أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة القيادة القومية -العدوان على غزة جريمة حرب -قمة جدة غرقت بالشكليات قطر العراق: -تأميم النفط حدث تاريخي -تدهور االستقرار واالمن االقتصاديشباب تشرين ماضون في مشروعهم الوطني . قيادة قطر لبنان: جلسة انتخاب الرئيس لم تكن مفاجئة بنتائجها قيادة قطر فلسطني غرفة عمليات مشتركة لكل الفصائل. السودان أوقفوا الحرب العبثية األردن نجاح أعمال المؤتمر القطري العاشر
1-الناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب الدكتور احمد شوتري : العدوان على غزة جريمة حرب . 2-القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي : الحق العربي في فلسطين ال يسقط بالتقادم . 3-القيادة القومية للحزب : قمة جدة غرقت بالشكليات وغابت عنها االلتزامات القومية والمبادرات العملية . 4-بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي االشتراكي لمناسبة الذكرى 15 لتاميم النفط . 5-االستراتيجية المعتمدة في تأميم النفط وتصديره في العهد الوطني - د. فهمي القيسي 6-جبهة روابط ثوار العراق : ثوار شباب تشرين ماضون في مشروعهم الوطني . 7-الفساد المالي واالداري في العراق وتدهور االستقرار واالمن االقتصادي- د. غازي فيصل 8-النظام الحالي في العراق وصناعة الفشل - االستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي 9-حزب طليعة لبنان العربي االشتراكي يبرق مهنئاً بعقد المؤتمر العاشر لحزب البعث العربي االشتراكي األردني . 11-االتفاق السعودي – االيراني حاجة ايرانية اكثر منه سعودية للمحامي حسن بيان . 11-حزب طليعة لبنان العربي االشتراكي: جلسة انتخاب الرئيس لم تكن مفاجئة بنتائجها 12-اوقفوا الحرب: اطفال السودان ضحايا وقرابين الصراع العسكري العبثي. للسيدة / نعمت بيان 13-قيادة قطر فلسطين للحزب: تهنئة للرفاق في حزب البعث العربي االشتراكي االردني بعقد مؤتمرهم العاشر . 14-بيان سياسي صادر عن جبهة التحرير العربية في ذكرى النكبة . 15-انتخاب الرفيق المحامي زهير الرواشدة أمينا عاما لحزب البعث اإلشتراكي العربي األردني. 16-بيان صادرعن قيادة قطر السودان للحزب في ذكرى مجزرة فض االعتصام. 17-تنظيم البعث العربي االشتراكي / قطر المغرب: تهنئة قيادة قطر االردن للحزب بمناسبة عقد المؤتمر العاشر . 18-قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي االشتراكي المؤقتة: رحيل الرفيق المناضل صالح عبداللله الحبشي. 19-مكتب الثقافة واالعالم القومي: برقيات تهنئةإلى الرفاق في االردن باستيفاء شروط قانون األحزاب الجديد في االردن. 21-الحرب في السودان ، ابعد من صراع البرهان – حميدتي بقلم الرفيق المحامي حسن بيان . 21-بعض أبعاد الصِراع المُسلّح في السودان واإلنعكاسات العَربيّة واإلقليميّة لَه 22-التحالف األميركي-الصهيوني يعيد تفجير مشروع ”الشرق األوسط الجديد“ من السودان: حسن خليل غريب 23-ثورة البراق وصفحات من سجل المقاومة العربية في فلسطين المحتلة للكاتب يحي محمد سيف .
ان ما تعرضت وتتعرض له غزة من عدوان صهيوني ،استهدف مقاومين ومدنيين في بيوتهم ، هو جريمة حرب موصوفة نفذها كيان االحتالل ، وهي في سياقاتها واستهدافاتها تشكل استمراراً لعملية االغتصاب الصهيوني لفلسطين والذي تحل هذه االيام الذكرى الخامسة والسبعون لحصوله، حيث تعمد "اسرائيل"، بما هي كيان قائم باالحتالل ، وعبر تنفيذ عدوانها الحالي ان تذكر الجميع ، بان ما تحقق لها في العام ٨٤٩١من اغتصاب لفلسطين ، انما هو حالة مستمرة بحكم طبيعتها العنصرية والعدوانية ، وبالتالي فإن كل ما قامت به مؤخراً ضد غزة والذي سبقه اقتحام االقصى ويترافق مع اقتحامات في نابلس وجنين والمخيمات وتنفيذ اغتياالت واعتقاالت وتدمير المنازل وحرمان المناضلين المعتقلين من ابسط الحقوق االنسانية التي كفلتها المواثيق الدولية اليضيف شيئاً جديداً على تصنيفها دولة عدوان متواصل ودولة فصل عنصري "ابارتهايد". إن كياناً نما في رحم المشروع االستعماري الذي استهدف االمة العربية بوجودها وهويتها ، إنما تعكس جرائمه التي يرتكبها في فلسطين المحتلة، طبيعته العنصرية التي تحاكي المشاريع المعادية االخرى التي تستبطن عداءً للعروبة وتسعى لتسويق نفسها عبر االستثمار بالقضية الفلسطينية بعدما فقدت قضية فلسطين حضنها القومي الدافئ ، وبما مكّن العدو الصهيوني من تحقيق اختراق للعمق العربي من خالل مروحة عالقات التطبيع الواسعة التي نسجها مع العديد من االنظمة العربية والتي كانت اولى نتائجها تجفيف مصادر الدعم واالسناد لجماهير فلسطين الصامدة الصابرة. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي التي تكبر بجماهير شعبنا في فلسطين المحتلة صمودها ومقاومتها باالمكانات المتاحة ، تعتبر ان استقالة النظام الرسمي من مسؤولياته السياسية واالخالقية تجاه شعب فلسطين الذي يواجه االحتالل الصهيوني باللحم الحي واستمرار االنقسام السياسي بين قوى الفعل المقاوم لالحتالل وتعثر محاوالت االرتقاء بالعالقات الوطنية الفلسطينية الى مستوى تحقيق وحدة وطنية فعلية على ارضية برنامج مقاوم ، هو مايشجع العدو على تماديه في عدوانه وارتكاب جرائمه المتواصلة من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات واالعيان الدينية والثقافية. وعليه فان القيادة القومية للحزب وهي تدين االستقالة الرسمية العربية من متطلبات الواجب القومي تجاه شعبنا في فلسطين المحتلة ، تدين في الوقت نفسه استمرار االنقسام السياسي على الساحة الوطنية الفلسطينية في الوقت الذي يصعد فيه العدو من عدوانه ، وتدعو كافة االطراف الفلسطينية لمغادرة مواقع االنقسام والتشرذم ، والبدء بورشة عمل وطني شاملة الجل تحقيق تموضع سياسي وتنظيمي في اطار منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير مؤسساتها بالشكل الذي يمكنها من استيعاب كل الطيف السياسي الوطني الفلسطيني على تعددية اطرافه التنظيمية ، وعلى ارضية موقف وطني جامع يكون قادراً على اعادة ترتيب االولويات في مواجهة االحتالل لجهة تعزيز المقاومة الشعبية بكل اشكالها واقفال الساحة السياسية الفلسطينية امام كل من يسعى لالستثمار السياسي خدمة الجندة اهدافه ومشاريعه الخاصة. ان من يعرف ويدرك كنه الطبيعة العدوانية "السرائيل" ال ة ومن الق ادة ن مالق ي باس سم اطقالر الن ب حر لل ر ي: وت ور احمدش الدكن اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي ، ان العدوان الصهيوني االخير على غزة هو جريمة حرب متمادية ، واعتبرت ان مقتضيات مواجهة االحتالل تتطلب وحدة وطنية فلسطينية ، كما توفير كل الدعم السياسي والمادي العربي لجماهير فلسطين لتعزيز صمودها ومواجهتها اللة الحرب الصهيونية. جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب في مايلي نصه.
ينتابه ادنى شك بان تصعيد العدوان على غزة وعلى مدن وقرى الضفة ومخيماتها وعلى القدس واقصاها ،لن يكون االخير في شريط العدوانية الصهيونية ، وهو سيتواصل طالما بقي االحتالل قائماً ،وطالماً بقي االنقسام الفلسطيني قائماً، وطالما بقي بعض النظام الرسمي العربي يتمادى في عالقات التطبيع ويستقيل من دوره الذي تفرضه ابسط االلتزامات القومية السياسية واالخالقية تجاه شعب فلسطين. ان طبيعة الصراع الشمولي يملي ان اليكون الرد على العدو مقتصراً على على جانبه العسكري وحسب وعلى اهمية ذلك ، بل البد من يكون الرد شامالً وموازياً للخطورة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ، واولى خطوات هذا الرد ، انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية على ارضية برنامج كفاحي متوجه التحرير واقفال مداخل التطبيع وفك الحصار السياسي والمالي عن منظمة التحرير الفلسطينية ، والتحرك على الدولي العادة االعتبار لقرار االمم المتحدة باعتبار الصهيونية شكالً من اشكال العنصرية واالستفادة من التحول االيجابي في الراي العام الدولي باعتبار "اسرائيل" ، دولة ابارتهايد ، والدعوة لمقاضاتها امام المحكمة الجنائية الدولية الرتكابها جرائم حرب وجرائم ضد االنسانية في فلسطين المحتلة. ان الصراع مع العدو هو صراع وجودي ، واية مهادنة معه او نسج عالقات تطبيعية معه اياً كانت عناوينها ومضامينها هي خيانة موصوفة للقضية الوطنية الفلسطينية وللقضية القومية ، بقدر ماهي تنكر للتضحيات التي قدمت في سياق المواجهة مع العدو واخرها تلك التي تدفعها جماهير فلسطين ومناضليها المقاومين في غزة والقدس والضفة وعى مساحة كل ارض فلسطين. التحية للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لالسرى والمعتقلين ، وصبراً شعبنا في فلسطين المحتلة فما النصر اال صبر ساعة. الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي د. احمد شوتري. /٢/٥/٣/٨٢ في
تحل الذكرى الخامسة والسبعون الغتصاب فلسطين، والصراع ما يزال مفتوحاً بكل أبعاده بين العدو الصهيوني الذي يصّعد من عدوانه المتعدد األشكال ويعمل على قضم مزيد من األراضي الفلسطينية المحتلة عبر اغراقها بالمستوطنات التي تحولت إلى ما يشبه الثكنات في استحضار لتشكيالت عصابات ”الهاغانا“ التي مارست أعمال القتل والترهيب وفرض التهجير على أبناء شعبنا في فلسطين قبل النكبة، واستمرت بعدها، بهدف فرض الصهينة على كل معالم الحياة في المناطق التي احتلت قبل سنة ٨٤٩١ وحيث يتعرض ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية لقضم متدرج تمهيداً إللحاقها بما يسمى بدولة ”اسرائيل.“ وإن تتزامن ذكرى النكبة هذا العام مع العدوان على غزة واقتحام المدن والمخيمات في الضفة الغربية وخاصة القدس وأقصاها، وتمارس ضد األسرى والمعتقلين سلوكية سادية، فهذا ليس جديداً على كيان قام على االغتصاب وبات يتصف نظامه بالفصل العنصري، وهو النظام الوحيد المتبقي في العالم اليوم بعد سقوط نظام ”اآلبارتهايد“في جنوب افريقيا. إن العدو الصهيوني الذي يصعّد من إجراءاته القمعية ضد جماهير شعبنا في فلسطين ، ما كان ليتمادى في عدوانه وانتهاكاته للحرمات الدينية واالجتماعية واإلنسانية ، ويمعن في تنفيذ مخطط التدمير لغزة والتهجير للقدس والضفة، لوال الدعم الذي يتلقاه من أمريكا ومن يدور في فلكها من قوى االستعمار العالمي، وهي التي وفرت تغطية دولية الغتصاب فلسطين وتشريد أهلها قبل ٥٣ سنة، وهي اليوم تقف حائالً أمام أية إدانة ”إلسرائيل“ على عدوانها وانتهاكاتها لحقوق اإلنسان ولكل المواثيق الدولية ذات الصلة ، وتقاوم االتجاه العام لمقاضاتها أمام المحكمة الجنائية الدولية الرتكابها جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية بحق الفلسطينيين، وترفض في الوقت عينه االعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين الذي يقاوم باللحم الحي واالمكانات المتاحة آلة الحرب الصهيونية واغارات المستوطنين على المسجد األقصى وعلى القرى التي تدمر بيوتها على رؤوس أصحابها. إن ”اسرائيل“ بما هي سلطة قائمة باالحتالل تصعد عدوانها لكسر إرادة الصمود لدى جماهير فلسطين، مستفيدةً من شبكة عالقات التطبيع الواسعة التي أقامتها مع العديد من األنظمة العربية ومكنتها من اختراق العمق القومي، ومن تالقيها مع مشاريع إقليمية تستبطن عداءً للعروبة وتعمل لالستثمار السياسي في القضية الفلسطينية في ذات الوقت الذي تعمل فيه على تفكيك البنى المجتمعية العربية وتغذية االنقسامات السياسية والتنظيمية بين فصائل المقاومة الفلسطينية. وهذا ما جعل مواجهة األخطبوط الصهيوني بكل شبكة عالقاته الدولية واإلقليمية واختراقاته للعمق القومي، تكاد تنحصر بالفعل الوطني الفلسطيني المقاوم لالحتالل بتعبيراته العسكرية والجماهيرية بعد احتالل العراق وإسقاط نظامه الوطني، وإغراق العديد من الساحات العربية بأزمات بنيوية وأزمات سياسية حادة وآخر مشهدياتها ما يعيشه السودان حالياً بعد انفجار الوضع العسكري بين طرفي االنقالب والردة التي نفذت في ٣ /أكتوبر ٨/٢./ وإذا كان النظام الرسمي العربي، لم يؤد واجبه تجاه فلسطين يوم تعرضت لالغتصاب قبل خمسة وسبعين سنة، فحاله اليوم ليس أفضل حاالً مما كان عشية النكبة، إذ إن غالبيته يرتكب فعل الخيانة الموصوفة بحق فلسطين وقضيتها من خالل اتفاقيات التطبيع مع العدو في ذات الوقت الذي يمعن في تضييق الخناق على جماهير فلسطين ويحجب عنها الدعم، فيما الواجب القومي يفرض توفير كل وسائط الدعم السياسي والمادي للمقاومة التي تخوض معركة األمة وبالنيابة عنها على أرض فلسطين. إن القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي، التي تدين بشدة مواقف النظام الرسمي العربي حيال القضية الفلسطينية، تكبر في جماهير فلسطين وقواها المقاومة القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي : الحق العربي في فلسطين ال يسقط بالتقادم . أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي، أن الحق العربي في فلسطين ال يسقط بالتقادم، وأن التناقض الوجودي مع المشروع الصهيوني، ال تستقيم معه أية تسويات، وأن الثورة الوطنية الفلسطينية المحتضنة قومياً هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين . جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب في الذكرى الـ ٥٣ للنكبة، وفيما يلي نص البيان:
صمودها البطولي وتضحياتها التي تقدمها، وهي تتصدى يومياً للعدوانية الصهيونية المتصاعدة وآخرها ما تعرضت له غزة ومدن الضفة الغربية ومخيماتها. وأن األمة التي تعرضت مواقع الصمود القومي فيها للعدوان لكشف ظهر ثورة فلسطين ، ومثالها الصارخ ما تعرض له العراق ، هي اليوم أمام تحدي اثبات وجودها ، وهذا اإلثبات للوجود ال يتحقق إال بإطالق المقاومة الشاملة ضد أعداء األمة واستحضار مقولة القائد المؤسس األستاذ ميشيل عفلق بأن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السالح ، سالح الموقف والبندقية ، والذي كما تجلى في فعاليات المقاومة الوطنية العراقية ضد االحتالل األمريكي – اإليراني المركب ،إنما يتجلى اليوم في مقاومة جماهير فلسطين ، والتي ندعو إلى توحيد قواها السياسية على أرضية مشروع مقاوم متوجه نحو التحرير ، وعلى وجوب انضواء كافة القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لشعب فلسطين وتطوير مؤسساتها كي تكون قادرة على استيعاب كل المتغيرات اإليجابية التي أفرزها النضال الوطني الفلسطيني على تعاقب مراحله وتراكم خبراته. في ذكرى نكبة فلسطين، فإن البعث الذي أكد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لقضايا النضال العربي، يعيد التأكيد بأن الحق العربي في فلسطين هو حق قومي ثابت وال يسقط بالتقادم، وإن الواجب النضالي المفروض على قوى الثورة العربية أن ترتقي في مواقفها وأدائها النضالي إلى مستوى الخطورة التي يمثلها المشروع الصهيوني وردائفه من مشاريع قوى اإلقليم التي تمعن تدميراً وتخريباً وتفتيتاً وتطييفاً للحياة السياسية والمجتمعية العربية. وإن المهمة الملحة هي تسريع وتائر العمل لتطوير صيغ العمل الشعبي العربي عبر أطر مؤسساتية وإطالق مبادرات تحريك الشارع العربي إلعادة نبض الحياة إليه من أجل التصدي لمنظومات الفساد الحاكمة والتأبيد السلطوي، ولنهج التطبيع، ولتوفير حزام أمان لثورة األمة في فلسطين. في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، تحية لفلسطين وثورتها، وتحية لجماهيرها الصامدة الصابرة، وإن الوفاء للشهداء وللتضحيات التي تقدم على مسرح الواجب النضالي إنما تمليه ضرورات تقديم التناقض الوجودي مع العدو االستيطاني على أية تناقضات سياسية بين أطراف الفعل الوطني الفلسطيني. في ذكرى النكبة ليرتفع النداء القومي عالياً بوجوب اقفال ساحة فلسطين أمام مشاريع االستثمار السياسي على حساب الدم الفلسطيني الذي يراد توظيف تضحياته في صفقات ترسيم الحدود السياسية بين القوى الدولية واإلقليمية، ولترتفع نبرة الموقف الذي يدعو إلى مغادرة وهم التسويات المنفردة والمتعددة الطرف، وليعد االعتبار لشعار فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، وال دولة وطنية فلسطينية إال على أرض كل فلسطين. المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية لألسرى والمعتقلين. والخزي والعار للخونة والعمالء والمطبعين وكل المتاجرين بالدم الفلسطيني. القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي الخامس عشر من أيار من العام ٥/٢ /
في الوقت الذي كانت فيه األمة تنتظر من القمة العربية التي انعقدت في جدة مقاربات جدية وعملية لألزمات البنيوية والسياسية الحادة التي تعيش تحت وطأتها أكثر من ساحة عربية، طغت عليها األجواء اإلحتفائية، وتجنبت مواجهة التحديات الفعلية التي تواجه األمة في ظل االطباق المعادي الذي تنوء تحت وطأته الثقيلة وباتت المشاريع المعادية التي تستهدف الوطن العربي من داخله ومداخله تشكل تهديداً داهماً للوجود القومي والهوية العربية. إن اعتبار عودة سوريا إلى شغل موقعها في جامعة الدول العربية نجاحاً باهراً للقمة هو تقدير افتراضي شكلي، ال يبنى عليه لتقييم أعمال القمة وما تمخض عنها من مقررات، ألن التقييم يبنى على إطالق مبادرات فعلية وتحديد اإلجابات على التساؤالت السياسية المحددة التي تحتاج إليها جماهير األمة العربية وهي تخوض صراعاً متعدد األوجه ضد أعداء األمة المتعددي والمشارب والمواقع . إننا باألساس لم نكن مع تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، ألن العضوية هي للدول وليست لألنظمة والمسؤولين فيها، ولهذا فإن المحاسبة السياسية للنظام على مواقف ارتكبها بحق األمة والجماهير، يجب أال تنسحب على عضوية الدول في الهيئات القومية واإلقليمية والدولية. وعليه فإن حضور رئيس النظام السوري أعمال القمة ال يعتبر إنجازاً بحد ذاته إال إذا كان المطلوب تقديم الشكليات على الجوهر، ويبدو أن هذا ما كان يراد تحقيقه . لقد انعقدت القمة والمواجهات في فلسطين المحتلة على أشدها حيث جماهير فلسطين تقاوم باللحم الحي قوات االحتالل الصهيوني وإغارات المستوطنين على المدن والقرى والمخيمات وآخرها ما سمي بمسيرة األعالم الصهيونية في القدس في نفس الوقت الذي كان فيه الملوك واألمراء والرؤساء ملتئمين ألخذ الصور التذكارية ، وبدل أن تُطلق القمة مبادرة لدعم شعب فلسطين بكل االمكانات التي تمكنه من الصمود والمواجهة ، اكتفى ”إعالن جدة“ على اجترار المواقف السابقة التي تجاوزها الزمن سياسياً كما على أرض الواقع حيث العدو الصهيوني مستمر في تنفيذ استراتيجيته القائمة على أساس التدمير لغزة والتهجير للقدس والضفة لفرض التهويد الكامل على أرض فلسطين التاريخية والصهينة على كل معالم الحياة فيها. وهنا نتساءل، أال تستحق فلسطين وجماهيرها إطالق مبادرة عملية لفك الحصار المالي والسياسي عن الثورة الفلسطينية وهذا أضعف اإليمان والبدء بتأسيس صندوق قومي لدعم القضية الفلسطينية والمساعدة في تلتقي نتائج المواجهات مع العدو وما تدفعه جماهيرنا من تضحيات بشرية ومادية. إن فلسطين تستحق أكثر من ذلك، وهذا الموقف القومي لم يتخذ ألن من يسير خط التطبيع مع العدو الصهيوني جهارة وتحت الطاولة مداورة، لن يُقْدِم على اتخاذ مواقف قومية أصيلة تقارب القضية الفلسطينية دعماً واسناداً وتوفيراً لحضن قومي دافئ، ألن مصالحه الخاصة وتحالفاته اإلقليمية والدولية وارتهاناته للخارج على حساب مقتضيات األمن القومي هي التي تحتل األولوية في تحديد خياراته السياسية . من هنا فإن القمة العربية األخيرة وبعيداً عن البروبغندا اإلعالمية التي تروج إلنجازاتها الفارغة من المحتوى العملي كما الكثير من سابقاتها، لم تلتزم بالحد األدنى مما انطوى عليها ميثاق جامعة الدول العربية، بدءاً من تجاوز مفهوم وحدة األمن القومي العربي، إلى مجاهرة من بعض من حضر القمة ومفاخرته بعالقات تحالفية مع قوى إقليمية ودولية، كانت وما زالت تستبطن في سلوكها عدائية واضحة ضد األمة العربية ومصالحها. وهذا ما ينطبق بشكل خاص على أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي، أن قمة جدة تجنبت مواجهة التحديات الفعلية التي تواجه األمة، وأغرقت نفسها في الشكليات والطابع اإلحتفائي، فيما مصلحة األمة تقتضي إطالق مبادرات جدية لمقاربة الحلول لألزمات البنيوية التي تعصف بالعديد من األقطار العربية. جاء ذلك في بيان للقيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي فيما يلي نصه :
النظام السوري الذي استبق حضوره القمة بتوقيعه رزمة اتفاقيات أمنية واقتصادية مع النظام اإليراني لفرضها كأمر واقع على الواقع القومي فضالً عن أنظمة عربية قطعت شوطاً في تطبيع عالقاتها مع العدو الصهيوني. إن قمةً عربية ، ال تطرح مبادرة جدية لمساعدة السودان على الخروج من أتون أزمته الخانقة والتي دخلت طوراً خطيراً بعد انفجار الوضع العسكري بعدما وصل االنسداد السياسي إلى ذروته بسبب تعطيل آليات التحول الديموقراطي ، وال تتوقف عند اآلثار الخطيرة لمخطط التغيير الديموغرافي في الخارطة السكانية العربية من جراء موجات النزوح واللجوء التهجير القسري الذي يتعرض له مواطنو الدول التي انفجرت أوضاعها السياسية واألمنية ، واستقدام مجموعات من جنسيات غير عربية لتوطينها في األقطار العربية التي تشهد أزمات بنيوية في مشهديات تعيد لألذهان مخطط االستيطان الصهيوني المتواصل فصوالً لتغيير التركيب الديموغرافي في البنيان المجتمعي لألمة هي قمة مغرّبة عن الواقع القومي بعدما باتت أوضاع العراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا وأقطار عربية أخرى على درجة من الخطورة . وإن قمة عربية ، تتجاهل ما ترتب على احتالل العراق من نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية ، بل أكثر من ذلك ، تتعامل مع العملية السياسية بكل رموزها ورعاتها اإلقليميين والدوليين ، بأنها الشرعية التي تمثل العراق ، هو استمرار للنهج التآمري الذي كان بعض من حضر القمة شريكاً في مؤامرة ضرب العراق واحتالله واسقاط نظامه الوطني، وهو ما ينطبق على مسألة تجاهل معاناة شعب سوريا وما تعرض له من تهجير وتدمير لمرافقه الحياتية والحيوية وغياب أية مبادرة عربية لحل األزمة يعيد لسوريا هويتها العربية ودورها في صياغة مشروع قومي عربي انطالقاً من إعادة توحيدها أرضاً وشعباً ومؤسسات وتحريرها من الجيوش والقواعد األجنبية والميليشيات التي تعبث باألمن الوطني والمجتمعي، وكل هذا يبين أن القمة العربية هي أسيرة تكوينها الرسمي ، وأن مواقفها تعبر عن انفصام في الشخصية السياسية لهذه الهيئة االعتبارية التي باتت أسيرة االمالءات التي تملى عليها واإليحاءات التي تحدد سقف مواقفها السياسية. لقد درجت العادة أثناء انعقاد القمم السابقة، وبات ما يشبه التقليد هو دعوة هيئات دولية ومنظمات إقليمية لحضور جلسات االفتتاح، لكن لم يشهد أن حصل في قمم سابقة أن تمت استضافة رؤساء إللقاء كلمات ودولهم في حالة حرب مع دول أخرى تحكمها عالقات صداقة مع العديد من الدول العربية. وعليه فإن دعوة الرئيس األوكراني لحضور القمة وتجاهل دعوة الرئيس الروسي هي سقطة سياسية ال بل أكثر من ذلك إنها انحياز لطرف دون اآلخر في وقت كان يفترض فيه أن يبقى النظام الرسمي العربي طرفاً محايداً كي يتمكن من لعب دور الوسيط الذي يساعد على إنهاء هذه الحرب على قاعدة احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحديد خياراتها لكن ضمن الحدود التي تصون حقوق اآلخرين وخاصة بما يتعلق باألمن القومي . إن القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي ، التي ما برحت تدعو إلعادة االعتبار للمركز القومي الجاذب كي يكون باستطاعته تحقيق االمتالء السياسي والتعبوي ألمتنا العربية ويضع حداً لحالة الفراغ في الواقع القومي الذي مكّن القوى اإلقليمية والدولية استغالل هذا الفراغ للتغول في العمق القومي ، ترى أن إعادة الحياة لصيغ العمل العربي المشترك هو مطلب شعبي عربي ، شرط أن تكون مضامين هذه الصيغ تصب في مصلحة األمة وأمنها القومي ، وليس في مصلحة المشاريع الخاصة التي يسعى أصحابها إلى توفير بيئة آمنة الستثماراتهم المالية والتجارية واالقتصادية من خالل ترتيبات أمنية وسياسية ومشاريع اقتصادية مشتركة مع قوى دولية وإقليمية ، وهذا ما ينّظر له تحت عنوان التنمية المستدامة التي تحاكي مصالح الشركات الكبرى وصناديق االستثمارات الدولية دون مصالح الشرائح العظمى من أبناء الشعب العربي الذي باتت قطاعاته الواسعة تنوء تحت عبء الضغوط المعيشية. إننا في السابق لم نكن نراهن، على خالص لهذه األمة وتحررها في ظل هكذا منظومات حاكمة، وفي ظل لقاءاتها الثنائية أو المتعددة الطرف، ولقاء القمة شكل من أشكالها. واليوم فإننا نؤكد على جوهر هذا الموقف ، وانطالقاً من ثابتة هذا الموقف ، فإن ”إعالن جدة ”، هو بيان سياسي سمته األساسية أنه ينطوي على إعالن نوايا واجترار لمواقف سابقة ، وهؤالء الذين اجتمعوا في جدة إنما اتفقوا على إعادة إنتاج النظام الرسمي العربي وترميم تصدعاته ليس ليكون قادراً على تلبية الطموح الشعبي العربي في الوحدة والتقدم والتحرر وإنما في الشكل الذي يخدم أجندة القوى التي تحضر نفسها لتكون من ركائز نظام إقليمي جديد، وهو الذي يتطلب توسيع مروحة التطبيع مع الكيان الصهيوني ومثلها مع النظام اإليراني كما التركي كثالث مرتكزات إقليمية للنظام الشرق أوسطي الجديد . فبئس هكذا قمة عربية، لم تقارب األزمات الفعلية بروح المبادرات الجدية للبحث عن مخرجات حلول لهذه األزمات بإرادة عربية مستقلة، وبئس هكذا قمة لم تأتِ على ذكر الجزر الثالث المحتلة من إيران وكذلك ثورة شعب األحواز ضد االحتالل الفارسي، وبئس هكذا قمة عربية لم تتخذ خطوات فعلية لدعم المقاومة الفلسطينية وفك الحصار
المالي واالقتصادي عن جماهير فلسطين، وبئس هكذا قمة عربية تزين لالحتالل األمريكي واإليراني للعراق وتتجاهل معاناة شعبه كما معاناة شعب سوريا. إن جماهير األمة العربية التي تنخرط في حراك شعبي من انتزاع حقوقها السياسية، وتقاوم أنظمة االستبداد والردة والتسلط والتأبيد السلطوي ، وتدعو إلى اسقاط نهج التطبيع ،ليست بحاجة إلى إعالن نوايا، وهي تدرك أن هكذا لقاء لرؤساء منظومة حاكمة لن تتخذ مواقف وتطلق مبادرات ذات مفاعيل إيجابية على مجرى صراع األمة مع أعدائها ، وادراكاً منها بأن فاقد الشيء ال يعطيه ،بل أن رهانها سيبقى على القوى الحية في هذه األمة التي تخوض صراعها متمسكة بسالح الموقف وقابضة على جمره وعلى استمرار رفضها ومقاومتها لكل من يسعى للنزول بالتطبيع مع القوى المعادية من دوائر النظام الرسمي إلى القاعدة الجماهيرية العريضة . تحية لفلسطين وثورتها، وتحية لكل الثوار والمناضلين العرب الذين يقامون االحتالل ويكافحون من أجل تحوالت سياسية ديموقراطية. المجد والخلود للشهداء والحرية لألسرى والمعتقلين والخزي والعار للخونة والمطبعين والمرتهنين للخارج الدولي واإلقليمي . القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي ٢٢٢٥٢٣٢٢٢ : ة ومن الق ادة ن الق تران ن حر س م م ا خ ل حر ب ا . م الامة هر م ت ل و مة ظ الان ِ مت ر ُ ه اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي ، ان الحرب التي وقعت في الخامس من حزيران العام ٧٦٩١ ، ادت الى هزيمة االنظمة وليس هزيمة االمة العربية التي انتفضت عبر مقاومتها المسلحة ضد االحتالل ، ودعت الى اعادة االعتبار الى الءات الخرطوم الثالث .جاء ذلك في بيان للقيادة القومية لمناسبة الذكرى السادسة والخمسين للعدوان الصهيوني، وفي مايلي نص البيان. " تحل الذكرى السادسة والخمسون لحرب الخامس من حزيران العام ٧٦٩١ ، واالمة العربية مازالت تنوء تحت تداعيات تلك الحرب ، التي تلقت فيها االمة ضربة موجعة من جراء تمكن العدو الصهيوني من توسيع رقعة احتالله لتشمل كل ارض فلسطين التاريخية فضالً عن صحراء سيناء والجوالن وبعض االراضي اللبنانية التي باتت تعرف بمزارع شبعا وتالل كفر شوبا. إن هذه الحرب التي دامت اليام محدودة فاجأت االمة بنتائجها العسكرية على االرض ، ولم تقتصر اثارها الكارثية على تدمير القدرات العسكرية لثالث من الدول العربية وحسب ، بل أسست لنتائج شديدة الخطورة على االمن القومي العربي ، بعد توقيع اتفاقيات كا مب دافيد واوسلو ووادي عربة ، وفي تنكر واضح لقرارات قمة الخرطوم التي انعقدت بعد العدوان واطلقت ثالثية شعاراتها. لقد ادت تلك االتفاقيات بما انطوت عليه من شروط سياسية واقتصادية وامنية فرضت على المُوَقِعِين عليها، الى اخراج دول عربية وخاصة مصر وبما تمثل من ثقل
عربي ، من مجرى الصراع العربي - الصهيوني ، وتحولها من موقع قائد للنضال العربي التحرري ببعده الوحدوي ، الى موقع يلعب دور الوسيط بين العدو وقوى الثورة الوطنية الفلسطينية التي تستمر في مقاومتها لالحتالل ، برغم كل الظروف والتعقيدات التي تحيط بوضعها بعدما اصبحت كل فلسطين تحت االحتالل ، وتتعرض الشكال مختلفة من تصعيد العدوان والتضييق والمحاصرة المالية والسياسية من قبل النظام الرسمي العربي الذي يندفع بعضه لتطبيع العالقات مع العدو وبعض اخر يعمل على تكريس واقع االنشقاق السياسي بين قوى الثورة واسقاط شرعيتها التمثيلية التي تجسدها منظمة التحرير الفلسطينية. لكن بعد ستة وخمسين على العدوان ، فإن العدو الصهيوني الذي ربح معركة الحرب العسكرية مع النظام الرسمي العربي ، وان استطاع ان يفرض توقيع اتفاقيات اذعان مع بعض االنظمة العربية ويقيم عالقات ديبلوماسية معها ، اال انه لم يستطع ان يحقق اختراقاً للبنى المجتمعية العربية ويحقّق التطبيع معها لتجذر الوعي الجماهيري العربي الذي رأى في الصراع مع العدو صراعاً في مستوى صراع الوجود من ناحية ، ولوجود مواقع عربية ارتكازية ترى في هذا الصراع ذات البعد الذي تنظر اليه الجماهير العربية من ناحية اخرى ، وهي التي شكلت حاضنة ورافعة للمشروع العربي التحرري بكل تعبيراته ، وكان االهم فيها واالقوى واالفعل العراق في ظل نظامه الوطني . وهذا ما جعل هذه المواقع تدرج ضمن دائرة االستهداف المعادي، من خالل ما تعرضت له الثورة الفلسطينية قبل اجتياح لبنان العام ٧٦٩١ وبعده ، وما تعرض له العراق من عدوان متعدد االشكال وانتهى باحتالله االميركي ومن ثم االيراني. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي ، وفي مناسبة حلول هذه الذكرى االليمة على االمة ، ترى ان هزيمة حزيران برغم ما افرزته من نتائج ، بأنها لم تكن هزيمة لالمة ، وانما لالنظمة التي انخرطت في سياقات تلك الحرب . ولو كانت االمة هي المنهزمة لكانت رضخت للعدو وقبلت بالتطبيع معه ، ولما كانت انتفضت في ثورات ومقاومات تمارس الكفاح المسلح ضد االحتالل االجنبي وتنخرط في حراك شعبي من اجل انتاج انظمة سياسية وطنية ديموقراطية. ان الجماهير العربية لم تنهزم في حرب حزيران النها كانت مغيبة عن المشاركة في تلك الحرب ، كما كان دورها معلباً و مصادراً من قبل االنظمة التي كانت تدعي وتزعم تمثيل الجماهير ،فيما الحقيقة انها كانت تمارس سياسة التنكيل بالجماهير ومصادرة حرياتها العامة . ولذلك فان الجماهير التي عبّرت عن موقفها الرافض لسياقات الحرب ونتائجها ، ترجمت هذا الرفض باحتضانها وانخراطها بالفعل المقاوم لالحتالل الصهيوني ، وهي ما تزال تقبض على جمر هذا الموقف المبدئي الدراك منها ان االحتالل ال يطرد اال بالمقاومة الشعبية. ان هذا الموقف هو ما اكد عليه البعث في وقت مبكر من انطالق مسيرته النضالية عندما اطلق القائد المؤسس مقولته الشهيرة ، "فلسطين لن تحررها الحكومات وانما الكفاح الشعبي المسلح". وهذا ما اثبته العراق واقعاً محسوساً بعد االحتالل االميركي من خالل مقاومته الوطنية وما تحقق في لبنان من تحرير ارضه بفعل المقاومة الشعبية الوطنية وما انجزته ثورة الجزائر ، ثورة المليون شهيد. أن ماتشهده فلسطين حالياً على مساحة كل ارضها الوطنية من نهرها الى بحرها يؤكد هذه الحقيقة ، ويقدم دليالً حسياً بان جذوة المقاومة لن تطفئ في هذه االمة وهي ستبقى متوقدة النها السبيل الوحيد لتحرير االرض من االحتالل وتمكين الشعب من تقربر مصيره. من هنا ،واستناداً الى المعطيات التي يفرزها الفعل المقاوم لالحتالل ، فإن االعداء المتعددي المشارب اذا كانوا يعتقدون انهم استطاعوا قتل روح المقاومة في هذه االمة من خالل اتفاقيات التطبيع او غيرها ، فهم مخطئون في تقديرهم ، والجواب أتى من خالل فعاليات المقاومة الشعبية بكل اشكالها في فلسطين المحتلة في القدس والضفة وغزة وعمق الداخل الفلسطيني ومن مقاومة شعب العراق لالحتالل وما افرزه من نتائج ، كما
أتى من مشهدية الجندي المصري الشهيد الذي بفعله البطولي لم يعبر عن مكنونات نفسه فقط، وانما عبر عن مكنونات االمة المتجسدة في كل انسان عربي اليرى نفسه حراً معززاً ، خارج حرية االمة وعزتها ، كما أتى من حراك الجماهير العربية التي انتفضت ضد نظم االستغالل والتأبيد السلطوي وممارسات الدولة االمنية واالرتهان للخارج الدولي واالقليمي. بعد ستة وخمسين عاماً على العدوان ورغم اتفاقيات التطبيع التي وقعها البعض من االنظمة العربية ، فان الثورة الفلسطينية تستمر في ادائها النضالي ، وان استمرارها هو الذي يفشل مخطط العدو في تدمير غزة وتهجير الضفة وفرض الصهينة عليهما وخاصة القدس ، وهو الذي يبقي الحق التاريخي بفلسطين حق قائم اليسقط بالتقادم . فصمود جماهير فلسطين واستمرار ثورتها يجعل العدو اسير واقع مأزوم سياسياً ومجتمعياً خاصة بعدما صُنِفَتْ "اسرائيل" دولة "ابارتهايد"اي دولة فصل عنصري وقد حفظت المحكمة الجنائية الدولية اختصاصها للنظر بجرائم الحرب والجرائم ضد االنسانية التي يرتكبها العدو في فلسطين المحتلة. ان المقاومة الشعبية لالحتالل بكل اشكالها وارقاها الكفاح المسلح ، هي االمل المرتجى الذي يبقي القضية الفلسطينية قضية حية ، وهي الوحيدة التي تستطيع ان تضع حداً لالستثمار السياسي بها على حساب دم الشهداء واالم الجرحى ومعاناة االسرى والمعتقلين ، وهي الوحيدة التي تستطيع ان تحول دون تمرير مايسمى مشروع الشرق االوسط الجديد وكل المبادرات التي تطرح تحت عناوين مايسمى بالسالم الشامل. في هذه الذكرى التي نوجه فيها التحية لجماهير فلسطين وانتفاضتها المتواصلة ،والى شهدائها كما الشهداء الذين سقطوا في سياقات المواجهة المتواصلة مع العدو الصهيوني وسائر اعداء االمة واخرهم الجندى المصري على حدود سيناء مع فلسطين وكل شهداء الجيوش العربية في كل الحروب التي خيضت على ارضية الصراع مع العدو ومنها شهداء حربي حزيران وتشرين، ندعو لوقف اجراءات التطبيع والخروج منها وفك الحصار عن الثورة الفلسطينية والمبادرة الى تأسيس صندوق قومي السناد جماهير فلسطين وتعزيز صمودها. في هذه الذكرى ، البد من العودة الى التمسك بالثوابت ثوابت الءات الخرطوم الثالث وثوابت العودة للجماهير العادة النبض للشارع العربي واثبات حضوره في معارك التغيير والتحرير وفي الطليعة منها احتضان فلسطين وثورتها تنفيذاً لمقولة القائد صدام حسين "ان فلسطين بحاجة الى الحضن القومي الدافئ" الذي يمكن الثورة من الوقوف على ارضية صلبه وظهرها محمي بعمقها القومي وكي تبقى فلسطين في عيون الجماهير وقلوبها اذا ما استدارت الى اي من الجهات االربع. المجد والخلود للشهداء ، والحرية لالسرى والمعتقلين ، والخزي والعار للخونة والمتخاذلين والمطبعين. القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي 3202/6/8
يا أبناء شعبنا العراقي الشجعان يا جماهير األمة العربية المجيدة أيها المناضلون البعثيون في كل أقطار الوطن العربي في األول من حزيران٢ يونيو من كل عام يستذكر أشقاؤكم العراقيون بفخر واعتزاز، أعظم إنجاز عرفته األمة العربية في تاريخ عالقاتها مع االحتكارات النفطية العالمية، التي أقامت لنفسها حصوناً حصينة، من عالقات إنتاج مجحفة بحقوق البلدان المنتجة للنفط، هذه المادة االستراتيجية التي باتت ومنذ بداية القرن الماضي، أكبر محرك لماكنة االقتصاد العالمي، ولهذا بات من غير الممكن نظرياً، التقرب من أسوارها بأي شكل من األشكال، ولكن حزبكم المناضل الذي كان أول قوة سياسية عربية عقائدية وجماهيرية، ترفع شعار)نفط العرب للعرب(، من قناعة راسخة أن هذا الهدف العظيم، يحتاج جهدا منسقاً وعظيماً، ونضاالً باسالً على كل الجبهات السياسية واالقتصادية وحتى في ميدان األمن الوطني والقومي من أجل تحقيقه . أيها المناضلون البعثيون المضحون لقد كان لتجربة حكم البعث في القطر العراقي، جدارة حمل األمانة التي علقتها عليه جماهير أمتنا العربية، وشرف تحقيق هذا الحلم التاريخي الذي ظل يراود جماهير شعبنا العراقي، الذي كان يطفو فوق بحيرة هائلة من النفط، ولكنه كان يعيش فوق أرض جرداء وفقر مدقع وبؤس وحرمان على كل المستويات، فالفقر يضرب أطنابه في كل زاوية من الوطن، واألمة متفشية على طول الساحة العراقية وعرضها، والشعب يعاني من مختلف األمراض االجتماعية والصحية، على الرغم من تدفق ماليين األطنان من ثروته النفطية، لتتحول إلى خزائن الدول المعادية لطموحات العراق واألمة العربية في النهوض من كبوتها الحضارية، التي امتدت لقرون طويلة منذ أن سقطت آخر راية في آخر حصن عربي، نتيجة تحالف الدول التي احتلت بالدنا العربية ودمرت أسس حضارتنا العربية، التي أنارت الطريق للبشرية وفتحت لها أفاقاً من التقدم واالزدهار، فراحت تستخدم ثرواتنا الوطنية في مواصلة تركيع شعبنا، وألن األمة كانت تفتقد إلى القوى المؤهلة لقيادتها نحو شواطئ السيادة واالستقرار والبناء الحضاري الجديد، فقد ظنت الدول االستعمارية، أن مصالحها ستبقى خالدة إلى األبد في قطرنا العراقي وفي سائر أنحاء الوطن العربي. وعندما تسلم حزبكم حزب البعث العربي االشتراكي الحكم في ثورة 17ــــ31 تموز 1968 ،كان قد أعد ملف تحرير الثروة النفطية على رأس اهتماماته وفي أولوياته، ولكن التجارب التي مر بها اآلخرون في هذا الميدان كانت حاضرة، كي ال يأتي أي تشريع من جانب واحد، قفزة في الهواء، فشرع من األيام األولى إلعداد الخطط لتطوير القطاع الزراعي والقطاع الصناعي، كي يواجه أي حصار يمكن أن تفرضه الدول المالكة للكارتل النفطي الدولي، ثم عكف على إعداد الخطوات المدروسة لالستثمار الوطني للنفط حيث توفرت له الفرصة لذلك، فكانت الخطوة األولى هي استثمار حقل الرملية الشمالي وطنيا وبالتعاون مع المؤسسات السوفيتية المتخصصة، وهو ما حصل في السابع من نيسان 1972 في ذكرى تأسيس الحزب، كما أسس شركة ناقالت النفط كي ال يبقى أسير الضغوط التي تمارسها الشركات العالمية الناقلة للنفط. فجاءت خطواته متناسقة من أجل تهيئة األجواء السياسية والفنية واالقتصادية الكاملة لغرض إنجاح قرار التأميم، الذي تحقق بعد أقل من أربع سنوات من قيام ثورة 17ــــ31 تموز المجيدة، ليشكل مؤشر خط االنتقال من عالقات اقتصادية تبعية مع اقتصادات الدول الكبرى، واالنتقال إلى مرحلة جديدة من البناء الحضاري، وليعطي العراق تجربة جاهزة وناجحة، يمكن أن تحذو الدول األخرى التي كانت تعاني من عقدة الخوف في حال التقرب من أسوار الكارتل النفطي العالمي. كما أن العراق ومن إغالق كل أبواب الفشل أمام قرار التأميم فقد أعلن مجلس قيادة الثورة قرار التقشف في كافة أبواب الميزانية استعدادا لألسوأ، فجاء إصدار قانون رقم 69 بتأميم عمليات شركة نفط العراقIPC ، والتي كانت تمتلك أكبر حصة من مكونات العراق النفطية، ولعل اختيار طريق تأميم عمليات شركات النفط بمراحل متعددة، ما عجل باستسالم الشركات لموقف العراق الثابت بعد تسعة شهور فقط من يوم التأميم الخالد، في األول من آذار 1973 ،أُعلن عن انتصار العراق في معركة التأميم إذ استسلمت الشركات بعد صمود عراقي منقطع النظير قاده حزبكم حزب البعث العربي االشتراكي. تحية لقيادة حزبكم التي خططت بجدارة لقرار التأميم، ونفذت خطواته بحكمة عالية، وعهدا على البقاء على طريق النضال حتى نستعيد ثروتنا النفطية التي رهنها عمالء االحتالل للقوى الدولية التي تسعى الستعادة هيمنتها على ثروات الشعوب وخاصة الثروة النفطية التي تعتبر عماد أية نهضة اقتصادية ألي مجتمع . قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي االشتراكي بغداد 1 حزيران 2123
استندت السياسة االقتصادية والتنموية لثورة 51-تموز 5691 إلى المنظور العقائدي وأهدافه االشتراكية وإيمان قيادته في أهمية التحول االشتراكي لتحقيق طموحات األمة العربية. فجوهر االشتراكية التي يؤمن بها الحزب يقوم على الغاء االستغالل اإلنساني بكل أشكاله وصيغه، وبناء المجتمع الحر المزدهر القادر على ضمان عدالة توزيع الموارد االقتصادية، وانطالقاً من هذا الفهم تضمنت السياسات االقتصادية التي تبنتها قيادات الحزب والثورة تحقيق األهداف التنموية اآلتية: •تحقيق االستقالل االقتصادي وإنهاء التبعية لالقتصاد الدولي. •تحرير الثروات الوطنية من هيمنة االحتكارات اإلمبريالية واستخدامها في تطوير المجتمع وتحقيق االزدهار االقتصادي. واعتبرت قيادة الحزب في قطر العراق أن الصراع ضد اإلمبريالية مرادف للصراع من أجل حسم هيمنة االحتكارات النفطية، وشخصت القيادة تحرير ثروات العراق وتأميم النفط بشكل خاص، هدفاً مبدئياً ال بد من تحقيقه، وخططت لتحويل الثروة النفطية من أداة أجنبية للتآمر على استغالل العراق وتقدمه إلى أداة وطنية فعالة لتعزيز االستقالل الوطني ولتحقيق األهداف السياسية واالقتصادية للعراق واألمة العربية، وتحويل الثروة النفطية إلى المحرك األساس لالقتصاد الوطني ونموه، باإلضافة إلى ذلك، فقد حددت قيادة الحزب عوامل بناء المشروع النهضوي، تلك التي ال يمكن ألية نهضة اقتصادية أن تتم من دونها وهي: -رأس المالقوة العمل -تأميم النفطما يمكن من تحصيل المعرفة، وهو العامل األهم. حددت حكومة الثورة القانون رقم )96 )في األول من حزيران / يونيو 5611 أممت بموجبه عمليات شركة نفط العراق ( C.P.I (كخطوة متقدمة لتعزيز السيطرة الوطنية على ثروة العراق، وانهاء مرحلة التبعية االقتصادية للشركات األجنبية. فعلى إثر صدور قرار التأميم فرضت الشركات األجنبية حصاراً فعلياً على شراء نفط العراق، واستغلت نفوذها لدفع أطراف دولية بما فيها الحكومة الفرنسية لتعليق اتفاقياتها النفطية مع العراق، واالمتناع عن شراء النفط العراقي. وعندئذ تبنت قيادة الحزب إجراءات اقتصادية مهمة لدعم صمود العراق. فطبقت برنامجاً اقتصادياً تقشفياً، فأوقفت جميع أوجه االنفاق الحكومي غير الضروري، وقدمت برنامج االدخار اإلجباري لموظفي القطاع العام، وأوقفت استيراد السلع األجنبية ومنها تسويق النفط العراقي إلى مصادر جديدة، فتم بيع )12 )مليون طن إلى إيطاليا، وعقدت اتفاقيات مع الدول االشتراكية والبرازيل وسيالن، باإلضافة إلى توقيع اتفاقيات مقايضة تم بموجبها تسديد قيمة السلع والمعدات العراقية المستوردة بالنفط العراقي الخام، وتأجير وامتالك ناقالت لتسويق النفط العراقي وكسر حصار شركات النقل األجنبية. كل هذه العوامل مجتمعة أجبرت الشركات األجنبية على الرضوخ للمطالب العراقية والتفاوض مع الحكومة العراقية، فتوصل الطرفان في األول من مارس / آذار 5611 إلى اتفاقية عرفت بـ )اتفاقية النصر( التي نصت على: أ- تنازل الشركات األجنبية عن امتيازها في شركة نفط الموصل للدولة العراقية من دون تعويض. ب- دفع الشركات النفطية جميع المستحقات العراقية المتراكمة والبالغة )545 )مليون باوند إسترليني. ج- قيام الشركات ببيع أنبوب نقل النفط المار عبر األراضي اللبنانية، ومحطة التحميل في طرابلس إلى الحكومة العراقية استحصال موافقة السلطات اللبنانية. د- تعهد العراق في منح الشركات كمية )51 )مليون طن من النفط الخام تغطي قيمة جميع التعويضات التي طالبت بها الشركات . فمن تأميم النفط بلغت عائدات العراق )142 )مليون دوالر في عام 5615 إلى نحو )19 )مليار دوالر عام 5612. املردودات اإلجيابية لقرار تأميم النفط عززت خطوة التأميم السيادة الكاملة على الثروة النفطية الوطنية، وأتاح لقيادة الثورة السيطرة على قرارات اإلنتاج والتسويق، ووفرت لالقتصاد العراقي موارد مالية كبيرة، ومكنتها من برنامجها االقتصادي التنموي وسعت القيادة السياسية، والمؤسسات النفطية إلى العمل على تنفيذ األهداف المذكورة من خالل تنفيذ العديد من المشاريع وأكثرها أهمية: •إنجاز مشروع الميناء العميق، والخط االستراتيجي لنقل النفط والغاز من مدينتي حديثة والفاو، وأنبوب النفط العراقي- التركي لنقل نفط كركوك إلى ميناء )جيهان( التركي على البحر األبيض المتوسط، ومشروع المجمع )البتروكيميائي( في البصرة، واكتشاف حقول جديدة وتطوير الحقول القائمة. ولم تقتصر اآلثار اإليجابية لتأميم الثروة النفطية على تطوير القطاع النفطي فحسب بل شملت جميع القطاعات االقتصادية التي شهدت تطوراً كبيراً، وتحسين المستوى المعاشي للمواطن العراقي بشكل جوهري. صد يرة ط وت ف مالن مت أ يت ف مدة معت ل ا ة جي ي ت را ا الست ي طن و ل يالعهدا ف ي س ي لق ي ا م ه ف د.
جبهة روابط ثوار العراق : ثوار شباب تشرين ماضون يف مشروعهم الوطني .
يالعراق يوالادار يف ل ما ل سادا الق صاد ي ت ق ن الا رار وا الم ق دهور ا الشت وت تصل يق ار د. غ ة دولن اب غلاق اد شن ا - ي ف العرا مركر ل س ا ي رب ة خن ي ب را الاشت للدراشاب يعرف الفساد السياسي بأنّه إساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق منافع غير مشروعة ومصالح شخصية ومكاسب خفية. ويوجد الفساد في األنظمة السياسية غير الديمقراطية، مهما اختلفت هويتها وعناوينها ومسمياتها وتوجهاتها. ويرتبط الفساد السياسي بالفساد المالي، الذي يؤسس للجريمة المُنظّمة العابرة للحدود، والمرتبطة بجرائم تجارة المخدرات، وغسيل األموال، وتزييف العملة، والجريمة السيبرانية، والعموالت غير المشروعة على الصفقات، والذي يُعد جريمة مخلة بالشرف وخيانة للوطن طبقا للقوانين العراقية )5 .)واتسع حجم الفساد المالي في العراق ليشمل البنية االقتصادية بكاملها، مما أدى إلى اتساع ظاهرة البطالة التي ارتفعت ألكثر من 15 ،% وارتفع مستوى الفقر إلى 11 ،%كما وصل عدد األميين إلى 51 ماليين نسمة، وانتشر تعاطي المخدرات بين 9 % من شباب العراق، ويتعاطى 12 %من الشعب العراقي المخدرات طبقا لتصريح وزير الداخلية العراقي، بجانب غياب العدالة في التوظيف بسبب احتكار األحزاب والميليشيات المسلحة للتوظيف عبر سيطرتها على آليات الدولة. إن تدهور االستقرار واألمن االقتصادي مرتبط بظاهرة الفساد المالي، وكشف تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن: "أن العراق حقق خالل الفترة 1254 -1229 ،فوائض مالية تقدر بـ 122 مليار دوالر، ذهبت للطبقة السياسية الفاسدة، وكان يمكن أن تساهم في إعادة إعمار العراق وتحويله إلى دولة حديثة"، وفق تقرير نشره سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي العراقي. كما نشر النائب عادل نوري، رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب، تقريراً في العام 1259 ، بيّن فيه: "أنّ الحكومة العراقية قامت بإنفاق 922 مليار دوالر، خالل تولي نوري المالكي لرئاسة الوزارة، وبدون وجود إيصاالت توثق أبواب الصرف". كما أهدرت الحكومة مبلغاً قدره 519 مليار دوالر، أُنفقت على عقود وهمية أو على مشاريع متلكئة، بلغت 9 ألف مشروع في مجال الطرق والجسور والمستشفيات والمدارس والعقارات وفق تقرير صادر عن البنك الدولي. وبيّن تقرير الشفافية الدولية للعام 1256م: أنّ العراق يأتي بعد سوريا من بين 9 دول األكثر فساداً في نهب الثروات الوطنية في العالم. وقال تقرير هيئة النزاهة العراقي، وهي الجهة المكلفة بمتابعة قضايا الفساد في العراق، أنّها عملت في النصف األول فقط من العام 1251 على نحو 1122 قضية فساد في مؤسسات الدولة، وأنّها تمكّنت خالل نفس المدة، من وقف هدر ما يعادل نحو 422 مليون دوالر، كما جرت إحالة اآلالف من المسؤولين إلى القضاء بما في ذلك وزراء وموظفين كبار )1.( (5 )سعيد النعمان، الفساد السياسي، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، 5 فبراير 1256( ،تاريخ الدخول 1256/1/51 ) https://iraqi-forum1254.com/%D1%A1%D6%14% D6%15%D1%B1%D1%A1%D1%AF- %D1%A1…; (1 )التقرير نصف السنوي لهيئة النزاهة للمدة من ،النزاهة لهيئة الرسمي الموقع، 12/9/1251 إلى 5/5/1251 http://www.nazaha.iq/ 51/1/1256:الدخول تاريخ) news_FA.asp?page_namper=p6
قبل سبع سنوات من االن زارني قادما من لندن احد االصدقاء القدامى وهو صحفي مخضرم يعمل في صحيفة عربية تصدر في لندن ،وكان في طريقه الى العراق الجراء مقابالت مع القيادات االمريكية العليا المخابراتية والعسكرية المسؤولة عن تسيير امور االحتالل،ولما كان كالنا يحب التوغل بعمق بالنقاشات عما آلت اليه امور بلدنا من تردي وتصدع وضياع،وردت من ضمن تشخيصنا للوضع نقطة خالفية حول اعطاء امريكا وبريطانيا كل الفرص للهيمنة الفارسية على مقدرات العراق بعد احتاللهم له ...وطلبت منه في نهاية النقاشات ان ينقل عني عدد من االستفسارات الى المسؤول االمريكي االول ،ومنها معرفة اسباب ومبررات تسليم العراق الى نظام الماللي على طبق من ذهب؟ .... بعد قرابة اسبوعين اتصل بي صديقي الصحفي ،بعد عودته من العراق...والتقينا حينها وابلغني الخالصة التالية نقال عن المسؤول االمريكي : نحن لم نسلم العراق اليران ونحن من يتحكم بكل شيئ واذا اردنا ان نغيير االوضاع في العراق فسوف يتم ذلك بساعتين ال اكثر وسوف نجلب كل )؟؟؟؟!!( الموجودين بالسلطة حاليا وعددهم اليتجاوز )66 /شخص( بسيارات الهمر ومن سيلقي القبض عليهم هم ليس الضباط بل المراتب االقل،فاالمريكيين يعرفون كل التفاصيل المملة عنهم جميعا حتى ما يحدث في غرفهم واين يضعون االموال التي سرقوها ووووو. اسوق هذه المقدمة التي سبق وان ذكرتها في مقال سابق،كي اوصل رسالة الى من يعتقدون ان االمريكيين والبريطانيين فوضوهم بشكل الرجعة فيه بامور العراق،بأن هاتين الدولتين المحتلتين تتعامل مع عمالئها الذي خانوا البلد الذي فاض عليهم بكرمه وقبلهم مواطنين فيه وهم اليستحقون ذلك..بطريقة ليس فيها ابسط حدود االحترام اي معاملة السيد والعبد االعمى الذليل المطيع...اما )هملبتهم (امام شاشات التلفزيون معتقدين ان العراقيين يصدقون اكاذيبهم بالسيادة واالستقاللية وانهم يرفضون تحرك السفيرة االمريكية وبالسخارت بينما الينتقدون مايقوم به السفيه االيراني. منذ احتالل العراق في نيسان 668 /ومن جلبهم المحتل متمسكين بذات االساليب العقيمة في مواجهة سالسل فشلهم الذريع في تمشية امور الدولة والنظام المتخلف،فكلما وقعوا في مصيبة جديدة ذهبوا الى دفاترهم البالية وكرروا ذات االساليب التي ثبت فشلها ،ومنها توجيههم التهم الى جهات وشن حمالت ترويع واعتقاالت لجهات هم يقولوا انها لم تعد موجودة بمعنى انها جهات افتراضية يستحضرونها في اثناء ازماتهم وفشلهم المستمر ولحظات الضعف ويسلطون السنتهم المحقونة بالحقد واالفتراءات والكذب والهرطقات التي لم تعد تنطلي حتى على اطفال العراق الصغار...واخر ابتكارات تخلفهم وفشلهم فتح جبهات على جيران العراق الذين يفترض ان تربطهم معهم عالقات طيبة بحجج واهية وباساليب تعد بأبسط االعراف الدولية تدخل سافر في شوؤن الدول االخرى ،ولعل مواطني الدولة
المعنية يتسائلون لماذا التتحامق هذه الثلة من سياسيي اخر زمن على مايحدث في داخل ايران وسوريا فالحجة التي ساقوها كذريعة موجودة بنفس الصيغة في لبنان وتونس بل في جميع الدول العربية، وهذه المؤسسة المعنية موجودة بشكل رسمي منذ عقود خلت في الدولة الجارة، ناهيك عن ان الدولة التي اتهموها تمنع بشكل قاطع وحازم غير حملة جنسيتها من ممارسة اي نشاط سياسي بل هم يمنعون اي نشاط ومن اي نوع سياسي او غير سياسي. وللتدليل على ان هذه )الطقطوقة( السياسية العقيمة هي مفتعلة ورد فعل على فشل النظام وادارته وتخلف الطبقة السياسية في االستجابة للمتغيرات والمزاج داخل العراق وبين ابناء شعبه نشير الى مايقوم به جماعة االطار من تحركات هجينة صوب محافظات بعينها بعدما لم يجدوا اي صدى او احترام من ابناء شعبنا الغيارى في محافظات جنوب العراق البطلة الذين رفضوا هذه الثلة من اعداء انفسهم واعداء العراق فذهبوا الى من يشبهونهم بالخصائص والصفات غير الحميدة كما حصل في محافظة التاميم وديالى!!! في الوقت الذي تتضخم ثروات ذيول االحتالل وعمالئه في كل يوم بمليارات الدوالرات من السحت الحرام وسرقة قوت الشعب اليزال المواطن العراقي الذي ينتمي الى اغنى بلد بالثروات بالعالم ال يرى ضوءاً يلوح في األفق. فرغم كل التظاهرات منذ نيسان 668 /وصوال الى تشرين وما بعدها فشلت الثلل التي جاء بها االحتالل والمليشيات الوالئية التابعة لماللي طهران في مواجهة ارادة العراقيين وتحولت من مرحلة الهجوم على الشعب الى موضع الدفاع المستكين الضعيف ألول مرة. فالحالة المرضية تجتاح الفئة الحاكمة واالحزاب العميلة في العراق ، انها فوبيا الشعب العراقي ، فالهلع اخذ مداه في قلوب الخونة والعمالء والذيول وبات واضح للعيان ، فوبيا وهلع الينفع معهما الطب النفسي ومدرسة التحليل النفسي ، حتى وان خرج فرويد وادلر ويونغ من قبورهم فلن يستطيعوا ان يجدوا عالج لهؤالء المرتزقة. حالل على احزاب االسالم السياسي الحاكمة بامر اهلل والتمدد الى كل االمم والشعوب ، وحرام على العراقيين ان ينعموا بخيرات بلدهم ، محرم عليهم العمل في ارضهم وتحت سماءه ، واللقطاء يجوز لهم العيث في االرض فسادا يحرمون ويحللون ، يسرقون وينهبون ، بدل ان يقدموا الخير الهل العراق راحوا يدعمون الحوثي في اليمن وحزب اهلل بلبنان ، ويفتحون االبواب للجاليات الهندية والباكستانية واالفغانية والبنكالديشية واالفريقية ، الجاليات التي اصبح انتشارها ظاهرة اجتماعية واقتصادية وامنية ضارة منتشرة في عموم العراق ، الجاليات التي تحصل على امتيازات اليحصل عليها ابناء العراق وبامر المراجع الدينية ، حثالة السياسة يحولون مليارات الدوالرات الى ايران بالشاحنات، والشعب يغلي من المعاناة والفاقه... انه الزمن االغبر الذي انقلبت فيه الموازين ،فالشعب العراقي فائق الذكاء والثروات والتاريخ واالمجاد اصبح تحت وصاية المتخلفين اللصوص العمالء المجرمين...هل ستبقى االمور على ماهي عليه؟ الجواب سيكون قويا من العراقيين الذين وعوا ان تغير حالهم لن يكون بارادة االمريكيين والبريطانيين بل بارادة الشعب العراقي الذي عرف عنه انه يرفض الظلم ايا كان مصدره،وااليام حبلى باالحداث!! ***
دون مقدمات إعالمية، أعلن عن اتفاق سعودي - إيراني برعاية صينية بعدما كانت الحمالت السياسية واإلعالمية بلغت ذروتها بين الطرفين منذ القطيعة الدبلوماسية بينهما وسحب السفراء واغالق القنصليات . هذا االتفاق الذي بدا مفاجئاً لكثيرين، ال يمكن ان يكون ابن ساعته، إذ ال بد أن تكون قد مهدت له وسبقته اتصاالت سرية اتسمت بالكتمان الشديد على مجرياتها عمالً بمبدأ "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". وإذا كانت المفاوضات بين الطرفين جرت في إطار من السرية التامة في مسقط، فإن هذه السرية كانت تجاه العام وليس تجاه الخاص، الذي يمتلك قدرة تتبع خطوط التواصل واعتراض المخابرات حتى المحاط منها بما يظن أنها سرية جداً. هذا االتفاق اختلفت القراءات السياسية حوله، منهم من اعتبره محدوداً في الزمان والمكان والمفاعيل، ومنهم من اعتبره اتفاقاً يتجاوز محدودية الساحات والقضايا التي كانت مسرحاً ومثاراً للخالف. وهذه االختالفات في القراءة السياسية لها ما يبررها لسببين رئيسيين، األول، هو درجة العداء السياسي الذي حكم العالقة السابقة لالتفاق، والثاني هو طبيعة الراعي له. فأية قراءة سياسية تنطبق عليه، المحدودة المفاعيل أو الشاملة؟ مما ال شك فيه أن أي طرف يقدم على توقيع اتفاق ما مع طرف آخر، إنما يسعى لتحقيق مصلحة خاصة به وتحديداً ما يعتبر بنظره أولوية، واألمر ذاته ينطبق على الوسيط أو الراعي. هذا من جهة، أما من جهة ثانية، فإن أي اتفاق يوقع بين طرفين أو أكثر هما أو هم في حالة اختصام السياسي إنما ينطوي على تنازالت متقابلة عندما ال يستطيع أي طرف أن يحسم الصراع لمصلحته.
إن من يقف على المقدمات التي سبقت االتفاق، ال يحتاج إلى كثير عناء ليكتشف أن إيران لم تكن ترغب أساساً بتوقيع اتفاق مع السعودية إال إذا كان اتفاق إذعان، ألنها كانت أسيرة واقع اتسم بنظرها بفائض قوة توفر لها بعد غزو العراق واحتالله فضالً عن تغولها في العمق العربي وإعالن مسؤوليها على تنوع مرجعياتهم، بأن إيران تسيطر على أربعة عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. وبالتالي، فإنه بعد وصول هذا التغول اإليراني إلى مدياته القصوى ظنت إيران أنها قادرة على امالء شروطها في ترتيبات الحلول السياسية واألمنية لألزمات التي انخرطت في سياقاتها وهي ليست على استعداد للدخول في مفاوضات تؤدي إلى توازن في مخرجاتها. وهذا وجد ترجمته العملية في تعاطيها مع األزمات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان حيث انفجرت أزمات بنيوية، وفي غالبية دول مجلس التعاون الخليجي التي بلغ فيها التدخل اإليراني في الشؤون الداخلية حداً تجاوز كل األعراف والمواثيق التي تضبط العالقات بين الدول . لكن إذا كانت إيران تعتقد أنها تملك فائضاً من القوة يمكنها من السيطرة على أربعة عواصم عربية كما أعلن ذلك مسؤولوها مراراً، فلماذا أقدمت إذن على توقيع اتفاق مع السعودية وصوّرت نفسها "حمامة سالم " وحريصة على احترام المواثيق الدولية بما يتعلق بالعالقات بين الدول؟ مما الشك فيه ، أن السعودية لم تكن ترغب بحصول اشتباك سياسي وإعالمي مع إيران ، لكن الذي دفعها إلى الدخول في معمعة هذا االشتباك كان من موقع ردة الفعل على التدخل اإليراني المباشر في الشأن الداخلي السعودي كما في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، كما الصراع في اليمن وتزويد الحوثيين بسالح استعمل في شن هجمات برية وجوية على مرافق ومنشئات حيوية على الحدود وفي عمق الداخل السعودي، إضافة إلى الحمالت السياسية واإلعالمية التي كانت تشنها القوى الميليشياوية والمنصات السياسية واإلعالمية التابعة إليران أو المرتبطة بها على السعودية والتشويش على دورها ومواقفها. وإذا كانت السعودية لم تخف قلقها من االتفاق الذي عقدته الواليات المتحدة األميركية مع إيران حول ملفها النووي في ظل إدارة أوباما ، وبعدها الخروج منه في ظل إدارة ترامب والمؤشرات التي تشير بالعودة إليه في ظل إدارة بايدن ، فهذا الحال ما كان يقتضي رفع درجة الحدّية في االشتباك السياسي إلى المستوى الذي وصل إليه ، لوال البعد الذي وصل إليه الدور اإليراني في الفضاء العربي وبما بات يهدد ليس البنيان القومي وحسب، وإنما ايضاً المصالح االقتصادية وبشكل خاص مصالح المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم. إذا كان كل طرف يعتبر أن له مصلحة في توقيع اتفاق ما مع طرف آخر، فأين تكمن مصلحة كل من السعودية وإيران من جراء هذا االتفاق؟ إن للسعودية مصلحة في فض االشتباك السياسي مع إيران لثالثة أسباب رئيسية: السبب األول: الرغبة في انهاء الصراع في اليمن حيث إيران باتت طرفاً مباشراً فيه باالستناد إلى دور الحوثيين. السبب الثاني: إن السعودية تحتاج إلى بيئة آمنة الستثماراتها االقتصادية خاصة تلك المتشاطئة مع البحر األحمر، وهذا يتطلب ترتيب العالقات مع الدول والكيانات التي تستطيع أن تحدث توتراً في البحر األحمر ومنها إيران. السبب الثالث: إن السعودية تعتبر نفسها دولة ذات دور محوري في ترتيبات الحلول السياسية لألزمات التي تعصف بالعديد من الساحات العربية بعد انكفاء دور مصر وتدمير العراق واحتالله، وخروج سوريا من دائرة التأثير في القرار الرسمي العربي. ومصلحتها تقتضي نسج عالقات مع دول الجوار اإلقليمي على قاعدة تصفير المشاكل إن استطاعت إلى ذلك سبيالً. أما إيران فقد أقدمت على توقيع اتفاق مع السعودية لما نراه مندرجاً تحت ثالثة أسباب رئيسية أيضاً: أوالً: ألنها تعاني وضعاً داخلياً مأزوماً على الصعيدين السياسي واالقتصادي، وأن الحراك الشعبي الذي انطلق في أيلول من العام الماضي، فهو وإن لم يؤدِ إلى اسقاط النظام، إال أنه كشف عن تشكل أزمة مجتمعية عميقة لم يحصل أن عاشت إيران مثيالً لها منذ حصول التغيير السياسي واستالم المؤسسة الدينية لمقاليد السلطة. وبالتالي فهي باتت بحاجة لفترة التقاط األنفاس في تعاملها مع أزمات الخارج وحتى يتمكن النظام من احتواء تداعيات األزمة الداخلية بأبعادها االجتماعية واالقتصادية والسياسية. ثانياً: إن إيران بدأت تستشعر خطراً على أمن جبهتها الشرقية بعد االنسحاب األميركي من أفغانستان وتسليم طالبان مقاليد الحكم، وأن رغبتها بتبريد حماوة المواجهات على اختالفها في جبهة الغرب التي تتشكل من العمق العربي، أماله إدراك إيران أن الجبهة الشرقية ستشهد حماوة بدأت حرارتها باالرتفاع مع الجار األفغاني. إن النظام اإليراني على رغم خطابه العدائي الظاهري ضد أميركا، لم يرتح لالنسحاب األميركي من أفغانستان وتسليم السلطة لطالبان، والكل يعرف أن إيران لعبت دوراً في توفير تسهيالت لالحتالل األميركي ألفغانستان كما للعراق. وهذا ما صرح به خاتمي، بأنه لوال مساعدة إيران لما استطاعت أميركا احتالل أفغانستان والعراق. ولذلك فإن إيران كانت تفضل أن تبقى أميركا في أفغانستان على أن تنسحب منها. ويبدو أن أميركا لم تخرج من أفغانستان وتسليم السلطة لطالبان إال
لتوفير مناخات للتصادم بين الدولتين اللتين تُحكمان من نظامين أصوليين مختلفين في انتماءاتهما المذهبية. هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية فإن التركيب القبلي الذي يتشكل من البلوش في أفغانستان، له امتداد في إيران، وال يخفى أن النظام اإليراني كان يتدخل في الشأن الداخلي األفغاني عبر امتدادات مذهبية، ولهذا فإن هذا العامل حيث التداخل القبلي والمذهبي قائماً، سيوفر أرضية لتشكل عوامل توتير بين نظامين مشدودين إلى عصبيات دينية ومذهبية، يضاف إليه مشكلة المياه بين البلدين والتي هي مشكلة مزمنة ودائمة. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن الكأس التي سقى النظام اإليراني العراق منها في ملف المياه بتحويل مجاري األنهار التي تنبع من إيران وتصب في مجاري شط العرب، وأنهار العراق، ها هو يشرب من ذات الكأس، من خالل استعمال أفغانستان لورقة المياه للضغط على إيران، وخاصة نهر هلمند الذي ينبع من أفغانستان ويصب في إيران حيث بدأت األخيرة تشكو من تدني منسوب المياه الواصلة إليها والتي تجعل مساحات واسعة مهددة بالتصحر.الذي ينبع من أفغانستان ويصب في إيران حيث بدأت األخيرة تشكو من تدني منسوب المياه الواصلة إليها والتي تجعل مساحات واسعة مهددة بالتصحر. إن إيران كانت في الموقع الهجومي على الجبهة الغربية مع العرب، فيما هي اآلن في الموقع الدفاعي على الجبهة الشرقية مع األفغان، ولهذا بدت حاجتها لتبريد جبهة ال ترتد كثيراً على واقعها الداخلي بمثل ما ترتد عليها حماوة الصراع اآلخذ بالتصاعد على الجبهة الشرقية التي تتداخل فيها العوامل الدينية والمذهبية والقبلية واالثنية . ثالثاً: إن إيران تدرك جيداً أن أي صراع مندفع نحو مواجهة مكشوفة مع أفغانستان، فإن السعودية ستكون متعاطفة مع الجانب األفغاني ألكثر من سبب، ولهذا ترى أن من مصلحتها تحييد السعودية في الصراع اإليراني - األفغاني. من هنا، بدت إيران بحاجة لالتفاق ومستعجلة عليه أكثر مما هي الحاجة السعودية، وإن كانت األخيرة تريده ولها مصلحة به. أما لجهة دور الراعي الصيني، فإن االيحاءات له تبدو إيرانية أكثر منها سعودية، وهذا دور ترغب به الصين أساساً، أوالً، وهي تبحث عن دور عالمي في معالجة أزمات دولية أو إقليمية وخاصة مع دولتين منتجتين للنفط وهي أكبر مستورد له، وهو ما يعزز من حضورها على المستوى الدولي، وثانياً، ألن للصين تأثير مباشر على دول آسيا الوسطى بحكم جغرافيتها السياسية ولنجاح استراتيجيتها في إعادة االعتبار لطريق الحرير الذي ينطلق من الصين ويمر بأفغانستان وإيران وينتهي بالخليج العربي. خالصة، إن االتفاق كان حاجة إيرانية أكثر منه سعودية، وما سرّع به هو التطورات السياسية والعسكرية على الجبهة اإليرانية - األفغانية. أما لجهة مفاعيله فهو محدود المفاعيل نظراً لكون ساحات اختباراته العملية هي ساحات يتحرك فيها أكثر من العب دولي وإقليمي، وأن الدورين السعودي واإليراني يبقيان محدودي التأثير بالنظر إلى األدوار الدولية وخاصة الدور األميركي. ولذلك فإنه ال يجوز تحميل هذا االتفاق أكثر مما يحتمل.
حزب طليعة لبنان العربي االشتراكي جلسة انتخاب الرئيس لم تكن مفاجئة بنتائجها وتركيبة املجلس لن تنتج رئيسًا بمواصفات وطنية اعتبرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي االشتراكي ، ان الجلسة الثانية عشرة للمجلس ، لم تكن مفاجئة بنتائجها ، والمصلحة الوطنية تقتضي االسراع بانتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة الثوابت الوطنية واسقاط منطق التخوين المتبادل. جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية في ما يلي نصه : ان الجلسة التي عقدها المجلس النيابي بعد طول انتظار النتخاب رئيس للجمهورية ، لم تكن مفاجئة بما اسفرت عنه من نتائج ، الن المقدمات التي سبقت الجلسة حددت المسار العام اللية انعقادها والتحكم بمصيرها من خالل عودة قوى المنظومة السلطوية الى استقطابات حادة مارست باالستناد الى معطياتها سياسة شد عربة الدولة في اتجاه متعاكس تارة ، لجهة تموضع لبنان السياسي وتقاسم الحصص ، ومتوافق تارة اخرى لجهة اعادة انتاج النظام السياسي لنفسه وحماية االمتيازات الخاصة ، وكأن الذي حصل حتى االن وادى الى االنهيار العام وتحلل بنية الدولة ، اليعني شيئاً لمن يعمل على تقديم مصالحه الفئوية الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العامة ، ولمن يريد ان يجعل من لبنان منصة الدارة مشاريع توظف في خدمة اجندات اقليمية ودولية . ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي االشتراكي ، والتي سبق وحددت موقف الحزب من هذا االستحقاق الدستوري ، وضرورة ملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية كخطوة في مسار سياسي يعيد االعتبار للدولة انطالقاً من اعادة تسيير مرفقها العام بكل مؤسساته الدستورية واالدارية والخدماتية ، تسجل انتقادها ومعارضتها الشديدة للطريقة التي تتم فيها مقاربة هذا االستحقاق سواء بجانبه الدستوري او السياسي بمقدماته وسياقاته ،وهي تعيد التأكيد على مايلي. اوالً : ان االصالح السياسي واالقتصادي في بنية النظام ، يتطلب باالساس وجود الدولة بكل مرافقها كي تؤدي وظيفتها في ادارة شؤون البالد والعباد . وانه بعد تحلل الدولة بكل مؤسساتها باتت االولوية العادة االعتبار اليها كاساس يبنى عليه الطالق ورشة االصالح بكل عناوينها في حده االدني والتغيير في حده االقصى ، ولهذا نعتبر ملء الشغور الرئاسي المدخل االساس العادة بناء الدولة وتفعيل دورها. ثانياً : ان الدستور اللبناني ، نـص عـلـى انـتـخـاب رئيس للجمهورية بحسب مانصت عليه المادة ٥٥ من الدستور ، ولم بنص على تعيينه واخراج هذا التعـيـيـن بعملية انتخابية شكـلـيـة كـمـا يـحـصـل فـي اغـلـب الحاالت .ولذلك فان االتفاق المسبق علـى شـخـصـيـة الرئيس ينطوي على ابطال ضمني لـمـفـعـول الـنـص الدستوري ، وهذا مخالف للدستور . وان الدعوة لالخـذ بمبدأ الديموقراطية التوافقية وتفعيلها فـي مـوضـوع انتخاب الرئاسي ،وهي باالساس بدعة من البدع
الكثيرة التي تظلل الحياة السياسية اللبنانية، ال يقتصر االستنجاد بها عند الحاجة على فريق دون اخر من قوى المنظومة السلطوية ، بل يلجأ اليها كل من يجد نفسه في مأزق ويسعى لتجاوزه تحت شعار الميثاقية. ثالثاً : ان االلتباس والغموض الذي يلف عملية انتخاب رئيس للجمهورية هو افتقار الدستور للنص الذي يفرض على المرشح لرئاسة الجمهورية ان يتقدم بترشيحه قبل بدء المهلة الدستورية التي يفترض ان ينعقد المجلس فيها النتخاب رئيس وحسبما تنص عليه المادة ٥٥ من الدستور ، وبالتالي البد من تعديل دستوري يفرض الزام المرشح بتقديم ترشيحه قبل بدء المهلة الدستورية لدعوة المجلس لالنعقاد لغاية انتخاب رئيس واال فقد الحق بذلك. رابعاً : ان كل من جرى التصويت له في جلسة الرابع عشر من حزيران ، من كان مرشحاً لالصطفافات الكبرى ، او من كان خارج هذه االصطفافات ، اليمكن ان يكون عنواناً للمشروع الوطني الذي تقوم ركائزه على الغاء الطائفية السياسية وكل اشكال المحاصصة والزبائنية ومحاربة الفساد بكل تعبيراته ، وتطبيق مبدأ المحاسبة والمساءلة بحق من يخترق الدستور ويمارس سياسة النهب الموصوف للمال العام .فضالً عن كون تركيبة المجلس الحالي ، اليمكن ان تنتج رئيساَ بمواصفات وطنية من تلك التي شددت عليه انتفاضة ٨٥ تشرين ،وبالتالي ، ولذلك فإن الرهان فيما لو كان قد تم انتخاب احد من الذين رشحتمها قوى االصطفاف الطائفي، بأن ثمة تغيير سيحصل ، إنما هو رهان في غير موضعه ، الن الفائز اياً كان اسمه سيكون اسير القوى التي شكلت رافعة له اليصاله الى سدة الرئاسة حتى ولو كانت معطياته الشخصية مختلفة . فالقضية ليست مسألة معطيات شخصية ، بل هي نتاج موازين قوى سائدة في مرحلة معينة ، وعليه فإن االصالح بحده االدنى والتغيير بحده االقصى ، اليُسْقَطُ من االعلى ومن حامالت سياسية طائفية ومذهبية ، وانما يبنى على ارضية مشروع سياسي تتوفر له حاملة وطنية ، تكون قادرة على احداث خرق في بنية النظام السياسي وخاصة سلطته التشريعية التي تنبثق منها سائر السلطات .وهذا مايجب ان يعمل عليه من خالل مسار نضالي طويل ، وتقوده القوى التي تحمل تطرح مشروعاً وطنياً ديموقراطياً للتغيير. خامساً : اذا كان المطلوب انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد لضرورات االنتظام العام ، فإن المطلوب وبدرجة اولى ، ان يتقدم المرشح مع اعالن ترشيحه ، برؤيته السياسية في ادارته للموقع االول في سدة الحكم ، وحتى تتم محاسبته استناداً ليس الى مايتعهد به في خطاب القسم ،وإنما بما يتعهد به امام الشعب الذي هو مصدر السلطات استناداً الى برنامجه الذي على اساسه تقدم بترشحه. سادساً : اذا كانت نتائج الجلسة االخيرة فتحت النقاش امام انتاج تسوية ، فهذه التسوية ليست بين مشروع وطني يمثل الطموح الشعبي بالتغيير ، ومشروع اخر تحمله قوى المنظومة السلطوية ، بل هي تسوية بين قوى المحاصصة على اعادة انتاج الحالة السياسية التحاصصية لنفسها بعدما اهتزت ركائزها مع انطالقة انتفاضة تشرين ، ولذلك فإن هذه التسوية لن تنتج رئيساً بمواصفات وطنية بل رئيس تحكم اداءه توازنات. ومصالح القوى المتسيدة للمشهد السياسي والمتماهية مع قوى الخارج الدولي واالقليمي ، والتي وان سجل بعضها تراجعاً في فرض خياراته استناداً الى فائض القوة الذي يحوز عليه ، إال أنه انتقل من موقع الهجوم الى موقع الدفاع ومن موقع االمالء الى موقع التعطيل.وكال الحالتين سلبيتين على ديموقراطية الحياة السياسية.لكن وفي مطلق االحوال فإن من يطلب الذهاب الى طاولة الحوار النتاج تسويات ومنها تسوية حول انتخاب رئيس للجمهورية ، عليه ان يُسْقط من حسابه منطق التخويل المتبادل لحساب منطق االعتراف الوطني المتبادل بمدلوله العام ،هذا اذا كان يريد تسوية ، وليس مجرد انحناء امام عاصفة قد تهب في اية لحظة. القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي االشتراكي /٢/٥/٣/٨٣ في بيروت
ليس من قبيل التكرار أن نعيد التذكير بغياب مفهوم الدولـة في لبنان بسبب من عمق التناقض حوله بين مكوناته الطائفـيـة. وإن أزماته المتالحقة والمتواصلة، هي نتيجة استحالة االتفاق حول هذا المفهوم بين تلك المكونات. وكل منها تشدُّ لـحـافـه عـلـى مقاييسها. وإذا تعددت المفاهيم وتشعَّبت بين شتى أطيافه السيـاسـيـة والطائفية والوالئية الخارجية، يبدأ مفهوم الدولة المائعة التي ال استقرار آمن لحدودها، وال ضوابط سياسية أو قانونيـة إلدارتـهـا، ويعمُّ االنفالت ويستفحل، وتنتشر الفوضى في مفاصلها وتصـبـح كالعربة التي تجرها مجموعة من األحصنة كل منها يجرها باتجـاه معاكس لآلخر، فال شك بأن مصيرها، في مثل هـذا الـواقـع، لـن يكون أقل من التشظي والتفتيت في نهاية األمر. وهذا مـا يـئـن فيه لبنان تحت وطأته، ويعاني فيه اللبنانيون أشد المعاناة وأكثـر األمراض خطورة في تاريخه المعاصر. تبادرت إلى ذهني تلك المقدمـة أثـنـاء حضـوري لـمـنـاقشـة سياسية حول الوضع في لبنان، والتي فيها لم تأخذ الـمـنـاقشـات منحى التعميق في البحث عن الحلول، وخِلْتُ وأنا أستمـع إلـى مـا يدور أنني أحضر ندوة مطلبية تركَّز البحث فيها حول أفضل السبل لمعالجة الوضع المتردي والمنهار، والتي كان غياب الـدولـة فـيـه المشهد األبرز. وكأن الحل لتلك المشكالت يأتي فقط من بـوابـة إيصال األكفأ واألكثر نزاهة من بين المرشحين لملء الـفـراغ فـي مواقع المسؤولية األولى. ولكن بالوقوف للبحث عما إذا كان هذا الحل يكفي لمـعـالـجـة أزمة لبنان الحالية، تبادر إلى ذاكرتي مرحلة الحكم الشهابي، الذي مأل فيه فؤاد شهاب موقع رئيس الجمهورية، واعتبر عـهـده عـلـى الرغم من استفحال وسائل القمع التي مارستها أجهزة المخـابـرات اللبنانية )الشعبة الثانية(، هو الـعـهـد األكـثـر كـفـاءة ونـزاهـة وموضوعية في حل مشاكل اللبنانيين المطلبية. ولكن تـعـمـيـق الشرخ الوطني الحقاً، في عهد خلفه سليمان فرنجية، وإنتاج حـرب أهلية لم تبق ولم تذر من إنجازات العهد الشهابي شيئاً، أثبت أن عوامل الكفاءة والنزاهة ال تكفي وحدها لبناء الدولة. وفـيـمـا لـو تمت معالجة العامل الديموقراطي فيه، فسوف يكون عـاجـزاً عـن إنتاج الدولة الوطنية الحديثة. ألن أسباب الحرب األهلية لم تـكـن مطلبية، بل كانت للتناقض الحاصل بين مكونات لبنان الطائفيـة حول مفهوم الدولة. خلصت إلى نتيجة مفادها أن االنطالق لـمـعـالـجـة الـنـواحـي المطلبية، في المرحلة الراهنة، لن يتم بوضع برنـامـج إصـالحـي، حتى ولو بلغ القمة في علميته وموضوعيته. ألن من كان السـبـب في غيابه أو تغييبه، هو غياب مفهوم الدولة عند شـتـى أحـزابـه الحاكمة. والذي بغيابه أصبح لكل حزب منها مـفـهـومـه الـخـاص بحيث يتناقض مع مفهومه عند شركائه في الحكم. هل اإلصالح المطلبي بداية للحل؟ أذكِّر القارئ بداية أللفت نظـره إلـى أهـمـيـة هـذا اإلصـالح، وملحاحيته عند األكثرية الساحقة من اللبنانيين، بأنني لتوي وأنـا أكتب المقال، كنت أتصفح آخر أخبار الواتس آب، فمرَّ أمام عـيـنـيَّ شريط لألخبار، تضمَّن فيما تضمَّن عنواناً عن رواتب الموظفـيـن، فتركتها كلها وفتحت الرابط الذي ينقل خبراً عن مصـيـر رواتـب موظفي القطاع العام، ورحت أقرأه بنهم، لكـي أعـرف مـقـدار مـا سأقبضه آخر الشهر ألنه ذي عالقة بلقمة عيش العيال. هذه الطرفة، لم تعد طرفة بل أصبحت واقعاً يعاني منه حـتـى أكثر اللبنانيين ثقافة ووعياً، وهذا يدل على مدى الخساسة الـتـي انحدرت إليها )الطغمة الحاكمة( في أن يتلهى اللبنانيون بالتفكير في رغيف الخبز، ويعفون تلك الطغمة من النقِّ والنقد، ليهنأوا هم وعيالهم والملتحقين بهم بمباهج الحياة وملذَّاتها. راجياً أن ال يكون سرد الطرفة قد أعاق سالسة المقـال، لـذلـك ومن أجل إبداء وجهة نظر حول السؤال الذي طرحته بنفسي عـلـى نفسي؛ ووضعت فرضية في تلك الحالة تقول: إذا كان ال بـد مـن الدخول إلى حل أزمة لبنان االقتصادية واالجتماعية ألن األكـثـريـة الساحقة من الشعب اللبناني أصبحت مهددة بالمجاعـة والـمـوت مرضاً، فهذا ال يبرر أن نهمل، ضرورة اإلضاءة على أن أسباب األزمة الحالية ليست سؤاً في اإلدارة الفنية فحسب، ولكنـهـا أيضـاً مـن أسوأ اإلدارات السياسية على اإلطالق، ألن القائمين عـلـى الـدولـة ليسوا برجال دولة، وإنما هم شلل من العصابات الـتـي اسـتـولـت فيها على سفينة الدولة، التي بدالً من تحصينها وحمايـتـهـا مـن الغرق، أحدثت فيها الكم الهائل من الثقوب لتتسرب إلمـيـاه إلـى داخلها، وهم مهما عملوا فلن ينقذوها من الغرق المحتوم. إن العمل الجاد من أجل رفع سيف الجوع عن أكثر من 85 %من الشعب اللبناني يُعتبر حاجة ملحة قبل أي شيء آخر، ولـكـن هـذا الحل ال يعدو كونه مؤقتاً ألن األزمة ستعود إلى الواجهة بعد زمن يسير، بعد أن تعيد فيها األحزاب الحاكمة تمركزها علـى كـراسـي السلطة. وألن العمل مرتبط بإكمال سد الفراغ في الـمـؤسـسـات الدستورية من أعلى الهرم، أصبح انتخاب رئيس للجمهوريـة أمـراً ملحاً، وعلى الرئيس أن يستكمل سد الفراغ بتشكيل حكومة عـلـى معايير الحد األدنى من المواصفات التـي تـؤهـلـهـا لـوضـع حـد لالنهيار السريع في البنى االقتصادية واالجتماعـيـة بـمـا يُـبـعـد اللبنانيين عن شفير الهاوية. فيها الكم الهائل من الثقوب لتتسرب إلمياه إلى داخلها، وهم مهما عملوا فلن ينقذوها من الغرق المحتوم. إن العمل الجاد من أجل رفع سيف الجوع عن أكثر من 85 %من الشعب اللبناني يُعتبر حاجة ملحة قبل أي شيء آخر، ولكن هذا
الحل ال يعدو كونه مؤقتاً ألن األزمة ستعود إلى الواجهة بعد زمن يسير، بعد أن تعيد فيها األحزاب الحاكمة تمركزها علـى كـراسـي السلطة. وألن العمل مرتبط بإكمال سد الفراغ في الـمـؤسـسـات الدستورية من أعلى الهرم، أصبح انتخاب رئيس للجمهوريـة أمـراً ملحاً، وعلى الرئيس أن يستكمل سد الفراغ بتشكيل حكومة عـلـى معايير الحد األدنى من المواصفات التـي تـؤهـلـهـا لـوضـع حـد لالنهيار السريع في البنى االقتصادية واالجتماعـيـة بـمـا يُـبـعـد اللبنانيين عن شفير الهاوية. ولكن، لو تذكَّرنا أن من هدم بنية الدولة، وحوَّلها إلـى دولـة فاشلة مائعة، لن يجيد إعادة بناء ما قام بتهديمـه، هـذا إذا أراد إعادة البناء؛ فكيف لو كان مصرَّاً على إنتاج السلطة التـي تـعـتـبـر الدولة بقرة حلوباً تُدِرُّ عليه اللبن والعسل؟ ما بين بناء الدولة الحديثة التي تـعـمـل مـن أجـل سـعـادة مواطنيها، وبين دولة المحاصصات الطائفية التي تعمل من أجـل مصالح النخب الطائفية، بون شاسع اليمكن المقاربـة بـيـنـهـمـا، وهذا يعني أنهما خطَّان مستقيمان ال يمكنهما أن يلتقيـا. وهـذا أيضاً يقود إلى االستنتاج بأن الخيار الصحيح هو العمل مـن أجـل تعزيز الخيار األول وتثبيته، والعمل على تهديم الـخـيـار الـثـانـي وإسقاطه. وإن محاوالت التوفيق بينهما لهو تجهيـل لـمـبـدئـيـة الخيار، وتلفيق منطقي للمزاوجة بين ضدين لن يلتقيا. ولكن.. الوصول إلى إصالح سياسي واقتـصـادي يـعـيـد دورة الحياة إلى طبيعتها سوف يستهلك السـنـوات الـطـويـلـة. تـلـك السنوات لن تعيد إصالح ما أفسدته األحزاب الحاكمة، بـأقـل مـن معالجة الفتوق والصدوع التي صنعتهـا أيـاديـهـا. والـمـعـالـجـة الجذرية تتم عبر إسقاط األرضية المائعة للسلطات الحاكمة اآلن. دولة مائعة األرضية ال يمكنها أن تستمر في الحياة: وإذا كان من غير المرتجى أن نراهن على تغيير سريع في بنية أحزاب السلطة الحاكمة بسبب أكثر من عامل ثـقـافـي وأخـالقـي، ستقع على عاتق النخب الثقافية الوطنية، وكـذلـك عـلـى عـاتـق حركات القوى المدنية، أي على كل من التزم بمبادئ انتفاضـة 17 تشرين، ويأتي في طليعة هؤالء وأولئـك أحـزاب الـتـغـيـيـر ذات التجارب العريقة في تاريخ لبنان؛ تقع على عـاتـقـهـم مسـؤولـيـة تعميق ثقافة التغيير ووسائله على أكثر من صـعـيـد. وعـلـيـهـم جميعاً، وبغض النظر عن اختالفاتهم في التفاصيل والوسائل، تقع مسؤولية حماية أهداف التغيير العابر للطوائف وأحزاب الطائفـيـة السياسية والوالءات للزعامات القديمة والحالية. وأما عن قوى التغيير، التي نالت ثقة الناخبين في انـتـخـابـات العام 2122 ،والتي خرقت جدار برلين الذي بنته أحزاب السـلـطـة، فيقع على عاتقهم مسؤولية االلتزام بشعاراتهم التي على أساسها محضهم الشعب ثقته. ولكي ال نحشرهم في زوايا المستحيل، على قاعدة أن ال نـقـوم بتحميلهم أكثر مما هو واقعي، ولكن على أساس أن ال نعـفـيـهـم من مسؤولية ما تسمح به إمكانياتهم ودورهم، وذلـك يـتـم فـي إدامة الكشف عن جرائم أحزاب السلطة السابقة التي ال يـجـوز أن تسقط بمرور الزمن، وجرائمهم الالحقة التي لـن يـتـورعـوا عـن ارتكابها طالما بقوا على كراسي المسؤولية. وإذا كنا من المقتنعين باتباع المرونة في تسهيل إمالء الفراغ في المؤسسات الدستورية الرسمية واالمتناع عن تعقيد إنـجـازهـا بما له عالقة بمنع عرقلة إدارة ملفات شؤون اللبنانيين المعيشية، نرى في المقابل أن المرونة ال تجوز في معرض إصالح الـقـضـايـا المصيرية من جهة، وفي الضغط من أجل استعادة وحدة الـدولـة بشتى مفاصلها على قاعدة االتفاق على مفهوم موحد لـبـنـائـهـا يلتزم بها كل اللبنانيين. إننا نركز على هذا الهدف المركزي والثابت، ألننا ال نفهم وجود دولة من دون اتفاق أبنائها على وحدة مفاهيم قيامها. ولـعـلَّـنـا نستطيع إيجازها بالعناوين التالية: 1-الطائفية السياسية الوجه اآلخر للحركات الدينية السياسية: مهما تفنَّن الطائفيون السياسيون بتجميل الغالف الـخـارجـي لحركاتهم، فإنهم يشكلون جسر العبور اآلمن للحركات الـديـنـيـة السياسية العابرة أهدافها للحدود الوطنية. وألن تلـك الـحـركـات متعددة المذاهب التي تزعم أنها تعتقد بدين واحد، فإنها سـوف تستغل حركات الطائفية السياسية المنتشرة في األقطار العربيـة، ومنها لبنان، من أجل تسويق منتجاتها العقائدية واستثمارها في مشاريعها العابرة لألوطان. 2-إستحالة المقاربة بين الطائفية السياسية ومفهوم الدولة الوطنية الحديثة: جاءت نظرية بناء الدول الحـديـثـة فـي الـغـرب، لـتـردم الـحُـفـر والمتاريس بين المذاهب المسيحية، وتترك للكنيسة حقلهـا فـي اإلرشاد الروحي، على أن تتفرَّغ السلطات الزمنية لزرع حقلهـا فـي الجانب الدنيوي. ومنعت رجال الكنيسة من التـدخـل فـي الشـأن الدنيوي ألن تشريعاتها الكنسية تعمل على تعميق الخالف بـيـن مواطني الدولة الواحدة، لهذا جاءت تشريعات الـدولـة الـمـدنـيـة لتردم عوامل التفتيت المذهبي، بحيـث يـتـسـاوى الـمـواطـنـون بالحقوق والواجبات. وإن أي عمل للمقاربة بين التشريعيـن لـهـو تأجيل لألزمة التي ستتحول إلى جمر ملتهب بعد إزالة الرماد الـذي كان يغطيها. 3-االنتقال من مرحلة الالدولة إلى مرحلة الدولة الحديثة: أصبح من الثابت أن الطائفية السياسية، المنهج السيـاسـي الـذي انبنى عليه النظام اللبناني، يشكل مفهوماً مضـاداً ومـتـنـاقضـاً وطارداً لوحدة الدولة ومؤسساتها الدستورية. كما أصبح من الواضح أيضاً، أن انهيار السقوفات المطلبية حصـل في ظل إمساك أحزاب الطائفية السياسيـة بـكـراسـي السـيـاسـة واالقتصاد واالجتماع. وأصبح واضحاً أيضاً وأيضاً، أن االختالف حول مفهوم الدولة بـيـن مكونات لبنان الطائفية يشكِّل العامل األهم في استمرار الـدولـة المفككة والمائعة. نقول خالصة، إن لبنان لن يسير على طريق الخالص من دون أن يعود رجل الدين إلى هيكله، وأن يحتل رجل الدنيا موقعه فـي حقله.
المشهد الدامي الذي تعيشه السودان منذ 51 أبريل/ نيسان 1211 نتيجة الصراع العسكري الذي يدمي القلوب قبل العيون، أودى بانزالق السودان إلى هاوية الحرب الذي بدروه أودى بحيات المئات وتسبب في كارثة إنسانية خطيرة، إضافة إلى نزوح جماعي إلى الدول المجاورة، الذي بدوره سيجلب تدخل قوى خارجية، مما يزيد من طين األزمة بلّة حيث سيزيد من زعزعة استقرار وأمن السودان والسودانيين. إن استمرار القتال بين المكونين العسكريين المتناحرين الرافضين لوقف القتال، أدى إلى تدمير المؤسسات والمرافق الحيوية العامة والخاصة، وآخرها ما تعرض له مطار الخرطوم من تدمير، حتى المستشفيات ودور الرعاية الصحية واالجتماعية لم تنج من القصف، حيث طال القصف دور األيتام وأودى بحياة العديد من أطفال الميتم مما اضطر القيمون عليه وبالتعاون مع منظمة اليونيسف لنقلهم إلى مكان أكثر أمانا". أطفال السودان في مرمى الخطر والمنظمات الدولية تناشد وقف القتال وتوفير ضمانات أمنية لمواصلة الدعم اإلنساني! وثقت منظمة اليونيسف أن تسعة أطفال على األقل قتلوا وأُصيب أكثر من 12 نتيجة استمرار القتال بين القوات العسكرية المتناحرة. وقد حذّر المتحدث باسم اليونسف جيمس الدر " من أن األطفال المصابين بأمراض خطيرة يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة"، ويضيف الدر: " لدينا اآلن 222.12 طفل في خطر، وعندما يبدأ القصف خارج المستشفى يضطر الطاقم الطبي للفرار". هذا وقد تم نقل 161 طفالً من ملجأ المايقوما لأليتام في الخرطوم إلى مركز عبور في موقع أكثر أمانا حسبما ما قالته مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسف في السودان. وفي حديث صحفي لمدير اإلعالم في مكتب اليونيسف اإلقليمي للشرق األوسط وشمال أفريقيا عمار عمار، توقع فيه أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير وسط شح اإلمدادات األساسية والمعلومات بسبب المعارك الضارية. ويضيف السيد عمار أنه:“ باإلضافة إلى الوفيات واإلصابات بين األطفال، هناك أيضاً عوامل أخرى تؤثر بشكل كبير عليهم وعلى صحتهم بشكل خاص، بما في ذلك في مجال الصحة النفسية. هؤالء األطفال موجودون في مناطق االشتباكات، ويسمعون أصوت الرصاص والمدافع والقنابل. فهذه االشتباكات تولد ضغوطاً نفسية شديدة لديهم، وتؤثر على صحتهم النفسية". أما فيما يتعلق بالمستشفيات، هناك العديد منها أصبحت خارج الخدمة بسبب االستهداف أو بسبب عدم قدرة الموظفين على الوصول إليها أو عدم وجود المواد الكافية إلسعاف الجرحى. وبالتالي هذا عامل إضافي ممكن أن يؤثر على حياة األشخاص، وخاصة األطفال الذين هم بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة. هذا وقد دفع إغالق المدارس الماليين من االطفال الى الخروج من فصولهم الدراسية - مما ترك فتاة من بين كل ثالث فتيات وواحد من كل أربعة فتيان غير قادرين على التعلم. كان األطفال يعانون أيضًا من سوء جودة التعليم، فحوالي 12 %من األطفال في سن العاشرة غير قادرين على القراءة. كما تتسبب أحداث العنف في نزوح األطفال وتعرضهم الحتمال المزيد من االنتهاكات الجسيمة، بما في ذلك التجنيد واالستخدام من قبل الجماعات المسلحة، فضالً عن العنف الجنسي. ال بد من اإلشارة إلى أنه قبل اندالع األزمة، كان السودان من أكثر الدول في العالم التي فيها سوء تغذية، حيث كان هناك أكثر من ثالثة مالين طفل يعانون من سوء التغذية حسب التقارير األممية، منهم 955 ألفاً يعانون من سوء التغذية الحاد ومن ضمنهم 12 ألفاً بحاجة إلى رعاية عالجية مكثفة ومستمرة حتى يتحسن وضعهم. كما يُذكر أن العديد من مراكز التغذية أو المستشفيات المتخصصة موجودة في مناطق االشتباكات أو أقفلت بسببها، وبالتالي هناك عدد كبير من األطفال الذين ال يستطيعون الوصول إلى هذه األماكن، وهي حاجة ماسة لألطفال المصابين بسوء التغذية حيث يجب أن يتبعوا برنامجاً مكثفاً لكي يستردوا صحتهم تدريجيا". األخطر حسب تقارير اليونيسف أن هناك 5122 طفل من هؤالء األطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، لديهم أيضاً مضاعفات صحية. هؤالء األطفال بحاجة إلى رعاية مستمرة على مدار الساعة. لذا فإن أي استهداف أو خلل اطفال السودان ضحايا وقرابين الصراع العسكري العبثي للسيدة / نعمت بيان مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق االنسان في الدول االسكندنافية .
بالخدمات المقدمة لهؤالء األطفال ستعرضهم لخطر الوفاة بشكل مباشر. كما ان االشتباكات وشح المواد األساسية، واستهداف المستشفيات أو إقفالها، ستؤدي ألن يكون هناك عدد كبير من الوفيات بين هذه الفئة من األطفال. لذا تشعر المنظمات الدولية بقلق بالغ إزاء تأثير النزاع الطويل على األطفال، وتدعو جميع أطراف النزاع والمجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود بشكل عاجل لحماية األطفال في السودان، بما في ذلك: -الحفاظ على وقف إطالق النار واحترامه، وضمان إمكانية استعادة الدعم اإلنساني. -يجب على جميع أطراف النزاع السعي للسالم من أجل أطفال السودان وإعادة فتح المدارس، فالمدارس ليست مجرد أماكن تعليمية لألطفال، ولكنها أيضًا أماكن آمنة تحميهم من سوء المعاملة واالستغالل، بما في ذلك التجنيد من الجماعات المسلحة. وقد أصبحت أزمة التعلم في السودان كارثة لألجيال وتتطلب إجراءات عاجلة. -على جميع األطراف حماية األطفال ومنع تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة. -كما حذرت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة األمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في بيان لها“ أن الوضع في السودان يتجه نحو كارثة، ويعلق األطفال على نحو متزايد وسط تبادل إطالق النار". وأضافت "يتعين وقف العنف من أجل أطفال السودان". ودعت اليونيسف الطرفين المتصارعين إلى ضمان عدم وقوع األطفال على خط النار، بما في ذلك من خالل وقف الهجمات على المراكز الصحية والمدارس ومحطات المياه. إن القتال المستمر بين طرفي الصراع يساهم في تهديد حياة ومستقبل العائالت واألطفال، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمات األساسية وإغالق العديد من المرافق الصحية والتعليمية أو إتالفها أو تدميرها، كما يعيق عمل المنظمات اإلغاثية التي تطالب وتناشد أن تكون هناك أوال هدنة إنسانية تمكن المنظمات اإلنسانية من الوصول والقيام بعملها، وثانيا" إعطاء الضمانات األمنية الكاملة للمنظمات اإلنسانية حتى تقوم بعملها على أرض الميدان. اليوم باتت الحاجة إلى المساعدات اإلنسانية ماسة أكثر من أي وقت مضى بالنسبة لألطفال في السودان، حيث يكافح السكان األكثر هشاشة للبقاء على قيد الحياة وحماية أنفسهم، حيث بات من الصعب بشكل متزايد تأمين الوصول إلى الضروريات األساسية. وقد حذرت أديل خضر، المديرة اإلقليمية لليونيسف في الشرق األوسط وشمال إفريقيا انه: "مع احتدام النزاع في السودان، يستمر األثر المدمر على األطفال في االزدياد يومًا بعد يوم. هؤالء األطفال ليسوا مجرد أرقام، إنهم أشخاص لهم عائالت وأحالم وتطلعات. إنهم مستقبل السودان، وال يمكننا أن نقف مكتوفي األيدي بينما يمزق العنف حياتهم. يستحق أطفال السودان فرصة للبقاء والنماء. يجب أال يدخر جميع األطراف أي جهد من أجل حماية األطفال وحقوقهم". ختاما"، إن الوضع الذي كان مأساويًا بالنسبة لألطفال أصالً قبل النزاع هو اآلن في مستويات كارثية، حيث إن الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء واالتصاالت أمر غير منتظم أو غير متاح أو ال يمكن تحمل تكاليفه. ناهيك عن فرار أكثر من مليون شخص من ديارهم ونزحوا داخليًا في السودان، بما في ذلك 156 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حتى اآلن، ويعتقد أن نصفهم من األطفال. فبدون استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق، سيكون لعواقب النزوح ونقص الخدمات االجتماعية األساسية والحماية آثار مدمرة وطويلة األجل على األطفال الذين هم من يتحملون وطأة النزاع في السودان، انهم يموتون، ومستقبلهم يُسلب منهم. فمن ينقذ أطفال السودان من هذه الكارثة اإلنسانية ومن عواقب هذه الحرب العبثية؟ نقل-مئات-األطفال-المستضعفين-بأمان-من-دار-األيتام- في-الخرطوم /البيانات-الصحفية 5. https://ww.unicef.org/sudan/ar
بيان سياسي صادر عن جبهة التحرير العربية في ذكرى النكبة أيها الرفاق , جماهيرشعبنا المناضل رغم ما أحدثه وعد بلفور في تشريد ستة ماليين من شعبنا الفلسطيني إلى المنافي والعيش في خيام معتمدين على المساعدات الدولية, فقد احتفلت الحكومة البريطانية في 1 نوفمبر 1251 على مرور مائة عام على هذا الوعد المشؤوم وعد بلفور كأهم إنجازات بريطانيا. والواقع ان هذا الوعد جاء ألسباب مالية وسياسية وأمنية. وقد تكرس هذا الوعد في مؤتمر السالم في باريس المنعقد عام 5656 بين الحلفاء وكانت بريطانيا ملتزمة بوعد بلفور, كما ان الرئيس األميركي كان على استعداد مسبق للتخلي عن حق تقرير المصير في ما يتعلق بفلسطين نظراً لتأثير واهمية اليهود في السياسة الداخلية للواليات المتحدة, كما ان فرنسا وبقية الدول كانت ملتزمة بتأييد الصهيونية. كما وافقت عصبة األمم في 16 أيلول 5611 على قرار االنتداب البريطاني على كل من العراق واألردن وفلسطين من اجل تنفيذ وعد بلفور وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كما حصلت فرنسا على االنتداب على كل من سوريا ولبنان هذا وقد شاركت القوات البريطانية واألميركية في غزو العراق عام 1221 واحتالله وحل الجيش العراقي وتهديم مؤسساته لما كان يمثله العراق من تهديد وجودي على دولة إسرائيل برئاسة الشهيد القائد صدام حسين. والواقع ان الدول العربية الناشئة او في طور النشوء في األردن والسعودية والعراق كانت بأمس الحاجة الى بريطانيا من اجل تثبيت أوضاعها القطرية, ولذا فإن مواقفها كانت وبشكل دائم تأييداً لمواقف بريطانيا ومثال ذلك ان اللجنة التنفيذية في فلسطين تلقت في 51 أيار برقية من الملك حسين بن علي مقرونة بنصيحة الى الشعب الفلسطيني بأن يتجنب كل ما قد يخل بالسالم والهدوء في فلسطين. كما كانت نتيجة االتصاالت بين القادة العرب وبريطانيا بأن وجه الملك ابن سعود والملك غازي واألمير عبداهلل في العاشر من تشرين األول نداءاً مشتركاً دعوا فيه الى حل االضراب ووقف الثورة واالعتماد على النيات الطيبة. لقد بغتنا بريطانيا العظمى التي أعلنت انها ستحقق العدالة, وبعدها نشرت اللجنة العربية العليا نداءات الملوك والحكام العرب وأعلنت انها بعد ان حصلت على موافقة اللجان القومية قررت ان تدعو االمة العربية الكريمة في فلسطين العودة للهدوء ووضع حد لالضراب واالضطرابات. كما جاء التدخل العربي بعد قرار مقاطعة لجنة بيل التي شكلت في اعقاب ثورة 19-16 فقد تصدى األمير عبداهلل للحالة وطالب بإلغاء قرار المقاطعة كما هدد الملك ابن سعود بقطع جميع عالقاته باللجنة العربية العليا اذا رفضت المثول امام اللجنة الملكية. وهكذا وجدت اللجنة العربية العليا نفسها تواجه االنشقاق داخل صفوفها والضغط من الحكام العرب, فاخطرت مرة أخرى الى االستسالم فالغت في السادس من كانون الثاني قرار المقاطعة, وقدم أعضاء اللجنة شهاداتهم امام اللجنة الملكية "للجنة بيل" التي اوصت بالتقسيم. وهنا ال بد ان نشير الى تطبيع بعض الدول العربية عالقاتها مع إسرائيل وما يمثل ذلك من طعنة لنضال الشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة. وبعد ان صدر كتاب مكدونالد األبيض والذي ورد فيه ان هدف صاحب الجاللة البريطانية هو ان يقيم في غضون عشرة أعوام دولة فلسطينية مستقلة فقد استقبل الصهاينة الكتاب األبيض باالستياء والعداء وتعهدوا على مقاومته حتى النهاية, ولم يعد في وسع الصهيونين بعد عام 5616 ان يعتبروا الحكومة البريطانية حامية لخططاتهم الرامية الى إقامة دولة
يهودية في فلسطين فاضطروا الى االلتفات الى الواليات المتحدة لتولي هذا الدور. وقد عرفت فلسطين قبل العام 5641 نشوء عدة أحزاب أهمها الحزب العربي الفلسطيني الذي يرأسه جمال الحسيني نيابة عن الحاج امين الحسيني وحزب االستغالل الفلسطيني الذي يرأسه عوني عبد الهادي وحزب الدفاع العربي الذي يرأسه راغب النشاشيبي. كما ان هناك أربعة أحزاب وجميعها أحزاب عائالت اقطاعية. كما تم تشكيل اللجنة العربية العليا وهي الكيان السياسي المحتل للفلسطينيين تحت االنتداب وقد تأسست في 9 ابريل 5619 بمبادرة من الحاج امين الحسيني ويعقوب الغصين ممثل عن مؤتمر الشباب العربي. واذا كانت هذه األحزاب متفقة على المقاومة السلمية والمراهنة على بريطانيا فقد كان الخالف شديداً بين المفتي وراغب النشاشيبي مسؤول حزب الدفاع العربي. كما كانت هناك مجموعة الشباب والمثقفين والفالحين تتبنى نظرية حرب العصابات والكفاح المسلح. ومنهم عبد القادر الحسيني ابن موسى كاظم الحسيني الذي استشهد في قرية القسطل القريبة من القدس بعد ان قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام. وفي 11 اذار 5619 قتل في معركة مع القوات البريطانية اخلص قادة الثورة عبدالرحيم الحاج محمد , ومحمد عز الدين بن عبد القادر القسام الذي استشهد في احراج يعبد. وقد عرفت فلسطين إلى جانب القسام عدداً من المجاهدين العرب منهم عارف عبد الرزاق الذي غادر فلسطين وسلم نفسه مع 51 رجالً من أتباعه إلى السلطات الفرنسية عند الحدود السورية وفي 14 من تموز أسرت قوات الجيش األردني يوسف أبو درة بالقرب من نهر األردن. كما غادر فوزي القاوقجي إلى لبنان بعد انتهاء الثورة وما يجدر ذكره أن الدول العربية في مؤتمر قمة الرباط العربية السابعة عام 5614 أعلنت أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وألزمت نفسها بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني لكن انطالق االنتفاضة األولى عام 5611 واستمرارها حتى عام 5661 إلى حين عقد اتفاقات أوسلو فقد برزت التنظيمات اإلسالمية على الساحة الفلسطينية وقد اتخذت هذه الفصائل من الدعم السوري واإليراني وسيلة الستمرارها ومعارضة اتفاقات أوسلو وقد اتخذت من العمليات الفدائية وسيلة لها إلسقاط اتفاقات أوسلو وكان من نتائج هذه العمليات ان قدمت ذريعة لليمين اإلسرائيلي ممثالً بشارون ونتنياهو إلغالق بيت الشرق الذي كان بمثابة مقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية في وسط القدس, وبناء الجدار الفاصل ودخول القوات اإلسرائيلية إلى مناطق أ ومحاصرة الشهيد القائد أبو عمار, وإذا كان اليمين اإلسرائيلي نفذ اغتيال اسحق رابين راعي اتفاق أوسلو فان اليمين الفلسطيني قد جاء بنتنياهو إلى الحكم بعد سلسلة من العمليات داخل األراضي المحتلة وال زال مستمراً بعد فترة انقطاع قصيرة. والعجيب باألمر ان محور المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا ولبنان وغزة ال يرد الهجمات الصهيونية التي تستهدف القوات اإليرانية المتواجدة في سوريا ويكتفي بالقول إننا سنرد في المكان والزمان المناسبين. إننا في جبهة التحرير العربية أكدنا موقفنا برفض اتفاق أوسلو وتركنا الفرصة لموقعي االتفاق الختبار نوايا إسرائيل وقد ثبت بالفعل لم يكن هدف إسرائيل سوى جر المقاومة الفلسطينية الى الداخل الفلسطيني لمحاصرتها ومحاولة القضاء عليها. وهذا ما ظهر واضحاً في تصريحات كل من ايتمار بن غفير مسؤول حزب عوتسما يهوديت وسموتريتش رئيس حزب الصهيونية اليهودية الذي صرح في محاضرة له في لندن وبجانبه خارطة فلسطين واألردن بان القدس سوف تمتد عبر األردن والى حدود دمشق. أيها الرفاق أمام هذا الواقع فإننا في جبهة التحرير العربية سوف نستمر بالمطالبة بإعادة توحيد الصف الفلسطيني رغم فشل 55 اتفاق شاركت فيه كل من حركتي فتح وحماس الى جانب بقية الفصائل. األمر الثاني : من المهم جداً ضرورة االتفاق على برنامج سياسي يؤكد على شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. األمر الثالث: التأكيد على ضرورة وقف كافة الحمالت اإلعالمية والتركيز على ما يوحدنا واطالق المعتقلين والتنسيق األمني بين الفصائل. األمر الرابع: نرى ضرورة تنفيذ قرارات المجلس الوطني والمركزي وعقد مجلس وطني تشارك فيه كافة الفصائل علماً ان أعضاء المجلس التشريعي هم أعضاء مجلس وطني. خامساً: عقد لقاءات مستمرة للقيادة الفلسطينية بجميع فصائلها وبشكل دوري لمناقشة كافة القضايا الطارئة. سادساً: تفعيل المجلس الوطني والمركزي بعقد لقاءات كلما دعت الحاجة لذلك وان تكون هناك غرفة عمليات مشتركة تشارك فيها كافة الفصائل. وإنها لثورة حتى التحرير. جبهة التحرير العربية األمانة العامة
https://m.facebook.com/story.php? story_fbid=pfbid21CwDsLr1WLMDMos9zRrTad4v11A5VBaBxf 9pycGN4M4khRhbK4fijuDVpxkZP1659l&id=522221612291511 &mibextid=Nif1oz حوار على قناة الحوار من لندن للحديث حول جرائم االحتالل الصهيوني اليومية بحق الشعب الفلسطيني . https://m.facebook.com/story.php? story_fbid=pfbid21QEGKQSwihH1Y1kRUsvhaQwfc1epqN61rQ 11x6fTNUJLzsCHR6tehZ5bJqEVMNtPol&id=522221612291511 &mibextid=Nif1oz https://sawtoroba.com/?p=54114 لقاء على قناة القدس اليوم الفضائية للحديث حول عودة المستوطنين الى مستوطنة حومش المخالة والتي اخليت عام 1221. الرفيق ركاد سالم ) ابو محمود ( عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي، االمين العام لجبهة التحرير العربية امين سر قيادة قطر فلسطين والرفيق الدكتور فيصل عرنكي نائب االمين العام، وقيادة قطر فلسطين واللجنة المركزية وكوادر وانصار الجبهة في الوطن والشتات يتقدمون بالتهنئة والتبريكات للرفاق في حزب البعث العربي االشتراكي االردني بعقد مؤتمرهم العاشر في العاصمة عمان وانتخاب قيادة قطرية جديدة وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نتوجه بالتحية واالكبار للرفيق المناضل والمجاهد اكرم الحمصي ابو نضال عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي االشتراكي لدوره التاريخي والنضالي في قيادة الحزب في القطر االردني الشقيق والذي ارسى دعائم الحزب في كافة ربوع االردن العزيز وكان حريصا على وحدة الحزب حيث عقد المؤتمر بحضوره ومباركته لقيادة الحزب الجديدة ..كما ونبارك للرفيق المناضل االستاذ زهير الرواشدة بإنتخابه امينا عاما لحزب البعث العربي االشتراكي االردني ونهنئ ايضا الرفاق اعضاءالقيادة القطرية بإنتخابهم لقيادة القطر راجين من اهلل عز وجل ان يحفظ حزبنا العظيم وقيادتنا القومية بأعضائها وامينها العام المساعد االستاذ علي الريح السنهوري وتحقيق اهداف حزبنا في الوحدة والحرية واالشتراكية ... الرحمة لشهداء حزبنا العظيم واالمة العربية والحرية لالسرى في سجون االحتالل الصهيوني والفارسي. تعرية االستيطان الصهيوني في االراضي الفلسطينية الرفيق محمود الصيفي عضو قيادة قطر فلسطين الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير العربية .
نعت الجبهة العربية الفلسطينية شهداء مخيم بالطة بمدينة نابلس الثالثة الذين ارتقوا خالل عدوان االحتالل الغاشم على المخيم. وقالت الجبهة في تصريح صحفي لها، ان حكومة االحتالل المتطرفة تواصل عدوانها على شعبنا وتطلق يد جيشها وقطعان مستوطنيها ضد كل ما هو فلسطيني وتمارس عربدة سافرة ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وقواعد القانون الدولي على مرأى ومسمع العالم اجمع الذي يقف عبر عقود عاجزا صامتا امام جرائم االحتالل ليكرسها دولة فوق المساءلة والمحاسبة والقانون. واضافت الجبهة، ان جرائم االحتالل المتواصلة تؤكد ان المواجهة مع االحتالل ستكون االشد خالل المراحل القادمة خصوصا وانه مصمم بانتهاكاته وجرائمه على اشعال النار في المنطقة ، االمر الذي يتطلب توحيد الصفوف وحشد الهمم واالدراك بان التناقض الرئيس لشعبنا هو مع هذا االحتالل الذي ال يفرق بين ابناء شعبنا وال انتماءاتهم السياسية، مؤكدين ان المعركة مع هذا االحتالل طويلة وتحتاج الى كل جهد وطني وعلى كافة الصعد كل يكمل االخر، وهو ما يجعل من انهاء االنقسام واستعادة الوحدة الوطنية فرضا وطنيا آثم من يعطله ومن يقف امام انهائه ولن يغفر له التاريخ وال شعبنا فوحدتنا الوطنية هي االختبار الحقيقي في هذه المرحلة التي يجب ان. ننجح به لنؤكد ان كل الخيارات مفتوحة امام شعبنا النتزاع حقوقه المشروعة. واضافت الجبهة، اننا ونحن ننعى شهداء مخيم بالطة فتحي جهاد عبد السالم رزق )12 عاماً(، وعبد اهلل يوسف محمد أبو حمدان )14 عاماً(، ومحمد بالل محمد زيتون )11 عاما(، فإننا نهيب بجماهير شعبنا بالتصدي لجرائم االحتالل وإدامة االشتباك معه وتصعيد كل اشكال المواجهة مع هذا المحتل الغاصب وفي كافة اماكن التماس، لدفعه الى االدراك ان هذا الشعب لن يموت وانه يمتلك من المخزون النضالي ما يكفي لكنس االحتالل وانتزاع الحرية . الجبهة العربية الفلسطينية تنعي شهداء مخيم بالطه في مدينة نابلس
انتخاب الرفيق المحامي زهير الرواشدة أمينا عاما لحزب البعث العربي اإلشتراكي األردني. في المؤتمر القطري العاشر للحزب تم انتخاب الرفيق المحامي زهير الرواشدة أمينا عاما لحزب البعث العربي اإلشتراكي األردنيكما .تم انتخاب المهندس وديع أبو ارشيد نائبا لألمين العام، كل من الدكتور وصفي العموش والدكتور آدم العبدالالت والدكتور وفيق الهلسة والدكتور خالد بني حمدان والسيدة غادة حماد والمحامي زياد النجداوي واالستاذ صياح كنعان واالستاذ جميل نشوان والمحامي عمر العبيسات. وذلك في المؤتمر العام الداخلي للحزب الذي عقد يوم . 1/9/1211 دة ه تر الرواش ي ر م خا م ل قا ن ق ب الر ا خ ي ب ا ي ب رد يالا ب يالعر ك را ت ش ا ال ب ال بعت حر ل ا غاما ن من ا . لحظة توقيع الرفيق زهير الرواشدة على وثيقة الفوز في استيفاء كافة شروط االستحقاق الرسمي لحزب البعث العربي االشتراكي االردني حسب القانون الجديد لألحزاب في االردن
)ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ( صدق اهلل العظيم سيلعنكم التاريخ يا أبناء العلقمي أصدر ما يسمى بـ ) المكتب السياسي لحزب الدعوة( العميل بيان يطالب فيه الحكومة األردنية عدم ترخيص حزبنا حزب البعث العربي االشتراكي األردني مدعيآ إننا )حزب أرهابي وأن ذلك يشكل عمل عدائي واستفزازي(. وبناء على ما ورد في هذا البيان فإننا نوضح ما يلي : 1 -ان ما ماورد في بيانكم ينم عن غباء وجهل كبير وال تعلمون أن حزب البعث العربي االشتراكي موجود في األردن منذ أكثر من ٦٧ عام ووصلت تنظيمات الحزب آلى االردن منذ بداية الخمسينات ومسجل في األردن عام ٤٥٣١ بموجب قرار محكمة العدل العليا ومسجل في سجل األحزاب السياسية في عام ٤٥٥٢ وما المرحلة الحالية في تجديد الترخيص اال تصويب ألوضاع األحزاب السياسية القائمة بموجب القانون رقم ٢٢٢٢٢٦ لذلك فإن قرار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة لإلنتخاب تم وفق القانون ، قانون األردن ألنه يوجد لدينا قانون حقيقي وليس مثل اسمكم الذي تروجوه )دولة القانون( وليس لكم من االسم نصيب. 2 -عندما تتحدث من فقدت الشرف عن الشرف فهذا ما ينطبق عليكم، حيث ما أنتم إال مجاميع قتلة ومجرمون قاتلتم جيش بلدكم عندما أصبحتم خدم في صفوف جيش ايران المجوسية وحملتم السالح في وجه شعبكم وقتلتم أبناء العراق الذي كانوا يدافعون عن وطنهم ضد العدو الفارسي ، ونفذتم العديد من العمليات اإلرهابية منها على سبيل المثال ، تفجير السفارة العراقية في بيروت وقتل األبرياء من العراقيين والعرب من موظفي السفارة ومراجعيها ، وتفجير القنابل على طلبة الجامعة المستنصرية وقتل واصابة الطالبات والطلبة ، وهذا ديدنكم وحقدكم الفارسي على كل ما هو عربي .ومعاداة العلم والعلماء ألنكم جهلة حاقدون على العلم . 3 -كيف حكمتم العراق ..؟؟ ألستم من دخل العراق مختبئين في بساطيل جنود قوات االحتالل األمريكي ، ألم يمكنكم سادتكم الغزاة من حكم العراق بالقتل والتشريد ، والغريب ان ينتهي اسم حزبكم )باالسالمي( في حين ليس لكم عالقة بمبادئ االسالم ال من بعيد وال من قريب . أنتم لستم إال طائفيون وكذابون مزقتم وحدة شعبكم وشردتم أبنائه في كل أصقاع األرض ، وحتى من يعيش داخل العراق فأنه شرد ليعيش في مخيمات لجوء داخل بلده .. حرقتم األرض والحرث والنسل وجعلتم من العراق العظيم والية تابعة لسادتكم في قم وطهران ألن الخادم يبقى مطيع لسيده. ١- ان االردن دولة ذات سيادة وبيانكم وتصريحات المالكي هي تدخل بالشؤون الداخلية لبلدنا ، والنكم تجهلون معنى ان تتدخل في بلد شقيق للعراق وبشكل متعمد ما هو إال إعتداء على بلدنا وتعكير صفو العالقات بين االردن والعراق وبأوامر سيدك الفارسي. ان أهلنا واشقائنا العراقيين لهم مكانة ومحبة في قلوب كل األردنيين وما أنتم إال شرذمة عفنة متخلفة وأفضل انجازاتكم غسل أرجل أسيادكم الفرس الصفويون عند دخولهم الى العراق وتدنيس أرضة الطاهرة . سيلعنكم التاريخ يا أبناء العلقمي . المحامي زهير الرواشدة نائب أمين السر حزب البعث العربي االشتراكي االردني حزب البعث العربي االشرتاكي االردني يرد على ما يسمى املكتب السياسي حلزب الدعوة العميل
*في ذكرى مجزرة فض االعتصام:* *وقف الحرب الوجه اآلخر للعدالة وإصالح مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية* *يا جماهير وقوى انتفاضة ديسمبر الثورية العظيمة:* تمر اليوم ذكرى مجزرة 1 يونيو 1256 /16 رمضان، وقد انقضت أربع سنوات دون أن يكتمل التحقيق فيها، ما يعني عدم القصاص للضحايا، وإفالت مرتكبيها من العقاب حتى اآلن، وهو ما يفسر لحدٍ بعيد استمرار نزيف الدم السوداني، واالستهانة باإلنسان وحقوقه، مجزرة بعد مجزرة، خاصة بعد انقالب 11 أكتوبر 1215 الدموي، ها هي الذكرى الفاجعة تقترن بمجزرة حديثة للتو، راح ضحيتها 51 شهيدا بجانب أكثر من 522 جريح، إصابات بعضهم حرجة. وذلك جراء القصف بالطيران واألسلحة الثقيلة المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع في سوق ستة بضاحية مايو جنوب العاصمة الخرطوم، في سياق الحرب العبثية التي تجري في العاصمة أساسا، بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، والتي حولت سكان العاصمة إلى مشاريع شهداء ونازحين ودروعا بشرية في العديد من األحياء ومراكز الخدمات الصحية والعالجية، ومع تدهور مريع في األحوال األمنية والمعيشية والخدمية. ربما لم يكن صدفة أن تحدث المجزرة التي وصفها أحد نجباء القوات المسلحة بعار القيادة، في نهاية الشهر الحرام، وأن تبدأ الحرب التي تصفها أطرافها بالعبثية، في شهر رمضان أيضا، مما يشير إلى تدني الوازع األخالقي والقيمي لمرتكبي الجريمتين معا. وفي مواجهة استشراء العنف منذ ذلك الحين، استبسل ابناء وبنات شعبنا في مقاومة قوى الردة والفلول ومناهضة االنقالب سلميا، وإحباط كافة محاوالت عسكرة الحراك السلمي وحَرفِه، والوقوف ضد الحرب مهما كلف ذلك من تضحيات. لقد كشفت الحرب أبعادا جديدة لقضية اإلصالح األمني والعسكري وإصالح جهاز الخدمة المدنية أيضا، كمطلب شعبي ملح وعاجل، وخضوعهما للسلطة المدنية. مثلما كشفت األهمية التي ينطوي عليها شعار العدالة وعدم اإلفالت من العقاب، أحد أيقونات الثورة. فقد اتخذ االنقالب من الحرب غطاء الستكمال مخطط الردة، خصوصا في كل ما يتصل بالعدالة، بدءا من إلغاء قرارات تفكيك التمكين، وإعادة سيطرة قواه وعناصره على المفاصل الحيوية في أجهزة الدولة، حتى اإلفراج عن عناصره من السجون والمحكومين تحت غطاء تفريغ السجون، والتعدي على المحاكم وسجالت األراضي ونهبها، وإتالف ملفات القضايا، خاصة قضايا قيادات النظام المقبور. *يا بنات وابناء شعبنا األوفياء:* في ذكرى المجزرة، ونحن نترحم على أرواح كل الشهداء، نؤكد على حتمية المساءلة في كل التجاوزات التي حدثت بحق ابناء وبنات شعبنا، والتي يرقى بعضها لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد االنسانية، كواجب مقدم ضمن استعادة المسار االنتقالي إلى الديموقراطية والسلطة المدنية. إن الحيلولة دون إفالت مرتكبي جريمة مجزرة القيادة وغيرها من المجازر والجرائم، هو الضمانة بعدم تكرارها مرة أخرى، وإرساء لمبادئ سيادة حكم القانون وعدم اإلفالت من العقاب، مثلما هو ركن ركين في بناء النظام الديمقراطي المدني، الذى يشكل وقف الحرب، ودون شروط، وحماية المدنيين، ووصول المساعدات اإلنسانية، والخروج من المنشآت الطبية والخدمية واألحياء السكنية، األولوية القصوى وعبر أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير، للحفاظ على وحدة وسيادة واستقالل السودان وأمنه القومي واستقرار اإلقليم. ° اإلجالل للشهداء األكرم منا وعاجل الشفاء للجرحى وعودة المفقودين والتحقق من مصيرهم . ° الحرية للمعتقلين والمحتجزين. ° ال للحرب وال إفالت من العقاب والمساءلة ° ال سلطة لغير الشعب وال وصاية على الشعب حزب البعث العربي االشتراكي )األصل( قيادة قطر السودان 1211 يونيو 1 ب حر ودان لل لس طر ا ق ادة ن انصادرغن ق بن صام غت الا ض ق رة حر كريم يد ف
أدلى املهندس عادل خلف الله، عضو القيادة، املتحدث الرسمي لحزب البعث العربي االشتراكي بالتصريح التالي، حول ما صدر عن اتفاق وقف إطالق النار القصير األجل، الذي تمخضت عنه مفاوضات جدة، أمس:- 1 - يتابع حزب البعث العربي االشتراكي ما صدر عن اتفاق وقف إطالق النار املحدود األجل، الذي انتهت إليه مفاوضات طريف الحرب، القوات املسلحة وقوات الدعم السريع، بوساطة سعودية -أمريكية، يف جدة أمس، ويأمل أن يستجيب قادة الحرب التفاق وفق إطالق النار احتراما ملطالب ابناء شعبنا الذين احتشدوا تحت راية : "ال_للحرب وال الستمرارها". ويؤمن حزب البعث بحتمية انتصار إرادة الشعب الغالبة، والهزيمة الساحقة لدعاة الحرب، بقايا النظام وقوى الردة وأعداء الديموقراطية والنضال السلمي. ويأمل ويعمل حزب البعث وشعب السودان وقواه الوطنية، أن يكون هذا االتفاق خطوة أولى باتجاه اتفاق وقف دائم، شامل ومستدام للحرب، وال يقتصر، مع أهمية ذلك، ىلع حماية املدنيين وإيصال املساعدات اإلنسانية، واالنسحاب من مراكز الخدمات الطبية والعالجية، وتأهيل خدمات الكهرباء واملياه والتزود بالوقود، ونناضل الستئصال جذور الحرب ومسبباتها، وإنهاء العدائيات. 2 - يرى حزب البعث العربي االشتراكي ان إنهاء الحرب العبثية، التي انزلقت إليها البالد بسوء تدبير املكون العسكري االنقالبي، وتنافس أطرافه التناحري حول الثروة والسلطة، البد أن يرتبط بخروج املكون العسكري من املشهد السياسي واالقتصادي، وانطالق حراك شعبي واسع للشروع يف االنتقال للحكم املدني الديموقراطي بسلطة مدنية تخضع لها كافة مؤسسات الدولة املدنية والعسكرية وسيادة حكم القانون. 3 -إن استعادة مسار االنتقال الديموقراطي، يف ظروف ما بعد الحرب يحتم مشاركة أوسع للقوى املدنية الديموقراطية السياسية واالجتماعية، ولجان املقاومة، يف مثل هذه الترتيبات، والتي تشمل بطبيعة الحال، إقرار اإلصالحات املطلوبة يف املجال العسكري واألمني، وبما يتسق مع السلطة املدنية، والسهر ىلع تنفيذها. إن حزب البعث العربي االشتراكي إذ يثمن جهود مختلف القوى املناهضة للحرب داخل السودان وخارجه؛ يؤكد ىلع أن تحديد املستقبل السياسي للبالد، هو من صميم مهام وواجبات القوى الوطنية والديموقراطية، التي يعتمد كليا ىلع إرادتها الحرة وتقاليد نضالها، يف إعادة تشكيل وترتيب األوضاع العامة، بما يحقق آمال وتطلعات الشعب التي عبرت عنها ثورة ديسمبر املجيدة. 4 -نجدد مرة أخرى، بهذه املناسبة، دعوتنا للوحدة وتجسيد اإلرادة الشعبية يف جبهة عريضة للديمقراطية والتغيير، يُناط بها ضمان وقف الحرب وقيادة املرحلة نحو آفاقها املنشودة. الخرطوم : .*الناطق الرسمي لحزب البعث العربي االشتراكي "األصل" تصريح صحفي حول اتفاق وقف إطالق النار* 2//2/2/23 الناطق الرمسي حلزب البعث العربي االشرتاكي يف السودان حول وقف اطالق النار .
ما هى آخر مستجدات الموقف األمني في كل من الفاشر، نياال، زالنجى والجنينة؟ وكذلك الموقف األمني واإلنساني؟ باختصار شديد، يمكن أن نقول إن الوضع األمني واإلنساني في هذه المدن األربع، يأتي في المرتبة الثانية بعد العاصمة القومية الخرطوم، جراء الحرب العبثية التي يقودها جنراالت الجيش والدعم السريع، رغم رفض الشعب السوداني المسكين المغلوب على أمره، ومنذ اليوم األول لبداية الحرب اللعينة في يوم 51/4/1211م، اندلعت حرب في كل من الفاشر ونياال وزالنجي، وخلفت خسائر فادحة في األرواح والممتلكات وسط المدنيين العزل، وحطمت معظم البنيات التحتية في هذه المدن، مصحوبة بسرقات ونهب وسلب في جميع مرافق الدولة وفي األسواق، وخلفت هذه الحرب وتطوراتها الالحقة، وضعا إنسانيا وأمنيا سيئا في معظم أرجاء اإلقليم، وحدث نزوح ولجوء ألعداد كبيرة جدا من المواطنين في هذه المدن إلى دول الجوار، وعلى وجه التحديد دولتي تشاد وجنوب السودان، وأيضا نزوح داخلي إلى األرياف داخل اإلقليم، وإلى كردفان واإلقليم األوسط، ومع انعدام السلع األساسية، خاصة الخبز، رجعت معظم األسر إلى العادات الغذائية التقليدية، وارتفعت أسعار معظم السلع الضرورية بسبب الندرة وسلوك تجار األزمات، أضف إلى ذلك تعطيل دوالب العمل بالدولة، وعدم صرف الرواتب منذ أكثر من شهرين، وقطع أرزاق العاملين برزق اليوم باليوم، وهم أكثر من 12 %من سكان هذه المدن، وصار الجميع رهائن إقامة شبه إجبارية بالبيوت. أما أمنيا، فقد نشطت عصابات النهب المسلح والسرقات في األحياء والطرق والبنوك، وعادت إمبراطورية البوابات في الطرق الرئيسية، وهي عبارة عن مجموعة الجنجويد التي كانت في السابق تمارس هذه الحرفة، أي وضع بوابة لتحصيل مبالغ من المركبات المارة في الطرق الرئيسية مثل طريق الفاشر - نياال - كاس - زالنجي - الجنينة، مسؤول تنظيمات البعث بدارفور، األستاذ شمس الدين أحمد صالح لـ"الهدف" :- • األحداث الجارية يف نياال والفاشر وزالنجي والجنينة هي امتداد للحرب الدائرة يف الخرطوم • األزمة اإلنسانية تتفاقم كل يوم مع اضطراد تدهور الوضع األمني • مجموعة اتفاق جوبا تعجز عن املساهمة يف وقف الحرب وحماية املدنية وتقف موقف املتفرج..! • دعوة مناوي لتسليح املواطنين مرفوضة بأنها إعادة لتجريب املجرب..! • املبادرات األهلية ال تملك القوة الجبرية لتنفيذ رؤيتها ملنع الحرب. حاورته: د. ستنا بشير عندما اندلعت حرب الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم، سارعت العديد من القيادات األهلية واملدنية يف دارفور لبناء موقف شعبي ضد الحرب يمنع امتدادها لبقاع تتسم بالهشاشة األمنية، لفرط ما عانت من الصراعات املسلحة ألكثر من ثالثة عقود. ورغم ذلك االصطفاف الذي حققته اإلرادة الشعبية بمبادرة اإلدارات األهلية يف كل من الفاشر والجنينة ونياال لتحقيق توافق أساسي بين القوتين بعدم نقل الحرب لإلقليم، فقد اندلعت االشتباكات، التي لم تقتصر ىلع الدعم والجيش فقط، واتسعت دائرتها بحيث شملت مناطق أخرى، مثل زالنجي، وألحقت الدمار باملمتلكات العامة والخاصة، وأزهقت األرواح البريئة، ودفعت باآلالف نحو النزوح واللجوء. الهدف اتصلت باألستاذ شمس الدين أحمد صالح، عضو القيادة، مسؤول تنظيمات دارفور لحزب البعث العربي االشتراكي، وأجرت معه هاتفيا، الحوار التالي، ألجل الوقوف ىلع الوضع يف اإلقليم وتطوراته ومستجداته.
والطرق المؤدية إلى جبل مرة، وهي كانت عادة تُمارس أيام حرب التمرد في دارفور، وقد تم إزالتها بواسطـة قـائـد الـدعـم السريع الجنرال حميدتي تقريبا في العام 1251. كذلك معظم المراكز الصحية والمستشفيات أصبحت خارج الخدمة، وانعدم الدواء بسبب سرقة مخازن اإلمدادات الطبية وإتالفها بالحرق، ووقوع معظم المستشفيات في مرمى نيران الفريقين المتحاربين. لماذا ظلت صراعات دارفور عصية على الحل طوال السنوات األربع الماضية، وما هي أسبابها العميقة، وما الذى يحركها بين فترة توقف وأخرى؟ هناك عدة مناهج لتحليل الصراعات في العالم، فالتحليل العميق للصراع في إقليم دارفور يحتمل عدة مناهج لفهمه بشكل عميق. فهناك من ينطلق من منهج "االنثربولوجي" أى التركيبة السكانية لإلقليم، وهناك من ينطلق من وجهة النظر الجيوسياسية أى من موقع الجغرافية السياسية لإلقليم، الذي يجاور عددا من الدول ذات الحدود المفتوحة، وغياب السجل المدني وقانون الهجرة والجنسية الذي يضبط حركة األفراد الوافدين من تلك الدول إلى اإلقليم في ظل غياب الرقابة القوية من الدولة، بل سهولة تجنيس هوالء الوافدين بطرق غير شرعية، وهناك من يستخدم منهج التهميش في تحليل األوضاع، أى بُعد اإلقليم من مركز اتخاذ القرار السياسي واالقتصادي واإلداري، وهناك من يعتمد غياب التنمية والصراع حول الموارد الطبيعية وعدم تنميتها لصالح إنسان اإلقليم. وبعد اكتشاف عدد من موارد األرض الثمينة والمواد نادرة الوجود باإلقليم دخل العامل اإلقليمي والدولي، كأحد عناصر الصراع في دارفور. واستخدام حروبات الجيل الرابع ذات تكاليف صفرية للدول التي تستفيد من نتائجها الوخيمة، وهناك من يعتمد البعد التأريخى للتحليل، وخاصة وضعية سلطنتي الفور والمساليت األولى، على الرغم من أنها من أقدم سلطنات السودان مع نظيرتها السنارية، فقد كانت دارفور عصية على كل حكومات المركز: التركية والمهدية واإلنجليزية، والتي استكملت احتاللها للسودان بمقتل السلطان علي دينار بعد معارك عنيفة استخدم فيها السالح الحديث البريطاني مقابل السالح التقليدي السوداني بمقاييس ذلك العصر، وسلطنة المساليت التي أبرمت اتفاقية خاصة مع المستعمر الفرنسي بعد خوضها معارك ضارية معه. ومن أبرز المعارك معركة دورتي، وكان من نتائجها إعطاء خيارات لسلطنة المساليت، إما البقاء متحدة مع السودان أو االنضمام لتشاد حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي. عالوة على ذلك ضمن المنهج التاريخي لتحليل األوضاع في دارفور عدم تطبيق شعارات ثورة أكتوبر المجيدة التي كانت في مقدمتها إلغاء اإلدارة األهلية وتبديلها بإدارة حديثة للمجتمعات تتجاوز القبلية والعشائرية، إال أن القوى التى جاءت إلى سدة السلطة بعد أكتوبر لم تفعل شيئا. وهو ما أشار إليه المرحوم منصور خالد فى كتابه "النخبة السودانية وإدمان الفشل"، حيث ذكر ان موضوع حل اإلدارة األهلية وتبديلها بإدارة مستحدثة كان موجودا في برامج القوى السياسية، إال أن الحزبين اللذين شكال الحكومة بعد ثورة أكتوبر صمتا صمت القبور أمام هذا المطلب الثوري، إلى أن جاء المرحوم جعفر النميري بعد انقالبه في 11 مايو 5696م، وحاول تبني الشعار وتطبيقه بصورة مشوهة لم تأتِ بإدارة حديثة تمأل الفراغ اإلداري األهلي وال تركها، ولم يعمل على تطويرها، كذلك كان هناك مطلب مهم جدا من مطالب ثورة أكتوبر المجيدة وهو استقرار العرب الرحل وتنميتهم بشريا واقتصاديا، وتحويل نشاطهم الرعوي نحو التكامل مع النشاط الزراعي حتى يتم تقليل االحتكاك بين الرعاة والمزارعين، كذلك عدم االستجابة لمطالب حركتي نهضة دارفور وسوني، كأول حركتين مطلبيتين قامتا باإلقليم، تطالبان بالتنمية المتوازنة بين إقاليم السودان المختلفة، فالمرحوم دريج بحكم عمله في مصلحة اإلحصاء بالخرطوم، بعد تخرجه من الجامعة عرف بشكل دقيق الفوارق التنموية التي خلفها المستعمر في السودان، وبعد عرضه لعدد من ابناء دارفور الصورة الكاملة باألرقام، اقتنعوا بتأسيس حركة مطلبية متزامنة مع الحركات المطلبية اإلقليمية األخرى، حركة "انانيا وان" بالجنوب، واتحاد جبال النوبة بكردفان، ومؤتمر البجة بالشرق، فالحركة السياسية السودانية بأحزابها وحكوماتها العسكرية والمدنية، لم تستجب لمطالب تلك الحركة، بل حاولت استقطاب عناصرها النشطة، فاستقطب حزب األمة الزعيم دريج، واإلخوان المسلمين دكتور علي الحاج. كما ان هناك منظري الحركة الثقافية والعرقية التي تفسر الصراع على أساس المكونات الثقافية والعرقية المختلفة في اإلقليم، وأخيراً مقال السيد عبد العزيز الحلو الذي أثار جدال واسعا، ردا لمقال الصحفية رشا عوض عن حركات الكفاح المسلحة بدارفور وبعدها عن النضال الحقيقي الذي يُخرج شعبنا في دارفور من مستنقع الحروب والجهل والمرض والفقر. إال إنني كباحث في قضايا الحرب والسالم ومتابع ومعايش لألوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية واألمنية منذ فترة طويلة، أرى ان المنهج الصالح لتحليل األزمة في دارفور هو المنهج التكاملي الذي يربط الظواهر االجتماعية مع بعضها البعض وارتباطها الجدلي والقدرة على معرفة األسباب والنتائج، واألسباب الرئيسية والفرعية، لذلك قلنا منذ 1221م أمام لجنة إمبيكى رفيعة المستوى، التي كانت تبحث عن جذور مشكلة دارفور، إن المشكلة ليست مشكلة دارفور بل مشكلة السودان في دارفور، التسمية الصحيحة، واعتقد انه اتضح ذلك اآلن من خالل الحرب الدائرة في الخرطوم واألبيض ودارفور حاليا.
*- لماذا فشلت الجهود األهلية التي قامت بها اإلدارات األهلية في نياال والجنينة والفاشر في الحيلولة دون انفجار الوضع فى هذه المناطق، بدءا من مبادرة نياال التي ضمت 12 من زعماء القبائل ومبادرة الجنينة؟* هذه المبادرات هي موقف ذكي من الحرب التى بدأت في الخرطوم وانتقلت إلى إقليم دارفور بشكل أساسي أكثرمن كونها مبادرات لوقف الحرب، فتلك المبادرات أكدت حقيقيين مهمتين، ان الغالبية العظمى من أهل دارفور رافضين للحرب ألنهم خبروها طوال السنوات العشرين الماضية دون أن ينالوا خيرا منها. والحقيقة الثانية أن الموقف الحيادي من الحرب، وعدم االنحياز ألحد طرفيها، هو الموقف العقالني المطلوب من أجل تماسك المجتمع وعدم اصطفافه إلى أي من الفريقين كما حدث أيام تمرد 1221م، وعزل دعاة الحرب من المحيط االجتماعي، ووضع الحرب في سياقها الطبيعي، باعتبارها صراعا حول الثروة والسلطة بين جنراالت الحرب وفلول النظام السابق والمحاور الدولية واإلقليمية، وبالتالي، ما كنا نتوقع أن تنجح تلك المبادرات المجتمعية في منع تجدد الحرب بين الجيش والدعم السريع لعدة أسباب، منها أنها مؤسسات عسكرية تأتمر بأوامر واجبة التنفيذ من قياداتها وبالتالي ال يمكن أن ترفض أوامر قيادتها وتنفذ أوامر المبادرات، بجانب أن النظام األهلي ال يمتلك القوة الجبرية لتنفيذ أوامره، ألن العناصر الفوضوية ذات تسليح عالي، فأقرب مثال لذلك هو تعرض رئيس اإلدارة األهلية بجنوب دارفور لحادث سرقة سيارته الخاصة وسالح حراسه، فالصوت األعلى اآلن ميدانيا هو صوت السالح، والسلمية األقوى من السالح اآلن آلياتها الفعالة معطلة. الشئ اآلخر هناك جهات لها مصالح فى استقرار الحرب، أي مجموعة "الكسابة"، وهم منتشرون فى جميع أرجاء اإلقليم، والمناطق المجاورة من كردفان ومن عمق تشاد، وهؤالء همهم حدوث انفالت أمني لخلق الفوضى العارمة لتفتح أمامها كل سبل السرقات والنهب. *- ما دور مجموعة اتفاق جوبا في األحداث، وما هى مساهمتها في حفظ األمن واحتواء العنف؟* اعتقد األحداث الجارية اآلن باإلقليم هي نفس األحداث الجارية بالعاصمة، صراع بين الجيش والدعم السريع. وحركات اتفاق جوبا همها هو الحفاظ على مكتسباتها السلطوية، التي نالتها بموجب االتفاق، واآلن تقف موقف المتفرج ربما في انتظار معرفة الغالب ومن ثم تحديد الموقف بعد ذلك، ولكن التطور المهم في هذا السياق هو إعالن السيد مناوي عن تسليح المواطنين للدفاع عن أنفسهم أمام هجمات اللصوص، تلك الخطوة التي قوبلت باستهجان شديد من قبل المواطنين في جميع أرجاء اإلقليم، وهى خطوة لتجريب المجرب، ألن ظاهرة الجنجويد أتت من مثل هذه الدعوات، منذ تمرد المرحوم داؤد بوالد، مرورا بأحداث 1221م، ونتائجها الكارثية التي عمت كل السودان اآلن، هي ظاهرة عسكرة المجتمع، وبالتالي الدولة، وهو موقف يؤكد عجز مجموعة اتفاق جوبا عن المساهمة في وقف الحرب أو العنف وفي حماية المواطنين، إذ أن تسليح المواطنين، الدعوة التي انطلقت من صفوفهم، تعني توريط المواطنين بالمشاركة في الحرب واالنحياز لطرف من طرفي الحرب العبثية، ألن من يعطيك السالح البد أن تخضع لشروطه، ولذلك يجب أن يترك موضوع الدفاع الذاتي لمبادرات األفراد في األحياء بالكيفية التي يرونها مناسبة لحفظ أمنهم بقدر المستطاع، فتجارب الحرب علمت أهل دارفور الكثير، ولكن تسليح المواطنين بصورة منهجية مرفوض تماما.
تعرض منزل األستاذ عثمان إدريس أبو راس ،نائب امين سر قيادة القطر لحزب البعث العربى االشتراكي باملهندسين لقصف بأسلحة ثقيلة عصر أمس جراء تبادل إطالق النيران بين طريف الحرب العبثية،الجيش والدعم السريع، يف انتهاك سافر التفاق وقف إطالق النار املحدود ،يف يومه الثاني وادى القصف إلى إتالف جزئي للمنزل ،ولكن لم يصب أحد من سكان البيت بأذى . وشهد اليوم الثاني للهدنة اندالع اشتباكات واسعة يف عديد من مناطق العاصمة ،شملت املوردة وبانت ومحيط السالح الطبي واملهندسين بأمدرمان بجانب الفتيحاب حيث سقطت مقاتلة قامت بقصف تجمعات للدعم السريع. وامتدت االشتباكات من الشجرة بالخرطوم حتى الحلة الجديدة والقوز كما شملت مناطق من الكدرو والحلفايا يف بحري. واستنكر املهندس عادل خلف الله، عضو القيادة ،املتحدث باسم حزب البعث العربي االشتراكي استمرار االقتتال رغم الهدنة، التي دخلت امس يومها الثاني، والذي يعكس استخفاف طريف الحرب بحياة املدنيين،وقال أن هذه االنتهاكات تختبر قدرة رعاة االتفاق وآلية مراقبته، يف احتوائها عبر إجراءات ملموسة ، تؤمن سالمة املدنيين واألحياء السكنية وإيصال سالسل الغذاء والدواء واملساعدات اإلنسانية والتي ال تتحقق إال بالتزام الطرفين بوقف إطالق النار وإخالء املشايف واملراكز العالجية واألحياء السكنية ،ومحاصرة دعاة الحرب، التى أدى استمرارها لتفاقم األوضاع األمنية واإلنسانية . وقال خلف الله ،يف تصريح لصحيفة الهدف،إن إصابة منزل االستاذ ابوراس كانت يف سياق اشتباكات شهدتها املنطقة بعد ظهر يوم األربعاء شاركت فيها مختلف أنواع األسلحة والطائرات واملضادات األرضية ووقع جزء من االشتباك يف محيط املنزل الذي يقيم فيه االستاذ أبوراس ولم يغادره، رغم ما ظلت تشهده املنطقة من اشتباكات وغارات جوية. ودعا خلف الله الى إنهاء الحرب بأسرع مايمكن بوقف دائم إلطالق النار باعتباره السبيل الوحيد لحماية املدنيين واملنشآت املدنية ، وتكوين حكومة انتقالية، الستعادة املسار الديموقراطي ىلع خلفية خروج العسكر من السياسة واالقتصاد عبر حراك واسع تقوده القوى الحية ،السياسية واالجتماعية ولجان املقاومة ،فى العاصمة والواليات ،عبر أوسع جبهة للديمقراطية والتغيير ،تضمن االلتزام بوقف الحرب وإيصال الدعم الشعبى والعون اإلنساني إلى املستهدفين به وإعادة تأهيل الخدمات .
رفاقنا المناضلون اعضاء قيادة قطر االردن لحزب البعث العربي االشتراكي تحية رفاقية نضالية عربية : يتقدم تنظيم البعث العربي االشتراكي قطر المغرب الى رفاقنا اعضاء قيادة قطر االردن لحزبنا العظيم حزب البعث العربي االشتراكي بأجمل التهاني والتبريكات بمناسبة إنجاز مؤتمرهم العاشر لتصويب أوضاع حزب في قطرنا العربي االردني الذي عقد يوم 51 ماي 1211 تحت شعار :البعث طريقنا وقد حقق المؤتمر القطري العاشر لحزبنا العظيم حزب البعث العربي في قطر االردني انتصارا عظيما لحزبنا البعث العربي االشتراكي . متمنيين لرفاقنا في قيادة قطر االردني التوفيق في مهامهم النضالية في تحقيق مطالب جماهير شعبنا العربي االردني وفي تحقيق أهداف امتنا العربية في الوحدة والحرية واالشتراكية . دمتم للنضال ..ولرسالة امتنا العربية المجد والخلود . صادر عن تنظيم البعث العربي االشتراكي قطر المغرب 51/1/1214: بتاريخ قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي االشتراكي المؤقتة رحيل الرفيق المناضل صالح عبد اهلل الحبشي ) المحامي ( اليمن . الرفيق القائد االستاذ / صالح عبد اهلل الحبشي )المحامي ( – هو مناضل وطني وقومي متميز ، وقائد بعثي كان من ابرز جيل الرواد المؤسسين لحزب البعث العربي االشتراكي في قطراليمن، شماال وجنوبا حيث يقول احد الباحثين ) هناك شبه اتفاق ان صالح الحبشي المحامي كان حاضرا في التاسيس في الجنوب والشمال )5 ، )وانه قبل قيام ثورة 19سبتمبر عام 5691م كان وفقا لبعض المصادر الذي سنورد اهمها في سياق هذا الموضوع هو المسؤل الحزبي االول لحزب البعث في صنعاء والمحافظات اليمنية الشمالية ،الذي كان لمناضليه وفقا للعديد من الحقائق والوثائق والشهادات التاريخية الدور الرئيسي الفاعل في عملية التاسيس لتنظيم الضباط االحرار والعمل من خالله على التخطيط واالعداد والتنفيذ لثورة 19سبتمبر عام 5691م ويكفي التاكيد هنا انه من خالل ) متابعة خطة تحرك تظيم الضباط االحرار لتفجير ثورة 19 سبتمبر والخطوات التنفيذية القتالية لها : سنجد ان عناصر حزب البعث حاضرة وممثلة في جميع المواقع والمواقف العسكرية الميدانية وان اغلبية القوات المشاركة في اقتحام المؤسسات المدنية والعسكرية كانو بعثيين عسكريين ومدنيين ) 1 ) سماته ومميزاته – يتميز الرفيق المناضل صالح الحبشي بالعديد من السمات والميزات من اهمهابايجاز :- -التواضع الجم وتكران الذات ، وغزارة الثقافة والقدرة على الحوار واالقناع ،وكتم االسرار ،والعزوف شبه الصوفي عن بهارج الدنيا واغراء تها واالبتعاد الكلي عن االضواء، وعدم الحديث حتى عن سجل تاريخه النضالي ، واسهامات حزبه الفاعلة في صنع التحوالت الكبيرة التي شهدتها اليمن شماال وجنوبا وفي مقدمتها ثورة 19سبتمبر الخالدة الذي هلت علينا قبل يوم الذكرى ال16 لقيامها حيث انه وفقا لبعض لشهادات واهمها شهادة القائد البعثي المرحوم االستاذ/ امين عون امين سرقيادة قطر اليمن المؤقته لحزب البعث العربي االشتراكي القومي -الذي ادى القسم الحزبي امامه كماسنرى ) تراس اجتماعا طارئا للجنتين القيادية والتاسيسية لتنظيم الضباط االحرار )الجناح العسكري للحزب ( عشيه تفجير الثورة ، وحسم المشكلة الكبيرة التي حدثت بين الضباط االحرار وكادت ان تقضي على الثورة في مهدها )1 ) على النحو الذي سياتي ذكرها بعد هذه النبذة الموجزة عن هذا القائد البعثي الفذ والمتمثلة باالتي : ولد في مدينة تريم محافظة حضرموت اليمنية نشاء وترعرع فـي اوسـاط اسـرة ثـقـافـيـة ،مشهود لها بمواقفها الوطنية والثقافية وفي دعم حركة التنوير والعلـم ومـجـابـهـة الـتـخـلـف والجمود وكسر قيود العزلة الثقافية والحواجر والسدو التي كانت مفروضة على شعبنا الـيـمـنـي شماالوجنوبا من قبل القوى االجتماعية والسياسية المتجرة وكذا من قبل النظام االسـتـعـمـاري البريطاني في الجنوب والنظام االمامي الرجعي المتخلف في الشمال وبرز منها كوكبة من االعالم والعلماء والمفكرين واللقادة السياسين ، والتجار الوطنيين وعلى راسهم عمه التاجر والمـنـاضـل الوطني السيد حسين الحبشي وهو احد اثرياء الحضارم الذين كانو في المهجر وعاد الى وطـنـه اليمن واستقر في مدينة صنعاء القديمة في عشرينيات القرن الماضي ،ولـعـل مـن ابـرز ادواره الوطنية التنويرية انه كان على عالقة جيدة مع بعض القادة العرب ومنهم المـلـك غـازي مـلـك العراق ، فاستغل هذه العالقة وحصل منه على منح دراسية تحت تصرفه تشجيعا للبعثات العربيـة للعراق ،وقد قام الحبشي بتقديم الدفعة االولى من منح الحكومية العراقية لالمام يحـي حـمـيـد الدين الذي بدوره اوفد طالبا الى الكلية العسكرية قي العراق ،)4 )واخوانه المفـكـرون والـقـادة البعثيون وهم: شيخان عبد اهلل الحبشي موسس ورئيس ) رابطة ابنا الجنوب العربي ( وابـوبـكـر عبد اهلل الحبشي وهو من جيل الرواد المؤسسين لحزب البعث العربي االشتراكي وقياداته.
درس في المدرسة التي كانت تتبع )جمعية االخوة والمعاونة ( بتريم التي كانت تنفق عليها اسرة ال الكاف الثرية الذي كان من ابرز جهودها التنويرية قيامها بكسر طوق العزلة بوادي حضرموت ،الذي كان مفروضا على التواقين الى العلم والمعرفة الحديثة من الشباب بداعي التحجر والخرافة والحيلولة دون ان يعرف الشباب على العلوم الحديثة :فجهزت في اوقات مختلفة بعثتين من طالبها للسفر والدراسة خارج اليمن وكان من ضمن طالب الدفعة االولى الذي ابتعثتهم للدراسة الجامعية في العراق سنة 5611م وضمت كل من الشهيد موسى بن عبد القادر بن يحي الكاظم وعبد الرحمن بن طاهر بن يحي ،وحسن باجابر ،ومصطفى الزاهر (1(وان الرفيق صالح عبد اهلل الحبشي واخيه شيخان الحبشي وفقاالحد لمصادراالخرى كاناضمن الطالب المبعوثين في هذه الدفعة فدرس في كلية الحقوق بجامعة بغداد وحصل منها على شهادة البكالريوس في الحقوق وكان من اوائل البعثيين الذين تاثرو بفكر البعث واعتنقوه وبداو بعد عودتهم للوطن في التبشير به في مختلف االوساط الثقافية واالجتماعية والسياسية والطالبية قي مدينة تريم والمدن الحضرمية االخرى ،كما كان له شرف االسهام الى جانب رفاقه الرواد االوئل وفي مقدمتهم الرفيق القائد المؤسس لحزب البعث في قطراليمن / الشهيد االستاذ موسي بن عبد القادر بن يحي الشهير باسمه الحركي ) موسى الكاظم( في تاسيس اول الخاليا الحزبية لحزب البعث العربي االشتراكي قي محافظة حضرموت عام 5641م ،وكذلك في مدينة عدن الذي انتقلو اليها مطلع الخمسينيات من القرن الماضي. (9 ( وتاكيدا لماسلف يقول الرفيق المناضل المرحوم امين احمد امين سرقيادة قطر اليمن المؤقتة لحزب البعث العربي االشتراكي القومي انه ) في نهاية العام 5695م تقريبا ادى القسم الحزبي امام الرفيقان أحمد محمد حيدر )مسؤل الخلية( واالستاذ/ صالح الحبشي ،وبحضور الرفيق الأستاذ / ابوبكر الحبشي في مدينة الشيخ عثمان محافظة عدن( مضيفا انه بعد ذلك ) انضم بحلقة اعضاء تحت مسؤلية الرفيق ابوبكر الحبشي ، تتكون من الرفاق : 5-محمد عبد الوارث 1-محمد حميد فا ع 1-يونس عراقي 4-محمد اسماعيل الصوفي ) 1) في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي انتقل الى مدينة صنعا ء وكان كمايقول الباحث محمد جمال باروت )هو الرمز االول وامين عام منظمة البعث في شمال اليمن()1 )اي انه كان وفقا للهذا المصدر ) امين سرفرع تنظيم حزب البعث العربي االشتراكي قطر اليمن في صنعاء والمحافظات اليمنية الشمالية ( – وان الرفيق المناضل صالح الحبشي وفقالقول الرفيق القائد المناضل االستاذ امين عون كما اسلفنا )تراس ليلة قيام ثورة ال19 سبتمبر عام 5691م اجتماع للجنتين القيادية والتاسيسة الضباط االحرار وعند البحث والتدقيق حول صحة هذه المعلومة اتضح لنا فعال ان هناك اجتماعا طارئاحدث ليلة 11سبتمبر دعى اليه الشهيد المالزم على عبد المغني رئيس اللجنة القيادية لتنظيم الضباط االحرار وقائد الثورة عشية قيامها وذلك اثر الخالف الحاد الذي نشب بين الضباط االحرار في اللحضات االخيرة من استكمال كل االستعدادات الال زمة لتفجير الثورة والذي كاد ان يقضي على الثورة في مهدها ويعرض القائمين عليها لخطرالموت والسجن وبمان ان الرفيق المناضل صالح الحبشي كان وفقا للمعلومة السالفة هو المسؤل االول للحزب في صنعاء انذاك ، وبان الرفيق المناضل البعثي الشهيد المالزم علي عبد المغني كان همزة الوصل بين قيادة الحزب وتنظيم الضباط االحرار ) الجناح العسكري لحزب البعث ( فان من المؤكد ان الرفيق علي عبد المغني هو من وجه الدعوة للرفيق صالح الحبشي لحضور ذلك االجتماع وحسم الخالف الطارئ الذي حدث بين الضباط االحرار ،زتغليب خيار المضي بتفجير الثورة ذلك الخالف المتمثل حسب رواية الرفيق المناضل المرحوم اللواء / عبداهلل عبد السالم صبرة وهو احد ابرز الضباط االحرار انه )بعد ان اعلنت حالة الطوارى واالستنفار العام - واعداد كل شي للتحرك لقيام الثورة ، وضل الجميع في حالة التأهب لالنطالق كل لأداء المهمة الموكلة اليه بمجرد ا الشارة المتفق عليها لالنطالق وهي سماع إطالق النار على) االمام البدر(في قصر البشائر من قبل الضابط حسين السكري ، المكلف بهذه المهمة ، وبعد ان تاكد له باعتباره المكلف من قبل القيادة للتاكد من عملية تنفيذ حسين السكري لهذه المهمة بان المذكور تعذر عليه تنفيذ مهمته وانه بعد ان بلغ للقيادة بذلك قررالبعض من الضباط ان يؤجل قرار تنفيذ الثورة ..والبعض قررعدم المشاركة في تنفيذ خطة الثورة ، لكن الشهيد المالزم علي عبد المغني اصر على قيام الثورة في تلك الليلة وضاف مؤكدا انه لوال إصراره لماقامت الثورة ) 6 ) حيث اكد الضباط االحرار في وثيقتهم التاريخية )اسرارووثائق الثورة اليمنية ( انه تقرر عقد اجتماع عام بمقر القيادة )”الكلية الحربية ( في الساعة التاسعة مساء ليلة الخميس 11سبتمبر عام5691م حضره جميع اعضاء الخاليا التنظيمية المتواجدة في صنعاء باستثنا خلية ..النقيب حسين السكري ، وعددمن الضباط الذين كان عليهم التواجد في بعض المراكزالعسكرية ودوائر االمن واستمر االجتماع حتى الساعة الحادية عشر مساء ) 52 ) حيث تمخض االجتماع بحسم الخالف واالتفاق على المضي في تفجير الثورة في تلك الليلة وفقا للخطة المرسومة من قبل قيادة التنظيم الضباط االحرار لكن الضباط االحرار في وثيقتهم التاريخية السالفة بالرغم من تاكيدهم على عقد هذا االجتماع لكنهم لم يشيررو الى الحقائق المتعلقة بجوهر المشكلة التي استدعت عقد هذا االجتماع التي اوردها الرفيق اللواء عبد اهلل عبد السالم صبرة الذي كان احد اعضاء لجنة الضباط الذين اسهموا باعدادهذه الوثيقة التاريخية كمالم يشيرو الى مادار في االجتماع الذي استمر الكثر من ثالث ساعات والى من دعى اليه وكيف تم حسم الخالف ،وعليه سوف نقدم المزيد من التفاصيل حول هذه المشكلة و دوافعها الرئيسة ، وكيفية حسمها في سياق مقالنا القادم عن الرفيق المالزم الشهيد علي عبد المغني مؤسس وقائد تنظيم الضباط االحرار وقائد ثورة 19 سبتمبر الخالدة والقائد االعلى للجيش بعد قيامها.
بسم اهلل الرحمن الرحيم )ويَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنونَ بِنَصرِ اهللِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ وهوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ( صدق اهلل العظيم بفَرحٍ غامرٍ وسَعادةٍ بالغة، يَسرُّ مكتب الثقافة واالعالم القومي، أن يتقدم الى الرفاق المناضلين امين سر واعضاء قيادة حزب البعث العربي االشتراكي في القطر األردني العزيز، ومن خاللهم الى كافة كوادر وقواعد وجماهير البعث واالمة العربية المجيدة، بأطيَب التََّهاني والتبريكات لمناسبةٍ فوزكم، وبكل اقتدار، في استيفاء كافة شروط االستحقاق الرسمي حسب القانون الجديد لألحزاب في االردن. انَّه يومكم المُشرِق والمُشرِّف، وهو يوم من ايام البعث واألمة الذي نفتخر به، والذي لم يكن ليتحقق لوال نضالكم الدؤوب ومعايشتكم اليومية لقضايا شعبكم وامتكم، ودفاعكم عنها لعقود طويلة من الزمن، باذلين فيها اغلى التضحيات حتى حقَّقتم هذا النصر الكبير، ففُزتُم بحقٍّ في المقامِ الذي يمثِّل البعث ويُجسِّد قيمه ومبادئه األصيلة. ان لنصركم هذا دالالته النضالية البارزة، والتي ستبقى مُلهِمة لكل رفاقكم، في تجاوز الظروف الصعبة وما تمَّ وضعه في طريقكم من تحديات وعراقيلٍ، بهدف التأثير في مسيرتكم النضالية المشرِّفة، فانتصرتم عليها، وأثبتّم أنَّ البعثَ فكراً ومنهجاً وفعالً هو أكبر وأقوى من أن ينال منه أحد في الداخل والخارج. لذا فقد كان نصركم هذا بلسماً لجراح رفاقكم وابناء امتكم الذين يتصدون بشجاعة البشع المؤامرات، واالستهداف الدموي في العراق والسودان وفلسطين الحبيبة وغيرها، فشكَّل دفعة امل كبيرة من شأنها ان تُعزِّز ثقة مناضلي الحزب وابناء امتنا العربية من حتمية النصر. ومن المعانٍ والدالئل الكبيرةً لنصركم هذا، خاصة وانه يأتي في لحظةٍ حرجةٍ من تاريخ أمتنا العربية، انه جسَّد ردٌّ الجماهير على عمليات التطبيع المذل مع العدو الصهيوني المغتصب، وهو ردُّ على عدوان الصهاينة على شعبنا الفلسطيني في مدينة غزة الصامدة، فآزرتم الفعل المقاوم، بالفعل النضالي للبعث الذي اعتمد فلسطين قضيَّته األولى، ونذرَ نفسه ومناضليه في سبيلها، فساهمتم ليس في الدفاع عن البعث فحسب، بل الدفاع عن فلسطين وكل األمة العربية. انَّ انعقاد مؤتمركم العاشر الموَّقر، وبهذا الحضور الشَبابي المُكثَّف من جيل األمة الصاعد، له دالالته المشرقة، على ان راية البعث ستبقى حيّة متجدِّدة، عالية خفاقة، ترفعها عقول وزنود شباب األمة عبر االجيال حتى تحقيق اهدافها في الوحدة والتحرر والنهضة. لهذا فقد تحوَّلَ مؤتمركم التاريخي اليوم الى عرسٍ واحتفالٍ كبير، وبحضور شعبيٍّ حاشدٍ، صنعتموه بجهدكم ومثابرتكم ومواصلة مسيرتكم النضالية بكلِّ قوَّةٍ واقتدارٍ. وبهذه المناسبة الكبيرة، فإنَّ من حقِّ كلّ بعثي مناضل في األردن الغالية، وفي كل تنظيمات الوطن العربي وفي المهاجر، أن يفخر بكم، وأن يَبتهِج لهذا المُنجز الكبير الذي سيبقى محفوراً في ذاكرة رفاقكم في الحزب أينما كانوا. وفَّقكم اهلل وسَدَّدَ خُطاكم، ومن نصرٍ الى نصر على طريق النضال من أجل تحقيق رسالة األمة االنسانية الخالدة. رفاقكم في مكتب الثقافة واالعالم القومي في الثالث عشر من آيار لعام1211م إصدارات مكتب الثقافة واإلعالم القومي برقية تهنئة وتربيكات اىل الرفاق املناضلني يف االردن الشقيق من مكتب الثقافة واالعالم القومي يف استيفاء كافة شروط االستحقاق الرمسي حسب القانون اجلديد لألحزاب يف االردن:
الرفيق المناضل زهير الرواشدة حفظكم اهلل ورعاكم األمين العام لحزب البعث العربي اإلشتراكي األردني ببالغِ االعتزازِ يَتقدَّم رفاقكم في مكتب الثقافة واالعالم القومي بأسمَى التَهاني والتَبريكات لمناسبةِ انعقاد المؤتمر القطري العاشر للحزب وانتخاب قيادة قطرية جديدة وفوزِكم أميناً عاماً لحزب البعث المناضل في القطر األردني العزيز. وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية واالكبار للرفيق المناضل اكرم الحمصي عضو القيادة القومية الذي حضر المؤتمر، لدوره التاريخي في قيادة نضال الحزب في القطر االردني ومتابعة كافة مفاصله، وتصعيد وتائر دوره الوطني والقومي المتميّز. لقد جاءَ هذا االستحقاق النضالي، بعد االنجاز الكبير الذي حَقَّقه الحزب من خاللِ استِحصالهِ على الشُّروط المطلوبة لنَيل الموافقة الرسميَة للعمل وبتَمَكُّنٍ عالٍ. فاجتَزتم أيُّها الرفيق المناضل ورفاقكم في القيادة وكوادر الحزب وقواعده بكلِّ نجاحٍ وتَفوّقٍ، ذلك االختبار الرسمي والشعبي لمدى رصانة البعثيِّين في تنظيماتكم، وشدة التصاقكم بالشعب، وصدق تعبيركم عن قضاياه وطموحاته. فأثبتَّم ورفاقُكُم أنَّكم في جٍديَّة نضالكم وأصَالة عملكم، كما هو فكرُ ومنهجُ حزبكم العظيم، في مَدٍّ وامتدادٍ تنظيميٍّ وجماهيريٍّ كبيرٍ. ورغم ما تعيشه األمَّة العربيَّة من استهداف استثنائيَّ، اال ان عزائمكم لم تَهن عن مواصلة المسيرة النضالية، فجاهدتم جهاد المؤمنين األوفياء المُلتزمين باألهداف الوطنية لشعبنا األردني األبيّ، وبأهداف البعث وتطلعات األمة المشروعة في تحقيق رسالتها القومية واالنسانية النبيلة. وواصلتم بعد االتكال على اهلل، تَحثُّون الخُطى مستندين على قدراتكم الذاتية، وتأيِّيد شعبنا في األردن، ومُتَحزِّمين بحزام العروبة، تَستَهدونَ بقيمها األصيلة وبرجال أمتنا ورموزها التاريخيِّين في ماضيها المجيد، و حاضرها النضالي الباسل. فكان انتخابكم لقيادة حزب البعث العربي االشتراكي األردني مَدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ لرفاقكم من المحيط الى الخليج. هنيئاً لكم، ومن خاللكم الى الرفاق المناضلين في القيادة، هذه الثقة العميقة، وهنيئاً للبعث في األردن الغالية هذا االنجاز النضالي الكبير. ي وم وا ال غ الم الق ة اق ق ت الت مكن دة ه تر الرواش قر ن ق يالر ل ا ة ن هن ت ة ن ترق ي ب يا الرد ك را ت يالاش ب العر ب ال بعت حر ل ا الم ين العام ر. مالعاش مره ت و د م بعق طر ية الق ادة ن اء الق اقاعص والرق
إن مشهد التدمير الذي اصاب منشاءات مطار الخرطوم من جراء االشتباكات ، تقشعر له االبدان ، علماً انه مرفق مدني خدماتي كان يفترض ان يتم تحييده عن مسرح العمليات العسكرية. وما اصاب مطار الخرطوم ، اصاب مرافق اخرى وبعضها مدني تناط به ادارة شؤون الناس . واذا كان االعالم المرئي والمسموع لم يسلط الضوء كفاية على حجم الدمار الذي اصاب المرافق العامة والخدماتية باستثناء ما اصاب مطار الخرطوم ، وهي تكتفي ببث االشرطة التي توزع من قبل الطرفين المتصادمين ، وكل منهما يبرز ما حققه من "انتصارات"، فإن التغطية كانت مختلفة لعمليات اخالء الرعايا االجانب ، والتي ولدت انطباعاً لمن يتعمق في قراءة ابعاد مايجري في السودان بعد انفجار الوضع ، بأن االمور ذاهبة الى مزيد من التصعيد والتفاقم على المستويات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والمعيشية. ان ظاهر االمر يفضي الى القول ان سبب انفجار الوضع العسكري ، يعود الى الخالف الذي بدأ يطفو على السطح ، حول موقع ودور "قوات الدعم السريع" ، في الهياكل االمنية والعسكرية لقوات الجيش .فهذه القوات التي هي استمرار لتشكيل ميلشيا "الجنجويد" ارتبطت بداية بمديرية المخابرات الى ان اصدر عمر البشير قانوناً خاصاً بها ، ربطها بموجبه برئاسة الجمهورية ، وكان تعدادها بحدود الثالثين الفاً فأصبحت بعد تشريع وضعها بحدود المئة الف. وهي تغطي بانتشارها غالبية الواليات ولها ثقل خاص في الخرطوم وموطن نشأتها في دارفور. وتمويلها الرئيسي يتأتى من االستثمار في مناجم الذهب ومواد اولية فضالً عن سيطرتها على كثير من المعابر الحدودية مع دول الجوار. كما ان ظاهر الحال ، يفيد ان البرهان لم يكن يسعى لحل "قوات الدعم السريع" وانما تعديل مركزها القانوني بحيث ترتبط بقيادة الجيش وتخضع المرته وفق هيكلة جديدة . وفي المقابل فإن حميدتي لم يكن يرغب بهذا الحل ، وحاول التملص من االلتزام به ،عبر الدعوة الطالة امد الفترة الزمنية الالزمة لذلك. قبل انفجار الوضع العسكري كان الطرفان يقدمان نفسيهما كفريق واحد تحت مسمى "المكون العسكري " في المجلس السيادي ، الذي انيطت به ادارة المرحلة االنتقالية بعد توقيع الوثيقة الدستورية مع المكون المدني الذي شكلت قوى الحرية والتغيير ركيزته االساسية . ودائما حسب ظاهر الحال ، فإن الرئيس ونائبه كانا يبدوان في اعلى درجات االنسجام في المواقف حيال التعامل مع الشريك المدني في المجلس السيادي ، وحيال بعض قنوات االتصال مع الخارج وخاصة تلك المتعلقة بالعالقات مع الكيان الصهوني . لكن ماهو السبب االساسي الذي دفع الوضع الى االنفجار ؟ هل هو الخالف على تحديد المركز القانوني "للدعم السريع" في التشكيالت العسكرية والخشية من وضع الدولة ليدها على استثماراتها اذا ما دمجت بقوات الجيش ، وخاصة االستثمار في مناجم الذهب والسودان يعتبر ثالث دولة منتجة في افريقيا لهذا المعدن الثمين الذي تتهافت عليه المافيات الدولية والدول كمالذٍ آمنٍ في مواجهة االهتزازات التي تتعرض لها مايسمى بالعمالت الصعبة والدوالر على رأسها، او ثمة اسباب اخرى .؟ إننا ال نسقط االسباب المرتبطة بتحديد المركز القانوني "لقوات الدعم السريع" والخالف على اليات عملها واستثماراتها، من أن يكون سبباً مباشراً الطالق شرارة القتال، خاصة وان االجراء فيما لو قيض له النفاذ، لكان سيؤدي الى اضعاف الموقع السياسي لحميدتي في السلطة من ناحية ، والى خسارة امتيازات االستثمار في مناجم الذهب وما تدره من اموال على المنتفعين منه داخلياً وخارجياً من ناحية اخرى. لكن قراءة ماجرى في السودان بعد انفجار الوضع العسكري وتحديد اسبابه الجوهرية ، ال يستقيم النظر اليه اال اذا وضع في سياق المسار العام الذي ضبط االيقاع السياسي منذ انطالق ثورة ديسمبر من العام ٢٢٤٢ بشكل خاص، والتطورات التي شهدها الوطن العربي منذ غزو العراق واحتالله بشكل عام . ودان ، لس يا حر ب ف ل ا ترهان نصراعال ا بعد – ي م ب د حمي ان . ن بن ي حس م خا م ل قا ن ق مالر ل بق
في ما يتعلق بالخاص السوداني ، فإن المعطيات االولية التي افرزتها االنتفاضة الشعبية ، دللت على أن االوضاع السياسية تسير باتجاه تحقيق نتائج ايجابية لجهة التحوالت السياسية الداخلية ، لالنتقال بالسودان من نظام التمكين وسطوة الدولة االمنية، الى رحاب الدولة المدنية عبر عملية سياسية تحكمها قواعد التحول الوطني الديموقراطي وتحترم فيها الحريات العامة والعدالة االجتماعية في ظل نظام سياسي يقوم على اساس الفصل بين السلطات، وتشكيل هياكله المؤسساتية استناداً الى االليات التي يعبر الشعب من خاللها عن ارادته في ادارة شؤونه الداخلية وتحديد خياراته في العالقات مع الخارج قومياً كان او اقليمياً او دولياً . ومن تابع عن كثب تطور العالقة بين المكونين المدني والعسكري الشريكين في ادارة الوضع السياسي خالل المرحلة االنتقالية ، لم يكن يحتاج الى كثير عناء، ليكتشف ان العالقات بين المكونين لم تكن على درجة كافية من التوافق واالنسجام بعدما برزت االفتراقات بينهما حيال العديد من الملفات ، واكثرها وضوحاً تشكيل هياكل السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية وملف ادارة العالقة مع صندوق النقد الدولي والحركات المسلحة في الواليات ، كما عملية تهريب التطبيع مع "اسرائيل"التي كانت خطوتها العلنية االولى في لقاء البرهان ونتنياهو في اوغندا . إن المرحلة االنتقالية وان شابتها عالقات ملتبسة ، اال انها لم تصل الى حد تفجير العملية السياسية، ومرد ذلك، ان التوازن السلبي الذي كان قائماً بين الطرفين ، شكل ضابطاً اليقاع العالقة بينهما ، الى أن اقترب الموعد الذي يفترض فيه ان يتخلى المكون العسكري عن رئاسة المجلس السيادي عمالً بما ماتم االتفاق عليه في الوثيقة الدستورية، فكان أن ارتد "العسكر" على االتفاق عبر انقالب موصوف في ٢٣ اكتوبر ٢٢٢٤. لقد اماط االنقالب النقاب عن حقيقتين : االولى، ان المكون العسكري كان يمارس مع المكون المدني اسلوب التقية طيلة فترة التشارك في الحكم . والثاني ، ان ايصال العملية السياسية التي انطلقت على اساس الوثيقة الدستورية الى مآالتها النهائية بانجاز عملية التحول الوطني الديموقراطي لم تكن مرفوضة ضمنياً من المكون العسكري وفلول النظام السابق وحسب ، بل كانت غير مرغوب فيها ايضاً من القوى الخارجية التي كانت تعمل لترتيب الواقع السياسي في السودان بما يالءم مصالحها وليس مصالح الشعب. وان القوى الخارجية المنظور منها عبر لجان الوساطة المتعددة المرجعيات والمخفي منها عبر قنوات االتصال الخاصة والسرية، عملت على خطين: االول ، دعمها المعنوي للمكون العسكري وتقوية مواقعه لتمكينه من فرض الخيارات السياسية التي يريدها وتتماهى مع قوى الخارج الدولي واالقليمي . والثاني ، اضعاف حضور وفعالية المكون المدني في انتاج حلٍ سياسي وطني . ولهذا مارست ضغوطاتها باتجاه شق صفوف قوى الحرية والتغيير وشد القوى الرخوة والوسطية فيها لالنفضاض عن التحالف الوطني العريض والدخول في هيكلة سياسية جديدة مع المكون العسكري تحت عنوان "االتفاق االطاري . " لكن تبين ان القوى التي انسلخت عن جسم قوى الحرية والتغيير، لم تستطع أن تؤمن حضوراً متوازناً مع المكون العسكري ، مما ادى الى افتقار التحالف السلطوي الجديد للتوازن بين اطرافه ، حيث بدا مختالً لمصلحة المكون العسكري الذي اخذ يضع نفسه في مناخ اعادة احكام السيطرة على مقاليد السلطة مع تغطية مدنية شكلية لمحاكاة ماتطلبه قوى الخارج الدولي واالقليمي التي تدعو القامة "حكم مدني" . ومن هذا الواقع المستجد انطلقت عملية الصراع بين البرهان و حميدتي بعدما باتت المطامح مكشوفة بينهما لشغل الموقع االول في هرمية السلطة في بلد تلعب فيه العوامل الشخصانية دوراً في تحديد مسار االحداث . ان الذي دفع الوضع الى االنفجار العسكري، هو االنكشاف التام للمكون العسكري بعد انقالب الردة ، ورفضه المضمر لعملية التحول الديموقراطي. فهذه العملية التي ال يستسيغها العسكر هي اصالً غير مرغوب بها اقليمياً ودولياً ايضاً ،الن الحل السياسي المرغوب انتاجه بنظرهما، ليس ذاك الذي تدعو اليه القوي الوطنية والديموقراطية التي قادت الحراك، بل الحل الذي يعيد انتاج النظام السابق ويحاكي شروط صناديق االستثمارات الدولية واتفاقات ابراهم قياساً على ما يُعْملُ على تطبيقه وتمريره في العديد من االقطار العربية وتلك التي ناءت وتنوء تحت ضغط ازمات بنيوية . لقد كانت القوى الدولية المتدخلة بالشأن السوداني، كما تلك التي كانت في مواقع السلطة قبل سقوط البشير وتلك التي خرجت من رحمه ودخلت في تسوية مع قوى الحراك الشعبي ، تراهن على جر الحركة الشعبية المعترضة على االداء السلطوي الى المربع االمني الدخال الصراع نطاق العسكرة على غرار ماحصل في ساحات عربية اخرى. ولما لم تتحقق هذه الرغبة بفعل الوعي الوطني والسياسي الذي تميزت به قوى الحرية والتغيير وضبطها لحراك الشارع
بالتعبيرات الديموقراطية، كان االنتقال الى الخطة التي تقضي بتفجير العملية السياسية برمتها وصوالً الى تفجير البنية الوطنية . ان الحدة الذي اتسم بها الصدام العسكري بين وحدات الجيش والدعم السريع ، والتدمير الشامل الذي تجاوز مواقع التموضع العسكري لكال الطرفين ، دلّل على ان الهدف اليرمي الوصول به الى اضعاف القدرات العسكرية وحسب ، ،بل تدمير بنية الدولة ، وتحويل االزمة في السودان من ازمة سياسية الى ازمة بنيوية على غرار االزمات التي عصفت بسوريا واليمن وليبيا وهو الذي يفضي الى خلق وقائع جديدة ، تملي اعادة ترتيب االولويات ، حيث يتقدم شعار وقف القتال واعادة االنتظام لسير المرافق العامة وتأمين الخدمات للمواطنين واعادة النازحين والالجئين على جوهر عملية التحول الديموقراطي. وبهذا تكون القوى التي تضمر شراً بالسودان ، قد نجحت في جعل مشروع التغيير السياسي الوطني و تحشيد القوى حوله ، يتراجع امام االولويات الوطنية والشعبية التي استجدت بعد الصراع العسكري وما خلفه من تداعيات ضاغطة على االمن الوطني واالجتماعي وخاصة المعيشي منه . ان القوى الداخلية والخارجية المعادية للتغيير والتي لم يتسنَ لها النجاح الكامل في تنفيذ )الخطة أ( الرامية الى تفجير العملية السياسية بمضمونها الوطني الديموقراطي واالطاحة بقواها بعد انقالب الردة ، انتقلت الى الخطة )ب( التي تفضي الى تفجير البنية الوطنية لخلق وقائع تمكّن من انتاج عملية سياسية تتماهى مع تلك التي ترسم الكثر من ساحة عربية. لقد كانت االمال معلقة على تمكّن قوى التغيير الوطني من انجاز عملية تحول وطني ديموقراطي . لكن السؤال الذي يفرض نفسه ، هل مسموح للسودان ان يحقق حراكه الشعبي تغييراً وطنياً ديموقراطياً ، في ظل هذا االطباق الدولي واالقليمي المعادي على الوطن العربي؟ ان الرد على هذا التساؤل ، تجيب عليه طبيعة المشهد السياسي المخيم على الساحة العربية ، حيث تتم اعاقة واسقاط كل المحاوالت الرامية الحداث تغيير وطني ديموقراطي بارادة شعبية وطنية ،والسودان ليس استثناءً. ولهذا فإن الظاهر من الصراع على السلطة وان تمظهر بين اطراف المكون العسكري ، اال انه ليس هو السبب الجوهري الذي دفع الوضع الى هذا المستوى من القتال التدميري وان كان سبباً الطالق شرارته، بل الهدف االساسي الكامن وراءه، هو تفجير العملية السياسية للحؤول دون انجاز عملية التحول الوطني الديموقراطي واالطاحة بقواها ومحتواها الوطني واال تفجير البنية الوطنية برمتها. وهذا ما يجري تنفيذه وفق ماخطط له في دوائر التقرير السرية لتكييف وضع السودان وفق ما تتطلبه شروط تشكيل نظام اقليمي جديد يكون الحضور العربي فيه على مستوى مكوناته الوطنية ومكونه القومي العام هو االضعف
شهد السودان في األيام األخيرة نزاعاً مسلحاً اندلع بين أكبر قوتين عسكريتين تحاول كل منهما فرض سيطرتها، ولكل منهما اسبابها المُعلَنة ومَن يدعمها ويقف وراءها، وسط رفض واسع من القوى المدنية التي كانت وما تزال تقود النضال الشعبي من اجل تحقيق نظام ديمقراطي حر. ورغم الصعوبات التي يواجهها المسار الديمقراطي، فقد برز في األفق مؤخراً احتمال توقيع اتفاق مع بعض القوى السياسية سُمّيَ )بالحل اإلطارى( وبرعاية دولية، وذلك من اجل مواصلة مرحلة االنتقال إلى الممارسة الديمقراطية التي توقفت بعد االنقالب العسكري في عام 1215 ،رغم عدم توافق كل القوى الوطنية عليه، حيث خرجت بعض األطراف الفاعلة من قوي الحرية والتغير والرافضة لهذا االتجاة ألسباب موضوعية. وفور اندالع اإلقتتال باشرت الحركات والقوى المدنية السودانية برفضه وببذل جهودا لوقفه وعدم التسليم بما ينجم عنه من نتائج. وخاصة في ظل اعتقاد سائد افرزته التجارب الماضية أن حاملي السالح ال يأبهون بالنقاش مع القوى المدنية، ربما العتقادهم متوهمين، بأن المدنيين ممكن اخضاعهم في النهاية بقوة السالح ، فور انتهاء الحرب. ونتيجة للتداعيات الخطيرة لالوضاع في القطر السوداني الشقيق على أمن األقطار العربية االخرى ومنها مصر وفلسطين وليبيا واليمن والسعودية، لذا فان السودان يخضع الى شتى التدخالت االجنبية، اقليمية منها ودولية، لتأجيج تلك التداعيات واإلستفادة منها وخاصة في مجال تحقيق االهداف التالية: األهداف األجنبية المعادية في السودان يمكن تلخيص اهم االهداف التي تسعى القوى االجنبية، دولية منها واقليمية الى تحقيقها في السودان بما يلي : اوالً: تحقيق مصالح أجنبية جيوسياسية، كالسيطرة على منطقة القرن االفريقي، وما يعنيه ذلك المجال الحيوي البالغ األهمية من مؤانئ وسواحل وسيطرة على التجارة والمالحة الدوليتين، وعلى وجود القواعد االجنبية. ثانيا: تهديد األمن القومي العربي من باب األمن المائي لمصر والسودان ، والتحكم به من خالل سد النهضة في اثيوبيا. ثالثاً: السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية التي يزخر بها السودان والعمل على نهبها. رابعاً: تحقيق مصالح مادية تتعلق بإنعاش العصابات والمافيات المعنية بتهريب االسلحة واإلتجار بالبشر وغيرها من خالل اشعال فتيل الفوضى. خامساً: إضعاف اي دور استراتيجي عربي للسودان كقطر اساسي لدعم ونصرة قضايا األمة العربية. لذا تشهد هذه اآلونة نشاطاً دولياً واقليمياً باتجاهين رئيسيين. فمن هذه الدول من يدعم االستقرار الحقيقي والصادق في السودان وذلك ادراكا منها لحجم وخطورة تداعيات الفوضى واالقتتال فيه على امنها واستقرارها. اما االتجاه االخر فانه يمثل الدول والقوى العالمية واالطراف التي من مصلحتها تحقيق كل او جزء من االهداف المذكورة اعاله على حساب ابناء شعبنا العربي في هذا القطر العزيز. لذا فان مثل هذه الدول تزدهر في ظل استمرار النزاع ، ساعية الى عدم االستقرار فيه وال في الوطن العربي والقرن االفريقي. وفي اثناء هذه التطورات المتسارعة نرى المشهد يزدحم بالمواقف المعلنة من اجل وقف القتال، اال انها ليست كلها تعكس حقيقة النوايا، او انها تصب في النهاية لمصلحة الشعب السوداني الشقيق، بل تهدف في اخر المطاف الى تحقيق مصالح خاصة خفيّة. وعليه تحاول دول ومنظمات اقليمية و دولية التدخل للحد من إراقة الدماء في هذا القطر العربي، داعين الى وقف فوري للقتال وعودة الطرفين إلى المحادثات، و إنهاء التصعيد العسكري. فقد دعت الواليات المتحدة االمريكية و الصين وروسيا ومجلس األمن الدولي واالتحاد األوروبي واالتحاد اإلفريقي إلى إنهاء فوري لألعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم االستقرار في المنطقة.
بعض األبعاد واإلنعكاسات العربية للصراع المسلَّح الدائر: عربيا دعت جامعة الدول العربية واقطار عربية منها المملكة العربية السعودية الى وقف القتال وانهاء التصعيد. اما مصر فانها تميل بطبيعة الحال إلى المؤسسة العسكرية الرسمية ممثَلة بالجيش السوداني ألسباب متعددة لعل واحد منها أنه يمثل المؤسسة الرسمية، باعتبار ان قوات الدعم السريع هي ميليشيات مسلحة . والن قيادة قوات الدعم السريع تتمتع بعالقات قوية مع إثيوبيا، لذا فان اعتالءها السلطة في السودان قد ينجم عنه تأثيرات على االمن القومي المائي لمصر بسبب سد النهضة في اثيوبيا. ولذلك أكدت مصر استعدادها للعب دور الوساطة للوصول إلى تهدئة في السودان . أما دولة الكيان الصهيوني فان اي فرصة تحول دون قيام نظام ديمقراطي هو االفضل لها، الن النظام الديمقراطي سيثير التوجه القومي التحرري للسودان في دعم واسناد النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية كما اكدت تجربته النضالية الوطنية ومواقف شعبه وجيشه وقواه السياسية، وبالتالي فانه سيمثل خطر على كيان دولة االحتالل، لذلك وبمجرد قيام االنقالب العسكري في السودان عام 1215 ، الذي اوقف مراحل المسار الديمقراطي في البالد، شرعت بالتوجه نحو اقامة عالقات للتطبيع مع قيادته وبمباركة امريكية. لذا فان العالقات التي أقامتها مع قيادات الجيش السوداني يمكن أن تجعلها تأمن اي امداد لفصائل الثورة الفلسطينية او اي دور للسودان لنصرة قضية االمة العربية في فلسطين مستقبالً . قومياً ومحلياً يقف حزب البعث العربي االشتراكي " االصل" في قطر السودان ضد أي تدخل خارجي في الحياة السياسية السودانية ووضع أي خارطة طريق للشعب السوداني، "ألن الشعب السوداني قادر على التخلص من األنظمة الشمولية الديكتاتورية والشعب السوداني لديه تجارب في السابق ضد هذه األنظمة." ويري الحزب أن "الجميع يتصارع على مصالحه داخل السودان، الدولة ذات الموارد الغنية، فالكل يعمل على أن يجد حصته من خيرات السودان"، مؤكداً "عدم القبول بأن تأتي قوة في األرض لتملي على الشعب السوداني أي شيء." والبعث متيقن من أن ما يحدث في السودان االن هو صراع حول السلطة والمصالح استخدم طرفية القوة المسلحة لحسمِه. و يؤكد الحزب على أن التدخالت اإلقليمية والدولية في المشهد السياسي السوداني لها تأثير ال يستهان به، لذلك دعى فى بيانه بتاريخ 1211/4/51 ان " تبادر القوى السياسية والمدنية بالتوحُّد للوقف الفورى لإلقتتال، والتعبئة إلعالن اإلضراب السياسى والعصيان المدنى لملئ الفراغ وانفاذ ارادة الشعب " إلن استمرار الحرب، يعني أن األمور ستكون وباالً على الجميع، خصوصاً من يزيدون نار الحرب اشتعاالً والتي ستؤثر على المحيط اإلقليمي بأكمله. خاصة و أن "السودان لديه حدود مفتوحة مع الكثير من الدول، وبالتالي فإن وجود فوضى في السودان يعني تحريك كثير من الخاليا االرهابية الساكنة بايدي مؤسسات مخابراتية عالمية، تضر السودان وبعض دول الجوار، إلغراقة في نشاط اإلتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وهذا سيؤثر على القرن اإلفريقي وعلى المحيط اإلقليمي والعربي خاصة." وعليه ، وفي الوقت الذي يعاني فيه السودان بالفعل من انهيار اقتصادي مستمر، فان اي تطور للصراع يفضي الى ان تؤول االوضاع الي مواجهة طويلة األمد بين الجانبين، سيؤدي إلى انزالق هذا القطر العربي المهم بموارده البشرية الكبيرة، وثرواته الغزيرة، وموقعه الجيوسياسي الخطير، إلى صراع واسع النطاق، واشتعال العنف )االهلي(، وانتهاز هذه الظروف من قبل القوى االستعمارية والصهيونية لتحقيق المزيد من اضعافه وتقسيمه وفق مخطط التطبيع، واعادة رسم خرائط االقطار العربية لتحقيق ما يسمى )بالشرق االوسط الجديد(. وباالضافة الى كل هذه التداعيات البالغة الخطورة فانه سيؤدي الى عرقلة االنتقال الديمقراطي الحقيقي واجراء انتخابات عامة نزيهة للولوج في مرحلة تأسيس النظام الديمقراطي الذي يُعَد الهدف األساسي لإلنتفاظة الشعبية المستمرة ، التي تناضل من اجل تحقيق االستقرار فيه ، الن استقرار السودان وأمنه، هو استقرار لمحيطه االفريقي، وامن البحر االحمر، وهو استقرار وقوة لألمة العربية برمتها .
إن املرحلة الحالية تعتبر أكثر املراحل حسـاسـيـة التي يمر بها الوطن لعربي، ويعتبرها املحللون أنـهـا مفصلية بين محطتين تاريخيتين: مرحلة بدء تطبـيـق مشروع ” الشرق األوسط الجديد“ وفقدانه توازنه بـعـد أكثر من عشر سنوات، ومرحلة ما بعد ظـهـور مـالمـح الستعادة القرار السيادي العربي، وإن كان ال يزال تحـت االختبار، منذ آذار املاضي. يف هذه املرحلة املفصلية، يتوخـى املـراقـبـون واملتابعون أن يستعيد الوطن العربي توازنه احتـفـاء بالخالص من التداعيات الخطيرة التي تركتها مـرحـلـة تنفيذ مشروع ما يسمى ” الشرق األوسط الـجـديـد“. إذ أصبح من الثابت أن أميركا والصهيونية كانتا عرابـتـي املشروع، ونظام إيران املستفيد واملنفِّذ االساسي له، وتركيا بدرجة اقل. ولكن مرحلة فقدانه التوازن، تم تتويجها بخـسـارة للمشروع األميركي- الصهيوني بعد أن واجـه وعـي عربي ملخاطره عبر عن نفسه من خالل عدة تـطـورات ذات دالالت ايجابية، أبرزها تواصل االنتفاضة الشعبيـة وتجددها سلميا يف العديد من الساحـات الـعـربـيـة وتنامى تأثيراتها عامليًا. إن املتغيرات التي حصلـت، وإن كـانـت مـمـلـؤة بالوعود الخاضعة للتجربة، فإنها من دون شـك زرعـت الخوف عند التحالف األميركي – الصهيوني، الذي كـان املتابعون يترقبون حصول الرد عليها، وراحوا يترقبون زمانه ومكانه. وملا اندلعت أحداث الصراع االخـيـر يف السودان، كان ال بد من الربط بيـنـهـا وبـيـن الـقـرار األميركي – الصهيوني بتفجير الساحة السودانية. فإلى ماذا يعود الربط بين اندالع الصراع السودانـي بين املكون العسكري، واأليدي املحركة التي يقوم بها التحالف األميركي – الصهيوني؟ أوالً :ألن التحالف تراجع دوره كثيرًا عن التقـريـر يف املنطقة. وثانيًا تدل عليه العودة الستخدام وسـائـل الفوضى ” الخالقة“ ، كأنموذج للوسائل التي استخدمها التحالف سابقًا، واملستفيدين منـهـا مـن االنـظـمـة االقليمية التي نفذتها نيابة عن التحالف، يف العـراق ولبنان وليبيا وسورية واليمن. وجهة نظر حول ما يجري يف السودان اآلن: أصبح من الواضح أن التحالف املذكور، بذل جـهـدًا واسعًا للحصول من نظام املكون العسكري السودانـي ىلع اتفاقية تطبيع مع العدو الصهيوني قبل أشـهـر من العام املاضي، وهذا ما يتيح له حرية اتخاذ الـقـرار الذي يضمن له مصالحه يف األوقات التي يراها مناسبة له. وتحت تأثيرات التطبيع السلـبـيـة قـام املـكـون العسكري بانقالب الردة ىلع االتفاق االنتقالي السابق مع قوى الحرية والتغيير املدنية التي انضـمـت إلـيـه مكونات سالم جوبا، والذي قضى بتسليـم السـلـطـة للمدنيين من أجـل اسـتـكـمـال مـراحـل االنـتـقـال الديمقراطي السلمي يف السودان. وألن تسليم السلطة للمدنيين وتـعـزيـز الـحـيـاة الديمقراطية يف السودان سيـؤسـس لـقـوة الـقـرار الشعبي ويُرسِّخ استقالليته وسـيـادتـه، ويف ظـل املتغيرات التي أخذت تتصاعد يف أجواء املـنـطـقـة والتي تعزز املكتسبات الديمقراطية لشـعـبـنـا يف السودان تحت قيادة تيارات وقوى املجتمـع املـدنـي ومكونات الحراك الثوري السلمي التغييرية. وألن التحالف املذكور أصيب بنكسة كبرى مـن تـلـك املتغيرات، كان ال بد من تفجير األوضاع يف السـودان إلعادة إرباك القوى الدولية واالقليمية والعربية الـتـي تعمل من أجل التصدي الستراتيجية الفوضى الالخالقة بل الهدّامة التي احدثها التحالف االمريكي الصهيوني يف الوطن العربي، واالنتقال منها الى مرحلة تتـسـم بشيء من االسـتـقـرار الضـروري إلنـعـان الـجـانـب االقتصادي. وهذا مما يعود بالضرر الفادح ىلع التحالف األميركي -الصهيوني، خاصة أن تـلـك املـتـغـيـرات تزامنت مع بروز وتعاظم الدور الصيني والـروسـي يف املنطقة واللذان يعمالن بدورهما ىلع االستفادة مـن اخطاء السياسة األميركية الحمقاء يف استعداء حتـى حلفائها، السياسة التي كانت تقوم ىلع الـتـحـريـ ضد كل من هو غير أميركي وتصطدم بإرادة وخـيـارات الشعوب وتطلعاتها، بدالً من سياسة التهدئة كمـنـا مالئم للتنمية االقتصادية واالجتماعية. ة والعر بن ة من ي ل ق وا ال ة الدولن تراب ع مب ل بعدا ي ك م تر الا خالف ا - ي لي ب و الصهن روع تر مش خ ف ب بعي ” جد تد د ل وسطا رقالا الش “ ودان لس ن ا م ت ر ب ل غ لن ن ح حس
الفوضى ” الخالقة“ وسيلة استراتيجية أمـيـركـيـة للتحقيق املشروع الشيطاني: إن اتفاق املكون العسكري يف السـودان، قـيـادة الجيش النظامي وقوات الدعم السريع وغالب مكونـات سالم جوبا وواجهات نظام االنقاذ، ىلع االنقالب ضـد إنجازات قوى االنتفاضة ذات الطابع الثوري، يف انـجـاز التحول الديمقراطي املدني، لم يكن قـرارًا داخـلـيـًا سودانيًا خالصًا. كما أن انقسام ذلك املكون الحقًا، إلى فـريـقـيـن متناحرين يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية وفق بعـ التقديرات، كان قرارًا أميركيًا – صهيونيًا، من أجل خلـط األوراق يف الوطن العربي، خاصة بـعـد أن أصـبـحـت مصالح التحالف تحت مرمى أهداف املـحـور الـدولـي املناه للرأسمالية الغربية االخذ بالبروز والـتـبـلـور، اضافة إلى تراكم وتنامى الوعي بمخاطره. وبين هذا وذاك، كان قرار التحالف، بـإعـادة إنـتـاج مشروع ما يسمـى ” الشـرق األوسـط الـجـديـد“ يف السودان ىلع قاعدة إحياء استراتيـجـيـة الـفـوضـى ” الخالقة“ ، والتي هي يف حقيقتها شيطانية هدّامة، إلعادة رسم الخرائط، بخلط األوراق من جـهـة، وإربـاك حركة املتغيرات الجديدة من جهة ثانية، وإعـاقـة أي تحول ديمقراطي حقيقي ىلع عكس ما ترفـعـه مـن شعارات ديمقراطية من جهة ثالثة. ليس كل مشروع أميركي يف الوطن العربي مكتوبًا له النجاح: إذا كانت حركات اإلسالم السياسي تـعـرف كـيـف تهدم، وتجهل كيف تبـنـي، وفـق الـتـجـربـة، فـإن استراتيجية الفوضى ” الخالقة“ األميركية – الصهيونية تماثلها يف التشبيه، ألنها تقود الشعوب التي تنخرط فيها إلى الخراب، وتجعلها تدفع الـدم، وتـؤدي إلـى اإلضعاف والشرذمة والتفتيت وتـهـجـيـر املـاليـيـن والتغيير الديموغرايف وتهدر الثروات الوطنـيـة، مـن دون أن تؤدي إلى ما يخدمها ويخدم مصالحهـا. وهـذا هو مصير شعبنا يف السودان إذا ما استمر الصراع ىلع هذا الشكل، وإذا لم يتراجع الفريقان عن لـعـبـتـهـمـا الخطيرة، ويتم الوقف الفوري للقتال الذي تلعب االرادة الشعبية املنظمة واملبادرات االهلية، وتشكـيـل رأي عام واسع وفاعل مطالب بذلك، العامل الحاسم. لقد أصبحت االستراتيجية األميركـيـة مـكـشـوفـة بالكامل امام كل جماهيرنا العربية وخاصة يف القـطـر السوداني العزيز، وذلك بعد أن اختبرتها معظم األقطار العربية منذ احتالل العراق وتأكد ذلـك بـعـد الـعـام 1122 .ولعل القوتان العسكريتان يف السودان تعيدان قراءة التجربة املرّة التي خبرتها األقـطـار الـعـربـيـة األخرى، وتعودان إلى رشدهما قبل فوات األوان. ولو افترضنا أنهما لن ترعويا، وهذا مـا نـتـوقـعـه ألنهما فقدتا السيطرة ىلع اتخاذ القرار السيادي، فـان ذلك لن يكون آخر الدواء، ألن الوطن العربي أخذ يسيـر الخطوة األولى ىلع طريق األلـف مـيـل يف إحـداث متغيرات إيجابية، ونأمل أن تنعكس تلك الـخـطـوات ىلع القطر السوداني الشقيق. األمن القومي العربي يبقى ناقصـًا إذا لـم يـكـن السودان يف صلب االهتمامات العربية: بانتظار ثبوت رؤية العمل الـجـدي يف املـرحـلـة الحالية يف ظل بع املؤشرات التي يشهدها الوطن العربي، وىلع قاعدة شمولية مفاعيلها كل القـضـايـا العربية التي عانت األمرّين من مراحل ويالت املرحـلـة السابقة. وىلع قاعدة االبتعاد عن املساومات واملقـايضـات واملحاصصات التي تراهن عليها القوى اإلقليميـة يف الحلول كما كان يحصل من قبل. ىلع العرب، عبر مؤسسة جامعة الدول الـعـربـيـة، ومؤسسات القمة العربية، أن يضـعـوا قضـيـة االمـة العربية يف قطر السودان ىلع طاولة الـبـحـث، وأن يولوها االهتمام واالولوية الكافية، من أجـل الضـغـط ىلع الفرقاء يف الداخل إليقاف النزيف الداخلي ملنـع تحوله إلى حرب أهلية، يقتل فيها السودانِـي أخـيـه السوداني، ويدفع السـودان وحـدتـه الـجـغـرافـيـة واالجتماعية ثمنا باهضًا. وألن تجربة األقطار العربية األخرى، التي ذاقت مرارة التجربة، واختبرت تأثيراتها األشد سلبية ىلع أمنها الوطني الجغرايف واالجتماعي، مما انعكس سلبًا ىلع األمن القومي العربي برمّته، فقد أصبح من الضروري اطالق املبادرات و اعتماد اليات ووسائل سريعة لوضع حد لهذه االزمة الخطيرة ومنها أن تتشكل لجنة عربية دائمة إلدارة هذه األزمة وتضع الحلول املالئمة لها مع اعتماد االسس الكفيلة بتنفيذ تلك الحلول ونجاحها بالتأكيد ىلع الدور الوطني للقوى واملكونات السياسية واالجتماعية وتعزيز جهودها ومبادراتها والحيلولة دون اطالة امدها وتدويلها.