The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

النشرة الفصل الثالث 2020

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by editor, 2020-10-31 04:52:02

النشرة الفصل الثالث 2020

النشرة الفصل الثالث 2020

‫درس كتاب‬

‫منافسة مع الاكتشافات العلمية ونظريات التطور حول كيفية وتطور خلق الكون‪.‬‬
‫وعلينا ألا ننسى بأن التوراة قد كتبت في حوالي سنة ‪ 400-520‬ق‪.‬م‪ ،‬مما يعني أن‬
‫الإصحاحات الأولى من سفر التكوين كتب قبل ما يزيد على ال ‪ 2000‬سنة على‬
‫بدء «النظرية الداروينية» حول تطور الخليقة‪ .‬إذ ًا‪ ،‬الغاية الأساسية لقصتي الخلق‬
‫الموجودتين في بداية سفر التكوين هي ليست تقديم وصف لكيفية حصول الخلق‪،‬‬

‫ولكن تقديم إعلان إيماني أساسي حول من هو الخالق‪ ،‬والذي هو إلهنا‪.‬‬
‫ومن المهم أن نشير هنا إلى أن تك ‪ 2—1‬تتضمن القصص الأشهر للخلق في العهد‬
‫القديم‪ ،‬لكنها ليست الوحيدة‪ ،‬حيث نجد قصص خلق أو إشارات إلى قصص خلق‬
‫في أي ‪37‬؛ ‪41-40‬؛ مز ‪14-13 :47‬؛ ‪11-9 :89‬؛ أم ‪31-22 :8‬؛ وإش ‪:51‬‬
‫‪ .11-9‬وكل هذه القصص تريد أن تؤكد على حقيقة أساسية واحدة‪ ،‬وهي أن الله هو‬
‫الخالق‪ .‬وتلك الحقيقة هي ما يعتبر الكتاب المقدس يعتبر بأنها تمثل شهادة لعظمة الله‬
‫ونعمته وعدله‪ ،‬وسبب ًا لتسبيحه وإعلان مجده في كل الأرض وبين كل الأمم (مز ‪:19‬‬

‫‪1‬؛ ‪2-1 :24‬؛ ‪6 :97‬؛ ‪.)6-1 :148‬‬

‫‪ .3‬ما الذي يعنيه كل ذلك لنا اليوم؟‬
‫كما رأينا للتو‪ ،‬يتضمن أول إصحاحين في سفر التكوين قصتي خلق مختلفتين‪.‬‬
‫وهاتان القصتان تنقلان أمرين أساسيين‪ )1( :‬الله هو الخالق‪ ،‬الذي كان موضوع‬
‫الجزء الأول من بحثنا هذا؛ (‪ )2‬نحن‪ ،‬أي الإنسان‪ ،‬لدينا مسؤولية تجاه الخليقة‪،‬‬
‫وهو موضوع الجزء الثاني في هذا البحث‪ .‬الكتاب المقدس غير مهتم بشرح ميكانيكية‬

‫‪99‬‬

‫الخلق‪ ،‬بل بالإعلان أن الله هو الخالق‪ ،‬وأن الله يضع على كاهل الإنسان مسؤولية‬
‫تجاه خليقته‪ .‬الكتاب المقدس لا يهتم بوضع‪ ،‬أو تبني‪ ،‬أو شرح نظرية خلق معينة‪.‬‬
‫ولذلك فهو يأخذ قصتي الخلق الأشهر في زمنه‪ ،‬البابلية‪-‬الآشورية (إينوما إيليش)‪،‬‬
‫وحلقة العاصفة (بعل) الفينيقية‪-‬الكنعانية‪ ،‬ويبني عليهما قصتي خلق مختلفتين‪،‬‬
‫ليقدم إعلانات لاهوتية هامة حول علاقتنا كبشر بالله (وهو الخالق) وبالخليقة (والتي‬
‫نحن موكلون عليها لخدمتها)‪ .‬والكتاب المقدس يعلن بأن الخليقة هي من صنع الله‬
‫الثالوث‪ ،‬حيث خلقها الآب بواسطة كلمته (أي ابنه) ومن خلال الروح القدس‪.‬‬
‫فتكوين ‪ 1‬تعلن بأن الله خلق عندما «قال» وأن «روح الله كان يرف على وجه المياه»‪.‬‬

‫قصتا الخلق ليستا حرفيتين‪ ،‬ولا يجوز أن تقرآ حرفيتين‪ .‬وإذا أردنا معرفة كيفية‬
‫حصول الخلق‪ ،‬فلا يجب أن نسأل الكتاب المقدس‪ ،‬بل علينا الاستعانة بالعلم‪ ،‬كما‬
‫فعل الكتاب المقدس نفسه‪ .‬فالكتاب المقدس ليس كتاب بيولوجيا وجيولوجيا‬
‫وتاريخ وجغرافية وفلك‪ ،‬ولكنه كتاب لاهوت وشهادة إيمان‪ ،‬ويريد أن يعلن أن الله‬
‫هو خالق هذا الكون‪ .‬ومن المهم أن نشير هنا إلى أن الفعل العبري «برى»‪« ،‬خلق»‪،‬‬
‫الذي يستخدم لله في قصة الخلق الأولى لا يستخدم في العهد القديم مع أي فاعل آخر‬

‫سوى الله‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فالكتاب المقدس غير مهتم بشرح آلية الخلق‪ ،‬فهو يترك ذلك «للعلم»‪،‬‬
‫ولكن ما يهم الكتاب المقدس هو إعلان أن الله هو الخالق‪ .‬بهذا الشكل يمكننا القول‬
‫بأنه ليس هناك أي تناقض بين الكتاب والمقدس والعلم‪ ،‬لأن العلم نفسه أيض ًا يتحدث‬
‫عن وجود ع ّلة أولى أو مسبب أول للكون؛ والكتاب المقدس من جهته يخبرنا أن ذلك‬

‫المسبب الأول هو الله الذي هو خالق كل الكون‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫درس كتاب‬

‫فالعلم اليوم يثبت أن الكون كان له بداية معينة‪ ،‬وهذا يتفق مع ما يعلنه الكتاب‬
‫المقدس أن الكون كان له بداية صنعها الله‪ .‬وفي الوقت الذي ظن فيه الكثيرون بأن‬
‫العلم يثبت عدم وجود الله‪ ،‬كان العلم نفسه أقوى الأدلة على وجود الله وعلى أنه‬

‫الخالق‪.‬‬

‫فالعلماء اليوم يحددون أكثر من ‪ 200‬شرط ًا يجب توفرها جميعها‪ ،‬وكل واحد منها‬
‫يحب أن يكون دقيق ًا للغاية‪ ،‬للسماح بتطور الحياة على أي كوكب‪ ،‬وإلا انهارت المنظومة‬
‫كاملة‪ .‬مثل ًا‪ ،‬لولا وجود كوكب كبير قريب بشكل كافي كالمشتري ليحمي الأرض‬
‫من الأجرام السماوية‪ ،‬لكانت الأرض قد دمرت بتلك الأجرام‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالعلماء‬
‫يواجهون اليوم السؤال الصعب‪ :‬هل تح ُّقق كل تلك الشروط على الأرض هو مجرد‬
‫صدفة؟ أم تم صنعه من قبل «الخالق»؟ أي الاحتمالين هو الأكثر إمكانية؟ العلم اليوم‬
‫يختار الثاني أي وجود «خالق» كون الاحتمال الأول‪ ،‬أي الصدفة في حالة المئتي شرط‪،‬‬

‫هو أمر مستحيل‪.‬‬

‫بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬الضبط الدقيق الضروري لوجود حياة على كوكب ما لا يقارن‬
‫بالضبط الدقيق الضروري لوجود الكون من الأساس‪ .‬حيث يتحدث العلماء اليوم‬
‫عن أربعة قوى أساسية لوجود الكون‪ ،‬وهي الجاذبية‪ ،‬القوة الكهرومغناطيسية‪،‬‬
‫والقوة الفيزيائية القوية‪ ،‬والقوة الفيزيائية الضعيفة‪ .‬ويؤكد العلم اليوم أن التوازن‬
‫بين هذه القوى الأربعة قد تحدد بعد أقل من جزء من مليون من الثانية من الانفجار‬
‫العظيم (‪ ،)Big Bang‬الذي هو النظرية العلمية المسيطرة لتشكل الكون في العالم‬
‫اليوم‪ ،‬ولو تغير أي من هذه القوى الأربعة ولو بشكل طفيف جد ًا لما وجد الكون‬
‫كما نعرفه اليوم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالاحتمالات ضد وجود الكون هائلة بشكل لا يصدق‪،‬‬

‫‪101‬‬

‫وبحيث تصبح فكرة أنها «وجدت بالصدفة» تخالف المنطق؛ الأمر الذي دفع أشد‬
‫العلماء إلحاد ًا‪ ،‬ككريستوفر هيتشنز (‪ ،)Christopher Hitchens‬إلى الاعتراف‬
‫بأن الضبط الدقيق للكون هو أقوى الأدلة التي تدعم اقتناع وإعلان المؤمنين بوجود‬
‫الله وبأنه خالق الكون‪ .‬أعظم معجزة في التاريخ هي الكون نفسه‪ ،‬وهو المعجزة التي‬

‫تشير حتم ًا إلى وجود خالق يقف وراءه‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالسؤال الذي يمثل عنوان هذا الجزء من بحثنا هذا‪« ،‬هل خلق الله‬
‫العالم‪ ...‬في ستة أيام؟» هو في الحقيقة سؤالين ولكل منهما جواب مختلف‪ .‬جواب‬
‫السؤال الأول‪« ،‬هل خلق الله العالم؟»‪ ،‬هو حتم ًا بالإيجاب‪ ،‬كما يؤكد الكتاب المقدس‬
‫والعلم على حد سواء‪ .‬أما جواب السؤال الثاني‪...« ،‬في ستة أيام؟» هو بالنفي‪ ،‬أيض ًا‬

‫كما يؤكد الكتاب المقدس والعلم على حد سواء‪.‬‬

‫ألم يخلقنا الله على صورته كشبهه‪ ...‬ويسلطنا على كل خليقته؟‬

‫اعتبرت الكنيسة‪ ،‬ولفترة طويلة من الوقت‪ ،‬أن الإنسان هو سيد الخليقة التي‬
‫هي مخلوقة أساس ًا لخدمته وتلبية احتياجاته‪ .‬وهكذا قام الإنسان على مر العصور‬
‫باستغلال باقي المخلوقات وتسخيرها لخدمته‪ ،‬فاصطاد الحيوانات والطيور والأسماك‬
‫دون رحمة‪ ،‬واستهلك الموارد الطبيعية دون تفكير‪ ،‬ول ّوث البيئة والطبيعة دون أدنى‬
‫إحساس بالمسؤولية‪ .‬وهو اليوم على وشك أن يدمر الأرض إلى غير رجعة‪ .‬وكثير ًا‬
‫ما ب َّررت الكنيسة كل ذلك بما يعلنه سفر التكوين في إصحاحه الأول عن أن الله دعا‬
‫الإنسان «ليتسلط» على الخليقة‪ .‬فالبركة الأولى في الكتاب المقدس (تك ‪)30-28 :1‬‬

‫‪102‬‬

‫درس كتاب‬

‫تتضمن وص َّية من الله للإنسان‪ ،‬هي‪« :‬أثمروا واكثروا واملأوا الأرض‪ ،‬وأخضعوها‪،‬‬
‫وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء‪ ،‬وعلى كل حيوان يدب على الأرض» (آ‬
‫‪)28‬؛ الأمر الذي كثير ًا ما فسره الإنسان أن بركة الرب تلك تعطينا السلطان والحق في‬

‫استخدام خليقته كما نشاء‪ ،‬وأننا في مرتبة أعلى من باقي الخليقة‪.‬‬
‫لكن المشكلة تكمن في سوء فهمنا لعلاقتنا بالخليقة وللمعنى الحقيقي لدعوة الله لنا‬
‫لكي «نتسلط» عليها في قصة الخلق الأولى‪ .‬ففي كلتا قصتي الخلق الموجودتين في أول‬
‫إصحاحين من سفر التكوين‪ ،‬يخلق الله الإنسان كجزء من الخليقة وجنب ًا إلى جنب مع‬
‫باقي المخلوقات‪ .‬ففي قصة الخلق الأولى‪ ،‬يخلق الله الإنسان في اليوم السادس جنب ًا إلى‬
‫جنب مع الحيوانات‪ ،‬من بهائم ودبابات ووحوش الأرض (تك ‪ .)27-24 :1‬وتعلن‬
‫أن الله رأى «كل ما عمله» في نهاية اليوم السادس‪ ،‬أي كل خليقته إذا هي حسنة جد ًا‬
‫(آ ‪ .)31‬وفي قصة الخلق الثانية‪ ،‬يخلق الله آدم قبل أن ينبت النباتات (تك ‪،)9-5 :2‬‬
‫ومن ثم يخلق الحيوانات لتكون معين ًا لآدم نظير ًا له (آآ ‪ ،)19-18‬قبل أن يعود ويخلق‬

‫حواء (آآ ‪.)23-21‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬عندما تخبرنا قصة الخلق الأولى بأن الله يباركنا ويدعونا لكي‬
‫«نتسلط» على الخليقة فإن تلك البركة تأتي في سياق إعلان أن الله قد خلق الإنسان على‬
‫صورته كشبهه (تك ‪ .)28-26 :1‬وبالتالي‪ ،‬تس ُّلط الإنسان على الخليقة يجب أن يكون‬

‫على صورة تس ُّلط الله عليها‪ .‬فما الذي يعنيه ذلك؟‬

‫‪103‬‬

‫‪« . 1‬فخلق الله الإنسان على صورته»‬

‫ما الذي يعنيه أن نكون على صورة الله كشبهه؟ ما هي صورة الله التي فينا؟ لقد‬
‫اختلفت الإجابات التي قدمتها الكنيسة على هذا السؤال‪ .‬فالبعض رأى صورة الله في‬
‫الإنسان على أنها موجودة في شكل الإنسان‪ ،‬في حين رأى آخرون تلك الصورة على‬
‫أنها موجودة في حرية الإنسان‪ ،‬في الوقت الذي رأى غيرهم صورة الله في الإنسان‬
‫على أنها موجودة في عقل الإنسان‪ .‬ولكن كل تلك التفسيرات‪ ،‬وإن كانت تحتوي على‬
‫بعض من الصحة‪ ،‬ليست كافية ولا صحيحة تمام ًا‪ .‬فنحن لا نعرف لله شكل ًا خارجي ًا‬
‫معينا؛ كما أن حريتنا وعقلنا هما شيئان محدودان وكثير ًا ما نستخدمهما لنكون سبب ًا للشر‬
‫والألم الذي يصيب الآخرين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإ َّن صورة الله فينا ليست موجودة لا في شكلنا‬
‫ولا في حريتنا ولا في عقلنا‪ ،‬بل صورة الله التي فينا هي محبة‪ .‬فالله محبة‪ ،‬وصورته التي‬
‫تنعكس فينا‪ ،‬ولو بشكل جزئي‪ ،‬هي في علاقاتنا ومحبتنا التي نعيشها مع الله‪ ،‬ومع‬
‫بعضنا البعض ومع كل الخليقة‪ .‬ولهذا نجد أن الإصحاح الأول من سفر التكوين‬
‫يعلن لنا أن الله قد خلق الذكر والأنثى مع ًا على صورة الله كشبهه‪ ،‬ليخبرنا بأن صورة‬
‫الله موجودة في علاقة المحبة التي بين إنسان وآخر‪ .‬والطبيعة العلاقاتية للخليقة هي‬
‫انعاكس للطبيعة العلاقاتية لشخص الله وكينونته‪ .‬فالله علاقاتي في ذاته‪ ،‬من قبل أن‬

‫يخلق آخر‪ .‬والطبيعة العلاقاتية للخليقة هي انعكاس لتلك العلاقاتية في كينونة الله‪.‬‬

‫ومن المهم أن نشير هنا إلى أن هذا الإعلان في تك ‪ 28-26 :1‬هو إعلان لاهوتي‬
‫عظيم وغير مسبوق‪ ،‬ويتضمن العديد من النقاط اللاهوتية الهامة‪:‬‬

‫‌أ‪ .‬إن صورة خلق الله للإنسان على صورته كشبهه هي صورة ملكية تشير إلى‬

‫‪104‬‬

‫درس كتاب‬

‫التقليد الذي كان متبع ًا في الشرق الأدنى القديم‪ ،‬حيث كان الملوك يضعون «صورهم»‬
‫في الأراضي التي يملكون عليها ويحتلونها لكي يعلنوا سلطانهم عليها‪ .‬وبالتالي‪ ،‬أن‬
‫يكون الله قد خلق الإنسان على صورته كمثاله يعني أن الإنسان‪ ،‬كل إنسان‪ ،‬مدعو‬
‫ليمثل الله في الخليقة‪ ،‬وأن الله وضع صورته في الأرض فينا‪ ،‬كيما يعلن سلطانه هو على‬

‫الأرض من خلالنا‪.‬‬

‫‌ب‪ .‬في الامبراطوريات الآشورية والبابلية والفارسية‪ ،‬كان الملك وحده ُيعتبر‬
‫ابن الله وصورة الله‪ .‬ولكن تك ‪ 27-26 :1‬تعلن بأن كل إنسان‪ ،‬ليس فقط الملك‪،‬‬
‫كل إنسان‪ ،‬بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه ودينه‪ ،‬إنما هو مخلوق على صورة الله‬

‫كشبهه‪.‬‬
‫‌ج‪ .‬إن الرجل والمرأة مع ًا هما على صورة الله كشبهه‪ ،‬ولذلك ليس هناك من فرق‬
‫في القيمة والمكانة بين الرجل والمرأة‪ .‬فقصة الخلق الأولى تؤكد أن الله قد خلق الذكر‬

‫والأنثى مع ًا في نفس الوقت دون أي فرق أو تمييز وأنهما مع ًا على صورة الله كشبهه‪.‬‬

‫‌د ‪ .‬كل الإنسانية مخلوقة على صورة الله كشبهه‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فالبشرية بأسرها هي‬
‫أولاد لله‪ ،‬ويقع عليها بأسرها مسؤولية أن تكون آنية تنقل الله إلى الخليقة‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫فنحن مدعوون لنهتم بالخليقة ونرعى الخليقة ونساهم في عمل الله في الخليقة‪ ،‬على‬

‫صورة الإله الذي يخلق ويرعى ويفدي ويعطي حياة أفضل‪.‬‬

‫‌ه‪ .‬العهد الجديد يشير إلى يسوع على أنه كمال صورة الله تلك (يو ‪18-14 :1‬؛ ‪2‬‬
‫كور ‪4 :4‬؛ كو ‪15 :1‬؛ عب ‪ .)3 :1‬وبالتالي‪ ،‬فيسوع هو الصورة التي يجب أن نق ِّلدها‬
‫ونسعى لنعيش على مثالها‪ .‬في يسوع المسيح‪ ،‬الإله الكامل والإنسان الكامل‪ ،‬نجد ملء‬

‫‪105‬‬

‫إنسانيتنا على صورة الله‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالله س َّلطنا على خليقته‪ ،‬ولكنه دعانا لنفعل ذلك على صورته كشبهه‪،‬‬
‫كممثلين ووكلاء عنه في رعاية خليقته هو‪ ،‬على صورة الإله الذي يخلق ويحب ويرعى‬
‫ويفدي‪ ،‬صورة الإله الذي يهتم بخليقته‪ ،‬وليس الذي يستخدمها ويستغلها ويدمرها‬

‫بحسب رغباته وغرائزه ولتحقيق مقاصده ومصالحه‪.‬‬

‫‪« .2‬وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها»‬

‫من جهتها‪ ،‬تعلن قصة الخلق الثانية بأن الرب قد وضع الإنسان في الجنة كيما «‪...‬‬
‫يعملها ويحفظها» (تك ‪ .)15 :2‬التعبير العبري المستخدم هنا هو أن «يخدم» الإنسان‬
‫الخليقة‪ .‬وعليه‪ ،‬فالإنسان له السلطان لكي يستثمر الخليقة لتحقيق احتياجاته‪ ،‬ولكن‬
‫هذا السلطان متلازم في تكوين ‪ 15 :2‬مع الدعوة لكي «نخدم» الخليقة ونحافظ عليها‬

‫ونحميها‪.‬‬

‫وفي الوقت الذي تخبرنا فيه قصة الخلق الثانية بأن حواء قد خلقت بعد آدم واعتماد ًا‬
‫على ضلع أخذت من آدم ولكي تكون معين ًا لآدم‪ ،‬لكنها تؤكد أنها نظير لآدم‪ .‬فنحن‬
‫كثير ًا ما نتذكر الجزء الأول لنضع الرجل فوق المرأة‪ ،‬وننسى الجزء الثاني الذي يؤكد‬
‫أنهما متناظران‪ .‬ومن المهم أن ندرك هنا أن آدم وحواء هما ليس الرجل والمرأة الأولين‪،‬‬
‫لكنهما كل واحد وواحدة منا‪ ،‬فآدم يعني الأدمة أي تراب الأرض‪ ،‬وحواء تعني الحياة‪،‬‬
‫وكل إنسان منا هو جسد (تراب) ونفس (حياة)‪ .‬فليس هناك من فارق بين الرجل‬
‫والمرأة في إيماننا المسيحي‪ .‬لكن من المهم أيض ًا أن ندرك هنا أن التناظر والتساوي لا‬
‫يعني تماثل ًا كامل ًا أعمى في كل شيء‪ ،‬لأن الرجل له خصائصه التي تميزه والمرأة لها‬

‫‪106‬‬

‫درس كتاب‬

‫خصائصها التي تميزها‪ ،‬لكنه يعني تكافؤ ًا كامل ًا دون أي تفضيل لواحد على الآخر‪.‬‬
‫لكن الأهم أن قصة الخلق الثانية تعلن أن الإنسان هو من تراب الأرض‪ ،‬أي جزء من‬

‫الأرض‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬علينا أن ندرك أنه ليس هناك من فارق بين جسد الإنسان وروحه‪،‬‬
‫مثلما ليس هناك من فارق بين الإنسان وباقي الخلقية‪ ،‬وليس هناك من فارق بين الرجل‬
‫والمرأة‪ .‬فهذا التقسيم التقليدي للإنسان إلى جسد وروح هو تقسيم فلسفي قديم‪،‬‬
‫يعود أساس ًا إلى الفيلسوف اليوناني أفلاطون‪ ،‬والفسلفة الأفلاطونية الحديثة‪ ،‬التي‬
‫كانت تعتبر بأن الجسد والأمور المادية سيئة في حين أن الروح والأمور الروحية جيدة‪.‬‬
‫لكننا اليوم نؤمن بأن الإنسان هو وحدة متكاملة تشمل كل نواحي حياتنا الجسدية‬
‫والصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية‪ ،‬يخلقها الله ككل‪ ،‬وتعيش‬

‫في العالم ككل‪ ،‬تفرح وتتألم ككل‪ ،‬ويحبها الله ويرعاها ويخلصها ككل‪.‬‬

‫‪ .3‬ما الذي يعنيه كل ذلك لنا اليوم؟‬

‫ُيظهر لنا كل ما سبق أن قصتي الخلق تعلنان أننا مدعوون أن نكون وكلاء على‬
‫خليقة الله‪ .‬والوكالة تعني أن الخليقة هي خليقة الله وأننا قد ُأعطينا مسؤولية رعايتها‬
‫والتعامل معها باحترام وإنسانية‪ ،‬وأننا مدعوون لمشاركة ما وضعه الله بين أيدينا مع‬
‫آخرين‪ ،‬فهو ليس ملكنا‪ .‬وتلك هي الدعوة التي تسيطر على طول العهد القديم‪ ،‬حيث‬
‫يتم تذكيرنا بأن «للرب الأرض وملؤها‪ ،‬المسكونة وكل الساكنين فيها»‪ ،‬وأننا بالتالي‪،‬‬

‫مدعوون لنكون وكلاء الرب في الاهتمام بهذه الخليقة ورعايتها‪.‬‬
‫كما أن العهد القديم يؤكد أيض ًا على الارتباط المباشر بين نمط حياة الإنسان‬

‫‪107‬‬

‫وتصرفاته من جهة‪ ،‬وصحة الأرض والخليقة من جه ٍة ثانية‪ .‬ففي قصة السقوط‪،‬‬
‫ُتل َعن الأرض بسبب خطيئة آدم (تك ‪ .)17 :3‬وفي قصة طوفان نوح‪ ،‬تتسبب خطيئة‬
‫الإنسان في دمار معظم الحياة على الأرض‪ ،‬في حين أن أمانة نوح والتزامه وجهوده‬
‫هي التي تؤدي إلى إنقاذ كل ما يتم إنقاذه من ذلك الدمار (تك ‪ .)9—6‬في إر ‪4 :12‬‬
‫ويوئيل ‪ 1‬تعاني الأرض والخليقة التي تعيش فيها نتيجة لخطيئة الشعب‪ .‬وفي التقاليد‬
‫النبوية‪ ،‬إثمار الطبيعة وازدهارها هو أحد علامات الازدهار وبركة الله في مرحلة العودة‬
‫من السبي‪ .‬ومن جهتها‪ ،‬أي ‪ 41—38‬تذكر أيوب‪ ،‬وتدعونا لنتذكر معه‪ ،‬أن تعامل‬

‫الله مع الخليقة ليس محصور ًا في الإنسان ومن خلاله‪ ،‬وأننا لسنا دائم ًا مركز القصة‪.‬‬

‫إن الكتاب المقدس يقدم الله‪ ،‬والعالم والإنسان على أنها كلها مرتبطة ومترابطة‬
‫ومتفاعلة مع بعضها البعض على مر التاريخ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ليس لدينا في الحقيقة خيار‬
‫التفاعل مع الخليقة من عدمه‪ .‬فالتفاعل حاصل لا محالة‪ ،‬ولكن لدينا الخيار بين أن‬
‫يكون ذلك التفاعل مصدر ًا للدمار والموت أو الحياة والنمو‪ .‬واهتمامنا بالخليقة والبيئة‬
‫وبتحقيق الحياة الأفضل لها لا ينبع من التيار المعاصر بأن كل إنسان له الحق بحياة‬
‫أفضل وبالتمتع بالحرية والسعادة‪ ،‬رغم أهمية هذه الحقوق‪ .‬فاهتمامنا بالخليقة والبيئة‬
‫ينبع مسيحي ًا من الشهادة الكتابية بأننا جميع ًا أولاد الله‪ ،‬الذي مشيئته هي حياة أفضل‬
‫لكل الخليقة‪ .‬وعلينا أن نتذكر هنا أن قصة الخلق الأولى تعلن أن كل خليقة الله حسنة‬
‫وحسنة جد ًا‪ ،‬وأن الله يبارك عمله في الخليقة ‪ 3‬مرات في قصة الخلق الأولى‪ ،‬المخلوقات‬
‫الأخرى (‪ ،)22 :1‬الإنسان (‪ ،)28 :1‬والسبت (‪ .)3 :2‬كما أننا نبدأ قانون إيمان‬
‫الرسل وقانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني بإعلان إيماننا بالله الآب «خالق السماء‬
‫والأرض»‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فنحن نعترف بذلك بأننا جزء من خليقة الله‪ ،‬في تأكيد أن الكون‬

‫‪108‬‬

‫درس كتاب‬

‫إنما هو حسن وأن التفاعل والفعالية في العالم ليست شر ًا ولا تجعلنا «من العالم»؛ الأمر‬
‫الذي يتناقض مع بعض أشكال من التقوية المسيحية‪ ،‬وخاصة الإنجيلية‪ ،‬التي تتعامل‬
‫مع العالم ومع كل شيء فيه ويرتبط به على أنه «شرير»‪ .‬فالخليقة‪ ،‬كل الخليقة‪ ،‬هي‬
‫خليقة الله الحسنة والحسنة جد ًا ونحن مدعوون لنخدمها كوكلاء لله على صورة الله‬

‫كشبهه‪.‬‬
‫وتش ِّكل «الوكالة» الصورة الأفضل للتعبير عن علاقتنا بالخليقة‪ .‬فهي تشير إلى أن‬
‫الخليقة هي خليقة الله وإلى علاقتنا به اعتمادنا عليه وأخذنا للمسؤولية منه من جهة‪ .‬وفي‬
‫نفس الوقت‪ ،‬تشير إلى علاقتنا بالخليقة ومسؤوليتنا تجاهها من جهة أخرى‪ .‬ودعونا‬
‫نشير هنا إلى حقيقة أن الكثير من الناس الفقراء في العالم يتأثرون تأثر ًا مباشر ًا بالتغيير‬
‫المناخي والاضطرابات التي تصيب الخليقة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالاهتمام بالخليقة كوكلاء لله‬

‫يصبح أمر ًا مركزي ًا في الاهتمام بأخينا الإنسان‪.‬‬

‫ومن المهم أن ندرك هنا أن أخذ الخليقة‪ ،‬كخليقة الله‪ ،‬بشكل جدي في إيماننا وحياتنا‬
‫يقودنا لنأخذ دورنا في التعامل مع الأزمة البيئية المرعبة التي يتسبب بها الإنسان في‬
‫الأرض بصورة جدية ونساهم بشكل إيجابي في التعامل معها والعمل على إيجاد حلول‬
‫لها؛ ويسمح لنا بأن نفهم واقع حياتنا البشرية‪ ،‬بما فيها من ولادة وموت‪ ،‬نمو وتراجع‪،‬‬
‫نجاح وفشل‪ ،‬بصورة أفضل؛ ويصنع فرص ًا جديدة للتفاعل واللقاء بين اللاهوت‬

‫والعلم‪.‬‬

‫في النهاية‪ ،‬لا بد لنا من أن نشير إلى نقطتين هامتين‪ .‬فقصة الخلق الأولى تنتهي‬
‫بالراحة‪« ،‬السبت»‪ ،‬ليس لأن عملية الخلق متعبة والله يحتاج للراحة‪ ،‬ولكن لإعلان أن‬

‫‪109‬‬

‫القصد الإلهي للخليقة هو الراحة‪ ،‬أو بكلمات أخرى‪ ،‬التمتع بملء الحياة‪ .‬والسبت هو‬
‫تطور لاهوتي واجتماعي هام جد ًا وكان يمثل ثورة في الشرق الأدنى القديم‪ ،‬حيث كان‬
‫البابليون يعطون يوم راحة واحد في الشهر (يوم اكتمال البدر)‪ ،‬ومن ثم كان الفرس‬
‫يعطون يوم راحة كل أسبوعين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالكتاب المقدس يتجاوز كل ذلك بثورة‬
‫اجتماعية تعلن أن كل إنسان‪ ،‬وبالتحديد العبيد والخدام‪ ،‬كما الأرض والحيوانات‪،‬‬

‫يستحقون الحصول على يوم راحة كل أسبوع‪.‬‬

‫من جهة أخرى نحن نؤمن أن عملية الخلق لم تكن شيئ ًا حصل في الماضي وانتهى‪،‬‬
‫ولكننا نؤمن أن عملية الخلق هي عملية مستمرة‪ ،‬أي أننا نؤمن أن إلهنا الذي هو خالق‬
‫كل الكون ما يزال يخلق ويرعى خليقته ويحفظها ويجددها (مز ‪)30-29 :104‬‬
‫ويقودها نحو تحقيق قصده والذي هو ملء ملكوت الله الذي يشمل كل الخليقة وليس‬

‫الإنسان لوحده‪ ،‬ويدعونا لنكون شركاءه‪ ،‬كوكلاء له‪ ،‬في تحقيق كل ذلك‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫تقدم لنا قصتي الخلق نموذج ًا كتابي ًا رائع ًا عن الغنى والتنوع الموجود في الكتاب‬
‫المقدس‪ ،‬كما تقدمان نموذج ًا رائع ًا عن طبيعة الكتاب المقدس كمكتبة مليئة بالشهادات‬
‫اللاهوتية المتنوعة والمتفاعلة مع ثقافات الشعوب التي كانت محيطة ب ُك ّتاب الكتاب‬
‫المقدس‪ .‬إن قصتي الخلق لهما خير سند للمفهوم ال ُمص َلح عن الكتاب المقدس كأساس‬
‫للإيمان مع الانفتاح والابتعاد عن التشدد الناجم عن التعاطي المنغلق والحرفي مع‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬لأن مح ّرري الكتاب المقدس أنفسهم كانوا على دراية كاملة بوجود‬
‫قصتين‪ ،‬وبالتالي رؤيتين مختلفتين للخلق مع الاتفاق على الجوهر وهو أن الله هو الخالق‪،‬‬

‫‪110‬‬

‫درس كتاب‬

‫ إن قصتي الخلق تؤكدان على‬.‫وأننا مدعوون لنخدم خليقته على صورته كوكلاء عنه‬
‫أهمية دور الإنسان والذي يتجلى في التعبير عن صورة الله بأفضل طريقة وهي من‬
‫خلال خدمة خليقته كوكلاء له وشركاء في تحقيق قصده للخليقة وإظهار المحبة لله من‬

. ‫ الإنسان والكائنات الحية والبيئة والكون بأسره‬،‫خلال خليقته‬

‫المراجع‬

Archer, Kenneth J.

2010 ‘God—Creation’s Hope, Creation—God’s Home: A
Pentecostal Theological Response to Terence E. Fretheim’s God and
World in the Old Testament: A Relational Theology of Creation,’ Jour-
nal of Pentecostal Theology 19/2, 198-212.

Birch, Bruce C., Walter Brueggemann, Terence E. Fretheim & Da-
vid L. Petersen

1999 A Theological Introduction to the Old Testament,
(Nashville: Abingdon Press).

Brueggemann, Walter

1996 ‘The Loss and Recovery of Creation in Old Testament

Theology,’ Theology Today 53/2, 177-190.

2008 Old Testament Theology: An Introduction, (Library of

Biblical Theology, Nashville: Abingdon Press).

Cunningham, Conor

2010 ‘What Genesis Doesn’t Say: Rethinking the Creation

111

Story,’ The Christian Century 127/23, 22-25.

Dion, Paul E.

1991 ‘YHWH as Storm-god and Sun-god: The Double Leg-

acy of Egypt and Canaan as Reflected in Psalm 104,’ Zeitschrift für die

alttestamentliche Wissenschaft 103, 43-71.

Eastvold, Kory

2018 ‘The Image of God in Old Testament Theology,’ Stone

– Campbell Journal 21/2, 239-251.

Elbert, Paul

2006 ‘Genesis 1 and the Spirit: A Narrative-Rhetorical An-
cient Near Eastern Reading in Light of Modern Science,’ Journal of
Pentecostal Theology 15/1, 23-72.

Ellington, Scott A.

2010 ‘‘A Relational Theology That Isn’t Relational Enough’:

A Response to God and World in the Old Testament,’ Journal of Pen-

tecostal Theology 19/2, 190-197.

Foster, Benjamin R.

1997 ‘Epic of Creation (Enūma Elish),’ in William Hallo &

K. Lawson Younger (eds.), The Context of Scripture, vol. 1: Canonical

Compositions from the Biblical World (COS1), (Leiden – New York –

Köln: Brill): 390-402.

Gnanakan, Ken R.

112

‫درس كتاب‬

2006 ‘Creation, Christians and Environmental Stewardship,’

Evangelical Review of Theology 30/2, 110-120.

Metaxas, Eric

2017 ‘Science and God: Is God Dead?’ https://www.you-
tube.com/watch?v=93SaieTec9s

Migliore, Daniel L.

1991 Faith Seeking Understanding: An Introduction to
Christian Theology (Michigan, Grand Rapids: William B. Eerdmans
Publishing Company).

Ogunlana, Babatunde A.

2016 ‘Inspiration and the Relationship Between Genesis
1.1—2.4a and Enuma Elish,’ BTSK Insight 2016, 87-105.

Sabin, Scott C.

2010 ‘Whole Earth Evangelism: Creation Care is Part and
Parcel of the Great Commission and the Great Commandment,’ (illus-
trated by Michael Mullan) Christianity Today 54/7, 26-29.

Tanner, J. Paul

2015 ‘Old Testament Chronology and Its Implications of the

Creation and Flood Accounts,’ Bibliotheca Sacra 172/685, 24-44.

Tucker, Gene M.

1993 ‘Creation and the Limits of the World: Nature and His-

tory of the Old Testament,’ Horizons in Biblical Theology 15/2, 105-

118.

113

‫‪ 4‬أ ْخ َبا ُر َنا‬

‫مركز أبناء الكلمة الإنجيلي الطبي‬
‫الكنيسة في حمص ُتك ّرم راعيها‬

‫رئيس الجمهورية اللبنانية ُيك ّرم رئيس‬
‫‪LAU‬‬

‫جمعيةتحنّنالإنجيلية ُتطلق«أملبيروت»‬
‫ما جمعه الله لا يف ّرقه إنسان‬
‫على رجاء القيامة‬

‫أ ْخ َبا ُر َنا‬

‫مركز أبناء الكلمة الإنجيلي الط ّبي‬
‫ُيبصر النور في حلب‬

‫ت ّم إنشاء «مركز أبناء الكلمة الإنجيلي الط ّبي»‪،‬‬
‫تحت رعاية راعي الكنيسة الانجيلية العربية في‬
‫حلب‪ ،‬القس ابراهيم نصير ‪ ،‬وعمدتها‪ ،‬وبدعم‬
‫من السينودس الانجيلي الوطني في سورية ولبنان‪،‬‬

‫والشركاء‪.‬‬
‫وهو حاجة ماسة‪ ،‬لتكون الكنيسة كعادتها أقرب الى حاجات أبناء مدينة حلب‬

‫اليومية‪ ،‬في ظ ّل الظروف الراهنة والتحديات الصعبة‪.‬‬
‫يضم المركز العيادات الطبية الاساسية‪ :‬الطب الداخلي ‪ -‬طب الأطفال ‪ -‬الأمراض‬

‫النسائية ‪ -‬طب الاسنان‪ ،‬بالإضافة الى العديد من الأط ّباء ال ُمتعاونين مع المركز ‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫الكنيسة الإنجيلية الوطنية في حمص‬
‫ُتك ّرم راعيها القس يوسف ج ّبور‬

‫بمناسبة انتهاء خدمة القس يوسف جبور‬
‫كراعي للكنيسة الإنجيلية الوطنية في حمص‬
‫مع نهاية شهر تموز‪ ،‬قامت الكنيسة ممثلة‬
‫بعمدتها بتكريم وشكر القس جبور وعائلته‪.‬‬

‫وتوجهت الكنيسة للقس جبور بكل‬
‫الشكر والتقدير والامتنان من خلال‬

‫الكلمات التالية‪:‬‬

‫حضرة القس يوسف جبور الفاضل‪:‬‬
‫«لقد تشرفت كنيستنا برعايتكم الأبوية‬
‫لها خلال عامين كنتم فيها مثالا حقيق ًيا للوكيل الأمين على حقل الرب‪.‬‬
‫لقد قمتم خلال هذين العامين بقيادة دفة الكنيسة وسط العواصف العاتية إلى بر‬
‫الأمان بحكمة قل نظيرها‪ ،‬وبمحبة متفانية تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء‪.‬‬

‫ولذلك لن يكون حضوركم القصير زمنيا مع الأخت الفاضلة ليلى في وسطنا‬
‫مجرد فترة عابرة تطويها الأيام والأزمنة‪ ،‬بل سيبقى ذكراكم العاطر حاضرا في أذهاننا‬

‫وقلوبنا فقد كانت رائحة المسيح الذكية تفوح من أقوالكم وأفعالكم وحضوركم‪.‬‬

‫واننا اذ نقوم بتكريمكم‪ ،‬ندرك أنكم لستم من طلبة التكريمات وهذا ما يجعلكم‬

‫‪116‬‬

‫أ ْخ َبا ُر َنا‬

‫الأحق بها‪ ،‬ولكن هذا التكريم هو وسيلتنا الوحيدة لنشكركم على فضلكم ومحبتكم‬
‫وسعة صدركم‪.‬‬

‫نصلي كي يبارككم الرب ويبارك خدمتكم التي كانت كنزا حقيقيا في حياة كثيرين‪.‬‬
‫وتفضلوا منا بقبول فائق التقدير‬

‫الكنيسة الإنجيلية المشيخية في حمص‪».‬‬

‫‪117‬‬

‫رئيس الجمهورية اللبنانية ُيك ّرم‬
‫رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية‬

‫منح رئيس الجمهورية العماد‬
‫ميشال عون رئيس الجامعة‬
‫اللبنانية‪-‬الأميركية الدكتور‬
‫جوزف جبرا وسام الأرز‬
‫الوطني من رتبة ضابط تقدير ًا‬
‫لعطاءاته التربوية والجامعية‬

‫خلال توليه رئاسة الجامعة‪.‬‬

‫وأقيم للمناسبة حفل في قصر بعبدا حضره الى الدكتور جبرا وقرينته‪ ،‬الوزير‬
‫السابق بوصعب والوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية‬
‫الدكتور أنطوان شقير والرئيس الجديد للجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال‬
‫معوض وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ونواب رئيس الجامعة وعائلة الدكتور جبرا‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬تلا المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد‬
‫أسباب منح الدكتور جبرا الوسام مبتد ًئا كلمته بـ«نجتمع اليوم في القصر الجمهوري‬
‫لتكريم مفكر وشاهد وقدوة‪ ،‬ما انفك يوم ًا عن الدفاع عن سلطة الكلمة وقيم الفكر‬

‫وسلطان العقل‪»...‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬قلد الرئيس عون الدكتور جبرا الوسام‪ ،‬ثم ألقى المحتفى به كلمة بدأها‬
‫بـ«هو «تشري ٌف» قد لا أكون له مستحق ًا‪ ،‬لكنّه‪ ،‬في ما يحمل من عم ِق معنى‪« ،‬تكلي ٌف»‪،‬‬

‫أراني ُملزم ًا بالانصياع الى موجباته‪ ،‬لأكون حق ًا‪« :‬لبناني ًا في خدمة لبنان»‪ ...‬‬
‫وانتهى الحفل بأخذ الصورة التقليدية‪.‬‬

‫‪118‬‬

‫أ ْخ َبا ُر َنا‬

‫جمعية تح ّنن الإنجيلية ُتطلق مشروع‬
‫«أمل بيروت ‪»Beirut Hope‬‬

‫أطلقت جمعية تحنّن الإنجيلية‪،‬‬
‫التابعة للسينودس الإنجيلي الوطني‬
‫في سورية ولبنان‪ ،‬مشروعها بعنوان‬
‫«أمل بيروت ‪،»Beirut Hope‬‬
‫بعد الإنفجار الضخم الذي ضرب‬
‫مرفأ بيروت في الرابع من آب‬

‫‪.2020‬‬

‫إنفجار المرفأ المأساوي هو واحد من أقوى الإنفجارات التي ضربت العالم‪ ،‬جاء‬
‫نتيجة انفجار ‪ 2750‬طنًّا من ما ّدة نيترات الأمونيوم التي كانت موجودة في المرفأ‪ .‬تخ ّط‬
‫عدد الضحايا الـ‪ ،200‬إضافة لحوالي ‪ُ 6500‬مصاب‪ .‬هذا الإنفجار الضخم‪ ،‬الذي‬
‫قتل وأصاب الكثير من الناس‪ ،‬د ّمر أي ًضا المدينة بالمنازل والمستشفيات ودور العبادة‬

‫والمحال وكل شيء‪ ،‬فتش ّرد الناس بعد أن اضط ّروا لترك منازلهم‪...‬‬
‫أمام هذا المشهد المأساوي‪ ،‬لم تبقى جمعية تحنّن مكتوفة الأيدي‪ ،‬إ ّنما أطلقت مباشرة‬
‫مشروعها بعنوان «أمل بيروت»‪،‬‬
‫الذي يهدف لمساعدة العائلات‬
‫المتض ّررة في إعادة ترميم منازلها‪،‬‬
‫إضافة للخدمات التي ق ّدمتها لأهالي‬
‫العاصمة من ماء للمتط ّوعين في‬
‫الشوارع‪ ،‬قسائم شرائية‪ ،‬حصص‬

‫صحية‪ ،‬وغيرها‪...‬‬

‫‪119‬‬

120

‫أ ْخ َبا ُر َنا‬

‫ما جمعه الله لا ُيف ّرقه إنسان‬

‫«مبروك» من أسرة النشرة للعرسان الجدد‪ .‬نص ّل‬
‫أن يبارك الرب ك ّل زواج‪ ،‬لتتك ّون أسر جديدة خادمة‬

‫للمسيح‪ .‬آمين‬

‫عطــاالله‬ ‫خــرالله‬ ‫يوســف‬
‫فــارس‬ ‫&‬ ‫&‬
‫‪2020‬‬
‫نيرمــن‬ ‫ســاندرا‬
‫‪121‬‬ ‫‪ 7‬آب‬
‫نعــان ‪ 20‬آب‬ ‫أدون‬
‫خاشــو‬

‫مارتيشــو‬
‫‪2020‬‬

‫&‬

‫ك ّبــاس‬ ‫روز‬

‫‪ 16‬تشريــن الأ ّول ‪2020‬‬

‫على رجاء القيامة‬

‫عــى رجــاء القيامــة‪ ،‬رقــد القــس ســيفاك‬
‫تراشــيان ‪ ،Sevag Trashian‬في ‪ 3‬تشريــن‬
‫الأ ّول ‪ ،2020‬بعــد تع ّرضــه لأزمــة قلبيــة‬
‫مفاجئـة‪ .‬تعـ ّزي أسرة النـرة العائلـة‪ ،‬الكنيسـة‪،‬‬
‫واتحـاد الكنائـس الإنجيليـة الأرمنيـة في الـرق‬
‫الأدنــى‪ .‬نذكــر أ ّن القــس ســيفاك‪ ،‬وهــو مــن‬
‫مواليــد بــروت عــام ‪ ،١٩٧٨‬خــدم لتســع‬
‫ســنوات في كنائــس كســب الإنجيليــة الأرمنيــة‬
‫خـال الأعـوام ‪ ،٢٠١٤-٢٠٠٦‬قبـل أن ينتقـل ليخـدم كنيسـة ع ّمنوئيـل الانجيليـة‬

‫الأرمنيــة في بــروت‪.‬‬

‫***‬

‫عــى رجــاء القيامــة‪ ،‬رقــد الشــيخ نجيــب‬
‫داغــر‪ ،‬في ‪ 29‬تشريــن الأ ّول ‪ ،2020‬بعــد‬
‫تع ّرضــه لأزمــة قلبيــة مفاجئــة‪ .‬تعــ ّزي أسرة‬
‫االنـرة العائلـة‪ ،‬الكنيسـة العزيـزة في الجميليـة‪،‬‬
‫والســينودس الإنجيــي الوطنــي في ســورية‬

‫ولبنــان‪.‬‬

‫‪122‬‬




Click to View FlipBook Version