The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by , 2017-11-21 09:14:35

من شواطئ الحياة

من شواطئ الحياة

‫ٌتجه إلى الطرٌك الخطؤ و ٌبحث عن راحته بالطرٌمة الغٌر‬
‫صحٌحة ‪.‬‬

‫الكلمات لا تنفن و هً تدور فً رأسه ‪.‬‬

‫ٌمولون بؤنها تعطٌن المزاج الجٌد و أنها ستنسٌن التعب ‪..‬‬

‫و ٌمولون كذلن بؤنها تمنحن الراحة و تشعرن بالسعادة ‪.‬‬

‫تتكرر الكلمات فٌتجه لعالم المخدرات ‪.‬‬

‫ٌستمر فً ذلن إلى أن ٌصل إلى الإدمان و ٌبدأ بفمدان كل شًء‬
‫‪.‬‬

‫ٌستمر فً إدمانه من أجل أن ٌرتاح بل ٌظن أنه لد ارتاح و‬
‫لكنه ٌتعب من حوله ‪.‬‬

‫تمضً الأٌام و الضرر ٌزداد ‪.‬‬

‫ٌبدأ بخسران عابلته ‪..‬‬

‫و كذلن نفسه ‪.‬‬

‫ٌحس بالخطر الكبٌر و بالتراب الموت لكنه ٌستمر فعمله لم ٌعد‬
‫ٌموده ‪.‬‬

‫تموت عابلته و لم تدفن لأنها لم تمت إلا من الداخل أما اجسادها‬
‫فما زالت تمشً على الأرض و هو لا ٌشعر بشًء ‪.‬‬

‫و فً الممابل لد ٌشعر بالندم و ٌنظر حوله و لكن بعد ماذا ؟‬

‫‪51‬‬

‫بعد فوات الأوان إن كان للؤوان بمٌة ‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫تطور و لكن‬

‫ماذا ٌحدث فً هذا العالم ؟‬
‫لماذا كل تلن النزاعات ؟‬

‫حما ‪ ..‬لماذا لا ٌصبح الجمٌع مسالما اتجاه الاخر ؟‬
‫المشكلة الأساسٌة برأًٌ تكمن فً أن كل بلد ٌصارع الآخر من‬
‫أجل الوصول إلى أسلحة شاملة التدمٌر و امتلبكها كً ٌكون‬

‫الأول على العالم ‪.‬‬
‫أما المشكلة الثانوٌة فهً الحصول على أراضً بمدر الإمكان و‬

‫فً أي مكان و التحكم بها ‪.‬‬
‫هذه الصراعات تتبعها اضرار ثلبثة أرباع تلن الأضرار تكون‬

‫بحك النساء و الأطفال فما ذنبهم ؟‬
‫هنا تحدث منالشات و هنان اجتماعات و لا ٌزداد الوضع إلا‬

‫سوءا ‪.‬‬
‫إن التطوٌر مهم لحٌاة البشرٌة لكن التطوٌر الذي ٌحدث الان‬
‫فً العالم ٌذهب نصفه فً ما ٌفٌد المجتمعات و خدمتها و نصفه‬

‫الآخر فً صناعة الأسلحة النووٌة الفتاكة و الشاملة التدمٌر ‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫ماذا لو كان التطور ٌصب أغلبه فً مصلحة الفمراء و المساكٌن‬
‫؟‬

‫ماذا لو كان هدف التطور الأسمى بناء الثمة فً النفس لدى‬
‫الآخرٌن ؟‬

‫ماذا لو كان التطور فً أغلبه ٌخص المنشآت التعلٌمٌة و‬
‫المستشفٌات و الكوادر و الأشخاص العاملٌن فٌها ؟‬
‫و الكثٌر من ماذا فً التطوٌر ‪..‬‬
‫ماذا لو فكر كل زعٌم دولة على هذا النحو ؟‬

‫لو حدث ذلن فعلب فلن تكون هنان مشاكل و نزاعات كمثل التً‬
‫تحصل الآن لكنه حب السٌادة و تملن العالم من لبل للة للٌلة‬

‫لخدمة مصالحهم على حساب الإنسان فمن للئنسان ؟‬

‫‪53‬‬

‫جدتً مرٌم‬

‫إلى أعظم إنسانة فً حٌاتً ‪..‬‬
‫إلى تلن الروح الطاهرة‬
‫إلى تلن النفس النمٌة‬

‫إلى ذلن البٌت الكبٌر الذي ٌضمنا و ٌجمعنا ‪..‬‬
‫إلٌ ِن جدتً ‪.‬‬

‫كن ِت و مازل ِت تبعثٌن لً بوصاٌا و رسابل كً تجعلً منً‬
‫أفضل ‪..‬‬

‫كً تجعلً منً أجمل ‪.‬‬
‫إلى الآن و مازل ِت تصرٌن علً أن أذهب مع ِن إلى حلمات‬

‫تحفٌظ المرآن ‪.‬‬
‫إلى الآن و أن ِت تتركٌن فً للبً أثرا كبٌرا بكلمتٌن بسٌطتٌن ‪..‬‬

‫كلمتٌن فمط ‪..‬‬
‫فؤنا لم و لن أنسى ٌوم أن لل ِت لً ‪:‬‬
‫اكسبً رضا نفسن لبل رضا الناس‬

‫‪54‬‬

‫أطٌعً والدٌ ِن و اعتنً بهما دائماً‬
‫لازمً الاستغفار إن كن ِت ترٌدٌن أمراً ما‬
‫استغلً ولت فراغ ِن فً فعل أمور تكسبٌن منها الأجر‬
‫كل تلن الوصاٌا و الرسابل لم أنساها ‪..‬‬
‫أتذكرها فً خطواتً و فً كل حٌاتً ‪..‬‬

‫و أعمل بها ‪.‬‬
‫تحٌٌنً كالمطر حٌن ٌصب على الأرض ‪.‬‬
‫كانت تلن الكلمات و غٌرها لً كالملبدة الثمٌنة أحملها معً‬

‫أٌنما ذهبت ‪.‬‬
‫مازال حضن ِن كالمؤوى الدافا لً حٌن تعصف بً أمور الحٌاة‬

‫فؤعود إلٌه لأحتمً ‪.‬‬
‫أعلم أنً ممصرة بحم ِن ‪..‬‬
‫أعد ِن بؤنً سؤتغٌر و أن أكون أفضل كما تتمنٌن ‪.‬‬
‫ستكونٌن فً للبً و ستكون كل جدة فً للب أحفادها ‪..‬‬
‫نعم لنحافظ على جداتنا و أجدادنا ‪..‬‬
‫لنغتنم هذه الفرصة الثمٌنة ‪..‬‬

‫‪55‬‬

‫فرصة وجودهم معنا فكم من حفٌد فمد أجداده ‪..‬‬
‫إنهم بركة الحٌاة ‪.‬‬

‫لنساعدهم و نتحملهم ‪.‬‬
‫لننهل منهم فمد لاسوا فً هذه الحٌاة ‪.‬‬

‫تحملوا كثٌرا ‪..‬‬
‫و عانوا كثٌرا ‪.‬‬
‫إنهم كنز ثمٌن ‪.‬‬
‫لنعد إلٌهم و نفكر فً تمصٌرنا فً حمهم ‪.‬‬
‫لنعلم أننا عندما نمصر فً حمهم فإننا نمصر مع الحٌاة و نسٌا‬
‫لها لأنهم الحٌاة ‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫دار الأمان‬

‫من منا كان ٌعرف كٌف سٌكون لدره ؟‬
‫أو ماذا سٌحصل له حٌنما ٌكبر ؟‬

‫بل من منا اختار من ستكون عابلته ؟‬
‫خلمنا فً هذه الدنٌا و نحن لا نملن لرار وجودنا فٌها و على‬

‫ذلن فلٌس ذنبنا أننا خلمنا و نسبنا لعابلة فمٌرة ‪.‬‬
‫لٌس ذنبنا إن كانت عابلتنا لا تملن نسب ‪.‬‬

‫و لٌس ذنبنا إن لم نكن نعرف لأي عابلة ننتمً ‪.‬‬
‫و لٌس ذنبً أنً لمٌطة لا حول لً و لا لوة إن وجدتمونً أمام‬
‫مسجد أو بجوار حاوٌة لمامة إثر علبلة خاطبة لم أشترن فٌها‬
‫بل لٌس شرطا أن ٌكون وجودي أمام المسجد بسبب ذلن فلربما‬

‫سبب لاهر جلبنً إلى هنان ‪.‬‬
‫حمً فً هذه الحٌاة أن أتنفس وما ٌندرج تحت ذلن هو عٌش‬

‫الحٌاة بطرٌمة صحٌحة ‪.‬‬
‫من حمً أن أعٌش و أن أحلم و أتعلم و أتخرج ثم أنخرط فً‬
‫وظٌفة ما و أصبح كؤي إنسان منكم فلماذا أعامل بهذه الطرٌمة ؟‬

‫ألست إنسانة ؟‬

‫‪57‬‬

‫لماذا كل هذه المسوة علٌنا ؟‬

‫لماذا هذه المعاملة و كؤننا ملن ٌمٌن ؟‬

‫نرٌد أن نشعر بالأمان هنا ألستم تسمونها دار رعاٌة ؟‬

‫ثم لماذا تزداد لسوتكم علٌنا عندما نكون فً تلن المسماة دار‬
‫الملبحظة ؟‬

‫لنعلم بؤن الإنسان لم ٌخلك كاملب فً هذه الحٌاة و لذلن لد‬
‫ٌخطا فً بعض الأحٌان ‪.‬‬

‫صحٌح أنً أخطؤت فً ٌوم ما و جبتم بً لدار الملبحظة لكن‬
‫باب التوبة مفتوح لنا تماما كما هو مفتوح للذكور‪.‬‬

‫بإمكانً أن أتوب و أصبح أفضل ‪.‬‬

‫بإمكانً أن أتعلم من خطبً و أتحول إلى إنسانة جٌدة ‪.‬‬

‫ارحمونا أٌها المشرفون و المشرفات و اتموا الله فٌنا ‪.‬‬

‫ارحمونا فنحن لسنا إلا بشر مثلكم و من أبسط حمولنا أن نعٌش‬
‫و نحلم ‪.‬‬

‫ساعدونً لأتوب من غلطتً ‪..‬‬

‫ساعدونً لأعود من جدٌد وابنً نفسً و أخدم مجتمعً لا لأن‬
‫أستمر فً الخطؤ ‪.‬‬

‫أرٌد أن أصلح من نفسً ‪..‬‬

‫‪58‬‬

‫لا تحتمروننً ‪..‬‬
‫لا تنظرون إلً بتلن النظرة فلربما بمساعدتكم لً تدخلون‬

‫الجنة و بمسوتكم علً تسٌرون نحو النار ‪.‬‬
‫أنتم تستغفرون الله كل ٌوم فلماذا تستكثرون علً المغفرة ؟‬

‫‪59‬‬

‫ابتسم للحٌاة‬

‫كلمتان دابما ما كنت أبدأ بهما حدٌثً عندما أوجهه لشخص‬
‫بابس ٌعانً ‪:‬‬

‫هذه الحٌاة ربما فً بعض الأولات لد تكون غٌر عادلة و هنا‬
‫لا نتعب أنفسنا من أجل أن تعدل معنا بل لا بد لنا من الرضا‬

‫بما ٌكتب لنا ‪.‬‬
‫و عندها لا نٌؤس ‪..‬‬

‫لا نفمد الأمل ‪..‬‬
‫لد نتعثر و لكن لا نبمى على الأرض ‪.‬‬

‫لننهض مرة أخرى ‪..‬‬
‫لنعٌش ‪.‬‬

‫لا ٌوجد ما هو أكثر أهمٌة فً الحٌاة من الابتسامة ‪.‬‬
‫ابتسم للحٌاة و حسب ‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫خطط لهدفك‬

‫من منا لدٌه حلم ٌا رفاق ؟‬
‫من منا لدٌه طموح ؟‬

‫و من منا من ٌرٌد تحمٌك ذلن الحلم و تلن الطموحات ؟‬
‫من منا ٌسعى لأجلها ؟‬

‫فً هذه الحٌاة على كل شخص أن ٌصنع لنفسه أهداف ‪.‬‬
‫أن ٌعٌش لها ‪..‬‬

‫لٌس شرطا أن تكون أهداف معٌنة بناها منذ صغره فالأهداف‬
‫لٌس لها حدود و لد تتغٌر بتغٌر الأعمار ‪..‬‬

‫أو أنه لد تغٌرها الظروف فمط ٌجب علٌنا أن نحلم و نصل لهذا‬
‫الحلم و لا نستسلم أو نمٌد أنفسنا فً نطاق معٌن ‪.‬‬
‫لتسؤل نفسن ‪:‬‬
‫ماهً أفكارن ؟‬
‫ماهً خطواتن التً ستخطوها ؟‬
‫كٌف ستحمك ما ترٌد من أحلبم أو طموحات ؟‬

‫‪61‬‬

‫كٌف ستبدأ ؟‬
‫لنعلم أن تحمٌك الأحلبم لا ٌؤتً من دون وضع أهداف و لا‬
‫ٌؤتً من دون تعب أو بذل أو جهد بل ٌجب على من ٌرٌد‬

‫تحمٌك الأحلبم أن ٌعمل كثٌرا و بجهد ‪.‬‬
‫و الجهد هنا جهد فكري و جهد جسدي ‪.‬‬
‫فالجهد الفكري محصور بوضع الأهداف ‪..‬‬

‫و التخطٌط لها ‪.‬‬
‫و دراستها ‪.‬‬

‫و لٌكن كل ذلن بهدوء و بمنطمٌة ‪.‬‬
‫بهدوء حتى نزن أمورنا و بمنطمٌة حتى لا نصطدم بالوالع المر‬

‫‪.‬‬
‫و بعد ذلن ٌكون الجهد الجسدي و الذي ٌكون بالسهر و البذل‬

‫العملً ‪.‬‬
‫بالانطلبق لتحمٌك الأحلبم و الطموحات و حٌنها ستكون فً‬

‫الممدمة لأن العمل بجهد تجنى ثماره فً النهاٌة ‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫بٌن لرارٌن‬

‫بعد مرور عشر سنوات من الدراسة أصبحت أمام لرار مهم !‬
‫لرار سٌغٌر مسار حٌاتً و ٌحدد مستمبلً ‪..‬‬
‫ذلن المستمبل الذي ننتظره جمٌعا ‪.‬‬
‫هل أنضم إلى المسم العلمً أم الأدبً ؟‬

‫سإال تبادر إلى ذهنً و جعلنً أتؤمل و أنظر إلى نفسً و ما‬
‫أرٌد ‪.‬‬

‫بناء على رغبتً و لأننً منذ صغري كنت أحب المجال العلمً‬
‫كثٌرا فكان اختٌاري له ‪.‬‬

‫لم ٌكن اختٌاري من فراغ ففً هذا التخصص ٌتطلب الأمر أن‬
‫استخدم عملً كثٌرا و أفكر بعكس المسم الآخر الذي غالبا ما‬

‫ٌتطلب الحفظ ‪.‬‬
‫ٌلهمنً المسم العلمً و ما أجمل أن ٌكون المرار وفك ما ترٌد و‬
‫تتمنى و ما ٌلهمن و لذلن رأٌت نفسً فً المجال العلمً فكان‬

‫لراري ‪.‬‬
‫الأمر لٌس بالسهولة ٌا رفماء فً اختٌار لرار ‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫فً النظر بٌن أمرٌن و خاصة عندما ٌكون كلب الأمرٌن جٌد و‬
‫كان ذلن واضحا فً اختٌار لراري الدراسً كمثال فالمسم‬

‫العلمً فٌه خٌر كثٌر و كذلن المسم الأدبً ‪.‬‬
‫ثك و أنت تختار بٌن أمرٌن أنن أنت من ٌمرر ‪.‬‬

‫بحسب رغبتن ‪..‬‬
‫و بحسب ما ترٌد ‪..‬‬
‫و بحسب ما ترى أنن لادر على العطاء و على الإبداع ‪.‬‬
‫فمط فكر و فكر و فكر ‪..‬‬
‫لا تجعل لرارن عاطفٌا فالعاطفة لا تكسب دابما ‪.‬‬
‫و العاطفة كذلن لرار مإلت لا ٌلبث أن ٌصطدم بوالع الحٌاة‬

‫فٌكون الندم ‪.‬‬
‫و إٌان كذلن أن تتؤثر بمن حولن ‪..‬‬

‫لا تجعلهم هم من ٌحدد ‪..‬‬
‫شاورهم فمط و استفد منهم و حدد أنت بعد ذلن و ستصل و لو‬
‫أخطؤت فً لرارن فاعلم أن الحٌاة تجارب و دروس نتعلم منها‬

‫لنستفٌد منها فً لرارات الغد ‪.‬‬
‫و فمنً الله و إٌاكم ‪..‬‬

‫‪64‬‬

‫مثلث لوتً‬

‫ٌوما ما سؤتذكر بؤن حزنً كان هو الموة التً حاربت بها ‪..‬‬
‫كان الموة التً جعلت منً أسعد فتاة فً الوجود ‪..‬‬

‫و السعادة هنا رسمتها تلن اللحظات التً عشتها فً تلن الأٌام ‪.‬‬
‫لحظات حضر فٌها خذلانً و انكساري و انهزامً و لم ٌكن لً‬

‫حٌنها إلا الحزن ‪..‬‬
‫حٌنها نظرت و تؤملت فً ذلن الحزن ‪.‬‬

‫فً الحزن الذي سٌطر علً ‪..‬‬
‫ٌا ترى إلى أٌن سٌذهب بً ذلن الحزن ؟‬

‫أخذت أتؤمل و أٌضا بحزن ‪..‬‬
‫ولررت ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬لررت بؤن ذلن الحزن لن ٌضعفنً بل سٌكون سلبحً‬
‫الذي أواجه به الحٌاة ‪.‬‬

‫فً داخلً ثمة بنفسً ولدت عزٌمة و إصرار ‪..‬‬
‫ثمة صنعت من ذلن الحزن لوة ‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫ثمة متعلمة بؤملً بربً و أنه لن ٌخذلنً سبحانه ‪.‬‬
‫كان ذلن هو مثلث الموة لدي ‪..‬‬

‫لوة صنعتها أحزان و ثمة بالنفس و أمل بالله ‪.‬‬
‫واجهت بهذا المثلث ظروفً التً لطالما افمدتنً توازنً ‪.‬‬

‫لاومت به أتعابً ‪..‬‬
‫تحملت مشمة المسإولٌة ‪..‬‬
‫و حممت به حلم الوصول و ستكون تلن الموة هً عنوان‬
‫مسٌرتً فً هذه الحٌاة ‪..‬‬
‫لنعلم أحبتً بؤن للئنسان لٌمة و بمدر ما شعر بهذه المٌمة و‬
‫أحبها فسٌكون لادر على تمدٌم الأفضل طالما أنه شعر بمٌمة‬
‫نفسه و لم ٌستصغرها و لم ٌجعل لأي لوة أن تهزمه فً هذه‬

‫الحٌاة مهما كانت ‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫هدوء ممل‬

‫أحٌانا لا بد من أن ٌكون هنان نمص لٌتغٌر شًء ما ‪..‬‬
‫نمص فً العابلة ‪..‬‬
‫فً الأصدلاء ‪..‬‬
‫فً الحٌاة ‪..‬‬

‫فً أي شًء و بؤي شًء ‪..‬‬
‫كؤن نفمد شخصا و بموته ٌتغٌر روتٌن هذه العابلة أو هإلاء‬

‫الأصدلاء ‪.‬‬
‫صحٌح أن الفمد سًء لكن الروتٌن كذلن سًء ‪.‬‬

‫أعتمد بؤننا هكذا فالأٌام تمر بهدوء ‪.‬‬
‫لا ٌوجد بٌننا ما ٌسمى بالعواطف أو الود ‪.‬‬
‫هل نحتاج لمصٌبة أو مشكلة ما لنمترب من بعضنا ؟‬

‫لذلن ٌجب أن ٌحدث هذا النمص ‪.‬‬
‫أخشى بؤن أكون أنا ذلن النمص و لا أعٌش التغٌٌر ‪.‬‬

‫أو الروتٌن الآخر ‪..‬‬

‫‪67‬‬

‫أخشى كذلن أن ٌحدث النمص فً الولت الذي أكون لد أحببت‬
‫فٌه هذا الروتٌن الممل و ولتها سؤتمنى لو كان هذا النمص هو‬

‫أنا !‬

‫‪68‬‬

‫أبحث عن نفسً‬

‫لم أكتب منذ مدة ‪..‬‬
‫أشعر و كؤننً محملة بؤشٌاء لا أعلم ماذا تعنً لً ‪..‬‬

‫لا أعلم بماذا أشعر ‪..‬‬
‫خوفً كله من أن أفمد نفسً و أفمد روحً فً هذه الحانة‬
‫المخٌفة حٌث ٌعم الظلبم و لا ٌوجد الكثٌر من الإنارة فمط‬

‫الهدوء و لا ٌسمع إلا صوت الرٌاح ‪..‬‬
‫أخاف كثٌرا من الهدوء و لا أحبه ‪..‬‬

‫حٌنما ٌحدث الجمٌع ضجٌجا أكون بٌن اضطراباتً الداخلٌة و‬
‫أتصارع ٌوما بعد ٌوم مع ذلن المسمى الهدوء ‪..‬‬

‫الكثٌر ٌتمنى أن ٌعٌش و ٌنعزل عن الناس و ٌتمتع بالهدوء و‬
‫لكن المشكلة تمع فً نفسً ‪..‬‬
‫أنا فمط ‪..‬‬

‫كنت أحب الهدوء و الحٌاة بل كنت الحٌاة لاحدهم حتى أصبحت‬
‫غٌر ذلن ‪.‬‬

‫أرى أننً متشتتة كؤوراق الخرٌف عندما تهب عاصفة ‪..‬‬

‫‪69‬‬

‫كغٌوم سوداء لا تحمل المطر ‪..‬‬
‫كدفتر ملًء بكلمات لٌس لها معان ‪.‬‬
‫أجزم بؤننً حما لد خسرت نفسً كثٌرا ‪.‬‬

‫كٌف أجدنً مرة اخرى ؟‬
‫حسنا ‪ ..‬لا ٌهم سؤخلد للنوم الآن و لن ٌعد ٌهمنً ما سٌحدث و‬

‫سؤبحث عن نفسً فمط إلى أن أجدنً مرة اخرى ‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫الخمس لماذا ؟‬

‫من منا لٌس لدٌه مشاكل ؟‬
‫أي مشاكل ‪..‬‬

‫صغٌرة أو كبٌرة ‪..‬‬
‫بسٌطة أو معمدة ‪.‬‬

‫مهما كانت و بالتؤكٌد فً نهاٌة المطاف سٌكون لمعظمها حل ‪.‬‬
‫كل منا لدٌه طرٌمته الخاصة فً حل مشكلبته بجمٌع أنواعها‬
‫فالبعض لد ٌلجؤ إلى أصعب الحلول لأنه ٌرى بؤن حلها سٌكون‬

‫بهذه الطرٌمة و منا من ٌلجؤ إلى أبسط الحلول ‪.‬‬
‫طرٌمتً أنا كانت هً أن أسؤل لماذا ٌحصل ذلن معً ؟‬

‫لماذا تحصل تلن المشاكل لً ؟‬
‫و لكننً بعد ذلن أصمت لأنالش نفسً و أفكر فً بعض الحلول‬

‫العاجلة فمط ‪.‬‬
‫سؤطرح لكم طرٌمة بسٌطة تسمى ( الخمس لماذا ؟ ) ‪..‬‬
‫استخدمت هذه الطرٌمة فً حل مشكلبت من الدرجة الأولى و‬
‫طرٌمتها بسٌطة جدا و هً حٌنما ٌواجه شخص منا مشكلة و‬

‫‪71‬‬

‫ٌرٌد الوصول لحل فإنه ٌسؤل لخمس مرت متتالٌة و فً المرة‬
‫الخامسة ٌتبٌن الحل لهذه المشكلة ‪.‬‬

‫مثال بسٌط ‪:‬‬

‫مشكلة تواجه طالب ٌتأخر ٌومٌاً عن الحضور للجامعة أو‬
‫المدرسة ‪.‬‬

‫المشكلة الأساسٌة ‪ :‬أتأخر دائماً عن المدرسة أو الجامعة‬
‫لماذا ؟‬

‫لأننً أصحو دائماً متأخراً ‪ ..‬لكن لماذا أصحو متأخراً ؟‬

‫لأننً أشعر دائماً بالتعب ‪ ..‬لكن لماذا أشعر بالتعب ؟‬

‫لأننً أنام متأخراً فً اللٌل ‪ ..‬لكن لماذا أنام متأخراً فً اللٌل ؟‬

‫لأننً اعتدت السهر و أحٌاناً ألوم ببعض الأبحاث أو‬
‫المراجعات آخر اللٌل ‪ ..‬لكن لماذا ؟‬

‫الحل ‪ :‬لأننً أفشل دائماً فً تنظٌم ولتً فألوم بتأجٌل أعمالً‬
‫و لا أنجز ما ٌجب إنجازه إلا فً الولت بدل الضائع و أٌضاً‬
‫أظن أننً أهمل جسدي و لا أزوده بحاجاته من النوم و الراحة‬

‫‪.‬‬

‫إذاً السبب فً تأخري عن المدرسة أو الجامعة لٌس لأننً‬
‫أصحو متأخراً بل لأننً أهمل جسدي و حاجاته و لا أنظم ولتً‬

‫بما ٌتناسب مع ذلن ‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫هذه الطرٌمة اعتمدها المخترع الٌابانً ساكٌشً توٌودا و تنسب‬
‫له و كثٌرا ما كان ٌستخدمها فً حل مشكلبته ‪.‬‬

‫لو فرضنا أن هذه الطرٌمة لٌست موجودة فمن الطبٌعً أن‬
‫الشخص حٌنما ٌواجه مشكلة سٌسؤل نفسه لماذا كثٌرا و لكن‬

‫هذه الطرٌمة تسهل علٌه الوصول إلى حلها ‪.‬‬
‫أعزابً ‪..‬‬

‫من ٌواجه مشكلة ما لٌس علٌه إجهاد نفسه بالتفكٌر الغٌر مجدي‬
‫و لكن باستخدام ( الخمس لماذا ؟ ) بالتؤكٌد سٌصل للحل بإذن‬

‫الله ‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫رفٌماي‬

‫رفٌمان فمط من استمد منهما الموة فً هذه الحٌاة ‪.‬‬
‫هما السند و أٌن ما اتجهت بً مصاعب الحٌاة فهما بجانبً‬

‫دوما ‪.‬‬
‫فً هذه الحٌاة تواجهنً عمبات كثٌرة و متاعب أكثر و حٌن‬

‫أوشن على السموط لا أهتم للؤمر ‪..‬‬
‫لا أكترث لأن هنالن من سٌمسن بٌدي مجددا ‪.‬‬

‫و أنهض من جدٌد ‪.‬‬
‫فً كل مرة تتحدثان معً فٌها كانت كل كلمة تلبمس شٌبا ما‬

‫بداخلً ‪.‬‬
‫مررت بؤٌام صعبة و لم أكن أتولع بؤن أحد ما سٌعنٌه أمري‬
‫كثٌرا و سٌحاول أن ٌساعدنً لأن ألف فً وجه الأٌام بموة كً‬

‫انتصر ‪.‬‬
‫لم أكن أحارب لوحدي ‪..‬‬
‫لم أكن أنتصر لوحدي ‪..‬‬

‫لم أكن أربح لوحدي ‪..‬‬

‫‪74‬‬

‫لم أمشً فً الطرٌك وحدي ‪.‬‬
‫انتصرت و ربحت بكما و ها أنا الآن أمشً فً الطرٌك و أنتما‬

‫بجانبً و سؤظل أواجه متاعب الحٌاة و تعثراتها بكما ‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫استثمار‬

‫فً كل ٌوم تذهب من أعمارنا أولات ثمٌنة و نحن لا ندرن ‪..‬‬
‫لا نشعر أنها تمضً و هنا هل فكر أحد منا فً أن ٌسؤل نفسه‬

‫هذا السإال ؟‬
‫ماذا لدمت لآخرتً ؟‬
‫إنه سإال ٌحمل خلفه الكثٌر من الأسبلة و لكن إجابة السإال‬
‫هً نفسها إجابة لكل تلن الأسبلة ‪.‬‬
‫إن الحٌاة تمضً بنا كل ٌوم و ٌذهب من عمرنا ولت ثمٌن جدا‬

‫‪.‬‬
‫إنه الولت الذي ٌمضً و لا نفعل فٌه شًء سوى فً إضاعته ‪.‬‬

‫نعم هكذا ٌذهب الولت الثمٌن ‪.‬‬
‫لن نفكر أٌن ٌمضً ذلن الولت الآن لكن حٌنما ٌؤتً ٌوم‬

‫الحساب سنفكر ماذا لدمنا ؟‬
‫ماذا فعلنا فً أولاتنا حتى نسٌنا العمل لآخرتنا ؟‬
‫نتذكر تلن الأولات التً مضت و كنا حٌنها نفكر فمط كٌف‬

‫تمضً بسرعة ؟‬

‫‪76‬‬

‫كانت أولاتا مٌتة و أصبحت الآن بالنسبة لنا ثمٌنة و مهمة و‬
‫لكن متى ؟‬

‫بعد فوات الأوان ‪.‬‬

‫كثٌرا ما نمول بعد فوات الأوان و ننسى أننا نستطٌع لأن الأوان‬
‫لم ٌفت طالما أننا مازلنا نتنفس ‪.‬‬

‫مرة أخرى ‪ :‬ماذا لدمنا لآخرتنا ؟‬

‫بالتؤكد سنمول صلٌنا و صمنا و استغفرنا ‪.‬‬

‫لرأنا المرآن و غٌر ذلن ‪..‬‬

‫جمٌل ‪ ..‬كلها أجور عظٌمة و لكن ماذا عن الأجر الذي ٌؤتٌن‬
‫حتى و أنت فً لبرن ؟‬

‫الأجر الذي ٌستمر معن لما بعد موتن عندما تتولف عن العمل‬
‫؟‬

‫إنها الصدلة الجارٌة ‪.‬‬

‫عندما نمول الصدلة الجارٌة ٌخٌل إلٌنا تلن المشارٌع الولفٌة‬
‫الكبٌرة ‪.‬‬

‫بناء مساجد ‪ ..‬حفر آبار ‪ ..‬بناء مجمع سكنً و غٌر ذلن ‪..‬‬

‫لا ‪..‬‬

‫لٌس شرطا أن تكون كذلن فمط ‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫لد تكون فً مصحف وضع فً مسجد لٌؤتً من ٌمرأه ‪.‬‬

‫لد تكون فً مكان خصصته لشرب ماء ‪.‬‬

‫لد تكون فً ببر حفرته فً بلد فمٌر بتكلفة بسٌطة ‪.‬‬

‫لد تكون فً ٌتٌما أوٌته و أعددته ‪.‬‬

‫و لد تكون سهما فً مشروع كبٌر سمعت عنه ‪.‬‬

‫الكثٌر من الأعمال البسٌطة التً ٌمكننا فعلها لتبمى من بعدنا‬
‫تدخل فً الصدلة الجارٌة و التً ٌصلنا أجرها و نحن فً‬

‫لبورنا ‪.‬‬

‫إن الصدلة الجارٌة لٌست فمط هً فً أجر تناله بعد موتن بل‬
‫لد تكون كذلن فرجا لهمن و أنت مازلت على هذه الحٌاة ‪.‬‬

‫لد تكون فتحا لأبواب الخٌر لن ‪.‬‬

‫دعونً أطرح لصة لصٌرة لرجل و امرأة ‪..‬‬

‫رجل و امرأة تزوجا و هما فً حالة مادٌة متوسطة ثم أصبحت‬
‫الدٌون على الزوج كثٌرة و هكذا هً الحٌاة ‪.‬‬

‫اتفك الزوجان على وضح حصالة لٌجمعا فٌها النمود ‪.‬‬

‫مبلغا بسٌطا و فً نهاٌة كل أسبوع ٌتم فتحها لا لأجل لضاء‬
‫الدٌن بل لٌكون صدلة لهما ‪.‬‬

‫عرفا أن الصدلة هً الحل ‪..‬‬

‫‪78‬‬

‫استمرا على ذلن ‪..‬‬
‫مضت الأٌام و تغٌر حالهما إلى حال أفضل بكثٌر ‪..‬‬

‫حال لم ٌحلما به لكنها الصدلة ‪..‬‬
‫أصبحا أغنٌاء و فتحت لهما أبواب الرزق ‪..‬‬
‫أصبحا أغنٌاء لأنهما استثمرا مع الله الذي لال ‪  :‬و ٌربً‬

‫الصدلات ‪.1‬‬
‫لربما فً صدلتهما فرج لمهموم ‪..‬‬
‫لربما فً صدلتهما سمٌا ماء لعطشان ‪.‬‬
‫لربما فً صدلتهما مساعدة لمحتاج ‪.‬‬
‫ها هما ٌحمدان الله على ما رزلهما و ها هً صدلتهما الجارٌة‬

‫ستستمر إلى ما بعد موتهما ‪..‬‬
‫أنت ماذا لررت لنفسن ؟‬
‫بماذا تذكرت والدٌن ؟‬

‫بماذا تذكرت عزٌز علٌن ؟‬
‫فكر ‪.‬‬

‫‪ 1‬البمرة آٌة ‪. 276‬‬

‫‪79‬‬

‫هـروب‬

‫ٌحدث أن نفكر بالهرب من كل شًء ‪..‬‬
‫الهرب من ضجٌج الناس و الحٌاة ‪..‬‬
‫الهرب بعٌدا ‪..‬‬
‫الهرب بالروح و حسب ‪.‬‬
‫أحب أن أهرب بروحً إلى الأعلى ‪..‬‬
‫نحو السماء ‪..‬‬
‫بٌن الغٌوم ‪.‬‬
‫فً التؤمل فً النجوم ‪.‬‬
‫و تارة أهرب بها إلى أسفل ‪..‬‬
‫لعمك البحر ‪..‬‬
‫للهدوء العمٌك ‪..‬‬

‫ثم أصعد بها لأعلى للٌلب فٌضربنً الموج و ٌترالص بً ‪.‬‬
‫و ها أنا مرة أخرى أعود ‪..‬‬

‫‪81‬‬

‫أرٌد الهرب بروحً من كل شًء ‪..‬‬
‫أرٌد أن أطٌر نحو السماء ‪..‬‬
‫و أن تحتضننً الغٌوم ‪..‬‬
‫و أن ألبل هنان نجمة مشعة ‪.‬‬

‫الهروب بروحً ٌعنً لً الشًء الكثٌر ‪..‬‬
‫ٌعنً أن أكون فً عالمً الخاص و المرٌح ‪..‬‬

‫ٌعنً أن أطٌر بعٌدا ‪..‬‬
‫بعٌدا عن ضجٌج الحٌاة ‪.‬‬
‫بعٌدا عن ضجٌج اضطراباتً الداخلٌة ‪..‬‬
‫فمط هدوء تام تصاحبه ابتسامة هادبة ‪.‬‬
‫و أنتم ٌا من تمرإون اطلموا أرواحكم المإصدة بمتاعب الحٌاة‬

‫إلى السماء ‪..‬‬
‫أطلموها للغٌم ‪..‬‬

‫للنجوم ‪.‬‬
‫للبحر ‪..‬‬
‫للموج ‪..‬‬

‫‪81‬‬

‫للهدوء ‪..‬‬
‫طٌروا معها نحو الأعلى جدا ‪..‬‬

‫و للعمك جدا ‪..‬‬
‫تؤملوا و انظروا بؤرواحكم ‪..‬‬
‫تنفسوا بحٌاة و ابتسموا بهدوء ‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫اكتشاف‬

‫فً حٌنا المدٌم الهادئ هنان فً جنوب بلدتنا العتٌمة عشنا حٌاة‬
‫جمٌلة بٌن أهل و ألارب ‪.‬‬

‫كانت طفولة رابعة و جمٌلة بكل ما تعنٌه تلن الكلمة و كان لنا‬
‫جٌران رابعٌن كروعة طفولتً ‪.‬‬
‫إنها باختصار أٌام الطٌبٌن ‪..‬‬

‫كنا و كؤننا أسرة واحدة نجلس سوٌة و نؤكل سوٌة ‪..‬‬
‫نلعب و نتحدث مع بعضنا فً شإون تلن الطفولة ‪.‬‬

‫كبرنا و لا بد لنا أن نكبر و كبر حدٌثنا ‪.‬‬
‫كنا نتحدث عن المستمبل و بماذا نحلم و كنا نرى بعضنا بؤننا لن‬

‫نفعل شًء ‪..‬‬
‫نرى بعضنا بتلن النظرة العادٌة ‪.‬‬

‫تلن النظرة البسٌطة ‪..‬‬
‫مضت السنٌن و كبرنا للٌلب و واجهتنا ظروف اجبرتنا على‬

‫الابتعاد ‪..‬‬
‫على الرحٌل عن بعضنا ‪..‬‬

‫‪83‬‬

‫كم كان الفراق مرا لكنها الحٌاة ‪..‬‬
‫انتملنا للحً الجدٌد لكننا كنا على تواصل مع جٌراننا بٌن فترة و‬

‫أخرى ‪.‬‬
‫مضت سنٌن أخرى و كبرنا لولتنا هذا ‪..‬‬

‫ولتنا الذي كنا نحلم به ‪..‬‬
‫ننظر لكل شًء و كؤنه لد تغٌر ‪.‬‬
‫انشغلت بؤنشطتً و مشارٌعً حٌث كنت لابدة لفرٌك تطوعً‬
‫لكننً كنت أحرص بٌن فترة و أخرى على لمٌا صدٌمات‬
‫الطفولة و أسؤل نفسً ‪ :‬من منهن تغٌرت للؤفضل ؟‬
‫من سعت لأن تمدم شٌبا لمن حولها ؟‬

‫من مضت فً طرٌك النجاح ؟‬
‫من مشت لمستمبلها ؟‬

‫كنت أفكر و أنا أللب فً وسابل التواصل إلى أن لفت انتباهً‬
‫ذلن الحساب ‪:‬‬

‫‪@Aw_Alshahrani‬‬
‫نعم ‪..‬‬

‫إنها صدٌمتً عواطف ‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫تذكرتها و تذكرت تلن النظرة العادٌة التً كانت بٌننا و تلن‬
‫الأسبلة التً طرحناها على أنفسنا منذ صغرنا ‪.‬‬

‫تذكرت ذلن و رأٌت ما ٌحدث لنا الآن ‪.‬‬

‫لاحظت أنها تتمدم من فترة تلو أخرى ‪..‬‬

‫تطمح لأن تمدم شٌبا لمجتمعها ‪.‬‬

‫فً كل ٌوم ٌزداد إعجابً بما تموم به و اكتشف أشٌاء جدٌدة‬
‫فؤفرح كثٌرا بما تعمل من أجله ‪.‬‬

‫كنا نرى بعضنا من جانب واحد ‪..‬‬

‫من نظرة واحدة ‪..‬‬

‫و عندما كبرنا كنا نعمل بصمت ‪..‬‬

‫لماذا لا نتحدث بما نعمله لأصدلابنا ‪ ..‬لٌس رٌاء بل لأجل أن‬
‫نشجع بعضنا و ندعم بعضنا ‪.‬‬

‫أرى عواطف بؤنها علت و تمدمت ‪..‬‬

‫هً الآن لد خصصت حساباتها الشخصٌة لمساعدة العاطلٌن‬
‫عن العمل فهً تمول بؤن طعم البطالة لاهر و لذلن طوعت‬

‫حسابها لكل باحث و باحثة عن وظٌفة ‪.‬‬

‫كذلن تدعم لضاٌا المرأة فً حساباتها و هً بذلن تتمدم خطوة‬
‫خطوة لتحمٌك نجاحات أخرى ‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫أنا أٌضا كذلن سؤلول بؤننا سوٌة لد اكتشفنا بعضنا البعض و‬
‫ها نحن ندعم بعضنا البعض و نتمنى تحمٌك ما نطمح إلٌه فً‬

‫الأٌام المادمة و ندعم صدٌماتنا ‪.‬‬
‫و أنتم كذلن اكتشفوا أنفسكم و أدعموا بعضكم فالمجتمع‬

‫ٌنتظركم لٌكون و لتكونوا ‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫لوٌة رغم كل شًء‬

‫هل ترانً ٌا هذا ؟‬
‫هل ترى أنً أتمدم ‪ ..‬أترى ذلن ؟‬

‫أعلم أنن تغض البصر ‪..‬‬
‫لا تسمع ‪..‬‬

‫أو لا ترٌد أن تسمع ‪.‬‬
‫لا ترٌد الحدٌث بؤي موضوع ٌتعلك بً لكن أترى ذلن الشخص‬

‫الموي بداخلً ؟‬
‫سٌجعلن ترى من أنا من جدٌد و إلى أٌن وصلت من التمدم ‪.‬‬
‫ستسمع اسمً كثٌرا و لن تغض بصرن بسهولة عن نجاحاتً ‪.‬‬

‫أنت من كسرنً ‪.‬‬
‫و أنا من بنى نفسه من جدٌد ‪.‬‬
‫أتعلم أننً ممتنة لن كثٌرا لأنن لو لم تفعل ذلن معً لما بنٌت‬
‫نفسً و وصلت لما أنا فٌه الان ‪..‬‬
‫كنت ترٌد هزٌمتً و أنا من استطعت الفوز بنهاٌة المطاف ‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫بموتً ‪..‬‬
‫و لبل ذلن بحماٌة ربً و دعمه لً سبحانه ‪.‬‬

‫حظا أوفر ٌا هذا ‪..‬‬
‫علٌن المحاولة مرة أخرى و لكن بموة أكبر وسؤكون عند حسن‬

‫ظنن بً ألوى و ألوى ‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫لهر النساء‬

‫من نحن ؟‬
‫ماذا نسمى ؟‬
‫لماذا ٌنظر إلٌنا المجتمع هكذا ؟‬
‫ألسنا بناتهم ؟‬
‫ألسنا زوجاتهم ؟‬
‫ألسنا أخواتهم ؟‬
‫ألسنا أمهاتهم ؟‬
‫لماذا نظرة المجتمع للمطلمة أو الأرملة منا فً الغالب تكون‬

‫لاسٌة ؟‬
‫تكون خاطبة ؟‬
‫ما ذنبنا إذ عصفت بنا الحٌاة ؟‬
‫عندما تؤتً تلن الفترة و التً ٌصبح كل ما ٌهمنا فٌها هم‬
‫أطفالنا و حماٌتهم و استرجاع حمولنا بسبب خطؤ ما لد لا ٌكون‬
‫منا فنعانً بسبب ذلن و عندها هل نسكت ؟‬

‫‪89‬‬

‫هل نرضى بالهوان حتى لا نحمل لمب تشتموننا بسببه ؟‬
‫لنمارن سوٌة بٌن رجل و امرأة حدثت لهما نفس الظروف ‪..‬‬

‫نفس الأألم ‪..‬‬
‫طلبق مثلب أو وفاة زوج أو زوجة لأحدهما ‪..‬‬
‫ٌستطٌع الزوج الذهاب للمحكمة و الحصول على حموله ‪..‬‬

‫على حضانة أطفاله ‪..‬‬
‫و على الزواج مرة أخرى ‪.‬‬
‫ألٌس ذكرا و لا توجد لدٌه مشكلة لكن ماذا عن المرأة ؟‬
‫هل تستطٌع أن تنهً إجراءاتها وحدها بسرعة لتطالب بحمولها‬
‫و حضانة أطفالها تماما كالتً ٌطالب بها الرجل ؟‬
‫فً فترة انتظارها للحصول على تلن الحموق كٌف سٌكون‬

‫وضعها ؟‬
‫كٌف سٌعاملها المجتمع ؟‬
‫بل كٌف ستكون معاملة أهلها لها بعد ذلن ؟‬
‫و معاملتهم كذلن لأطفالها ؟‬
‫إنها لمعاناه لٌس للمطلمة فمط بل كذلن للؤرملة ‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫فمط لأننا نساء ٌنظر لنا المجتمع كذلن ‪.‬‬
‫لكن سؤتساءل مرة أخرى ما ذنبنا ؟‬
‫هل ذنبنا فمط أننا نساء ؟‬
‫أننا إناث ؟‬
‫أننا الخجل فً نظركم ؟‬

‫كل شًء ضدنا فارحمونا بنظراتكم لنا ‪.‬‬
‫هذا التفكٌر ٌجب أن ٌتغٌر ‪..‬‬

‫نعم فكل شًء فً هذه الحٌاة ٌتطور و ٌذهب لٌنطلك فً طوره‬
‫و ٌبدع ‪.‬‬

‫ٌجب أن ٌتغٌر تفكٌر ذلن المجتمع الذي بلب شن سٌكون ذلن‬
‫التفكٌر المتغٌر هو سندها الأكبر و بالتالً سٌصبح المجتمع‬

‫عادل بحك المرأة لتعٌش الحٌاة ‪.‬‬
‫إنها أزمة فكر لا أكثر و لٌست أزمة حٌاة ‪.‬‬
‫رسالتً لكل امرأة تزوجت و توفً عنها زوجها ‪..‬‬
‫لكل امرأة تزوجت ثم طلمت بسبب ظرف ما ‪..‬‬

‫لكل امرأة مضطهدة ‪..‬‬
‫لكل امرأة تعانً ‪..‬‬

‫‪91‬‬

‫أنتن أمل الحٌاة بالرغم من لسوتها معكن ‪..‬‬
‫أنتن صانعات الأجٌال ‪..‬‬

‫أنتن الموة الخفٌة فً المجتمع ‪..‬‬
‫الرجل تصنعه المرأة منذ صغره و المرأة تصنعها امرأة أخرى‬
‫أما المجتمع فٌلمً حوبته على تلن المرأة عند أدنى مشكلة‬

‫فتعانً وحدها و تبمى تلن النظرة الخاطبة بحمها ‪.‬‬
‫كونً لوٌة أٌتها المرأة ‪.‬‬

‫تصدي لما تواجهٌن و أصمدي فً وجه تلن الحٌاة الماسٌة و‬
‫المرعبة بسبب ذلن المجتمع و ستنتصرٌن دام أن ِن لوٌة و دام‬

‫أن الله مع ِن ‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫أيام الطيبين‬

‫فً ذلن الزمن الجمٌل بكل ما فٌه ‪..‬‬
‫ذلن الزمن الذي ٌشعرن و كؤن الناس جمٌعا ٌمرون فٌه بمحنة‬

‫واحدة ‪..‬‬
‫ألمهم واحد ‪..‬‬
‫فً ولت واحد ‪..‬‬
‫محنة أحدهم تصٌبهم جمٌعا ‪.‬‬
‫هم أشبه بالبٌوت العتٌمة ‪..‬‬
‫الكل ٌضم و ٌإازر الآخر و لا آخر بٌنهم ‪.‬‬

‫ألوٌاء ‪..‬‬
‫صامدون ‪..‬‬
‫ٌسند بعضهم البعض ‪.‬‬
‫للوبهم كورود بٌضاء ‪.‬‬
‫لٌس بٌنهم من ٌسًء الظن بؤحد ‪.‬‬
‫لا ٌعرفون ما هو الحسد أو أٌن ٌولد الحمد ‪.‬‬

‫‪93‬‬

‫كم هو جمٌل ذلن الزمان ‪..‬‬
‫كم عشمنا تلن الأٌام ‪..‬‬
‫و تلن اللٌالً ‪.‬‬

‫صغٌرهم ٌحترم الكبٌر ‪.‬‬
‫و الجار تراه و كؤنه فرد من عابلة جاره ‪.‬‬

‫ٌؤكلون سوٌة و بالتؤكٌد كذلن ٌشربون‪.‬‬
‫لٌسوا بحاجة لمناسبات تجمعهم فهم ٌجتمعون دون موعد ‪.‬‬
‫الخٌر فٌهم لا ٌؤتً من مكان واحد و منبعه لٌس من شخص‬

‫واحد ‪.‬‬
‫رغم لسوة الأٌام و رغم كدهم فً عملهم تراهم ٌبتسمون ‪.‬‬

‫و لم لا ٌبتسمون ألٌست أٌامهم أٌام الطٌبٌن ؟‬
‫أما عن أٌامنا فما عسانا أن نمول ؟‬
‫بل فً أي زمن نكون ؟‬

‫زمن ابتعدنا فٌه عن بعضنا و كبرت بٌننا المسافات ‪..‬‬
‫زمن ٌجمعنا المكان و تفرلنا تلن الأجهزة التً جبنا بها ‪..‬‬

‫حلل الأجهصة الخً أزدًاها حل لخفسقٌا و حشخخٌا ‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫حلل الأجهصة الخً أزدًاها لخجعل هي العالن قسٌت صغٍسة لٌقخسب‬
‫أمثس فنثسث الأجهصة بأٌدٌٌا و حاهج القسٌت و ضعٌا فً أشقخها‬
‫و لن ًعسف طسٌق السجىع حخى إلى بٍج جازًا الري ماى طٍباً ‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫شام الهوى‬

‫لم أنسى إلى الآن تلن الأٌام و السنٌن التً لضٌت فٌها‬
‫طفولتً فً سورٌا ‪..‬‬

‫فً ذلن الماضً الجمٌل كان لنا منزلا صغٌرا هنان نتردد إلٌه‬
‫و نعٌش فٌه سنة و سنتٌن ‪.‬‬

‫التمطنا فٌه الكثٌر من الصور فً تلن الفترة ‪..‬‬
‫و الكثٌر من التفاصٌل ‪..‬‬
‫و الكثٌر من الحب ‪.‬‬
‫لضٌنا أجمل الذكرٌات ‪..‬‬

‫كم كان ذلن الزمن جمٌلب ‪..‬‬
‫كم كانت الأٌام رابعة ‪.‬‬
‫الكل ٌعٌش فً سلبم ‪.‬‬

‫نستٌمظ باكرا على زلزلة العصافٌر ‪..‬‬
‫أمً تعد لنا الفطور و أبً ٌذهب لٌرعى خرافه فً المراعً و‬

‫ٌسلم فً طرٌمه على أصدلابه فٌبادلونه التحٌة بحب ‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫لا هثٍل لخلل الأجىاء الخً ٌعوها السلام و الهدوء و حسابط الٌاض‬
‫هٌاك ‪.‬‬

‫مضت الأٌام و كبرنا و عدنا إلى المملكة للبستمرار بسبب‬
‫أعمال والدي و مضت السنٌن ‪..‬‬

‫مضت السنٌن و لامت الثورة فً سورٌا و بدأ الناس بالنزول‬
‫إلى الشوارع ‪..‬‬
‫كل الناس ‪..‬‬

‫الكبٌر و الصغٌر ‪..‬‬
‫الشاب و الفتاة ‪.‬‬

‫و الكل ٌهتف ‪ :‬الشعب ٌرٌد إسماط النظام ‪.‬‬
‫ٌوم عن ٌوم و التوتر ٌزداد ‪..‬‬
‫لتل الناس بعضهم البعض ‪..‬‬
‫ازداد الوضع توترا ‪..‬‬
‫نزح الكثٌر للبلبد المجاورة ‪..‬‬

‫ٌإسفنً الٌوم ما ٌحدث لبلدي الآخر ‪.‬‬
‫ٌا إلهً لم ٌبمى لهم سوان ‪..‬‬

‫لا أحد ٌستطٌع المساعدة أو لا أحد ٌرٌد أن ٌساعد ‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫الكل ٌرى بصمت ما ٌحدث ‪..‬‬
‫و ٌإلمنً ما ٌحدث ‪.‬‬
‫و الشام تصرخ ‪:‬‬

‫أٌتها الأمة العربٌة ‪ ..‬أٌتها الأمة المسلمة حان الولت لأن‬
‫تستٌمظً ‪.‬‬

‫آن الولت لأن تساندي أبنائً ‪.‬‬
‫اللهم ارحمهم ‪..‬‬

‫اللهم اشدد من أزرهم و أربط على للوبهم و ثبتهم و احفظ‬
‫أعراضهم و احمً ضعفابهم و لوي عزابمهم و انصرهم‬

‫بنصرن المإزر ‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫نرجو المحاولة فً ولت لاحك‬

‫هل سمعتم عن ذلن العالم الذي كان ٌحاول اختراع شٌبا ما و‬
‫لم ٌنجح فكرر محاولته عدة مرات كً ٌنجح اختراعه حتى‬
‫وصل للمحاولة التسعمابة و التسعة و التسعٌن و لم ٌنجح إلا بعد‬

‫أن أتم المحاولة الألف ‪.‬‬
‫ماذا استنتجتم من ذلن الأمر ؟‬

‫صحٌح ‪..‬‬
‫إنها المحاولة عدة مرات فمن ٌرٌد أن ٌصل إلى شًء بالتؤكٌد‬

‫سٌواجه عمبات كثٌرة تفشل محاولاته ‪.‬‬
‫هذه العمبات إما أن تموٌه و تكون له دافعا لأن ٌكمل طرٌمه و‬
‫إما أن تكون له محبطة فتكون سببا لفشله و التولف عن‬

‫المحاولة مجددا ‪.‬‬
‫برأًٌ أن النجاح ٌتمحور حول المحاولات ‪.‬‬

‫بمعنى أدق سؤطرح لكم مثال آخر ‪:‬‬
‫شخص ما تخرج لتوه من الثانوٌة و الآن هو أمام تخصصه‬

‫الذي ٌرٌده و الذي ٌحلم به ‪.‬‬
‫بدأ دراسته فً ذلن التخصص و مرت الأٌام ‪..‬‬

‫‪99‬‬


Click to View FlipBook Version