اﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﺷﺗراﻛﻲ
ذات رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﻟدة اﻟﻘﯾــــﺎدة اﻟﻘوﻣﯾــــــــﺔ
ﻣﻛﺗب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻﻋﻼم اﻟﻘوﻣﻲ
إﺷراﻗﺎت ﻧﯾّرة
ﻣن ﺧطﺎب اﻟ ﻓ اﻷﻣ اﻟﻌﺎم ﻟ ب اﻟ ﻌ اﻟﻌ ﻲ اﻻﺷ اﻛﻲ
ﻋ ة إﺑ اﻫ ﺣﻔ ﻪ ﷲ ورﻋﺎﻩ
)(3
1
اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﯾرة
وﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرك
أﺣﻣد أﺑو داود
ﺗﺗﻣﯾز اﻻﺣزاب اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ اﻟرﺳﺎﻟﯾﺔ ﺑﻘدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺳﯾرﺗﮭﺎ ﺑﻛل ﺷﺟﺎﻋﺔ وﺟرأة
ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدروس واﻟﻌﺑر اﻟﺗﻲ اﻓرزﺗﮭﺎ ﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﺗﺣﻠﯾل اﻟواﻗﻊ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻟﻼﻧطﻼق ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﺧطﻰ واﺛﻘﺔ ﻓﻲ إداء ﯾرﻗﻰ اﻟﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ اﻻﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺻﻌدة .
وﻓﻲ واﺣدة ﻣن ﺗﻠك اﻟوﻗﻔﺎت اﻟﮭﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﺣدى اﻟﻣراﺟﻌﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺳﯾرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻟﻠﺣزب ،واﻟذي ﺗﻌد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘد واﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ واﺣدة ﻣن أھم وأﺻدق وﺳﺎﺋﻠﮫ ،ﺗﻧﺎول
اﻟرﻓﯾﻖ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻋزة إﺑراھﯾم ﺣﻔظﮫ ﷲ ورﻋﺎه ﻓﻲ
ﺧطﺎﺑﮫ ﻓﻲ اﻟذﻛرى اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺳﺑﻌﯾن ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣزب ﺗﺣﻠﯾل ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣزب ﻣﺳﺗﻧداً اﻟﻰ اﺣد
اﻋﻣدة ﻓﻛر اﻟﺑﻌث وﻗﯾﻣﮫ اﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎﻣﮫ اﻟداﺧﻠﻲ ،وھﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ داﺧﻞ
اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ وﻋﻠﻰ طﻮل ﻣﺴﯿﺮﺗﮫ اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ ﺑﺪأً ﻣﻦ ﺗﺄﺳﯿﺴﮫ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻨﻄﻠﻖ اﻻ ﻋﺒﺮ واﺣﺪة ﻣﻦ اھﻢ
اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ رﺳﻮﺧﺎً وھﻲ اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺗﺄﺳﯿﺴﻲ ﻟﮫ .ﺣﯿﺚ وﺿﻊ ذﻟﻚ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ
اﻷﺳﺲ واﻷرﻛﺎن اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺒﻌﺚ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪد اﻟﻤﺒﺎدئ واﻻھﺪاف اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﻌﻘﯿﺪة
اﻟﺒﻌﺜﯿﺔ اﻟﻮﺣﺪوﯾﺔ اﻟﺘﺤﺮرﯾﺔ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ .وﻗﺪ ﻓﺼﻞ اﻻﻣﯿﻦ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ
اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﻟﻠﺒﻌﺚ ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻋﺘﻤﺎد ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ واﺑﺪاء اﻟﺮأي واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات
-ﻗﯿﺎم ﺑﻨﯿﺎن اﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﻘﯿﺎدة ،ﻣﻊ ﺧﻀﻮع رأي
اﻷﻗﻠﯿﺔ ﻟﺮأي اﻻﻏﻠﺒﯿﺔ وﺧﻀﻮع اﻟﻘﯿﺎدات اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻟﻠﻘﯿﺎدات اﻟﻌﻠﯿﺎ.
-ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻻﻋﻀﺎء ﻟﺤﻘﻮﻗﮭﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﯾﺔ واﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺿﻤﺎن اﻧﺴﯿﺎﺑﯿﺔ اﻧﺘﻘﺎل
اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت واﻵراء ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺤﺰب وﺟﻤﺎھﯿﺮه اﻟﻰ ﻗﯿﺎداﺗﮫ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻛﺎﻟﻨﺴﻎ اﻟﺼﺎﻋﺪ ،ﺛﻢ
اﻧﺘﻘﺎﻟﮭﺎ ﻛﻘﺮارات ﻣﻦ ﻗﯿﺎداﺗﮫ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻰ ﻗﻮاﻋﺪه وﺟﻤﺎھﯿﺮه ،ﻓﺘﺸﺎرك ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺤﺰب
ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﻗﺮاراﺗﮫ وﺑﺮاﻣﺠﮫ.
-ﻗﺪاﺳﺔ اﺣﺘﺮام اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﻓﺎق ،ورﺳﻮخ ﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮل واﻟﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﺮاي.
-ﺗﺠﻨﺐ ﺗﻌﯿﯿﻦ اﻟﻘﯿﺎدات ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻈﺮوف اﻟﻘﺎھﺮة ،واﻋﺘﻤﺎد اﻧﺘﺨﺎﺑﮭﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮات
ﻧﻈﺎﻣﯿﺔ ﻛﺄﺳﻠﻮب ﺳﺎﺋﺪ وأﺳﺎﺳﻲ .
2
-اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﯿﺔ واﻟﻮاﻋﯿﺔ ﻟﻠﻨﻘﺪ اﻻﯾﺠﺎﺑﻲ اﻟﮭﺎدف اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻨﻘﺪ اﻟﺬاﺗﻲ اﻟﺼﺎدق اﻟﻤﺨﻠﺺ
وﺑﻤﻮﺟﺐ ﺻﻼﺣﯿﺎت ﻣﺘﺪرﺟﺔ ﻟﻘﯿﺎداﺗﮫ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮫ وﻛﻞ اﻋﻀﺎﺋﮫ.
-واﻻھم ھو ان اﻟﺸﻌﺐ ﻟﺪى اﻟﺒﻌﺚ ھﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ واﻟﯿﮫ ﺗﺮﺟﻊ اﻻﻣﻮر ﻛﻠﮭﺎ
ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﺼﯿﺮه وﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﻣﺔ اﻟﻮاﻋﺪ .
واﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟراﺳﺧﺔ طﯾﻠﺔ ﻣﺳﯾرة اﻟﺣزب ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺣﯾﺔ واﻟﻧﻘد واﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺳﯾرة اﻟﺑﻌث زاﺧرة ﺑﺎﻟوﻗﻔﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ
وﻋﺑر ﻛل اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﮭﺎ .ﺣﯾث ﯾﺗم ﻧﻘد وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﻛل ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،
واﺳﺗﻧﺑﺎط اﻟدروس واﻟﻌﺑر واﻻﻧطﻼق ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﺧطﻰ واﺛﻘﺔ وﺟدﯾدة .وﻛﺎﻧت ھذه
اﺣدى اھم ﺿﻣﺎﻧﺎت دﯾﻣوﻣﺔ ﺑﻘﺎء اﻟﺑﻌث ﻛﻘوة ﻋرﺑﯾﺔ ﺟﺑﺎرة ،وطﻠﯾﻌﺔ ﺷﺟﺎﻋﺔ ﺗﺗﻘدم ﺟﺑﮭﺎت
ﻧﺿﺎل اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻣن اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻛﺑﯾر.
واﺳﺗﻧﺎداً اﻟﻰ ھذا اﻻرث اﻟﻐزﯾر ﻣن اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺟﺎدة ﻟﻠﻣﺳﯾرة واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣوﺿوﻋﻲ
اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﮭﺎ واﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ اﺗﺧذھﺎ ،وﻣواﻗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ
واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،واﺳﺗﻧﺎداً اﻟﻰ اﺳس " اﻟﻧﻘد اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﮭﺎدف اﻟﺑﻧﺎء واﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ اﻟﺻﺎدق
اﻟﻣﺧﻠص" اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدھﺎ اﻟﺑﻌث ﻣﻧذ ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ ،ﻓﻘد اﻧطﻠﻖ اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﮫ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ
اﻟﺟرئ اﺑﺗدا ًء ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣروراً ﺑﺎﻟواﻗﻊ وﻣﺳﺗﺷرﻓﺎً ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
وﻟﻘد ﺗﺟﺳدت ھذه اﻟوﻗﻔﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎد اﻟرﻓﯾﻖ اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ارﺑﻌﺔ
اﻋﻣدة اﺳﺎﺳﯾﺔ ﺷﻛﻠت ﺑﻣﺟﻣوﻋﮭﺎ ﺗﻔﺎﻋﻼً ﺟدﻟﯾّﺎً ﯾﻛ ّﻣل ﺑﻌﺿﮫ ﺑﻌﺿﺎً .ﻓﻘد ﺗﺿﻣن ا ّوﻟﮭﺎ وﻗﻔﺔ
ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺟرﯾﺋﺔ ﻟﺑﻌض ﻣﻌﺎﻟم ﻣﺳﯾرة اﻟﺣزب ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﺣﺗﻼل اﻻﻣرﯾﻛﻲ
اﻟﻐﺎﺷم ﻟﻠﻌراق ،وﺗﺿﻣن اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻗرار ﺑﺎﻟﻣواﻗف اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟدول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺛم طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن ﻣﺣ ِّدداً ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗﻛون
ﻋﻠﯾﮫ ،واﺧﯾراً ﺗﺣدﯾد دﻗﯾﻖ وﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺗﺟددة اﻟراھﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ اﻣﺗﻧﺎ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺗﺳﺗدﻋﯾﮫ ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ ﻣن اﺟل اﻟوﻟوج اﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﻘدرات ﻋرﺑﯾﺔ ﺟﻣﻌﯾّﺔ
ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻷﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾﻖ أﻣﻧﮭﺎ و ﺿﻣﺎن ﻣﺳﺗﻘﺑل اﺟﯾﺎﻟﮭﺎ.
وﻟﻘد اﻧطﻠﻖ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣزب ﻓﻲ ھذه اﻟوﻗﻔﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﻣن ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﮭﺎ ﻗﯾﺎدﺗﮫ ﻟﻠﺣزب ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻣن ﺣﯾﺎة اﻷﻣﺔ .
3
ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟراھﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ اﻻﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺎﺗﻣوج ﺑﮭﺎ ﻣن ﻣﺧﺎطر
،أ ّﻛد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻷﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﻌطﯾﺎت اﻟواﻗﻊ واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ
اﻷﻣﺔ ﻓﻲ اﻏﻠب اﻗطﺎرھﺎ وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ .وﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﮫ ﻣن ﺣﺷد اﻟﺟﮭود "
ﻷﺣﺑﺎط ﺻﻔﻘﺔ اﻟﻘرن واﺣﺑﺎط ﻛل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﮭدف ﺷﻌب ﻓﻠﺳطﯾن وأرﺿﮫ اﻟﻣﻘدﺳﺔ
".
واﺳﺗﻣراراً ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠواﻗﻊ اﻟﺧطﯾر ﻓﻘد ا ّﻛد ﻋﻠﻰ أن " اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﺑﯾن اﻣرﯾﻛﺎ واﯾران واﺳراﺋﯾل ﻻ زال ﻗﺎﺋﻣﺎً ،وﻻ زاﻟت اﻟﻰ اﻟﯾوم اﯾران ﻣﺗﻔﺿﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﺳراﺋﯾل
واﻣرﯾﻛﺎ .وﻣن أھم اﻧﺟﺎزات وﺧدﻣﺎت اﯾران ﻻﺳراﺋﯾل واﻣرﯾﻛﺎ ،إن أﯾران ھﻲ اﻟﺗﻲ دﻓﻌت
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌرﺑﻲ ﺑرﻣﺗﮫ ﻟﻼرﺗﻣﺎء ﺑﺣﺿن اﻣرﯾﻛﺎ واﺳراﺋﯾل" ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﺗﺻدي ﻟﮭذا
اﻟﺧطر اﻟﺟﺳﯾم ،اﻟذي ﻻ ﯾﺗم اﻻ ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﺎ راﻓﻘﮭﺎ ﻣن ﺧﻼﻓﺎت ﻋرﺑﯾﺔ و
إزاﻟﺔ ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻻﻣﺔ .
وﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﻓﻘد ﺗﻛﺎﻣل ھذا اﻟﻣوﻗف اﻟواﺿﺢ واﻟﺣﺎﺳم ﻟﻸﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣزب ،ﻣﻊ ﺗﺄﻛﯾده
ﻋﻠﻰ ﻣواﻗف ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔً و اﻟﻘوﻣﯾﺔً وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻧﺻرة ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ ودﻋم
اﻟﻌراق اﺛﻧﺎء دﻓﺎﻋﮫ ﻋن اﻟﺑواﺑﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺗﺻدﯾﮫ ﻟﻠﻌدوان اﻻﯾراﻧﻲ اﻟﻐﺎﺷم
ﺧﻼل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،داﻋﯾﺎً اﻟﻰ ﺿرورة اﻟﻌﻣل اﻟﯾوم ﻟﺗﺟﺎوز ﻛل ﻣﺧﻠﻔﺎت
اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣن اﺟل ﺗطوﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻌث واﻻﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدول اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ .
وﻣن اﺟل ﺗﺟﺎوز ھذه اﻟواﻗﻊ ﻧﺣو واﻗﻊ ﺟدﯾد ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻗدرات اﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ
ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺻر اﻟﺟدﯾدة ،دﻋﺎ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺧطﺎﺑِﮫ ﻗﺎدة اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻰ اﻟﺗﺣﺳب
ﻷﺳوأ اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت ﻣﺷﯾراً اﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟد ﺷﻲء ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﺻراع او اﻟﺗﺣﺎﻟﻔﺎت ﺑﯾن
اﻷﻣم واﻟﺷﻌوب .وأﻛد ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺿﻣﺎن أﻣن اﻻﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﺳﺗﻘرارھﺎ اﻟذي ھو رھن
ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻟﻼرﺗﻘﺎء اﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟراھﻧﺔ واﻻﻧطﻼق ﻧﺣو ﻣﺳﺗﻘﺑل واﻋد .
وﻣن ھﻧﺎ ﺟﺎءت دﻋوة اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣزب ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر
ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﻣواﻗف اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﺗوﺣﯾد ﺟﮭود ﺟﻣﯾﻊ اﻻطراف واﻟﺗﺿﺎﻣن ﻟﻣواﺟﮭﺔ
ﻛل اﺷﻛﺎل اﻟﺗﮭدﯾد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻷﻣﺔ اﻣﻧﯾﺎً واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎً وﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺎً وﻗﯾﻣﯾﺎً ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﺑﺎﻹرھﺎب و اﻟﺗطرف و اﻟﺣروب اﻟدﻣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺻﻔت ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ،واﺳﺗﻧزﻓت اﻟﻣوارد
4
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘدرات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،وﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗد ﱡﺧل اﻟﺳﺎﻓر ﻣن اﯾران اﻟذي ﯾﺷ ّﻛل اﻧﺗﮭﺎﻛﺎً
ﻟﻸﻣن اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ وﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت اﻟذراﺋﻊ واﻟﺣﺟﺞ.
وﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻛﺛﯾر ﯾﻧﺗظر اﻟﻌرب ﺣﻛوﻣﺎت واﺣزاب وﻣﻧظﻣﺎت ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣدﻧﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل
ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣﻊ ﻗﺿ ﺎﯾﺎ وﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌﺻ ر واﻹرﺗﻘﺎء اﻟﻰ ﻣﺳ ﺗوى ھذه اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻷزﻣﺎت.
وﻋﻠﯾﮭم ﻣن أﺟل ذﻟك ﺗرﺳ ﯾﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﺳ ﺎﻣﺢ واﻟﺗﻌﺎﯾش واﺣﺗرام اﻷﺧر وﻧﺑذ اﻟﻔﻠﺳ ﻔﺔ
اﻻﻗﺻﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻔرد ،وﺗرﺳﯾﺦ ﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻷﻧﮫ ﻻ أﻣن ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑدون اﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ ﻗﺎﻋدة ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻣطﻠوب اﻟﺳﻌﻲ ﻣن
أﺟل ﺷراﻛﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺗوﻓر ﻓرﺻﺎً ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗطور ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﺗﺳﺎع اﻟﻔﻘر
واﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﻔﺷﻲ ظﺎھرة اﻟﻔﺳﺎد واﻷﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺗﮭدﯾداً ﺣﻘﯾﻘﯾّﺎً ﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻻﻣﺔ .ﻓﺿﻼ
ﻋن ﺗﺑﻧّﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ وﻣﺗطورة ﻟﻺﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺷطﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻷﻣم واﻟﺷﻌوب .ﻛﻣﺎ وﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺗطوﯾر
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻻﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ وﺗﺑﻧﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﺛروات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ
اﻣﺗﺻﺎص اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗطوﯾر اﻟﻘدرات ورﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻟﻛﻲ
ﺗﻛون ﺷرﯾﻛﺎ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ﻗوﯾﺎً وﻟﯾس ﺗﺎﺑﻌﺎً ﺿﻌﯾﻔﺎً ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ .
وﻻﺑد ﻣن ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺗﻌﺎون واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑرة وطﺎﻗﺎت ﺑﻌض اﻻﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺟﺣت
ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻗدراﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺗﺷﻛل ﻗﺎﻋدة ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌرﺑﻲ اﻻوﺳﻊ ،
وﺗوﺳﯾﻊ آﻓﺎق اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ واﻧﺷﺎء ﻣﻧﺎطﻖ ﺣرة وﻣدن ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺗوﻓﯾر ﺣرﯾﺔ
اﻧﺗﻘﺎل اﻻﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎءات واﻟﻘدرات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وﺗوﻓﯾر اﻟﻔرص ﻟﻠﺗﻌﺎون
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻣن اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ.
ﻫ ا ﻫ ﻣﺎ دﻋﺎ اﻟ ﻪ اﻻﻣ اﻟﻌﺎم ﻟﻠ ب ﻣ اﺟﻞ اﻧﺑﻼج ﻓﺟر ﻋرﺑﻲ ﺟدﯾد ،ﻓﻲ اﺳﺗﺷراف
ھﺎدئ وﺷﺟﺎع ﻟﻠﺣﻠول اﻟﺟذرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌﺞ ﺑﺎﻟﻛوارث
واﻟﺗﺣدﯾﺎت و ﻗﻠب اﻟﻣﻌﺎدﻻت وإﻓﺷﺎل اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﮭدف اﻻﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﺻﻣﯾم .
5
إﺷراﻗﺎت ﻧﯾّرة
ﻣن ﺧطﺎب اﻟ ﻓ اﻷﻣ اﻟﻌﺎم ﻟ ب اﻟ ﻌ اﻟﻌ ﻲ اﻻﺷ اﻛﻲ
ﻋ ة إﺑ اﻫ ﺣﻔ ﻪ ﷲ ورﻋﺎﻩ
7ﻧﯾﺳﺎن 2019
6