The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة ألق البعث - العدد 48 - شهر نيسان

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nasserhariri6, 2021-05-02 14:43:53

مجلة ألق البعث - العدد 48 - شهر نيسان

مجلة ألق البعث - العدد 48 - شهر نيسان

‫الشعب العربي‪ .‬لذلك كتب يقول‪" :‬إن التحقيق هو‬ ‫بأنها هي الحزب؟ وبأنها لا تأخذ من أحد وانما هي‬
‫أقوى شيء في حياة الإنسان‪ ،‬وأن تحقيق عمل‬ ‫تنتج وهي تعطي للأمة‪ .‬إن الجماهير هي الأساس‪.‬‬
‫بسيط هو أقوى من أكبر فكرة تبقى في مجال الذهن‬ ‫هي الأصل هي القوة الحقيقية الثابتة والدائمة‪.‬‬
‫والوهم‪ .‬لذلك علينا أن ننطلق متحررين من عبودية‬ ‫فعندما نطمئن الى أن الجماهير تشارك وتزداد‬
‫الكلام واللفظ وكل ما هو خيالي‪ ،‬باهت‪ ،‬عقيم‪ ،‬وأن‬ ‫مشاركتها يوما بعد يوم وسنة بعد سنة‪ ،‬وبالتالي أن‬
‫ننشد حياتنا في العمل الخلاق‪ .‬فالأفضل لنا أن‬
‫نتنازل عن شيء من كمال الصورة الأولى لفكرتنا‪.‬‬ ‫الأمة ترتقي" (‪.)20‬‬
‫شريطة أن تدخل في العمل وتتجسد‪ ،‬وتتحقق من‬ ‫وكان يرى أن الحزب مفجر الثو ارت "هو فوق‬
‫أن تكون لنا فكرة كاملة وأن تبقى على الورق"‬ ‫الثو ارت‪ .‬واذا أخطأت الثورات فالحزب موجود لكي‬
‫يصحح" (‪ )21‬ولكي يقوم الحزب بهذا الدور‪" .‬لا بد‬
‫(‪.)23‬‬ ‫أن يجدد الحزب ذاته‪ .‬وأن يعود الى أصل مشروعه‬
‫وذلك لأنه كان يدرك أن الحياة الجدية "ليست‬ ‫ومبادئه‪ ،‬لأن الحزب الذي يضطلع بمهمة تاريخية‬
‫احتيالًا‪ .‬وأنه لا يبقى من التاريخ إلا الصحيح‪ .‬وهو‬ ‫في سبيل بعث أمة‪ ،‬لا يخاف من أن ينتقد ذاته وأن‬
‫ما يستحق البقاء‪ ،‬وهذا لا يحتمل الاحتيال والخدعة‪.‬‬ ‫يرى أخطاءه لأنه يعرف أن هذا شرط أساس من‬
‫ولأن الأمم لا تستقل ولا تتربى ولا يرهف حسها‪ ،‬ولا‬ ‫أجل أن يصحح سيره وأن يسرع في تحقيق أهدافه"‬
‫تعلو روحها وتتعمق ويتفجر فيها ينبوع العمل‬
‫والبناء والخير والفداء‪ .‬إلا إذا عانت بنفسها وعلى‬ ‫(‪.)22‬‬
‫حسابها ودفعت ثمناً مساوياً لما تطلبه من الحياة"‬
‫(‪" ،)24‬كما أن الوحدة ليست عملاً آلياً يتم من‬ ‫اربعاً ‪-‬دافع التحقيق وتجاوز الوسيلة نحو‬
‫نفسها نتيجة الظروف والتطور‪ .‬فالظروف قد لا‬ ‫الغاية (الإ اردة وعبء النهضة)‬
‫تخدمها‪ .‬والتطور قد يسير معاكساً لها نحو تبلور‬
‫كاذب للتجزئة فهي بهذا المعنى فاعلية وخلق‪.‬‬ ‫كان من الواضح أن اتجاه المؤسس لخلق‬
‫ومغالبة للتيار‪ .‬وسباق مع الزمن أي أنها تفكير‬ ‫حركة أو حزب هو من اجل وضع مشروع البعث‬
‫النهضوي موضع التطبيق والتحقيق‪ ،‬وتحويله من‬
‫مجرد أفكار وشعارات عامة إلى واقع في حياة‬

‫‪19‬‬

‫ويستفيد من الدروس السابقة التي مر بها الحزب‬ ‫انقلابي وعمل نضالي"‪ .‬وبدافع التحقيق والتجسيد‬
‫والأمة العربية‪ .‬ومما ازد من فرصة هذه التجربة على‬ ‫للفكرة دخل البعث في مشروع وحدة ‪ 1958‬مع‬
‫التحقيق والاقت ارب من مشروع البعث‪ ،‬هو بروز‬ ‫مصر كبعث ولم يتصرف كحزب لأن الشروط التي‬
‫القائد المجدد صدام حسين‪ ،‬وصياغته نظرية العمل‬ ‫فرضت على الحزب من عبد الناصر كانت كفيلة‬
‫البعثية‪ .‬وتكامله الفريد مع القائد المؤسس في هذا‬ ‫بضياع فرصة الوحدة لو تمسك القائد المؤسس‬
‫الاتجاه‪ .‬لهذا عبر القائد المؤسس عن طموحه‬ ‫بحزبيته على حساب بعثيته‪ .‬لذلك يرد القائد‬
‫وثقته بهذه التجربة ودور الحزب فيها للاقت ارب من‬ ‫المؤسس على الذين عدوا قبول الحزب بحل نفسه‬
‫البعث – المشروع ‪-‬فكتب في عام ‪" 1974‬لم يعد‬ ‫للدخول في الوحدة مع مصر كشرط من عبد الناصر‬
‫الحزب بعيداً عن الجماهير‪ .‬بل أصبح قريباً جداً‪،‬‬ ‫بأنه كان خطأ بالقول‪" :‬إن مبرر الخطأ الذي وقع‬
‫ونرجو أن يأتي اليوم الذي يزول فيه الفرق بين‬ ‫فيه الحزب عندما قبل بحل تنظيمه في سورية‪ .‬هو‬
‫الجماهير وبين الحزب‪ .‬فتشعر الجماهير أنها هي‬ ‫هذا الحرص على الوحدة العربية‪ ،‬وعلى أن تصبح‬
‫البعث العربي‪ ،‬هي الأمة العربية في حالة البعث‬ ‫في ذهن كل عربي وفي ضمير كل عربي وأن تصبح‬
‫حقيقة واقعة وأن تصبح شيئاً قابلاً للتحقيق‪ .‬لذلك‬
‫والنهضة" (‪.)26‬‬ ‫فإن كل الأخطاء والانح ارفات والمآسي التي نتجت‬
‫وبعد أن تبلورت تجربة الحزب في الع ارق‪،‬‬ ‫عن الوحدة لا تعادل جزءاً صغي ارً من الكسب الكبير‬
‫وتحولت إلى قاعدة محررة للثورة العربية ونموذج‬
‫نهضوي يجسد مشروعها‪ ،‬وبعد أن تكامل الوضوح‬ ‫الذي نتج عن تحقيق الوحدة" (‪.)25‬‬
‫الفكري والنظري للبعث ورؤيته للمستقبل‪ ،‬وبشكل‬
‫خاص‪ ،‬بعد أن أوضح القائد المؤسس بجلاء‬ ‫خامساً ‪-‬من تجربة الحزب في الع ارق إلى‬
‫خصوصية نظرة البعث للعروبة والإسلام‪ ،‬والنظرة‬ ‫المشروع النهضوي (البعث)‬
‫العلمية الحضارية للت ارث العربي ومع نضج الطرف‬
‫الذاتية والموضوعية في الواقع العربي شرع القائد‬ ‫كان قيام ثورة ‪ 30- 17‬من تموز فرصة‬
‫المؤسس في طرح المشروع النهضوي العربي‬ ‫كبيرة للحزب لوضع مشروعه موضع التطبيق‪ ،‬وبناء‬
‫نموذج مجسد لهذا المشروع يتجاوز الأخطاء‪،‬‬

‫‪20‬‬

‫أوضاع التجزئة ال ارهنة أن تتعدد التجارب الثورية‬ ‫الحضاري على مستوى (البعث) وذلك من خلال‬
‫في المجتمع العربي وتتنوع‪ ،‬ننظر اليها كأنها تجربة‬ ‫حوار العمل المستقبلي مع قوى الأمة الحية‪،‬‬
‫واحدة متعددة الجوانب متكاملة الأج ازء‪ ،‬وأنها مكملة‬ ‫بأح ازبها وتيا ارتها وقواها المختلفة‪ .‬لذلك كتب يقول‪:‬‬
‫لتجربة الحزب‪ ،‬لا منافسة له‪ ،‬ومن واجبها أن‬ ‫"وبعد أن ثبتنا حقنا في حرية اختيار الطريق إلى‬
‫تتكامل وتتفاعل في سبيل تعزيز وحدة النضال‬ ‫الثورة‪ ،‬وفي حرية فهم ماضينا وت ارثنا‪ .‬لم نعد نعتبر‬
‫أن ثمة مشكلة تقوم بيننا وبين الذين يلتقون معنا‬
‫ونضال الوحدة" (‪.)29‬‬ ‫في الأهداف كلها أو بعضها ويختلفون عنا في‬
‫وكذلك لأن القائد المؤسس كان يدرك "أن‬ ‫طريق الوصول إلى تلك الأهداف‪ .‬إذا كانوا يحترمون‬
‫القضية القومية أصعب وأكثر تعقيدا من أن يستطيع‬
‫تيار واحد أو حزب واحد أن يفي بحاجاتها وأن يقوم‬ ‫حرية اختيارنا وخصوصية طريقنا" (‪.)27‬‬
‫بحلها أو يستوعبها‪ .‬إذاً هي بحاجة الى جهود‬ ‫وبهذا افتتح القائد المؤسس مرحلة جديدة من‬
‫الجميع‪ ،‬والى آ ارء ووجهات نظر مختلفة تتكامل‬ ‫النضال القومي يتجاوز فيه النظرة الحزبية الضيقة‬
‫ويصحح بعضها بعضاً"‪ .‬كما أنه كان يدرك "أن كل‬ ‫إلى مستوى البعث كمشروع لكل الأمة لأنه كان على‬
‫خلاف بين الأح ازب يجب أن يقف أو ينتهي‪ ،‬إذا‬ ‫يقين بأن الوحدة الحقيقية "هي التي تولد من التنوع‬
‫تعرضت سلامة الوطن للخطر‪ ،‬هذا إذا لم تكن‬ ‫ومن التعدد ومن ال أري الحر ومن الجواب الجدي‬
‫هذه الوحدة ال ارسخة‪ ،‬هي الوحدة الحية التي يكتب‬
‫سلامة الوطن نفسها هي سبب الخلاف " (‪.)30‬‬ ‫لها البقاء والثورة العربية ليس أمامها إلا هذا‬
‫الطريق ‪-‬كما يقول ‪-‬بعد أن رسخت هويتها‬
‫أم المعارك تكتب أفكار عفلق من جديد‬ ‫واستقلاليتها واكتشفت طريقها الخاص بين ثو ارت‬
‫(العودة إلى خط البداية)‬ ‫العصر‪ .‬لذلك لم يعد من خوف عليها أن تنفتح‬
‫وتتحاور وتغتني بال أري المخالف وبالإ اردات الحرة"‬
‫بهذا الأفق الرحب صاغ القائد المؤسس‬ ‫ويضيف‪" :‬هذا هو مستقبلنا الآن‪ ،‬هذه هي المرحلة‬
‫مشروع البعث الحضاري لكل الأمة العربية‪ ،‬وعمل‬ ‫الجديدة" (‪" ،)28‬فنحن نرى أن من الطبيعي في‬
‫على بناء الحزب كأداة لهذا المشروع‪ .‬إلا أنه لم‬
‫يجعل من هذا الحزب معادلا موضوعيا للواقع‬

‫‪21‬‬

‫حالتين تردف إحداهما الأخرى وقد يت ارجع الحزب‬ ‫العربي‪ ،‬أو الأداة الوحيدة لتحقيق نهضة الأمة‪.‬‬
‫عن البعث مرة‪ ،‬ويلحق به م ارت‪ .‬فإن لم يكن الحزب‬ ‫وانما خص له مكان الطليعة‪ .‬ووضع له شروطاً‬
‫بمستوى البعث‪ ،‬فإن البعث يبقى حاله ويبقى الحزب‬ ‫قاسية حتى يكون (حزب البعث) مجسد ا لمشروع‬
‫شيئا آخر مختلفا‪ .‬ولكن لكي نحقق (حزب البعث)‬ ‫الأمة ومحركا لجماهيرها وقواها وميدانا لخلق وتربية‬
‫لا بد أن يكون الحزب في سلوكه‪ ،‬وفي نماذجه وفي‬ ‫الانسان العربي الجديد المتكامل الشخصية غير‬
‫استعداده وفي روح التضحية والايثار بين منتسبيه‬
‫المستلب الواثق من نفسه وأمته وحضارتها‪.‬‬
‫بمستوى البعث العظيم‪.‬‬ ‫يقول القائد صدام حسين‪" :‬صحيح أن دور‬
‫وعلى هذا الأساس دخل القائد صدام حسين‬ ‫المؤسسين هو بصورة عامة دور متميز في‬
‫المنازلة الكبرى ‪-‬أم المعارك الخالدة ‪-‬بمنطق‬ ‫الحركات الوطنية والقومية والتقدمية‪ ،‬ولكن الذي‬
‫البعث‪ ،‬أي المشروع النهضوي الحضاري لكل الأمة‪،‬‬ ‫ميز دور الأستاذ ميشيل عفلق كونه قد حافظ في‬
‫وليس بمنطق الحزب‪ .‬لذلك نجح في توحيد قوى‬ ‫جميع م ارحل حياته النضالية على هذا المستوى‬
‫الأمة الحية بمختلف أح ازبها وتيا ارتها وجماهيرها‬ ‫التاريخي الذي صمم على أساسه مشروعه القومي‬
‫حول شعا ارت ومشروع البعث في أم المعارك‪ .‬لهذا‬ ‫الحضاري‪ .‬فالحزب لم يكن بالنسبة إليه مجرد تنظيم‬
‫خاطب القائد صدام حسين أعضاء المؤتمر القطري‬ ‫مهماً اتسع إطاره القومي وأحكم بناؤه ولا مدرسة‬
‫العاشر (مؤتمر الجهاد والبناء) في عام ‪1991‬‬ ‫فكرية تبشر بالثورة والنضال فحسب‪ ،‬وانما هو جسد‬
‫قائلاً‪" :‬لقد ثبتم على الموقف‪ ،‬وتحملتم ما تحملتم‬ ‫وروح وكائن حي في المجتمع‪ ،‬والقومية في مفهومه‬
‫أنتم وشعبكم العظيم من أجل هذه الرسالة ومعانيها‬ ‫هي عروبة واسلام‪ ،‬أي رسالة إنسانية‪ ،‬والاشت اركية‬
‫وأهدافها وشعا ارتها‪ ،‬ولم تركعوا عند أول تهديد‬ ‫هي علم وروح‪ ،‬والحرية هي ثورة روحية قبل كل‬
‫جدي‪ ،‬ثم تطووا رسالتكم وترحلوا عن ميدانها‪ ،‬كما‬ ‫شيء‪ .‬لذلك تقدم الثقل الروحي في شخصية أستاذنا‬
‫يفعل المدعون‪ ،‬غير الصادقين‪ ،‬وغير الأمناء في‬
‫دعواهم‪ .‬وهذا ما كان يريده أن يحصل‪ ،‬بل ويتمناه‬ ‫ال ارحل على ما عداه" (‪.)31‬‬
‫خصومكم وأعداؤكم لتنتهي دعوتكم ورسالتكم‬ ‫إذاً لقد كان البعث أولا ثم جاء الحزب ‪-‬كما‬
‫يقول القائد صدام حسين في عام ‪ ،1993‬وبقيا‬

‫‪22‬‬

‫كانوا يسمونه سياسة‪ ،‬لأن الحق لا يحتاج إلى‬ ‫ويتحول البعث من بعث رسالة‪ ،‬أو رسالة للبعث الى‬
‫ب ارقع‪ ،‬ولأن القضية العادلة لا تقبل التكتم"‪ .‬لذلك‬ ‫مجرد حزب سياسي‪ ،‬حتى بعد السقوط الذي كانوا‬
‫اتسم أسلوب عمل الجيل وحركته بالعمق والحوار‬ ‫يمنون النفس به خاسئين‪ ،‬ويتصورونه ممكناً‪،‬‬
‫والإقناع والتثقيف‪ .‬ولتحقيق ذلك رفض المؤسس‬
‫الأسلوب السياسي التقليدي والعمل الدعائي‬ ‫خسئوا وخاب فألهم السيئ" (‪.)33‬‬
‫العاطفي‪ ،‬الذي يختار الخطابة والشعور السطحي‬ ‫هكذا تجسد المشروع الذي صممه وصاغه‬
‫الفاتر‪ .‬فلجأ إلى أسلوب الكتابة والحوار الموضوعي‪.‬‬ ‫القائد المؤسس‪ ،‬بعد رحيله مطمئناً‪ .‬فكانت أم‬
‫ومنذ بداية الأربعينات وتأسيس حركة نصرة‬ ‫المعارك الخالدة بمستوى البعث العظيم تعبي ارً صادقاً‬
‫الع ارق كان المؤسس ينفي عن حركته صفة الحزبية‬ ‫عن طموح القائد المؤسس ومنظوره الحضاري‬
‫بالقول‪" :‬لسنا حزبيين ولا سياسيين محترفين"‪.‬‬ ‫التاريخي‪ .‬لتفتح صفحة جديدة أكثر نضجاً وتقدماً‪،‬‬
‫ويؤكد أن مهمتنا هي التمهيد لنوع جديد من العمل‬ ‫وتضع الحزب أمام مسؤولية كبيرة للرقي إلى هذا‬
‫السياسي "شق الطريق لا زرع الرياحين‪ ،‬غرس‬ ‫المستوى الجديد‪ ،‬مستوى البعث والرسالة التي كرس‬
‫البذور الخالدة لا قطف الثمار اليانعة"‪ .‬وتأتي فكرة‬ ‫القائد المؤسس حياته وفكره من أجلها وظلت باقية‬
‫الانقلابية بمعنى الثورة على الذات كشرط ضروري‬
‫للانقلاب على الواقع وتغييره تغييرا ثوريا‪ ،‬والانقلاب‬ ‫لتبقى ذك اره خالدة مع خلود الرسالة‪.‬‬
‫في نظره "أوسع من البرنامج أو الخطة السياسية‬
‫الاجتماعية‪ ،‬فهو النضال على طريق طويلة تخلق‬ ‫الخاتمة‬
‫نظرة القائد المؤسس للحزب والحزبية والى‬
‫الشخصية العربية من جديد"‪.‬‬
‫وبعد الإعلان عن تأسيس الحزب عام‬ ‫مشروعه الحضاري‬
‫‪ 1947‬شرع يتحدث عن (النظرة الحية للحزب) عام‬ ‫كانت المرحلة التي سبقت تأسيس الحزب‬
‫‪ ،1955‬ويحذر من أن يتحول الحزب إلى (صنم)‬ ‫تتركز على خلق الجيل الجديد الذي سيتحمل لاحقاً‬
‫ويؤكد التجديد والنقد الذاتي والحرية المسؤولة‬ ‫المسؤولية التاريخية في إطار الحزب‪ .‬وكان التركيز‬
‫في بناء هذا الجيل يقوم على الجانب العقائدي‬
‫والأخلاقي وليس السياسي‪" ،‬فهو جيل لا يفهم ما‬

‫‪23‬‬

‫هكذا وضع القائد المؤسس ثقته في تجربة‬ ‫"وهكذا بقيت النظرة الى الحزب حتى نهاية‬
‫الحزب في الع ارق وربط مصيره ومصير الأمة بها‬ ‫الخمسينات تركز على العلاقة العضوية بين التنظيم‬
‫وأسهم عمليا مع القائد صدام حسين في رسم‬ ‫والفكرة‪ ،‬وبين الطليعة والشعب‪ ،‬وبين الوسيلة‬
‫خطاها‪ ،‬فكانت خطبه وأحاديثه منذ النصف الثاني‬ ‫والغاية وبين الفكرة ومنابعها الروحية‪ .‬وفي ضوء‬
‫من السبعينات وحتى رحيله الى الدار الآخرة في‬ ‫هذه المقاييس كانت النظرة إلى المشكلات التي بدأ‬
‫العام ‪ 1989‬تركز على الأبعاد التالية كما يلاحظ‬ ‫يعانيها الحزب كلما ازداد عدداً واتسع نشاطاً وبرز‬
‫سياسياً" وتصدى القائد المؤسس بجسارة يدافع عن‬
‫الدكتور الياس فرح (‪.)34‬‬ ‫هوية الحزب الأصيلة بعد الانحرافات‪ ،‬التي علقت‬
‫‪- 1‬الأفق الروحي الذي انطلق منه الحزب‬ ‫به في عقد الستينات‪ ،‬والأزمة التي عاشها بعد‬
‫(التجدد من خلال الاتصال بالماضي واجلاء العلاقة‬ ‫الانفصال ووصول الحزب إلى السلطة في سورية‬
‫والع ارق قبل نضج العوامل الذاتية في بنائه الداخلي‪.‬‬
‫بين العروبة والإسلام)‪.‬‬ ‫وبعد قيام ثورة ‪ 30- 17‬من تموز ‪1968‬‬
‫‪- 2‬التصور الجدلي لعلاقة الحزب بالأمة‬ ‫في الع ارق‪ .‬وضع القائد المؤسس ثقله الفكري‬
‫(الأمة هي الأصل والحزب وليد آلامها ومعاناتها‬ ‫والسياسي معها بعد أن تأكد من سلامة خطها‬
‫التاريخي وانسجامها مع مشروعه الحضاري الذي‬
‫وتشوقها الى النهوض والانبعاث)‪.‬‬ ‫صاغه المؤتمر القومي التاسع (فب ارير ‪،)1968‬‬
‫‪- 3‬التصور الحضاري (مشروع العمل‬ ‫هذا المؤتمر المهم الذي قام بتلخيص تجارب الحزب‬
‫وتحليل الواقع العربي‪ ،‬وطرح فكرة التعددية والعمل‬
‫المستقبلي)‪.‬‬ ‫الجبهوي الاست ارتيجي القومي‪ ،‬وتخلى عن صيغة‬
‫‪- 4‬التصور التاريخي للحزب ويؤكد القائد‬ ‫الحزب الواحد والحزب القائد وبلور الصيغ المتوازنة‬
‫المؤسس هذه المعاني التي تجسدت في تجربة حزبنا‬ ‫للعلاقة بين النضال السياسي والنضال القومي‬

‫في الع ارق بالقول‪:‬‬ ‫(‪.)33‬‬
‫"كان حزبنا في الع ارق دوما هو الحصن المنيع‬
‫لفكرة البعث ونضاله‪ ،‬هذا الحزب نشأ ونما وكبر في‬
‫قطر من أهم أقطار العروبة‪ ،‬هو القطر الذي تدافع‬

‫‪24‬‬

‫(‪ )2‬يلاحظ أن كتاباته الأدبية في القصة‬ ‫فيه العروبة منذ مئات السنين دفاعا يوميا عن‬
‫والشعر كانت تحمل في مضمونها ومواضيعها‬ ‫وجودها"‪.‬‬
‫مشروعه النهضوي للأمة‪ ....‬على سبيل المثال‬
‫الهوامش‬
‫قصيدة "عاصفة" وقصة " السندباد "‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ ،‬ميشيل عفلق في سبيل البعث ج‬
‫(‪ )3‬أسست حركة الإحياء العربي في أوائل‬ ‫‪ 5‬ص ‪( 3.‬مقابلة صحفية أج ارها معه الشاعر‬
‫‪ 1940‬وصدر بيانها الأول عام ‪ .1941‬أنظر سيرة‬ ‫الع ارقي بدر شاكر السياب بتاريخ ‪ 1958/8/9‬يقول‬
‫القائد المؤسس في مقدمة كتاب في سبيل البعث‪،‬‬ ‫المؤسس‪" :‬لقد بدأت حياتي بالأدب‪ ،‬ومع ذلك فلا‬
‫أريد القول بأنني أديب‪ ،‬وكنت أعطي القيمة الأولى‬
‫الكتابات السياسية الكاملة ج ‪ 1‬إلى ج ‪.5‬‬ ‫للأدب والأدباء في الفترة بين سن ‪ 15‬إلى ‪ 20‬سنة‬
‫(‪ )4‬الأصل هو جدلية العلاقة بين الأمة‬ ‫ولكن نوع الأدب الذي كنت أق أره حتى في صغري‪،‬‬
‫والحزب والمناضل الفرد‪ .‬ومما يميز نظرية البعث‬ ‫كان على الأكثر‪ ،‬أدبًا فلسفيًا‪ ،‬فقد ق أرت اللزوميات‬
‫العربي أنها لم تفرق بين الفكرة والأسلوب ‪-‬كما يقول‬ ‫للمعري‪ ،‬وسقط الزند‪ ،‬وأنا في السادسة عشرة من‬
‫المؤسس عام ‪ 1945‬وبين الغاية والوسيلة‪ ،‬فالفكرة‬ ‫العمر‪ ،‬وانتقيت لنفسي مختا ارت من اللزوميات‪ ،‬كما‬
‫والغايات عامة مشاعة يستطيع أي فرد وأي حزب أن‬ ‫ق أرت المتنبي في تلك السن نفسها‪ ،‬ولما ذهبت الى‬
‫يدعيها‪ ،‬ولكن الضامن الوحيد لهذا الادعاء هو أن‬ ‫باريس للد ارسة‪ ،‬بعد حصولي على البكالوريا‪ ،‬كان‬
‫تكون الوسائل والأساليب مشتقة من صلب الفكرة مع‬ ‫الأدباء الذين أغرقتني كتبهم‪ ،‬أدباء مفكرين لذلك كان‬
‫من الطبيعي الان لزاق من الأدب إلى الفلسفة‪ ،‬وأول‬
‫الغاية‪ ،‬أنظر عفلق ج ‪ 4‬ص ‪.27‬‬ ‫فيلسوف تعرفت عليه عن طريق الأدب هو (نيتشة)‪،‬‬
‫ويقول المؤسس أن الحزب الذي تناديه الأمة‬ ‫وقد شغل مكاناً خاصاً في مطالعاتي‪ ،‬كما أعجبت‬
‫العربية من أعماقها والذي تدعوه الأمجاد العربية من‬ ‫غاية الإعجاب بالقصاص الروسي ديستوفسكي) ص‬
‫ماضي التاريخ العربي السحيق هو الحزب الذي يجعل‬
‫الأمة غاية له لا الدولة‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ .68‬ويقول القائد‬ ‫‪.32‬‬
‫صدام حسين‪" :‬تكون تقاليد الحزب أقوى قوانينه‪،‬‬
‫وتكون قوانين الحزب أقوى من جميع قوانين الدولة‪،‬‬
‫ويبقى الحزب قاد ار على تغيير قوانين الدولة بما يحقق‬

‫‪25‬‬

‫(‪ )14‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫مبادئه‪ ،‬وتبقى الدولة وقوانينها عندما تتجرد من قوانين‬
‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ص ‪.81‬‬ ‫الحزب غير قادرة على أن تغير أي شيء من قوانين‬

‫(‪ )15‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫الحزب"‪ .‬مختا ارت ج ‪ 7‬ص ‪.123‬‬
‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ص ‪ 102‬ط بيروت‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫(‪ )16‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ص ‪.124-123‬‬
‫في سبيل البعث ج ‪ 2‬ص ‪.239‬‬ ‫(‪ )6‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫(*) صدر بيانها الأول عام ‪.1941‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ص ‪.151‬‬
‫(‪ )17‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )7‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 4‬ص ‪.122‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ص ‪.165‬‬
‫(‪ )18‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )8‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 4‬ص ‪.369‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 3‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ )19‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )9‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 5‬ص ‪.48‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 4‬ص ‪.98‬‬
‫(‪ )20‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )10‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 5‬ص ‪.154‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ )21‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )11‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 2‬ص ‪.322‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 5‬ص ‪.175‬‬
‫(‪ )22‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة في‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 2‬ص‪.321‬‬ ‫سبيل البعث ج ‪ 5‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ )23‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(*) الد كتور الياس فرح‪ ،‬محاض ارت غير‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 4‬ص ‪ 17‬عام ‪.1943‬‬ ‫منشورة‪ ،‬مكتب الثقافة والاعلام ‪.1993‬‬
‫(‪ )24‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )13‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬

‫في سبيل البعث ج ‪ 4‬ص ‪.161‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 1‬ط ‪ 4‬بيروت ‪ 75‬ص ‪.27‬‬

‫‪26‬‬

‫(‪ )30‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬ ‫(‪ )25‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬
‫في سبيل البعث ج ‪ 4‬ص ‪.301‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪.361 4‬‬

‫(‪ )31‬حزب البعث العربي الاشت اركي‪ ،‬في‬ ‫(‪ )26‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬
‫وداع فقيد البعث ‪-‬دار الحرية ‪-‬بغداد ‪ 1989‬ج‪1‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 5‬ص ‪.203‬‬

‫ص ‪.24‬‬ ‫(‪ )27‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬
‫(‪ )32‬البيان السياسي الصادر عن المؤتمر‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 3‬ص ‪ 3‬ص ‪.125‬‬

‫القطري العاشر أيلول ‪ 1991‬ص ‪.35‬‬ ‫(‪ )28‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬
‫(‪ )33‬د‪ .‬الياس فرح‪ ،‬ندوة القاهرة حول فكر‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 5‬ص ‪.211‬‬

‫المؤسس ‪ 1990‬ص ‪.37‬‬ ‫(‪ )29‬ميشيل عفلق الكتابات السياسية الكاملة‬
‫(‪ )34‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.238-237‬‬ ‫في سبيل البعث ج ‪ 3‬ص ‪.124‬‬

‫‪27‬‬


Click to View FlipBook Version