The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة مصابيح العلم العدد الثالث

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by louha.sofiane, 2019-01-26 07:27:45

مجلة مصابيح العلم العدد الثالث

مجلة مصابيح العلم العدد الثالث

Keywords: سمير سمراد

‫العدد‬
‫‪3‬‬

‫مح َّرم ‪ - 1440‬سبتمبر ‪2018‬‬

‫نشرة دعوية ُتعنى بالتراث والمخطوط وال ِسير والتاريخ‬

‫االل َّزا َّ ِرشعي ِل َخب ْذمَر ِةحالمِإدصاللا َحهاْبل ُأِرو َلي اىل ِبَامل ََّّرج ْام ِو ِشيي‬ ‫مقالة ال ِّشرك ومظاهره‬
‫ِمن ِر ْح َلات ال َّشيخ الأزهري ثابت‬ ‫الشيخ مبارك الميلي‬

‫من وصايا الإمام مالك بن أنس‬

‫البرج الأحمر الذي بناه أبو الحسن المريني بوهران‬

‫جوا ٌب ِفي طل ِب ال ِعلم‬

‫عبد الحق الإشبيلي‬

‫ث َّم ال ِب َجائي‬

‫مخطوط ينشر لأول مرة‬

‫ال ِفهرس‬

‫تصميم‪ /‬رؤوف بــن الجــودي‬ ‫التحرير‪ /‬سميــــر سمــ راد ‬

‫مصابيح العلم | العدد ‪ | 3‬مح َّرم ‪ - 1440‬سبتمبر ‪2018‬‬

‫عقيدة وتوحيد‬
‫مقالة ال ِّشرك ومظاهره | ال َّشيخ مبارك الميلي ‪04‬‬
‫بين يدي مقالة ال ِّشرك ومظاهره‪ /‬أو= أَ ْو ِق َّص ُة تَحرير ُف ُصو ِل كتا ٍب وطب ِع ِه‬
‫في الجزائ ر ‪05‬‬
‫فرية الوهابية | الشيخ محمد ال َّسعيد ال َّزاهر ّي ‪09‬‬
‫يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت | ال َّشيخ الهبري المجاو ي ‪10‬‬

‫تراجم وسير‬
‫ال َّشيخ محمد ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي‪ ..‬ال َّزا ِرع ِلبَ ْذ َر ِة ال ِإصلاح الأُو َلى ِبال َّر ْم ِشي ‪11‬‬
‫آثار سلفية في نشر العلم ‪12‬‬

‫أدب الوصايا‬

‫من وصايا الإمام مالك بن أن س ‪14‬‬

‫أدب الرحلات‬

‫ِمن ِر ْح َلت ال َّشيخ الأزهري ثابت ‪16‬‬
‫مخطوطات‬

‫جوا ٌب ِفي طل ِب ال ِعلم | عبد الحق الإشبيلي ث َّم ال ِب َجائ ي ‪18‬‬
‫قصائد وأشعار‬

‫ِمن ِش ْع ِر ال ُّز ْه ِد َوال ِح َكم َوال َو َصايَا | عبد الحق الإشبيلي ث َّم ا ل ِب َجائي ‪21‬‬
‫وهران الإسلامية ‪24‬‬

‫افتتاحية‬

‫إ َّن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فلا مض َّل له‪ ،‬ومن يضلل فلا هادي له‪ ،‬وأشهد أن لا إله إ َّل الله وحده لا‬

‫شريك له‪ ،‬وأشهد أ َّن مح ّم ًدا عبده ورسوله‪.‬‬

‫(ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ)[آل عمران‪]102:‬‬
‫(ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‬

‫ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ)[ال ِّنساء‪]1:‬‬
‫(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬

‫ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ)[الأحزاب‪]71- 70 :‬‬

‫أ َّما بعد‪ :‬فإ َّن خي َر الكلام كلام الله تعالى‪ ،‬وخي َر الهدي هدي مح َّمد ﷺ‪ ،‬وش َّر الأمور‬
‫محدثاتها‪ ،‬وك َّل محدثة بدعة‪ ،‬وك َّل بدعة ضلالة‪ ،‬وك َّل ضلال ٍة في النَّار‪.‬‬

‫فهذا ُهو العدد الثالث ِمن هذه النَّ ْش َرة‪ ،‬يَصد ُر بعد جه ٍد َوعنا ٍء َو ُطول انتظار َوجميل ا ْص ِطبار‪،‬‬
‫فأق َّر الله أعيُننا وأعي َن المحبِّين بصدو ِر ِه‪ ،‬وأنسانَا ذل َك بُرو َزه ل ُق َّرائه متأخ ًرا عن مو ِع ِد ِه ب ُم َّد ٍة‬
‫استسهلناها‬ ‫وصعا ُب كنَّا‬ ‫ليست بالقليلة‪ ،‬وال ُعذ ُر عن َد الكرا ِم مقبو ُل‪ .‬أ َّخرتنا عوا ِر ُض َط َرأت‪،‬‬
‫آخ ًرا‪ ،‬فضلاً‬ ‫الله الغلب ُة لنا‬ ‫أولاً‪ ،‬وما ظنَّنا أنها تُباغتُنا ُمب ِّك ًرا‪ ،‬غالبَتنا وغا َلبناها‪ ،‬ث َّم كانت ِب َح ْم ِد‬
‫َلوعالها َىزانإلدحترُانتَ ِلتكا أُجِزَّمدلنُنديا ٍةع–لل ِابىَمنُ َدر ٍدسي ُِدممِعلنهياالأَلو ِهيَن َّطوت ََّتعولْواُ ٍفنش‪-‬ىصُموفثا ُِبيترأيحونرلواعِفلمهتاىحِباِأُ ٍصذنَل ٍنة َويِتع‪:‬لخ ِمته ِيَّفٍَةيينلُألرأيحوُدد ِللهتشايعأثوُّ ٍرنِخ‪.‬لن‪.‬ا‪.‬ا‬ ‫ِمن الله و ِنعم ًة‪،‬‬
‫تُق َطع‪ ،‬عاز ِمي َن‬
‫وأخ ِت ُم ِبكلما ٍت‪،‬‬
‫الكرام؛ ُكنَّا نَأتي ِه في مج ِل ِس در ٍس ونح ُن جماع ٌة انتظمها َع ُّد أصابع اليد الوا ِح َدة‪ ،‬وعلى كثرة‬
‫الشواغل َوالصوارف َوالمعوقات‪ ،‬أَقمنا على ذلك الدرس سني َن عد ًدا‪ ،‬تتخللها انقطاعات‪ ،‬لكنها‬
‫مثوبَته) ويبع ُث فينا روح ال ُمثابَ َرة َويقوي عزائ َمنَا‪،‬‬ ‫دا َمت! فكان يُس ِّلينَا(أطال الله بقا َءه وأجزل‬
‫النَّش َرة‬ ‫هذه‬ ‫في تَ َح ٍّد!‪ ...‬وكذلك أقو ُل لمن يُتابعون‬ ‫َويُه ِّو ُن علينَا ما ن ِج ُد ُه ِمن عناء بقول ِه‪ :‬أَنْتُم‬
‫أَن يجعلنا في ِه ِمن ال ُمنت ِص ِرين‪.‬‬ ‫ويَر ُجون بَقا َءها‪ :‬نَح ُن في تَ َح ٍّد! فأسأ ُل الل َه‬

‫أبو مح ّمد‬
‫سمير سمراد‬

‫القبيح‪ ،‬ولا كان ال َو ْهم الضا ُّر‪ ،‬ولا كانت العادة الفاسدة‪ ،‬ولا‬
‫كان ال ِّشر ُك ونتائجه السيئة‪.‬‬

‫إن ُكن َت باحثًا في ِع َل ِل انحطاط الأُ َمم فلن تجد كال ِّشر ِك‬ ‫عقيدة وتوحيد‬
‫أَ َد َّل على ُظلمة القلوب و َس َف ِه الأحلام وفساد الأخلاق‪ ،‬ولم‬
‫تجد كهذه النقائص أض َّر بال ِاتِّحاد‪ ،‬وأَ َد َّر للفوضى وأَذ َّل‬ ‫ال ِّشرك و َم َظا ِه ُره‬

‫للشعوب‪.‬‬ ‫لحضرة العلاَّمة الأستاذ الشيخ مبارك الميلي‬

‫أاَلأُْط ُ َسهوَروإلنلسق ُكلأَنوْحَتَبفباَوظأَ ْرحللثًَاشحَدعياللنةأعوقأسَوب ْالض َبموأََنُْرققَوللَِّمي السلليأُاأ َمدخمةلافلوقأ‪،‬نقووتلجىندتعكلاجلىدتوك َحهحْمذي ِلده‬ ‫أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‬

‫منار المدنية الطاهرة‪.‬‬

‫وإ َّن نظر ًة في حياة العرب قبل البعثة لتُ َؤيّد ما أضفناه‬
‫ِمعاَل ٍأَلنَو ْطننَتاا ُهئ بجا‪،‬لتوإو َّنحيودق ِمف ًةن أعلسىباحبياوةثاملراعرت‪،‬ب‬ ‫إلى ال ِّشرك ِمن‬
‫بعد‬ ‫البعثة لتُص ِّدق‬
‫وإ َّن‬
‫تلك النظرة وهاته الوقفة َل ِمفتاحان ل ِس ِّر حياة المسلمين‬
‫بعد عصر النبوة‪.‬‬

‫بماذا ُع ِنيَت تلك البعثة التي َجعلت من الجهل حكم ًة‬
‫ومن التَّف ُّرق وحد ًة ومن الضعف ُق َّو ًة؟؟‬

‫إنَّ َك لتجدها َمعنيَّ ًة بالدعوة إلى التوحيد وبالتحذير من‬
‫ال ِّشرك‪ ،‬وإنَّ َك لتجد عنايتها تلك ظاهر ًة في كتابها ظاهر ًة‬

‫في أطوارها ظاهر ًة في أَ َه ِّم مقاصدها‪.‬‬

‫فالكتا ُب العزيز لا تكاد تَ ْخلُو سور ٌة ِمن ُس َو ِر ِه ِمن‬
‫التوحيد ودلائله وال ِّشرك ورذائله‪ ،‬وكثي ٌر ِمن ُس َو ِره لا تكاد‬
‫تجد فيها غير هذا الحديث‪ ،‬ومن أسلوبه الحكيم َج ْم ُعه في‬
‫وال ِّشرك‬
‫« َو ِب ِض ِّد َها‬ ‫وعوائده‪.‬‬ ‫وشواهده‬ ‫بين التوحيد‬ ‫البيان‬
‫الأَ ْشيَا ُء»‬ ‫تَتَ َميَّ ُز‬

‫وقد أهمل علماء الكلام هذا ال َّضر َب ِمن البيان‪ ،‬واقتصروا‬ ‫مبارك الميلي‬
‫على الوحدانية وأقسامها‪ ،‬ف َخ ِف َي على النَّاس ال ِّشر ُك‬

‫ووجو ُهه‪(1)...‬‬

‫وأطوا ُر البعثة ِمن يوم نزول‪( :‬ﭻﭼﭽ)[العلق‪ ]1:‬إلى‬ ‫ال ِّشر ُك أبو المساوئ و ُك ِّليَّ ُة الرذائل و َمع َمل الموبقات‪،‬‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫نزول‪( :‬ﭻﭼﭽﭾ)[المائدة‪ ]3:‬لا تَ ْخلُو ِمن ِذك ِر‬ ‫فهو َمعصي ٌة لا تُ ْج ِدي معها طاعة‪ ،‬و َمنْ َق َص ٌة لا يجزئ عنها‬
‫التوحيد والتَّنبيه إلى آياته و ِذك ِر ال ِّشرك والتنفير ِمن غاياته‪،‬‬
‫ولكن عنايتها بذلك في ال َّطور الأول أشد حتى ليكاد َغ َر ُض‬ ‫كمال‪ ،‬و َض َع ٌة لا يقوم منها ِع ٌّز‪ ،‬و َس َف ٌه لا تَر ُش ُد به نفس‪.‬‬
‫وال ِّشر ُك لولا الجهل ما نَ َج َم له َق ْرن‪ ،‬ولولا ال َو ْهم ما َحبَى‬
‫ال ِبعثة يومئ ٍذ يَنحص ُر في هذا المقصد‪.‬‬ ‫َل ُه ُعود‪ ،‬ولولا ال َعا َدة ما ا ْمتَ َّد ل ُه ِع ْر ٌق‪ ،‬فهو شجر ٌة خبيث ٌة‬
‫افتَح المصحف‪ ،‬واق َرأ‪ ،‬وتدبَّر‪ ،‬تجد ال ُّس َو َر م ِّكيَّها‬ ‫ثراها الجهالة‪ ،‬و ُسقياها الخيال‪ ،‬و ُع ُر َقاتُها ال ِاع ِتياد‪ ،‬و َجنَا َها‬
‫ومد ِنيَّها لا تكاد تَ ْخلُو من حديث ال ِّشرك والمشركين‪ ،‬وتجد‬ ‫نا ٌر ُح َّفت بالشهوات‪ ،‬وعا ٌر ُس ِت َر بالتُّ َّر َهات‪ ،‬فلا كان الجهل‬
‫الم ِّك َي منها يكاد يختص بهذا الحديث‪ .‬وإ َّن أَ َّو َل ما نزل‬
‫‪ -‬وهو الآيات الخمس الأُ َول ِمن ُسورة العلق‪ -‬لم يَ ْخ ُل ِمن‬

‫الإشارة إلى التوحيد وال ِّشرك‪.‬‬

‫قال ابن حجر في فتح الباري‪« :‬وقد اشتملت على الأمر‬
‫بالقراءة والبَداءة فيها ِب ِبسم الله‪ ،‬وفي هذه الإشار ُة إلى‬

‫أصول الدين»)‪.(2‬‬

‫وإن أه َّم مقاصد البعثة هي أركان الإسلام الخمس‪،‬‬

‫‪ُ )1‬هنا فقر ٌة حذفتُها‬ ‫‪4‬‬
‫‪ )2‬انظر‪« :‬فتح الباري» (‪ ،)8/719‬ط‪ .‬دار المعرفة‪.‬‬

‫بين يدي َمقال ُة‬ ‫فقو ُل «لا إله إلا الله» صري ٌح في إثبات التوحيد ونفي‬
‫«ال ِّشرك ومظاهره»‬ ‫ال ِّشرك‪ .‬والصلاة تفتتحها بكلمة «الله أكبر»‪ ،‬وتَشرع في‬

‫أَ ْو ِق َّص ُة تَحرير ُف ُصو ِل كتا ٍب وطب ِع ِه في الجزائر‬ ‫الفاتحة فتقرأ فيها‪( :‬ﭢﭣﭤﭥ)[الفاتحة‪،]5:‬‬
‫كتب ُمؤ ِّر ُخ الجزائر العلاَّم ُة الأَثر ُّي الشيخ مبارك الميلي‬ ‫والحج فاتحة الإحرام المصحوب بالتَّلبية وهي‪َ « :‬لبَّيْ َك ال َّل ُه َّم‬
‫رحمه الله سلسل ًة من المباحث العلميَّة‪ ،‬كان ينش ُر َها ِتبَا ًعا‬ ‫َلبَّيْك‪َ ،‬لبَّيْك لا َش ِري َك َل َك َلبَّيْ َك‪ ،‬إِ َّن ال َح ْم َد والنِّ ْع َم َة َل َك وال ُم ْلك‪،‬‬
‫تحت عنوان «ال ِّشرك ومظاهره»‪ ،‬وقد كشفت هذه السلسل ُة‬ ‫لا َش ِري َك َلك»‪.‬‬
‫عن عل ٍم َج ٍّم‪ ،‬وتحقي ٍق بارع‪ ،‬ومضى الشي ُخ على هذه‬ ‫لع َّل هذا ال َقدر يَكفي لإثبات أ َّن عناي َة الدين الإسلامي‬
‫الطريقة‪ ،‬إلى أن اعتراه المرض في آخرها‪ ،‬فانقطع عنها‬ ‫بإثبات التوحيد ونفي ال ِّشرك ظاهر ٌة في كتابه ظاهر ٌة في‬
‫ُم َّد ًة‪ ،‬بعد أن وصل إلى الجزء‪ )13( :‬وقد نُ ِش َر في‪«[ :‬البصائر»‪،‬‬ ‫أطواره ظاهر ٌة في أركانه‪ ،‬وإن لم يكن هذا ال َقدر كافيًا في‬
‫ذلك فلا أق َّل ِمن أن يكون قد فتح لك باب التَّأ ُّمل في تلك‬
‫العدد (‪ 6 : )25‬ربيع الثاني ‪1355‬هـ‪ 26/‬جوان ‪1936‬م‪(،‬ص‪.])4-5 :‬‬ ‫فستُ ْف ِضي‬ ‫أَنعم َت‬
‫المر ُض يق َط ُع الشي َخ مبارك عن أعماله‪:‬‬ ‫إليها‬ ‫ال ِإذعا ِن‬ ‫إلى‬ ‫النظ َر‬ ‫بَأْ ٌس!‬ ‫ال َّد ْع َوى‪ ،‬فإن أن َت‬
‫إن لم يكن ِبعق ِلك‬
‫إذا أنت َس َّل ْم َت معي ش َّد َة عناية ديننا بشأن ال ِّشرك‬
‫منع المر ُض الشي َخ «مبار ًكا» من القيام بمهمته في‬ ‫وعدم اقتصاره على بيان التوحيد‪ ،‬أفلا تعجب معي ِمن ِق َّل ِة‬

‫إعداد التقرير المالي ال َّسنوي للجمعية‪ ،‬وقد ناب عنه‬ ‫اهتما ِم علما ِء ديننا بالكلام في ال ِّشرك؟ تجد في كلامهم‬

‫مراقب الجمعية الشيخ خير الدين‪ ،‬فأع َّد التقرير‪ ،‬وفي‬ ‫على الفروع ُح ْك َم مسائل نادر ِة الوجود أو هي لا وجود لها‪،‬‬
‫مسته ِّل ِه يقول‪...« :‬إني أقف أمامكم هذا الموقف بالنِّيابة‬ ‫ولا تجد في كلامهم على الأصول تفاصيل ال ِّشرك وتقرير‬

‫عن أخي الشيخ مبارك الميلي الذي منعه المرض من تقديم‬ ‫معناه حتَّى يَرسخ في نفوس العامة بَ ْل َه الخاصة‪ ،‬ويُصب َح‬

‫الحساب المالي بنفسه‪ ،‬ومن كتابته التقدير المالي بقلمه‪،‬‬ ‫تص ُّو ُره وتص ُّو ُر مظاه ِر ِه ِمن الضروريات التي لا تُ ْح ِوج‬

‫كما ح َر َمنا ذلك من سماع بيانه الشافي ونصائحه الغالية‬ ‫العالم إلاَّ إلى التنبيه‪ ،‬ولا يرى به حاجة إلى ال ِاستدلال‬
‫التي ع َّودنا بها في ك ِّل سنة‪ ،‬وإنني أنتهز هذه الفرصة‬
‫لأُ َق ِّد َم له بلسان المجلس الإداري الشك َر والتقدي َر لأعماله‬ ‫وال ِاستنتاج‪.‬‬
‫وجهوده المتواصلة في كل ما يُرقي الجمعية‪ ،‬ويُ ْع ِلي‬ ‫ولقد نتج عن ِق َّل ِة الخوض في ال ِّشرك ومظاهره أَ ْن‬
‫من شأنها‪َ ،‬وال ِاعترا َف بأنَّ ُه أَ َّدى للجمعية خدم ًة لا‬ ‫صار ال ِّشرك أخفى المعاصي معنًى وإن كان أَ ْجلاَ َها ُح ْك ًما‪،‬‬
‫يَ ْق ِد ُر َغيْ ُر ُه أن يضطلع بها‪ ،‬خمس سنوات كاملة‬ ‫ف ِل ُظهو ِر ُح ْك ِمه وكونه من الضروريات ترى المسلمين‬
‫وهو قائ ٌم بأمانة مال الجمعية جاه ٌد في ضبطه‬ ‫عا َّمتَ ُهم يَتب َّر ُؤون منه‪ ،‬ويَغ َضبُون ُك َّل الغضب إذا نُ ِسبُوا‬
‫والمحافظة عليه‪ ،‬وضبط المال وحده عم ٌل شا ٌّق‪،‬‬ ‫إليه‪ ،‬و ِلخفا ِء معناه وق َع َمن وق َع فيه و ُهم لا يشعرون‪،‬‬
‫فكيف إذا انضافت إليه أعمالُ ُه الأخرى من دروس‬ ‫ووجدوا ِمن أَدعيا ِء ال ِعلم من يُ َس ِّمي لهم عقائد ال ِّشرك‬
‫متواصلة و ِر ْح َلت في َمصلحة الجمعية‪ ،‬فنسأل لأخينا‬ ‫وأعما َله بأسماء تَدخ ُل في عقائد الإسلام وأعماله‪ ،‬ثم يدافع‬
‫الشيخ مبارك شفاء عاجلاً وعافية سابغة آمين يا رب‬ ‫عنهم ويَح ُش ُرهم في ُزمرة أَهل ال ُّسنَّة‪ ،‬ويُ َشنِّ ُع على العلماء‬
‫الناصحي َن ِللعا َّمة وال ُمحذِّري َن لهم ِمن ال ِّشرك ومظاهره‪،‬‬
‫العالمين‪.(2)»...‬‬ ‫حتَّى إِنَّ ُه َليُخيّل إليك أَ َّن ال َعا ِّم َّي الواق َع في َح ْمأَ ِة ال ِّشرك‬
‫االلجأُنَّ َامهلماًصالِوحا َخ ِغلا َِتلقيَرواة ِ‪ً.‬مراهأاقل ُرمنُب ِكإِرلىعلالى ُّسنهَّ ِةذهواالل ِاأُ َّمسةتقماامأَِةن ِكم َرن ُهااللعقا ِلرآ ِم ُنب ِدعيل ِن ِىه‬
‫ثم استأنف الشي ُخ كتاب َة هذه المباحث بعد شفائه‪َ ،‬فبَ َر َز‬
‫بعد انقطاع دام‬ ‫«البصائر»]‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الجزء‪[ )14( :‬في العدد‪:‬‬
‫حوادث؛ ترأَّ َستْ َها‬ ‫حدثت أثناءه‬ ‫(‪ )42‬من‬ ‫أكثر من أربعة أشهر‬

‫بقليل‪،‬‬
‫حادث ُة اتهام العقبي بقتل المفتي َك ُّحول‪ ،‬وزردة ابن جلول؛‬
‫وكان الشيخ قد أشبع الموضوع في حكم «الزردة» بحثًا‬ ‫ولع َّل خفا َء معنى ال ِّشرك ِمن باب َقو ِل البُوصيري‪:‬‬
‫واستدلالاً‪ ،‬فكان لبحثه مقنع وأي مقنع للمتشوف إلى‬ ‫« َو ِم ْن ِش َّد ِة ال ُّظ ُهو ِر ال َخ َفا ُء»)‪.(1‬‬

‫الحقيقة)‪.(3‬‬ ‫ولع َّل ش َّد َة ظهوره ِل ِش َّدة عناي ِة الكتاب ِببَيَا ِن ِه ِه َي ُعذ ُر‬

‫استبشار ال ُق َّراء بعودة مقالات «الشرك ومظاهره»‪:‬‬ ‫ولكن ما ُعذ ُر‬ ‫أاَلدمعتياق ِِّءدمايل ِنعلمفيف ِقي َّل ِةزاماه ِنتناما ِاملهذيمنب ِه َحف َملُيوا ُكتعِبلهينما‪.‬‬
‫حملا ٍت نَ ْك َراء‬
‫عقيدة وتوحيد‬ ‫وقد كتب على إثر ذلك أحد تلاميذ الشيخ ابن باديس‬ ‫لأَ ْن ُق ْمنَا بتَفسي ِر آيا ِت ال ِّشرك والخو ِض في هذا الموضوع‬

‫‪« )2‬البصائر»‪ ،‬العدد‪ 16 ،37‬رجب‪1355‬هـ الموافق لـ‪2‬‬ ‫نصيح ًة لل ِه ولكتاب ِه و ِلرسولِ ِه ولِل ُمسلمين‪.‬‬

‫أكتوبر‪1936‬م‪(,‬ص‪.)4:‬‬ ‫[«البصائر»‪ ،‬العدد (‪( ،)5‬ص‪ ،)2-1:‬الجمعة ‪ 6‬ذي القعدة ‪1354‬هـ‪ 31/‬جانفي‬
‫‪ )3‬انظر‪ :‬تفاصي َل هذه الحوادث في كتاب‪« :‬الشيخ بلقاسم‬ ‫‪1936‬م]‬
‫بن ا ْر َواق سيرته ومنهجه الإصلاحي‪ ،‬ويليه‪ :‬ال َّزردة رأس كل ش ٍّر‪،‬‬
‫فاجتنبوها أيُّها المسلمون(بيا ٌن من الكاتب العام للجنة ال ِّدعاية)‬ ‫‪« )1‬ديوان البوصيري» (ص‪ ،)40‬ط‪ .‬دار الأرقم‪.‬‬

‫»(ص‪5 .)87-101 :‬‬

‫‪«_1‬رسالة ال ِّشرك ومظاهره»‪...« :‬واليوم نُبَ ِّشر‬ ‫(علي مرحوم) كلم ًة‪« :‬حول مقال ال ِّشرك ومظاهره‪ :‬إلى‬
‫المتش ِّوقين لهذه ال ِّرسالة بأ َّن المؤ ِّلف قد أَتَ َّم تحريرها‬ ‫الأستاذ الميلي»‪« :‬وبع ُد‪ :‬فكم كنَّا ِج ًّدا مسرورين بعودة‬
‫وسيُق ِّدمها ع َّما قريب – إن شاء الله – للطبع‪ ،‬و ُهنا ِلك‬ ‫مقال «ال ِّشرك ومظاهره» إلى الظهور ذلك المقال الذي‬
‫نُع ِلمهم بمبلغ الاشتراك فيها»[العدد (‪ 29 :)58‬ذوالحجة ‪1355‬هـ‪ 12/‬مارس‬ ‫أتحفنا به العلاَّمة الجليل الشيخ مبارك الميلي منذ أشرق‬
‫نور جريدة «البصائر» في الآفاق‪ ،‬وقد د َّلنَا هذا الظهور على‬
‫‪1937‬م‪( ،‬ص‪.])6:‬‬
‫‪«_2‬رسالة ال ِّشرك ومظاهره‪ ،‬بقلم الأستاذ مبارك‬ ‫زوال مرض الأستاذ وشفائه من ذلك الألم الذي كاد يقضي‬
‫عليه وعلى النهضة العلمية الحديثة بميلة وضواحيها‪ .‬وإنَّنَا‬
‫بن محمد الميلي‪« :»...‬هذه ال ِّرسالة هي الكتاب الوحيد‬ ‫لنَ ْر ُجو أَن يزول بزوال هذا المرض عن الأستاذ – ال ِّشرك من‬
‫بعض مسلمي القطر الجزائري‪ -‬السعيد‪ .‬هذا وإنني على‬
‫الذي يج ُد فيه المسلم ما يحتاج إليه في تصحيح عقيدته‬
‫ومعرفة الحق في مسائل النزاع بين المصلحين وال ُّطرقيِّين‬ ‫لسان المصلحين بهذه البلدة أرفع إلى الأستاذ وإلى جمعية‬
‫وما يتَّ ِصل بها‪[ »...‬العدد (‪ 6 ،)59‬محرم ‪1356‬هـ‪ 19/‬مارس ‪1937‬م‪( ،‬ص‪])2:‬‬ ‫العلماء أي ًضا تهنئتي الحارة القلبية‪ ،‬وأحمد الله على هذه‬

‫)‪.(3‬‬ ‫النعمة المجددة بشفائه على التوحيد والموحدين‪ ،‬والله لا‬

‫‪_3‬الإعلان عن مبلغ الاشتراك وح ّض ال ُق َّراء عليه‪:‬‬ ‫يضيع أجر المصلحين»)‪.(1‬‬

‫«إذا شئ َت جم َع المسائل ال ِّدينيَّة التي خاضت فيها‬ ‫المقال ُة المتسلسلة‪« :‬ال ِّشرك ومظاهره»‪،‬‬
‫أقلا ُم ال ُكتَّاب مع زيادة مسائل من نوعها‪ .‬وإذا رغب َت في‬ ‫واستحا َلتُها إلى رسالة‪:‬‬

‫تفصيل يفرق نواحي الوفاق والخلاف في تلك المسائل‪.‬‬ ‫توقفت المقالات عند الجزء (‪ ،)17‬وع َّلقت «البصائر»‪:‬‬
‫«هذا آخر ما ُك ِتب من هذا المقال قبل اجتماع جمعية العلماء‪،‬‬
‫وإذا تش َّوف َت إلى حكم في موطن الخلاف معتمد على‬ ‫وقد علمنا بعد هذا الاجتماع وقبله أي ًضا أن كثي ًرا ِمن ال ُق َّراء‬
‫الكتاب وال ُّسنَّة وأقوال الأئ َّمة‪ .‬إذا تط َّلب َت ذلك في تعبي ٍر‬ ‫يرغبون في نشر هذا الموضوع «ال ِّشرك ومظاهره» في‬
‫واضح‪ ،‬بحروف واضحة وشكل جميل‪ ،‬في كتاب قد‬

‫تزيد صفحاته على المائتين والخمسين‪ ،‬فاشت ِرك في‬ ‫رسالة مستقلة‪ .‬ول َّما تأكدنا من هاته الرغبة وعرضناها على‬
‫رسالة «ال ِّشرك ومظاهره»‪[...‬وذكر مبلغ ال ِاشتراك]‪...‬‬
‫فاشت ِركوا فيها تَكت ِسبوا ُق َّو َة ُح َّج ٍة فيما أنتُم فيه ُم ِح ُّقون‪،‬‬ ‫بالقبول‪،‬‬ ‫مبارك الميلي] أجاب‬ ‫[الشيخ‬ ‫مح ِّر ِر الموضوع‬
‫وينكشف لكم الصواب فيما أنتُم فيه ُمتر ِّددون‪ ،‬ويتضح‬ ‫وسيعود‬ ‫منه أَ ْم َس َك عن نشرها‪،‬‬ ‫فصو ٌل‬ ‫وأنه ما زالت لديه‬
‫لكم الرشاد فيما أنتُم فيه غا ِلطون‪ .‬واشت ِركوا فيها نُصر ًة‬ ‫–متى أمكن‪ -‬إلى ما نُ ِش َر في هذا الموضوع ِبالتهذيب‬
‫للح ِّق وخدم ًة لل ِّدين و َعونًا على نشر العربية و َسعيًا في‬ ‫والتبويب؛ ثم يُ َق ِّد ُم ذلك للطبع إن شاء الله»[«البصائر»‪ ،‬العدد‬

‫ترقية الطباعة العربية‪[...‬ثم ذكر العنوان الذي يُوجهون‬ ‫(‪( ،)45‬ص‪.])8:‬‬

‫إليه اشتراكاتهم]‪»...‬اهـ[العدد (‪( ،)61‬ص‪ ،)7:‬وأعاده في الأعداد‪ 62( :‬و‪63‬‬ ‫الشيخ مبارك يَتَ َح َّد ُث عن فكرة مقالة «ال ِّشرك‬
‫و‪ 64‬و‪.])65‬‬
‫ومظاهره»‪:‬‬

‫‪_4‬التذكير بقرب نهاية أجل الاشتراك‪:‬‬ ‫اعترف الشيخ مبار ٌك بأنه لم يكن يَعلم بأن الأمر سيأخذ‬
‫هذا المجرى من ال ُّطول والاستقصاء‪ ،‬وأعرب أنه دخل في‬
‫« َع ِل َم ال ُق َّراء منزلة هذه ال ِّرسالة و َو ْج َه الحاج ِة إليها‬
‫هذا العمل‪ ،‬ولم يَ ْد ِر كيف يخرج منه!‬
‫والتخفيض في ثمنها إلى نهاية ماي‪.‬‬
‫يقول في كتابه الذي بعث به إلى مح ِّر ِر جريدة‬
‫بعدفهنُيذرِّكت ُرف ُهعمإل ِب ُىقرخبم اسنةتهاعءشرهذفارنالًكاشدهورنوأأُ َّنجرةثمالنبرايلدِّر‪،‬سواأل َّنة‬ ‫«البصائر»؛ (الشيخ الطيب العقبي)‪« :‬كتب ُت إليكم أول مرة‬
‫غلاء المواد و ِكبَر حجم ال ِّرسالة ُه َما ال َّلذان اضط َّرانا إلى‬
‫هذه ال ِّزيادة التي هي في الواقع وبالنسبة للغلاَء زياد ٌة‬ ‫أني دخلت موضو ًعا لا أدري متى وكيف يكون الخروج‬
‫قليل ٌة‪ ،‬فليغتنم فرص َة التخفيض َمن أرادها قبل انتهاء‬ ‫منه؟ ولم أزل على تلك الجهالة ولم يَد ُع ِني إلى الكتابة فرا ٌغ‬
‫في الوقت ونشا ٌط في القلم‪ ...‬وإنَّما تك َّلف ُت الكتابة في‬
‫أج ِلها‪[»...‬العدد (‪( ،)67‬ص‪ ،)7:‬وأعادها في العددين (‪ 68‬و‪.])69‬‬ ‫«البصائر» لئلاَّ أكون قدو ًة سيِّئ ًة لمن يُق ِّصر في خدمتها‪،‬‬
‫فاختر ُت موضو ًعا علميًّا كثي ًرا ما نَط ُر ُقه في دروسنا‪ ،‬كي‬
‫َوقال في موض ٍع آخر‪ ،‬بعد أن ذكر «عناية المطبعة‬ ‫تسهل عل َّي الكتابة سهولة تتغلب على الموانع‪ ،(2)»...‬وقال‪:‬‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫بجمال الطبع»‪ ،‬و«عناية المؤ ِّلف بجمال ال َو ْضع»‪« :‬والقارئُ‬ ‫«وقد طال هذا المقال الذي ما زلت لا أدري متى ينتهي؟»‪.‬‬

‫زهي ٍد‬ ‫يَرغجنميغلثامءراةلوهراتقينو اسلائعنراياتليمنوادغ‪،‬ي َررعَما ْيم ًةنُول ٍنِضيعلِقيهذاب ِمتبلي ٍغِد‬ ‫الإعلا ُن عن صدور ال ِّرسالة‪:‬‬
‫كثي ٍر‬ ‫وهكذا لم يمض زما ٌن حتى أُعلن عن قرب صدور‬
‫ِمن ُق َّراء العربية في وطننا‪ .‬وهذا المبلغ الزهيد هو مبل ُغ‬
‫(ال ِّرسالة) ونشرها‪ ،‬وأنها ماثل ٌة للطبع‪:‬‬
‫ال ِاشتراك‪....‬فعلى الراغبين في اقتناء ال ِّرسالة المبادرة‬
‫‪« )1‬البصائر»‪ ,‬العدد (‪( ,)44‬ص‪.)7:‬‬
‫‪ )3‬انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة‬ ‫‪« )2‬البصائر»‪ ،‬العدد (‪ 14),18‬المحرم ‪1355‬هـ‪10/‬‬ ‫‪6‬‬
‫«مصابيح ال ِعلم»‪.‬‬
‫أفريل‪1936‬م‪( ,‬ص‪( ،)7:‬حول مقال –الشرك ومظاهره)‪.‬‬

‫سنة ‪1356‬هـ‪/‬الموافق ‪ 22‬ينايرسنة ‪1938‬م]؛ في ِه بَ ْو ٌح ببعض ما َل ِقيَ ُه‬ ‫بتوجيه الاشتراك قبل نهاية الأجل إلى المؤ ِّلف بهذا‬
‫الشي ُخ من متاعب وتح َّم َل ُه من عناء حتَّى ترى الرسال ُة‬
‫العنوان‪»...‬اهـ‪.‬‬
‫سبي َل َها إلى النَّشر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫‪ُ _5‬مثُول «ال ِّرسالة»للطبع‪:‬‬
‫«‪...‬وإذا كنت قد تعب ُت في تحريرها وتح َّم ْل ُت ال ُّديُو َن‬
‫في طبعها ولم تُ َقابَل في الوسط الجزائري بما يخ ِّف ُف‬ ‫«انتظروا رسالة «ال ِّشرك ومظاهره» للميلي»‪« :‬قد‬
‫عنِّي تلك الأتعاب‪ ،‬فإ َّن تَأيي َد أمثا ِل ُكم ِم َّما يُخ ِّف ُف‬ ‫انتهى أَ َم ُد ال ِاشتراك بآخر شهر ماي‪ ،‬ف ُق ِّدمت ال ِّرسالة للطبع‬
‫عنِّي أتعابًا قد يتص َّو ُر َها ال َّل ِبي ُب في التحرير‪ ،‬ولكنها‬ ‫حينئذ‪ ،‬وتَأ َّخر تَم ِثيلها للطبع إلى انتهاء أجل ال ِاشتراك‬
‫والله في النَّ ْش ِر أش ّد َو ْق ًعا َع َل َّي‪»...‬اهـ‪« [.‬المنهل»‪(،‬ص‪،)1538:‬‬ ‫حتَّى تَ ِج َد المطبع ُة‬
‫ِمن نُ َس ِخها تقريبًا‪،‬‬ ‫المال‬ ‫فمياهاتَت ِلح َجَّر ْمُك ِع ِب ِهم‪،‬اويُلِ ْمم ِعكرُنف ِةمنما‬
‫يَ ُرو ُج‬
‫عد ٍد يَ ْك َس ُد ج ُّل ُه‪ ،‬و ِمث ُل‬ ‫الحِاتَّحىتيلااطنَتَلاَوز َّر ٌم َطلكف ِّلي ُم َؤ َطِّلبْ ٍ ِفع‬
‫السنة(‪ ،)43‬المجلد(‪ ،)38‬الجزء(‪ :)12‬ذوالحجة ‪1397‬هـ‪/‬ديسمبر ‪1977‬م]‬ ‫هذا‬ ‫َلم يُ ْك َف ُم ْؤنَ َة النَّ ْشر‪.‬‬

‫فيا لله!‪َ ...‬ووالل ِه ما نق ِد ُر أن نجاز َي هؤلاء على جهادهم‬ ‫فلينتظر المشتركون رسالتهم المد َة التي تبقى فيها‬
‫وما ق َّدمو ُه لل َّدعوة الإصلاحيَّة‪ ،‬وما لنا إلاَّ الدعا ُء لهم‬ ‫تحت الطبع‪ ،‬ونُب ِّشرهم أ َّن المطبعة جا َّد ٌة في إِبرازها في‬
‫بالرحمات والقبول عند ر ِّب البريَّات‪ ،‬ث َّم ال ُمض ُّي ُق ُد ًما لإتمام‬ ‫ُح َّل ٍة جميل ٍة وفي أقرب ما يُم ِكن‪ ،‬وك ُّل آ ٍت قريب»اهـ[العدد‬

‫مسيرتهم‪ ،‬والتَّذكير بآثارهم ومآثرهم‪.‬‬

‫ولقد وض َع الشيخ الطاهر الجزائري ثم الدمشق ُّي‬ ‫(‪( ،)71‬ص‪])7:‬‬
‫–كما يُقا ُل – حين قا َل‪« :‬لا‬
‫ينبغي‬ ‫ما وراء تأليفه‪ ،‬إذْ يكفيه‬ ‫أصبعه على ال ُج ْر ِح!‬ ‫‪_6‬صدور «ال ِّرسالة»‪:‬‬
‫إنهاك‬ ‫أن يُك َّلف المؤ ِّل ُف‬
‫«ظهر هذا الكتا ُب في نحو ثلاثمائة وخمسين صفحة‬
‫ال«قأَا َمسامييومكحفمويد‬ ‫المتبادلة بين جمال الدين‬ ‫قواه فيما جمعه»[«الرسائل‬ ‫حاويًا ِل ُك ِّل ما يه ُّم المصلح الديني من المسائل والبحوث‬
‫ب ُح َج ِجها المشروعة و ُو ُجوهها المعقولة‪ ،‬وقد أق َّرتْ ُه‬
‫(ص‪ ،])131-132:‬وقال‪:‬‬ ‫شكري الألو�سي»لمحمد بن ناصرالعجمي‬ ‫«جمعية العلماء» وحثَّت في اجتماعها العام باسم‬
‫فلانًا أن يُنْ ِف َق من زمانه و ُق َّو ِت ِه ِلتقوية ال َح ِّق و ُمقاومة‬ ‫رئيسها ونائبه وكاتبها العام على اقتنائه واعتماده‬
‫الجمود حتَّى يحم َل ه َّم النَّفقة لإظهاره؟ فأين‬ ‫سلا ًحا علميًّا في ميدان الجدال و َمنب ًعا صافيًا في‬
‫مقام التعليم‪ ،‬وكتب عنه مدير «البصائر» الأستاذ العقبي‬
‫الإنصاف؟» [المرجع السابق‪( ،‬ص‪.])173:‬‬ ‫في العدد (‪ .(1))83‬وقد ُو ِّزع على المشتركين‪ ،‬و ُو ِضع للبيع‬
‫صدور «الرسالة» وتقاري ُظ العلماء والأُدباء‪:‬‬
‫في مكاتب الجزائر الشهيرة‪»...‬اهـ[العدد (‪( ،)84‬ص‪.])4:‬‬
‫لقد تلا صدور «الرسالة» جمل ٌة من التقاريظ من‬
‫العلماء والأدباء نث ًرا وشع ًرا‪ِ ،‬منها تقري ُظ العلاَّمة الطيّب‬ ‫وهذا إعلا ٌن آخ ُر‪«« :‬رسالة الشرك ومظاهره» للأستاذ‬
‫الميلي‪ .‬كتا ٌب يقع في نحو خمسين وثلاثمائة صفحة‪،‬‬
‫ال ُعقبي[العدد(‪( ،)83‬ص‪.(3)])8:‬‬ ‫جام ٌع لمسائل النزاع بين الإصلاح الديني وخصومه‪،‬‬
‫مو ِّض ٌح لها بعبارة جلية‪ ،‬فاص ٌل فيها بح َّج ٍة قويَّ ٍة ثمنه‬
‫ومن تقريظ الشاعر أحمد بن سحنون قولُ ُه في أول‬ ‫عشرون فرن ًكا غير أجرة البريد‪ ،‬تجده في إدارة «البصائر»‬
‫بقسنطينة وفي مكتبة السيد ُرو ُدوسي قدور بالجزائر وعند‬
‫هـي ليست «رسـالـة الــ ِّشــرك» َواللـ‬ ‫قصي ِد ِه‪:‬‬
‫المؤ ِّلف بميلة»[«البصائر»‪ ،‬العدد (‪( ،)141‬ص‪.])8:‬‬
‫ـــــ ِه ولــكــن رســـالـــة الـتـوحـيـد‬ ‫َمتَا ِع ُب تح َّمل َها الشي ُخ في سبي ِل نَ ْش ِر «الرسالة»‪:‬‬
‫لا ش َّك أنه قد ظهر للقار ِئ أ َّن «الشيخ مبارك» عانى في‬
‫فــأنــا قــد قــرأتــهــا لــم أجـــد فيــ‬ ‫سبيل نشر «الرسالة»‪ ،‬وتح َّمل من عب ِئ جمع اشتراكا ِتها‪،‬‬
‫ــهـا لغير الـتـوحـيـد مــن تـرديـد‬ ‫وتقدي ِمها للطباعة‪ ،‬ثم توزي ِعها‪ ،‬ما الل ُه به علي ٌم‪ ،‬م َّما‬
‫نلت ِم ُس ُه من خلال أس ُطر تلكم الإعلانات‪ ،‬ث َّم ها هو الشيخ‬
‫عقيدة وتوحيد‬ ‫ليقول‪:‬‬ ‫مبار ٌك يُصار ُح بع َض أصدقائه من المشرق‪ ،‬بالذي ل َّم َحت‬

‫أنـــ َت أرضــيــ َت يــا مــبــارك شعبًا‬ ‫إليه تلكم الأس ُطر ولم تبُ ْح ِب ِه‪:‬‬
‫بـــالـــذي قـــد بــذلــتَــ ُه مـــن جـهـود‬
‫في كتا ِب الشيخ مبارك إلى الأستاذ عبد القدوس‬
‫أنـــت أَبـــصـــر َت فــي الـعـقـائـد دا ًء‬ ‫الأنصاري)‪ – (2‬وقد بع َث به إليه من ميلة بتاريخ‪ 20[ :‬ذوالقعدة‬
‫فــتــكــ َّفــلــ َت بــالــعــاج الـمـفـيـد‬
‫‪ )1‬انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة‬
‫ِســـ ْفـــ ُر َك الــيــو َم بَــ ْلــ َســ ٌم ِلجراحـ‬ ‫«مصابيح ال ِعلم»‪.‬‬
‫ــــا ٍت بَــــ َد ْت فــي عقائد التوحيد‬
‫‪ )2‬انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة‬
‫[«البصائر»‪ ،‬العدد (‪( ،)103‬ص‪])7:‬‬ ‫«مصابيح ال ِعلم»‪.‬‬

‫‪ )3‬انظره كاملاً في العدد الثاني ِمن هذه النَّشرة؛ نشرة‬

‫«مصابيح ال ِعلم»‪7 .‬‬

‫ومن الدواعي لهذا التنقيح والصياغة الجديدة‪ -‬زياد ًة‬ ‫الاعتدا ُء على مؤ ِّلف «رسالة الشرك»‪:‬‬
‫على أنه عاد على الموضوع بالبحث والمراجعة‪ ،‬على‬
‫أنه هذه المرة سيكون في رسالة مستقلة‪ ،‬لا على أعمدة‬ ‫«‪...‬ل َّما كادت تَب ُر ُز هاته ال ِّرسالة ويَبل ُغ خب ُرها إلى‬
‫الأوساط ال ُّط ُرقيَّة وأبناء المرابطين حتى أخذوا يبحثون‬
‫الجريدة‪:-‬‬
‫‪ -‬أ َّن الشيخ اتَّ َصل بكت ٍب أخرى لم تكن عنده من قبل‪،‬‬ ‫عنها‪ ،‬عسى أن يعثروا على ما فيه من مؤاخذة ومسؤولية‪.‬‬
‫تناولت موضو َع مباح ِث ِه‪ ،‬فأفاد منها وكانت ما َّدة (الإضافات‬ ‫وقد بلغنا أن أبناء (الحسين ال َق ِّشي)؛ وهو من الطوائف‬
‫والزيادات) التي أشرنا إليها قبل سطور‪ ،‬إذ ذكر‪ :‬أنَّ ُه لما أت َّم‬ ‫ال ُّط ُرقيَّة ال َّضا َّلة‪ ،‬استا ُؤوا من َقول ٍة ِل َج ِّد ِهم َمنقول ٌة في هذه‬
‫التأليف وقبل الشروع في الطبع اتصل بهدية‪ ،‬تمثَّ َل ْت في‪:‬‬ ‫ِفي َها‪ .‬وبلغ بهم ال ِاستيا ُء‬ ‫الل ِه‬ ‫ثلُحاثك ٌةِم‬ ‫ال ِّرسالة‪ُ ،‬معقبة‬
‫كتاب «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد»‪ ،‬يقول‪« :‬فع َّل ْق ُت‬ ‫صغارهم إلى ِمي َلة يوم‬ ‫ِمن‬ ‫ببيا ِن‬ ‫وال َحنَ ُق إلى أن‬
‫جاء‬
‫منه فوائد ألحقتها بمواضعها معز َّو ًة إليه»)‪.(2‬‬ ‫الثلاثاء ‪ 19‬أكتوبر‪ ،‬فك َّلم ك ُّل واح ٍد منهم رجلاً من أعيان‬
‫ِممبياَلةر ُكم اعلِلنًمايل َغيضوبََغُهضعل َبىأُ ُمسؤرِّلتِ ِهف اكلِّل ِّرهاساول ُمةوا ِلعأ ًداستوا ُمذها ِّدل ًدجال ِبيالل َاقلتلش!ي‪...‬خ‬
‫‪1‬‬ ‫»إلخ[«البصائر»‪ ،‬العدد (‪( ،)84‬ص‪( ،)3:‬محاولة اعتداء على مؤلف رسالة «الشرك‬

‫�ﺸﺮة�دﻋﻮ�ﺔ��ﻌ���ﺑﺎﻟ��اث�وا��ﻄﻮط�واﻟﺴ���واﻟﺘﺎر�ﺦ‬ ‫ومظاهره»)]‪.‬‬

‫ﺭﺟﺐ ‪1439‬ﻫـ‪/‬ﻣﺎﺭﺱ ‪2018‬ﻡ‬ ‫الفوار ُق بين «الرسالة» و«المقالة»‪:‬‬

‫َﺗ ْﺼﺤﻴ ُﺢ ﺍﻟ َﻌﻘﻴ َﺪﺓ‬ ‫ظهرت الرسال ُة إلى عالم المطبوعات‪ ،‬بعد أن أعاد‬
‫ﻟﻠﺸﻴﺦ�أﺣﻤﺪ�ﺑﻦ�أ�ﻲ�ز�ﺪ�ﻗﺼ�ﺒﺔرﲪﻪ اﷲ‬ ‫الشي ُخ صياغة مباحثها من جديد‪ ،‬وتحرير عباراتها على‬
‫َﺃﻳﱡــــ َﻬﺎ ﺍﻟ َﻌ َﺮ ُﺏ‬ ‫غير النسق الأول‪ ،‬فكان ث َّم َت اختلا ٌف يسير‪ ،‬وإضافا ٌت‬
‫ﻟﻠﺸﻴﺦ�اﻟ�ﺸ���اﻹﺑﺮاهﻴ��رﲪﻪ اﷲ‬ ‫وزيادات‪ ،‬تُ ْع َر ُف بالمقارنة بين المباحث الأولى المشار‬
‫إليها‪ ،‬وما آلت إليه بَع ُد في ُصلب الرسالة‪.‬‬
‫ﺍ َّﺗ ُﻘﻮﺍ ﺍ َﷲ ﰲ َﺃﻭ َﻻﺩ ُﻛﻢ‬
‫ﻟﻠﺸﻴﺦ�ﻣﻮ����ﻧﻮ�ﻮاترﲪﻪ اﷲ‬ ‫وبمقارن ٍة يسير ٍة بين ما في «الرسالة»‪ ،‬وما كتبه الشيخ‬
‫ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﺤﺪﺙ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‬ ‫أولاً(المقالة)‪ ،‬يتَّ ِض ُح للنَّاظر أنه ‪-‬كما قال المؤ ِّل ُف‪ :-‬قد‬
‫أعاد تهذيبَها‪ ،‬مع إضافة التبويبات‪ ،‬حي ُث قال هو نف ُسه‬
‫َﻋﻤﱠﺎﺭ ﺍﻷﺯ َﻋﺮ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‬ ‫في مقدمة «الرسالة»‪« :‬ثم رجعنا إلى ما ُك ِت َب بالتهذيب‬
‫والتبويب‪ ،‬وتنقيح عبارات للتقريب‪ ،‬وتغيير في‬
‫ﺗﺮﺟﻤﺔ�ذاﺗﻴﺔ�ﺑﻘﻠﻤﮫ‬ ‫الترتيب‪ ،‬وأضفنا إليه بعض الفصول‪ ،‬فجاءت في شكل‬
‫ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺯﻳﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳐﻠﻮﻑ‬
‫غير ما ظهرت به ِمن َقب ُل»)‪.(1‬‬
‫ﺍﻟ ّﺜﻌﺎﻟ ّﱯ ﺍﳌﺎﻟﻜ ّﻲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ّﻱ‬
‫ِﻟ ِﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟ ِﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ‬ ‫ونُ ْج ِم ُل ذلك في الآتي‪:‬‬

‫‪_1‬تنقيح بعض العبارات‪ ،‬واستبدال عبارات أخرى بها‪.‬‬

‫‪_2‬حذف بعض الجمل والكلمات‪ ،‬كان الشيخ قد‬
‫استطرد بها‪ ،‬فحذفها استغنا ًء عنها‪.‬‬

‫‪_3‬إضافات وزيادات‪ ،‬زادت المباحث إثرا ًء؛ تمثَّ َل ْت في‪:‬‬

‫ أ‪ -‬إيراد أحاديث وآثار‪ ،‬لم تكن لتسمح بها أعمدة‬
‫الجريدة في تلكم المقالة‪ ،‬تُعطي ق َّو ًة للمسألة المست َد ِّل لها‪،‬‬

‫ولع َّل بعضها لم يقف عليه إلاَّ بعد الكتابة الأولى‪.‬‬

‫ﻣﺌﺬﻧﺔ�ﺟﺎﻣﻊ�اﻟﺒﺎﺷﺎ�ﺣﺴﻦ )ا��ﺎﻣﻊ�اﻷﻋﻈﻢ( ﺑﻮهﺮان‬

‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫ ب‪ -‬إثبات نقولات عن أهل العلم تزيد الموضوع‬
‫بيانًا وشر ًحا‪ ،‬وقد تع َّر َض الشي ُخ من خلالها لمسائل أخرى‬
‫تف َّر َع ْت عن المسألة الأم‪ ،‬فتناولها بالتحليل‪ ،‬وإبداء وجهة‬

‫نظر التحقيق فيها‪.‬‬

‫‪_4‬استدراك وإكمال ما قد يكون نق ًصا‪.‬‬

‫‪[ )2‬ص‪.]15:‬‬ ‫‪[ )1‬ص‪.]14-15:‬‬ ‫‪8‬‬

‫بل كتبُهم هي كتب الحنابلة نفسها‪ ،‬وهم حينما ن َّظموا‬ ‫ِف ْريَ ُة ال َو َّها ِبيَّة (‪)3‬‬

‫القضاء الإسلام َّي في الحجاز لم يجعلوا في محاكمه‬ ‫« النفتشحرا»لاألسقتااهذرَّيمةح َّمسنداةل( َّ‪9‬س‪2‬عي‪9‬د‪1‬امل)َّز[االهرسينةرح‪،4‬م اهلالعلدهدف(ي‪8‬م‪6‬ج‪َّ1‬ل)‪،‬ة‬
‫ال َّشرعيَّة قضا ًة و َّهابيِّين‪ ،‬ولكنَّهم نصبوا فيها قضاة حنابلة‬ ‫إم‪7‬لىقاجإل ًاماحبددعنىىواالمأنقوال«لىباتي‪8‬اه‪4‬نا‪3‬ل‪1‬حَّسهـدايب‪/‬ق‪0‬ثة‪..1.‬كأا»كت‪،‬ت ٌفبوبيرمرِّغد‪9‬راب‪2‬نٌّيت‪،9‬ق‪1‬امود‪،‬ما َّ(ٍمات تصج‪:‬وا َّجء‪-7‬هف‪6‬بي)هها]‬
‫قوله‪:‬‬
‫وشوافع وحنفيَّة ومالكيَّة‪ ،‬وإذا كان هنالك خلاف فهو بين‬ ‫ال َّسلفيِّين‬ ‫المؤمنين‬ ‫إخواننا‬ ‫أ َّن‬ ‫على‬ ‫أ ُوافقه‬ ‫لا‬ ‫«‪...‬أنا‬
‫المتم ِّسكين بالكتاب وال ُّسنَّة من أهل ال ُّسنَّة وبين الجامدين‬ ‫في نَ ْج ٍد والحجاز قد َغ َل ْوا في الإصلاح الإسلام ِّي‪ ،‬ولا‬
‫أَ ِص ُف ُهم بال ُغلُ ِّو؛ لأ َّن ال ُغلُ َّو في ال َّشيء هو الخرو ُج عنه‬
‫منهم والمتساهلين المتر ِّخصين ا َّلذين يتبعون أهواءهم‪.‬‬ ‫أو عن حدوده المشروعة‪ ،‬وإخوتُنا في نَ ْج ٍد والحجاز‬
‫وهنا مسأل ٌة جوهريَّة لا بأس بالإشارة إليها‪ ،‬وهي أ َّن‬ ‫إنَّما يَدعون إلى ما دعا الل ُه إليه لا يَ ْغلُون في ذلك ولا‬
‫كتب الحنابلة ا َّلتي يقرؤها الو َّهابيَّة وغي ُر ُهم هي كتب ُسنَّ ٍة‬
‫يَخروكُجتوبنتفحيتإعنصولاان‪:‬ح «هاملو َّعهانب ُّايلوحند ُوس ِّدن ُّيالومنشحنراوبلعةة‪»:‬إايهـض‪.‬ا ٌح‬
‫وحديث أكثر م َّما هي كتب فقهيَّة حنبليَّة‪.‬‬ ‫وتعليق»[«الصراط»‪ ،‬العدد (‪26 ،)5‬جمادى الثانية ‪1352‬هـ‪ 16 -‬أكتوبر‪1933‬م‪،‬‬
‫وهم لا يَزالون يُؤ ِّلفونها على طريقة ال َّسلف ال َّصالح‬ ‫(ص‪:])4-6:‬‬
‫«نشرنا في العدد الثَّالث من هذه ال َّصحيفة فص ًل قيِّ ًما‬
‫وأئ َّمة هذا ال ِّدين الحنيف‪.‬‬
‫بخلاف كتبنا نحن المالكية ا َّلتي يُؤ ِّلفها فقهاؤنا‬ ‫بالعنوان أعلاه لصاحب ال َّسعادة الأستاذ الفقيه سيدي‬
‫المتأ ِّخرون في المذهب المالكي مث ًل‪ ،‬فهي خالية من‬
‫ال ُّسنَّة والحديث‪ ،‬حتَّى أنَّك لتَقرأُ كتابًا ذا أجزاء من كتب‬ ‫محمد ال َح ْج ِوي وزير المعارف بالمغرب الأقصى‪ ،‬وقلنا إ َّن‬
‫المتأخرين من أ َّوله إلى آخره فلا تكاد تعثُ ُر فيه على حدي ٍث‬ ‫لنا كلم ًة نُع ِّلق بها على بعض النِّقط من كلام الوزير نرجئها‬
‫شريف ولا على أث ٍر من آثار الصحابة ﭫ‪ .‬وبعبار ٍة أخرى أ َّن‬
‫ُكتب الحنابلة المتأ ِّخرين لا تزال كتب ُسنَّ ٍة وحدي ٍث ك ُكتُب‬ ‫إلى عد ٍد قابل‪.‬‬
‫المتق ِّدمين‪ ،‬أ َّما كتب المتأ ِّخرين من المالكيَّة والحنفيَّة مث ًل‬ ‫ووفا ًء بهذا الوعد ا َّلذي قطعناه لل ُق َّراء نقول‪:‬‬
‫فقد َخ َلت ك ُّلها أو ُج ُّلها من ال ُّسنَّة والحديث‪ ،‬بل يسوق لك‬ ‫في كلام الوزير من الحقائق الثَّابتة ما لا يخفى‬
‫على أ ِّي ُمنص ٍف لم يُ ْع ِم ِه الغر ُض وال َه َوى‪ ،‬فهو يُق ِّرر‬
‫مؤ ِّلفوها الأحكام مج َّرد ًة عن ك ِّل نظ ٍر واستدلال‪.‬‬ ‫كما هو الواقع «أ َّن الإمام أبا عبد الله مح َّمد بن عبد الو َّهاب‬
‫ولا يخفى أ َّن كتب ال ُّسنَّة والحديث تَجعل قارئها‬ ‫ال َّزعيم الأكبر قد برع في علوم ال ِّدين وال ِّلسان وفاق الأقران‪،‬‬
‫ُسنِّيًّا َس َلفيًّا شديد الاتِّصال بال َّرسول ﷺ وشديد‬ ‫واشتهر بالتَّقوى و ِصدق التَّديُّن‪ ،‬عقيدته ال ُّسنَّة الخالصة‬
‫الاتِّصال بال َّس َلف ال َّصالح وبعي ًدا ك َّل البعد عن التّقليد‬ ‫على مذهب ال َّسلف المتم ِّسكين بمحض القرآن وال ُّسنَّة‪ ،‬لا‬
‫يخوض التَّأويل والفلسفة‪ ،‬ولا يدخلهما في عقيدته‪ ،‬وفي‬
‫والجمود وبعي ًدا عن البدع ومحدثات الأمور‪ ،‬ومن هنا‬ ‫الفروع مذهبه حنبل ٌّي غير جامد‪ .» ...‬ويُق ِّرر أي ًضا‪-‬كما هو‬
‫جاء الخلاف بين الو ّهابيّة من أهل ال ّسنّة الآخرين إن‬ ‫الواقع‪ -‬أ َّن مبادئ الو َّهابيَّة «التَّم ُّسك بال ُّسنَّة وإلزام النَّاس‬

‫كان هنالك خلاف‪...‬‬ ‫بصلاة الجماعة وترك الخمر وإقامة ال َح ِّد على متعاطيها‬
‫والو َّهابيُّون أو حنابل ُة نَ ْج ٍد لا يقولون ِب ُكف ِر َمن يَتو َّس ُل‬ ‫ومنعها من ًعا ك ّليًّا من مملكتهم بل منع شرب ال ُّدخان ونحوه‬
‫التَّو ُّس َل ال َّشرع َّي‪ ،‬بل يقولون ِب ُك ْف ِر َمن يَد ُعو مع الله إل ًها‬ ‫م َّما هو من المشبهات‪...‬وغير ذلك من التَّشديدات ا ّلتي لا‬
‫آخر‪ ،‬ومن معاني«التَّو ُّسل» عند الجامدين(من أهل ال ُّسنَّة)‬ ‫يراها المتساهلون المتر ِّخصون(!!!)‪ ،‬وك ُّل هذا لا يخالف‬
‫أنَّهم يدعون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يض ُّرهم! وأحسب‬ ‫ال ُّسنَّة‪»...‬‬
‫أ َّن من يُطالع كتاب «التَّو ُّسل والوسيلة»لشيخ الإسلام بن‬ ‫ولكنَّه مع إثباته لهذه الحقائق قال‪...« :‬وأعظم خلا ٍف‬
‫عقيدة وتوحيد‬ ‫تيميَّة يَ َرى ِصدق ما نقول‪ .‬وهذه العقيدة ليست عقيد َة‬ ‫بينهم وبين أهل ال ُّسنَّة هو مسألة التَّو ُّسل‪ ،‬وتكفيرهم من‬
‫حنابل ِة نَ ْج ٍد وحدهم بل هي عقيد ُة ال َّسلف ال َّصالح‬ ‫يتو َّسل بالمخلوق‪ »....‬وهذا َو ْه ٌم َو ِه َم ُه سعاد ُة الوزير‪،‬‬
‫وعقيد ُة أَهل ال ُّسنَّة جمي ًعا(ما عدا الجامدين منهم‬ ‫فإنَّه لا يُوجد في نفس الأمر أدنى خلاف بين الو َّهابيِّين‬
‫وبين أهل ال ُّسنَّة إ َّل ما هو موجو ٌد بين أهل ال ُّسنَّة أنف ِس ِهم؛‬
‫والمتساهلين)‪.‬‬ ‫فالو َّهابيُّون حنابل ٌة ُسنِّيُّون بأت ِّم معنى الكلمة‪،‬‬
‫بقي شي ٌء واح ٌد وهو قول الوزير‪« :‬إ َّن ُمؤ ِّسس هذا‬ ‫و َح ْسبُ َك أنَّه ليس لهم كت ٌب مذهبيَّة للمذهب الو َّهاب ِّي مث ًل‪:‬‬
‫المذهب هو شي ُخ الإسلام بن تيميَّة‪ ،‬واشتهر ب ِه ب ُن عبد‬

‫الو َّهاب»‪.‬‬

‫والواقع أن ُمؤ ِّسس هذا المذهب ليس هو ابن تيميَّة‬
‫ولا ابن عبد الو َّهاب ولا الإمام أحمد ولا غيرهم من الأيمة‬
‫والعلماء‪ ،‬وإنَّما ُمؤ ِّسسه هو خاتم النَّبيِّين سيِّدنا مح َّمد بن‬
‫عبد الله ﷺ‪ ،‬على أنَّه في الحقيقة ليس مذهبًا‪ ،‬بل دعوة إلى‬
‫ال ُّرجوع إلى ال ُّسنَّة النَّبويَّة ال َّشريفة وإلى التَّم ُّسك بالقرآن‬

‫الكريم‪ ،‬وليس هنا شي ٌء آخر غير هذا‪.‬‬
‫وهران ال َّسعيد ال َّزاهري» ‪9‬‬

‫السنِّايَاعوٍةمرغَُومأمَتأَْجهَِّفخذَلَار ٍةت ُك ِّلِاِمهلبنفه َاقائلدلميَ‪.‬قال‪ُ.‬مفوِاحفيَقبنَأَرِئ ٍَعذعمات َكل َّلأهََممعُهم َماولُأَطَُهبَّ ُملُخووا ِتلاولَكَُرم َقاحل ُتصَِّفصوالبْيَفا ِب َِهني‬ ‫يُ ِري ُدو َن أَن يَتَ َحا َك ُموا‬
‫أََر ِ ِّخبيانال َمنسِزيل‪.‬بلفغحا ِضجبُو‪-‬اذِ ِلم َنك‬ ‫ِفي ُمخال َف ِة‬ ‫محمد ال َم َّجا ِوي‬ ‫ال َّسيِّد‬ ‫إِ َلى ال َّطا ُغو ِت‬
‫ِض َّد ُه و ِض َّد‬ ‫و َر َف ُعوا ِشكايَ ًة‬ ‫كلا ِم ِه‬
‫االل َّمشيسلخمايلنَو ُاقلوجرز‪-‬ائ ِبرتُيِّهي َمنِةااللُمتَّ َمَعثَّ َُّلرةِ فضيِللأُ ِّد ْيس َِرن ِة ِم َمن َّجا ِجوميعيَّفةيااللُع َّدل َّوماارء‬ ‫بقلم‪« :‬ال َّشيخ محمد ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي‪-‬‬
‫هذا‪َ ،‬و َط َلبُوا ل ُهما ُعقوب َة ال ِّسجن وتعوي ًضا على ان ِتهاك‬ ‫ال َّزا ِرع ِلبَذْ َر ِة ال ِإصلاح الأُو َلى ِبال َّر ْم ِشي»)‪(1‬‬
‫«ال ُح ْر َمة»! َق ْد ُر ُه ِمائة أل ِف فرنك‪.‬‬
‫و ِحينَ ِئ ٍذ اقتَ َضى نَ َظ ُر ال ُحكو َم ِة ال َم َح ِّليَّة أَن تُ َق ِّد َم‬ ‫«بنو َوا ْر ُسو ْس»‪َ :‬د َّوا ْر في جبال تْ َرا َرة شمال َح ْوز‬
‫ال ُمتَّ َه َمين ِلل ُمحاكمة أمام مجلس التأديب بصلحية ال َّر ْم ِشي‬ ‫ال َّر ْم ِشي ال ُممت ِزج‪ ،‬يقع على بُعد ‪ 25‬كيلومت ًرا إلى الشمال‬
‫ال ُمنع ِقد يوم ‪ 4‬جانفي سنة ‪َ ،1955‬وتَو َّلى ال ِّد َفاع عن‬
‫ال ُمتَّ َه َمين الأستاذ الحصار‪ ،‬فأَ ْض َح َك الحا ِض ِرين ِمن َشأ ِن‬ ‫ِمن تلمسان‪.‬‬
‫اَل ِلل ِإئَاك ٌَمرا‪،‬م َ‪،‬فأَثُذْ َّم َك َريَ ِنع َيم ُدهوذَنا‬ ‫أنواع‬ ‫ال َّد ْع َوى‪َ :‬قو ٌم يُك َر ُمون ِب ُك ِّل‬ ‫هذه‬ ‫وص َلت حرك ُة الإصلاح إلى هذا ال َّد َّوا ْر بواسطة دروس‬
‫إِنَّ ُهم‬ ‫اَرل ْف ُم ِعتَنَبَِّديع‪َ:‬وى ِض َّد ُم ْك ِر ِمي ِهم‪،‬‬ ‫الشيخ الرئيس الإبراهيمي التي كان يُلقيها بتلمسان‬
‫إلى‬ ‫ونواحيها ودرو ِس إخوا ِنه العلماء ِمن بَع ِد ِه‪ ،‬فاعتنق ال ِفكرة‬
‫قو َل‬ ‫الإصلاحية بع ُض الشباب ِمن ال َّد َّوا ْر المذكور ونَ َز ُحوا‬
‫إِ َذا أَنْ َت أَ ْك َر ْم َت ا ْل َك ِري َم َم َل ْكتَ ُه َوإِ ْن أَنْ َت أَ ْك َر ْم َت ال َّل ِئي َم‬ ‫يطلبون العلم الذي هو أساس ال ِفكرة و َق َوا ُمها‪ ،‬و َو َر ُدوا‬
‫تَ َم َّر َدا‬ ‫َمنا ِه َله بمعهد القرويِّين والزيتونة وغيرهما‪ ،‬و ِب ُج ُهودهم‬
‫َوبَع َد ال ُمرا َف َعة أُ ِّخ َر ال ُح ْك ُم في ال َق ِضيَّة ِلل َم ُشو َرة‪.‬‬ ‫انتشر الإصلاح في ال َّد َّوا ْر المذكور ِب ُصور ٍة تكاد تكون‬
‫ِلهؤلاء‪ :‬أَنَّنَا‬
‫َِبل ُحنُ َّجَحٍةا ِ‪-‬ك ِ ُمم ُهنم ِإِك َّتلا إِِ َلب اىللِكِهتَاأَ ِبو‬ ‫َف ِإن أَتَ ْونَا‬ ‫َونَح ُن ِب َد ْو ِرنَا نُ ْع ِل ُن‬ ‫عامة‪.‬‬
‫الل ِه َو ُسنَّ ِة َر ُسو ِل الل ِه‪،‬‬ ‫وتَع َّر ُضوا بسب ِب ِفكرتهم هذه إلى مضايقات ثم إلى‬
‫َُوسنََّط ِاة َع ًَةر‪ُ .‬س َوو ِِلحيانَلِئل ٍِذه‪-‬يَل ََزع َلُمى ُك َّل َطبْا ِلل ِ ُهممْس ِل َِوم َري ْق َن ِ أصَ ِهنميُ َهَطذَبِّالُ‪،‬وا ُق ْلَونَياَ‪ْ:‬ر ُق َسُصْموًاعا‪،‬‬ ‫ُمحاكمات ِبتُهمة جمع المال ِمن غير رخصة تار ًة‪ ،‬و ِبتُهمة‬
‫ََفم ِإانَدا ََلمم ِدييَ ُْنف َاعللُ ِإواسل َاو َِلم ْن َوايَِحْف ًد َاعلُ َووانَ‪ِ ،‬بيُّ َُهف ْليَ ْع َلﷺ ُم َوواا ِأحَنًَّداُهمَو ِك َتَمابُْح ُه ُج َووا ُِجحوًدا َن‪،‬‬
‫تَُم ِتَّجِب ُُعبو َعنَليِل ِ َههمَوالىتَّأَْونْبَُفُة ِس َِواهل ِْمإ‪،‬نَا ُبَم ُةَشإِا َل ُّقىو اَنللَحل ِِّهق‪َ ،‬وا َلوإَِّرَّلُس َفو ِإلنَّ‪ُ.‬هم َخا ِر ُجو َن‬ ‫تعلي ِم القرآن بغير إِذ ٍن تار ًة أخرى‪.‬‬
‫َوفي الأشهر الأخيرة من العام المنصرم بَ َدت حرك ٌة‬
‫محمد ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي‬
‫غريب ٌة ِمن ال ُّط ُر ِقيَّة ال َّد ْر َقا ِويَّة ِبال َّد َّوا ْر المذكور‪.‬‬
‫وذلك أن ( ُخو ِنيًّا) ِمن إخوانهم‪َ -‬و ِمن أُسر ِة كات ِب هذه‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫الكلمة «ال َم َّجا ِوي» القا ِئم بالحركة الإصلاحية ِبال َّر ْم ِشي‪:-‬‬
‫ذهب إلى ال َح ِّج‪ ،‬ول َّما رجع ِمن َح ِّج ِه احتفل به إِخوانُ ُه‬
‫االل ََّّدرا ْرِوَقايِويُّإلوي َن ُكموأَاقال ِقربُ ُهصةِب‪.‬منفزلكاهنباتل َّد ُمَّوناا ْر َسبو ًِةمنطيُِّجبَ ًمةلةأَ ْلا َلقيْم ُتحت ِِففِليي َهان‬

‫در َسين كان لهما الأَثَ ُر الح َسن في نفوس المؤمنين‪.‬‬
‫إِيُ َرختِّولُا ُهِنو ِهكاأََح َنفن اَ َظللتُمُهيُ‪،‬ح َطتبَِّوفلُا ُولاح ِتب َوَهلراا ًمقيَابرلُلق ُادلُرص ُّوشوا ُِرإِسوجاعللا ًفولعيِل اظكللادا َّلِمرِتاليسل ِهاَقلاَّلتَّلَمِمذايتُسوكِامَج ُنند‬

‫لديهم‪.‬‬

‫‪« )1‬البصائر»‪ ،‬السلسلة الثانية‪ ،‬العدد ‪ 22، 235‬شوال‬

‫‪1372 10‬هـ‪3-‬جوليت‪1953‬م‪(،‬ص‪.)7 :‬‬

‫آثا ٌر َس َل ِفيَّ ٌة‬
‫في نَ ْش ِر ال ِعلم‬

‫قال‪ :‬سمع ُت اب َن ال ُمبَا َرك يَقو ُل‪:‬‬ ‫شقيق‬ ‫بن‬ ‫خالد‬ ‫معاذ بن‬ ‫عن‬
‫بَ ْع ُض ُكم بَ ْع ًضا»[«تاريخ دمشق» لابن‬ ‫يُف ِي َد‬ ‫أ َن‬ ‫ال ِع ْل ِم‬ ‫َمنْ َف َع ِة‬ ‫«أَ َّو ُل‬

‫أَ ْف َض َل‬ ‫ُم ْس ِل ٌم‬ ‫ا ْم ُر ٌؤ‬ ‫تَ َص َّد َق‬ ‫« َما‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الله‪-‬‬ ‫‪-‬رحمه‬ ‫عساكر‪.])442/32(،‬‬
‫ـ عن الح َسن‬
‫ِمن نَ ْش ِر ال ِع ْل ِم»[«كتاب الأمالي» لابن منده‪(،‬رقم ‪.])372‬‬
‫‪ -‬قال مال ٌك ‪-‬رحمه الله‪ -‬لابن القا ِسم‪« :‬اتَّ ِق الل َه َو َع َليْ َك ِبنَ ْش ِر‬
‫الأَمغنربيَ]تْ‪ُ .‬ر َك‬ ‫ال ِع ْل ِم»[«ترتيب المدارك» للقا�ضي‬ ‫َهذَا‬
‫عييَانْبَ ِضغ‪3(،‬ي‪6/‬ل‪4‬أَ‪)َ 2‬ح‪ٍ ،‬دط‪ِ .‬وعزنا َردة ُهالأو ِقعال ٌفم‪.‬‬ ‫وكان مال ٌك يَقو ُل‪َ « :‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫التَّ ْع ِلي َم»[«ترتيب المدارك» (‪.])26/2‬‬
‫‪َ -‬عن َج ْع َفر بن برقان‪َ ،‬قا َل‪َ :‬كتَ َب ُع َمر ب ُن َعب ِد ال َع ِزيز‪ُ « :‬م ْر أه َل‬
‫الفق ِه وال ِعل ِم؛ َف ْليَنُ ُش ُروا َما ع َّل َم ُه ُم ال َّل ُه ِفي مجالسهم‪ ،‬و ْليَتَ َح َّدثوا‬
‫به ِفي مجالسهم‪ ،‬وال َّسلا ُم عليك»‪ ،‬وفي رواية‪َ « :‬كتَ َب إِ َليْنَا ُع َمر ب ُن‬
‫َعب ِد ال َع ِزيز‪ :‬أَ َّما بَ ْع ُد! ف ُم ْر أه َل الفق ِه َوال ِع ْل ِم ِمن ُجنْ ِد َك؛ َف ْليَنْ ُش ُروا‬
‫َما ع َّلمهم ال َّل ُه ِفي َم َسا ِج ِد ِه ْم َو َم َجا ِل ِس ِه ْم‪َ ،‬وال َّسلا ُم»[«تاريخ ابن أبي‬
‫خيثمة»‪ ،‬ال ِّسفرالثالث‪(،‬رقم ‪َ 4568‬و‪.])4570‬‬

‫‪11‬‬

‫أَتَ َّم قراءة القرآن العظيم [أتمه في سن التاسعة من عمره]‬
‫على ُمق ِر ِئين أَ ْك َفاء منهم وال ُد ُه [والده هو‪ :‬سيدي محمد بن‬
‫عمر ابن محمد بلحاج‪ ،‬من أهل الصلاح‪ ،‬وله زاوية يقرئُ‬
‫فيها القرآن للطلبَة] وأَ ُخو ُه[أخوه الأكبر سي بلحاج‪َ ،‬فت َح‬

‫مدرسة قرآنية قريبًا من الحوي ِسي‪ ،‬توفي قبل الاستقلال‬

‫بسنتين] شرع يتلقى مبادئ العلوم وذلك حوالي سنة‬ ‫تراجم وسير‬

‫‪ 1921‬على الشيخ مصطفى ابن رابح‪ ،‬ودام على ذلك مدة‬ ‫ال َّشيخ محمد‬
‫ال َهبْ ِري ال َم َّجا ِوي‬
‫أربع سنوات كاملة ‪ ،1924-23-22-21‬ثم انتقل من بلده‬
‫ال َّزا ِرع ِلبَذْ َر ِة ال ِإصلاح الأُو َلى ِبال َّر ْم ِشي‬
‫إلى معهد الحاج الجيلالي بالعطاف من عمالة الأصنام؛‬

‫حيث انخرط في سلك تلاميذه منذ سنة ‪ ،1924‬وتابع فيه‬

‫الدراسة لمدة أربع سنوات أخرى متتالية وهي ‪-25-24‬‬

‫‪ ،1928-27-26‬ولما أت َّم دراسته به انتقل إلى المغرب‬
‫الأقصى‪ ،‬وانخرط في سلك طلبة «جامعة ال َق َر ِويِّين» ِب َفاس‪،‬‬
‫وذلك أثناء السنوات الدراسية ‪ ،1931-30-1929‬وكان‬

‫من جملة أساتذته الذين سمع منهم وانتفع بهم‪ :‬العلماء‬

‫الأعلام‪ :‬الشيخ عباس البناني‪ ،‬والشيخ القرشي‪ ،‬والشيخ‬

‫أبو الشتاء الصنهاجي‪ ،‬والشيخ عبد السلام العلوي‪ ،‬والشيخ‬
‫محمد بن الحاج الشهير بابن المحشي‪ ،‬ولما أَتَ َّم دراستَه‬

‫الثانوية هناك وسمع كثي ًرا ِمن الدروس العالية رجع إلى‬
‫الوطن‪ ،‬وانتصب للتدريس والإفادة بقرية «عين ال ُحوت»‬

‫القريبة من تلمسان‪ ،‬فلما انتصب الأستاذ العلامة الجليل‬
‫الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بمدينة تلمسان‪ ،‬اتَّص َل‬
‫ب ِه‪ ،‬وأخذ يتر َّد ُد على دروسه؛ فسمع منه درو ًسا عالي ًة‬

‫في التفسير والحديث وغيرهما‪ ،‬مع قيامه بواجب التعليم‬

‫ِبـ«عين ال ُحوت»‪ ،‬وبأعمال جمعية العلماء ال ِعلميَّة وال ِّد َعا ِئيَّة‬
‫موهستيم ٍارلبسالنإةب ارالتهييمأَيغلمقنذت‬ ‫على اتِّصا ٍل وثي ٍق‬ ‫وال ِإداريَّة‪ ،‬وكان‬
‫حتى سنة ‪1938‬؛‬ ‫حلوله بتلمسان‬

‫فيها سلط الاستعمار مدرسة «عين ال ُحوت»‪ ،‬فانتقل إلى‬ ‫لجُهاءمذنلطكر ُمفَس« َّطل ًرجانفةيالتشعهلايدةم‬ ‫االلتشيي ُمخ ِنكحمات‬ ‫ُنو ِرد ترجمة‬
‫قرية «ال َّر ْم ِشي»‪ ،‬وبقي يقوم بواجب العلم‪ ،‬فكان أن أَ َّس َس‬ ‫إثبات المستوى‬
‫مدرسة «ال َّر ْم ِشي» وع َّلم بها وأشرف عليها‪ ،‬مع مسؤوليته‬
‫عن الحركة ب ُك ِّل تلك الدائرة‪ ،‬ثم انتخب كعض ٍو إدار ٍّي‬
‫بالمجلس الإداري لجمعية العلماء‪ ،‬وهو أعلى مجلس بها‪،‬‬ ‫العليا» التابعة ِلـ«جمعية العلماء المسلمين الجزائريين»‬
‫وبقي قائ ًما بواجبه بجان ِب إخوانه‪ ،‬حتى اعتُ ِقل من طرف‬ ‫ما‬ ‫في إطار‬ ‫يونيو‪/‬جوان ‪1968‬م))‪،(1‬‬ ‫الأول ‪1388‬ه =‬ ‫(ُعربريعف‬
‫ال ُّس َلط الاستعمارية أثناء الثورة المسلحة وبتهمة المشاركة‬ ‫في‬ ‫الأحرار‬ ‫بحركة إدماج المعلمين‬ ‫بعد الاستقلال‬
‫الأسلاك الوظيفية‪:‬‬
‫فيها في نفامبر ‪.1955‬‬
‫وحيث إِ َّن الشيخ الهبري المجاوي قد قضى في طلب‬
‫«إِ َّن لجنة التعليم العليا لتابعة لجمعية العلماء المسلمين‬
‫العلم أثناء المرحلتين الابتدائية والثانوية ما يزيد عن عشر‬ ‫الجزائريين والتي كانت تُشرف على جميع المدارس العربية‬

‫سنوات متوالية‪.‬‬ ‫الحرة التابعة لها بالجزائر وببعض المدن الفرنسية؛‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫‪ -‬وحي ُث إِنَّ ُه دخل «جامعة ال َق َر ِويِّين» واستمع فيها إلى‬ ‫تَشه ُد بأَ َّن الأستاذ الشيخ الهبري المجاوي المولود ببني‬
‫َور ُسوس [بمنطقة ِفي َها تُد َعى‪ :‬الحويسي] َح ْوز ال َّر ْم ِشي‬
‫علماء وأكفاء وأكمل بها دراسته الثانوية وسمع دروس‬ ‫من َعما َلة تلمسان حوالي سنة ‪[ 1906‬ولد يوم الأربعاء ‪6‬‬

‫المرحلة العالية‪.‬‬ ‫ذي الحجة ‪1323‬هـ‪ ،‬موافق ‪1906/01/31‬م]– بعد أن‬
‫‪-‬وحي ُث إِنَّ ُه لازم العلامة الإبراهيمي مد ًة تزيد على ست‬

‫سنوات واستمع إلى درو ٍس عالي ٍة منه‪ ،‬كما لازمه في العمل‬ ‫‪ )1‬مع إضافات ِمن التَّرجمة التي ِب ُمق ِّدمة كتا ِب ِه‪َ « :‬واحة الوعظ‬
‫وال ِاعتبار ِمن كلام العزيز الغ َّفار»‪ ،‬جمع وتحقيق‪ :‬ولده محمد‬
‫وانتفع به‪.‬‬ ‫توفيق المجاوي َوالمختار بن عامر‪ ،‬منشورات وزارة الشؤون‬
‫‪ -‬وحي ُث إِنَّ ُه قضى في التعليم بمدارس الجمعية مد ًة لا‬
‫تق ُّل عن ثلا ٍث وعشرين سنة‪.‬‬ ‫الدينية والأوقاف‪ ،‬تلمسان ‪2011‬م‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫ثم « ُمعتقل آ ْفلُو» ثم « ُمعتقل آ ْر ُكو ْل» ثم «بُو ْس ِوي» ثانيًا‪،‬‬ ‫ف ِإ َّن «لجنة التعليم» ِبنا ًء على ُك ِّل ما سبَ َق ترى أَ َّن‬
‫و ِمن ُه أُط ِل َق سراحي في فاتح يناير ‪ .1957‬فمكث ُت بداري‬ ‫ال َّشيخ الهبري المجاوي في ُمستوى درجة الأُستاذية التي‬
‫تح َت المراقبة الدقيقة‪ ،‬إلى أن أَل َقت َع َل َّي ال ُّسلطة العسكرية‬ ‫ُم ِن َحت لكثيرين ِمن أمثاله وإِنَّ ُه َليَنَا ُل هذه الدرج َة ‪-‬درجة‬
‫الأستاذية‪ -‬عن جدار ٍة واستحقا ٍق؛ لأَ َّن تَحصي َل ُه فو َق‬
‫القبض على الساعة الحادية عشر من ليلة ‪ 11‬جوان ‪،1957‬‬ ‫ُمستوى شهادة التَّحصيل التي نَا َل بسببها هذه الدرجة مع‬

‫و َز َّجت بي في زنزانة‪ ،‬ث َّم ق َّدمتني للاستنطاق مدة ‪ 9‬أيام‪،‬‬ ‫ِعل ِم ِه ونشا ِط ِه وإِخلا ِص ِه‪ .‬كتب له هذه الشهادة بنا ًء على‬
‫ثم ذهبَت بي إلى مركز عسكري في جبال «تْ َرا َرة» بـ«بْ ِني‬ ‫طل ِب ِه ِللانتفا ِع بها لدى الدوائر المختصة»‪.‬‬
‫َوا ْر ُسو ْس»‪ ،‬فمكث ُت هناك في الأعمال ال َّشا َّقة وال ُم ِهينَة مدة‬
‫‪ 5‬أشهر وزيادة‪ ،‬كن ُت أثناءها أُ َق ِّوي َمعنويات المعتقلين‬ ‫أَعمالُ ُه النِّضاليَّة قبل وأثناء ثورة التحرير المظ َّفرة‪:‬‬
‫م ِعي‪ .‬وبعد أن أُط ِلق سراحي [مكث ُت] تحت المراقبة‪ ،‬على‬
‫أن لا أَتح َّر َك إلا ب ِإذن‪ ،‬فكانت أيامي في ال ِّسجن أَطيَب ِمن‬ ‫يقول رحمه الله في مذكراته‪« :‬وقد خالط ُت السياسة‬
‫الأيام التي قضيتُها طلي ًقا بين أهلي وعشيرتي‪ ،‬لأَ َّن ضميري‬
‫كان يُ َحتِّ ُم عل َّي العمل ِمن أَج ِل الثورة في دائر ِة اختصاصي‪،‬‬ ‫حوالي سنة ‪ 1934‬حينما ُكن ُت ُم ِقي ًما ِبـ«عين ال ُحوت»‬
‫من ضواحي تلمسان كواع ٍظ و ُمرش ٍد ُح ٍّر‪ ،‬وذلك بواسطة‬
‫مخالطة بعض ال ُّشبَّان المثقفين باللسانين العربي‬

‫وهي ال ِّدعايَة وال ِاستعلامات‪ ،‬و َرفع َمعنويات الشعب‪،‬‬ ‫والفرنسي‪َ ،‬و ِب ُمطالعة بعض الكتب العصرية؛ كـ«حياة‬
‫وال َف ْصل في القضايا بين المتخا ِص ِمين‪ ،‬وتَ َح ُّسس الأَخبار‬ ‫الشرق» ثم جرائد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‪،‬‬
‫عن أعمال ال َع ُدو‪ ،‬في حي ِن الأَفكار تس َّممت‪ ،‬واستعمرت‬ ‫وتَك َّونَت في نفسي ِمن َج َّرا ِء المظالم التي كانت تُ َمثَّ ُل في‬
‫بالرغبة في المال والجاه وال َّرهبة ِمن التَّنكيل والتَّعذيب‪،‬‬ ‫الشعب على َمسرح الحياة الجزائرية آنذاك عقيد ٌة وطني ٌة‪،‬‬
‫أُبأدَا َّنفعذلعكنهحا ٌّقوَأَعنَل َُّيش ُرو اوال ِّدجع ٌابيَ َُةمق َِّدم ٌنس‪،‬أَجحلتهاى‪َ ،‬مثُعلُن ُت‬ ‫َف ُكن ُت‬
‫وال ِاس ِتدعا َءات وال ِاستنطاقات تتوالى عل َّي على أبسط الأمور‬ ‫إيما ٍن‬ ‫صاد ٍق‬
‫والجنَا َزات‪،‬‬ ‫وأَتْ َف ِه َها‪،‬‬ ‫للمرة‬
‫واضطرر ُت‬ ‫أَتح َتم َّكىنعلِمىنعددفِمع احشضتوراركييففييال ََوم ْع َحَد ِّلايت‬ ‫حتى لم‬
‫الأولى أمام (ال ُكو ِمي َسا ْر) المركزي بتلمسان سنة ‪،1936‬‬
‫اولاتعسلتَينْم‪َ،‬ط َق ِون َدايفنع ُحتوبأَانِّليساأُعَعةِّل ُمواملبنادصئَفا‪،‬ل ِّديو ِنطلِللَب ِكبَ ِامرنِّ‪،‬يول ُار لُخ ُزوص َةم‬
‫استمراري‬ ‫مع‬ ‫ِبعاليسه ٍام‪ُ ،‬موأُسلتِز َعْما ُرت‪،‬‬ ‫َوا ْر ُسوس»‬ ‫ِل َد ْف ِع ِه في «بْ ِني‬ ‫ِلل ِإذ ِن ما دام تعلي ِمي إِيَّا ُه ْم ِدينيًّا َم ْح ًضا‪.‬‬
‫ِمن طرف‬ ‫بها‬ ‫التي ُكن ُت‬ ‫على مسؤوليتي‬

‫الإخوان السي الغريب والسي عبد الباسط والسي رضوان‬ ‫و ِمن ذلك العهد وأنا في أَ ْخ ٍذ و َر ٍّد ونضا ٍل مع الحكومة‬

‫والسي محمود وغيرهم (رحم الله من استشهد منهم‬ ‫اأَلنُح ِّرأ إِفلتاَّحِب ُرحخانصوٍةتًا‪،‬‬ ‫ال ِاستعمارية‪ ،‬وأَخي ًرا َمنَ ُعوني ِمن التَّعليم‬
‫فأَبَي ُت أَن أَطلُ َب ال ُّرخصة‪ ،‬واضطرر ُت‬
‫وبارك عمر الأحياء منهم)؛ وهي القضاء بين المتخا ِص ِمين‬

‫وال ِاستعلامات على الخا ِئ ِنين‪...‬‬ ‫للتَّعيُّش ال ُح ِّر الكريم‪ ،‬ففتح ُت حانوتًا ِبـ«ال َّر ْم ِشي» في‬

‫هذه حياتي ق َّدمتُ َها لكم َل َمنًّا على وط ِني العزيز‬ ‫أكتوبر سنة ‪ 1937‬ولكن كيف العمل والعقيدة رسخت‬
‫و َل لأَ ْج ِل ال ُّشكر‪ ،‬فلا ُش ْك َر على واج ٍب ُم َحتَّم‪ ،‬ول ِكن بيانًا‬ ‫واستحكمت‪ ،‬فط ِف ْق ُت أَبُ ُّث ال ِّدعايَات ِباس ِم ال ِّدي ِن ال َح ِّق الذي‬
‫للحقيق ِة ِحينَ َما يُحتَا ُج إليها‪َ ،‬وال َّسلاَم‪ .‬الهبري المجاوي»‪.‬‬ ‫لا يَن َف ُّك والوطنية ال َح َّقة‪ ،‬فتَ َح َّزبَت ال ُّط ُرقيَّة ال َّر ْج ِعيَّ ُة ِض ِّدي‪،‬‬
‫واستعانت واستعان بها الاستعمار‪ ،‬فذُق ُت الأَ َم َّريْ ِن ِمن‬
‫أَعمالُه بعد الاستقلال‪:‬‬ ‫َج َّرا ِئ ِهم‪ ،‬وفتش منزلي وحانوتي ِمرا ًرا بواسطة البوليس‬
‫ال ِّس ِّري وال ُجنْ َد ْر َمة‪ ،‬وحيئن ٍذ انخرط ُت في جمعية العلماء‬
‫ـ ُعيِّ َن إِما ًما خطيبًا بمسجد سيدي إبراهيم المصمودي‬ ‫المسلمين الجزائريين َق ْص َد ال ِاستعانة بهم وال ِاحتماء‪،‬‬
‫فزادهم ذلك تَأَ ُّلبًا وزا َد ف َّي تَشجي ًعا‪ ،‬ففتح ُت مدرس ًة‬
‫بتلمسان من ‪ 1963/01/01‬إلى ‪1967/12/26‬م‪ ،‬وفي‬ ‫ِبال َّر ْم ِشي للتعليم العربي الإسلامي‪ ،‬ولقيت نجا ًحا باه ًرا‬
‫تلك المدة ُك ِّل َف بتدريس الفقه في الجامع الكبير بالمدينة‬ ‫بالنِّسبة ِلل َّر ْم ِشي َو ْكر ال َّر ْج ِعيَّة وال ِاستعمار‪ ،‬وكان حانُو ِتي‬
‫مرك ًزا لل ِاتِّصالات ال ِّدينيَّة وال ِّسياسيَّة‪ ،‬فعل َمت ال ُّسلطة‬
‫نف ِسها‪.‬‬
‫الاستعمارية فأغلقت ُه إداريًّا مد َة سنة‪.‬‬
‫ـ ثم نقل للإمامة والخطاب بالجامع الكبير‪.‬‬‫تراجـــــــــم وسيــــــــــر‬
‫ـ ُعيِّ َن ُمفت ًشا بوزارة الشؤون الدينية في تاريخ‬ ‫هذه سيرتي قبل الثورة باختصار‪.‬‬
‫‪1970/03/15‬م‪ ،‬ثم نقل إلى ولاية سعيدة في المنصب‬ ‫ِسضن ِّدةي‪54،‬وأَ‪ْ9‬و‪َ1‬ح أَْتَّلبَإلتيهالم ُّسبلكتطاةب ِةال ِاتقستريعرماا ٍرتيةف ايل َّرشأجنعيي ُة‪،‬‬
‫نف ِسه إلى غاية ‪ ،1974/09/25‬حيث أُرج َع إلى تلمسان‬ ‫وفي‬
‫ال ُّط ُر ِقيَّ َة‬
‫مفت ًشا أي ًضا‪ِ ،‬ليَست ِقيل بعد ذلك في السن ِة نف ِسها‪.‬‬ ‫فبادروا وكتبوا‪ ،‬وكانت ك ُّل حركاتهم تَبلغني بواسطة‬
‫ـ وكانت نهاي ُة المطاف أَ ْن ُك ِّل َف بالتدريس والخطابة‬ ‫الشباب المثقف المستخ َدم في المكاتب الحكومية‪ ،‬فأخ َذت‬
‫ذلك سببًا‪َ ،‬واعتق َلتْ ِني ب ِص َف ِتي َخ ِطي ًرا على سلام ِة ال َّدو َلة‪،‬‬
‫بالجامع الكبير بتلمسان‪.‬‬ ‫و َح َش َرتْ ِني مع الإخوان المكا ِف ِحين في « ُمعتقل بُو ْس ِوي»‬

‫َوفاتُ ُه‪:‬‬
‫تُو ِّفي رحمه الله يوم ‪ 11‬فبراير ‪1988‬م‪13 .‬‬

‫قال لمال ٍك رج ٌل أَ ْو ِصني‪ .‬فقال‪« :‬أُو ِصي َك‬ ‫‪ -‬وص َّي ٌة‪:‬‬
‫وتَأْ ُك َل َطيِّبًا»[«ترتيب المدارك»(‪.])66/2‬‬
‫قال ابن وه ٍب‪:‬‬ ‫أ َن‬
‫تَ ْع َم َل صال ًحا‬
‫‪ -‬وص َّي ٌة‪:‬‬
‫قال ُم َط ِّرف‪ :‬قال رج ٌل لمال ٍك‪ :‬أَو ِص ِني‪ .‬قال‪« :‬إِ َذا َه َم ْم َت‬
‫ا ِِببذلأَحلل َﯜحتََْمهك ٍٍّ‪،‬رقىيُ ِأتََُفمْحِإْﯝمِندنِ ِن) ُ[تَضثاالطيَأقاَلُحهوسَز‪َ،‬اكعتَلِبة‪::‬فتَ ِإط‪3‬اْر‪5‬نلَّع]قلَك‪َ،‬اكَُِههتل‪َ ،َ،‬ولأَاَفوتَلَطنََألْللِّهَُهَمرلتَتَ ُن ْفحثتُاس ِبليتَيماأَ ْبَِِسْحح َضُككهَديتَياإاُِهإِوبَِأَثنذَه‪،‬ناُْفا‪ِ:‬قَوُفدا َِإسهًِاقعت(ذاايطَ َعََتفهعاﯙنَلمَْفأتَْﯚَمْعمم ٍُفَلرتع َ‪،‬اواَلِب ًيَلقَغاصَع)َي‪َِّ2‬سﯛ(ريل‬ ‫أدب الوصايا‬
‫الله‪ ،‬و َع َلي َك ِب َم َعالي الأُ ُمور وكرا ِئ ِمها‪ ،‬واتَّ ِق َر َذا ِئ َلها‬
‫و َما يُ َس ْف َس ُف ِمنْ َها‪ ،‬ف ِإ َّن الل َه يُ ِح ُّب َم َعال َي الأخلاق‬ ‫ِمن وصايا الإمام‬
‫ويَ ْك َر ُه َسفا ِس َف َها‪ ،‬وأَ ْك ِث ْر ِتلاو َة القرآن‪ ،‬واجت ِهد أن َل‬ ‫مالك بن أنس‬
‫تَأت َي َع َلي َك ساع ٌة ِمن لي ٍل أو نهار إِ َّل و ِلسانُ َك َر ْط ٌب ِمن‬
‫ِذك ِر الله‪ ،‬و َل تُمكن النَّا َس ِمن نف ِسك‪َ ،‬واذْ َه ْب َحي ُث‬ ‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِ َل َسد بن ال ُف َرات‪:‬‬
‫في ترجمة «أَ َسد بن ال ُفرات» من كتاب «ترتيب المدارك»‬
‫ِشئْ َت»[«ترتيب المدارك»(‪.])65-64/2‬‬ ‫للقاضي عياض (‪)292/3‬؛ قال أ َس ٌد‪« :‬فل َّما َو َّد ْعتُ ُه حين‬
‫خروجي إلى العراق‪ ،‬دخل ُت عليه وصاحبان لي ‪-‬وهما‬
‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِل َع ْبد الرحمن ب ِن ال َقا ِسم‪:‬‬ ‫حارث التيمي وغالب ِصهر أَ َسد‪ ،-‬ف ُقلنا له‪ :‬أَ ْو ِصنَا‪ .‬فقال‬
‫قال ابن القاسم‪ُ :‬كنَّا إذا َو َّد ْعنَا مال ًكا يَ ُقو ُل‪ :‬اتَّ ُقوا الل َه‪،‬‬ ‫اللهيقذ‪:‬هضأُاالوءأُ)ِ َّ‪،‬مص ِةيق َكاخليِ‪:‬ب ًرتاقو( َقِوافرىلا اِلسلًةل ِِصهام انحلبَمعَّايل‪:‬ظٍكيأُ ِمفوي ِِهَوص؛ايلف ُكقَو َِرلمآا َ ِينأَِب َت َوسقٌدُم َونباعى َدصالهحلذِِةاه‬
‫َوان ُش ُروا هذا ال ِعل َم َو َع ِّل ُمو ُه و َل تَكتُ ُمو ُه[«ترتيب المدارك»(‪)68/2‬‬
‫َوال ُقرآ ِن»‪.‬‬
‫َو«جامع بيان العلم» لابن عبد البر (رقم ‪.])476‬‬

‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِللحار ِث ب ِن َأ َس ٍد ال َق ْف� ِصي‪:‬‬ ‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِلخا ِلد بن خداش‪:‬‬
‫قال الحارث بن أسد القفصي‪ :‬دخل ُت على مالك بن أنس‪،‬‬

‫أنا وابن القاسم وابن وهب‪ ،‬فأردنا َو َدا َع ُه‪ ،‬فقال ابن وهب‪:‬‬ ‫روى أبو نعيم في «حلية الأولياء» (‪ )319/6‬بإسناده‬
‫أَ ْو ِصنَا يا أبا عبد الله‪ ،‬فقال له‪« :‬اتَّ ِق الل َه َوانْ ُظ ْر َع َّم ْن‬
‫َس ِم ْع َت»‪،‬‬ ‫َما‬ ‫تَف ُنْقلُق ُتل»ل‪،‬ه‪:‬وقياا ألبالابعبندالالقلاه‪،‬سمو‪:‬أنا«ا َتفَّأَِقْو اِلصل ِن َهي‪َ،‬وافنْق ُاشلْر‬ ‫إلى‪ :‬خالد بن خداش قال‪َ :‬و َّد ْع ُت مال َك ب َن أَن ٍس‪ ،‬ف ُقل ُت‪:‬‬
‫«اتَّ ِق الل َه‬ ‫لي‪:‬‬ ‫أاَِلمْو ِعِنلص ِِمن ِعين‪ِِ،‬دعنيأاََد ْأهأبَِلا ِْهه ِ»لع‪ِ .‬بهد»ا[ول«فتلرتهيي!بلقاافلمٍلظد‪:‬ا‪:‬ر«ك«»تَ( َْع‪2‬ق‪َ/‬ل َو‪8‬يْ‪)َ 6‬كى]‪.‬ا ِبلتلَوِْهقف َو َيوىلطلافلٍِلبظ ِ‪:‬هال َ«وحعدطلليي ِِ َبكث‬
‫َو َع َليْ َك ِب ِق َرا َء ِة ال ُق ْرآ ِن»[«رياض النفوس» لأبي بكرالمالكي(‪.])291/1‬‬

‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِل َع ْب ِد الل ِه ْب ِن َو ْه ٍب‪:‬‬ ‫والنُّ ْص ِح ِل ُك ِّل ُمسل ٍم‪،‬‬ ‫الل ِه في ال ِّس ِّر والعلانية‬ ‫ِبتَقوى‬
‫ال ِعلم ِمن ِعن ِد أَه ِل ِه»[«جامع‬ ‫وكتاب ِة‬
‫بيان العلم» لابن عبد البر (رقم ‪209‬‬

‫على ِع ْل ِم َك‪،‬‬ ‫َوا ْقتَ ِص ْر‬ ‫الل َه‪،‬‬ ‫يَلاْقبتَن ِصوْرهأٍَب َ‪:‬ح ٌد«اعتَّل ِقى‬ ‫وقال‬ ‫َو‪.])291‬‬
‫وانْتَ َف ْع‪ ،‬ف ِإن‬ ‫إ َّل نَ َف َع‬ ‫ِعل ِم ِه‬ ‫ف ِإنَّ ُه لم‬ ‫‪ -‬وص َّي ٌة‪:‬‬
‫ُكنْ َت تُ ِري ُد ِب َما َط َلبْ َت َما ِعنْ َد الل ِه َف َقد أَ َصبْ َت ما تَنْتَ ِف ُع‬ ‫قال ُم َط ِّرف‪ :‬وكان مال ٌك إذا َو َّد َع ُه أَ َح ٌد ِمن طلبة العلم‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫ِب ِه‪َ ،‬وإِ ْن ُكنْ َت تُ ِري ُد ِب َما تَ َع َّل ْم َت ال ُّدنْيَا َف َليْ َس ِفي يَ ِد َك‬ ‫عنده‪ ،‬يقو ُل لهم‪« :‬اتَّ ُقوا الل َه في هذا ال ِعلم‪ ،‬و َل تَنْ ِزلُوا‬
‫َشي ٌء»[«ترتيب المدارك»(‪.])68/2‬‬ ‫ِب ِه َدا َر َم ْضيَ َع ٍة)‪ ،(1‬وبُثُّو ُه و َل تَ ْكتُ ُمو ُه»[«ترتيب المدارك»(‪.])65/2‬‬

‫لاب َظنْه ِرو َهك‪ٍ،‬ب‪:‬ف ِإ«أَنَّ ِّدُه َم َاكا ََنس ِميُ َْعقا َتُل‪َ :‬وأَ َح ْخ ْسَسبُ ُرك‪،‬ال َونَّ َال ِتَس ْح َِمم ْلن‬ ‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫َع َلى‬ ‫لأَ َح ٍد‬

‫‪ )2‬ال ُف َواق‪ :‬ال َو ْق ُت بين ال َح ْلبَتَين‪َ ،‬وال َو ْق ُت بين َقبْ َضتَي ال َحا ِلب‬ ‫‪ )1‬أي‪ :‬دار َضيَا ٍع‪ ،‬و ُه َو ال ِا ِّط َراح َوال َه َوا ُن‪ .‬انظر‪ :‬تاج العروس‬
‫لل َّض ْرع‪ .‬انظر‪ :‬المعجم الوسيط‪.‬‬
‫‪ 14‬للزبيدي‪ ،‬مادة (ضيع)‪.‬‬

‫بَا َع آ ِخ َرتَ ُه ِب ُدنْيَا ُه‪َ ،‬وأَ ْخ َس ُر ِمنْ ُه‪َ :‬م ْن بَا َع آ ِخ َرتَ ُه ِب ُدنْيَا‬
‫َغيْ ِر ِه»[«ترتيب المدارك»(‪ .])61/2‬وفي لف ٍظ‪« :‬عن ابن وه ٍب قال‪:‬‬
‫يُ« َِحلبُّوتَ َْنج‪َ ،‬ع ْقلال َظ‪ْ :‬هأَ َر ْخ َك َس ُِرج اْسلنًَّراا ِِللسنَّا َمِ ْنس‬ ‫ل َّما َو َّد ْع ُت ما ِل ًكا قا َل‪:‬‬
‫يُ ِجي ُزو َن َع َليْ ِه إِ َلى َما‬
‫بَا َع آ ِخ َرتَ ُه ِب ُدنْيَا َغيْ ِر ِه» »[«أخبارالفقهاء والمحدثين» لمحمد بن حارث‬
‫الخشني (ص‪.])245‬‬

‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِلبي ِم ْس َه ٍر ال َغ َّس ِاني‪:‬‬
‫وقال لأبي ِم ْس َه ٍر‪َ « :‬ل تَ ْسأَل َع َّما َل تُ ِري ُد َفتَنْ َسى َما‬
‫تُ ِريد‪ ،‬ف ِإنَّ ُه َم ِن ا ْشتَ َرى َما َل يَ ْحتَا ُج إِ َليْ ِه بَا َع َما يَ ْحتَا ُج‬
‫إِ َليْ ِه»[«ترتيب المدارك»(‪.])61/2‬‬
‫‪ -‬وص َّي ٌة‪:‬‬
‫بَ ِني أَ ِخي ِه‪« :‬إِذَا تَ َع َّل ْمتُم ِع ْل ًما ِم ْن‬ ‫وقال لبَع ِض‬ ‫َطا َع ِة الل ِه‪،‬‬
‫أَثَ ُر ُه‪َ ،‬و ْليُ َر ِفي َك َس ْمتُ ُه‪َ ،‬وتَ َع َّل ْم‬ ‫َف ْليُ َر َع َليْ َك‬
‫ِلذَ ِل َك ال ِع ْل ِم ا َّل ِذي َع ِل ْمتَ ُه ال َّس ِكينَ َة َوال ِح ْل َم َوال َو َقا َر»[«ترتيب‬
‫المدارك»(‪.])63/2‬‬
‫‪ -‬وص َّي ٌة‪:‬‬
‫وقال ِلبَ ْع ِض أَص َحا ِب ِه‪َ « :‬ل تُ ْك ِثر ال ُّش ُخو َص ِمن بَيْ ِت َك‬
‫‪ -‬وص َّي ٌة‪:‬‬ ‫إِ َّل لأَ ْم ٍر َل بُ َّد َل َك ِمنْ ُه‪َ ،‬و َل تَج ِل ْس ِفي َم ْج ِل ٍس َل تَ ْستَ ِفي ُد‬

‫ِفي ِه ِع ْل ًما»[«ترتيب المدارك»(‪.])63/2‬‬

‫وقال خالد بن حميد‪ :‬سمعتُ ُه يقو ُل‪َ « :‬ع َليْ َك ِب ُمجا َل َس ِة‬
‫َمن يَ ِزي ُد ِفي ِع ْل ِم َك َق ْولُ ُه‪َ ،‬ويَ ْد ُعو َك إِ َلى الآ ِخ َر ِة ِف ْعلُ ُه‪،‬‬
‫َوإِيَّا َك َو ُم َجا َل َس َة َم ْن يُ َع ِّللُ َك)‪َ (1‬ق ْولُ ُه‪َ ،‬ويَ ِعيبُ َك ِدينُ ُه‪،‬‬

‫َويَ ْد ُعو َك إلى ال ُّدنْيَا ِف ْعلُ ُه»[«ترتيب المدارك»(‪.])64/2‬‬
‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِلل َّشا ِف ِعي‪:‬‬

‫قال الشافعي‪ :‬قال مال ٌك عند وداعه‪« :‬يَا أَبَا َعبْ ِد الله!‬
‫اتَّ ِق الل َه‪َ ،‬و َل تُ ْط ِفئ هذا النُّو َر ِبال َمع ِصيَة»[«انتصارالفقير‬

‫السالك» للراعي االأندل�سي (ص‪.])179‬‬
‫‪َ -‬و ِص َّي ُت ُه ِل َيحيى بن يحيى ال َّل ْي ِثي‪:‬‬
‫قال‪ :‬آخر ما اجتمع ُت‬
‫ِب ِه ِحك َم َة ال ُحكماء‪:‬‬ ‫يحي بن يحيى الليثي‬ ‫ُروي عن‬
‫«أَ ْذ ُك ُر َل َك َشيئًا تَبْل ُغ‬ ‫بمال ٍك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ف ِإ ْن أصابُوا‬ ‫اإذاستَ ََفحد َ َضت ْر‪َ ،‬توإِ ْمنجأَلخًسا َطأُفوااسَست ِلع ِمم َتل‬
‫أَتَ ْبْعلَُل ُُغم‪ِ -‬ب َِهو ِشعيلئً َام‬ ‫ال َّص ْمت‪،‬‬ ‫ال ُعلماء‪ :‬إذا ُسئل َت َع َّما َل تَع َلم‬
‫‪َ -‬وشيئًا‬
‫َف ُقل‪ :‬لا‬
‫تََوأبَلُن ُغَتبتَه ْش ِتَط ِه َّبيا»ل[أ«َرياطباض اءلن‪:‬فلواس»تلأأب ُكي بْلكرا َلحمتَّالكىي(تَ‪5ُ /1‬ج‪3‬و‪-3‬ع‪])33،6‬وا‪ْ .‬ر َفع يَ َد َك‬
‫أدب الوصايا‬
‫ـ َوقال يحيى‪ :‬لما َو َّد ْعت مال ًكا َسألتُ ُه أَن يُو ِصيني‪ .‬فقال‬
‫لي‪َ « :‬ع َلي َك ِبالنَّ ِصي َح ِة لل ِه‪َ ،‬و ِلكتا ِب ِه‪َ ،‬ولأَ ِئ َّم ِة ال ُمس ِل ِمين‬

‫َو َعا َّم ِت ِهم»[«ترتيب المدارك»(‪.])383/3‬‬

‫‪ )1‬أي‪ :‬يُ ْل ِهي َك‪ .‬انظر‪ :‬تاج العروس للزبيدي‪ ،‬مادة (علل)‪15 .‬‬

‫ـ رحلة العزاء [في] ابنة سعد الله (‪.)1983‬‬ ‫أدب الرحلات‬
‫ـ رحلة إلى تلمسان‪ ،‬الملتقى الفكري (‪.)1982‬‬
‫ـ رحلة إلى قسنطينة‪ ،‬الملتقى الفكري (‪:)1983‬‬ ‫ِمن ِر ْح َلت‬
‫ال َّشيخ الأزهري ثابت‬
‫وغيرها‪....‬‬
‫• وأنت ِقي هنا منها جز ًء من (رحلات الطفولة)‪.‬‬ ‫كتب الشيخ لزهاري بن الأخضر ثابت (حفظه الله‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫تعالى) ُمذ ِّكرا ٍت َوذكريا ٍت َعن ِر ْح َل ِت ِه‪ ،‬وجدتُها بخ ِّط ي ِد ِه‬
‫قال (حفظه الله)‪:‬‬ ‫ِضمن أورا ِق ِه ال َمحفوظة في ملفا ٍت ُمعنونَة و( ُم َؤ ْر َش َفة)‬ ‫‪16‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا‬ ‫و ُمر َّق َمة على عاد ِت ِه (حفظه الله) في ترتيب وتنظيم ما‬

‫محمد وآله‪:‬‬ ‫يَكتبُ ُه‪َ ....‬و ِمن هذه ال ِّر ْح َلت ال ُم َد َّونَة‪:‬‬
‫رحلات الطفولة (‪)1936‬‬ ‫ـ من رحلات الطفولة‪ :‬الجزائر الثلاثينات ( ‪-1936‬‬
‫التي بقيت عالقة في ذهني‬
‫قبل الدخول في بداية الرحلة المدرسية كان لزا ًما‬ ‫‪( :)1938‬الرحلة الأولى)‪.‬‬
‫عل َّي‪ ....‬أن أستعرض مقدمة وجيزة حتى ندخل في‬ ‫ـ رحلة إلى قسنطينة (مع عمي الحاج بلقاسم )‪.1942 :‬‬

‫الموضوع‪:‬‬ ‫ـ رحلة إلى الأوراس‪1942 :‬ـ‬
‫أقول‪ :‬في «ال ْم َغيَّ ْر» نشأ ُت وفيه حفظت القرآن في سن‬ ‫رحلة إلى قسنطينة مع والدي‪.1943 :‬‬
‫مبكر على الطالب سي الجموعي سبع وعلي بن عقورة‬
‫والطالب سي الطاهر بوزوائد‪ .‬بالإضافة إلى تعلمي المبادئ‬ ‫ـ جولة أولاد مدرسة القل(‪،)1952‬‬
‫ـ رحلة إلى الغرب الجزائري‪.1969‬‬
‫العربية على الشيخ بن خليل رحمه الله ووالدي‪.‬‬ ‫ـ رحلة إلى الجزائر‪ ،‬ندوة في القطار (‪.)1971‬‬
‫حدا الشوق بأبي إلى التحاقي بالمدرسة الثعالبية‬ ‫ـ رحلة إلى الديار المقدسة (‪.)1974-73‬‬

‫بالعاصمة رفقة أحد الأقارب (عمي عقبة) سنة‬
‫‪ 1935‬في كفالته فامتطيت القطار بثمن ‪ 1‬ف إلى‬
‫بسكرة ومنها على حافلة أمبروزي بسعر ‪ 55‬ف(أي أحد‬
‫عشر دورو) وفي الجزائر وصلنا سالمين وقصد بي إلى‬
‫منزله وفيه أم الأولاد ومن يذوذ بالمنزل المتواضع بحي‬

‫الجامع الكبير‪.‬‬
‫ثم مباشرة إلى المقصود؛ المدرسة الثعالبية التي طلبت‬
‫مني في البداية شهادة الازدياد ومع الأسف لم تكن لي‬
‫شهادة لأنني ولدت في منطقة التراب العسكري والمنطقة‬
‫بصفة عامة لا تزال ترزح في تأرجح ولم ينظر إليها الحكم‬
‫الفرنسي بحكم المدنيِّين أمثال بسكرة وما فوقها‪ ...‬لذلك لم‬
‫أتتلمذ في المدرسة لهذا التخلف فلجأت إلى مدرسة قرآنية‬
‫على رواية ((قالون)) بواسطة الشيخ العلوي رزوق خليل‬
‫فأدخلني صحبة ولده عبد الحليم ولقد استفدت فيها الكثير‬
‫فراجعت الربع الأول قراءة بالوقف والصلة كما تزودت من‬
‫الدروس الفقهية والنحو [الفضل لله وللمعلمين جزاهم الله‬

‫خير الجزاء في الدنيا والآخرة]‬
‫المدرسة القرآنية‬

‫هذه المدرسة تقع في ح ّي « ُسو ْر أَ ْس َطا َر ْه» في ذلك‬
‫العهد القديم كنا نسير إليها بعد صعود سلاليم ومدرجات‬
‫كثيرة العد والعدد من أحياء الجامع الكبير إلى ساحة‬
‫الشهداء وجامع كتشاوة ثم تسل ًقا على المدارج إلى سوق‬
‫المكاسير ثم هكذا إلى المدرسة و‪ ....‬في حين إنني لم‬
‫أشعر لا بتعب ولا نصب لا ذهابًا ولا إيابًا‪ ...‬وكيف لا‪...‬؟‬

‫وأنا في حالة المراهقة أو بداية عنفوان الشباب‪.‬‬
‫حالنا في المدرسة العلوية المكتظة بالصبيان والفتيان‬
‫والفتيات‪ .‬تحت معلمي القرآن ومبادئ الفقه والقواعد‬
‫العربية نتناول حصص الصباح والمساء فيها بكل شوق‬

‫عرجنـــا علـــى العاصمـــة دواليـــك شـــارعا فشـــارعا‬ ‫واشتياق‪.‬‬
‫أتذكر أن يو ًما وجه لنا الدعوة الشيخ الكبير المشرف‬
‫ودخلنـــا علـــى الأبيـــار ومنـــه حتـــى ثكنـــة علـــي‬ ‫على المدرسة الدعوة إلى حضور احتفال بزفاف إحدى‬
‫العائلات الثرية المعتبرة فاختار من الجميع تلامذة يعدون‬
‫خوجــه الحاليــة‪ ...‬حيــث بــاب جديــد الــذي يقــرب‬
‫على الأصابع ومن بينهم كاتب هذه الصفحة‪....‬‬
‫مــن مدرســتنا القرآنيــة التــي هــي اختتــام الرحلــة‬ ‫ها نحن في دار الزفاف بين حلقة مستديرة في وسط‬
‫الفناء والأضواء من كل جانب حولنا والنساء فوق السطح‬
‫الشـــيقة والحمـــد للـــه رب العالميـــن‪.‬‬ ‫العاري يزغردن ويولولن وبدأت حلقة الذكر يقودها‬
‫شيخ وإمام الطريقة وعلت الأصوات وكثرت الزفرات ثم‬
‫وصف الرحلة الصيفية‬ ‫وقف من كان جال ًسا في الحلقة وباتت الحلقة تدور وفي‬
‫وسطها الإمام الذي يشير يديه وي َعض على لسانه ويحملق‬
‫تبتدئ من مدرستنا القرآنية إلى سيدي فرج مارين على‬ ‫ويتمايل وتداخلت الأصوات في بعضها هذا لا يفهم هذا ثم‬
‫راح البعض من المشايخ يتساقطون على الأرض من شدة‬
‫الشواطئ البحرية أصطوالي وغيره‪ .‬ثم إيابا على ساحل‬
‫التأثر والله أعلم‪.‬‬
‫البحر‪...‬‬ ‫رحلة الشواطئ المدرسية‬
‫وفي سيدي فرج الميناء العظيم والمسبح الطويل‬
‫أتذكر أننا صعدنا الحافلة بنون وبنات وهن في المقدمة‬ ‫العريض حططنا رحلنا ونزلنا جميعا وقصدنا العوم‬
‫والسباحة على شاطئه الزاخر وأمياهه الرقراقة الصافية‬
‫ولقد كان منا القائم والقاعد والأول قليل وعلت الأصوات‬ ‫ورماله الذهبية الوهاجة‪ .‬وكل على حذا يسبح فالبنون‬
‫بنون في منطقة البحر والبنات بنات في‬
‫بالأناشيد المدرسية الدينية منها والوطنية‪...‬وأتذكر من‬ ‫منطقة من المسبح المغطى بعيدون‬
‫هذا عن تلك‪ ....‬وكلنا تحت رقيب‬
‫أ َنَّــا‬ ‫يُــ ْر ِضــيــ َك‬ ‫أَ ْن‬ ‫الـلـ ِه‬ ‫َر ُســــو َل‬ ‫الأناشيد‪:‬‬ ‫بين‬
‫ورقباء من الغرق أو ما يتبعه‪.‬‬
‫يَــا‬ ‫وبعــد هــذه المتعــة والنزهــة‬
‫الزواليـــة التـــي دامـــت إلـــى‬
‫إِ ْخــــ َو ٌة ِفــي الـلـ ِه ِبـــالإ ْســـ َا ِم ُق ْمنَا‬ ‫المســـاء‪ .‬قفلنـــا راجعيـــن إلـــى‬
‫نَـنْـ ِفـ ُض الــيَــ ْو َم ُغــبَــا َر الــنَّــ ْو ِم َعنَّا‬ ‫مــا بَ ُعــ َد ‪ 20‬ميــا ثــم إيابــا ‪15‬‬
‫ميـــا ثـــم ‪ 13‬ميـــا إلـــى انتهـــاء‬
‫َل نَــ َهــا ُب الــ َمــ ْو َت َل بَــ ْل نَتَ َمنَّى‬ ‫المطـــاف أي قرابـــة خمســـة‬
‫عشـــر فرســـخا ويزيـــد مـــا بيـــن‬
‫أَ ْن يَــ َرانَــا الـلـ ُه ِفــي َســـا ِح ا ْلــ ِفــ َدا‬ ‫الذهـــاب والإيـــاب‪45=3×15 .‬‬

‫‪....‬‬ ‫كلـــم‪ .‬ثـــم عدنـــا راجعيـــن‬
‫يتبع‪.‬‬ ‫علـــى جهـــات لـــم‬
‫نعرفهـــا علـــى‬
‫ســـو ا حل‬
‫ا لبحـــر‬
‫وهكـــذا‬
‫حتـــى‬

‫‪-‬قال‪ -:‬أضعا َف ذلك‪ ..‬ف ُربَّما قال له بعض الحاضرين‪ :‬هذا‬ ‫جوا ٌب ِفي طل ِب ال ِعلم‬
‫أكث ُر ِمن المطلوب أو ِمن المحتاج إليه‪ ،‬فيقول‪« :‬لا أَج َم ُع‬
‫على أهل المنزل ثلاث ِشينَات‪ :‬شيخ وإِشبيلي وشحيح‪،‬‬ ‫[ َمخطو ٌط يُن َشر لأَ َّو ِل مر ٍة]‬
‫يكفي ِثنتان»‪ .‬وهذا من َل ْو َذ َع ِت ِه و ِطي ِب ِطين ِت ِه مع ما هو عليه‬ ‫لعبد الحق الإشبيلي ث َّم ال ِب َجائي‬

‫من جلال ال ِعلم وكمال ال َفهم ‪-‬رحمه الله‪.»-‬‬ ‫ترجمتُ ُه)‪:(1‬‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫منزلتُ ُه وما قي َل في ِه‪:‬‬
‫هو أبو محمد‪ ،‬عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله‬ ‫‪18‬‬
‫قال ابن الأبَّار‪« :‬كان فقي ًها حاف ًظا عال ًما بالحديث و ِع َل ِله‬ ‫بن حسين بن سعيد بن إبراهيم‪ ،‬الأزدي‪ ،‬الإشبيلي (نَشأ ًة)‪،‬‬
‫و ِرجا ِله‪َ ،‬موصو ًفا ِبال َخير وال َّصلاح وال ُّزهد وال َو َرع والتَّق ُّلل‬ ‫ويُع َرف بابن ال َخ َّراط‪ ،‬ولد في ربيع الأول سنة (‪510‬هـ)‬

‫ِمن ال ُّدنيا‪ُ ،‬مشار ًكا في الأدب و َقول ال ِّشعر»اهـ‪.‬‬ ‫وقيل‪514( :‬هـ)‪.‬‬
‫وقال النووي‪« :‬الإمام الحافظ الفقيه الخطيب»اهـ‪.‬‬ ‫شيوخ ُه‪:‬‬
‫وقال ابن الزبير الثقفي‪« :‬كان ‪-‬رحمه الله‪ -‬من أهل‬
‫العلم والعمل‪ ،‬زاهدا فاضلاً‪ ،‬عاك ًفا على الاشتغال بالعلم‪،‬‬ ‫لازم ِبـ«لبلة» أبا الحسن خليل بن إسماعيل‪ ،‬وقرأ علي ِه‬
‫جا ًّدا في نشره وإذاعته‪ ،‬حس َن الني ِة في ِه؛ ولذلك اشته َر‬ ‫وتف َّقه ب ِه وتأ َّد َب)‪.(2‬‬

‫ِذك ُره‪ ،‬وعني الناس بتوالي ِف ِه»اهـ‪.‬‬ ‫روى عن أبي الح َسن شريح بن محمد الرعيني‪ ،‬وأبي‬
‫وقال الغبريني‪« :‬الإمام الشيخ الفقيه الجليل‪،‬‬ ‫الحكم بن بَ َّر َجان‪ ،‬وعمر بن أيوب‪ ،‬وأبي بكر بن مدير‪ ،‬وأبي‬
‫المح ِّدث الحافظ المتقن المجيد‪ ،‬العابد الزاهد‪ ،‬القاضي‬ ‫الحسن طارق بن يعيش‪ ،‬والمح ِّدث طاهر بن عطية‪ ،‬وأجاز‬

‫الخطيب»اهـ‪.‬‬ ‫له اب ُن عساكر وغيره‪.‬‬
‫وقال ابن قنفذ القسنطيني‪« :‬الشيخ الفقيه الخطيب‬ ‫نُزولُه بجاي َة‪:‬‬

‫القاضي المح ِّدث»‪.‬‬ ‫نزل بجاية –بعد سنة (‪550‬هـ)‪ -‬وقت فتنة الأندلس‬
‫وقال الذهبي‪« :‬الحافظ الع َّلمة ال ُح َّجة»‪«،‬الإمام الحافظ‬ ‫بانقراض الدولة ال َّل ْمتُو ِنيَّة‪ ،‬فبَ َّث ِبها ِعل َمه‪ ،‬وصنَّف‬
‫التَّصانيف‪ ،‬و َو ِل َي ال ُخطبة والصلا َة بجامعها الأعظم‪،‬‬
‫البارع المج ِّود الع َّلمة»اهـ‪.‬‬ ‫وجلس للوثيقة والشهادة َو َو ِل َي قضاء بجاي َة مد ًة قليل ًة‪،‬‬
‫تصاني ُف ُه‪:‬‬
‫َوكان يُس ِم ُع بمس ِج ِد ِه ِب َح ْو َمة اللؤلؤة ِمن دا ِخل بجاية‪.‬‬
‫الأحكام الكبرى‪ ،‬في الحديث)‪.(3‬‬ ‫عبادته وزهده وأخلاقه‪:‬‬
‫ـ الأحكام الصغرى)‪.(4‬‬
‫ـ الأحكام الوس َطى)‪.(5‬‬ ‫قال الغبريني (ص‪« :)42‬سمع ُت أَنَّ ُه ‪-‬رحمه الله‪-‬‬
‫كان يقسم لي َله أثلاثًا‪ :‬ثُلثًا للقراءة‪ ،‬وثُلثًا للعبادة‪ ،‬وثُلثًا‬
‫ـ الجمع بين الصحيحين)‪ .(6‬قال الذهبي في «ال ِّسيَر»‬
‫(‪« :)21/199‬بلا إسناد على ترتيب مسلم‪ ،‬وأَت َقنَه‪،‬‬ ‫للنوم»اهـ‪.‬‬
‫وقال (ص‪« :)43-44‬وكانت له أخلا ٌق حسن ٌة فاضلة»‪.‬‬
‫وج َّو َده»اهـ‪.‬‬ ‫ونقل عن بعض شيوخه أنه كان‪ُ « :‬متَ َخ ِّليًا عن ال ُّدنيا‪ ،‬وكان‬
‫ـ مختصر كتاب الكفاية في علم ال ِّرواية‪.‬‬
‫ـ تلقين المبت ِدي)‪ ،(7‬و ُربَّ َما هو‪ :‬كتاب تلقين ال َو ِليد‪،‬‬ ‫كثي ًرا ما يجلس مع الفقيه أبي علي المسيلي رحمهما الله‪،‬‬
‫في الحديث‪ِ ،‬سفر صغير)‪َ ،(8‬ج َم َع ُه للأخ َويْ ِن‪ :‬أبي عبد‬ ‫ف ُربَّ َما أتته ال َو ِصي َف ُة ِمن داره لقضاء بعض مآرب منزله‪،‬‬
‫الله ال ُح َسين وأبي محمد ال َح َسن؛ ابنَ ْي أبي ال َح َسن ابن‬ ‫فإذا أَتَتْ ُه تَطلُ ُب منه ما يُق َضى بالشيء اليسير‪ ،‬يُخ ِر ُج لها‬

‫ال َق َّطان)‪.(9‬‬ ‫‪ )1‬انظر‪ :‬التكملة لكتاب ال ِّصلة لابن الأبَّار (ت ‪658‬هـ)‬
‫ـ كتاب ال ُّزهد‪.‬‬ ‫(‪-3/120-121‬الهراس)‪َ ،‬وتهذيب الأسماء واللغات للنووي‬
‫(ت ‪676‬هـ) (ص‪-329‬عطا)‪ ،‬و ِصلة ال ِّصلة لابن الزبير الثقفي‬
‫‪ )3‬طبع في مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬بتحقيق‪ :‬أبي عبد الله‬ ‫(ت‪708‬ه) (القسم الرابع‪ ،‬ص‪ ،)4-7‬ط‪ .‬وزارة الأوقاف المغربية‪،‬‬
‫حسين بن عكاشة‪ ،‬سنة ‪2001‬م‪.‬‬ ‫َوعنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المئة السابعة ببجاية‬
‫للغبريني (ت ‪714‬هـ) (ص‪-41‬نويهض)‪َ ،‬وتذكرة الحفاظ‬
‫‪ )4‬طبع في مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪َ ،‬ومكتبة العلم‪ ،‬جدة‪،‬‬ ‫للذهبي (ت ‪748‬هـ) (‪ -4/97-98‬العلمية)‪َ ،‬وسير أعلام النبلاء‬
‫بتحقيق‪ :‬أم محمد بنت أحمد الهليس‪ ،‬وتقديم خالد العنبري‪ ،‬سنة‬ ‫له (‪َ ،)21/198-202‬وتاريخ الإسلام له أي ًضا (‪-12/729-731‬‬
‫بشار)‪َ ،‬وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي (ت ‪744‬هـ)‬
‫‪1993‬م‪.‬‬ ‫(‪َ ،)4/125-127‬والوافي بالوفيات للصفدي (ت ‪764‬هـ)‬
‫‪ )5‬طبع في مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬بتحقيق‪ :‬حمدي عبد‬ ‫(‪ -18/39-40‬دار إحياء التراث)‪َ ،‬وال ِّديباج المذهب لابن فرحون‬
‫(ت ‪799‬هـ) (‪ -2/59-61‬أبو النور)‪َ ،‬والوفيات لابن قنفذ (ت‬
‫المجيد السلفي َوصبحي السامرائي‪ ،‬سنة ‪1995‬م‪.‬‬ ‫‪809‬هـ) (رقم ‪( )582‬ص‪َ ،،)293‬وشذرات الذهب لابن العماد (ت‬
‫‪ )6‬طبع في دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بتحقيق‪ :‬طه بوسريح‬
‫‪1089‬هـ) (‪ -4/271‬الأرنؤوط)‪.‬‬
‫التونسي‪ ،‬سنة ‪2004‬م‪.‬‬ ‫‪ )2‬انظر‪ِ :‬صلة ال ِّصلة لابن الزبير الثقفي (القسم الرابع‪ ،‬ص‪.)4‬‬
‫‪« )7‬نفح الطيب» (‪ -2/164‬إحسان)‪.‬‬
‫‪« )8‬الديباج» (‪ُ .)2/61‬طبع في دار الكتب العلمية‪،‬بتحقيق‪:‬‬
‫بدر العمراني‪ ،‬سنة ‪2003‬م‪ .‬وطبع قديما بتطوان سنة ‪1952‬م‪.‬‬
‫‪« )9‬الذيل والتكملة» للمراكشي (‪-4/389‬الغرب الإسلامي)‪.‬‬

‫ن ُّص الجواب‪:‬‬‫مخطــــــــــــــــــــوطات‬ ‫ـ كتاب العاقبة في ِذكر الموت)‪.(1‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬و َسألتُم ‪-‬رحمنا الله وإياكم‪ -‬عن طلب العلم‪،‬‬ ‫ـ كتاب التَّه ُّجد)‪.(2‬‬
‫وهل الأَدب ِمن العلم‪ ،‬تَعنُو َن‪ :‬النَّحو وال ُّلغة وال ِّشعر‪ ،‬وعن‬ ‫كتاب ال َّرقا ِئق‪.‬‬
‫ال ِاشتغال بروايات ال ُق َّراء ال َّسبعة المشهورين على اختلاف‬
‫ألفاظها وأحكامها‪ ،‬وعن قراءة الحديث‪ ،‬وعن مسائل الرأي‪،‬‬ ‫ـ كتاب التوبة‪ ،‬في ِسفرين‪.‬‬
‫ف ِن ْع َم ‪-‬وفقنا الله وإياكم لما يرضيه‪ -‬ال ِاشتغا ُل ِب ِروايات‬ ‫ـ كتاب الرقائق والأنيس في الأمثال والمواعظ والحكم‬
‫ال ُق َّراء السبعة المشهورين وقراءة الحديث وطلب علم النَّحو‬
‫وال ُّلغة‪َ ،‬ف ِإ َّن طلب هذا العلوم فر ٌض واج ٌب على المسلمين‬ ‫والآداب من كلام النبي ﷺ والصالحين‪.‬‬
‫على الكفاية؛ بمعنى‪ :‬من قام بطلبها حتى يَ ُع َّم ب ِعل ِم ِه بها‬ ‫ـ كتاب فضل الحج والزيارة‪.‬‬
‫تعليم من َط َلبَها و ُفتْيَا َمن استفتاه فيها ِمن أهل بلدة أو‬ ‫ـ مقالة الفقر والغنى‪.‬‬
‫قرية‪ ،‬فإذا قام بذلك َمن يُفتي بهذا القطر سقط َفر ُض‬
‫ِمطلنبهاحفحٍيظنئللٍذقعرآلنى‪،‬الفباهقوين‪،‬ح إفلاَّظمأُا ِّميَا ُلخق ُّرآصن ُك َّلوإشنيس ٍاء ٍنِمفنيالنقفرآس ِهن‬ ‫ـ معجزات الرسول ﷺ‪ ،‬في ِسفر‪.‬‬
‫معها ولو سورة أو آية‪ ،‬أ َّي سور ٍة كانت وأ َّي آي ٍة كانت‪ ،‬فهذا‬ ‫كتا ُب الغريبَين في اللغة‪ :‬كتا ٌب حافل ضا َهى به كتاب‬
‫لا بُ َّد لكل أح ٍد منه‪ ،‬ثُ َّم طلب علم القرآن واختلاف القرآن‬
‫واختلاف ال ُق َّراء ال َّسبعة فيه وضبط قراءتهم‪ ،‬كلهم فر ٌض‬ ‫ال َه َرو ِّي‪ .‬ولع َّل ُه الكتاب الآتي‪:‬‬
‫على ما قدمناه على الكفاية‪ ،‬وفض ٌل عظي ٌم ِل َمن َط َلبَه وإن‬ ‫ـ كتاب ال َوا ِعي في اللغة‪ ،‬وهو نحو خمسة وعشرين‬
‫كان في بلدة (صح))‪ (4‬كثير ِم َّمن يُح ِك ُمه‪ ،‬وأج ُر ُه جلي ٌل‪،‬‬
‫قال رسول الله ﷺ‪َ « :‬خيْ ُر ُك ْم َم ْن تَ َع َّل َم ال ُق ْرآ َن َو َع َّل َم ُه»)‪،(5‬‬ ‫ِس ْف ًرا‪.‬‬
‫فكفى بهذا فضلاً‪ ،‬وقد أمر النَّب ُّي ﷺ بتعليم القرآن‪ ،‬ف َمن‬ ‫ـ قال الغبريني (ص‪« :)43‬وسمع ُت من بعض الطلبة‬
‫تَع َّلمه ف ُه َو َخيْ ُرنَا‪ ،‬ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع‪،‬‬ ‫أَنَّ ُه أَ َّل َف كتابًا في ال ُّلغة س َّما ُه ِبـ«الحاوي»‪ ،‬وهو في ثمانية‬
‫وحرا ٌم على المسلمين تضيي ُعه‪ ،‬وذهابُه ِمن أشراط ال َّسا َعة‪،‬‬
‫عشر مجل ًدا»‪.‬‬
‫وكذلك ذها ُب العلم‪.‬‬ ‫ـ كتاب المنير‪.‬‬
‫ـ مختصر كتاب ال ُّر َشا ِطي في الأنساب من القبائل‬
‫‪ )4‬هكذا قرأتها من المخطوطة‪.‬‬ ‫والبلاد)‪ ،(3‬وهو في ِسفرين‪ .‬قال الغبريني (ص‪« :)42‬وهو‬
‫‪ )5‬رواه البخاري (رقم ‪ِ )5027‬من حديث عثمان ‪-‬رضي الله‬ ‫أحسن من الأصل»‪.‬‬

‫عنه‪19 .-‬‬ ‫وفاتُ ُه‪:‬‬
‫تُو ِّفي بعد ِمحن ٍة َل ِح َقته ِمن ال َّدولة؛ في أواخر ربيع‬
‫الآخر سنة (‪582‬هـ)‪ ،‬عن إحدى وسبعين (‪ )71‬سنة‪،‬‬

‫وقب ُر ُه خارج باب المر َسى‪.‬‬

‫وصف المخطوطة‪:‬‬
‫هي ِمن محفوظات مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود‬
‫بالدار البيضاء‪ ،‬ضمن مجموع برقم (‪ ،)153/10‬تقع في‬
‫ورقة واحدة‪ ،‬خطها مغربي‪ ،‬مسطرتها‪ ،)31( :‬مقاسها‪:‬‬
‫‪200×140‬مم‪ ،‬وهي‪ :‬جوا ٌب عن سؤال حول طلب العلم‬
‫وتحصيل الأدب‪ ،‬كما في فهرس المخطوطات العربية‬
‫والأمازيغية (‪( )1/212‬رقم ‪ ،)540‬نُ ِس َب لعبد الحق‬
‫الإشبيلي ال ِبجائي‪ ،‬حي ُث كتب في آخر الجواب بخ ٍّط مغاير‪:‬‬

‫[ ِمن أجوبة الإمام سيدي عبد الحق الإشبيلي ‪-‬رحمه الله‪.]-‬‬

‫‪ )1‬طبع في دار الصحابة للتراث بطنطا‪ ،‬بتحقيق‪ :‬عبيد الله‬
‫أبي عبد الرحمن المصري‪ ،‬سنة ‪1990‬م‪.‬‬

‫‪ُ )2‬طبع في دار الكتب العلمية‪،‬بتحقيق‪ :‬مسعد السعدني‬
‫ومحمد بن الحسن بن إسماعيل‪ ،‬سنة ‪2011‬م في طبعته الثانية‪،‬‬
‫وعنوانه‪« :‬كتاب التهجد وما ور َد في ذلك ِمن الكتب الصحاح َوعن‬

‫العلماء والصلحاء والزهاد رضي الله عنهم»‪.‬‬
‫‪َ )3‬وعنوانه‪ :‬اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في مناقب [أَنساب]‬
‫الصحابة والرواة الأخيار‪ُ .‬طبع ما ُو ِجد ِمن الأصل والمختصر في‬

‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بتحقيق‪ :‬محمد سالم هاشم‪ ،‬سنة ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫وأ َّما النَّحو وال ُّلغة ففر ٌض على الكفاية أي ًضا كما ق َّدمنا؛‬
‫لأ َّن الله ‪-‬ع ّز وجل‪ -‬يقول‪( :‬ﮖﮗﮘﮙﮚ‬
‫�ﺸﺮة�دﻋﻮ�ﺔ��ﻌ���ﺑﺎﻟ��اث�وا��ﻄﻮط�واﻟﺴ���واﻟﺘﺎر�ﺦ‬
‫ﮛﮜﮝﮞ)[إبراهيم‪ ،]4:‬وأنزل القرآن على‬
‫ﺷﻮﺍﻝ ‪1439‬ﻫـ‪/‬ﺟــﻮﺍﻥ ‪2018‬ﻡ‬ ‫نبيِّه ﷺ بلسا ٍن عرب ٍّي ُم ِبين‪ ،‬ف َمن لم يَعرف النَّحو وال ُّلغة‬
‫فلم يَعلم ال ِّلسان ا َّلذي بَيَّن الله لنا دينَنا وخاطبنا به‪ ،‬ومن‬
‫ِﺭ َﺳﺎ َﻟﺔ ﺍﻟ ﱢﺸ ْﺮﻙ َﻭ َﻣ َﻈﺎﻫ ُﺮ ُﻩ‬ ‫لم يَعلم ذلك فلا يَعل ُم دينَه‪ ،‬ومن لم يَعلم دينَه ففر ٌض عليه‬
‫ﺑﻘﻠﻢ�اﻷﺳﺘﺎذ�ﻣﺒﺎرك�ﺑﻦ�ﻣﺤﻤﺪ�اﳌﻴ��رﲪﻪ اﷲ‬ ‫أن يَتع َّل َمه‪ ،‬ف َفر ٌض علينا تع ُّلم النَّحو وال ُّلغة لا بُ َّد منه على‬
‫الكفاية كما ق َّدمنا‪ ،‬ولو سقط علم النَّحو وال ُّلغة لسقط فه ُم‬
‫َﻭ َﺻﺎ َﻳﺎ ﺍﻟ ِﻜ َﺒﺎﺭ ِﻟﻠ ُﻤﺴﻠ ِﻤﲔ ُﺷ ُﻌﻮ ًﺑﺎ ﻭ ُﺣ ُﻜﻮ َﻣﺎ ٍﺕ‬ ‫القرآن وفه ُم حدي ِث النَّب ِّي ﷺ‪ ،‬ولو سقط لسقط الإسلام‪،‬‬
‫)ﺳﻨﺔ ‪1373‬ﻫـ= ‪1954‬ﻡ(‬ ‫فمن طلب النَّحو وال ُّلغة على ِنيَّة إقامة الشريعة بذلك‪،‬‬
‫وليَفهم بها كلام الله ‪-‬ع ّز وجل‪ -‬وكلام نبيِّه ﷺ‪ ،‬وليُفهمه‬
‫ﺁ ِﺧ ُﺮ ﺗﻼ ِﻣﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺲ‬ ‫غي َره‪ ،‬فهذا أج ٌر عظي ٌم ومرتب ٌة عالي ٌة لا يجب التقصير عنها‬
‫ﺍﻟ َّﺸﻴﺦ َﻟ ْﺰ َﻫﺎ ِﺭﻱ َﺛﺎ ِﺑ ْﺖﺣﻔﻈﻪ اﷲ‬ ‫لأحد‪ .‬وأ َّما َو ْس ُم نَف ِسه باسم العلم والفقه و ُهو جاه ٌل بالنَّحو‬
‫وال ُّلغة‪ ،‬فحرا ٌم عليه أن يُفتي في دين الله ‪-‬ع ّز وجل‪-‬‬
‫ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺍﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‬ ‫بكلمة‪ .‬وحرا ٌم على المسلمين أن يَستفتوه؛ لأنه لا ِع ْل َم له‬
‫ﺭﺳﺎﺋ ُﻞ ِﻣﻦ ﺍﳌَ ْﻨ َﻔﻰ ِﺑـ »ﺁ ْﻓ ُﻠﻮ»‬ ‫بال ِّلسان ا َّلذي خاطبنا الله تعالى‪ ،‬وإذا لم يَعلمه فحرا ٌم عليه‬

‫أن يفتي بما لا يعلم‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬ﯯﯰﯱﯲﯳ‬

‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ)‬

‫[الإسراء‪ ،]36:‬وقال تعالى‪( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬
‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ)[الأعراف‪ ،]33:‬وقال تعالى‪:‬‬
‫(ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭﮮ)[النور‪ .]15:‬فمن لم يَعلم ال ِّلسان ا َّلذي خاطبنا الله‬
‫تعالى‪ ،‬ولم يَعرف اختلاف المعاني فيه لاختلاف الحركات‬
‫في ألفاظه‪ ،‬ولا عرف معان َي ألفاظه‪ ،‬ثُ َّم أخبر عن الله ‪-‬ع ّز‬
‫وجل‪ -‬ب َخبَ ٍر ِمن أوامره ونَ َوا ِهيه‪ ،‬فقد قال على الله ‪-‬ع ّز‬
‫وجل‪ -‬ما لم يَعلم‪ ،‬وكيف يُفتي في الذبائح َمن لا يَعلم على‬
‫ما يقع اس ُم ال ّذَكاة في كلام العرب؟ أم كيف يُفتي في ال ِّدين‬
‫َمن لا يَدري فر ًقا بين خف ِض ال َّلم أو َرف ِعها ِمن قول الله‬
‫تعالى‪( :‬ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ)[التوبة‪]3:‬؟‪ ،‬ومثل‬

‫هذا في القرآن كثي ٌر ج ًّدا‪ ،‬وفي هذا كفاية‪.‬‬

‫ف َمن طلب علم النَّحو وال ُّلغة على النِّيَّة ا َّل ِتي ذكرنا ف ُهو‬
‫في أعظم أَج ٍر وأَفضل عم ٍل‪ ،‬و َمن طلبَه ليكون له َمكسبًا‬
‫ومعا ًشا فهو مأجو ٌر و ُمحسن‪ ،‬ولكن أج ُره دون الأجر‬
‫الأول وفوق سائر الصناعات التي يُعاش منها؛ لأنه يُ َع ِّلم‬
‫الخير فيبقى أج ُره قائ ًما فيمن َع َّلم‪ ،‬فمن طلبهما ليتَوصل‬
‫بهما إلى إقامة المظالم وإحياء ُر ُسوم ال َج ْور والتَّ َد ُّرب في‬
‫أحكام ال ُم ُكوس والقبالات والمخاطبة عن ُف َّساق الملوك بما‬
‫يُرضيهم ويُسخط الله ‪-‬ع ّز وجل‪ ،-‬فقد خاب وخسر‪ ،‬و َغ َدا‬
‫في لعنة الله وراح فيها؛ لأنه ظال ٌم‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪:‬‬

‫(ﯹﯺﯻﯼﯽ)[هود‪.]18:‬‬
‫انتهى والحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين‬
‫اصطفى‪ .‬من أجوبة الإمام سيدي عبد الحق الإشبيلي‬

‫‪-‬رحمه الله‪.-‬‬
‫ﻣﺌﺬﻧﺔ�ﺟﺎﻣﻊ�اﻟﺒﺎي�ﻣﺤﻤﺪ�ﺑﻦ�ﻋﺜﻤﺎن�ﺑﻘﺼﺒﺔ�وهﺮان‬

‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬

‫‪20‬‬

‫‪4‬ـ قال تلميذه أبو الحجاج بن الشيخ في كتابه «ألف‬ ‫ِمن ِش ْع ِر ال ُّز ْه ِد‬
‫باء» (‪:)1/28‬‬ ‫َوال ِح َكم َوال َو َصايَا‬

‫«وأنشدني الفقيه المح ّدث أبو محمد عبد الحق الأزدي‬ ‫لعبد الحق الإشبيلي ث َّم ال ِب َجائي‬
‫لنف ِس ِه‪:‬‬
‫قال ابن الزبير الثقفي في ترجمة عبد الحق ال ِبجائي‪:‬‬
‫يَــا طــا ِلــبًــا ِلـلـ ِعـلـ ِم ُمــ ْســتَــ ْر ِشــ ًدا‬ ‫«كان شاع ًرا َمطبُو ًعا‪ ،‬يُزا ِحم ُف ُحول ال ُّشعراء‪ ،‬ولم يُط ِلق‬
‫ُم ْستَنْ ِص ًحا إِ ْن َقــ ِبــ َل النَّا ِص َحا‬ ‫عنانَ ُه في نَ ْظ ِمه)‪ ،(1‬بل اقتص َر على باب ال ُّزهد وما يَرجع‬

‫إِن ُكــنْــ َت تَـبْـ ِغـي َسـنـنًـا َقــا ِصــ ًدا‬ ‫إلي ِه‪ ،‬ونظ ُم ُه في ذلك ح َس ٌن ‪-‬رحمه الله‪»-‬اهـ )‪.(2‬‬
‫وتَــ ْســألُــ ِنــي ِعــ ْلــ ًمــا َوا ِضـــ َحـــا‬ ‫قال الغبريني (ص‪« :)43‬رأي ُت كتابًا مجمو ًعا ِمن‬
‫ِشعره‪ ،‬ك ُّله في ال ُّزهد وفي أمور الآخرة ‪-‬رحمه الله‪»-‬اهـ‪.‬‬
‫َفــار ُكــ ْض إلـى الـنَّـ ِّص َمـ ِطـ َّي ال ُّس َرى‬ ‫‪1‬ـ قال ابن الأبار القضاعي في ترجمة «مروان بن عمار‬
‫فــــ ِإ َّن ِفــيــ ِه الــ َمــتْــ َجــ َر الــ َّرا ِبــ َحــا‬ ‫بن يحيى من أهل بجاية» (ت نحو ‪610‬هـ)‪ ،‬عن صاح ِب ِه‪:‬‬
‫أبي الربيع بن سالم قال‪« :‬أنشدني ‪-‬رحمه الله‪ -‬قال‪:‬‬
‫َوا ْطــــــ َر ِح الـــــ َّرأْ َي َوأَ ْصـــ َحـــابَـــ ُه‬ ‫أنشدني أبو محمد عبد الحق –يعني‪ :‬الإشبيلي‪ -‬لنفسه‬
‫َولاَ تَــ ُكــونَــ َّن َلـــ ُه لاَ ِمــ َحــا»اهـــ‪.‬‬
‫‪-‬رحمه الله‪:-‬‬
‫‪5‬ـ َوقال في (‪:)1/165‬‬
‫«وأنشدني الفقيه المحدث أبو محمد عبد الحق بن عبد‬ ‫َل يَ ْخ َد َعنَّ َك َعـن ِديــ ِن الـ ُهـ َدى نَ َف ٌر‬
‫الرحمن الأزدي الإشبيلي ‪-‬رحمه الله‪ -‬ببجاية ‪-‬حماها الله‪-‬‬ ‫َل ْم يُ ْر َز ُقوا ِفي ا ْل ِت َما ِس ال َح ِّق تَأْ ِيي َدا‬

‫لنف ِس ِه قطعة حسنة أ ّولها‪:‬‬ ‫ُع ْم ُي ال ُقلُو ِب َعــ ُروا َعـ ْن ُكـ ِّل َم ْع ِر َف ٍة‬
‫َل ِكنَّ ُه ْم َك َف ُروا ِبالل ِه تَ ْق ِلي َدا»اهـ)‪.(3‬‬
‫لاَ تَــبْــ ِك ِخـــاًّ َو َل انْــ ِقــ َطــا َعــ ُه‬
‫َو َل لأَ ْســـــــــ َرا ِر َك الـــ ُمـــذَا َعـــ ْه‬ ‫‪2‬ـ وقال أي ًضا في ترجمة «الفضل بن أحمد بن علي بن‬
‫طاهر بن تميم القيسي‪ِ ،‬من أهل «بجاية»‪ ،‬وأَ ْص ُل َس َل ِف ِه ِمن‬
‫َوابْـــــ ِك َز َمـــانًـــا َمــ َضــى و َو َّلــــى‬ ‫«أَ ِشير»‪ ،‬يُع َرف بابن محشوة‪ ..‬وكان أبوه قاضيًا ببجاية»)‪:(4‬‬
‫َعـــنْـــ َك وأَيَّــــا َمــــ َك الــ ُمــ َضــا َعــ ْه‬ ‫«وأنشدنا أبو الربيع بن سالم عنه‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني أبو محمد‬

‫َوا ْر ِجــــــ ْع إلـــى الــلــ ِه ِمـــ ْن َقــ ِريــ ٍب‬ ‫عبد الحق لنفسه‪:‬‬
‫َوا ْخــــــ َش تَــ َجــ ِّلــيــ ِه َوا ِّطــــاَ َعــــ ْه‬
‫َقالُوا ِصـ ِف الـ َمـ ْو َت يَا َهــذَا َو ِشـ َّدتَـ ُه‬
‫َلـــ َعـــ َّلـــ ُه أَ ْن يَــــــ َرا َك ِفــيــ َمــ ْن‬ ‫َف ُق ْل ُت َوا ْمـتَـ َّد ِمنِّي ِعنْ َد َها ال َّص ْوت‬
‫َقـــ َّصـــ َر َعـــ َّمـــا يَـــ ِريـــ ُب بَـــا َعـــ ْه‬
‫يَ ْك ِفي ُك ْم ِمنْ ُه أَ َّن النَّا َس إِ ْن َو َص ُفوا‬
‫َوإِ ْن تَــ َشــا أَ ْن تَـــنَـــا َل ِعـــ ًّزا‬ ‫أَ ْمــ ًرا يَ ُرو ُع ُهم َقالُوا ُه َو ال َم ْوت»اهـ‪.‬‬
‫ِبـــ َغـــيْـــ ِر َمـــــا ٍل َو َل َجــ َمــا َعــ ْه‬
‫‪3‬ـ قال الذهبي‪« :‬ما أحلى َقو َله وأَ ْو َع َظه إذ قال‪:‬‬
‫َفــا ْقــنَــ ْع ِبـــ ُقـــو ٍت وبَــعــ ِض ُقـــو ٍت‬
‫َفــ ِإنَّــ َمــا الـــ ِعـــ ُّز ِفـــي الــ َقــنَــا َعــ ْه‬ ‫إِ َّن ِفــي الــ َمــ ْو ِت َوالــ َمــ َعــا ِد َل ُش ْغ ًل‬
‫َوا ِّد َكــــــا ًرا ِلـــ ِذي الـنُّـ َهـى َوبَــ َا َغــا‬
‫َو َل تَـــ َســـ ْل َفـــالـــ ُّســـ َؤا ُل ذُ ٌّل‬
‫َحـــا َشـــا َك ِمــن ِتــ ْلــ ُكــ ُم الـ ِّصـنَـا َعـ ْه‬ ‫َفـا ْغـتَـ ِنـ ْم ِخ َّطتَيْ ِن َقـبْـ َل ال َمنَايَا‬

‫َوا ْصـــ ِبـــ ْر َعــ َلــى َحــــا ِد ِث الـ َّلـيَـا ِلـي‬ ‫ِص َّح َة ال ِج ْس ِم يَا أَ ِخي َوال َف َرا َغا»اهـ)‪.(5‬‬
‫َواتْـــــــ ُر ِك الـــــ ّذُ َّل والـــ َّضـــ َرا َعـــ ْه‬
‫‪ )1‬في مطبوعة «سير أعلام النبلاء» (‪ :)21/201‬نطقه!‬
‫َفـــ ِإنَّـــ َمـــا ُعــــ ْمــــ ُر َك الــ ُمــ َر َّجــى‬ ‫‪ِ « )2‬صلة ال ِّصلة» لابن الزبير الثقفي (القسم الرابع‪ ،‬ص‪.)5‬‬

‫َهـــ َذا إِ َذا ِنــ ْلــتَــ ُه َكــ َســا َعــ ْه»اهـــ‪21 .‬‬ ‫‪« )3‬التَّكملة لكتاب ال ِّص َلة» (‪ -2/187‬الهراس)‪.‬‬
‫‪« )4‬التَّكملة لكتاب ال ِّص َلة» (‪.)4/58‬‬

‫‪« )5‬سير أعلام النبلاء» (‪ ،)21/201‬و«الوافي بالوفيات»‬
‫(‪.)18/40‬‬

‫َوإِنِّـــــي ِفــيــ ِه ُمــنْــتَــ ِظــ ٌر َر َجــا ِئــي‬ ‫‪6‬ـ َوقال في (‪ )1/478-479‬عند قو ِل َمن قال‪« :‬يا ابن‬
‫ِبــ َذا َك َف َما َر َجــ ْو ُت ِسـ َوى ال َك ِريم»اهـ‪.‬‬ ‫آدم! إِن تَبْذُ ِل ال َفض َل خي ٌر لك‪ ،‬وإِن تُم ِس ْك ُه ش ٌّر لك‪ ،‬ولا تُ َل ُم‬

‫‪9‬ـ َوقال في (‪:)2/587‬‬ ‫على َك َفاف»‪:‬‬
‫«ومن أحس ِن ما أحفظه من ال ِّشع ِر في هذا المعنى ما‬ ‫«أخذ هذا المعنى شيخي أبو محمد عبد الحق ‪-‬رحمه‬
‫أنشدني ِه الفقيه أبو محمد عبد الحق ببجاي َة لنفسه ‪-‬رحمه‬
‫الله‪-‬؛ فقال وأَنش َد ِني ِه‪:‬‬
‫الله‪:-‬‬
‫َد ِع الــ ُّدنْــيَــا ِلـ َطـا ِلـ ِبـ َهـا َو َجــا ِفــي‬
‫َو َل تَ ْل ِو نَ ْح َو الـ َجـ َز ِع َرأْ ًســـا َف ِإنَّ ُه‬ ‫ِبنَ ْف ِس َك َعــ ْن ُمـ َزا َحـ َمـ ِة الـ َعـ َوا ِفـي)‪(1‬‬
‫ِبــ ِإ ْمــ َســا ِك َمــا يَــ ْلــ ِوي إِ َلــيْــ ِه ُمـ َعـ َّود‬ ‫َو ُخـــ ْذ ِمـنْـ َهـا َكــ َفــا ًفــا ِمـــ ْن َحـــ َا ٍل‬

‫من قطع ٍة أولها‪:‬‬ ‫َفــ ِإنَّــ َك َل تُـــ َا ُم َعـ َلـى َكـ َفـا ِف»اهــ‪.‬‬

‫ثَ ِم ْل َت ِم َن ال ُّدنْيَا َو َلـ ْم تَ ْص َح َع ْن َه َوى‬ ‫‪7‬ـ َوقال في (‪:)1/484‬‬
‫َو َغــــ َّر َك أَ ْن َقــالُــوا ُفـــاَ ٌن ُمـ َسـ َّود‬ ‫«ومما أَنش َد ِني ِه أبو محمد عبد الحق ‪-‬رحمه الله‪ -‬لنف ِس ِه‬

‫َو َحـ َّلـ ْت ِبــ َك البَ ْل َوى َو َلــ ْم تَــ َر َعا ِئ ًدا‬ ‫من قطع ٍة أولها‪:‬‬
‫َو َلـــ ْو ُقـ ْلـ َت َوا َرأْ َســـا َلــ َعــا َد َك ُعــ َّود‬
‫َرأَيْــــ ُت الــ َقــنَــا َعــ َة أَ ْغــنَــى ال ِغنَى‬
‫وفي آخرها يقول‪:‬‬ ‫َفـــ ِصـــ ْر ُت ِبــ ِإ ْمــ َســا ِكــ َهــا أَ ْمـتـسـ ْك‬
‫َوأَ ْعــتَــ ْقــ ُت نَـ ْفـ ِسـي َو َلـــ ْم أَ ْشــ ِر َهــا‬
‫َفـ َهـا َك َصـبَـا َح ال َّشيْ ِب َل ٍح َوإِنَّـ َمـا‬
‫ِبـــ َرأْ ِســـ َك ِمــنْــ ُه ِلـلـ َمـ ِنـيَّـ ِة ِمــ ْقــ َود‬ ‫ِبــبَــ ْخــ ٍس َفــتُــ ْمــ َلــ َك ِفــيــ َمــ ْن ُمـ ِلـ ْك‬
‫َف َش ِّم ْر ذُيُــو َل ال َغ ِّي َوانْــأَ َعـ ِن ال َه َوى‬ ‫َفــ ِصــ ْر ُت َغـ ِنـيًّـا ِبــ َا ِد ْر َهــــ ٍم أَ ِتـيـ ُه‬
‫َلــ َعــ َّلــ َك تَـ ْسـ ُمـو ِعــنْــ َد َهــا َوتُــ َســ َّود‬
‫َعــ َلــى الــنَّــا ِس ِتــيــ َه الــ َمــ ِلــ ْك»اهـــ‪.‬‬
‫َو َل تَــــــ ْلــــــ ِو‪...........................‬‬
‫‪............................‬الـــبـــيـــت»اهــــ‪.‬‬ ‫‪8‬ـ َوقال في (‪:)2/595‬‬
‫«وأنشدني الفقيه أبو محمد عبد الحق لنفسه ببجاي َة‬
‫‪10‬ـ َوقال في (‪:)2/510‬‬
‫«‪....‬أنشدني لنفسه‪:‬‬ ‫حماها الله تعالى‪:‬‬

‫َض ِح َك ال َّشيْ ُب َفــ ْو َق َرأْ ِســي َفأَ ْغ َرب‬ ‫َلــو الـــ َويْـــ َات ِمـــ ْن ذَنْــــ ٍب َحــ ِديــ ٍث‬
‫إِ ْذ َرآ ِنـــي ذَ َهــبْــ ُت ِفـي َغـيْـ ِر َمذْ َهب‬ ‫َوآ َخـــــ َر ِفـــي َصــ ِحــيــ َفــ ِتــ ِه َقــ ِديــم‬
‫ُهـ َو يَنْ َعى إِ َلــ َّي ِفي ال ِحي ِن)‪ (3‬نَ ْف ِسي‬
‫َوأَنَــــا َجــا ِنــبًــا)‪ (4‬أَ ُخــــو ُض َوأَ ْلــ َعــب‬ ‫تَــ َمــا َدى ِفــي الــ ِغــ َوايَــ ِة َوا ْســتَــ َمــ َّر ْت‬
‫َمــ ِريــ َرتُــ ُه َعـ َلـى الـ ِحـنْـ ِث ال َع ِظيم‬
‫َوإِذَا َلـــ ْم تُـــنَـــا ِد إِ َّل َجــ َمــا ًدا‬
‫َفــ ِمــ ِن الــ ِعــ ِّي َمــا تَــــ ُرو ُم َوتَـ ْطـلُـب‬ ‫َو َمـــن يَــ ْعــ ِص ال ِإ َلــــ َه َفـ َمـا َلــ ُه ِمـ ْن‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫َصــ ِديــ ٍق ِفــي الـــ ُو ُجـــو ِد َو َل َح ِميم‬
‫من قطعة آخرها‪:‬‬
‫َفـــ َا تَـــيْـــأَ ْس َلـــ ُه َفــ َلــ َعــ َّل ُر ْحــ َمــى‬
‫أَ ْحــ َســ َن الـلـ ُه ِلــي َعـــ َزا َي ِبنَ ْف ِسي‬ ‫َســتُــ ْد ِر ُكــ ُه ِمـــ َن الــ َمــ ِلــ ِك الـ َّر ِحـيـم‬
‫إِ ْن يَ ُك ْن يَ ْح ُس ُن ال َع َزا ُء ِل ُمذْ ِنب»اهـ‪.‬‬
‫َفــتَــ ْلــ َقــا ُه َكــ َمــا َلــ ِقــيَــ ْت أَبَــــا ُه‬
‫‪ )3‬في (‪ :)2/365‬في الحال‪.‬‬ ‫َو َقـــ ْد َقــذَ َفــ ْت ِبــ ِه ِر ْجـــاً ُهــ ُمــوم)‪(2‬‬
‫‪ )4‬في هذا الموضع من المطبوع‪ :‬جانيًا‪َ .‬وفي (‪:)2/365‬‬
‫‪ )1‬في « ِصلة ال ِّصلة»(القسم الرابع‪ ،‬ص‪ :)5‬القوافي‪.‬‬
‫جانبًا‪.‬‬ ‫‪ )2‬وذكره أي ًضا في (‪)2/415‬؛ قا َل‪« :‬ولله َد ُّر شيخي أبو‬

‫محمد عبد الحق إذ يقول‪:‬‬
‫َف َل تَيْأَ ْس َل ُه َف َل َع َّل ُر ْح َمــى** َستُ ْد ِر ُك ُه ِم َن ال َم ِل ِك ال َّر ِحيم‬
‫َفتَ ْل َح ُق ُه َك َما َل ِح َق ْت أَبــــا ُه** َو َق ْد َقذَ َف ْت ِب ِه ِر ْج ًل ُس ُموم»اهـ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪14‬ـ وقال ابن الزبير الثقفي في « ِصلة ال ِّصلة» (القسم‬ ‫‪11‬ـ َوقال في (‪:)2/485‬‬
‫الرابع‪ ،‬ص‪:)6-7‬‬ ‫«أنشدني الفقيه أبو محمد عبد الحق ‪-‬رحمه الله‪-‬‬

‫«و ِمن ِشعره أي ًضا‪:‬‬ ‫ببجاي َة لنفسه يمدح رسول الله ﷺ فقال‪:‬‬

‫يَـــا آ ِمــــ َن الــ َّســا َحــ ِة َل يُـــ ْذ َعـــ ُر‬ ‫بَــ َشــ ٌر ِمـــ ْن بَــ ِنــي آ َد َم َمــ ْولُــود‬
‫بَــيْــ َن يَـــ َديْـــ َك الـــ َفـــ َز ُع الأَ ْكــبَــر‬ ‫ِفـــي ُمــ َضــ َر الــ َحــ ْمــ َراء َمــ ْعــ ُدود‬

‫َوالـــ َمـــ ْر ُء َمــنْــ ُصــو ٌب َلـــ ُه َحـتْـ ُفـ ُه‬ ‫َجــــا َء ِبـــ ِه الــلــ ُه َعــ َلــى ِغــــ َّر ٍة َو‬
‫َلــــ ْو أَنَّـــــ ُه ِبـــ َز ْعـــ ِمـــ ِه يُــبْــ ِصــر‬ ‫الـــنَّـــا ُس ِفـــي الــ ُكــ ْفــ ِر َعــبَــا ِديــد‬

‫َو َهــــــ ِذ ِه الــنَّــ ْفــ ُس َلــ َهــا َحــا َجــ ٌة‬ ‫أَ ْر َســـ َلـــ ُه ِمـــ ْن َخــيْــ ِر ِهــ ْم َمـ ْحـتَـ ًدا‬
‫َوالــ ُعــ ْمــ ُر َعــ ْن تَ ْح ِصيلِ َها يَ ْق ُصر‬ ‫ِمـــ ْن َحــيْــ ُث ِلــ ْلــ َعــ ْلــيَــا ِء تَ ْش ِييد‬

‫َو ُكــ َّلــ َمــا تُـــ ْز َجـــ ُر َعـــ ْن َمــ ْطــ َلــ ٍب‬ ‫ِمــ ْن َحـيْـ ُث َمــا ُء الـ ُجـو ِد ُم ْستَ ْعذَ ٌب‬
‫َكـــانَـــ ْت ِبـــ ِه أَ ْهـــيَـــ َم إِ ْذ تُــ ْز َجــر‬ ‫َغـــ ْمـــ ٌر َو ِظـــــ ُّل الـــ ِعـــ ِّز َمـــ ْمـــ ُدود‬

‫َو ُربَّـــ َمـــا أَ ْلـــ َقـــ ْت َمــ َعــا ِذيــ َر َهــا‬ ‫ِمـ ْن َها ِش ِم ال َخيْ ِر َو ِمــ ْن ُز ْهـــ َر ِة الــ‬
‫َلـــ ْو أَنَّـــ َهـــا يَـــا َويْــ َحــ َهــا تُــ ْعــذَر‬ ‫ــــ ُمنْتَ ِخ ِب الــ ُغــ ِّر الـ َّصـنَـا ِديـد‬

‫َونَـــا ِظـــ ُر الـــ َمـــ ْو ِت َلــ َهــا نَــا ِظــ ٌر‬ ‫أَ ْشــــ َر َقــــ ِت الأَ ْر ُض ل ِإتْـــيَـــا ِنـــ ِه‬
‫َلـــ ْو أَنَّـــ َهـــا تُــنْــ َظــ ُر إِذْ يُـنْـ َظـر‬ ‫َفــا ْخــ َضــ َّر ِمـــ ْن َمــبْــ َعــ ِثــ ِه الــ ُعــود‬

‫َو َرا ِئـــــــ ُد الـــ َمـــ ْو ِت َلــــ ُه َطــ ْلــ َعــ ٌة‬ ‫َصــ َّلــى َعــ َلــيْــ ِه الــلــ ُه ِمـــ ْن ُمــ ْر َســ ٍل‬
‫يُــبْــ ِصــ ُر َهــا الأَ ْكـــ َمـــ ُه َوالـ ُمـبْـ ِصـر‬ ‫َمـــا َدا َم تَــ ْســ ِبــيــ ٌح َوتَــ ْمــ ِجــيــد‬

‫َو َر ْو َعــــــ ُة الـــ َمـــ ْو ِت َلــ َهــا َســ ْكــ َر ٌة‬ ‫َو َعــــ َّل يَــــ ْو َم الــ َحــ ْشــ ِر أَ ْكــبَــا َدنَــا‬
‫َو ِمــثْــلُــ َهــا ِمـــ ْن َر ْو َعـــــ ٍة تُـ ْسـ ِكـر‬ ‫َحــ ْو ٌض َلـ ُه ِفي ال َح ْش ِر َمــ ْو ُرود»اهـــ‪.‬‬

‫َوبَـــيْـــ َن أَ ْطـــبَـــا ِق الــثَّــ َرى َمــنْــ ِز ٌل‬ ‫‪12‬ـ َوقال في (‪:)2/442‬‬
‫يَـــنْـــ ِزلُـــ ُه الأَ ْعــــ َظــــ ُم َوالأَ ْحـــ َقـــر‬
‫«ورأي ُت في كتاب «البهجة» لشيخي أبي محمد عبد‬
‫يَـــتْـــ ُر ُك ذُو الــ َفــ ْخــ ِر ِبـــ ِه َفــ ْخــ َر ُه‬ ‫الحق ‪-‬رحمه الله‪ -‬بيتًا في قطع ٍة حسن ٍة ِشي ِنيَّ ٍة له أعجبتني؛‬
‫َو َصـــا ِحـــ ُب الــ ِكــبْــ ِر ِبـــ ِه يَـ ْصـ ُغـر‬ ‫فيأُذو َللــك ِئاــل َِّكش اعل ِرـاَقلـ َّْوصاُم ِل إِ ِح ْنين ُ؛عــث َّدم‬ ‫َو َص َف‬
‫َف ُهم‬ ‫قال‪:‬‬
‫َقـــ ْد َمـــــ َأَ ْت أَ ْر َجـــــــا َء ُه َر ْو َعــــ ٌة‬
‫نَــ ِكــيــ ُر ُه الـــ َمـــ ْعـــ ُرو ُف َوالــ ُمــنْـ َكــر‬ ‫الــ ِكــ َرا ُم‬

‫َوبَـــ ْعـــ ُد َمــا بَــ ْعــ ُد‪َ ،‬وأَ ْعـــ ِظـــ ْم ِبــ ِه‬ ‫َوإِ ْن تُ ِر ْد دبَ ًشا َها نَ ْح ُن َذا َدبَ ِش)‪»(1‬اهـ‬
‫ِمـــ ْن َمــ ْشــ َهــ ٍد َمــا َقـــــ ْد ُر ُه يُــ ْقــ َدر‬
‫قصائد وأشعار‬ ‫‪13‬ـ َوقال في (‪:)2/359‬‬
‫في أبيا ٍت‪ ،‬و ِشع ُر ُه ‪-‬رحمه الله‪ -‬في هذا الغرض وما‬
‫يَرجع إليه كثي ٌر»اهـ‪23 .‬‬ ‫« َوإِ َذا َكــانَــ ِت الــ ِعــنَــايَــ ُة ِمـنْـ ُه‬
‫َجـــا َء َك ال َّس ْع ُد أَيْنَ َما ُكنْ َت تُ ْح َضر‬

‫وهذا البي ُت أَنش َد ِني ِه الفقيه أبو محمد عبد الحق ‪-‬رحمه‬
‫الله‪ -‬لنف ِس ِه في قطع ٍة منها‪:‬‬

‫َشــ َكــ َر الـلـ ُه َســ ْعــ َي َقـــ ْو ٍم َفــ َفــا ُزوا‬
‫َوأَنَـــا َلــ ْم يَـ ُكـ ْن ِلــي َسـ ْعـ ٌي َفيُ ْش َكر‬

‫َوثَــنَــى َمــ ْن ثَـنَـى ِعــنَــا َن التَّ َصا ِبي‬
‫َوأَنَــــا ِمــثْــ ُل َمــا َعــ ِهــ ْد َت َوأَ ْكــثَــر‬
‫َوإِ َذا ال َعبْ ُد َلــ ْم يُـ َمـ َّد ِبــ ُر ْشــ ٍد أَنْـ َجـ َد‬
‫الــ َّد ْهــ َر ِفــي الــ َّضــاَ ِل َو َغـــ َّور»اهــــ‪..‬‬

‫‪ )1‬الدبش أو القش‪ :‬هو عند العامة متاع البيت ال ُّدون‪.‬‬

‫َو ْه َرا ُن ال ِإ ْس َل ِميَّة‬

‫(ت ‪560‬هـ) في كتابه‪« :‬نزهة المشتاق»)‪(1‬؛ الذي َأ َّل َفه سنة (‪548‬هـ)‪:‬‬ ‫«قا«لواهلرجاغنر»افيعلال ِىإد َمريق�ُرسب ٍية‬
‫مقدرة‬ ‫ِنما ِنف َقة‪،‬ض َّفوة ِاهلبيحتُرقاا ِبل ُمل ِلمح‪،‬ديونعةليأَ ْلهامر ُيسةو ُِرمتُنرا ٍسبا ُمحت َلقنب‪،‬حورب اهلاأأندسلواسٌ‪،‬ق‬ ‫وصنائ ُع كثيرة وتجارا ٌت‬
‫و َس َع ُة‬
‫البحر بينهما مجريان‪َ ،‬و ِمنها أكث ُر ِمي َر ِة سا ِحل الأندلس‪ ،‬ولها على با ِبها َم ْر َسى صغير لا يَستُ ُر‬
‫شيئًا‪َ ،‬ولها على ميلين منها «المرسى الكبير»‪ ،‬و ِب ِه تَ ْر ِسي المراكب الكبار وال ُّس ُفن السفرية‪،‬‬
‫وهذا ال َم ْر َسى يَستُ ُر ِمن ال ِّريح‪ ،‬وليس َل ُه ِمثا ٌل في َم َرا ِسي حائط البحر ِمن بلاد البربر‪ ،‬و ُش ْر ُب‬
‫أَه ِلها ِمن وا ٍد يَج ِري إليها ِمن البَ ِّر‪ ،‬و َع َلي ِه بساتي ُن وجنَّا ٌت‪ ،‬وبها فوا ِك ُه ممكنة‪ ،‬وأَهلُ َها في‬
‫وال َع َس ُل بها َمو ُجو ٌد‪ ،‬وكذلك ال َّس ْمن وال ُّزبْد‪ ،‬والبَ َقر وال َغنَم بها رخيص ُة بالثَّ َمن اليَ ِسير‪،‬‬ ‫َخ ْص ٍب‪،‬‬
‫ااَمللأدَنحيدنميلٌُةركسيثفإيليري ُةَكهتااالبُبَمه َ‪:‬خسات«ِلِتايلفةرن‪،‬وووا ِلفضثِّايَملاأَمره‪،‬عِلهطواالرهدا»)ه‪(َ 2‬مقا؛نَ ٌءاةل َذوس ِاعيِئَّزَأٌُةْحنأََِجنمْ َُزفُنه ٍ ُسعسيُن َووةنَن(ْخ‪َ6‬ووأَ‪ٌ6‬ةن»‪8‬اهاهـه)ر‪:‬ـ‪.‬وأَ ْر َحاء كثيرة‪ ،‬وهي‬ ‫و َمرا ِك ُب‬
‫َوأَهلُ َها َمو ُصو ُفون ب ِع َظم ال َخ ْل ِق‬ ‫ُق ًرى كثير ٌة وآثا ٌر‬ ‫َوقال‬
‫إلى َمن ِكب ال َّر ُجل منهم‪ ،‬واقتطع‬ ‫الرجل الكا ِم ُل ِمن‬ ‫« ِه َي‬
‫قديم ٌة‪،‬‬ ‫نظ ٌر كبي ٌر‪ِ ،‬في ِه‬ ‫ال ِب َلد‪ ،‬ولها‬ ‫ِمن ُغ ِّر‬
‫غي ِرهم‬ ‫وال ِّش َّدة‪ ،‬يَ ُكو ُن‬ ‫ال َقا َمة والأَيْد‬ ‫وكما ِل‬
‫رج ٌل من ُهم ألف َط ْل َح ٍة و َح َم َلها على َظه ِره يُ ِقي ُم بها بيتًا يَ ْس ُكنُ ُه‪ ،‬و ِلوهران َمر ًسى كبي ٌر لل ُّس ُفن‬
‫كُكول ِّلاهمرِارايلن ٍإحد؛ُسريلأوَ�نَُّرسُهيتُفأرياي ٍ ًبضاج‪ُ:‬موتمَنقحن َ‪.‬مج‪.‬بَ‪.‬و ٍدل» ُإمملقِطخد ٍّيلماعشلذفىيكرو«هنهازرلاهإدةنرا ُيلمأرنستَ ِظُّفيا ٍعرق‪.‬فب َيل ُه‪.‬عجائب‬ ‫يُ ِك ُّن ِمن‬
‫والأخبار»)‪،(3‬‬ ‫التورايخ‬ ‫وعلى‬

‫ونقل‬
‫وزا َد علي ِه فقال‪:‬‬
‫« َوكثي ًرا ما يَت َغ َّل ُب علي َها إِف َرن ُج الأَندلُس ِمن أَي ِدي المسلمين‪ ،‬ثُ َّم يَفتَ ُحها المسلمون منهم‪،‬‬
‫َموحسام َعد َةباتايرأي ِخح ُداألُ َمكتَرااءبال‪-‬جزاسئنرة ‪7‬سن‪0‬ة‪0152‬؛‪12‬سب؛عخومماسئتيومنائوتأيلنفو‪-‬أل ِبأَفيْ‪ِ ،‬دأًثَيابَا ُلهماللس ُله»مايهن‪،‬ـ‪َ .‬فتَ َح َها الأَِمي ُر‬

‫‪ )1‬نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (‪ )1/252‬طبعة مكتبة الثقافة الدينية ‪1422-2002‬م‪.‬‬ ‫مصابيح العلم ‪ -‬العدد ‪3‬‬
‫‪ )2‬الروض المعطار في عجائب التواريخ والأخبار (ص‪ )612-613‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬ط‪.‬مكتبة لبنان‪ ،‬ط‪2،‬‬

‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ )3‬نزهة الأنظار‪ ،)1/78-79(....‬ط‪ .‬دار الغرب الإسلامي‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫إصدارات‬


Click to View FlipBook Version