The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة صدى نبض العروبة العدد 151
الصادر في 8 تموز 2019

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search

مجلة صدى نبض العروبة العدد 151

مجلة صدى نبض العروبة العدد 151
الصادر في 8 تموز 2019

‫العدد ‪ 8 151‬تموز ‪2019‬‬

‫"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم‬
‫لهم المنصىرون * وإن جندنا لهم الغالبىن"‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫صممت ىي الأخرى لتبدو ظاىرياً وكأنيا عوامؿ‬ ‫صممت عمميات غزو الع ارؽ واحتلالو تصميماً‬
‫حياة مختمفة عف تمؾ التي سبقت الغزو‪ ،‬وتحمؿ‬ ‫است ارتيجياً خبيثاً‪ ،‬ىدفو الأساس إنياء الع ارؽ كدولة‬
‫نوعاً مف البيرج المخادع بديمق ارطية انتخابات وما‬ ‫مستقمة وتقسيمو وتفتيت شعبو وفقاً لنظرية‬
‫يسمى بتبادؿ السمطة التي أثبتت السنوات العجاؼ‬ ‫(المكونات) التي استخدمت في توزيع حصص‬
‫أنيا لـ تكف سوى جزءاً مف خطة افناء الع ارؽ‬ ‫سمطة الاحتلاؿ والتي ىي بدورىا كانت الأداة‬
‫وتغيير ىويتو الوطنية والقومية‪ ،‬واعداده لحقبة‬ ‫الفعمية لتقويض وحدة الع ارؽ وانيائيا تدريجياً‪ ،‬وقد‬
‫وضعت كؿ احتياجات التنفيذ السياسية والاقتصادية‬
‫التشرذـ‪.‬‬ ‫والاجتماعية وتـ تييئتيا ورسـ أدوارىا وكمفت قوى‬
‫محمية واقميمية ودولية ومنظمات وشركات وكؿ‬
‫إف ما أبقى الع ارؽ (ع ارقاً) إلى يومنا ىذا رغـ أىواؿ‬ ‫الأدوات المساعدة مف إعلاـ بمختمؼ مصادره‬
‫المخططات وكوارث التنفيذ ىو ما لـ يكف في‬ ‫وأنواعو واصدا ارت ( دستورية وقانونية )‪ ،‬لتكوف‬
‫حسباف المخطط الصييوني الامبريالي الفارسي‪،‬‬ ‫بمجمميا قوة ضاربة مرعبة وعواصؼ وأعاصير‬
‫الذي ظف أف القوة المادية الغاشمة كفيمة بإغ ارؽ‬ ‫تجعؿ الع ارقي يقؼ يائساً منكس ارً يغمبو اليواف‪،‬‬
‫روح الإنساف ال ارفضة الحرة الكريمة‪ ،‬وأوؿ مفاجآت‬ ‫وتسيطر عميو عوامؿ القنوط والإحباط لمنعو مف أي‬
‫الع ارؽ كانت المقاومة التي ىي امتداد طبيعي‬ ‫رد فعؿ‪ ،‬واسقاطو في برؾ ومستنفعات التحجيـ التي‬
‫لصمود الع ارؽ مذ بدأت تتجسد ملامح وأدوات‬
‫الاستيداؼ في مطمع سبعينيات القرف المنصرـ‪،‬‬

‫‪1‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫ما ي ازؿ الع ارؽ يغمب الطائفية‪.‬‬ ‫لقد غيرت نتائج العمؿ الع ارقي المقاوـ‪ ،‬وخاصة‬
‫البعثي الوطني المتشارؾ مع قوى إسلامية وسطية‪،‬‬
‫ما ي ازؿ الع ارؽ يغمب دستور الاحتلاؿ‪.‬‬ ‫الذي امتاز بالثبات والقدرة عمى التجدد لأنو وطني‬
‫لا يد لقوى خارجية فيو لا بماٍؿ ولا بسلا ٍح ولا بق ارٍر‬
‫ما ي ازؿ الع ارؽ يحتقر فساد السمطة‪.‬‬
‫ولا برجاؿ‪.‬‬
‫ما ي ازؿ الع ارؽ يعيش وحدتو الوطنية‪.‬‬
‫ومف أسباب انتصار الع ارؽ حتى المحظة في الحفاظ‬
‫ما ي ازؿ الع ارؽ يقاوـ ويخمؽ سبؿ الرفض وخرؽ‬ ‫عمى كينونتو وىيكمو البشري‪ ،‬رغـ الج ارح النازفة‬
‫است ارتيجيات التفتيت وتغيير اليوية‪.‬‬ ‫ىو الإنساف الذي بنتو ثورة البعث في الع ارؽ‪،‬‬
‫وربتو تربية وطنية وحدوية وعززت فيو عوامؿ‬
‫ما ي ازؿ الع ارؽ يرفض التغيير الديموغ ارفي الذي بدأ‬ ‫الكبرياء والعزة والك ارمة والعمـ والاعتداد بالنفس‬
‫خططاً قبؿ الغزو‪ ،‬وتـ البدء بالتنفيذ مف لحظة‬ ‫وجعمتو يرى ويتعايش ويشارؾ في بناء لا يعرؼ‬
‫التوقؼ ونماء لا يحده حد وطموحات تطور‬
‫تكويف مجمس الحكـ‪.‬‬ ‫وانتعاش وعيش حر كريـ لـ يعرؼ تاريخ العرب‬

‫وسينتصر الع ارؽ لأنو ُولد بإ اردة الله عربياً واحداً‪،‬‬ ‫المعاصر ليا مثيؿ‪.‬‬
‫وبشعب ُو ِصؼ بأنو جمجمة العرب‪ ،‬حتى لو كاف‬
‫بعض جماجمو قد خرقتيا دريلات الفرس وجنود‬

‫بلاؾ ووتر‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫ا‪.‬د‪ .‬كاظـ عبد الحسيف عباس ‪ /‬أكاديمي عربي مف الع ارؽ‬

‫قد يكوف ىذا الكلاـ مكرر واطمع عميو ملاييف‪،‬‬ ‫تعرض البعثيوف بعد غزو بمدنا واحتلالو إلى‬
‫لكف ردود الأفعاؿ عميو والتفاعؿ الجدي الإنساني‬ ‫ظروؼ قاىرة‪ ،‬لـ يتعرض ليا حزب سياسي مف‬
‫والقانوني والشرعي معو قد غطت عميو موجات‬ ‫قبؿ‪ ،‬تضمنت مف بيف ما تضمنتو التصفيات‬
‫الإعلاـ الحاقد‪ ،‬التي تضمنت ما لا يمكف لأي عقؿ‬ ‫الجسدية‪ ،‬التي حصمت في كؿ قرية ومدينة مف قبؿ‬
‫بشري أف يتخيمو مف الكذب والتزوير والرياء‬ ‫فرؽ موت متخصصة إي ارنية وأمريكية وصييونية‪،‬‬
‫والافت ارء‪ ،‬بيدؼ تجريـ الحزب وشيطنتو لكي‬ ‫وتضمنت اصدار ق ار ارت طرد مف الوظائؼ‬
‫تنخفض مناسيب ردود الفعؿ عمى الج ارئـ النازية‬ ‫والاستيلاء عمى الممتمكات والمصالح وقطع مصادر‬
‫والشوفينية الشعوبية‪ ،‬التي ارتكبت ضد ملاييف مف‬ ‫الرزؽ والاعتقاؿ‪ ،‬واضطر الملاييف مف البعثييف‬
‫تحت ظروؼ العدواف والتيديد ىذه وىـ في ُجميـ‬
‫أعضاء الحزب وأنصاره وأصدقائو‪.‬‬ ‫مدنيوف عزؿ إلى مغادرة بيوتيـ وق ارىـ ومدنيـ إلى‬
‫ونقوليا ببساطة متناىية‪ ،‬إف ما تعرض لو‬ ‫مدف أخرى أو خارج الع ارؽ لمحفاظ عمى أرواحيـ‬
‫البعث مف ج ارئـ واضطياد وظمـ وقير وأنواع‬ ‫وعمى عوائميـ‪ ،‬وثمة حقيقة لا بد مف تأكيدىا ىي‬
‫العدواف كاف يمكف أف ينيي وجود دوؿ كبرى وأمـ‬ ‫أف مف بقوا في الع ارؽ مف البعثييف ىـ الملاييف‬
‫عريقة‪ ،‬لكف ثبات البعثييف وفي مقدمتيـ قيادة‬ ‫الأكثر‪ ،‬ومف ىاجروا ىـ الأقمية التي تمتمؾ فرص‬
‫الحزب التي برىنت لمعالـ أجمع معاني ودلالات‬ ‫مناورة لمحصوؿ عمى عمؿ لمعيش‪ ،‬أو ممف باعوا‬
‫القوة المادية والروحية التي يتسـ بيا البعث‬ ‫ما يمتمكوف في الع ارؽ ليعيشوا بيا في بلاد‬
‫وأعضاءه ممف انصيروا بروح عقيدة الحزب‬
‫الوحدوية التقدمية التحررية الانسانية الاشت اركية‬ ‫الميجر‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫بقاء بقع النور تطؿ مف ىنا وىناؾ‪ ،‬لتديـ وتغذي‬ ‫واعتنقوىا‪ ،‬حلاً جذرياً لا بديؿ عنو لإنجاز التحرر‬
‫آماؿ تحرير الع ارؽ وانقاذ الأمة العربية التي تتسمط‬ ‫الوطني‪ ،‬وتحقيؽ الأمف القومي والسيادة القومية‪،‬‬
‫عمييا كؿ خناجر الغدر والغيمة والجشع والشعوبية‬ ‫وبناء دولة تضمف لمعرب حقوقيـ وك ارمتيـ وتضمف‬
‫الفارسية‪ ،‬التي لبست عمامة عربية لتجعؿ مف‬ ‫ليـ تواصؿ رسالة تفاعميـ الإنساني الخلاؽ‬
‫والمبدع عمماً وحضارة ونمواً وتوافقاً مع متغي ارت‬
‫عموـ شعبنا عبيداً ومرتزقة وأُج ارء ألا َخ ِسئت‪.‬‬
‫ثبات البعث والبعثييف ىو الرد الوحيد الذي يبقي‬ ‫الحياة‪.‬‬
‫البعث رسالة خالدة كما ولدت‪ ،‬ويبقي أوطاننا‬ ‫ثبات البعثييف وحده ىو الذي ضمف ليـ البقاء‬
‫مشروع دولة عربية قد تتضاءؿ مآلات تحققيا‪،‬‬ ‫عمى قيد الحياة‪ ،‬بعد أف خرجوا مف المقابر التي‬
‫لكنيا لف تموت‪ ،‬والذي لا يموت جدلاً يحقؽ غاياتو‬ ‫حفرتيا ليـ أميركا وبريطانيا والصييونية بمعاوؿ‬
‫إي ارنية‪ ،‬وثباتيـ الأسطوري وحده ىو الذي أتاح‬
‫ويفوز بإ اردة الله‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫د‪ .‬فضيمة عباس حميدي ‪ /‬رئيس الاتحاد العاـ لنساء الع ارؽ‬

‫قرر الكياف الصييوني منذ عاـ ‪ 1980‬أتباع وأضاؼ كوؾ إف ( أحداث الحادي عشر مف سبتمبر‬

‫سياسة ممخصيا ىي‪ :‬تقسيـ كؿ شيء عمى الضفة ‪ 2001‬أتاحت فرصة ذىبية لأصحاب ىذه الرؤية‪،‬‬

‫الأخرى‪ ،‬أي في الجانب العربي‪ ،‬بداية مف وجعمت الحديث عف ص ارع الحضا ارت‪ ،‬وتفتيت‬

‫الشرؽ الأوسط يخرج مف مجالس اليمس إلى‬ ‫الفمسطينييف ثـ زحفا وأحياًنا ركضا إلى بقية الدوؿ‬
‫العمف)‪.‬‬ ‫العربية‪ ،‬ويقوؿ الصحفي البريطاني جوناثاف كوؾ‬

‫الحاؿ في الع ارؽ وما يسوده مف انقسامات مذىبية‬ ‫أف (المحافظيف الجدد كانوا يشاركوف إس ارئيؿ بقوة‬
‫وعرقية وطائفية‪ ،‬موجودة مسبقا في لبناف‪ ،‬واليوـ‬ ‫في ضرورة مواصمة ىذه الإست ارتيجية لإلغاء أي‬
‫يعمموف بدأب لنقميا إلى سوريا واليمف ومصر‪ ،‬مع‬ ‫دور لدوؿ الشرؽ الأوسط واغ ارقيا في مشكلات‬
‫الأخذ بنظر الاعتبار الفوضى التي تعـ ليبيا‬
‫والسوداف ‪ ،‬وكؿ شيء في ىذه البمداف يشير أنيا‬ ‫داخمية تعمؽ مف ضعفيا‪!!!!..).‬‬
‫سائرة في ىذا الاتجاه وليس العكس كما يروج‬ ‫ويقوؿ كوؾ أف (ىدؼ إس ارئيؿ مف ذلؾ إدخاؿ‬
‫البعض‪ ،‬أما بالنسبة إلى الج ازئر فأنيا تخشى مف‬ ‫الع ارؽ في دائرة الاضط ارب الدائـ‪ ،‬وزرع بذور‬
‫تصعيد الأوضاع الأمنية‪ ،‬غير المستقرة اصلا في‬ ‫شقاؽ طائفي إقميمي يقطع الطريؽ عمى دعوة‬
‫الج ازئر‪ ،‬بعد المعمومات عف تيريب صواريخ تحمؿ‬ ‫القومية العربية ذات الطابع العمماني‪ ،‬واطلاؽ اليد‬
‫الإس ارئيمية بترحيؿ عرب ‪ 1948‬مف فمسطيف إلى‬
‫عمى الكتؼ مف ليبيا إلى داخؿ أ ارضييا !!!‬ ‫خارج أرض ‪/‬إس ارئيؿ الكبرى‪ /‬بحجة أف الجميع في‬
‫أفادت د ارسات صادرة عف مركز واشنطف لد ارسات‬ ‫الشرؽ الأوسط يبعدوف بعضيـ البعض عمى أسس‬
‫الشرؽ الأدنى‪ ،‬ومعيد الد ارسات الإست ارتيجية‬
‫المتقدمة ومنذ زمف‪ ،‬أف (إس ارئيؿ) تريد حصار‬ ‫دينية‪ ،‬وعرقية ‪،‬فمماذا لا تفعميا إس ارئيؿ) ؟؟؟!!!‬

‫الع ارؽ وسوريا مف الشماؿ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫وىذه المعاىد كانت تطرح دوما أىمية الييمنة‬ ‫إذآ مخطط تفجير المنطقة بدأ مف الع ارؽ‪ ،‬وىذا ما‬
‫الإس ارئيمية عمى المنطقة وايجاد نظاـ إقميمي شرؽ‬ ‫أوضحو النائب الأمريكي ‪/‬جيمس موروف‪ /‬بقولو‪:‬‬
‫أوسطي بدلا مف النظاـ الإقميمي العربي‪ .‬وجميعنا‬ ‫(إف الييود الأمريكييف ىـ المسؤوليف عف دفع‬
‫يتذكر طرح بيريز بعد مؤتمر مدريد لمسلاـ عاـ‬
‫‪ 1991‬عف قياـ شرؽ أوسط كبير ينسجـ مع ىذه‬ ‫أمريكا إلى الحرب عمى الع ارؽ)‪...‬‬
‫وىذا ما أكده بدوره المفكر الأمريكي ‪/‬كولينز بايبر‪/‬‬
‫الرؤى والاست ارتيجيات الصييونية‪.‬‬ ‫بقولو‪( :‬إف الحرب التي شنتيا أمريكا عمى الع ارؽ‬
‫وىذا ما رفعتو وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة‬ ‫تندرج في مخطط إقامة إس ارئيؿ الكبرى‪ ،‬وأف الموبي‬
‫كوندلي از اريس عندما تحدثت عف ولادة شرؽ أوسط‬ ‫الصييوني في الإدارة الأميركية ىو الذي كاف يدفع‬
‫جديد في بداية عدواف ‪ 2006‬عمى لبناف‪ ،‬وأعادت‬
‫الحديث عف نظرية ‪/‬الفوضى الخلاقة‪ /‬إذ إف ىذه‬ ‫بقوة واستماتة في اتجاه الحرب )‪...‬‬
‫النظرية ىي مشروع مطروح حتى قبؿ احتلاؿ‬ ‫إف الدعوات إلى إضعاؼ العرب وتقسيـ المنطقة‬
‫أفغانستاف وانييار الاتحاد السوفيتي مف قبؿ معاىد‬ ‫إلى كانتونات عرقية ودينية وقبمية وطائفية كانت‬
‫البحوث الأمريكية‪ ،‬ثـ أعادت اريس إثارة ىذا‬ ‫دوماً موضع مخططات وتصو ارت إست ارتيجية لمعاىد‬
‫المشروع مف جديد والسعي إلى تحقيقو‪ ،‬وما تشيده‬ ‫البحوث الأمريكية التي يسيطر عمييا الموبي‬
‫الصييوني مثؿ‪ :‬مؤسسة الت ارث‪ ،‬والمعيد الأمريكي‬
‫المنطقة ىو أحد ثم ارت جيودىا اليدامة !!!!‬ ‫لأبحاث السياسة العامة‪ ،‬ومعيد السياسة الخارجية‪،‬‬
‫والسؤاؿ ىنا‪ ،‬ىؿ سيتمكف(الكياف الصييوني)‬ ‫ومعيد بروكنجز‪ /Brookings Institute/‬ىذا‬
‫وأمريكا مف تنفيذ ىذا المخطط الجينمي والخطير‬ ‫بالإضافة إلى العش ارت مف معاىد الد ارسات الأخرى‬
‫مثؿ‪ :‬مركز فريماف لمد ارسات الاست ارتيجية في‬
‫مف خلاؿ البوابة الطائفية ؟؟؟؟‬ ‫تكساس‪ ،‬والمعيد الييودي لشؤوف الأمف القومي‪،‬‬
‫اعتقادي أنيا لا تتمكف لأف الشعب العربي شعب‬ ‫ومعيد الد ارسات السياسية والاست ارتيجية المتقدمة‬
‫حي وواعي لا يمكف جره إلى أتوف ىذه المحرقة‬
‫حتى واف وجد أف بعض القوى والتيا ارت والأف ارد‬ ‫‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫سائروف باتجاه الطائفية منيـ عمدا ومنيـ جيلا‪.‬‬

‫لف يتحقؽ ىذا المخطط الخطير‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الإي ارنية‪ ،‬وتاريخو يعود إلى آذار‪2015‬ـ‪ ،‬ىذا‬ ‫ناصر عبد المجيد الحريري‪ /‬سوريا‬
‫المقاؿ الموسوـ " الوحدة بيف إي ارف والع ارؽ لا بد‬ ‫(الص ارع والعداوة مع العرب ليس حباً بعم ّي‪ ،‬والدفاع‬
‫منيا"‪ ،‬لقد اعتبر ىذا المجوسي " أف الشعبيف‬ ‫عف حقو في الخلافة‪ ....‬ولكّنيا البغضاء والعداوة‬
‫الع ارقي والإي ارني تربطيما وشائج وصلات دينية‬ ‫ل ُعمر‪ ،‬الذي كسر ظير العجـ وحطـ حضارتيـ)‪،‬‬
‫وتاريخية‪ ،‬وأف أغمبية سكاف الع ارؽ معروؼ‬ ‫ىذه الكممات ترجم ًة لقصيدة شاعر الفرس الكبير‬
‫انتماؤىا العقائدي إلى مذىب آؿ البيت‪ ،‬وأف‬ ‫الرودكي‪ ،‬التي يعبر خلاليا أصدؽ تعبير عف‬
‫الإرىاب يضرب ذلؾ البمد بسبب الحقد العربي‬ ‫حقيقة عدائيـ وحقدىـ عمى العرب وأف ادعاءىـ‬

‫الدفيف إ ازء أتباع أىؿ البيت"‪....‬‬ ‫حب آؿ البيت ما ىو إلا كذب ورياء‪.‬‬

‫وبمزيد مف الوقاحة والحقارة المتيف يتمتع بيما‬ ‫كؿ ادعاء يصدر مف أي جية أو شخص يحصر‬
‫الفرس توجو ىاني ازده إلى الع ارقييف قائلاً‪ ":‬عمى‬ ‫الص ارع (العربي الفارسي) بيف إي ارف والسعودية أو‬
‫الشعب الع ارقي وتحديداً البرلماف الع ارقي أف يتوجو‬ ‫بيف إي ارف والع ارؽ‪ ،‬لا يلامس الحقيقة ولا يقترب‬
‫إلى إعلاف الوحدة مع أصدقائو وأىمو الحقيقيف‪،‬‬ ‫منيا‪ ،‬فالص ارع في مسماه الحقيقي ىو ص ارع‬
‫وينسمخ مف ثوب العروبة المزيفة‪ ،‬لأف كؿ ويلات‬ ‫(عربي‪-‬فارسي) أو بشمولية أكبر (إسلامي‪-‬‬
‫مجوسي)‪ ،‬ولف تتخؿ عنو إي ارف حتى بعد ادعائيا‬
‫ومصائب الع ارؽ ىي بسبب العرباف"‪.‬‬ ‫الدخوؿ في الإسلاـ‪ ،‬لأف الص ارع بيف العرب واي ارف‬
‫ليس ص ارعاً سياسياً‪ ،‬بؿ ىو ص ارع إيديولوجي قائـ‬
‫لقد وصمت وقاحة ىذا المجوسي إلى دعوة الع ارقييف‬
‫لترؾ العروبة المزيفة الجاىمية وترب الذؿ العربي‬ ‫مف الطرؼ الإي ارني عمى الكسروية المجوسية‪.‬‬
‫وتغيير حتى الملابس (دشداشة وكوفية)‪ ،‬وواصؿ‬
‫ازده يدس السـ والخبث الفارسي المجوسي قائلاً‪":‬‬ ‫لسبب مف الأسباب وقعت بيف يدي ق ارءة لمقاؿ‬
‫كتبو حسف ىاني ازده رئيس تحرير وكالة مير‬

‫‪7‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الصفويوف مف روايات وقصص مختمقة تساعد عمى‬ ‫ليس الع ارؽ الذي أصبح معرضاً إلى ىذه الأحقاد‬
‫نشر بذور الفتنة والتفرقة والطائفية‪ ،‬ويحمؿ بيف‬ ‫الدفينة‪ ،‬بؿ إف كؿ شريحة عربية أو غير عربية‬
‫دفتيو أقذع وأفحش العبا ارت ضد رموز الأمة‬ ‫تنتمي لمذىب آؿ البيت ىي أيضاً ُعرضة ليذه‬
‫الأحقاد‪ ،‬فسوريا ولبناف واليمف وباكستاف ‪ ...‬ىي‬
‫الإسلامية والعربية‪.‬‬ ‫ضمف البمداف التي تتعرض إلى الاضطياد مف‬

‫ىذا الحقد والخبث والك ارىية عمى العرب لـ تنكره‬ ‫جيات متطرفة لدوافع طائفية بحتة"‪.‬‬
‫إي ارف‪ ،‬فقد تناقمتو جيلاً بعد جيؿ‪ ،‬فألبسوا ىذا الحقد‬
‫وىذه الشعوبية ثوباً مختمفاً ظاىرياً ىو ثوب‬ ‫ىذه العقمية وىذا التفكير ليس حديث العيد‪ ،‬ولا ىو‬
‫الطائفية‪ ،‬فمبسوا لباس التشيع وادعوا نسبيـ‬ ‫نتيجة ص ارع سياسي حوؿ قضية ما‪ ،‬إف ىذا‬
‫العموي‪ ،‬برغـ نك ارف التاريخ ليذا النسب الذي‬ ‫التفكير يمتد إلى أعماؽ التاريخ منذ أف أَلّؼ الفرس‬
‫يدعوف‪ ،‬وألبسوا تشيعيـ " ُح َّب آؿ البيت" لإيياـ‬ ‫كتبيـ التي تحتقر العرب وتيينيـ‪ ،‬فمنذ كتاب‬
‫(مثالب العرب) ليشاـ الكمبي‪ ،‬و(لصوص العرب)‬
‫الناس بتبعيتيـ‪.‬‬ ‫و(أدعياء العرب) لمعمر بف المثنى الييودي‬
‫الفارسي‪ ،‬الذي ألؼ كتباً كثيرة تعرض فييا لمعرب‪،‬‬
‫سيبقى ىذا الحقد وتتنامى الك ارىية‪ ،‬وكؿ ق ارءة ليذا‬ ‫ولـ تقتصر الصفوية الشعوبية عمى ىذه الكتب‬
‫الص ارع بيف العرب والفرس خارج سياقو التاريخي لا‬ ‫وغيرىا‪ ،‬فقد وصؿ تناوليا بالحقد والإىانة درجة‬
‫تجدي نفعاً للأمة‪ ،‬بؿ إف المستفيد الأوؿ ىي إي ارف‬ ‫كبيرة جداً طالت رموزنا الدينية العربية والإسلامية‪،‬‬
‫الفارسية‪ ،‬التي تُصر عمى مواجيتنا العنصرية‬ ‫ففقيييـ (المجمسي) ألؼ كتاباً سماه (بحار الأنوار)‬
‫بالعرؽ والعقيدة‪ ،‬وعمينا نحف العرب ألا نتستر ولا‬ ‫يقع في مئة وعشريف مجمداً‪َ ،‬دَّوف فيو ما طمبو‬
‫نحصر ص ارعنا معيا بالص ارع السياسي‪ ،‬لأننا إف‬

‫فعمنا ذلؾ نكوف قد جانبنا الحقيقة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫كانت أط ارؼ مؤتمر لندف الإي ارنية ىي القوى‬ ‫د‪ .‬إياد حمزة الزبيدي ‪ /‬الع ارؽ‬
‫المحمية الأساسية التي اعتمد عمييا الاحتلاؿ‪ ،‬ومف‬
‫بيف المشاركيف في ذلؾ المؤتمر تأسس ما عرؼ ب‬ ‫اعتمدت سمطة الاحتلاؿ الأمريكي منذ بدايتيا‬
‫(مجمس القيادة الع ارقي) الذي استعاف بو رئيس‬ ‫لغزو الع ارؽ عمى مرجعيات سبقت ذلؾ التاريخ‪،‬‬
‫سمطة الائتلاؼ الحاكـ‪ ،‬الأمريكي بوؿ بريمر‪ ،‬في‬ ‫وتمثمت خصوصاً بالتفاىـ مع القوى التي كانت‬
‫مناقشة بعض الق ار ارت حينما تولى ميامو في أيار‬ ‫تسمى بالمعارضة السياسية وىـ شمة مف المصوص‬
‫‪ ،2003‬وقد كشؼ بريمر حماسة ىؤلاء لإصدار‬ ‫والح ارمية مف عملاء إي ارف وبريطانيا وأمريكا‬
‫ق ارري اجتثاث البعث وحؿ الجيش‪ ،‬كما أنيـ‬ ‫والكياف الصييوني‪ ،‬وكانت تجسد أدوات (الإسلاـ‬
‫استحوذوا لاحقاً عمى غالبية المقاعد في مجمس‬
‫الحكـ الذي أسسو بريمر في يوليو ‪/‬تموز مف ذلؾ‬ ‫السياسي الإي ارني ) بشكؿ أساس‪.‬‬

‫العاـ‪.‬‬ ‫وقد ظيرت سطوة ىؤلاء عمى ما عداىما مف قوى‬
‫المعارضة الميب ارلية واليسارية خلاؿ مؤتمر لندف‪،‬‬
‫كاف مجمس الحكـ الذي اعتبرتو واشنطف مقدمة‬ ‫الذي عقد برعاية أمريكية في ‪ 17‬ديسمبر‪ /‬كانوف‬
‫لنقؿ السمطة إلى الع ارقييف‪ ،‬أوؿ مظير رسمي‬ ‫أوؿ ‪ 2002‬أي قبؿ الحرب ببضعة أشير‪ ،‬حيث‬
‫لتأسيس نظاـ الطائفية السياسية في الع ارؽ‪ ،‬وقد‬ ‫"استحوذ ممثمو المجمس الأعمى لمثورة الإسلامية‬
‫شكمو بريمر مف ‪ 25‬عضوا ‪ 13‬منيـ مف عملاء‬ ‫الإي ارنية في الع ارؽ " عمى معظـ المقاعد في لجنة‬
‫المتابعة‪ ،‬مما أثار اعت ارضات مف جانب العملاء‬
‫إي ارف ‪.‬‬ ‫العرب السنة الذيف اشتكوا مف عدـ منحيـ تمثيلًا‬

‫يعكس ثقؿ طائفتيـ في الع ارؽ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫أو خلاؿ العمميات الانتخابية‪ ،‬وكانت إثارة النع ارت‬ ‫أبرز ما قاـ بو المجمس عمى المستوى الداخمي‬
‫الطائفية تمثؿ منصة سيمة ومفيدة لمغاية في‬ ‫"ق ارره اجتثاث حزب البعث وكؿ ما لو صمة بو‪،‬‬
‫تحقيؽ مثؿ ىذه الأىداؼ‪ ،‬مثمما كانت كذلؾ‬ ‫وقانوف الأحواؿ الشخصية رقـ ‪ 137‬الذي عدؿ‬
‫بالنسبة لمتنظيمات المسمحة المتطرفة المرتبطة‬ ‫عنو بعد شيريف مف اق ارره‪ ،‬ثـ إق ارر الدستور‬
‫بتنظيـ القاعدة أو تنظيـ الدولة الإسلامية‬
‫المؤقت والتمييد للانتخابات"‪.‬‬
‫"المخترؽ إي ارنياً" بعد ذلؾ‪.‬‬
‫ولـ يكف لمجمس الحكـ أىمية تشريعية أو تنفيذية‬
‫تََرّكَز التحشيد الطائفي السياسي ‪ ،‬وقد تسببت كؿ‬ ‫لكنو أسس لظاىرة (المحاصصة) التي تحولت إلى‬
‫مف الممارسات العنيفة لمقوى الأمنية والميميشيات‬ ‫سياؽ سياسي إداري‪ ،‬كما أنو أشعؿ نار الطائفية‬
‫بتوفير الذريعة لمقوى المتطرفة الأخرى لنشر‬ ‫السياسية‪ ،‬ثانياً أماـ سجاؿ النسب السكانية‬
‫الخوؼ وسط أبناء المناطؽ الغربية مف النقيض‬ ‫لمطوائؼ والأع ارؽ‪ ،‬حيث تمسؾ سياسيو إي ارف‬
‫الع ارقي النوعي الأخر‪ ،‬كما وفرت الممارسات‬ ‫بتقدي ارت سمطة الاحتلاؿ لأغمبيتيـ العددية‪ ،‬فيما‬
‫المماثمة مف قبؿ القاعدة وتنظيـ الدولة ضد السكاف‬ ‫اعترض عرب الع ارؽ عمى ىذه التقدي ارت المزيفة‬
‫بشكؿ عاـ وتكفير الآخريف واعتبارىـ ىدفاً ثابتاً‪،‬‬ ‫وغير الحقيقية‪ ،‬واعتبروىا امتداداً لما بدا‪ ،‬وحالة‬
‫فرصة لمقوى الإي ارنية بنشر الخوؼ وسط أبناء‬ ‫عداء أمريكي ضدىـ دعماً لمفرس المجوس‪ ،‬ولـ‬
‫الوسط والجنوب‪ ،‬وبطبيعة الحاؿ فالك ارىية كانت‬ ‫تكف التقدي ارت الأمريكية لمنسب الطائفية تستند إلى‬

‫دوماً مصاحبة ليذا النمط مف الخوؼ‪.‬‬ ‫أية إحصاءات لمسكاف جرت في الع ارؽ‪.‬‬

‫لقد تسبب الاحتلاؿ في ىذا التخريب لجوىر‬ ‫وقد أسيمت سمسمة الأحداث اللاحقة لذلؾ في‬
‫العلاقات الاجتماعية داخؿ الع ارؽ‪ ،‬في بناء حواجز‬ ‫تعميؽ الطائفية السياسية وتحويميا مف حؿ مؤقت‬
‫مؤثرة بيف السكاف الع ارقييف مف كمتا الطائفتيف‪،‬‬ ‫لمشكمة التمثيؿ السياسي إلى سياؽ ثابت ودائـ‪،‬‬
‫وأدى في كثير مف الأحياف إلى عمميات انتقاـ‬ ‫استخدمتو قوى عديدة لتكريس سطوتيا في الشارع‬

‫‪10‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫غير أف متغي ارً ميماً ظير في انتخابات مايو ‪ /‬أيار‬ ‫جماعي ذات بعد طائفي‪ ،‬أصاب بشكؿ خاص‬
‫‪ 2018‬وضع الطائفة السياسية في موضع تساؤؿ‪،‬‬ ‫الأبرياء مف المدنييف مف كلا الجانبيف‪ ،‬غير أف‬
‫إذ تشظت القوائـ الانتخابية العربية والكردية ومف‬ ‫التدىور الخطير في العلاقة الاجتماعية لـ يظير‬
‫ثـ القوى الفائزة منيا في قوائـ مختمفة‪ ،‬وتوزعت‬ ‫بوضوح وعنؼ إلا بعد تفجير المرقديف العسكرييف‬
‫لاحقاً بيف تيا ارت تنازعت (الاستحقاقات)السياسي‬ ‫في سام ارء مف قبؿ فيمؽ القدس الإي ارني‪ ،‬في‬
‫والمناصب لأنيا اتبعت وتجسدت في إي ارف مف‬ ‫فب ارير‪/‬شباط ‪ ، 2006‬حيث انتقؿ الاستخداـ‬
‫جانب‪ ،‬والولايات المتحدة مف جانب آخر‪ ،‬حتى إف‬ ‫السياسي الإرىابي لمطائفية السياسية مف دائرة‬
‫الخلافات داخؿ الطائفة الواحدة بدت وكأنيا تسير‬ ‫الأح ازب والميميشيات والقوى المسمحة المتطرفة إلى‬
‫عمى وقع الخلاؼ الأمريكي–الإي ارني الذي تسبب‬
‫بفشؿ السمطة في الع ارؽ نتيجة تصادـ مصالحيـ‪،‬‬ ‫الشارع بشكؿ واسع النطاؽ ‪.‬‬

‫وىيمنة إي ارف القوية عمى شكؿ السمطة العميمة‪.‬‬ ‫تلا تفجير المرقد عمميات عنؼ واسعة النطاؽ‪،‬‬
‫قامت بيا مجموعات مسمحة مف جيش الميدي‬
‫التابع لمتيار الصدري‪ ،‬استيدؼ المئات مف‬
‫المساجد وأعداداً كبيرة مف السكاف لا سيما في‬
‫الأحياء المختمطة طائفياً في بغداد ومحافظات‬

‫أخرى‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف أف الدستور لـ ينص ص ارحة عمى‬
‫توزيع السمطة وفقاً لممكونات الطائفية‪ ،‬فقد ثبتت‬
‫الممارسات التي سادت في الع ارؽ اليوية الطائفية‪،‬‬

‫باعتبارىا فئة سياسية‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫وتسيير شؤوف الدولة‪ ،‬حتى حدث ما حدث مف‬ ‫أبو محمد عبد الرحمف‪ /‬لبناف‬
‫ىيمنة الشعوبية واقصاء العرب‪ ،‬وصولاً إلى وعد‬
‫بمفور ومؤتمر ساف ريمو الذي تلاه اتفاؽ‬ ‫قاؿ العلامة ابف خمدوف في مقّدمتو الشييرة‪ (:‬لا‬
‫تُوُلّوا أبناء ال َّس َفمة وال ّسفياء ‪/‬الذيف لا أصؿ ليـ‪/‬‬
‫سايكس‪-‬بيكو‪.‬‬ ‫قيادة الجنود ومناصب وشؤوف العا ّمة‪ ،‬لأ ّنيـ إذا‬
‫أصبحوا مف ذوي المناصب‪ ،‬اجت َيدوا في ظمـ‬
‫وللأمانة فإف البعث في بداية نشأتو‪ ،‬تركز اىتماـ‬ ‫الأبرياء وأبناء الشرفاء واذلالِيـ بشكؿ متع َّمد‪ ،‬نظ ارً‬
‫القائد المؤسس رحمو الله عمى د ارسة مكامف الخمؿ‬ ‫لشعوِرىـ المستمر بعقدة النقص والدونية التي‬
‫في مسيرة الأمة وتفسير الكثير مف الشوائب التي‬ ‫تلازميـ وترفض مغادرة نفوسيـ‪ ،‬مما يؤّدي في‬
‫التصقت بالتاريخ العربي‪ ،‬واعطاء التفسير المنطقي‬
‫لكؿ تمؾ العث ارت‪ ،‬واطلاؽ الحموؿ العممية المقترنة‬ ‫نياية ال َمطاؼ إلى سقوط المؤسسات والدوؿ)‪.‬‬
‫تعقيباً عمى ما ورد في (مقدمة ابف خمدوف)‪:‬‬
‫مع تاريخ أمتنا العربية الرسالية والحضارية‪.‬‬
‫نعـ يا سادة‪ ،‬فإف الله قد م ّف عمينا بعمماء أفذاذ‬
‫البعث وباختصار ُيوائـ الكثير مف نظريات‬ ‫كأبف خمدوف مثلاً الذي وضع مؤلفات يمكف وصفيا‬
‫ومنطمقات ابف خمدوف الفكرية في تحصيف الأمة‪،‬‬ ‫بعمـ الاجتماع السياسي أيضاً‪ ،‬لعؿ الأجياؿ القادمة‬
‫وتشخيص مكامف الخمؿ‪ ،‬ويرفض كؿ احتلاؿ أو‬ ‫تضعيا كعناويف عامة في آلية إدارة شؤوف البلاد‬
‫ىيمنة مف أي كاف‪ ،‬حتى ولو لجأ الاحتلاؿ إلى‬ ‫والعباد‪ ،‬والاحتكاـ إلييا في المسائؿ الطارئة‬
‫المعطيات الدينية وتأثيرىا في النفوس واستغلاليا‬ ‫والمصيرية‪ .‬وللأسؼ تقيقر العرب بعد انييار‬
‫وتجييرىا لصالحو ولصالح أىدافو‪ ،‬بحجج واىية‬ ‫الدولة العربية العباسية بسبب اعتماد الخمفاء‬
‫المتعاقبيف فييا عمى العنصر الأجنبي في إدارة‬
‫مثؿ الحفاظ عمى الديف والمذىب!‬

‫‪12‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫مناضلاً في سبيؿ إعادة الأمة العربية عمى سكة‬ ‫إف الاستعانة بالغريب لإدارة بلادنا حتى ولو كانت‬
‫التاريخ‪ ،‬إف بالمؤلفات الفكرية والعقائدية الغزيرة‬ ‫الصمة معو دينية فيي حتماً تؤدي إلى انييار‬
‫التي أنتجيا‪ ،‬أو بالسعي الحثيث والمتواصؿ لبناء‬ ‫مجتمعنا العربي‪ ،‬المتمثؿ في ضرب نسيجو‬
‫أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة‪ ،‬عبر ثورة‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬وبالتالي ضياع الأقطار والتحاقيا بفمؾ‬
‫تموز المجيدة وتجربة الحكـ الوطني في الع ارؽ‪،‬‬ ‫المحتؿ تماماً‪ ،‬كما حصؿ ويحصؿ الآف في أقطارنا‬
‫الذي أخاؼ الغرب والشرؽ معاً مف وقع استيقاظ‬ ‫مف ضياع فمسطيف بداية ‪ ....‬وحتى استقداـ‬
‫المارد العربي الذي ييدد كؿ خطط الأعداء‬
‫والمتربصيف والمحتميف‪ ،‬ويعيد ترتيب بيتو الداخمي‬ ‫الخميني سنة ‪ 1979‬ووصولاً إلى يومنا ىذا‪.‬‬
‫في مواجية بقية الأمـ‪ ،‬عمى قاعدة الند لمند‪ ،‬وعمى‬
‫أسس التعاوف والتبادؿ الإنساني مع بقية شعوب‬ ‫فبالإضافة إلى احتلاؿ فمسطيف فقد ا ْحتُ َّؿ الع ارؽ‬
‫أيضاً تحت حجج وأعذار واىية وكاذبة ضممت ال أري‬
‫العالـ‪.‬‬ ‫العاـ العالمي‪ ،‬وبعدىا تمت الييمنة عمى اليمف‬
‫وسوريا ولبناف‪ ،‬وأصبح لدينا بدؿ "إس ارئيؿ" اثنتاف‬
‫(إس ارئيؿ شرقية واس ارئيؿ غربية) ولا ندري أيضاً مف‬
‫ىي الأقطار التي سوؼ يتـ السيطرة عمييا بفعؿ‬
‫زخـ النشاط الفارسي المريب‪ ،‬الذي يتخذ شعار‬
‫تحرير القدس منطمقاً لنشاطو الشيطاني تجاه الأمة‬

‫العربية وأمنيا القومي‪.‬‬

‫رحـ الله ابف خمدوف الذي وصؼ لنا وصفة لنقي‬
‫أنفسنا وتحصينيا‪ ،‬بعدـ التساىؿ والإف ارط بأمور‬
‫السيادة واليوية العربية‪ ،‬ورحـ الله المفكر‬
‫والفيمسوؼ أحمد ميشيؿ عفمؽ الذي كرس حياتو‬

‫‪13‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫فييا النقاشات والتي كانت تضفي عمى تمؾ‬ ‫سعاد العبيدي ‪ /‬الع ارؽ‬
‫الجمسات روحا وحياة وبياء ىي أشبو ما تكوف‬ ‫الأزمة الثقافية التي نعيشيا اليوـ ىي واحدة مف‬
‫الأزمات التي فرضيا الواقع ال ارىف الذي يعيشو‬
‫بالأوكسجيف الذي نتنفسو ‪...‬‬ ‫الع ارؽ نتيجة المؤامرة الكبيرة عميو مف قبؿ‬
‫صحيح اف المثقؼ بات يبحث عف كتاب يموذ اليو‬ ‫الاحتلاؿ ومف جاء معو لإضعافة واخ ارجو مف‬
‫في أوقات ف ارغو ‪ ،‬خصوصا بعد أف افتقد معظمنا‬ ‫الصؼ العربي ‪ ..‬فالمثقؼ المثقؿ بأح ازنو وآلامو‬
‫مكتبتو الخاصة ‪ ،‬ولكف أيف ىي دور النشر التي‬ ‫بات كالمواطف العادي لا ينشد الا الأماف الذي نعـ‬
‫كانت تعمؿ عمى اصدار المئات مف العناويف في‬ ‫بو سابقا ‪ ،‬لكنو لـ يعرؼ قيمتو الآف ‪ ،‬وعمينا‬
‫مختمؼ المجالات العممية والفكرية والثقافية والفنية‬ ‫ينطبؽ القوؿ ‪ " :‬الصحة تاج عمى رؤوس‬
‫وتقيـ المعارض؟؟ ‪ .‬وىؿ يستطيع المواطف اليوـ‬
‫ولو كاف عاشقا لمثقافة أف يشتري كتابا ؟؟ أو‬ ‫الأصحاء لا ي ارىا الا المرضى " ‪...‬‬
‫يخصص جزءا مف ارتبو لش ارء الكتب الثقافية في‬ ‫فالثقافة غذاء روحي وفكري ‪ ،‬وافتقاد ىذا الغذاء‬
‫ظؿ ىذه الأزمة والتي وصؿ فييا الغلاء الى حد‬ ‫يصيب الفكر بالنضوب ‪ ،‬ولأف الظروؼ ال ارىنة لا‬
‫فاحش نتيجة غياب الرقابة عمى الأسعار وتحكـ‬ ‫تسمح باقامة ندوات أو حوا ارت أو محاض ارت‬
‫أصحاب الضمائر الميتة مف تجار وسماسرة بقوت‬ ‫وجمسات ‪ ،‬كما كاف قبؿ الاحتلاؿ ‪ ،‬فاف الكثيريف‬
‫المواطف ولقمة عيشو ‪ ,‬فاذا اشترى سمعة اليوـ‬ ‫ممف افتقدوا لذة ارتياد الصالات الثقافية قد أحسوا‬
‫وعاد ليشتري مثيمتيا في اليوـ التالي وجدىا بسعر‬ ‫بف ارغ كبير ‪ ,‬وبنقص يشبو الى حد ما نقص لقمة‬
‫أعمى ‪ ،‬وذريعة التاجر في ذلؾ أف المواد قميمة في‬ ‫العيش لذلؾ يحاولوف التعويض بق ارءة كتاب اف‬
‫أماكف الانتاج ‪ ,‬وأحيانا غير متوفرة ‪ ،‬وأجور نقميا‬ ‫توفر أو مجمة فكرية أو أدبية أو عممية ‪ ،‬لكف ىذا‬
‫لا يعوض حلاوة تمؾ المقاءات الفكرية التي تحتدـ‬

‫‪14‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الوطف والمواطف ‪ ..‬وليعمـ الجميع أف سحؽ‬ ‫كبير ومكمؼ ‪ ،‬وكذلؾ الطرؽ فانيا غير آمنة ‪..‬‬
‫المحتؿ ومف جاء معو ‪ ،‬والذي ىو سبب بموانا‬ ‫الخ ‪ ..‬وأماـ ىذه الذ ارئع ما عمى المواطف المحاصر‬
‫بتداعياتو ‪ ،‬واجب وطني وانساني ‪ ،‬ويبدأ حيف‬ ‫بكؿ ىذه الظروؼ الا أف يدبر ويشتري حاجات بيتو‬
‫تصحو الضمائر ‪ ،‬ويكوف الجميع شركاء حقيقيوف‬ ‫التي لا يمكف التغاضي عنيا لأنيا ضرورية ولازمة‬
‫في تنظيؼ وتطيير أرض بلادنا الطيبة مف رجس‬
‫ىؤلاء القتمة المجرموف وجنبا الى جنب مع أبناء‬ ‫‪...‬‬
‫شعبنا الأبي ‪ ..‬وما النصر الا مف عند الله العزيز‬ ‫وأزمة الضمير الغائب التي أشرت الييا ىي مفرز‬
‫مف مفر ازت الأزمة ‪ ،‬لكف ىذا لا يبرر الفعؿ‬
‫الحكيـ ‪.‬‬ ‫الخاطيء ‪ ،‬فعمى الجميع أف يعيشوا في صحوة‬
‫لتسير الأمور في مسار صحيح وبما يخدـ مصمحة‬

‫‪15‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫أجابيـ ثعمبنا المترؼ ‪ :‬اسمعوا يا اخواف انا‬ ‫د‪ .‬عبدالكريـ الو ازف ‪ /‬الع ارؽ‬
‫ساكشؼ لكـ السر فانتـ مف دمي ولحمي‪ ،‬انا في‬ ‫مثؿ شعبي ع ارقي يعني عدـ اىتماـ المعنييف مف‬
‫الحقيقة لدي ورقة عدـ تعرض مف الشيخ ‪ ،‬فاذا‬ ‫المسؤوليف وأصحاب الق ارر بعامة الناس ‪ ،‬ودواـ‬
‫دخمت القرية وىاجمتني الكلاب ‪ ،‬أرييـ ورقة عدـ‬ ‫الغفمة والتغاضي ‪ ،‬وترؾ الحبؿ عمى الغارب ‪،‬‬
‫التعرض ‪ ،‬فيتركوني وشأني اسرح وامرح‪ ،‬وىذا ىو‬ ‫وانعداـ الم ارقبة والمتابعة والحساب والمساءلة‬

‫السر‪.‬‬ ‫وكما يقاؿ ( ظممة ودليميا الله )‪.‬‬
‫ألحت الثعالب عمى م ارفقتو ‪ ،‬فوافؽ المحظوظ‬ ‫وىناؾ عدة حكايات تروي لنا قصة ىذا المثؿ ‪،‬‬
‫واشترط اف يعمؿ ذلؾ مف اجميـ مرة واحدة فقط ‪،‬‬ ‫منيا اف ثعمب ىماـ مترؼ ومنعـ ياكؿ مف الدجاج‬
‫وقرر اف ياخذىـ معو عندما يجف الميؿ ‪ ،‬وفعلا‬ ‫افضمو ومف المحوـ انعميا‪ .‬كاف اصحابو مف‬
‫اجتمع الجميع يتقدميـ ثعمبنا ودخموا القرية واذا‬ ‫(الواوية) قد أنيكيـ الجوع وذوت اجساميـ بعد قياـ‬
‫بالكلاب ( تيد ىدة ) شعواء ‪ ،‬وكاف اوؿ الياربيف‬ ‫أىالي القرية باستخداـ مجاميع مدربة مف الكلاب‬
‫ثعمبنا السميف فصاحوا بو‪( :‬يمعود ابو الويو عمى‬
‫بختؾ طمع) عدـ التعرض‪ ،‬فإلتفت الييـ وأردؼ‪:‬‬ ‫لحماية دجاجيـ ‪.‬‬
‫(ولكـ يا عدـ تعرض‪ ..‬ىو ابيؿ ىوسة منو يقره‬ ‫أخي ار اىتدت مجموعة مف الثعالب ‪ ،‬اف تذىب‬
‫لصاحبيا المترؼ ‪ ،‬فتشكو لو سوء الحاؿ ‪ .‬قالوا لو‬
‫منو يكتب)!! ؟‪.‬‬ ‫‪ :‬يا رفيقنا ابو (الويو) ‪ ،‬انظر لاجسامنا قد ىزلت‬
‫جالت بخاطري ىذه الحكاية وأنا أ ارقب مناشدات‬ ‫والواف وجوىنا قد اصفرت مف الجوع ‪ ،‬ونحف ن ارؾ‬
‫الكثير مف المواطنيف لممسؤوليف بضرورة تحقيؽ‬ ‫كؿ يوـ تذىب وتحظى بمحـ الدجاج السميف وتعود‬
‫بعض المطالب المشروعة ‪ ،‬مثؿ حسـ ( طلابة )‬ ‫حاملا معؾ دجاجة او دجاجتيف (سفري) ‪ ،‬ونحف لا‬
‫نحسدؾ لكننا اخوتؾ فلا تبخؿ عمينا بكرمؾ ‪،..‬‬

‫‪16‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫‪ -1‬بتصرؼ وتعريؽ ‪ ،‬ىاشـ العقابي ‪ ،‬منو يقره‬ ‫عدـ انتظاـ عمؿ وديمومة ايصاؿ التيار الكيربائي‬
‫‪ ..‬منو يكتب ‪ ،‬شبكة الع ارؽ الثقافية ‪-2-11 ،‬‬ ‫‪ ،‬والقضاء عمى الفساد ومحاسبة المفسديف ‪،‬‬
‫ومحاربة البطالة ‪ ،‬واعادة الميجريف والنازحيف الى‬
‫‪2010‬‬ ‫ديارىـ ‪ ،‬ومنع تدخؿ الدوؿ الأجنبية بالق ارر الع ارقي‬
‫واحت ارـ السيادة الع ارقية ‪ ،‬وحؿ الميميشيات ومنع‬
‫تدخؿ الأح ازب في شؤوف الدولة وق ار ارتيا ‪ ،‬بؿ‬
‫وصؿ الحاؿ الى قياـ بعض المسؤوليف ومنيـ رجاؿ‬
‫الديف بتوجيو نداءات لوضع حد لانتشار المخد ارت‬
‫والمتاجرة بيا ‪ ،‬ومحاسبة المسؤوليف المتستريف‬
‫والمستفيديف مف ادخاليا وترويجيا لمع ارؽ ‪ ،‬لكف‬

‫(منو يقره ‪..‬منو يكتب)!!‪.‬‬
‫بتقديري اف محاربة الفساد والارىاب يحتاج لرجاؿ‬
‫يحمموف الع ارؽ أرضا وشعبا بيف جنبات قموبيـ‪،‬‬
‫أشداء لا تأخذىـ في الحؽ لومة لائـ ‪ ،‬يتسموف‬
‫بالن ازىة ونك ارف الذات ‪ ،‬وسلاحيـ التمسؾ بالعقيدة‬
‫والوطنية ‪ ،‬وىذا بالطبع لف يتحقؽ مالـ يحتضنيـ‬
‫أبناء جمدتيـ ‪ ،‬فيقولوا كممتيـ الفصؿ التي تغيظ‬
‫العداء وتسر الصديؽ ‪ ،‬وأما خلاؼ ذلؾ ‪ ،‬فإف‬
‫الحاؿ سيبقى عمى ما ىو عميو ( ومنو يقره ‪ ..‬منو‬

‫يكتب )!!‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫واليدؼ مف ذلؾ ىو اج ارء تغير ديموغ ارفي يستند‬ ‫ن ازر الميندس ‪ /‬الع ارؽ‬
‫الى اسس قومية ودينية ومذىبية ‪ ،‬ولقد ارفقت تمؾ‬ ‫بعد اف اطمعت عمى فمـ وثائقي عنوانو ( ما تبقى‬
‫الاج ارءات اساليب مف التعامؿ غير الاخلاقي مف‬ ‫ليـ ) ما كنت اتمنى لو اني تطرقت لمناقشة‬
‫قبؿ جيات وعناصر تابعة لمحكومة واجيزتيا ‪،‬‬ ‫موضوع اخر ‪ ،‬غير موضوع ىجرة المسيحييف مف‬
‫وىذا ما كاف واضحا في الاج ارءات التي اتخذت ضد‬ ‫الع ارؽ ‪ ،‬واسباب تناقص اعدادىـ خلاؿ المرحمة‬
‫سكاف قرى سيؿ نينوى ذات الاغمبية السكانية‬ ‫التي اعقبت الاحتلاؿ البغيض ‪ ،‬اي منذ عاـ‬
‫ٖٕٓٓ وما تلاىا و واكبيا مف أحداث في مختمؼ‬
‫المسيحية قبؿ نكبة احتلاؿ الموصؿ ‪...‬‬ ‫محافظات الع ارؽ ‪ ،‬كوف تذكر ىذا الموضوع يؤلمني‬
‫كثي ارً ويجعمني اشعر بالم اررة والحسرة عمى فقداف‬
‫لقد جرت تمؾ الاحداث ضمف مخطط مدروس‪ ،‬تلاىا‬ ‫الوطف لأبنائو الاصلاء ‪ ،‬لذلؾ سأشير الى بعض‬
‫سقوط الموصؿ عمى يد ما يسمى بتنظيـ( الدولة‬ ‫النقاط الميمة ‪ ،‬حوؿ ما تعرض لو المسيحييف‬
‫الاسلامية في الع ارؽ والشاـ‪-‬داعش) ‪ ،‬ليزيد الطيف‬ ‫الع ارقييف بعد احتلاؿ الع ارؽ مف اضطياد في وطنيـ‬
‫بمة كما يقاؿ ‪ ،‬ليفرضوا عمى المسيحييف دفع‬
‫الجزية او القبوؿ بالدخوؿ في الاسلاـ او القتؿ ‪،‬‬ ‫الع ارؽ لكي تتضح الصورة ‪...‬‬
‫كما تـ الاشارة الى بيوتيـ ومساكنيـ بحرؼ ( ف )‬
‫التي يعنوف فييا ( نص ارني ) لتكوف مستيدفة ‪،‬‬ ‫مما لاشؾ فيو اف الاضطياد الذي طاؿ المسيحييف‬
‫ومف ثـ مصادرة امواليـ وممتمكاتيـ بعد اف‬ ‫قد طاؿ الاخريف أيضاً ‪ ،‬كذلؾ فاف التيجير الممنيج‬
‫الذي مورس عمييـ قد جرى عمى الكثيريف غيرىـ ‪،‬‬

‫‪18‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الجواب يمكف تحديده بالنقاط التالية ‪:‬‬ ‫اضطروا الى الخروج مف مناطقيـ لمحفاظ عمى‬
‫حياتيـ التي اصبحت تحت رحمة ىؤلاء القتمة ‪...‬‬
‫النقطة الأولى ‪ :‬انو الجيؿ بما جاء في الرسالات‬
‫السماوية ‪ ،‬والجيؿ بالتعاليـ التي جاءت بيا ‪،‬‬ ‫ىذه اليجرة الجماعية كانت فرصة ذىبية ينتظرىا‬
‫فالحديث النبوي الشريؼ يقوؿ ‪ ( :‬انما بعثت لأتمـ‬ ‫المخططيف الساعيف الى التمدد والتوسع داخؿ‬
‫مكارـ الاخلاؽ ) ‪ ،‬قاؿ في حديثو بعثت وىذا يعني‬ ‫مناطؽ سيؿ نينوى بحجة حماية المسيحييف‬
‫اف ىنالؾ مف بعثني وارسمني لكي اتمـ ما بدأه مف‬ ‫المتواجديف فييا ‪ ،‬والحقيقة ىي تحقيؽ احلاميـ‬
‫سبقني مف المرسميف والانبياء بما حمموا مف مكارـ‬ ‫في فرض السيطرة وجعؿ الأمر يبدو عمى انو أمر‬

‫الاخلاؽ ليداية الانساف ‪...‬‬ ‫واقع لا شؾ فيو ‪...‬‬

‫نعـ ىذا حديث الرسوؿ عف حسف الخمؽ ‪ ،‬لأنو‬ ‫بقي الأمر عمى حالو الى اف جاءىـ ما يسمونو‬
‫يؤمف باف الرسالات السماوية جاءت تباعاً بمشيئة‬ ‫(التحرير) الذي اسميو التدمير ‪ ،‬ليدمروا ما تبقى‬
‫الله ‪ ،‬فكؿ مف تعامؿ معو شيد لو بالصدؽ والأمانة‬ ‫مف مدينة الموصؿ ‪ ،‬تحت مسمى تحرير الموصؿ ‪،‬‬
‫والعدالة والخير ‪ ،‬ولكف للأسؼ فاف البعض تعامموا‬ ‫ولتظير حالة جديدة مف السمب والنيب عمى يد‬
‫مع الديف بطريقة خاطئة جعمت الناس تنفر منو‬ ‫الميميشيات المسمحة التي ىي وجو اخر لداعش ‪،‬‬

‫وتظنو ينادي بالوحشية واليمجية ‪...‬‬ ‫ليكتمؿ المسمسؿ الذي بدأتو داعش‪...‬‬

‫النقطة الثانية‪ :‬ىي الجيؿ في التعامؿ بالقيـ‬ ‫الجميع يتسائؿ لماذا يتعامموف مع المسيحييف بيذه‬
‫الانسانية ‪ ،‬واىمية الانساف لدى الخالؽ باعتباره‬ ‫الطريقة ‪ ،‬وىـ اصحاب الأرض الاصلاء ‪ ،‬ولماذا‬
‫القيمة العميا ‪ ،‬وعمى سبيؿ المثاؿ لا الحصر ما‬
‫جرى مع طالبة متفوقة وىي الأولى عمى الجامعة‬ ‫نطمؽ عمييـ تسمية لا يستحقونيا ؟‬

‫‪19‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الغالبة والسموؾ العاـ لأكثرية المسيحيف‪ ،‬وتفسيره‬ ‫لأربعة سنوات ‪ ،‬عندما رفض رئيس لجنة الفحص‬
‫عمى انو الخوؼ والضعؼ‪ ،‬في حيف انو يبيف جوىر‬ ‫تعينيا معيدة في الجامعة كونيا كفيفة ‪ ،‬وقاؿ ليا‬
‫التربية التي نشأؤا عمييا‪ ،‬ويجسد تعاليـ السيد‬ ‫بالحرؼ الواحد (ما اخميكي تتعينيف لو منو ما‬
‫المسيح عميو السلاـ في نبذ العنؼ واستخداـ القوة‪...‬‬ ‫يجي)‪ ،‬بالإضافة الى التعتيـ عمى قضية مقتؿ‬
‫ىذه بعض الاسباب التي أدت الى تناقص اعداد‬ ‫عائمة كاممة تضـ الدكتور ىشاـ شفيؽ مسكوني‬
‫المسيحييف في الع ارؽ ‪ ،‬وللأمانة التاريخية نقوؿ ‪:‬‬ ‫طبيب أشعة في مستشفى ال ارىبات وزوجتو‬
‫اف الفترة الذىبية التي عاشيا المسيحيوف في‬ ‫الدكتورة شذى مالؾ دانو طبيبة نسائية و والدتيا‬
‫الع ارؽ ‪ ،‬والتي تلاشت فييا الفوارؽ ‪ ،‬كانت في‬ ‫السيدة خيرية داود ‪ ،‬ناىيؾ عف عمميات الخطؼ‬
‫زمف النظاـ الوطني ‪ ،‬منذ عاـ ‪ ٔ٦٩١‬الى اف جاء‬ ‫والتيديد ‪ ،‬والاستيلاء بدوف وجو حؽ عمى ممتمكات‬
‫الاحتلاؿ البغيض في عاـ ٖٕٓٓ ‪ ،‬تمؾ الفترة التي‬ ‫المسيحييف بما فييا الدور والعقا ارت والا ارضي ‪،‬‬
‫كاف حزب البعث العربي الاشت اركي يقود السمطة‬
‫فييا‪ ،‬حيث منح فييا المسيحيوف حقوقيـ كاممة‬ ‫وغيرىا مف السموكيات اللا انسانية ‪...‬‬
‫كمواطنيف ع ارقييف‪ ،‬وعمى سبيؿ المثاؿ اصدار‬ ‫النقطة الثالثة ‪ :‬تجسد مفيوـ الجيؿ بالتاريخ ‪ ،‬وما‬
‫قانوف حقوؽ الناطقيف بالسريانية ‪ ،‬لتبدأ بعدىا‬ ‫ارفقو مف حالات مشابية ومماثمة عبر التاريخ ‪،‬‬
‫أسوء مرحمة في تأريخ حياتيـ ‪ ،‬وىذا مالا يمكف‬ ‫ابتدأً مف عمميات ىدـ الكنائس والاديرة التاريخية‬
‫التي بنيت قبؿ عدة قروف مف الزمف ‪ ( ،‬حيث اف‬
‫انكاره عمى الاطلاؽ ‪...‬‬ ‫ىنالؾ ثلاثة وثلاثوف كنيسة ودي ار تنتشر عمى ارض‬
‫بالعودة الى عنواف المقاؿ ( ما تبقى ليـ ) نقوؿ ‪:‬‬ ‫النجؼ فقط )‪ ،‬لذلؾ تـ اعتماد سياسة فرض القبوؿ‬
‫بقي لدينا الكثير‪ ،‬وأوؿ شيء ىو رحمة الله عز‬ ‫بالأمر الواقع وما لو مف تأثي ارت سمبية‪،‬‬
‫وجؿ‪ ،‬ومف ثـ ضمير الشرفاء وانتـ في طميعتيـ‪...‬‬ ‫وانعكاساتيا عمى التربية والسموؾ العاـ للابتناء‪،‬‬
‫وزرع فكرة اف الالت ازـ والاحت ارـ الذي يعتبر الصفة‬
‫لله درؾ يا ع ارؽ الشرفاء ‪...‬‬

‫‪20‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫واف عطشوا َرويتَيـ قبؿ أف ترتوي‬ ‫د‪ .‬خولة العمري‪ /‬لبناف‬
‫واف جاعوا أطعمتَيـ قبؿ أف تقتا َت‪...‬‬
‫دافع َت عف القبي ِح بالحسف‪ ،‬والأَذّية بالجميؿ‪،‬‬ ‫َرحم َت جسداً فانياً وترك َت إرثاً تَ ْس ُجُد لو أولو الألباب‬
‫حمم َت عقيدةً عربي ًة اصيم ًة ىَّز ْت عر َش الطاغو ِت‬
‫فم ْف حَرَم َؾ أعطيتَ ُو‪،‬‬ ‫وبعث ْت الأم َؿ في النفو ِس‪..‬‬
‫وم ْف ظم َم َؾ عفَْو َت عنو‪،‬‬ ‫احبت َؾ النا ُس‪...‬وجاورتَيـ‪..‬‬
‫ومف باَدر َؾ بالسوِء بادرتَو بالحسنى‪.‬‬ ‫وثقوا بؾ‪ ..‬وآمْن َت بيـ‪..‬‬
‫إ ْف سقموا داويتَيـ قبؿ أف تتداوى‬
‫كاف الصبُر شيمتؾ‬
‫والدقّ ُة خصالؾ‬

‫والعق ُؿ الرحيـ زينت َؾ‬
‫والقمب السميـ جمالؾ‪.‬‬

‫وعُد َؾ حؽ أييا ال ارفع ّي‬
‫ووفاؤؾ بالعيِد عيٌد َوفي َت بو والتزم َت بو لآخر‬

‫زفرة‪.‬‬

‫المو ُت حؽ أييا الحكيـ الغالي وغيابؾ قا ٍس ظالـ‬
‫قاتـ أييا المجيد‪ ،‬مو ٌت لا يحييو الا وعدنا والت ازمنا‬
‫وعيدنا بأف نحافظ عمى إرثؾ الإنساني العروبي‬

‫البعثي الذي لف تنطفئ شعمتو‪.‬‬

‫‪21‬‬

www.alssadaa.net 2019 ‫ تموز‬8 )151( ‫العدد‬

22

www.alssadaa.net 2019 ‫ تموز‬8 )151( ‫العدد‬

23

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫{ َعَّـ َيتَ َسا َءلُو َف (‪َ )1‬ع ِف الَّنَبِإ اْل َع ِظيِـ (‪ )2‬اَلِّذي ُى ْـ ِفي ِو ُم ْختَِمفُو َف (‪} )3‬‬
‫بسـ الله الرحمف الرحيـ‬

‫{ إف ىذه امتكـ امة واحدة وانا ربكـ فاعبدوف} (الانبياء ‪)92‬‬

‫صدؽ الله العظيـ‬

‫الدكتور مسارع ال اروي‬
‫( تعقيب الاستاذ الدكتور مسارع ال اروي عمى مقالة الدكتور عمي محمد‬
‫فخرو المعنونة ‪ :‬علاج عجز الجامعة العربية والقمـ العربية‪ -‬الشروؽ‬

‫‪ 5‬يونيو ‪.) 2019‬‬

‫انيا الوحدة العربية‪ -‬امؿ الشعب العربي في حياة حرة كريمة ولكف كيؼ يرجى لمعرب تقدـ ومصير ممتمكيو غير‬
‫مصيره ‪.‬‬

‫لقد سرني في المقالة الاىتماـ المخمص والمتابعة المستمرة لشؤوف الوحدة العربية التي لا نتوقع تحقيقيا عف‬
‫طريؽ الانظمة العربية‪ ،‬لأف طريؽ تحقيقيا ىو النضاؿ‪ -‬نضاؿ الجماىير العربية بقيادة طميعتيا الواعية‪ ،‬وىو‬

‫طريؽ شاؽ وليس باليسير‪ .‬ولكف لا بد مف صنعاء واف طاؿ السفر ‪.‬‬
‫كما اعجبني في المقالة ضرب الامثاؿ (وبالأمثاؿ نتعمـ) والكاتب كطبيب َمثّؿ العرب في تناوؿ وحدتيـ كالطبيب‬
‫الذي يعالج اع ارض وظواىر مرض مركب سرطاني بالغ الخطورة وينسى المرض وسيكولوجية المريض مف حيث‬

‫معنوياتو و مدى ثقتو بالطبيب المعالج ‪.‬‬
‫وىكذا عندما نتكمـ عف الامة العربية (المريض) يجب اف نتناوؿ سيكولوجية ىذه الامة ‪-‬تاريخا وواقعا‪ -‬فتاريخ‬
‫البشرية يشيد ومؤرخوه اف حضارة وادي ال ارفديف تعد مف اقدـ الحضا ارت البشرية واعرقيا‪ .‬وقد تجددت‬
‫مساىمة العرب في تقدـ الحضارة البشرية بظيور الديف الجديد (الإسلاـ) وتكويف دولة الخمفاء ال ارشديف‬

‫‪24‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫والخلافة الاموية والخلافة العباسية حيث بمغ التقدـ الحضاري أوجو‪ ،‬عموما وثقافة وادبا وقيما أخلاقية عالية‪،‬‬

‫وصارت بغداد العاصمة حاضرة العالـ‪ ،‬ممتقى التفاعؿ الحضاري حتى اجتاحيا المغوؿ سنة ‪ 1258‬بقيادة‬

‫ىولاكو‪ .‬فكانت النكبة‪ -‬دما ار لمبلاد وخ اربا لمعباد‪ -‬شعبا و ت ارثا ‪.‬‬

‫ومنذ ذلؾ الحدث التاريخي المأسوي والامة العربية مف ضعؼ وتخمؼ الى المزيد فتكالبت عمييا القوى الدولية‬

‫الاجنبية مف كؿ فج واتجاه‪ ،‬وبانتياء الحرب العالمية الأولى تمت سيطرة الغرب الاستعماري عمى الأقطار العربية‬

‫– شرقا وغربا‪ -‬وقد كانت مواقؼ دوؿ الغرب نحو العروبة والإسلاـ تحددىا فمسفة الحروب الصميبية في شعارىا‬

‫"دمروا الإسلاـ‪ ،‬ابيدوا اىمو العرب"‪.‬‬

‫وقد انكشفت سياسية الغرب وافتضحت غاياتيا في مؤتمر (كامبؿ) المنعقد في لندف عاـ ‪ 1905‬والذي استمرت‬

‫جمساتو حتى ‪ ،1907‬بدعوة سرية مف حزب المحافظيف البريطانييف بيدؼ إيجاد آلية تحافظ عمى تفوؽ‬

‫ومكاسب الدوؿ الاستعمارية إلى أطوؿ أمد ممكف‪ .‬وقدـ فكرة المشروع لحزب الأح ارر البريطاني الحاكـ في ذلؾ‬

‫الوقت‪ .‬وضـ الدوؿ الاستعمارية في ذاؾ الوقت وىي‪ :‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ىولندا‪ ،‬بمجيكا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬إيطاليا‪ .‬وفي‬

‫نياية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموىا "وثيقة كامبؿ" نسبة إلى رئيس الوز ارء البريطاني آنذاؾ ىنري كامبؿ‬

‫بانرماف‪ .‬وىو أخطر مؤتمر حصؿ لتدمير الأمة العربية وكاف ىدفو إسقاط النيضة وعدـ استق ارر المنطقة‪.‬‬

‫فقد توصؿ المؤتمروف إلى نتيجة مفادىا "إف البحر الأبيض المتوسط ىو الشرياف الحيوي للاستعمار! لأنو‬

‫الجسر الذي يصؿ الشرؽ بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتيف الآسيوية والأفريقية وممتقى طرؽ العالـ‪ ،‬وأيضا‬

‫ىو ميد الأدياف والحضا ارت"‪ .‬والإشكالية في ىذا الشرياف أنو يعيش عمى شواطئو الجنوبية والشرقية بوجو‬

‫خاص شعب واحد تتوفر لو وحدة التاريخ والديف والمساف‪".‬‬
‫وأبرز ما جاء في توصيات المؤت ِمريف‪:‬‬

‫‪ -1‬إبقاء شعوب ىذه المنطقة مفككة جاىمة متأخرة‪ ،‬ومحاربة أي توجو وحدوي فييا‪ ،‬وعمى ىذا الأساس قاموا‬

‫بتقسيـ دوؿ العالـ بالنسبة إلييـ إلى ثلاث فئات‪:‬‬

‫الفئة الأولى‪ :‬دوؿ الحضارة الغربية (دوؿ أوروبا وأميركا الشمالية وأست ارليا) والواجب تجاه ىذه الدوؿ ىو دعـ‬

‫ىذه الدوؿ ماديا وتقنيا لتصؿ إلى مستوى تمؾ الدوؿ‬

‫‪25‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬دوؿ لا تقع ضمف الحضارة الغربية ولكف لا يوجد تصادـ حضاري معيا ولا تشكؿ تيديدا عمييا‬

‫(كدوؿ أميركا الجنوبية والياباف وكوريا وغيرىا) والواجب تجاه ىذه الدوؿ ىو احتواؤىا وامكانية دعميا بالقدر‬

‫الذي لا يشكؿ تيديدا عمييا وعمى تفوقيا‬

‫الفئة الثالثة‪ :‬دوؿ لا تقع ضمف الحضارة الغربية ويوجد تصادـ حضاري معيا وتشكؿ تيديدا لتفوقيا (وىي‬

‫بالتحديد الدوؿ العربية بشكؿ خاص والإسلامية بشكؿ عاـ) والواجب تجاه تمؾ الدوؿ ىو حرمانيا مف الدعـ‬

‫ومف اكتساب العموـ والمعارؼ التقنية وعدـ دعميا في ىذا المجاؿ ومحاربة أي اتجاه مف ىذه الدوؿ لامتلاؾ‬

‫العموـ التقنية‪.‬‬

‫‪ -2‬الدعوة إلى إقامة دولة في فمسطيف تكوف بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصؿ الجزء الأفريقي‬

‫مف ىذه المنطقة عف القسـ الآسيوي والذي يحوؿ دوف تحقيؽ وحدة ىذه الشعوب الا وىو (إس ارئيؿ)‪.‬‬

‫‪ -3‬اعتبار قناة السويس قوة صديقة لمتدخؿ الأجنبي وأداة معادية لسكاف المنطقة‪.‬‬

‫‪ -4‬الدعوة إلى فصؿ عرب آسيا عف عرب أفريقيا‪ ،‬ليس فقط فصلاً مادياً عبر (الدولة الإس ارئيمية)‪ ،‬وانما‬

‫اقتصادياً وسياسياً وثقافياً‪ ،‬مما يبقي العرب في حالة مف الضعؼ‪.‬‬

‫وكانت مف النتائج الكارثية ‪:‬‬

‫‪ -1‬سمخ لواء الإسكندريوف مف الوطف العربي لتركيا وضـ إي ارف إمارة الأحواز الى أ ارضييا‪ ،‬وجاء وعد بمفور‬

‫المشؤوـ الذي دعا الى انشاء وطف قومي لمييود في فمسطيف‪-‬قمب الوطف العربي‪ -‬وىكذا جاءت معاىدة‬

‫سايكس بيكو لتقسيـ الوطف العربي الى دويلات قطرية يت أرسيا مموؾ وام ارء تحت انتداب الغرب الاستعماري‪.‬‬

‫‪ -2‬قياـ (دولة إس ارئيؿ) استنادا الى وعد بمفور المشؤوـ‪.‬‬

‫‪ -3‬وقوع الانفصاؿ وتفكيؾ الوحدة بيف سوريا ومصر العربية التي كانت تمثؿ امؿ العرب ولاحقا تـ اسقاط‬

‫الوحدة الثلاثية بيف مصر وسوريا والع ارؽ واجيضت كؿ المحاولات الوحدوية بيف الع ارؽ و سوريا ‪.‬‬

‫وىكذا تكممت مظالـ زعماء الغرب بقيادة أميركا وتعاوف بعض ذوي القربى بغزو الع ارؽ‪ -‬حامي الجبية الشرقية‬

‫مف العدواف الإي ارني‪ -‬ليسقط بأيدي الاح ازب والمميشيات الذيف عاثوا في بلاد ال ارفديف ظمما وعدوانا واكثروا فييا‬

‫‪26‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫الفساد والخ ارب‪ ،‬وأعطوا الفرصة لإي ارف و(إس ارئيؿ) لممزيد مف التخريب لتصفية أصحاب الكفاءات والمواىب‬

‫وضباط الجيش ونيب للأثار وسمب ما فيو مف ممتمكات اثرية مف المتاحؼ وكتب ثمينة نادرة مف المكتبات ‪.‬‬

‫وجاء الربيع العربي كاحتجاجات سممية لتغيير الواقع العربي وأنظمة الحكـ في البلاد العربية تحت شعا ارت‪:‬‬

‫الديمق ارطية والتعدية وحقوؽ الانساف‪ ،‬ولكنو تحوؿ الى خريؼ مف الدمار و الدماء ‪..‬‬

‫اما انعكاسات وتداعيات ىذه الاحداث الجمة عمى الوطف العربي فكاف اخطرىا ظيور داعش لمترىيب والتدمير‬

‫فعمت الفوضى والفساد والاقتتاؿ الديني والطائفي والعنصري في كثير مف الأقطار العربية وفوؽ كؿ ىذا مناصبة‬

‫العداء لمعروبة واجتثاث دعاتيا ممف ينادي بالإصلاح والتحرر والوحدة‪.‬‬

‫واف ننسى فلا ننسى الحشد الشعبي كقوة توازي قوة الجيش‪ .‬فعمالتو لإي ارف والاخذ بأوامر دولة الفقيو فييا يزيد‬

‫مف الخطورة وصعوبة التغيير لصالح العروبة والتقارب بيف الأقطار العربية‪.‬‬

‫وكذلؾ كاف مف تداعيات الأحداث المؤسفة توسع شقة الخلاؼ والتبايف بيف أنظمة الحكـ في الأقطار العربية‬

‫وىكذا أصبحت الأمة العربية مف الضعؼ واليواف ولساف حاليا كما يقوؿ الشاعر احمد شوقي‪ (:‬ولي بيف‬

‫الضموع دـ ولحـ ىما الواىي الذي ثكؿ الشبابا)‪ .‬اما حالة الأمة النفسية فكانت بانييار مستمر وانكسار‬

‫ومعنوياتيا منخفضة تكاد تصؿ الى حالة اليأس وفقداف الأمؿ ولساف حاليا يقوؿ‪ :‬ويسأؿ في الحوادث ذو‬

‫صواب فيؿ ترؾ الاستعمار لو صوابا ‪ ...‬ومف ييف يسيؿ اليواف عميو ما لجرح بميت إيلاـ‬

‫وىكذا كانت سياسة اميركا في تعامميا مع الشعوب؛ سياسة الردع السيكولوجي والصدمة النفسية بتدمير‬

‫إنسانية الإنساف وتجريده مف حاجياتو البيولوجية والاجتماعية والنفسية والروحية وحصرىا في الحصوؿ عمى‬

‫لقمة العيش لابنائو وممارسة بعض الطقوس الدينية الروتينية واشغالو بوسائؿ التواصؿ الاجتماعي (فيسبوؾ‬

‫ووتسآب) فبالترويض والتجويع والتيجيف والتنويـ سمبوا مف الإنساف ا اردتو وأذلوه فأصبح جسدا مخد ار ونفسا‬

‫حائرة وىذا ما حصؿ حقا في الع ارؽ بعد الاحتلاؿ‪.‬‬

‫اف ىذه الكوارث والنكبات وتداعياتيا لـ تأت مف ف ارغ بؿ ليا اسبابيا و مسبباتيا ‪.‬‬

‫وىنا يأتي دور الاستعمار الغربي وبالذات اميركا الى وصوؿ الأمة العربية الى ىذه الحالة مف التردي والضعؼ‪.‬‬

‫اف تأكيدنا عمى دور الاستعمار الغربي في وصوؿ الامة العربية الى ىذه الحالة مف التخمؼ والتدىور والتجزئة‬

‫‪27‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫ومناىضة محاولات الوحدة العربية والتقارب بيف الأقطار العربية يجب اف لا يقمؿ مف دور بعض الأنظمة العربية‬

‫في ترسيخ التجزئة والابتعاد عف الوحدة ‪.‬‬

‫ولكوف اكثر سكاف الوطف العربي مسمميف الا اف الكثير منيـ ابتعدوا عف الديف الحقيقي فاقتصرت ديانتيـ عمى‬

‫جانب العبادات في ممارسة مناسؾ الطقوس الروتينية مف صلاة وصياـ ومظاىر وتركوا الجانب الأىـ في‬

‫الديف‪ -‬المعاملات والسموكيات وحسف الخمؽ‪ -‬ونسوا و تناسوا اف نبييـ محمد صمى الله عميو وسمـ قد بعث‬

‫ليتمـ مكارـ الاخلاؽ‪ ،‬ولو كاف المسمموف متبعيف رسالة الإسلاـ السامية لما عذبيـ الله‪َ { -‬وَما َكا َف الَمّ ُو‬
‫لُِي َعِّذَب ُي ْـ َوأَْن َت ِفي ِي ْـ َوَما َكا َف الَمّ ُو ُم َعِّذَب ُي ْـ َو ُى ْـ َي ْستَ ْغ ِفُرو َف} ( الانفاؿ ‪.)33‬‬
‫واِّنما الأُ َمُـ الأخلا ُؽ ما َب ِقَي ْت فَإ ْف ُىُـ َذ َىَب ْت أَخلاقُ ُي ْـ؛ َذ َىُبوا‬

‫اف خطورة الموقؼ والحالة المتردية للامة العربية يتطمب مف المخمصيف الوطنييف‪ -‬مفكريف ومثقفيف وأصحاب‬

‫ميف ورجاؿ سياسة‪ -‬التفكير الجدي في الخلاص مف ىذا الوضع المأسوي وتداعياتو ‪.‬‬

‫وىذا الخلاص لا يكوف الا بتبني المشروع الوحدوي النيضوي‪ -‬مشروع الوحدة العربية‪ -‬كيدؼ ساـ بعيد‬

‫التحقؽ لما يتطمبو مف تييئة قيادات طميعية وطنية مخمصة ونضاؿ شعبي مستمر منظـ وتضحيات جساـ ‪.‬‬

‫اف ىذا اليدؼ البعيد المدى يجب اف لا يجعمنا ننسػى ونتغافؿ الواقع العربي المعاش‪ -‬واقع التجزئة والولاءات‬

‫القطرية والطائفية والعشائرية والعنصرية‪ ،‬بؿ يجب اف ننطمؽ مف ىذا الواقع المر والعمؿ في اطاره وضمف‬

‫الإمكانات المتاحة لتجنب المزيد مف التردي والانييار وخيبة الامؿ ‪.‬‬

‫ولما كانت وحدة الثقافة أرضية صالحة وأساس كؿ وحدة لأي امة لذلؾ يجب التوجو الى احياء ميثاؽ الوحدة‬

‫الثقافية العربية والخطة الشاممة لمثقافة واست ارتيجية التربية بالتعاوف مع جامعة الدولة العربية ومنظماتيا‬

‫النوعية ولاسيما المنظمة العربية لمتربية والثقافة والعموـ لمتمسؾ بالقيـ العربية الإسلامية الاصمية والحفاظ عمى‬

‫سلامة المغة العربية بإقامة المؤتم ارت القومية والندوات والممتقيات الفكرية والحمقات الد ارسية‪ .‬كما يمكف الدعوة‬

‫لعقد مثؿ ىذه الفعاليات والنشاطات الثقافية في كؿ قطر وخارج الوطف العربي يتولاىا الميجروف مف أصحاب‬

‫الكفاءات والخبرة‪ ،‬وىـ كثر‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪www.alssadaa.net‬‬ ‫العدد (‪ 8 )151‬تموز ‪2019‬‬

‫اف مثؿ ىذه الفعاليات في داخؿ الوطف العربي وخارجو يمكف اف تكوف أرضية صالحة لإف ارز القيادة الوطنية‬

‫المخمصة والمتمكنة لتبني المشروع النيضوي الوحدوي كما حدث في كثير مف اقطار العالـ التي كانت مثؿ‬

‫وضع الامة العربية وربما أسوأ كإب ارىيـ لنكولف محرر العبيد وموحد أميركا ومارتف لوثر في أوروبا الذي قضى‬

‫عمى الكينوتية وصكوؾ الغف ارف و مانديلا موحد جنوب افريقيا وماو تسي تونغ موحد الصيف‪ ،‬وغيرىـ‪.‬‬

‫وليست تجربة الرسوؿ محمد صمى الله عميو وسمـ ونجاحو في توحيد العرب تحت مظمة الإسلاـ ببعيدة عنا‪،‬‬

‫وىكذا يجب العمؿ في اطار الممكف والإمكانات‪.‬‬

‫كما اف الدعوة لمعودة الى الإسلاـ الحقيقي‪ -‬عبادات ومعاملات وحسف خمؽ طريؽ سميـ لممساىمة في الخلاص‬

‫مف وضع الامة المأسوي‪.‬‬

‫الإسلاـ الحقيقي‪ -‬يدعو إلى التمسؾ بالق ارف والسنة النبوية قولا وعملا‪ ،‬واتباع منيج الوسطية العقلانية بلا‬

‫اف ارط ولا تفريط‪ ،‬كما اف إبعاد رجاؿ الديف والمعمميف عف السياسة ‪-‬الفاسدة‪ -‬وتحديد عمميـ عمى التثقيؼ‬

‫الديني وتحفيظ الق ارف والدعوة لتيذيب الاخلاؽ وتثبيت القيـ العربية‪ -‬الإسلامية الاصيمة طريؽ سميـ لخمؽ‬

‫مجتمع الوحدة والتحرر‪.‬‬
‫ولتستجيب الأمة لدعوة الله سبحانو وتعالى في قولو { إ َّف ََٰىِذ ِه أُ َّمتُُك ْـ أُ َّم ًة َوا ِحَدةً َوأََنا َرُّب ُك ْـ فَا ْعبُُدوف} (الانبياء‬
‫‪ )92‬وقولو تعالى { َوا ْعتَ ِص ُموا ِب َحْبِؿ الَمّ ِو َج ِمي ًعا َوَلا تَفََّرقُوا" وقولو عَّز وجؿ " َوُقِؿ ا ْع َممُوا فَ َسَيَرى الَمّ ُو َع َممَ ُك ْـ‬

‫َوَر ُسولُ ُو َواْل ُم ْؤِمُنو َف} (آؿ عم ارف ‪. )103‬‬
‫واخر دعوانا الميـ اىِد العرب لتحقيؽ امؿ الامة في الوحدة والتحرر‪.‬‬

‫َوما استَعصى َعمى قَوٍـ َمنا ٌؿ إِذا الِإقداُـ كا َف لَ ُي ْـ ِركابا‬
‫وانما الاعماؿ بالنيات‪..‬‬

‫‪2019/7/7‬‬

‫‪29‬‬


Click to View FlipBook Version