العدد
3
مح َّرم - 1440سبتمبر 2018
نشرة دعوية ُتعنى بالتراث والمخطوط وال ِسير والتاريخ
االل َّزا َّ ِرشعي ِل َخب ْذمَر ِةحالمِإدصاللا َحهاْبل ُأِرو َلي اىل ِبَامل ََّّرج ْام ِو ِشيي مقالة ال ِّشرك ومظاهره
ِمن ِر ْح َلات ال َّشيخ الأزهري ثابت الشيخ مبارك الميلي
من وصايا الإمام مالك بن أنس
البرج الأحمر الذي بناه أبو الحسن المريني بوهران
جوا ٌب ِفي طل ِب ال ِعلم
عبد الحق الإشبيلي
ث َّم ال ِب َجائي
مخطوط ينشر لأول مرة
ال ِفهرس
تصميم /رؤوف بــن الجــودي التحرير /سميــــر سمــ راد
مصابيح العلم | العدد | 3مح َّرم - 1440سبتمبر 2018
عقيدة وتوحيد
مقالة ال ِّشرك ومظاهره | ال َّشيخ مبارك الميلي 04
بين يدي مقالة ال ِّشرك ومظاهره /أو= أَ ْو ِق َّص ُة تَحرير ُف ُصو ِل كتا ٍب وطب ِع ِه
في الجزائ ر 05
فرية الوهابية | الشيخ محمد ال َّسعيد ال َّزاهر ّي 09
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت | ال َّشيخ الهبري المجاو ي 10
تراجم وسير
ال َّشيخ محمد ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي ..ال َّزا ِرع ِلبَ ْذ َر ِة ال ِإصلاح الأُو َلى ِبال َّر ْم ِشي 11
آثار سلفية في نشر العلم 12
أدب الوصايا
من وصايا الإمام مالك بن أن س 14
أدب الرحلات
ِمن ِر ْح َلت ال َّشيخ الأزهري ثابت 16
مخطوطات
جوا ٌب ِفي طل ِب ال ِعلم | عبد الحق الإشبيلي ث َّم ال ِب َجائ ي 18
قصائد وأشعار
ِمن ِش ْع ِر ال ُّز ْه ِد َوال ِح َكم َوال َو َصايَا | عبد الحق الإشبيلي ث َّم ا ل ِب َجائي 21
وهران الإسلامية 24
افتتاحية
إ َّن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات
أعمالنا ،من يهده الله فلا مض َّل له ،ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إ َّل الله وحده لا
شريك له ،وأشهد أ َّن مح ّم ًدا عبده ورسوله.
(ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ)[آل عمران]102:
(ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ)[ال ِّنساء]1:
(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ)[الأحزاب]71- 70 :
أ َّما بعد :فإ َّن خي َر الكلام كلام الله تعالى ،وخي َر الهدي هدي مح َّمد ﷺ ،وش َّر الأمور
محدثاتها ،وك َّل محدثة بدعة ،وك َّل بدعة ضلالة ،وك َّل ضلال ٍة في النَّار.
فهذا ُهو العدد الثالث ِمن هذه النَّ ْش َرة ،يَصد ُر بعد جه ٍد َوعنا ٍء َو ُطول انتظار َوجميل ا ْص ِطبار،
فأق َّر الله أعيُننا وأعي َن المحبِّين بصدو ِر ِه ،وأنسانَا ذل َك بُرو َزه ل ُق َّرائه متأخ ًرا عن مو ِع ِد ِه ب ُم َّد ٍة
استسهلناها وصعا ُب كنَّا ليست بالقليلة ،وال ُعذ ُر عن َد الكرا ِم مقبو ُل .أ َّخرتنا عوا ِر ُض َط َرأت،
آخ ًرا ،فضلاً الله الغلب ُة لنا أولاً ،وما ظنَّنا أنها تُباغتُنا ُمب ِّك ًرا ،غالبَتنا وغا َلبناها ،ث َّم كانت ِب َح ْم ِد
َلوعالها َىزانإلدحترُانتَ ِلتكا أُجِزَّمدلنُنديا ٍةع–لل ِابىَمنُ َدر ٍدسي ُِدممِعلنهياالأَلو ِهيَن َّطوت ََّتعولْواُ ٍفنش-ىصُموفثا ُِبيترأيحونرلواعِفلمهتاىحِباِأُ ٍصذنَل ٍنة َويِتع:لخ ِمته ِيَّفٍَةيينلُألرأيحوُدد ِللهتشايعأثوُّ ٍرنِخ.لن.ا.ا ِمن الله و ِنعم ًة،
تُق َطع ،عاز ِمي َن
وأخ ِت ُم ِبكلما ٍت،
الكرام؛ ُكنَّا نَأتي ِه في مج ِل ِس در ٍس ونح ُن جماع ٌة انتظمها َع ُّد أصابع اليد الوا ِح َدة ،وعلى كثرة
الشواغل َوالصوارف َوالمعوقات ،أَقمنا على ذلك الدرس سني َن عد ًدا ،تتخللها انقطاعات ،لكنها
مثوبَته) ويبع ُث فينا روح ال ُمثابَ َرة َويقوي عزائ َمنَا، دا َمت! فكان يُس ِّلينَا(أطال الله بقا َءه وأجزل
النَّش َرة هذه في تَ َح ٍّد! ...وكذلك أقو ُل لمن يُتابعون َويُه ِّو ُن علينَا ما ن ِج ُد ُه ِمن عناء بقول ِه :أَنْتُم
أَن يجعلنا في ِه ِمن ال ُمنت ِص ِرين. ويَر ُجون بَقا َءها :نَح ُن في تَ َح ٍّد! فأسأ ُل الل َه
أبو مح ّمد
سمير سمراد
القبيح ،ولا كان ال َو ْهم الضا ُّر ،ولا كانت العادة الفاسدة ،ولا
كان ال ِّشر ُك ونتائجه السيئة.
إن ُكن َت باحثًا في ِع َل ِل انحطاط الأُ َمم فلن تجد كال ِّشر ِك عقيدة وتوحيد
أَ َد َّل على ُظلمة القلوب و َس َف ِه الأحلام وفساد الأخلاق ،ولم
تجد كهذه النقائص أض َّر بال ِاتِّحاد ،وأَ َد َّر للفوضى وأَذ َّل ال ِّشرك و َم َظا ِه ُره
للشعوب. لحضرة العلاَّمة الأستاذ الشيخ مبارك الميلي
أاَلأُْط ُ َسهوَروإلنلسق ُكلأَنوْحَتَبفباَوظأَ ْرحللثًَاشحَدعياللنةأعوقأسَوب ْالض َبموأََنُْرققَوللَِّمي السلليأُاأ َمدخمةلافلوقأ،نقووتلجىندتعكلاجلىدتوك َحهحْمذي ِلده أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
منار المدنية الطاهرة.
وإ َّن نظر ًة في حياة العرب قبل البعثة لتُ َؤيّد ما أضفناه
ِمعاَل ٍأَلنَو ْطننَتاا ُهئ بجا،لتوإو َّنحيودق ِمف ًةن أعلسىباحبياوةثاملراعرت،ب إلى ال ِّشرك ِمن
بعد البعثة لتُص ِّدق
وإ َّن
تلك النظرة وهاته الوقفة َل ِمفتاحان ل ِس ِّر حياة المسلمين
بعد عصر النبوة.
بماذا ُع ِنيَت تلك البعثة التي َجعلت من الجهل حكم ًة
ومن التَّف ُّرق وحد ًة ومن الضعف ُق َّو ًة؟؟
إنَّ َك لتجدها َمعنيَّ ًة بالدعوة إلى التوحيد وبالتحذير من
ال ِّشرك ،وإنَّ َك لتجد عنايتها تلك ظاهر ًة في كتابها ظاهر ًة
في أطوارها ظاهر ًة في أَ َه ِّم مقاصدها.
فالكتا ُب العزيز لا تكاد تَ ْخلُو سور ٌة ِمن ُس َو ِر ِه ِمن
التوحيد ودلائله وال ِّشرك ورذائله ،وكثي ٌر ِمن ُس َو ِره لا تكاد
تجد فيها غير هذا الحديث ،ومن أسلوبه الحكيم َج ْم ُعه في
وال ِّشرك
« َو ِب ِض ِّد َها وعوائده. وشواهده بين التوحيد البيان
الأَ ْشيَا ُء» تَتَ َميَّ ُز
وقد أهمل علماء الكلام هذا ال َّضر َب ِمن البيان ،واقتصروا مبارك الميلي
على الوحدانية وأقسامها ،ف َخ ِف َي على النَّاس ال ِّشر ُك
ووجو ُهه(1)...
وأطوا ُر البعثة ِمن يوم نزول( :ﭻﭼﭽ)[العلق ]1:إلى ال ِّشر ُك أبو المساوئ و ُك ِّليَّ ُة الرذائل و َمع َمل الموبقات، مصابيح العلم -العدد 3
نزول( :ﭻﭼﭽﭾ)[المائدة ]3:لا تَ ْخلُو ِمن ِذك ِر فهو َمعصي ٌة لا تُ ْج ِدي معها طاعة ،و َمنْ َق َص ٌة لا يجزئ عنها
التوحيد والتَّنبيه إلى آياته و ِذك ِر ال ِّشرك والتنفير ِمن غاياته،
ولكن عنايتها بذلك في ال َّطور الأول أشد حتى ليكاد َغ َر ُض كمال ،و َض َع ٌة لا يقوم منها ِع ٌّز ،و َس َف ٌه لا تَر ُش ُد به نفس.
وال ِّشر ُك لولا الجهل ما نَ َج َم له َق ْرن ،ولولا ال َو ْهم ما َحبَى
ال ِبعثة يومئ ٍذ يَنحص ُر في هذا المقصد. َل ُه ُعود ،ولولا ال َعا َدة ما ا ْمتَ َّد ل ُه ِع ْر ٌق ،فهو شجر ٌة خبيث ٌة
افتَح المصحف ،واق َرأ ،وتدبَّر ،تجد ال ُّس َو َر م ِّكيَّها ثراها الجهالة ،و ُسقياها الخيال ،و ُع ُر َقاتُها ال ِاع ِتياد ،و َجنَا َها
ومد ِنيَّها لا تكاد تَ ْخلُو من حديث ال ِّشرك والمشركين ،وتجد نا ٌر ُح َّفت بالشهوات ،وعا ٌر ُس ِت َر بالتُّ َّر َهات ،فلا كان الجهل
الم ِّك َي منها يكاد يختص بهذا الحديث .وإ َّن أَ َّو َل ما نزل
-وهو الآيات الخمس الأُ َول ِمن ُسورة العلق -لم يَ ْخ ُل ِمن
الإشارة إلى التوحيد وال ِّشرك.
قال ابن حجر في فتح الباري« :وقد اشتملت على الأمر
بالقراءة والبَداءة فيها ِب ِبسم الله ،وفي هذه الإشار ُة إلى
أصول الدين»).(2
وإن أه َّم مقاصد البعثة هي أركان الإسلام الخمس،
ُ )1هنا فقر ٌة حذفتُها 4
)2انظر« :فتح الباري» ( ،)8/719ط .دار المعرفة.
بين يدي َمقال ُة فقو ُل «لا إله إلا الله» صري ٌح في إثبات التوحيد ونفي
«ال ِّشرك ومظاهره» ال ِّشرك .والصلاة تفتتحها بكلمة «الله أكبر» ،وتَشرع في
أَ ْو ِق َّص ُة تَحرير ُف ُصو ِل كتا ٍب وطب ِع ِه في الجزائر الفاتحة فتقرأ فيها( :ﭢﭣﭤﭥ)[الفاتحة،]5:
كتب ُمؤ ِّر ُخ الجزائر العلاَّم ُة الأَثر ُّي الشيخ مبارك الميلي والحج فاتحة الإحرام المصحوب بالتَّلبية وهيَ « :لبَّيْ َك ال َّل ُه َّم
رحمه الله سلسل ًة من المباحث العلميَّة ،كان ينش ُر َها ِتبَا ًعا َلبَّيْكَ ،لبَّيْك لا َش ِري َك َل َك َلبَّيْ َك ،إِ َّن ال َح ْم َد والنِّ ْع َم َة َل َك وال ُم ْلك،
تحت عنوان «ال ِّشرك ومظاهره» ،وقد كشفت هذه السلسل ُة لا َش ِري َك َلك».
عن عل ٍم َج ٍّم ،وتحقي ٍق بارع ،ومضى الشي ُخ على هذه لع َّل هذا ال َقدر يَكفي لإثبات أ َّن عناي َة الدين الإسلامي
الطريقة ،إلى أن اعتراه المرض في آخرها ،فانقطع عنها بإثبات التوحيد ونفي ال ِّشرك ظاهر ٌة في كتابه ظاهر ٌة في
ُم َّد ًة ،بعد أن وصل إلى الجزء )13( :وقد نُ ِش َر في«[ :البصائر»، أطواره ظاهر ٌة في أركانه ،وإن لم يكن هذا ال َقدر كافيًا في
ذلك فلا أق َّل ِمن أن يكون قد فتح لك باب التَّأ ُّمل في تلك
العدد ( 6 : )25ربيع الثاني 1355هـ 26/جوان 1936م(،ص.])4-5 : فستُ ْف ِضي أَنعم َت
المر ُض يق َط ُع الشي َخ مبارك عن أعماله: إليها ال ِإذعا ِن إلى النظ َر بَأْ ٌس! ال َّد ْع َوى ،فإن أن َت
إن لم يكن ِبعق ِلك
إذا أنت َس َّل ْم َت معي ش َّد َة عناية ديننا بشأن ال ِّشرك
منع المر ُض الشي َخ «مبار ًكا» من القيام بمهمته في وعدم اقتصاره على بيان التوحيد ،أفلا تعجب معي ِمن ِق َّل ِة
إعداد التقرير المالي ال َّسنوي للجمعية ،وقد ناب عنه اهتما ِم علما ِء ديننا بالكلام في ال ِّشرك؟ تجد في كلامهم
مراقب الجمعية الشيخ خير الدين ،فأع َّد التقرير ،وفي على الفروع ُح ْك َم مسائل نادر ِة الوجود أو هي لا وجود لها،
مسته ِّل ِه يقول...« :إني أقف أمامكم هذا الموقف بالنِّيابة ولا تجد في كلامهم على الأصول تفاصيل ال ِّشرك وتقرير
عن أخي الشيخ مبارك الميلي الذي منعه المرض من تقديم معناه حتَّى يَرسخ في نفوس العامة بَ ْل َه الخاصة ،ويُصب َح
الحساب المالي بنفسه ،ومن كتابته التقدير المالي بقلمه، تص ُّو ُره وتص ُّو ُر مظاه ِر ِه ِمن الضروريات التي لا تُ ْح ِوج
كما ح َر َمنا ذلك من سماع بيانه الشافي ونصائحه الغالية العالم إلاَّ إلى التنبيه ،ولا يرى به حاجة إلى ال ِاستدلال
التي ع َّودنا بها في ك ِّل سنة ،وإنني أنتهز هذه الفرصة
لأُ َق ِّد َم له بلسان المجلس الإداري الشك َر والتقدي َر لأعماله وال ِاستنتاج.
وجهوده المتواصلة في كل ما يُرقي الجمعية ،ويُ ْع ِلي ولقد نتج عن ِق َّل ِة الخوض في ال ِّشرك ومظاهره أَ ْن
من شأنهاَ ،وال ِاعترا َف بأنَّ ُه أَ َّدى للجمعية خدم ًة لا صار ال ِّشرك أخفى المعاصي معنًى وإن كان أَ ْجلاَ َها ُح ْك ًما،
يَ ْق ِد ُر َغيْ ُر ُه أن يضطلع بها ،خمس سنوات كاملة ف ِل ُظهو ِر ُح ْك ِمه وكونه من الضروريات ترى المسلمين
وهو قائ ٌم بأمانة مال الجمعية جاه ٌد في ضبطه عا َّمتَ ُهم يَتب َّر ُؤون منه ،ويَغ َضبُون ُك َّل الغضب إذا نُ ِسبُوا
والمحافظة عليه ،وضبط المال وحده عم ٌل شا ٌّق، إليه ،و ِلخفا ِء معناه وق َع َمن وق َع فيه و ُهم لا يشعرون،
فكيف إذا انضافت إليه أعمالُ ُه الأخرى من دروس ووجدوا ِمن أَدعيا ِء ال ِعلم من يُ َس ِّمي لهم عقائد ال ِّشرك
متواصلة و ِر ْح َلت في َمصلحة الجمعية ،فنسأل لأخينا وأعما َله بأسماء تَدخ ُل في عقائد الإسلام وأعماله ،ثم يدافع
الشيخ مبارك شفاء عاجلاً وعافية سابغة آمين يا رب عنهم ويَح ُش ُرهم في ُزمرة أَهل ال ُّسنَّة ،ويُ َشنِّ ُع على العلماء
الناصحي َن ِللعا َّمة وال ُمحذِّري َن لهم ِمن ال ِّشرك ومظاهره،
العالمين.(2)»... حتَّى إِنَّ ُه َليُخيّل إليك أَ َّن ال َعا ِّم َّي الواق َع في َح ْمأَ ِة ال ِّشرك
االلجأُنَّ َامهلماًصالِوحا َخ ِغلا َِتلقيَرواة ًِ.مراهأاقل ُرمنُب ِكإِرلىعلالى ُّسنهَّ ِةذهواالل ِاأُ َّمسةتقماامأَِةن ِكم َرن ُهااللعقا ِلرآ ِم ُنب ِدعيل ِن ِىه
ثم استأنف الشي ُخ كتاب َة هذه المباحث بعد شفائهَ ،فبَ َر َز
بعد انقطاع دام «البصائر»] ،أي: الجزء[ )14( :في العدد:
حوادث؛ ترأَّ َستْ َها حدثت أثناءه ( )42من أكثر من أربعة أشهر
بقليل،
حادث ُة اتهام العقبي بقتل المفتي َك ُّحول ،وزردة ابن جلول؛
وكان الشيخ قد أشبع الموضوع في حكم «الزردة» بحثًا ولع َّل خفا َء معنى ال ِّشرك ِمن باب َقو ِل البُوصيري:
واستدلالاً ،فكان لبحثه مقنع وأي مقنع للمتشوف إلى « َو ِم ْن ِش َّد ِة ال ُّظ ُهو ِر ال َخ َفا ُء»).(1
الحقيقة).(3 ولع َّل ش َّد َة ظهوره ِل ِش َّدة عناي ِة الكتاب ِببَيَا ِن ِه ِه َي ُعذ ُر
استبشار ال ُق َّراء بعودة مقالات «الشرك ومظاهره»: ولكن ما ُعذ ُر أاَلدمعتياق ِِّءدمايل ِنعلمفيف ِقي َّل ِةزاماه ِنتناما ِاملهذيمنب ِه َحف َملُيوا ُكتعِبلهينما.
حملا ٍت نَ ْك َراء
عقيدة وتوحيد وقد كتب على إثر ذلك أحد تلاميذ الشيخ ابن باديس لأَ ْن ُق ْمنَا بتَفسي ِر آيا ِت ال ِّشرك والخو ِض في هذا الموضوع
« )2البصائر» ،العدد 16 ،37رجب1355هـ الموافق لـ2 نصيح ًة لل ِه ولكتاب ِه و ِلرسولِ ِه ولِل ُمسلمين.
أكتوبر1936م(,ص.)4: [«البصائر» ،العدد (( ،)5ص ،)2-1:الجمعة 6ذي القعدة 1354هـ 31/جانفي
)3انظر :تفاصي َل هذه الحوادث في كتاب« :الشيخ بلقاسم 1936م]
بن ا ْر َواق سيرته ومنهجه الإصلاحي ،ويليه :ال َّزردة رأس كل ش ٍّر،
فاجتنبوها أيُّها المسلمون(بيا ٌن من الكاتب العام للجنة ال ِّدعاية) « )1ديوان البوصيري» (ص ،)40ط .دار الأرقم.
»(ص5 .)87-101 :
«_1رسالة ال ِّشرك ومظاهره»...« :واليوم نُبَ ِّشر (علي مرحوم) كلم ًة« :حول مقال ال ِّشرك ومظاهره :إلى
المتش ِّوقين لهذه ال ِّرسالة بأ َّن المؤ ِّلف قد أَتَ َّم تحريرها الأستاذ الميلي»« :وبع ُد :فكم كنَّا ِج ًّدا مسرورين بعودة
وسيُق ِّدمها ع َّما قريب – إن شاء الله – للطبع ،و ُهنا ِلك مقال «ال ِّشرك ومظاهره» إلى الظهور ذلك المقال الذي
نُع ِلمهم بمبلغ الاشتراك فيها»[العدد ( 29 :)58ذوالحجة 1355هـ 12/مارس أتحفنا به العلاَّمة الجليل الشيخ مبارك الميلي منذ أشرق
نور جريدة «البصائر» في الآفاق ،وقد د َّلنَا هذا الظهور على
1937م( ،ص.])6:
«_2رسالة ال ِّشرك ومظاهره ،بقلم الأستاذ مبارك زوال مرض الأستاذ وشفائه من ذلك الألم الذي كاد يقضي
عليه وعلى النهضة العلمية الحديثة بميلة وضواحيها .وإنَّنَا
بن محمد الميلي« :»...هذه ال ِّرسالة هي الكتاب الوحيد لنَ ْر ُجو أَن يزول بزوال هذا المرض عن الأستاذ – ال ِّشرك من
بعض مسلمي القطر الجزائري -السعيد .هذا وإنني على
الذي يج ُد فيه المسلم ما يحتاج إليه في تصحيح عقيدته
ومعرفة الحق في مسائل النزاع بين المصلحين وال ُّطرقيِّين لسان المصلحين بهذه البلدة أرفع إلى الأستاذ وإلى جمعية
وما يتَّ ِصل بها[ »...العدد ( 6 ،)59محرم 1356هـ 19/مارس 1937م( ،ص])2: العلماء أي ًضا تهنئتي الحارة القلبية ،وأحمد الله على هذه
).(3 النعمة المجددة بشفائه على التوحيد والموحدين ،والله لا
_3الإعلان عن مبلغ الاشتراك وح ّض ال ُق َّراء عليه: يضيع أجر المصلحين»).(1
«إذا شئ َت جم َع المسائل ال ِّدينيَّة التي خاضت فيها المقال ُة المتسلسلة« :ال ِّشرك ومظاهره»،
أقلا ُم ال ُكتَّاب مع زيادة مسائل من نوعها .وإذا رغب َت في واستحا َلتُها إلى رسالة:
تفصيل يفرق نواحي الوفاق والخلاف في تلك المسائل. توقفت المقالات عند الجزء ( ،)17وع َّلقت «البصائر»:
«هذا آخر ما ُك ِتب من هذا المقال قبل اجتماع جمعية العلماء،
وإذا تش َّوف َت إلى حكم في موطن الخلاف معتمد على وقد علمنا بعد هذا الاجتماع وقبله أي ًضا أن كثي ًرا ِمن ال ُق َّراء
الكتاب وال ُّسنَّة وأقوال الأئ َّمة .إذا تط َّلب َت ذلك في تعبي ٍر يرغبون في نشر هذا الموضوع «ال ِّشرك ومظاهره» في
واضح ،بحروف واضحة وشكل جميل ،في كتاب قد
تزيد صفحاته على المائتين والخمسين ،فاشت ِرك في رسالة مستقلة .ول َّما تأكدنا من هاته الرغبة وعرضناها على
رسالة «ال ِّشرك ومظاهره»[...وذكر مبلغ ال ِاشتراك]...
فاشت ِركوا فيها تَكت ِسبوا ُق َّو َة ُح َّج ٍة فيما أنتُم فيه ُم ِح ُّقون، بالقبول، مبارك الميلي] أجاب [الشيخ مح ِّر ِر الموضوع
وينكشف لكم الصواب فيما أنتُم فيه ُمتر ِّددون ،ويتضح وسيعود منه أَ ْم َس َك عن نشرها، فصو ٌل وأنه ما زالت لديه
لكم الرشاد فيما أنتُم فيه غا ِلطون .واشت ِركوا فيها نُصر ًة –متى أمكن -إلى ما نُ ِش َر في هذا الموضوع ِبالتهذيب
للح ِّق وخدم ًة لل ِّدين و َعونًا على نشر العربية و َسعيًا في والتبويب؛ ثم يُ َق ِّد ُم ذلك للطبع إن شاء الله»[«البصائر» ،العدد
ترقية الطباعة العربية[...ثم ذكر العنوان الذي يُوجهون (( ،)45ص.])8:
إليه اشتراكاتهم]»...اهـ[العدد (( ،)61ص ،)7:وأعاده في الأعداد 62( :و63 الشيخ مبارك يَتَ َح َّد ُث عن فكرة مقالة «ال ِّشرك
و 64و.])65
ومظاهره»:
_4التذكير بقرب نهاية أجل الاشتراك: اعترف الشيخ مبار ٌك بأنه لم يكن يَعلم بأن الأمر سيأخذ
هذا المجرى من ال ُّطول والاستقصاء ،وأعرب أنه دخل في
« َع ِل َم ال ُق َّراء منزلة هذه ال ِّرسالة و َو ْج َه الحاج ِة إليها
هذا العمل ،ولم يَ ْد ِر كيف يخرج منه!
والتخفيض في ثمنها إلى نهاية ماي.
يقول في كتابه الذي بعث به إلى مح ِّر ِر جريدة
بعدفهنُيذرِّكت ُرف ُهعمإل ِب ُىقرخبم اسنةتهاعءشرهذفارنالًكاشدهورنوأأُ َّنجرةثمالنبرايلدِّر،سواأل َّنة «البصائر»؛ (الشيخ الطيب العقبي)« :كتب ُت إليكم أول مرة
غلاء المواد و ِكبَر حجم ال ِّرسالة ُه َما ال َّلذان اضط َّرانا إلى
هذه ال ِّزيادة التي هي في الواقع وبالنسبة للغلاَء زياد ٌة أني دخلت موضو ًعا لا أدري متى وكيف يكون الخروج
قليل ٌة ،فليغتنم فرص َة التخفيض َمن أرادها قبل انتهاء منه؟ ولم أزل على تلك الجهالة ولم يَد ُع ِني إلى الكتابة فرا ٌغ
في الوقت ونشا ٌط في القلم ...وإنَّما تك َّلف ُت الكتابة في
أج ِلها[»...العدد (( ،)67ص ،)7:وأعادها في العددين ( 68و.])69 «البصائر» لئلاَّ أكون قدو ًة سيِّئ ًة لمن يُق ِّصر في خدمتها،
فاختر ُت موضو ًعا علميًّا كثي ًرا ما نَط ُر ُقه في دروسنا ،كي
َوقال في موض ٍع آخر ،بعد أن ذكر «عناية المطبعة تسهل عل َّي الكتابة سهولة تتغلب على الموانع ،(2)»...وقال: مصابيح العلم -العدد 3
بجمال الطبع» ،و«عناية المؤ ِّلف بجمال ال َو ْضع»« :والقارئُ «وقد طال هذا المقال الذي ما زلت لا أدري متى ينتهي؟».
زهي ٍد يَرغجنميغلثامءراةلوهراتقينو اسلائعنراياتليمنوادغ،ي َررعَما ْيم ًةنُول ٍنِضيعلِقيهذاب ِمتبلي ٍغِد الإعلا ُن عن صدور ال ِّرسالة:
كثي ٍر وهكذا لم يمض زما ٌن حتى أُعلن عن قرب صدور
ِمن ُق َّراء العربية في وطننا .وهذا المبلغ الزهيد هو مبل ُغ
(ال ِّرسالة) ونشرها ،وأنها ماثل ٌة للطبع:
ال ِاشتراك....فعلى الراغبين في اقتناء ال ِّرسالة المبادرة
« )1البصائر» ,العدد (( ,)44ص.)7:
)3انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة « )2البصائر» ،العدد ( 14),18المحرم 1355هـ10/ 6
«مصابيح ال ِعلم».
أفريل1936م( ,ص( ،)7:حول مقال –الشرك ومظاهره).
سنة 1356هـ/الموافق 22ينايرسنة 1938م]؛ في ِه بَ ْو ٌح ببعض ما َل ِقيَ ُه بتوجيه الاشتراك قبل نهاية الأجل إلى المؤ ِّلف بهذا
الشي ُخ من متاعب وتح َّم َل ُه من عناء حتَّى ترى الرسال ُة
العنوان»...اهـ.
سبي َل َها إلى النَّشر ،قال:
ُ _5مثُول «ال ِّرسالة»للطبع:
«...وإذا كنت قد تعب ُت في تحريرها وتح َّم ْل ُت ال ُّديُو َن
في طبعها ولم تُ َقابَل في الوسط الجزائري بما يخ ِّف ُف «انتظروا رسالة «ال ِّشرك ومظاهره» للميلي»« :قد
عنِّي تلك الأتعاب ،فإ َّن تَأيي َد أمثا ِل ُكم ِم َّما يُخ ِّف ُف انتهى أَ َم ُد ال ِاشتراك بآخر شهر ماي ،ف ُق ِّدمت ال ِّرسالة للطبع
عنِّي أتعابًا قد يتص َّو ُر َها ال َّل ِبي ُب في التحرير ،ولكنها حينئذ ،وتَأ َّخر تَم ِثيلها للطبع إلى انتهاء أجل ال ِاشتراك
والله في النَّ ْش ِر أش ّد َو ْق ًعا َع َل َّي»...اهـ« [.المنهل»(،ص،)1538: حتَّى تَ ِج َد المطبع ُة
ِمن نُ َس ِخها تقريبًا، المال فمياهاتَت ِلح َجَّر ْمُك ِع ِب ِهم،اويُلِ ْمم ِعكرُنف ِةمنما
يَ ُرو ُج
عد ٍد يَ ْك َس ُد ج ُّل ُه ،و ِمث ُل الحِاتَّحىتيلااطنَتَلاَوز َّر ٌم َطلكف ِّلي ُم َؤ َطِّلبْ ٍ ِفع
السنة( ،)43المجلد( ،)38الجزء( :)12ذوالحجة 1397هـ/ديسمبر 1977م] هذا َلم يُ ْك َف ُم ْؤنَ َة النَّ ْشر.
فيا لله!َ ...ووالل ِه ما نق ِد ُر أن نجاز َي هؤلاء على جهادهم فلينتظر المشتركون رسالتهم المد َة التي تبقى فيها
وما ق َّدمو ُه لل َّدعوة الإصلاحيَّة ،وما لنا إلاَّ الدعا ُء لهم تحت الطبع ،ونُب ِّشرهم أ َّن المطبعة جا َّد ٌة في إِبرازها في
بالرحمات والقبول عند ر ِّب البريَّات ،ث َّم ال ُمض ُّي ُق ُد ًما لإتمام ُح َّل ٍة جميل ٍة وفي أقرب ما يُم ِكن ،وك ُّل آ ٍت قريب»اهـ[العدد
مسيرتهم ،والتَّذكير بآثارهم ومآثرهم.
ولقد وض َع الشيخ الطاهر الجزائري ثم الدمشق ُّي (( ،)71ص])7:
–كما يُقا ُل – حين قا َل« :لا
ينبغي ما وراء تأليفه ،إذْ يكفيه أصبعه على ال ُج ْر ِح! _6صدور «ال ِّرسالة»:
إنهاك أن يُك َّلف المؤ ِّل ُف
«ظهر هذا الكتا ُب في نحو ثلاثمائة وخمسين صفحة
ال«قأَا َمسامييومكحفمويد المتبادلة بين جمال الدين قواه فيما جمعه»[«الرسائل حاويًا ِل ُك ِّل ما يه ُّم المصلح الديني من المسائل والبحوث
ب ُح َج ِجها المشروعة و ُو ُجوهها المعقولة ،وقد أق َّرتْ ُه
(ص ،])131-132:وقال: شكري الألو�سي»لمحمد بن ناصرالعجمي «جمعية العلماء» وحثَّت في اجتماعها العام باسم
فلانًا أن يُنْ ِف َق من زمانه و ُق َّو ِت ِه ِلتقوية ال َح ِّق و ُمقاومة رئيسها ونائبه وكاتبها العام على اقتنائه واعتماده
الجمود حتَّى يحم َل ه َّم النَّفقة لإظهاره؟ فأين سلا ًحا علميًّا في ميدان الجدال و َمنب ًعا صافيًا في
مقام التعليم ،وكتب عنه مدير «البصائر» الأستاذ العقبي
الإنصاف؟» [المرجع السابق( ،ص.])173: في العدد ( .(1))83وقد ُو ِّزع على المشتركين ،و ُو ِضع للبيع
صدور «الرسالة» وتقاري ُظ العلماء والأُدباء:
في مكاتب الجزائر الشهيرة»...اهـ[العدد (( ،)84ص.])4:
لقد تلا صدور «الرسالة» جمل ٌة من التقاريظ من
العلماء والأدباء نث ًرا وشع ًراِ ،منها تقري ُظ العلاَّمة الطيّب وهذا إعلا ٌن آخ ُر«« :رسالة الشرك ومظاهره» للأستاذ
الميلي .كتا ٌب يقع في نحو خمسين وثلاثمائة صفحة،
ال ُعقبي[العدد(( ،)83ص.(3)])8: جام ٌع لمسائل النزاع بين الإصلاح الديني وخصومه،
مو ِّض ٌح لها بعبارة جلية ،فاص ٌل فيها بح َّج ٍة قويَّ ٍة ثمنه
ومن تقريظ الشاعر أحمد بن سحنون قولُ ُه في أول عشرون فرن ًكا غير أجرة البريد ،تجده في إدارة «البصائر»
بقسنطينة وفي مكتبة السيد ُرو ُدوسي قدور بالجزائر وعند
هـي ليست «رسـالـة الــ ِّشــرك» َواللـ قصي ِد ِه:
المؤ ِّلف بميلة»[«البصائر» ،العدد (( ،)141ص.])8:
ـــــ ِه ولــكــن رســـالـــة الـتـوحـيـد َمتَا ِع ُب تح َّمل َها الشي ُخ في سبي ِل نَ ْش ِر «الرسالة»:
لا ش َّك أنه قد ظهر للقار ِئ أ َّن «الشيخ مبارك» عانى في
فــأنــا قــد قــرأتــهــا لــم أجـــد فيــ سبيل نشر «الرسالة» ،وتح َّمل من عب ِئ جمع اشتراكا ِتها،
ــهـا لغير الـتـوحـيـد مــن تـرديـد وتقدي ِمها للطباعة ،ثم توزي ِعها ،ما الل ُه به علي ٌم ،م َّما
نلت ِم ُس ُه من خلال أس ُطر تلكم الإعلانات ،ث َّم ها هو الشيخ
عقيدة وتوحيد ليقول: مبار ٌك يُصار ُح بع َض أصدقائه من المشرق ،بالذي ل َّم َحت
أنـــ َت أرضــيــ َت يــا مــبــارك شعبًا إليه تلكم الأس ُطر ولم تبُ ْح ِب ِه:
بـــالـــذي قـــد بــذلــتَــ ُه مـــن جـهـود
في كتا ِب الشيخ مبارك إلى الأستاذ عبد القدوس
أنـــت أَبـــصـــر َت فــي الـعـقـائـد دا ًء الأنصاري) – (2وقد بع َث به إليه من ميلة بتاريخ 20[ :ذوالقعدة
فــتــكــ َّفــلــ َت بــالــعــاج الـمـفـيـد
)1انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة
ِســـ ْفـــ ُر َك الــيــو َم بَــ ْلــ َســ ٌم ِلجراحـ «مصابيح ال ِعلم».
ــــا ٍت بَــــ َد ْت فــي عقائد التوحيد
)2انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة
[«البصائر» ،العدد (( ،)103ص])7: «مصابيح ال ِعلم».
)3انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة
«مصابيح ال ِعلم»7 .
ومن الدواعي لهذا التنقيح والصياغة الجديدة -زياد ًة الاعتدا ُء على مؤ ِّلف «رسالة الشرك»:
على أنه عاد على الموضوع بالبحث والمراجعة ،على
أنه هذه المرة سيكون في رسالة مستقلة ،لا على أعمدة «...ل َّما كادت تَب ُر ُز هاته ال ِّرسالة ويَبل ُغ خب ُرها إلى
الأوساط ال ُّط ُرقيَّة وأبناء المرابطين حتى أخذوا يبحثون
الجريدة:-
-أ َّن الشيخ اتَّ َصل بكت ٍب أخرى لم تكن عنده من قبل، عنها ،عسى أن يعثروا على ما فيه من مؤاخذة ومسؤولية.
تناولت موضو َع مباح ِث ِه ،فأفاد منها وكانت ما َّدة (الإضافات وقد بلغنا أن أبناء (الحسين ال َق ِّشي)؛ وهو من الطوائف
والزيادات) التي أشرنا إليها قبل سطور ،إذ ذكر :أنَّ ُه لما أت َّم ال ُّط ُرقيَّة ال َّضا َّلة ،استا ُؤوا من َقول ٍة ِل َج ِّد ِهم َمنقول ٌة في هذه
التأليف وقبل الشروع في الطبع اتصل بهدية ،تمثَّ َل ْت في: ِفي َها .وبلغ بهم ال ِاستيا ُء الل ِه ثلُحاثك ٌةِم ال ِّرسالةُ ،معقبة
كتاب «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» ،يقول« :فع َّل ْق ُت صغارهم إلى ِمي َلة يوم ِمن ببيا ِن وال َحنَ ُق إلى أن
جاء
منه فوائد ألحقتها بمواضعها معز َّو ًة إليه»).(2 الثلاثاء 19أكتوبر ،فك َّلم ك ُّل واح ٍد منهم رجلاً من أعيان
ِممبياَلةر ُكم اعلِلنًمايل َغيضوبََغُهضعل َبىأُ ُمسؤرِّلتِ ِهف اكلِّل ِّرهاساول ُمةوا ِلعأ ًداستوا ُمذها ِّدل ًدجال ِبيالل َاقلتلش!ي...خ
1 »إلخ[«البصائر» ،العدد (( ،)84ص( ،)3:محاولة اعتداء على مؤلف رسالة «الشرك
�ﺸﺮة�دﻋﻮ�ﺔ��ﻌ���ﺑﺎﻟ��اث�وا��ﻄﻮط�واﻟﺴ���واﻟﺘﺎر�ﺦ ومظاهره»)].
ﺭﺟﺐ 1439ﻫـ/ﻣﺎﺭﺱ 2018ﻡ الفوار ُق بين «الرسالة» و«المقالة»:
َﺗ ْﺼﺤﻴ ُﺢ ﺍﻟ َﻌﻘﻴ َﺪﺓ ظهرت الرسال ُة إلى عالم المطبوعات ،بعد أن أعاد
ﻟﻠﺸﻴﺦ�أﺣﻤﺪ�ﺑﻦ�أ�ﻲ�ز�ﺪ�ﻗﺼ�ﺒﺔرﲪﻪ اﷲ الشي ُخ صياغة مباحثها من جديد ،وتحرير عباراتها على
َﺃﻳﱡــــ َﻬﺎ ﺍﻟ َﻌ َﺮ ُﺏ غير النسق الأول ،فكان ث َّم َت اختلا ٌف يسير ،وإضافا ٌت
ﻟﻠﺸﻴﺦ�اﻟ�ﺸ���اﻹﺑﺮاهﻴ��رﲪﻪ اﷲ وزيادات ،تُ ْع َر ُف بالمقارنة بين المباحث الأولى المشار
إليها ،وما آلت إليه بَع ُد في ُصلب الرسالة.
ﺍ َّﺗ ُﻘﻮﺍ ﺍ َﷲ ﰲ َﺃﻭ َﻻﺩ ُﻛﻢ
ﻟﻠﺸﻴﺦ�ﻣﻮ����ﻧﻮ�ﻮاترﲪﻪ اﷲ وبمقارن ٍة يسير ٍة بين ما في «الرسالة» ،وما كتبه الشيخ
ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﺤﺪﺙ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ أولاً(المقالة) ،يتَّ ِض ُح للنَّاظر أنه -كما قال المؤ ِّل ُف :-قد
أعاد تهذيبَها ،مع إضافة التبويبات ،حي ُث قال هو نف ُسه
َﻋﻤﱠﺎﺭ ﺍﻷﺯ َﻋﺮ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ في مقدمة «الرسالة»« :ثم رجعنا إلى ما ُك ِت َب بالتهذيب
والتبويب ،وتنقيح عبارات للتقريب ،وتغيير في
ﺗﺮﺟﻤﺔ�ذاﺗﻴﺔ�ﺑﻘﻠﻤﮫ الترتيب ،وأضفنا إليه بعض الفصول ،فجاءت في شكل
ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺯﻳﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳐﻠﻮﻑ
غير ما ظهرت به ِمن َقب ُل»).(1
ﺍﻟ ّﺜﻌﺎﻟ ّﱯ ﺍﳌﺎﻟﻜ ّﻲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ّﻱ
ِﻟ ِﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟ ِﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ونُ ْج ِم ُل ذلك في الآتي:
_1تنقيح بعض العبارات ،واستبدال عبارات أخرى بها.
_2حذف بعض الجمل والكلمات ،كان الشيخ قد
استطرد بها ،فحذفها استغنا ًء عنها.
_3إضافات وزيادات ،زادت المباحث إثرا ًء؛ تمثَّ َل ْت في:
أ -إيراد أحاديث وآثار ،لم تكن لتسمح بها أعمدة
الجريدة في تلكم المقالة ،تُعطي ق َّو ًة للمسألة المست َد ِّل لها،
ولع َّل بعضها لم يقف عليه إلاَّ بعد الكتابة الأولى.
ﻣﺌﺬﻧﺔ�ﺟﺎﻣﻊ�اﻟﺒﺎﺷﺎ�ﺣﺴﻦ )ا��ﺎﻣﻊ�اﻷﻋﻈﻢ( ﺑﻮهﺮان
مصابيح العلم -العدد 3
ب -إثبات نقولات عن أهل العلم تزيد الموضوع
بيانًا وشر ًحا ،وقد تع َّر َض الشي ُخ من خلالها لمسائل أخرى
تف َّر َع ْت عن المسألة الأم ،فتناولها بالتحليل ،وإبداء وجهة
نظر التحقيق فيها.
_4استدراك وإكمال ما قد يكون نق ًصا.
[ )2ص.]15: [ )1ص.]14-15: 8
بل كتبُهم هي كتب الحنابلة نفسها ،وهم حينما ن َّظموا ِف ْريَ ُة ال َو َّها ِبيَّة ()3
القضاء الإسلام َّي في الحجاز لم يجعلوا في محاكمه « النفتشحرا»لاألسقتااهذرَّيمةح َّمسنداةل( َّ9س2عي9د1امل)َّز[االهرسينةرح،4م اهلالعلدهدف(ي8م6جَّ1ل)،ة
ال َّشرعيَّة قضا ًة و َّهابيِّين ،ولكنَّهم نصبوا فيها قضاة حنابلة إم7لىقاجإل ًاماحبددعنىىواالمأنقوال«لىباتي8اه4نا3ل1حَّسهـدايب/ق0ثة..1.كأا»كت،ت ٌفبوبيرمرِّغد9راب2نٌّيت،9ق1امود،ما َّ(ٍمات تصج:وا َّجء-7هف6بي)هها]
قوله:
وشوافع وحنفيَّة ومالكيَّة ،وإذا كان هنالك خلاف فهو بين ال َّسلفيِّين المؤمنين إخواننا أ َّن على أ ُوافقه لا «...أنا
المتم ِّسكين بالكتاب وال ُّسنَّة من أهل ال ُّسنَّة وبين الجامدين في نَ ْج ٍد والحجاز قد َغ َل ْوا في الإصلاح الإسلام ِّي ،ولا
أَ ِص ُف ُهم بال ُغلُ ِّو؛ لأ َّن ال ُغلُ َّو في ال َّشيء هو الخرو ُج عنه
منهم والمتساهلين المتر ِّخصين ا َّلذين يتبعون أهواءهم. أو عن حدوده المشروعة ،وإخوتُنا في نَ ْج ٍد والحجاز
وهنا مسأل ٌة جوهريَّة لا بأس بالإشارة إليها ،وهي أ َّن إنَّما يَدعون إلى ما دعا الل ُه إليه لا يَ ْغلُون في ذلك ولا
كتب الحنابلة ا َّلتي يقرؤها الو َّهابيَّة وغي ُر ُهم هي كتب ُسنَّ ٍة
يَخروكُجتوبنتفحيتإعنصولاان:ح «هاملو َّعهانب ُّايلوحند ُوس ِّدن ُّيالومنشحنراوبلعةة»:إايهـض.ا ٌح
وحديث أكثر م َّما هي كتب فقهيَّة حنبليَّة. وتعليق»[«الصراط» ،العدد (26 ،)5جمادى الثانية 1352هـ 16 -أكتوبر1933م،
وهم لا يَزالون يُؤ ِّلفونها على طريقة ال َّسلف ال َّصالح (ص:])4-6:
«نشرنا في العدد الثَّالث من هذه ال َّصحيفة فص ًل قيِّ ًما
وأئ َّمة هذا ال ِّدين الحنيف.
بخلاف كتبنا نحن المالكية ا َّلتي يُؤ ِّلفها فقهاؤنا بالعنوان أعلاه لصاحب ال َّسعادة الأستاذ الفقيه سيدي
المتأ ِّخرون في المذهب المالكي مث ًل ،فهي خالية من
ال ُّسنَّة والحديث ،حتَّى أنَّك لتَقرأُ كتابًا ذا أجزاء من كتب محمد ال َح ْج ِوي وزير المعارف بالمغرب الأقصى ،وقلنا إ َّن
المتأخرين من أ َّوله إلى آخره فلا تكاد تعثُ ُر فيه على حدي ٍث لنا كلم ًة نُع ِّلق بها على بعض النِّقط من كلام الوزير نرجئها
شريف ولا على أث ٍر من آثار الصحابة ﭫ .وبعبار ٍة أخرى أ َّن
ُكتب الحنابلة المتأ ِّخرين لا تزال كتب ُسنَّ ٍة وحدي ٍث ك ُكتُب إلى عد ٍد قابل.
المتق ِّدمين ،أ َّما كتب المتأ ِّخرين من المالكيَّة والحنفيَّة مث ًل ووفا ًء بهذا الوعد ا َّلذي قطعناه لل ُق َّراء نقول:
فقد َخ َلت ك ُّلها أو ُج ُّلها من ال ُّسنَّة والحديث ،بل يسوق لك في كلام الوزير من الحقائق الثَّابتة ما لا يخفى
على أ ِّي ُمنص ٍف لم يُ ْع ِم ِه الغر ُض وال َه َوى ،فهو يُق ِّرر
مؤ ِّلفوها الأحكام مج َّرد ًة عن ك ِّل نظ ٍر واستدلال. كما هو الواقع «أ َّن الإمام أبا عبد الله مح َّمد بن عبد الو َّهاب
ولا يخفى أ َّن كتب ال ُّسنَّة والحديث تَجعل قارئها ال َّزعيم الأكبر قد برع في علوم ال ِّدين وال ِّلسان وفاق الأقران،
ُسنِّيًّا َس َلفيًّا شديد الاتِّصال بال َّرسول ﷺ وشديد واشتهر بالتَّقوى و ِصدق التَّديُّن ،عقيدته ال ُّسنَّة الخالصة
الاتِّصال بال َّس َلف ال َّصالح وبعي ًدا ك َّل البعد عن التّقليد على مذهب ال َّسلف المتم ِّسكين بمحض القرآن وال ُّسنَّة ،لا
يخوض التَّأويل والفلسفة ،ولا يدخلهما في عقيدته ،وفي
والجمود وبعي ًدا عن البدع ومحدثات الأمور ،ومن هنا الفروع مذهبه حنبل ٌّي غير جامد .» ...ويُق ِّرر أي ًضا-كما هو
جاء الخلاف بين الو ّهابيّة من أهل ال ّسنّة الآخرين إن الواقع -أ َّن مبادئ الو َّهابيَّة «التَّم ُّسك بال ُّسنَّة وإلزام النَّاس
كان هنالك خلاف... بصلاة الجماعة وترك الخمر وإقامة ال َح ِّد على متعاطيها
والو َّهابيُّون أو حنابل ُة نَ ْج ٍد لا يقولون ِب ُكف ِر َمن يَتو َّس ُل ومنعها من ًعا ك ّليًّا من مملكتهم بل منع شرب ال ُّدخان ونحوه
التَّو ُّس َل ال َّشرع َّي ،بل يقولون ِب ُك ْف ِر َمن يَد ُعو مع الله إل ًها م َّما هو من المشبهات...وغير ذلك من التَّشديدات ا ّلتي لا
آخر ،ومن معاني«التَّو ُّسل» عند الجامدين(من أهل ال ُّسنَّة) يراها المتساهلون المتر ِّخصون(!!!) ،وك ُّل هذا لا يخالف
أنَّهم يدعون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يض ُّرهم! وأحسب ال ُّسنَّة»...
أ َّن من يُطالع كتاب «التَّو ُّسل والوسيلة»لشيخ الإسلام بن ولكنَّه مع إثباته لهذه الحقائق قال...« :وأعظم خلا ٍف
عقيدة وتوحيد تيميَّة يَ َرى ِصدق ما نقول .وهذه العقيدة ليست عقيد َة بينهم وبين أهل ال ُّسنَّة هو مسألة التَّو ُّسل ،وتكفيرهم من
حنابل ِة نَ ْج ٍد وحدهم بل هي عقيد ُة ال َّسلف ال َّصالح يتو َّسل بالمخلوق »....وهذا َو ْه ٌم َو ِه َم ُه سعاد ُة الوزير،
وعقيد ُة أَهل ال ُّسنَّة جمي ًعا(ما عدا الجامدين منهم فإنَّه لا يُوجد في نفس الأمر أدنى خلاف بين الو َّهابيِّين
وبين أهل ال ُّسنَّة إ َّل ما هو موجو ٌد بين أهل ال ُّسنَّة أنف ِس ِهم؛
والمتساهلين). فالو َّهابيُّون حنابل ٌة ُسنِّيُّون بأت ِّم معنى الكلمة،
بقي شي ٌء واح ٌد وهو قول الوزير« :إ َّن ُمؤ ِّسس هذا و َح ْسبُ َك أنَّه ليس لهم كت ٌب مذهبيَّة للمذهب الو َّهاب ِّي مث ًل:
المذهب هو شي ُخ الإسلام بن تيميَّة ،واشتهر ب ِه ب ُن عبد
الو َّهاب».
والواقع أن ُمؤ ِّسس هذا المذهب ليس هو ابن تيميَّة
ولا ابن عبد الو َّهاب ولا الإمام أحمد ولا غيرهم من الأيمة
والعلماء ،وإنَّما ُمؤ ِّسسه هو خاتم النَّبيِّين سيِّدنا مح َّمد بن
عبد الله ﷺ ،على أنَّه في الحقيقة ليس مذهبًا ،بل دعوة إلى
ال ُّرجوع إلى ال ُّسنَّة النَّبويَّة ال َّشريفة وإلى التَّم ُّسك بالقرآن
الكريم ،وليس هنا شي ٌء آخر غير هذا.
وهران ال َّسعيد ال َّزاهري» 9
السنِّايَاعوٍةمرغَُومأمَتأَْجهَِّفخذَلَار ٍةت ُك ِّلِاِمهلبنفه َاقائلدلميَ.قالُ.مفوِاحفيَقبنَأَرِئ ٍَعذعمات َكل َّلأهََممعُهم َماولُأَطَُهبَّ ُملُخووا ِتلاولَكَُرم َقاحل ُتصَِّفصوالبْيَفا ِب َِهني يُ ِري ُدو َن أَن يَتَ َحا َك ُموا
أََر ِ ِّخبيانال َمنسِزيل.بلفغحا ِضجبُو-اذِ ِلم َنك ِفي ُمخال َف ِة محمد ال َم َّجا ِوي ال َّسيِّد إِ َلى ال َّطا ُغو ِت
ِض َّد ُه و ِض َّد و َر َف ُعوا ِشكايَ ًة كلا ِم ِه
االل َّمشيسلخمايلنَو ُاقلوجرز-ائ ِبرتُيِّهي َمنِةااللُمتَّ َمَعثَّ َُّلرةِ فضيِللأُ ِّد ْيس َِرن ِة ِم َمن َّجا ِجوميعيَّفةيااللُع َّدل َّوماارء بقلم« :ال َّشيخ محمد ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي-
هذاَ ،و َط َلبُوا ل ُهما ُعقوب َة ال ِّسجن وتعوي ًضا على ان ِتهاك ال َّزا ِرع ِلبَذْ َر ِة ال ِإصلاح الأُو َلى ِبال َّر ْم ِشي»)(1
«ال ُح ْر َمة»! َق ْد ُر ُه ِمائة أل ِف فرنك.
و ِحينَ ِئ ٍذ اقتَ َضى نَ َظ ُر ال ُحكو َم ِة ال َم َح ِّليَّة أَن تُ َق ِّد َم «بنو َوا ْر ُسو ْس»َ :د َّوا ْر في جبال تْ َرا َرة شمال َح ْوز
ال ُمتَّ َه َمين ِلل ُمحاكمة أمام مجلس التأديب بصلحية ال َّر ْم ِشي ال َّر ْم ِشي ال ُممت ِزج ،يقع على بُعد 25كيلومت ًرا إلى الشمال
ال ُمنع ِقد يوم 4جانفي سنة َ ،1955وتَو َّلى ال ِّد َفاع عن
ال ُمتَّ َه َمين الأستاذ الحصار ،فأَ ْض َح َك الحا ِض ِرين ِمن َشأ ِن ِمن تلمسان.
اَل ِلل ِإئَاك ٌَمرا،م َ،فأَثُذْ َّم َك َريَ ِنع َيم ُدهوذَنا أنواع ال َّد ْع َوىَ :قو ٌم يُك َر ُمون ِب ُك ِّل هذه وص َلت حرك ُة الإصلاح إلى هذا ال َّد َّوا ْر بواسطة دروس
إِنَّ ُهم اَرل ْف ُم ِعتَنَبَِّديعَ:وى ِض َّد ُم ْك ِر ِمي ِهم، الشيخ الرئيس الإبراهيمي التي كان يُلقيها بتلمسان
إلى ونواحيها ودرو ِس إخوا ِنه العلماء ِمن بَع ِد ِه ،فاعتنق ال ِفكرة
قو َل الإصلاحية بع ُض الشباب ِمن ال َّد َّوا ْر المذكور ونَ َز ُحوا
إِ َذا أَنْ َت أَ ْك َر ْم َت ا ْل َك ِري َم َم َل ْكتَ ُه َوإِ ْن أَنْ َت أَ ْك َر ْم َت ال َّل ِئي َم يطلبون العلم الذي هو أساس ال ِفكرة و َق َوا ُمها ،و َو َر ُدوا
تَ َم َّر َدا َمنا ِه َله بمعهد القرويِّين والزيتونة وغيرهما ،و ِب ُج ُهودهم
َوبَع َد ال ُمرا َف َعة أُ ِّخ َر ال ُح ْك ُم في ال َق ِضيَّة ِلل َم ُشو َرة. انتشر الإصلاح في ال َّد َّوا ْر المذكور ِب ُصور ٍة تكاد تكون
ِلهؤلاء :أَنَّنَا
َِبل ُحنُ َّجَحٍةا ِ-ك ِ ُمم ُهنم ِإِك َّتلا إِِ َلب اىللِكِهتَاأَ ِبو َف ِإن أَتَ ْونَا َونَح ُن ِب َد ْو ِرنَا نُ ْع ِل ُن عامة.
الل ِه َو ُسنَّ ِة َر ُسو ِل الل ِه، وتَع َّر ُضوا بسب ِب ِفكرتهم هذه إلى مضايقات ثم إلى
َُوسنََّط ِاة َع ًَةرُ .س َوو ِِلحيانَلِئل ٍِذه-يَل ََزع َلُمى ُك َّل َطبْا ِلل ِ ُهممْس ِل َِوم َري ْق َن ِ أصَ ِهنميُ َهَطذَبِّالُ،وا ُق ْلَونَياَْ:ر ُق َسُصْموًاعا، ُمحاكمات ِبتُهمة جمع المال ِمن غير رخصة تار ًة ،و ِبتُهمة
ََفم ِإانَدا ََلمم ِدييَ ُْنف َاعللُ ِإواسل َاو َِلم ْن َوايَِحْف ًد َاعلُ َووانَِ ،بيُّ َُهف ْليَ ْع َلﷺ ُم َوواا ِأحَنًَّداُهمَو ِك َتَمابُْح ُه ُج َووا ُِجحوًدا َن،
تَُم ِتَّجِب ُُعبو َعنَليِل ِ َههمَوالىتَّأَْونْبَُفُة ِس َِواهل ِْمإ،نَا ُبَم ُةَشإِا َل ُّقىو اَنللَحل ِِّهقَ ،وا َلوإَِّرَّلُس َفو ِإلنَُّ.هم َخا ِر ُجو َن تعلي ِم القرآن بغير إِذ ٍن تار ًة أخرى.
َوفي الأشهر الأخيرة من العام المنصرم بَ َدت حرك ٌة
محمد ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي
غريب ٌة ِمن ال ُّط ُر ِقيَّة ال َّد ْر َقا ِويَّة ِبال َّد َّوا ْر المذكور.
وذلك أن ( ُخو ِنيًّا) ِمن إخوانهمَ -و ِمن أُسر ِة كات ِب هذه مصابيح العلم -العدد 3
الكلمة «ال َم َّجا ِوي» القا ِئم بالحركة الإصلاحية ِبال َّر ْم ِشي:-
ذهب إلى ال َح ِّج ،ول َّما رجع ِمن َح ِّج ِه احتفل به إِخوانُ ُه
االل ََّّدرا ْرِوَقايِويُّإلوي َن ُكموأَاقال ِقربُ ُهصةِب.منفزلكاهنباتل َّد ُمَّوناا ْر َسبو ًِةمنطيُِّجبَ ًمةلةأَ ْلا َلقيْم ُتحت ِِففِليي َهان
در َسين كان لهما الأَثَ ُر الح َسن في نفوس المؤمنين.
إِيُ َرختِّولُا ُهِنو ِهكاأََح َنفن اَ َظللتُمُهيُ،ح َطتبَِّوفلُا ُولاح ِتب َوَهلراا ًمقيَابرلُلق ُادلُرص ُّوشوا ُِرإِسوجاعللا ًفولعيِل اظكللادا َّلِمرِتاليسل ِهاَقلاَّلتَّلَمِمذايتُسوكِامَج ُنند
لديهم.
« )1البصائر» ،السلسلة الثانية ،العدد 22، 235شوال
1372 10هـ3-جوليت1953م(،ص.)7 :
آثا ٌر َس َل ِفيَّ ٌة
في نَ ْش ِر ال ِعلم
قال :سمع ُت اب َن ال ُمبَا َرك يَقو ُل: شقيق بن خالد معاذ بن عن
بَ ْع ُض ُكم بَ ْع ًضا»[«تاريخ دمشق» لابن يُف ِي َد أ َن ال ِع ْل ِم َمنْ َف َع ِة «أَ َّو ُل
أَ ْف َض َل ُم ْس ِل ٌم ا ْم ُر ٌؤ تَ َص َّد َق « َما قال: الله- -رحمه عساكر.])442/32(،
ـ عن الح َسن
ِمن نَ ْش ِر ال ِع ْل ِم»[«كتاب الأمالي» لابن منده(،رقم .])372
-قال مال ٌك -رحمه الله -لابن القا ِسم« :اتَّ ِق الل َه َو َع َليْ َك ِبنَ ْش ِر
الأَمغنربيَ]تُْ .ر َك ال ِع ْل ِم»[«ترتيب المدارك» للقا�ضي َهذَا
عييَانْبَ ِضغ3(،ي6/ل4أَ)َ 2حٍ ،دطِ .وعزنا َردة ُهالأو ِقعال ٌفم. وكان مال ٌك يَقو ُلَ « :ل -
التَّ ْع ِلي َم»[«ترتيب المدارك» (.])26/2
َ -عن َج ْع َفر بن برقانَ ،قا َلَ :كتَ َب ُع َمر ب ُن َعب ِد ال َع ِزيزُ « :م ْر أه َل
الفق ِه وال ِعل ِم؛ َف ْليَنُ ُش ُروا َما ع َّل َم ُه ُم ال َّل ُه ِفي مجالسهم ،و ْليَتَ َح َّدثوا
به ِفي مجالسهم ،وال َّسلا ُم عليك» ،وفي روايةَ « :كتَ َب إِ َليْنَا ُع َمر ب ُن
َعب ِد ال َع ِزيز :أَ َّما بَ ْع ُد! ف ُم ْر أه َل الفق ِه َوال ِع ْل ِم ِمن ُجنْ ِد َك؛ َف ْليَنْ ُش ُروا
َما ع َّلمهم ال َّل ُه ِفي َم َسا ِج ِد ِه ْم َو َم َجا ِل ِس ِه ْمَ ،وال َّسلا ُم»[«تاريخ ابن أبي
خيثمة» ،ال ِّسفرالثالث(،رقم َ 4568و.])4570
11
أَتَ َّم قراءة القرآن العظيم [أتمه في سن التاسعة من عمره]
على ُمق ِر ِئين أَ ْك َفاء منهم وال ُد ُه [والده هو :سيدي محمد بن
عمر ابن محمد بلحاج ،من أهل الصلاح ،وله زاوية يقرئُ
فيها القرآن للطلبَة] وأَ ُخو ُه[أخوه الأكبر سي بلحاجَ ،فت َح
مدرسة قرآنية قريبًا من الحوي ِسي ،توفي قبل الاستقلال
بسنتين] شرع يتلقى مبادئ العلوم وذلك حوالي سنة تراجم وسير
1921على الشيخ مصطفى ابن رابح ،ودام على ذلك مدة ال َّشيخ محمد
ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي
أربع سنوات كاملة ،1924-23-22-21ثم انتقل من بلده
ال َّزا ِرع ِلبَذْ َر ِة ال ِإصلاح الأُو َلى ِبال َّر ْم ِشي
إلى معهد الحاج الجيلالي بالعطاف من عمالة الأصنام؛
حيث انخرط في سلك تلاميذه منذ سنة ،1924وتابع فيه
الدراسة لمدة أربع سنوات أخرى متتالية وهي -25-24
،1928-27-26ولما أت َّم دراسته به انتقل إلى المغرب
الأقصى ،وانخرط في سلك طلبة «جامعة ال َق َر ِويِّين» ِب َفاس،
وذلك أثناء السنوات الدراسية ،1931-30-1929وكان
من جملة أساتذته الذين سمع منهم وانتفع بهم :العلماء
الأعلام :الشيخ عباس البناني ،والشيخ القرشي ،والشيخ
أبو الشتاء الصنهاجي ،والشيخ عبد السلام العلوي ،والشيخ
محمد بن الحاج الشهير بابن المحشي ،ولما أَتَ َّم دراستَه
الثانوية هناك وسمع كثي ًرا ِمن الدروس العالية رجع إلى
الوطن ،وانتصب للتدريس والإفادة بقرية «عين ال ُحوت»
القريبة من تلمسان ،فلما انتصب الأستاذ العلامة الجليل
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بمدينة تلمسان ،اتَّص َل
ب ِه ،وأخذ يتر َّد ُد على دروسه؛ فسمع منه درو ًسا عالي ًة
في التفسير والحديث وغيرهما ،مع قيامه بواجب التعليم
ِبـ«عين ال ُحوت» ،وبأعمال جمعية العلماء ال ِعلميَّة وال ِّد َعا ِئيَّة
موهستيم ٍارلبسالنإةب ارالتهييمأَيغلمقنذت على اتِّصا ٍل وثي ٍق وال ِإداريَّة ،وكان
حتى سنة 1938؛ حلوله بتلمسان
فيها سلط الاستعمار مدرسة «عين ال ُحوت» ،فانتقل إلى لجُهاءمذنلطكر ُمفَس« َّطل ًرجانفةيالتشعهلايدةم االلتشيي ُمخ ِنكحمات ُنو ِرد ترجمة
قرية «ال َّر ْم ِشي» ،وبقي يقوم بواجب العلم ،فكان أن أَ َّس َس إثبات المستوى
مدرسة «ال َّر ْم ِشي» وع َّلم بها وأشرف عليها ،مع مسؤوليته
عن الحركة ب ُك ِّل تلك الدائرة ،ثم انتخب كعض ٍو إدار ٍّي
بالمجلس الإداري لجمعية العلماء ،وهو أعلى مجلس بها، العليا» التابعة ِلـ«جمعية العلماء المسلمين الجزائريين»
وبقي قائ ًما بواجبه بجان ِب إخوانه ،حتى اعتُ ِقل من طرف ما في إطار يونيو/جوان 1968م))،(1 الأول 1388ه = (ُعربريعف
ال ُّس َلط الاستعمارية أثناء الثورة المسلحة وبتهمة المشاركة في الأحرار بحركة إدماج المعلمين بعد الاستقلال
الأسلاك الوظيفية:
فيها في نفامبر .1955
وحيث إِ َّن الشيخ الهبري المجاوي قد قضى في طلب
«إِ َّن لجنة التعليم العليا لتابعة لجمعية العلماء المسلمين
العلم أثناء المرحلتين الابتدائية والثانوية ما يزيد عن عشر الجزائريين والتي كانت تُشرف على جميع المدارس العربية
سنوات متوالية. الحرة التابعة لها بالجزائر وببعض المدن الفرنسية؛ مصابيح العلم -العدد 3
-وحي ُث إِنَّ ُه دخل «جامعة ال َق َر ِويِّين» واستمع فيها إلى تَشه ُد بأَ َّن الأستاذ الشيخ الهبري المجاوي المولود ببني
َور ُسوس [بمنطقة ِفي َها تُد َعى :الحويسي] َح ْوز ال َّر ْم ِشي
علماء وأكفاء وأكمل بها دراسته الثانوية وسمع دروس من َعما َلة تلمسان حوالي سنة [ 1906ولد يوم الأربعاء 6
المرحلة العالية. ذي الحجة 1323هـ ،موافق 1906/01/31م]– بعد أن
-وحي ُث إِنَّ ُه لازم العلامة الإبراهيمي مد ًة تزيد على ست
سنوات واستمع إلى درو ٍس عالي ٍة منه ،كما لازمه في العمل )1مع إضافات ِمن التَّرجمة التي ِب ُمق ِّدمة كتا ِب ِهَ « :واحة الوعظ
وال ِاعتبار ِمن كلام العزيز الغ َّفار» ،جمع وتحقيق :ولده محمد
وانتفع به. توفيق المجاوي َوالمختار بن عامر ،منشورات وزارة الشؤون
-وحي ُث إِنَّ ُه قضى في التعليم بمدارس الجمعية مد ًة لا
تق ُّل عن ثلا ٍث وعشرين سنة. الدينية والأوقاف ،تلمسان 2011م.
12
ثم « ُمعتقل آ ْفلُو» ثم « ُمعتقل آ ْر ُكو ْل» ثم «بُو ْس ِوي» ثانيًا، ف ِإ َّن «لجنة التعليم» ِبنا ًء على ُك ِّل ما سبَ َق ترى أَ َّن
و ِمن ُه أُط ِل َق سراحي في فاتح يناير .1957فمكث ُت بداري ال َّشيخ الهبري المجاوي في ُمستوى درجة الأُستاذية التي
تح َت المراقبة الدقيقة ،إلى أن أَل َقت َع َل َّي ال ُّسلطة العسكرية ُم ِن َحت لكثيرين ِمن أمثاله وإِنَّ ُه َليَنَا ُل هذه الدرج َة -درجة
الأستاذية -عن جدار ٍة واستحقا ٍق؛ لأَ َّن تَحصي َل ُه فو َق
القبض على الساعة الحادية عشر من ليلة 11جوان ،1957 ُمستوى شهادة التَّحصيل التي نَا َل بسببها هذه الدرجة مع
و َز َّجت بي في زنزانة ،ث َّم ق َّدمتني للاستنطاق مدة 9أيام، ِعل ِم ِه ونشا ِط ِه وإِخلا ِص ِه .كتب له هذه الشهادة بنا ًء على
ثم ذهبَت بي إلى مركز عسكري في جبال «تْ َرا َرة» بـ«بْ ِني طل ِب ِه ِللانتفا ِع بها لدى الدوائر المختصة».
َوا ْر ُسو ْس» ،فمكث ُت هناك في الأعمال ال َّشا َّقة وال ُم ِهينَة مدة
5أشهر وزيادة ،كن ُت أثناءها أُ َق ِّوي َمعنويات المعتقلين أَعمالُ ُه النِّضاليَّة قبل وأثناء ثورة التحرير المظ َّفرة:
م ِعي .وبعد أن أُط ِلق سراحي [مكث ُت] تحت المراقبة ،على
أن لا أَتح َّر َك إلا ب ِإذن ،فكانت أيامي في ال ِّسجن أَطيَب ِمن يقول رحمه الله في مذكراته« :وقد خالط ُت السياسة
الأيام التي قضيتُها طلي ًقا بين أهلي وعشيرتي ،لأَ َّن ضميري
كان يُ َحتِّ ُم عل َّي العمل ِمن أَج ِل الثورة في دائر ِة اختصاصي، حوالي سنة 1934حينما ُكن ُت ُم ِقي ًما ِبـ«عين ال ُحوت»
من ضواحي تلمسان كواع ٍظ و ُمرش ٍد ُح ٍّر ،وذلك بواسطة
مخالطة بعض ال ُّشبَّان المثقفين باللسانين العربي
وهي ال ِّدعايَة وال ِاستعلامات ،و َرفع َمعنويات الشعب، والفرنسيَ ،و ِب ُمطالعة بعض الكتب العصرية؛ كـ«حياة
وال َف ْصل في القضايا بين المتخا ِص ِمين ،وتَ َح ُّسس الأَخبار الشرق» ثم جرائد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين،
عن أعمال ال َع ُدو ،في حي ِن الأَفكار تس َّممت ،واستعمرت وتَك َّونَت في نفسي ِمن َج َّرا ِء المظالم التي كانت تُ َمثَّ ُل في
بالرغبة في المال والجاه وال َّرهبة ِمن التَّنكيل والتَّعذيب، الشعب على َمسرح الحياة الجزائرية آنذاك عقيد ٌة وطني ٌة،
أُبأدَا َّنفعذلعكنهحا ٌّقوَأَعنَل َُّيش ُرو اوال ِّدجع ٌابيَ َُةمق َِّدم ٌنس،أَجحلتهاىَ ،مثُعلُن ُت َف ُكن ُت
وال ِاس ِتدعا َءات وال ِاستنطاقات تتوالى عل َّي على أبسط الأمور إيما ٍن صاد ٍق
والجنَا َزات، وأَتْ َف ِه َها، للمرة
واضطرر ُت أَتح َتم َّكىنعلِمىنعددفِمع احشضتوراركييففييال ََوم ْع َحَد ِّلايت حتى لم
الأولى أمام (ال ُكو ِمي َسا ْر) المركزي بتلمسان سنة ،1936
اولاتعسلتَينْمَ،ط َق ِون َدايفنع ُحتوبأَانِّليساأُعَعةِّل ُمواملبنادصئَفا،ل ِّديو ِنطلِللَب ِكبَ ِامرنِّ،يول ُار لُخ ُزوص َةم
استمراري مع ِبعاليسه ٍامُ ،موأُسلتِز َعْما ُرت، َوا ْر ُسوس» ِل َد ْف ِع ِه في «بْ ِني ِلل ِإذ ِن ما دام تعلي ِمي إِيَّا ُه ْم ِدينيًّا َم ْح ًضا.
ِمن طرف بها التي ُكن ُت على مسؤوليتي
الإخوان السي الغريب والسي عبد الباسط والسي رضوان و ِمن ذلك العهد وأنا في أَ ْخ ٍذ و َر ٍّد ونضا ٍل مع الحكومة
والسي محمود وغيرهم (رحم الله من استشهد منهم اأَلنُح ِّرأ إِفلتاَّحِب ُرحخانصوٍةتًا، ال ِاستعمارية ،وأَخي ًرا َمنَ ُعوني ِمن التَّعليم
فأَبَي ُت أَن أَطلُ َب ال ُّرخصة ،واضطرر ُت
وبارك عمر الأحياء منهم)؛ وهي القضاء بين المتخا ِص ِمين
وال ِاستعلامات على الخا ِئ ِنين... للتَّعيُّش ال ُح ِّر الكريم ،ففتح ُت حانوتًا ِبـ«ال َّر ْم ِشي» في
هذه حياتي ق َّدمتُ َها لكم َل َمنًّا على وط ِني العزيز أكتوبر سنة 1937ولكن كيف العمل والعقيدة رسخت
و َل لأَ ْج ِل ال ُّشكر ،فلا ُش ْك َر على واج ٍب ُم َحتَّم ،ول ِكن بيانًا واستحكمت ،فط ِف ْق ُت أَبُ ُّث ال ِّدعايَات ِباس ِم ال ِّدي ِن ال َح ِّق الذي
للحقيق ِة ِحينَ َما يُحتَا ُج إليهاَ ،وال َّسلاَم .الهبري المجاوي». لا يَن َف ُّك والوطنية ال َح َّقة ،فتَ َح َّزبَت ال ُّط ُرقيَّة ال َّر ْج ِعيَّ ُة ِض ِّدي،
واستعانت واستعان بها الاستعمار ،فذُق ُت الأَ َم َّريْ ِن ِمن
أَعمالُه بعد الاستقلال: َج َّرا ِئ ِهم ،وفتش منزلي وحانوتي ِمرا ًرا بواسطة البوليس
ال ِّس ِّري وال ُجنْ َد ْر َمة ،وحيئن ٍذ انخرط ُت في جمعية العلماء
ـ ُعيِّ َن إِما ًما خطيبًا بمسجد سيدي إبراهيم المصمودي المسلمين الجزائريين َق ْص َد ال ِاستعانة بهم وال ِاحتماء،
فزادهم ذلك تَأَ ُّلبًا وزا َد ف َّي تَشجي ًعا ،ففتح ُت مدرس ًة
بتلمسان من 1963/01/01إلى 1967/12/26م ،وفي ِبال َّر ْم ِشي للتعليم العربي الإسلامي ،ولقيت نجا ًحا باه ًرا
تلك المدة ُك ِّل َف بتدريس الفقه في الجامع الكبير بالمدينة بالنِّسبة ِلل َّر ْم ِشي َو ْكر ال َّر ْج ِعيَّة وال ِاستعمار ،وكان حانُو ِتي
مرك ًزا لل ِاتِّصالات ال ِّدينيَّة وال ِّسياسيَّة ،فعل َمت ال ُّسلطة
نف ِسها.
الاستعمارية فأغلقت ُه إداريًّا مد َة سنة.
ـ ثم نقل للإمامة والخطاب بالجامع الكبير.تراجـــــــــم وسيــــــــــر
ـ ُعيِّ َن ُمفت ًشا بوزارة الشؤون الدينية في تاريخ هذه سيرتي قبل الثورة باختصار.
1970/03/15م ،ثم نقل إلى ولاية سعيدة في المنصب ِسضن ِّدةي54،وأَْ9وَ1ح أَْتَّلبَإلتيهالم ُّسبلكتطاةب ِةال ِاتقستريعرماا ٍرتيةف ايل َّرشأجنعيي ُة،
نف ِسه إلى غاية ،1974/09/25حيث أُرج َع إلى تلمسان وفي
ال ُّط ُر ِقيَّ َة
مفت ًشا أي ًضاِ ،ليَست ِقيل بعد ذلك في السن ِة نف ِسها. فبادروا وكتبوا ،وكانت ك ُّل حركاتهم تَبلغني بواسطة
ـ وكانت نهاي ُة المطاف أَ ْن ُك ِّل َف بالتدريس والخطابة الشباب المثقف المستخ َدم في المكاتب الحكومية ،فأخ َذت
ذلك سببًاَ ،واعتق َلتْ ِني ب ِص َف ِتي َخ ِطي ًرا على سلام ِة ال َّدو َلة،
بالجامع الكبير بتلمسان. و َح َش َرتْ ِني مع الإخوان المكا ِف ِحين في « ُمعتقل بُو ْس ِوي»
َوفاتُ ُه:
تُو ِّفي رحمه الله يوم 11فبراير 1988م13 .
قال لمال ٍك رج ٌل أَ ْو ِصني .فقال« :أُو ِصي َك -وص َّي ٌة:
وتَأْ ُك َل َطيِّبًا»[«ترتيب المدارك»(.])66/2
قال ابن وه ٍب: أ َن
تَ ْع َم َل صال ًحا
-وص َّي ٌة:
قال ُم َط ِّرف :قال رج ٌل لمال ٍك :أَو ِص ِني .قال« :إِ َذا َه َم ْم َت
ا ِِببذلأَحلل َﯜحتََْمهك ٍٍّ،رقىيُ ِأتََُفمْحِإْﯝمِندنِ ِن) ُ[تَضثاالطيَأقاَلُحهوسَزَ،اكعتَلِبة::فتَ ِإط3اْر5نلَّع]قلَكَ،اكَُِههتلَ ،َ،ولأَاَفوتَلَطنََألْللِّهَُهَمرلتَتَ ُن ْفحثتُاس ِبليتَيماأَ ْبَِِسْحح َضُككهَديتَياإاُِهإِوبَِأَثنذَه،ناُْفاِ:قَوُفدا َِإسهًِاقعت(ذاايطَ َعََتفهعاﯙنَلمَْفأتَْﯚَمْعمم ٍُفَلرتع َ،اواَلِب ًيَلقَغاصَع)َيَِّ2سﯛ(ريل أدب الوصايا
الله ،و َع َلي َك ِب َم َعالي الأُ ُمور وكرا ِئ ِمها ،واتَّ ِق َر َذا ِئ َلها
و َما يُ َس ْف َس ُف ِمنْ َها ،ف ِإ َّن الل َه يُ ِح ُّب َم َعال َي الأخلاق ِمن وصايا الإمام
ويَ ْك َر ُه َسفا ِس َف َها ،وأَ ْك ِث ْر ِتلاو َة القرآن ،واجت ِهد أن َل مالك بن أنس
تَأت َي َع َلي َك ساع ٌة ِمن لي ٍل أو نهار إِ َّل و ِلسانُ َك َر ْط ٌب ِمن
ِذك ِر الله ،و َل تُمكن النَّا َس ِمن نف ِسكَ ،واذْ َه ْب َحي ُث َ -و ِص َّي ُت ُه ِ َل َسد بن ال ُف َرات:
في ترجمة «أَ َسد بن ال ُفرات» من كتاب «ترتيب المدارك»
ِشئْ َت»[«ترتيب المدارك»(.])65-64/2 للقاضي عياض ()292/3؛ قال أ َس ٌد« :فل َّما َو َّد ْعتُ ُه حين
خروجي إلى العراق ،دخل ُت عليه وصاحبان لي -وهما
َ -و ِص َّي ُت ُه ِل َع ْبد الرحمن ب ِن ال َقا ِسم: حارث التيمي وغالب ِصهر أَ َسد ،-ف ُقلنا له :أَ ْو ِصنَا .فقال
قال ابن القاسمُ :كنَّا إذا َو َّد ْعنَا مال ًكا يَ ُقو ُل :اتَّ ُقوا الل َه، اللهيقذ:هضأُاالوءأُ)ِ َّ،مص ِةيق َكاخليِ:ب ًرتاقو( َقِوافرىلا اِلسلًةل ِِصهام انحلبَمعَّايل:ظٍكيأُ ِمفوي ِِهَوص؛ايلف ُكقَو َِرلمآا َ ِينأَِب َت َوسقٌدُم َونباعى َدصالهحلذِِةاه
َوان ُش ُروا هذا ال ِعل َم َو َع ِّل ُمو ُه و َل تَكتُ ُمو ُه[«ترتيب المدارك»()68/2
َوال ُقرآ ِن».
َو«جامع بيان العلم» لابن عبد البر (رقم .])476
َ -و ِص َّي ُت ُه ِللحار ِث ب ِن َأ َس ٍد ال َق ْف� ِصي: َ -و ِص َّي ُت ُه ِلخا ِلد بن خداش:
قال الحارث بن أسد القفصي :دخل ُت على مالك بن أنس،
أنا وابن القاسم وابن وهب ،فأردنا َو َدا َع ُه ،فقال ابن وهب: روى أبو نعيم في «حلية الأولياء» ( )319/6بإسناده
أَ ْو ِصنَا يا أبا عبد الله ،فقال له« :اتَّ ِق الل َه َوانْ ُظ ْر َع َّم ْن
َس ِم ْع َت»، َما تَف ُنْقلُق ُتل»ل،ه:وقياا ألبالابعبندالالقلاه،سمو:أنا«ا َتفَّأَِقْو اِلصل ِن َهيَ،وافنْق ُاشلْر إلى :خالد بن خداش قالَ :و َّد ْع ُت مال َك ب َن أَن ٍس ،ف ُقل ُت:
«اتَّ ِق الل َه لي: أاَِلمْو ِعِنلص ِِمن ِعينِِ،دعنيأاََد ْأهأبَِلا ِْهه ِ»لعِ .بهد»ا[ول«فتلرتهيي!بلقاافلمٍلظد:ا:ر«ك«»تَ( َْع2قَ/ل َو8يْ)َ 6كى].ا ِبلتلَوِْهقف َو َيوىلطلافلٍِلبظ ِ:هال َ«وحعدطلليي ِِ َبكث
َو َع َليْ َك ِب ِق َرا َء ِة ال ُق ْرآ ِن»[«رياض النفوس» لأبي بكرالمالكي(.])291/1
َ -و ِص َّي ُت ُه ِل َع ْب ِد الل ِه ْب ِن َو ْه ٍب: والنُّ ْص ِح ِل ُك ِّل ُمسل ٍم، الل ِه في ال ِّس ِّر والعلانية ِبتَقوى
ال ِعلم ِمن ِعن ِد أَه ِل ِه»[«جامع وكتاب ِة
بيان العلم» لابن عبد البر (رقم 209
على ِع ْل ِم َك، َوا ْقتَ ِص ْر الل َه، يَلاْقبتَن ِصوْرهأٍَب َ:ح ٌد«اعتَّل ِقى وقال َو.])291
وانْتَ َف ْع ،ف ِإن إ َّل نَ َف َع ِعل ِم ِه ف ِإنَّ ُه لم -وص َّي ٌة:
ُكنْ َت تُ ِري ُد ِب َما َط َلبْ َت َما ِعنْ َد الل ِه َف َقد أَ َصبْ َت ما تَنْتَ ِف ُع قال ُم َط ِّرف :وكان مال ٌك إذا َو َّد َع ُه أَ َح ٌد ِمن طلبة العلم مصابيح العلم -العدد 3
ِب ِهَ ،وإِ ْن ُكنْ َت تُ ِري ُد ِب َما تَ َع َّل ْم َت ال ُّدنْيَا َف َليْ َس ِفي يَ ِد َك عنده ،يقو ُل لهم« :اتَّ ُقوا الل َه في هذا ال ِعلم ،و َل تَنْ ِزلُوا
َشي ٌء»[«ترتيب المدارك»(.])68/2 ِب ِه َدا َر َم ْضيَ َع ٍة) ،(1وبُثُّو ُه و َل تَ ْكتُ ُمو ُه»[«ترتيب المدارك»(.])65/2
لاب َظنْه ِرو َهكٍ،ب:ف ِإ«أَنَّ ِّدُه َم َاكا ََنس ِميُ َْعقا َتُلَ :وأَ َح ْخ ْسَسبُ ُرك،ال َونَّ َال ِتَس ْح َِمم ْلن وقال -
َع َلى لأَ َح ٍد
)2ال ُف َواق :ال َو ْق ُت بين ال َح ْلبَتَينَ ،وال َو ْق ُت بين َقبْ َضتَي ال َحا ِلب )1أي :دار َضيَا ٍع ،و ُه َو ال ِا ِّط َراح َوال َه َوا ُن .انظر :تاج العروس
لل َّض ْرع .انظر :المعجم الوسيط.
14للزبيدي ،مادة (ضيع).
بَا َع آ ِخ َرتَ ُه ِب ُدنْيَا ُهَ ،وأَ ْخ َس ُر ِمنْ ُهَ :م ْن بَا َع آ ِخ َرتَ ُه ِب ُدنْيَا
َغيْ ِر ِه»[«ترتيب المدارك»( .])61/2وفي لف ٍظ« :عن ابن وه ٍب قال:
يُ« َِحلبُّوتَ َْنجَ ،ع ْقلال َظْ :هأَ َر ْخ َك َس ُِرج اْسلنًَّراا ِِللسنَّا َمِ ْنس ل َّما َو َّد ْع ُت ما ِل ًكا قا َل:
يُ ِجي ُزو َن َع َليْ ِه إِ َلى َما
بَا َع آ ِخ َرتَ ُه ِب ُدنْيَا َغيْ ِر ِه» »[«أخبارالفقهاء والمحدثين» لمحمد بن حارث
الخشني (ص.])245
َ -و ِص َّي ُت ُه ِلبي ِم ْس َه ٍر ال َغ َّس ِاني:
وقال لأبي ِم ْس َه ٍرَ « :ل تَ ْسأَل َع َّما َل تُ ِري ُد َفتَنْ َسى َما
تُ ِريد ،ف ِإنَّ ُه َم ِن ا ْشتَ َرى َما َل يَ ْحتَا ُج إِ َليْ ِه بَا َع َما يَ ْحتَا ُج
إِ َليْ ِه»[«ترتيب المدارك»(.])61/2
-وص َّي ٌة:
بَ ِني أَ ِخي ِه« :إِذَا تَ َع َّل ْمتُم ِع ْل ًما ِم ْن وقال لبَع ِض َطا َع ِة الل ِه،
أَثَ ُر ُهَ ،و ْليُ َر ِفي َك َس ْمتُ ُهَ ،وتَ َع َّل ْم َف ْليُ َر َع َليْ َك
ِلذَ ِل َك ال ِع ْل ِم ا َّل ِذي َع ِل ْمتَ ُه ال َّس ِكينَ َة َوال ِح ْل َم َوال َو َقا َر»[«ترتيب
المدارك»(.])63/2
-وص َّي ٌة:
وقال ِلبَ ْع ِض أَص َحا ِب ِهَ « :ل تُ ْك ِثر ال ُّش ُخو َص ِمن بَيْ ِت َك
-وص َّي ٌة: إِ َّل لأَ ْم ٍر َل بُ َّد َل َك ِمنْ ُهَ ،و َل تَج ِل ْس ِفي َم ْج ِل ٍس َل تَ ْستَ ِفي ُد
ِفي ِه ِع ْل ًما»[«ترتيب المدارك»(.])63/2
وقال خالد بن حميد :سمعتُ ُه يقو ُلَ « :ع َليْ َك ِب ُمجا َل َس ِة
َمن يَ ِزي ُد ِفي ِع ْل ِم َك َق ْولُ ُهَ ،ويَ ْد ُعو َك إِ َلى الآ ِخ َر ِة ِف ْعلُ ُه،
َوإِيَّا َك َو ُم َجا َل َس َة َم ْن يُ َع ِّللُ َك)َ (1ق ْولُ ُهَ ،ويَ ِعيبُ َك ِدينُ ُه،
َويَ ْد ُعو َك إلى ال ُّدنْيَا ِف ْعلُ ُه»[«ترتيب المدارك»(.])64/2
َ -و ِص َّي ُت ُه ِلل َّشا ِف ِعي:
قال الشافعي :قال مال ٌك عند وداعه« :يَا أَبَا َعبْ ِد الله!
اتَّ ِق الل َهَ ،و َل تُ ْط ِفئ هذا النُّو َر ِبال َمع ِصيَة»[«انتصارالفقير
السالك» للراعي االأندل�سي (ص.])179
َ -و ِص َّي ُت ُه ِل َيحيى بن يحيى ال َّل ْي ِثي:
قال :آخر ما اجتمع ُت
ِب ِه ِحك َم َة ال ُحكماء: يحي بن يحيى الليثي ُروي عن
«أَ ْذ ُك ُر َل َك َشيئًا تَبْل ُغ بمال ٍك ،قال:
ف ِإ ْن أصابُوا اإذاستَ ََفحد َ َضت ْرَ ،توإِ ْمنجأَلخًسا َطأُفوااسَست ِلع ِمم َتل
أَتَ ْبْعلَُل ُُغمِ -ب َِهو ِشعيلئً َام ال َّص ْمت، ال ُعلماء :إذا ُسئل َت َع َّما َل تَع َلم
َ -وشيئًا
َف ُقل :لا
تََوأبَلُن ُغَتبتَه ْش ِتَط ِه َّبيا»ل[أ«َرياطباض اءلن:فلواس»تلأأب ُكي بْلكرا َلحمتَّالكىي(تَ5ُ /1ج3و-3ع])33،6واْ .ر َفع يَ َد َك
أدب الوصايا
ـ َوقال يحيى :لما َو َّد ْعت مال ًكا َسألتُ ُه أَن يُو ِصيني .فقال
ليَ « :ع َلي َك ِبالنَّ ِصي َح ِة لل ِهَ ،و ِلكتا ِب ِهَ ،ولأَ ِئ َّم ِة ال ُمس ِل ِمين
َو َعا َّم ِت ِهم»[«ترتيب المدارك»(.])383/3
)1أي :يُ ْل ِهي َك .انظر :تاج العروس للزبيدي ،مادة (علل)15 .
ـ رحلة العزاء [في] ابنة سعد الله (.)1983 أدب الرحلات
ـ رحلة إلى تلمسان ،الملتقى الفكري (.)1982
ـ رحلة إلى قسنطينة ،الملتقى الفكري (:)1983 ِمن ِر ْح َلت
ال َّشيخ الأزهري ثابت
وغيرها....
• وأنت ِقي هنا منها جز ًء من (رحلات الطفولة). كتب الشيخ لزهاري بن الأخضر ثابت (حفظه الله مصابيح العلم -العدد 3
تعالى) ُمذ ِّكرا ٍت َوذكريا ٍت َعن ِر ْح َل ِت ِه ،وجدتُها بخ ِّط ي ِد ِه
قال (حفظه الله): ِضمن أورا ِق ِه ال َمحفوظة في ملفا ٍت ُمعنونَة و( ُم َؤ ْر َش َفة) 16
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا و ُمر َّق َمة على عاد ِت ِه (حفظه الله) في ترتيب وتنظيم ما
محمد وآله: يَكتبُ ُهَ ....و ِمن هذه ال ِّر ْح َلت ال ُم َد َّونَة:
رحلات الطفولة ()1936 ـ من رحلات الطفولة :الجزائر الثلاثينات ( -1936
التي بقيت عالقة في ذهني
قبل الدخول في بداية الرحلة المدرسية كان لزا ًما ( :)1938الرحلة الأولى).
عل َّي ....أن أستعرض مقدمة وجيزة حتى ندخل في ـ رحلة إلى قسنطينة (مع عمي الحاج بلقاسم ).1942 :
الموضوع: ـ رحلة إلى الأوراس1942 :ـ
أقول :في «ال ْم َغيَّ ْر» نشأ ُت وفيه حفظت القرآن في سن رحلة إلى قسنطينة مع والدي.1943 :
مبكر على الطالب سي الجموعي سبع وعلي بن عقورة
والطالب سي الطاهر بوزوائد .بالإضافة إلى تعلمي المبادئ ـ جولة أولاد مدرسة القل(،)1952
ـ رحلة إلى الغرب الجزائري.1969
العربية على الشيخ بن خليل رحمه الله ووالدي. ـ رحلة إلى الجزائر ،ندوة في القطار (.)1971
حدا الشوق بأبي إلى التحاقي بالمدرسة الثعالبية ـ رحلة إلى الديار المقدسة (.)1974-73
بالعاصمة رفقة أحد الأقارب (عمي عقبة) سنة
1935في كفالته فامتطيت القطار بثمن 1ف إلى
بسكرة ومنها على حافلة أمبروزي بسعر 55ف(أي أحد
عشر دورو) وفي الجزائر وصلنا سالمين وقصد بي إلى
منزله وفيه أم الأولاد ومن يذوذ بالمنزل المتواضع بحي
الجامع الكبير.
ثم مباشرة إلى المقصود؛ المدرسة الثعالبية التي طلبت
مني في البداية شهادة الازدياد ومع الأسف لم تكن لي
شهادة لأنني ولدت في منطقة التراب العسكري والمنطقة
بصفة عامة لا تزال ترزح في تأرجح ولم ينظر إليها الحكم
الفرنسي بحكم المدنيِّين أمثال بسكرة وما فوقها ...لذلك لم
أتتلمذ في المدرسة لهذا التخلف فلجأت إلى مدرسة قرآنية
على رواية ((قالون)) بواسطة الشيخ العلوي رزوق خليل
فأدخلني صحبة ولده عبد الحليم ولقد استفدت فيها الكثير
فراجعت الربع الأول قراءة بالوقف والصلة كما تزودت من
الدروس الفقهية والنحو [الفضل لله وللمعلمين جزاهم الله
خير الجزاء في الدنيا والآخرة]
المدرسة القرآنية
هذه المدرسة تقع في ح ّي « ُسو ْر أَ ْس َطا َر ْه» في ذلك
العهد القديم كنا نسير إليها بعد صعود سلاليم ومدرجات
كثيرة العد والعدد من أحياء الجامع الكبير إلى ساحة
الشهداء وجامع كتشاوة ثم تسل ًقا على المدارج إلى سوق
المكاسير ثم هكذا إلى المدرسة و ....في حين إنني لم
أشعر لا بتعب ولا نصب لا ذهابًا ولا إيابًا ...وكيف لا...؟
وأنا في حالة المراهقة أو بداية عنفوان الشباب.
حالنا في المدرسة العلوية المكتظة بالصبيان والفتيان
والفتيات .تحت معلمي القرآن ومبادئ الفقه والقواعد
العربية نتناول حصص الصباح والمساء فيها بكل شوق
عرجنـــا علـــى العاصمـــة دواليـــك شـــارعا فشـــارعا واشتياق.
أتذكر أن يو ًما وجه لنا الدعوة الشيخ الكبير المشرف
ودخلنـــا علـــى الأبيـــار ومنـــه حتـــى ثكنـــة علـــي على المدرسة الدعوة إلى حضور احتفال بزفاف إحدى
العائلات الثرية المعتبرة فاختار من الجميع تلامذة يعدون
خوجــه الحاليــة ...حيــث بــاب جديــد الــذي يقــرب
على الأصابع ومن بينهم كاتب هذه الصفحة....
مــن مدرســتنا القرآنيــة التــي هــي اختتــام الرحلــة ها نحن في دار الزفاف بين حلقة مستديرة في وسط
الفناء والأضواء من كل جانب حولنا والنساء فوق السطح
الشـــيقة والحمـــد للـــه رب العالميـــن. العاري يزغردن ويولولن وبدأت حلقة الذكر يقودها
شيخ وإمام الطريقة وعلت الأصوات وكثرت الزفرات ثم
وصف الرحلة الصيفية وقف من كان جال ًسا في الحلقة وباتت الحلقة تدور وفي
وسطها الإمام الذي يشير يديه وي َعض على لسانه ويحملق
تبتدئ من مدرستنا القرآنية إلى سيدي فرج مارين على ويتمايل وتداخلت الأصوات في بعضها هذا لا يفهم هذا ثم
راح البعض من المشايخ يتساقطون على الأرض من شدة
الشواطئ البحرية أصطوالي وغيره .ثم إيابا على ساحل
التأثر والله أعلم.
البحر... رحلة الشواطئ المدرسية
وفي سيدي فرج الميناء العظيم والمسبح الطويل
أتذكر أننا صعدنا الحافلة بنون وبنات وهن في المقدمة العريض حططنا رحلنا ونزلنا جميعا وقصدنا العوم
والسباحة على شاطئه الزاخر وأمياهه الرقراقة الصافية
ولقد كان منا القائم والقاعد والأول قليل وعلت الأصوات ورماله الذهبية الوهاجة .وكل على حذا يسبح فالبنون
بنون في منطقة البحر والبنات بنات في
بالأناشيد المدرسية الدينية منها والوطنية...وأتذكر من منطقة من المسبح المغطى بعيدون
هذا عن تلك ....وكلنا تحت رقيب
أ َنَّــا يُــ ْر ِضــيــ َك أَ ْن الـلـ ِه َر ُســــو َل الأناشيد: بين
ورقباء من الغرق أو ما يتبعه.
يَــا وبعــد هــذه المتعــة والنزهــة
الزواليـــة التـــي دامـــت إلـــى
إِ ْخــــ َو ٌة ِفــي الـلـ ِه ِبـــالإ ْســـ َا ِم ُق ْمنَا المســـاء .قفلنـــا راجعيـــن إلـــى
نَـنْـ ِفـ ُض الــيَــ ْو َم ُغــبَــا َر الــنَّــ ْو ِم َعنَّا مــا بَ ُعــ َد 20ميــا ثــم إيابــا 15
ميـــا ثـــم 13ميـــا إلـــى انتهـــاء
َل نَــ َهــا ُب الــ َمــ ْو َت َل بَــ ْل نَتَ َمنَّى المطـــاف أي قرابـــة خمســـة
عشـــر فرســـخا ويزيـــد مـــا بيـــن
أَ ْن يَــ َرانَــا الـلـ ُه ِفــي َســـا ِح ا ْلــ ِفــ َدا الذهـــاب والإيـــاب45=3×15 .
.... كلـــم .ثـــم عدنـــا راجعيـــن
يتبع. علـــى جهـــات لـــم
نعرفهـــا علـــى
ســـو ا حل
ا لبحـــر
وهكـــذا
حتـــى
-قال -:أضعا َف ذلك ..ف ُربَّما قال له بعض الحاضرين :هذا جوا ٌب ِفي طل ِب ال ِعلم
أكث ُر ِمن المطلوب أو ِمن المحتاج إليه ،فيقول« :لا أَج َم ُع
على أهل المنزل ثلاث ِشينَات :شيخ وإِشبيلي وشحيح، [ َمخطو ٌط يُن َشر لأَ َّو ِل مر ٍة]
يكفي ِثنتان» .وهذا من َل ْو َذ َع ِت ِه و ِطي ِب ِطين ِت ِه مع ما هو عليه لعبد الحق الإشبيلي ث َّم ال ِب َجائي
من جلال ال ِعلم وكمال ال َفهم -رحمه الله.»- ترجمتُ ُه):(1 مصابيح العلم -العدد 3
منزلتُ ُه وما قي َل في ِه:
هو أبو محمد ،عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله 18
قال ابن الأبَّار« :كان فقي ًها حاف ًظا عال ًما بالحديث و ِع َل ِله بن حسين بن سعيد بن إبراهيم ،الأزدي ،الإشبيلي (نَشأ ًة)،
و ِرجا ِلهَ ،موصو ًفا ِبال َخير وال َّصلاح وال ُّزهد وال َو َرع والتَّق ُّلل ويُع َرف بابن ال َخ َّراط ،ولد في ربيع الأول سنة (510هـ)
ِمن ال ُّدنياُ ،مشار ًكا في الأدب و َقول ال ِّشعر»اهـ. وقيل514( :هـ).
وقال النووي« :الإمام الحافظ الفقيه الخطيب»اهـ. شيوخ ُه:
وقال ابن الزبير الثقفي« :كان -رحمه الله -من أهل
العلم والعمل ،زاهدا فاضلاً ،عاك ًفا على الاشتغال بالعلم، لازم ِبـ«لبلة» أبا الحسن خليل بن إسماعيل ،وقرأ علي ِه
جا ًّدا في نشره وإذاعته ،حس َن الني ِة في ِه؛ ولذلك اشته َر وتف َّقه ب ِه وتأ َّد َب).(2
ِذك ُره ،وعني الناس بتوالي ِف ِه»اهـ. روى عن أبي الح َسن شريح بن محمد الرعيني ،وأبي
وقال الغبريني« :الإمام الشيخ الفقيه الجليل، الحكم بن بَ َّر َجان ،وعمر بن أيوب ،وأبي بكر بن مدير ،وأبي
المح ِّدث الحافظ المتقن المجيد ،العابد الزاهد ،القاضي الحسن طارق بن يعيش ،والمح ِّدث طاهر بن عطية ،وأجاز
الخطيب»اهـ. له اب ُن عساكر وغيره.
وقال ابن قنفذ القسنطيني« :الشيخ الفقيه الخطيب نُزولُه بجاي َة:
القاضي المح ِّدث». نزل بجاية –بعد سنة (550هـ) -وقت فتنة الأندلس
وقال الذهبي« :الحافظ الع َّلمة ال ُح َّجة»«،الإمام الحافظ بانقراض الدولة ال َّل ْمتُو ِنيَّة ،فبَ َّث ِبها ِعل َمه ،وصنَّف
التَّصانيف ،و َو ِل َي ال ُخطبة والصلا َة بجامعها الأعظم،
البارع المج ِّود الع َّلمة»اهـ. وجلس للوثيقة والشهادة َو َو ِل َي قضاء بجاي َة مد ًة قليل ًة،
تصاني ُف ُه:
َوكان يُس ِم ُع بمس ِج ِد ِه ِب َح ْو َمة اللؤلؤة ِمن دا ِخل بجاية.
الأحكام الكبرى ،في الحديث).(3 عبادته وزهده وأخلاقه:
ـ الأحكام الصغرى).(4
ـ الأحكام الوس َطى).(5 قال الغبريني (ص« :)42سمع ُت أَنَّ ُه -رحمه الله-
كان يقسم لي َله أثلاثًا :ثُلثًا للقراءة ،وثُلثًا للعبادة ،وثُلثًا
ـ الجمع بين الصحيحين) .(6قال الذهبي في «ال ِّسيَر»
(« :)21/199بلا إسناد على ترتيب مسلم ،وأَت َقنَه، للنوم»اهـ.
وقال (ص« :)43-44وكانت له أخلا ٌق حسن ٌة فاضلة».
وج َّو َده»اهـ. ونقل عن بعض شيوخه أنه كانُ « :متَ َخ ِّليًا عن ال ُّدنيا ،وكان
ـ مختصر كتاب الكفاية في علم ال ِّرواية.
ـ تلقين المبت ِدي) ،(7و ُربَّ َما هو :كتاب تلقين ال َو ِليد، كثي ًرا ما يجلس مع الفقيه أبي علي المسيلي رحمهما الله،
في الحديثِ ،سفر صغير)َ ،(8ج َم َع ُه للأخ َويْ ِن :أبي عبد ف ُربَّ َما أتته ال َو ِصي َف ُة ِمن داره لقضاء بعض مآرب منزله،
الله ال ُح َسين وأبي محمد ال َح َسن؛ ابنَ ْي أبي ال َح َسن ابن فإذا أَتَتْ ُه تَطلُ ُب منه ما يُق َضى بالشيء اليسير ،يُخ ِر ُج لها
ال َق َّطان).(9 )1انظر :التكملة لكتاب ال ِّصلة لابن الأبَّار (ت 658هـ)
ـ كتاب ال ُّزهد. (-3/120-121الهراس)َ ،وتهذيب الأسماء واللغات للنووي
(ت 676هـ) (ص-329عطا) ،و ِصلة ال ِّصلة لابن الزبير الثقفي
)3طبع في مكتبة الرشد ،الرياض ،بتحقيق :أبي عبد الله (ت708ه) (القسم الرابع ،ص ،)4-7ط .وزارة الأوقاف المغربية،
حسين بن عكاشة ،سنة 2001م. َوعنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المئة السابعة ببجاية
للغبريني (ت 714هـ) (ص-41نويهض)َ ،وتذكرة الحفاظ
)4طبع في مكتبة ابن تيمية ،القاهرةَ ،ومكتبة العلم ،جدة، للذهبي (ت 748هـ) ( -4/97-98العلمية)َ ،وسير أعلام النبلاء
بتحقيق :أم محمد بنت أحمد الهليس ،وتقديم خالد العنبري ،سنة له (َ ،)21/198-202وتاريخ الإسلام له أي ًضا (-12/729-731
بشار)َ ،وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي (ت 744هـ)
1993م. (َ ،)4/125-127والوافي بالوفيات للصفدي (ت 764هـ)
)5طبع في مكتبة الرشد ،الرياض ،بتحقيق :حمدي عبد ( -18/39-40دار إحياء التراث)َ ،وال ِّديباج المذهب لابن فرحون
(ت 799هـ) ( -2/59-61أبو النور)َ ،والوفيات لابن قنفذ (ت
المجيد السلفي َوصبحي السامرائي ،سنة 1995م. 809هـ) (رقم ( )582صَ ،،)293وشذرات الذهب لابن العماد (ت
)6طبع في دار الغرب الإسلامي ،بتحقيق :طه بوسريح
1089هـ) ( -4/271الأرنؤوط).
التونسي ،سنة 2004م. )2انظرِ :صلة ال ِّصلة لابن الزبير الثقفي (القسم الرابع ،ص.)4
« )7نفح الطيب» ( -2/164إحسان).
« )8الديباج» (ُ .)2/61طبع في دار الكتب العلمية،بتحقيق:
بدر العمراني ،سنة 2003م .وطبع قديما بتطوان سنة 1952م.
« )9الذيل والتكملة» للمراكشي (-4/389الغرب الإسلامي).
ن ُّص الجواب:مخطــــــــــــــــــــوطات ـ كتاب العاقبة في ِذكر الموت).(1
الحمد لله ،و َسألتُم -رحمنا الله وإياكم -عن طلب العلم، ـ كتاب التَّه ُّجد).(2
وهل الأَدب ِمن العلم ،تَعنُو َن :النَّحو وال ُّلغة وال ِّشعر ،وعن كتاب ال َّرقا ِئق.
ال ِاشتغال بروايات ال ُق َّراء ال َّسبعة المشهورين على اختلاف
ألفاظها وأحكامها ،وعن قراءة الحديث ،وعن مسائل الرأي، ـ كتاب التوبة ،في ِسفرين.
ف ِن ْع َم -وفقنا الله وإياكم لما يرضيه -ال ِاشتغا ُل ِب ِروايات ـ كتاب الرقائق والأنيس في الأمثال والمواعظ والحكم
ال ُق َّراء السبعة المشهورين وقراءة الحديث وطلب علم النَّحو
وال ُّلغةَ ،ف ِإ َّن طلب هذا العلوم فر ٌض واج ٌب على المسلمين والآداب من كلام النبي ﷺ والصالحين.
على الكفاية؛ بمعنى :من قام بطلبها حتى يَ ُع َّم ب ِعل ِم ِه بها ـ كتاب فضل الحج والزيارة.
تعليم من َط َلبَها و ُفتْيَا َمن استفتاه فيها ِمن أهل بلدة أو ـ مقالة الفقر والغنى.
قرية ،فإذا قام بذلك َمن يُفتي بهذا القطر سقط َفر ُض
ِمطلنبهاحفحٍيظنئللٍذقعرآلنى،الفباهقوين،ح إفلاَّظمأُا ِّميَا ُلخق ُّرآصن ُك َّلوإشنيس ٍاء ٍنِمفنيالنقفرآس ِهن ـ معجزات الرسول ﷺ ،في ِسفر.
معها ولو سورة أو آية ،أ َّي سور ٍة كانت وأ َّي آي ٍة كانت ،فهذا كتا ُب الغريبَين في اللغة :كتا ٌب حافل ضا َهى به كتاب
لا بُ َّد لكل أح ٍد منه ،ثُ َّم طلب علم القرآن واختلاف القرآن
واختلاف ال ُق َّراء ال َّسبعة فيه وضبط قراءتهم ،كلهم فر ٌض ال َه َرو ِّي .ولع َّل ُه الكتاب الآتي:
على ما قدمناه على الكفاية ،وفض ٌل عظي ٌم ِل َمن َط َلبَه وإن ـ كتاب ال َوا ِعي في اللغة ،وهو نحو خمسة وعشرين
كان في بلدة (صح)) (4كثير ِم َّمن يُح ِك ُمه ،وأج ُر ُه جلي ٌل،
قال رسول الله ﷺَ « :خيْ ُر ُك ْم َم ْن تَ َع َّل َم ال ُق ْرآ َن َو َع َّل َم ُه»)،(5 ِس ْف ًرا.
فكفى بهذا فضلاً ،وقد أمر النَّب ُّي ﷺ بتعليم القرآن ،ف َمن ـ قال الغبريني (ص« :)43وسمع ُت من بعض الطلبة
تَع َّلمه ف ُه َو َخيْ ُرنَا ،ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع، أَنَّ ُه أَ َّل َف كتابًا في ال ُّلغة س َّما ُه ِبـ«الحاوي» ،وهو في ثمانية
وحرا ٌم على المسلمين تضيي ُعه ،وذهابُه ِمن أشراط ال َّسا َعة،
عشر مجل ًدا».
وكذلك ذها ُب العلم. ـ كتاب المنير.
ـ مختصر كتاب ال ُّر َشا ِطي في الأنساب من القبائل
)4هكذا قرأتها من المخطوطة. والبلاد) ،(3وهو في ِسفرين .قال الغبريني (ص« :)42وهو
)5رواه البخاري (رقم ِ )5027من حديث عثمان -رضي الله أحسن من الأصل».
عنه19 .- وفاتُ ُه:
تُو ِّفي بعد ِمحن ٍة َل ِح َقته ِمن ال َّدولة؛ في أواخر ربيع
الآخر سنة (582هـ) ،عن إحدى وسبعين ( )71سنة،
وقب ُر ُه خارج باب المر َسى.
وصف المخطوطة:
هي ِمن محفوظات مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود
بالدار البيضاء ،ضمن مجموع برقم ( ،)153/10تقع في
ورقة واحدة ،خطها مغربي ،مسطرتها ،)31( :مقاسها:
200×140مم ،وهي :جوا ٌب عن سؤال حول طلب العلم
وتحصيل الأدب ،كما في فهرس المخطوطات العربية
والأمازيغية (( )1/212رقم ،)540نُ ِس َب لعبد الحق
الإشبيلي ال ِبجائي ،حي ُث كتب في آخر الجواب بخ ٍّط مغاير:
[ ِمن أجوبة الإمام سيدي عبد الحق الإشبيلي -رحمه الله.]-
)1طبع في دار الصحابة للتراث بطنطا ،بتحقيق :عبيد الله
أبي عبد الرحمن المصري ،سنة 1990م.
ُ )2طبع في دار الكتب العلمية،بتحقيق :مسعد السعدني
ومحمد بن الحسن بن إسماعيل ،سنة 2011م في طبعته الثانية،
وعنوانه« :كتاب التهجد وما ور َد في ذلك ِمن الكتب الصحاح َوعن
العلماء والصلحاء والزهاد رضي الله عنهم».
َ )3وعنوانه :اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في مناقب [أَنساب]
الصحابة والرواة الأخيارُ .طبع ما ُو ِجد ِمن الأصل والمختصر في
دار الكتب العلمية ،بتحقيق :محمد سالم هاشم ،سنة 1999م.
2 وأ َّما النَّحو وال ُّلغة ففر ٌض على الكفاية أي ًضا كما ق َّدمنا؛
لأ َّن الله -ع ّز وجل -يقول( :ﮖﮗﮘﮙﮚ
�ﺸﺮة�دﻋﻮ�ﺔ��ﻌ���ﺑﺎﻟ��اث�وا��ﻄﻮط�واﻟﺴ���واﻟﺘﺎر�ﺦ
ﮛﮜﮝﮞ)[إبراهيم ،]4:وأنزل القرآن على
ﺷﻮﺍﻝ 1439ﻫـ/ﺟــﻮﺍﻥ 2018ﻡ نبيِّه ﷺ بلسا ٍن عرب ٍّي ُم ِبين ،ف َمن لم يَعرف النَّحو وال ُّلغة
فلم يَعلم ال ِّلسان ا َّلذي بَيَّن الله لنا دينَنا وخاطبنا به ،ومن
ِﺭ َﺳﺎ َﻟﺔ ﺍﻟ ﱢﺸ ْﺮﻙ َﻭ َﻣ َﻈﺎﻫ ُﺮ ُﻩ لم يَعلم ذلك فلا يَعل ُم دينَه ،ومن لم يَعلم دينَه ففر ٌض عليه
ﺑﻘﻠﻢ�اﻷﺳﺘﺎذ�ﻣﺒﺎرك�ﺑﻦ�ﻣﺤﻤﺪ�اﳌﻴ��رﲪﻪ اﷲ أن يَتع َّل َمه ،ف َفر ٌض علينا تع ُّلم النَّحو وال ُّلغة لا بُ َّد منه على
الكفاية كما ق َّدمنا ،ولو سقط علم النَّحو وال ُّلغة لسقط فه ُم
َﻭ َﺻﺎ َﻳﺎ ﺍﻟ ِﻜ َﺒﺎﺭ ِﻟﻠ ُﻤﺴﻠ ِﻤﲔ ُﺷ ُﻌﻮ ًﺑﺎ ﻭ ُﺣ ُﻜﻮ َﻣﺎ ٍﺕ القرآن وفه ُم حدي ِث النَّب ِّي ﷺ ،ولو سقط لسقط الإسلام،
)ﺳﻨﺔ 1373ﻫـ= 1954ﻡ( فمن طلب النَّحو وال ُّلغة على ِنيَّة إقامة الشريعة بذلك،
وليَفهم بها كلام الله -ع ّز وجل -وكلام نبيِّه ﷺ ،وليُفهمه
ﺁ ِﺧ ُﺮ ﺗﻼ ِﻣﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺲ غي َره ،فهذا أج ٌر عظي ٌم ومرتب ٌة عالي ٌة لا يجب التقصير عنها
ﺍﻟ َّﺸﻴﺦ َﻟ ْﺰ َﻫﺎ ِﺭﻱ َﺛﺎ ِﺑ ْﺖﺣﻔﻈﻪ اﷲ لأحد .وأ َّما َو ْس ُم نَف ِسه باسم العلم والفقه و ُهو جاه ٌل بالنَّحو
وال ُّلغة ،فحرا ٌم عليه أن يُفتي في دين الله -ع ّز وجل-
ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺍﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ بكلمة .وحرا ٌم على المسلمين أن يَستفتوه؛ لأنه لا ِع ْل َم له
ﺭﺳﺎﺋ ُﻞ ِﻣﻦ ﺍﳌَ ْﻨ َﻔﻰ ِﺑـ »ﺁ ْﻓ ُﻠﻮ» بال ِّلسان ا َّلذي خاطبنا الله تعالى ،وإذا لم يَعلمه فحرا ٌم عليه
أن يفتي بما لا يعلم ،قال الله تعالى( :ﯯﯰﯱﯲﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ)
[الإسراء ،]36:وقال تعالى( :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ
ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ)[الأعراف ،]33:وقال تعالى:
(ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭﮮ)[النور .]15:فمن لم يَعلم ال ِّلسان ا َّلذي خاطبنا الله
تعالى ،ولم يَعرف اختلاف المعاني فيه لاختلاف الحركات
في ألفاظه ،ولا عرف معان َي ألفاظه ،ثُ َّم أخبر عن الله -ع ّز
وجل -ب َخبَ ٍر ِمن أوامره ونَ َوا ِهيه ،فقد قال على الله -ع ّز
وجل -ما لم يَعلم ،وكيف يُفتي في الذبائح َمن لا يَعلم على
ما يقع اس ُم ال ّذَكاة في كلام العرب؟ أم كيف يُفتي في ال ِّدين
َمن لا يَدري فر ًقا بين خف ِض ال َّلم أو َرف ِعها ِمن قول الله
تعالى( :ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ)[التوبة]3:؟ ،ومثل
هذا في القرآن كثي ٌر ج ًّدا ،وفي هذا كفاية.
ف َمن طلب علم النَّحو وال ُّلغة على النِّيَّة ا َّل ِتي ذكرنا ف ُهو
في أعظم أَج ٍر وأَفضل عم ٍل ،و َمن طلبَه ليكون له َمكسبًا
ومعا ًشا فهو مأجو ٌر و ُمحسن ،ولكن أج ُره دون الأجر
الأول وفوق سائر الصناعات التي يُعاش منها؛ لأنه يُ َع ِّلم
الخير فيبقى أج ُره قائ ًما فيمن َع َّلم ،فمن طلبهما ليتَوصل
بهما إلى إقامة المظالم وإحياء ُر ُسوم ال َج ْور والتَّ َد ُّرب في
أحكام ال ُم ُكوس والقبالات والمخاطبة عن ُف َّساق الملوك بما
يُرضيهم ويُسخط الله -ع ّز وجل ،-فقد خاب وخسر ،و َغ َدا
في لعنة الله وراح فيها؛ لأنه ظال ٌم ،وقد قال الله تعالى:
(ﯹﯺﯻﯼﯽ)[هود.]18:
انتهى والحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين
اصطفى .من أجوبة الإمام سيدي عبد الحق الإشبيلي
-رحمه الله.-
ﻣﺌﺬﻧﺔ�ﺟﺎﻣﻊ�اﻟﺒﺎي�ﻣﺤﻤﺪ�ﺑﻦ�ﻋﺜﻤﺎن�ﺑﻘﺼﺒﺔ�وهﺮان
مصابيح العلم -العدد 3
20
4ـ قال تلميذه أبو الحجاج بن الشيخ في كتابه «ألف ِمن ِش ْع ِر ال ُّز ْه ِد
باء» (:)1/28 َوال ِح َكم َوال َو َصايَا
«وأنشدني الفقيه المح ّدث أبو محمد عبد الحق الأزدي لعبد الحق الإشبيلي ث َّم ال ِب َجائي
لنف ِس ِه:
قال ابن الزبير الثقفي في ترجمة عبد الحق ال ِبجائي:
يَــا طــا ِلــبًــا ِلـلـ ِعـلـ ِم ُمــ ْســتَــ ْر ِشــ ًدا «كان شاع ًرا َمطبُو ًعا ،يُزا ِحم ُف ُحول ال ُّشعراء ،ولم يُط ِلق
ُم ْستَنْ ِص ًحا إِ ْن َقــ ِبــ َل النَّا ِص َحا عنانَ ُه في نَ ْظ ِمه) ،(1بل اقتص َر على باب ال ُّزهد وما يَرجع
إِن ُكــنْــ َت تَـبْـ ِغـي َسـنـنًـا َقــا ِصــ ًدا إلي ِه ،ونظ ُم ُه في ذلك ح َس ٌن -رحمه الله»-اهـ ).(2
وتَــ ْســألُــ ِنــي ِعــ ْلــ ًمــا َوا ِضـــ َحـــا قال الغبريني (ص« :)43رأي ُت كتابًا مجمو ًعا ِمن
ِشعره ،ك ُّله في ال ُّزهد وفي أمور الآخرة -رحمه الله»-اهـ.
َفــار ُكــ ْض إلـى الـنَّـ ِّص َمـ ِطـ َّي ال ُّس َرى 1ـ قال ابن الأبار القضاعي في ترجمة «مروان بن عمار
فــــ ِإ َّن ِفــيــ ِه الــ َمــتْــ َجــ َر الــ َّرا ِبــ َحــا بن يحيى من أهل بجاية» (ت نحو 610هـ) ،عن صاح ِب ِه:
أبي الربيع بن سالم قال« :أنشدني -رحمه الله -قال:
َوا ْطــــــ َر ِح الـــــ َّرأْ َي َوأَ ْصـــ َحـــابَـــ ُه أنشدني أبو محمد عبد الحق –يعني :الإشبيلي -لنفسه
َولاَ تَــ ُكــونَــ َّن َلـــ ُه لاَ ِمــ َحــا»اهـــ.
-رحمه الله:-
5ـ َوقال في (:)1/165
«وأنشدني الفقيه المحدث أبو محمد عبد الحق بن عبد َل يَ ْخ َد َعنَّ َك َعـن ِديــ ِن الـ ُهـ َدى نَ َف ٌر
الرحمن الأزدي الإشبيلي -رحمه الله -ببجاية -حماها الله- َل ْم يُ ْر َز ُقوا ِفي ا ْل ِت َما ِس ال َح ِّق تَأْ ِيي َدا
لنف ِس ِه قطعة حسنة أ ّولها: ُع ْم ُي ال ُقلُو ِب َعــ ُروا َعـ ْن ُكـ ِّل َم ْع ِر َف ٍة
َل ِكنَّ ُه ْم َك َف ُروا ِبالل ِه تَ ْق ِلي َدا»اهـ).(3
لاَ تَــبْــ ِك ِخـــاًّ َو َل انْــ ِقــ َطــا َعــ ُه
َو َل لأَ ْســـــــــ َرا ِر َك الـــ ُمـــذَا َعـــ ْه 2ـ وقال أي ًضا في ترجمة «الفضل بن أحمد بن علي بن
طاهر بن تميم القيسيِ ،من أهل «بجاية» ،وأَ ْص ُل َس َل ِف ِه ِمن
َوابْـــــ ِك َز َمـــانًـــا َمــ َضــى و َو َّلــــى «أَ ِشير» ،يُع َرف بابن محشوة ..وكان أبوه قاضيًا ببجاية»):(4
َعـــنْـــ َك وأَيَّــــا َمــــ َك الــ ُمــ َضــا َعــ ْه «وأنشدنا أبو الربيع بن سالم عنه ،قال :أنشدني أبو محمد
َوا ْر ِجــــــ ْع إلـــى الــلــ ِه ِمـــ ْن َقــ ِريــ ٍب عبد الحق لنفسه:
َوا ْخــــــ َش تَــ َجــ ِّلــيــ ِه َوا ِّطــــاَ َعــــ ْه
َقالُوا ِصـ ِف الـ َمـ ْو َت يَا َهــذَا َو ِشـ َّدتَـ ُه
َلـــ َعـــ َّلـــ ُه أَ ْن يَــــــ َرا َك ِفــيــ َمــ ْن َف ُق ْل ُت َوا ْمـتَـ َّد ِمنِّي ِعنْ َد َها ال َّص ْوت
َقـــ َّصـــ َر َعـــ َّمـــا يَـــ ِريـــ ُب بَـــا َعـــ ْه
يَ ْك ِفي ُك ْم ِمنْ ُه أَ َّن النَّا َس إِ ْن َو َص ُفوا
َوإِ ْن تَــ َشــا أَ ْن تَـــنَـــا َل ِعـــ ًّزا أَ ْمــ ًرا يَ ُرو ُع ُهم َقالُوا ُه َو ال َم ْوت»اهـ.
ِبـــ َغـــيْـــ ِر َمـــــا ٍل َو َل َجــ َمــا َعــ ْه
3ـ قال الذهبي« :ما أحلى َقو َله وأَ ْو َع َظه إذ قال:
َفــا ْقــنَــ ْع ِبـــ ُقـــو ٍت وبَــعــ ِض ُقـــو ٍت
َفــ ِإنَّــ َمــا الـــ ِعـــ ُّز ِفـــي الــ َقــنَــا َعــ ْه إِ َّن ِفــي الــ َمــ ْو ِت َوالــ َمــ َعــا ِد َل ُش ْغ ًل
َوا ِّد َكــــــا ًرا ِلـــ ِذي الـنُّـ َهـى َوبَــ َا َغــا
َو َل تَـــ َســـ ْل َفـــالـــ ُّســـ َؤا ُل ذُ ٌّل
َحـــا َشـــا َك ِمــن ِتــ ْلــ ُكــ ُم الـ ِّصـنَـا َعـ ْه َفـا ْغـتَـ ِنـ ْم ِخ َّطتَيْ ِن َقـبْـ َل ال َمنَايَا
َوا ْصـــ ِبـــ ْر َعــ َلــى َحــــا ِد ِث الـ َّلـيَـا ِلـي ِص َّح َة ال ِج ْس ِم يَا أَ ِخي َوال َف َرا َغا»اهـ).(5
َواتْـــــــ ُر ِك الـــــ ّذُ َّل والـــ َّضـــ َرا َعـــ ْه
)1في مطبوعة «سير أعلام النبلاء» ( :)21/201نطقه!
َفـــ ِإنَّـــ َمـــا ُعــــ ْمــــ ُر َك الــ ُمــ َر َّجــى ِ « )2صلة ال ِّصلة» لابن الزبير الثقفي (القسم الرابع ،ص.)5
َهـــ َذا إِ َذا ِنــ ْلــتَــ ُه َكــ َســا َعــ ْه»اهـــ21 . « )3التَّكملة لكتاب ال ِّص َلة» ( -2/187الهراس).
« )4التَّكملة لكتاب ال ِّص َلة» (.)4/58
« )5سير أعلام النبلاء» ( ،)21/201و«الوافي بالوفيات»
(.)18/40
َوإِنِّـــــي ِفــيــ ِه ُمــنْــتَــ ِظــ ٌر َر َجــا ِئــي 6ـ َوقال في ( )1/478-479عند قو ِل َمن قال« :يا ابن
ِبــ َذا َك َف َما َر َجــ ْو ُت ِسـ َوى ال َك ِريم»اهـ. آدم! إِن تَبْذُ ِل ال َفض َل خي ٌر لك ،وإِن تُم ِس ْك ُه ش ٌّر لك ،ولا تُ َل ُم
9ـ َوقال في (:)2/587 على َك َفاف»:
«ومن أحس ِن ما أحفظه من ال ِّشع ِر في هذا المعنى ما «أخذ هذا المعنى شيخي أبو محمد عبد الحق -رحمه
أنشدني ِه الفقيه أبو محمد عبد الحق ببجاي َة لنفسه -رحمه
الله-؛ فقال وأَنش َد ِني ِه:
الله:-
َد ِع الــ ُّدنْــيَــا ِلـ َطـا ِلـ ِبـ َهـا َو َجــا ِفــي
َو َل تَ ْل ِو نَ ْح َو الـ َجـ َز ِع َرأْ ًســـا َف ِإنَّ ُه ِبنَ ْف ِس َك َعــ ْن ُمـ َزا َحـ َمـ ِة الـ َعـ َوا ِفـي)(1
ِبــ ِإ ْمــ َســا ِك َمــا يَــ ْلــ ِوي إِ َلــيْــ ِه ُمـ َعـ َّود َو ُخـــ ْذ ِمـنْـ َهـا َكــ َفــا ًفــا ِمـــ ْن َحـــ َا ٍل
من قطع ٍة أولها: َفــ ِإنَّــ َك َل تُـــ َا ُم َعـ َلـى َكـ َفـا ِف»اهــ.
ثَ ِم ْل َت ِم َن ال ُّدنْيَا َو َلـ ْم تَ ْص َح َع ْن َه َوى 7ـ َوقال في (:)1/484
َو َغــــ َّر َك أَ ْن َقــالُــوا ُفـــاَ ٌن ُمـ َسـ َّود «ومما أَنش َد ِني ِه أبو محمد عبد الحق -رحمه الله -لنف ِس ِه
َو َحـ َّلـ ْت ِبــ َك البَ ْل َوى َو َلــ ْم تَــ َر َعا ِئ ًدا من قطع ٍة أولها:
َو َلـــ ْو ُقـ ْلـ َت َوا َرأْ َســـا َلــ َعــا َد َك ُعــ َّود
َرأَيْــــ ُت الــ َقــنَــا َعــ َة أَ ْغــنَــى ال ِغنَى
وفي آخرها يقول: َفـــ ِصـــ ْر ُت ِبــ ِإ ْمــ َســا ِكــ َهــا أَ ْمـتـسـ ْك
َوأَ ْعــتَــ ْقــ ُت نَـ ْفـ ِسـي َو َلـــ ْم أَ ْشــ ِر َهــا
َفـ َهـا َك َصـبَـا َح ال َّشيْ ِب َل ٍح َوإِنَّـ َمـا
ِبـــ َرأْ ِســـ َك ِمــنْــ ُه ِلـلـ َمـ ِنـيَّـ ِة ِمــ ْقــ َود ِبــبَــ ْخــ ٍس َفــتُــ ْمــ َلــ َك ِفــيــ َمــ ْن ُمـ ِلـ ْك
َف َش ِّم ْر ذُيُــو َل ال َغ ِّي َوانْــأَ َعـ ِن ال َه َوى َفــ ِصــ ْر ُت َغـ ِنـيًّـا ِبــ َا ِد ْر َهــــ ٍم أَ ِتـيـ ُه
َلــ َعــ َّلــ َك تَـ ْسـ ُمـو ِعــنْــ َد َهــا َوتُــ َســ َّود
َعــ َلــى الــنَّــا ِس ِتــيــ َه الــ َمــ ِلــ ْك»اهـــ.
َو َل تَــــــ ْلــــــ ِو...........................
............................الـــبـــيـــت»اهــــ. 8ـ َوقال في (:)2/595
«وأنشدني الفقيه أبو محمد عبد الحق لنفسه ببجاي َة
10ـ َوقال في (:)2/510
«....أنشدني لنفسه: حماها الله تعالى:
َض ِح َك ال َّشيْ ُب َفــ ْو َق َرأْ ِســي َفأَ ْغ َرب َلــو الـــ َويْـــ َات ِمـــ ْن ذَنْــــ ٍب َحــ ِديــ ٍث
إِ ْذ َرآ ِنـــي ذَ َهــبْــ ُت ِفـي َغـيْـ ِر َمذْ َهب َوآ َخـــــ َر ِفـــي َصــ ِحــيــ َفــ ِتــ ِه َقــ ِديــم
ُهـ َو يَنْ َعى إِ َلــ َّي ِفي ال ِحي ِن) (3نَ ْف ِسي
َوأَنَــــا َجــا ِنــبًــا) (4أَ ُخــــو ُض َوأَ ْلــ َعــب تَــ َمــا َدى ِفــي الــ ِغــ َوايَــ ِة َوا ْســتَــ َمــ َّر ْت
َمــ ِريــ َرتُــ ُه َعـ َلـى الـ ِحـنْـ ِث ال َع ِظيم
َوإِذَا َلـــ ْم تُـــنَـــا ِد إِ َّل َجــ َمــا ًدا
َفــ ِمــ ِن الــ ِعــ ِّي َمــا تَــــ ُرو ُم َوتَـ ْطـلُـب َو َمـــن يَــ ْعــ ِص ال ِإ َلــــ َه َفـ َمـا َلــ ُه ِمـ ْن مصابيح العلم -العدد 3
َصــ ِديــ ٍق ِفــي الـــ ُو ُجـــو ِد َو َل َح ِميم
من قطعة آخرها:
َفـــ َا تَـــيْـــأَ ْس َلـــ ُه َفــ َلــ َعــ َّل ُر ْحــ َمــى
أَ ْحــ َســ َن الـلـ ُه ِلــي َعـــ َزا َي ِبنَ ْف ِسي َســتُــ ْد ِر ُكــ ُه ِمـــ َن الــ َمــ ِلــ ِك الـ َّر ِحـيـم
إِ ْن يَ ُك ْن يَ ْح ُس ُن ال َع َزا ُء ِل ُمذْ ِنب»اهـ.
َفــتَــ ْلــ َقــا ُه َكــ َمــا َلــ ِقــيَــ ْت أَبَــــا ُه
)3في ( :)2/365في الحال. َو َقـــ ْد َقــذَ َفــ ْت ِبــ ِه ِر ْجـــاً ُهــ ُمــوم)(2
)4في هذا الموضع من المطبوع :جانيًاَ .وفي (:)2/365
)1في « ِصلة ال ِّصلة»(القسم الرابع ،ص :)5القوافي.
جانبًا. )2وذكره أي ًضا في ()2/415؛ قا َل« :ولله َد ُّر شيخي أبو
محمد عبد الحق إذ يقول:
َف َل تَيْأَ ْس َل ُه َف َل َع َّل ُر ْح َمــى** َستُ ْد ِر ُك ُه ِم َن ال َم ِل ِك ال َّر ِحيم
َفتَ ْل َح ُق ُه َك َما َل ِح َق ْت أَبــــا ُه** َو َق ْد َقذَ َف ْت ِب ِه ِر ْج ًل ُس ُموم»اهـ.
22
14ـ وقال ابن الزبير الثقفي في « ِصلة ال ِّصلة» (القسم 11ـ َوقال في (:)2/485
الرابع ،ص:)6-7 «أنشدني الفقيه أبو محمد عبد الحق -رحمه الله-
«و ِمن ِشعره أي ًضا: ببجاي َة لنفسه يمدح رسول الله ﷺ فقال:
يَـــا آ ِمــــ َن الــ َّســا َحــ ِة َل يُـــ ْذ َعـــ ُر بَــ َشــ ٌر ِمـــ ْن بَــ ِنــي آ َد َم َمــ ْولُــود
بَــيْــ َن يَـــ َديْـــ َك الـــ َفـــ َز ُع الأَ ْكــبَــر ِفـــي ُمــ َضــ َر الــ َحــ ْمــ َراء َمــ ْعــ ُدود
َوالـــ َمـــ ْر ُء َمــنْــ ُصــو ٌب َلـــ ُه َحـتْـ ُفـ ُه َجــــا َء ِبـــ ِه الــلــ ُه َعــ َلــى ِغــــ َّر ٍة َو
َلــــ ْو أَنَّـــــ ُه ِبـــ َز ْعـــ ِمـــ ِه يُــبْــ ِصــر الـــنَّـــا ُس ِفـــي الــ ُكــ ْفــ ِر َعــبَــا ِديــد
َو َهــــــ ِذ ِه الــنَّــ ْفــ ُس َلــ َهــا َحــا َجــ ٌة أَ ْر َســـ َلـــ ُه ِمـــ ْن َخــيْــ ِر ِهــ ْم َمـ ْحـتَـ ًدا
َوالــ ُعــ ْمــ ُر َعــ ْن تَ ْح ِصيلِ َها يَ ْق ُصر ِمـــ ْن َحــيْــ ُث ِلــ ْلــ َعــ ْلــيَــا ِء تَ ْش ِييد
َو ُكــ َّلــ َمــا تُـــ ْز َجـــ ُر َعـــ ْن َمــ ْطــ َلــ ٍب ِمــ ْن َحـيْـ ُث َمــا ُء الـ ُجـو ِد ُم ْستَ ْعذَ ٌب
َكـــانَـــ ْت ِبـــ ِه أَ ْهـــيَـــ َم إِ ْذ تُــ ْز َجــر َغـــ ْمـــ ٌر َو ِظـــــ ُّل الـــ ِعـــ ِّز َمـــ ْمـــ ُدود
َو ُربَّـــ َمـــا أَ ْلـــ َقـــ ْت َمــ َعــا ِذيــ َر َهــا ِمـ ْن َها ِش ِم ال َخيْ ِر َو ِمــ ْن ُز ْهـــ َر ِة الــ
َلـــ ْو أَنَّـــ َهـــا يَـــا َويْــ َحــ َهــا تُــ ْعــذَر ــــ ُمنْتَ ِخ ِب الــ ُغــ ِّر الـ َّصـنَـا ِديـد
َونَـــا ِظـــ ُر الـــ َمـــ ْو ِت َلــ َهــا نَــا ِظــ ٌر أَ ْشــــ َر َقــــ ِت الأَ ْر ُض ل ِإتْـــيَـــا ِنـــ ِه
َلـــ ْو أَنَّـــ َهـــا تُــنْــ َظــ ُر إِذْ يُـنْـ َظـر َفــا ْخــ َضــ َّر ِمـــ ْن َمــبْــ َعــ ِثــ ِه الــ ُعــود
َو َرا ِئـــــــ ُد الـــ َمـــ ْو ِت َلــــ ُه َطــ ْلــ َعــ ٌة َصــ َّلــى َعــ َلــيْــ ِه الــلــ ُه ِمـــ ْن ُمــ ْر َســ ٍل
يُــبْــ ِصــ ُر َهــا الأَ ْكـــ َمـــ ُه َوالـ ُمـبْـ ِصـر َمـــا َدا َم تَــ ْســ ِبــيــ ٌح َوتَــ ْمــ ِجــيــد
َو َر ْو َعــــــ ُة الـــ َمـــ ْو ِت َلــ َهــا َســ ْكــ َر ٌة َو َعــــ َّل يَــــ ْو َم الــ َحــ ْشــ ِر أَ ْكــبَــا َدنَــا
َو ِمــثْــلُــ َهــا ِمـــ ْن َر ْو َعـــــ ٍة تُـ ْسـ ِكـر َحــ ْو ٌض َلـ ُه ِفي ال َح ْش ِر َمــ ْو ُرود»اهـــ.
َوبَـــيْـــ َن أَ ْطـــبَـــا ِق الــثَّــ َرى َمــنْــ ِز ٌل 12ـ َوقال في (:)2/442
يَـــنْـــ ِزلُـــ ُه الأَ ْعــــ َظــــ ُم َوالأَ ْحـــ َقـــر
«ورأي ُت في كتاب «البهجة» لشيخي أبي محمد عبد
يَـــتْـــ ُر ُك ذُو الــ َفــ ْخــ ِر ِبـــ ِه َفــ ْخــ َر ُه الحق -رحمه الله -بيتًا في قطع ٍة حسن ٍة ِشي ِنيَّ ٍة له أعجبتني؛
َو َصـــا ِحـــ ُب الــ ِكــبْــ ِر ِبـــ ِه يَـ ْصـ ُغـر فيأُذو َللــك ِئاــل َِّكش اعل ِرـاَقلـ َّْوصاُم ِل إِ ِح ْنين ُ؛عــث َّدم َو َص َف
َف ُهم قال:
َقـــ ْد َمـــــ َأَ ْت أَ ْر َجـــــــا َء ُه َر ْو َعــــ ٌة
نَــ ِكــيــ ُر ُه الـــ َمـــ ْعـــ ُرو ُف َوالــ ُمــنْـ َكــر الــ ِكــ َرا ُم
َوبَـــ ْعـــ ُد َمــا بَــ ْعــ ُدَ ،وأَ ْعـــ ِظـــ ْم ِبــ ِه َوإِ ْن تُ ِر ْد دبَ ًشا َها نَ ْح ُن َذا َدبَ ِش)»(1اهـ
ِمـــ ْن َمــ ْشــ َهــ ٍد َمــا َقـــــ ْد ُر ُه يُــ ْقــ َدر
قصائد وأشعار 13ـ َوقال في (:)2/359
في أبيا ٍت ،و ِشع ُر ُه -رحمه الله -في هذا الغرض وما
يَرجع إليه كثي ٌر»اهـ23 . « َوإِ َذا َكــانَــ ِت الــ ِعــنَــايَــ ُة ِمـنْـ ُه
َجـــا َء َك ال َّس ْع ُد أَيْنَ َما ُكنْ َت تُ ْح َضر
وهذا البي ُت أَنش َد ِني ِه الفقيه أبو محمد عبد الحق -رحمه
الله -لنف ِس ِه في قطع ٍة منها:
َشــ َكــ َر الـلـ ُه َســ ْعــ َي َقـــ ْو ٍم َفــ َفــا ُزوا
َوأَنَـــا َلــ ْم يَـ ُكـ ْن ِلــي َسـ ْعـ ٌي َفيُ ْش َكر
َوثَــنَــى َمــ ْن ثَـنَـى ِعــنَــا َن التَّ َصا ِبي
َوأَنَــــا ِمــثْــ ُل َمــا َعــ ِهــ ْد َت َوأَ ْكــثَــر
َوإِ َذا ال َعبْ ُد َلــ ْم يُـ َمـ َّد ِبــ ُر ْشــ ٍد أَنْـ َجـ َد
الــ َّد ْهــ َر ِفــي الــ َّضــاَ ِل َو َغـــ َّور»اهــــ..
)1الدبش أو القش :هو عند العامة متاع البيت ال ُّدون.
َو ْه َرا ُن ال ِإ ْس َل ِميَّة
(ت 560هـ) في كتابه« :نزهة المشتاق»)(1؛ الذي َأ َّل َفه سنة (548هـ): «قا«لواهلرجاغنر»افيعلال ِىإد َمريق�ُرسب ٍية
مقدرة ِنما ِنف َقة،ض َّفوة ِاهلبيحتُرقاا ِبل ُمل ِلمح،ديونعةليأَ ْلهامر ُيسةو ُِرمتُنرا ٍسبا ُمحت َلقنب،حورب اهلاأأندسلواسٌ،ق وصنائ ُع كثيرة وتجارا ٌت
و َس َع ُة
البحر بينهما مجريانَ ،و ِمنها أكث ُر ِمي َر ِة سا ِحل الأندلس ،ولها على با ِبها َم ْر َسى صغير لا يَستُ ُر
شيئًاَ ،ولها على ميلين منها «المرسى الكبير» ،و ِب ِه تَ ْر ِسي المراكب الكبار وال ُّس ُفن السفرية،
وهذا ال َم ْر َسى يَستُ ُر ِمن ال ِّريح ،وليس َل ُه ِمثا ٌل في َم َرا ِسي حائط البحر ِمن بلاد البربر ،و ُش ْر ُب
أَه ِلها ِمن وا ٍد يَج ِري إليها ِمن البَ ِّر ،و َع َلي ِه بساتي ُن وجنَّا ٌت ،وبها فوا ِك ُه ممكنة ،وأَهلُ َها في
وال َع َس ُل بها َمو ُجو ٌد ،وكذلك ال َّس ْمن وال ُّزبْد ،والبَ َقر وال َغنَم بها رخيص ُة بالثَّ َمن اليَ ِسير، َخ ْص ٍب،
ااَمللأدَنحيدنميلٌُةركسيثفإيليري ُةَكهتااالبُبَمه َ:خسات«ِلِتايلفةرن،وووا ِلفضثِّايَملاأَمره،عِلهطواالرهدا»)ه(َ 2مقا؛نَ ٌءاةل َذوس ِاعيِئَّزَأٌُةْحنأََِجنمْ َُزفُنه ٍ ُسعسيُن َووةنَن(ْخَ6ووأٌَ6ةن»8اهاهـه)ر:ـ.وأَ ْر َحاء كثيرة ،وهي و َمرا ِك ُب
َوأَهلُ َها َمو ُصو ُفون ب ِع َظم ال َخ ْل ِق ُق ًرى كثير ٌة وآثا ٌر َوقال
إلى َمن ِكب ال َّر ُجل منهم ،واقتطع الرجل الكا ِم ُل ِمن « ِه َي
قديم ٌة، نظ ٌر كبي ٌرِ ،في ِه ال ِب َلد ،ولها ِمن ُغ ِّر
غي ِرهم وال ِّش َّدة ،يَ ُكو ُن ال َقا َمة والأَيْد وكما ِل
رج ٌل من ُهم ألف َط ْل َح ٍة و َح َم َلها على َظه ِره يُ ِقي ُم بها بيتًا يَ ْس ُكنُ ُه ،و ِلوهران َمر ًسى كبي ٌر لل ُّس ُفن
كُكول ِّلاهمرِارايلن ٍإحد؛ُسريلأوَ�نَُّرسُهيتُفأرياي ٍ ًبضاجُ:موتمَنقحن َ.مج.بَ.و ٍدل» ُإمملقِطخد ٍّيلماعشلذفىيكرو«هنهازرلاهإدةنرا ُيلمأرنستَ ِظُّفيا ٍعرق.فب َيل ُه.عجائب يُ ِك ُّن ِمن
والأخبار»)،(3 التورايخ وعلى
ونقل
وزا َد علي ِه فقال:
« َوكثي ًرا ما يَت َغ َّل ُب علي َها إِف َرن ُج الأَندلُس ِمن أَي ِدي المسلمين ،ثُ َّم يَفتَ ُحها المسلمون منهم،
َموحسام َعد َةباتايرأي ِخح ُداألُ َمكتَرااءبال-جزاسئنرة 7سن0ة0152؛12سب؛عخومماسئتيومنائوتأيلنفو-أل ِبأَفيِْ ،دأًثَيابَا ُلهماللس ُله»مايهن،ـَ .فتَ َح َها الأَِمي ُر
)1نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ( )1/252طبعة مكتبة الثقافة الدينية 1422-2002م. مصابيح العلم -العدد 3
)2الروض المعطار في عجائب التواريخ والأخبار (ص )612-613تحقيق إحسان عباس ،ط.مكتبة لبنان ،ط2،
1984م.
)3نزهة الأنظار ،)1/78-79(....ط .دار الغرب الإسلامي.
24
إصدارات