العدد 48نيسان 2021م
القائد المؤسس الرفيق أحمد ميشيل عفلق
اض يرا م الم ارك ل لك يحسممم
انلا أ ي رف ا أ ل ما يق لا اه الحزب
الآ ما يم أ يق لا اه ف المسماقال
ليس إ احقيقا ل لك الإيما الأ ل لك
الإيما ال ا ل نسما ي ا سما ناه عنه
ف ي لا م الأيالا حاى ا د أ يسممممممي ر
حزانمما على قممدر أمانمما فن الشممممممر
الدعامب الماينب لحر انا. الأسماسم
ثدير االشممااب أ يسممالنم ا د ما ا
النا الر ح أ ي رف ا أ الممم ي
اسمممما اع ا أ يسممممثل ا شمممميئا ف سمممممممم الا أينممما ا ا رفيق لا
يق ل )1(:إ حر مممب الا ممم ال را
الحياة أ يسثل ا شيئا ف الااريخ لا
ا شارا أصاحت ف الاد ال رب شيئا
ال ي ا لنلا إيما الأا ال اسا اع ا يم ن رانه .أسمممما ي أ أق ل اأ
أ يحفظ ا ف أنفسممممممنلا اراهة الأ فال حر انما أصمممممماحمت قمدر ال رب ف م ا
ال صممممر .الحق أننا آمنا ا لك من الي لا
ق ة انمممدفممماعنلا نح الم مممل د أ الأ ل الم ا ان لقمت فيمه م الحر مب.
ل ل الشمممممممااب ال ي د ل ا حدي ا إلى
ي ير ا للمصممماعب لاممم ال سممم أا الحزب يسمممممما ي أ يسمممممما عا ا
ا امالا. المرحلب الاأسمممممميسمممممميب ما رافقنا م
إيمما قمب انمدفماد لا قمد أا ا إلى
لقمد ثماه حزانما ماثما اما م يقظمب الحزب ا د أ سمممثل يرا م الم اقف
ف الر ح ال رايب م حاثب عميقب ف
ر ح أمانا إلى ا ن لاق إلى ال لق فلا
يث ز أ ننظر إلى الحزب إ نظرة
حيمب :إنمه يثمب د مما أ ين لق يثمدد
1
العدد 48نيسان 2021م
م اننا إ ا ثب لك فيثب أ أناه إلى ي لق ف ان لاقمممه اثمممدد لقمممه
نماحيمب أ رى امأنمه اقمدر مما اا سمممممم يسمما ي أ يصممل نفسممه ي نر ما قد
الحر ب اقدر ما ياسمممممم ن اقنا ي ر
عدد أعامممائنا يصممما اثب الفرد فينا ي لق اه م أدرا .
أ ار م ا قال. إيا لا النظرة الثامدة الا افنلا
سمممر الحياة نه الحياة فليس م عمل
ثدا يؤ ر ف ال اق ي لق منه اق ا
ا ال مل عملا فيه ما ثديدا إ ي
لقد جاء حزبنا متجاوبا مع ف الاحر ال اسم الماحرك م شم ائب
يقظةفي ا رلحوا رلبحب،ةفي مع
حاجفي عم،قفي ا روا أمتنا إلى فمإ ا أردالا عممل حزا لا اماري يما فلي
رلانطلاق وإلى رلخلق فلا يجوز أن
ننظح إلى رلحزب إلا نظحة ح،في. الاحر الساقيب الصافيب فم السنل
أ ا حر انا سممماقيب صمممافيب ل ننا
ل ار ا أمب ل اصمممممممن ااري ا .فف
الحزب ير م النقص اي ما احقق
اي ممما نرث أ ياحقق فممارق اير
ل ننا نسمممما ي أ نقارب م م النا إ ا
اي ب الحر ات ف ل حر ب نح ااا نا السير إ ا ااعفنا النمب
ا ثاماعيب اي ب المثام ات م راب إ ا قفنا ح لنا حي يانا إلى نقد ثامد
لأ افقد م عف يانا م حريانا م اف ير نظرا فالحياة ا رف الا قف
أصممممالانا أ ا ى علينا الشمممم ارات ايار الحياة ايار ماارك ا ر منما ا
الاقليمديمب أ ا ى علينما الألفماظ أ الش ائب الا ا لق اه.
اصا صنما فليس الأش اص لا ال ي إ ا ثممب أ أدع لا إلى المزيممد
م النشما ا سمااسمال الاامحيب ف
يصمماح أصممناما فحسممب فقد اصمما سممممايل حر ا لا الا أصمممماحت ما قلت
الحر ب صممممممن ما قد اصمممممما أف ار ا قمدر الأممب ال رايمب الا يم لأا
حر ب أ رى أ انافسممممممنا أ أ احال
أصمناما ا شمر ما يم أ ااالى اه
حر ب اريد أ ا لق اادد.
2
العدد 48نيسان 2021م
عصمممممم ر ا نح ا الاأ ر إننا إ للا مممل ثم المثم د لمممه قمممان
نل يرا عليه ل ا يقظاه أصمميلب
انا ا ه انا ا ا عميقا فإنه يميل ا اي اه ممدف د ا اي امه ا ريزامه إلى امثيمد
إلى أ ي االا المرحلب الا ليب قال
أ اننا أ يق ل إ آمنا ا لا احر ا لا الظ ا ر الشممم ليات ال نا ي الألفاظ
أ يدي لنا اال اعب الم افقب قال أ الصممممممفات ال امب لأ الثم ليس له
ن قد اسمممممما رثنا م دا ل أمانا ل
ر افب الفرد حسمممماسممممياه قدراه على
ال ن ز الر حيب.
الا مق .فممإ ا أردنمما أ اامماا حر انمما
اد م زيادة الا ار الصمراد
اد م الدف الدائلا محاراب ل سمممممممل مراحلنما ا مل صممممممممدق أممانمب د أ
مل ميمل للراحمب مل محما لمب لإننماه
اااسمر أ ا اصمر د أ ااثمد
النامال أ ا اصمار ا ما قلت م
عمل الأفراد لأننلا لا ال ي يشمممممم ر ف نصمممممممف ريقنا أ ا ل ما
ان ا ال لل لا ال ي ي ر امممممممير لا
عندما ير الحر ب قد انسممممممماقت راه فينما م إم مانيمات ال ير إ ا أردنما أ
الشمممممم ارات ا صمممممم لاحيب ث لت ل
إيممماننمما ف ارديممد ال لالا الألفمماظ أ يحصممممممممل مل لمك علينما أ نقمدر د ر
امثيد قيلا ثديدة ل ننا إ ا للا ننفخ
الر ح فينا ي ما ا د ي لا فإننا سممممما الأفراد .فالأفراد لا ال ي يسمممممما اد لا
القيلا القديمب س اه اس اه. الث الثمممماع لا الممم ي يحافظ
ا ممر ا د مممما أيممنممما الممامم مم مميمم احريانلا ااسممممماقلال اف ير لا اصمممممفاه
ا شمممممارا ي اأ رفاقا ل لا قال عشمممممر
سممن ات أ أ ر ان ا ف سممن لا الشممااب نف سممممنلا حاى ل ان ا مشممممار ي ف
م الاف ا ح ل رفماق سمممممماق لا ف انمدفماد المثم د .لا الم ي ينشممممممممد
السمممممم دع لا إلى عمل ااري فلا ا
الم نى راه اللفظ ياح ع الشمممم ه
الح راه الا اير ال مممالا .لا الممم ي
يرث إلى الصمممممممممممت يرا ي
لامنلا عملنلا ليممدا لصمممممممممت م مر
مناج ؤ ه لا الرقاماه على الحر مب
لا ال ي يصمممممممحح لما ادت ااردى
ف السمممممم حيب ف الاقليد لا ي لق
الا ار ف الحر ب لما ا ف ا الا ار
الدا ل لأننا نسمممممما ي أ نن ر أ
مثام نما يحممل أ زارا يرة قيلمب م
3
العدد 48نيسان 2021م
ل لك ث لنا السممممممياسممممممب اماحانا لإيما المممدع ة ف لمممك ال قمممت آم ؤ ه
الم اليب ل ننا للا ا نايب ف حال الشممااب اأننلا سمميصممن ااري ا للأمب
ال رايمممب أ ن نلا سمممممممي ن الثن د
م الأح ال .حر انمما حر ممب ا مم المحاراي الشممممممنداه لنناممممممب عرايب
اأ سممممممم ما ف ال لمب م م نى - أصيلب ا ا الإنسانيب ثم اه .فلا اقال ا
ا ف الر ح الف ر الأ لاق الإنااج
المامنممماه فم مممل ممم المممؤ ملات د م ا النمدف امديلا اقال ا إ أ
ا النناب ال رايب ااري يب ا سا رج
ال فاهات ال مليب .إ ا ا رنا د ما اأ أعمق ممما ف النفس ال رايممب م ن ز
رسممممممالانا ليسممممممت أقل م لك اأننا قد
نا رض اي الحي الآ ر إلى أ نر ز إنسانيب أصيلب.
عملنمما على الثزه ننسممممممى ال ممل أ نح حزب سممممياسمممم ثدال ف
ن ب ف الفرد ناا د ع الأصمل فإ لك ل السممياسممب سمميلب قد أردنا
الأفراد ال اعي الحسممممماسمممممي في لا لا أ نق ل منمم الاممده لشمممممم انمما للثيممل
المسممممممؤ ل الم مالا امأ ي يمد ا ال را الثمديمد إ ع ّرفنما حر انما امأننما
الدع ة الأ لى أ ي ّر ا إ اننلا ل
ي د الصممممراد الدا ل ف نفس ل فرد حزب سياس أردنا أ نق ل لنلا ا
م أعاممماه الا ل يأا ا الا ال اق فلا االن ا اال يال انسممممممحا ا
ا ا أصممممميلا ل ن ف مسممممما ى م م اثنب الحقائق القاسيب فالسياسب
القدر ال ا ا اارنا لالايب حاثات أمانا أ ر الأم ر ثمممديمممب ف المرحلمممب
ا اار الأمب ال رايب لا ف الم اقف الحا ارة .ل ننا إ ا ق صدنا أ نل على
اق يب نظرانا ف م اثنب ال اق ف ل
الحاسمب ف الااريخ منق ا اديا. م نا م اثنب المسممممممؤ ليات ال مليب
نيسا 1955 ا ممل قسمممممم انمما فليس م نى مم ا أ
( )1حدي م فد الا م لانا السممياسممب نايانا .السممياسممب اماحا
لم اليانا :ل م اليب ال اثزي ال ي
عند زياراه لمقر الحزب ف دمشق. يرصممف الأ الا ألا الم اليب الحيب
ال مليمب لم يريمد أ ي لق أ ي ممل.
4
العدد 48نيسان 2021م
َْ ُ َ ْ ََْ َْ
رلببث لم يبدأ ببد!
عثقرد عثم جعععرم مسععع زمام من ل عثان ااسعععععععا ت معنع عل عثعاعن ععع عثع ع
عثك ير مد علأ عهع عث قعا ع مع عاايعت ا عثنلاقعت عثتعهثيعت عثف سفي علأخلاقي عثسياسي
د ع معععا ا في جععععععع عثنقيععه ا عايمععاد انقيععه
عا تععا عزع عثعععاريخيععت م مععا عثنضععععععع يت عث يت ايد عثنر مركاععت أعع دانععاه ر ععا يععت
سعععععععنعع منع عرع ا عاع كععامععت ايد مك ععاع يععاعهم راا يت دخرى ماهيت ضعععنيت
عثعااسعععععععاع اي ان عا اعاه عع اي علأخرى مع عت
ركعععت يعععا علأمعععت لا دد عثعر عي عععت عثعم عععاهي عععت اعكععع
عثع ع ف فعي عمع عثعنعقعي عععه عفجععيلاعها عايتاايت عثسعع ايت معن عععهه علأت عر ا ع عععا
عثان ي عععت ق ع مه عععا عثفكريعععت مركاععاع يععا تععهيععه ع ععاهر
عث ظريت علاتعما يت عثهي يت مع عرتيح دجعععععععيعع ثماععاه فيهععا عك ي ععاع ع عركمععع ار
عثقا يت عث ضعععععععاريت عاريت عثع عكع عرد عثع عسعععععععع عثعنعمعيع دزم ت اثكت قسععععع عياسععععع
مك اع عثجع عرع ل سعا ت ثعرسااع علأزم ت عثعي د ا ع ثم ينععه ا سعععععععنهععا دد ع ع
عث د ك ه عا ع ا عع دد عثانع ا عععاثعكع عيعر معد مع عه عثع عي عععا عفعا لاع عث يعا عثخلاقعت عثعي
ثم ياهد انه د يسعع ضعر ما عثمع ركععت يتععاايععا ثجععععععععاثح د عرها عععا عل دجعععععععلا ث ت ه
قعهمع د تز معا فشععععععع فيع علا كماش عثسععععععك د م يت عثاشععر جععي ت مع ركت ثل
علاسعم عرر. علأمام داهع.
عثععاععن ععع ث عععه كععفععكععر
كن اجععر عرهيت ق يت ث ع ق
عقنيا م أ د عسعععععع دراني ياع
5
العدد 48نيسان 2021م
كع مكعاد يعا علأمعت عثنرايت ياععهد عثانعع اعشعععععععكيعع ثيرسععععم ك ي م خار ت تهيه
عثمؤم عععت عثمت عععاا عععه ي زع مركا عععاع علا ان عععا عثق مي ان علأمت.
عثت ه يا علا كفاء عثأ ثم ععاجعععععععي ع علا عقعا اع ثل
يتد م عع عثنر تير عثه عز م مسععععععععععا عرع عث ر عث عععأععيعععت يبةةدأ ر ل ببةث نقة
ر سالته إلى م ستوى رلتحقق
علا س ا . عثم ض يت هما: عنةدمةا يقو عة بب ا
ياهد عثان هما يجععععاح ك ع تم ع عثنر في رلأمفي بكسب عائلته وعشيرته
ف سعع ي ي ان يا ثيس ااثمن ل ك قريت مهي ت اجعععععععمت بطحيقةفي رلتنويح بةالحقوق
عثع ظيمي عثعق يه ا ااثمن ل عرفع عري ععاع عث ععه عثق ميععت
عثان ي عثأ ينر ف سععع يد ورلورجبات.
عن د علأمعععت د ع انعععا هعععا عث ريت علاشعععععععع عركيت عهخ
عععهم عععا يخر ارثم عععا ي اعععا اها مهعرس منااه تامناع متى يبدأ البعث؟
ز عرؤاعا معاؤاعا من م اعا ك ياع علأمت ثعجععععععع ع ي ثيس عثقجه مد عثعساؤ
قضعععععاعها م ام اا ماثها عثنر في ق قهم في عث ي عا انا ق ع جعععععع ت عث جعععععع
فلا اا ي م د لافعت ع ه اعاثععاريأ معا د تز في تعه
عق :دمعت عثنر ع عه أعع عث ر عثكريمت. جععععععع عرع علأمععت مع مك ععاع
رسعععععاثت خاثه ما أث انزيز ياهد عثان ق رسعععععاثع علاسعععععلا ا عثمقجعععع ه ا ا
ل جعععا عث عث ه لا ثل مسعععععععع ى عثع ق عهمعا ا رسعععععععم لاثعععت عقنيعععت
انزيز لا ا اخيععا لأد مععا يق م ك ععع ان ي في علأمعععت م ضععععععع يت يمكد مد خلا
ق ثع ااس عععععععا عت ا :لاد اكسععععععع عا عع شعععععععيرع عثعنم في مك اعها دد ع هه
عثنر د ت هام اسعععععععلام
اع عريعق عععت عثععع ع يعر ا عععاثع عقع ملامح عاتاات:
ريت ا ثت. عث عتااع.
يا عععهد عث ه عثق مي
هما يرعه ت ه عثنر في
6
العدد 48نيسان 2021م
رستهدرف رلببث يبزز قوره
الأساا الد ا ر اظلا عاد الحسي عااس /أ اديم عرا م ال راق
علاقعجععععاهيت عثنسععععكريت ا عرسعععععيأ دسعععععسعععععها ق ع هاا عثان ز سععععياس ععععي
مد قاععع ق ى ه د عز ع ايقعععاعهعععا ت ه د عععهعء
أعع عك يد ععه ع ي ع علاثي عراعي عريع معنعر اع
عسعنمار عمارياثي جهي ي ث ز دمر ايني م م
عتسعععععععععه في تز ع علا د ز آخر في عثناثم شر ز عععاسعععععععس ل قيععه
عثن عر عا ي ث خ ت عثنملاء دد يك د عثنهعء قا هيا فكريا
عههيم ه ثت اك مؤسعععسعععاعها اع عقا ناع مشعر ت ثيس ق ميعت رايعت سعععععععا يعت ثع
ع شععععاء م يت سععععياسععععيت في معد اعيع عه عععا عثعععق عععا عع ع عل
عثن عر ع عمل ثيها عث جععع ف علا عععم عععاء عثع ع عي عثعقع معي دا عععهع معا عععاه ع ععع عقعهعععا
عثقع ت عثفاسعععهيد عثمفسعععهيد ثيس مد اي ه ععا عثم ق مد
أيع دمعيعرك عععا اعريع عععا يعععا عثخيععا ععت عثنمععاثععت ثيس مد ملاييد عثنر في عثن عر في
عثكيعاد عثجعععععععهي ي عثعه ثعت اي هععا عث لاء عثعانيععت عثععأي ي عت
عثفارسعععيت عثكه عيت عثع سعععنيت ثلأت عععهعع علأت ايعععت عم ي عع دق ععار عث د عثكاير ع ع ق ع
عثشععععععععاأ عثم رفععت عثمعم ععت عثه مجاث ها ل سا
اسععع ت عث ثي عثفقي عثفارسعععيت دا عاء دق ي عاع ق مي عت اي تزء
عثمضم د عثعك يد علأاهع . عث د علأمت.
ل اأع فإد علاتع ا عثنهعء عثأ دُشععهر ضععه مد عك يد علأمت.
عاقجاء عثعجفياع عثتسهيت عثانع ت عهع ثع شععععععع عرع
عثه آلا علأتهز علأه عع ععع عععد عععنعععي عععه ا عععأ
عا لاميعععت عثسعععععععيعععاسعععععععيعععت
عثع جعععيفاع ث ق :د عثان
عز فعكعر عرك عععت عع عرر
ق مي ي لأ سععاد راي
ع ع عععاقهعععا ثعك د ريقععع في
خعهمعت ع دمعع علا عمعاء
سععععا ي م م ث ان
ق عث ي عععا علأخرى عثعي
اضعععععع ع عثاشععععععريت مد دت
7
العدد 48نيسان 2021م
إن رلب بث حزب وفكح معععه هم في عثمهعععاتر د عثعهتير ق ع علأر عز عثعأ
وححعفي تححر قوم يحق لأي علاسعععععععععععه عععهع عا ععلامععي مععارسعععععععععع سععععععع ععت عث ز
إنسةةةةان عحب رعتنةاقهةا عثعشعععععععريني ث ق ى عث عا فيعت علا علا عثنم يت عثس ععياس ععيت
لتكون طحيقةه ا مةةدمةفي ععمع عيعلاععه عععا فعي عثعنعمع عيعععت ضععععه عثان ا م راااي
و طنةةه وأ متةةه رلا ن تمةاء
للببث حق إنسةةةان م له عثسعععععععيعععاسعععععععيعععت في عثن عر ت عرمي يعنعععار يع عععاق
م حقوق رلح ،اة رلأمحى علاس عععههع ااثقع عثعش ععريه مع ق عا سععععععععاد يهععهم
رلت نا ضلت رلب شحيفي من لا يمكد دد عفع في ضعععععه
أ ج تحسةةة،س أسةةةسةةة ها عثانع عثملاييد عثمؤم عت اع ق ع هاا.
اع ل عثنكس عنكس ق عع د رى مد خلا ما
وقورعدها وتطب،قاتها ظمت ا ا عثع ظيمي ااع عرفع عععا معد ععت عععار علأمعم
عثشعععن عثم اضععع ت دد اأع
م أ ي م جععععععع عث عز ا هعه رتاث ماتهعع . عث ع مد علاسععععععههع عتهه
عثسععلام اهد ع اقع عثن عر ا هع د عتهيه سا معاانت ده عععع دسععععععععاثياعع يؤه في
ا ي عععت عث جعععععععر عثمؤكعععه ق ع يد علاتع ععا ع ايق ععاععع عث عيتععت عث هععا يععت ثل عنزيز
ثيس ععع س ععي ت ع عخاايت اتنت ق ى عث ز ي سعععععععع ق ع عه
سعيك د ث ان ثشعن عثن عر كمعععا ي عععا دق عزم مرعزقعععت
لأمت عثنر لأد عره عثشن عثنم يت عثسععياسععيت عجعع ير ا عثشعععنايت خاجعععت دد عثان
لا عقهر. ا عهععععاثعععع ع لاد عفلاس ز شناي تمااير ته ث
خيات ياس مد عا عثنهعء د ضعاء د جعار مؤيه د في
علاسعععععههع عثعي ع عجعععع ع كع عا عت عرقيعت عقرياعا في
كعع ععيععر مععد عععا عرع عثععنععر
8
العدد 48نيسان 2021م
ْ ْ َ ْ َّ ْ
ِمن ِفك ِح رلبب ِث ورلقائ ِد رلشه،د ِعزة ِإبحره،م:
ُ َ ُ َّ ُّ َ ُُ
رلبحوبفي ورلإسلا جناحا رلأمف ِي و ِسح بقائِها
ناصر عبد المجيد الحريري
عشعععععععععر ععنعريفعععاع ضعععععععن عثه يعععت عث يعععت في سع عع علاسععقلا
عثه يععت في ا عرز ُيجعععععععر عثق ريعت عاه عث عهيع د علأ ثعل ثعلأقع عععار عثعنعراعيعععت
عثعععمعيعز علاخعععلا يعمكد عثه يت علأجعععع يت اي عثه يت ت عععع عثه ي عععت عث يعععت
عثق د ا يعت شعععععععنع معا عثق مي عععت ار عثقضععععععععععايعععا عثق ري ععت في عهميش عثه يععت
مخع فععت د ا يععت شعععععععنعع عثسعععععععيعععاسعععععععيعععت عث قعععافيعععت عثق ميععت ثلأمععت عم عثعركيز
آخعر فعهعي معتعمع عععت معد ل عثه يت عث يت عثق ريت
علاقعجاهيت. عثضععيقت ُرشف اع شععنار عثق ريت
عثخجا ف ع فره اها عخع كععععاد مععععد د ع عععع اي عث ع ع عاعار كع ق ر
ععميز مقارت ا يراا. علأ عز عثعي سع ع عثضع ء
د ععاهع عثه يععت عثق ميععت ثل مد علأق ععار عثنرايععت يمع عع
ا يت د دمت اي ما عث عته عععت ا ز عثانععع خجعععععععا ف مني ت يعم عثا اء
يُ انَّار هععا اععاثه يععت عثق ميععت عثنراي علاشعع عركي عثأ ركز
عثعي اي اار د متم ت ل عثه يععت عثق ميععت ث ز ل دساسها.
مد عثجعععععععفعاع عثنعامعت عثعي ه د تفععا عثه يععت عث يععت لا دد اعععأع عثعهميش
عم عث ه علأه ل عثمشعععععععر عثعي عشعععك عث ع علأ ثل في ثم يعععهم يلا فق ععه عفترع
اعيعد تعمعيعع عث عععأيعد يع عععمع د علأزم عععاع عثسعععععععي عععاسعععععععي عععت
ثيهعا .عثعي عتن هم يعميز د ا اء عثق ميت عثنرايت. علاقعجاهيت عثعي كشفع د
9
العدد 48نيسان 2021م
عفا ثيسعععععع لاقت عزع ايد ا ٍس ينيشعععععع د في اقنت يُنرف د اع عثجععفاع مد
ج عرع ع فجا . ت عرفيت م هه . سعععععععع عاععم مععد دفعع عره علأمععم
فعععاثنراي ثيس ت هع د عثه ي عععت عثق ميعععت علأخرى.
ار ا د تامهع ا ا ا يت عؤكه ل عمييز علأمت د
ت ه مجعععععععير فعاد يك د تيراا مد علأمم فإأع كا ع وكان من أوائل الأح ازب
عا سععا ُد رايا ا ااثضععر ر التي سلطت الضوء وأعادت
علأم عععت معععتععع دز ثعععل ه الهوية القومية إلى الواجهة
دد يك د ر ايععا ع عقععا معنعهه كعالأمعت عثنرايعت فعإد هو حزب البعث العربي
عث ععه عثنراي عت ي معع ل ا يعه عععا عاقل ضعععععععنيفعععت الاشت اركي ،الذي ركز على
كعفعع في ق اعع ام م علأمععت منرض ععت ث عاك عثضععياع الهوية القومية للحزب دون
آلامها منا اعها ع ناعها عثهععهم اسعععععععاعع عثق ريععت إغفال الهوية الوطنية التي
يتسعععععععه عره علأمت زمها عث ا فيت عثنشعععععا ريت قه تشكل النواة الأولى في بناء
ع عل عثع ع ر ع عل عقعنعه عععا يك د عثسعععععا علأك ر عا ي عر
ا علأ ماع علاسعنماريت. القومية العربية.
عثفاسه عثمري . ارتم تيععا عثعناير
ثععق عععه ع عععععاععر ععز د عثه يععت عثق ميععت ثلأمععت ف عععاثعهع ي عععت عثعقع معيعععت
عثانععع عثنراي علاشعععععععع عركي في ان علأق ار ضعععععنف مخع فعععت كععع علاخعلا د
عثق مي عت عثنرايععت ق مقععهس في دق ار دخرى لا د ها عاقل عثه يعععت عثق ريعععت فعععالأ ثل
ثع عنعر فعي ك ععع عثعقع ع عيعد عثه يت عثنامت عثمش عععععركت ايد
عثش عع عر ع عثم ع ي علأرضععيت اعأ علأق عار فعاثنلاقعت عثعي ععن اعالأمعت عث عا يعت ععن
عثسعععععععم عععا ي عععت اعنعر اعععهعم عرا عثه يعت عث يعت اعاثه يعت اعاثعه ثعت فعاثه يعت عث يعت قعه
ق ميعهم يعنارف د انر اعهم عثق ميععت اي لاقععت عكععامعع
اق ميعهم يع ععاا د يع عه د عن ي يتعععاه ع عععاا ع عف
10
العدد 48نيسان 2021م
عثنراي ثعععهى عثانععع يم ععع بااركتاه وأيادتاه وحمتاه كال يععع عر عمع د يععع عجععععععع ع د
ه سععععياسععععيت عقعجععععاهيت قوانين وشاااااااا ارئ وموا يق ع ع عريت ر اعهم ق ميعهم
ت عرفيت عاريخيت ضععاريت الأرض والسااااااااماء وهي من ي اضععععع د يقاع د د هعءام
لا ععت دز عث د عثنراي ه أقاااادم وأكرم وأعز اللغااااات د هعء عل د هعء عا سععععععا يت
وأغناااهااا وأوسااااااااعهااا على
عثعاعن ععع اع عد عثعنعر ثع قي داهعفهم.ق
عععهام ثهم عععهام الاط ق.ق فعععاثق معععت عثنرايعععت ثم
ثم ي فعع عثان ع ُ د ععشعك هي ا ع عيتت عماز
عثعجعععععر اشعععععؤ ر عع عثمك د علأام مد مك عععاع ق ميعععاع د د عر اععع د
ع ععم عععار ععع عع يععر ععفععظ عثه يععت عثق ميععت عثنرايععت ا عثق ميعععت عثنرايعععت معفره في
عثت عرفيععا فقععه ع عار عثانع ُ كععيعع عع عععععه عععا ععي عععه فععي
سياهع عسعقلاث ريع . في دام ماعععاه ععع دد عث د هيم معها فاث ت عثنرايت عثعي
د عثانععع يؤمد دد عثنراي عثممععه معا ايد تاعا عنعار عثش عا علأك ر ق ايد
علأمت عثنرايت عثعي خجها عل ر س تاععا اشععععععععك يعع دا اء علأمت اي ثيسععع ارت
عنعععاثل اخج عععععععععا م عزيعععا عث عخ ع عي ع عث عن عرا عي عث عا ع عر لا مزي د خ ي كم عا ك ير
جعععفاع خاجعععت لا عمع كها عثنراي تا عععا عث اشععععععععععت مد عث عععاع ثكد عث عععت
دمعععت دخرى مد دمم علأر عثجعععععع عرء عثكارى عثم ي عثنراي عععت "التي جعلهااااا ا
قعاهر ل عااعهعع عث ه علأ سعععععععي عثا ر علأاي سبحانه لغة أهل الجنة ولغة
آدم أبو البشار ولغة رساالته
عثعتهه علا انا مد تهيه عثمع سععععععع ا مقععهس الخاااالااادة الخااااتماااة القرآن
فقعه عخععاراعا عل ثعك د علأمعت ثلأمعت عثنرايعت دقرعع اعاركعع الكريم والااادين الاساااااااا مي
علأفضععععع علأم فقه تن ها ك شعععععع عر ع ق ع يد م ع ي
عل عنعاثل خير دمعت دخرتعع عثسعععععععمععاء علأر عث د الحنيف هي ح ٌق مقااااد
ث عععاس عسعععععععنل ثل خير
عا سا يت سناه عا ساد.
11
العدد 48نيسان 2021م
مفه م عثه يت علأمت عثنرايت د عثق عععار عثمععععااع فاثان يتسه ك اأ
عمر في جعععععععر عععا عث عراد ثفكر عثانع ثك معاع عثرفي عثسعععماع عثقه عرع عثقيم عثعي
امر ت مد عثعشعععظي عثعفرقت م هعععا عل ثلأمعععت عثنرايعععت
ل كافت عثجععععععع ُنه عثق ريت عثشهيه ز ا عرايم يلا ظ دد يتسععععععهاا في فكر قيهع
عث عا فيعت عثنشعععععععا ريعت فهي عثق ميععت عثنرايععت ل لاقععت ماععاه عع م ظ مععت دخلاقعع
د م عععا عك د ث ن ه ثل يه اااسعععععلام قه عجععععع
ا يعها علأجععععي ت عثعي يم ها هرتعت عثع عاا فعااسعععععععلام عثعي يععه ثيهععا فععاثانعع
عثانع عثعي رك عااعا عثنر اعت يم عع عرا ععت ق ميععت قيقععت يم كما قا عثرفي عثشعععهيه
ز ا عرايم:ق جوهر الأمااااة
عاسلام. ثسعععععكاد عث د عثنراي لأ العربية وروحها ،وهو المرآة
د ضعععععععععع علأمعععت عثنقيه ااث سعععععععات ثل عثنر التي تُرى فيها الأمة العربية
عثنرايعععت عثمعره انعععه اعععأ عثمسع ميد ا يشعك ديضعا
عثف ضعععععععل عثعهخ عاق يمي قعافعت ع عر ضعععععععار ثل على حقيقتهاق.
عثه ثي في شعععؤ ها عثهعخ يت عثنر عثمسععععععي ييد ا ما ثقععه فَّر عثان ُ ايد
ع علا ان عثا هعد عثنرايت يؤكه مؤسععععععس عثان علأ عثق ميعت عثنرايعت عاسعععععععلام
فم هم مد ع عار عثق ميعععت
يتن ها ا اتت ماست ثل عثرفي ميشي ف . عثنرايت ه د عاسلاميت آخر
عقرير مجععععععيراا متههع مما ثقععه د ضعععععععح عثرفي يؤكه ل عثه يت عاسععععلاميت
يع م ها عثعمسععع اه يعها عثشعععععهيه عثمتااه ز ا عرايم ه د عثق ميععت عثنرايععت ثكد
في كع خ اع ك معاعع عثعي عثععأ يميز عثانعع في فكر
عثق مي عععت عثنراي عععت ث ه تعهعه عععا ثع عنعر ثع عرف عععا كم عا في ك م عت عثرفي علأميد
عثعخ ف مد شق ى علا علا عثان ييد اشعععععععكعع ت ي لا عثنام ث ز ا عثع اا ايد
جعععه علأ ماع علاسععععنماريت يقا عثشععععععع م عثانهيد
ث ر عثشعععر د عثعمسععع عثنراي عاسعععلامي في ار عاسلام عثنر ات.
12
العدد 48نيسان 2021م
عثعهخلاع عثخارتيت عثعي ما يعه عا ثل عا ي فكر عثانع ا عععاثق مي عععت عثنرايعععت ثع قي
ت اعع ثي عا سععععععع ى عث يلاع فعععي عععاه اعععن ععع علأمعععت عث ه عثشعام لا ين ي اأ
عثمجععععا ث نم ااثسععععلام عثفكر عث عععهي ي ا ععع ي عععا
ه ضعععععععها مد كا عها لأ عثعمسععععععععع اعععاثقيم عثعععهي يعععت
علأماد دس اه عثناثم. عثعفعكعر عث عععأ لا يعمعيعز اعيعد كخ امت ثك عثع تهاع
علأف عره ل دسععععاس هي ي د
* مرجعياااة المقاااال عثع رريت عثقاهمت.
خطاااب الرفيق الأمين العااام مأااي ع م ا قي. د عثععع ع ع عثع عق عععافعي
الشااهيد المجاهد عزة إب ارهيم د ع ع ا فكر عثان عثعععهي ي عثق مي عثمعععأااي
في الذكرى ال ال ة والسااابعين ا عثسعععععاي عث يه ث عخ ف عث عععأ يميز عث د عثنراي
مد عثجع عر اع عثمأاايت عثعي يميز متعمن عععاع دق عععار
لمي د البعث العظيم. فُرضعععععع ي ا انه علا علا
13
العدد 48نيسان 2021م
14
العدد 48نيسان 2021م
فكح رلببث بين رلنظحيفي ورلتطب،ق
خالد مصطفى رستم
ثها مد خلا علاسعفاه مد ااثم ع د علأمت) ضعععععععافت يعنعععاعر عز عثعاعنععع
عتعععار خا عرع عثشعععععععن ثلإق اع عثن ز.
عثنراي علاشععععععع عركي سععععععا ت
عايتععاايععت علا عمععاه علأكار عثعرهياع ك ير ي دد
ععع عععل عثععععععع عر عثعععقععع معععي عث د عثنراي كععاد قععه خر فكريعت ضععععععععاثيعت عنعاث في
عاسعععععععلامي عثمعت عععأر في انععه عث ر عثنععاثميععت علأ ثل
ف س دا عععاء دمع عععا عثنرايعععت مد علاسعنمار عثعركي عث اشم فضععععععععا هععا عثقيم عث ظريععاع
عثظععاثم عثمقيععع عثععأ عمعععه
ار ك عثنج ر. لأك ر مد درانت قر د ثعن ه عثمنضع ع ع ع ع ع علاع عث
د امععا من ععا عثانعع انعه عث ر عثنعاثميعت عث عا يعت
ثيس م يععت خ مد تععهيععه ثع عع عثا عهعد عثنرايعت ع عه عثععقعع مععي عععت عا سععععععععععا ععيعععت
ع مععا ف عثرمععاه مععا ا اعععن عععه علأخعععرى معععد قعععا ععع
مععاجعععععععع في يعا ف س علاسععععنمار علأ ر اي ( ك ع عر علاتعما يت.
علأمت ع عزثت عثع عركماع عثس ايت
ثيسععععععم يشععععععع مد تهيه فرسا عي اثيا). فععكععر ععز عثععاععنععع
فاثنر ات ضعععارعها م ت ه مد دتع عثره ل كع
م أ دقهم ج ر عثعاريأ. اعأع تعاء عثانع ثيسععععععععقر عثنراي علاشعععععععع عركي ا ااع
كاد ثلإس علام ه ر كاير عثن عع يضعععععععع عث مد
فعي عع عي عععه عثع عد عثعنراي خلا رؤي ععت ري ععت ع ي يععت مد منععا ععا دا ععا في د ععاء
عثعع ععد عثععنععراععي عععععيععت عععت
علاسععععععنمار عثرتنيت عثنرايت
(أعع عثفهم عثمعخ عثعي
ععم عع ا ععاث رك ععاع عث ععهي يععت
عثمعزمعععت عثعي عنعععاش ل
م ات عث اس ثلإسععلام عفرز
خز الاع عسععععععيء عضععععععر
15
العدد 48نيسان 2021م
يق عثمر م علأسععععععاأ عثنراي عثعي مععاهاععا ه ره عثق ى عث عاهر في يد
ميشي ف : عثع عز ثعل د ثع ي عععت ععنعميم كاد اثهم قا عاسلام شاي
عث قعافعت عثق ميعت عثعهيمق عر يعت تعهع ا عا دمع عا عث عاثي معا
"نحن الجياااال العربي ضعععععععر ر عع عقعيع عثعنعيعش
الجادياد نحمال رسااااااااااالاة لا علأفضع ث م ع د مع ضعر ر فيها مد عرهياع.
ساااااياساااااة ،إيمانا وعقيدة لا دد ععماشعععل عكم اأ عثقيم عث اثايد (ميشععي ف
نظريااات وأقوالا .ولا تخيفنااا انضعععععععهعا فلا ريعت يش جععلال عثاي ار) عث أيد كا ا
تلاااائ الفئااااة الشااااااااعوبيااااة دفضعععععععع انيععه د عثرؤيععت يهرسعععاد في ااريس في عثنقه
المدعومة بسااااا ب الأجنبي، عثق ميت لا ع ت ق مي ه د عث اث مد عثقرد عثماضعععععععي
المدفوعة بالحقد العنصاااااااري يش دفضعععععع ريت كاد كعععا عععا قعععه ععععا عر اعععالأفكعععار
ثهما رؤيت سعععا يت انيه د عثع رريععت ث ر عثفرسعععععععيععت
عاالااى الااعااروبااااة ،لأن ا عثعزمع عثن جععريت أث مد ( يعع كععا ععع دفكععار عث ر
والطبيعااااة والتاااااري معنااااا خعلا فعهعمعهعمعععا ثع عقع ميعععاع عثفرسععيت اي عثسععا ه في ك
(طبيعة شاااعبنا في التمسااائ علأخرى عثعي ععنععايش منهععا د اء فرسعععععععا ان عثه
بالقيم والأخ ق والمحبة وهم ق ميع عععا عثنرايعععت عثل ظر علأ رايت) مع ه عرسعععععععت فهم
من أعزهم ا وأعز أرضاااهم ع ع عرم معاععاه ثلأمم علأخرى م ضععععععع ي ث ع عر عثق مي
عاسععععععلامي كره فن ل
بالرسالات السماوية). امفه م سا ي معكافئ. منا ا دا ا مد علاسعععععععنمار
يق عثمر م علأسعاأ -عم عاسععععععس عث ز عثعتزت ثك أث ضععععع
في 7يساد مد ام 1947 علأسعاأ ميشي ف علأسعاأ
جلال عثاي ار: ام تععع ا شاا عععاء ل اعععأ جلال عثاي ار دفكاراما عثعي
إن خروج الأمااااة من ا ع يها ظريت ز عثان
أزماااااتاهااااا ومان الاتارديااااات علأفكار.
الخطيرة التي تحيط بهااااا
يااتااطاالااااب تااغاايااياار الاانااظاام
16
العدد 48نيسان 2021م
ع ع مسعععععع ى خ عثعخ عخهم دمت لا عشعععاع تا ع لا المتساااااااالطاااة والعمااال على
كمعا دد يعا عثم ع يد رتم ع ق ه ثأع مد عث ت التغيير الفكري عند الشااااباب
ت ل عثن عر ام عره فكععا ععع القومي الم قف ،وان التغيير
ل د ركعت ريعت أع معا الفكري وحده الذي يسااااتطي
ع ع مسع ى خ عثفقر. ا عععي عععاع ث عععه عععا عث عععظ عععر أن يخرج الأمااة من حااالااة
رتعم ك ععع عثعمعنعيعق عععاع عامكعا يعاع فن يهعا دد ع ا التشااااااااتاات الااذهني وغياااب
الوعي السااااااياسااااااي وهيمنة
علأزماع عثعي عفعن ع ايقا عثفكر مع عثممعععارسعععععععععت في
ت ععت عثع ر لا د عع كععاد معخععع ع معت عععالاع عثع عيعععا الانقسام المرضي في النف
ا اث عجععميم عجعع عرر ل علأام عثمتعععا عثعععهيمق عر ي والمجتم العربي ،نحو حالة
ع تال اأ عثعترات عث هض يت عثنم عثق مي ع فير عثنيش
عثعنعمع عر عيعععت (عثعنعمع عرد فعي علأفض ععععع ثلإ س عععععاد عثنراي إشاااااااااعة الأمل في النفو
والصااافاء في العقل والحدا ة
عا سععععاد عثنم عرد مد خلا عث ه مد علاسع لا . في التفكير ،وهذا ما يضااااااا
ععع ععقععيعع ععمعع أ ععمعع عر ععي ثقه عت ل أث اجععععع ر ال قاااافاااة على قماااة أجنااادة
هضععع في عثن عر ثيجعععاح عضععععععع عت مد خلا منعار العمل الساااااياساااااي نفساااااه،
ويجعال على عااتق الم قفين
م ار ث رؤيت عثمه عثق مي). عثا اء في عثق ر عثن عرقي عثأ مسااااااااغولياة التغيير ،وروادا
نم كاد ا اث هضعت ُايئ ث ز دد ي كم في ععع
قيقيععت مرعا ععت اانععه ق مي معه كعافيعت مد عثزمد يع للرسالة.
معتععأر قععاه اععأ عثمر ععت ظفععع عامكععا يععاع عث ي عت عث ق عاف عت عثفكر عثع ظيم
ثخ عر تععهيععه اععاث قععع عععهام لا يكم د ق عععت
عث ز اقياه عثريس عث عر عثعععأ عسعععععععع م عث ز فيععع عث يععا علأفكععار مععا اقيععع
عثمر م د مه سعععععععد عثاكر عثسععععع ت خ عز خا يت ك ل عث ر اععه د ع اي لا
عثشعععععععهيعععه عثمر م عثريس عث ع ي عث هضعععع يت عثخهميت
جهعم سيد.
17
العدد 48نيسان 2021م
ر م عل شعععععههعء علأمت ع علا عثن عر عععاثعععت دخععيعع عر عععم ع عععععلا
عثنرايت. مرف ضعععععععت مد قا عثمتعمع عثن عر مد قاعع دمريكععا مد
عا سععععععععععا ي لا عنار د منه عععا في ع عععاث ه ثي
ر م عل قعععاه عثانععع عثخ عا سعععععا ي سععععععع ير علا عععلا ثعيعس دكع عر معد
عثععأيد كم ع عثن عر عث ي علأ ضععععاع عن ه علأم ر ثل اثت ا تت دمميت ضععععععراع
جععفا ها سععي اسعع ك مد اععاثق ع يد علأ عر عثععه ثيععت
عث ر. دساء ث ن عر ثشن عثن عر .
في ر عث ا .
18
العدد 48نيسان 2021م
رلببث رسالفي ومشحوع أمفي
يون ذنون الحاج
عثنرايععت عثم شععععععع ه عث ريععت علأجعععععفر ثع فيأ ما خ ع عثف ضعععل عثعي ينيشعععها
علاشععع عركيت عثعي سعععقهم ه ثت ث مد م اع عثس يد. عثن عر عثي م عيتععت ثلا علا
رايت ع ه معمك ت عقعجاهيا علأمريكي عان عععاع ععع اعمكيد
أعع ق عقعجععععاهيت اشععععريت د دخ ر مععا عتهععع ي عرد دأر ها مد عثسعععععععي ر
ي عرد ا م عععا ثعععت ده فكر ل عثا ه ق عرر عثسعععععععياه
اا ت. عثانعع رتععاثعع لأ هععا عن م
ثهعأع م عع ي عرد ل خ رعععع ل خ هعععا في اا علا ا م خ ير مك ها
عتع عععا عثان ععع ه م عععع اعع عثر ل عثنرايععت عثق ميععت مععد عثععععع ععكععم اععك ععع دمعع ر
ملاءاا ث عشععععععهيه ل اأع عثم عععااضععععععععععت ث ع نعععاع عثسععععععياسععععععيت علاقعجععععععاهيت
علأمر ظ ا م ها مد ملا ها عثفارسععععيت اي عن م مكا يت عخ ي رسععععععها عث ر مد
دد عثان ع عهل ثد عق م ث عثان في عمك قهرع ل هعر عثالاه مد خلا قععاهععع
هعر عثععه ثععت ا تععال م ق ع اشعععك مااشعععر ع فيأ ملاء
قععا مععت عزه ع تلا في قععع عث ظير ثمععا ي م عع مد فكر
عثان عثان ييد. معقععهم مسععععععععمععه مد عععاريأ ي عرد خ ت عثالاه.
عععا ثعععع ي عرد انعععاه
د ما دظهر عثان م أ عثن عر عثنر مسعععععع هما ك عثن عر د م ي ععع عثنراي
ما يت شر س ت مد ع ضاا هر س عثعععاريأ عتععاراعع في قع عثر ل عثنر ايت عثق ميت
ع ظيمي سعععععععريعت في عثنمع يععاء عثمععه عثق مي عثنر اي زر عععع خا ه عععا علأسععععععع ه
قعهر كاير ل عث ضععععععععا داهعف عثسععععععاميت في عث ه
عثتهععاه مقععا مععت عثم ععع
19
العدد 48نيسان 2021م
د قج ععععه س ععععد عخعيار فق اع في علأمعت تمنعاء ثد كس عثرسعععععععععاثععت عثخععاثععه
ثد ي عهي معا هعمعع عثنر ات يعع عععععهععي اععقعع عرر يعع عر ععي د علأاهع عثساميت عثعي م ها
دمريكي لأ دم علأمت عثأ ث عه مد ر مه عا ك ع فكر
في ضمير ك راي دجي معععا عز م ر عععا اق ا خر مد ر م علأمععت عثنرايععت
سعععاقل عثق ميت عثنرايت م ا عر عاريخها اضراا مسعقا ها عاش مد دت هعا ثهعا ثع
ريقعا اانعاه علأخ عار عثعي ا عثم قأ عث يه مد عث ضع عامكععا يععت عثقععاا يععت ثقيععاه
ع عتهها علأمت عثنرايت ريقا عث عععاثي عثق عععا م في عثن عر مشر ع علأمت عثنرايت عثكاير.
ثخلاجعععععععهعععا ع قعععاأاعععا مد عل في سععععععع ريععا ثا ععاد
عثيمد عثق ع عث عاا ث ز اععأع عثفكر عث ير عثععأ
علأ ماع علاسعنماريت. عثان عثعي عس عععههفعها ي عرد ما عز ي ير عثهر عث ضعععاثي
عثعنعر اعي ثعيعس فعي عثعنع عر
20
العدد 48نيسان 2021م
رلببث ....فكح ونضال
أم صدام العبيدي
رف كع دشعععععععكعا عثهيم عت انر اعع فعام عع افكر دت ع ز عثان ععع قي عععه
علاسععععععععنم عععاري عععت عثعتز عععت تمعااير علأمعت فعاثانع ثعه عمع عع ظريععت فكريععت ريععت
علا قسععععععععام ق ضععععععععه مد ر م اععأ علأمععت عثنريقععت
عثعخ عثفسععععععععععاه عثظ م اعاريخها ضععععععارعها فكر عسعععمه ضععاثها مد ضععا
علاسعععععععع لا ث عأث ع عثعفعع ي ععااع مد دجعععععععععاثععع علأمت شعععععععناراا قدمت رايت
ث ععع عثتم عععااير عثنرايعععت ممز اععالام منععا ععا اععأ ع ه ....أعع رساثت خاثه ق
عثكاه ت درع في عثمخ ف علأمت عثعي كا ع عرزل ع ع داهعفها ق ه ....ريت....
عثم قأ مد عث ضعععععععع عثنراي ير علاس ععنمار ي عثعانيت عشععععع عركيتق ثها رؤيت شععععام ت
عثمزر ثع ير عقنهعععا عثمؤثم علا قسعععععععام عثعخ عثفقر ث اضععععر علأمت مسعععععقا ها
فتسعععععععه في ضعععععععاث آما م هتععا ميععا ضععععععععاريععا
ع ه ععت مسععععقا د علام عمع عععاع دمععععع عسعععععععنا اأع ما ميز زا ا
عزار.... ع انععا هععا مد تععهيععه ثعك د د تير مد علأ عز عثعي
م عا عر عقععه اهعا عا سعععععععا يت ظهرع ل عثسععععا ت عثنرايت
ثقه ار زا ا عثم اض
في فكر ضععاث د قضععايا تمناء.... ي أع ...
دمع عثمجعععيريت في مقهمعها ثقعععه كعععاد فكر زا عععا د ثفكر عثانععع سماع
عثقضعععععيت عثف سععععع ي يت عثعي عثقا ه فك عر ضعععععاثيا اانا مد يعسعععععععم اها م ها دجعععععععاثع
ضعععععا علأمت فم أ شعععععاع
ع عارا عععا قضعععععععي عععت عثنر ي يعع مر عع في عثنمع
عثمركزيت عجععهى اشععتا ت عثع ع ر عيعم عععا ععع عثعمع ع ع
21
العدد 48نيسان 2021م
عععع عععقعععيععع دا عععهع دمععععععع في ينعععت عثتمعععااير ل قع ظيراعا ثكع عثمشعععععععاريع
عمع عععاع آم عععا د علام عثسا ت عثنرايت .... عث عععم عععؤعم ععع عرع عث عععخععع ععع
عثشععن عثنراي امسعععقا ر علأ لا علاسععععععععنمعععاريعععت
د مشععر ع عثان ثيس
كريم. مشعععععععر ععا ظريععا اعع ا سععععا ه شععععار في عث عرع
مشععر ع هضعع يسععنل ثل عثع رريععت عثنرايععت فقععه كععاد
22
العدد 48نيسان 2021م
ملاحق
23
ِب ْسِم اللّ ِه الَّرْح َم ِن الَّرِحيِم
القيادة القومية :ليكن الأول من أيار يوماً لتصعيد النضال العربي لتحرير
الأمة من استلابها الاجتماعي والقومي.
دعت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشت اركي ،إلى تصعيد النضال
العربي لتحرير الأمة من استلابها الاجتماعي والقومي ،وأكدت أن الحياة الحرة
والكريمة للعمال العرب لا تستقيم إلا في إطار الوحدة القومية واقامة نظام العدالة
الاجتماعية .جاء ذلك في بيان للقيادة القومية بمناسبة عيد العمال العالمي فيما
يلي نصه:
يحل الأول من أيار هذا العام ،والعمال العرب ومعهم كل الفئات الكادحة
ينوؤن تحت وطأة أوضاع معيشية قاسية ،لم تتأ َت هذه المرة من ظروف عملهم
في القطاعات المختلفة من صناعية وز ارعية وخدماتية وحسب ،بل باتوا تحت
ضغط واقع وطني عربي ،بعضه يرزح تحت الاحتلال وبعض آخر يتمزق نسيجه
الاجتماعي من ج ارء الأزمات البنيوية التي تعصف بالعديد من الأقطار العربية.
ففي ظل هذا الواقع السائد ،أضيفت إلى هموم العمال والفئات الاجتماعية
المسحوقة الناجمة عن شروط العمل المجحفة ،تأثي ارت الأزمات التي تعصف
بالبنيان الوطني وتهدد المكونات الوطنية في العديد من الأقطار العربية بتقويض
أركانها الأساسية وتأثيراتها السلبية على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات.
إن هذا الواقع المستجد على الوضع العربي جعل قضايا النضال المطلبي
لرفع مستوى المعيشة وتوفير شبكة الأمن الحياتي للفئات الكادحة ،تندمج مع
قضايا النضال الوطني لإعادة اللحمة الوطنية إلى أبناء الشعب الواحد ،واعادة
بناء الدولة بناء وطنياً يعيد لها وظيفتها الأساسية كدولة حمائية ورعائية بعدما
جعلت منها أنظمة الاستغلال والاستبداد والتوريث والرجعية دولة أمنية بامتياز.
إن الأزمات التي عصفت بالساحات الوطنية العربية ،ودخل بعضها أتون
الص ارع المسلح ،أدى إلى إقفال وتعطيل م ارفق العمل الذي نتج عنه ارتفاع عدد
العاطلين عن العمل ،كما أدى تدمير المدن والحواضر إلى حصول موجات من
النزوح والتهجير وما ترتب عليهما من تغيير في التركيب الديموغ ارفي للسكان.
إن ما أصاب البنية الوطنية من تصدع في هياكلها أحدث اختلالات في
التركيب المجتمعي وفرض نفسه كأمر واقع أملى إعادة ترتيب الأولويات أمام
التشكل المجتمعي بكل فئاته وخاصة الش ارئح الشعبية منه وهي الأوسع في
المجتمع العربي ،ومعه لم تعد الشعا ارت المطلبية هي التي تظلل التحركات الشعبية
ذات الطابع المطلبي ،بل باتت الشعا ارت الوطنية بعناوينها السياسية ومضامينها
الاقتصادية والاجتماعية هي تظلل الحراك الذي انطلق في العديد من الساحات
العربية بجولاته المتواصلة.
من هنا فإن المهمة التي باتت مطروحة أمام الطبقات الشعبية ومنها العمال
في كل قطاعات الإنتاج والخدمات ،هي مهمة إعادة البناء الاجتماعي بسبب
اختلال توازناته بعدما وصل التحلل إلى التشكيلات النقابية واتسعت مساحة الف ارغ
بين طغمة المال والسلطة والقاعدة الشعبية العريضة ،كما مهمة إعادة البناء
الوطني بعدما أصبحت الدولة الوطنية مهددة بوحدة كيانها بعد الإسقاط والإضعاف
لمؤسساتها الارتكازية.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشت اركي ،بالاستناد إلى المبادئ
الأساسية التي انطوت عليه نظرية الحزب الثورية ،القائمة على الربط الجدلي
بين أهداف النضال الاجتماعي والنضال القومي ،ترى أن القضية الوطنية التي
تتمحور حول حماية المقومات الأساسية للمكون الوطني درءاً لمخاطر تقسيمه
وتفتيته ،هي اليوم على درجة من الأهمية وترتقي حّد أهمية القضية الاجتماعية
لتحرير الإنسان العربي من الاستغلال والعوز والفقر وتوفير شروط حمايته بحقه
بالعمل والسكن والتعليم والاستشفاء والشيخوخة ،كما ترتقي حد أهمية القضية
القومية لتحرير الأمة من استلابها القومي وعلى أساس أن العمال وسائر الفئات
الكادحة من شعبنا لا يستطيعون خوض نضال اجتماعي لانت ازع حقوقهم المستلبة
إن لم يكونوا واقفين على أرضية وطنية صلبة ،والأمة لن تستطيع مواجهة أعدائها
الذين يحتلون أرضها إلا إذا كانت محصنة في داخلها القومي بتماسك شعبي
ومتانة بنيان وطني صاٍد للاخت ارقات المعادية.
من هنا ترى القيادة القومية للحزب إن الحركة العمالية العربية واطارتها
النقابية مطلوب منها اليوم الانخ ارط بالصراع الذي يد أر الخطر عن الكيان الوطني
بقدر انخ ارطها في الصراع لوضع حٍد للاختناق الاجتماعي وهي تناضل لحماية
قوة العمل العربية ،وحماية اليد العاملة العربية من المنافسة الأجنبية وتوفير
فرص العمل كما حماية الإنتاج الوطني لتعزيز استقلالية الخيا ارت السياسية في
مواجهة قوى الاستغلال الرأسمالي بطبيعته الاستعمارية والمرتبطين بها في الداخل
القومي.
واذا كانت هذه المناسبة التي يعود الاحتفاء بها إلى مئة وثلاثين عاماً ،قد
تحولت إلى يوم لتكريم العامل ،وباتت يوماً وطنياً لكثير من الشعوب ،فإن المكانة
الاعتبارية التي يتبؤها العامل ما كانت لتصل إلى هذا المستوى من التقدير
الإنساني لجهد العمل لولا التضحيات التي قدمتها الحركة العمالية منذ انطلقت
أولى انتفاضاتها في شيكاغو عام ،1886وأن الحركة العمالية العربية لا ينقصها
الوعي السياسي والاجتماعي والالت ازم الوطني والاستعداد للبذل والتضحية من اجل
قضايا العمال العادلة والمشروعة وقضايا الأمة في التقدم والتحرر واقامة نظم
العدالة الاجتماعية.
إن القيادة القومية للحزب وفي هذه المناسبة التي لا يتسنى لكثير من
الاتحادات العمالية العربية إحياؤها بسبب ظروف أقطارهم القاهرة ،تعتبر أن
المشاركة الفاعلة للحركة العمالية في الحراك الشعبي العربي الذي يدعو للتغيير
السياسي هي مسؤولية وطنية بقدر ماهي مسؤولية مطلبية ونقابية ،لأن الحركة
العمالية وكل الفئات الكادحة التي عانت من تسلط واستبداد أنظمة القمع والرجعية،
ستكون المستفيد الأول من التغيير الذي يعيد هيكلة المجتمع العربي على قواعد
الديموق ارطية وحماية الحريات العامة ومنها حرية العمل النقابي ورفع مستوى
المعيشة.
إن الح ارك الشعبي العربي الذي تظلل بشعا ارت واحدة ،أكد على الحقيقة
البديهية وهي أن معاناة الجماهير العربية واحدة ،ووحدة المعاناة هذه لا تستقيم
المعالجة الجذرية لها وا ازلة مسبباتها إلا بالحلول التي تأخذ ُب ْعداً قومياً على
أساس توحيد التشريعات العمالية التي تحسن شروط العمل وتعزز التأمينات
الاجتماعية وتنمي الحقوق والحريات النقابية وتصونها ،وتفتح أسواق العمل في
الأقطار العربية للحد من البطالة واستيعاب الكفاءات العربية التي توظف إمكاناتها
في خدمة مشاريع التنمية البشرية المستدامة ،وهذا ما يوفر مناخات للاستقرار
الاجتماعي والاقتصادي وللسلم الوطني الذي لا يقوم ولا يدوم بدون عدالة
اجتماعية.
إن القيادة القومية للحزب التي ترى أن إعادة البناء الاجتماعي للتشكل
المجتمعي العربي لا يستقيم ويستعاد في الأقطار التي تعصف بها أزمات بنيوية
إلا بإعادة البناء الوطني ،تدعو الحركة العمالية العربية بكل هيئاتها وتشكيلاتها
النقابية إلى إعادة توحيد صفوفها وتقديم نفسها كمرجعية عربية موحدة الرؤية
وكحاملة قومية لحقوق العمال والكادحين ،وكمحرك أساسي لحركة الشارع
المنتفض من أجل التغيير.
إن القيادة القومية للحزب التي توجه التحية للحركة العمالية العربية في اليوم
العالمي لتكريمها ،تدعو القوى الحية في هذه الأمة إلى استعادة الخطاب السياسي
الذي يؤكد على الت اربط بين قضايا التحرر الاجتماعي والوطني والقومي وعلى
وحدة القوى العاملة العربية ،لأنه كما الوحدة القومية هي الطريق نحو تحرير
الأمة من الاحتلال واستلابها القومي ،فإن وحدة القوى العاملة العربية هي سبيلها
لانت ازع حقوقها وانجاز تحررها وانها ء كل أشكال استلابها الاجتماعي.
في هذه المناسبة ذات البعد الإنساني والمضمون الاجتماعي تحية للحركة
العمالية العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه والى شبابها الذين انخرطوا في
ساحات الح ارك الشعبي العربي وسقط منهم الشهداء ،والتحية موصولة بشكل
خاص إلى شباب انتفاضة تشرين في العراق ضد الفساد والارتهان للخارج الإي ارني
والأميركي والى عمال فلسطين الذين احتضنوا انتفاضة شباب القدس الذي حموا
الأقصى من انتهاك الصهاينة لحرمته وبصدورهم تصدوا للمستوطنين ووجهوا
رسالة لكل المهرولين للتطبيع مع العدو بأن القسم الذي ردد في باحة الأقصى
سمع صداه في كل فلسطين ووصل مداه إلى كافة أرجاء الوطن العربي.
وليكن يوم الأول من أيار يوماً لتصعيد النضال لتحرير الأمة من الاحتلال
والجماهير من الاستغلال.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
الأول من أيار 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة حزب البعث العربي الاشتراكي
وحدة حرية اشتراكية قيادة قطر العراق
مكتب العمال المركزي
بيان بمناسبة 1أيار
يحل علينا عيد العمال العالمي في 1أيار وبهذه المناسبة السعيدة نتقدم بالتهنئة
الصادقة لعمال الع ارق البواسل الذين كانوا على الدوام يمثلون تطلعات الشعب الع ارقي
وطبقته العاملة في نضالهم على مدى سنين طويلة من أجل نيل حقوقهم المشروعة
من خلال اتحادهم العتيد الاتحاد العام لنقابات العمال في الع ارق الذي كان له دو ار بار از
في ظل النظام الوطني بعد ثورة تموز ،1968وعلى مدى خمسة وثلاثين عاما صدرت
التشريعات التي اعطت لعمال الع ارق كامل حقوقهم وفي مقدمتها قانون الضمان
الاجتماعي للعمال الذي أتاح لهم المشاركة في النتاج والرباح وكان للنقابات العامة
واللجان النقابية في المعامل والمصانع الدور الساسي في تنفيذ مشاريع التنمية الوطنية
الشاملة وتحول الع ارق من مستورد لمعظم احتياجاته إلى بلد منتج للمكائن والمعدات
الثقيلة وأصبح الع ارق يمثل نموذجا يحتذى به في دول العالم الثالث نتيجة للتطور
الصناعي والز ارعي الهائل الذي نقله الى مصاف الدول المتقدمة وأصبحت المعامل
والمصانع تغطي جميع انحاء الع ارق والتي بلغ عددها عش ارت الآلاف قبل عام 2003
والتي تحولت إلى خردة بعد الاحتلال المريكي الفارسي للع ارق والذي ترتب عليه تسريح
مئات الآلاف من العمال والفنيين المهرة الذين بنوا الع ارق بسواعدهم السم ارء ،وجاءت
العملية السياسية وأدواتها التي نصبها الاحتلال لتجهز على كل شيء وتعيد الع ارق إلى
عصور التخلف والدمار الذي ترتب عليه انهيار البنى التحتية للصناعة والز ارعة
والخدمات ،ولن الروح الوطنية متأصلة في نفوس وضمائر عمال الع ارق فانهم رفضوا
مع كافة ش ارئح المجتمع الع ارقي الاحتلال البغيض وما ترتب عليه من عملية سياسية
مخاب ارتية وحكومة عميله وسمت بالخيانة ووضعت الع ارق تحت الوصاية الي ارنية التي
دمرت وخربت كل شيء.
وعند انطلاق ثورة تشرين العظيمة بتاريخ 2019/10/1كان لعمال الع ارق البواسل
دو ار مساندا لبنائه الشباب الثوار في المشاركة في التظاه ارت والمساهمة في الدعم
اللوجستي وتوفير مستلزمات الصمود والمطاولة.
تحيه لعمال الع ارق البواسل في عيدهم الغر
عاش الع ارق وعاش ثوار تشرين الابطال
الخزي والعار لعملاء إي ارن وذيولها
مكتب العمال المركزي
في الاول من أيار عام 2021م
مقالات مختارة
1
الياس فرح بمناسبة الذكرى العاشرة لغياب الأستاذ ميشيل عفلق
من أرشيف "المحرر" 1999/6/23
بمناسبة الذكرى العاشرة لغياب مؤسس حزب البعث العربي الاشت اركي الأستاذ ميشيل عفلق
صدر عن مكتب الإعلام في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشت اركي كتاباً يضم بين دفتيه
عدداً من المواضيع الفكرية والتحليلية ننشرها تباعاً في هذا الملحق الخاص من "المحرر" بالت ازمن
مع صدور الكتاب وفي الوقت الذي يقيم فيه حزب البعث العربي الاشت اركي في بغداد اليوم في
23حزي ارن/يونيو 1999احتفالًا خاصاً بهذه الذكرى.
ميشيل عفلق رجل ومشروع رؤية
تاريخية جديدة
بقلم :الدكتور الياس فرح
قد امتلك بفضل الإسهام المبدع الخلاق للقائد سوف تبقى ذكرى القائد المؤسس لحزب
المؤسس ،رؤية تاريخية ،عميقة ،وبصيرة حية. البعث العربي الاشت اركي ،ملهمة للفكر القومي
الأصيل ،المتصل اتصالاً حيا بروح الأمة ،وبتواصل
فالفكر القومي لدى ميشيل عفلق ،هو امتداد ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،المشبع بالإيمان
لهذا الدور التاريخي لعصر النهضة ،فالدور الذي الجهادي ،وبالشعور بالمسؤولية ،وبالثقة بقد ارت
اضطلع به مؤسس البعث قد نقل حركة النهضة الأمة على التغلب على تحديات نهضتها المعاصرة،
العربية من طور التبشير بالفكرة القومية إلى بلورة وعلى أعداء مشروعها الحضاري الإنساني الجديد،
المشروع الحضاري الحديث للأمة ،وبناء الحركة لأن الفكر القومي المبني على أسس علمية ثورية،
التاريخية التي تنهض بمسؤولية تحقيقه ،فلم يعد
الفكر القومي مجرد تنظير لمرحلة سياسية ،وانما
2
نسقا من التصو ارت المنفتحة على التطور تغتني اصبح دليلاً للمرحلة التاريخية ،فهو إعادة بناء
بالتجربة النضالية .وبالتالي استطاع أن يحدد لوعي الهوية القومية ،وللتصو ارت المرحلية
شروط الفهم العميق والتجديد الأصيل لفكر الأمة. الاست ارتيجية للعمل السياسي وللنضال الاجتماعي،
فلا تجديد بلا تأصيل وبلا تواصل وتكامل دائمين، وكذلك استش ارف للمستقبل ،ورسم للخطوات الآنية
بين الفكر النظري والعمل الميداني ،وأن (النظرة الظرفية وعلى وفق متطلبات المواجهة للتحديات
النقدية) القائمة على تلازم الحرية والمسؤولية هي الخارجية وللتناقضات الداخلية في الواقع العربي،
سلاح الفكر ضد الجمود وضد السلبية في آن معا. فثمة مفهوم جديد للأيديولوجية وللسياسة وللعمل
(وأن الرؤية التاريخية الحضارية) هي المدخل القومي ،يؤكد مستوى العمل التاريخي الذي تتطلبه
للق ارءة الجديدة الصحيحة للت ارث ،ولاكتشاف الصلة
الحية بين الماضي والحاضر والمستقبل ،وللربط بين المرحلة القومية وسط عالم يضج بالمتغي ارت.
روح الأمة وروح العصر ،وهذه الشروط كلها تشكل لقد أصبح فكر القائد المؤسس ،مصدر توثيق
وتوكيد لقدرة الفكر القومي على تقديم أجوبة متكاملة
القانون الداخلي لفكر القائد المؤسس. على الأسئلة المصيرية التي يطرحها النضال العربي
كيف توصل الأستاذ عفلق إلى إنضاج هذه في المرحلة التاريخية ال ارهنة .كما أن فكر الأستاذ
الرؤية التاريخية التي كانت بمثابة الناظم لأفكاره أصبح مرجعاً ودليلاً منهجياً للمتطلعين لتجديد الفكر
ورؤاه؟ كما كانت مسددة لخطاه على طريق العمل القومي ،لأنه نظر أولًا ،إلى الفكر نظرة حية ،فلم
التاريخي وبناء الصرح النضالي الذي حمل اسم يفتش عن القوالب النظرية والنظريات الجامدة التي
تدعي الكمال وأنها تمثل نهاية التطور التاريخي،
البعث؟ وقمة الأيديولوجيات ،ونهاية التطور الحضاري.
لقد طرح هذا السؤال على القائد المؤسس، فبالمنهج العملي الثوري الحضاري الجديد ،الذي
فكان جوابه ،إن هذا هو عمل الباحثين ،فهو لم ينطلق من واقع الأمة ككل وكأج ازء ،استطاع الأستاذ
يتوقف في البدء ليتساءل عن نظرية المعرفة أو ميشيل عفلق أن يحقق الت اربط بين حركة الفكر
نظرية النضال التي ينبغي أن ينطلق منها كما فعلت وحركة الواقع العربي ،وأن يجعل من نظرة البعث
حركات أخرى ،أو مؤسسون آخرون .لأنه ينطلق
3
أ ( -ريادة فكرية) عبرت عن نظرته الأصيلة، من موقف نظري تجريدي فلسفي ،أو سياسي
وعن رؤيته التاريخية ،وعن اكتشافاته الجديدة ب ارغماتي تجريبي ،بل انطلق من موقف نظري
لاست ارتيجية الانبعاث القومي ،ولمنظورها الحضاري وعملي مصيري ،أي من نظرة حية واقعية ،مقترنة
بنظرة مسؤولة ،الى مصير الأمة في هذا العصر،
المستقبلي.
ب (-ريادة نضالية) ،وضعت كل شخصيته وهي تخوض معارك المصير الحضاري.
في النضال ،وجعلته يعيش (حياة المبدأ) المعبرة عن فهو قد واجه مصيره كرجل يقف أمام قدره.
الاتحاد بمعاناة الأمة ،وعن التمثل الحي لروح وانطلق بعد إطلاع واسع وعميق على تاريخ الثو ارت
والحضا ارت والديانات ،وبعد معاناة طويلة وبتصميم
الرسالة. تاريخي ،ليبني مسيرته النضالية .فهو منذ كان في
ج ( -ريادة قيادية) ،بمستوى تاريخي ،جعلت نهاية مرحلة الد ارسة الجامعية في الغرب ،في عام
منه رم ازً لتحمل المسؤولية القومية ،سواء في 1932حدد موقفا مصيريا من ذاته ومن قضية
الدفاع عن الخط المبدئي للنضال ،أم التخطيط الأمة .وأصبح هذا الارتباط المصيري قانون حياته
المستشرف لأفاق المستقبل وم ارحله ،أم وحدة الفكر ونضاله .وقد لخص هذا الموقف في العبارة التي
أملاها ،وذكر لي أنها موجود ة في دفتر من دفاتره
والممارسة ،والتوحد بالحزب. القديمة ،وهي( :متى انتبه المرء إلى قدره ،فلا بد له
د ( -ريادة خلقية) ،جعلت منه نموذجا حيا من موقف مصيري ،يضعه حيث شاء له القدر الذي
اختاره وأحبه) .فمن خلال هذا الموقف المصيري،
للقدوة ،وصورة صادقة لتجسيد القيم المثالية. التقت واتحدت أقداره :قدره الفردي-الذاتي وقدره
فالذين وجدوا في شخصية القائد المؤسس داخل أسرته ،وقدره الوطني والقومي والإنساني،
مثالا ،رسمت لهم صورة حياتهم ،هؤلاء قد أروا فيه لأنها ارتبطت جميعها بمشروع تاريخي جعل منها
التجسيد الحي للمبدئية التامة ،والاقت ارن ال ارئع بين
المبدئية وبين تكامل الأبعاد الفكرية والنضالية مضامين متكاملة لرؤية حضارية جديدة.
والقيادية والخلقية ،للشخصية-النموذج ،التي لقد جمع القائد المؤسس بين ريادات أربع:
تميزت بها ريادة القائد المؤسس .وضمن هذا الأفق،
أصبح تكامل الذاتي والموضوعي طابعا مميزا
4
بحب الأمة وبحب ت ارثها الروحي والحضاري-الإسلام لشخصية القائد المؤسس ،ولدوره ،ولمسار حياته
وحب رسوله الكريم. النضالية ،كما أصبح هذا التكامل سمة مميزة لحزب
البعث -كما تصور القائد المؤسس :حركة تعمل
فكانت نتيجة هذا الاتحاد خلق فكر أصيل،
وحركة جديدة ،وايمان خلاق ،أنمت كلها في جو لمئات السنين.
الرسالة .لذلك اكتسبت حياة القائد المؤسس هالة فالبعثيون على وفق هذا التصور هم رموز
معنوية متميزة ارفقت كل م ارحل نضاله ،وفرضت لهذا التكامل ،وللوحدة بين ذواتهم ومبادئهم ،وبينهم
على مسيرة حياته طابع الزهد والتقشف والصبر، وبين أمتهم وأهدافها ومشروعها النضالي
والحب ،والتسامح والتواضع ،وكل السمات التي التاريخي ..فهم يعيشون (حياة النضال) ،ويفكرون
ميزت تجربته الفكرية ،والنضالية ،التي حافظت على بعقل الأمة ،ويتحدون بقدرها ،ويحيون بعمق معاناة
جماهيرها ،ويتطلعون إلى مستقبل ترتاح اليه روح
المعاني المستخلصة من استلهام جو الرسالة.
إن (الريادة الفكرية) لدى القائد المؤسس لم الأمة وروح العصر.
تكن مجرد إضافات فكرية جديدة-كما هو شأن إن هذه الحالة تفسر لنا نتائجها .فالريادة
الريادات الفكرية التي تتوقف عند حدود بناء الفكرية للقائد المؤسس ،والريادة القيادية ،كانتا ثمرة
النظريات التي تولد وتعيش مرحلتها ،فتتألق ثم لالتقاء الضرورة بالحرية في تجربة القائد المؤسس.
تنطفئ -لأن القائد المؤسس ،لم يكن مجرد مفكر فالارتباط المصيري بنضال الأمة اكسب النضال
ومنظّر ،ولم يكن هاجسه بالأساس إضافة نظرية الوطني والقومي والإنساني موهبة وظفت ذاتها
الى النظريات ،بل كان همه بناء حركة تستجيب توظيفا تاريخيا وأعطت للأمة كل ما انطوت عليه
لحاجات نضال الأمة في مرحلة انبعاثها ،وأن يكون من قدرات مبدعة .فكانت النتيجة أن الأمة بادلته
العطاء ،وأفسحت له المجال لكي يحتل موقعا متقدا
فكرها اكتشافا جديدا لحقيقتها.
فالفكر يستمد قوته التاريخية من النضال وأصيلا في تاريخها النضالي المعاصر.
بمستور تاريخي ،أي من صلف الأصيلة برسالة لقد اتحد قدر مؤسس البعث بقدر حزبه ولكنه
الأمة وهي تنبعث من جديد .أما الشروط الأخرى لم يكن قدر (ضرورة) خالصة ،بل كان قدر حب ،بدأ
5
تهبط بالسياسة الى مستوى يعكس واقع الانحطاط للريادة (من عبقرية فردية ومن منهج علمي،
الذي خلقته الظروف السلبية التي مرت بها الأمة ومنظور حضاري ،واتصال حي بواقع الأمة وروح
خلال قرون طويلة ..فكانت نظرة القائد المؤسس ثورية ،وغيرها ).فإنها شروط مكملة ،ولا تأخذ
النقدية ،صارمة وعميقة وخلاقة لأنها كانت كاشفة موقعها من الريادة الفكرية ،إلا إذا ارتبطت عضويا
لتناقضات الواقع ال ارهن وتشويهاته الجارحة، بتاريخ الأمة ودورها الرسالي .فهي أولا (أمة ذات
ومنقذة للحركة النضالية من الدوافع السلبية والأفكار رسالة) ومن التمثل لهذه الحقيقة تمثلا روحيا وليس
المسخرة لخدمة واقع الانحطاط ،ومجددة للصلة بين فكريا فحسب ،تأتي الشروط المكملة .للبناء الأساس
السياسة اليومية وبين المهمة التاريخية ،ومدركة
لمتطلبات العمل التاريخي ،وللجو الخلقي ،والمناخ -الذي تولد من خلاله الأمة ولادة حضارية.
الصحي ،النقي من أمراض المرحلة ومن أم ارض فالفكر فكر رسالي ،والإيمان إيمان رسالي،
العصر ،التي ينبغي أن تبنى عليها حركة النضال والنضال يتطلع الى تجسيد معاني الانبعاث الروحي
القومي. للأمة.
في ضوء ذلك حددت نظرة القائد المؤسس، والقومية هي (قومية إنسانية) و(قومية حب)
المستوى الذي يتطلبه مشروع بعث الأمة .إذ لا ترتفع بأبنائها الى جو الرسالة ،والحرية هي
تكفي المعايير العلمية الخالصة ،ولا المقاييس (انتصار على الضرورة) :خلق الإنسان الجديد
البرغماتية ،التي تقيس العمل السياسي بمدى والواقع الجديد وابداع الحياة الجديدة التي تجسد
نجاحه المؤقت السطحي السريع ،بعيدا عن القيم.
لأن السياسة لكي تكون معبرة تعبي ار صادقا عن روح معاني الرسالة.
الأمة ،ينبغي أن تستلهم فضائل الرسالة التي تجمع والاشت اركية هي قانون الحياة التي تحقق
بين الأخلاق والروح الثورية ،والإيمان بالحرية ثروتها في جو روحي ،يرقى فيه الإنسان والمجتمع
وبالمثل التي تربط السماء بالأرض ،وتجدد مثل الى المستوى الذي تتطلبه الرسالة ..وعلى وفق هذه
المعايير ،كان لابد للريادة الفكرية للقائد المؤسس
الرسالة في حياة الأمة. أن تنطلق من نظرة نقدية ،ومن موقف نقدي لأفكار
والأوضاع الجائرة والأدوار السياسية ،التي كانت
6
يكتشف هذا السلاح في تاريخ الأمة .فكان (فالريادة الفكرية) في البعث ،هي ريادة
الاكتشاف للت ارث وللأبعاد الثورية والحضارية ،التي روحية ،جهادية حضارية ،تضع العلم والتجربة
تشكل بتلازمها السلاح الحضاري الذي تمتلكه والنضال في جو العمل التاريخي ،لبناء المشروع
الحضاري الجديد ،المجسد لروح الرسالة .لذلك كانت
الأمة. الانطلاقة من (النظرة النقدية) المشبعة بهذه الروح،
ومن هذه الينابيع انبثقت المعاني الجديدة، هاجس الأستاذ ميشيل عفلق أي التعبير الصادق
التي أوصلت الى نظرية الوحدة والحرية والاشت اركية، عن أصالة الأمة ،وعن روح نهضتها ودورها
والى اكتشاف المفاهيم الإنسانية الحضارية
للقومية ،وللصلة بين العروبة والإسلام ،وللمعاني التاريخي الجديد.
الجهادية والحضارية للإيمان الرسالي ،وللمعنى ولم تكن (النظرة النقدية) لدى القائد المؤسس
الروحي للاشت اركية ،والمعنى الثوري للحرية مستندة الى أفكار جاهزة مسبقة ،أو حسابات
والديمق ارطية ..وفي ضوئها تحددت معالم الطريق مصالح أو ظروف وضغوط يمكن أن تحد من الرؤية
إلى بعث الأمة ،وصاغ القائد المؤسس ،مشروعه العلمية التاريخية الصافية ،بل أنها انطلقت من
الوليد (-الحزب) تمهيداً لتحقيق مشروع الأمة الحرية ومن الحرص على الحقيقة ،ومن التحرق
للكشف عن الحقائق الجوهرية العميقة فكانت
الكبير (البعث). اكتشافات القائد المؤسس ،إضاءة شاملة لحياة
الأمة ومعاناتها وهي تواجه تحديات بقائها
الريادة النضالية القيادية والخلقية: الحضاري ،في معركة حضارية تطرح فيها الأمة،
إن الريادة الفكرية ،كما لاحظنا لم تكن عملا ويطرح أعداء نهضتها ووحدتها ،كل الأسلحة
نظريا لأن الفكر المطلوب لهذه المرحلة من حياة الفكرية والمادية والروحية التي سوف تقرر مصير
الأمة ،هو الذي يحيل الى العمل ،إنه الفكر الإنسان الحضاري .فأمام التحديات المصيرية ،التي
المناضل ،الذي يعمل بمستوى تاريخي ،ويسد الف ارغ تقرر مصير الأمم ،يبقى السلاح الحضاري افضل
الأيديولوجي ،الذي لم تتمكن النظريات المغتربة في الأسلحة وأقواها ..وكان هم القائد المؤسس أن
الزمان وفي المكان أن تملأه إنه الفكر العلمي
7
المهمة ،وفي تحفل مسؤولية الالت ازم بتحقيق الثوري المقترن بمنظور حضاري .فالمشروع القومي
متطلباتها( .فالريادة القيادية) للقائد المؤسس ،تبدأ لدى القائد المؤسس ،قام بالأساس على وحدة الفكر
من التصميم التاريخي على افتتاح صفحة جديدة والنضال ،ووحدة الفكر والممارسة ،لذلك فقد تفرغ
من تاريخ النهضة الجديدة للأمة ،أطلق عليها الأستاذ عفلق منذ عام 1942كليا للعمل القومي،
وصف (عهد البطولة) ،فقد امتلك الشجاعة ووضع حياته بكاملها ،وشخصيته في العمل
التاريخية ،للإقدام على مهمة يشعر المناضل النضالي .فالفكرة التاريخية تحتاج إلى الحركة
أمامها ،بأنه مكلف بتصحيح المسار القومي، التاريخية ،والحركة التاريخية تتطلب العمل بمستوى
وبمعالجة الظواهر السلبية لسبعة قرون من تاريخي ،ومن هنا كان مصدر الإلهام للقيادة
الانحطاط ،ومن التحديات المصيرية المتصاعدة. الريادية ،هو استلهام تجربة الرسول العربي ولو
فقد كان أول من دعا أبناء أمته الى تلبية نداء هذا بنسبة الحصاة الى الجبل إنه عمل رسالي ،ودور
النوع الجديد من البطولة -البطولة الحضارية - رسالي ،وقيادة من ط ارز جديد ،تفهم السياسة على
كما كان أول من لبى هذا النداء ،ثم إن القيادة أنها رسالة ،وتنظر الى الأجيال الجديدة ،كونها
الريادية للقائد المؤسس ،تدعو إلى الانتقال من أجيال المهمة التاريخية ،والى الإنسان العربي
مرحلة الخطابة الانفعالية إلى مرحلة الكتابة الجديد كحامل رسالة .ومن هنا كانت أهمية العامل
العقلانية ،المعبرة عن (برودة العقل ولهيب التربوي ،وأهمية التنظيم ،والطابع القومي للتنظيم،
الإيمان) .كما أن هذه الريادة القيادية ،تدعو وتطبق لأنه المعبر عن وحد ة الأمة الفكرية والروحية.
في آن معاً القانون الأخلاقي لهذه المرحلة من فالقيادة في إطار هذا السياق التاريخي ،مفهوم
النضال ،المتمثل بأن يعيش القائد (حياة المبدأ)، جديد ،ومستوى جديد يختلف عن مفهوم (الزعامة)
وأن يحتفظ بالتفاؤل في أحلك الظروف وأشد ويتميز عن مفهوم (القيادة السياسية) التقليدي ،لأن
النكسات وأمام أخطر التحديات ،وأن يؤمن أن الله مهمتها ذات طبيعة ثورية خلاقة غير عادية .فهي
والتاريخ والشعب مع الحركة التاريخية .كما أن مطالبة بأن تكون في مستوى مهمتها التاريخية.
القائد المؤسس ،بقي متمرداً على كل ما تفرضه وقد كان للقائد المؤسس دور ريادي في تحديد هذه
8
تاريخية مستقبلية ،تتطلع الى ملء ف ارغ في حياة الحياة العادية من قيود على الإنسان .فقد حقق
الأمة ،والى رفع العمل السياسي الى مستوى العمل إنسانيته من خلال تحرره من القيود التي تحد من
التاريخي .بعد أن هبط الواقع السياسي الى مستوى مثاليته ،أو تجعله عاج ازً عن حمل أعباء الدور
يناقض حقيقة الأمة .ويمكن تلخيص فكرة المشروع الرسالي .الأستاذ عفلق كان شأن مشروعه
الانبعاثي ،يمثل وحدة الذاتي والموضوعي ،والوسيلة
التأسيسي الجديد في النقاط التالية: والغاية ،ووحدة الوطني والقومي والإنساني ،ووحدة
- 1إن العمل المطلوب في تصور القائد الروحي والاجتماعي والحضاري ..وظل يدافع عن
المؤسس ليس محصلة لما هو موجود ،بل هو خلق مشروعه ضد محاولات تشويه الثورة العربية .فقد
عمل جديد ،منقذ ،يصلح لافتتاح مرحلة تاريخية أعطته القضية التي أخلص لها العمر ،قوة مستمدة
من رسالتها .كما أعطته مسيرة اكثر من نصف قرن
جديدة وتلبية حاجاتها النضالية المصيرية. من الريادة الفكرية والقيادية النضالية ،ومن العمل
- 2إذاً (فالعمل المستقبلي) نداء و(دعوة) بمستوى تاريخي ،قدرة على التعامل مع الأحداث من
(وليست مشروعاً جاهزاً) دعوة الى العودة الى موقع التفاؤلية التاريخية ،التي عبرت عن نفسها
الرؤية التاريخية التي انطلق منها البعث .فهي في مشروعه للعمل المستقبلي ،الذي حاول من
تجديد للمنظور البعثي في نقده للحاضر وتطلعه خلاله أن ينسجم مع آفاق الدور التاريخي لرفيقه
المجاهد صدام حسين .إن تجربة الع ارق هي في
نحو المستقبل. اعتقاده ،إطلالة على مستقبل ينبغي أن تتوافر
* انطلقت الفكرة من حكم نقدي على الواقع شروط استكمال مهمته في الكشف والتصحيح
العربي (في منتصف الثمانينات) بأنه قد وصل الى
نفق مسدود ،وللخروج من هذا النفق ،لا بد من لصورة المستقبل الحضاري للإنسانية.
تشخيص عميق وحاسم للواقع العربي -أنظمة - العمل المستقبلي لدى القائد المؤسس :إن
أهمية المبادرة الفكرية والعملية التأسيسية للعمل
ومنظمات وأح ازباً. المستقبلي ( ،)1تأتي من كونها تصدر عن رؤية
- 3النظرة النقدية لدى القائد المؤسس
أوصلته الى الحكم على الواقع العربي بأنه استنفد
ممكناته وأن الحركات والأح ازب قد أصبحت مبتلاة
9
* فهو لم يحاول أن يحل مشكلة ظرفية ،بل بأم ارض تمنعها من معالجة المرض فلا بد من شيء
حاول أن ينتشل العمل القومي من السقوط ومن جديد ،خارج إطار المعطيات ال ارهنة ،التي تكاد تعلن
المأزق الكبير. الإفلاس ،وتكشف عن ف ارغ.
* وقد نظر إلى نصر 1988/8/8كتعبير * سد الف ارغ لا يكون إلا بعمل مستقبلي أي
عن روح المستقبل وكدلالة على استعداد الأمة بتصور تاريخي وعمل تاريخي وليس بمحصلة جمع
للدخول بمرحلة أعلى في نضالها الملحمي. لقوى الواقع.
* وكان يتطلع إلى المستوى الذي حققته أم - 4الدعوة هي:
المعارك بقيادة صدام حسين ،حتى تكون الانطلاقة أ -إلى نقد صارم للواقع العربي.
ب -إلى عمل تاريخي تنهض به قوى
بمستوى المواجهة التاريخية للتحديات. وشخصيات نضالية جامعة للوعي وللنضال.
- 6أما الجبهة والعمل الجبهوي ،فلم تكن جـ -والى صيغة جديدة تتجاوز الواقع
بعيدة عن تصور القائد المؤسس وعن اهتمامه ،وقد وتتجاوز الأح ازب دون أن تتخلى عنها ،فمن داخل
سبق له على امتداد عام كامل بين 1966/4/30 الأح ازب ومن داخل المعاناة النضالية العامة للأف ارد
و 1967/4/30إن طرح است ارتيجية العمل والجماعات ،لا بد أن تظهر الاستجابة إلى الحوار
الجبهوي وعمل لها .إلا أن المشكلة أصبحت أعمق للعمل بمستوى جديد.
بعد عشرين عاماً ،فالمأزق العربي قد أشر منعطفاً - 5وقد أبعد القائد المؤسس العمل
في واقع الأمة يتطلب عملاً بمستوى تاريخي. المستقبلي عن كل صيغة مصطنعة يمكن أن تحكم
فالجبهة كمحصلة لقوى الواقع ،لم تعد كافية دون عليه بالفشل ،وأ ارد أن يكون ولادة طبيعية تاريخية
أن يعني ذلك إهمالها .فالجبهة مفيدة إلا أنها في تماماً كما نشأ الحزب .أي من الحوار بين المهتمين
بالمصير القومي ،الديمق ارطي الحضاري.
أوضاع كالتي نعيشها لم تعد كافية.
- 7ماذا قال القائد المؤسس حول العمل
المستقبلي في آذار 1989خلال إعداد كلمة
نيسان؟
10
الوحدوي ديناميكية ،ويكون عامل حفز للجماهير ذكر ما يلي( ...العمل المستقبلي مستمد من
وضغط على الأوضاع الرسمية ،فيشع التصور الكلي هذه الفكرة):
الى مستقبل بعيد .ويلتقي بمصلحة العدد الأكبر.
فالاقتصاد القطري يحتاج إلى التكامل مع اقتصاد (إذا بقي الوضع العربي على ما هو عليه،
الأقطار الأخرى ،بدلاً من الارتهان إلى الاقتصاد تضيع الحالات المشرقة ...فالعمل المستقبلي جواب
الامبريالي .والديمق ارطية يسهل تزييفها إذا لم توجد على عجز الواقع القطري عن البناء في الداخل،
رقابة عربية تساند النضال الديمق ارطي وتفضح وعن دفع الخطر الخارجي .لأن بوجود المخططات
الأجنبية المعادية ،يتحول العجز إلى انقسام وتناحر
التزييف). وتآمر بين الأقطار بعضها على بعض .فلا غنى عن
* العمل المستقبلي إذاً شيء تاريخي، العمل الوحدوي ،ولا غنى عن أن يكون عملاً شعبياً
واستعداد موضوعي لمرحلة نضالية تاريخية وتعبير بكل معنى الكلمة ،متحر ارً من أي تأثير للأنظمة.
عن حاجة تنبع من ضمير الأمة وتعبر عن قناعات فالدعوة هي الى العمل الوحدوي كطريق للإنقاذ
عميقة لدى الشعب العربي .والمهم في أري القائد وحماية للظواهر الايجابية فظهور العمل الوحدوي
المؤسس ،صياغة هذه القناعة بدون مساومة الاست ارتيجي ينعكس على المستويات الدنيا من
التضامن والتنسيق والتعاون ،لأنه يعطي التصور
وبدون تفريط.
11
جلال الدين الشيخ زيادة بمناسبة الذكرى العاشرة لغياب الأستاذ ميشيل عفلق
من أرشيف "المحرر" 1999/6/23
بمناسبة الذكرى العاشرة لغياب مؤسس حزب البعث العربي الاشت اركي الأستاذ ميشيل عفلق صدر عن
مكتب الإعلام في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشت اركي كتاباً يضم بين دفتيه عدداً من المواضيع
الفكرية والتحليلية ننشرها تباعاً في هذا الملحق الخاص من "المحرر" بالتزامن مع صدور الكتاب وفي الوقت
الذي يقيم فيه حزب البعث العربي الاشت اركي في بغداد اليوم في 23حزي ارن/يونيو 1999احتفالاً خاصاً بهذه
الذكرى.
القائد المؤسس بين البعث و"حزب
البعث"
بقلم :جلال الدين الشيخ زيادة
أنتجته معاناته وحواره مع الأفكار السائدة في أوساط المقدمة
الجمعيات والمنتديات الفكرية والثقافية النخبوية في لم تقتصر البدايات الأولى للقائد المؤسس
دمشق وباريس في عقد الثلاثينات .كان تطلعه إلى ميشيل عفلق واهتماماته على التركيز على الطابع
أن يكون أكثر من مجرد كاتب أو أديب لامع برغم السياسي الحزبي ،وانما كانت ذات طابع فكري وأدبي
أنه كانت لديه موهبة أدبية في كتابة القصة ( .)1لذلك لم يبدأ نشاطه الاجتماعي بتأسيس حزب
سياسي ،وانما بدأ ببلورة مشروع فكري وحضاري
والشعر(.)2
12
يسير أفضل من أعظم نظرية في بطوق الكتب لذلك كانت معركته الأولى تتمثل في حسم
والأذهان. العلاقة بين الثقافة والسياسة ،حيث كان الفهم
السائد حينذاك ،ينظر إلى المثقف كونه الشخص
تحدث في بادئ الأمر عن الحركة التاريخية المترفع عن السياسة بكل ما كانت تحفل به من
وشروطها وعن الجيل الجديد وشروط تكوينه .وانتقل خبث ومؤام ارت ودسائس .فشرع في طرح مفهوم
لذلك من الثقافة النظرية إلى العمل الثقافي جديد للثقافة والمثقف بحيث ترتبط الثقافة بالحياة
والسياسي في شكل مشروع حضاري إنساني شرطه وواقع المجتمع وتطلعاته ،وأحدث ثورة أخرى في
الأخلاق .وميز بوضوح منذ البدء بين (البعث) كغاية مفهوم السياسة بحيث ترتبط بالأخلاق والترفع وقيم
والحزب كوسيلة .ووضع الشروط الصارمة لهذا الرسالة .فجاءت المرحلة التي دشنتها حركة نصرة
الع ارق عام ،1941وبعد أن ترك مهنة التدريس في
الحزب لكي يكون حزب بعث. عام 1942ونذر نفسه لمشروع حضاري كبير
لكل ذلك وضع البعث فوق الحزب ،والحزب تبلور في ذهنه ووجد أنه بعد معاناة كبيرة ،ثم
فوق الثورة ،والثورة فوق السلطة والدولة (.)4 أعقبتها تكوينه فرق الجهاد الوطني لمقاومة
والجماهير هي الأصل والمرجع .وهي البعث ذاته في العدوان الفرنسي ،بعد تأسيس حركة الإحياء العربي
( ،)3وصولًا إلى تأسيس الحزب وكان في كل ذلك
حالة نهوضها وانبعاثها.
وحدد الغايات البعيدة للعمل الحزبي والنضال القائد المبادر.
السياسي كونه أداة تربوية .بحيث يجب ألا يتحول كان القائد المؤسس يميز بين المبدأ كروح
الحزب إلى غاية في ذاته وينسى أصل مشروعه والمبدأ كذهن .لهذا لم يحفل في بادئ الأمر بصياغة
النهضوي .مهما تعقدت الظروف السياسية وكبرت نظرية كاملة وتصور فلسفي لم تنجبه أرض الواقع
والتجربة .وانما كان شديد الإيمان بأن المعاناة
المعوقات وادلهمت الخطوب. وخوض التجارب النضالية هي التي تصقل الإنسان
تتضمن هذه الد ارسة خمسة عناصر متكاملة وتولد الإبداع وتبلور النظرية الحية وأن تحقيق عمل
تعالج نظرة القائد المؤسس ومفهومه لهذه العلاقة
بين البعث وحزب البعث على النحو التالي:
- 1القائد المؤسس بين الثقافة والسياسة.
13
إن تلمس البدايات الأولى للبعث كمشروع - 2المرحلة الحركية وشروط الحركة
ثقافي (والحزب) الذي تأسس لاحقاً كأداة لتنفيذ هذا التاريخية.
المشروع .تكشف موقف القائد المؤسس من مسألة
العلاقة بين الثقافة والسياسة تلك القضية التي لا - 3المرحلة الحزبية وشروط (حزب البعث).
ي ازل يدور حولها الجدل وسط المثقفين العرب. - 4دافع التحقيق وتجاوز الوسيلة الى الغاية
خاصة أولئك الذين يحاولون الهرب من الالت ازم بمبدأ
ثابت أو عقيدة محددة بحجة الحفاظ على حرية (من الحزب الى البعث).
المثقف واستقلاليته ،وكان المفهوم السائد للثقافة - 5التجربة الثورية النموذج والعودة الى
يقترن بالأدب والفكر المجرد والطابع النخبوي
المثالي في النظرة الى الحياة .كما أن الممارسة مشروع البعث في الع ارق.
السياسية العربية وأح ازبها التقليدية وما يكتنفها من
مصالح وأنانيات وممارسات لا أخلاقية كانت تعزز القائد المؤسس بين الثقافة والسياسة:
هذا الميل للفصل بين الثقافة والسياسة .ويأتي أولا :الثقافة والسياسة.
القائد المؤسس ليقلب هذا المفهوم أرساً على عقب
ويطرح معنى جديدا للعلاقة بين السياسة والثقافة، لقد كان الدافع الأول لأنشطة البعث هو
فاضحاً الطابع الهروبي والتبريري المجرد للمفهوم الدافع الحضاري ،لذلك يرى القائد المؤسس أن الأمة
السائد للثقافة العربية آنذاك .ويبدأ المؤسس معركته هي الأصل ،والحزب وليد آلامها ومعاناتها وتشوقها
في عام 1943بطرح السؤال :كيف يجب أن نفهم
الثقافة؟ ويجيب" :هي أولا مشاركة في الجهد. إلى النهوض والانبعاث.
وليست انفعالا وتكيفا( .وأن) على الشعب العربي أن لهذا لم يبدأ القائد المؤسس مشروعه
يفهم الثقافة بأنها نوع من أنواع النضال ،النضال النهضوي الحضاري الانبعاثي بتأسيس (الحزب)
مع النفس ،النضال مع الفكر لكي يتعب في تحصيل وانما اتخذت المسيرة التي بدأها صفة (الحركة)،
وكان يصر على وصفها بأنها (رسالة لا سياسة)
لذلك أخذت الكتابات الأولى التي سبقت تأسيس
الحزب طابع المشروع الثقافي وليس البرنامج
السياسي الحزبي.
14
الكثيرين ممن كانوا يغارون على البعث أو يظهرون المعرفة ولكي يجرؤ على تبديل الأسس السطحية
الغيرة عليه أخذوا يتساءلون عندما ظهر الحزب في التفكير الشائع التي هي في داخله ،لكونه ابن
بالقول :لماذا اخترتم هذا الطريق وأنتم جماعة مثقفة وسطه ،لكي يعيد النظر في كل الأمور الأساسية
خيرة؟ لماذا لا تكونون حركة لنشر الفكر والتبشير؟ حتى يصل الى النظرة الجديدة" (" )5فالثقافة ليست
بل ربما كان بعض الأعضاء الذين دخلوا الحركة في شيئاً جامدا يدخل على ال أرس ويستقر وانما هي
أول عهدها قد أخذوا بهذا الوهم أو الخطأ .وقد أجبنا حركة وحياة تتفاعل مع الشخص ،تؤثر فيه ،لها
المتسائلين بأن الصفة السياسية التي حرصنا على حاجات ومطالب ومستلزمات ،ولها وسط تنبت فيه
أن تكون أصيلة في الحزب منذ أول تأسيسه ،ومنذ وتتخذ معناها( .فهي) تعبير عن حياة حقيقية" (.)6
ولادته هي امتحان لجديته ولواقعتيه ،وهي درء لشتى لهذا فأن الجيل الجديد -كما يرى المؤسس -
الأخطار التي تتعرض إليها الفئة المثقفة كالخيالية يشترط وجود فهم معين للثقافة ونوع معين من
والمثالية والجبن الذي يتستر بالمبادئ وفقد ان المثقفين متحررين من وهم الثقافة الاصطلاحية ()7
الرجولة" (" .)9ولكل ذلك جعلنا السياسة امتحاناً ذلك لأننا لا نريد أن تبقى الثقافة غاية في نفسها،
للإيمان والمثالية" -كما يقول المؤسس ولكن "لم بل وسيلة لتقويم الأخلاق وتنشئة مناضلين في
تكن السياسة غاية في أي حال من الأحوال" ()10
"لأن مصيرنا في هذا العصر يتعين ويتقرر بالفكر سبيل البعث العربي (.)8
والنضال معاً .إذ أن الميزة التي سمحت لهذا الحزب كما أن العقيدة لا تكتسب مبررها الوحيد -
بأن يقوم بدور أساس في حياة شعبنا كان لأنه جمع وهي الحرية -إلا إذا استطاعت أن توازن وتعادل
الفكر الى النضال" ( .)11كما أن الثقافة يجب أن القوى الواقعية الفاسدة ال ارهنة -وأكثر من ذلك أن
تكون سلاحا في يد الثورة" .لأنها تنقل الثورة وتنقل تتفوق عليها وتنتصر .ولا يمكن أن تنتصر على
الآمال والأهداف الثورية من حيز العواطف القوى الفاسدة بالكلام ( )...وانما بالعمل الايجابي.
والتمنيات المبهمة الى درجة الوعي الواضح والمنظم
ولولا ذلك -كما يقول المؤسس:
والمخطط " (.)12 "لما جعلنا حزبنا منذ اليوم الأول لتأسيسه
حزباً سياسيا" ،ويضيف قائلًا" :ما زلت أذكر أن
15
والمكان هي التي تعين نوع الحركة فإذا كان تأثر هذا الوعي هو الذي جعل القائد المؤسس
الحركة منفعلا سلبيا ،استنفد كل إمكانياتها وقواها يرفض أن يكون مجرد كاتب أو أديب أو فيلسوف
حتى تغرق في ظروفها .عددناها من الحركات ينتمي الى النخب الثقافية العربية التقليدية التي
السطحية الآنية العابرة ،واذا استطاعت الحركة أن كانت منتشرة آنذاك .لذلك يكتب في مجلة (الدهور)
تتأثر بالظروف المحيطة بها دون أن تغرق فيها، في عام 1936قائلا " :إن أصدق مرآة للنفس
بل تحتفظ بالسيطرة عليها لتوجهها كانت من الانسانية هي الاعمال ولا أكتمك أنني كلما فكرت
الحركات الجدية الأصيلة. أن أكرس نفسي للكتابة .أخجل من نفسي" (*).
وفي عام 1950كتب المزيد عن شروط هذه تلك كانت بداية ثورة في مفهوم الثقافة
الحركة بالقول" :أنني أستطيع تعريفها بأنها الحركة والمثقف .نقلتها من الطابع النظري المثالي الى
التي تستطيع أن تسيطر على الظروف ،وهذا يعني المعنى العملي الميداني الشامل .وهي ثورة في
أن كل ما يجري في بلاد العرب ،وكل ما ينشأ فيها مفهوم السياسة بنقلها من الطابع الانتهازي الاناني
ويظهر ويعمل من أح ازب وتكتلات وقوى سياسية المصلحي المرتبط بالخداع والمناو ارت الى المعنى
تتصف بالصفة المعاكسة تماما ،وهي أنها كلها
خاضعة للظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الرسالي الاخلاقي الثوري الخلاق.
والفكرية والنفسية .فالمشكلة بالنسبة للعرب هي أن
يتمثل نزوعهم الى الحياة والتخلص من هذه ثانياً -مشروع البعث في طور الحركة
الاوضاع في حركة تستطيع أن تسيطر على كان القائد المؤسس يدرك منذ البدء أن
الظروف التي فشلت كل الحركات والجهود الأخرى الحركات التي تنشأ في مجتمع ما ،إما أن تكون
في السيطرة عليها ،فأصبحت مقوية للفساد، سطحية وقتية ،واما أن تكون جدية اصيلة .وكلا
ومدعمة له .لا لأنها في الأصل فاسدة أو ترغب في النوعين لا بد أن يتأثر بظروف المكان والزمان
الفساد ،بل لأن بعضها لم يعد العدة الكافية لكي المحيطة به .ولكن نوعية هذا التأثر بظروف الزمان
يسيطر على الظروف .وأن تكون من الناحية
16
وال ارحة ،خفيفة أيضا في أسلوب عملها ،كي الفكرية في مستوى القضية التي تحاول حملها.
تستطيع تحقيق الانقلاب" (.)15 وهذا يعني أن التفكير الذي تبنى عليه هذه الحركة،
يجب أن يكون تفكي ار عربيا ( )...وأن يعالج جميع
هكذا يصمم القائد المؤسس حركته التاريخية المشاكل الأساسية التي تتعلق بحياة العرب والشعب
ويضع شروطها .منطلقا من "أن الشعب العربي العربي" ( .)13كما اشترط صفة الأخلاقية في هذه
تتقدمه الطليعة الواعية المؤمنة .سيمضي في الحركة .لذلك عبر عن هذه الفكرة بصفة (الانقلابية)
نضاله التحرري التاريخي ،سالكا الطريق الذي "فالانقلاب قبل أن يكون برنامجا سياسيا واجتماعيا،
اختطته الحياة لكل عمل صادق أصيل طريق هو هذه الحركة الدافعة الأولى ،وهذا التيار النفسي
الانبعاث من الداخل لتتكون النفوس قبل الوسائل. القوي ،هذه المغالبة التي لابد منها ،والتي لا يفهم
والع ازئم قبل الأسلحة والتيار الحي الذي يخترق روح
الأمة ،ويكشف عن كوامنها ويلامس حريتها في أي بعث للأمة بدونها) (.)14
والانقلاب العربي كما يرى القائد المؤسس "لن
أعمق جذورها" (.)16 يحققه أعضاء البعث وحدهم فهم ليسوا إلا الطليعة
وترجم المؤسس مفهومه لهذه الحركة التي سترشد الأكثرية من الشعب نفسه ،وهذه
التاريخية الطليعية حينما أسس في عام 1941 الطليعة التي يجب أن تعد عش ارت الألوف هي
(حركة نصرة الع ارق) التي نظمت تظاهرة طلابية في الضامن لتحقيق الانقلاب .وقانونها هو أن تنظر
أكبر ثانوية في دمشق (مدرسة التجهيز الأولى) الى الحياة نظرة جديدة ،مختصرة قوية ،أي أن
وذلك لدعم واسناد ثورة رشيد عالي الكيلاني في تتحرر من كثير من الأثقال التي يحملها أفراد
مجتمعنا المريض ،أثقال التعلق بالمادة والاعتبا ارت
الع ارق عام .1941 المعنوية ال ازئفة ،والأنانية والمنفعة الخاصة ،وأن
ثم تتبلور لديه فكرة التنظيم القومي الأعم. تصبح هذه الطليعة خفيفة في نفسها ،أي أن تكون
وكانت النواة الأولى في عام 1942باسم (حركة متحررة من القيود غير عابئة بالمنافع وأسباب اللذة
الإحياء العربي) التي أصدرت عدة بيانات سياسية
(*) تعبر عن مواقفها السياسية من قضايا الأمة.
ثم تحولت الى اسم (حركة البعث العربي) في عام
17
علينا أن نوفي قسطا من هذا الطريق .وأن الأجيال 1943وظهر شعارها (أمة عربية واحد ة .ذات
لعربية تحتاج الى عش ارت السنين حتى تلحق رسالة خالدة).
بفكرتها .ولأن هدف البعث هو توحيد الشخصية
العربية قبل توحيد الأمة العربية" .لذلك يرى وفي عام 1945شكلت حركة البعث فرق
المؤسس أن العمل الحزبي المنظم هو المجال الجهاد الوطني لمقامة العدوان الفرنسي على
المناسب لخلق الانسان العربي الجديد .لذلك يقول: دمشق .وفي العام التالي 1946أصدر المؤسس
"في حزبنا لا ترد المحاذير التي ترد في الأح ازب مع رفيقه صلاح الدين البيطار صحيفة (البعث).
الشيوعية إذا نحن بقينا أمناء لمنطلقاتنا .فالتربية وفي عام 1947انعقد المؤتمر التأسيسي ليظهر
لا يدخلها الاصطناع وقولبة الشخصية بحيث يفقدها الى الوجود (حزب البعث العربي) ويتم انتخاب القائد
الحرية والابداع ،ولكنه ينقذها من التسيب والميوعة
والضياع والفردية التي تشل الحرية الغربية" (.)19 المؤسس عميداً له.
"وأن أهم مقياس للنجاح في نظر حزبنا هو أن نرجع
الى الجماهير ،الى جماهير شعبنا بين الحين ثالثا -من الحركة إلى الحزب (مهمة العمل
والآخر ،ونحن نعيش مع هذه الجماهير ،ضمنها الحزبي وشروطه)
ومن داخلها ونتعاون معها ولكن بين الحين والآخر،
علينا أن نوقظ حس النقد والم ارقبة فيها ،لنرى الى كان المؤسس يرى أن مهمة العمل الحزبي
أي حد هي ارضية؟ والى أي حد متفاعلة قلبا وقالبا هي أن يهيئ بصمت وصبر واستم ارر لتلك الأيام
مع مسيرة الحزب؟ والى أي حد تقدم وعيها؟ والى النادرة التي تتاح للأمة لكي تؤدي فيها امتحاناً،
أي حد نمت كفاءتها نتيجة الممارسة والمشاركة؟ ولكي تظهر فيها ما اختزنته في أيامها العادية،
هل تتلقى الخدمات من الثورة وتشكر؟ أم أنها تشارك
في صنع الخدمات .وهذا الانتاج وهذا التقدم؟ هل بفضل صبرها ونشاطها وتجردها (.)17
تشعر بأن الحزب شيء أعلى منها يعطيها؟ أم تشعر ولهذا السبب عد القائد المؤسس أن الحزب
"هو ملك للأمة العربية وللمستقبل العربي وليس ملكا
لفرد أو أف ارد ولا حتى ملكا لأعضائه المنتمين اليه"
(" .)18ذلك لأننا نعرف بأن الأمة هي الخالدة ،وبأن
جيلا يعمل ويمضي ويأتي بعده جيل ،وأجيال ،وأن
18