التفسير المي َّسر سورة يالوناسسف
وأعرض يعقوب عنهم ,وقد ضاق صدره ِبا قالوه ،وقالَ :ي
حسرتا على يوسف وابي َّض ْت عيناه ,بذهاب سوادَها ِمن شدة
الحزن فهو ممتلئ القلب حزَّان ,ولكنه شديد الكتمان له.
قَالُوا تَاََّّلِل تَ ْفتَأُ تَ ْذُكُر يُو ُس َف َح َتّى تَ ُكو َن َحَر اضا أَْو تَ ُكو َن ِم َن
الْهَالِ ِكيَن ( )85
قال بنوه :تالله ما تزال تتذكر يوسف ,وي ت ُّد حزنك عليه حتى
تُ ْ ِرف على الهلاك أو تهلك فعلا فخفف عن نفسك.
قَا َل إَِنّمَا أَ ْش ُكو بَثِِي َو ُحْزِ إَِل اََّّلِل َوأَ ْعلَ ُم ِم َن اََّّلِل َما لا
تَ ْعلَ ُمو َن ( )86
50
التفسير المي َّسر سسووررةة ي اولنساسف
قال يعقوب مجيباا لهم :لا أظهر َِهِي وحز إلا لله وحده ,فهو
كاشف الضِِر والبلاء ,وأعلم من رْحة الله وفرجه ما لا تعلمونه.
ََ ي بَِ َّص ا ْذ َهبُوا فَتَ َح َّس ُسوا ِم ْن يُو ُس َف َوأَ ِخيِه َولا تَْيأَ ُسوا ِم ْن
َرْوِح اََّّلِل إَِنّهُ لا يَْيئَ ُس ِم ْن َرْوِح اََّّلِل إِلا الَْقْوُم الْ َكافُِرو َن ( )87
قال يعقوبَ :ي أبنائي عودوا إَل "مصر" فاستقصوا أخبار
يوسف وأخيه ,ولا تقطعوا رجاءكم من رْحة الله ,إنه لا يقطع
الرجاء من رْحة الله إلا اْلاحدون لقدرته ,الكافرون به.
فَلَ َّما َد َخلُوا َعلَْيِه قَالُوا ََي أَُيّ َها الَْع ِزيُز َم َّسنَا َوأَْهلَنَا ال ُّضُّر
َوِجْئنَا بِبِ َضا َعٍة ُمْزَجاٍة فَأَْو ِف لَنَا الْ َكْي َل َوتَ َص َّد ْق َعلَْينَا إِ َّن اََّّللَ َْي ِزي
الْ ُمتَ َص ِِدقِيَن ( )88
51
التفسير المي َّسر سسوروةرةيوالسنافس
فذهبوا إَل "مصر" ,فلما دخلوا على يوسف قالواَ :ي أيها
العزيز أصابنا وأهلنا القحط واْلدب ,وجئناك بثمن رديء قليل,
فأعطنا به ما كنت تعطينا من قبل بالثمن اْليد ,وتص َّد ْق علينا
بقبض هذه الدراهم المزجاة وتجَّوز فيها ,إن الله تعاَل يثيب
المتف ِِضلين على أهل الحاجة ِبموالهم.
قَا َل َه ْل َعِل ْمتُ ْم َما فَ َعْلتُ ْم بِيُو ُس َف َوأَ ِخيِه إِ ْذ أَنْتُ ْم َجا ِهلُو َن
( )89
فلما َسع مقالتهم ر َّق لهم ,وعَّرفهم بنفسه وقال :هل تذكرون
الذي فعلتموه بيوسف وأخيه من الأذى في حال َج ْهلكم بعاقبة ما
تفعلون؟
52
التفسير المي َّسر سسوروةرةيوالسنافس
قَالُوا أَئَِنّ َك لأنْ َت يُو ُس ُف قَا َل أَََّن يُو ُس ُف َوَه َذا أَ ِخي قَ ْد َم َّن
اََّّللُ َعلَْينَا إَِنّهُ َم ْن يََتِّق َويَ ْصِبْر فَِإ َّن اََّّللَ لا يُ ِضي ُع أَ ْجَر الْ ُم ْح ِسنِيَن
( )90
قالوا :أإَنّك لأنت يوسف؟ قال :نعم أَّن يوسف ,وهذا شقيقي,
قد تف َّضل الله علينا ,فجمع بيننا بعد الفرقة ,إنه من يتق الله,
ويصبر على المحن ,فإن الله لا يذهب ثواب إحسانه ,وإنما يزيه
أحسن اْلزاء.
قَالُوا تَاََّّلِل لََق ْد آثََرَك اََّّللُ َعلَْينَا َوإِ ْن ُكَنّا لَخَا ِطئِيَن ( )91
قالوا :تالله لقد فَ َّضلك الله علينا وأعَّزك بالعلم والحلم والفضل,
وإنكنا لخاطئين ِبا فعلناه عم ادا بك وِبخيك.
53
التفسير المي َّسر سسوروةرةيوالسنافس
قَا َل لا تَثِْري َب َعلَْي ُك ُم الْيَ ْوَم يَغِْفُر اََّّللُ لَ ُك ْم َوُهَو أَْرَح ُم
الَّراِِْحيَن ( )92
قال لهم يوسف :لا َتنيب عليكم اليوم ,يغفر الله لكم ,وهو
أرحم الراْحين لمن تاب من ذنبه وأَّنب إَل طاعته.
ا ْذ َهبُوا بَِق ِمي ِصي َه َذا فَأَلُْقوهُ َعلَى َو ْجِه أَِّب ََيْ ِت بَ ِصيارا َوأْتُوِ
ِبَْهِل ُك ْم أَجْمَِعيَن ( )93
ولما سألهم عن أبيه أخبروه بذهاب بصره من البكاء عليه ,فقال
لهم :عودوا إَل أبيكم ومعكم قميصي هذا فاطرحوه على وجه أّب
يَعُ ْد إليه بصره ,ثم أحضروا إَِّل جميع أهلكم.
54
التفسير المي َّسر سسوروةرةيوالسنافس
َ ولََّما فَ َصلَ ِت الِْعيرُ قَا َل أَبُوُه ْم إِِِ لأ ِج ُد ِري َح يُو ُس َف لَْولا أَ ْن
تَُفنِِ ُدوِن ( )94
ولما خرجت القافلة من أرض "مصر" ,ومعهم القميص قال
يعقوب لمن حضره :إ لأجد ريح يوسف لولا أن تسفهو
وتسخروا مص ,وتزعموا أن هذا الكلام صدر مص من غير شعور.
قَالُوا تَاََّّلِل إَِنّ َك لَِفي َضلالِ َك الَْق ِديِم ( )95
قال الحاضرون عنده :تالله إنك لا تزال في خطئك القديم ِمن
حب يوسف ,وأنك لا تنساه.
فَلَ َّما أَ ْن َجا َء الْبَ ِ يرُ أَلَْقاهُ َعلَى َو ْجِهِه فَا ْرتَ َّد بَ ِصيارا قَا َل أَلَمْ
أَقُ ْل لَ ُك ْم إِِِ أَ ْعلَ ُم ِم َن اََّّلِل َما لا تَ ْعلَ ُمو َن ( )96
55
التفسير المي َّسر سوسرةورةاليناوسسف
فلما أن جاء من يُب ِِر يعقوب ِبن يوسف ح ٌّي ,وطرح قميص
يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصارا ,وع َّمه السرور فقال لمن
عنده :أل ْم أخبركم أ أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله
ورْحته وكرمه؟
قَالُوا ََي أَبَاََّن ا ْستَغِْفْر لَنَا ذُنُوبَنَا إَِّن ُكَنّا َخا ِطئِيَن ( )97
قال بنوهَ :ي أباَّن سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا,
إَّنكنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه.
قَا َل َسْو َف أَ ْستَغِْفُر لَ ُك ْم َرِِّب إَِنّهُ ُهَو الْغَُفوُر الَّرِحي ُم ( )98
قال يعقوب :سوف أسأل رّب أن يغفر لكم ذنوبكم ,إنه هو
الغفور لذنوب عباده التائبين ,الرحيم بهم.
56
التفسير المي َّسر سوسرةورةاليناوسسف
فَلَ َّما َد َخلُوا َعلَى يُو ُس َف آَوى إِلَْيِه أَبََويِْه َوقَا َل ا ْد ُخلُوا ِم ْصَر
إِ ْن َشاءَ اََّّللُ آِمنِيَن ( )99
وخرج يعقوب وأهله إَل "مصر" قاصدين يوسف ,فلما وصلوا
إليه ض َّم يوسف إليه أبويه ,وقال لهم :ادخلوا "مصر" ِب يئة الله,
وأنتم آمنون من اْلهد والقحط ,ومنكل مكروه.
َ وَرفَ َع أَبََويِْه َعلَى الَْعْر ِش َو َخُّروا لَهُ ُس َّج ادا َوقَا َل ََي أَبَ ِت َه َذا
ََتْ ِوي ُل ُرْؤََي َي ِم ْن قَْب ُل قَ ْد َجَعلََها َرِِّب َحًّقا َوقَ ْد أَ ْح َس َن ِّب إِ ْذ
أَ ْخَرَجِص ِم َن ال ِِس ْج ِن َو َجاءَ بِ ُك ْم ِم َن الْبَ ْد ِو ِم ْن بَ ْع ِد أَ ْن نََز َغ
ال َّْيطَا ُن بَْيِص َوبَْيَن إِ ْخَوِتي إِ َّن َرِِّب لَ ِطي ٌف لَِما يَ َاءُ إَِنّهُ ُهَو الَْعِلي ُم
الْحَ ِكي ُم ( )100
57
التفسير المي َّسر سوسروةرةيوالسنافس
وأ ْجلَ َس أباه وأمه على سرير ملكه ِبانبه; إكرااما لهما ,وحَيّاه
أبواه وإخوته الأحد ع ر بالسجود له تحية وتكرُياا ,لا عبادة
وخضو اعا ,وكان ذلك جائازا في شريعتهم ,وقد َحُرم في شريعتنا;
س ادا لذريعة ال رك بالله .وقال يوسف لأبيه :هذا السجود هو
تفسير رؤَيي الِت قصصتها عليك من قبل في صغري ,قد جعلها
رّب صدقاا ,وقد تف َّضل عل َّي حين أخرجص من السجن ,وجاء بكم
إَِّل من البادية ,من بعد أن أفسد ال يطان رابطة الأخوة بيص وبين
إخوتي .إن رّب لطيف التدبير لما ي اء ,إنه هو العليم ِبصالح
عباده ,الحكيم في أقواله وأفعاله.
َ ر ِِب قَ ْد آتَْيتَِص ِم َن الْ ُمْل ِك َو َعَلّ ْمتَِص ِم ْن ََتْ ِوي ِل الأ َحا ِدي ِث
فَا ِطَر ال َّس َماَوا ِت َوالأ ْر ِض أَنْ َت َولِيِِي ِفي ال ُّدنْيَا َوالآ ِخَرِة تََوَفِّص
ُم ْسِل اما َوأَلْحِْقِص بِال َّصالِحِيَن ( )101
58
التفسير المي َّسر سوسروةرةيوالسنافس
ثم دعا يوسف ربه قائلا ر ِِب قد أعطيتص من ملك "مصر",
وعَلّمتص من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلمَ ,ي خالق
السموات والأرض ومبدعهما ,أنت متوِل جميع شأ في الدنيا
والآخرة ,توفص إليك مسل اما ,وألحقص بعبادك الصالحين من
الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار.
َ ذلِ َك ِم ْن أَنْبَ اِء الْغَْي ِب نُوِحي ِه إِلَْي َك َوَم ا ُكْن َت لَ َديِْه ْم إِ ْذ
أَجْمَعُوا أَْمَرُه ْم َوُه ْم َُيْ ُكُرو َن ( )102
ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب نخبرك به -
أيها الرسول -وحياا ,وما كنت حاضارا مع إخوة يوسف حين دَبّروا
له الإلقاء في البئر ,واحتالوا عليه وعلى أبيه .وهذا يدل على
صدقك ,وأن الله يُوِحي إليك.
َ وَما أَ ْكثَُر الَنّا ِس َولَْو َحَر ْص َت ِبُْؤِمنِيَن ( )103
59
التفسير المي َّسر سورة يالوناسسف
وما أكثُر الم ركين من قومك -أيها الرسولِ -بص ِِدقيك ولا
متبعيك ,ولو َحَر ْص َت على إُيانهم ,فلا تحزن على ذلك.
َ وَما تَ ْسأَلُهُْم َعلَْيِه ِم ْن أَ ْج ٍر إِ ْن ُهَو إِلا ِذ ْكٌر لِْلَعالَِميَن ()104
وما تطلب من قومك أجرة على إرشادهم للإُيان ,إن الذي
أُرسل َت به من القرآن والهدى عظة للناس أجمعين يتذكرون به
ويهتدون.
َ وَكأَيِِ ْن ِم ْن آيٍَة ِفي ال َّس َماَوا ِت َوالأ ْر ِض َُيُُّرو َن َعلَْي َها َوُه ْم َعْن َها
ُم ْع ِر ُضو َن ( )105
60
التفسير المي َّسر سسوروةرةيوالسنافس
وكثير من الدلائل الدالة على وحدانية الله وقدرته منت رة في
السموات والأرض ,كال مس والقمر واْلبال والأشجار,
ي اهدونها وهم عنها معرضون ,لا يفكرون فيها ولا يعتبرون.
َ وَما يُْؤِم ُن أَ ْكثَُرُه ْم بِاََّّلِل إِلا َوُه ْم ُم ْ ِرُكو َن ( )106
وما يُِقُّر هؤلاء المعرضون عن آَيت الله ِبن الله خالقهم ورازقهم
وخالق كل شيء ومستحق للعبادة وحده إلا وهم م ركون في
عبادتهم الأوثان والأصنام .تعاَل الله عن ذلك علًّواكبيرا.
أَفَأَِمنُوا أَ ْن ََتْتِيَ ُه ْم غَا ِشيَةٌ ِم ْن َع َذا ِب اََّّلِل أَْو ََتْتِيَ ُه ُم ال َّسا َعةُ
بَغْتَةا َوُه ْم لا يَ ْعُُرو َن ( )107
61
التفسير المي َّسر سسووررةة يالوناسسف
فهل عندهم ما يعلهم آمنين أن ينزل بهم عذاب من الله
يعُ ُّمهم ,أو أن َتتيهم القيامة فجأة ,وهم لا ي عرون ولا يُِح ُّسون
بذلك.
قُ ْل َه ِذِه َس بِيلِي أَ ْدعُ و إَِل اََّّلِل َعلَ ى بَ ِص يَرٍة أَََّن َوَم ِن
اَتّبَ َعِص َو ُسْب َحا َن اََّّلِل َوَما أَََّن ِم َن الْ ُم ْ ِركِيَن ( )108
قل لهم -أيها الرسول :-هذه طريقِت ,أدعو إَل عبادة الله
وحده ,على حجة من الله ويقين ,أَّن ومن اقتدى ّب ,وأن ِِزه الله
سبحانه وتعاَل عن ال ركاء ,ولس ُت من الم ركين مع الله غيره.
َ وَما أَْر َسْلنَا ِم ْن قَْبِل َك إِلا ِرَجالا نُوِحي إِلَْيِه ْم ِم ْن أَْه ِل الُْقَرى
أَفَلَ ْم يَ ِسيرُوا ِفي الأ ْر ِض فَيَْنظُُروا َكْي َف َكا َن َعاِقبَةُ اَلّ ِذي َن ِم ْن قَْبلِِه ْم
َولَ َداُر الآ ِخَرِة َخيْرٌ لَِلّ ِذي َن اَتَّقْوا أَفَلا تَ ْعِقلُو َن ( )109
62
التفسير المي َّسر سسوروةرةيوالسنافس
وما أرسلنا من قبلك -أيها الرسول -للناس إلا رجالا منهم
ننزل عليهم وحينا ,وهم من أهل الحاضرة ,فهم أقدر على فهم
الدعوة والرسالة ,يصدقهم المهتدون للحق ,ويكذبهم الضالون
عنه ,أفلم ُي وا في الأرض ,فيعاينوا كيف كان مآل المكذبين
السابقين وما ح َّل بهم من الهلاك؟ ولَثواب الدار الآخرة أفضل من
الدنيا وما فيها للذين آمنوا وخافوا ربهم .أفلا تتفكرون فتعتبروا؟
َ ح َتّى إِذَا ا ْستَْيئَ َس الُّر ُس ُل َوظَُنّوا أََنّهُْم قَ ْد ُك ِذبُوا َجاءَ ُه ْم نَ ْصُرََّن
فَنُ ِِج َي َم ْن نَ َاءُ َولا يَُرُّد َِبْ ُسنَا َع ِن الَْقْوِم الْ ُم ْج ِرِميَن ( )110
ولا تستعجل -أيها الرسول -النصر على مكذبيك ,فإن
الرسل قبلك ما كان َيتيهم النصر عاجلا لحكمة نعلمها ,حتى إذا
يئس الرسل من قومهم ,وأيقنوا أن قومهم قد كذبوهم ولا أمل في
إُيانهم ,جاءهم نصرَّن عند شدة الكرب ,فننجي من ن اء من
63
التفسير المي َّسر سسوورةرة ايلنواسسف
الرسل وأتباعهم ,ولا يَُرُّد عذابنا ع َّمن أجرم وتجَّرأ على الله .وفي
هذا تسلية للنبي .
لََق ْد َكا َن ِفي قَ َص ِصِه ْم ِعبَْرةٌ لأوِِل الألْبَا ِب َما َكا َن َح ِديثاا
يُْفتََرى َولَ ِك ْن تَ ْص ِدي َق اَلّ ِذي بَْيَن يََديِْه َوتَ ْف ِصي َل ُك ِِل َش ْيٍء َوُه ادى
َوَرْْحَةا لَِقْوٍم يُْؤِمنُو َن ( )111
لقد كان في نبأ المرسلين الذي قصصناه عليك وما ح َّل
بالمكذبين عظة لأهل العقول السليمة .ما كان هذا القرآن حديثاا
مكذوباا مختلَاقا ,ولكن أنزلناه مصدقاا لما سبقه من الكتب
السماوية ,وبياَّان لكل ما يحتاج إليه العباد من تحليل وتحريم,
ومحبوب ومكروه وغير ذلك ,وإرشا ادا من الضلال ,ورْحة لأهل
الإُيان تهتدي به قلوبهم ,فيعملون ِبا فيه من الأوامر والنواهي.
64