حالـة حقوق الإنسان في العــراق
، تحكمه سلطة فاسدة،شعب مسلوب الإرادة
في غيا ٍب لحكم القانون
Mailing address: [email protected] Tel: +41 22 788 19 71 Website: www.gicj.org
Postal address: GICJ, P.O. Box 598, 1214 Vernier, Geneva, Switzerland
Headquarters: 150 Route de Ferney, CH 1211 Geneva - Switzerland
حالة حقوق الإنسان في العراق
2018
مق ّدمة
مع نهاية العام ،2018يكون قد مض ى خمسة عشرة عام ًا على بدء عمل ّية غزو العراق عام 2003التي نجم عنها احتلال مد ّمر ،واحلال نظام حكم يقوم على المحاصصة
الطائف ّية بعد ابعاد الكوادرالمحترفة في الدولة العر اق ّية إثرح ّل الجيش والمؤسسات الأمن ّية وغيرها من الدوائربما فيها تلك ذات الطابع المدني .وما يزال شعب العراق
يعيش ،في ظروف سيئة للغاية ،اذ يفتقرإلى الخدمات الأساسية ومنها الماء والطعام والكهرباء .وبالإضافة إلى أن حقوقه في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة
البدنية والعقلية ،والتعليم ،والتجمع السلمي ،وتكوين الجمعيات وح ّرية التعبير ،ب ّل ح ّقه الأساس في الحياة ،قد تع ّرضت جميعها للخطرنتيجة للعمليات العسكرية
العشوائية والمد ّمرة التي ُنفذت في البلد وكذلك سياسات التخويف والتهديد.
وارتفعت نسبة البطالة بين الشباب ،وقد اعتبر 52.5بالمائة من العر اقيين أن الأوضاع الاقتصادية السيئة (الفقروالبطالة وارتفاع الأسعار) هي اهم التح ّديات التي
تواجه حياتهم ،في حين اعتبر 32.5بالمائة الفساد المالي والإداري من اهم تلك التحديات ،في مقابل 9.7بالمائة للأمن والاستقرارالداخلي ولم يعتبرسوى 3.5بالمائة ان
تعزيزالديمقراطية يمثل تح ّدي ًا مه ّما لهم.1في هذه البيئة من تر ّدي الأوضاع وعدم الاستقرار ،سيطرت الميليشيات ،التي ُتشيع قيم الطائفية ونشرالعنف ،على مختلف
مدن البلاد ،وتفاقمت الأوضاع الهشة بالفعل لسكانها ،وغابت سلطة الدولة وسيادة القانون ج ّراء ضعف القضاء وعد استقلاليته.
وتركتها غيرصالحة للسكن وهوما يع ّرض حاية الملايين للخطر ،وهنالك مدن لقد استخدمت السلطة والميليشيات ذريعة محاربة الإرهاب لتدميرمدن العراق ال ُكبرى،
أولئك الذين يتظاهرون سلمي ًا من أجل حقوقهم ،فضل ًا عن استمراراستهداف أخرى ُيحرم س ّكانها من مجرد التفكيربالعودة اليها مثل جرف الصخر .وعادة ما يتم قمع
الصحفيين.
الوضع في العراق ،مع نهاية العام 2018وبداية العام ،2019هوأكثرمن س يء ،فلقد ترك هذا الملايين من العر اقيين يائسين من حصول أ ّي تغي ّيرللوضع في بلدهم.
- 1برنامج الأمم المتح ّدة الإنمائي ،UNDPتقرير التنمية الإنسان ّية العربية للعام ،2016
سلب إرادة الشعب
▪ بالرغم من أن البلاد ُتجري انتخابات منتظمة كل 4سنوات منذ عام ،2003لكن تلك الانتخابات ،بما فيها تلك التي جرت في مايس/آيار ،2018ظ ّلت بعيدة
كل البعد عن الديمقراطية .ومن القضايا الرئيسية هي أنها تستند إلى دستور يهدف إلى الحفاظ على النظام الطائفي الحالي بك ّل سيئاته ،رغم ان الغالبية
العظمى من الشعب تطالب بتغيير ذلك.
▪ في كل هذه الانتخابات ،لا يستطع الناخبون التمييز بين الأفراد الذين يشك ّلون مختلف الائتلافات حيث لا يتم تقديم المعلومات الكاف ّية عن الأسماء ،كما لا
يتم توفير برامج انتخابية مح ّددة ،لذلك لا يمكن للجمهور الاعتماد إلا على الوعود الكاذبة للمرشحين الذين يستغلون الأوضاع السيئة في البلاد للحصول
على الأصوات .وهنا تستشري الرشوة والفساد على أساس منتظم ،ويجري دفع الناخبين للتصويت على اسس طائفية.
▪ ُاعتبرت الانتخابات التي جرت في عام 2018الأسوء من نوعها ،فقد جرت في ظروف مقاطعة شعبية عارمة ،اذ تؤك ّد تقارير وملاحظات المئات من المراقبين
داخل العراق ان اقل من %20قد شاركوا فيها .كما شابها تزوير كبير وتعالت الاتهامات بين الأطراف السياسية المشاركة بها وق ّدم كل طرف الأد ّلة على
حصول تزوير من قبل اطراف أخرى ،وعندما تم الاتفاق على اجراء فرز يدوي للأصوات في احد المراكز الإنتخاب ّية المه ّمة جرى حرق المركز بما فيه من
صناديق انتخابية في فعل مفضوح الأهداف.
فساد السلطة
▪ منذ الغزو الأمريكي تغلغل الفساد في معظم مفاصل الدولة في العراق .أصبحت الرشوة والرعاية علﻰ أساس الحزب أو الأسرة أو المجتمع ،هي ممارسة
شائعة داخل الحكومة العراقية .ولم يعد بالإمكان تنفيذ أي مشروع كبير او صغير دون ان يصاحب ذلك دفع رش ًى لغرض استحصال الموافقات الرسم ّية
عليه .كما لم يعد بالإمكان الحصول على ا ّية وظيفة في الدولة – مهما كانت بسيطة – دون دفع رش ًى للحصول عليها.
▪ الش ّق الآخر للفساد الحكومي هو سرقة الأموال العامة بالجملة .ويتم غالب ًا من خلال المشاريع الوهم ّية التي لا ُتنفذ ان ّما ته ّرب التخصيصات الخا ّصة بها الى
خارج البلاد من قبل اعلى المسؤولين في السلطة .وحتى نهاية العام ،2018فان مشاريع الطاقة الكهربائية ،الطرق والجسور ،المستشفيات ،المدارس
والجامعات ،المصانع ،وغير ذلك ظ ّلت حب ًرا على ورق في حين ان تخصيصاتها قد استولى عليها المسؤولين المعنيون.
ُه ِّّربت خارج العراق ووفق ًا لبيانات هيئة النزاهة العراق ّية ،وعدد من المختصين
هي ترليون و 14مليون دولار امريكي .وقد (رئاسة الجمهورية، في العراق فأن مجموع المبالغ التي بات من المؤكد ان الفساد قد تغلغل في كل مفاصل الدولة ▪
رئاسة الوزراء ،رئاسة البرلمان ،ثم الن ّواب بدء ًا بالطبقة السياس ّية الحاكمة
والوزراء وأعضاء البرلمان والمدراء العا ّمون وأجهزة حفظ النظام) التي وصلت الى مرحلة من الغنى الفاحش ج ّد ًا على حساب الشعب الذي يتظاهر بحث ًا عن
قطرة ماء للشرب ،وطلب ًا لوظيفة تس ّد متطلبات الحياة الاساس ّية.
▪ ومع نهاية العام 2018ما يزال العراق يحتل موقع ًا متقدم ًا بين اكثر الدول فساد ًا في العالم ،واقل الدول في معيار الشفاف ّية الدول ّية.
غياب حكم القانون
▪ ُاجريت إثر الغزو تغييرات هيكلية في النظام القضائي قادته إلى التسييس وعدم الفعالية .على وجه الخصوص ،جرى إنشاء محاكم خا ّصة وع ّين القضاة
ال ُجدد على أساس انتماءاتهم الطائف ّية والعرق ّية ومدى تأييدهم لقوى الاحتلال.
▪ ثبت تعاطي الكثير من القضاة وقادة الأجهزة القضائية الرشاوى ،وكذلك خضوعهم لأهواء السلطة التنفيذية والميليشيات واصدارهم الأحكام طبق ًا لذلك.
▪ ما تزال المحاكم تستخدم قانون مكافحة الإرهاب رقم 13لعام 2005في انزال احكام غير عادلة ضد كثير من الأبرياء ،تصل الى الإعدام ،تنفيذ ًا لرغبات
المسؤولين الحكوميين وقادة الميليشيات.
▪ فشل القضاء العراقي في اتخاذ أي اجراء من اجل تحقيق العدالة للمدنيين الذين أسيئت معاملتهم .كما أ ّدى ضعفه إلى ت ّدخل الميليشيات الموالية للحكومة
في قرارات المحاكم في العديد من الحالات .ونتيجة لذلك ،أصبح النظام القضائي نفسه عامل ًا مساعدة في زيادة ارتكاب العنف .وقد قبلت المحاكم
الاعترافات المُنتزعة تحت التعذيب لإدانة الآلاف من الناس حتى الموت دون احترام لحقوقهم الأساسية في المحاكمة العادلة.
▪ ا ّدى انتشار الميليشات المسّلحة ،والضعف المؤسساتي لأجهزة حفظ القانون ،الى سيادة فوض ى عارمة في البلاد كان من اهم مظاهرها انتشار السلاح على
نطاق واسع ،واللجوء الى العنف لتصف ّية الحسابات ،والركون الى حكم العشائر لح ّل الخلافات ،وا ّدى ك ّل ذلك الى غياب تام لسيادة القانون.
Ahmad al-Rubaye/AFP/Getty Images
الميليشيات تتحكم بالبلاد في ظل غياب القانون
اهم المؤشرات في عام 2018
اولا .تراجع الحقوق السياسيّة والقتصادية والجتماعية والثقافية
.1الحتياجات الأساسيّة
يزداد افقار العراقيين يوم ًا بعد آخر ،إذ تزداد اعداد العاطلين عن العمل ،وتتجاوز نسبة الذي يعيشون تحت مستوى خ ّط الفقر بأكثر من 40بالمائة ،ويق ّدر
أن أكثر من 8مليون عراقي ،أي ما يقرب من ٪25من السكان ،يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة في واحد او اكثر من الاحتياجات الأساس ّية التالية:
▪ الغذاء :يعيش أكثر من ربع السكان في العراق الآن تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم .ويع ّد انعدام الأمن الغذائي حال ًة ُمزمنة في العديد من المناطق
(مثل واسط والناصرية والمثنى) .وعندما يتوفر الغذاء الأساس ي للغاية ،يكون السعر مرتفع ًا ج ّد ًا بحيث لا يقوى على تح ّمله سوى عدد قليل.
▪ المياه :يفتقر الملايين من العراقيين إلى المياه الصالحة للشرب ويعيشون في ظل أنظمة مياه مجاري سيئة .وفي المناطق الريفية ،حيث لا يحصل سوى عدد
قليل جد ًا من الأسر على مياه الشرب المأمونة ،يصبح الوضع أكثر خطورة .كما ان سوء نوعية المياه ق ّد ا ّدى إلى الإصابة بكثير من الأمراض التي تنقلها المياه
وغيرها من الآثار الخطيرة.
▪ الكهرباء :علﯽ الرغم من الاستثمارات التي تبلغ ملﯾار الدولارات ،فﺈن متوسط ما تتلقاه الأسر في بغداد من الكهرباء يتراوح بين 4الى 8ساعات فقط من
خلال الشبﮐة العامة ،في حﯾن ﯾتلقﯽ بقﯾة البلد أقل من 4ساعات في الﯾوم.
▪ السكن :يزداد عدد العراقيين المحرومين من سكن لائق يوم ًا بعد آخر ،وتنتشر العشوائيات في مدن العراق التي تغيب عنها ابسط الخدمات ،كما يزداد
عدد المشردين والذين غالب ًا ما يتخذون الشوارع والساحات العامة مكان ًا لإيوائهم في ظ ّل تخ ّلي الدولة عن القيام بواجباتها .ويكون هؤلاء عرض ًة للانتهاكات
والمضايقات وتحت رحمة الميليشيات والعصابات المسّلحة.
.2تدهور النظام الصحي
▪ شهد النظام الص ّحي ،الذي كان من أفضل الأنظمة في المنطقة ،تدهور ًا كبي ًرا ،منذ عام ،2003حتى وصل اليوم الى أدنﻰ مستوى من حيث الخدمات
والرعاية الصح ّية والفشل الإداري ج ّراء تس ّيد عديمي الخبرة.
▪ قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بقصف وتدمير العديد من المستشفيات والمؤسسات الصح ّية وحتى احتلالها ،وبالتالي منع المدنيين
العراقيين من الوصول إليها ،وحتى اليوم لم يج ِّر اصلاح المستشفيات المد ّمرة.
▪ وفضل ًا عن التدهور الما ّدي المتفاقم للبنية التحتية الصح ّية ،هناك نقص في الأدوية والمع ّدات الطبية ،وغياب المهني ّين الطبي ّين الذين ف ّر معظمهم من
البلاد.
▪ أ ّدى الفساد واسع النطاق في النظام الصحي إلى تبديد مبالغ ضخمة من التخصيصات بسبب الرشاوى على حساب المدنيين الذين لم يعودوا قادرين على
تح ّمل تكاليف العلاج.
▪ اليوم مع نهاية عام 2018واطلالة العام ،2019يفتقر العراقيون إلى الرعاية الصحية الأساسية ،مما يؤ ّدي إلى عدد متزايد من الأمراض والوفيات.
.3تدهور النظام التعليمي
▪ يعاني نظام التعليم في العراق كثيرا بسبب تدمير المعاهد التعليمية والمباني في جميع أنحاء البلاد إثر الغزو .فالمعروف أن ٪84من مؤسسات التعليم العالي
العراقية قد أحرقت أو ُنهبت أو ُد ّمرت بعد الغزو مباشرًة.
▪ فشلت الحكومة في إعادة بناء نظام التعليم ومنع استخدام المرافق التعليمية كقواعد عسكرية أو مق ّرات للميليشيات ومسرح ًا لتدخل رجال الدين.
▪ بالإضافة إلﯽ ذلك ،تستمر الهجمات المباشرة ضد الأساتذة والموظفﯾن في تواصل للحملة المنظ ّمة التي بدأ بعد الغزو مباشرًة ،مما أ ّدى إلﯽ نزوح
الأﮐادﯾمﯾﯾن والأساتذة والمهنيين .وق ّد أ ّدى ذلك بدوره إلﯽ خفض المعاﯾﯾر التعلﯾمﯾة بشﮐل ﮐبﯾر.
▪ في السنوات العشر الماضية ،قامت وزارة التعليم بهدم أكثر من 700مدرسة على أساس الحاجة لإعاة بناءها ،ولكنها لم تنفذ خطة إعادة إعمار حقيقية.
وقد واجه تمويل المواد التعليمية تخفيضات هائلة ،وأصبح النظام
أكثر عرضة للفساد والرشوة.
▪ ونتيجة لذلك ،ووفقا لتقرير التنمية البشرية لعام ،2016
University of Mosul. Ahmed Jadallah, Reuters. انخفضت معدلات معرفة القراءة والكتابة بين البالغين في العراق
إلى نسب كبيرة .فبعد ان استطاع العراق القضاء على الأم ّية منذ
الثمانينات ها هي تعود اليه ثاني ًة اذ يق ّدر ان ما يقرب من 40بالمائة
من العراقيين لا يجيدون القراءة والكتابة.
▪ وفي حين اخرج تقرير "القدرة التنافسية العالمي" للعام -2017
،2018الصادر عن المنتدى الاقتصادي الدولي ،التعليم في العراق
من قائمة التقييم العالمي .فقد خرجت المؤسسات الأكاديمية
العراقية ،هي الأخرى ،خارج أنظمة جودة التعليم ،ووضعت
الجامعات العراقية في ذيل دليل الجامعات في العالم.
.4حقوق المرأة
منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ،كانت النساء جز ًءا لا يتجزأ من المجتمع العراقي .وتمكنت المرأة من الحصول من تبوء المناصب السياسية ودخول المجال
الاقتصادي ،وحصلت على مستوى متق ّدم من التعليم .وخلال سني العقوبات الاقتصادية القاس ّية سرعان ما تدهورت الحالة لك ّنها أصبحت حرجة للغاية منذ
عام .2003وكانت النتيجة انخفاض تدريجي لحقوق المرأة وصل الى اسوء المستويات عام ،2018ومنها:
▪ ان غالبية النساء بقين مسؤولات عن توفير مستلزمات العيش لأسرهن في ظل وضع اقتصادي ُمعقد ،وتضاؤل فرص العمل ،وغياب نظام مساعدات
اجتماع ّية ف ّعال .ويصبح الوضع اكثر تعقيدا في مخيمات النزوح الخالية من ابسط مستلزمات العيش.
▪ بسبب تدھور النظام الصحي ،وجدن النساء ،بالإضافة إلﯽ بقﯾّة السﮐان ،أنفسه ّن غﯾر قادرات علﯽ التم ّتع بحقوقهن الأساس ّية في الصحة والحﯾاة .وتعاني
النساء الحوامل من سوء الرعاية الصح ّية ومن ظروف صح ّية صعبة عند الولادة وما بعدها.
▪ ارتفع معدل الوف ّيات بين النساء بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية وسيستمر في الزيادة ما لم تتم معالجة القضايا المتعلقة بهذا الجزء الضعيف من
المجتمع.
▪ من خلال جعل التعليم إلزامي ًا للجميع عام ،1976أغلقت الحكومة العراق ّية فجوة معرفة
القراءة والكتابة بين الرجال والنساء بشكل خاص ،مما ساهم في تمكين المرأة في مجال
العمل .غير أن مع ّدل معرفة القراءة والكتابة في العراق تدهور خلال جد ًا بعد الغزو.
فأصبح ما يقرب من نصف النساء العراق ّيات لا يستطعن القراءة أو الكتابة.
▪ معظم من يصلن الى البرلمان ضمن نسبة ال %25ه ّن من الأحزاب الدين ّية وغالب ًا ما يقفن
ضد المساواة للمرأة .لذلك فان معظم البرلمانيات لا يبدين سوى القليل من الإهتمام بحقوق
المرأة.
AFP/Getty Images
.5الشباب
يمثل الشباب شريحة كبيرة نسبة الى سكان العراق ،مع ذلك فان نسبة البطالة بين الشباب عام 2018قد تجاوزت الـ 60بالمائة .وغالب ًا ما يجد الشباب
انفسهم مضطرين لمزاولة مهن لا علاقة لها بتخصصاتهم الدراسية ،وهذا سيؤدي الى توقف طموحاتهم ،وحرمانهم من تكوين الخبرة في الاختصاص الذي
درسوه .كما يضطر اعداد كبيرة من الشباب للانخراط في الميليشيات التي غالب ًا ما تمارس اعمالا إرهابية ،وتستخدم السلاح دون ضوابط او التزام
بشروط ،ودون خوف من المحاسبة .وهو ما يؤدي الى خلق جيل يؤمن بالعنف واستخدام السلاح في حياته اليوم ّية .وتشير المعلومات التي نحصل عليها من
داحل العراق الى تفش ي تعاطي المخدرات بين فئات الشباب في العراق.
شباب العراق بلا عمل
.6الأطفال
تشير الوقائع عن ترد كبير لحالة الطفولة في العراق عام ،2018في ظ ّل استمرار تراجع الدولة عن القيام بواجباتها .اذ يعاني أطفال العراق من مشاكل
مركبة ،أهمها فقدان الوالدين او أحدهما ،فهنالك ما يقرب من 5ملايين طفل يتيم في العراق ،ومعظم هؤلاء لا يتلقون تعليم ًا مناسب ًا ،ولا رعاية صح ّية
فضل ًا عن اضطرار الكثير منهم للعمل او للتسول لس ّد رمق الحياة .ويزداد عموم ًا اعداد الأطفال المتسربين من المدارس ،كما يزداد اعداد الأطفال
المشردين ،خا ّصة من نجوا من المدن التي تع ّرضت للتدمير وذهب ضحية ذلك بعض الآباء والأمهات .وبالتالي فان أولئك الاطفال غالب ًا ما يقعون ضح ّية
لانتهاكات خطيرة للطفولة منها تعاطي المخ ّدرات ،ويكونون عرض ًة للاعتداءات الجنسية ولعصابات الإتجار بالبشر.
Photo:Bethan McKernanp GICJ photo
ثانيا :انتهاكات اساسيّة
.1النازحون ،المه ّجرون واللاجئون
مع نهاية العام 2018يبقﻰ هنالك أكثر من ملﯾوني نازح عراقي داخل البلاد بسبب عدم الاستقرار والقتال ض ّد داعش واعمال الميليش ّيات .والنازحون هم
الأكثر ضعف ًا لأنهم يعتمدون كلي ًا على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء ،وهو ما لا يكفي عادة لتوفير مستويات المعيشة الأساسية .وعلى الرغم من أن
القتال مع داعش قد انتهى ،لا يزال مئات الآلاف من النازحين لا يستطيعون -حتى اللحظة ـ العودة إلى ديارهم بسبب ( )1تدمير مدنهم ،و ( )2منعهم من
العودة من قبل الميليشيات .ومن الأمثلة على ذلك بلدة جرف الصخر في محافظة بابل .ويقف وراء ذلك الميليشيات وبعض أعضاء الحكومات المح ّل ّية .ولم
تتخذ السلطات العراق ّية أي إجراء يسمح بعودتهم الى المناطق التي ه ّجروا منها.
GICJ photo 2018
ح ّرية التجمع السلمي .2
شهدت مدن العراق سلسلة من التظاهرات خلال عام ،2018ضمن تظاهرات تشهدها البلاد منذ ع ّدة أعوام احتجاج ًا على ما آلت اليه الأوضاع على
المستويات كافة منذ الغزو والاحتلال الأمريكي عام .2003وفي كل الم ّرات السابقة استخدمت السلطات وسائل العنف والقمع لأنهاء التظاهرات بواسطة
قواتها الامنية .وعوض ًا عن الاستجابة للمطالب المشروعة فأن قادة بعض الأحزاب الحاكمة وصفوا المتظاهرين بأنهم (مجرمون) و (دواعش ـ نسبة الى
تنظيم الدولية الإسلامية الإرهابي ـ داعش) .كما لجأت ايض ًا الى عمليات ترهيب للمتظاهرين من خلال مجاميع مسّلحة او الميليشيات .كما جرى اغتيال
عدد من قادة التظاهرات وتع ّرض آخرين الى الاعتقال واختفﻰ آخرون .وقد ح ّذر مركز جنيف الدولي للعدالة السلطات العراق ّية مرا ًرا من أي عمل من
شأنه تقييد ح ّرية التج ّمع والتظاهر ويؤكد ان استخدام العنف او القوة المسّلحة ضد المتظاهرين من شأنه ان يضع السلطات تحت طائلة المسائلة دولي ًا.
ويذ ّكر هذه السلطات من ان الحق´في التجمع وح ّرية الرأي والتعبير هي حقوق مكفولة بموجب المواثيق الدول ّية بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الانسان
والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياس ّية وغير ذلك من المواثيق التي يعتبر العراق طرف ًا ملتزم ًا بها وبما تفرضه من التزامات دول ّية.
.3التعذيب
التعذيب ممارسة شائعة بشكل متزايد في العراق منذ استخدامها في البلاد على نطاق واسع من قبل قوات التحالف بعد عام .2003وقد ت ّم توثيق آلاف من
حالات التعذيب في السنوات الماضية .ولا تزال أجهزة السلطة تستخدم هذه الممارسة الشنيعة في التحقيق كأداة لتحقيق أغراض سياسية او طائف ّية .وقد
تس ّلمنا اشعارات كثيرة عام 2018عن حالات تعذيب م ّروع .وما يزال شائع ًا في العراق استخدام الأجهزة الرسمية والميليشيات الإساءة اللفظية وإهانات ذات
طبيعة طائفية وعرقية أيض ًا .ولغاية اليوم لم تتخذ السلطات العراق ّية أية إجراءات حقيق ّية للح ّد من تفش ي التعذيب في السجون والمعتقلات ،التابعة للدولة،
وأماكن الإحتجاز التي تسيطر عليها الميليشيات.
.4الختفاء القسري
يع ّد الاختفاء القسري في العراق من اكثر الانتهاكات شيوع ًا وحطور ًة .ويحدث عندما تحتجز الوحدات الحكومية والميليشيات التابعة لها أو شخص أو عدد من
الأشخاص ،يتبعها رفض الاعتراف بمصير هؤلاء ومكان وجودهم ،بنية وضع الضحية خارج نطاق حماية القانون .وُيق ّدر عدد الأشخاص المختفين في العراق
حتى نهاية العام 2018بين 250الف الى مليون شخص .ومع ان العراق هو طرف في الإتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإختفاء القسري ،إلا ان
السلطات فشلت تمام ًا في تنفيذ التزاماتها بموجب الإتفاقية المذكورة كما يتضح ذلك من الممارسات العمل ّية ومن تقرير فريق الأمم المتح ّدة المعني بالاتفاقية،
الوثيقة ( )CED/C/IRQ/COالمؤرخة في 13تشرين الأول/أكتوبر .2015وغالب ًا ما ينجم عن إخفاء المعتقلين اعدامهم صوري ًا ودون محاكمة.
.5العدامات
ما يزال العراق في طليعة الدول التي تط ّبق عقوبة الإعدام على نطاق واسع ،ولم تستجب السلطات للنداءات الدول ّية بوقف استخدام هذه العقوبة القاس ّية ،او في
اقل تقدير تقليل عدد الأفعال التي ُيعاقب عليها بالإعدام .وواصلت السلطات عام 2018تنفيذ احكام اعدام بالجملة لمن تتهمهم بارتكاب اعمال إرهابية او التعاون
مع الإرهابيين وهو مصطلح فضفاض تستخدمه السلطات ض ّد ك ّل من تشاء ان تط ّبق عليه حكم الإعدام لأسباب سياس ّية او طائف ّية .وم ّما يزيد من خطورة الأمر
ان معظم من ُيحكم بالإعدام يكون قد ُحرم اساس ًا من محاكمة تتوافر فيها ابسط مق ّومات المحاكمة العادلة و ُحرم ايض ًا من الإستعانة بمحام للدفاع عنه.
ثالثاا .انتهاكات الميليشيات
الميليشيات تغير وجه العراق الحضاري
تنشط الميليشيات بشكل متزايد في العراق .مدعومة عاد ًة من قبل الحكومة ،تقوم بهجمات منظمة على السكان تحت ذريعة محاربة الإرهاب .وتتراوح الفظائع
التي ترتكبتها الميليشيات بين الاختطاف والاحتجاز غير القانوني والإعدام العلني والتعذيب والعنف العام وحتى التطهير العرقي .وقد ازداد دور الميلشيات مع
وصول العديد من قادتها الى عضوية البرلمان العراقي عام .2018لم تتخذ الحكومة أي جهد من للسيطرة أو القضاء على الميليشيات التي بقيت تعمل خارج
القوات المسلحة رغم وجود قانون يض ّمها رسمي ًا اليها .يوجد اليوم أكثر من مائة ميليشيا تعمل داخل العراق ،وجميعها تنخرط في الاعتقال والاحتجاز
والتعذيب ،وفي حالات كثيرة ،تنفذ عمليات إعدام دون محاكمة للمدنيين مع إفلات تام من العقاب .ومع نهاية العالم 2018يظل أكبرها حجم ًا ،وأكثرها
وحشية ،هي تلك التي انضوت تحت المظلة المعروفة باسم "الحشد الشعبي" ،وهي تض ّم فيلق بدر ،وعصائب أهل الحق ،وكتائب حزب الله ،وغيرها .وجميع هذه
الميليشيات مته ّمة بجرائم إبادة وجرائم تطهير طائفي وعرقي وارتكاب جرائم ضد الإنسان ّية وجرائم حرب ،فضل ًا عن ما تشيعه من الكراهية والحقد داخل
أوساط المجتمع في خطابها وافعالها.
GICJ photoالدمار في مدينة الموصل
رابعاا .المدن المدمرة
منذ ظهور تنظيم داعش في العراق عام ،2014أطلقت الحكومة عدة عمليات عسكرية ض ّد المدن الكبرى تحت ذريعة تحريرها من سيطرة المجموعة الإرهابية.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية في الأرواح ،فﺈن المدن التي هاجمتها قوات الحكومة والميليشيات يتم تسويتها بالأرض ،من قبل هذه المجموعات ثم تقوم بنهب،
وحرق ،وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة ،بما في ذلك المنازل والشركات والمحلات التجارية .لقد ح ّولت هذه الحملات مدن كبرى في العراق ،مثل الرمادي
والدور وتكريت وجرف الصخر وآمرلي والفلوجة واخي ًرا الموصل الى مجرد ركام .إن التدمير الكامل للموصل هو مثال واضح على ن ّية الحكومة وميليشياتها تدمير
مناطق معينة في العراق لأغراض طائف ّية بحتة.
ولغاية 2018/12/31فان حملات اعمار المدن المدمرة لم تحقق شيئ ًا يذكر بل لا توجد حملات تعمير بالمعنى المعروف انما محاولات لتحسين بعض الظروف
لتشجيع النازحين على العودة.
الفشل الحكو يم القانون ،وتأكيد عمامستل8ز1ما20تكاالعنياسشتلملرام ًراواوطتن رعميي.ق ًاعالامنتزاهادكاتتفيحهقالوبقطااللإةن،سواالنف يقفر،الععارامقت،ر ّدواتستف ريهشاأءن الظفمةساالد،صوحغيةاوابلتعسلليطم،ة وخلاصة القول ،ان
إرادة الشعب من عام شهد سلب التام يف توف ري ابسط
خلال تزوير الانتخابات ،والتلاعب بنتائجها.
ييتمضمننمالركعيز جشنيبكفرا املةدووب يلح ّلرليعة،دالوبةمااني يح ّكقوقنالععامدال9ة1ل0ض2حاعايام ًاانأتفهاكضالتللعحقراقوي رق ايل،إنعاسام ين.ستطيعون فيه اخذ زمام المبادرة وتغي ري واقع الحال الذي يعيشونه بما
Geneva International Centre for Justice – GICJ
Mailing address: [email protected] Tel: +41 22 788 19 71 Website: www.gicj.org
Postal address: GICJ, P.O. Box 598, 1214 Vernier, Geneva, Switzerland
Headquarters: 150 Route de Ferney, CH 1211 Geneva - Switzerland