْ(وولَهأِمَْ٢قهيْْيطل)أ ََفَّلَأنأسنن ِمماِملااط ِتُِولَزحكلَأءنلََِّغاِبَْتفنغِاتتيوَا؟اِسظبايآِلريمدِات َييلال ُّورالوَ َم َحد َدواال َج َس َدا؟ َُنإق(مْوووههََنللْ١مدْْجذذذا)مميفوََََُتياتمغييْعُِارعاَعََْااْأضُدبللدْدحْرُِْممتُْ ٍَّرفهتتتددابييوبب ُننَُتهاعَُُّحعتاةةَْلِتهََبَضاكمََىأِلتشُيَُلأْهُُرنفءاِتقواِرعيآلَلتَْننَتى ِأاظ ُلورف َقرَا ِم ُغر
ُتلاَمَْله ِوحاْتشلَِ ُمالعكايََُْنتق ْالفِحغُت ِيففتياِيترأياياتليلَآررتنفُياكِِيقحفَِهكميَطوَاِلألغ َلَْكحٌةَتلم َاِكمداا ِل؟ُّكش ْاهل َِّن َبك َدا َِنقممْوَْللاوداْ َُمترحَ ََيرُحُاَعكلسَّْطل ْديا ْالتللتلوَأهعبي ِمودُشوهااَىن ُِاطجفِ َئَنقَنْاياد ُفََْذرشا َِّطصََنًةاب َأ َث ُر
نفوُبيأححصي ًِّْتتِبخذ َكلاىىيَعِاأأمهآاررلالَِنولَّانَى ِءشيُكاَّملْبنلَكَصهدعيوَِوِماك َنًعأ ِلستاالويعها َشم ِقوا ُل َّم َّرتَم َِحدَادا َكككاْمَين َايْنَْاترلَِغجظ َْيرعُت ُاِلب ُكَعي ُمُْصرِل ُب ِني
()٣
نخ ُب الخيانا ِت َب ْوووهااعْغنَثذَآيَتلَُرَْهتميِننىار.لي.اولم َ.قحَ.سداُيفراب ُماتِءالالتيصباَِّتر َ َيس َْنعَه ِْم ُترما بيننا
ََُلقفمْوْغُْمنديعَُتصَْيربمِرِبظََّرتًُحارقباتيملوأب ٍَنحيموْاتت ِدفُش.ح ْ.ييزيِن َبهاوُألا ْيجغاأِنلسِيمٍِةرسز َماي ْلانُ َرمدِثوُوراِلتوت ُر
ننونخخخَُ ُببباال أملماغوفا ِانتَيتوالم ُاح َق ِّْدب َظ َّل من غيبي
َاق ْولنتد َخأْيب َُعآ َيبدق َاداُْعمآَِلهعَانِبكردييماَحُأي َاملا ُهخو ِف وال َّذْن ِب
َلي ْولح ِار ُ ُدسنَعايؤ ِك فا َض ال َو ْه ُن من قلبي
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 75 الثقافـي
حمود بن �سالم ال�سعدي ِن ْ�ص ُف إ�ِ ْن�َسـْا ٍن
َغ ّي ْبـــ ُت نـ ْصــــفي واكـتــــفي ُت بـنــــص ِف فـــي ُع ْمقـــ َي المائـــ ِّي ذا َت قصيـــد ٍة
ألقـــى َشـــبيه ْي فـــي ال َمـــكا ِن الح ْرفـــ ْي غـــادر ُت أطـــرا َف ال َمـــكا ِن لع ّلنـــي
لـــم تـعــــتر ْف بالريـــ ِح ُر ْغـــ َم ولعبـــ ُت دوَر الظـــ ِّلِ ،فـــ ّي مدينـــ ٌة
ال َع ْصـــ ِف حيـــ َن احتــــفل ُت بغيم َتيـــ ِن مـــا اختارنـــي ا إلنســـا ُن إلا مـــ ّر ًة
و َط ْيـــ ِف أرَقـــى إلـــى الق ّديـــ ِس ثـــ ّم ُيعيدنـــي
يـــا ُموغـــا فـــي ال ّتيـــ ِه ق ْلـــل ْي َمـــ ْن
مـ ْعــــنا َي الـــذي ..وال َعـــ ْز ِف للنـــا ِي لـــم أبتعـــ ْد إلا م َســـاف َة أســـ ُط ٍر
يعصـــ ُر الزي ُتـــو َن يمـــ أُ� َكفـــي! بر ِّبـــ َك َح ّدقـــت فـــي الذ ْكـــرى ت َك ّســـر َوْق َتهـــا
الشـــ ْم ُع ُيقرأنـــي ال ّســـاَم؛ ألّننـــي
لاَ ..شاعــــ ٌر قلبـــ ْي و ُيتقـــن و ْصفـــ ْي صادقـــ ُت ِن ْصـــ َف ا أل ْصدقـــا ِء فلاَمنـــي
ذنـــ ُب المســـاكي ِن ال َحيـــارى أّنهـــم
د ْمــــعي ،،تك ّســـر فـــ َّي َحـــ َّد ال ّنـــ ْز ِف مـــا ُكنـــت بالمو ُهـــوب َيومـــا واحـــدا
ص ّليـــ ُت فـــي المن َفـــى و ُح ْلمـــ ْي خ ْلفـــ ْي
ُع ْمـــ ٌر مـــ َن ا إلصغـــا ِء ُيثقـــل كاهلـــي
ك َســـروا الز َجـــا َجَ ،صلاُتهـــ ْم لا َت ْكفـــ ْي ا آل َن يســـ ُقط مـــ ْن قصيدتـــ َي ال ّشـــتا ُء
ألقيـــ ُت َح ْجـــر ال ّنـــ ْر ِد ،ك َّل ت َمائمـــي
جبـــرا ُن وحـــد ْي بيـــ َن لم َحـــ ِة َطـــ ْر ِف
ح ّتـــى ُأجال َســـن ْي؛ ِل َكونـــي ال َم ْنفـــ ْي
بيـــ َن ال ّنـــدى وا ألر ِض يك ُمـــ ُن َض ْعفـــ ْي
ولا رذا ٌذ غيـــ َر َم ْحـــ ِل ال ّصيـــ ِف
وَت َرك ُتنـــي عطـــ ُرا ُفويـــ َق الـــر ِّف
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 74
عرق الانبياء
خالد بن محمد العريمي
نموااهععــدــــهواــَرُدـةليٌِوقادرااَّلِميقأــعقلــْــْمـحــِجِــةُـمــلدِـصننُــتااـإللفعاَّـنطـشـــَّــاـإآـرلَمزورَِنىرريَُـهـتسـَفَ،ـإحـح،بــاـاللقـَحـــرـمـَــســمتـدـ َـتِوالحٌَُِققخصـنُِتلــمدبَـُهرِـهتـَــبرــولـْتـم ُْقنتهميفســـيـــــ ُيـسُُ!سس! نم ايها الما ُء الذي َص َّب الم َنا ُم علي ِه طي َن ْه..
ياخاِتـــ َم النـــور فـــي الم ْحـــرا ِب ماِئـــ َد ٌة نم فال َّزما ُن ُمشوٌه.
ِب َيــكـ ٌوعَث َر ُهــوتـ ْقمديـــ ُس
كا ِه ِنهـــا صلـــوات فرووولاُغلوُبدساكحًُوارخوَُُاهمنُففنَيين َْهني ِاشفمليُل ُخصعطـناسدَاِِرقنكِائاتاطلل ًأأفالمٍ َ:زِعسلماننلرًىزَةِ.مكل.ميثاارلدئيٌيرحدوْ.هدمً.ي.ا ُ.دسلنيكن ْيهُ.ي.فيد ْه.
ينـــا لله وكـــذا َك َتكبي ُر فلك ْم تم َّزَق َفج ُر ُه..
ف َت ْنحنـــي نح َونـــا إلفـــًا نواقيـــ ُس
ياعلـخــاِتــىـ َتمفَلاـجاـإلبـلنيلـَـــــــكُوِِانرلف ُمافظلـعَّلـتاآنميــــــخًلاْـ,يـِليـ ُفكيضـــمـْـَـأـمانـ َابتقُستـــَــغمانَ ْـرـســتْــتِي َعجب ُاــلردَقنقهـاـوـااً المعيـيــــ ُُسس وتساقط ْت أنوا ُر ُه و ْحيًا يتيمًا في َفمي،،
لاتوقضـــوا المـــاء كـــي لا يســـتوي بشـــ ًرا لتقوَم من ل َغتي َقصيد ْه
َســـيرت لدلياْقيزُاتلـــاــلـَ ِلحـتـاـلقُّا ْلبـحــــفُّــرـَـوط ُيحكــَتـ َجرنيب ْويتيــهــح ِـهيــاـُـقانابالللـََـفكـرًواةابدييــــــ ُُسس
َتتفتعــصـو ٌيدـقـعـــمذــفُـةوـَْاضتلناجاخلجنبـَـَـقـعـْـحْت ُـوحةهــِــــــرفا ِالوطِ ِسحأــعْفــلرـــ*ـبفـ*ٌـِّاـر*لـبىِّسىـأضاــْفلـذـْيَلـِـكَّسـْمــتلـِههــيِـإمطـرْبِائِلرـسيــــــاـاــلَ َُأقذملَُنلنمٌسةااانلييــــــ ُُسس
حتـــى َتوعلمخــ َّــثـــاـــى َرتـاـفلــَـقـراراءيبيبـىـــــ ِالنـِــبُهكاالل ُبغاسلـرــبـخمــاــ ِـاءِ ِّنُط,دعـتإــًدادنرييــــــ ُُسس
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 77 الثقافـي
يا اللــــه
�شحذت الهمة أ�بحث عن التناف�س الذي قال فيه الله تهفو روحي لر�ضاك تهتدي �إليك في ظلمات الي�أ�س
جل وعلا ( وفي ذلك فليتناف�س المتناف�سون) ذلك والألم �أبحث عنك ف�أجدك نورا يقطن ب�أعماق الروح
هو التناف�س ،ور َبي ،حينما تغ�شاك رحمة الله ومغفرته �سعادة لا تعادلها �سعادة أ�ية دنيا تلك التي تبعدني
لت�صل إ�لى ر�ضوان الله هنا فقط أ�يقنت تمام اليقين عنك و أ�نت يا ربي جمال يغمر القلب راحة تتبدد
ب�أنه لا �سعادة �إطلاقا إ�ذا لم ي�ست�شعر ذلك القلب معنى عندها كل المتاعب أ�ملا يملأ �أرجاء حياتي ن�شوة
حب الله ومر�ضاته إ�ذا لم يكن ل إليمان مكان في ذلك
وان�شراحا وطم أ�نينة.
القلب إ�ذا لم يكن الله هو ا ألول ولي�س قبله �شيء. كلما ابتعدت عنك و�شغلتني الدنيا وجدتني �أتخبط
با إليمان تخ�شى الجوارح مع�صية الله فلا ي�شغلها بين متاهات الحياة �أبحث عن �شيء ومنفذ يعيد لتلك
�شاغل وت�ست�صغر النف�س توافه الأمور لتظل تلك النف�س النف�س الممتلئة حزنا وهما وك�أن جبالا من الهموم
الم�ؤمنة تواقة لمر�ضاة خالقها ترتقي ب�إن�سانيتها قد تواترت عليها من كل حدب� ،شيئ ًا ما يعت�صر قلبي
وبا إليمان تنت�شي الروح وت�صفى القلوب وتت�سامح ومع يفقدني لذة ال�سعادة وجمال اللحظات التي أ�عي�شها
الله تحلو الحياة وتبتهج القلوب حينها فقط ن�ست�شعر رغم أ�ن كل ما حولي ي�سرد ق�صة أ�جمل عن �سابقتها
حياة تترجم ال�سعادة المفقودة أ�عي�شها فلا أ��شعر بها
كل نعمة �أنعمها الله علينا لم نكن نلقي لها بالا. حينها فقط أ�دركت ب�أنني ان�شغلت عن �أذكاري �أخذتني
�سبحانك يا إ�لهي كيف أ�ن ذكرك يغ�سل القلوب من الدنيا في جمالياتها ومتعها ف أ�ن�ساني ما اعتدت عليه
ا ألدران كيف أ�ن خ�شيتك تمنح طاقات مفعمة با ألمل من ذكر وت�سبيح وقر�آن يت�سلل إ�لى �أعماق القلب فيجلي
بالر�ضى بال�سعادة والجمال و أ�ي جمال إ�نه جمال ما به من غ�شاوة ،عدت �إلى ذاكرتي أ��ستح�ضر يومي
الحب الإلهي حينما يت�سلل إ�لى أ�عماق القلب فيعطر بل أ�يامي التي �أخذتني فيها الدنيا بين ذنب وتق�صير
الحياة وينثر ا ألمل ليظل حبك يا الله نبرا�سا ي�ضيء وغفلة فوجدتني �أبحث عن منازل ا ألتقياء ألرتقي إ�لى
قلوبنا وعلى نوره نهتدي. تلك المراتب و�أنا ما زلت هي �أنا.
زينة بنت �سعيد الندابية
العدد()7
الثقافـي مايو 2016م /رجب 1437ه 76
هدوء طفلي
هدوئي �سر لا يعرفه احد..
وجودي عالم لا يعرفه احد، اجل�س بجانبي يا طفلي و�س�أحكي لك عن ال�سلام
حروفي تمتد الى زوايا كثيرة.
حلمي يعي�ش معي وحدي، عن لعبتك التي تلعبها
�صمتي ي�سكن داخل قلبي،
�ساعات تم�ضي ما بين وجودي وهروبي. و أ�رجوحة كنت تتدلى منها بعناد تام
ليالي تعانق حروفي وكلماتي ال�صامتة،
�سحب كر�سيه الذي أ�حبه وقال يا �أمي
وجودي لا يعرفه احد..
�صمتي يعي�ش بين حلمي وهدوئي.
حالمة
حالمة تبحث عن طريق العودة
تحاول الرحيل..
تتبعثر من حولها أ��شياء كثيرة
وتتراق�ص بجانبها زوايا عديدة.
راحلة الى مكان بعيد اذن لما �أ�صبح بيتنا حطام
الى مدينة ت�شبه وجوه غريبة
وكتب ا�سم والدي في دوامة الإجرام
الى بقايا كبرياء،
وهدوء أ�نثى حزين. لما هاجرت طيور الحمام
كاتبة تم�سك بقلب غريب،
وتروي حكاية منتهية، و أ�ين هو �أخي و�سام
وتكتب حروف متناثرة..
تعانق ورود الحياة توقفت عن �سرد حكايتها
وت�شعل �شموع اللقاء.
وم�سحت دموعا كتمتها
و�أعطته رغيفا من كومة خب أ�تها
لتتمعن في ذاك الغمام
نورة محمد منال الخرو�صية وتحلم �أن يعي�ش هو ب�سلام
العدد()7
»æØdGمايو 2016م /رجب 1437ه 79
ال�سفر..
فا�صلة مو�سيقية على �أ�صوات المغ ّنين
أ�حمد الطوقي
�صورة واحدة تعلّم ما لا تعلّمه آ�لاف الكلمات
معر�ض فني في ماليزيا بري�شة
ثلاثة فنانين عمانيين
العدد()7
مايو 2016المثق/افرـجيب 1437ه 78
برعاية م ؤ��س�سة الزبير
دعوة للم�شاركة في م�سابقة بيت الغ�شام
الأدبية لل�شباب
بالتعاون مع م ؤ��س�سة الزبير ي�سر م ؤ��س�سة بيت الغ�شام لل�صحافة والن�شر والترجمة والإعلان دعوة الق�صة الق�صيرة
ال�شباب العماني للم�شاركة في م�سابقة بيت الغ�شام الأدبية لل�شباب ،وهي م�سابقة ف�صلية ،مجال
الق�صة الق�صيرة ،وفقا لل�شروط التالية:
�أولا :الم�شاركة متاحة لكافة الكتاب من ال�شباب العمانيين من الجن�سين ،وغير مقيدة بمو�ضوع محدد.
ثانيا :لا يجوز الم�شاركة ب�أكثر من ق�صة واحدة.
ثالثا :لا تزيد �صفحات الق�صة على �صفحتين.
رابعا :يتوجب �أن تكون الق�صة جديدة ،ولم ي�سبق ن�شرها �صحفيا �أو إ�لكترونيا� ،أو التقدم بها �إلى
م�سابقة مماثلة.
خام�سا :تقدم الق�ص�ص مطبوعة على نظام (وورد) ،حجم .16
�ساد�سا� :سيتم قبول الق�ص�ص الم�شاركة اعتبارا من تاريخ ن�شر هذا الإعلان ،وحتى العا�شر من يونيو،
ولن ينظر في �أي م�شاركة ترد بعد انق�ضاء الفترة المحددة.
�سابعا� :سيعلن عن الق�ص�ص الفائزة عبر المجلة.
ثامنا� :سيتم اختيار ثلاثة فائزين من مجموع الم�شاركين.
تا�سعا :الق�ص�ص الفائزة ملك للمجلة ،ولا يجوز ن�شرها أ�و الت�صرف بها إ�لا بموافقتها ،و�سيتم توثيق
جميع الق�ص�ص الم�شاركة.
عا�شرا :يتعين الالتزام بال�شروط وال�ضوابط المو�ضحة أ�علاه ،ولن ينظر في �أي م�شاركة ترد
مخالفة لذلك.
الحادي ع�شر :يجب �ألا يتجاوز عمر المت�سابق 30عاما ،على أ�ن يرفق مع الم�شاركة �صورة البطاقة
ال�شخ�صية أ�و جواز ال�سفر.
الثاني ع�شر :تر�سل الم�شاركات عبر البريد ا إللكتروني للمجلة[email protected] :
لمزيد من الا�ستف�سار يرجى التوا�صل عبر الهاتف رقم )24591649( :أ�و عن طريق البريد
ا إللكتروني �أعلاه.
الجوائز:
الجائزة الأولى 250 :ريالا مع مجموعة إ��صدارات من الم�ؤ�س�سة بقيمة 50ريالا.
الجائزة الثانية 150 :ريالا مع مجموعة إ��صدارات من الم ؤ��س�سة بقيمة 50ريالا.
الجائزة الثالثة 100 :ريال مع مجموعة إ��صدارات من الم ؤ��س�سة بقيمة 50ريالا.
والله ولي التوفيق
العدد()7 العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 81 الفــني
لا لا تعذر و�ش تفيد المعاذير لا ت�سافر
م�سموح ما بيني و بينك ملامه لكن �أحمد فتحي يرف�ض فكرة ال�سفر نهائيا« ..لا ت�سافر» ففي
«لا تل ّوح للم�سافر ،الم�سافر راح» ..كلمات أ�طلقها الفنان عدم ال�سفر هدف ،ينادي به حبيبه« :خ ّلنا نرتاح من لهيب
را�شد الماجد ،ك أ�نما نرى المغني في محطة القطار ،الكلمات ال�شوق في ليل ال�سفر /لا ت�ص ّحي في حنايا القلب �أجرا�س
بذلك المعنى العميق كتبها ال�شاعر الكبير بدر عبدالمح�سن، الخطر» ..ويم�ضي في القب�ض على عود المعنى ،محركا
وم ّرت عليها ع�شر �سنوات ،إ�نما تبقى �أيقونة للمنتظر ،يلمح
ري�شته بع�صف لحني ي�شتعل ب�ضوء المو�سيقى والكلمات:
القطار المغادر: لا تخليني حبيبي مثل ري�شة في مهب الريح
لا تل ّوح للم�سافر /الم�سافر راح /ولا تنادي للم�سافر/ أ�و كزهرة كوتها ال�شم�س بعد هجران المطر.
الم�سافر راح ..ويا �ضياع أ��صواتنا /في المدى والريح / لا ت�سافر يا حبيبي..
خ ّلنا بالله نرتاح من ق�ساوات الزمن
القطار وفاتنا /والم�سافر راح. خلها النيران تهد أ� ..و�سط جوفي،
يلا يا قلبي تعبنا /آ�ه تعبنا من الوقوف /ما بقى بالليل لا تر ّجعني لخوفي،
نجمة ولا طيوف /ذبلت انوار ال�شوارع /وانطفي ظي خ ّلنا نن�سى مواويل ال�شجن.
الحروف /يلا يا قلبي �سرينا � /ضاقت الدنيا علينا الم�سافر ..والقطار
القطار وفاتنا /والم�سافر راح. وعرف الطرب الخليجي �أيقونات غنائية �صدحت بال�سفر
ما ادري باكر هالمدينة /هالمدينة و�ش تكون /النهار والورد والغربة ،منذ «�سافروا وما ودعوني» والتي غ ّناها الكثيرون من
ا أل�صفر والغ�صون /هذا وجهك يالم�سافر /لما كانت لي مطربي الخليج ،ابت�سام لطفي وو�صولا �إلى عبادي الجوهر.
عيون /وينها عيوني حبيبي � /سافرت مثلك حبيبي /القطار وت أ�نقت أ�غنية محمد عبده «�سافر وترجع» في ك�شف معاني
وفاتنا والم�سافر راح. جديدة حيث لا منا�ص من ال�سفر ..وال�صبر..
�سافر و ترجع يا حبيبي على خير
العدد()7 و ا�شوفكم عقب ال�سفر بال�سلامه
ع�سى ال�سفر لك يا عيوني م�ساهير
يكفي عن التوديع منك ابت�سامه
ما دامت الفرقى علينا مقادير
معذور لو ع�ضيت كف الندامه
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 80
ال�سفر..
فا�صلة مو�سيقية
على أ��صوات المغ ّنين
يا م�سافر وحدك ..يا م�سافر وحدك ..وفايتني ان�شغل ال�شعراء بمفردة ال�سفر ،بما يعنيه من وداع موجع
ليه تبعد عني ..ليه تبعد عني ..وت�شغلني وغياب يح ّز في الروح كلما طال �أكثر و�أكثر ..فما وجد
المطربون كال�سفر ي�أخذونه من ق�صائد ال�شعراء ومواجعهم
هي ذات مخاوف الجال�س في وحدته يع�صر مرارة ليعيدوا عزفه على نوتات القلوب ،من أ�جل �أن تت�ص ّبر الروح،
الرحيل منتظرا: ولعل الكبد يق ّل نزفها ،حيث �إن هناك إ�بنا غائبا تنتظره
أ�م ،أ�و حبيبا م�سافرا ت�ض ّم عا�شقته حروف ا�سمه في منديل
على نار ال�شوق انا حا�ستنى حريري ،أ�و كباقة ورد تكاد تزهر على يديها كلما ه ّلت العيون
وا�ص ّبر قلبي واتمنى
بالدمع أ�كثر.
على بال ما تجيني ..واته ّنى .. في الأغنيات القديمة نلمح ال�سفر حا�ضرا بحكم طبيعة
وهي ذات المخاوف ،أ�ن يم�ضي الم�سافر في الرحيل أ�كثر الحياة ،حيث لا يمكن ت�ص ّورها بدون هذه البكائيات
مما يحتمل القلب ،أ�ن يمكث هناك حيث الغربة تتخلى عن الحزينة ..ب�سبب حبيب يغادر ،أ�و فرائحية مبهرة ألن هناك
مرارتها ،والقلب يتغ ّير تجاه منتظريه الذين يع ّدون الأيام
حبيبا عاد..
لعله يعود: يختار مو�سيقار ا ألجيال محمد عبدالوهاب ق�صيدة ح�سين
خايف لا الغربة تحلالك ال�سيد «يا م�سافر وحدك» لي�صنع منها رائعته التي حملت
والبعد يغ ّير �أحوالك ولا يطلب �سوى «خليني دايما ..دايما على ذات الا�سم ،ل ّحنها ،لتغنيها نجاة ال�صغيرة ،وعرفتها الذائقة
بالك» مع وعد أ�بدي للمغترب «مهما كان بعدك حيط ّول /دانا
قلبي عمرو ما يتح ّول /حفتكرك �أكتر من ا ألول». الغنائية أ�ي�ضا ب�صوت ملحنها:
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 83 الفــني
«هب الهوا وناداني»
وداعـا ...
�صالح الحريبي
ح�سن المطرو�شي
الف�ضائيات والو�سائل الحديثة. كلنا نتذكر حفل زواج (قحطة) من (نبوية) في الم�سل�سل
في �سنواته الأخيرة اتجه الحريبي إ�لى جمع وتوثيق الأعمال الكويتي ال�شهير (درب الزلق) ،ونتذكر ذلك المطرب الذي
التراثية الخليجية ليقدمها عبر برنامجه (محمل الفنون) يرتدي الطربو�ش الأحمر مغنيا للعرو�سين «على بلد المحبوب
الذي كانت تبثه قناة الكويت الف�ضائية .وقد كان ذلك
البرنامج بحق ثريا في مادته ب�سيطا في طرحه م�شوقا وغنيا وديني» و «دقوا المزاهر».
في محتواه� .إذ كان الحريبي ي�ضع مقدمات تعريفية للق�صيدة ولكن ربما الكثير منا لا يعرفون ـ لا �سيما من �أجيال اليوم ـ
المغناة ويذكر ا�سم �شاعرها ويلقيها ب�صوته ال�شجي ،كما من هو ذلك الفنان ،الخليجي الأ�سمر ،ب�صوته ال�شجي ،الذي
يذكر ملحنها والمقام المو�سيقي الذي لحنت عليه والفن يفي�ض عذوبة ونقاء .إ�نه باخت�صار الفنان الكويتي ا أل�صيل
الذي تنتمي له ،ثم يقوم بغنائها بم�صاحبة فرقة تخت �شرقي �صالح الحريبي ،الذي يعد �إحدى القامات الغنائية في
الكويت والخليج العربي .وهو من مجددي ا ألغنية الخليجية،
من العازفين المهرة. �إلى جانب ثلة من رفاقه من مطربي ال�ستينيات من القرن
لقد كان يقوم بذلك كله انطلاقا من حبه الكبير وع�شقه الما�ضي ،مثل عو�ض الدوخي و�شادي الخليجي وغريد
ال�صادق للفن وال�شعر وا ألدب ،لذا ف�إنه حدث كثيرا خلال ال�شاطئ وم�صطفى أ�حمد وعبدالمح�سن المهنا وح�سين
البرنامج �أن يتفاعل ويتمايل الحريبي متنهدا مع الق�صيدة
�أثناء إ�لقائها ،بل �إنه مرة لم يتمالك دموعه وهو يتلو إ�حدى جا�سم وعائ�شة المرطة ،وغيرهم الكثير.
الق�صائد التي جلبت معها الكثير من ذكريات الزمن الجميل بعد رحلة عطاء جاوزت خم�سين عاما يترجل فار�س ا ألغنية
ونك�أت الجراح لديه ،فانهارت دموعه بغزارة �أمام الكاميرا ا أل�صيلة �صالح الحريبي الذي وافته المنية بتاريخ 18مار�س
التي تفنن المخرج في توظيفها إلخراج م�شهد فني إ�بداعي الما�ضي �إثر �صراع مع المر�ض ،تاركا خلفه إ�رثا زاخرا من
مليء بال�صدق والده�شة .وتعد مثل هذه المواقف �أ�صدق الأعمال الفنية الخالدة ،مثل أ�غنيته ال�شهيرة (هب الهوا
تعبير عن �إخلا�ص هذا الرجل وحبه لفنه ،وهو الذي يقول : وناداني) و(تحريتك) و(لي�ش ب�س يعني) و(ا�سمك حبيبي)
و(يا �صاحبي) و(قولوا لحبيبي) و(من كثر �شوقي)� ،إلى
«�أحب الفن للفن من دون النظر �إلى المردود المادي». جانب الكثير من المو�شحات والابتهالات الدينية وا ألعمال
وها نحن نودع مبدعا �آخر من الذين م ألوا حياتنا غناء الوطنية والق�صائد المغناة في �شتى ا أللوان الغنائية
ومو�سيقى وفرحا جميلا ،لير�سو ربان «محمل الفنون» ،تاركا الخليجية ا أل�صيلة التي يعد الحريبي أ�حد الذين �أ�سهموا في
�صوته يرن في �آذاننا ،ليرحل هو محققا نبوءته القديمة: حفظها و�صونها وتجديدها وتقديمها للجمهور ب�أ�سلوب جديد
ومبتكر ،كان له بالغ الأثر في نقلها ل ألجيال ال�شابة عبر
«هب الهوا وناداني»!
العدد()7
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 82
م�سافر ..عماني هو الرحيل
من �أغاني الزمن الجميل ،زمن �سالم علي �سعيد �أغنيته هذا الم�سافر الذي (راح) تاركا مدينة لا ت�شبه تلك المدينة
ال�شهيرة «م�سافر» ،كانت أ�يقونة فنية في زمن ك ّنا لا نعرف التي كانت به كل �شيء ،والعيون التي تراها ،إ�نما الحنين له
فيه هذا ال�ضجيج الفني المنبعث من كل حدب و�صوب ،إ�نما نكهة ال�شوق ال�صاخب في القلب ،فيغدو الرحيل نارا ت�صقل
كانت حنجرة �سالم علي الذهبية قادرة على �صياغة تحفة جذوة ذهب القلب إ�ذ يحترق به ،هكذا عندما يخاف الفنان
طربية لافتة أ�بدعها الملحن ال�سيد خالد بن حمد البو�سعيدي: العراقي �سعدون جابر من «�آخر كلمة وياك» ،هي كلمة الوداع،
بعدها ي�أتي الرحيل في وطن اعتاد على بكائيات الغياب ،ت أ�تي
م�سافر ،م�سافر ...لين الم�ساء غ ّطى جناحه الأغنية بكلمات عراقية اللهجة ..والحزن ،وب�صوت فنان ي أ�تي
وا أللم ما طاع ينزاح..
من ف�ضاء الزمن الطربي الجميل:
م�سافر ..م�سافر ..دام الهواء غ ّنى جراحه لا ترحل يا حب ّيب لالا ..لاترحل.
والفرح من دنيتي راح. غ ّدارة الدنيا وخاف ّنك ما تندل.
م�سافر عك�س الهواء ط ّوى �شراعه وخاف أ�ت�ضيع و�أنا �أحتار ..والمن أ��س�أل ؟
وانطوى في خافقي جناحه. وتغدي الغربة /كل�ش �صعبة /وموجك عالي وماكو ا�شراع /
مبحر و�أحزاني �شراع،
ما�شي بلا كلمة وداع.. و آ�خر كلمة أ�وياك أ�ت�صير ..هي افراق وهي اوداع.
من العراق ت�أتي أ�غنية أ�خرى ب�شجن معذب� ،صوت يا�س
مجبور �أ�سافر والذي في البال في البال.. خ�ضر حينما يختار ق�صيدة «لات�سافر» لناظم ال�سماوي ،ومن
مجبور أ��سافر ..والزمن أ�حوال. �ألحان يا�سين الراوي ،حتى مع المفردات التي ال�ضاربة في
كان �سالم بن علي رمزا فنيا ،لا يعرفه جيل �شباب اليوم ،لكن اللهجة العراقية ف إ�ن وجعها نازف لا يخفى:
أ�غنياته كانت محيطا دافئا تطرق �أمواجه أ�بواب ال�سامرين لات�سافر مو خل�ص �صبر المكاتيب الحزينه والدفاتر
لات�سافر وح�شه اعيونك مثل طير الغريب ابليله حاير
ليقر أ� عليهم «ع�ش �سعيد» و»لك يوم».
كثيرون غنوا لل�سفر ،وللغياب ،وللترحال� ..أبو بكر �سالم، ويلي كل �ضحكه علا ا�شفافك ق�صيده وانا �شاعر
وديع ال�صافي ،طلال المداح ،وما لا تح�صى من ا أل�سماء.. لات�سافر يا حبيبي لات�سافر
إ�نما تبقى الحكاية وجعا ي�ستحق الغناء ،لدى منتظر يترقب
العدد()7
م�سافرا ..يغادر �أو لعله يعود.
مايو 2016م /رجب 1437ه 85 الفــني
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه الفــني 84
�أحمد الطوقي� :صورة واحدة
تعلّم ما لا تعلّمه �آلاف الكلمات
لي�س أ�حمد الطوقي واح ًدا من الم�صورين
الذين يمكن �أن تن�ساهم وتن�سى �أعمالهم الفنية
بعد م�ضي لحظات من أ�ول لقاء .بل هو أ�حد
الأ�سماء التي حالما تجل�س �إليها تحاورها
وتناق�شهافيالفنوالإبداعالت�صويريتجد أ�نك
تبحر �إلى تلك الده�شة الجميلة التي يفر�ضها
عليك عمل مميز ومبهر .ولي�ست جمالية
ال�صورة وحدها ما يمكن �أن يجذبك إ�لى �أحمد
الطوقي ،بل روحه ا إلن�سانية التي تنعك�س على
تلك الأعمال التي يلتقطها� ،أعمال فنية لا
توثقالجمالالعمانيفح�سب،بلتعيداكت�شافه
وتقدمهللعالمبطريقةمبهرةتجعلمنال�صعب
على المتفح�ص في العمل الإبداعي ترك تلك
الأعمال للنظر إ�لى غيرها .عن أ�حمد الطوقي،
وم�سيرته الإبداعية ،والت�صوير ،ورفاق ال�ضوء،
وعمان اللوحة الإبداعية الأجمل التي كانت
�سر كثير من الم�صورين العمانيين؛ كان هذا
اللقاء وهذا الحوار....
حوار :هلال البادي
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 87 الفــني
الفني لمختلف الحياة العمانية وخ�صو�صا التقليدية منها العماني في التراث والطبيعة والوجوه ،لماذا هذا
قبل ان تمر ال�سنين وتطغى المدنية على كل �شيء. الولع بالمفردات العمانية؟
تبدو �أكثر ولعا بالتقاط فنيات الحياة الطبيعية دائما أ�ذكر أل�صدقائي الم�صورين �أن الكثير من الكنوز
العمانية من جبال و�سهول ووديان و�صحا ٍر ،هل ألنها الثقافية والتراثية والطبيعية في عمان لم تحظ بن�صيب
الموا�ضيع التي تبدو �سهلة ودائمة الوجود� ،أم لأن وافر من الت�صوير والتغطية ال�ضوئية ،ونحن كم�صورين
الطبيعة العمانية هي لوحة �إبداعية حقيقية ،لم و أ�بناء هذا البلد العظيم لابد أ�ن تكون لنا ب�صمة في
هذا البلد لا نكتفي فقط بمجرد الفوز في الم�سابقات
نلتفت إ�ليها بعد؟ والح�صول على ميدالية من هنا وهناك ،ولكن لابد ان
ربما لا توجد منطقة في العالم العربي مثل عمان بها هذا تكون لنا م�ساهمة فاعلة في إ�خراج هذه الكنوز لهذا العالم
التنوع الطبيعي العجيب ،فلدينا ال�سهول والجبال والوديان وتعريفهم بعمان وتاريخها وتراثها وطبيعتهاب�أ�سلوب
وال�صحراء والبحر وال�شواطئ وكلها م�صدر �إلهام لنا فوتوغرافي جديد ومعا�صر يتما�شى مع الم�ستوى الفني
كم�صورين ،فعلى �سبيل المثال �صحراء الربع الخالي العالمي.ويوجد من الم�صورين العمانيين من يقومون
الممتدة من محافظة ظفار إ�لى ولاية عبري أ�عتبرها بهذا العمل بطريقة مذهلة من �أمثال �إبراهيم البو�سعيدي
بالن�سبة لي مكاني المف�ضل لق�ضاء بع�ض الأيام بعيدا و�أحمد ال�شكيلي وغيرهما من الم�صورين .وهناك �صوت
عن �صخب المدينة ورنات الهاتف النقال ،فهناك أ��ستمتع يهم�س في �أذني يخبرني با إل�سراع والتكثيف من التوثيق
بال�صمت ال�صاخب لل�صحراء ورمال كثبانها العالية
العدد()7
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 86
كثيرة ومكررة لعر�ضة الجمال .ومنذ ا أليام الأولى �أخي ًرا حققت جائزة عالمية ،هي جائزة
لم�شاركتي في الم�سابقة تم اختيارها ك إ�علان للم�سابقة نا�شونال جرافيك عن �صورتك التي توثق لحظة
وتم ن�شرها في موقع نا�شيونال جيوغرافيك وفي ح�ساب ذهبية لانطلاق �سباق للهجن العمانية ،لنتحدث
تويتر والان�ستغرام وغيرها من المواقع.وتم ا إلعلان عن عن هذه التجربة ،تجربة الم�شاركة في مثل
الفائزين في قناة CBSا ألمريكية وهي الراعي ا إلعلامي هذه الم�سابقة ،و�شعورك و أ�نت ت�صل �إلى المحطة
للم�سابقة وكان لدي �شعور رائع عند م�شاهدتي إلعلان
الفائزين وذكر ا�سمي وعمان في القناة� ..أعتقد أ�ن الثمرة النهائية و�إعلان فوزك.
الكبيرة لهذا الفوز هي �أن هناك الآلاف وربما الملايين أ�عتقد أ�ن الو�صول إ�لى نا�شيونال جيوغرافيك هو �أمنية
من النا�س في العالم �سمعوا بدولة ا�سمها �سلطنة عمان عظيمة لكل م�صور ب أ�ي و�سيلة كانت �سواء عن طريق
ألول مرة و�أنا مت�أكد أ�ن الكثيرين قاموا بالبحث عن عمان الفوز في م�سابقتها ال�سنوية �أو عن طريق ن�شر الأعمال
في المجلة المعروفة .وفي حقيقة ا ألمر لم يخطر ببالي
في محركات البحث ا إللكترونية. �أن �أحقق هذا الفوز خ�صو�صا �أن فكرة الا�شتراك في
الم�سابقة جاءت باقتراح من �أحد الأ�صدقاء الم�صورين
تمثل �صور الطوقي و�أعماله الفنية لحظات والمعجب ب�شدة ب�صورة عر�ضة الجمال وكان دائما
متعددة من الحياة العمانية ،لحظات تذهب إ�لى يردد أ�ن ال�صورة مختلفة تماما ع ّما ن�شاهده من �صور
النب�ش وراء الما�ضي واكت�شاف أ��سرار الجمال
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 89 الفــني
العدد()7
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 88
الذهبية ،وبالليل هناك متعة �أخرى ب�صحبة مجرة درب
التبانة وفيها تجبر لا �إراديا بالتفكر في عظمة الخالق
�سبحانه وتعالى و إ�بداعه في خلق هذا الكون الوا�سع
الممتد.والت�صوير ال�ضوئي في ال�صحراء له ميزته وهي
القدرة على التقاط ال�صور في كل وقت.ففي ال�صباح
نلتقط �ضوء �أ�شعة ال�شم�س الملام�س للرمال م�شكل ًا الألوان
الذهبية وفي الظهيرة نلتقط الظلال والخطوط المت�شكلة
من الكثبان وبالليل نلتقط �صور النجوم.
الطبيعة العمانية هي القا�سم الم�شترك بينك
وبين الم�صورين ال�ضوئيين �أحمد ال�شكيلي و�سالم
الوردي ،ومع ذلك لكل واحد منكم ب�صمته الخا�صة
وطريقته في تقديم هذه اللوحة العمانية
الجميلة ،ما ال�سر يا ترى في هذا الاختلاف مع
العلم أ�نكم غالبا تذهبون �سوية لرحلات الت�صوير
إ�لى الأماكن ذاتها؟
الفن ب�شكل عام متعلق ب�شخ�ص الفنان الناجح وحده
ومهما ت�أثر هذا الفنان بغيره من الفنانين والمدار�س
الفنية ف�سوف تظل لديه ب�صمته الخا�صة في �أعماله،
وكذلك الت�صوير ال�ضوئي،فنجد �أن معظم الم�صورين
الناجحين لديهم أ��سلوبهم وب�صمتهم الخا�صة في إ�خراج
�أعمالهم .فمثلا قد نقوم نحن الثلاثة (الطوقي والوردي
وال�شكيلي ) بت�صوير نف�س المنظر في نف�س المكان
والتوقيت ولكن ننتج �صورا مختلفة ،قد يرجع الاختلاف
إ�لى نوعية العد�سة الم�ستخدمة �أو إ�عدادات الت�صوير أ�و
حتى طريقة و أ��سلوب المعالجة الرقمية.
لنتحدث عن البدايات:هل كنت تتوقع في يوم ما
أ�ن تكون م�صورا فوتوغرافيا؟ �ألم ترغب في �شيء
آ�خر من الفنون غير الت�صوير؟
في بداية درا�ستي الابتدائية وا إلعدادية كانت ميولي
فنية ،فب�شكل �سنوي كنت أ�ح�صل على تكريم من المدر�سة
في مجال التربية الفنية ،بعدها انتقلت للت�صميم الرقمي
والجرافك�س ولكني لم �أ�ستمر طويلا ،و�شرارة الت�صوير
الأولى كانت عندما م�سكت مجلة بريطانية متخ�ص�صة
في الت�صوير Digital Camera Worldفي ٢٠٠٧
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 91 الفــني
العماني لا�ستخدام ال�صور في أ�حد أ�بحاثه وم�شاريعه، و�أعجبت �أيما �إعجاب بال�صور المعرو�ضة فيها وطريقة
�أما البداية الحقيقية والجادة فكانت في ٢٠٠٧عندما التقاطها ،وفي نف�س الوقت كنت من متابعي موقع
كنت موظفا في وزارة الاقت�صاد الوطني وقمت ب�شراء betterphoto.comالذي يحتوي على م�سابقة �شهرية
�أول كاميرا كانون أ�حادية العد�سة ومبا�شرة التحقت للم�صورين الم�شتركين في هذا الموقع وكنت �أتابع نتائج
بنادي الت�صوير ال�ضوئي وكان لا�شتراكي فيه نقلة كبيرة هذه الم�سابقة �شهرا ب�شهر ،وفي ٢٠٠٨ا�شتركت في هذا
في تنمية مهاراتي ال�ضوئية والفائدة الكبرى هي التعرف الموقع و�شاركت بعدد من ال�صور فازت �إحداها بالمركز
والاختلاط بالم�صورين العمانيين .وكانت �أول م�شاركة ا ألول وكان ذلك هو الفوز الأول في م�سيرتي ال�ضوئية.
لي هي عمل عر�ض �شرائح ل�صور قمت بالتقاطها وما زلت أ�تابع المعار�ض الفنية للر�سامين العمانيين
في ماليزيا .وفي ٢٠٠٩تفرغت ألعمالي الخا�صة في و�أحاول قدر ا إلمكان ح�ضور هذه المعار�ض والا�ستفادة
من تجارب الر�سامين ومتابعة ميولهم و�أ�ساليبهم الفنية
الت�صوير بعد ا�ستقالتي من الوظيفة الحكومية.
مـــاذا عـــن دور الــجــمــعــيــة الـعـمـانــيـة لاعتقادي التام ان الفن يك ّمل بع�ضه البع�ض.
كيف كانت بداية الت�صوير؟
للت�صوير الفوتوغرافي؟
مجتمع الت�صوير الفوتوغرافي العماني الحقيقي يوجد �أول كاميرا رقمية اقتنيتها كانت في ٢٠٠٢م وكانت
في جمعية الت�صوير ال�ضوئي ،والمتعة الحقيقية في نيكون بجودة ٢ميجابك�سل و أ�ذكر �أني قمت بت�صوير قرية
الت�صوير هي بالاختلاط بمجموعة من الم�صورين الذين المنزفة لأحد الأ�صدقاء الباحثين في التراث والتاريخ
العدد()7
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 90
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 93 الفــني
العدد()7 دول العالم و أ�برز ما يميز هذا ال�شعب من ثقافة وتاريخ
وطبيعة واثناء التجوال يقوم بالتقاط مجموعة من ال�صور
وهو �أ�سلوب رائع إلي�صال معلومة مهمة وهي المعاناة التي
يعانيها الم�صور من أ�جل الح�صول على �صورة واحدة،
واي�ضا �أ�سلوب جيد لتعليم الم�صور المبتدئ كيفية
التقاط ال�صور من تعري�ض
لنتحدث عن تجربة ت أ�ليف كتاب في الت�صوير
الفوتوغرافي ،لماذا �سعيت �إلى ت�أليف كتاب
متخ�ص�ص في الت�صوير ال�ضوئي؟ علما ب�أن كتبا
مماثلة موجودة رغم �أنها مترجمة؟
نعم هناك الكثير من الم ؤ�لفات الأجنبية في مجال
الت�صوير ال�ضوئي ،ولكن الكتب العربية في هذا المجال
قليلة جدا و إ�ن وجدت فهي كتب تحتوي على درو�س لمعدات
قديمة �أو أ�نها كتب �أكاديمية مملة وقد تنفر الم�صور
المبتدئ من عالم الت�صوير .لذا جاءت الفكرة بت�أليف
كتاب ب أ��سلوب �سهل وممتع يحبب الم�صور الراغب في
تعلم الت�صوير ،وفي كتابة الدرو�س اتبعت ا أل�سلوب ال�سهل
والممتع بحيث ي�ستمر الم�صور في متابعة قراءة الكتاب
�إلى النهاية.ويحتوي الكتاب على الكثير من ال�صور نظرا
لأهمية ال�صورة ال�ضوئية في التغذية الب�صرية ،وقد تع ّلم
�صورة واحدة ما لا تع ّلمه �آلاف الكلمات.غالبية ال�صور
الموجودة في الكتاب تم التقاطها في عمان وهذا در�س
للم�صورين المبتدئين ب أ�ن ال�صورة موجودة في كل مكان
فلي�ست هناك حاجة لل�سفر خارج عمان من �أجل الح�صول
على �صورة فنية إ�بداعية.
فيكلمتين،ماذاتعنيكاميراكانون ألحمدالطوقي؟
�شغف ممتع
أ�خيرا ،فيم يفكر أ�حمد الطوقي حاليا؟
اتجاهاتي الأخيرة اختلفت عن ال�سابق حيث كنت أ�قوم
بالت�صوير ب�شكل ع�شوائي مرة في ال�صحراء ومرة في
الجبل ومرة في الأ�سواق بداعي المتعة ولهفة الخروج
بنتيجة مر�ضية�.أما الآن ف أ�قوم بالعمل والتخطيط
إلخراج مجموعة من ا إل�صدارات الم�صورة العمانية
بع�ضها متخ�ص�ص وبع�ضها عام.
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 92
العبرة بقيمة و�إمكانيات هذه الكاميرا بقدر كمية ال�شغف يحملون نف�س ال�شغف ال�ضوئي ،ووجود جمعية الت�صوير
الموجود لدى هذا الم�صور.فالكاميرا هي مجرد �أداة ال�ضوئي له الدور الكبير في ن�شر ثقافة الت�صوير ال�ضوئي
تدخل فيها الا�ضاءة وتت�شكل ال�صورة ،ولكن العمل الأكبر في عمان ،والقائمون على جمعية الت�صوير ال�ضوئي
هو لدى الم�صور وهل هو قادر على م�شاهدة وتخيل وعلى ر�أ�سهم إ�براهيم البو�سعيدي رئي�س مجل�س الإدارة
اللحظة ال�ضوئية التي أ�مامه.نعم هناك الكثير والكثير و أ�حمد البو�سعيدي مدير الجمعية لهم دور كبير في قيام
من الم�صورين في هذه ا أليام ولكن كثرتهم مثل الزبد الجمعية بدورها على أ�كمل وجه من خلال �إقامة المعار�ض
القليل منهم من يبهر الم�شاهدين والبع�ض ي�شتري الجماعية وال�شخ�صية للم�صورين والم�سابقات والحلقات
الكاميرا بداعي التوثيق والبع�ض ا آلخر من أ�جل أ�عماله والدورات المجانية وغيرها من الخدمات المجانية التي
التجارية ومنهم من يحب اقتناء معدات الت�صوير ك�شغف تقدمها كل ذلك في �سبيل الرقي ون�شر ثقافة الت�صوير
حب اقتناء ال�سيارات والهواتف وغيرها. ال�ضوئي لمختلف �شرائح المجتمع.
من الم�صور الفوتوغرافي الذي يعده أ�حمد اليوم يبدو فن الت�صوير فنا �سهلا لانت�شار آ�لات
الطوقي مثالا له؟ ولماذا؟ الت�صوير ا ألحادية ،وكاميرات الهواتف النقالة
ووجود برامج التعديل على الحوا�سيب ،و�أي�ضا
ART WOLFEم�صور �أمريكي مهتم بت�صوير ثقافات ال�شبكات الاجتماعية المتخ�ص�صة في ال�صورة ،أ�لا
ال�شعوب والحياة البرية و أ�ي�ضا المناظر الطبيعية ،وهو ي�شكل هذا ا ألمر تحديا �أمام الم�صور الفوتوغرافي
�أحد �أبرز م�صوري العالم خلال القرن الما�ضي .لـ ART المبدع؟ وكيف يمكن �أن تكون التقنية وثورتها
� WOLFEسل�سة تلفزيونية م�شهورة ا�سمها TRAVELS
TO THE EDGEي�ستعر�ض في كل حلقة زيارة لإحدى عاملا م�ساندا له؟
الكاميرا عند الم�صور هي بمثابة ري�شة الر�سام ،فلي�ست
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 95 الفــني
العدد()7 ال�ص ّديق الذي ح ّولها إ�لى فيلم �سينمائي جميل عام1976
م ،و أ��سند الدور للممثل ال�سوداني «علي مهدي» جعل «الزين»
يقفز من الورق �إلى ال�شا�شة الكبيرة،ولي�صل للجمهور العري�ض
الذي حين خرج ظ ّل يتل ّفت باحثا في الزوايا الهام�ش ّية من
حياتنا على �شخ�ص ّيات �شبيهة بـ «الزين»
ورغم إ� ّن «خدرو» لم ينعم بما نعم به «الزين» بطل رواية
الط ّيب �صالح ،من نهاية �سعيدة ،فجاء الاحتفاء به بعد
رحيله ،لك ّن ذكراه تح ّولت �إلى عر�س ف ّني و�إبداعي.
وقد يت ّم �شحن هذه ال�شخ�ص ّيات بطاقة عدوان ّية بت أ�ثير
المحيط الذي يقوم بتجاهلها ،واحتقارها،والاقلال من
�ش�أنها كما جرى لـ «ق ّناوي» في فيلم «باب الحديد» للمخرج
الكبير يو�سف �شاهين ،وهو الفيلم الذي تم ت�صنيفه في
المركز الرابع �ضمن أ�ف�ضل 100فيلم في تاريخ ال�سينما
الم�صرية في ا�ستفتاء النقاد ،ويعد �أول فيلم عربي و�إفريقي
يطرح للت أ�هل لجائزة ا ألو�سكار ،وبه أ� ّدى يو�سف �شاهين
دور «ق ّناوي» بائع الجرائد غير المتزن عقليا الذي يلقى
جفاء من «هنومة» (هند ر�ستم) وحين تتجاهله لتتزوج
�آخر ،يق ّرر قتلها ،فيقتل فتاة أ�خرى عن طريق الخط أ�،
وفي النهاية تنك�شف الجريمة،ويتم القب�ض عن قناوي لا
لز ّجه في ال�سجن،بل لحجزه في احدى الم�ص ّحات العقل ّية
كمري�ض نف�سي ،أ�ما «خدرو» فالو�ضع معه يبدو مختلفا،
�إذ لم يتح ّول إ�لى �شخ�ص ّية عدوان ّية ،على �ضوء التقدير
الاجتماعي الذي كان يحظى به من قبل المحيطين به ،وهو
تقدير �ساهم في تحريك الطاقة الايجاب ّية ،وبلوغها أ�ق�صى
ما يمكن ،لذا عا�ش حياته مح ّبا للخير� ،ساعيا في �صنعه،
وقد �ساعد تق ّبل المجتمع لخدماته ،وت�شجيعها في موا�صلته
ذلك الم�سعى ،فالحالات الإيجاب ّية تحتاج دائما إ�لى بيئة
�إيجاب ّية لتتكامل ،وتتح ّول �إلى ظواهر.
هذه النماذج ت�ستح ّق الالتفات إ�ليها ،كونها تعي�ش حياتها
جاعلة من ال�شوارع ،ميدانا لحركتها اليوم ّية ،وحياة النا�س
م�سرحا لها ،لا تهمي�شها،وا إلقلال من �ش أ�نها ،بل رعايتها،كما
نرى في العالم المتق ّدم ،للخروج بمعطيات إ�يجاب ّية نراها،
ونلم�سها كما لم�سها أ�هل دهوك في الراحل «خدرو» .
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 94
الحداد يليق
بـ «خدرو»
عبدالر ّزاق الربيعي
به ،لذا طالب من عرفه الجهات المعنية ب�ضرورة �إقامة لم يكن يدور بخلد «خدرو» �أ ّنه بعد رحيله� ،سترفع �شوارع
تمثال أ�و ت�سمية مكان عام با�سم «خدرو». «دهوك» �شمالي العراق لافتات الحزن حدادا على خل ّوه
منها ،و�إن �شباب منطقته �سيحيون حفلا ت أ�بين ّيا له ،قبل �أن
مثل هذه النماذج الب�شر ّية موجودة في الكثير من يجف تراب قبره،بم�شاركة عدد من ال�شعراء الذين ع ّدوه في
المدن،بخا ّ�صة ال�شعب ّية منها ،وقد عرفت بع�ضا منها، ن�صو�صهم ،رمزا من رموز المدينة ،ورفع أ��صحاب المحلات
فكانت تن�شر المرح في حياتنا ،لك ّنها تعي�ش حياتها على �صوره تخليدا لذكراه،كما جاء في الأخبار الواردة من هناك.
هام�ش المجتمع ،فك أ� ّنها ذلك الممثل الكوميدي الذي ي�سعد و «خدرو» لم يكن قائدا ع�سكر ّيا،ولا �شيخ ع�شيرة،ولا من
الجمهور في م�سرحية ت�شيخوف «طائر التم» ,لكن حين وجهاء المدينة ،ولا يمتلك أ� ّية موهبة ،بل كان رجلا ب�سيطا،
ينتهي العر�ض ،تعود �إلى عزلتها ،و�أحزانها ،و�أ�شجانها ،وقد لا يم ّيزه عن ا آلخرين �شيء ،بل �إ ّنه كان م�صابا بمر�ض عقلي،
جعل «الط ّيب �صالح» من �أحدها بطلا لروايته «عر�س الزين»، وهذا كان من الممكن �أن تودي به إ�لى م�ص ّحة عقل ّية� ،أو
فـ «الزين» الدميم ،والغريب ال�شكل� ،شخ�صية هزلية كان ت�ضعه على هام�ش الحياة ،إ�ذا كانت حالته ال�صح ّية ت�سمح له
«يم�شي و�سط زفة كبيرة من ال�ش ّبان ،وال�صبيان ال�صغار، بعدم الاقامة في م�ص ّحة ،كما هو الحال مع �صاحبنا الط ّيب
يت�ضاحكون من حوله ،وهو يختال مزه ًوا بينهم ،ي�ضرب «خدرو» «فكان» متواجدا في �شوارع و�أزقة دهوك من ال�صباح
هذا على كتفه ،ويقر�ص هذه في خدها ،ويقفز في الهواء، الباكر و إ�لى الم�ساء ،كما ي�ؤ ّكد من عرفه ،وفي المح ّ�صلة
وكلما ر أ�ى �شجرة من �أ�شجار الطلع،على قارعة الطريق ن ّط النهائ ّية هو �شخ�ص م�سالم لم يلحق ال�ضرر ب�أحد ،بما يذ ّكر
فوقها ،و�سرعان ما �شاع خبره ،حتى �أ�صبح الجميع يخطب
و ّده ،ولا�سيما الن�ساء ،و�أ�صبح ذكره فيما بعد ،في المجتمع، ببيت المتن ّبي ال�شهير:
يتردد على كل ل�سان»،ويرى د.محمد خليل إ� ّنه «كان عامل والظلم من �شيم النفو�س ف�إن تجد
توحيد لا تفريق ،وعن�صر محبة لا كراهية ،لذا فزواجه تح ّول ذا ع ّفة ،فلع ّلة لا يظلم
�إلى مهرجان «للم�صالحة الوطنية انت�صرت فيه روح الت�سامح ولكم أ�ن تتخ ّيلوا :مدينة،ب�س ّكانها ،و�شبابها ،و�شعرائها،
والحب والتعا�ضد ،على روح البغ�ضاء ،والفرقة ،والبغ�ضاء!» تحتفي برجل ع ّد �أ�شهر مجنون في دهوك ،لك ّن عاهته العقل ّية
هذه الرواية التي أ�عيدت طباعتها ع ّدة م ّرات،ونالت تقدير لم ت�صنع منه �شخ�صا عدوان ّيا ،ولم تفقده اتزانه الاجتماعي،
النقاد واهتمامهم ،ولو بدرجة أ�قل من رواية الطيب «مو�سم في تعاملاته ،بل جعلته� ،شخ�ص ّية م�سالمة ،محبوبة من قبل
الهجرة �إلى ال�شمال» لك ّن التفات المخرج الكويتي خالد الجميع ،لأ ّنها ت�ساهم في �صنع ال�سعادة في المكان الذي تح ّل
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 97 الفــني
أ�ما طالبة الدكتوراة والكاتبة ال�سهاد البو�سعيدية فقد تميزت
بقدرتها على تحويل مو�ضوع عملها الفني من واقعي ملمو�س
الى خيالي بحت با�ستخدام التقنية الرقمية باحترافية
مميزة ،اللوحات المطبوعة على (كنف�س) �أعطت منظو ًرا
اخر للم�شاهد و مجا ًل للتبحر في مغزى العمل الفني والفنانة
هي في الا�صل كاتبة ت�ستطيع ان تو�صل فكرتها ور�سالتها
للم�شاهد با�سلوب را ٍق.
افتتح المعر�ض نائب رئي�س البعثة البلوما�سية العمانية
بماليزيا ريا�ض مكي وبح�ضور رئي�س جامعه ليمكوكوينج تان
�سري والملحق الثقافي العماني بماليزيا الدكتور خمي�س بن
�صالح البلو�شي ،وجمع من الدبلوما�سيين من الدول ال�صديقة
و ال�شقيقة إ��ضافة إ�لى الطلبة العمانيين وا ألجانب ،وتخلل
المعر�ض عر�ض فيلم وثائقي عن ال�سلطنة يو�ضح جمال
الطبيعة و �سحر المكان.
وع ّبرت نائبة رئي�س الجامعة داتو فجوره عن �سعادتها
لا�ست�ضافه هذا المعر�ض الذي يقام لأول مرة في مقر
الجامعة ،منوهة ب�أهمية التبادل الثقافي بين البلدين،
م�شيرة �إلى الدور المهم الذي يقوم به المعر�ض في تعريف
الطلبة والح�ضور بالفن الت�شكيلي العماني.
و�ضمن فعاليات المعر�ض قدمت الت�شكيلية طاهرة فداء
عر ً�ضا مرئ ًيا عن تطور الحركة الت�شكيلية في ال�سلطنة
مو�ضحة بع�ض رموز و�أعلام الفن الت�شكيلي العماني واختلاف
المدار�س الفنية� ،إ�ضافة إ�لى الحديث عن أ�هم مراحل
م�سيرتها الفنية ،وبعدها �سرد الفنان �سعيد العلوي تجربته
مع الفن الت�شكيلي وكيفية ت�أثرة ببيئته المحلية.
العدد()7
الفــني مايو 2016م /رجب 1437ه 96
معر�ض فني في ماليزيا بري�شة
ثلاثة فنانين عمانيين
وتنتمي الفنانة الت�شكيلية طاهرة فداء للمدر�سة الانطباعية بدعوة من الملحقية الثقافية العمانية في ماليزيا اقام ثلاثة
المعا�صرة ،وانتما ؤ�ها الاخير لهذه المدر�سة وا�ضح في فنانين عمانيين معر ً�ضا م�شتر ًكا في مقر جامعة ليمكوكوينج
معار�ضها الفردية� ،أما �ألوانها في هذه المجموعة فهي ترابية في كوالالمبور لمدة يومين حمل توقيع الفنانة الت�شكيلية
لتعبرعن التراث والا�صالة ولكي تعطي ت أ�ثير الزمن على طاهرة فداء والفنان الت�شكيلي �سعيد العلوي والفنانه الكاتبة
�سطوع العمل با�ستخدامها تقنية التعتيق ال�سطحي للون وو�ضع
ت أ�ثيرات التق�شير عليه ،حيث تمنح الفنانة زوار المعر�ض ال�سهاد البو�سعيدية.
إ�ح�سا�سا جميلا بالما�ضي ،وك أ�نها توجه دعوة مفتوحة لل�شعب وفي الجامعة التي ت�شتهر ب�أ�صالتها وعراقتها وا�ستيعابها
الماليزي وللطلبة ا ألجانب لملام�سة عراقة مدينة مطرح عدد ًا كبي ًرا من الطلبة العمانيين في مختلف التخ�ص�صات
و�أي�ضا طلبة من مختلف الجن�سيات تلونت ال�صالة الكبرى
والتمتع بجمالها المعماري الأخاذ. للعر�ض بحوالي 51عم ًل فنيا في مختلف الموا�ضيع
�أما الفنان الت�شكيلي �سعيد العلوي فقد قدم عرو�ضا والأ�ساليب الفنية للفنانين الثلاثة حيث قدم كل فنان ما
راق�صة من الفلكلور العماني ،وكانت �أعماله الفنية عبارة
عن رق�صات �شعبية من مختلف ولايات ال�سلطنة ،فلقد يقارب من 17عم ًل فنيا.
كانت الرزحة واالليوه حا�ضرة في الاعمال وما يرافقها من وتميزت �أعمال الفنانة طاهرة فداء ببروز الجمال المعمار
اللبا�س التقليدي ،كل ذلك مج�سد ب�ألوان الاكريليك على لوح العماني الا�سلامي الأ�صيل ،حيث ج�سدت �شبابيك ونوافذ
(كنف�س) وك�أنه يدعو ال�شعب الماليزي للم�شاركة في هذه مدينة مطرح الأثرية با�سلوب معا�صر ،وعالجت موا�ضيعها
الاهازيج ال�شعبية ،ويدعوه ليرق�ص رق�صة الت�سامح والمحبة با�ستخدام المواد المختلفة والتي تعطي الت�أثير الثلاثي
الأبعاد للعمل الفني لما فيها من �إظهار العمق والبروز
بين ال�شعبين ال�شقيقين.
ال�سطحي للعمل الفني.
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 99 الفــني
زج به في لعبة التمثيل التي لا يجيدها ،ولا علاقة له بال�سيا�سة �ضمن عرو�ض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما -دورة
فهو مجرد بائع خ�ضار ،لكنه تورط ،لينهي العر�ض بالقول إ�نه الفنان القدير �سعد الفرج ،قدمت فرقة م�سرح الدن للثقافة
يحب النور ،ولا يحب الف�ساد ولا النفاق ،ينادي بعدم ت�صديق والفن م�سرحية «هذه المدينة لا تحب الخ�ضار» من ت أ�ليف
ال�شعارات ألنها كاذبة ،فين�سحب من اللعبة التي زج فيها، محمد بن �سيف الرحبي ،و�سينوغرافيا و إ�خراج طالب
مفاخر ًا بوطنيته وعروبته. البلو�شي وتمثيل :محمد ال�ضبعوني.
�أظهر هذا العمل إ�مكانات وقدرات جيدة لدى الممثل محمد يقدم العر�ض �شخ�صية بائع الخ�ضار الذي يج�سد �شخ�صيات
ال�ضبعوني ،إ��ضافة إ�لى ح�ضوره الكوميدي الجميل ،كما الم�سرحية ،ال�ضعيف أ�مام المقابل المادي الذي عر�ضه عليه
ا�ستطاع المخرج طالب البلو�شي �أن يقدم ر�ؤية جميلة لولا مخرج العمل ،وهو بدوره لا يعرف ماهية الرمزية وال�سريالية
بع�ض الهنات والم�ؤثرات الب�صرية ،وفي ملء ف�ضاء الم�سرح، ولا التمثيل أ�ي�ض ًا ،فالعر�ض م�ستمر ،وهو لي�س من �صنعه ،وقد
يمكنه تفاديها �أثناء عر�ضها في المرة القادمة.
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه الفــني 98
«هذه المدينة لا تحب الخ�ضار»
قدمتها فرقة الدن في الكويت
العدد()7
مايو 2016م /رجب 1437ه 101
العدد()7