The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search

suurah Yuusuf - Simplified tafsiir

suurah Yuusuf - simplified tafsiir

‫التفسير المي َّسر‬ ‫‪g‬س‪r‬و‪o‬ر‪.‬ة‪ x‬ا‪e‬ل‪l‬نا‪p‬س‪www.Qurancom‬‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة ايلنواسسف‬

‫‪ ‬سورة يوسف ‪‬‬

‫‪ ‬الر تِْل َك آََي ُت الْ ِكتَا ِب الْ ُمبِيِن (‪ )1‬‬
‫(الر) سبق الكلام على الحروف المق َطّعة في أول سورة البقرة‪.‬‬
‫هذه آَيت الكتاب البِِين الواضح في معانيه وحلاله وحرامه‬

‫وهداه‪.‬‬

‫‪ ‬إَِّن أَنَْزلْنَاهُ قُْرآَّان َعَربًِيّا لََعَلّ ُك ْم تَ ْعِقلُو َن (‪ )2‬‬
‫إَّن أنزلنا هذا القرآن بلغة العرب‪ ,‬لعلكم ‪-‬أيها العرب‪-‬‬

‫تعقلون معانيه وتفهمونها‪ ,‬وتعملون بهديه‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫‪َْ ‬ن ُن نَُق ُّص َعلَْي َك أَ ْح َس َن الَْق َص ِص ِبَا أَْو َحْينَا إِلَْي َك َه َذا‬

‫الُْقْرآ َن َوإِ ْن ُكْن َت ِم ْن قَْبِلِه لَِم َن الْغَافِِليَن (‪ )3‬‬
‫َنن نق ُّص عليك ‪-‬أيها الرسول‪ -‬أحسن القصص بوحينا إليك‬
‫هذا القرآن‪ ,‬وإن كنت قبل إنزاله عليك لمن الغافلين عن هذه‬

‫الأخبار‪ ,‬لا تدري عنها شيئاا‪.‬‬

‫‪ ‬إِ ْذ قَ ا َل يُو ُس ُف لأبِي ِه ََي أَبَ ِت إِِِ َرأَيْ ُت أَ َح َد َع َ َر‬

‫َكْوَكباا َوال َّ ْم َس َوالَْق َمَر َرأَيْتُ ُه ْم ِِل َسا ِج ِدي َن (‪ )4‬‬
‫اذكر ‪-‬أيها الرسول‪ -‬لقومك قول يوسف لأبيه‪ :‬إ رأيت في‬
‫المنام أحد ع ر كوكباا‪ ,‬وال مس والقمر رأيتهم ِل ساجدين‪.‬‬
‫فكانت هذه الرؤَي ب رى لَِما وصل إليه يوسف عليه السلام من‬

‫علِِو المنزلة في الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫‪ ‬قَ ا َل ََي بُ ََّص لا تَ ْق ُص ْص ُرْؤََي َك َعلَ ى إِ ْخَوتِ َك فَيَ ِكي ُدوا‬

‫لَ َك َكْي ادا إِ َّن ال َّْيطَا َن لِلإنْ َسا ِن َع ُدٌّو ُمبِيٌن (‪ )5‬‬
‫قال يعقوب لابنه يوسف‪َ :‬ي بص لا تذكر لإخوتك هذه الرؤَي‬
‫فيحسدوك‪ ,‬ويعادوك‪ ,‬ويحتالوا في إهلاكك‪ ,‬إن ال يطان للإنسان‬

‫عدو ظاهر العداوة‪.‬‬

‫‪َ ‬وَك َذلِ َك َْيتَبِي َك َرُبّ َك َويَُعلِِ ُم َك ِم ْن ََتْ ِوي ِل الأ َحا ِدي ِث َويُتِ ُّم‬
‫نِْع َمتَهُ َعلَْي َك َو َعلَى آ ِل يَ ْعُقو َب َك َما أَََتَّها َعلَى أَبََويْ َك ِم ْن قَْب ُل‬

‫إِبَْرا ِهي َم َوإِ ْس َحا َق إِ َّن َرَبّ َك َعِلي ٌم َح ِكي ٌم (‪ )6‬‬

‫وكما أراك ربك هذه الرؤَي فكذلك يصطفيك ويعلمك تفسير‬

‫ما يراه الناس في منامهم من الرؤى مما تؤول إليه واقاعا‪ ,‬ويتم نعمته‬
‫عليك وعلى آل يعقوب بالنبوة والرسالة‪ ,‬كما أَتها من قبل على‬

‫‪4‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورة ياولنساسف‬

‫أبويك إبراهيم وإسحاق بالنبوة والرسالة‪ .‬إن ربك عليم ِبن‬
‫يصطفيه من عباده‪ ,‬حكيم في تدبير أمور خلقه‪.‬‬

‫‪ ‬لََق ْد َكا َن ِفي يُو ُس َف َوإِ ْخَوتِِه آََي ٌت لِل َّسائِِليَن (‪ )7‬‬
‫لقد كان في قصة يوسف وإخوته عبر وأدلة تدل على قدرة الله‬

‫وحكمته لمن يسأل عن أخبارهم‪ ,‬ويرغب في معرفتها‪.‬‬

‫‪ ‬إِ ْذ قَالُوا لَيُو ُس ُف َوأَ ُخوهُ أَ َح ُّب إَِل أَبِينَا ِمَنّا َوَْن ُن عُ ْصبَةٌ إِ َّن‬

‫أَبَاََّن لَِفي َضلا ٍل ُمبِيٍن (‪ )8‬‬

‫إذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم‪ :‬إن يوسف وأخاه‬
‫ال قيق أحب إَل أبينا منا‪ ,‬يف ِِضلهما علينا‪ ,‬وَنن جماعة ذوو‬
‫عدد‪ ,‬إن أباَّن لفي خطأ بِِين حيث ف َّضلهما علينا من غير موجب‬

‫نراه‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة ي اولنساسف‬

‫‪ ‬اقْتُلُوا يُو ُس َف أَِو اطَْر ُحوهُ أَْر اضا َيْ ُل لَ ُك ْم َو ْجهُ أَبِي ُك ْم َوتَ ُكونُوا‬
‫ِم ْن بَ ْع ِدِه قَ ْواما َصالِحِيَن (‪ )9‬‬

‫اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران‬
‫َيلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم‪ ,‬ولا يلتفت عنكم إَل‬
‫غيركم‪ ,‬وتكونوا ِم ْن بعد قَْتل يوسف أو إبعاده تائبين إَل الله‪,‬‬

‫مستغفرين له من بعد ذنبكم‪.‬‬
‫‪ ‬قَ ا َل قَائِ ٌل ِم ْن ُه ْم لا تَ ْقتُلُ وا يُو ُس َف َوأَلُْق وهُ ِفي غَيَابَ ِة‬

‫اْْلُ ِِب يَْلتَِقطْهُ بَ ْع ُض ال َّسَيّاَرِة إِ ْن ُكْنتُ ْم فَا ِعِليَن (‪ )10‬‬
‫قال قائل من إخوة يوسف‪ :‬لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف‬
‫البئر يلتقطه بعض الماَّرة من المسافرين فتستريحوا منه‪ ,‬ولا حاجة‬

‫إَل قتله‪ ,‬إنكنتم عازمين على فعل ما تقولون‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوسروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬قَالُوا ََي أَبَاََّن َما لَ َك لا ََتَْمَنّا َعلَى يُو ُس َف َوإَِّن لَهُ لَنَا ِص ُحو َن‬

‫(‪ )11‬‬
‫قال إخوة يوسف ‪-‬بعد اتفاقهم على إبعاده‪َ :-‬ي أباَّن ما لك‬
‫لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخوَّن‪ ,‬وَنن نريد له الخير‬

‫ون فق عليه ونرعاه‪ ,‬ونخصه بخالص النصح؟‬

‫‪ ‬أَْرِسْلهُ َمَعنَا غَ ادا يَْرتَ ْع َويَْلَع ْب َوإَِّن لَهُ لَحَافِظُو َن (‪ )12‬‬
‫أرسله معنا غ ادا عندما نخرج إَل مراعينا يَ ْس َع وين ط ويفرح‪,‬‬
‫ويلعب بالاستباق وَنوه من اللعب المباح‪ ,‬وإَّن لحافظون له من‬

‫كل ما تخاف عليه‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوسرةورةاليناوسسف‬

‫‪ ‬قَا َل إِِِ لَيَ ْحُزنُِص أَ ْن تَ ْذ َهبُوا بِِه َوأَ َخا ُف أَ ْن ََيْ ُكلَهُ ال ِِذئْ ُب‬

‫َوأَنْتُ ْم َعْنهُ غَافِلُو َن (‪ )13‬‬
‫قال يعقوب‪ :‬إ لَيؤلم نفسي مفارقته ِل إذا ذهبتم به إَل‬
‫المراعي‪ ,‬وأخ ى أن َيكله الذئب‪ ,‬وأنتم عنه غافلون من غلون‪.‬‬

‫‪ ‬قَالُوا لَئِ ْن أَ َكلَهُ ال ِِذئْ ُب َوَْن ُن عُ ْصبَةٌ إَِّن إِ اذا لَخَا ِسُرو َن (‪ )14‬‬
‫قال إخوة يوسف لوالدهم‪ :‬لئن أكله الذئب‪ ,‬وَنن جماعة قوية‬

‫إَّن إ اذا لخاسرون‪ ,‬لا خير فينا‪ ,‬ولا نفع يُْرَجى منا‪.‬‬

‫‪ ‬فَلَ َّما ذَ َهبُوا بِِه َوأَجْمَعُوا أَ ْن َْيَعلُوهُ ِفي غَيَابَِة اْْلُ ِِب َوأَْو َحْينَا إِلَْيِه‬
‫لَتُنَبِِئََنّ ُه ْم ِبَْم ِرِه ْم َه َذا َوُه ْم لا يَ ْعُُرو َن (‪ )15‬‬

‫‪8‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةةي اولنسافس‬

‫فأ ْر َسلَهُ معهم‪ .‬فلما ذهبوا به وأجمعوا على إلقائه في جوف‬
‫البئر‪ ,‬وأوحينا إَل يوسف لتخبر َّن إخوتك مستقبلا بفعلهم هذا‬

‫الذي فعلوه بك‪ ,‬وهم لا يُِح ُّسون بذلك الأمر ولا ي عرون به‪.‬‬

‫‪َ ‬و َجاءُوا أَبَا ُه ْم ِع َاءا يَْب ُكو َن (‪ )16‬‬
‫وجاء إخوة يوسف إَل أبيهم في وقت الِع اء من أول الليل‪,‬‬

‫يبكون ويظهرون الأسف واْلزع‪.‬‬

‫‪ ‬قَالُوا ََي أَبَاََّن إَِّن َذ َهْبنَا نَ ْستَبِ ُق َوتََرْكنَا يُو ُس َف ِعْن َد َمتَا ِعنَا‬
‫فَأَ َكلَهُ ال ِِذئْ ُب َوَما أَنْ َت ِبُْؤِم ٍن لَنَا َولَْو ُكَنّا َصا ِدقِيَن (‪ )17‬‬

‫قالوا‪َ :‬ي أباَّن إَّن ذهبنا نتسابق في ال َجْري والرمي بالسهام‪,‬‬
‫وتركنا يوسف عند زادَّن وثيابنا‪ ,‬فلم نق ِِصر في حفظه‪ ,‬بل تركناه في‬

‫‪9‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة يالوناسسف‬

‫مأمننا‪ ,‬وما فارقناه إلا وقتاا يسيارا‪ ,‬فأكله الذئب‪ ,‬وما أنت ِبص ِِدق‬
‫لنا ولوكنا موصوفين بالصدق; ل دة حبك ليوسف‪.‬‬

‫‪َ ‬و َجاءُوا َعلَى قَِمي ِصِه بِ َدٍم َك ِذ ٍب قَا َل بَ ْل َسَّولَ ْت لَ ُك ْم أَنْ ُف ُس ُك ْم‬

‫أَْمارا فَ َصبْرٌ جَِمي ٌل َواََّّللُ الْ ُم ْستَ َعا ُن َعلَى َما تَ ِصُفو َن (‪ )18‬‬

‫وجاؤوا بقميصه ملط اخا بدم غير دم يوسف; لي هد على‬
‫صدقهم‪ ,‬فكان دليلا على كذبهم; لأن القميص لم ُيََّز ْق‪ .‬فقال لهم‬
‫أبوهم يعقوب عليه السلام‪ :‬ما الأمر كما تقولون‪ ,‬بل زَيّنت لكم‬
‫أنفسكم الأَّمارة بالسوء أمارا قبي احا في يوسف‪ ,‬فرأيتموه حسناا‬
‫وفعلتموه‪ ,‬فصبري صبر جميل لا شكوى معه لأحد من الخلق‪,‬‬
‫وأستعين بالله على احتمال ما تصفون من الكذب‪ ,‬لا على حوِل‬

‫وقوتي‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪َ ‬و َجا َء ْت َسَيّاَرةٌ فَأَْر َسلُوا َواِرَد ُه ْم فَأَ ْدَل َدلَْوهُ قَا َل ََي بُ ْ َرى‬

‫َه َذا غُلاٌم َوأَ َسُّروهُ بِ َضا َعةا َواََّّللُ َعِلي ٌم ِبَا يَ ْع َملُو َن (‪ )19‬‬
‫وجاءت جماعة من المسافرين‪ ,‬فأرسلوا َمن يطلب لهم الماء‪,‬‬
‫فلما أرسل دلوه في البئر تعَلّق بها يوسف‪ ,‬فقال واردهم‪َ :‬ي‬
‫ب راي هذا غلام نفيس‪ ,‬وأخفى الوارُد وأصحابه يوس َف من بقية‬
‫المسافرين فلم يظهروه لهم‪ ,‬وقالوا‪ :‬إن هذه بضاعة استبضعناها‪,‬‬

‫والله عليم ِبا يعملونه بيوسف‪.‬‬
‫‪َ ‬و َشَرْوهُ بِثََم ٍن بَخْ ٍس َدَرا ِه َم َم ْع ُدوَدٍة َوَكانُوا فِيِه ِم َن الَّزا ِه ِدي َن‬

‫(‪ )20‬‬

‫وباعه إخوته للواردين من المسافرين بثمن قليل من الدراهم‪,‬‬
‫وكانوا زاهدين فيه راغبين في التخلص منه; وذلك أنهم لا يعلمون‬

‫منزلته عند الله‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة يالوناسسف‬

‫‪َ ‬وقَ ا َل اَلّ ِذي ا ْش تََراهُ ِم ْن ِم ْص َر لاْمَرأَتِ ِه أَ ْك ِرِم ي َمثْ َواهُ‬
‫َع َس ى أَ ْن يَْن َفَعنَ ا أَْو نََتّ ِخ َذهُ َولَ ادا َوَك َذلِ َك َم َّكَنّ ا لِيُو ُس َف ِفي‬
‫الأ ْر ِض َولِنُ َعِلِ َم هُ ِم ْن ََتْ ِوي ِل الأ َحا ِدي ِث َواََّّللُ غَالِ ٌب َعلَ ى أَْم ِرِه‬

‫َولَ ِك َّن أَ ْكثََر الَنّا ِس لا يَ ْعلَ ُمو َن (‪ )21‬‬

‫ولما ذهب المسافرون بيوسف إَل "مصر" اشتراه منهم عزيزها‪,‬‬
‫وهو الوزير‪ ,‬وقال لامرأته‪ :‬أحسص معاملته‪ ,‬واجعلي مقامه عندَّن‬
‫كرُياا‪ ,‬لعلنا نستفيد من خدمته‪ ,‬أو نقيمه عندَّن مقام الولد‪ ,‬وكما‬
‫أنجينا يوسف وجعلنا عزيز "مصر" يَ ْع ِطف عليه‪ ,‬فكذلك مكَنّا له‬
‫في أرض "مصر"‪ ,‬وجعلناه على خزائنها‪ ,‬ولنعِلِمه تفسير الرؤى‬
‫فيعرف منها ما سيقع مستقبلاا‪ .‬والله غالب على أمره‪ ,‬فحكمه‬
‫َّنفذ لا يبطله مبطل‪ ,‬ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله‬

‫بيد الله‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪َ ‬ولََّما بَلَ َغ أَ ُش َّدهُ آتَْينَاهُ ُح ْك اما َوِعْل اما َوَك َذلِ َك نَْج ِزي‬

‫الْ ُم ْح ِسنِيَن (‪ )22‬‬

‫ولما بلغ يوسف منتهى قوته في شبابه أعطيناه فه اما وعل اما‪,‬‬
‫ومثل هذا اْلزاء الذي جزينا به يوسف على إحسانه نجزي‬

‫المحسنين على إحسانهم‪ .‬وفي هذا تسلية للرسول ‪.‬‬

‫‪َ ‬وَراَوَدتْهُ اَلِّت ُهَو ِفي بَْيتَِها َع ْن نَْف ِسِه َوغََلَّق ِت الأبْ َوا َب َوقَالَ ْت‬
‫َهْي َت لَ َك قَا َل َمَعا َذ اََّّلِل إَِنّهُ َرِِّب أَ ْح َس َن َمثْ َوا َي إَِنّهُ لا يُْفِل ُح‬

‫ال َظّالِ ُمو َن (‪ )23‬‬

‫ودعت امرأة العزيز ‪-‬برفق ولين‪ -‬يوسف الذي هو في بيتها إَل‬
‫نفسها; لحبها ال ديد له وحسن بهائه‪ ,‬وغَلّقت الأبواب عليها‬
‫وعلى يوسف‪ ,‬وقالت‪ :‬هل َّم إَِّل‪ ,‬فقال‪ :‬معاذ الله أعتصم به‪,‬‬

‫‪13‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة ي اولنساسف‬

‫وأستجير ِمن الذي تدعينص إليه‪ ,‬من خيانة سيدي الذي أحسن‬

‫منزلِت وأكرمص فلا أخونه في أهله‪ ,‬إنه لا يفلح َمن ظَلَم فََفعل ما‬
‫ليس له فعله‪.‬‬

‫‪َ ‬ولََق ْد َََهّ ْت بِِه َوَه َّم بِهَا لَْولا أَ ْن َرأَى بُْرَها َن َربِِِه َك َذلِ َك‬

‫لِنَ ْص ِر َف َعْنهُ ال ُّسوَء َوالَْف ْح َا َء إَِنّهُ ِم ْن ِعبَا ِدََّن الْ ُم ْخلَ ِصيَن (‪ )24‬‬

‫ولقد مالت نفسها لفعل الفاح ة‪ ,‬وح َّدثت يوس َف نف ُسه‬
‫حديث خطرات للاستجابة‪ ,‬لولا أن رأى آية من آَيت ربه تزجره‬
‫ع َّما حدثته به نفسه‪ ,‬وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء‬
‫والفاح ة في جميع أموره‪ ,‬إنه من عبادَّن المطهرين المصطَفين‬

‫للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫‪َ ‬وا ْستَبَ َقا الْبَا َب َوقَ َّد ْت قَِمي َصهُ ِم ْن ُدبٍُر َوأَلَْفيَا َسيِِ َد َها لَ َدى‬
‫الْبَا ِب قَالَ ْت َما َجَزاءُ َم ْن أََرا َد ِبَْهِل َك ُسوءاا إِلا أَ ْن يُ ْس َج َن أَْو‬

‫َع َذا ٌب أَلِي ٌم (‪ )25‬‬

‫وأسرع يوسف إَل الباب يريد الخروج‪ ,‬وأسرعت تحاول‬
‫الإمساك به‪ ,‬وجذبت قميصه من خلفه; لتحول بينه وبين الخروج‬
‫ف َّقته‪ ,‬ووجدا زوجها عند الباب فقالت‪ :‬ما جزاء َمن أراد‬

‫بامرأتك فاح ة إلا أن يسجن أو يعذب العذاب الموجع‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل ِه َي َراَوَدتِْص َع ْن نَْف ِسي َو َشِه َد َشا ِه ٌد ِم ْن أَْهِلَها إِ ْن َكا َن‬
‫قَِمي ُصهُ قَُّد ِم ْن قُبٍُل فَ َص َدقَ ْت َوُهَو ِم َن الْ َكا ِذبِيَن (‪ )26‬‬

‫‪15‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةيوالنسافس‬

‫قال يوسف‪ :‬هي الِت طلبت مص ذلك‪ ,‬ف هد صبي في المهد‬

‫ِمن أهلها فقال‪ :‬إن كان قميصه ُش َّق من الأمام فصدقت في‬
‫اتِِهامها له‪ ,‬وهو من الكاذبين‪.‬‬

‫‪َ ‬وإِ ْن َكا َن قَِمي ُصهُ قَُّد ِم ْن ُدبٍُر فَ َك َذبَ ْت َوُهَو ِم َن ال َّصا ِدِقيَن‬

‫(‪ )27‬‬

‫وإن كان قميصه ُش َّق من الخلف فكذبت في قولها‪ ,‬وهو من‬
‫الصادقين‪.‬‬

‫‪ ‬فَلَ َّما َرأَى قَِمي َصهُ قَُّد ِم ْن ُدبٍُر قَا َل إَِنّهُ ِم ْن َكْي ِدُك َّن إِ َّن َكْي َدُك َّن‬
‫َع ِظي ٌم (‪ )28‬‬

‫‪16‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫فلما رأى الزوج قميص يوسف ُش َّق من خلفه علم براءة‬
‫يوسف‪ ,‬وقال لزوجته‪ :‬إن هذا الكذب الذي اتهم ِت به هذا‬

‫ال اب هو ِمن جملة مكركن ‪-‬أيتها النساء‪ ,-‬إ َّن مكركن عظيم‪.‬‬

‫‪ ‬يُو ُس ُف أَ ْع ِر ْض َع ْن َه َذا َوا ْستَغِْف ِري لِ َذنْبِ ِك إَِنّ ِك ُكْن ِت ِم َن‬

‫الْخَا ِطئِيَن (‪ )29‬‬
‫قال عزيز "مصر"‪َ :‬ي يوسف اترك ِذ ْكر ما كان منها فلا تذكره‬
‫لأحد‪ ,‬واطلبي ‪-‬أيتها المرأة‪ -‬المغفرة لذنبك؛ إنك كن ِت من الآثمين‬

‫في مراودة يوسف عن نفسه‪ ,‬وفي افترائك عليه‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل نِ ْسَوةٌ ِفي الْ َم ِدينَِة اْمَرأَةُ الَْع ِزي ِز تَُرا ِوُد فَتَا َها َع ْن نَْف ِسِه‬
‫قَ ْد َشغََفَها ُحًبّا إَِّن لَنَ َرا َها ِفي َضلا ٍل ُمبِيٍن (‪ )30‬‬

‫‪17‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫ووصل الخبر إَل نسوة في المدينة فتحدثن به‪ ,‬وقلن منكرات‬
‫على امرأة العزيز‪ :‬امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه‪ ,‬وتدعوه‬
‫إَل نفسها‪ ,‬وقد بلغ حبها له َشغَاف قلبها (وهو غلافه)‪ ,‬إَّن لَنراها‬

‫في هذا الفعل لفي ضلال واضح‪.‬‬

‫‪ ‬فَلَ َّما ََِسَع ْت ِبَ ْك ِرِه َّن أَْر َسلَ ْت إِلَْيِه َّن َوأَ ْعتَ َد ْت لَهَُّن ُمَتّ َكأا َوآتَ ْت‬
‫ُك َّل َوا ِح َدٍة ِمْن ُه َّن ِس ِِكيناا َوقَالَ ِت ا ْخُر ْج َعلَْيِه َّن فَلَ َّما َرأَيْنَهُ أَ ْكبَْرنَهُ‬
‫َوقَ َطّْع َن أَيْ ِديَ ُه َّن َوقُْل َن َحا َش ََِّّلِل َما َه َذا بَ َ ارا إِ ْن َه َذا إِلا َملَ ٌك َك ِريمٌ‬

‫(‪ )31‬‬

‫فلما َسعت امرأة العزيز بِغْيبتهن إَيها واحتيالهن في ذِِمها‪,‬‬
‫أرسلت إليهن تدعوهن لزَيرتها‪ ,‬وهَيّأت لهن ما يتكئن عليه من‬
‫الوسائد‪ ,‬وما َيكلنه من الطعام‪ ,‬وأعطت كل واحدة منهن سكيناا‬
‫ليَُق ِطِعن الطعام‪ ,‬ثم قالت ليوسف‪ :‬اخرج عليهن‪ ,‬فلما رأينه‬
‫أعظمنه وأجللنه‪ ,‬وأ َخ َذهن حسنه وجماله‪ ,‬فجرحن أيديهن وهن‬

‫‪18‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة يالوناسسف‬

‫يَُق ِطِعن الطعام من فرط الده ة والذهول‪ ,‬وقلن متعجبات‪ :‬معاذ‬
‫الله‪ ,‬ما هذا من جنس الب ر; لأن جماله غير معهود في الب ر‪ ,‬ما‬

‫هو إلا َملَككريم من الملائكة‪.‬‬

‫‪ ‬قَالَ ْت فَ َذلِ ُك َّن اَلّ ِذي لُْمتَُنِّص فِيِه َولََق ْد َراَوْدتُهُ َع ْن نَْف ِسِه‬
‫فَا ْستَ ْع َص َم َولَئِ ْن لَمْ يَْفَع ْل َما آُمُرهُ لَيُ ْس َجنَ َّن َولَيَ ُكوَّان ِم َن ال َّصا ِغ ِري َن‬

‫(‪ )32‬‬

‫قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي ق َطّعن أيديهن‪ :‬فهذا الذي‬
‫أصابكن في رؤيتكن إَيه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتَُنّص في‬
‫الافتتان به‪ ,‬ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب ِل فامتنع‬
‫وأبى‪ ,‬ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقََََّب بدخول السجن‪,‬‬

‫ولَيكونن من الأذلاء‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬قَا َل َر ِِب ال ِِس ْج ُن أَ َح ُّب إََِِّل ِمَمّا يَ ْدعُونَِص إِلَْيِه َوإِلا تَ ْص ِر ْف َعِِص‬

‫َكْي َد ُه َّن أَ ْص ُب إِلَْيِه َّن َوأَ ُك ْن ِم َن اْْلَا ِهِليَن (‪ )33‬‬
‫قال يوسف مستعي اذا ِمن شرهن ومكرهن‪َ :‬ي ر ِِب السج ُن أحب‬
‫إَِّل مما يدعونص إليه من عمل الفاح ة‪ ,‬وإن لم تدفع عص مكرهن‬

‫أَِم ْل إليهن‪ ,‬وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم ْلهلهم‪.‬‬

‫‪ ‬فَا ْستَ َجا َب لَهُ َرُبّهُ فَ َصَر َف َعْنهُ َكْي َد ُه َّن إَِنّهُ ُهَو ال َّس ِمي ُع الَْعِلي ُم‬

‫(‪ )34‬‬

‫فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة‬
‫العزيز وصواحباتها من معصية الله‪ .‬إن الله هو السميع لدعاء‬
‫يوسف‪ ,‬ودعاء كل داع ِمن خلقه‪ ,‬العليم ِبطلبه وحاجته وما‬

‫يصلحه‪ ,‬وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةيوالنسافس‬

‫‪ ‬ثَُمّ بََدا لَهُْم ِم ْن بَ ْع ِد َما َرأَُوا الآََي ِت لَيَ ْس ُجنَُنّهُ َح َتّى ِحيٍن (‪)35‬‬

‫‪‬‬

‫ثم ظهر للعزيز وأصحابه ‪-‬من بعد ما رأوا الأدلة على براءة‬
‫يوسف وعفته‪ -‬أن يسجنوه إَل زمن يطول أو يقصر; مناعا‬

‫للفضيحة‪.‬‬

‫‪َ ‬وَد َخ َل َمَعهُ ال ِِس ْج َن فَتَيَا ِن قَا َل أَ َح ُدَُهَا إِِِ أََراِ أَ ْع ِصُر ََخْارا‬
‫َوقَا َل الآ َخُر إِِِ أََراِ أَِْْح ُل فَ ْو َق َرأْ ِسي ُخْب ازا ََتْ ُك ُل ال َطّيْرُ ِمْنهُ نَبِِْئنَا‬

‫بِتَأْ ِويِلِه إَِّن نََرا َك ِم َن الْ ُم ْح ِسنِيَن (‪ )36‬‬

‫ودخل السجن مع يوسف فَتَيان‪ ,‬قال أحدَها‪ :‬إ رأيت في‬
‫المنام أ أعصر عنباا ليصير َخارا‪ ,‬وقال الآخر‪ :‬إ رأيت أ أْحل‬

‫‪21‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةيوالنسافس‬

‫فوق رأسي خبازا َتكل الطير منه‪ ,‬أخبرَّن ‪َ-‬ي يوسف ‪-‬بتفسير ما‬
‫رأينا‪ ,‬إَّن نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله‪ ,‬ومعاملتهم لخلقه‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل لا ََيْتِي ُك َما طََعاٌم تُْرَزقَانِِه إِلا نََبّأْتُ ُك َما بِتَأْ ِويلِِه قَْب َل أَ ْن‬
‫ََيْتِيَ ُك َما ذَلِ ُك َما ِمَمّا َعَلّ َمِص َرِِّب إِِِ تََرْك ُت ِمَلّةَ قَ ْوٍم لا يُْؤِمنُو َن بِاََّّلِل‬

‫َوُه ْم بِالآ ِخَرِة ُه ْم َكاِفُرو َن (‪ )37‬‬

‫قال لهما يوسف‪ :‬لا َيتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال‬
‫إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن َيتيكما‪ ,‬ذلكما التعبير الذي سأعِبِره‬
‫لكما مما عَلّمص رّب; إ آمنت به‪ ,‬وأخلصت له العبادة‪,‬‬

‫وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله‪ ,‬وهم بالبعث والحساب‬

‫جاحدون‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةةي اولنسافس‬

‫‪َ ‬واَتّبَ ْع ُت ِمَلّةَ آبَائِي إِبَْرا ِهي َم َوإِ ْس َحا َق َويَ ْعُقو َب َما َكا َن لَنَا أَ ْن‬
‫نُ ْ ِرَك بِاََّّلِل ِم ْن َش ْيٍء َذلِ َك ِم ْن فَ ْض ِل اََّّلِل َعلَْينَا َو َعلَى الَنّا ِس َولَ ِك َّن‬

‫أَ ْكثََر الَنّا ِس لا يَ ْ ُكُرو َن (‪ )38‬‬

‫واتبعت دين آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فعبدت الله‬
‫وحده‪ ,‬ما كان لنا أن نجعل لله شري اكا في عبادته‪ ,‬ذلك التوحيد‬
‫بإفراد الله بالعبادة‪ ,‬مما تفضل الله به علينا وعلى الناس‪ ,‬ولكن‬

‫أكثر الناس لا ي كرون الله على نعمة التوحيد والإُيان‪.‬‬

‫‪ََ ‬ي َصا ِحبَِي ال ِِس ْج ِن أَأَْربَا ٌب ُمتَ َفِِرقُو َن َخيْرٌ أَِم اََّّللُ الَْوا ِح ُد‬

‫الَْقَّها ُر (‪ )39‬‬
‫وقال يوسف للَفتَيين اللذين معه في السجن‪ :‬أعبادةُ آلهٍة مخلوقة‬

‫شتى خير أم عبادة الله الواحد القهار؟‬

‫‪23‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫‪َ ‬ما تَ ْعبُ ُدو َن ِم ْن ُدونِِه إِلا أََْسَا اء َََسّْيتُ ُموَها أَنْتُ ْم َوآبَاُؤُك ْم َما أَنَْزَل‬
‫اََّّللُ بِهَا ِم ْن ُسْلطَا ٍن إِ ِن الْحُ ْك ُم إِلا ََِّّلِل أََمَر أَلا تَ ْعبُ ُدوا إِلا إَِّيهُ َذلِ َك‬

‫ال ِِدي ُن الَْقيِِ ُم َولَ ِك َّن أَ ْكثََر الَنّا ِس لا يَ ْعلَ ُمو َن (‪ )40‬‬

‫ما تعبدون من دون الله إلا أَسا اء لا معا وراءها‪ ,‬جعلتموها‬
‫أنتم وآباؤكم أرباباا جهلا منكم وضلالا‪ ،‬ما أنزل الله من حجة أو‬
‫برهان على صحتها‪ ,‬ما الحكم الحق إلا لله تعاَل وحده‪ ,‬لا شريك‬

‫له‪ ,‬أمر ألا تنقادوا ولا تخضعوا لغيره‪ ,‬وأن تعبدوه وحده‪ ,‬وهذا هو‬

‫الدين القيم الذي لا عوج فيه‪ ,‬ولكن أكثر الناس يهلون ذلك‪,‬‬

‫فلا يعلمون حقيقته‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةيوالنسافس‬

‫‪ََ ‬ي َصا ِحبَِي ال ِِس ْج ِن أََّما أَ َح ُدُك َما فَيَ ْسِقي َرَبّهُ ََخْارا َوأََّما الآ َخُر‬
‫فَيُ ْصلَ ُب فَتَأْ ُك ُل ال َطّيْرُ ِم ْن َرأْ ِسِه قُ ِض َي الأْمُر اَلّ ِذي ِفيِه تَ ْستَ ْفتِيَا ِن‬

‫(‪ )41‬‬

‫َي صاحبَّي في السجن‪ ,‬إليكما تفسيَر رؤَيكما‪ :‬أما الذي رأى‬
‫أنه يعصر العنب في رؤَيه فإنه َيرج من السجن ويكون ساقي‬
‫الخمر للملك‪ ,‬وأما الآخر الذي رأى أنه يحمل على رأسه خبازا‬
‫فإنه يُ ْصلب ويُتْرك‪ ,‬وَتكل الطير من رأسه‪ ,‬قُضي الأمر الذي فيه‬

‫تستفتيان وفُرغ منه‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل لَِلّ ِذي ظَ َّن أََنّهُ ََّن ٍج ِمْن ُه َما اذُْكْرِ ِعْن َد َربِِ َك فَأَنْ َساهُ‬
‫ال َّْيطَا ُن ِذ ْكَر َربِِِه فَلَبِ َث ِفي ال ِِس ْج ِن بِ ْض َع ِسنِيَن (‪ )42‬‬

‫‪25‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرة ايلنواسسف‬

‫وقال يوسف للذي علم أنه َّن ٍج من صاحبيه‪ :‬اذكر عند‬
‫سيِِدك الملك وأخبره ِب مظلوم محبوس بلا ذنب‪ ,‬فأنسى‬
‫ال يطان ذلك الرجل أن يذكر للملك حال يوسف‪ ,‬فمكث‬

‫يوسف بعد ذلك في السجن عدة سنوات‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل الْ َمِل ُك إِِِ أََرى َسْب َع بََقَرا ٍت َِسَا ٍن ََيْ ُكلُُه َّن َسْب ٌع‬
‫ِع َجا ٌف َو َسْب َع ُسْنبُلا ٍت ُخ ْض ٍر َوأُ َخَر ََيبِ َسا ٍت ََي أَُيّ َها الْ َملأ أَفْتُوِ‬

‫ِفي ُرْؤََي َي إِ ْن ُكْنتُ ْم لِلُّرْؤََي تَ ْعبُرُو َن (‪ )43‬‬

‫وقال الملك‪ :‬إ رأيت في منامي سبع بقرات َسان‪َ ,‬يكلهن‬

‫سبع بقرات َنيلات من ال ُهزال‪ ,‬ورأيت سبع سنبلات خضر‪,‬‬
‫وسبع سنبلات َيبسات‪َ ,‬ي أيها السادة والكبراء أخبرو عن هذه‬

‫الرؤَي‪ ,‬إنكنتم للرؤَي تَُف ِِسرون‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬قَالُوا أَ ْضغَا ُث أَ ْحلاٍم َوَما َْن ُن بِتَأْ ِوي ِل الأ ْحلاِم بَِعالِِميَن (‪)44‬‬

‫‪‬‬
‫قالوا‪ :‬رؤَيك هذه أخلاط أحلام لا َتويل لها‪ ,‬وما َنن بتفسير‬

‫الأحلام بعالمين‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل اَلّ ِذي نَجَا ِمْن ُه َما َوا َّدَكَر بَ ْع َد أَُّمٍة أَََّن أُنَبِِئُ ُك ْم بِتَأْ ِويِلِه‬

‫فَأَْرِسلُوِن (‪ )45‬‬

‫وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن وتذكر‬
‫بعد مدة ما نسي من أمر يوسف‪ :‬أَّن أخبركم بتأويل هذه الرؤَي‪,‬‬

‫فابعثو إَل يوسف لآتيكم بتفسيرها‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةةي اولنسافس‬

‫‪ ‬يُو ُس ُف أَُيّ َها ال ِِص ِِدي ُق أَفْتِنَا ِفي َسْب ِع بََقَرا ٍت َِسَا ٍن ََيْ ُكلُُه َّن َسْب ٌع‬
‫ِع َجا ٌف َو َسْب ِع ُسْنبُلا ٍت ُخ ْض ٍر َوأُ َخَر ََيبِ َسا ٍت لََعِلِي أَْرِج ُع إَِل الَنّا ِس‬

‫لََعَلُّه ْم يَ ْعلَ ُمو َن (‪ )46‬‬

‫وعندما وصل الرجل إَل يوسف قال له‪ :‬يوسف أيها الصديق‬
‫ف ِِسر لنا رؤَي َمن رأى سبع بقرات َسان َيكلهن سبع بقرات‬
‫هزيلات‪ ,‬ورأى سبع سنبلات خضر وأخر َيبسات; لعلي أرجع‬

‫إَل الملك وأصحابه فأخبرهم; ليعلموا َتويل ما سألتك عنه‪,‬‬

‫وليعلموا مكانتك وفضلك‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل تَ ْزَرعُو َن َسْب َع ِسنِيَن َدأَباا فََما َح َص ْدُْت فَ َذ ُروهُ ِفي ُسْنبُلِِه إِلا‬
‫قَِليلا ِمَمّا ََتْ ُكلُو َن (‪ )47‬‬

‫‪28‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة ايلنواسسف‬

‫قال يوسف لسائله عن رؤَي الملك‪ :‬تفسير هذه الرؤَي أنكم‬
‫تزرعون سبع سنين متتابعة جا ِِدين ليَ ْكثُر العطاء‪ ,‬فما حصدُت منه‬
‫في كل مرة فا َّد ِخروه‪ ,‬واتركوه في سنبله; ليت َّم حفظه من التسُّوس‪,‬‬

‫وليكون أبقى‪ ,‬إلا قليلا مما َتكلونه من الحبوب‪.‬‬

‫‪ ‬ثَُمّ ََيِْتي ِم ْن بَ ْع ِد ذَلِ َك َسْب ٌع ِش َدا ٌد ََيْ ُكْل َن َما قَ َّدْمتُ ْم لَهَُّن إِلا‬

‫قَِليلا ِمَمّا تُحْ ِصنُو َن (‪ )48‬‬
‫ثم َيتي بعد هذه السنين الخِ ْصبة سبع سنين شديدة اْلَْدب‪,‬‬
‫َيكل أهلها كل ما ا َّدخرُت لهن من قبل‪ ,‬إلا قليلا مما تحفظونه‬

‫وت َّدخرونه ليكون بذوارا للزراعة‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةةي اولنسافس‬

‫‪ ‬ثَُمّ ََيِْتي ِم ْن بَ ْع ِد ذَلِ َك َعاٌم فِيِه يُغَا ُث الَنّا ُس َوفِيِه يَ ْع ِصُرو َن‬

‫(‪ )49‬‬

‫ثم َيتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر‪,‬‬
‫فيرفع الله تعاَل عنهم ال دة‪ ,‬ويعصرون فيه الثمار من كثرة‬

‫الخِ ْصب والنماء‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل الْ َمِل ُك ائْتُوِ بِِه فَلَ َّما َجاءَهُ الَّر ُسوُل قَا َل ا ْرِج ْع إَِل‬
‫َربِِ َك فَا ْسأَلْهُ َما بَا ُل النِِ ْسَوِة اللاِتي قَ َطّْع َن أَيْ ِديَ ُه َّن إِ َّن َرِِّب بِ َكْي ِد ِه َّن‬

‫َعِلي ٌم (‪ )50‬‬

‫وقال الملك لأعوانه‪ :‬أخرجوا الرجل المعِبِر للرؤَي من السجن‬
‫وأحضروه ِل‪ ,‬فلما جاءه رسول الملك يدعوه قال يوسف‬

‫للرسول‪ :‬ارجع إَل سيدك الملك‪ ,‬واطلب منه أن يسأل النسوة‬

‫‪30‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫اللاتي جرحن أيديهن عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي; لتظهر‬
‫الحقيقة للجميع‪ ,‬وتتضح براءتي‪ ,‬إن رّب عليم بصنيعهن وأفعالهن‬

‫لا َيفى عليه شيء من ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل َما َخطْبُ ُك َّن إِ ْذ َراَوْدتُ َّن يُو ُس َف َع ْن نَْف ِسِه قُْل َن َحا َش ََِّّلِل‬
‫َما َعِل ْمنَا َعلَْيِه ِم ْن ُسوٍء قَالَ ِت اْمَرأَةُ الَْع ِزي ِز الآ َن َح ْص َح َص الْحَ ُّق أَََّن‬

‫َراَوْدتُهُ َع ْن نَْف ِسِه َوإَِنّهُ لَِم َن ال َّصا ِدقِيَن (‪ )51‬‬

‫قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن‪ :‬ما شأنكن حين‬
‫راودت َّن يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟‬
‫قلن‪ :‬معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَ ينه‪ ,‬عند ذلك قالت‬
‫امراة العزيز‪ :‬الآن ظهر الحق بعد خفائه‪ ,‬فأَّن الِت حاولت فتنته‬

‫بإغرائه فامتنع‪ ,‬وإنه لمن الصادقين فيكل ما قاله‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةةي اولنسافس‬

‫‪َ ‬ذلِ َك لِيَ ْعلَ َم أَِِ لَمْ أَ ُخْنهُ بِالْغَْي ِب َوأَ َّن اََّّللَ لا يَ ْه ِدي َكْي َد‬

‫الْخَائِنِيَن (‪ )52‬‬
‫ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم‬
‫زوجي أ لم أخنه بالكذب عليه‪ ,‬ولم تقع مص الفاح ة‪ ,‬وأنص‬
‫راودته‪ ,‬واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته‪ ,‬وأن الله لا يوفق‬

‫أهل الخيانة‪ ,‬ولا يرشدهم في خيانتهم‪.‬‬

‫‪َ ‬وَما أُبَِِر ُئ نَْف ِسي إِ َّن الَنّ ْف َس لأَّماَرةٌ بِال ُّسوِء إِلا َما َرِح َم َرِِّب إِ َّن‬
‫َرِِّب غَُفوٌر َرِحي ٌم (‪ )53‬‬

‫قالت امرأة العزيز‪ :‬وما أزكي نفسي ولا أبرئها‪ ,‬إن النفس‬
‫لكثيرة الأمر لصاحبها بعمل المعاصي طلبا لملذاتها‪ ,‬إلا َمن عصمه‬

‫الله‪ .‬إن الله غفور لذنوب َمن تاب ِمن عباده‪ ,‬رحيم بهم‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوسروةرةيوالسنافس‬

‫‪َ ‬وقَا َل الْ َملِ ُك ائْتُوِ بِِه أَ ْستَ ْخِل ْصهُ لِنَ ْف ِسي فَلَ َّما َكَلّ َمهُ قَا َل‬
‫إَِنّ َك الْيَ ْوَم لَ َديْنَا َم ِكيٌن أَِميٌن (‪ )54‬‬

‫وقال الملك الحاكم ل "مصر" حين بلغته براءة يوسف‪ :‬جيئو‬
‫به أجعله من خلصائي وأهل م ورتي‪ ,‬فلما جاء يوسف وكَلّمه‬
‫الملك‪ ,‬وعرف براءته‪ ,‬وعظيم أمانته‪ ,‬وحسن خلقه‪ ,‬قال له‪ :‬إنك‬

‫اليوم عندَّن عظيم المكانة‪ ,‬ومؤَتن علىكل شيء‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل ا ْجَعْلِص َعلَى َخَزائِ ِن الأ ْر ِض إِِِ َحِفي ٌظ َعلِي ٌم (‪ )55‬‬
‫وأراد يوسف أن ينفع العباد‪ ,‬ويقيم العدل بينهم‪ ,‬فقال للملك‪:‬‬
‫اجعلص والياا على خزائن "مصر"‪ ,‬فإ خازن أمين‪ ,‬ذو علم‬

‫وبصيرة ِبا أتولاه‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫‪َ ‬وَك َذلِ َك َم َّكَنّا لِيُو ُس َف ِفي الأ ْر ِض يَتَبَ َّوأُ ِمْن َها َحْي ُث يَ َاءُ‬

‫نُ ِصي ُب بَِرْْحَتِنَا َم ْن نَ َاءُ َولا نُ ِضي ُع أَ ْجَر الْ ُم ْح ِسنِيَن (‪ )56‬‬
‫وكما أنعم الله على يوسف بالخلاص من السجن م َّكن له في‬
‫أرض "مصر" ينزل منها أي منزل شاءه‪ .‬يصيب الله برْحته من‬
‫ي اء من عباده المتقين‪ ,‬ولا يضيع أجر َمن أحسن شيئاا ِمن العمل‬

‫الصالح‪.‬‬

‫‪َ ‬ولأ ْجُر الآ ِخَرِة َخيْرٌ لَِلّ ِذي َن آَمنُوا َوَكانُوا يََتّ ُقو َن (‪ )57‬‬
‫ولَثواب الآخرة عند الله أعظم من ثواب الدنيا لأهل الإُيان‬
‫والتقوى الذين َيافون عقاب الله‪ ,‬ويطيعونه في أمره ونهيه‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪َ ‬و َجا َء إِ ْخَوةُ يُو ُس َف فَ َد َخلُوا َعلَْيِه فَ َعَرفَ ُه ْم َوُه ْم لَهُ ُمْن ِكُرو َن‬

‫(‪ )58‬‬
‫وق ِدَم إخوة يوسف إَل "مصر" ‪-‬بعد أن ح َّل بهم اْلدب في‬
‫أرضهم‪ ;-‬ليجلبوا منها الطعام‪ ,‬فدخلوا عليه فعرفهم‪ ,‬ولم يعرفوه‬

‫لطول المدة وتغُيّر هيئته‪.‬‬

‫‪َ ‬ولََّما َجَّهَزُه ْم ِِبََهاِزِه ْم قَا َل ائْتُوِ ِبَ ٍخ لَ ُك ْم ِم ْن أَبِي ُك ْم أَلا‬
‫تََرْو َن أَِِ أُوِفي الْ َكْي َل َوأَََّن َخيْرُ الْ ُمْن ِزلِيَن (‪ )59‬‬

‫وقد أمر يوسف بإكرامهم وحسن ضيافتهم‪ ,‬ثم أعطاهم من‬

‫الطعام ما طلبوا‪ ,‬وكانوا قد أخبروه أن لهم أ اخا من أبيهم لم يُحضروه‬
‫معهم ‪-‬يريدون شقيقه‪ -‬فقال‪ :‬ائتو ِبخيكم من أبيكم‪ ,‬ألم تروا‬

‫‪35‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫أ أوفي ُت لكم الكيل وأكرمتكم في الضيافة‪ ,‬وأَّن خير المضيفين‬
‫لكم؟‬

‫‪ ‬فَِإ ْن لَمْ ََتْتُوِ بِِه فَلا َكْي َل لَ ُك ْم ِعْن ِدي َولا تَ ْقَربُوِن (‪ )60‬‬
‫فإن لم َتتو به فليس لكم عندي طعام أكيله لكم‪ ,‬ولا َتتوا‬

‫إَِّل‪.‬‬

‫‪ ‬قَالُوا َسنَُرا ِوُد َعْنهُ أَبَاهُ َوإَِّن لََفا ِعلُو َن (‪ )61‬‬
‫قالوا‪ :‬سنبذل جهدَّن لإقناع أبيه أن يرسله معنا‪ ,‬ولن نق ِِصر في‬

‫ذلك‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل لِِفْتيَانِِه ا ْجَعلُوا بِ َضا َعتَ ُه ْم ِفي ِرَحالِهِ ْم لََعَلُّه ْم يَ ْع ِرفُونَهَا إِ َذا‬

‫انَْقلَبُوا إَِل أَْهِلِه ْم لََعَلُّه ْم يَْرِجعُو َن (‪ )62‬‬

‫‪36‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة ي اولنساسف‬

‫وقال يوسف لغلمانه‪ :‬اجعلوا ثمن ما أخذوه في أمتعتهم سارا;‬
‫رجاء أن يعرفوه إذا رجعوا إَل أهلهم‪ ,‬ويق ِِدروا إكرامنا لهم؛ ليرجعوا‬

‫طماعا في عطائنا‪.‬‬

‫‪ ‬فَلَ َّم ا َرَجعُ وا إَِل أَبِ يِه ْم قَ الُوا ََي أَبَاََّن ُمنِ َع ِمَنّ ا الْ َكْي ُل‬

‫فَأَْرِس ْل َمَعنَا أَ َخاََّن نَ ْكتَ ْل َوإَِّن لَهُ لَحَافِظُو َن (‪ )63‬‬
‫فلما رجعوا إَل أبيهم ق ُّصوا عليه ما كان من إكرام العزيز لهم‪,‬‬
‫وقالوا‪ :‬إنه لن يعطينا مستقبَلا إلا إذا كان معنا أخوَّن الذي أخبرَّنه‬

‫به‪ ,‬فأرسْله معنا َنضر الطعام وافياا‪ ,‬ونتعهد لك بحفظه‪.‬‬

‫‪ ‬قَ ا َل َه ْل آَم نُ ُك ْم َعلَْي ِه إِلا َك َم ا أَِمْن تُ ُك ْم َعلَ ى أَ ِخي ِه ِم ْن‬
‫قَْب ُل فَاََّّللُ َخيْرٌ َحاِفظاا َوُهَو أَْرَح ُم الَّراِِْحيَن (‪ )64‬‬

‫‪37‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫قال لهم أبوهم‪ :‬كيف آمنكم على "بنيامين" وقد أمنتكم على‬
‫أخيه يوسف من قبل‪ ,‬والتزمتم بحفظه فلم تفوا بذلك؟ فلا أثق‬
‫بالتزامكم وحفظكم‪ ,‬ولكص أثق بحفظ الله‪ ,‬خير الحافظين وأرحم‬

‫الراْحين‪ ,‬أرجو أن يرْحص فيحفظه ويرده عل َّي‪.‬‬

‫‪َ ‬ولََّما فَتَ ُحوا َمتَا َع ُه ْم َو َج ُدوا بِ َضا َعتَ ُه ْم ُرَّد ْت إِلَْيِه ْم قَالُوا ََي‬
‫أَبَاََّن َما نَْبِغي َه ِذِه بِ َضا َعتُنَا ُرَّد ْت إِلَْينَا َونَمِيرُ أَْهلَنَا َوَْنَف ُظ أَ َخاََّن‬

‫َونَْزَدا ُد َكْي َل بَِعيٍر ذَلِ َك َكْي ٌل يَ ِسيرٌ (‪ )65‬‬

‫ولما فتحوا أوعيتهم وجدوا ثمن بضاعتهم الذي دفعوه قد ُرَّد‬
‫إليهم قالوا‪َ :‬ي أباَّن ماذا نطلب أكثر من هذا؟ هذا ثمن بضاعتنا‬

‫رَّده العزيز إلينا‪ ,‬فكن مطمئناا على أخينا‪ ,‬وأرسله معنا; لنجلب‬
‫طعااما وفيارا لأهلنا‪ ,‬وَنفظ أخاَّن‪ ,‬ونزداد ِْحْ َل بعير له; فإن العزيز‬

‫يكيل لكل واحد ِْحْ َل بعير‪ ,‬وذلككيل يسير عليه‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬قَا َل لَ ْن أُْرِسلَهُ َمَع ُك ْم َح َتّى تُْؤتُوِن َمْوثِاقا ِم َن اََّّلِل لَتَأْتَُنِّص بِِه إِلا‬
‫أَ ْن يُحَا َط بِ ُك ْم فَلَ َّما آتَ ْوهُ َمْوثَِق ُه ْم قَا َل اََّّللُ َعلَى َما نَُقوُل َوكِي ٌل‬

‫(‪ )66‬‬

‫قال لهم يعقوب‪ :‬لن أتركه يذهب معكم حتى تتعهدوا وتحلفوا‬
‫ِل بالله أن تردوه إَِّل‪ ,‬إلا أن تُغْلبوا عليه فلا تستطيعوا تخليصه‪,‬‬
‫فلما أعطَْوه عهد الله على ما طلب‪ ,‬قال يعقوب‪ :‬الله على ما‬

‫نقول وكيل‪ ,‬أي تكفينا شهادته علينا وحفظه لنا‪.‬‬

‫‪َ ‬وقَا َل ََي بَِ َّص لا تَ ْد ُخلُوا ِم ْن بَا ٍب َوا ِح ٍد َوا ْد ُخلُوا ِم ْن أَبْ َوا ٍب‬
‫ُمتَ َفِِرقٍَة َوَما أُ ْغِص َعْن ُك ْم ِم َن اََّّلِل ِم ْن َش ْيٍء إِ ِن الْحُ ْك ُم إِلا ََِّّلِل َعلَْيِه‬

‫تََوَّكْل ُت َو َعلَْيِه فَ ْليَتَ َوَّك ِل الْ ُمتَ َوِكِلُو َن (‪ )67‬‬

‫‪39‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫وقال لهم أبوهم‪َ :‬ي أبنائي إذا دخلتم أرض "مصر" فلا تدخلوا‬
‫ِمن باب واحد‪ ,‬ولكن ادخلوها من أبواب متفرقة‪ ,‬حتى لا‬

‫تصيبكم العين‪ ,‬وإ إذ أوصيكم بهذا لا أدفع عنكم شيئاا قضاه‬
‫الله عليكم‪ ,‬فما الحكم إلا لله وحده‪ ,‬عليه اعتمدت ووثقت‪,‬‬

‫وعليه وحده يعتمد المؤمنون‪.‬‬

‫‪َ ‬ولََّما َد َخلُوا ِم ْن َحْي ُث أََمَرُه ْم أَبُوُه ْم َما َكا َن يُغِْص َعْن ُه ْم ِم َن‬
‫اََّّلِل ِم ْن َش ْيٍء إِلا َحا َجةا ِفي نَْف ِس يَ ْعُقو َب قَ َضا َها َوإَِنّهُ لَ ُذو ِعْلٍم لَِما‬

‫َعَلّ ْمنَاهُ َولَ ِك َّن أَ ْكثََر الَنّا ِس لا يَ ْعلَ ُمو َن (‪ )68‬‬
‫ولما دخلوا من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم‪ ,‬ما كان ذلك‬
‫ليدفع قضاء الله عنهم‪ ,‬ولكن كان شفقة في نفس يعقوب عليهم‬
‫أن تصيبهم العين‪ ,‬وإن يعقوب لصاحب علٍم عظيم ِبمر دينه‬
‫عَلّمه الله له و ْحياا‪ ,‬ولكن أكثر الناس لا يعلمون عواقب الأمور‬
‫ودقائق الأشياء‪ ,‬وما يعلمه يعقوب ‪-‬عليه السلام‪ِ -‬من أمر دينه‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪َ ‬ولََّم ا َد َخلُ وا َعلَ ى يُو ُس َف آَوى إِلَْي ِه أَ َخ اهُ قَ ا َل إِِِ أَََّن‬
‫أَ ُخوَك فَلا تَْبتَئِ ْس ِبَا َكانُوا يَ ْع َملُو َن (‪ )69‬‬

‫ولما دخل إخوة يوسف عليه في منزل ضيافته ومعهم شقيقه‪,‬‬
‫ضم يوسف إليه شقيقه‪ ,‬وقال له سارا‪ :‬إ أَّن أخوك فلا تحزن‪ ,‬ولا‬

‫تغت َّم ِبا صنعوه ّب فيما مضى‪ .‬وأمره بكتمان ذلك عنهم‪.‬‬

‫‪ ‬فَلَ َّم ا َجَّه َزُه ْم ِِبََه اِزِه ْم َجَع َل ال ِِس َقايَةَ ِفي َر ْح ِل أَ ِخي ِه ثَُمّ‬
‫أَ َذّ َن ُمَؤِذِ ٌن أََيّتُ َها الِْعيرُ إَِنّ ُك ْم لَ َساِرقُو َن (‪ )70‬‬

‫فلما جهَّزهم يوسف‪ ,‬وْ َحّل إبلهم بالطعام‪ ,‬أمر عماله‪ ,‬فوضعوا‬
‫الإَّنء الذي كان يكيل للناس به في متاع أخيه "بنيامين" من حيث‬

‫‪41‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫لا ي عر أحد‪ ,‬ولما ركبوا ليسيروا َّندى منا ٍد قائلا َي أصحاب هذه‬
‫العير المح َّملة بالطعام‪ ,‬إنكم لسارقون‪.‬‬

‫‪ ‬قَالُوا َوأَقْبَلُوا َعلَْيِه ْم َما َذا تَ ْفِق ُدو َن (‪ )71‬‬
‫قال أولاد يعقوب مقبلين على المنادي‪ :‬ما الذي تفقدونه؟‬

‫‪ ‬قَالُوا نَْفِق ُد ُصَوا َع الْ َملِ ِك َولَِم ْن َجا َء بِِه ِْحْ ُل بَِعيٍر َوأَََّن بِِه‬

‫َزِعي ٌم (‪ )72‬‬

‫قال المنادي وَمن بحضرته‪ :‬نفقد المكيال الذي يكيل الملك به‪,‬‬
‫ومكافأة من يحضره مقدار ِْحْل بعير من الطعام‪ ,‬وقال المنادي‪:‬‬

‫وأَّن بِح ْمل البعير من الطعام ضامن وكفيل‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬قَالُوا تَاََّّلِل لََق ْد َعِل ْمتُ ْم َما ِجْئنَا لِنُ ْف ِس َد ِفي الأ ْر ِض َوَما ُكَنّا‬

‫َساِرِقيَن (‪ )73‬‬
‫قال إخوة يوسف‪ :‬والله لقد تحققتم مما شاهدَتوه منا أننا ما‬
‫جئنا أرض "مصر" من أجل الإفساد فيها‪ ,‬وليس من صفاتنا أن‬

‫نكون سارقين‪.‬‬

‫‪ ‬قَالُوا فََما َجَزاُؤهُ إِ ْن ُكْنتُ ْم َكا ِذبِيَن (‪ )74‬‬
‫قال المكَلّفون بالبحث عن المكيال لإخوة يوسف‪ :‬فما عقوبة‬

‫السارق عندكم إنكنتمكاذبين في قولكم‪ :‬لسنا بسارقين؟‬

‫‪ ‬قَالُوا َجَزاُؤهُ َم ْن ُوِج َد ِفي َر ْحلِِه فَ ُهَو َجَزاُؤهُ َك َذلِ َك نَْج ِزي‬
‫ال َظّالِِميَن (‪ )75‬‬

‫‪43‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫قال إخوة يوسف‪ :‬جزاء السارق َمن ُوِجد المسروق في رحله‬
‫فهو جزاؤه‪ .‬أي يسَلّم بسرقته إَل َمن سرق منه حتى يكون عب ادا‬
‫عنده‪ ,‬مثل هذا اْلزاء ‪-‬وهو الاسترقاق‪ -‬نجزي الظالمين بالسرقة‪,‬‬

‫وهذا ديننا وسنتنا في أهل السرقة‪.‬‬

‫‪ ‬فَبَ َدأَ ِبَْوِعيَ تِِه ْم قَْب َل ِو َع اِء أَ ِخي ِه ثَُمّ ا ْس تَ ْخَرَجَها ِم ْن ِو َع اِء‬
‫أَ ِخي ِه َك َذلِ َككِ ْدََّن لِيُو ُس َف َم ا َك ا َن لِيَأْ ُخ َذ أَ َخ اهُ ِفي ِدي ِن‬
‫الْ َمِل ِك إِلا أَ ْن يَ َ ا َء اََّّللُ نَْرفَ ُع َدَرَج ا ٍت َم ْن نَ َ اءُ َوفَ ْو َق ُك ِِل‬

‫ِذي ِعْلٍم َعلِي ٌم (‪ )76‬‬

‫ورجعوا بإخوة يوسف إليه‪ ,‬فقام بنفسه يفتش أمتعتهم‪ ,‬فبدأ‬

‫ِبمتعتهم قبل متاع شقيقه; إحكااما لما دَبّره لاستبقاء أخيه معه‪ ,‬ثم‬
‫انتهى بوعاء أخيه‪ ,‬فاستخرج الإَّنء منه‪ ,‬كذلك ي َّسرَّن ليوسف‬
‫هذا التدبير الذي تو َّصل به لأخذ أخيه‪ ,‬وما كان له أن َيخذ أخاه‬
‫في حكم َملِك "مصر"; لأنه ليس من دينه أن يتملك السارق‪ ,‬إلا‬
‫أن م يئة الله اقتضت هذا التدبير والاحتكام إَل شريعة إخوة‬

‫‪44‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫يوسف القاضية ب ِرِِق السارق‪ .‬نرفع منازل َمن ن اء في الدنيا على‬
‫غيره كما رفعنا منزلة يوسف‪ .‬وفوق كل ذي علٍم من هو أعلم‬

‫منه‪ ,‬حتى ينتهي العلم إَل الله تعاَل عالم الغيب وال هادة‪.‬‬

‫‪ ‬قَالُوا إِ ْن يَ ْس ِر ْق فََق ْد َسَر َق أَ ٌخ لَهُ ِم ْن قَْب ُل فَأَ َسَّرَها يُو ُس ُف ِفي‬
‫نَْف ِسِه َولَمْ يُْب ِد َها لَهُْم قَا َل أَنْتُ ْم َشٌّر َم َكاَّان َواََّّللُ أَ ْعلَ ُم ِبَا تَ ِصُفو َن‬

‫(‪ )77‬‬

‫قال إخوة يوسف‪ :‬إ ْن سرق هذا فقد سرق أخ شقيق له من‬
‫قبل (يقصدون يوسف عليه السلام) فأخفى يوسف في نفسه ما‬
‫َسعه‪ ,‬وح َّدث نفسه قائلا أنتم أسوأ منزلة ممن ذكرُت‪ ,‬حيث دَبّرُت‬

‫ِل ماكان منكم‪ ,‬والله أعلم ِبا تصفون من الكذب والافتراء‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬قَالُوا ََي أَُيّ َها الَْع ِزيُز إِ َّن لَهُ أَباا َشْي اخا َكبِيارا فَ ُخ ْذ أَ َح َدََّن َم َكانَهُ‬

‫إَِّن نََرا َك ِم َن الْ ُم ْح ِسنِيَن (‪ )78‬‬

‫قالوا مستعطفين ليوفوا بعهد أبيهم‪َ :‬ي أيها العزيز إن له وال ادا‬
‫كبيارا في السن يحبه ولا يطيق بُعده‪ ,‬ف ُخ ْذ أحدَّن بدلا من‬

‫"بنيامين"‪ ,‬إَّن نراك من المحسنين في معاملتك لنا ولغيرَّن‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل َمَعا َذ اََّّلِل أَ ْن ََنْ ُخ َذ إِلا َم ْن َو َج ْدََّن َمتَا َعنَا ِعْن َدهُ إَِّن إِ اذا‬

‫لَظَالِ ُمو َن (‪ )79‬‬
‫قال يوسف‪ :‬نعتصم بالله ونستجير به أن َنخذ أح ادا غير الذي‬
‫وجدَّن المكيال عنده ‪-‬كما حكمتم أنتم‪ ,-‬فإننا إن فعلنا ما‬

‫تطلبون نكون في عداد الظالمين‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرة ايلنواسسف‬

‫‪ ‬فَلَ َّما ا ْستَْيأَ ُسوا ِمْنهُ َخلَ ُصوا نَِجًيّا قَا َل َكبِيرُُه ْم أَلَمْ تَ ْعلَ ُموا أَ َّن‬
‫أَبَا ُك ْم قَ ْد أَ َخ َذ َعلَْي ُك ْم َمْوثِاقا ِم َن اََّّلِل َوِم ْن قَْب ُل َما فََّرطْتُ ْم ِفي يُو ُس َف‬
‫فَلَ ْن أَبَْر َح الأ ْر َض َح َتّى ََيْ َذ َن ِِل أَِّب أَْو يَْح ُك َم اََّّللُ ِِل َوُهَو َخيْرُ‬

‫الْحَاكِ ِميَن (‪ )80‬‬

‫فلما يئسوا من إجابته إَيهم لَِما طلبوه انفردوا عن الناس‪,‬‬
‫وأخذوا يت اورون فيما بينهم‪ ,‬قال كبيرهم في السن‪ :‬ألم تعلموا أن‬

‫أباكم قد أخذ عليكم العهد المؤكد لترُّد َّن أخاكم إلا أن تُغلبوا‪,‬‬
‫ومن قبل هذا كان تقصيركم في يوسف وغدركم به; لذلك لن‬

‫أفارق أرض "مصر" حتى َيذن ِل أّب في مفارقتها‪ ,‬أو يقضي ِل‬
‫رّب بالخروج منها‪ ,‬وأَتكن ِمن أَ ْخ ِذ أخي‪ ,‬والله خيرُ َمن َح َك َم‪,‬‬

‫وأعدل َمن فَ َص َل بين الناس‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرةيوالسنافس‬

‫‪ ‬ا ْرِجعُوا إَِل أَبِي ُك ْم فَ ُقولُوا ََي أَبَاََّن إِ َّن ابْنَ َك َسَر َق َوَما َشِه ْدََّن‬

‫إِلا ِبَا َعلِ ْمنَا َوَما ُكَنّا لِْلغَْي ِب َحاِف ِظيَن (‪ )81‬‬

‫ارجعوا أنتم إَل أبيكم‪ ,‬وأخبروه ِبا جرى‪ ,‬وقولوا له‪ :‬إن ابنك‬
‫"بنيامين" قد سرق‪ ,‬وما شهدَّن بذلك إلا بعد أن تَيَ َّقَنّا‪ ,‬فقد رأينا‬
‫المكيال في رحله‪ ,‬وما كان عندَّن علم الغيب أنه سيسرق حين‬

‫عاهدَّنك على رِِده‪.‬‬

‫‪َ ‬وا ْسأَِل الَْقْريَةَ اَلِّت ُكَنّا فِيَها َوالِْعيَر اَلِّت أَقْبَ ْلنَا فِيَها َوإَِّن‬

‫لَ َصا ِدقُو َن (‪ )82‬‬
‫واسأل ‪َ-‬ي أباَّن‪ -‬أهل "مصر"‪ ,‬وَمن كان معنا في القافلة الِت‬

‫كنا فيها‪ ,‬وإننا صادقون فيما أخبرَّنك به‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة يالوناسسف‬

‫‪ ‬قَا َل بَ ْل َسَّولَ ْت لَ ُك ْم أَنْ ُف ُس ُك ْم أَْمارا فَ َصبْرٌ جَِمي ٌل َع َسى اََّّللُ أَ ْن‬

‫ََيْتِيَِص بِهِ ْم جَِمياعا إَِنّهُ ُهَو الَْعلِي ُم الْحَ ِكي ُم (‪ )83‬‬

‫ولما رجعوا وأخبروا أباهم قال لهم‪ :‬بل َزَيّنَت لكم أنفسكم‬
‫الأَّمارة بالسوء مكيدة دَبّرَتوها كما فعلتم ِمن قبل مع يوسف‪,‬‬
‫فصبري صبر جميل لا جزع فيه ولا شكوى معه‪ ,‬عسى الله أن يرَّد‬
‫إَِّل أبنائي الثلاثة ‪-‬وهم يوسف وشقيقه وأخوهم الكبير المتخلف‬

‫من أجل أخيه‪ -‬إنه هو العليم بحاِل‪ ,‬الحكيم في تدبيره‪.‬‬

‫‪َ ‬وتََوَّل َعْن ُه ْم َوقَا َل ََي أَ َسَفى َعلَى يُو ُس َف َوابْيَ َّض ْت َعْينَاهُ ِم َن‬
‫الْحُْزِن فَ ُهَو َك ِظي ٌم (‪ )84‬‬

‫‪49‬‬


Click to View FlipBook Version