The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by esiradj.magazine, 2018-09-20 15:36:47

مجلة السراج04

مجلة السراج04

‫א ¯א‬
‫א‬

‫ااﻟﻟﻌﻌﺪﺪددااﻟﻟﺮاﺮاﺑﺑﻊﻊﺳﺳﺒﺒﺘﺘﻤﻤﺒﺒﺮﺮ‪22001188‬مم‬
‫ااﳌﳌﻮاﻮاﻓﻓﻖﻖﻟﻟـــــ ﻣﻣﺤﺤﺮﺮمم‪11443399‬ههــ‬

‫ا َﳌ َﻘﺎ َﻣﺔ اﻟَﺒﺎدْﯾﺴﱠﯿﺔ‬ ‫إﻟَْﯿ َﻚ أَّﯾ َﻬﺎ اﻟ َﻘْﺒﺮ‬ ‫اْﺑ َﻦ َﺑﺎدْﯾﺲ‬
‫ﻋﻴﺴﻰ ﻋﺰوق�ص‪٤٣‬‬ ‫ﺻﻼح اﻟﻤﻜﺎوي�ص‪�٣٥‬‬ ‫ﺷﻬﺮزاد ﻣﺪﻳﻠﺔ�ص‪٢٨‬‬

‫اﻻ ْﺻﻄ َﻔﺎ ُء اﻹﻟَﻬﻲ ﻓﻲ َﺷ ْﺨﺼّﯿﺔ‬
‫اْﺑﻦ َﺑﺎدْﯾﺲ‬

‫ﺳﻤﻴــــــــــﺮ أﺑﻴــــــــــــﺶ��ص‪١٥‬‬

‫د‪.‬ﻣﻮﻟﻮد ﻋﻮﯾﻤﺮ ص‪٠٤‬‬

‫اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻔﻜﺮا ﻛﺒﻴﺮا اﺷﺘﻐﻞ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫وﻋﺎﻟﺠﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻠﻤﻲ دﻗﻴﻖ وﺗﺤﻠﻴﻞ‬

‫ﻋﻤﻴﻖ‬

‫ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻋﻮﳝﺮ ﻋﻦ ‪:‬‬ ‫א ¯א‬
‫א‬
‫ص‪04‬‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‪ 2018‬م‬
‫اﳌﻮاﻓﻖ ﻟــــ ﻣﺤﺮم‪1439‬هـ‬

‫ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ‪:‬‬ ‫رﺋ�ﺲ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ‬
‫ﻋﻨ��رﻣﻀﺎ�ﻲ‬
‫‪-‬ﻋﺒﺪ�ا��ﻤﻴﺪ�ﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�وﺟﻤﻌﻴﺔ�اﻟﻌﻠﻤﺎء رؤوف�ﺑﻦ�ا��ﻮدي ‪09 .........................................‬‬ ‫ﻧﺎﺋﺐ�رﺋ�ﺲ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ‬
‫‪-‬اﻟﺜﻮرة�ا��ﻘﺔ�أﺑﻮ�ﻋﺒﺪ�اﻟﺮﺣﻤﻦ�ا��ﺒﺎري‪12 ......................................................................‬‬ ‫ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ�ﻟﺰﻋﺮ‬
‫‪-‬اﻻﺻﻄﻔﺎء اﻹﻟ��������ﺼﻴﺔ�ﻋﺒﺪ�ا��ﻤﻴﺪ�ﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�ﺳﻤ���أﺑ�ﺶ ‪15 .................................‬‬ ‫هﻴﺌﺔ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ‬
‫‪-‬ﻣﺠﺘﻤﻊ�اﻟﻄهﺮ�واﻟﻌﻔﺎف����ﻓﻜﺮ�اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�وﻛﺘﺎﺑﺎﺗﮫ�ﺳﻤ���ﺳﻤﺮاد ‪18 ...................................‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ�ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮزون‬
‫‪-‬اﻟﺘﺪاوﻟﻴﺔ�و�ﻼﻏﺔ�ا��ﻄﺎب����ﻗﺼﻴﺪة ) ﺷﻌﺐ�ا��ﺰاﺋﺮ�ﻣﺴﻠﻢ ( د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ�ﻣﺪور ‪21 .................‬‬ ‫ﻋﻨ���رﻣﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ�ﻲ‬
‫ﺟﺎﺑﺮي�ﺳﺎرة‬
‫ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ‪:‬‬ ‫هﻴﺌﺔ�اﳌﺮاﻗﺒﺔ‬
‫ا��ﺒ�ﺐ�ﻋﺒﻴﺪات‬
‫‪-‬اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�ﺷهﺮزاد�ﻣﺪﻳﻠﺔ ‪28 ........................................................................................‬‬ ‫ﺟهﻴﺪة�ﺑﻦ�ﻋ����‬
‫‪-‬إﻟﻴﻚ�اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�ز�ﺪ�اﻟﻄهﺮاوي ‪28 .................................................................................‬‬ ‫ﺷﻴﻤﺎء اﻟﻌﺎﺑﺪ‬
‫‪-‬ﺟﺰاﺋﺮ�أﺣﻤﺪ���ﻨﺎس ‪29 ..................................................................................................‬‬ ‫ﻓﺎﻃﻤﺔ�اﻟﺰهﺮاء ﺑﻄﻮش‬
‫‪-‬ﻣﺎ�ﻗﺼﺮ�اﺑﻦ�اﻟﻜﺮام�ﺑﻮ�ﻜﺮ�ﺑﻦ�ﺳﺒﻊ ‪29 .............................................................................‬‬
‫@ﺗﺼﻤﻴﻢ‪ :‬ﻋﻨ���رﻣﻀﺎ�ﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺼﺺ‪:‬‬
‫ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﳌﺠﻠﺔ‬
‫‪-‬ﻋﻘﺪة�ﺳﻌﺎد�ر�ﻴﻌﺔ�ﺑﺮ�ﺎق ‪33 ..........................................................................................‬‬
‫‪-‬إﻟﻴﻚ�أ��ﺎ�اﻟﻘ���ﺻﻼح�اﳌ�ﺎوي ‪35 ....................................................................................‬‬ ‫أن�ﻳ�ﻮن�اﳌﻮﺿﻮع�ﺿﻤﻦ�أﺣﺪ�أر�ﺎن�ا��ﻠﺔ‬
‫‪-‬ﻣﻘﺎﻻت�زﻣﻦ�ا��ﺮب�ﺣﻨﺎن�ﺻﺎدق ‪37 ..............................................................................‬‬ ‫ﺗﻮ���اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ����اﻟﻄﺮح�ﻣﻊ�ﺳﻼﻣﺔ�اﻟﻠﻐﺔ‬
‫‪-‬وﻟﻴﺪ�اﻟﺒﻄﻞ�ﺟهﻴﺪة�ﺑﻦ�ﻋ���� ‪39 ...................................................................................‬‬ ‫ﺗ�ﻮن�اﳌﻘﺎﻻت�هﺎدﻓﺔ�وﻻ�ﺗﺘﺠﺎوز�ﺧﻤﺲ�ﺻﻔﺤﺎت‬
‫‪-‬ﻧ��ك�اﻟﻨﺠﺎة�ﻓﺎﻃﻤﺔ�اﻟﺰهﺮاء ﺑﻄﻮش ‪41 ...........................................................................‬‬ ‫واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ�اﻟﺸﻌﺮ�ﺔ�ﻣﻦ ‪ 7‬أﺑﻴﺎت�إ�� ‪ 30‬ﺑ�ﺖ‬

‫ﺍﳌﻘﺎﻣﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﺇﻋــــــﻼﻥ ﻫﺎﻡ‬
‫ﺗﺮﻗﺒﻮا����اﻟﻌﺪد�ا��ﺎﻣﺲ�ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫‪-‬اﳌﻘﺎﻣﺔ�اﻟﺒﺎد�ﺴﻴﺔ�ﻋ�����ﻋﺰوق ‪43 ................................................................................‬‬ ‫‪@Ú‘ibèfl‬‬
‫‪-‬ﻣﻘﺎﻣﺔ�اﻷﺣﻮال�أﺳﺎﻣﺔ�ﺣﺴ�ن�ﺣﺎﻣﺪ ‪45 ..........................................................................‬‬
‫‪-‬اﳌﻘﺎﻣﺔ�اﳌﺪرﺳﻴﺔ�ﺻﻼح�اﳌ�ﺎوي ‪46 .................................................................................‬‬ ‫‪ÚÌã»ì€a@Úöäb»æa@Â� œ‬‬
‫‪-‬اﳌﻘﺎﻣﺔ�ا��ﺴﻴ�ﻴﺔ�ﻣﺤﻤﻮد�اﻟﻌ�ﺴﻮي‪48 ..........................................................................‬‬
‫ﻟﺜﻼﺛ�ن�ﺑ»�هﺖ�ﻞﻣ�ﻏﻦﺎ�دﻣر�ﻌاﻠﻟﻘﺸﺔ�ﻌﻋﺮاﻨ�ء�ةﻣ�ﺑﻦ�ﻦﻣ��ﺷ� ﱠدﺪامد«�اﻟﻌ����‬

‫إﻳﻤﻴﻞ�ا��ﻠﺔ‬
‫‪[email protected]‬‬

‫***‬

‫א ¯א‬
‫א‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ أوت‪ 2018‬م‬
‫اﳌﻮاﻓﻖ ﻟــــ ذو اﳊ�ﺔ‪1439‬ﻫـ‬

‫دأﺑﺖ�ﻣﺠﻠﺔ�اﻟﺴﺮاج�ﻋ���اﻟﻌﻤﻞ�ﺑﺠهﺪ�وإﺧﻼص‪ ،‬ﻣﺤﺘﺬﻳﺔ����ذﻟﻚ��ﻠﮫ��ﺴ��‬
‫اﻳﻟﺮ ِﻌّﻠ�ﻤ�ﺎ�ءﻋاﻘﻴﻷﻋﺪﺗﻼﻨﺎم�‪،‬هراﺬﻩﺟ�ﻴهﺔﻮ��ﺗإﻓﺤﺮﻘاﻴدهﻖﺎ��ر�ﻌﺳﺎﺪﻟ�د��ﺎأ��و��ﻣ�ﻠﺑﺚﻒ��اﻟﺧﺜﺎﻘﺎﻓص‪،‬ﺔ�ﻧواﺠﻷﻌدﻠﮫ�ب�ﻣاﻟﻄﻴ�ﺔ��ﻷﻴﻋﺢ‪.‬ﺪاودإ�ﻧأﻤﺎﺧ�ﺮﻣىﻤﺎ‪،‬‬
‫إن��ﺴﺄ�ﷲ����ﻋﻤﺮ�اﻟﺴﺮاج‪ ،‬ﻟﺘ�ﻮن�ﻧﻘﻠﺔ�ﻧﻮﻋﻴﺔ�ﺗﺠﻌﻞ�ﻣﻦ�ا��ﻠﺔ�أﻛ���ﺛﺮاء وإﻣﺘﺎﻋﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺧﺘﺎرت� ﻣﺠﻠﺔ ”اﻟﺴﺮاج“ ��� هﺬا� اﻟﻌﺪد� ا��ﺪﻳﺚ� ﻋﻦ� ��ﺼﻴﺔ� ﺑﺎرزة‪ ،‬وﻗﺎﻣﺔ‬
‫ﻋﻈﻴﻤﺔ�ﻣﻦ�ﻗﺎﻣﺎت�وﻃﻨﻨﺎ�اﻟﻌﺰ�ﺰ�أﻻ�وهﻮ ”اﻟﺸﻴﺦ�اﻟﻌﻼﻣﺔ�ﻋﺒﺪ�ا��ﻤﻴﺪ�ﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ“‬
‫رﻋ�ﺣ�ﻤ�أﮫ�ﺻﻮﷲل‪�،‬ﻣهﺘ�ﺬﻨﻩ�ﺔا‪،‬ﻟ وأ��ﺳﺼﺲﻴ�ﺔﻓ�اﺬﻟة�‪��،‬ﺗﺳﺤﻌﻘﻖﺖ��ﻟﺑه�ﺎ�اﻞﻟ�ﻐﻏﺎﺎﻳﺎل�وتﻧ�اﻔﻟ����ﺲﻳ�ﻟﻄﺒﻠﻨ�ﺎ�ءﺎ����ﻞ�ﻀﺷﺔ�ﻌﺟﺐﺰا�ﺋأ�ﺮّ�ﻲﺔ‪�،‬ﺗﻳﻘﺮوﻮمم‬

‫ا��ﺮ�ﺔ�واﻷﻣﺎن‪.‬‬
‫وﻟﻢ�ﺗﻜﻦ�رﺳﺎﻟﺔ�اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�هﺬﻩ�ﻋﺒﺜﺎ�ﻣﻦ�اﻟﻘﻮل�أو�ﺳﻘﻄﺎ�ﻣﻦ�اﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﺑﻞ��ﺎﻧﺖ‬
‫ﻋﻤﻼ�ﻗﻮ�ﻤﺎ‪ ،‬ودﻋﻮة���ﻴﺤﺔ�راﻓﻘ��ﺎ�ﺗ��ﻴﺎت�ﺟﺴﺎم‪ ،‬وﺧﻄﺔ�ﻣﺘ�ﻨﺔ‪ ،‬ﺿﺮ�ﺖ�ﻟﻨﺎ‬

‫أروع�اﻷﻣﺜﻠﺔ����ﺑﻨﺎء ﺻﺮح�اﻷﻣﻢ�واﻷﺟﻴﺎل�وﺧﺪﻣﺔ�اﻟﻮﻃﻦ‪.‬‬
‫ﻟﺬا��ﺎن�ﻣﻦ�اﳌهﻢ�أن��ﺴﻠﻂ�اﻟﻀﻮء أﻛ���ﻋ���هﺬﻩ�اﻟ��ﺼﻴﺔ�اﻟﻔﺬة�ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻨﺎ‬
‫ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر�واﳌﺆرخ�ا��ﺰاﺋﺮي ”ﻣﻮﻟﻮد�ﻋﻮ�ﻤﺮ“ ���رﻛﻦ�ا��ﻮارات‪ ،‬اﻟﺬي�ﻛﺸﻒ�ﻟﻨﺎ‬
‫ﺧﺒﺎﻳﺎ�ﻛﺜ��ة�ﻋﻦ�هﺬا�اﻟﻌﻠﻢ�ا��ﻠﻴﻞ‪ ،‬و��ﺼ�ﺘﮫ�اﻟﻔﺮ�ﺪة�واﻟ��ﻴﺒﺔ�ﺑﺎ��ﺪﻳﺚ�ﻋﻦ‬

‫ﺳ��ﺗﮫ�وأهﻢ�أﻋﻤﺎﻟﮫ�اﻟ���ﻛﺮﺳهﺎ�ﺧﺪﻣﺔ�ﻟ��ﺰاﺋﺮ�وا��ﺰاﺋﺮ��ن‪.‬‬
‫ﻋ���أن�ﺧﻄﺔ�ا��ﻠﺔ�ﺳﻮف�ﺗﺘﻐ���ﺑﺪءا�ﻣﻦ�اﻟﻌﺪد�اﻟﻘﺎدم�ﺑﺤﻮل�ﷲ‪،‬ﺣ���ﺗﻮاﻛﺐ‬
‫ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻨﺎ�اﻟ���ﻧﺮﺟﻮ�ﻣﻦ�ﺧﻼﻟهﺎ�أن�ﺗ�ﻮن�ﻣﺠﻠﺔ�اﻟﺴﺮاج�ﻣﻨﺎرة�ﻃﻴﺒﺔ�ﻟ�ﺸﺮ�اﻷدب‬

‫واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ�وﺳﻂ�اﳌهﺘﻤ�ن�ﻋ���اﻟﻮﺟﮫ�اﻟﺬي�ﻳ�ﻮن�ﺧﺎدﻣﺎ�ﻟﺮﺳﺎﻟ��ﺎ‪.‬‬
‫رﺋ�ﺲ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ‪ :‬ﻋﻨ���رﻣﻀﺎ�ﻲ‬

‫حوار مع الدكتور‬

‫مولود عويمر‬

‫عبد العحنمايلدعلبامنةب‪:‬اديس‬

‫حاوره ‪ /‬عنتر رمضاني‬

‫ضيفنا لهذا العدد من مواليد ‪ 30‬جوان ‪ 1968‬ببوغني ولاية تيزي وزو ‪ /‬الجزائر‪.‬‬
‫متحصل على شهادة بكالوريا الآداب الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،1987‬وشهادة ليسانس في التاريخ من جامعة الجزائر‪ ،‬جوان ‪1991‬‬
‫ثـم شـهادة الماجسـتير فـي التاريـخ المعاصـر مـن جامعـة بواتييـه‪ ،‬سـبتمبر ‪ .1993‬دبلـوم الدراسـات المعمقـة فـي التاريـخ المعاصـر مـن‬

‫جامعـة بواتييـه‪ ،‬جـوان ‪.1994‬‬
‫ثم شهادة دكتوراه في التاريخ المعاصر من جامعة باريس‪ ،‬أفريل ‪.1998‬‬
‫شـغل منصـب أسـتاذ للحضـارة والتاريـخ فـي المعهـد الأوروبـي للعلـوم الإنسـانية بباريـس (‪ 2001‬و ‪ .)2004‬وباحـث متعـاون مـع المعهـد‬
‫العالمـي للفكـر الإسـامي (‪ .)2004-2001‬كمـا أنـه عضـو مؤسـس لجمعيـة العلمـاء الاجتماعيين المسـلمين بفرنسـا (‪.)2002‬‬
‫أشـرف علـى عـدة رسـائل الدكتـوراه والماجسـتير‪ .‬لـه مؤلفـات عديـدة فـي التاريـخ والسـير وغيرهـا‪ ،‬منهـا‪ :‬تـراث الحركـة الإصلاحيـة‬
‫الجزائريـة (‪ 3‬مجلـدات)‪ .‬مالـك بـن نبـي حياتـه وآثـاره‪ ،‬عبـد الحميـد بـن باديـس‪ ..‬مسـار وأفـكار (ط ‪.)2‬شـخصيات وذكريـات (ط ‪ .)2‬مقاربـات‬
‫فـي الاستشـراق والاسـتغراب (ط ‪ ،)2‬العلمـاء الأخـاء‪ ،‬السـجالات الفكريـة فـي الجزائـر (‪.)1956-1936‬‬

‫إاكلذننكتنسـأختاحأالنوحلدسيأخثـنبةأ‪-‬خأججطـسيزاددءبميـع‪-‬نفايضل ُاذكللمتـكشبااللهأزعدميـاأدونأقاقلّلراذءدتبيهـالعفـميتضالاخألتمورقوـعااقفتياهفلباألخعرارد آى‪.‬سلابخلةت‬ ‫مجلـة السـراج ترحـب بحضـرة البروفيسـور مولـود عويمـر‪،‬‬
‫فـي الذهن‪.‬‬ ‫أسـتاذ تاريـخ الفكـرالمعاصـربجامعـة الجزائـر ‪ .2‬تسـعد بالحـوارمعـك‬
‫لنسـلط الأضـواء علـى مسـارك العلمـي‪ ،‬ونتحـدث كذلـك عـن كتاباتـك‬
‫وأذكرلك على سبيل المثال أنني قرأت بنهم كتابا عن الشاعرالبريطاني‬ ‫القيمة حول شخصية هذا العدد‪ ،‬وهوالعلامة عبد الحميد بن باديس‬
‫وليـام شكسـبير (‪ )1564-1616‬فـي سلسـلة «عباقـرة خالـدون»‪ ،‬ثـم‬ ‫رحمـه الله‪ .‬فشـكرا لـك علـى تلبيـة دعوتنـا‪ ،‬ودمـت ذخـرا للوطـن‪ ،‬وللعلـم‬
‫نسـخته بيـدي فـي كـراس مدر�سـي‪ .‬كمـا حاولـت تمثيـل صـورة ملحقـة‬
‫بالنـص‪ ،‬كلمـا تجولـت فـي الغابـة المحيطـة بمدينتـي الصغيـرة؛ فكنـت‬ ‫والمعرفـة‪.‬‬
‫أجلـس تحـت الشـجرة مثـل شكسـبير‪ ،‬وأردد بعـض أقوالـه التـي حفظتهـا‬
‫مـن الكتـاب‪ ،‬وعينـاي متجهتـان نحـوالجبـل الشـامخ الـذي يخفـي وراءه‬ ‫‪ -‬بروفيسـور مولـود عويمـر‪ ،‬الناظـر في سـيرتك‬
‫العامـرة ‪ ،‬يـرى أنـك بذلـت جهـدا كبيــرا فـي‬
‫عوالـم مجهولـة كنـت أتطلـع دائمـا إلـى اكتشـافها‪.‬‬ ‫دراسـة التاريـخ المعاصـر وإحيـاء التـراث الفكـري‬
‫هكذا توّلد حب التاريخ عندي‪ ،‬ونمى هذا العشق بعد ذلك بفضل‬ ‫الإســامي والإنســاني‪ .‬فلــو تكلمنــا عــن بداياتــك‬
‫القـراءات فـي المجـات والمطالعـات فـي الكتـب ومشـاهدة المسلسـات‬
‫واهتماماتـك فـي هـذا المجـال؟‬
‫والأفـام التاريخيـة‪.‬‬ ‫لا أسـتطيع أن أحـ ّدد بالضبـط اللحظـة الحاسـمة التـي قـررت فيهـا‬
‫أن أصبح مؤرخا‪ .‬كل ما أستطيع أن أقوله لك الآن هوأنني كنت مولعا‬
‫‪ -‬لـو تحدثنـا بروفيسـور عـن جملـة مـن أكثـر‬ ‫بقـراءة سـيرالعظمـاء وأنـا طفـل لا يتجـاوز عمـره اثنـي عشـرسـنة‪ .‬وقـد‬
‫المصاعـب التـي لاقتـك أثنـاء بحوثـك فـي تاريخ‬ ‫وجـدت فـي مكتبـة المدرسـة المتوسـطة مـا أشـبع رغباتـي وأروى عط�شـي‬
‫فـي هـذا المجـال‪ .‬فقـرأت كل السلاسـل التربويـة المعروفـة آنـذاك والكتـب‬
‫الجزائـر أو فـي التـراث عمومـا؟‬ ‫الموجهـة للأطفـال والشـباب حـول الأعـام والمشـاهير سـواء كانـوا مـن‬

‫لا شـك أن البحـث فـي التاريـخ فيـه متعـة اكتشـاف المجهـول‪ ،‬ولـذة‬ ‫العـرب والمسـلمين أوكانـوا مـن المنتسـبين إلـى الثقافـات الأخـرى‪.‬‬
‫قـراءة الوثائـق المغمـورة والمخطوطـات‪ ،‬وفـرص السـفر عبـر العصـور‬
‫ولـم تكـن مطالعاتـي تتوقـف عنـد نهايـة الصفحـة الأخيـرة للكتـاب‪،‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪041440‬‬

‫الفكـري بيـن النخبـة الإصلاحيـة فـي المغـرب العربـي» إلـى إسـهامات‬ ‫والقـارات بـدون دفـع ثمـن التذكـرة أوالاصطفـاف فـي طوابيـرطويلـة أمـام‬
‫الجزائريين في الحياة الفكرية في المغرب وتونس وليبيا‪ ،‬وانعكاساتها على‬ ‫القنصليـات للحصـول علـى التأشـيرة‪.‬‬

‫الحـركات الوطنيـة المغاربيـة‪.‬‬ ‫غيـرأن هـذه الصـورة الجميلـة تخفـي وراءهـا متاعـب الباحـث فـي‬
‫دهاليـزالمكتبـات أومراكـزالوثائـق التـي تحتـاج إلـى الصبـرعلـى المتاعـب‪،‬‬
‫وعالجـت فـي كتابـي «الفكـرالإصلاحـي المعاصـروقضايـا التنويـر»‬ ‫والتحكم في طرق البحث واستعمال الأدوات العلمية بالشكل المناسب‬
‫ريـادة بعـض العلمـاء الجزائرييـن فـي تنـاول موضوعـات التقـدم وأفـكار‬ ‫حتـى لا يقـع الباحـث فـي فـخ الوثائـق التـي تكـون ربمـا مـزّورة أوناقصـة‪،‬‬
‫لنهضـة قبـل العديـد مـن العلمـاء المسـلمين المشـهورين فـي القـرن التاسـع‬ ‫وتكون بالتالي كل المعلومات المنبثقة منها خاطئة أوغيركاملة‪ ،‬ولاتصلح‬
‫عشـروبدايـات القـرن العشـرين‪ .‬وبينـت كذلـك فـي كتابـي «مالـك بـن نبـي‬
‫رجل الحضارة» مدى انتشارالفكرالبنابي في العالم العربي والإسلامي‪،‬‬ ‫للاسـتدلال والاسـتنتاج حتـى لا يظلـم النـاس بغيـرحـق‪.‬‬
‫واهتمـام نخبـه بأعمالـه ودراسـة أفـكاره النهضويـة وتطبيـق بعضهـا فـي‬
‫فالمـؤرخ هـوباسـتمرارتحـت المجهـر‪ ،‬لا يسـأل فقـط عـن مصـادره‬
‫مشـاريعها التنمويـة‪.‬‬ ‫بـل يسـأل قبـل ذلـك عـن صحتهـا وقوتهـا‪ .‬فـا يتمتـع بحريـة الروائـي أو‬
‫الأديـب الـذي يطـرح مـا يشـاء مـن أحـداث وآراء ومواقـف دون الحاجـة‬
‫وهنـاك إسـهامات كثيـرة أخـرى للعقـل الجزائـري فـي الحضـارة المعاصـرة‬ ‫إلى الاستدلال وذكرالمصادرلأن المطلوب منه هوجمالية النص ولايهم‬
‫سواء في العالم العربي أوفي العالم الغربي فصلت الحديث عنها في كتبي‬ ‫أن يكـون مصـدرمعلوماتـه التاريـخ أوالخيـال أوالواقـع‪ .‬فالمـؤرخ مربـوط‬

‫الأخرى‪.‬‬ ‫دائمـا بالوثيقـة الصحيحـة‪ ،‬فبدونهـا يتعطـل عملـه‪ .‬وكـم مـن‬
‫أعمـال تعطلـت لمـا وجـد المـؤرخ أبـواب مراكـزألأرشـيف‬
‫‪ -‬تعرضــت للكثيـــر مــن الشــخصيات‬ ‫أو أرشـيف العائـات أو الشـهادات الشـفوية أبوابـا‬
‫التاريخيــة‪ ،‬وتناولتهــا بالدراســة‬ ‫موصـدة‪ .‬لا ريـب أنـه يسـتطيع أن يكتفـي بالوثائـق‬
‫والبحـث‪ ،‬فمـا هـي الشـخصية التـي‬ ‫الموجـودة أويوظـف قليـا خيالـه لكـن هـذا الأمـر‬
‫تركـت أثـرا عميقـا فـي نفسـك‬ ‫غيـرمتـاح دائمـا خاصـة فيمـا يتعلـق بالقضايـا‬
‫الحساسـة‪.‬‬
‫دون غيرهــا؟‬
‫ويبقـى أن أضيـف فـي النهايـة أن المـؤرخ‬
‫لقـد كتبـت عـن المفكريـن العـرب والمؤرخيـن‬ ‫لايمكن له أن يبدع إلافي بيئة حرة تقدرقيمة‬
‫المسـلمين والمستشـرقين‪ ،‬وحاولـت فـي كل مـرة‬ ‫التاريـخ كتـراث مشـترك بسـيئاته وحسـناته‪،‬‬
‫أن أقـدم ترجمـة مختصـرة لـكل علـم‪ ،‬وكـذاك‬ ‫وتناقـش بهـدوء انتصاراتـه وإخفاقاتـه‪ ،‬فالحريـة‬
‫عـرض أهـم نشـاطاته أو دراسـة مواقفـه أو‬
‫آرائـه أوأفـكاره حسـب طبيعـة كل شـخصية‪.‬‬ ‫هـي أسـاس الإبـداع فـي كل �شـيء‪.‬‬

‫وفي غالب الأحيان اختـرت الشخصيات التي‬ ‫‪ -‬لقـد نشـرت كتبـا وبحوثـا كثيـرة‬
‫أكتـب عنهـا لقناعتـي بإسـهاماتها فـي تطـور الإنسـانية‬ ‫فـي تاريـخ الجزائـر‪ .‬مـا هـي أبـرز القضايا‬
‫وخدمة العلم‪ .‬كما أنني كتبت عن بعض الأعلام بطلب‬
‫من بعض المجلات لتنشركدراسات في الأعداد الخاصة أومن‬ ‫التـي تناولتهـا أعمالـك؟‬
‫طـرف الجامعـات أوالجمعيـات لتقـدم علـى شـكل محاضـرات فـي ندواتهـا‬
‫التاريخ يشهد على إسهام الإنسان الجزائري في الحضارة الإنسانية‬
‫التاريخية أومؤتمراتها العلمية‪.‬‬ ‫التي كانت في تط ّور مستمربفضل تراكمات أعمال الإنسان وهويستغل‬
‫ثروات الكون للتغلب على كل التحديات التي تعيق حياته وتهدد وجوده‪.‬‬
‫وحقيقـة‪ ،‬عشـت قرابـة عشـرين سـنة وأنـا أكتـب عـن الأعـام‬ ‫وقـد توجـت كل هـذه الجهـود عبـرالعصـور ببنـاء حضـارة متن ّوعـة راقيـة‪.‬‬
‫مـن الشـرق والغـرب‪ ،‬ولاشـك أننـي تأثـرت بأفـكارعديـدة‪ ،‬واسـتفدت مـن‬ ‫وقـد درسـت فـي بحوثـي وكتبـي بعـض هـذه الأعمـال فـي الفتـرة المعاصـرة‪،‬‬
‫تجـارب مختلفـة‪ ،‬واكتشـفت عوالـم فكريـة وحضاريـة متنوعـة‪ .‬وربمـا‬ ‫بحكـم التخصـص وليـس انتقاصـا مـن قيمـة الفتـرات الأخـرى القديمـة‬
‫تظهـرهـذه التأثيـرات فـي طرحـي الفكـري أوفـي أسـلوب كتابتـي أوفـي طريقـة‬
‫كلامي‪ .... ،‬يلحظها الناس بينما أعجزأنا عن إدراكها‪ .‬لكن‪ ،‬ما أدركه هو‬ ‫والحديثة‪.‬‬
‫أننـي معجـب بالعديـد مـن العظمـاء بغـض النظـرعـن التخصـص العلمـي‬
‫وخلافا لما هومعروف‪ ،‬فإن تأثيرات الجزائرفي العالم العربي والإسلامي‬
‫لـكل واحـد منهـم‪ ،‬أواعتقـاده الدينـي أوانتمائـه الثقافـي‪.‬‬ ‫لا تقـل عمقـا وامتـدادا عـن التأثيـرات المشـرقية فـي الجزائـروذلـك فـي كل‬
‫المجـالات‪ .‬فقـد بينـ ُت علـى سـبيل المثـال فـي كتابـي « العلاقـات الثقافيـة‬
‫ومصـدرالإعجـاب هـوبالدرجـة الأولـى تلـك القيـم السـامية التـي آمنـت‬ ‫بيـن الجزائـروالمشـرق العربـي فـي القـرن العشـرين» دور الجزائرييـن فـي‬
‫بهـا الشـخصية المدروسـة وناضلـت مـن أجـل تحقيقهـا علـى أرض الواقـع‪.‬‬ ‫الحيـاة الثقافيـة فـي المشـرق العربـي‪ .‬كمـا تطرقـت فـي كتابـي «التواصـل‬
‫ويأتـي بعـد ذلـك الإبـداع الفكـري والتجديـد العلمـي والتأثيـرالثقافـي‪ .‬وكل‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪05 1440‬‬

‫لاشـك أ‪ ،‬العامـل الأول هـوتلـك القـدرات العقليـة التـي وهبهـا الله لـه مـن‬ ‫الذين كتبت عنهم تو ّفرت فيهم هذه المواصفات بدرجات متفاوتة‪ ،‬وهي‬
‫الـذكاء والذاكـرة والنباهـة‪ .‬وقـد ظهـرت علامـات نبوغـه مبكـرا إذ تفـ ّوق‬ ‫كلهـا جديـرة بالاسـتلهام منهـا فـي جوانـب مختلفـة مـن الحيـاة‪.‬‬
‫علـى كل دفعتـه مـن طلبـة جامعـة الزيتونـة‪ ،‬وحصـل علـى المرتبـة الأولـى‪.‬‬
‫‪ -‬الحديــث عــن ابــن باديــس ممتــع حقــا‪ ،‬كيــف‬
‫وقـد تفجـرت هـذه المواهـب بفضـل تأثـره بمجموعـة مـن الأسـاتذة‬ ‫لا ونحــن نتكلــم عــن الهمــة العاليــة‪ ،‬والتضحيــة‬
‫المصلحيـن كالشـيخ حمـدان الوني�سـي فـي قسـنطينة‪ ،‬والشـيخ محمـد‬ ‫المجيــدة‪ ،‬والنبــوغ العلمــي والأدبــي‪ ،‬فمــا الــذي‬
‫الطاهربن عاشور والشيخ محمد النخلي والشيخ محمد الخضرحسين‬ ‫يمثلـه شـخص العلامـة ابـن باديـس فـي نظـرك؟‬

‫والأسـتاذ بشـيرصفـرفـي تونـس‪ ،‬والشـيخ حسـين المدنـي فـي الحجـاز‪.‬‬ ‫تـراءى لـي فـي بدايـات دراسـتي أن الشـيخ عبـد الحميـد بـن باديـس‬
‫هـومعلـم‪ ،‬هاجسـه محـوالأميـة وتعليـم أبنـاء الجزائـرأبجديـات اللغـة‬
‫كما كان لوالده دور آخروهوتوفيركل الأسباب المادية ليتفرغ ابنه‬ ‫العربية ومختارات من آدابها‪ .‬ثم اعتقدت بعد ذلك أن ابن باديس عالم‬
‫للتحصيل العلمي ثم كان له عونا في الدعوة في بدايات عمله الإصلاحي‪.‬‬ ‫مهمـوم بتلقيـن مبـادئ الإسـام وبعـض العلـوم الشـرعية لتلاميـذه ورواد‬
‫ولا نن�سـى نقطـة أخـرى وهـي المطالعـة المسـتمرة التـي تح ّسـن الأسـلوب‬
‫وترفـع المسـتوى الفكـري وتغـذي بالمعـارف‪ ،‬وتجـ ّدد الرؤيـة وتزيـد فـي‬ ‫مسـاجده ومجالسـه‪ ،‬والإفتـاء للسـائلين فـي قضايـا الديـن‪.‬‬
‫غيـرأن قراءات كثيرة لتـراث ابن باديس وما كتب عنه غ ّيرت رأيي‪،‬‬
‫الحكمـة‪.‬‬ ‫وأقنعتنـي أنـه يختلـف عـن كثيـرمـن المعلميـن الأخيـاروالعلمـاء الكبـار‪،‬‬
‫والـذي ي ّطلـع علـى مكتبـة الشـيخ ابـن باديـس العامـرة أويقـرأ كتاباتـه‬ ‫فقد كان مفكرا كبيرا اشـتغل بقضايا إنسـانية‪ ،‬وعالجها بأسـلوب علمي‬
‫يلحـظ بـدون مشـقة تنـوع قراءاتـه وغـزارة معلوماتـه‪ ،‬وكثـرة مصـادره‪،‬‬ ‫دقيـق وتحليـل عميـق لـم أقـرأ مثلـه إلا فـي كتابـات النوابـغ مـن الشـرق‬
‫وتعـدد اهتماماتـه إذ لـم تكـن شـرعية فقـط وإنمـا كانـت أيضـا أدبيـة‬
‫والغـرب الذيـن انبهـرت بهـم‪ ،‬وتعلقـت بأفكارهـم‪.‬‬
‫وتاريخيـة وسياسـية‪.‬‬ ‫الشـيخ عبـد الحميـد بـن باديـس ج ّسـد قيمـا كثيـرة فـي حياتـه‬
‫الشـخصية والعامـة‪ .‬ولـن تجـد تناقضـا بيـن مـا يؤمـن بـه مـن مبـادئ ومـا‬
‫‪ -‬علـى مـاذا قامـت سياسـة ابـن باديـس فـي رئاسـة‬ ‫يطرحه من أفكاروبين ما يتخذه من مواقف وما يعيشه في واقع الناس‪.‬‬
‫ا لجمعية ؟‬ ‫كان بورجوازيـا لكنـه تنـازل طوعـا عـن طبقتـه الاجتماعيـة ليعيـش حيـاة‬
‫بسيطة مع المستضعفين وطلبته الفقراء‪ ،‬وينفق كل ما يملك من المال‬
‫ركزالشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله على التعليم والتربية‪.‬‬
‫وكان شغله الشاغل بعد عودته من تونس والحجازهوإصلاح العقيدة‬ ‫فـي خدمـة مشـروعه الإصلاحـي‪.‬‬
‫ومحاربـة الجهـل وإحيـاء القيـم السـامية عـن طريـق تعليـم النـشء ذكـورا‬
‫وإناثـا‪ .‬فقـد رفـع شـعارالتعليـم أسـاس الإصـاح‪ .‬واسـتمرابـن باديـس فـي‬ ‫لقـد سـافرإلـى فرنسـا فـي عـام ‪ 1936‬ولكـن قلبـه بقـي معلقـا بمدرسـة‬
‫التربيـة والتعليـم وجامـع الأخضـربقسـنطينة‪ ،‬فقـد كان يفكـرفـي ديـون‬
‫التعليم في مسـجد سـيدي قموش وجامع الأخضربقسـنطينة‪.‬‬ ‫صنـدوق الطلبـة‪ ،‬وهـو جالـس فـي الباخـرة التـي نقلتـه مـن الجزائـرإلـى‬

‫عندمـا تأسسـت جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن فـي ‪ 5‬مـاي‬ ‫مرسـيليا‪.‬‬
‫‪1‬هـ‪3‬ذ‪9‬ه ا‪،1‬لجوامعصـيـلة‪،‬ابـوتنفبُاقـدديـ ُشـسعبعهاملـعهبـارلاتلتعـلرايمـبيالوالجتزاربئــوريي‪.‬رأغـمـامأأهـعبـمااءلتأعسـمـيايلر‬
‫التي أنجزها ابن باديس مع إخوانه من العلماء فهي تتمثل فتح المدارس‬ ‫وكان أيضـا يعمـل دون أجـربيـن ‪ 16‬و‪ 20‬سـاعة فـي اليـوم متفرغـا‬
‫الحـرة‪ ،‬وإنشـاء النـوادي الإصلاحيـة فـي القطـر الجزائـري وفـي فرنسـا‪،‬‬ ‫للتعليـم‪ ،‬ومتابعـة أعمـال جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن‪،‬‬
‫وإصـدار ‪ 4‬جرائـد متتاليـة‪ ،‬وهـي‪« :‬السـنة»‪ ،‬و»الشـريعة»‪ ،‬و»الصـراط»‬ ‫وإلقـاء الـدروس‪ ،‬والمحاضـرات عبـرالتـراب الجزائـري الفسـيح‪ ،‬والكتابـة‬
‫والإشراف على إصدارمجلة «الشهاب»‪ .‬لذلك لم يقدرجسمه النحيف‬
‫ثـم «البصائـر»‪.‬‬ ‫علـى تح ّمـل ثقـل هـذا العـبء المسـتمر فـي بيئـة معاديـة يهيمـن عليهـا‬
‫الاسـتعماروأذنابـه‪ ،‬وكان هـذا الإرهـاق المضاعـف سـببا فـي موتـه المبكـر‪،‬‬
‫‪ -‬عمـد ابـن باديـس إلـى إنشـاء النـوادي الأدبيـة‪،‬‬ ‫وهوفي أوج عطائه‪ .‬وكان قادرا أيضا أن يهاجرإلى المشرق العربي ويعيش‬
‫والمجـات الثقافيـة والأدبيـة‪ ،‬كيـف أسـهمت فـي‬ ‫هناك معززا ومكرما لكنه آثرتنويرعقول الجزائريين وكفاح الاستعمار‬

‫دفـع حركـة العلـم والثقافـة فـي الجزائـر؟‬ ‫فـي الجزائـرعلـى الراحـة فـي الشـام أوالحجـاز‪.‬‬

‫أسـس ابـن باديـس جريـدة «المنتقـد» فـي عـام ‪ 1925‬لكنهـا لـم تعمـر‬ ‫‪ -‬مـا هـي العوامـل التـي أهلـت ابـن باديـس لكـي‬
‫بسـبب تعطيلهـا مـن طـرف سـلطة الاحتـال التـي أوقفتهـا بعـد صـدور‬ ‫يصـل إلـى مـا وصـل إليـه؟ ومـا هـي الشـخصيات‬
‫عددها الثامن عشـر‪ .‬ولم يستسـلم ابن باديس لهذا التعطيل المجحف‬
‫فبـادربتأسـيس جريـدة أخـرى سـماها «الشـهاب» التـي اسـتطاعت أن‬ ‫التـي أثـرت فيـه؟‬
‫تقـاوم كل الضغوطـات الإداريـة وتتجـاوز العقبـات الماليـة بتحويلهـا مـن‬
‫جريدة أسبوعية إلى مجلة شهرية بداية من عام ‪ .1929‬وتعرضت أيضا‬ ‫هنالك عوامل متعددة صنعت شخصية الإمام عبد الحميد بن باديس‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪061440‬‬

‫الطاعنيـن بـه‪ ،‬فحبـذا كلمـة نوجههـا لهـؤلاء حتى‬ ‫صحـف جمعيـة العلمـاء للتعطيـل ولـم تسـلم منهـا إلاجريـدة «البصائـر»‬
‫يعرفـوا قـدر الرجـل وتلزمهـم الحجـة فـي هـذا؟‬ ‫التـي صـدرت فـي سـياق تاريخـي مختلـف فـي فرنسـا وانعكـس ذلـك علـى‬

‫الشـيخ عبـد الحميـد بـن باديـس هـوعنـوان الجديـة والتضحيـة‬ ‫مسـتعمرتها فـي الجزائـر‪.‬‬
‫والنزاهـة‪ .‬وهـي قيـم سـامية أصبحـت نـادرة فـي عالمنـا الراهـن‪ .‬كان ابـن‬
‫تعاريصخريـهةبكملحـمدادتةح‪،‬مولأ ّثـهرمن–هـمعوا‪-‬نفـيي‪،‬وتأقثائـربعالعأحديـدادةثخواالأصـشة فـخاي مصجـفايل اسليتانقاويـرت‬ ‫وكانـت «الشـهاب» للشـيخ ابـن باديـس و»البصائـر» لسـان حـال‬
‫والتحريـر‪ .‬ولا تـزال أثـاره مثمـرة إلـى يومنـا لأن خطابـه قـام علـى الحجـة‬ ‫جمعيـة العلمـاء منابـرللأقـام الحـرة التـي تدافـع عـن مق ّومـات الشـعب‬
‫والعلـم وحـب الوطـن‪ ،‬وكل �شـيء قـام علـى هـذه الأسـس سـيظل خالـدا فـي‬ ‫الجزائـري‪ ،‬وتنتقـد السياسـة الاسـتعمارية الفرنسـية‪ ،‬وتهاجـم أذنابهـا‬
‫الراضيـن بالخضـوع والهيمنـة الاسـتعمارية للحفـاظ علـى مصالحهـم‬
‫ذاكـرة شـعبه‪ ،‬وسـيبقى حيـا فـي حاضـرمجتمعـه‪.‬‬ ‫الخاصـة الض ّيقـة‪ .‬وهكـذا نشـأ جيـل كامـل أبـدع بكتاباتـه ونشـرأفـكاره‬

‫وإذا أراد البعـض أن يسـقط الحاضـرعلـى الما�ضـي ليقـرأ الوقائـع‬ ‫وصـرح بمواقفـه‪.‬‬
‫ليس كما وقعت لأسباب بينة وسياقات واضحة‪ ،‬ولكن ليقرأه كما يريد‬
‫هـوأن يقـع‪ ،‬فهـذا خلـل فـي المنهـج‪ ،‬فالتاريـخ ليـس روايـة أدبيـة أوسـيناريو‬ ‫حقـا‪ ،‬لقـد كانـت صحافـة ابـن باديـس وجمعيـة العلمـاء مدرسـة‬
‫تلفزيونـي أوسـينمائي نح ّملـه مـا لايطيـق لدوافـع إيديولوجيـة أولأسـباب‬ ‫فـي الإعـام الهـادف والبنـاء للمجتمـع الجزائـري والهـادم للمشـروع‬

‫فنيـة أولأغـراض تجاريـة‪...‬‬ ‫الاسـتعماري الفرن�سـي‪.‬‬

‫*** *** ***‬ ‫وكانـت النـوادي تقـوم بنفـس الـدور التوعـوي إذ كانـت تسـتقطب‬
‫الشـباب ليسـتمع إلـى الخطـاب الإصلاحـي فـي قوالـب متعـددة‪ :‬الأناشـيد‬

‫والمسـرحيات والمحاضـرات والدروس‪...‬الـخ‪.‬‬

‫‪ -‬ألفــت كتابــا حــول مســيرة ابــن باديــس‬
‫بعنــوان‪« :‬عبــد بــن باديــس مســار‬
‫وأفـكار»‪ .‬مـا هـي الجوانـب التـي‬
‫عالجتهــا فــي هــذا الكتــاب؟ ومــا‬
‫هــو الجديــد الــذي طرحتــه فيــه‬
‫عــن العلامــة رحمــه الله؟‬

‫لقـد صـدرالكتـاب فـي طبعتـه الأولـى فـي عـام‬
‫‪ ،2012‬وصـدرت طبعتـه الثانيـة المزّيـدة فـي عـام‬
‫‪ .2016‬لقـد رأيـت أن الكتابـات السـابقة التـي‬
‫تناولـت شـخصية عبـد الحميـد بـن باديـس ركـزت‬
‫علـى ترجمـة حياتـه واكتفـت بعـرض أعمالـه وآرائـه‬
‫ومواقفـه‪ .‬أمـا أفـكاره فلـم تـدرس بعمـق باسـتثناء‬
‫آرائـه المتعلقـة بالتربيـة وبعـض الجوانـب الشـرعية‬

‫والأدبيـة‪.‬‬

‫أمـا الجوانـب الفكريـة التـي تظهـرفيهـا لمسـات‬
‫تجديدية لهذا العالم فإنها مهملة تقريبا من الباحثين‪.‬‬
‫لذلك حرصت في كتابي على دراسة كتابات ابن باديس‬
‫فـي الموضوعـات الإنسـانية المعاصـرة‪ ،‬وقـد اختـرت‬
‫القضايـا التاليـة‪ :‬التاريـخ‪ ،‬والسياسـة‪ ،‬والحريـة‪،‬‬
‫والعلـم‪ ،‬والتقـدم‪ .‬ولـم أكتـف بمناقشـة أطروحـات‬
‫ابن باديس حول هذه القضايا بل قارنتها قدرالإمكان‬
‫ببعـض معاصريـه مـن العلمـاء المسـلمين والغربييـن‪.‬‬

‫‪ -‬طــال ابــن باديــس تهــم مزيفــة‪،‬‬
‫ودعــاوى جائــرة تختلــف باختــاف‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪07 1440‬‬

‫المقالات‬

‫أكثـرغضبـا‪ ،‬وأخـذ يرِّدد‪:‬‬ ‫عبد الحميد الطفل‬
‫‪ -‬إ َّنه القرآن‪ ..‬القرآن‪ ..‬كن ُت أتو َّق ُع هذا‪ ..‬أتو َّق ُعه‪.1»..‬‬

‫بسـبب ذلك الموقف‪ ،‬اسـتدعي والد عبد الحميد ليسـوق له ناظر‬ ‫العظماء يولدون صغـارا‬

‫المدرسـة الفرنسـية خبـرفصـل ابنـه نهائيـا‪ ،‬ليـس فقـط مـن تلـك المدرسـة‬
‫بل من ك ِ ّل المدارس التي تتوزع على كل الأرض المغتصبة‪ ..‬لم يزد الشيخ‬
‫الجليـل محمـد المصطفـى (والـد عبـد الحميـد) أن أفحـم ذلـك الناظـر‬ ‫لـم أصـادف فيمـا قـرأت عـن حيـاة الإمـام المصلـح عبـد الحميـد‬
‫المتغطـرس‪« :‬لـم آت لأعيـده للمدرسـة يـا سـيدي الناظـر‪ ..‬لقـد جئـ ُت‬ ‫ب�ن بادي�س كلام�ا مف ّص�لا ع�ن تنش�ئـته العلمي�ة الأولـ�ى‪ ،‬إلا نـ�زرا يسـيرا‬
‫أ ِع ّد‬ ‫لأقول له أمامك إ َّنه على‬ ‫لا يشـبع فضـول الباحـث ال ّنِهـم؛ حتـى وقفـ ُت علـى كتـاب صغيـرالحجـم‪،‬‬
‫أرجو‬ ‫والآن‬ ‫مستقبله‪..‬‬ ‫بأن‬ ‫كفيل‬ ‫وأنا‬ ‫حق‪،‬‬ ‫أن تـر َّد لابنـي كتابـه»‪!2‬‬ ‫عظيـم الفائـدة‪ ،‬تحـت عنـوان «عظمـاء فـي طفولتهـم»‪ ،‬ترجـم لبعـض‬
‫الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ من سياسيين‪ ،‬وأباطرة‪ ،‬وعلماء‪،‬‬
‫لقـد كان لهـذه الحادثـة دور جوهـري فـي تو ّجـه الطفـل عبـد الحميـد‬ ‫ومصلحيـن‪ ،‬وأدبـاء كبـار‪ ...‬مسـلطا الضـوء علـى موقـف مـن مواقفهـم فـي‬
‫نحـوالدراسـات الشـرعية؛ حيـث أتـ َّم حفـظ القـرآن كامـا‪ ،‬وتلقـى بعضـا‬
‫طـور الطفولـة‪.‬‬

‫مـن علـوم اللغـة والشـريعة علـى يـد نفـرمـن علمـاء قسـنطينة آنـذاك‪،‬‬ ‫فقـد جـاء فـي تضاعيـف هـذا المؤلـف ذكـرالعلامـة ابـن باديـس فـي‬
‫موقف جريء وقع له في بداية تنشـئته‪ ..‬يقول د‪ .‬من�سـي قنديل‪« :‬توقف‬
‫عل�ى رأس�هم ش�يخه حم�دان الونيــ��ي القس�نطيني [ت‪1338‬هـ‪1920/‬م]‬ ‫المد ِّر ُس عن الشرح‪ ..‬كان غاضبا محم َّرالوجه‪ ..‬صاح وهويشيربأص ُبعه‪:‬‬

‫توا ْلو َتجيحـهـ َهق‬ ‫الطيـب‪ ،‬وكان لـه الفضـل فـي‬ ‫الـذي تـرك فـي نفسـيته الأثـر‬ ‫ ‪-‬أنت أ ّيها الطال ُب في الصف الأخير‪ ..‬قف‪..‬‬
‫سـنة ‪1903‬م سـافرإلـى تونـس‪،‬‬ ‫التوجيـه السـليم‪ .‬وابتـدا ًء مـن‬

‫بجامـع الزيتونـة‪ ،‬وكان مـن أبـرز مشـايخه هنـاك الشـيخ محمـد النخلـي‬ ‫واسـع‬ ‫أسـمرالوجـه‪،‬‬ ‫نحيفـا‪،‬‬ ‫كان‬ ‫العمـبـد ِّدرالسحمـمريـةدأ وخـاقرفىـ‪:‬ا‪..‬‬ ‫(‪ )....‬نهـض‬
‫العينيـن‪ ،‬وصـاح‬
‫القيروانـ�ي [ت‪1342‬هـ‪1923/‬م]‪ ،‬والشـيخ الإمـام الطاهـر بـن عاشـور‬

‫[ت‪1393‬هـ‪1973/‬م]‪.‬‬ ‫ ‪-‬ماذا تخفي داخل ثيابك؟‬

‫سافرالإمام ابن باديس سنة ‪1913‬م إلى بلاد الحجازلأداء منسك‬ ‫لم يقل عبد الحميد شيئا‪.‬‬
‫الحـج‪ ،‬ثـ َّم عـرج علـى عواصـم الشـام ومصـر قصـد الالتقـاء بعلمائهـا‬ ‫انتصـا(ٍ‪.‬ر‪..‬و‪).‬هـأو ُيخـخذـ ارلمجـدكِّرتا ُبـسايمـف ّتـن بُيشـ ثنيابطـ َّيـهابِتسـثيراعبـةه‪:‬وعصبيـة‪ ،‬ثـ َّم هتـف فـي‬
‫والاحتـكاك بهـم‪ ..‬ومـن الحـوادث الجديـرة بالذكـرفـي هـذه الفتـرة بالـذات‬
‫لقاؤه بالعلامة الأديب مح َّمد البشيرالإبراهيمي ‪-‬وكان يومها شابا‪ -‬الذي‬ ‫ ‪-‬آه‪ ..‬أنت تخفي كتابا!‬
‫كان يقيـم مـع والديـه فـي المدينـة المنـورة‪ .‬يصـف العلامـة الإبراهيمـي هـذه‬ ‫وأخـذ يق ّلـب فـي صفحـات الكتـاب فـي سـرعة‪ ،‬ثـ َّم تغ َّيـروجهـه وأصبح‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪09 1440‬‬

‫بالقلم طمعا في تغيي ٍرما للأوضاع المزرية التي كانت ُتفرض على الشعب‬ ‫الحقبـة المشـرقة مـن حيـاة الإماميـن بقولـه‪« :‬كان مـن تدابيـر الأقـدار‬
‫الجزائـري قسـرا‪ ،‬فتمخـض عـن هـذا الانتقـال ظهـور أحـزاب سياسـية‬ ‫الإلهيـة للجزائـر‪ ،‬ومـن مخ َّبـآت الغيـوب لهـا‪ ،‬أن يـرد علـ َّي بعـد اسـتقراري‬
‫فـي المدينـة المنـ َّورة سـنة وبضعـة أشـهرأخـي ورفيقـي فـي الجهـاد بعـد ذلـك‪،‬‬
‫كان لها أثربارز في السـاحة السياسـية ‪-‬يومئذ‪ -‬ونذكرعلى سـبيل المثال‪:‬‬ ‫الشيخ عبد الحميد بن باديس‪ ،‬أعلم علماء الشمال الإفريقي ‪-‬ولاأغالي‪-‬‬
‫وباني النهضات العلمية والأدبية والاجتماعية والسياسية للجزائر(‪.)....‬‬
‫إحفـرزيقبيـ‪،‬ا»وببعـقيـدامدةحـ«امولاصاتلـنياالجحـحـاةجفـ»يالـحِذّلـ ِيه‪،‬بـدظأهـكرتبناظسـي ٍمم‬ ‫نجـم شـمال‬ ‫«حـزب‬ ‫ك َّنـا نـؤدي فريضـة العشـاء الأخيـرة كل ليلـة فـي المسـجد النبـوي‪ ،‬ونخـرج‬
‫ليتطـور إلـى‬ ‫نقابـي‪،‬‬ ‫إلـى منزلـي‪ ،‬فنسـمرمـع الشـيخ ابـن باديـس منفرديـن إلـى آخـرالليـل حيـن‬
‫يفتح المسجد فندخل مع أول داخل لصلاة الصبح‪ ،‬ث َّم نفترق إلى الليلة‬
‫مغايـرهـو«حـزب الشـعب الجزائـري»‪ ..‬هـذا إلـى جانـب أحـزا ٍب أخـرى؛‬
‫كانـت رؤاهـا تتلخـص فـي المطالبـة ببعـض الحقـوق‪ :‬كحقهـم فـي التمثيـل‬ ‫الثانيـة‪ ،‬إلـى نهايـة ثلاثـة الأشـهرالتـي أقامهـا بالمدينـة المنـورة‪.‬‬

‫فـي البرلمـان‪ ،‬وحقهـم فـي التعليـم‪ ،‬والتجنيـس‪ ،‬والإدمـاج‪ ..‬وانقسـموا بيـن‬

‫مؤيـد ومعـارض للاندمـاج فـي ثقافـة المسـتعمرالغالـب ولغتـه وتقاليـده!‬

‫وسبق هذا التوقيت بسنة تقريبا‪ ،‬أن قامت الحكومة الاستعمارية‬ ‫كانـت هـذه الأسـمارالمتواصلـة كلهـا تدبيـرا للوسـائل التـي تنهـض‬
‫باحتفـالات علـى نطـاق واسـع بمناسـبة‬ ‫بهـا الجزائـر‪ ،‬ووضـع البرامـج المف َّصلـة‬
‫مـرورمئـة سـنة علـى احتلالهـا الجزائـر‪..‬‬ ‫لتلـك النهضـات الشـاملة التـي كانـت‬
‫يصـف العلامـة الإبراهيمـي تلـك الواقعـة‬ ‫كلهـا صـورا ذهنيـة تتـراءى فـي مخيلتنـا‪،‬‬
‫ويقـول‪« :‬كانـت سـنة ‪ 1930‬هـي السـنة‬ ‫وصحبهـا مـن حسـن النيـة وتوفيـق الله‬
‫التـي تـ َّم بتمامهـا قـرن كامـل علـى احتـال‬ ‫مـا حققهـا فـي الخـارج بعـد بضـع عشـرة‬
‫فرنسا الجزائر‪ ،‬فاحتفلت بتلك المناسبة‬ ‫سنة‪ ،‬وأشهد الله على أن تلك الليالي من‬
‫احتفـالا قـ َّدرت لـه سـتة أشـهر ببرنامـج‬ ‫سنة ‪ 1913‬ميلادية هي التي وضعت فيها‬
‫حافـل مملـوء بالمهرجانـات ودعـت إليـه‬ ‫الأسـس الأولى لجمعية العلماء المسـلمين‬
‫الدنيا كلها‪ ،‬فاسـتطعنا بدعايتنا السـ ّرية‬ ‫الجزائرييـن التـي لـم تبـرز للوجـود إلا فـي‬
‫أن نفسـد عليهـا كثيـرا مـن برامجهـا‪ ،‬فلـم‬ ‫سـنة ‪.3»1931‬‬
‫تـدم الاحتفـالات إلا شـهرين‪ ،‬واسـتطعنا‬
‫بدعايتنـا العلنيـة أن نجمـع الشـعب‬ ‫وقـد أزمـع ابـن باديـس الإقامـة‬
‫الجزائـري حولنـا ونلفـت أنظـاره إلينـا»‪.5‬‬ ‫بالمدينـة المنـ َّورة‪ ،‬لـولا نصيحـة شـيخه‬
‫وجديـر بالذكـر مـا قالـه أحـد الساسـة‬
‫الكبـارحيـن صـ َّرح بـكل وقاحـة وصفاقـة‬ ‫حسـين أحمـد الفيـض أبـادي‪ 4‬لـه قائـا‪:‬‬
‫فـي ذلـك المهرجـان‪« :‬لا تظنـوا أن هـذه‬
‫المهرجانـات مـن أجـل بلوغنـا مئـة سـنة‬ ‫«ارجـع إلـى وطنـك يـا بنـي‪ ،‬فالعلمـاء هنـا‬
‫فـي هـذا الوطـن‪ ،‬فقـد أقـام الرومـان قبلنـا‬ ‫كثيـرون‪ُ ،‬يغنـون عنـك‪ ،‬ولكنهـم فـي وطنـك‬
‫فيـه ثلاثـة قـرون‪ ،‬ومـع ذلـك خرجـوا منـه‪ ،‬ألا فلتعلمـوا أن مغـزى هـذه‬
‫وفـي مسـتوى وطنيتـك وعلمـك قليلـون‬
‫المهرجانـات هـو تشـييع جنـازة الإسـام بهـذه الديـار»‪!6‬‬
‫بسـبب الهمجيـة الفرنسـية التـي تحـارب‬

‫الدين واللغة؛ وخدمة الإسـام في بلادك‬

‫أجـدرلـك وأنفـع مـن بقائـك هنـا»‪ ...‬فاقتنـع بـكلام شـيخه وقفـل عائـدا إلـى‬

‫الجزائرمعه عدة المعرفة‪ ،‬وهمة متقدة تطمح إلى إرساء قواعد التعليم‬

‫إن تدهور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كان سببا‬ ‫بعـد‬ ‫الأمـة‪،‬‬ ‫بكلغـسـةرااللقيـضـاودد‪،‬النوافلدسـيعـةواةلإتـلـيىطا َّلو َكقـتـات ببهـاوااللسســلنةطابفتهـالمفرنسـلسـيفة‬
‫كافيا للإسراع بإنشاء صرح تتوحد فيه ك ُّل جهود الإصلاح على مختلف‬ ‫هـذا‬ ‫أذهـان‬
‫الأصعدة‪ ،‬فزاد كل ذلك من عزم ابن باديس والإبراهيمي في وضع اللبنة‬
‫الأولـى لمشـروعهما الأعظـم‪ .‬يصـف العلامـة الإبراهيمـي أجـواء إنشـاء‬ ‫الشـعب المغلـوب قبـل الأيـادي والأقـدام‪...‬‬
‫الجمعية قائلا‪« :‬د َع ْونا فقهاء الوطن كلهم‪ ،‬وكانت الدعوة التي وجهناها‬
‫إليهـم صـادرة عـن الأمـة كلهـا‪ ،‬ليـس فيهـا اسـمي ولا اسـم ابـن باديـس‪ ،‬لأن‬ ‫***‬
‫أولئـك الفقهـاء كانـوا يخافوننـا لمـا سـبق لنـا مـن الحمـات الصادقـة علـى‬
‫جمودهـم‪ )....( ،‬فاسـتجابوا جميعـا للدعـوة‪ ،‬واجتمعـوا فـي يومهـا المقـرر‪،‬‬ ‫تأسيس الجمعية والفجر الصادق‬
‫ودام اجتماعنـا فـي نـادي الترقـي بالجزائـرأربعـة أيـام‪ ..‬كانـت مـن الأيـام‬
‫المشـهودة فـي تاريـخ الجزائـر‪ .‬ولمـا تـراءت الوجـوه وتعالـت أصـوات الحـق‬ ‫كان للأوضـاع الاجتماعيـة والاقتصاديـة والسياسـية فـي مطلـع‬
‫أيقـن أولئـك الفقهـاء أ ّنهـم مـا زالـوا فـي دور التلمـذة‪ ،‬وخضعـوا خضـوع‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬دور هام في تعجيل ظهور النشاط الإصلاحي على نطاق‬
‫واسـع فـي العالـم العربـي‪ ،‬لافـي الجزائـرفحسـب‪ ..‬فبعدمـا أخمـدت أيـادي‬
‫المسـتعمرالغاشـم لهيب المقاومة الشـعبية (التي عرفتها مناطق متفرقة‬
‫مـن ربـوع الجزائـر)؛ جنحـت النخبـة المثقفـة فـي الجزائـرلتغييـرالسـيف‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪101440‬‬

‫حتـى تـ َّم اجتمـاع جميـع أعضـاء‬ ‫سـنة واحـدة‬ ‫ثـ َّم لـم تمـ ِض إلا‬ ‫المسـلم للحـق‪ ،‬فأسـلموا القيـادة لنـا‪ ،‬فانتخـب المجلـس الإداري مـن‬
‫نشـاطها ليعـ َّم كل أرض الوطـن‪،‬‬ ‫بقـرار توسـيع‬ ‫الجمعيـة‪ ،‬لتخـرج فيـه‬
‫وتعييـن كبـار علمائهـا فـي المناطـق‪ :‬منطقـة الشـرق ومق ُّرهـا قسـنطينة‬ ‫الللفاكـسـرتةع‪،‬مواور‪.‬حـودقـة ادلمنـواّكزعل‬ ‫جمعتهـم وحـدة المشـرب‪ ،‬ووحـدة‬ ‫رجـال أكفـاء‬
‫والسياسـية‪ ،‬ووحـدة المناهضـة‬ ‫الاجتماعيـة‬

‫يشرف عليها الإمام ابن باديس‪ ،‬ومنطقة الجزائرالعاصمة يشرف عليها‬ ‫المجتمعـون ترشـيحهم إلينـا فانتخبونـا بالإجمـاع‪ ،‬وانتخبـوا ابـن باديـس‬
‫الط ِّيـب العقبـي‪ ،‬ومنطقـة الشـمال الوهرانـي ومق ّرهـا تلمسـان يشـرف‬
‫رئيسا‪ ،‬وكاتب هذه الأسطروكيلانائبا عنه‪ ،‬وأصبحت الجمعية حقيقة‬
‫عليهـا الإبراهيمـي‪.‬‬
‫واقعـة قانونيـة‪ ..‬وجـاء دور العمـل»‪.7‬‬

‫***‬ ‫أعمال الجمعية‪ ..‬التعليم أوّلا!‬

‫خاتمة‬ ‫شـرع عبـد الحميـد مـن أول يـوم رجـع فيـه إلـى بلـده الجزائـر(كان‬
‫مذـلـنكالبقربنياـمـلجنالـشـذويب اسـل َّحطـررهبرفالقـعةالمأيـخةيـاهلأفـويلـاىل)نفـيضـاتنلفايلـبذشاـيلرخالطإـبوراةهايلأمـولـيى‪،‬‬
‫فـي ‪ 16‬أفريـل سـنة ‪1931‬م‪ ،‬أسـلم العلامـة الإمـام «عبـد الحميـد‬ ‫ففتـح صفوفـا لتعليـم العلـم‪ ،‬كمـا خ َّصـ َص مسـجدا جامعـا مـن مسـاجد‬
‫بـعلنابجاهديلـاشست»غارلوهحبـاهل إدلـعىوبةاروئاهلـات إعثلـيرم‪،‬سـورانطُتاخن أب أصـمايربالأبمياعـانء«همتحقامعـد السب عشـينر‬ ‫قسـنطينة لإلقـاء الـدروس؛ فقصدتـه أسـراب مـن طلبـة العلـم مـن كل‬
‫الإبراهيمـي» بالإجمـاع خليفـة لـه علـى رئاسـة جمعيـة العلمـاء المسـلمين‬
‫الجزائرييـن‪ ،‬ليسـيرفيهـا سـيرة ابـن باديـس مـن قبـ ُل‪ ،‬مواصـا أداء المهمـة‬ ‫فـج حتـى ضاقـت بهـم أسـوارالمدينـة!‬
‫العظيمـة مهمـة التحضيـرلـ«ثـورة التحريـرالمظفـرة»‪ ..‬ومـ َّن الله علـى الأمـة‬
‫الجزائريـة بالاسـتقلال لتتخـذ مـن ذكـرى وفـاة الإمـام يومـا للعلـم مـن كل‬ ‫وجـاء فـي مطلـع مقـال لـه بعنـوان «صـاح التعليـم أسـاس الإصـاح»‬
‫اإقللأاولمـإةذه‪:‬اب«ملثـص ُالبـنةحياتلعصقلللـيحمباهـلإممذا‪،‬سـلفامص ُللوتحعنليـصحَُّلمتـحىهـايلواجصلـلـذسحُديعيكلَّلمطهابـ(ؤ‪.‬ع‪.‬ه‪.‬ـا‪.‬ل)مم‪،‬ت‪،‬عوفللـإ َّنمنمـيباالاصلطلعالحبـامـعلااعءلـلممذـايءن‬
‫سـنة‪.‬‬ ‫يكـون عليـه فـي مسـتقبل حياتـه (‪ ،)....‬ولـن يصلـح هـذا التعليـم إلا إذا‬
‫الظلهـهوعرللـ َعىقَلـ ٍأديمكدامـينهـنتمأ أعـشناختم اسصلـإيتةقصـ َّ«لااباحلأنومـابلاةندهايلضـجسةزا»فئـميرينـالةذعماـسلـننموارابتلقإهـ اةسـلاأالوملاىيسـ‪،،‬تُتمعن َبـممـائنرب‪.‬كقلتـرقـدبب‬ ‫كراجنعيناعِّبلـهمللوتفـعيليصـم اولرنةبتوعلييفميـه‪.‬ش‪».‬كل‪. 8‬ه وموضوعه‪ ،‬في مادته وصورته‪ ،‬فيما‬
‫كانـت أعمـال هـذا الرجـل الثائـرتمهيـدا لثـورة التحريـرالعظمـى التـي شـاء‬
‫الله أن يقبـض روحـه قبـل أن يـرى أولـى شـراراتها‪ ،‬وقبـل أن يـرى كيـف‬ ‫وبعـد إنشـاء الجمعيـة سـنة ‪1931‬م‪ ،‬تـ َّم تعزيـزقطـاع التعليـم‪،‬‬
‫وقف في وطيسها تلامذته رافعين شعارالجمعية الخالد «الإسلام ديننا‪،‬‬ ‫فأنشـئت المـدارس الابتدائيـة التـي ض َّمـت تلاميـذ مـن كل أرجـاء الجزائـر‪،‬‬
‫حيث وفرت لهم المأوى والمأكل والمشرب‪ ،‬وكانت أعدادهم تبلغ عشرات‬
‫والعربيـة لغتنـا‪ ،‬والجزائـروطننـا»‪...9‬‬ ‫الآلاف‪ ..‬وفـي فتـرة متق ِّدمـة أنشـئ المعهـد الباديسـي الثانـوي الـذي كان‬
‫تحديـا يحسـب للجمعيـة آنـذاك؛ وقـد تخـ ّرج فيـه أكثـرمـن ألـف طالـب!‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ - 1‬عظماء في طفولتهم‪ ،‬د‪ .‬محمد من�سي قنديل‪ ،‬ص‪ 61‬و‪ ،62‬طبعة دارالمعارف‪.‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫***‬
‫‪ -3‬آثارالإمام محمد البشيرالإبراهيمي‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،278‬طبعة دارالغرب الإسلامي‪.‬‬
‫اأ‪َ -‬لروالشـلهيحـذخيـقالينإبقاـلارالهشـ‪-‬ييمـعخاييل‪:‬مـنا«‪.‬ن‪.‬ن‪.‬اظليمـراحشـ ِّيقمـقخـانالنععلوزايمــازسءـالاعالوإزأيـسفــرااقلمتالإولإـندى�رااسـليآك‪،‬نفـو»ا‪.‬يلالمعشـلـيروجخـمعاحاللسـحيسـداينـبأقثح‪،‬موـفجدق‪5‬ـا‪،‬لهفايـلصسـ‪5‬ضن‪7‬أةبـ‪(.2‬ا‪..‬د‪)..‬ي‬ ‫‪ -4‬يقـول عنـه‬ ‫كان كفـاح الجمعيـة متوزعـا علـى جبهتيـن‪ :‬جبهـة الاسـتعمارالمـادي‬
‫اولأهنـشـهد ُديأ‪ِّ،‬نـفيهلـمـام‬
‫‪ -5‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.280‬‬ ‫وجبهـة الاسـتعمارالروحـي‬ ‫بخيلـه ورجلـه‪،‬‬ ‫االلـمتذمثيـ يلمفـ ِّثيلـاهلامسـتشـعايماخرااللفطرنرق�يـسـةي‬
‫‪ -6‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.284‬‬ ‫أوسـاط الشـعب‪ ،‬هـؤلاء‬ ‫المتغلغلـون فـي‬
‫‪ -7‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.281‬‬
‫‪ - 8‬آثارابن باديس‪ ،‬مجلد‪ ،2‬ج‪ ،1‬ص‪ ،284‬طبعة الشركة الجزائرية‪.‬‬ ‫الذيـن تاجـروا باسـم الديـن لقضـاء مـآرب فانيـة‪ ،‬وتعاونـوا مـع المسـتعمر‬

‫‪ - 9‬وإن جازأن نضيف مقطعا رابعا‪ ،‬لقلنا‪« :‬وفرنسا عدونا‪ ،‬عدونا‪ ،‬عدونا‪!»...‬‬ ‫ضـد الجزائـر!‬

‫لـذا كان مـن سـداد الـرأي ‪-‬كمـا يصـ ِّرح الإبراهيمـي ‪-‬أن تسـبق‬
‫الجمعيـة إلـى محاربـة هـذا الاسـتعمارالثانـي لكـون أمـره أهـون‪ ،‬وأثـره‬
‫أم�ضى‪ ،‬ف ُتو ِقف زحفه وتر َّد كيده في نحره‪ ،‬بالرجوع إلى الكتاب والس َّنة‪،‬‬
‫كل ذلك بتصفية العقائد م َّما شابها من تقاليد بالية‪ ،‬وخرافات زائف ٍة‪،‬‬
‫موبحتندىٍأعذوُمىهصلملكا ٍاةدل‪،‬أيمفرلوإامليىعنخموفحيىافولعيلةىاسـابغليتقيالاردلئحرئميا أضستصالالكجباملععلعيمقةاا‪،‬ئء ادوالاللجبحاممعطديللةةلاهولأمأتَّنبهاضِّلمعلهلةم‪،‬م‬

‫يفلحـوا‪ ..‬فث َّبـط الله مخططهـم الإجرامـي‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪11 1440‬‬

‫«فيهـا هـدى ونـور يحكـم بهـا النبيئـون»‪ ،‬ويوسـف الـذي مكـن الله لـه فـي الأرض‬ ‫كـم يتكـرر مشـهد المتسـلقين الذيـن يركبـون مـوج الأحـداث بمـا يخـدم‬
‫مصالحهـم الأنانيـة‪ ،‬فتجدهـم = يحبـون أن يحمـدوا بمـا لـم يفعلـوا =‬
‫االلُـتـكيمتألكـوادلمتصحديـقنلمقاـاسـلبلمقلـه بكالمثوصـرةر‬ ‫ببشـرى «ولنعلمـه مـن تأويـل الأحاديـث»‬ ‫ويتلونون لكل زمان بلونه‪ ،‬ويلبسون لكل حال لبوسها‪ .‬وليتهم يكتفون بجني‬
‫«إني حفيظ عليم»‪ ،‬إلى أن جاء الإسـام‬ ‫ثمارغيرهم‪ ،‬بل يعمدون إلى جنان الجيران بالإتلاف‪ ،‬حتى لايبقى في الجوار‬
‫غيـرمـا سـلبوه ظلمـا وعدوانـا‪ ،‬فـا يطيـب لهـم مـدح إلا بـذم ضحاياهـم‪ ،‬ومـا‬
‫الثقافيـة الكبـرى «اقـرأ باسـم ربـك»‪.‬‬
‫تنفـق حسـنتاهم فـي سـوق الفخـارإلا بغمـط مآثـرالأخيـار‪.‬‬
‫ولا يظنـن أحـد أن مـا َم َّثلنـا بـه عـن «حتميـة اسـتهلال التغييـروالتحريـر‬
‫مـا بسـطناه مـن أصحـاب الركمجـة المكيافيليـة‪ ،‬هـو دأب أولئـك‬
‫بأسـاس التنويـر» أن ذلـك محصـور فـي الجانـب الدينـي وحسـب‪ ،‬إنمـا قدمنـا‬ ‫الذيـن احتكـروا الوطنيـة باسـم الشـرعية الثوريـة‪ ،‬حتـى أن بعـض مـن كان‬
‫يبشـرالبطاطـس والجـزر للمجاهديـن الحقيقييـن‪ ،‬ثـم يتمشـش بقايـا عظـام‬
‫بتلـك النمـاذج السـماوية لسـابقتها الزمانيـة وعظمتهـا الرسـالية‪ .‬واسـتكمالا‬ ‫موائدهـم‪ ،‬صـارزعيمـا يـروي قصصـا بطولاتـه الخرافيـة فـي اسـقاط طائـرة‬
‫بنشـابه‪ ،‬وتدميـر دبابـة ببصاقـه‪ ...‬قصـص تخجـل مـن بجاحتهـا أسـاطير‬
‫للمشـهد الاسـتدلالي نقـول‪ :‬مـا تأسسـت الدولـة الرسـتمية إلا نتيجـة‬ ‫اليونـان! وليتهـم اكتفـوا مـن البهتـان بمـا كان‪ ،‬بـل جـاوزوه إلـى طمـس بطـولات‬
‫الأحرارمن أبناء أمتنا الأبرار‪ ،‬ممن كانوا للثورة وقودا‪ ،‬وفي النضال أسودا‪،‬‬
‫الثـورة الفكريـة الخارجيـة‪ ،‬وبعدهـا الدولـة الموحديـة قـاد زمامهـا الروحـي‬ ‫على رأسهم فقيد الأمة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬ثم جمعية البزل القناعيس‪.‬‬

‫الثقافـي محمـد ابـن تومـرت بعقيدتـه الأشـعرية وادعـاء المهدويـة‪ .‬أمـا مـن‬ ‫سـيقول قائلهـم‪ :‬مـا ابـن باديـس ومـا جمعيـة المتاعيـس؟ إنمـا كانـوا‬
‫منوميـن لجمـوع المناضليـن‪ ،‬وللاسـتعمارمداهنيـن غيـرمنافريـن‪ ،‬متقوقعيـن‬
‫غيـرالمسـلمين فقـد انبعـث تنيـن الحضـارة الصينيـة المعاصـرة ِنتاجـا للثـورة‬ ‫فـي كتاتيبهـم‪ ،‬متلفعيـن بأزرهـم وعمائمهـم‪ ،‬حتـى ثـارشـباب حـزب الشـعب‬
‫الثقافية الشيوعية لماوت�سي تونغ مع كتابه الأحمر‪ ،‬تقليدا للثورة البلشفية‬ ‫فحـرروا البـاد بالجهـاد والجـاد‪ .‬فنقـول‪ :‬فإنهـا لا تعمـى الأبصـار‪ ،‬ولكـن‬
‫تتعامى وتتغابى القلوب‪ ،‬وداء الجهل أردى من كان قبلكم وكانوا أشد منكم‬
‫الروسـية التـي كان مبدؤهـا الحـراك الثقافـي الاشـتراكي لمايـكل إنجلـزوكارل‬ ‫قوة‪ .‬ذلك أن الجهاد الذي تتبجحون به ما عرفتموه إلابين يدي من تنكبتم‬
‫صراطهـم‪ ،‬ومـا اتنصـرالشـعب الا بكلمـة =الله أكبـر= التـي لقنكـم مبناهـا‬
‫ماركـس‪ .‬وكذلـك التحمـت القوميـات الجرمانيـة المتنافـرة علـى يـد التحضيـر‬ ‫ومعناهـا مـن بطرتـم نعماءهـم‪ .‬ومـا دمتـم قـد رسـبتم فـي مدرسـة َخ ْيـ ِر جمعيـة‬
‫أخرجـت للنـاس‪ ،‬فهاكـم دروسـا اسـتدراكية فـي فـن التحضيـرلثـورة التحريـر‬
‫الثقافـي التوعـوي لبسـمارك طيلـة ثلاثيـن سـنة‪ ،‬ومـن قبلـه اشـتعلت الثـورة‬
‫بالـروح والـدم‪ ،‬التـي مـا كانـت لتوجـد لـولا ثـورة التنويـربالـدواة والقلـم‪.‬‬
‫الفرنسـية نتيجـة الزخـم الثقافـي لفلاسـفة العقـد الاجتماعـي والديمقراطيـة‬
‫إن هـذا الاسـتكثارمـن هـؤلاء‪ ،‬وذلـك الاسـتقلال مـن أولئـك هـوثمـرة‬
‫الجمهوريـة بقلـم مونتيسـكيووأضرابـه‪ .‬بـل إن أدولـف هتلـرمـا كان ليحقـق‬ ‫«الثـورة الثقافيـة»‪.‬‬

‫الانطلاقـة الفريـدة للأمـة الألمانيـة لـولا ثورتـه الثقافيـة التـي حـارب بموجبهـا‬ ‫بـدأت البشـرية مسـيرة الاسـتخلاف فـي الأرض بثـورة ثقافيـة مطلعهـا‬
‫«وعلـم آدم الاسـماء كلهـا»‪ ،‬واسـتأنف نـوح الاسـتخلاف بأخـرى عنوانهـا «رب‬
‫الآداب الانحلاليـة والمعامـات الربويـة اللتـان كانتـا تحـت الوصايـة اليهوديـة‬ ‫إنـي أعـوذ بـك أن أسـألك مـا ليـس لـي بـه علـم»‪ ،‬واحتـج هـود علـى عـاد بنعمـة‬
‫«واتقـوا الـذي أمدكـم بمـا تعلمـون»‪ ،‬ثـم أتـى موسـى الكليـم بعلـم التـوراة‬
‫(منـذ ‪ ،)1850‬معيـدا الاعتبـارللهويـة الألمانيـة بأبعادهـا الدينيـة واللغويـة و‬

‫التاريخيـة فـي مـدة قياسـية مـا بيـن ‪ 1933‬إلـى ‪.1937‬‬

‫بعد هذه التطواف الزماني والمكاني حول النماذج المتكررة والناجحة‬
‫لقوامـة الثـورة الثقافيـة علـى الثـورة الحديديـة‪ ،‬ل َن ُحـ َّط الرحـال بجزائرنـا‬

‫المكلومـة فـي ثقافتهـا‪ ،‬التـي كانـت سـائرة علـى نحـوذلـك النهـج القويـم حينـا‬
‫مـن الدهـر علـى يـد ابـن باديـس؛ مدافعـة للتجهيـل الاسـتدماري الممنهـج‬
‫للجزائرييـن الـذي وصفـه جـون بـول سـارترفـي كتابـه «عارنـا فـي الجزائـر» قائلا‪:‬‬
‫«أردنا ان نجعل إخواننا المسلمين شعبا من الاميين فبلغ عدد الاميين اليوم‬
‫‪ 80‬بالمائـة»‪ .1‬لذلـك اسـتعد ابـن باديـس لتفجيـرالثـورة المسـلحة وفـق المنهـج‬
‫العلمي السـماوي المضمون النجاح‪ ،‬بشـهادة التاريخ الأر�ضي الدي اسـتقرأنا‬

‫بعضـه أعـاه‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيزشرف‪ -‬المقاومة في الادب الجزائري المعاصر‪ -‬دارالجيل بيروت‪ -‬ص‪.35‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪121440‬‬

‫إثروفاة رمزالإصلاح‪ ،‬انهالت الإدراة الاستدمارية على جمعية العلماء‬ ‫ليعلـم الشـانئ للعلمـاء =أن شـباب الجزائـرمطلـع القـرن العشـرين‬
‫بالتنكيـل‪ ،‬ونفـي رئيسـها الجديـد الابراهيمـي إلـى عيـن وسـارة لثـاث سـنوات‪،‬‬ ‫كانـوا يسـتيقضون عنـد الـزوال‪ ،‬ثـم يهومـون بقيـة يومهـم فـي أزقـة المـدن بحثـا‬
‫وصـودرت صحفهـا ومواردهـا‪ .‬الاأن هـذا الإرهـاب القرن�سـي جـاء متأخـرا‪ ،‬لان‬ ‫عـن العمالـة الرخيصـة مقابـل فرنـكات معـدودة‪ ،‬التـي يصرفونهـا ليـا فـي‬
‫القاعـدة الشـبابية المتنـورة بالعلـم والمتسـلحة بالايمـان كانـت مـن الاتسـاع‬ ‫الخمـروالمجـون‪ ،‬وهكـذا دواليـك‪ .‬أمـا شـباب الأريـاف فكانـوا تحـت قهرمـان‬
‫والقوة بما لايمكنه إزالته بتلك المحاولات الجبانة لجلادي فرنسـا العجوز‪،‬‬ ‫الكولـون تجويعـا وتسـخيرا وتحقيـرا‪ .1‬فلمـا عايـن الفهامـة ابـن باديـس هـذا‬
‫التـي لا تـزال إذاك تسـيرجزائـرالقـرن العشـرين بمنطـق القـرون الوسـطى‬ ‫الوضـع البئيـس‪ ،‬أدرك أن الانتصـارعلـى عدونـا لا يتأتـى إلا بعـد الانتصـار‬
‫علـى أنفسـنا‪ ،‬وأن هـذا الجيـل المنهـزم للجهـل ودواعـي البطالـة‪ ،‬هـوأضـرعلـى‬
‫الجاهليـة‪.‬‬ ‫أمته المأسـورة في يد الاسـتعمارمن الاسـتعمارنفسـه! إذ كيف سـيدافع هذا‬
‫الشباب الضائع عن بلد يجهل تاريخه‪ ،‬وعن دين لايعيشه في سلوكه‪ ،‬وعن‬
‫ثـم جـاء النصـرالمبيـن مـن العـدل الحكيـم لمجاهدينـا المخلصيـن بعـد‬
‫هويـة ينتسـب إليهـا اسـما لا رسـما؟‬
‫أكبـرملحمـة جهاديـة ضـد آخـرحملـة صليبيـة فـي القـرن العشـرين‪ .‬إلاأن هـذا‬
‫النصـرقـد ع َّكـرصفـوه َد َخـ ُن التنكـرلأبنـاء وعلمـاء الجمعيـة الذيـن صـاروا‬ ‫فما كان منه إلاأن شـ ّمرعن سـاعد الجد‪ ،‬وانطلق في مسـيرة الإصلاح‬
‫في ‪ 1913‬بعزيمة باديسية جبارة‪ ،‬فسد جحور الجهالة‪ ،‬ورفع منارالديانة‪،‬‬
‫متهميـن بالتخـاذل عـن دعـم الثـورة! ولـولا أننـا قـد فصلنـا فـي مقـال لنـا سـابق‬ ‫وغرس نبات الوطنية‪« ،‬والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه»‪ ،‬إلى أن أينعت‬
‫ثمـاره بعـد خمـس سـنوات ألفـا مـن الشـاب اللبيـب الأريـب‪ ،‬الذيـن بثهـم فـي‬
‫عـن تهافـت هـذا البهتـان لبسـطنا الـرد عنـه‪ ،‬لكـن مـا يعنينـا ههنـا هـوالخطـأ‬ ‫أرجـاء البـاد ليكونـوا جنـود القلـم والـدواة‪ .‬فـا غـرو أ ُن اختيـرابـن باديـس‬
‫رئيسـا لجمعيـة العلمـاء بـا منافـس فـي ‪ ،1931‬لأن صيتـه قـد بلـغ الآفـاق‪،‬‬
‫ووالـلَّـتا نعليسـتمكقمبلل‬ ‫الجسيم الذي وقع فيه من تجاهلوا (أوجهلوا) أولوية التربية‬
‫البنـاء والت ْمديـن‪ .‬فخضنـا غمـارالثـورة الصناعيـة والزراعيـة‪،‬‬ ‫وتلاميـذه قـد صـاروا سـفراء العلـم والأخـاق‪.‬‬
‫بعـ ُد الثـورة الثقافيـة التـي ابتدأتهـا الجمعيـة قبـل الاسـتقلال بعشـرات‬
‫السـنين‪ ،‬ثـم ُج ِّمـدت بعـده إلـى غيـرحيـن!‬ ‫فمـا راع المسـتعمرإلا عـودة الحيـاة إلـى شـعب كان فـي حكـم المـوات‪،‬‬
‫وأيقـن أن مـآل طغيانـه إلـى زوال‪ ،‬إذ أن جـذوة العلـم إذا اشـتعلت فـي العقـول‬
‫إن من يحصرون الاستقلال كثمرة لجهاد عميروش وبن بولعيد وبن‬ ‫فلن تطفئها مياه البحار‪ ،‬والإيمان إذا أش ِرَب ْته القلو ُب فلن يزيله الحديد ولا‬
‫مهيدي جاحدين لجدارة المعلم بن باديس في التحرير‪ ،‬سيخجلون من قول‬ ‫النـار‪ .‬فسـارعت إدارة الاسـتعمارإلـى مقابلـة العلـم بالجهـل‪ :2‬تـارة بالتضييـق‬
‫إن فـارس والـروم هزمتهمـا ثـورة خالـد بـن الوليـد وأبـي بكـرالصديق وأن النبي‬ ‫علـى أسـاتذة ومـدارس الجمعيـة‪ ،‬وأخـرى بوقـف جرائهـا التوعويـة‪ ،‬وثالثـة‬
‫بتنفيـرالنـاس عنهـا عبـرالدعايـة الكاذبـة مـن بعـض شـيوخ الصوفيـة‪ .‬لكـن‬
‫صلى الله عليه وسلم لاعلاقة له بالنصر!‬ ‫جهالتهم آلت إلى نقيض قصدهم «يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله‬
‫متـم نـوره ولـوكـره الكافـرون»‪ ،‬إذ زاد الشـباب تمسـكا بعلمـاء الجمعيـة حيـن‬
‫إن أي طاقة تنظيرية علمية لابد لها من ساعد عسكري قوي ليكتمل‬ ‫لمسـوا فيهـم الصـدق فـي القـول والعمـل‪ ،‬فهـذا آيـت حمـودة عميـروش يلتحـق‬
‫بخليـة الجمعيـة بباريـس مـع الربيـع بوشـامة (تلميـذ بـن باديـس)‪ ،‬ومصطفـى‬
‫النصـرويتحقـق المطلـوب‪ ،‬فهـذا ابـن تومـرت المنظـرقـد وجـد عبـد المؤمـن‬ ‫بن بولعيد يتتلمذ على يد الشيخ عمردردور وغيرهما كثير‪ ،‬ممن كانوا فيما‬

‫بـن علـي المنفـذ‪ ،‬وعبـد الله بـن ياسـين سـانده يحـي بـن عمـراللمتونـي ثـم ابـن‬ ‫بعـد وقـود ثـورة التحريـرعلـى مختلـف مسـتوياتها مـن قـادة ومرؤوسـين‪.‬‬

‫تاشـفين‪ ،‬ومحمـد بـن عبـد الوهـاب نصـره الأميـرسـعود‪ ،‬إلا أن ابـن باديـس‬ ‫وحيـن أحـس العلامـة أن أبنـاءه قـد أعـدوا العـدة‪ ،‬أعلـن فـي‬
‫المقربيـن أن الانتقـال للجـاد الحديـدي قـد آن أوانـه‪ ،‬وحـل زمانـه‪،‬‬
‫خاضهـا وحيـدا ولـم يجـد مـن يكملـه فـي ميـدان السـنان‪ ،‬ولطالمـا قلـت = لـو‬ ‫محـددا تاريـخ انطـاق دوي الرصـاص بيـوم التحـاق الطليـان بالألمـان‬
‫ضـد الفرنسـيس‪ ،3‬مـع كامـل التحضيـرات العسـكرية مـن تسـليح‬
‫تزامـن ابـن باديـس وعبـد القـادرلـكان عبـور الفرنسـيس كسـحابة صيـف على‬ ‫وتمويـل معتمـدا علـى رجـال الأوراس ابتـداء‪ ،‬إلا أن الأجـل قـد عاجـل‬
‫فارسـنا العلامـة‪ ،‬فاخترمتـه المنيـة قبـل التاريـخ المحـدد بأشـهر قلائـل‪.4‬‬
‫بـفعلـ نل‪.‬رثـويلاالنتقربيـصـةدالبهالوثيـاوتريـةةاالل َتأن َصويالرييــةة‬ ‫أرض الجزائـر‪ ،‬لكـن قـدرالله ومـا شـاء‬
‫مـا يتصـل بالعلـوم الرياضيـة والتقنيـة‪،‬‬ ‫‪ 2-‬أحمـد مريوش‪-‬الطيـب العقبـي ودوره فـي الحركـة الوطنيـة الجزائريـة ‪ -‬ص‪ -115‬دارهومـة‬
‫التـي تـزرع فـي الشـباب الاعتـزاز‪ ،‬ومـن َثـ َّم الانتمـاء إلـى أمتـه‪ ،‬مـن خـال‬ ‫الجزائرط‪.2007‬‬
‫َاملتَشـاشـبهعدباملقحيوتـمااتنهـاالالتـليغتنوهيــةشواألجدينسـيـاةد أوابلنتاائنـريا اخليـهاة‪.‬ربيفــإننمـأبنينـبال‪،‬دفهـلنمصعبـلـرىعقـلـوىا ُرمـ ِّرب‬
‫المـوت والهـوان‪ ،‬وآخـرون ُيقـ ِّبـلون يـد الرئيـس الفرن�سـي حيـن يجـوب شـوارع‬ ‫‪ -3‬ليـس الجهـل هنـا هـونقيـض العلـم‪ ،‬بـل هـوالنـزق والطيـش والظلـم‪ ،‬قـال عمـرو بـن كلثـوم‪:‬‬
‫العاصمـة كملـك بصولجـان‪ ،‬وأولئـك المغـرر بهـم مـن ضحايـا ثقافـة التكفيـر‬ ‫(ألا يجهلـن أحـد علينا‪...‬فنجهـل فـوق جهـل الجاهلينـا)‪.‬‬

‫والتفجيـر‪ ،‬أوثقافـة الاسـتغراب ومـوت الضميـر! أمـا مـن يعتـذرلهـؤلاء أنهـم‬ ‫‪ - 3‬الشـيخ احمـد حمانـي فـي مقـال لـه نقـا عـن حمـزة بوكوشـة‪ ،‬مجلـة الرسـالة‪ ،‬ربيـع الأول‬
‫يسعون للاسترزاق فنجيبه‪ :‬أ َّن الحرة تجوع ولاتأكل بثديها‪ ،‬وقلة ذات اليد‬ ‫‪ 1401‬هـ‪ ،‬العـدد الرابـع‪.‬‬

‫أهـون مـن قلـة العقـل والديـن‪ ،‬وقـد نصـرالله أجدادنـا ومـا أكلـوا ثريـدا‪ ،‬ومـا‬ ‫‪ - 4‬أعلنت إيطاليا الحرب على فرنسا في ‪ 10‬جوان ‪ 55 ،1940‬يوما بعد وفاة ابن باديس‪.‬‬

‫لمبلكسـتهـوامجحيدـيـنداق‪،‬الـوومـاالهـخاا«فـالوابنـاطـرانولخـااوحيدي‪،‬ـدواال‪،‬أنـلالف�شـعايلـءيإ»ل‪.‬اأقـنهـدمع ّلملمنـكـاواالاتلادريـنيـخاكوممــاا‬
‫أرأسسلـاف‪،‬ناوأمـ ّننتلـغيمييتبعـالثظوبرنةفالسـثهقاوفليا بةغليـا ُريهر‪�،‬سفـيالالَّتحعـضظا!‪.‬رة أساسا‪ ،‬ولايرفع للأمة‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪13 1440‬‬

‫قال العلامة عبد الحيد بن باديس‪:‬‬
‫«أيها الشعب الجزائري! أيها الشعب المسلم! أيها الشعب العربي‬
‫الأبي! حذار من الذين ي ُم َُنّونك ويخدعونك‪ ،‬حذار من الذين‬
‫ينوّمونك ويخ ّدرونك‪ ،‬حذار من الذين يأتونك بوحي من غير‬
‫نفسك وضميرك‪ ،‬ومِ ْن غيـرِ تاريخك وقوميتك‪ ،‬ومن غيرِ دين ِك‬

‫ومل ّت ِك وأبطا ِل دين ِك ومل ّت ِك‪.‬‬
‫استو ِح الإسلام ثم استوح تاريخك ثم استوح قلبك‪ .‬اعتمد على‬

‫الله ثم على نفسك‪ ،‬وسلام الله عليك»‬

‫عبد الحميد بن باديس‪.‬‬
‫الشهاب ‪ 1356 :‬هـ‪ /‬أوت ‪1937‬م‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪141440‬‬

‫مـن صـوت جمـال الديـن قوتهـا الباعثـة بـل كأنهـا صـدى لصوتـه البعيـد‪،‬‬ ‫لقـد لعبـت شـخصية ابـن باديـس دورا كبيـرا فـي تاريـخ الحركـة‬
‫لقـد بـدأت معجـزة البعـث تتدفـق مـن كلمات(ابـن باديس) فكانت سـاعة‬
‫اليقظة وبدأ الشعب المخ ّدريتحرك‪4.‬بهذه الخصائص التي يتح ّدث عنها‬ ‫الإصلاحيـة الجزائريـة‪ ،‬واسـتطاعت بفضـل عبقريـة فريـدة أن تكـون‬
‫مـن عاصـره ومـن خبـرأغـوارالفكـرالإسـامي والنهضـة العربيـة‪ ،‬اسـتطاع‬
‫ابـن باديـس أن يتـرك لـه بصمـة وتأثيـرا واضحـا ليـس فـي تاريـخ الجزائـرفـي‬ ‫عامـا حاسـما داخـل المشـهد الثقافـي الـذي عرفتـه الجزائـرخـال عقـد‬
‫حسـب وإنمـا فـي تاريـخ الإصـاح الإنسـاني‪ ،‬لا بوصفـه مصلحـا فقـط ولا‬
‫فيلسـوفا ولا فقيهـا وإنمـا بوصفـه كل ذلـك‪ ،‬مـن خـال أفـكاره التنويريـة‬ ‫الثلاثينيـات‪ ،‬وذلـك إلـى الحـد الـذي جعـل العلامـة أبـوالقاسـم سـعد الله‬

‫والتجديديـة والإحيائيـة‪.‬‬ ‫يقول‪(:‬أنـه إذا تكلمنـا عـن جمعيـة العلمـاء خـال الثلاثينيـات فالـكلام‬

‫أولا ‪ -‬في معنى الاصطفاء الإلهي‬ ‫فـي الواقـع عـن ابـن باديـس)‪ ،‬هـذه الشـخصية التـي عاشـت فقـط للجزائـر‬

‫كمـا ذكـرذلـك الأسـتاذ العربـي التب�سـي أثنـاء تأبينـه لهـا‪ ،‬مخاطبـا الأمـة‬

‫الجزائريـة( يـا أيتهـا الأمـة الجزائريـة لقـد كان الشـيخ ابـن باديـس هـو‬

‫الجزائـرفلتجتهـد الجزائـرالآن أن تكـون هـي الشـيخ ابـن باديس)‪1‬ولقـد‬

‫إن الله سبحانه وتعالى يصطفي من بين عباده أناسا مخصوصين‬ ‫اولتعفـرصدياـ مبنـادلـذحيدالثـاةيقـعهودىهـعال‪،‬يـوهكأإل ّنا‬ ‫أظهـرت شـخصية ابـن باديـس تفوقـا‬
‫الله سـخرها للجزائـرفـي هـذا الظـرف‬

‫يختارهـم لأداء مهمـات معينـة‪ ،‬فيهيـئ لهـم مقومـات النجـاح وييسـرلهـم‬ ‫العظام‪ ،‬ففي شهادة لأحد العلماء التونسيين ذكرأن ابن باديس خلال‬
‫طـرق وسـبل الوصـول‪ ،‬ويصـد عنهـم عقبـات ومكائـد الخاسـرين‪ ،‬فنجـد‬
‫دراسته بجامع الزيتونة كان طالبا متفوقا يعد من النابغين والمجتهدين‬

‫أن ظـل الله يرعاهـم أيـن مـا حلـووارتحلـوا فـي كلامهـم وأفعالهـم‪ ،‬وأشـد مـا‬ ‫بين جيله على صغرسنه‪ ،‬إذ كان من النادرأن يتصدرقائمة الناجحين‬
‫يظهرذلك في التثبيت لهم في أوقات المبادئ والأزمات‪ ،‬ولنا في رسول الله‬
‫مطاشلابـياخجالزازئيتريـوانةمهمانجـأربان‪،‬اإءل ّاسأكناانبـالنعبااديـصمسة‬ ‫من طلبة الزيتونة غيرسلالة‬
‫صلـى الله عليـه وسـلم خيـرمقـال وأصـدق برهـان‪ ،‬وكيـف أن اختيـارالله‬ ‫فضـا علـى أن يكـون طليعتهـا‬

‫لـه كان حاميـا لـه فـي وجـه جميـع الأعـداء والعقبـات‪ ،‬سـواء بتسـخيرمـن‬ ‫عكـس بتفوقـه هـذا التقليـد المجحـف وتفـرد سـنة ‪ 1911‬يـرأس قائمـة‬

‫يعينوه على دعوته من الرجال والأسرة أوالتثبيت له بالحجة والبرهان‪،‬‬ ‫المتخرجين من دفعته وكان ترتيبه الأول بين زملائه كما نشرت الصحافة‬

‫والاصطفـاء هـذا مـن مشـيئة الله وحـده قـال تعالـى ﴿ﭼﭽﭾ‬ ‫التونسـية الصـادرة‪2.‬إن هـذه المواهـب والخصـال جعلـت منـه صاحـب‬
‫تأثيـر عميـق فـي الأوسـاط المثقفـة ( ببلاغـة جدليـة) حيـث كان ُيعتبـر‬
‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﭼ‬
‫للجزائرييـن لا معلمـا تقليديـا وعقلانيـا فحسـب‪ ،‬بـل أضحـى علـى حسـب‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫تعبيرشـارل أندري جوليان( مرشـد الأمة الكبيرإلى الطريق المسـتقيم)‪،3‬‬
‫ﮇﮈ﴾ سـورة الحـج‪ ،‬وقـال تعالـى ﴿ﮌﮍﮎﮏﮐ‬ ‫وعـ ّده الدكتـور محمـود قاسـم مؤسـس الحركـة الإصلاحيـة فـي الجزائـر‬
‫بـامنـازع وأنـه الرجـل الـذي ضـ ّح بحياتـه ووضـع كل إمكانياتـه الجسـمية‬
‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬
‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬ ‫والفكريـة فـي سـبيل إصـاح المجتمـع الإسـامي فـي هـذا القطـر‪ ،‬فـي حيـن‬

‫ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬ ‫أن المفكـرمالـك بـن نبـي يعتبـرظهـور شـخصية ابـن باديـس فـي تلـك الفتـرة‬

‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ﴾ سـورة البقـرة‪ ،‬ولا‬ ‫مـن تاريـخ الجزائـربمعجـزة البعـث‪ ،‬فبعدمـا ذكـرالوضعيـة الاجتماعيـة‬
‫التـي كانـت توجـد عليهـا الجزائـرب ّين(بـأن شـعاع الفجـرقـد بـدأ ينسـاب‬
‫وفيذهـلـمك لصيـفـاستإل ّاهـلؤألانءاالللهذيـمـان اكاصنطمفخاتـهـارام‬ ‫عجـب إذا أن نجـد رجـالا توفـرت‬
‫الله ولكنهـم لـم يسـلكوا طريقهـم‬ ‫بيـن نجـوم الليـل مـن قمـة الجبـل‪ ،‬فلـم يلبـث أن محـت آياتـه الظلمـة مـن‬

‫لهم‪.‬‬ ‫سماء الجزائر‪ ،‬فحوالي ‪ 1922‬بدأت في الأرض هيمنة وحركة وكان ذلك‬

‫إعلانـا لنهـارجديـد وبعثـا لحيـاة جديـدة فكأنمـا هـذه الأصـوات اسـتمدت‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪15 1440‬‬

‫سـتكون حائـابينـه وبيـن حريـة التعبيـرعـن مواقفـه وآرائـه‪.‬‬ ‫ثانيـا‪ :‬مظاهـر الاصطفـاء الإلهـي فـي شـخصية‬

‫‪ -‬تيسـيرطريـق العلـم لـه‪ :‬فإنـه مـن يـرد الله بـه خيـرا يفقـه فـي الديـن كمـا‬ ‫الإمـام عبـد الحميـد ابن باديــس‪:‬‬
‫جاء في معنى الحديث والفقه هنا بمعنى الفهم ويكون ذلك بتيسيرطرق‬
‫الوصـول إلـى العلـم ومصـادره ومنابعـه الصافيـة كالعلمـاء الراسـخين‬ ‫إن الحديث عن شخصية ابن باديس وما حققته من نجاحات في تاريخ‬
‫الذين يكسبونه العلم وأدب العلم‪ ،‬إذ يرجع الكثيرمن الباحثين الفضل‬ ‫الجزائـرلايمكـن أن يع ّبـرعنـه ويف ّسـرإلافـي دائـرة سـنن الاصطفـاء الإلهـي‬
‫لأفـكارابـن باديـس وبشـكل مباشـرلأولئـك الأسـاتذة الأوائـل الذيـن تلقـى‬ ‫والاختيارالرباني الذي كفلها الله لفئة من عباده المخصوصين‪ ،‬وأن الله‬
‫اولالعإلـمصلاعلـحيى أةيلدهي‪8‬هـ‪،‬موومغنالبهـاؤلمـااءيالذأكـسرافـتيذةكتباابلاأتـخه مصشـهينادلا بأكفمنضاألّثهـرفميالتعكلوميينـةه‬ ‫اختـارابـن باديـس مـن بيـن أقرانـه للقيـام بمـا قـام بـه‪ ،‬ولذلـك نجـد مـن‬
‫بشـكل مباشـروأسـتاذ وإن لـم يتتلمـذ عليـه ابـن باديـس إل ّا أنـه مـ ّس تأثيـر‬ ‫خـال الدراسـة لهـذه الشـخصية أن مظاهـرالاصطفـاء والاختيـارالإلهـي‬
‫أفـكاره وهـوالشـيخ عبـد القـادرالمجـاوي‪ :‬هـذا العالـم الـذي ابتـدأ التعليـم‬ ‫لهـا ظهـرجليـا منـد الصغـروكيـف أن الله اختـارلـه الأسـرة التـي تعينـه علـى‬
‫وعمـره نحـواثنيـن وعشـرين عامـا يعـظ النـاس ويرشـدهم أينمـا اجتمـع‬ ‫ذلـك‪ ،‬ثـم هيـأ لـه الرفقـة الصالحـة العاملة(الشـيخ الإبراهيمـي والتب�سـي‬
‫بهـم ينفـخ فيهـم روحـه ويدعوهـم للنهـوض والاعتنـاء بالتربيـة والتعليـم‪،9‬‬ ‫والعقبـي وغيرهـم) وآزره بطلبـة وأتبـاع ينشـرون فكره(علـى مرحـوم‬
‫ويهاجـم الجمـود والتعصـب فـي الديـن وينـدد بالطرقييـن الضاليـن الذيـن‬
‫يسـتخدمهم الاسـتعمارلتشـويه سـمعة الإسـام وتخديرالمسلمين‪ ،‬ولقد‬ ‫والفضيـل الورتلانـي والميلـي وغيرهـم)‪.‬‬
‫كان مـن بيـن أبـرز تلاميـذ الشـيخ عبـد القـادرالمجـاوي الأسـتاذ حمـدان‬
‫لوني�سـي الـذي سـيصبح شـيخا للإمـام ابـن باديـس وأحـد أكثـرالمؤثريـن فـي‬ ‫كمـا يظهـرالاصطفـاء لابـن باديـس فـي كونـه واحـد مـن أولئـك الذيـن‬
‫شخصيته‪ ،‬أما الأساتذة الآخرون فهم بالأخص الشيخ حمدان لوني�سي‬ ‫ب ّشـرالمصطفـى صلـى الله عليـه وسـلم فـي أن الله كفـل حفـظ دينـه مـن‬
‫والشـيخ النخعـي الـذي قـال عنهمـا ابـن باديـس( بأنـه كان لهمـا الأثـرالبليـغ‬ ‫خـال جعلهـم يظهـرون فـي هـذه الأمـة علـى كل رأس مائـة سـنة ينشـرون‬
‫فـي تربيتـي وفـي حياتـي العلميـة وهمـا مـن مشـايخي اللـذان تجـاوزا بـي حـد‬ ‫فيها العلم ويجددون لها دينها على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫التعليـم المعهـود مـن أمثالهمـا مـع أمثالـي إلـى التربيـة والتثقيـف والأخـذ‬ ‫وإن العديد من العلماء متفقون على أن ابن باديس هوواحد من هؤلاء‬
‫بيـدي إلـى الغايـات المثلـى فـي الحيـاة)‪،‬وكتـب عـن تأثيـرالعلامـة النخعـي‬ ‫المجدديـن الـذي اصطفاهـم الله لتجديـد هـذا الديـن كمـا ذكـرذلـك صلـى‬
‫عليـه يـوم دعـي لإلقـاء محاضـرة بعنـوان بمـاذا تنهـض الأمـة نهضـة دينيـة‬ ‫الله عليه وسلم بأن الله يبعث على كل مائة عام من يجدد لها أمردينها‪،‬‬
‫فأخبرهـم أنـه ليـس خريـج أحـد الجامعـات أوالمعاهـد الفرنسـية ولكنـه‬ ‫وهـومـا يجعلنـا نقـول أن ظهـور شـخصية ابـن باديـس فـي تاريـخ الجزائـر‬
‫طالـب قـرآن حفظتـه فـي أول بلوغـي وأنـا لاأفهـم لأنـي مـا سـمعت يومـا مـن‬ ‫ليـس فقـط نتيجـة لظهـور عوامـل ثقافيـة أوسياسـية أودينيـة فقـط كمـا‬
‫أحـد أن القـرآن يقـرأ للفهـم ولا أكتمكـم إنـي أخـذت شـهادتي مـن جامعـة‬ ‫بسـط ذلـك العديـد مـن تناولـوا شـخصية ابـن باديـس وإنمـا هـوبالأسـاس‬
‫الزيتونـة فـي العشـرين مـن عمـري وأنـا لا أعـرف للقـرآن أنـه كتـاب حيـاة‬
‫وكتاب نهضة وكتاب مدنية وعمران وكتاب هداية للسعادتين‪ ،‬لأنني ما‬ ‫اصطفـاء إلهـي واختيـارربانـي لابـن باديـس‪.‬‬
‫سمعت ذلك من شيوخي عليهم الرحمة والكرامة‪ ،‬وإنما بدأت أسمع هذا‬
‫يوم جلست إلى العلامة الأستاذ محمد النخعي )كما أن هنالك العلامة‬ ‫ومـن مظاهـرالاصطفـاء الربانـي لايـن باديـس هـي تلـك العوامـل التـي‬
‫بشـيرصفـرالـذي كتـب ابـن باديـس فـي ذكـرى وفاتـه عـن مـدى تأثيـره عليـه‬ ‫نـرى أن الله سـ ّخرها لـه حتـى تعينـه علـى دعوتـه‪ ،‬وتختلـف مـن عوامـل‬
‫قائـا‪( :‬وأنـا شـخصيا أصـرح بـأن كراريـس البشـيرصفـرالصغيـرة الحجـم‬
‫الغزيرة العلم هي التي كان لها الفضل في اطلاعي على تاريخ أمتي وقومي‬ ‫شـخصية وأسـرية واجتماعيـة وغيرهـا نذكـرمنهـا‪:‬‬
‫والتي زرعت في صدري هذه الروح التـي انتهت بي اليوم لأن أكون جنديا‬
‫‪ -‬الاصطفـاء الأسـري‪ :‬حيـث أن الله اختـارلـه الأسـرة العريقـة والصالحـة‬
‫مـن جنـود الجزائـر)‪.‬‬ ‫التـي تمنحـه الجـو المناسـب للنمـو المتكامـل والسـليم‪ ،‬وإذا أردنـا أن‬
‫نعـرف أهميـة المنـاخ الأسـري فمـا علينـا إلا العـودة إلـى سـيرته صلـى الله‬
‫‪ -1‬مؤازرتـه بمجموعـة مـن الرجـال المخلصيـن الذيـن يسـاندونه فـي‬ ‫عليـه وسـلم وكيـف كان للبيـت الـذي نشـأ فيـه دورا فـي دعوتـه فيمـا بعـد‪،‬‬
‫دعوته‪ :‬وتعد هذه الميزة من أكثرالميزات التي يسـ ّخرها الله لأولئك الذين‬ ‫حيـث كان للبيئـة العائليـة التـي عـاش فيهـا ابـن باديـس تأثيـرا أساسـيا فـي‬
‫يرتضيهـم للقيـام بأعمـال عظـام‪ ،‬ورأينـا كيـف آزر الله نبيـه صلـى الله‬ ‫فمنكـارهسـبالةأاخللااقـحتيفبـاالتلرببيـخةتـومالتتفعلسـيـيمرالوالقـررآعانيـاةلـ‪5‬ذ‪ ،‬ويهـنوّظالمـتهأثأيـراصلـحذابـيهأووتلاضمحـيـهذفـه‪،‬ي‬
‫عليـه وسـلم بأولئـك الصحابـة فـي دعوتـه وأخبرنـا الله عـن حـواري عي�سـى‬ ‫بقولـه لهـم‪( :‬إن الفضـل يرجـع أولا إلـى والـدي الـذي ربانـي تربيـة صالحـة‬
‫عليـه السـام ومؤمـن آل فرعـون فـي دعـوة مو�سـى عليـه السـام وغيرهـا‬ ‫ووجهني وجهة صالحة ور�ضي لي العلم طريقا أتبعها ومشربا أرده وقاتني‬
‫مـن الشـواهد‪ .‬حيـث أنـه كان لعـودة أولئـك الأفـواج مـن العلمـاء الذيـن‬ ‫وأعاشـني وبرانـي كالسـهم وراشـني وحمانـي مـن المـكاره صغيـرا وكبيـرا‬
‫تكونـوا فـي المشـرق العربـي وتأثـروا بالأصـوات التـي كانـت تدعـوا إلـى نهـوض‬ ‫وكفانـي كلـف الحيـاة‪ ،‬فلأشـكرنه بلسـاني ولسـانكم مـا وسـعني الشـكر)‪.6‬‬

‫إن هـذه الإعانـة والكفالـة والمكانـة الاجتماعيـة لأسـرة ابـن باديـس جعلتـه‬
‫يتحـرر مـن الحاجـة للتوظيـف لـدى السـلطة الفرنسـية‪ ،7‬وهـوالتوظيـف‬
‫الـذي كان بالإمـكان أن يجعلـه تحـت القيـود والضغـوط الفرنسـية التـي‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪161440‬‬

‫بهـا جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن بقيـادة ابـن باديـس‪ ،‬وقـد أشـار‬ ‫المجتمعات العربية والإسلامية فتقاطعت أمالهم وتطلعاتهم مع الأفكار‬
‫أحـد الباحثيـن إلـى ذلـك بقولـه‪( :‬بعـد عشـرسـنوات مـن التدريـس أثمـرت‬ ‫الـذي كان ابـن باديـس يسـتعد للقيـام بهـا‪ ،‬مـا جعلهـم يؤازرونـه فـي دعوتـه‬
‫جهوده في تكوين شباب متشبع بقيم الحضارة الإسلامية ساعد في نشر‬
‫دعوته الإصلاحية في كافة التـراب الجزائري)()‪ ،‬وكان من بيـن أبرز هؤلاء‬ ‫ويشـكلون لـه دعمـا كبيـرا ومـن بيـن أبـرز هـؤلاء الفاعليـن نجـد‪:‬‬

‫الطلبـة مبـارك الميلـي والفضيـل الورتلانـي وعلـي مرحـوم‪.‬‬ ‫الشـيخ الطيـب العقبـي‪ :‬الـذي عـاد إلـى الجزائـرفـي ريعـان شـبابه فـي‬

‫القبـول الاجتماعـي لابـن باديـس‪ :‬يعتبـرالقبـول الاجتماعـي الـذي‬ ‫أعـننترّبعميـ فريينبايهئـةزإانحتـدشىر وتثلفايثهايـانلحسـرنكةة‪،‬الولوقـهادبيكاةنوتأرّثجروفعيـهاه‬ ‫‪ 3‬مـارس ‪1920‬‬
‫كان يحضـا بـه ابـن باديـس داخـل مختلـف الأوسـاط الجزائريـة‪ ،‬مثقفيهـا‬ ‫إلى الجزائربعد‬
‫وعامتهـا وحتـى داخـل أولئـك الذيـن كانـوا يختلفـون معـه مـن أتبـاع الطرق‬
‫الصوفية وأصحاب الإدارة الفرنسية من أبرز مظاهرالاصطفاء الإلهي‬ ‫بأنصارالجامعة الإسلامية التي كانت تدعوا إلى إيقاظ الضميرالإسلامي‬
‫والاختيـارالربانـي لشـخص ابـن باديـس‪ ،‬حيـث كان ابـن باديـس يجمـع‬
‫الجزائرييـن ويوحدهـم ويلقـى ترحيبـا كبيـرا أينمـا حـل وارتحـل ومطلوبـا‬ ‫وإعـادة الاعتبـارإلـى الخلافـة الإسـامية وقـد عـاش العقبـي قريبـا مـن تلـك‬
‫مـن جميـع أفـراد المجتمـع مـن أجـل وعظهـم والصلـح بينهـم ولا أدل علـى‬
‫ذلـك مـا كتـب فـي الجـزء الرابـع مـن آثـاره التـي أ ّرخـت فـي أحـد أجزائهـا لتلـك‬ ‫الإرهاصات وأخذ عنها أفكاره الإصلاحية‪ ،‬كما كانت له اتصالات عديدة‬
‫الرحـات التـي كان يجـوب بهـا مختلـف مناطـق الوطـن الجزائـري وكيـف‬
‫كان يحضـا بذلـك القبـول مـن طـرف أبنـاء وطنـه وكيـف كانـوا متحمسـين‬ ‫مع دعاة النهضة العربية الإسـامية أبرزهم الأميرشـكيب أرسـان‪.‬‬
‫لدعوتـه ويسـارعون فـي الانضمـام إلـى جمعيتـه والعمـل علـى إعانتـه ماديـا‬
‫ومعنويـا ونعتقـد جازميـن أنهـا كانـت مـن أبـرز عوامـل نجـاح التجربـة‬ ‫ولقـد كان العقبـي صاحـب نشـاط كبيـرفـي المشـرق العربـي حيـث‬
‫رأس تحريرأول جريدة عربية في مكة وهي جريدة القبلة وأشرف بالموازاة‬
‫الإصلاحيـة لابـن باديـس‪.‬‬
‫مـع ذلـك علـى المطبعـة الأميريـة‪ ،‬كمـا كان لـه شـرف الكتابـة فـي جريـدة أم‬
‫خاتمة‬ ‫القـرى أول جريـدة رسـمية فـي المملكـة العربيـة السـعودية‪ .‬فعـودة الشـيخ‬
‫الطيب العقبي بهذا الزخم النضالي في ميادين الفكروالإصلاح والدعوة‬
‫إن الله إذا أحـب عبـدا اسـتعمله‪ ،‬وإننـا نعتقـد جازميـن أن الله‬ ‫والعمـل الصحفـي جعـل منـه رافـدا مـن أهـم روافـد الحيـاة الفكريـة‬
‫أحـب ابـن باديـس رحمـه الله فاختـاره مـن بيـن الكثيريـن مـن أقرانـه‬ ‫والنهضويـة التـي سـتؤازر الإمـام ابـن باديـس فـي دعوتـه التـي كان قـد بدأهـا‬
‫واصطفـاء بمشـيئته ليكـون أحـد جنـوده فـي دارمـن دور الإسـام‪ ،‬يجـدد‬
‫لها أمردينها ويحي فيها سنة نبيها صلى الله عليه وسلم‪ ،‬بعد الذي لحقها‬ ‫في مساجد قسنطينة وتجعل منه الرقم الثاني الأكثـرتأثيـرا فـي المشهد‬
‫مـن مكائـد أهـل الـدارقبـل الأعـداء مـن الطرقييـن وأحقـاد الصليبيـن مـن‬ ‫الجزائـري بعـد ابـن باديـس‪.‬‬
‫الفرنسيين‪ ،‬ولقد آزر الله ابن باديس للقيام بهذه المهمة بالمنبت الطيب‬
‫والرفقـة الصالحـة والتثبيـت علـى الحـق وقـوة الكلمـة ووحـدة الصـف‬ ‫الشـيخ العربـي التبسـي‪ :‬وقـد عـاد إلـى الجزائـرسـنة ‪ 1927‬بعدمـا‬
‫وصدق النية وسلامة الوسيلة ووضوح الهدف‪ .‬فكان من آثارذلك ثمار‬
‫حصـل علـى العالميـة مـن جامعـة الأزهـر الشـريف‪ ،‬وكان عمـره اثنيـن‬
‫طيبـة ظهـرت فـي تلـك الجحافـل مـن طلبـة‬ ‫وثلاثيـن سـنة فـي عهـد القـوة والازدهـاروفـي زمـن النضـوج بعـد أن تـزّود‬
‫العلـم النافعيـن لوطنهـم المتمسـكين‬
‫بقيمـه وثقافتـه والمنافحيـن عـن‬ ‫بالعلم الواسع والفكرالمتحرر الذي قوامه التجديد الواعي والعزم على‬
‫شـخصيته وذاتيـه‪ ،‬فجـز الله‬
‫ع ّنـا الإمـام عبـد الحميـد ابـن‬ ‫الإصـاح الجـذري بالثـورة ضـد الجمـود والجهـل‪ .‬كمـا شـهدت الجزائـر‬
‫باديس خيـرالجزاء وحشرنا‬
‫معـه ومـع نبينـا صلـى الله‬ ‫أيضـا خـال هـذه الفتـرة عـودة الأفـواج الأولـى مـن تلامـذة ابـن باديـس‬
‫عليه وسلم في جنته آمين يا‬
‫رب العالميـن‪.‬‬ ‫الذيـن بعـث بهـم إلـى جامـع الزيتونـة فـي تونـس مثـل الشـيخ مبـارك الميلـي‬
‫ليشـكلوا لأسـتاذهم ال ّدعـم الـازم فـي معركـة البنـاء والتشـييد‪ .‬وجـود‬
‫***‬
‫أتبـاع لـه ينشـرون فكـره ودعوتـه‪ :‬حيـث نجـد أن هـذه الخاصيـة كثيـرا مـا‬

‫كانت السبب في انتشارفكرما على حساب فكرآخر‪ ،‬فإذا أراد الله لأحد‬

‫عباده أن يستمرعلمه جعل له أتباعا ينشرون دعوته من بعده‪ ،‬ولنا في‬

‫أصحـاب المذاهـب الإسـامية الأربعـة خيـردليـل‪ ،‬فعلمـاء الفقـه متفقـون‬

‫علـى أن أصحـاب المذاهـب الأربعـة لـم يكونـوا وحدهـم فقـط وإنمـا كان‬

‫هنـاك مـن هـوفـي درجتهـم إلا أن هـؤلاء كان لهـم أتبـاع نشـروا مذاهبهـم‬

‫اولاججدتهنـاادا‪،‬لإاملـلايم اثلأفشـاقفهعمينيقـماوللكعإـل ّانأالنليأـثصوحاهـبهو‬ ‫عكـس الآخريـن‪ ،‬ولذلـك‬
‫تابعي بلغ درجة مالك في‬

‫ضيعـوه‪ ،‬أي أن تلاميـذه لـم ينشـروا دعوتـه‪.‬‬

‫ولقـد آزر الله ابـن باديـس بطلبـة عملـوا علـى تبليـغ دعوتـه ونشـر‬
‫فكـره الإصلاحـي بيـن الجزائرييـن‪ ،‬حيـث أ ّن الجهـود التربويـة التـي قـام‬

‫قـد أثمـرت‬ ‫بهـجايـابـانشـب ّاكدليـفيسمـمانـبدعـدع اولدنـتـوهاةمـالنأالسازيتسـيونـةةلفـحيركـسـبةياللإنصـشـاراحلالعلـتـيم‬
‫سـتضطلع‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪17 1440‬‬

‫مجتمع ال ّطهر والعفاف‬

‫في فكر ابن باديس وكتاباته‬

‫سميرسمراد‬

‫اا((اوللاابمـملللا َدجفحـحـنانتَََّّّيدـدأمـاسايـةدعد‪:‬اد)ًبل)ضـا«فـ‪،‬اَلاغيإأ(مرإانبلسَّهرــيمأـتصفمةانـلُِا»ميا‪:‬س‪،‬ـ‪،‬رحفيـَـدهـويحدملـيامـلاولاُمُيلـنمثشـرإخأـزلدرةيعـرغُـعـعجوواالَاةءملل(مـإاامونلالرأِّلَمجـدَمحـةاتيـَّجيدم«ـتانرعيعــدمـم)ـادعنلإ»ولنإـ‪،‬حىـنس‪:‬ـحبوَديياـ«الواإكمنبدةهـياشـطد)ـلوميا‪،‬نهـلفسوـاضبـ‪:‬لأفاومي«َـحيـوانهلكنبظاه‪،‬ذـيعـمفهـذـونااعقةأَمأدطبـنيـنَفـشعـوأدثِيرتةمَهتـوثـَّصايمـالعـا»ر‪،‬نهةل‬ ‫ِإل ُيغصـفـالٍـَحلم‪-‬ب‪،‬يذبنـلـقل َكطـَطـبعَرق َايقـلإةكمـ َّالميمبـاادعٍيـببـندمـاانللإأحبصـموايِـبـا ِدهح‪،‬ا‪-‬بَـووإكنانـنباكتدايـلَـنهاسلف ِّيـإدلـيـهىُنمالإهشــاوصرـكأاا ٌسـحتاالعٌسدظيلـينـكمـيِ ّ‪،‬ةل‬
‫أمـحـنكآايامتـاله بقـدرآعـنَوالى أصنهـرياحـغيـةراللائققـطةعبيـالةنالِسـااجءتفـمياعهـيـذةا‪،‬الوتععصـطيرـ»(ل‪4‬آ)‪.‬يـات عديـدة‬ ‫ومقامـات جليلـة ومواقـف كبيـرة؛ ومنـه الإصـاح السيا�سـي والإصـاح‬
‫ِ َافإااإأاألـ«ًذوووللثبعلللـاـبسلش(يـمـلَّأَاتاخكارَّرصينزيـبَلُفـلنهدجـكاواضِكاليـايت‪،‬هَنمشخالىـنليٌَّ�ـ‪.‬عيـودماةهح‪.‬صُوفشــجابه‪.‬افـ ُأاسةمأاــيلقوروزَّع‪،‬بلتاـاـِنةو‪،‬مقنـقوةئسـُه ُييٍ َخاكبفجةنشثور‪،‬اراـندايلهلـجؤإربيهِّـضبسادلــٌيـانوـصةدياٌرـصهماـساسةـُِدلةنــةبالـايللمـر‪،‬ـ ِولجتاتٍداَهِحذللسهلمويحـمنُجلواااـنَّمأكيس(مِبهتلـتي ٍدنتونييـلةًهمنعكوشُوةنمـنامثحالذبااهيُاٌمنيكلةـملـَِّعملغصعضيلــمّـ‪-‬ـدكيَِبــيَتوـمرـُعضحايـشوهذـةبرُينو)يةهرمرويهنةـتا‪،‬دقِفانيعـوافليـنشاخـلاَوووُلـةنأهِلٍوةالنههاـد‪ٌ،‬لتممقهجامـضـا(لـحلأنجيبَِااٍـ‪،‬ضبهوهـلوتددجِارم‪،‬لتمانابسَّهعيخـمـفنترميزـكيااـاف ٌتَواِئقذـةـ(سلهطنـِطكـاةهاعقـٌـاتلنلرداخايولموـألشاِـلدومامَوبـمَعـيف)اةشلوعـعـيبـعاخِِن)لاَِيفَّتلاِةلـللأـارراخ‪،‬ذلْيَمحيَـاكٍيـممتههجـتـٍكـدٌّلبو‪َ،‬ي َاتري)يقضه‪ُ،‬صهمسلج‪،‬هأكمـث»اـن‪،‬تـح َوااكـوكزالَّفـاَونااموه ِّاسئقمـحهـُعلدُـسـزَان(هندايـري‪.‬ـلٌيعدس‪2‬ـسسَ‪.‬ـــجةن)بـن‪.‬توم‪.‬هتةهقـةـهجـياُلامالعضوامـفإفـذمـحصَارلُااعلهبندولهبَّعـيأـيـاللـققا(الاـاذٌالدلاارنىليوالنمَمـألىلئب ِفلكإتَّبباَـاايريمقلذاحدأــاامجلسلـنـصقلدنُـبرصلهنـاأزياي‪:‬ـوذٌاابائااهفـدوئككاُبـلـمأـل«فاـ)ياٌل(ََلحأراملهسىابَإنأواولحلت»لبتن(بخبنوووهاصجَسذـعااي‪1‬اتمـ)سبايياتــَلقدعلشا‪،‬رَحعيـسكتـيتـرغلـاييبحبـنل�ـبويي!مــكفبيونـورمـــسنـ‪-‬ه)ٌُّىنايهلظةلس‪،‬لىهكة‪:‬ن‬
‫افلتـئش ُيرلنوقباـلدهفتالفمساطسـدلنوماايلبهننلابوُياكدحيالذرذسهـليممُيكاوئخقدطعـأورمثناغافلئيلـههةأؤانللافتءغ‪،‬سرهيوكبمايـبنتننل‪،‬هكوُيمنبباذلمرشرهـرائمصاععددا‪،‬يقنوبهـمةما‬
‫وإهمـال أحـكام إسـامهم‪.‬‬ ‫كذلـك (فلسـفته الاجتماعيـة)‪.‬‬

‫َشـ َّتىـ‪،‬لقـكتـد كبتـ‪-‬عبلـابىـنو بجـاهديـالسخ فـصيـاولإصصـ‪ -‬فاـحي اإلاصـجتامحااعـلمـيرأكةت‪،‬ابـاوإ ٍتصـفـيا ُحمناالأ ُسـسـبارةٍ‪،‬ت‬ ‫المشـرق وفـي المغـرب‪،‬‬ ‫ونـاد لىقـإلدـىظ(هـالرنهـتودعـض)وا ٌعتللمـلاإُءصـومافحكـهنرـاونوهونـاشـيكوفٌـخي‬
‫وتربيـة البنيـن والبنـات‪.‬‬ ‫منتسـبون لجامعـات‬
‫َإاابفووووووللا َاااكتملِهللسـفلـَنأشرْـسيـيـُكةقحتااضصـرـهارموعو ًّ–ار)دنيواتا‪-‬يوااتِدـ‪،‬ملحه ِ‪،‬روإحةشمنيثوـلمِناسـرا َ(انملـكلنـلإيمـاإحنساَمـنغفصسر َيصـيوللفدبُال‪،‬سياســةحـطاويمحاووو‪.‬غدنـاالتإ‪.‬ن‪.‬ال‪.‬حِن‪.‬ـافه‪َ.‬ىَّلفعاْلـةمكبكالُ‪-‬مو‪،‬ببــلنارمعأسعـوـ)لكوـُاللت‪-‬منحبفــانمممـأٍليتحكرَّهضيـامـرث؛وناوثُدَامبأُلنحـهملتوـا‪-‬ونايةالطهلد‪،‬ـجئاـيرـعًعذعلهةـمنلُفللإــهنتكأدلى(‪،‬وامكأاجاخلُـفهلـسابـنـرأيحلحويواااَّىحل‪ِ،‬ـزل‪.‬دخلدط‪ََ.‬كثوقا‪.‬وهرتادـالُـياةوكجانـ‪:‬م‪-‬سكـمال؛نو(َوناييـااوتأحلنالـلطاهِِتوـمفـا‪،‬دحرـسزًْـشةمكتموـنكمي‪،‬واادرَّزاولعكـخا)لولاماهِا‪ِّ-‬لااحِداللوجومِنيلـدلآكييللح(ـقطـأِنامانِـافدَليرـِْإهآـةاهكلســهتةا ِدنرىسا‪،‬ـروٍمًاالاتمسللولـلوّاَ ُلقتاََطتإلحولصمعلغَُُّّاخلدريدسسعـيــحاـييـَّلالَّناطـنعد ٌحًّـفوـاي)دةلنـوَا‪،،‬م‪،‬اية‪-،‬ة‬
‫كتـ َب عـن (المـرأة) عمو ًمـا‪ ،‬وعـن (المسـلمة) خصو ًصـا‪ ،‬وعـن‬ ‫ابنلهنمتوظـخًـرضـراكجلمـصعانحيقـ ٍ ًجحلاـاممنعوـتةعصـالليزميفهتـاحوـنـتدةعول ُويدكًاملـلايإتنهـماف‪،‬سـيـانوًاديلـاة‪،‬ذافـلييكارفـمحـلـعدةو»ش(ـد‪)3‬عإا‪،‬رلسـ«كـالاننمهـيهواظ‪،‬هـاضلرتبـاكيلتـمـاهرـأُبةي‬
‫(الجزائريـة) بوجـ ٍه أخـص‪.‬‬
‫‪« -1‬آثارالإمام البشيرالإبراهيمي» (‪.)278/5‬‬
‫كتب عن طرق ترقية المرأة والسبيل إلى نهضتها نهض ًة صحيح ًة(‪.)5‬‬ ‫عدد (‪ 14 ،)10‬صفر‪1344‬هـ‪ 3 ،‬سبتامبر‪1925‬م‪( ،‬ص‪.)1‬‬ ‫««آاثلامنرتا ِلقإمدا»م‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الجزائر‪.‬‬ ‫عبد ا لحميد ابن باديس» (‪ ،)446/5‬ط‪ .‬وزارة الشؤون الدينية‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كتـ َب فـي وظيفـة المـرأة ومـا يترتـ ُب علـى خروجهـا عـن وظيفتهـا اللائقـة‬
‫بها(‪.)6‬‬

‫تعبي ـرهو‪-‬ك؛تو َهب فويكالش ُّس ُفف اولروواجل َّهتب ُّورالج‪،‬كفويفن َ‪،‬ص َولبيبيننالالُّسُّ ُسف ُفورورالاإلإفرسنلاجمي‪.‬ي ‪-‬على ح ِّد‬
‫ايبوولانلجفشنـظتـاعَّنـبلرسـًلإةةاقـل‪،‬ل‪،‬ءيده»ـذمفاَل‪،‬لـقـسـباومكتتوُنآيسدـَممقـلبظـًّاّاِ ِربُـنبرربإانلأحلايلـبدَّحناشيهــكد‪،‬ياظيــثِمفطرَالاـال َمسوَـلونغارأيلشـىـعة ُّرلرراهسيـع(هلُ‪7‬سفـ)موخـ‪ِ،‬وواث(حُرل‪8‬عَو)ُكاي‪.‬امَلملقيــإلِّهفهةرُفررانليأتـجيـ«ﷺييَ ً‪،‬سضــعجِّاندوعـقـوحذـلهَّرسيذا‪،‬ـلارعئوافلةقلـهاافضـفتفـلتن‪:‬ـليتاةارأبـديبـنافـنلانلتععربسـهاـشجـااا ًّذءبل‪،‬هاس‬
‫اايتوَلأؤجسَّركنـتدجـنـايـداال ًواددَّيلباـساْاتكإل َُللَّنتنرأىبُ َجاوظبااحدانرـيبـجد»(ي ٌبن‪1‬ب‪،1‬سب)ث‪.‬اعوُديع–نيافـقـئد ِّيرتسآرشفحةخُّـيجقفـ ُريرقوتاْهجاقزس(َاتح‪9‬رلي)اـر‪ِ،‬كهرنيه‪-‬نشقـ« َووعس ْتلفجلـ ِ‪:‬رىوع«هونـاو ِّهتجدَجـقنهاوعفًـاءِليمدبللورأم«قةاَشغلـتعرفناتِوّلانـدضإلِةاحرفلأؤتربايونمةةعصـا»نعـل(رنَأ‪0‬د‪1‬وجدَ)أُن‪،‬حممبِْنررَيكهـمـوا»م‪،‬ةا؛ر‬

‫‪ -4‬المصدرنفسه‪.‬‬
‫‪-5‬المصدرالسابق (‪.)442-439/5‬‬
‫‪« -6‬مجالس التذكيـرمن حديث البشيرالنذير» (ص‪ ،)164‬ط‪ .‬وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -7‬المصدرالسابق (ص‪.)171‬‬
‫‪ -8‬المصدرالسابق (ص‪.)172‬‬
‫‪ -9‬المصدرالسابق (ص‪.)171‬‬
‫‪-10‬المصدرالسابق (ص‪.)173‬‬

‫‪ -11‬المصدرنفسه‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪181440‬‬

‫ايولتاإولخَّقـهتيىـلاةا ِلبطالشاـتلـَّنرر‪،‬سكاويءوتابلِااحـبل َّتررعـىجاامدلق»عت(نـ‪.�ُ)9‬هَ(ضـ‪0‬وىا‪1‬ل)م‪.‬النسلهـُميالمعـسنلاُمل ِّزَنعـان‪،‬د اويبتنحـب َّاردىي الست هشـوريالعاذيت‬ ‫‪-‬كيقـشـ ًـوف ُإال‪-‬لن‪.‬وماجههـساَّماوهكافبيهـناب‪،‬ا«د ُيدوسن ُسشُـفعوًرراهاإ وس ُلع ُانمًِّقي َاهـالا»ي‪،‬عهـدذواأعننـيكد أومـن ِمن انلافلمتنرـأ ِةة‬
‫هـذا ُك ُّلـ ُه ِمـن ابـن باديـس‪ :‬دعـو ٌة للمحافظـة علـى الأحـكام الشـرعية‬
‫اولخزينـشوةيخؤ–كشــغةديـارابـاللُنحولـباجيـدهيـوروانيلسـكنعفلـياـىلنخ»لح‪،‬خجــواِابـل«ب»ع‪.‬ـالمـد ِرمأةإث‪،‬ـاورأةنـاهليفكتـنـوةن‪:‬ب ِبـر«واعئــدح ِمالإ ِ ّطظيـهـابر‬
‫والآداب الإسـامية التـي شـرعها الله لنسـاء المؤمنيـن(‪.)11‬‬ ‫«كشـأمـُافاالل ُّسـشـ ُ َفعوررواالل ُإع ُفنـرنقجـوايلأالـطـذرايفح‪،‬امـربـعهاالبَّـتبـ ُّنربجابدايـلزيسنـةفهـوومـاعإلـليىهـاَحـ»‪ِّ.‬د َقوِلـ ِه‪:‬‬
‫اولإمثـاسـ ِلرٌلة(يمي‪)1‬د‪.‬نعـواوتابـحاندهبـامد ِيلــ‪« :‬سمنآـعخـاًلرا ُّسـ ُ–فووهـر اولاإلمفرنصجلــيح»ا‪،‬لاوكجِ ّتلم ُاسـعُـفيو‪-‬رإ ِلـفيـى ِهتِإعـْغـا َورا ٌنء‬
‫وبعبـارة آخـرى كان ابـن باديـس‪ :‬يدعـوللمحافظـة علـى‪« :‬الوضعيـة‬ ‫االلخأحجصاـكـنـ َوومفًـباصـلياعمشلــعفىلرـااعىليسـنالودأسـمـااقـالاءايـ؛رخؤتكبـدتـ»(اي‪)2‬بإط؛ليُكـيوتاهالحـبـامِّـًمذةتُـرنزاافضلياجههــفابيـيـا ًِمةـنكفـنايولا ُل«جسـتنفوتحنءســرييـةعنفـما‪،‬ياقبلاـولدخةِّلدـايخــلوتةونهـبالاواولالألنِعجـرنبرجهـبـايـذضالة‬
‫ااااوللللخُرأيإتَـمـشرَّـيجيـســام(رِ(لةلتـع‪5‬انـان‪1‬يلذام)تمـا‪.‬ية ََرظو»أَّلـةـناةمالَ‪،‬يسلـتبإاكهثـنعبتؤاـنمفيــااُاي‪:‬لبُأفثـهاَـ«بَســةيم«ثرفـناـا)لاليبتاَو(لرطب(د ُاعيييــالفهـةحا َُِّسرطففـاْةههلــ»عـإاُِ(ظر)‪2‬سن‪1،‬اـ)ولاَّ‪«،‬نوالأمَعخويسـنيَـيفـةرلداهـ»ا)(لعِـ‪3ِّ،‬ذناف‪)1‬وو(‪،‬بسـإاوهلااـللءذىوعليـ»يفَّنـ‪،‬صـانكَـنْشاوـوِلفجـَرأن)نُمدَِلُهـهرهأـيلـبيأذوننهأاجؤييكؤــحنـ«ـاكـااددللواُع»وحلن(بلـأ‪4‬قنبرى‪1‬اا)كقئت‪.‬ــاأانـُاقءنن‬
‫وخـراب البيـت وفسـاد الأسـرة واضمحلالهـا(‪.)3‬‬
‫ـ ِمرو َّتمـوُرايب ُييحتَقهـفـِّمـواظي‪،‬‬ ‫ـ كمـا أن ابـن باديـس حينمـا دعـا إلـى تعليـم المـرأة والبنـت‬ ‫الن ـساوءكبتاـل َربجواهـلوف ُيي َاقـلَِّّرتُرع ُّل«مح‪،‬ـفقِإ َّاملانُتفسـَاردءبفـييوٍام‪.‬ل‪.‬ت‪.‬عوِلإـ َّمما»أ‪:‬ن«تلتاأيخجـروعزناخصتـفاوطف‬
‫افدليَّنهعـامـسـام‪:‬ـل(ع(‪16‬ذ)لصـ‪.‬فـكَةإلاـلى ِعأ َّفـنةت)ك‪،‬ـوإلـنىالتصربفيــاة ٍتوالأتخـعلريـىم‪،‬‬
‫وباهـلابنـاال ُأ َتس‬ ‫للنسـاء‬ ‫الرجـال»(‪.)4‬‬
‫تنتظـم‬ ‫َالملنمِع ُعليـهـفمِّنووبكاِمتتلـ اقنََبلـبالنمعـكبفـاتنيادبي«وةمأسـسشـنأطرذنولاُيلعبقيك ِّنـيةلاأدتن َتتعهلـع ُّكلقمَممـدااهُليانفعبأنـَّسـنساُدهءداتالهلأع ُّبلنكنـٌتماو‪:‬ايءبـ(ت«‪5‬ة)وع»‪،‬ل‪،‬صوىَللموَـأانحـبَّسكـرااهنإِلضستى ِععادلليلـيِـنفىَنُلناس َ»ام(ـشـ‪6‬د)نر‪،.‬‬
‫االل ِّنسَـسـعاوايءَد)ك‪،‬ةتـولوباكلانـكبـهمـناكبلمـ(اا‪7‬د)‪.‬يقــالس‪( :‬فـتيك«مايـل ِّنٌلسـدايءنـ ٌّي)وا‪،‬لفكإمنــاهلهـ»‪،‬والـويذديعـيوبلـإ ُلـغىبا(لتأمـكةميإـلـىل‬
‫اابادوليلـلـمرإاخذنلسـءـسـاليلودتماميـعطمشــعيبنونلَراأا؛يةهـااتمعبلمللاـجلعوخىَّاهـتتللفـامغذيـَّلِلهشرـفعـيحاااَّبابيةلِّلـيـلاااعـعذنلةات‪،‬فاـدي‪َ،‬طالةواالتفـبهجقـفسَّـنيتررووةمفـااصـالى»ِو‪:‬دهعرُّإطيلاــذةظهلــاىااةارزلِلهلاـا‪،‬موللافرمفُِمةوتهِججتاـهـت‪،‬اسولَـيلمُموحنـممعـهبيـعّاافبليلهنمـىتوعداـوونلبٌااـحََّّمليتـايمد ِلٌعةـةلنـاتساـُ ُزلرلغيغوهغـمرافيفِّلةردببـٍبجَُّةييـدـة‪:‬وغةنعمـيـ«عـااونرانللإنلِااجاولنلمنسـحفَضجسـساـقتييعامسـائيّمــاٍين‪،‬قق‪،‬عةد‬ ‫ـ وابـن باديـس حينمـا يشـر ُح حديـث خـروج النسـاء إلـى المسـاجد‪،‬‬
‫الشـرعية والآداب الإسـامية‪.‬‬ ‫تنلفـاظخمهـهيـو�ِيفشرشقـالوخيثممتــنيفـهرهاـشأـايبأةهة‪،‬ـواناعوـُأليسكـُِّلنقحـنِهطـّلِـترماَـّهِريُ(كش‪ِ8‬ـّأ)امـَّس‪.‬لادو‪.‬مـ‪.‬اِبلرفناـجـيَـخءايطةيءمـن ُاجاورتنبملهـلبــاخحِعةهِلنـوعآاخهـللــدداآااىيـ‪،‬لاٍخرأ‪،‬بورأتووسـوأنموهجااحللهــأاشتـاِكي‪،‬حتاهٍاسـامتودُضفـيرــعـهـيرَديشـثِبمعفحـباشإـريبفرـهراادهـوجالئوذتٌههـاـطعاااانللللمفق ُخـيزطهوـيارنريست‪،‬ـوـضـهـماوقجوتعإعال‪:‬للجماـامِمعـنأـرأهمــنلانةا‬

‫نشـر ابـن باديـس فـي أحـد أعـداد مجلتـه «ال ِّشـهاب»[جزء‬ ‫حتـى لا يحصـل الِافتتـان بهـا‪.‬‬
‫أابمكـلاتصلسدـانفابـحــخًررةريوسلـافا‪4‬ةح‪:‬جيل‪،‬ـ‪5‬تبح«ــن‪3‬مال‪1‬سـبعيهقوــيـكو‪،‬اجدةلوعتتلنمـعك–ـهـاـ ِاازهوـريوأَيانفًساجق‪،‬ـا‪5‬لا ً‪َّ3‬عسـصخـلا‪9‬لٌاسةـال‪-1‬قًـلفـعـمياةلز‪ً،‬أولدبالاحـينمجبدجهأألاـت‪2‬مُــلك‪،‬اَّوتماسـِبـفممعِضهي(عجعع‪7‬نلدنيــ‪)1‬ىفددـو‪،‬لنـاةااأل‪1،‬سقكــمـلَّت‪1‬ورمق‪،‬ـقنـفةرتياد‪،‬له(ـراتفالليكــُأوصهـوققسـذنواره‪4‬لعةـم‪8‬ا‪،‬زهل‪-‬وعوَع‪9‬ـدقجـعايـ‪8‬املــد)ةنىلة]‬ ‫فااـللحـي َّعخربـبمخـايـ َدموـطرـن»ِرنمـج َفتُعادننـطا ُّحبيـدهـنشقـذببهةواالـلاامدـللهي ِّرأفزتنـاةاعس‪،‬اَحليـووفـقىشق‪:‬ـيعُةفقق(ببوعـمـقِحاةهفـﮊًاُفةـح‪ِ،‬لفِّريَيوُهـياََ«ب ِّضيـمﮋع ِننمــجادكلنياـاﮌللسَخـفا)حل[ر«تاوجـلَاذحإج َك‪،‬مسـيبـىرواراالمخءل‪:‬لنشـ‪2‬وشِـتكره‪3‬ـرلعُ]اعاي‪،‬بماا»لاولُ‪،‬يألشفـج«حيـنرويكببـيميَُـماض‪،‬ف‬

‫بالكلية‪،‬فينشـأ عـن ذلـك شـقاء الأسـرة وفسـاد الأخـاق وتوتـرالعلاقـات‬ ‫‪« -1‬مجالس التذكيرمن حديث البشيرالنذير» (ص‪.)174-173‬‬
‫فإاـولِيفإنعـاسـلشًاـنهاااكءميتـاَةمَل»بلباهناـ‪-‬بـٌّهـيُ‪ُ.‬رنعبجفلاـعحدىلاـيـناـلقمهسعابعمـرلفــقـناىةل ًاباولاـفـادليزيِّـروهاـ َضذسـجااا‪،‬افـللميمولبوانعـل ّلضـِيهنـاوامععـنلنـكىشتشــاربلُُهبُقحفــفـويِلّـيب[ها‪:‬لوجالزج«ـَّتاءزلـعرءبازُيارولعاآفاتـجل»أيافوـهـلي–‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدرالسابق (ص‪.)178‬‬
‫‪«1‬ا‪1‬ل‪،‬ز(واج‪:‬ص َأ‪ُ4‬يب‪َ 5‬ن‪1‬ى‪6-‬عل‪5‬ى‪1‬ا)]ل ُ‪،‬حفـِّيب‬ ‫‪1354‬هـ‪ 3،‬جـوان ‪1935‬م‪ ،‬جـزء ‪ ،3‬مجلـد‬ ‫‪ -3‬المصدرالسابق (ص‪.)179‬‬
‫ركن (المقالات‪ :‬معرض آراء وأفكار) وعنوانه‪:‬‬ ‫‪ -4‬المصدرالسابق (ص‪.)158‬‬

‫‪« -9‬مجالس التذكيرمن كلام الحكيم الخبير» (ص‪ ،)128-127‬ط‪ .‬وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -5‬المصدرالسابق (ص‪.)161-160‬‬
‫‪ -10‬المصدرنفسه‪.‬‬ ‫‪ -6‬المصدرالسابق (ص‪.)161‬‬
‫‪« -11‬مجالس التذكيرمن حديث البشيرالنذير» (ص‪.)173‬‬ ‫‪ -7‬المصدرالسابق (ص‪.)169‬‬
‫‪ -12‬المصدرنفسه‪.‬‬
‫‪ -13‬المصدرالسابق (ص‪.)174‬‬ ‫‪-8‬المصدرالسابق (ص‪.)176-175‬‬
‫‪ -14‬المصدرنفسه‪.‬‬
‫‪ -15‬المصدرالسابق (ص‪)164‬‬
‫ا«‪76‬لال‪ّ--ِ 11‬صشـاغليههمــاروةصبالف»دـأ‪،‬يردنيـاوفكلابجسنزهمايئـ(نحر‪.‬مـشـصدر‪4‬قبـ‪6‬ن‪1‬ص)ا‪.‬لًصـعااباـدجتاملاجَّعيـللـةيب‪،‬إ تملمضـيـاءذ‬
‫وإدارة مجلـة‬ ‫فـي تحريـر‬ ‫ومعاونـه‬ ‫الإمـام ابـن باديـس‬
‫رائـد القصـة‬ ‫قـد يكـون‬ ‫الباحثيـن‬ ‫«رشـيد»‪ ،‬وهـوعنـد‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪19 1440‬‬

‫ألكأانننـهينِتمظذنارأإلتسىبدايـمننب ياول ُرميخ ُلـحدَّباقلةت‪،‬ر َّزجكو َمحاجهـابَهشاعَرلإـلعىىل ُذهووأاجهنتهيابالموـحاكفلثيهوااع‪،‬لنحو َدَحيسـَّثنهُهابوعوأاللىخلجاهمـقاذهاالا‪،.‬لنفإظذرا‬ ‫والتعـارف أ ْم علـى المح َّبـ ِة والمع ِر َفـة؟»‪...‬‬

‫اِلهـمشــَيارأءوةتو‪،‬بتِكإ‪،‬نـمذأياأواكتواخكجـتنتيَِافـهبَريذهـعاِبالـَموىلِعّيلشهــوـلِاّىيرهإـواالًذعَاأارؤفكنياـييةنحسـومات ْلقأمحِـامعلََّلرررافثـلجقثِةِّتيـلِهبـ‪،‬اِ‪.‬دبفي ِنـوكيِهذلسـوأتأك ِخذلهَانوِقـامِلهِب ْبشـكـالررو‪ٌ ،‬سـعففؤتايلختـحإا ُقنر‬ ‫َفتباـوولناجيكلحفع‪1‬آـبمـز‪،‬ياـودخسـاودذنهقرمـهج‪،‬ااا)شللجــيآل‪،‬ولـل‪:‬قتلرزــودكماو«ايابُـيتلـإحجت‪2:‬اٍنيانلـ‪«1‬بلم‪،‬بسبارستـشـرنمُــ(دناأأييـيزءع ِعّـللاعًصالضذسلقـلاا‪1‬سٌـهىلرفمـ‪»1‬عما‪-.‬يبل‪.‬ـنهل‪.‬ي‪7‬ـُىِب[حلـكــَ‪(1‬لن)هِـّجمـف]عبَذ‪.‬ذيزهلاـتدءكمبي)ا‪.‬ملقـك‪َّ.‬ذـم‪.‬امسلاـقلـوولًَرحاماـعمـكـلانـرالبمَبنـمكدأعانكنانـوللن‪5‬نبموإفااك‪5‬فكنعـلـادانا‪3‬رتي‪:‬ـنُُـوهبـن‪1‬فيجب(ههِااـس‪،‬هللماـ‪،‬أتنكفنشأعتنــيبسلـبييتيَااـريبعـكلحنـقتقاـلبر»ـيقَ‪.‬اولبرمرن‪6‬افعـَابءل‪3‬سلاـييمـل‪9‬دفذهجيمـل‪1‬كلــوفـمةر‪،‬سةك‪،‬ني‬
‫ووالحمقعيرََقفْـيـ ِةنبأالنِّدُتيـونضـو َاعلبُخيُلنـهقمـ‪،‬ا‬ ‫بينُهمـا الزوجيـة عـن‬ ‫موـ‪6‬ال‪3‬نتا‪ِ9‬عـللـا‪1‬تذرمعال‪،‬فيـعأجقْممـ‪َ3‬عد‪،‬علـلإـمىلـىاىجلامللنمفدهـحشَّـ‪2‬بـو ِر‪1‬مة‪،‬امول(اقلإمالـسـعصِهراَ‪0‬فـمال‪3‬ةي؟‪1‬لسـ‪-‬ل»ـا ِ‪2‬ب[زو‪3‬قجاـ‪1:‬زج)]ء‪َ،«،‬اروبللأـَييـمزُعوسااَّضـدلاجأَ‪:‬هموبََألإُسيمَّبد‪َ5‬نـ‪5‬مضىاا‪3‬ئـكع‪1‬اهلـَهاـنلىم‪،‬واعـعلجـرَُدحوـواب ِّبفنه‬
‫الح ِررَّيؤيـيـ ِنة‬ ‫منهمـا بصاح ِبـ ِه‪ ،‬كانـا‬ ‫فـإذا انبنـت‬ ‫وهوحرف «ع» الذي يرمزلاسمه‪( :‬عبد الحميد)‪ ،‬وقد أم�ضى به الكثير‬
‫اولمرح�َّبـضـ ُةي كوا ُّللُألوافـحـة‪ٍ.‬د‬
‫مـن مقالاتـه العلميـة والاجتماعيـة‪.‬‬
‫بواذلملـعكرف‪،‬افلـةويزـاولدان ُّلفج اعسلَّليإيهـةسـاب ِارالمب� َيضـحىمبكث ِنـّ ٌّلعينو–االكحـِّمٍدـديامرنأنيـهوامـلتا‪-‬خب ُلعصلقـا‪،‬ىحاولِبـمعِهلع‪.‬ىرفاـلةم احلَّببةدانلَّيـتةيبتالحرؤصيـ ُةل‬
‫ِللـااتفـلبيـوالُلثامأُيختـنرا َتاعنفطيط ِِامفــلينز‪،‬وتاَعوَأجريْاـخِللـإقسضلابالاملـفيزاوضالي ُلـحجةالبلمابللنـخ ِّيش َطـهعرولا‪،‬ينـ ِوهيل َأاألننذاتلينُ ُحيـَحثـ َّي َُّبلرُهثـا ُولعـِراٌَرةاخ ُتهولقاعتنيــط ٌد‪،‬ة‬ ‫ُاأااموللللإنأ ُّسـشساجــسـتَّلِـنارنلناُزةعتد‪.‬موذيايلهةََاةصـجكَاوماراللوالدبِـَّاشحـسضـرَنكرِـعهعـعبايفماايددلعوآيُإـلايـلبىخسَتـنـسرمعىاِلملرمايلـقعِيعفاـلـالاكىـوةهأت‪:‬ار‪.‬ادل‪.‬ةلَّم‪.‬لم ُاتفعـلل ُسهإرقـتفض‪،‬ـنسيـدةلـدوبلَااَّيِةـاوتماََِّلتيهونما؛ةلاخـحم‪،‬بَّـوبـرح ُهوانجةَِيهف‪،‬ـبأَاعيـظوـَأدحاَتينةالــ ِدافىعيلكسلــفعَىأثرلقــةَّانِىنلهبالعفذوـََّّهـيلرفـاياةِذقَأَهكيـمفاحبة‪،‬لانك‪ِ،‬لِافُفأكِوُمدكـتكـِ ِلهـَـهررٌَ‪،‬يةبةة‬

‫انطفا ِئـ ِه‪.‬‬
‫هادئـ ٌةهممابأن َّيـم ٌةراعن‪:‬لـىُحن ٌّظبـ ٍثرائع ٌرفيمـبن ٌّفيوععللـىٍمتبعاالُرِّديـف ُنموخا ِلطخ ُرلـسق‪،‬ريتـعداول ُمخبُـمدوودا‪،‬موامل ِّدحيَّب ٌنة‬
‫وتثبـت بثبـات الأخلاق‪.‬‬
‫دوام التآ ُلف‬ ‫يوتالوتَّقـعَـأا ُُّفيو فـنهيذواايللنعجـ َأمـواحل ُّبقل َأعخـيـن ِنُرتباملنُثـأىلسـعَلرهـةيذهاوااالللأزمـوسـةجؤاوياللة‪.‬بالشـتيرَّيُيةق؟ لصادأمحنـهاد‬
‫مـن العقـاء‬ ‫إبليالللحعيُلطمَهعـمهاقففٍُا‪،‬ارليهولهوُتفـتيفذهااةقـدمَُّافمضورايلابيـلقَلأِادعغطَِّةُانهعلر‪،‬باهاـويلعمبإةرلقةنيسنـاهو»ااباع‪،‬للالا‪،‬أااددحلبيجوَةتتقـنأانبيوئكياسبليافةقٌصـدكدياايعلمـرمعانلفشَستلاىهُرأِلاهفوعإملـيَيمومهُسماتةاح‪.‬لثلااابلوافزميغلـو‪ٌ ،‬اظفرتوةاجلبللضتعتفاالئلييربأىاليلجلا«انةإتالبـالإّرسلِيَلإعوساىعلـسماضل‪،‬عمناعيامفويلايةهًإة‪،‬فةاواسـاولُلوإمحلاتلاديمسقاتلتٌفةعاحرامَعمفجيـت َُلشةعهن‬

‫ارلجكثعـي َورنإمذعاـننأنظاهِللـرِنهزا‪،‬وإالوىقجنادتلماقئبنرـأجّنِيازفوعايلـاجىلاالل ُصُححـح ِِّّببفوواالملَّتنَّتعذعـا ُامرُرد ٍفةف‪،‬إقلفـرإيىَّنبناٍالةاأن َعَّرنتىمفـاتميادايعتلـشاُىكليواخبْمبـانَرهنة‬ ‫ال َّشـاِفي‬ ‫‪-‬كمـا قـا َل ُهـ َوعنـ ُه‪:-‬‬ ‫ِل ُحكـممقـاالإُلسـابـانم‬
‫الآبـاء والثقـة بِهـم‪ .‬ونشـرت مجلـة «المقتطـف» فـي عـدد مـارس الما�ضـي‬ ‫الموضـوع»‪.‬‬

‫تحـت عنـوان‪« :‬الحـب والمغازلـة فـي روسـيا السـوفياتية» مـا يلـي‪:‬‬
‫ألغـت«ياقل ُوحـل َّبكامتـنببألواردبهـيا؛عالأدنهـاح تـديرًاثاه‬
‫من روسيا‪ :‬إن الحكومة السوفيتية‬ ‫البيـان‬ ‫«فيـ ِه‬ ‫باديـس هـذا‬
‫مجـرد عبـث وإضاعـة وقـت فيمـا لا‬ ‫و ِحكم ِتـ ِه فـي‬
‫ال َّزَواج‬
‫طائـل تحتـه»‬ ‫َأ ُيب َنى على ال ُح ِّب والتعا ُرف أ ْم على الم َح َّب ِة والمع ِر َفة‬
‫َأالإحكسـالَمـاسهمـناإاللـ َّىنرا ِتذق َيـعكـاةلر‪،‬يـهـومإذناهلمـإاالنسُـأمذـاكممُر؛لهـنادتيِـألَّيُـننَب ِّديـا َلبنبهـاكشـبيـرَّعيـةفد‬ ‫اولتمحصلايإهنـلامحـبااملاكفدمـااضمالئـاتلللإا‪،‬ن ُتولســاصذيان ُكباوناـلسـفتعاأضدتيحـلهكةابـُبمزُكساالءوإءنسـفولااسـمتهكجُّ‪،‬لُّرهبـإاتلىمخِّلب�ينشهـيـيا ًٍةءعـمعلـننىااللا َّررعذذتايبـئلـاةلر‪.‬‬
‫تتمـاراعجـ ُرعفانـل ُاأمـالمإاسلـأاجنمب َّيـوفةقعهـنـان‬
‫العـام‪« .‬ع»‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫َخطـ َب المُغيـرة امـرأ ًة‪« :‬ا ْن ُظـ ْر ِإ َل ْيَهـا‪،‬‬ ‫ُشـ ْع َبة وقـد‬ ‫اَألمنقـاُيلؤ‪َ:‬د َقـمو( ُتلوال ََّنضبـعِّيال َم َح َّﷺبلةل)ُمب ِغييـن ُركة َمبـا»ن‬ ‫َفمإ َّنسـُهت َنأ ْدحا َرتى‬ ‫ومـن أول الفضائـل الإنسـانية العفـاف‪ ،‬وإنمـا سـعاد ُة الحيـاة‬
‫والنسائي والترمذي وابن ماجه(‪.)1‬‬ ‫رواه أحمد‬ ‫الزوجيـة وهناؤهـا وسـامتها ودوام ارتباطهـا – بتحقيـق العفـاف ِمـن‬
‫وولاح ادليـِب ْكثـ أربـيح َّتـهىرُيـترةسـتأ َذنﭬ»ق‪،‬ـاقلال‪:‬ـوقـا‪:‬الوكريـسـ َوفلإاذ ُلنَلهـها‪ ،‬قـﷺا‪:‬ل«‪:‬لا«َُتأن َنكـتحساـلَُأكِّيـ َمت»(الرَّثوِّيـاهبا)لبحخَّـتـاىر ُتي ْسوـ َمت ْأ َسمـلر ٌ‪،‬م‬
‫الإسـامي‬ ‫الشـرع‬ ‫عليـه فـي‬ ‫والمحافظـة‬ ‫موارالمعـاصةلالحـعةفـام ًعـفا‬ ‫الجانبيـن‪ .‬فكانـت‬
‫عليهمـا‪.‬‬ ‫ومحافظـة‬ ‫مراعـاة للفضيلـة‬

‫وغيرهمـا(‪.)2‬‬ ‫ففي اضليإَلـم َسنـة َعاالاملعإوفـااسللُحافمُّلبلماخلن َّطـشمـهرعا‪،‬وانفشايلرةتالامعـلباأنرجينفبعَّايلل ُميةَتهَوعـااملَِثارُل ُخهفت‪،‬لعاونـءل بدكهناغ ِهيـلارَاشـلفمَري َِعهسـِلُلممرييندنتاعملرمزينـواو ٌضجع‬

‫«وال‪66‬سـن‪18‬ن)»‪(،‬عـ‪87‬ن‪0‬الم‪)1‬غي‪-‬ـورةحبـَّسـنَن ُهش‪-‬ـ‪،‬عبواةلأننـسهـائخيطـفـيَب«ااملـرأسـًنة‪..‬ن‪.‬‬ ‫‪ -1‬رواه أحمـد فـي «المسـند» (‪ ،)18137‬والترمـذي فـي‬
‫اف‪2‬ل‪-‬ذصكـر َغوـر ُاهر‪.‬هىال»ب(خ‪5‬ا‪3‬ر‪2‬ي‪3،6)(3‬وا‪1‬بـ‪)5‬ن‪،‬ماومجـسهلفـٌمي(«‪9‬ال‪41‬سـن‪.)1‬ن» (‪1865‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪201440‬‬

‫التداولية وبلاغة الخطاب في قصيدة‬
‫( شعب الجزائر مسلم ) لابن باديس‬

‫د‪ .‬محمد مدور ‪ -‬غرداية‬

‫والفعـل عنـد التداولييـن هـوالتصـور بـأن اللغـة ليسـت مجـرد ناقـل‬ ‫مدخل ‪:‬‬
‫للمعارف والقيم وإنما هي فعل وإنجاز‪ ،‬فالتلفظ بالقول هوإنجازفعل‪،‬‬
‫تنـاول الشـعراء فـي العصـر الحديـث قضايـا الشـعر السيا�سـي‬
‫أوكمـا يقـال فـي الفرنسـية ‪2. Quand dire c’est faire :‬‬ ‫والاجتماعـي‪ ،‬وحملـوا رايـة النهضـة الفكريـة والأدبيـة ‪ ،‬وتوجهـوا إلـى‬
‫الشـعوب بالكلمـة النابضـة والمشـاعرالصادقـة التـي تحمـل أفـكارالأمـة‬
‫والقصيدة المذكورة على بساطتها ووضوحها إلا أنها دستور حياة‬ ‫وانشـغالاتها وطموحـات الشـعوب وآمالهـا ‪ ،‬وتعالـج آفـات الأمـم وأدوائهـا‬
‫ومنهج كفاح ‪ ،‬وخطة إصلاح ‪ ،‬لخص فيها الشاعرمنهجه الإصلاحي‬ ‫بالنصـح والتوجيـه والتوعيـة والإرشـاد ‪ ،‬لإدراكهـم مـدى أهميـة الوعـي‬
‫وطريقة التعامل مع كل الأطراف الفاعلة في السياق الوجودي ‪،‬‬ ‫الوطنـي فـي صناعـة المسـتقبل ‪ ،‬وفـي هـذا السـياق يقـول الشـاعرأحمـد‬
‫ورسم فيها مسارالعمل النهضوي من التأسيس وآليات البناء ومبادئ‬
‫شـوقي ‪:‬‬
‫الانطلاق ‪ ،‬ومراحل الإجراء وانتهاء بالغاية المستهدفة ولعل ذلك‬
‫يتلخص في قول الشاعر ‪:‬‬ ‫نصحــت ونحــن مختلفــون دارا‬

‫هذا نظام حيـــاتنا بالنـــور خط و باللهب‬ ‫ولكــن كلنــا فــي الهــم شــرق‬
‫حتى يعود لقومــنا مـن مجدهم مـا قد ذهب‬
‫وقال أيضا ‪:‬‬
‫ظروف إنتاج النص ‪:‬‬
‫وللحريـة الحمـراء باب بكل يد مضرجة يدق‬
‫قـال الشـاعرهـذه القصيـدة إثـرعودتـه مـن فرنسـا عـام ‪1937‬م‬
‫‪ ،‬والتـي حـارب فيهـا فكـرة إدمـاج الجزائـرفـي فرنسـا ‪ ،‬وألـح علـى توضيـح‬ ‫ويقول أبوالقاسم الشابي مستنهضا همم الشعوب‪:‬‬
‫معالـم الشـخصية الجزائريـة ‪ :‬وهـي العروبـة والإسـام ‪ ،‬وقـد رسـم ابـن‬
‫باديـس فـي هـذه القصيـدة طريـق الثـورة ضـد المسـتعمروأعوانهـم مـن‬ ‫إذا الشعب يوما أردا الحياة‬
‫الخونـة والسـلبيين أمـا المسـتعمرون فلهـم الويـل والدمـاروالحـرب ‪ ،‬وأمـا‬ ‫فلا بد أن يستـجيب القدر‬
‫الخونـة والعمـاء فهـم كالشـجرة الخبيثـة لا تنبـت إلا خبثـا ‪ ،‬وخيـرعـاج‬ ‫فجـاءت رسـالة الشـعرمجسـدة الوظيفـة الندائيـة ‪ ،‬وقـد تعـددت‬
‫لهـا أن تجتـث مـن الأرض ‪ ،‬وأمـا السـلبيون والغافلـون فقـد يسـتيقظون‬ ‫طـرق الشـعراء فـي تنـاول قضايـا التحـرر وإحيـاء الأمجـاد ‪ ،‬وترسـيخ‬
‫علـى صيحـات الأحـرارفيصبحـون قـوة يشـتد بهـا عضـد المجاهديـن ‪،‬‬ ‫الهويـات والتصـدي لمخططـات المسـخ والسـلخ والاسـتلحاق ‪ ،‬وقـد عمـل‬
‫وكأن الشـاعرالملهـم كان يرهـص بمسـيرة النضـال فـي الجزائـر ‪ ،‬فقـد‬ ‫الشـيخ ابـن باديـس علـى ترسـيخ قيـم الهويـة الوطنيـة فـي خطبـه ومقالاتـه‬
‫سـارت كتائـب جيـش التحريـرعلـى هـذه الطريقـة وحققـت للجزائرحريتها‬
‫وسـائرأنشـطته الإصلاحيـة ‪.‬‬
‫واسـتقلالها ‪. 3‬‬
‫وتقـوم هـذه الدراسـة علـى تحليـل المدونـة الشـعرية المذكـورة ‪:‬‬
‫العنوان ‪:‬‬ ‫شـعب الجزائـر مسـلم ‪ .‬وفـق مقاربـة الأفعـال الكلاميـة انطلاقـا مـن‬
‫مفاهيـم الفلسـفة التحليليـة وتصنيـف جـون سـيرل ‪ ،‬الـذي جعـل أفعـال‬
‫جعل الشاعرعنوان القصيدة ‪ :‬شعب الجزائرمسلم ‪ .‬في صيغة‬ ‫الـكلام خمسـة أصنـاف هـي ‪ :‬الإخباريـات والوعديـات والتوجيهيـات و‬
‫الجملة الإسـمية الإخبارية التقريرية لتأكيد القضوي وتثبيته ‪ ،‬وإبطال‬ ‫الإيقاعيات والتعبيريات ‪ .‬وما يتصل بها من شروط تمهيدية وتأسيسية‬
‫‪ ،‬ومـن شـروط النجـاح ‪ ،‬ومـن قـوى إنجازيـة ‪ ،‬ومضمـرات الأقـوال ‪،‬‬
‫أوإبعاد كل ما يخالفه من مزاعم يدعيها المستعمرون والاندماجيون ‪.‬‬ ‫والمعانـي الصريحـة والمسـتلزمة مقاميـا ‪ ،‬ومقاصـد المتكلـم ‪ ،‬والمؤشـرات‬
‫اللغوية والأسـلوبية المسـهمة في تعديل القوة الإنجازية ‪ ،‬واسـتراتيجيات‬
‫هـذا العنـوان يتسـم بالوضـوح والبسـاطة والدلالـة علـى المضمـون‪،‬‬ ‫الخطاب وقوانين التخاطب والملاءمة إلى غيرذلك من الآليات التداولية‬
‫وهـويمثـل البنيـة الرحميـة التـي تولـد منهـا النـص ‪ ،‬ثـم راح يسـري فـي كل‬
‫جـزء مـن أجـزاء القصيـدة ‪ ،‬وبـه يكشـف الشـاعرابـن باديـس عـن قصـده‬ ‫فـي التعبيـرالأدبـي ‪1.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪21 1440‬‬

‫المبـدأ والتحلـي بـه ‪ ،‬والنضـال مـن أجـل تحقيقـه ‪.‬‬ ‫من الخطاب ‪ ،‬وغايته التواصلية في إقناع السامعين ‪ ،‬وفق استراتيجية‬
‫توجيهيـة تتخـذ مـن الفـن وسـيلة لتحقيـق الغايـات الوطنيـة والسياسـية‬
‫وفي قوله ‪ :‬وإلى العروبة ينتسب ‪.‬‬
‫فعـل كلامـي غرضـه الإخبـاروالتقريـر ‪ ،‬فهـويقـرر حقيقـة معروفـة‬ ‫والإصلاحيـة ‪.‬‬
‫يذكـربهـا ويرسـخها فـي الأذهـان ‪ ،‬وهـي انتسـاب الشـعب الجزائـري إلـى‬
‫العروبة التي هي جزء هام من مكونات الهوية الوطنية ‪ ،‬فالشاعريجلي‬ ‫مطلع القصيدة ‪:‬‬
‫هـذه القيمـة بـكل وضـوح ‪ ،‬ويعلنهـا بـكل صراحـة إزالـة للبـس ‪ ،‬وقطعـا‬
‫لطمـع الطامعيـن فـي تغريـب المجتمـع الجزائـري واسـتئصاله عـن هويتـه‬ ‫شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب‬
‫البيـت الأول فـي القصيـدة هـوالفاتحـة النصيـة ‪ ،‬فقـد اسـتهل بـه‬
‫العربيـة والأمازيغيـة ‪.‬‬ ‫الشاعرقصيدته ‪ ،‬ولخص فيه كل مضاميـن النص ‪ ،‬فهوبمثابة البنية‬
‫العميقـة التـي تختـزن الـدلالات ‪ ،‬وتبـرم العقـد التخاطبـي بيـن الشـاعر‬
‫كمـا يتضمـن الإخبـارفعـاكلاميـا غيـرمباشـروهـوالـرد علـى الحـركات‬
‫الإسـتئصالية وإسـكات الأصـوات الاندماجيـة وإبطـالا لمطامـع القـوى‬ ‫والمتلقيـن ‪ ،‬ويعـرض فيهـا مقاصـده والافتراضـات المسـبقة ‪.‬‬
‫الاسـتعمارية ‪ .‬فهـذا الفعـل الكلامـي يـؤدي وظيفـة حجاجيـة هـي الإبطـال‬
‫والتكذيـب لمزاعـم تلـك الحـركات وأهدافهـا المعلنـة منهـا والخفيـة ‪ ،‬مـن‬ ‫أفعال الكلام ‪:‬‬

‫جهـة ‪ ،‬وتثبيـت مبـادئ وركائـزالهويـة الوطنيـة ‪.‬‬ ‫الإخباريات ‪:‬‬

‫ودعـم الشـاعرالقـوة الإنجازيـة للفعـل بتقديـم الجـاروالمجـرور‬ ‫إتخـذ الخطـاب الشـعري مـن الخبـروسـيلة لوصـف الحـوادث‬
‫للاهتمـام بأمـر المتقـدم مـع رعايـة القافيـة السـاكنة الثابتـة والجملـة‬ ‫‪ ،‬وتقريـرالحقائـق وتوجيـه المسـتمعين وغـرض هـذا الصنـف هـو نقـل‬
‫الظرفيـة المسـتقرة ‪ ،‬والهـدف مـن اسـتعمال الفعـل اللغـوي هـوتغييـر‬ ‫المتكلـم واقعـة مـا مـن خـال قضيـة ‪ ،‬واتجـاه المطابقـة فيـه مـن الكلمـات‬
‫الواقـع والتأثيـرفيـه لا مجـرد أداة إخبـارووصـف ‪ ،‬وهـذه هـي الرسـالة‬
‫إلـى العالـم ‪ ،‬ويتضمـن معظـم أفعـال الإيضـاح عنـد أوسـتين‪4‬‬
‫الإصلاحيـة التـي يحملهـا فكـرابـن باديـس ‪.‬‬
‫ففي قوله في البيت ‪: 1‬‬
‫وفي البيت ‪: 2‬‬
‫وإلى العروبة ينتسب‬ ‫شعب الجزائر مسلم‬
‫من قال حاد عن أصله‬
‫أو قال مات فقد كذب‬ ‫تتضمـن الصيغـة الإخباريـة (شـعب الجزائـرمسـلم) فعـا كلاميـا‬
‫هنـا فعـل كلامـي إخبـاري غرضـه الإنجـازي هـوتقريـرالحقائـق عـن‬ ‫مباشـرا هـوالتقريـر‪ ،‬تقريـرا عـن حقيقـة الشـعب الجزائـري ‪ ،‬وتحديـدا‬
‫الشعب الجزائري المتمسك بهويته وأصالته ‪ ،‬وفي التقريرينفي الشاعر‬
‫كل دعـوى بانحـراف الشـعب وحيـاده عـن أصلـه ‪ ،‬وينفـي كل دعـوى‬ ‫لهويتـه الدينيـة تقريـرا يزيـل اللبـس ‪ ،‬ويجلـي الحقيقـة ‪ ،‬كمـا يتضمـن‬
‫عـن موتـه ‪ ،‬فمـا هـي إلا أخبـاركاذبـة يـروج لهـا المسـتعمرون وأذنابهـم مـن‬
‫الإخبارفعلاكلاميا غيرمباشروهورد على جهة معينة يستهدفها الخطاب‬
‫الإندماجييـن والتغريبييـن ‪.‬‬
‫وهي فئة الاندماجيين والتغريبيين والمستلبين بأن شعب الجزائرمسلم‬
‫كما يتضمن الإخبارفعل التكذيب ‪ ،‬فالشـاعريكذب مزاعم هؤلاء‬
‫ويبطـل قولتهـم بمـوت الشـعب ‪ ،‬والمـوت هنـا مجـازي وليـس هـو المـوت‬ ‫‪ ،‬وهـذا جـزء مـن هويتـه ‪.‬‬
‫الحقيقـي البيولوجـي ‪ ،‬إنـه المـوت المعنـوي ‪ ،‬فهـومثـل قولـه تعالـى ‪( :‬أومـن‬
‫كان ميتا فأحييناه ) فالمراد بالموت هنا الغفلة والنوم والتخلف والغياب‬ ‫وكان الـرد هـو إبطـال لحجـج الإندماجييـن ‪ ،‬وإبطـالا لمقولاتهـم‬
‫‪ ،‬كل هذه الصفات مجتمعه تشكل صورة الشعب الميت الذي لايحس‬ ‫ومزاعمهـم ‪ ،‬ويتضمـن الخطـاب نوجيـه رسـالة واضحـة إلـى المسـتعمر‬
‫ولايتألم ‪ ،‬فهوكالشعب الذي وصفه الشاعرأبوالقاسم الشابي بقوله‪:‬‬ ‫الفرن�سـي الـذي وضـع المخططـات لتقسـيم الشـعب وطمـس هويتـه‬
‫الوطنيـة والدينيـة واللغويـة والحضاريـة ‪ ،‬ووضعـه أمـام الواقـع ‪ ،‬وكانـت‬
‫أيها الشعب أنت طفل صغير‬ ‫الأفعـال ناجحـة وفـق شـروط التأسـيس وقواعـد التخاطـب ‪ ،‬فالخطـاب‬
‫لاعب بالتراب والليل مغسي‬ ‫صـادر مـن شـخصية وطنيـة ‪،‬وزعيـم حركـة سياسـية ‪ ،‬ورائـد نهضـة‬
‫أنت قوة كبـــلتها ظلمات‬ ‫إصلاحيـة ‪ ،‬يتوجـه بخطابـه مـن أعلـى سـلطة المنبـر وصـوت القلـم ‪،‬‬
‫العصور من أمــــس أمس‬ ‫إلـى متلقيـن هـم بحاجـة إلـى توجيـه وتنويـروسـماع صـوت الحـق ‪ ،‬لذلـك‬
‫فالشـاعرمـن موقـع المسـؤولية يتحمـل هـذه الأمانـة وأداء هـذا الواجـب‬
‫ولعل المراد بالموت ما قله الشاعر ‪:‬‬ ‫‪.‬وقـد عبـرعـن ذلـك بالعنصـرالإشـاري الجمعـي (نـا ) فـي الكلمـات (رجاؤنـا‬

‫وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى‬ ‫– ودنـا – ذلنـا – حياتنـا – قومنـا ) ‪.‬‬
‫يظن من الأحياء وهوعديم ‪.5‬‬
‫ولتدعيـم القـوة الإنجازيـة لهـذا الفعـل الإخبـاري التقريـري ‪ ،‬اختـار‬
‫والكـذب فـي عـرف البلاغييـن والتداولييـن هـوالخبـرالمخالـف لمـا هـو‬ ‫الشاعرالصيغة التركيبية المعبرة عن تلك الغاية‪ ،‬بحيث وظف الجملة‬
‫الاسـمية (شـعب الجزائـر) التـي تـدل علـى الثبـات والتأكيـد بقـوة اسـمية‬
‫الجملـة ‪ ،‬ويتجلـى التعظيـم فـي تنكيـرلفـظ مسـلم الـذي جعلـه خبـرا ‪،‬‬
‫والغـرض مـن ذلـك كلـه هـوالتأثيـرفـي المتلقـي ‪ ،‬وحملـه علـى التمثـل بهـذا‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪221440‬‬

‫) و (أذق نفـوس الظالميـن سـما‪ )...‬و (اهـزز نفـوس الجامديـن ) و (كونـوا‬ ‫حاصـل فـي نفـس الأمـرمـن غيـرنظـرإلـى كـون الخبـرموافقـا لاعتقـاد المخبـر‬
‫لـه يكـن لكـم) ‪.‬‬ ‫أوهوعلى خلاف ما يعتقده ‪ ،‬ولكن إذا اجتمع في الخبرالمخالفة للواقع‬

‫وتسـمى هـذه الأفعـال الكلاميـة التوجيهيـة بالأمريـات «وهـي نـوع مـن‬ ‫والمخالفـة لاعتقـاد المخبـركان ذلـك مذمومـا ومسـبة ‪. 6‬‬
‫أفعـال الـكلام التـي يسـتعملها المتكلمـون ليجعلـوا شـخصا آخـريقـوم‬
‫كمـا هـووارد فـي البيـت ‪ ( :‬أوقـال مـات فقـد كـذب) وهـذا مـا أكـده‬
‫ب�شـيء»‪9‬‬ ‫الشـاعربتوظيـف أداة التوكيـد (قـد) ‪.‬‬

‫وغرضهـا الإنجـازي هـوتوجيـه المخاطـب إلـى الفعـل والتغييـر ‪ ،‬أمـا‬ ‫وفي البيت ‪: 3‬‬
‫الشـرط المعـد لـه فهـوقـدرة المخاطـب علـى آداء المطلـوب منـه ‪ ،‬وفـي هـذه‬
‫القصيـدة يصـدر الشـاعر مجموعـة مـن التوجيهـات الطلبيـة لتوجيـه‬ ‫أو رام إدماجا له رام المحال من الطلب‬
‫المتلقيـن وأوامـرقابلـة للتنفيـذ ‪ ،‬ولذلـك فـإن رومـان جاكبسـون يسـمي‬ ‫هنا فعل كلامي إخباري يخبرفيه أن من أراد إدماج الجزائرفي فرنسا‬
‫فهويطلب المحال ‪ ،‬وهنا صرح بلفظ الإدماج دون كناية أوتلميح إزالة‬
‫وظيفـة التوجيـه بالوظيفـة الإيعازيـة أوالندائيـة ‪.10‬‬ ‫للبس ‪ ،‬وفضحا للتضليل الإعلامي المسـلط على النخبة الوطنية آنئذ ‪،‬‬

‫وتتميـزهـذه التوجيهيـات بالوضـوح فـي التعبيـرعـن قصـد المتكلـم ‪،‬‬ ‫وقـد اشـتهرت مقولـة ابـن باديـس فـي هـذا المجـال ‪ ،‬والتـي حـارب فيهـا فكـرة‬
‫فذلك يزيل اللبس على السامع مما يضمن تحقيق الاستجابة ‪ ،‬وتأكيد‬ ‫الاندمـاج يقـول ‪« :‬إن هـذه الأمـة الجزائريـة الإسـامية ليسـت هـي فرنسـا‬
‫الطلـب لتركيـزالمتكلـم بصيغـة الأمـريكـون قـد أضفـى علـى نفسـه مرتبـة‬ ‫‪ ،‬ولا يمكـن أن تكـون فرنسـا ‪ ،‬ولا تريـد أن تكـون فرنسـا ولا تسـتطيع أن‬

‫الآمـرفيضـع علـى الآخـرفـي مرتبـة المأمـور‪11.‬‬ ‫تصيرفرنسا ولوأرادت ‪ ،‬بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها‬
‫وفي أخلاقها وفي عنصرها وفي دينها ‪ ،‬ولاتريد أن تندمج ولها وطن محدد‬
‫اسـتعمل الشـاعرفـي أوامـره التوجيـه بألفـاظ المعجـم مثـل ‪ :‬خـذ ‪،‬‬
‫خض ‪ ،‬وارفع ‪ ،‬واقلع ‪ ،‬واهزز ‪...‬الخ ‪ ،‬وتتميزهذه الأفعال الأمرية بالقوة‬ ‫هوالوطن الجزائري «‪. 7‬‬
‫والشدة ‪ ،‬والنبرة الصوتية المفخمة التي تسهم في تعديل القوة الإنجازية‬
‫نحوالتأكيد والتوجيه الصارم ‪ ،‬والذي لاتلطف فيه ولاملاينة ‪ ،‬وذلك‬ ‫إن الصيغ الإخبارية كما يقول أوستين ليست وظيفتها مجرد إخبار‬
‫مـا يقتضيـه المقـام التخاطبـي ‪ ،‬وأحيانـا يسـتعين بذكـرمـا يتوقـف عليـه‬ ‫‪ ،‬إنمـا تـؤدي وظيفـة إنشـائية مـن خـال قوتهـا الإنجازيـة غيـرالمباشـرة‬
‫المسـتلزمة مقاميـا مثـل ‪ :‬الأمـروالنهـي والحـث والترغيـب والوعـد وغيرهـا‪.8‬‬
‫المطلـوب مثـل ‪ :‬ذكـره خطـورة الخائنيـن فـي قولـه فـي البيـت ‪: 7‬‬
‫وقد وظف الشاعرمؤشرات لغوية لتقوية الغرض الإنجازي كقوله‬
‫واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب‬ ‫(رام المحال) فجعل فكرة الإدماج أمرا محالا ‪ ،‬والمحال هوال�شيء الذي‬
‫فـإن تحقيـق مـا تصبـوا إليـه الأمـة لايتـم إلاباقتـاع جـذور الخيانـة ؛‬
‫يستحيل تحققه والغرض هوإبطال مشروع طمس الهوية الوطنية ‪.‬‬
‫لأنهـا سـبب الانشـقاق والتثبيـط والتصـدع ‪.‬‬
‫وفي البيت ‪: 4‬‬
‫ويسـتعين الشـاعر أحيانـا بالتوجيـه المركـب باسـتعمال أكثـر مـن‬
‫أسـلوب فـي العبـارة الواحـدة كجمعـه بيـن الأمـروالنهـي فـي قولـه ‪:‬‬ ‫يا نــــشء أنت رجاؤنا‬
‫وخض الخطوب ولا تهب‬ ‫وبك الصباح قد اقترب‬
‫يتوجه الشـاعربالخطاب إلى الشـباب ‪ ،‬مسـتهلابفعل النداء الذي‬
‫وقـد تنجـزالتوجيهـات مـن خـال المنطوقـات الإنجازيـة غيـرالمباشـرة‬ ‫يسـبق التوجيهـات لغـرض لفـت الانتبـاه ‪ ،‬لمـا يعلمـه الشـاعرمـن أهميـة‬
‫مثـل ‪ :‬خـروج الأمـرللدلالـة علـى معـان متضمنـة فـي القـول ‪ .‬ففـي قولـه ‪:‬‬ ‫عنصـرالشـباب فـي معركـة الحيـاة ‪ ،‬فهـويسـتحق هـذه الالتفاتـة لإدراجـه‬
‫( خـذ للحيـاة سـاحها ) أمـريـراد بـه النصـح والحـث الموجـه للشـباب ‪ ،‬أن‬ ‫فـي مخطـط النهضـة وإشـعاره بمسـؤوليته الرائـدة ‪.‬‬
‫يأخـذوا للحيـاة سـاحها ‪ ،‬وهـي كل مـا تتطلبـه مـن وسـائل تحقيـق الحيـاة‬
‫الكريمة وليس أي حياة مع الخوض في المعتـرك بشجاعة وقوة ‪ ،‬فذلك‬ ‫وعـاد الشـاعرلأفعـال الإخبـار والتقريـر (أنـت رجاؤنـا) ‪( ،‬وبـك‬
‫الصبـاح قـد اقتـرب) لتشـخيص رسـالة الشـباب مـن خـال توظيـف‬
‫أضمـن للحيـاة الكريمـة ‪.‬‬ ‫العنصـرالإشـاري (أنـت) المقـدم للتعييـن وكأنـه يشـيرإليـه مذكـرا إيـاه‬

‫و في البيت ‪: 6‬‬ ‫بواجبـه ‪ ،‬فهـورجـاء الأمـة وأملهـا فـي النهضـة واسـترجاع الحـق المسـلوب ‪،‬‬
‫وارفع منار العدل والإحسان‬ ‫وبفضـل الشـباب وجهودهـم يقتـرب الصبـاح ‪ ،‬وتنقشـع غشـاوة الظـام ‪،‬‬
‫أمريراد به الحث والإرشاد إلى التحلي بقيم الإنسانية والأخلاقية في‬ ‫فالشاعريتفاءل بمستقبل مشرق ‪ ،‬ولا يخفى ما لجمال لفظة الصباح‬
‫العمل النضالي ‪ ،‬وعلى الأخص قيمتي العدل والإحسان ‪ ،‬وذلك يكون في‬
‫نظرالشـاعربرفع منارهما في صورة سـلوك حضاري ‪ ،‬يمارسـه الإنسـان‬ ‫ودلالاتهـا فـي تشـخيص الواقـع المظلـم ‪.‬‬
‫ويحيـا بـه ‪ ،‬وهـذا الشـعاريجسـد شـعارمبـادئ جمعيـة العلمـاء المسـلمين‬
‫القائمة على العدل والإحسـان ‪ ،‬ثم اقتضت ضرورة السـياق إيراد فعل‬ ‫وينتقل الشاعرإلى توظيف سلسلة من الأفعال الكلامية التوجيهية‬

‫() وخـ( ًذالدلمحمـيـانةغسـصـاحبه)ا)وو(ا(قلـخـع جـضذالورخاطلـخوائبنيـولان‬ ‫ممثلـة فـي الأمـرفـي قولـه ‪:‬‬
‫تهـب) و (ارفـع منـارالعـدل‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪23 1440‬‬

‫توظيـف (ربمـا) الدالـة علـى التشـكيك وانتفـاء اليقيـن رجـاء ان يصبـح‬ ‫كلامـي آخـريقابـل العـدل والإحسـان ‪ ،‬وهـوالأمـرفـي قولـه ‪( :‬وَا ْصـ َدم مـن‬
‫الخشـب عودا أخضر ‪ ،‬فيلين ويتفاعل مع مقتضيات الحياة الكريمة ‪.‬‬ ‫غصب ) ففي الأمرقوة وشدة في الطلب كما يدل عليه الإيقاع الصوتي‬
‫‪ ،‬وهـذه الشـدة تناسـب المقـام الـذي يعبـرعنـه الشـاعر ‪ ،‬مـن قـوة الـرد‬
‫وفـي ختـام سلسـلة الأفعـال المريـة اقت�ضـى المقـام توجـه لنـداء إلـى‬ ‫على الغاصبين ‪ ،‬ثم اقت�ضى الموقف إيراد فعل كلامي آخرلايتم الفعل‬
‫المجتمـع بـكل فئاتـه يحثهـم علـى العنايـة بهـذا النـشء الـذي هـوأمـل الأمـة‬
‫السـابق إلابـه ‪ ،‬وهـوالأمـرفـي قولـه ‪:‬‬
‫ويوصيهـم بـه خيـرا ‪ ،‬وقـد جـاء ذلـك فـي قولـه فـي البيتيـن ‪ 10‬و ‪: 11‬‬
‫يا قوم هذا نشؤكم وإلى المعالي قد وثب‬ ‫(واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب)‬
‫كونوا له يـكن لكم وإلى الأمـام إبن وأب‬ ‫وقد زاد التعبيرالإستعاري هذا الأمرقوة بتشخيص صورة الخونة‬
‫وبعـد توجيـه النـداء قـدم الشـاعرطلبـه مشـيرا إلـى هـؤلاء الشـباب‬ ‫الذيـن تجـذروا بعمـق فـي تربـة المجتمـع الجزائـري ‪ ،‬ونمـوكالطفيليـات ولا‬
‫الناهـض المتوثـب إلـى المعالـي فلابـد مـن دعمـه لتحقيـق هـذه الطموحـات‬ ‫يمكن القضاء عليهم إلاباستئصال شأفتهم ‪ ،‬وقد أبدع الشاعرالتعبير‬
‫المشـروعة الشـريفة ‪ ،‬ثم جاء الفعل الكلامي الأمري في البيت ‪ 11‬يحدد‬ ‫عـن هـذا المعنـى ‪ ،‬لأن عـدم القضـاء علـى الخونـة نهائيـا يجعلهـم يتمكنـون‬
‫فيـه الشـاعرمطلبـه الواجـب تجـاه الشـباب بوضـوح فـي صيغـة طلبيـة‬ ‫من العودة والاستنبات مرة أخرى ‪ ،‬ولكن الاجتثاث كان بليغا في التعبير‬
‫متقابلة بمعنى كونوا له أبا يكن لكم أبنا ‪ ،‬أي كونوا له أبا عطوفا راعيا‬ ‫عـن القضـاء النهائـي الـذي لا رجعـة بعـده‪ ،‬وفـي جـواب الطلـب زيـادة‬
‫يكن لكم إبنا بارا ثم أدرج عبارة إلى (الأمام) في إشارة منه إلى التخطيط‬ ‫توضيح وإقناع بخطورة هذه الفئة ‪ ،‬وإسهامها في عرقلة مسيرة النهضة‬
‫والتحـرر ‪ ،‬وأفـاد العنصـرالإشـاري المتقـدم (منهـم) تأكيـد هـذه الخطـورة‬
‫المسـتقبلي لجنـي ثمـارهـذه الغـراس ‪.‬‬
‫إضافـة إلـى التوكيـد المعنـوي بـالأداة (كل) ‪.‬‬
‫ولا يخفـى مـا فـي العنصـرالإشـاري (كـم) فـي ( نشـؤكم) مـن ربـط‬
‫الصلـة بيـن الآبـاء والأبنـاء لدفعهـم إلـى تحمـل مسـؤولية هـذه الأبـوة ‪،‬‬ ‫الأمر ‪ :‬في البيت ‪: 8‬‬
‫وهذا الاهتمام من الشاعرراجع إلى إدراكه العميق لأهمية تربية النشء‬
‫وأذق نفوس الظالمين سما يمزج بالرهب‬
‫‪ ،‬وأنـه عمـاد كل مشـروع نهضـوي تحـرري ‪.‬‬ ‫والأمـرهنـا فعـل كلامـي مباشـرفيـه طلـب القيـام بالفعـل ‪ ،‬فهـويوجـه‬
‫خطابـه إلـى الشـباب ويأمرهـم بالاقتصـاص مـن الظالميـن ‪ ،‬قصاصـا‬
‫ويقت�ضـي السـياق بعـد ذلـك الانتقـال إلـى الإنشـائيات التقريريـة‬ ‫موجعـا ممتزجـا بالتخويـف والترهيـب ‪ ،‬لإيقـاف المعتديـن عنـد حدودهـم‬
‫التـي يعبـرمـن خلالهـا عـن اعتـزازه وفخـره بهـذه الأمـة الجزائريـة وأمجادهـا‬ ‫‪ ،‬وفـق ضوابـط العـدل والإحسـان التـي سـبق ذكرهـا ‪ ،‬وإلـى جانـب الأمـر‬
‫فعـل كلامـي غيـرمباشـرمتضمـن فـي القـول ومسـتلزم مقاميـا هـوالتهكـم‬
‫العظيمـة ‪.‬‬ ‫والإهانـة فـي قولـه ‪ :‬وأذق نفـوس الظالميـن سـما يمـزج بالرهـب ‪ .‬والـذوق‬
‫مسـتعارللإحسـاس ‪ ،‬وصيغـة الأمـرمسـتعملة فـي الإهانـة بحيـث يكـون‬
‫والشـاعريوظف لهذا الغرض العنصرالإشـاري (نحن) نحن الألى‬ ‫المقصـود عكـس المدلـول تأكيـدا للمعنـى التهكمـي ‪ ،‬وهـذا التعبيـرفـي غايـة‬
‫عـرف الزمـان ‪ ...‬فهـويفخـربالحسـب القديـم ‪ ،‬وأن معيـن ذاك المجـد مـن‬ ‫الدقـة والجمـال ‪ ،‬وذلـك بـأن يذيقهـم مـن نفـس الـكأس التـي سـقاهم‬

‫نسـل العروبة ‪.‬‬ ‫الظالمـون منهـا ‪.12‬‬

‫ويـورد الشـاعروصفـا تقريريـا عـن واقـع الشـعب الجزائـري ‪ ،‬الـذي‬ ‫الأمر ‪ :‬في قوله ‪:‬‬
‫اسـتيقظ وانتبـه للحيـاة ‪ ،‬وأخـذ لهـا الأهـب ‪ ،‬وهـويؤكـد نهضـة الشـعب‬
‫وانطلاقتـه نحـوالتحـرر والسـيادة والسـعي لإيجـاد موقـع بيـن الشـعوب‬ ‫واهزز نفوس الجامدين‬
‫فــــربما حيي الخشب‬
‫‪،‬وقـد جـاء ذلـك فـي قولـه فـي البيـت ‪: 15‬‬ ‫الخطـاب هنـا موجـه إلـى فئـة المحايديـن السـلبيين ‪ ،‬الذيـن يمثلـون‬
‫لنحل مركزنا الذي بين الأنام لنا وجب‬ ‫قطاعـا واسـعا مـن الشـعب الجزائـري فـي تلـك المرحلـة ‪ ،‬فقـد استسـلموا‬
‫وهـذا المسـعى الـذي يطمـح إليـه الشـاعرهـوإضافـة جبهـة جديـدة‬ ‫للأمـرالواقـع وخضعـوا لسياسـة المسـتعمروأذنابـه ‪ ،‬فتوجـه الشـاعر‬
‫انتخبها الشعب تناضل وتتحدث باسمه ‪ ،‬ومنهجها الدعوة إلى الحسنى‬ ‫بهـذا الأمـرإلـى الشـباب الناهـض الواعـي للقيـام بمهمـة التوعيـة ‪ ،‬وإيقـاظ‬
‫النفـوس وتنبيـه الهمـم لعلهـا تنهـض مـن غفلتهـا ‪ ،‬وتسـتيقظ مـن سـباتها‬
‫لا إلـى الظلـم والعـدوان كمـا يزعـم المسـتعمرالفرن�سـي ‪.‬‬ ‫لتـدب فيهـا روح الحيـاة ‪ ،‬وتخضـربعـد جفـاف ‪ ،‬وتثمـربعـد انقطـاع ‪.‬‬

‫ثـم انتقـل الشـاعر إلـى وصـف تقريـري لمنهـج العمـل النهضـوي فـي‬ ‫ولتعديـل القـوة الإنجازيـة للفعـل الكلامـي الأمـري وظـف الشـاعر‬
‫التعامـل مـع الآخريـن ‪ ،‬وطبيعـة العلاقـات مـع الجبهـات الفاعلـة فـي‬ ‫بعض المؤشرات اللغوية الملائمة لذلك كقوله ‪ ( :‬أهزز) فاختيارالفعل‬
‫بهـذه الصيغـة الموحيـة بالفعـل والحركـة والتكـراريـراد بـه إنجـازالفعـل‬
‫السـاحة ‪.‬‬ ‫وفـق تلـك الصفـة ‪ ،‬لأن محاربـة الجمـود يتطلـب هـزات متكـررة ‪ ،‬وكذلـك‬

‫فعل التقريرورد هذا الفعل في قوله في البيتين ‪ 18‬و‪: 19‬‬
‫من كان يبغي ودنا فعلى الكرامة والرحب‬

‫أوكان يبغي ذلنا فله المهانة والحرب‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪241440‬‬

‫اسـترجاع الجـزء الضائـع وفـي ذلـك دقـة فـي التعبيـروالتبييـن ‪.‬‬ ‫فالشـاعريقـرر طبيعـة العلاقـة مـع الآخريـن مـن الأصدقـاء والأعـداء‬
‫‪ ،‬وجعلهـم صنفـان وفـق قاعـدة المعاملـة بالمثـل‪:‬‬
‫وفـي ختـام سلسـلة الأفعـال التقريريـة اقت�ضـى المقـام إيـراد فعـل‬
‫الصنـف الأول ‪ :‬وهـم الذيـن تربطـه علاقـة مـودة وصداقـة بأبنـاء‬
‫كلامـي تعهـدي مـن صنـف الوعديـات ‪ Commissives‬أو كمـا يسـميها‬ ‫الحركـة الإصلاحيـة ورائدهـا ابـن باديـس نفسـه ‪ ،‬فهـؤلاء مكرمـون و‬

‫البعـض الالتزاميـات حيـث تعهـد الشـاعرأن يعمـل علـى تحقيـق الغايـة‬ ‫مرحـب بهـم ‪.‬‬

‫المنشـودة وهـي ‪ :‬إعـادة المجـد إلـى الشـعب وفـق النظـام والمبـادئ المذكـورة‬ ‫أما الصنف الثاني ‪ :‬فهم خصوم الحركة الإصلاحية الذين يضيقون‬
‫عليهـا ‪ ،‬ويريـدون إضعافهـا وإفشـال مشـروعها النهضـوي ‪ ،‬فهـؤلاء‬
‫‪ ،‬علـى أن يبقـى التعهـد قائمـا حتـى الممـات قـال الشـاعرفـي البيـت ‪: 22‬‬ ‫محاربـون تعمـل الحركـة علـى مواجهتهـم ‪ ،‬ولتدعيـم القـوة الإنجازيـة‬
‫لفعـل التقريـراسـتعان بالشـاكل التقابلـي البلاغـي الـذي يطابـق مقابلـة‬
‫حتى أو َّسد في الترب‬ ‫هذا لكم عهدي به‬ ‫الموقـف بالموقـف ‪ ،‬فمـن كان يبغـي الـود فيقابـل بالكرامـة والترحيـب ‪،‬‬

‫ويندرج فعل التعهد ضمن الوعديات بتعبيرجون سيرل ‪ ،‬وغرضه‬ ‫ومـن كان يبغـي الـذل فيقابـل بالمهانـة والحـرب ‪.‬‬

‫الإنجازي هوالتزام المتكلم بفعل �شيء ما في المستقبل ‪ ،‬وشرط الإخلاص‬ ‫وفي فعل تقريري آخروارد في قوله في البيت ‪: 20‬‬

‫فيـه هـو القصـد ‪ Intention‬أي الغـرض الوعـدي ‪ ،‬والشـرط العـام‬ ‫هــــذا نظام حياتنا‬
‫بالنور خط وباللهب‬
‫للمحتـوى القضـوي هـوفعـل فـي المسـتقبل ينجـزه المتكلـم وهـوالمحافظـة‬ ‫حيـث يقـرر الشـاعر نظـام الحيـاة‬
‫‪ ،‬وخطـة السـير ومنهـج العمـل النهضـوي‬
‫على المجد ‪ ،13‬والغرض من إيراد التعهد في هذا السياق هوكسب الثقة‬ ‫مشـيرا إلـى مـا سـبق ذكـره مـن الدعـوة إلـى‬
‫رفـع منـار العـدل والإحسـان ‪ ،‬والدعـوة‬
‫والمصداقيـة لـدى المتلقـي ‪ ،‬وتحقيـق‬ ‫إلـى الحسـنى ‪ ،‬هـذا نظـام الحيـاة الـذي‬
‫خـط بالنـور وباللهـب ‪ ،‬فهـومنهـج مكتـوب‬
‫مبـدأ التصديـق (كمـا يسـميه طـه‬ ‫بالنـور والنـار ‪ ،‬فـي إشـارة منـه إلـى قداسـة‬
‫المنهـج الـذي يجـب اتباعـه وعـدم الحيـاد‬
‫عبـد الرحمـن)‪ ، 14‬ويـراد بـه تأكيـد‬ ‫عنـه ‪ ،‬وهـومنهـج مبنـي علـى مبـدأي العـدل‬

‫الأقـوال بالأفعـال ‪ ،‬لتكـون الأقـوال‬ ‫والإحسـان ‪.‬‬
‫أقـوى تأثيـرا فـي السـامع ‪ ،‬وهـذا‬
‫واقت�ضـى المقـام إيـراد فعـل إخبـاري‬
‫مـا سـعى إليـه الشـاعروتعهـد بـه ‪،‬‬ ‫آخـر‪ ،‬لإبـرازالغايـة مـن هـذا النظـام وهـذا‬
‫المنهـج المختـار ‪ ،‬فـأورد الفعـل التقريـري فـي‬
‫والتعهـد الناجـح هـو الـذي يقـوم‬
‫قولـه فـي البيـت‪:21‬‬
‫علـى الشـروط التمهيديـة ‪ ،‬وذلـك‬
‫بـأن يكـون المتعهـد معتقـدا قدرتـه‬ ‫حتــى يعــود لقومنــا مــن‬
‫مجدهــم مــا قــد ذهــب‬
‫علـى فهـم مـا تعهـد بـه ‪ ،‬فالشـاعر‬ ‫وهـو فعـل كلامـي مباشـر فقـد حـدد‬
‫الشـاعرفيـه الغايـة مـن هـذه الحركـة ‪ ،‬أوهـي غايـة سـامية فـي قولـه ‪:‬‬
‫هنا ملتزم وقادرعلى إنجازما تعهد‬
‫يعود لقومنا من مجده ما قد ذهب ‪ .‬فالغاية هي السعي لاسترجاع‬
‫بـه مـن عمـل نهضـوي لا يكـف عنـه‬ ‫المجد الضائع ‪ ،‬كنا خيرأمة أخرجت للناس ‪ ،‬وأصبحنا ضعافا مفرقين‬
‫‪ ،‬وفرائـس بيـن أنيـاب الأقويـاء المعتديـن ‪ ،‬وعلـى هـذا فمنهـج ابـن باديـس‬
‫حتـى يوسـد فـي التـرب ‪ ،‬وهـذا هـو‬ ‫منهـج إحيائـي متمسـك بالأصـول محافـظ علـى المجـد ‪ ،‬وعبـرعـن ذلـك‬

‫مفهـوم القصديـة فـي التعهـدات ‪،‬‬ ‫بـالأداة (حتـى) التـي تفيـد انتهـاء الغايـة ‪.‬‬

‫أمـا عنصـرالمطابقـة فـي الوعديـات‬ ‫ووراء الإخبارفعل كلامي متضمن في القول دلت عليه القرائن ‪ ،‬هو‬
‫فعـل التبييـن ‪ ،‬إذ قيـد الشـاعرالمجـد الضائـع بـالأداة ( ِمـن) التبعيضيـة‬
‫فالشـاعرهـوالمسـؤول عـن إحـداث‬ ‫التـي تبيـن أن هنـاك بقيـة مـن المجـد فهـو لـم يذهـب كلـه ‪ ،‬وبإمكاننـا‬

‫المطابقـة بإنجـازمـا وعـد ‪ ،‬واقت�ضـى‬

‫الموقـف إيـراد فعـل كلامـي يختـم‬

‫بـه الشـاعرقصيدتـه وهـو الدعـاء‬

‫الـوارد فـي البيـت الأخيـر ‪: 23‬‬

‫فإذا هلكت فصيحتي تحيا الجزائر والعرب‬

‫فقـد جعـل آخـركلامـه الدعـاء ( تحيـا الجزائـروالعـرب) ‪ .‬فقـد وعـد‬

‫بالدعـاء بالحيـاة للعـرب عامـة وللجزائـرخاصـة ‪ ،‬وقـدم الخـاص علـى‬

‫العـام للاهتمـام بأمـرالمتقـدم وللضـرورة الشـعرية ‪ ،‬فكمـا بـدأ القصيـدة‬

‫بلفـظ الحيـاة بقولـه ‪( :‬خـذ للحيـاة سـاحها ) ‪ ،‬ختـم بلفـظ الحيـاة (تحيـا‬

‫الجزائر ) والاهتمام بالحياة له دلالة كبيرة فهي تعني ‪ :‬الحضارة والنهضة‬

‫والتقـدم والحيـاة الفاضلـة والعيـش الكريـم ‪ ،‬هـذه الغايـة التـي يسـعى‬

‫إليهـا الشـاعرفـإذا هلـك دون تحقيقهـا ‪ ،‬فإنـه يتوسـل إلـى ذلـك بالدعـاء ‪،‬‬

‫وتـدل الفـاء فـي (فصيحتـي) علـى سـرعة التنفيـذ ‪ ،‬وهـذا رمـزالوفـاء ‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪25 1440‬‬

‫ ‪-‬السـعي للمحافظـة علـى مجـد الأمـة أو الهـاك‬ ‫الخاتمة ‪:‬‬
‫دونهـا ‪.‬‬
‫وفـي نهايـة المطـاف وبعـد اسـتعراض مكونـات القصيـدة ومضامينهـا‬
‫الهوامـش ‪:‬‬ ‫الدلالية والإنجازية ‪ ،‬ومحتوياتها القضوية وطاقاتها التعبيرية والإبلاغية‬
‫‪ – 1‬ينظـر ‪ :‬عبـد الهـادي بـن ظافـرالشـهري ‪ .‬اسـتراتيجيات الخطـاب ‪.‬‬ ‫‪ ،‬اتضـح أن هـذه القصيـدة قطعـة فنيـة خالـدة ‪ ،‬ترددهـا الأجيـال وتتغنـى‬
‫مقاربـة لغويـة تداوليـة دار الكتـاب الجديـد ‪.‬بيـروت ‪.‬ط‪. 4002 /1‬ص ‪523‬‬ ‫بهـا ‪ ،‬لاحتوائهـا علـى خصائـص البقـاء والاسـتمرار ‪ ،‬مـن وضـوح وبسـاطة‬
‫‪ – 2‬ينظـر ‪ :‬حسـان الباهـي ‪ .‬الحـوار ومنهجيـة التفكيـر‬ ‫وقـرب تنـاول ‪ ،‬فهـي التـي جمـع فيهـا الشـاعرالمبـادئ والقيـم الوطنيـة ‪،‬‬
‫النقـدي ‪.‬افريقيـا الشـرق ‪ .‬المغـرب ‪ 4002‬م‪ .‬ص ‪. 321‬‬ ‫وعناصـر الهويـة ‪ ،‬وتنظيـم العلاقـات‪ ،‬وجعلهـا دسـتور حيـاة ومنهـج‬
‫‪ - 3‬ينظـر ‪ :‬المختـار فـي الأدب والنصـوص السـنة‬ ‫كفـاح وأنشـودة نضـال ‪ ،‬ومدونـة مبـادئ وقيـم عليـا وشـعارات قامـت‬
‫الثالثـة ثانـوي وزارة التربيـة والتعليـم ‪ . 3891 .‬ص ‪793‬‬ ‫عليهـا الجهـود الإصلاحيـة لجمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن ورجالها‬
‫‪. 451 p . sdrow htiw sgniht od ot woH . nitsuA . rioV - 4‬‬ ‫‪ ،‬وانطلقـت منهـا نـداءات الوحـدة الوطنيـة ‪ ،‬وبنـاء الـذات ‪ ،‬والتصـدي‬
‫‪ – 5‬ينظـر ‪ :‬السـبكي (بهـاء الديـن) ‪ .‬عـروس الأفـراح فـي شـرح‬ ‫للمخططـات التغريبيـة والإندماجيـة ‪ ،‬والوقـوف فـي وجـه المؤامـرات‬
‫تلخيـص المفتـاح ‪ .‬مصطفـى البابـي الحلبـي ‪.‬مصـر ‪39 /2 . 8491‬‬
‫‪ – 6‬ينظـر ‪ :‬الطاهـر ابـن عاشـور ‪ .‬تفسـير التحريـر‬ ‫المسـخ والسـلخ والإسـتئصال ‪.‬‬
‫والتنويـر ‪ .‬الـدار التونسـية للنشـر والتوزيـع ‪01/ 4 . .‬‬
‫‪ – 7‬عبد الحميد ابن باديس ‪ .‬آثارابن باديس تحقيق ‪ :‬عمارطالبي ‪. 093 / 3 .‬‬ ‫ومـن خصائـص المنهـج الإصلاحـي انـه ينطلـق مـن مكونـات الهويـة ‪:‬‬
‫‪–8‬ينظر‪:‬فليببلانشيه‪.‬التداوليةمنأوستينإلىغوفمان‪.‬تعريب‪:‬صابر‬ ‫الوطنيـة والإسـام والعروبـة ‪ ،‬ومبـادئ العـدل والإحسـان ‪ ،‬والدعـوة إلـى‬
‫الحباشةوعبدالرزاقالجمايعي‪.‬عالمالكتبالحديث‪.‬اربد‪.‬الأردن‪.‬ط‪.2102/1‬‬ ‫الحسـنى ‪ ،‬والمحافظـة علـى المنهـج المقـدس الـذي خـط بالنـور وباللهـب ‪،‬‬
‫‪ – 9‬جـورج يـول ‪ .‬التداوليـة ‪.‬ترجمـة ق�صـي العتابـي‬ ‫ثم حدد الشاعرالغاية من العمل النهضوي وهوالسعي إلى إعادة المجد‬
‫الـدار العربيـة للعلـوم ناشـرون ‪.‬الربـاط ‪ .‬ط‪ .0102/1‬ص ‪09‬‬
‫‪ – 01‬ينظـر ‪ :‬ظافـر الشـهري ‪ .‬مرجـع سـابق ‪ .‬ص ‪523‬‬ ‫الذاهـب ‪ ،‬وإحيـاء الأمـة والتمسـك بالأصـول ‪.‬‬
‫‪– 11‬ينظـر ‪ :‬عمـر بلخيـر ‪ .‬مقـالات فـي التداوليـة‬
‫والخطـاب ‪.‬دار الأمـل للطباعـة والنشـر الجزائـر ‪ . 3102‬ص ‪84‬‬ ‫وفـي مجـال التوجيهـات ركـزمنهـج الإمـام ابـن باديـس مجموعـة مـن‬
‫‪ – 21‬ينظـر ‪ :‬إنعـام عـكاوي ‪ .‬المعجـم المفصـل فـي علـوم‬ ‫الأوامـرعلـى عنصـرالشـباب وتربيـة النـشء‪ ،‬والتمـاس الأسـباب وإعـداد‬
‫البلاغـة ‪ .‬دار الكتـب العلميـة بيـروت ‪ .‬ط‪. 6991 /2‬ص ‪. 422‬‬ ‫العدة ‪ ،‬والتسلح بالعلم والصناعة والإنتاج ‪ ،‬ورص الصفوف ومحاربة‬
‫‪ – 31‬ينظر ‪: :‬طالب سيد هاشم الطبطبائي ‪ .‬نظرية الأفعال الكلامية بين‬
‫فلاسفةاللغةالمعاصرينوالبلاغيينالعرب‪.‬مطبوعاتجامعةالكويت ‪.‬ص‪03‬‬ ‫الانشـقاق ‪ ،‬ورد المعتديـن ‪.‬‬
‫‪ – 41‬ينظـر ‪ :‬طـه عبـد الرحمـن ‪ .‬اللسـان والميـزان‬
‫المركـز الثقافـي العربـي ‪.‬الـدار البيضـاء ‪ .‬المغـرب ص ‪. 942‬‬ ‫ومن خلال العرض استخلصنا النتائج التالية‬

‫ ‪-‬تضمـن الخطـاب عناصـر إشـارية تحيـل علـى‬
‫المرسـل وسـلطته الاجتماعيـة والدينيـة ممـا يعطـي‬

‫للتوجيهـات قوتهـا الإنجازيـة‬

‫ ‪-‬الخطـاب الشـعري الإصلاحـي لـدى ابـن باديـس‬
‫مباشـرفـي أغلبـه ‪.‬‬

‫ ‪ -‬يعتمد الشاعرالاستراتيجية التوجيهية في تناول‬
‫القضايا ‪.‬‬

‫ ‪-‬يغلـب علـى النـص صنفـان مـن الأفعـال الإنجازيـة‬
‫همـا ‪ :‬الإخباريـات والتوجيهيـات ‪ ،‬وتنـدرج تحتهمـا بقيـة‬

‫الأفعـال الفرعيـة ‪.‬‬

‫ ‪-‬الشـاعرحريـص علـى الوحـدة الوطنيـة ‪ ،‬وحريـة‬
‫الشـعب وضمـان الهويـة ‪.‬‬

‫ ‪-‬العناية بعنصرالشباب وتربية النشء ‪.‬‬

‫ ‪-‬نظـام الحيـاة قائـم علـى المبـادئ والقيـم العليـا ‪،‬‬
‫التـي تبنـى عليهـا الحضـارة‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪261440‬‬

‫القصائد‬

‫إليك ابن باديس‬ ‫ابن باديس‬

‫زيد الطهراوي‬ ‫شهرزاد مديلة‬

‫مـن الأمـس يعتقـك الفكـر كـي تسـتقر السفيـــنة‬ ‫ََََََََُِِإبيبَيِنبََََََـــََفففففممووِكْهـــععنـلَْاااَََااْأنهوْاضــبنَََِّْـللَقْنَـُـرذأِانسَََّْنُـأنمسجَلاْـمـُـعَدٌايْْلهْكَـاـيـلقبََـْسُثـرَََِِْنرُمُْغَةُوـحـنهَُمنارـكتََُُّْاسْيَلاقَـاركااهنََََرلَنًَِلاَُديلزالرـةرَهلمََنَييُـِْلَابـمـََْحـعَفــجـحٌكحَلًـِـََِتاةـْاتِرُمِةـاَِلْلزَْامـقوسمانتِيُــوـَلُلذََــُفلعيلَـغزمَُــنحُــُـِـْحـمرَُُّــلكُـِِبتـظْـنيِـــوَُّّـكةدـَطـُُيـْـُـَـَوـِرارصسلـاهـىـُــَرِهَـلـلبهُـَــجَـــَسدجُطـَِـاعَعُِـعسبََََْــَُِلدلـفْحـلَِقَِـوفيـِــَـْعفَجِـدفتـهخنــوــَْْىَاـَـييَعمِصىعىَـدــيمَِصلَيـمـَـــًْـلدـغـلـُعـــاٍـــنتـــــَــُامىىـُاــِدِـيَــفلفـلومـــمَاـًِــــَاَفـماـفــراعــــيـلَْـْلـْـْالـيـلـنحـانــَيَّــُِــتـلـبقـــَِـُِـرَـمَُّىْفنــطاَــافــــأصرـْـفــاْْاــلنـْـِــلُققابــلئـــاِيـَومــَُِْــََُِّطـفِعـٍـتٍّــــِيـبفــِـسـحََــــْــَرهسَـــيمـحـــْـــلايهــــــوـلمـــــــقـــْــــــــــيـيـــــَــــــــْــــــــــــْـِرــــجــــِـــاـــــْــــــــةـســــلــــلــــِوــــــــــاُِــِـهاـــــاـيـَـوُّــــَـالَعُــحـبـــللْـرَتـــعزْـــِلَّااــيمـَـــاـــَوـزــألْقتـََِّّـِــوِْاََيَِِــمَفالكـتيُـظـَـحلننِعُاكمحلَاِِتاَنـََََّأِيرـثمَبِبوـَِـمـزلــوـمَـــبنــرـــَــــمِــُـبَــىَِِـامَنَباــأبـَاُِكــناَأـلباَااــَُاـْمااللهنتلـــعَـسالـــلِـَـْلمَْلـْقَغِـــْـلتلََّحاــْـضدـقَُحأكَُنـَــُــَُُّعـبَأطنُـِسعــلـََـخَـوـَـــحــَرُبهََرََُُعـِـــُـََـلسفبََُُمِـردكـــــــبـحتتـقـُفعكــــََرــــتـههِِِِِِِِِِِِــٌٍُُُُِْقققققهقلهقهقهقققمهدريايا‬

‫بقلـب لـه سـعة الغيـم تـــأتي رذاذ سكــــينه‬
‫إليـك ابـن باديـس و الصبـح فيـك يـواري الضـغيـنة‬

‫كأنـك فـي جـرح قومـك أنـت الدمـاء السخيـــنة‬

‫و أنـت الحنيـن إلـى الحـق أنـت شـموع المـــدينة‬

‫إليـك و قـد غـادروك ككل الكنـوز الدفيــنة‬

‫إليـك ابتسـامات جيـل أبـى أن يفـارق ديــــنه‬

‫أقـول لهـم أيقظـوه لينقذكـم مـن ضيـاع الســفينه‬

‫فقـد أزف الليـل و اسـتعطفتنا الـدروب الضــنينة‬

‫تقـض مضاجـع أمتنـا كـي تظـــل سجـــينة‬

‫و تخفـي وفـاء التــراث لكـل القلـوب الثمينـة‬

‫*** *** ***‬ ‫***‬

‫وكان ابـن باديـس جذعـا ومـن حاصـروه السـراب‬

‫أبــى فـي المـكاره أن يســتظل بزهـر الغــياب(‪)١‬‬

‫و حـاك الحضـارة مـن أمــة الطهـر تعلـو السـحاب‬
‫و ير�سـي جبـال الشـريعة فــوق قلـوب الشـباب‬

‫كتابـي هـوالشـعب نصحـي مـداد يـواري الضبـاب(‪)٢‬‬

‫وجمعــية العلـم تبـني فتـزهق روح الخــراب‬

‫وتنبت أجنحـة تنتـمي للنبي وخيـرالصحاب‬

‫تفـرخ أعشــــاشها فكــرة كالسـنا لا تهـاب‬

‫ب ـكلالقلوبالتيتعشـقالحقرغمالعذاب(‪)٣‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-١‬فـي هـذا البيـت إشـارة إلـى عـودة العلامـة عبـد الحميـد بـن باديـس مـن المدينـة‬

‫المنـورة إلـى وطنـه الجزائـرليسـتفيد شـعبه مـن علمـه تـاركا الراحـة والأمـان‪.‬‬
‫‪-٢‬وهنـا إشـارة إلـى أن العلامـة عبـد الحميـد بـن باديـس سـئل لمـاذا لاتؤلـف الكتـب‬

‫فاعتـذربأنـه مشـغول بإعـداد الرجـال والأجيـال‪.‬‬
‫‪-٣‬فـي الأبيـات الأخيـرة إشـارة إلـى الجمعيـة التـي أسسـها العلامـة عبـد الحميـد بـن‬
‫باديـس (جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن) وكان لهـا تأثيـركبيـرفـي نهضـة الأمـة‬

‫وثقافتهـا وتحررهـا‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪281440‬‬

‫ما ق َّصر ابن ال ِكرام‬ ‫جزائر‬

‫بوبكر بن سبع‬ ‫أحمد بهناس‬

‫حســـــــناء باَنـ ْت َل َن ـا َي ْك ُسـو لـَــ َها ال َخ َجــــــ ُل‬ ‫جزائــر ٌّي أ َنـا بالـ ُّرو ِح والجســ ِد‬
‫َََََِِانتِللََّـــمفمممولوــــــالِـَـــْـلدـثـَلـََّّْـَــثُْعْـيلــيـجنعـقـــُْــــلكـَوـوحْغُّـَُاالوَُْـألَُُِّلـءفرادـََُّْلسنَاةســحْـَِْدَـعَـحديــسـُْــُـَـِنَوفــريبرًـــَـامـاٍـوهاَّـاـطِْــِجَاــُِّلحيِكِـسْاَـلـسمـروَتَيِبمـ ِأَستُلـغِاـةـةَـلــبََُـــبذاىعََــــبلــاــــَـِـَهــمـمــْـبُـاـــناْدــــَنـاقاْوََْــيُُوَْيرَْسلَليَّوعْيٍََْـأتِحعْـٌـنـهقُْـلــلَـعْــاواُـحَاْـاهيْلْـُـَـولـمتلــــاـُُِّْاَطلحََحـُرلـَْْااـرـيرـهْـــلتـِْـــَلْــقــَِِّقنــبسْـرـُــُّْومــْلَدعبـَليـَهمـَهـهَُايـهاـاــتـَََُــتَُـوْثعاـلاْْـََاـربلْولَِاَّحََوامَساعاحْلـُُّْْلـلسلفــسَــَـَََُــَربجُـُـغقبسـلـــســــُــَــَـَــََــبجَرَـهأــــذدـزـهْـٌُُُُُُتلللللللاباى‬ ‫مـ ْن عهـ ِد آد َم‪ ،‬لـ ْم أ ْنـ ِق ْص ولــ ْم أزِد‬
‫ََََََََِِإبتتَــووووووـغـَِّااااـُـْفذَّننْــنـَْقـــْــطرجـَسـابــهيــْـَـاىدَُمظـْـركلَّـْـاِْركْْلذقعَُرهااََْاعلُِأَِِْبــلمبعِيـُـبـََّْــجـقََــذدعأَّـَـــْــيْـسشـُذيـوَـــِــاسنـــبًُـوَيــءَـعداَنـــامأـدْ َيويداَّوٍََْيلةفرقَِّنَِلللَُـِتلخَِـــْهـُـشِنْـفَـَـذطَصًَّنـيََمرَفيعْؤـِـاِْوِْدإنحىِـدـِِأََّأَْتنبَونأيْكْناـضُْـلدَـْانِنْــألَ َمَُّْاياَُّْتصـنلاذـلتَّْـلابْـُّـاسهعلـدُّــُآـْرَـِحَمـهركــوـشنََِـَلحَرـَـحرـكَـكُُـهوْـمــوـَـغـَضَـتـاـَـتُْـَتَـالـتمتــلِْـابَْْْااكشْلررَََـَِتتخأَِّلمَطَــتِطتحـعـ�ِِــــَــَــَـجلحفَِـغُســـــزـكلـــًًُُُُُُُُلهاةىلللللل‬ ‫أكــــــا ُد ُأجـز ُم أ َّن اللـ َه م َّيـــزَنا‬
‫َِأ ََُُووعَّاجحَـششْـقـنـنـــــــُّــِــَُّـرسـعلبــاِْـعـق َىواْلُاَْمرلارْلَه ََِِعنبِمـ*ـَــبــــضـــــَـــُأسَـــامـْـهـِأرـَْْدََـنرءَفْنتلـــ ِــاـكاض*اوً ِءيَُِبفححـِـبََِّهذُّجِـبَجاهُِـيَبفلهـاـــَـــقـاَـيَـْلَـلـكؤـاِّْالـٍِداسدْدليلٍَـتّنُّبِـيْـدـْمننـاَاَِيثلــَـسأـاَِـْـوُرسحََُّـموـخكـاــُا ََّْحنلطلـــِـاـْبـُـطَــهَهِــمـُــهــصاـــــــُْــتـَـوــرْــأباِ َاطِلََُتولَنُأحـحـَنأـََََُملـُطــهـذززــ ِ ًُُُُُْهمةنلللل‬
‫بالخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ِق والرتـ ِق ثـم الفت ـ ِق ف ـي الع ـد ِد‬
‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪29 1440‬‬ ‫ف ـي الأر ِض والبح ـ ـ ـ ـ ـ ِر والأكـوا ُن شـاهد ٌة‬
‫وف ـي الجبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال وف ـي الصحـراء وال ِقـ ـد ِد‬
‫ق ـ ْد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّد َدْتـ ـ َنا ال ُّد ُهـ ـو ُر مـ ْن لطاف ِتهـَـا‬
‫ع ْب ـ َر ال َّت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواريـ ـ ِخ والأحقـا ِب مـ ْن أم ـ ِد‬
‫إ َّنالمق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َرتج ـ ِريف يأع َّن ِت ـ َها‬
‫يل ُّف َهـا ال َّص ْمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُت‪ ،‬لا ت ْلـ ِوي عل ـى أحـ ـ ِد‬
‫****‬
‫موا َط ـ َر الغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ِث ُم ـ ِّدي الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـما َء منهم ـ ًرا‬
‫وطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّر ِزي الأر َض بالأزهـا ِر وال َغـ َرِد‬
‫أَنـا العليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُل وهـ ِذي الأر ُض ُمـ ْزهـ ـ َرٌة‬
‫ُتشـ ِفي جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا ِح ي مـن الآلاِم والك َمـ ـ ِد‬
‫أنـا العفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُف وهـذي الأر ُض جام ُع َنـا‬
‫س َّجادِتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي وصلاِت ــي‪ ،‬وب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها سنـ ـ ِدي‬
‫أَناأغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّرُد‪،‬شعـ ِريه َّ ِزنيطرًبا‬
‫ت ْتـ َرىق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو ِاف َيوالأشط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ُرف يمـد ِد‬

‫ََََََِففممموووكــَََُْنقممأااَــَُّفعـــنهــــــَــــهـَّـْـْــْجــمنـاــنـَـقَّـرماَ َعتدَِّاصَرـََهََفهَبــبار َاََُرقدقٌــْقَطوجَاىثىاْـَـبفوــَــَـخفـٌُـَةـلَانــقُـنـــَـُْـرٌَُّـَمومـبفضـَـارهُْْهـغلغةوَاَِاببَمكأـْ َِوًًمططرــاـِاِاْفمنـاِباليلاََّتألاـْلْعَُّـببَحعرـأــَْـاـاَـصِمـوـــللجرــْــيَََّّّــفحننناــــِـَِـِرسةو ٍَصةصدصــا َِِءرِرٌَفمُفــوايُِعمـَـــصـــــــــََـــييـبـَـــبـــــاـَـــِْْبــــئـــححَــْــهََََِـرـتتــددخـِـِعُُُُِِلَقطففـهَـــدذـب ٍ ٌُُُْوووةمللللااا‬ ‫ََََََََََََِِأتيلبييَََََََِـككَفققفمذـووووووْهـعــــااااَِاِـــــْسلْااََمـمغْـزللـْْــزـُفْْادللضـََّْـَـكَدـِـَـجـُيصندمـاـحـْذَّدُكدـَّـِاََاَّــُغرزُّخطتـارََّـاُهْــفـُُلضءُدُْـعـاهيـيردِـدـْراَْلََِوضُأكحونِرَداـتاُِابُثلَرـاصسِـََيَّلَْقُابــُِنلَّتْكامـلفـنادـَِـَلـبـأَـٍَنِِْـرـكّـسَْعَُرْـمنــيجِغأهْبابـلَوـنـأََـَـْيلقــَحقَــُرٍَبْجيــازعُلـْاُْــبَّمْساطاِاـنرَْدجًكـِـًةسلمــَاءٍَِوييدــبـَوـْـَـحَّـِـييـبنفصلـــوــاــــَِِـْـًَْـااـيههدطـءــِثٍيذنَزَنرـََِّـلَِوَورسَُجبَـلَِتماذاـةـجيــَِِلفََمُِثُمكيُِكِضِْــإههمستَلدــينُـيْـــَبِّيـاـَولــِلاانٌَـًوئاـٍٍُْءََعـْلرـبعحيءـلـدـاـََُِِْـأـْيمٍااَـلـَيهنـَـعـتســلعِـماْــبَّـلَْْأَلدقْاانَدَنُأـْومىماللْوِاهَْالصأَِاـعالُْإلَللـْنغَُلرَـأََِْأمـفرويصناـْـُيـنَْدـجقـأـلققـْـاـكـاـــَـاََْمُـُرَأاْــْقتطءْْءِـلْـضـاَوـَّـثِلوَرـاُـدبلآََنـمـدـــرـَتـَاِفـوَـهعمـــاٌِِـاُّجـــَنرـلــالِـدـجـاوَـرـىَِلْـقـُْغـــودـمهــَلـينـــِـقَـــَرـِــمَــــوُـْزبلَـٌَاماطْدـغـةمــَــْدَــــلذاَيــْتَــلَيــْوََِأََهـطـْْلعَْـخَـَنغجِـنــيـرــمواـِـقــَُــِـتــَاـََتـَـقـئــــنَْتيــــــــَــيالــوــــكــاــْْـــــْــوــِلـنـــــنــــلَََّـهــــــُــتَــَـــــسـَدُــهتــشِـزــــّقـصجاـمغــَــــَِِاـــــــدََُُـجيِِِـــُــَللَئـبـيحجقمثحـَـــهصَُُمـيرــــــــــُبتتــُِدٍْررٍُُُُُُُُُُُُُُِووًُههلهتههرمللللللللللااهها‬
‫ََََََََُِِإاِييلِتيبيَََُــكَفففممممدووـلـَعلــــّْــلخَِــــسَِِّْاـــاأـَــِْغعارَذوــَّْــْبْــَّتـخـللـــنيْـدْـــــْفنـيُصـــكـمَُّـاْْاــننزُِّــاصعدهْيــتَُــِبْـّعَوُْشـربفتطُهـكـتــارَُيِهَِّباحالَُنلَِْيَِمـَدلرسـَِغرأـيْفـْـاثَْويَِـََِِـــمأِلمحمفمـِـسَِـِْبــيحرفُنلَََْْمَكويََِهنأْوُّنتسلاُأـَاْـباضيجأْنتـْـاللزْلَهَِنْـيميحكَُّإـمـرَنهَدُــنٍٍْكْسدََََـبأْكْجهلـجسوِْـاــوبتَتمابَالىاَرِلَََُُِِّـلخـعَمَفـأتدفَنـلْْجطـَِمَـَهْمـاطسـْكِِـكـِْاِأاضثـَِدُِفــبًًَّأشررـلـَـَللمـّدــَََصهَـــهمِلـداـهـَِـِويـــــَهَهاـاْتـدايـاحةـٌغـُاَـهــةلهاـــوُـََاٍْأَـٍُدمـهْرسـسرافـــْـاَُملاٍتتىَََأللالواـْااااألَِْْْاللُلأللخحَْهسلرـَلَأِمأــْأأَّْوـأاْيلقأاَـاَرــَْـشإتزْـلقهيلـَيفلـَِِمــَْـمَْـإَحيأـاـْ�صْبدِاَضـغَننـْـََّـااُقَذرَطًـتيـُْاامَشسِطـيُُِفتـاــحُـــاْـمـدَُدنـسُتدسًَىـىقمـوةُرونـِاابِِدَُْومُدِميوـبنـَ َْمََُِّأَحَُمَنهَوـتوَتوسلَـوــومَـَخْـََاَكــتِأهمــْعـىَـبــْـَـاــخعــِـفـــــَــــَـتَاـَـــسـُِـَـــوـولاـباِـوـرـْـاـاَبــُاِـــْْاـلــاـْلُـهلـافـكـَـاْلـــلـلْـــشتـعلــــلســَـلــــَـَبــَُّاـُِــََلـَــََحأثــتُّـــقوهِسجــَُِّـــخـَـطـدـــَــَزُضــِِـََجَََََُِـدمبلعصجطـــكبغتنُـــــــــوـبزوََََـَههههٍْْزٍُُُُُُُُُُُُُُُههتةمتنللللللللللللاااا‬ ‫ََََايَِِككفَممووُلأجَـِْْااننرَْـْاَّْطلــلجـمـدـسَآــاـحَُُِّحعءَِعهظبََّّـيسااســُـْرصَُةـهرَي ْنَْتَََرنسصُجـقـْـَـبَلـارَاَاْْءُهْعللـبًىاضُِـعٌعـلـَْبَـللاـِــَِلـَـذـَُـجمـمــوِاــْـلـَْـــتـذــهَِـَلــاذــوَُِـُءـدُجةـهِاَيلًءوَِأف ِْباْـسلكِاـاّاَهتللقٍلُمراَاأااْْلِرلِْحْعَإمِّلَْـسنِــجرـرَِــْلـَيدـقاــاشـاُِــَِمعءلـرماَْيـأنُُْـهادَلعََـِنبَدِـعْفتانـَلقـُـي َبْىودُأََّباـمْـَـَلِـدتكـَـــِِتـــمَـــحـــعـــاــــَــْـْـــَـــلـــوـــحــشـــاــــــــلـــَــَــَــعُمـــتــمــــــَـََُــَثلَِقمــجعيـهــنـ ٍٍُُُُِْومبلهللللاى‬
‫*** *** ***‬
‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪301440‬‬

‫إﺻﺪارات‬

‫روا و ا‬ ‫” ا ﺎد“‬
‫ﺎ ت د ا ﺎن‬
‫د إا‬ ‫ﺎ‬ ‫ودرا و ﺎب‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪31 1440‬‬

‫القصص‬

‫عقدة سعاد‬
‫ربيعة برباق‬

‫كأن عقـدة ربطـت لسـانها‪ ،‬بسـبب غصـة عالقـة فـي حلقهـا‪ ،‬لقـد أدركـت‬ ‫أزال الربيـع سـتارالشـتاء الأبيـض عـن الجبـال والروابـي‪ ،‬فابتسـم‬
‫أن صوتهـا عـورة‪ ،‬وأن صورتهـا عـورة‪ ،‬وأن وجههـا وقدميهـا عـورة‪ ،‬بـل هـي‬ ‫بزهـره والـورد‪ ،‬فاخضـرت وجنتـاه بالعشـب النضيـر‪ ،‬وطلبـت سـناء مـن‬
‫زوجهـا عمـرأن يأخذهـا وأولادهـا فـي نزهـة الربيـع‪ ،‬مـع أختهـا سـعاد التـي لا‬
‫تحـس بـأن حياتهـا كلـه عـورة‪.‬‬ ‫تتجـاوز الثالـث عشـرة سـنة مـن عمرهـا‪ ،‬والتـي أحضرتهـا ضيفـة فـي بيتهـا‪،‬‬

‫ثـم تكومـت علـى نفسـها فـي ركـن مـن السـيارة‪ ،‬كأنهـا قنفـذ يحمـي‬ ‫لتق�ضـي بعـض أيـام عطلتهـا عندهـا‪.‬‬
‫نفسه من الخطر‪ ،‬أوأنها ارتكبت خطيئة فركبها الخجل‪ ،‬لاترفع عينيها‬
‫فـي أحـد‪ ،‬حتـى فـي ابـن أختهـا الصغيـرالجالـس بجنبهـا‪ ،‬يحـدق فيهـا صامتـا‬ ‫رحب عمربالفكرة‪ ،‬فطلب منها أن تجهزنفسها والأولاد‪ ،‬فأخبرت‬
‫بـذكاء الأبريـاء‪ ،‬هـويفهـم أن فـي الأمـرسـوء‪ ،‬خالتـه سـعاد التـي لا تداعبـه‬ ‫بالأمرأختها سعاد‪ ،‬وارتدت جلبابها وخمارها الطويل كالمعتاد‪.‬‬

‫كمـا اعتـادت بهـا خطـب‪ ،‬أوبهـا داء‪.‬‬ ‫حملـت سـناء ابنتهـا ذات العاميـن بيـن ذراعيهـا‪ ،‬واقتـادت ابنهـا ذي‬
‫الأربـع سـنوات مـن يـده‪ ،‬وتبعتهـا أختهـا سـعاد حاملـة سـلة الغـداء‪ ،‬وهمـوا‬
‫والصغيـرة صامتـة لا تزعـج والديهـا بلمـس الأشـياء‪ ،‬فـي حجـرأمهـا‬
‫تجلـس هادئـة‪ ،‬تنظـرإليهـا تـارة وتـارة إلـى أبيهـا‪ ،‬كأنهـا تـدرك أن فـي الأمـر‬ ‫بالركـوب فـي سـيارة عمـرالمركونـة أمـام المنـزل‪.‬‬

‫خطبـا مـا‪.‬‬ ‫ومـا لبثـت سـعاد تفتـح بـاب السـيارة حتـى صـاح بهـا عمـرغاضبـا‪،‬‬
‫وهويحدق فيها من رأسـها إلى قدميها‪ ،‬ماذا تفعلين؟ هل سـتذهبين بهذا‬
‫لا�شيء في هذه الرحلة مسموع غيرصوت المحرك‪ ،‬حتى الأنفاس‬
‫حبسـت‪ ،‬وكل الألسـنة تعقـدت بسـبب ذلـك الموقـف‪ ،‬تأملـت سـعاد‬ ‫الشـكل؟ عـودي إلـى البيـت وارتـدي غيرهـا مـن الثيـاب‪.‬‬
‫ابنتهـا الصغيـرة‪ ،‬وتقاذفتهـا أفـكارمخيفـة‪ ،‬ليتـك لـم تكونـي أنثـى‪ ،‬وتأملـت‬
‫فـي زوجهـا طويـا‪ ،‬كأنهـا لا تعرفـه‪ ،‬تحـاول اسـتيعاب موقفـه‪ ،‬لـم يكـن فـي‬ ‫ارتعبـت سـعاد مـن كلامـه واسـود الدنيـا فـي وجههـا مـن الارتبـاك‪،‬‬
‫السـابق متشـددا‪ ،‬لـم يهتـم يومـا بالحجـاب‪ ،‬ولـم يعلـق يومـا علـى طريقتهـا‬ ‫كأنها امتصت جميع مصانع الفحم‪ ،‬فأحست بشعور مؤلم‪ ،‬كأن بركانا‬
‫ينفجـربداخلهـا‪ ،‬أو كأن زلـزالا داهـم نفسـها‪ ،‬والكـون يـدور بسـرعة مـن‬
‫فـي اللبـاس‪ ،‬هـل تغيـر تفكيـره أم أنـه تأثـربـكلام النـاس‪.‬‬
‫حولهـا تـكاد تقـع أرضـا‪ ،‬مـن شـدة الاضطـراب‪.‬‬
‫لقـد أدرك عمـرأنـه ارتكـب خطـأ‪ ،‬وأن زوجتـه غاضبـة جـدا‪ ،‬ولكنـه‬
‫لـم يـدرك أنـه تـرك فـي نفـس سـعاد عقـدة‪ ،‬قـد لا تنفـك مـع الزمـن‪ ،‬لأنـه‬ ‫تجمـدت فـي مكانهـا ولاتـدري مـا تفعـل‪ ،‬تحـدق فـي أختهـا سـناء‪ ،‬التـي‬
‫ببسـاطة رجـل شـرقي‪ ،‬يحـاول أن يصـون حريمـه مـن نظـرات المر�ضـى‬ ‫أصيبـت بصدمـة ممـا سـمعت‪ ،‬كأن كوكبـا وقـع علـى رأسـها‪ ،‬وقـد أدركـت‬

‫والمعقديـن‪ ،‬لـم يـدرك أنهـا مازلـت مجـرد طفلـة‪.‬‬ ‫أن كارثـة نفسـية قـد حلـت‪.‬‬

‫كانـت سـناء تراقـب أختهـا فـي المـرآة‪ ،‬لقـد أحسـت بحجـم جرحهـا‪،‬‬ ‫حاولت سناء أن تحل عقدة الموقف‪ ،‬وقالت بابتسامة مصطنعة‪،‬‬
‫والدمعة في عينها قد حبست‪ ،‬حجمها كموجة البحرتشرف على الخد‪،‬‬ ‫وهي تحدق في عمق عينيه‪ ،‬الجوحاريا عمر‪ ،‬هذا هواللباس الذي يليق‬
‫وتوشـك أن تنسـكب‪ ،‬أخـذت تكبـرفـي مقلتهـا حتـى تجـاوز حجمـا البحـر‪،‬‬ ‫بالحـر‪ ،‬وأضافـت بسـرعة اركبـوا مـاذا تنتظـرون‪ ،‬هيـا اركبـوا‪ .‬فهـم عمـر‬
‫فانسـكبت بصمـت علـى خدهـا المتجمـد‪ ،‬تحـاول أن تفرغهـا كلهـا حتـى لا‬ ‫الإشارة‪ ،‬وأدرك أنه قد أساء التصرف‪ ،‬وركب الجميع فأقلع بالسيارة‪.‬‬
‫يأتـي يـوم فتبكـي فيـه ثانيـة‪ ،‬كانـت دموعهـا تسـيل فـي صمـت‪ ،‬وفـي سـرها‬
‫سـاد صمـت غريـب أجـواء الرحلـة‪ ،‬حتـى الصغـار هادئـون هـذه‬
‫تخفـي ألمهـا الكبيـر‪ ،‬وجرحهـا العميـق يزيـد فـي عمرهـا سـنينا‪.‬‬ ‫المـرة‪ ،‬كانـت سـعاد فـي المقعـد الخلفـي متكـورة علـى نفسـها ترتجـف مـن‬
‫الصدمـة‪ ،‬تتألـم فـي صمـت‪ ،‬وكان جرحهـا يحفـرعميقـا طـوال الطريـق‪،‬‬
‫لقـد كبـرت سـعاد فـي تلـك النزهـة عشـرسـنوات‪ ،‬وأصبحـت امـرأة‬ ‫تتأمـل نفسـها‪ ،‬تحـاول أن تطلـب منهـم العـودة إلـى البيـت‪ ،‬ولكنهـا تبكمت‪،‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪33 1440‬‬

‫في بيت أختها سناء الذي زارته لأول مرة منذ زواجها‪ ،‬لم تكن تعرف عن‬ ‫فـي لحظـات‪ ،‬والفضـل لـزوج أختهـا الـذي أيقظهـا مـن غفلـة كانـت تعيشـها‬
‫عاداتهـم شـيئا‪ ،‬لـم تكـن تعـرف عـن رجالهـم شـيئا‪ ،‬لـم تكـن تعـرف أنهـا‬ ‫ببضـع كلمـات‪ ،‬فنظـرت إلـى نفسـها فاكتشـفت أنهـا أصبحـت كتلـة مـن‬
‫العـورات‪ ،‬وأحسـت أن ثيـاب العالـم كلهـا عاجـزة عـن سـترها‪ ،‬وظنـت‬
‫ذاهبـة إلـى حتـف براءتهـا‪ ،‬ومصـرع طفولتهـا‪.‬‬ ‫أنهـا ربمـا نسـيت ارتـداء ملابسـها حيـن اسـتيقظت‪ ،‬وأن الرجـال يحدقـون‬
‫بهـا مـن كل الجهـات‪ ،‬فأغرقـت خديهـا البريئتيـن بسـيل مـن العبـرات‪ .‬لقـد‬
‫كيـف سـتعرف ذلـك‪ ،‬وزوج أختهـا لـم يكـن يطيـل الزيـارة‪ ،‬كان‬ ‫تأزمـت نفسـيتها وتعقـدت‪ ،‬وأحسـت بالاختنـاق‪ ،‬كأنهـا تغـرق‪ ،‬أو كأنهـا‬
‫يوصلها إلي بيت أبيها‪ ،‬ثم يعود أدراجه‪ ،‬فقد علمه والده أن دخول بيت‬
‫تدفـن علـى قيـد الحيـاة‪.‬‬
‫النسـيب والجلـوس أوالمبيـت فيـه مـن دماثـة الأخـاق‪.‬‬
‫وفي زحمة السيروضجيج المركبات وأبواق العربات‪ ،‬هناك صمت‬
‫بعـد سـتة أشـهر مـن تلـك النزهـة المشـؤومة‪ ،‬زارت سـناء بيـت‬ ‫رهيب يخيم داخل السيارة‪ ،‬حتى وصلت إلى موقف السيارات‪.‬‬
‫والديهـا‪ ،‬رفقـة أولادهـا‪ ،‬تحمـل معهـا أشـواقها‪ ،‬جلسـت مـع أمهـا وإخوتهـا‬
‫نـزل عمـر وزوجتـه والأولاد‪ ،‬وبقيـت سـعاد تصـارع عقدتهـا‪ ،‬لا‬
‫سـعيدة بزيارتهـا‪ ،‬سـألت عـن أختهـا‪ :‬أيـن سـعاد؟‬ ‫يجـوز لهـا النـزول بهـذه العـورات‪ ،‬قميـص قصيـرالكميـن‪ ،‬وتنـورة طويلـة‬
‫إلـى الركبتيـن‪ ،‬وشـعرمسـدول إلـى الكتفيـن‪ ،‬ووجـه بـريء مسـتديروردي‬
‫قالـت أمهـا‪ :‬هـي فـي المدرسـة سـتعود قريبـا‪ ،‬وبينمـا همـا تتبـادلان‬ ‫الخديـن‪ ،‬نفسـها توسـوس لهـا لا‪ :‬تنزلـي بذراعيـن عاريتيـن وسـاقين‪ ،‬إيـاك‬
‫أطـراف الحديـث‪ ،‬دخلـت شـابة منقبـة‪ ،‬ترتـدي جلبابـا أسـودا يمسـح‬
‫أن تنزلـي سـتصبحين قبلـة للمشـبوه مـن النظـرات‪.‬‬
‫الأرض بأطرافـه‪ ،‬وخمـارا طويـا يـكاد يغطـي عينيهـا‪.‬‬
‫تظاهرت سناء بالسعادة‪ ،‬وبابتسامة مصطنعة قالت‪ :‬الحمد لله‪،‬‬
‫مرحبا أختي سناء لقد اشتقت إليك‪ ،‬لماذا أطلت الغياب؟‪.‬‬ ‫هنـاك ألعـاب شـاغرة‪ ،‬هيـا أختـي أسـرعي إلـى الأفعوانيـة قبـل أن يزدحـم‬

‫أهـذه أنـت أختـي سـعاد‪ ،‬مـاذا فعلـت فـي نفسـك‪ ،‬لـم أكـد أعرفـك‪،‬‬ ‫النـاس‪ ،‬سـتركبين مـع الولـد‪ ،‬وأنـا أركـب مـع الصغيـرة‪ .‬سـنمرح كثيـرا‪.‬‬
‫لمـاذا تنقبـت عزيزتـي؟ مـا زلـت صغيـرة علـى النقـاب‪.‬‬
‫نزلـت سـعاد مضطـرة‪ ،‬كأن أختهـا تجرهـا جـرا‪ ،‬وجلسـت بعيـدا‬
‫لا يـا أختـي‪ ،‬لقـد كبـرت‪ ،‬لقـد صـرت امـرأة‪ ،‬فوجـب علـي ارتـداء‬ ‫عـن النـاس‪ ،‬وقالـت أختـي ليـس لـدي رغبـة فـي اللعـب‪ ،‬خـذي الأولاد إلـى‬
‫النقـاب‪ ،‬لقـد فهمـت ذلـك فـي آخـرزيـارة لـك‪ ،‬والفضـل يعـود إلـى زوجـك‪.‬‬
‫الأرجوحـة‪ ،‬وأنـا سـأتفرج عليكـم مـن هنـا‪ ،‬مـن تحـت الشـجرة‪.‬‬
‫تذكرت سناء ذلك اليوم الأسود‪ ،‬وأدركت أن سواده ما زال يطبع‬
‫قلـب أختهـا‪ ،‬ومـا زالـت حاقـدة علـى زوجهـا‪ ،‬وأنهـا تخفـي وراء ثوبهـا الأسـود‬ ‫فعـا‪ ،‬لقـد كبـرت سـعاد نفسـيا‪ ،‬فأغتيلـت طفولتهـا فـي تلـك النزهة‪،‬‬
‫فلـم تعـد تلعـب‪ ،‬لـم تعـد تتزلـج أوتتأرجـح‪ ،‬ولـم تعـد علـى الحصان تركب‪،‬‬
‫عقدة‪ ،‬سـتدوم في نفسـها طويلا‪.‬‬ ‫لـم تعـد طفلـة‪ ،‬لايجـوز لهـا أن تخـرج‪ ،‬بعـد اليـوم لايجـوز أن يراهـا رجـل‪.‬‬

‫وقالت‪ :‬هل أنت مقتنعة بما تلبسين؟‬ ‫فـي الحديقـة رجـال محترمـون‪ ،‬ونسـاء وأطفـال يلعبـون‪ ،‬وسـعاد‬
‫تحـت الشـجرة طفلـة تحتضـر‪ ،‬وبـراءة تغـادر‪ ،‬خائفـة مـن نظـرات وهميـة‬
‫سـكتت سـعاد قليـا‪ ،‬ثـم تهربـت عـن الجـواب‪ ،‬وقالـت أيـن ذلـك‬ ‫تنهـش أنوثتهـا‪ ،‬لـم تعـد تسـمع زقزقـة العصافيـرفـوق الشـجرة‪ ،‬وهـي تبنـي‬
‫المشاغب‪ ،‬لقد اشتقت إليه‪ ،‬تعال إلى حضن خالتك يا أرنوبي الصغير‪،‬‬ ‫أعشاشـها‪ ،‬لـم تعـد تجـري وراء الفراشـات‪ ،‬لـم تعـد تقطـف الأزهـار‪ ،‬لـم‬
‫تعـد تسـمع ضحـكات الأطفـال‪ ،‬لأن العقـدة فـي نفسـها كانـت تبنـي بينهـا‬
‫مـا بـك ألـم تعرفنـي؟‬
‫وبيـن الحيـاة حاجـزا كصـور الصيـن العظيـم‪.‬‬
‫قالت سناء‪ ،‬وكيف سيعرفك وأنت داخل هذه الخيمة السوداء‪،‬‬
‫اخلعيها عنك‪ ،‬كي نراك‪.‬‬ ‫كانـت سـناء مشـتتة الذهـن‪ ،‬عيـن علـى ولديهـا وهمـا يلعبـان‪ ،‬وعيـن‬
‫على أختها الجالسة هناك كطيرمقصوص الجناحين‪ ،‬تشتبه بكل نظرة‪،‬‬
‫تظاهرت سـعاد بأنها لم تسـمع الكلمات‪ ،‬واسـتمرت في اللعب مع‬ ‫وتنتظـرالعـودة إلـي البيـت بسـرعة‪ ،‬لتختفـي عـن الأنظـار‪ ،‬فأنهـت النزهـة‪،‬‬
‫ابـن أختهـا‪ ،‬فبـدت كطفلـة ضائعـة فـي عالـم الكبـار‪ ،‬والطفـل ينظـرإليهـا‬
‫مسـتغربا‪ ،‬لـم يفهـم مـا حـل بخالتـه الصغيـرة‪ ،‬فلـم تكـن هكـذا حيـن رآهـا‬ ‫وقالـت هيـا يـا ولـدي‪ ،‬فلنعـد إلـى المنـزل‪ ،‬يكفـي لعبـا اليـوم‪ ،‬لقد تعبنا‪.‬‬

‫فـي آخـرمـرة‪.‬‬ ‫لا يـا أمـي‪ ،‬قـال الولـد‪ ...‬وهـو ينظـر فـي عينيهـا فهـم سـريعا أن‬
‫الاعتراض مرفوض‪ ،‬وأن أمه اليوم في حالة لاتسـمح بالتفاوض‪ ،‬فسـار‬
‫بهدوء أمامها‪ ،‬وركب السـيارة‪ ،‬وعاد الجميع إلى البيت متعبين من كثرة‬

‫الصمـت‪.‬‬

‫كانت نزهة بطعم الصمت‪ ،‬بل عقدة بطعم الموت‪ ،‬قضتها سـعاد‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪341440‬‬

‫إليك‬
‫أيها القبر‬
‫صلاح المكاوي‬

‫كن َت لنا ال ِخ َّل والصديق‪ ،‬ونعم الزوج لي كن َت والرفيق‪.‬‬ ‫فـر َغ الإمـا ُم مـن صـاة الجمعـة‪ ،‬لَـلمـ ْت زينـ ُب حاج ّياتهـا التـي كانـت‬
‫أذنـ ّي أنشـود َة حـ ٍب ُسـ ِ ّطرت‬ ‫أع َّدتهـا لزيـارة قبـرزوجهـا كمـا اعتـادت كل جمعـة‪.‬‬
‫بـك الله فـي مسـتقررحمتـه‪.‬‬ ‫يتـردد فـي‬ ‫قلبـيعـ‪،‬ذو ُلـبنحيمدي ِثحـ َوكهـامـاالزازمـلنصـحدتـاىه‬ ‫فـي‬
‫يجمعنـي‬ ‫واخلفَفتـهـهااا‪،‬نل َمونطاّليـعقةتلـفـتيتتماجلقُّرتربـخضلليفعهـعاُةمـخركهتم‪َ .‬فت َهـعساّل‪.‬بقنثـاقيتتلـا؛ٌثةتن ِتـرهـاكي ٌةناثلب ُثقخيولبطـهـةاى‪،،‬خ َّللوَُأافيهخاسرايتـلازشٌـوتعيُجرقاهلافـ ْذإزلينا‬
‫َمـن َخطـا‪،‬‬
‫لقـد تن ّكـب الدهـرلـي وآلمنـي البعـاد‪ ،‬وغالبنـي الهـ ُّم وأ ّرقنـي ال ُّسـهاد‪،‬‬
‫زووقلـج َتـبهلـ‪،‬ي او ُلمأتصحـ ّدرقـاشءطوااللـأتص أفيـظااءفـرظههـبرعاـل ِمد َتجـ ّقنل؛يـمف ِ‪،‬مـمنتناطاسمــ ًٍيعافـوّيًّدابالـكازنوابيجنعكلـمـاى‬ ‫والحلـوى التـي‬ ‫يتل ّق ُفهـياعالـلأوطرأفـاَسلزايلنـذيـبنكتيـخ ٌّلسلـوكابايـلٌمريقابـحـرو‪،‬يوبكـعـذا الض الشـأ ّحطاعذمـوةن‬
‫غيرآب ٍه ب ُسن ُبلاتك ال ُخضر‪ُ ،‬ملق ًيا عهده الذي أخذه على نفسه بال ُّسقيا‬ ‫الذيـن تك ّوموا‬
‫لهـن والرعايـة خلـف ظهـره‪ ،‬وآخـرون يختبئـون مـن بناتـك‪ ،‬ينكـرون‬ ‫أمام المقابرمنتظرين هذا اليوم بفارغ الصبر؛ لتمتلئ بطوُنهم الخاوية‪،‬‬

‫الجميـل ويجحـدون أياديـك البيضـاء عليهـم‪ ،‬وأنـت الـذي لـم تغلـق فـي‬

‫وجوههـم يومـا بابـا‪ ،‬وكانـوا لـك أصحابـا وأحبابـا‪.‬‬ ‫وتعمـرجيوبهـم الملتصقـة مـن الصدقـة والإحسـان‪ ،‬وبمـا يجـود عليهـم‬

‫َفووايل َاصبـلمْنوا أسباتم‪،‬ءب�‪،‬وسعقـىودبادالعللكدايعنـملاشبتاكاعءتتأدنلعاالكلـَبفىميبواتضحبي ًح‪،‬شكاتاضت‪،‬تُّلجنتـاتابحراللل ّأقص ُهأسـدننملافاااوءالُ‪،‬لسذأنوئايحابراطبّعِوًتبُبقا‪،‬عنـفاوِياصيلأحرنمـيُاتنُةُأسكأغِّوللاصلُ َقبحد َحدعلفٍ ُّيتءب‬ ‫الكريـم المنـان‪.‬‬
‫قفـ ًرا يبـاب‪ ،‬نعـ ُّد سـاعات الليـل الطويـل سـاعة سـاعة‪ ،‬دقـا ُت قلوبنـا‬
‫الصغـا ُر ُتزغزغهـم الفرحـ ُة أمـا فـي رؤيـة أبيهـم‪ ،‬والإينـاس بحلـو‬
‫باتـت ُتزعجنـا وكأنهـا المطـار ُق علـى رؤوسـنا!‬
‫حديثـه وضحكاتـه الصافيـة‪ ،‬وتحقيـق وعـوده لهـم؛ ففكـرة المـوت‬

‫فـي طـور‬ ‫االلغأب َّدضـيـةةالللتـيحيـلاا ُتةنلِّـغم ُصتهتـاشاـلكأ ْكلـ لدادري‪،‬هـوملابيعـع ِّدكـ؛ُرفصمافزاولـَهـواا‬ ‫والمفارقـة‬
‫الأق ـذار‪.‬‬ ‫الطفولـة‬

‫لقد صارالحل ُوبعدك في فمي م ًّرا‪ ،‬واستحا َل الربي ُع هجيرا وح ًّرا‪.‬‬ ‫وشـجاهههـَادهحف‪،‬تـَّطتـ ُرب ُّثـوت ُهيزلينذـواب ُِوَبعلـ َجأهثهـلاقيااَللسهــداتف‪،‬يحنيـواَةنل ُنوطمرضكـحـنـرًْةوتَنوأبهـرشاـ ًًءضـو‪،‬اقهتا‪،‬حتودضمـ ُون ُعاهـلاقَتبـ ِرسـ ُّوُحتقعِّبـلـ ُلى‬

‫أاولـحطـذالدمـي‪،‬الن ِتاويذـسكـرـضاوّرمدتيكخـلفـنكـَاتيأ ُبمكغهَّاـِلـّالمـ‪.‬ةل‪،‬يقيممـكفـاةُنـولحاكتمنعهـسلــا ُّىداعللبـنـ ُاطقعـرأامن ًمقفـاامـ‪،‬اسـزاونـكلرويشـراائغص ًحرواُتـر‪،‬تـلـكمكالولتعـلـينىتياملحمـلباهأـهاء‬ ‫ثم أنشأ ْت تقول‪:‬‬
‫ألم يأ ِتك نب ُأ أخيك‪ ،‬ابن أمك وأبيك؟!‬
‫زوجي العزيز‪ ،‬بعد التحية والسلام‪ ،‬إليك مختصرالكلام‪:‬‬

‫لقـد فار ْقتنـا وكانـت الدنيـا بـ َك عامـرة‪ ،‬كانـت أنفا ُسـك لنـا دف ًئـا‬
‫وصد ُرك‬ ‫بعد ك ٍّد وعناء‪،‬‬ ‫كماتنك ًئلانـ‪،‬اووابطت ًنـاسامتم ُترامكيـاالبحلاانحـيةدومدريفلأمنل ُجمانـٍةا‬ ‫وظه ُرك‬
‫لقـد فعـل معنـا الدن ّيـة‪ ،‬وشـ ّمرعـن سـواعده الفت ّيـة‪ ،‬مكشـ ًرا عـن‬ ‫ويحتوينـا‪.‬‬ ‫ال َّرحـب‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪35 1440‬‬

‫‪ -‬اسـتيقظ وأرسـل لـي رسـالة؛ الطبيـب أخبرنـي أ ّن تلـك الهلوسـات‬ ‫أمذونأييهاراا ًضبثـٍـابهحـوىفإطيياـيلامبـاكساـإ‪،‬تم َّْذلقزـَقلـوممَييتـُأُنرُعخلقبجـًيلزـانُـباهملـُبـمعأككوكثلا‪.‬انلـلداذقهفـكـاديلورذظشـ‪،‬يـرللعنقـايُليدنعطاِّاغئر ُلسدــنتصـةاب‪َّ،‬ومدنوبـلـنهعممانلـيللزىـلبصنلناـلاقتـُلع ُفابـئكلوهالةلحل‪،‬غيبُبانرَـتغواهـير َ‪،‬متة‬
‫سـببها اكتئـاب يجعلنـي منفص ًمـا مـن حوا ّسـي‪ ،‬وعلاجـي هـوفتـاة تدعـى‬

‫بالمه ّرجـة لهـا غ ّمازتـان فـي خ ّديهـا ونصـف غ ّمـازة فـي ذقنهـا؟‬

‫‪ -‬صديقي أنا تلك الفتاة‪ ،‬لكن لست بخير‪،‬مهرجة لك ولهلوساتك‬ ‫أبـي‬ ‫ثـم‬ ‫أمـي‬ ‫ماتـت‬ ‫وقـد‬ ‫ِبهـ ّن‪،‬‬ ‫اذهـ ُب‬ ‫فأيـن‬ ‫الشـتا ُت‪،‬‬ ‫اللاتـي يلتق ْمهـ َّن‬
‫َجد ُهـ َّن؟!‬
‫الكثيرة‪.‬‬

‫بتوّترهأ‪ ،‬بشـقعرضبعمظـظمفررهقبالتـهصفـغيينرفوميـ يهدك ّلهماـلايحـسـاروىل‪،‬الأتشقـّلـعربب‪،‬كأ ّلشـقعرضبمملةاتمتحجهّز‪،‬أ‬ ‫ُم ْغ َب ّرا ٍأتقيبلتـع ّلتقالنفبتبيـاا ُبت اكلالقبَغـرزيالجاذتببنعهـ‪،‬دتجحاولـولةنمـفنتالحلهعـ‪ ،‬يبسـمـألعن ُصأ َّمويه ّحنب‪:‬اتهن‬

‫منه‪ ،‬كم ضحكة أطلقتها في دعائي في ساعات الفجرلتعانق آخرنجمة‬ ‫لمـاذا لايخـرج والدنـا؟! هـل يختبـئ هنـا ليمـز َح معنـا ويعـ َّد لنـا‬
‫قبل ظهور الشـمس‪ ،‬وكم من قبلة تو ّجهت للشـمس لتنيرله وجهه من‬ ‫الألعاب؟! لماذا يظل قاب ًعا هكذا في التراب؟! هل نجري قليلاـ يا أمي ـ ثم‬

‫أضعـك بهـا تسـري فـي شـراييني بـل أضخـم‬ ‫مـسـتنادرعـغورافتـتها‪،‬لاعل ّشـصادقا‪،‬قـةصـالوتـيت‬ ‫نأتـي علـى صوتـه قائـا‪ :‬يابنـاااات‪ ،‬هـا أنـا ذا؟!‬
‫أنفاسـك الـذي يخـرج مباغتـة منـك يجـري‬

‫لـي ويقتحـم أجـزاء الدمـاغ‪ ،‬أنظـرلانعـكاس صورتـك لهاتفـي‪ ،‬فأحسـد‬ ‫أتربـفقهراطاَُلعختهكـعادرني‪،‬ـ َقخـتمه‪،‬الخـ‪:‬ازنرإينجـخناألرببكطاـفـلكيْمـتناماولُلبـت ٍفنةتمييتمــاعقنُوتاطدلفـعثـبـاًيةكناايلمـءًةبـا‪،‬نلكالهفءقمسـمدـهـتياعفراأمّريمقهيـنصازلنـحإلزووُىابـلامأةتلأربربكا َجحـدنهـاوشـتذمردهجمح ٍتةبو ُتـععضكهـننا ًّددةن‬
‫ل ُقتـجزوملهـيا َ ًرعـفاسـلردًتيجـتًادقااو‪ُ.‬تثطـ َمـررعألـمـىاابلنف ْبتـضـِةلالاللهص؛غيـفلرةطااللمـتـاياتغقـرىْسـنصهاا أحـمـ ُابمالالقبـق ِبـرررَّبت ُهروويقهـاال؛‬
‫من نظرإليك وأن تلتقطها‪ ،‬أحتاج للكثيرمن الدعوات لأروي حنجرتي‬
‫بـك‪ ،‬آه لـواسـتطيع صـ ّب جـا ّم ضحكاتـي علـى رأسـه‪ ،‬أوالنظـرفـي عيونـك‬
‫بشـكل مباشـر‪ ،‬تخبرنـي دو ًمـا؛ لاأريـد محادثتـك مـن البداية‪،‬ابتعـدي!؛‬

‫آه لـو أ ّنـك تجـ ّرب حـرارة الـكلام المختبـئ فـي الضلـوع‪ ،‬أو تجـ ّرب‬
‫لأشـفععوىرتاللتق ّهفرالحوصلامعنتقليكللتماتس ّبكبومكأو ّتنيك‪،‬لأمناتتلالمابتتجعّاردبعنشعكوقر ادلكحتّولماتنك‪.‬‬

‫لأ ّول م ّرة أسـمع صوًتا للألم‪ ،‬صوته متعب لكن لأّنه منك أعتقد‬ ‫فتـيحـالتبادناجتيـنفاةحكضيـاهـنـْاتوتزينســعالُراب ْقتوتـابقيهـفـّنًجةي‪،‬ميثـحلـ ُمدةوأمـهـاصعَلاألحـزير ْقايتـر ُِنهقنفمـيديا َمفصــهـرهاٍ‪،‬جوللـمـْـكلـ َنمـن ْااتلللآهنصقفغرايـعَرل ًّهيــبا‪.‬ا‬
‫أ ّنـه التعـب الأجمل‪.‬‬

‫فهل ستطلب م ّني الرحيل؟!!‬ ‫أغارمن اقترابها منه‪ ،‬ولأكون صادقة أغارمن قميصه الأزرق والأحمر‬
‫والأسـود‪ ،‬بـل أغـارمـن ك ّل قمصانـه التـي تحتـوي علـى أزراريمسـكها‬
‫بأطراف أصابعه السماوّية‪ ،‬أنا لاأجيد صياغة أوتوضيح فكرة الغيرة‬

‫لصديقي ذي اللحية الناعمة‪ ،‬لكنني أجيد وصف حالتي بعد صداقته‬
‫فوأينـتلَتكتـار ّلدفدتفـرةيانلوتمـي ليك‪:‬سك ّلهـت بم رسيحلـطواةلـبنمظيبـر َاقلبأعحـدضر‪،‬حلكـنوا َ‪.‬ت‪..‬غرريحًبلـاوفاي‪،‬‬
‫فزعتك‬
‫مـن هـم‬

‫الذيـن رحلـوا يـا عمـر؟!‬

‫‪ -‬لا�شـيء يـا صديقتـي بـل أنـا مصـاب بهلوسـة الأحـام ومريـض‬
‫بالكوابيـس‪ ،‬لا أريـد اسـتعطافك الكبيـرللبقـاء‪ ،‬لا أريـد أن تبقـي إن‬
‫لـم تكونـي قـادرة علـى تح ّمـل هلوسـات نومـي‪ ،‬يمكنـ ِك الرحيـل إن لـم‬

‫تكونـي قـادرة علـى المسـؤولية‪ ،‬أنـا خائـف فقـط مـن ك ّل �شـيء!‬

‫‪ -‬إنها الثانية فج ًرا الخوف يتك ّدس على صدري والصوم يقيم‬
‫مراسـمه فـي قلبـي‪ ،‬وللجفـن يقنـع الدمـع بالبقـاء فـي سـ ّرّية تا ّمـة خلـف‬
‫جـدارالقزح ّيـة‪ ،‬الخـوف يجـري فـي دمـي كموجـة ثلـج حـ ّددت مسـيرها‬
‫فـي شـراييني لتعلـن التج ّمـد لـك ّل قطـرة متب ّقيـة مـن دمائـي الورد ّيـة‪ ،‬لا‬
‫بـأس مـن الوضـوء بالمـاء البـارد فـي منتصـف الشـتاء مـن أجـل الصـاة‬
‫لبقائه‪ ،‬كان البرد أشبه بأن يجعلني أقف على قدم واحدة لتج ّمدي‪،‬‬
‫فـي الوقـت الـذي لجـأت بـه إلـى الله لأدعـولصديقـي الشـاب الوحيـد‬

‫كنـت خيـرداعيـة‪.‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪361440‬‬

‫مقالات زمن الحرب والحب‬

‫حنان صادق‬

‫خافت عليهما ومنهما‪ ،‬هي تعي جي ًدا أثرالمخلوقات التي عاثت في الأرض‬ ‫انلحمعكٌّمابن‪،‬نو‪:‬ودٌرحمدرومنشابشر‪،‬ق‪،‬اقلنح‪،‬اّوشرءٌبانوومٌبوةا‪..‬رءا‪.‬ذ‪:‬اءت‪ُ،‬لتكقركاارن‪ ،‬أتوأبق ْجلديج ّنة ٌاةلذّاشاتممعي ٍن‪...‬‬
‫خرا ًبا‪ ،‬لكن لا د‪ ،‬لا يشبهونهم في �شيء‪.‬‬ ‫ما كان فيها بح ٌر‪ ،‬بيد أ ّن الغموض وال ّسحريكتنفها‪ ،‬فكأنما البحر‬

‫تجرأت أن تنظرإلى ذاك المخلوق الجديد‪ ،‬فبهرت به‪ ،‬سحرها كماله‪،‬‬

‫وفتنها جلال نظرته ‪ ،‬ورجولته التي تجللت بسموالتعابيرالربانية‪،‬‬

‫بوترأكلسلهتببشقموةوخاللقمدتأرةل افلهإلقهبيل ًةا‪،‬فيفه؛شأعنراتسأتنقهامجاعءللىيقع ّمدمريلاهل‪،‬يوفتسطادول‬ ‫يرجوها ويسعى إليها بحنين الاستقرار‪،‬وعلى كتف نهرها ينهار‪ ،‬لتكون‬

‫بذلاغكةرتأهلاف‪،‬ت ُهأان سسابلقهاجكتانهتجتعلعهرافتهنا لش ّكدنأنكثسريإتلهياهأووتمتحشابهاثابلهزمن‬ ‫ويكهادنمي‪.‬تك ّلم‬ ‫امولمرافشأاكاثسبناعتةهفيااهللماتتارائصمهيحةعربا؛ ٌءركاّل‪،‬لتمواالريكه ّخب‪.‬ن اتلمفغياهما ارَلةريواالهح تدوف َءقدديإدحنهاس‪،‬افاسلارلماطبليعة‬
‫الطويل من‬ ‫البه ّية‪ ،‬فتذكرها بتلك البقعة من الج ّنة لتركن إلى خمائلها المتأنقة‬
‫وظت ّولقخنلدفوهنمتشواركيأنعهلهى او‪..‬ستهحويآادءممنعلهيوهكاالنسآلدامم‪،‬يكل ّلكم ّنه ‪.‬م‪.‬فعمهنط ُييك ّلٌفمآ!!خ؟؟ر‪،‬‬
‫وت ْسحر‬ ‫وغوطتها المختارة‪ ،‬فيظهرلك شتات الشرق بالغرب ويلتقي بالشام‪،‬‬
‫تأتي بقدر‬ ‫من حور ال ِجنان‪ ،‬تبهرالعينان وتأخذ اللب‬ ‫حورية‬ ‫وإذا بها‪،‬‬ ‫فكأنما الأرض كلها طويت فيها‪ ،‬ثم نشرت منها‪ ،‬فك ّل بعيد عنها يح ّن‬
‫القدرة المحدودة مهما بلغت من إتقان أن‬ ‫وتذهل‬ ‫ال َجنان‪،‬‬
‫إليها‪.‬‬

‫ذاك الجمال‪ ،‬لكن الآن تمثلت تلك الجنة بامرأة طاهرة مكتملة في‬ ‫أالأنزلتيعابيرفنا‪،‬الوخذيارقواتل ّرشورفحيه نمافالمسيعه ّذمبا‪،‬ة‬ ‫البداية ‪...‬‬
‫بواحلشوارشيءت‪.‬ق‪.‬هاااءلوأنمفثتع ًنىات‪،‬اهلالتطواقج ّهدوردهةاب‪،‬ه‪..‬الأمماهشدذبوهعنةحكبلاواللءأح؟و؟تب‪،‬عوابللتيسُأيلهدمها‪،‬ت‬ ‫ألحيمناملاعوقطوبئةآ‪،‬دوتموّولحدوذااء تكرابلتهاصبرعادع‬
‫السعادة‬ ‫معنى‬ ‫يفثقضالقكااذهلرهعاماف؛يفووحقهشاة ُحا ّلمألرا وضذبريمتهامراحابلأمتا‪،‬نةواقلمدكنلأفياةب‪،‬كلفكطٍلف‪،‬قاويبابءاحثباه ٍّنم‬
‫لا ؟ وهي‬ ‫كيف‬ ‫عن أثرالج ّنة في غربة الأرض‪ ،‬فك ّل غريب في غرب ٍة كما هما‪ ،‬وك ّل‬

‫الفتنة المختارة لقواعد الاختبارالداعم للخليفة أوالهادم له مع الفتن‬ ‫غري ٍب يمسك الجمركما مسكاه‪ ،‬وك ّل غري ٍب يتيه في أر ٍض لم يألفها‬
‫اتلأأخخذرىم انلتكيليهسمتا أظهشردتبلا ًحعاظلاهمتاال‪،‬تاويرايلخهاألًمـانوفظتل ًنماتثممو اجنهكيام ًراو‪،‬ج اكلمباحتاعرطي‬

‫أروع لحظات الفرح والانتصارثم الأمان والسلام‪ .‬فتنتها �شيء يفوق‬ ‫فك ّومالتاوهجاه‪.‬هما شطرالشمال‪ ،‬حينما تع ّشقت نفس كل منهما نسائ َم‬

‫العقل وصفه‪ ،‬سحرها بيان وصمتها أثرنفس‪ ،‬إن اكتملت بعقلها‬ ‫انلديج ٍّنةةراطلبتةي‪،‬أهمبح ّطمال ٍةمنبهأاث‪ٍ ،‬رفقطداأِرلفتااهل‪،‬رفوبحداقبملنابلعجي ٍدس�دشإلييءهاي؛شبصهفرووةاالحبلاد‬

‫وقلبها‪ ،‬كانت الحكمة المدبرة في عيون الخليفة‪ ،‬وإن نقص أنقصت‬

‫منه بعضه‪.‬‬ ‫تهفولها الروح لتصفوبها‪.‬‬
‫آدم يدرك ذلك ويعيه‪ ،‬فيله ُمه جنونها كما يلهمه عقلها ‪ ،‬يسعده‬ ‫ول َجا أرضها؛ بقلي ٍل من الخوف وكثي ٍرمن الأمان‪ ،‬لمست هي بشغ ٍف أثر‬
‫قدميهما‪ ،‬وكأنها كانت تبحث عنهما بحنين الوطن لساكنيه‪ ،‬وللوهلة‬
‫نقصها كما يسعده تمام نضجها‪ ،‬وهوهومع هذا كله يشقى بها‬
‫الأولى تزلزلت ِصلاب صخورها‪ ،‬واهت ّزمعي ُن مائها‪ ،‬واضطرب قلبها‬
‫وتشقى به إن هي شعرت بضعفه وتزلزله أمامها‪ ،‬تحكمت به‪.‬‬
‫قو ٌّي كان آدم بها على هذه الأرض وضعي ٌف هوأي ًضا؟؟‬

‫القصة بدأت من هناك واستمرت إلى الآن‪ِ ،‬قدم القصة من ِقدم‬ ‫اضطراب العاشق المشتاق‪ ،‬من هذا الزائرالكريم ‪..‬؟؟‬

‫وطء آدم وحواء الأرض‪ ،‬حينها ولد الوطن‪ ،‬حينها ولد الانتماء‪ ،‬وبدأت‬ ‫رملّقمنةتثفبكاقندتتهخواعاطلزوأةارتهوومضاقاادلرهث‪ً ،‬اراب�ت‪،‬شةي�ءكشالميمءنخملروونقاحق ادتلإاسلليهةساابلحق ّسةط‪،‬ماعفءليىولاخلجأطرتوراهبضهملااي‪�،‬ح�شيشيايء‪ٌ،‬ءمن‬

‫مرحلة الاختباروالاختياروذاك الصراع مابين استقراروانهيار‪.‬‬
‫وهذه أرض ال ّشام أرض الرسالات وأرض المحشر‪ ،‬قصة البداية‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪37 1440‬‬

‫اوولالّحّنشهكاايممتةعه‪..‬ب‪.‬رواملاتبارريحختشتهشده ْتد دجنما ًوران اهالئإنل ًاسواظنل‪ً،‬ماومظلسمتهباكًحماا‪ ،‬وشبهعثدرْةتبععددله‬

‫تمكين وشتاتا بعد أمان ‪ ،‬ومازلت صامدة لذاك الموعد الواقع لا‬

‫محالة‪ ،‬يوم الحشرالأعظم حينها سترى الوجوه كلها في نظرة اختلاف‬

‫المتلاحقة‬ ‫الوجوه‬ ‫تلك‬ ‫إلى‬ ‫ف؛يإلالىأآزلخ‪،‬رفاليووججوهه وحوجاوءد ًاو‪.‬آدم‪،‬‬ ‫عما رأته‬
‫المتتابعة‬
‫كم كانت غريبة ومتغيرة تلك الوجوه التي م ّرت أمامها‪ ،‬وكم كانت‬

‫تفقد مابين حين وحين وهج سماويتها وبريق وضاءتها‪ ،‬وتنغمس في‬
‫أرض ّية المتعة والرذيلة ويخبورويدا رويدا ذاك النور وقد استمات‬
‫الشيطان فيها وتفنن‪ ،‬ث ّم ما يلبث يسعفها الله سبحانه بالترياق المبين‪،‬‬
‫يأتي النور فينتشرالسلام من جديد بمبعث نب ّي مرسل يكابد تلك‬
‫الوجوه الحالكة بسواد ال ّشروالظلم‪ ،‬فينجي الله من يشاء منهم ويهلك‬

‫من هلك عن بينة من يشاء‪ ....‬وهكذا دواليك‪.‬‬

‫أما الآن أنظرإلى تلك الوجوه ‪ ..‬آه كم هي متغيرة شاحبة وملونة ‪..‬‬

‫تساءلت الآن أين اختفى الإنسان في هذه المرحلة‪ ،‬بيد أني رأيته هنا‬
‫وهناك للحظات في ملامح الحق يصدح حي ًنا‪ ،‬وحي ًنا متواري بين‬

‫الجموع الهائلة الهائمة ينتظراللحظة المناسبة‪.‬‬

‫لكن دائما كان هناك ذات الإنسان في طبيعته البشرية؛ آدم يتخذ‬
‫من الح ّب والق ّوة لبو َسه في كل أدواره‪ ،‬ضع ًفا وق ّوة‪ ،‬فيهبط به شهوة‬

‫أحوسأيمماوااونّميياةةلمفويختسعالدرط‪،‬لةوويسجعبن ًّبموانريموةيؤهثفدريابي‪،‬سطلوبادشوووإميياظجكلاانب ًما‪.‬توتيعهقلنتاملو‪،‬كنأاومميرأنةسكبماوجناببنهينبمه أمرااوٍفقويراء‬
‫كل هذا؟ هي الدنيا‪ ،‬الدنيا دارالاختبار‪ ،‬التي تغ ّروتض ّروتم ّر‪ .‬كانت‬

‫المعاناة أنها دا ٌرومن سمات الدارالسقف الحامي‪ ،‬والجدران التي تدرأ‬
‫الفتن والمصائب والأهوال‪ ،‬وال ُّسكان فيها أقرباء متحابين‪ ،‬إذ لا يعيش‬
‫فاليدانليداافريإهلاا اُغلرقبرةي‪،‬بعمدعم اقلرأيمباهن‪،‬فويالددانريهاا ُميافكاقندتاليإنو ًماساكنذلصك‪.‬وا‪!.‬ب!ه بها‪ ،‬تغ ّر‬

‫أرباب الأرض حتى إذا ركنوا إليها‪ ،‬واستمالت قلوبهم لبهجتها وبهرجها‬
‫الخ ّداع‪ ،‬ومالوا ميلان المفتون إلى غنجها ودلالها فاطمأنوا لها‪ ،‬ثم‬

‫ايلسذميىأتالقسنلتطزيةينحهيبًناج‪،‬ماواللعوشسقح ٍحريمًنارقووومال‪،‬مال‬ ‫رزحوا تحت عفن نتانتها‬
‫واستقراروبقاء موهوم‪،‬‬
‫أحيا ّنا‪،‬‬
‫إحلتاىمإذناراحسمتعربميلتهمنمه لمن‪،‬ففسغهدا؛وخغبد ًراربتعبدهأمثرو‪،‬سلوبهيتعلسىعاهدتذهامحلووة‬ ‫أمانهم‪،‬‬

‫مرة ‪ ،‬قاسية لينة‪ ،‬طيعة عنيدة‪ .‬ومازالت بهم تنوع فنونها ‪ ،‬ومازالوا‬
‫هم يخدعهم ف ّنها‪.‬‬

‫كان‬ ‫إلشياهام‪،‬بذوراستيهاكوعننهمنارحكلبةعمٌدنيمسرا ّطحرلنهتاي‪،‬جتقهاد‬ ‫هذه مقالات كتبتها‬
‫أونهايتها‪..‬‬ ‫هناك قب ٌل قد أدى‬

‫ربما ستختلف الكلمات والتصاويروالشخصيات‪ ،‬لكن تبقى الدنيا‬
‫والذكروالأنثى ‪..‬مح ّرك حروفها وكلماتها‪.‬‬
‫ونشأت قص ٌص ترويها لكم شام‪..‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪381440‬‬

‫وليد البطل‬

‫جهيدة بن عيسى‬

‫رمكن كضث برةعايلًدهاربولسةر‪،‬عفةلي‪ ،‬تسارًكتاأ ّوورالءمه ّرةحيذاحءاهواللرفيَّهثاااللذفريا ارنمتزنعقمدنرهراجلللهعين‪،‬‬ ‫ُيلتيرسقىّتبنلهطهظاعلربايلحإملذسىا�يئتضلطهي اركلوةمياملدع ّالزكعىقربةهوابجيبعقسيقذندديفهمههياكاأإهلل ّأنىشمبفقيعييهيتاريادمقنبو‪،‬غهيانوامصطشيينعحبرسهعاعياأيلدًيشاسكعبحعباثهدضأتبحتغهبـكر؟ٍّةر‪،‬و‪،‬لممش ّعة‬
‫وك ّل ما يجوب بذهنه همهمات مقيتة وأصوات مستنكرة تدعوه بابن‬

‫الخادمة‪...‬‬ ‫وحدقتين لامعتييـن «قوووووول»‪.‬‬
‫دلف إلى بيته الصغيرالمتصدعة جدرانه‪ ،‬ليجد أ ّمه غارقة في كومة‬ ‫أمخنرقىميعلىصلهم وتسدكفرعتهي وجإّانلًبام‪ّ :‬زاقذ ُهتبحمذانء هكنإالأىّيها‬

‫اأب‪-‬ممبباظّتلًتمّدنالقاثسسبيتريمخارعبكتمبيهتيبقماا‪.‬ننهبت‪..‬ها‪..‬واغ‪.‬حل‪،-‬رنيبّفسٍوودلاعع‪،‬هب؟تاتِالوتتكَمسابكرّأللم‪-‬ععمسبادتنهداتَة‪:‬راظتن‪،‬فبرالحاعتكوتةًهحرابمح؟قاعصأّرلددلقممنةاعةتلولىشدشعابععخربرلضاهتهلعايببأفطونلذموفرافاسمااععهنستاأي‪،‬ملغتصفلنيديشت ّ‪،‬ندقاائضجههاايةكهاتك؟لياقنتسابفب‬ ‫فجأة شعربيد تجذبه‬
‫الوضيع‪ ،‬لا تتج ّرأ م ّرة‬

‫يوم ًّيا‪.‬‬ ‫‪-‬قهليّاطاببل ّ ْدتسأ ّبنجببكي ُفنمهْيتا َ‪،‬عك ّولبهت‪،‬تلفهك ْلاتلأبإحهحانّاضب‪:‬رتل الكتيشيي ًتئاع ّلرتأكضللهه؟ا‬ ‫نصفين‪...‬‬
‫لا ب ّد أ ّن‬ ‫تنبماللامظ َّزركصإلقلاغييموبهرهادربلفونينحضقأيحهيكوفةقجهويهعقادلهصي ّمفعةناقل ًكجيو‪.‬ا‪.‬ع‪:‬ن‪.‬لبلااتتسكتزهّلعزاأجء‪.‬نصفدقسائكهيفاي اصللفعوبت‪،‬يلفت ّفحوذانؤه‬

‫اوقستفدابرإسلىرعالةووراهءولييزتمج ّجنبرهبيم‪،‬نفأعسدنادنهه‪:‬م«أأكغثبريمانء»ه!‪ ،‬وقوامهم أخشن من‬

‫معدتك‬ ‫جسده الهزيل‪ ...‬لكن صوت أحدهم قاطعه‪:‬‬

‫الظلصغجيارمة ًداجامئكعا َنة‪..‬ه‪.‬ينظرإلى البعيد‪ ،‬وكأ َّن روحه فارغة‪...‬‬ ‫لا تعد إلى هنا يا ابن الخادمة‪ ،‬لن نسمح بوضيع مثلك أن يلعب‬

‫انقبض قلبها‪ ،‬وقفت بسرعة بعدما مسحت يديها بإحدى الأقمشة‪،‬‬ ‫ودااقتخرلبرومنحههلايللمككمسفو ّركةهيالعلقمذ أرّنوهثاغليرهسالتذي‬ ‫معنا‪...‬‬
‫ك ّور قبضة يده الصغيرة‪،‬‬
‫بن‪-‬وسفدمأسناربببمشهت َكانكمونهيكهايهل‪:.‬ام‪..‬محإلبهعايىا‪،‬بديعفا؟ئقخلهداطتلهذو ّةكمإ‪،‬ضرلتاىويهلاقبلنوجويرهكراّمحءمن‪،‬هيجامّإلّدمذًذادااتي؟جويأّعققلفسهتاسواتحميغعّليلرنكنأجظنهليرذلههبتاائثلبيمامّاّتربةوهيجامخهلي ّ‪..‬ف‪.‬‬ ‫تف ّوه بتلك الحماقة‪ ،‬لكن‬

‫حماقة‪ ،‬بل الحقيقة بعينيها‪ ،‬الحقيقة التي جعلت نظراته مكسورة‬

‫وأحلامه محصورة ببضع كلمات‪« :‬ليت أبي يعود»!‬

‫قدميه‪ ،‬نظرت اليه لبرهة وابتسمت‪:‬‬ ‫يقوهلاقديبهجلفلن‪،‬يأةمنحوناتتجلونملصوناليستفةت‪:‬مالال«كاسطباريلكنق‪،‬قابللوتخهحضاوةَّدثايملأةع‪،‬يرصناًينضغياه‪،‬ظرةتعرلوموااى ًجإماّنلاهمهقكغاابقرويلمبنمةاهه‪:‬لال_عخيلاذدجيتمبةُح»أص‪ِ.‬يّ‪.‬ط‪.‬ن َحملتاامأجنتبّمكذدي‪،‬ت‬

‫الطويلة‬ ‫شعره‬ ‫أبرفضاقععحلىذامءقه ّ‪،‬دمفهةمرأتسغه تضدباعك إبذخن‪.‬صلات‬ ‫‪ -‬إذن حبيبي‬ ‫لفمأشكننكَّانزلر ّعخجداينملي‪.‬توهعق‪..‬ه‪.‬خارانلتتحاقاسلطرعةههاوبدحوسنأيرمنع‪.‬ط‪.‬ة‪.‬ربتاكبّفزه ّخ‪،‬ةلكصنغيعارةدمتنلتلحيهراقةم وججمعوععةل أىخرى‬
‫وضعت يدها‬
‫بح ّب‪:‬‬
‫يا‬ ‫تحزن‬ ‫لا‬ ‫قريب‪،‬‬ ‫ع ّما‬ ‫رائ ًعا‬ ‫حذا ًء‬ ‫سأحضرلك‬ ‫أ ّني‬ ‫أعدك‬ ‫‪ -‬لا تقلق‪،‬‬

‫صغيري‪...‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪39 1440‬‬

‫ذرفت عيناه دمو ًعا وهويبكي بألم‪:‬‬ ‫ا‪-‬قعخاّناشّبطتيتدرأيمعبنتةهدِاحتملايثيولجعمّبمحناييذنهاقلاءبمالتتحوكاقّجتاد‪،‬لرةرلبا‪،‬ذاليأويخرمدي ّرنَفددسيعيولأاهكناخ ِواتبتد‪.‬نك‪.‬ال‪.‬ملتقةادأسييبًدمنياتبهك‪:‬كلاوغيأنرريهأ ّدمميك‪.‬ن‪..‬بالأأجرايحندبذيأيبةأنيا‪.‬لِ‪..‬تتايبختاعددمةي‬
‫ا‪ّ-‬مموتجألحينججيّدًنهكدًسدلأاماانه‪،‬مجدِلأرتهوورً؟نسوجتألأةّإمرولاكلبىيتكأاقلهلاورعأفتوخوّاممدح‪.‬ر‪.‬صيو‪.‬اتجًي‪.‬دء‪.،‬يا‪،،.‬وع ّلهفعههووييودللشمايهيإحلقّيسب‪،‬تصلوحشرّندتقهأةأا‪ّ،‬غ‪،‬ماولضمكجبثلنسهكلاد‪.‬أا‪.‬ه‪.‬لوياأبن َّتدصفأ ّرنهخافضيبغألوضجمب‪،‬ه بتاكت‬ ‫مهنتزلهفابلكلصماغتيهر‪،‬تلتاكرًك‪،‬ا أو َّمعاهدمإلفىغارلةركفمهاض‪،‬متننظجرإدليىدا‪،‬لفوهراذغهبالعميّرنيةنخارج‬

‫دفعت باباها الحديدي‪،‬دخلت وهي تحمل علبة بسيطة بيدها‪.‬‬ ‫مكسورتين وحدقتيـن مملوءتيـن بالدموع ‪...‬‬

‫رفع رأسه لمعت عيناه وشفتاه بابتسامة عريضة‪:‬‬ ‫أا‪ِ -‬لسلغ َخقممادمطمضَّتعةلعي«ايى!نأيقبعبهيرب؟ّو ِاضللش َ ّمعددلتهةىرووككهتشلنوفاييتم؟ياصهلكأيبنطحغَ‪:‬فتابضلطيبلعلي‪.‬ا‪.‬و‪.‬دس ّيلكينماغَبتزعوك َّدذلمها�نتشهيذاءّلكلري‪.‬ص‪.‬ك‪.‬يغير‪:‬ف‬
‫‪ -‬أ ّمي!!!‬
‫وهويهتف‪:‬‬ ‫كبيرة‬ ‫بق ّوة‬ ‫بها‬ ‫متش ّب ًثا‬ ‫حضنها‬ ‫في‬ ‫وارتمى‬ ‫بق ّوة‬ ‫ركض إليها‬ ‫«يا ابن‬
‫ا‪-‬بأتحسّبمكتأ ّلمهي‪،‬أواح ّلبتقك‪..‬ط‪ .‬أتربجكو ّ ِفكها اسلارمقيحيقنيد‪.‬موعه التي أبت أن تتو ّقف‪:‬‬ ‫كان‬
‫ك ّل �شيء رائ ًعا في حياة والده‪ ،‬فرغم فقره لم يبخل عليه ب�شيء‪ .‬همس‬
‫بين أسنانه دون تفكيـر‪:‬‬
‫أت‪--‬ووكّمحقيأًّقاتففيباأقلأرأ ّيسًماسليمهي؟ا!ححو ّدكهيقوأتنبباهتالبسمعأمي‪:‬نغيهحضًّاقلاب‪،‬صمفنلغياكترتيبوانلج‪:‬أدسأا ّم تسغ؟!ضب من قلبها‪.‬‬ ‫وظلل َت‬ ‫تو ّفيت‬ ‫اماشتتقت ُمتكإالني َككأأنبيت‪،‬ا لشيتقت أ ّتمإيليهيك‪..‬م‪.‬ن‬
‫أنت‬ ‫‪ -‬يا ليتها‬
‫بجانبي‪،‬‬

‫ابتسم ابتسامة عريضة هذه الم ّرة‪ ،‬ورمى جسده عليها من جديد‬ ‫رفع جسده بوهن من قبـروالده يم�شي بخطى عثرة وقدم تنزف لا يكاد‬

‫بفرحة‬ ‫النجوم‬ ‫لامست‬ ‫تشعرأ ّنها‬ ‫وهي‬ ‫أر ًضا‬ ‫يق ّبلها بحرارة‪...‬‬ ‫يشعربوجعها‪ ،‬فقلبه مكسور إلى شظايا بجانبها أي ألم آخريهون‪...‬‬
‫وضعت تلك العلبة‬ ‫أااا‪-‬دّللمأفسعرطنيت‪.‬و‪.‬عو‪.‬داتضقأم‪،‬يرفقأإهلححسسَّّيتتهمىىايصاأأاّّونلأنح ّهمياتذصاليبئ‪،‬غحكنيياارأرءاقتفشليعتطتجبققفيدبل ُيكدرتةدمولياألجصوكاَّخد‪.‬غد‪.‬تي‪ً.‬عذهدتراازةطهبوتعوتَّطأجحللتةعبتسالأتطبرضيتيكينرنأاتييلرقآُبلجحًضَاربخابوريَبنِربمتنكاهميانم‪،‬عبتّتزواًوقرشأالداتنّ‪.‬دا‪.‬ريب‪.‬اة‪.‬أب‪.‬نّ‪.‬يوعواتهةومميتدنأتععيلخإىصلعذيَّّنيهيحيا‪:‬ا‬

‫صغيرها‪ :‬انظرماذا جلبت لك؟‬ ‫إالللمى يصحغشيعرضةرنأبأ� ّشمشاهياحء اإمّللنظبلجاسمدييمولد‪..‬نه‪.‬تعهينطيله‪،‬معنباجرادتهيادالممتأنّلنهةركاعنينتيهك‪،‬وكخلزاامتتلك‬

‫أسقط نظره إلى العلبة الموضوعة بالقرب منه‪ ،‬وأجفل عينيه‬ ‫للبيهعكوصيمثغيًنييداالنربةامعتجينقلقلهبداذيتحتموفلةهظإهلمأوّاأنىهلهماأقفّلهنلرهبامحهشتتةتوطنيشهاعترلووةرىيلللثنعيعتفغوندراشسهباوهالءاذهاأاهظاًّ‪،‬كَّني‪،‬ارتوأ�أمهنشوخهإيتلاذلءىأ ّنامتكهلناتاولتذمرحّارّواسرءف‪،‬عاكتةبدااهللو‪.‬اتتصليكحاحدًتنهادني‪،‬شيفتنداوترزرقًكيغعبتاجفلفي‪،‬هيا‬
‫به ّزصتدمرأه‪:‬سهاحإذياءجا ًبجا لدييدح‪..‬ت‪ .‬هضنهلاهووهلوييأ ّمصيي؟ح!‪ :‬أح ّبك أ ّمي أح ّبك‪...‬‬
‫ا‪-‬لأتتقعلطميحن يذااءأ ّهم‪،‬يق؟ّبللقه‪،‬دورامرتي ُداتهالبكعردةمباعاي ًحدتا وضنسهّجلوأ ُتخذهيد ًقفافزقووًّيهاوليمصيح‪:‬‬

‫يمنعه ذلك السمين‪ ...‬أنا بطل أنا بطل يا أ ّمي‪.‬‬
‫ابتسمت بح ّب‪ ،‬ودموع السعادة والخوف من المستقبل تتلألأ في‬

‫عينيها‪ - :‬أجل! أنت بطل يا حبيبي‪ ...‬بطلي‪.‬‬

‫تبتنفثفهيحساااوبملرهضااعليارألرتعيتلسيددىّهتقنآايشتفكيملًهئي ًاسنماته‪.‬غخ‪.‬ومِيّـ‪.‬لرشنفوأمةهكاًنثرولترورة‪،‬اكلاءتولبهذغناّكسمسررجيععكهللسة‪..‬اً‪.‬د‪.‬ماعاهيئ ًكودااهدإوُلييىصسمانتلزلبقهبياولإعلإلىغىماحقءب‪،‬رضلوانكلّنأ ّدمههه‪،،‬‬

‫دلف الى الداخل وهويصيح‪:‬‬
‫عدت يا أ ّمي‪...‬‬ ‫‪ -‬أ ّمي‪ ،‬ها قد‬
‫يشعربالاشتياق‬ ‫فع ًل‬ ‫فهو‬ ‫ابتسامه‪،‬‬ ‫على شفتيه شبه‬ ‫كانت ترتسم‬

‫لالكذنيتلتجكلالاسبتفيساهملتةغانسكلسالرثتيابزابوفياةر ًغفا‪.‬م اهبتولهعوليعرابىهملكيانجهارايلمإلعتىاد‬ ‫إليها‪،‬‬
‫الذي‬

‫الغرفة الوحيدة‪ .‬التي يملكانها وهويهمس‪:‬‬

‫‪ -‬أمي‪...‬‬
‫وجدها فارغة‪ ،‬لا يعلم لكن أمنيته بأن تموت أ ّمه أخذت تتطايرأمام‬
‫عينيه بكلمات وحروف من وجع وندم‪...‬‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪401440‬‬

‫نيزك النجاة‬

‫فاطمة الزهراء بطوش‬

‫شـعربتأنيـب ضميـرقاتـل ‪ ...‬لـم يسـتطع التحكـم فـي دموعـه‪.‬‬ ‫(لاأحـد يملـي علـي مـا يجـب فعلـه)‪( .‬إلاهـي ‪ )...‬ثـم تمتمـت‪( :‬طبعـا فهـي‬
‫‪ -‬قالت الطبيبة غيرمصدقة‪( :‬هل ستخرج بمفردك؟)‪.‬‬
‫‪ -‬أجاب بحسم‪ (:‬نعم ‪ ...‬ما عليك سوى مراقبة الشاشة الكبيرة ‪ ...‬وأعلميني‬ ‫سـاقطة شـقراء أجـادت اللعـب بـك)‪ .‬ثـم اسـتطردت‪( :‬لـم صـرت هكـذا؟ لـم‬
‫تعـد تهتـم لأمـري منـذ سـافرت معنـا لهـذا الفضـاء)‪.‬‬
‫إذا ما رأيت أي �شـيء)‪.‬‬
‫‪ -‬قالـت بقلـق‪( :‬لكـن قانـون الملاحـة الجويـة يق�ضـي ألا يخـرج أي شـخص مـن‬ ‫‪ -‬قال متوددا‪( :‬أيتها المجنونة أنت زوجتي وهي مجرد طبيبة للطاقم ‪.)...‬‬
‫السـفينة دون رفيـق ‪ ...‬أنـت تعلـم أننـا قـد نصطـدم بالنيـزك فـي أي وقـت)‪.‬‬
‫‪ -‬قـال بإصـرار‪( :‬التـي فـي الخـارج هـي زوجتـي ‪ ...‬وأنـت تخبريننـي ترهـات قانـون‬ ‫‪ -‬قالـت بتهكـم‪ (:‬أكان لابـد مـن سـفرها معنـا ليتهـا لـم ترافقنـا؟)‪( .‬عدنـا لنفـس‬

‫الملاحـة الجويـة)‪.‬‬ ‫‪...‬ألا‪)...‬‬
‫أشـار إليهـا أن تراقـب الشاشـة‪...‬فجأة لمحـا نقطـة بيضـاء خـارج السـفينة‬ ‫يقاطعهمـا حضورهـا‪( :‬مرحبـا ‪ ...‬جئـت أخبـرك أيهـا الرائـد أننـا دخلنـا محـورا‬
‫تتطايـر‪ ...‬طلـب مـن مرافقتـه أن تكبـرالصـورة ‪ ...‬فيمـا واصـل الاتصـال عـن‬ ‫خطيرا ‪ ...‬قد يجعلنا نفقد الشعور ‪ ...‬لذا يجب ارتداء البذلة البيضاء و‪.)...‬‬
‫طريـق القمـرالاصطناعـي وراح ينادي‪(:‬مـن أنـت فـي الخـارج عـرف بنفسـك مـن‬ ‫‪ -‬قالت الزوجة ساخرة‪ ( :‬ههههه ‪ ...‬يا الله فليخبرني أحد أهذه طبيبة أم رائد‬
‫فضاء أم؟ أنت مجرد سائحة فضائية ‪ ...‬لا تنس أنك تسببت في موت اثنين‬
‫فضلـك)‪.‬‬
‫‪ -‬قالت الطبيبة‪( :‬لعلها هي)‪ .‬أكدت الزوجة ذلك بصوت بكائها‪...‬‬ ‫من رواد فضاء هاته السفينة بتدخلك الغبي فيما لا يخصك)‪.‬‬
‫‪ -‬ارتجف الزوج ‪(:‬حبيبتي تمسكي جيدا بحبل النجاة أنا آت إليك)‪.‬‬ ‫‪ -‬قـال غاضبـا‪( :‬واصلـي هكـذا حتـى َت ِصلـي بعلاقتنـا إلـى نفـق مسـدود ‪ ...‬ربمـا‬
‫‪ -‬قالـت يائسـة‪( :‬لا لا تخـرج أرجـوك أنـا أرى كـرة ملتهبـة تتجـه صوبـي ‪...‬أظنـه‬
‫علينـا الفصـل فيهـا عنـد عودتنـا إلـى الحيـاة المدنيـة)‪.‬‬
‫النيـزك‪ ...‬ابتعـدا‪ ...‬ولتعيشـا سـعيدين)‪.‬‬
‫أغمضت عينيها مستسلمة‪ ...‬شعرت بضغط داخل البذلة أفقدها التركيز‪...‬‬ ‫‪ -‬أجابت وهي تهم بالانصراف‪ (:‬فلنفصل في الأمرالآن ‪ ...‬سألقي بنف�سي حال‬
‫ثم أغمي عليها ‪ ...‬فتحت عينيها‪ ،‬مسـحت نظرة خاطفة على أرجاء المكان التي‬ ‫مرورالنيـزك علينا وبلابذلة النجاة)‪.‬‬

‫هي فيه‪ ...‬كان وجهه أول ما رأته‪ .‬سألت‪ (:‬ما حل بالنيزك؟)‪.‬‬ ‫سـاد بينـه وبيـن الطبيبـة فتـرة مـن الصمـت ثـم اسـتطرد‪(:‬أرجوأن لاتؤاخذيهـا‬
‫أجـاب مبتسـما (كان ذاك نيـزك النجـاة‪ ...‬لقـد انحـرف عـن مسـاره فـي اتجـاه‬ ‫‪...‬إنهـا تمـربأوقـات عصيبـة ‪ ...‬أعتقـد أنهـا تشـتاق لحياتهـا المدنيـة)‪ .‬أجابـت‬
‫مغايـر‪ ...‬ثـم خرجـت وأعدتـك إلـي‪ ...‬لكـن مـا حيرنـي كيـف خرجـت وأنـت بـك‬
‫بتصنـع‪( :‬لا تهتـم ‪ ...‬أتفهـم ذلـك)‪.‬‬
‫خـوف مر�ضـي مـن السـباحة فـي الجـو؟)‪.‬‬
‫قالـت وهـي تعانـق ذراعه‪(:‬لكـن خوفـي مـن خسـارتك تجـاوز كل مخاوفـي مـن‬ ‫فجأة شعرا بفقدان السيطرة على السفينة تساءلت الطبيبة في خوف عما‬

‫هـذا الفضـاء‪ ،‬ولعـل النيـزك فهـم ذلـك لـذا غيـرمسـاره عنـي)‪.‬‬ ‫يحـدث‪.‬‬
‫*** *** ***‬ ‫حاول الرائد شـرح ما يحدث‪(:‬أعتقد أن السـفينة تدور حول المحور الطولي‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪41 1440‬‬ ‫‪ ...‬والجاذبيـة تنعـدم فيهـا ‪ ...‬أوربمـا أحدهـم فتـح بابهـا)‪.‬‬
‫واصل مذعورا‪(:‬تلك المجنونة ‪ ...‬أعتقد أنها ذهبت خارج السفينة)‪.‬‬

‫‪ -‬أجابته‪(:‬أتظن أن تصل بها الحماقة إلى تنفيذ تهديدها)‪.‬‬

‫لم يحدث وان تجاهل أية كلمة تفوهت بها ‪ ...‬ربما للنسـاء حدسـهن السـابق‬
‫لأوان ما سيحدث‪ .‬ركض في أرجاء السفينة وهوينادي عليها مذعورا‪ ...‬وصل‬
‫إلـى بـاب السـفينة ومخيلتـه فـي الحالـة المؤلمـة التـي سـتكون عليهـا وجسـمها‬
‫يسـبح فـي الفضـاء اللانهائـي‪ ...‬سـبقته عبراتـه قبـل وصـول قدميـه إلـى البـاب ‪...‬‬

‫عـاد إلـى غرفـة التحكـم ‪...‬أخـرج بذلـة الفضـاء ‪ ...‬كان مـن واجبـه أن يحميهـا ‪...‬‬

‫ألا يسـمح لهـا بالخـرج ‪ ...‬كان عليـه أن يلزمهـا بالبقـاء داخـل غرفـة القيـادة ‪...‬‬

‫المقامات‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪421440‬‬

‫عيسى عزوق‬

‫السـكو َن والإطـراق ‪..‬‬ ‫صـور َةقووـاوكعهـلجٍشهلاٍارلب ُعحكهــلأّّييربناـهلانإنلابأشـبـدصرَارلي ًلابقيقل‪،‬حَـةدتربأت‪:‬هرعـبٍَّفمعأمثل‪.‬ا‪.‬قـ‪.‬ه‪.‬ي!ى!ب ُاتـللههفـفـييا َلرقولـعـِيب‬ ‫حدثنا ال ُمفي ُد بن أبي بحرقال ‪:‬‬
‫أ ّن الشـي َخ هـوباعـث‬ ‫ُ‪،‬معدونرإتبش‪،‬ـ َوبجدوصلالااَلغلرساـعسمل ُنقنمـتِايوَلِءيارلُواقغيـلمّأـداور ُجىتسعا‪،‬أل‪،‬ـءوبمى‪َ ،‬عجـنكجهأدمبنـ‪،‬اٍِمنـءلايوااابلقعـتإانسدـٍغتتالينبحيُتياتعححفالبنـيْ! ُت!ِقتطملوانبرلشهِأ ّةيمرـِنسااـُلتاححلأاحل ٍّترمةابحـِمماف‪،‬ينِأبعارع!لو!إىو َرجدفهجاياـل‪،‬أءهوم!أاللرأجذرأوىتض‬
‫النهضـة فـي الجزائـر‪ ،‬جـاء َك فـي هـذا الزمـن العابـس فـي هيئـة زائـر!‬
‫هـوالـذي سـارذكـره فـي العالميـن مسـي َرالشـمس فـي الأمصـار‪ ،‬ومـن‬

‫املـ ّثبنـ ُعتلـالل َعاَللـآْم ‪.‬صـ‪.‬ار‪،‬‬ ‫ومـا بهـم‬ ‫الجهالـة‬ ‫شـعب هـذه الأرض أغـال‬ ‫وضـع عـن‬ ‫على كساد الأوضاع‪ ،‬وتكاد‬ ‫كانت الروح تختنق من شدة الحسرِة‬
‫الراسـخ‬ ‫الشـامخ‬ ‫الفـرد والمفـر ُد العلـم‪ ،‬وهـو‬ ‫هـوال َعلـم‬ ‫الذي قد انهاربنيا ُنه وضاع‬ ‫تقترب من الهلاك كمدا على المجد والسؤدد‬
‫ا‪،‬ملبكنلـتآِلـدلاإفركآنمـنااخهلـليتآـراُميهصابـنِيدلهشـهقـاًهةمالدِرحوح َّبلـجهـح ُاسـةعيقـاوباُتلرملههةإهاحتـرُقا!مماب!قمداُتُمفثداموينبصثـيإنـرازعرملعهجانسٍسواعبهاـمت‪.‬بماـن‪.‬لامَقفـدعمءــااـلـِاسـاّذـنقيللاــمابــدحلمعـقـجبـبمـرينـنيـدـافــــنـصامهديهظنبرصـمفةترويارعنتٌت‪،‬هحاِرشبهإبفـأايلمئًعدىةديمسـمـاووقٌالراةكُتدر‪.‬ي‪.‬ي‪..‬س‪.‬ب‪.‬ن‪.‬ب‪.‬ـ‪ًٌ،‬ةحةَمّـإرويفنميجاندمايصـانٌاةبيـرنلرةـبفا!هن�فيـسيةي‬ ‫!! وكنـ ُت أحـ ّس بتجـاوب أعضـاء الجسـد مـع بعضهـا عنـد ال ّتلـف ‪ ،‬تجاوبـا‬
‫ااااتوونللـللتـمهنررحوشُـيفدويــُّْتِقا ِصحىلهةْافووتج‪،.‬لبكق‪.‬هـجرـيتأأعُنوتانلـوـمرونُباـكـاداأاتًءيأَنةْتمنـ!بنتوقاأتعلمبنمفذـيقُلاّـصقـكتنــينلفىنـنيورتتفي َّأرلبـُـيِ�تطتبةعلدسرأاكغايمـيلاكتمنضحـبفـوغالقانانيّكممرءالقحيأـنـوسهنلٍاكاـةِاحرِالاتلقامُح‪،‬ألينأـُ!اقيمـناالبنبيلايهرـيةمُُِياـةارفملشـقهسِتّباعمولضدَابتبمُماََّئوياـضُتتـقءُلدْشتـنًسةدكتسةُباككفـجـا‪،‬إةَعأإُبللرِللنصلـلأة‪،‬يوىهاىىن‪،‬ادأالعهلياـصمفنالحـكلخايايأفصىاـهقئـِتِنلإلـ‪.‬لرهـواـ‪.‬لهـاس!اـطتيسمم!ءوئة!ـلطفبعذِـاننهةاا‪،‬واطلفبلرف َقِلأـٌهولس�عةجماصلـبلـس‪ٌ..‬بنل‪ِ..‬ـويهسعاريفلفممهـوةُأا!هيدلطـ‪،‬نقمبُـرةىوحوفكلـل! ُلخوهكماسْهنلـهمـهاـطماـّتظـتنتكدنةاشأبـ!نيـنـمىـإارِِ!ِْرتلبج!ذ‬
‫هـ َّم ليكلمنـي فاسـتعاذ وبسـم َل وحوقـل‪ ،‬وخطـب خطبـة الحاجـة‬
‫فـي الأثـر ُنقـل ‪ ،‬ثـ ّم‬
‫الأ ّمـة‬ ‫ُنعيـت‬ ‫قـال ‪:‬‬ ‫يـا بنـ َّي ‪ !..‬جئتـك‬ ‫كمـا‬
‫مـن ذاك‬
‫نفسـها‬ ‫إلـى‬ ‫فيـه‬ ‫الـذي‬ ‫الزمـن‬
‫‪ ،‬وسقطت من ذرا المجد فيه اله ّمة ‪ ،‬واجتمعت فيه متفرقات الأدواء !‬
‫حتـى عـ ّزعلـى الأسـاة فيـه الـدواء !‬

‫وأيـم الله مـا كان لليـأس إلينـا مـن سـبيل ‪ ،‬ونحـن نحمـل فـي صدورنـا‬ ‫عـن تمـام الظهـو ِر مقصـورة !‬
‫كلام ربنـا العلـ ّي الجليـل ‪ ،‬ومـا وه ّنـا لمـا أصابنـا فـي سـبيل رفـع رايـة الإسـام‬ ‫تشـكلت وتبرجـت ‪،‬وبدمـاء الحيـرة فـي نفسـي تض ّرجـت ‪ ،‬وسـؤالات‬
‫والسـنة‪ ،‬ومـا ض َّرنـا كيـد الكائديـن بالأهـواء الباتكـة‪ ،‬والسـيوف الفاتكـة‬ ‫العقـل عـن كنههـا مـن ِعهنهـا تد ّرجـت وتدحرجـت‬
‫أمامـي‬ ‫ألفيـ ُت‬ ‫إ ْذ‬ ‫!‬ ‫!!‬ ‫فمـا هـي إلاكالتفاتـة الض ْبـع ‪ ،‬وجريـا ِن مـا ِء‬
‫والأسـ ّنة !‬ ‫ال ّنبـع‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪43 1440‬‬

‫تخسووفسمالنا ّاتلبـ ِــحــــدــثــــااعان‬ ‫من غيرما‬ ‫يا بنـ ّي‪ !..‬إ ّن رفيق الدرب وصديق الروح ‪ ،‬ومن عليه المجد والنبل‬
‫م ْع حكم ٍة‬ ‫يغـدوويـروح [ الإبراهيمـي] قـد صـوّر لكـم الشـا ّب الجزائـري كمـا تمثلـه‬

‫بها ترى الناس لها أشيــــــــــــاعا‬ ‫لـه الخواطـر‪ ،‬فـكان مـن بديـع كلماتـه الموائـس الخواطـر‪ { :‬أتمثلـه بانيـا‬

‫نبلدرحبينننانااول ُنأرلعـ ـىح ـ ـ ـمـق ـ ًـةـدـ ـنـــأــــ ـ ـرـس ـلـجـ ّـمزـ ـ ـ ـفوـاـيـ ـاـ ـالـلـ ـأـوـ ـراـ ـج�ووضههايا‬ ‫الوطنيـة علـى خمـس كمـا بنـي الإسـام قبلهـا علـى خمـس ‪:‬‬

‫‪ -‬السباب مفسد للشباب‪.‬‬

‫‪ -‬واليأس مفسد للبأس ‪.‬‬

‫والله عنا ‪ ..‬بعـــــــد ذاك راضــي‬ ‫‪ -‬والآمال لا تدرك بغيرالأعمال ‪.‬‬

‫ـ ـواء‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫فإصنرناطلك َبقنا اشل ُنذ ّرفصيربهـاـلــأـــهـ‬ ‫‪ -‬والخيال أوله لذة وآخره خبال ‪.‬‬
‫ـ ـواء‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬
‫يا قوم إن الع ّزبالقــــــــــــــــــرآن‬ ‫“إ ّن‬ ‫حف َظك‬ ‫‪ -‬والأوطان لا تبنى باتباع خطوات الشيطان ‪.‬‬
‫المولى‪:‬‬ ‫وإني أزيد عليه ما ألقي‪ ،‬إليك يا بني ! فاحفظه‬

‫والفتح فيه من هداه دانـــــــــــي‬ ‫النصـرالـذي تنشـدونه فـي ميـدان الإصـاح ‪ ،‬لـن ترفعـوا فيـه رايـة الفـاح ‪،‬‬
‫حتى تجمعوا من الخصال خمسا ‪ ،‬دونهن ‪..‬فاحفروا لكم َرمسا ‪:‬‬
‫من رام عزا دونه رام الشــــــطط‬

‫وكان في هوانه دون ال ِقــــــــــطط‬ ‫‪ -‬تحقيق التوحيد لرب العبيد ‪.‬‬

‫احلتُخمبا فثيبــــهـــنــنـــفــيهه‬ ‫والعزوالتمكن‬ ‫‪ -‬اليقين ‪،‬في ما اتبتعموه من شرع من بلغ أعلى اليقين ‪.‬‬
‫وخبــــــــــــث ذي‬
‫قد جاء في القرآن وع ُد الصـــدق‬ ‫‪ -‬الصبر ‪ ،‬إلى أن يخطبكم الثرى إلى القبر ‪.‬‬

‫والوعد في القلوب بعـــض ال َو ْدق‬ ‫‪ -‬الشجاعة في الصدع بالحق ‪ ،‬دون وجل من الخلق ‪.‬‬
‫أن العظي َم ناصــــــــــــــــــــــ ٌرعبا َده‬ ‫‪ -‬الحكمة التي بها ُيساس ‪ ،‬ويعلوا على أ ِّسها الأساس ‪..‬‬
‫يا بني ‪ ! ..‬إني ملقنك هذه الأرجوزة الناضحة‪ ،‬بما لعله يرفع عنك‬

‫العبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاده‬ ‫إخينا ُلـآهمن‪،‬وواقـودأ اخرلتكـصزوات‬ ‫ثـ َّم‬ ‫بعض ما أنت فيه من ِعلة واضحة ‪:‬‬
‫فـي القلـب والعقـل‬
‫‪،‬‬ ‫نبالـه‬ ‫منـي‬ ‫عنـي‬ ‫مضـى‬ ‫ُتطدعممىا‬ ‫ـــــرــليـرـاــول ّماس‬ ‫ــ‬ ‫يا قوم إن النصـ‬
‫وشكر ُت الله على ما أنعم وهدى ‪ ،‬وصلى الله وسلم على من بعث بالحق‬ ‫ــ‬ ‫تنــاله يســـــــــــــــ‬

‫والعلـم والهـدى ‪.‬‬ ‫يا قـــــــــــوم إن النصرلن يكـونا‬
‫لـــــمن هوى نحوالـــــردى ُركونا‬
‫*** *** ***‬
‫يا قوم ليــــــس النصــــربالكلام‬

‫وكثــــــــــــــــــرة ال ِعتــــــاب والملاِم‬
‫واكح ّلتنلـىـــونــلـوـاـحتزبياحـدلــأُـنـــطكــللــانــاــلنزككـاـبلـــثاــــلــــأــــــحــــــزاـكااللباى‬

‫كي تجمع المياه في ميـــــــــــزاب‬

‫ِمن آج ٍن قد زاده تكـــــــــــديرا‬
‫أن قد رأوا في صفوه تقـــديرا‬

‫كلا وليس النصــــــــــربالنبال‬

‫والجمع في السهول والجبـــال‬

‫والقفزعن غوارب الحبــــــال‬

‫وقوة السرحان والرئبــــــــــــال‬

‫يا قوم ليس النصــرفي الأجيال‬

‫بكثرة السلاح والرجــــــــــــــــــــال‬
‫النص ُرخمس إن أردت النصرا‬

‫أركانه تبنى عليــــــــــــــــه حصرا‬

‫اليقين‬ ‫ــــــــ ٍد مع‬ ‫تحقيق توحيـــ‬
‫وال ِّدين‬ ‫ـرالهدى‬ ‫والصبرفي نشــــ‬

‫شجاعة في الصدع والبيـــــــــان‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪441440‬‬

‫أسامة حسين حامد‬

‫َََََََََااأبتيلََـــِـْففموووــَََلـْلــَْالتختبــُـــْلَْـايـنََبلمَـتبَّتـسَّـَـَقـَـَالمَيــشفتــــيَََِّـْْْعِصـاياُاَدرـْـدِأتَّـّسُـِذاهطـَأِرِسبُعـتـِنــَُِِمكََّـْلْمـُـميدـخنِـــْسرسََّنْرـ‪ََِ،‬لنــَـرتثــحاَـَََُِسََنملـطُمـــلايهـــكهدَِـاََائنَـالـَْْعـاَعَاـصبـْـانكلَّــعرانلـبَََاِـ ٌَََّرهه‪،‬ـ‪،‬تاَكميـم‪،‬مـــلحِ‪،‬ـاَََُِْايأذأـُفَمِِـرَـغَِسَحـرقيــــاَيََفهمــُْعـعَـيكّـيهلـُتــــَُاِهاّٰايَماَاـلخـَلرَقِِهَعَُـاتقـَـَبَعرــهـأأـََْ‪،‬لنُبـْمـلـََّـةٌََََّّّذجـَُِيلمـِنُِٰمشـقكـمَّــلىــاُضمايُااَلََْْهْومِملَـبَـــَلـكرَنــَُِحتاَحفَُـاـخبــتتوــعكـــََََُأيلَـَـأُْهذهوَشَْجــنْلَقم‪ُْ،‬ــَرمب‪،‬قْألًضَـُــاصاـبَمَِ‪،‬ـََلََـُوََََبمريلـنكـهََــيــِنـرسفـَوـَََُِْهَْافبـاـدـقامــحْمجـ«لـاَطــيي‪،‬ااُءُـََّعََنـَلونـــليمعِهـــهَََُهَْْكـلَّعجو‪َ،‬ــُخـوذاهََِّساضــبَِلأــامَمََنَـمنـــقاذـًجُْـاذما‪،‬يماـَدلِـ‪ِ،‬فََُْاـِلَِـنأةمكيإَْــتـعَْيعِـلـََِفَّْاَِوتـفَـَذـِّةلَشأوـلـشَأــلَهاَََجْـمتُـْعَِلـلــاَِـعَهُـماعَّبـكُْـحـَـَابحمـهـــَمهتـَِــَـُيُـْبـِرُُحارَُكـوَِنـذُهدرجاهلُخـَِكِِهجــفـُزلـَمَّـَِاـ‪،‬اَِهمعل‪،‬ـــُِوِفمَِِـابـإوَثدرـَيهََْْديأْلوَُُّـكمَُْرـٍََِبهـيـٌَْنشخوَـنـيَِةعمَـعـا»تـصـإرـلُلَّْْيَوَََُْلأــَّرَليُجَكــيَــقَــبهـكدـُفهَِِــِئِكَلاـرمدـَّأ‪َ،‬مَُكَـَشـَّـِْتداتـيحَق‪،‬نـَؤـــمـَُـَترََُُِّمناٍجـاـَُِفعأـلـلـُـََلنههَهاوماصلـَأُُـَُْاويـهَصِ‪ُ،‬ءَـلك‪،‬لَُِـنفـأقَـََـقهرـغَِوِ‪َ،‬جرَِـَِْـَََْبيهّهبــَفيُّـقـَــصــِرغاوليَــسِدـصابَاَََْةـٌْوََّبهْمـيةضـربٍَِوواـيـَـْشوِاَمأَُمًـلــَـَأاْتََُٰكوَلبجُــَمـارــيةسمحىاــمَْـــًَْقٌََْـَفأفماَصلَّـُـمَِجرَـعـاَْدملُْـخْعَّ‪:‬رََّـٍَِيقِِأـبنجـمَـَرنتإـسَُـماَخَّاحطععَُــَـُلُو«اـتفلــَمَْلةَــوَّكََمَ»َـَٰمِـهـدفالعمـــُّمدهـىدِِِِاـُُلفودّـ‪،‬ـعَاثاـَّ‪:‬اضيـقَــلـََقَضصذَِْـأـبــَعنععــذمَاـَّــاعياْعُاـًٌَّكومَايََانـاـمـُ‪،‬لـلـاْ‪،‬اداهسكَـراا‪َ،‬أصُلـَلتل‪ِ،‬ـَــءَاٍََْرَإٍهَا‪.‬خََّ‪.‬رَــَّولُتَََنَبَشءـمو‪.‬هْيلِـِزْـحَداـويِليَ‪.‬ويشـــَـلـٍَيههـاثـت‪َِ.‬ــٌَُِفَّ‪َ:‬غَّ‪.‬ـََوَِْميهركــرنـْـاعهسَـــًفسـاِاتُـلِسْ«َـِيلَِّّْْيَععـذلـــَتُلأَزَُـنحأََُِـْقمـاَئنـهنقِهوـِِِــَْقمٍْــإَلِاقــظبمعًهـِـَدْــْاـََئةثََــيددِمدَــيلعاُ‪،‬ــكـَلقهـَـَـاََََْثأجُـنـضًٍَوـاَارـَمَاَربَمفٍَلــامبَّفـباــ‪ًُُ:‬صَِامكاه‪ْ،‬ـَهاءـَأمصـمـبَهحَْــْبَََْيَاـ‪،‬ـَنَوب‪،‬ـ‪،‬وممَوـصـلــةَسدَـِةقِاَـاََوقًْاََففحَطتلـةطــ‪،‬ــِناََُئوَـَوشْأَُأِايـُحسـَــقٌمإْـُـمـالَولررلًَْاوَاَنرُـةَآذترَـوكُيهَــَقيَ‪،‬ـاَََدـبَـ‪ُ،‬ناـُءنهَـَََِوَُكفنيفتاأـرـــعُـعاايَُـِِْْذتْ‪،‬لـلــسرَـواْياَّنعَِْسـََّبــبُُلِتــحمـََجَٰماماــيـنــََِْْقىعُـنلَاَّـــمذَْهلـعـبلـو»َُنَِِةيِّْـبءَـبُْفـإـعيششلََ‪،‬ـَـَـتََ‪،‬لهيـــقهدَـَـيـييـَاآاـيعاَــْْاَعوأـَُِوَِرِضَُِلاهَرطمـنمــخُـََشُـليشُخٰـءـهـ‪،ً،‬لَُـىُّةُاَكُـَناهَدأمأُـذََمهْبـُّـََاامِْوبـغـَّولَـَفمِثـتلــَِْمَّعـِييَـمَـارعيَْـــِشَّنـمـيةـِباِْْـنْاَشــرُئلجــْاهنَََُِْةرنَبمزاـضـعــمشَْااــُ‪،‬للـْ؟َُِْْْلللُعـعأــرَُكـهـعتـعَـٍَُقََـأنَاِفـمـمَْبَـْفـــِننبيَــَعـدالَــْتْـيِـُاينعكـِـَُّهْـَِمَضـدمِنءكسهـــِ‪ِِّ،‬مَرَـََالس‪َ،‬ـبُيلــتــَهنضلِْـْوُُوإبًُِـَآيهَّنمـفااأـهاونـَْْالَـَل‪،‬ـيَخـأفُِّــقَفَوَـََيََييُّـِِوطـهمـُكـإـرِضْشنِـَــيَاَصإُـذَعذَّذَـِمقـَضُعثـــناؤـََْركًظـلِاـََاِحـنروممقُـ‪،‬ياـــِاََِِِرْبظـفعإنـَـَــَّأمنهِةهٌـَُِْ‪،‬ب‪،‬ب؛اه‪،‬ميةولل‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪45 1440‬‬

‫صلاح المكاوي‬

‫ُتَقووواْفرهـكلمَُكيقذيُـواهـكِةلوض‪،‬اَلحةًَوى‪،‬وتواَلٍـممودا ُلقـيشكـب ْوواقشواـل‪،‬رٌةطَصـوبُمٌحةعنلوـعكحىنجلميبزوبكيواعهةنني‪،‬يـضمتـةوهـأ‪،‬وعومنَرنأمي‪،‬دْتُرتاهفرَّـنلومُّحـسـلَضلوؤاااة ْ‪،‬علوب‪،‬ـوق ُايرألأـِايجلوْباُ‪:‬كـت ُ َترإقةنفهـَّيواصاالامُلٍممتحَثلاسلـليـاْليَّ‪:‬شنرُُْةعيهـ ِراذحلاهغ َِعكـلري ْوبْحصـينة ٌْة‪،،‬ر‬ ‫ح َّدثنا اب ُن أبي العينين‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ُااإأممموووـلنللغـلينف ُانعهفِوـهّيكنلاـَّازصلأاـضبًملُـيُ ًحنضمُيمَبـوـساـهردااَوؤلبـنيت ْامماميهـل‪،‬مـ ٍح؛ظرويمنُيَبيـهضغـلناُريأبْأـسَروـرةئيسهِتًّسوـيلةنشُـبـمأخعـ ُاتنتبمَارا‪،‬لاهنطلولوئوااُا ُلََّفَوتعيمُمعنرًسنقهـيـــْ َ‪،‬عناانجمسمبادب ِاُدتبثَدْاهاءيبللـمُوهيْ‪،‬ادشـةس‪،‬لْفوان‪،‬تْشفشُــفي‪،‬رعْفأِيغت‪،‬راـوللُوجميافَِممبارافللَـْأأ ْوقفياوـزـْْاَتمُّ ُطَقبلنهيـرُْ!صهوـِردتلاعـإمْوقالبالنرُّابُت ٍ‪،‬نمعبهيِتعميثلـهـــا‪،‬تفال ُيًتووأميمناـِلّْهَايذلمـضسقأَّرـْر‪،‬ابكصُفئـماحنـْي ِلرُوٍوطاررنحاُللنووتطيـااان‪،‬ظـوُمهلمحـااترغوشــًاخِةعثـاِّعليٍوبعُايلاًد ِتعمَريُىملـالـَلوتي َِّالىخرين‪،‬ـلهلاناراَّأَّ‪،‬أدلووفوسيوِـلرافلدوحنيونةـانمبــ‪،‬ال‪،‬اْسِ ْـِنروءجوِمْ‪،‬فيم‪،‬اُوب ْأاي ْتُأرعي؛لسع‪ْ ،‬يأرُتدابسصـت ِدفطتودعخيـفُقُكغمتصعـلدُهثوعـِير ْـوووطُنـلًُمُترتن‪:‬ننا‪،‬يـر‬ ‫اااوهبللفُّـأينــَثخايـ َبْ‪ْ،‬كرلر‪،‬ي‪،‬ملعـيٍِّوجةطاـ ْلطـلـلُقوحرلاٌُفلقبُِبحلكبــلٍيامـةاَشخـبرِغـفراايُلـطقَِمةبدنماـ ِعرعنلبـنكهـىدكـاقـهَاعٍدلَفشجـُقٍغِةْكلـملاـ‪ْ،‬ولْربَم‪،‬ف!حهَناج ِـَجتـْوار َهءج‪ُ،‬نأـلْفيَس‪،‬ـهِلَ( ْرفمْمبعـُاه َحُـدل َتلررنبإوالييـيشـسنهَا)هـ ُكاقفلمـُِدازخ ًعوَـمفنايـنــمُاريليأَُْْطقعِخـلـتَِجرْفـْبَلف‪:،‬ي‬
‫لاووياـرْاسحاـت ٌإحـدْفِذُةيَلاسْـالجاـي ْقردكلـ‪،‬ف ِييـفب ُهعـخمـِّباـلنَّرنناهُُـبلـتـاِّْبرحَهأ‪َّ،‬اانـِلتـُفأهيفـلصـايوَ َذواهاـبالا َتلْخـِت‪،‬افـ‪،‬راِّْحصريـ؛ ُغلُنثييتـانٌلةَِّقـجعَلـلنسمــ ِاةلنمالمُدجارمٍيرإولـحـعـِىةادواتاْل؛رَم‪ْ ،‬وشـمورسظــوبيراعو ْوتٌُف‪،‬د‬ ‫قفقـاقئدـلـ َاغُـ‪:‬ت ِ‪:‬ار ْنلمقـِاط؟ـذْبـاقأ‪،‬ليهـهرـباماـللاما ْغقَحتبـــارَوز َُنافلاوللحـأ ْخدـشـَيري ْقا َلش؟قتوـفالَهـل ََّعـزأ َرروأ ْ ََقسســ! َهر ْقغ؟ا أِضم ًبـفـايثـ ُمم ْأسـ ْتطـن َرقِْقع‪،‬اتلاَّربِذعيـلـ ُِةت‬
‫بلغاخيفاضـايْـسـباي‪،‬ادلأسـيمأـ‪،‬قوِّْررَ‪.‬حُاب َلـشـا ْكهال!م فسـأأنلتـَةموأأقهـت ُِلضـالْبف؛ إضَّـن ِملـا أوانـال َجـخا ْفهيـ‪ٌ ،‬روملأايمـكـوْرنولبـاشـكأعنللــ َّيي‬
‫و ِمن الطلا ِب َمن يرغ ُب المجموعا ْت‪ ،‬بعد انتهاء الدوا ِم والفترا ْت‪.‬‬
‫َااااييـ‪،‬فوووللللتالـفرأأإنروًلعَـنموأادُمـدـتامَُُزِكاصقغرلـُِْلاـبعنيـضلبـتوجُيههَيـيبوُـايحةــالفِـّافبلمِفلةْـايالْويتلل؛يتف(َتااج‪،‬تـيلثعٍَّقعكـِّصاـنقهِللـوونةتيييُكىيـِمـَ ْومصُنفطتاسُةـذـاييعبــلاَاَّْمِولرررَّةرانبَرسثـ‪،‬وب‪،‬وـهَافاْدِاِيللعنـنمشقـ‪.‬فـطربا)اِِهعةياةِلـثالفول‪ُ،‬فاُاأعحملقـلثوَرَخُ ِوَّزساهـاَّمجحطـلاوصـاْنوِبأديَلُرفـَاُ‪،‬غيةـتيبْخاةهرـعشـواـلُ‪،‬اـي‪ِ،‬ذلشبنـةتياريَرإوِلَُغشرهدقحأُـجـسـباـشااهُّْوُِتوسراغماـناِلـةللكلئَالٌَّلرنَوعألتىمِاةـيقـةـُلِ‪ِْ،‬ظاجّمَلتٍسنيـاــدتْمدللع؟رنـُمافنيلد‪،‬امتيقـةمـلوتثَلــوُاعا‪،‬مااـحيلُمفحـأجأأـدتاتفر‪:‬ةَندفقـي!مَقوَاباووِمداـخلِـاعأْارللاُـُّمَيتهيلإـهلُ‪،‬اُعيوأهِــىتضّاقمضـنـوبمسَيـٍ‪،‬قتُيخـرـاعلَّحااْإمرللفـْججـىصي‪،‬لـىكئـة‪ُ:‬رفضَـأبة‪،‬ةكلُُااو‪،‬اترببالنلللَِمُأثمففويهدـجتاننْعادافحتِتذـلنيبـغـــاصــاْتَهادـهعرِر؟ِِرىيةبرة‪،‬ب!‪،‬‬ ‫ا ُلعمندَقر اسلِ ِةحبملااْرإ‪ْ،‬شو َيعْـها ِْمر ُ‪،‬زُهوبهرذجالإي ِهعلاحٌنتىباغ ْياسـبت ِ َهدا ْوإرنـ‪َ ،‬ذا ْر‪،‬‬ ‫لقد انقط َع نج ُلكم عن‬
‫وشـ َر َع (محروس) يلوي‬
‫ولاتسـألني كيـف ولمـاذا‪،‬‬
‫ارأل ْتُعنُـبـيوم ْهس ُم؟ووًمـمـااذأا ُّمي اريـل ُِعديـاال ْلخ؛فيـ ُفربامد َحـرْترنـوي ْ ُسمت؟عف ِّجولـجً ُةهـ ُبهاللا يسـ� ِؤاشـ ْيل‪:‬إلِلـا َبمال ُّكن ُُّلحـوهـ ْذسا!‬
‫فأخب ُرتها بما كان بيننا ودا ْر؛ فا ْرت َم ْت على الأر ِض بعد ُد َوا ْر‪ ،‬ثم غا َلب ْت‬
‫ـوبماالللهاـ َقيا ْتق‪،‬و ْموق‪،‬اليأتخبُذع َمدم ْاص ُار ْوسَفَت َُهفامَقّن ْيت‪:‬عأليىنالي َّتذَماه ْمُب‪،‬‬ ‫َص ْدم َتها‬
‫ولدي كل يوم؟‬ ‫أجي ُبوني‬
‫ثم يل ُهـوويلع ُب‬ ‫ونحـن ِنيا ْم!‬

‫قال اب ُن أبي العينين‪ :‬س ُأباغ ُت ُه غ ًدا في المدرس ِة بالزيارة؛ لأق َف على الأم ِر‬
‫وصحي ِح العبارة‪ ،‬في َّم ْم ُت ـ صبا ًحا ـ شط َرالثانوية؛‬
‫مووليادلمريأتَسـكنـٌْةيد ُأكمـبايـَصأراتٌةِيـف ُعْحتتا!يلبقـ ٌَّوةابوأةث‪،‬رَّيـحةت‪،‬ىُيغطاالَ ُربعنـيقلايل ُحـوفز ُقن َدوال َهصـ َ ّْوما َ‪،‬ب ْهو‪،‬ماثبـمي َهمـا َلننأيَلـ ٍمماأرأَلـي ّْمْت‪،‬‬

‫ِعـ َرا ًكا بين الطلب ِة و ِشجا ْر‪ ،‬أصوا ًتا ُمزعج ًة و ُس َعا ْر‪ ،‬وتقا ُفـ ًزا من فوق‬
‫الأسوا ْر‪ ،‬و ُشرًبا لغلي ِظ السجائ ْر‪ ،‬ملفوف ًة مبروم ًة كال َّذخا ِئ ْر‪.‬‬

‫ملاب ُسهم َتلت ِص ُق بالأبدا ْن؛ فمنها المُم َّز ُق والمُ َر ّق ُع وال ُم َها ْن‪ ،‬ولما سأل ُتهم‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪461440‬‬

‫إأأبيبلليـتعناأــنـخجلْاُمىجَِدحننثنلـاتـْيصتــَّلاْوَنسأـرليدطكيَّّفالـ‪ْ،‬ير‪ُِْ:‬افِكِقَـعستقس‪،‬ـهُْهـِلقيادسـايـاَبللألَّمددمِبُهاقج؛ـووهُّـاعيورمياــيدـفْباوختأْارياومدُّتـلللأَم‪:‬ـْدلاـفنْعأمفَـخ‪،‬ريـرُأَكْتيـعريـأفباَْبنال‪،‬جدحُمُلْ‪.‬وأتتنيمحَثـنوْـهنلـبققمــُتنَكيـاعث!ِْتيُرينة‪،‬ألُ‪،‬نعـفـيفآأيهوـفسـنكالمـاختشوـاـاأويدامللرـَع‪:‬رقصتتوـتدتلنإ ِزُرنيرطــامعييْْليْهـليلفـففـيٌح؛‪،‬يـيليعكيأيلـدلـسكأـْْاتغــمىدرهُلَاةوي؟تكايهأـمـُأ(ربهيقــْكذلنـأغْـاحَهدوُتحْذْ‪،‬انلصقاسـوأل‪،‬ل‪،‬تا َلدَـليحـمكقنفشـام)اأبحايُِِِتءـ‪،‬لذممدـحناـدُألمفمـتـِل ْرنوُّـىيتاخِس؟علاذللرنولــوُمأرِْيـَزءجقهـَرِّدُمبـبحُفايردـْلتاتنمُبلَسـَ‪،‬ايكعهصخَِّّةلالعمــووئمـثتمـــًْهَمـنُفتنيا‪.‬امة‬ ‫ولاي ْخ َفى عليك َت َد ِّني الأحوا ْل‪ ،‬وحقي ٌق أن ُيت َّو َج ال ُمعِّل ُم ِمن ك ِ ّل الأجيا ْل‪.‬‬
‫األوحمتكياـبـَامًُّـذءرِاعهثابكمْشكَّـلَيتخاكرار ِْتسىجـبٍـ‪،‬اةليوَّ‪،‬أوربَرجحـعـسُلََصدلامـأفعـنانةِ َمً‪،‬قز َّلـجلِفةيبـمـااطيلل ُففكـبانيينصأـ ُت‪،‬ـومِوونإلـِلنييواإاهلرتلا َعأفـحـلا َنىرعَْبجاَج؛رلْنمـافك ِأثُحاتخاـفـلََذةشـ؛اسمِـرلـرباعكذياِاة‪،‬نيوحبَّثوْنَـصحيَْضحو ُبعزِعـتنـلـُييتى‪.‬‬
‫بعـد‬ ‫ال ِجـرا َح‪،‬‬ ‫وُتبـر ُئ‬ ‫الآلا َم‬ ‫تط ِّبـ ُب‬ ‫الوحيـ ْد؛‬ ‫حلمهـا‬ ‫إألـصـمرَات ٍ ِرع ْودإرهـااد ٍبةتوحكقفـيـا ِ ْقح‬ ‫لييقموـهنلـاقَـإرجرًلئـشووعـَـًاحُرمالـردلا َلباظاْنابـقللـبْمَأُتم‪،‬نرآكشزِـمأيتلـبنـبـْعجندِاقيةـم؟ردا!الـدول‪ٍ،‬اهلةفعـموايشـعقنٍَاظيةقـْرأمـرَينِنعًه‪:‬ـلفصـيااثنـووُافتـكـيماُيهي ُسن‪،‬اـحكلأووتُـجْـُحوانقرِْقْةرسـابفاطَ‪،‬فلنُرُاقتفِفئوـنَاـُُهمحلـَّيِْنَزإنْـفاتوبلهْـِيالاشرـلَ‪ً،‬ارياجعلــاف‪َُّ ،‬لرلشأوِـُسـأفـبوسْمـيخُتوَقعازريليـجُُمْاَوتدلتوـ ٌل‪َُ،‬ـمتحٍسةُـوتع َُّّإلقمعلـوًلـامِّـرىلداُْأْتاتدبـ‪:‬لخابنفلـقلالَودهراصشـمــجا‪،‬االوولثعـًْهليًهـ‪.‬رماا‪،.،‬‬
‫؟!‬ ‫اااللُقفقففووـكـلععلللتتـاانزلَّإإلَنردَددموايْرْتفغخـخيرَّشّرولتطهايزلىَِلرنبـٍرََصطعـابَاـةَخصُاـااعستلوــضَاللاَِاةخبَهطئْ‪.‬اْتلْههيثدنيتااُايمَيللزْلـممومماثـفطأَيـُربتـيُناااطجدـر؟ـْانَّنلي!ُ؛اهدْبحٍأُلًبهَلاَةضلرـيعل؛دوالَرقواىكوتملبُفثااوثبتدط(يالَنبـيحااهلـُكِـفَبَكاأَهدمصقـتشْلحلوُّإقيرمالـبـَقنبَلاُصـنِاِنعرلسبااـئوقفنايْوْـهلأــِمَجُاْنلقلوملوْ‪َ،،‬ماهمْخْ)أمهااثس؛لالول‪،‬مأععسلا‪،‬ـنظملِيفمقبغورـَّْيأتيشْـىصلرـفنلغْـنهربِ‪،‬سُاـكَّنلكة‪ِ،‬كّفُلمََةسفضٌوَاـمـكيإةللُوَطـاَمُْْلوَْهذألْاسكجبلوفنذ‪،‬تثاَِمابٌيبه!نـاليٍالُناـنُبلفوبمطاذيُفـكمتايُّاطهنْبصدُّللـل‪،‬هجضناخيـَـُ‪ِ،‬انعا‪ٍِ،‬مَُُدمفَلوـُءرأببلدإوغبفاااُْنوايوهتاذَِنالننءل‪،‬ـْاحهامبأاواُّلشنهًوـزِـظلامشدكـوـَّاتزتسفاـْـياشعمَّروَيداُُج‪َ،‬مثلرـطوسلـكاباَكَقالهلةأمٍقُوََمامضة؛حغلدعمَْْلمنودعيلصرًـالاِّبُـيُـللـيحفلقنِاًَُىتاشنطَْمحرُـغهرـِظامزااقرَ‪،‬عوئَحليرــَفلسعـاـلمثِذـاـماُِْـةهوامدىََّوُمصطا‪،‬ـبَنهبننبلجىُقاغيويف‪،‬اِاعملوايلَْْخلألدَمهتوطسٍِطننـنا‪ِ:‬حـثجضايلظدنر ُِيأههيقهـمُوــمـايحْمـإايْْْْـلذهمنمهسرَِو‪،‬نن‪،‬ىاع‪،‬ل‪،‬ه‪،،،‬‬

‫ُايي‪،‬وووبـاأجققـلنُِّجوبدنلاوديُلشُألـًللمبأدـسهاراوأييُُفبيــعِ�ْتعأاـََُيتستلِنلعيُُعَأظلُعيسبقلـوىُّنييوحيـاييواَلديلـئمَـقـاْنتِّلرُيهب‪،‬وغْصعيوـلوويي‪:‬أ‪،‬سَْطنهنـيذَبـتولِوُ َِةنعنـحم‪:‬هْاوبزاًْائمآفـبظلاتٌذ‪،‬همفَاـِمينحرَلاراْاْييَِيـجسم‪ْ،‬تإلض‪،‬ـلدًثيرىراُوم�إتاليْضلذ(ا ِيإيعلبجَــحلفأـاىَّدُّلىمالأسأْيانهـرذوُا‪،‬ليفمنِا)َق�يو‪،‬نِّايبسُْـلثـيخَُيهُهلجبـمُّْدمررو ِحدْف‪،‬هيجتَـُيلعـلدويييانهـعرلاـتصونيودمَديَحصوُيْريلهـبْاَيسـيصُشـايتَِّننطسمغإاأللـبلُحافيىحلْآاتبوَقليـ‪،‬ذبضـدَّْاعاأدنمـنوتَاِمًْلورلييْ‪،،،‬ج‪،‬عل‬ ‫وضاعت َهيب ُة المُع ّل ِم‪ ،‬الذي ُيرِّبي وُيعِّلم‪ ،‬فيارب َسِّلم َسِّلم!‬
‫ُاتييمووـهلـتطأاقرالوعرنذتْوساـعاقـنليشنلــيىوارُصاظيـكُلاثِمندكرلايننضراـابـلبةهيماويعـفاَ‪،‬طَـليلـعبر‪:‬أهلىوـانصاِولبلىْتـوصمُيبْغهسـعذو‪،‬حاِلايمسـقُوُفْامليعتـككللا ِاا‪،‬بُميُُقياتنُتيلهسـُاحعتـمتتولمَرطئأقرعـرٌُِّدللمهـُذيـكاًَافبُْمـهفظددْااأنهي؛أاي‪،‬لاْفحأورلفيصُفففُم؛لدُـَهطعـجعْهسبـهـافلعَـَعمممَفمطُمقُـلأبةيحوُِيوصةاـنرَمَْنتيلنِّتُبهــوهلهـاكالُفلهبيثَّنمـتْباْاابمنرأيصلِيُ‪ِ،‬ايلإــماْإِْضْدصلءةهـعنيلر‪،،‬اىتدةرماـأْق؛وـبٌـفكشةاكنَي‪،‬فـعأَءرَّاُيرنَُههحلنوُزآهيتاـسـدواْأُخهـعـنلقرـُُىـسحر‪ُ َ،‬ببكسضطقاـامنـٌـوَُابوـانءـدَلبطبْاَاأهللالامَا‪،‬لكبونبـاباتبهيلْطـرلعتمواساطياسصـيــبمْـدْـأْ ٍفددنَةُُن‪،‬لـب‪،،،‬ل‬
‫قل لي برِّبك ما جرى**هل ص َّح عنـــــــدك ما أرى ؟‬ ‫اأولسَّـطـأض ُْحلاـ ِ َبعـتالنلنـاالَّصالطمـأالـَسـت ِبباوا(ْلبُِحق؟ي!ـاسـفْامت‪،‬مم)نفيـفقشُـاتلـكلروتُا‪:‬نت لهـشـهـّواق ُمتصساـنلًّيأج َرعٌلهـ ُلاـضدووااّليباتفـْلحيتـعاترالنـْمغيي‪،‬ـ‪،‬اوْوتَبشـ‪،‬وارفرْيـعهـ ُُتتا‬
‫أم أ ّن عيني أظلمت ** ُبؤ ًسا تعـــــــــــو ُد القهقـرى ؟‬
‫فشبا ُبنا قد أعلنـوا ** عه َد الغــــــــــــــــوايـ ِة أ ْسفَـرا‬

‫جعلوا ال ُغرا َب إما َمهم ** والخــــــــــــــي ُرعنهم أ ْدبرا‬

‫لم يذ ِعنـوا ل ُمع ّل ٍم ** عر َف الطريــــــــــــــــ َق وأ ْب َصرا‬
‫وتح ّلقوا حول الذي ** جعل ال َّســــــــفاه َة مظهرا‬

‫أين الشبا ُب وعل ُمهم ** فالقد ُس ُيســـــــر ُق آ ِخرا‬

‫يا قو ُم إني ناص ٌح ** بالح ِق في كل الـــــــــــــــــورى‬
‫عودوا إلى الح ِّق الذي** ُيهدي العقـــــو َل َجواهرا‬
‫الدين يهت ُف أمتي ** ما ص َّح أن نتــــــــــــــــــــأخـرا‬

‫إن الشبا َب عتا ُدنا ** فاحذر ُأخ َّي تد ُهـــــــــــــــورا‬

‫**************************‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪47 1440‬‬

‫محمود العيسوي‬

‫أعـدت للذبـح والقربـان‪ ،‬يذبحونهـا لغيـر الله‪ ،‬وهـذا أعظـم‬

‫الخسـران ومنتهـاه‪ ،‬ومـا طلبـه الحسـين ولا يرضـاه‪ ،‬وإنمـا هـو‬ ‫حدثنـا نـادر بـن شـريف‪ ،‬ذو القـول الظريـف‪ ،‬قـال‪:‬‬

‫غواية الشياطين‪ ،‬وسلوك سبيل الجاهلين‪ ،‬وفعل المشركين‪،‬‬ ‫«بينمـا أنـا أسـير فـي حـي الأزهـر‪ ،‬قريبـا مـن المسـجد الأنـور‪،‬‬
‫إذ بـي أرى الزحـام‪ ،‬كأ َّنمـا نـودي بالبعـث فـي الأنـام‪ ،‬والنـاس‬
‫ووقفـت أمـام المطبعـه‪ ،‬أسـتمع إلـى المنشـد ومـن معـه‪ ،‬فـإذا‬

‫صوتـه غايـة العجـب‪ ،‬كأنـه آلـة طـرب‪ ،‬حتـى إنـه شـد مسـامعي‬ ‫أايفلَحفدِدعُوَهبَلطفــفريعي‪،‬نـسالوي‪ِ،‬ممكـااقفلننَفطط َألـكوضَـفبلل‪،‬ومملونالأـهـإ َالـقوخاَىنبذشـتل‪،‬يتمنًئباـيا َيفعبياأمئسلهـكـ ُأألعـلؤالةهلا‪،‬اتكءلفِاأّحلففَّبمخـ‪،‬قَاشذـولـمصروت؛؛ا‪�:‬تـإلضرذعُّىدلمـيوه َأيوقلـوكَأتلدفظهخ ُفبـاذعاللـلريغبههحتبا‪،‬يعـاسرـفيجمـظ َّنٌضلد‪!،‬‬
‫إالليـصشـهحي‪،‬يطوحاههـانمممــغـرنتواًأرلاب‪،‬ناأفطـجحللـاوفلـيسهـُإاتل‪،‬يأـفهنأ‪،‬أخفكـتإرـذجـاب ُتهـماقولاُيلدنتـ ِفتهـشـ ُرلدأمـرزوونيًهرـااا‪،‬ل‪،‬حغـولقأريبهبِّـيـبـة‪،‬نه‬ ‫وهيتس ُّبهبأقبحالألفاظ‪،‬والناسترمقهمابضواحكاللحاظ‪،‬‬
‫أف ُكرُتـمقب ُ‪،‬ت بوأولقحفـا ُتظوغقـريوبةف‪،‬ال ُموالع َحجـالب‪،‬فيثـمم لـصذر ُتعبجاليببعةـا‪،‬دف‪،‬عويدلك ُفـتيعممـاا‬ ‫وساريهمهمباللعنلهاوالسباب‪،‬لكأ َّنمافت َح ْتللسانهالباب‪...‬‬
‫سـمع ُت مـن الإنشـاد‪ ،‬وكان معنـى مـا سـمع ُت‪ ،‬ممـا لـه أنصـ ُّت‪،‬‬

‫موجـود‪ ،‬وأنـه كان‬ ‫أقبـن اللارلعسـهـودلوأالميصـثـال اقل‪،‬ومجـعوردو‪ً،‬فـاوبمأنـنـههتالفـترريـعاكق‪،‬ل‬ ‫ودخلت الساحة الخارجية للمسجد‪ ،‬فإذا هي مم�شى ومجلس‬
‫محبوًبـا فـي السـماء‬ ‫ومرقـد‪ ،‬افتـرش النـاس كل الأرصفـة‪ ،‬بالحصيـر والفـ ُرش‬
‫لقَواجبمـاين ِعلقـهاٌوللكـلاِفـهخنليإـلاا ْلاق َبل‪ْ،‬يعرـزا ِن ُعضاض ًلمـَواخعاِلللـأي َمنفســ ًةقعو}ادو‪،‬ل‪،‬طـتـفـولهمك‪،‬ااالنونابحـيلآندحقاـ‪،‬مإقلأوافـوهـيوللذااادللآآينـوـدارةبـما‪،‬ليس فـغقشــييوررياأللفنبوةها‪:‬جـ{طِـسإـ ِّونيـلدي‪،،‬د‬
‫والألحفة‪ ،‬وإذا بالأطباق والأواني تملأالمكان‪ ،‬والطعام موضوع‬

‫على خوا ٍن بعد خوان‪ ،‬واجتمع من على الرصيف سكن‪ ،‬كأنهم‬
‫لـم يأكلـوا منـذ زمـن‪ ،‬كان هـذا فـي أول شـارع‪ ،‬وطعامهـم الأرز‬

‫والكوارع‪ ،‬فسرت سيرالمتباطئ؛ أخ�شى من الخابط والواطئ‪..‬‬

‫العالم‪ ،‬صلى الله عليه وعلى آله‪ ،‬وعلى السائرين على منواله‪.‬‬ ‫وسـرت حتـى حاذيـت جانـب المسـجد‪ ،‬عنـد مدخـل النسـاء‬
‫للمرقـد‪ ،‬فـإذا صـوان ضخـم قـد ُمـ ّد‪ ،‬تأملتـه فـإذا خليـط مـن‬
‫وخرجـت فـإذا امـرأة جالسـة‪ ،‬كأنهـا شـجرة يابسـة‪ ،‬قـد‬ ‫ال ِ ّصـوان‬
‫أمسـكت سـيجا ًرا‪ ،‬وأشـعلت فيـه نـا ًرا‪ ،‬تنفـث فيـه الشـرر‪،‬‬ ‫بالغنـاء‪ ،‬وسـمعت‬ ‫الراقـص‬ ‫صـوت‬ ‫الرجـال والنسـاء‪ ،‬وارتفـع‬
‫ال َحجـول‪ ،‬والنـاس‬ ‫ورأيـت‬ ‫صـوت المزاميـروالطبـول‪،‬‬
‫غيـر عابئـة بالضـرر‪ ،‬فقلـت مـا لـي ولهـا‪ ،‬القبـر أولـى بهـا‪.‬‬ ‫بين ضاحك ومص ِّفق‪ ،‬فسـرت بعي ًدا عن هذا العمل الأحمق‪..‬‬

‫وأويـت إلـى درب الأتـراك العتيـق‪ ،‬أرتـاح مـن وعثـاء الطريـق‪،‬‬ ‫وكلمـا ذهبـت إلـى جهـة مـن الجهـات‪ ،‬هـان علـي خطـ ُب مـا فـات؛‬
‫فإذا هومكتبات خلت إلامن أصحابها‪ ،‬فحزنت وتألمت لما ح َّل‬ ‫افملمانلطبحشـعـمـدة‪،‬قايملمـتحكلأابثـاـليمـر‪،،‬كاووالـنلممكالتصـاركـعـبندااللحمجالـر ِجعـلتهـدما‪،‬تنفمااثـسـرسـ‪،‬رًةتحبـتـميتى‪،‬مهســفـلإ ًاكذامـُتنصـشـغاويـرعرت‬

‫بهـا‪ ،‬وأويـت إلـى المسـجد‪ ،‬لعلـي أجلـس أوأرقـد‪ ،‬فـإذا بـي أسـمع‬

‫الصـراخ والسـباب‪ ،‬وكأن الحـرب قامـت بالبـاب‪ ،‬فنظـرت فـإذا‬
‫رجلان تعاركا‪ ،‬وتسابا وتشابكا‪ ،‬وع َّيركل منهما الآخربما يعرف‪،‬‬

‫وكلاهما لصاحبه يهذي ويهرف‪ ،‬والناس يحولون بينهما‪ ،‬كأنما‬ ‫عجـل؛ لعلمـي أن كل شـيء بأجـل‪ ،‬حتـى وصلـت إلـى المطبعـة‬
‫العريقة‪ ،‬فوجدت صوا ًنا لطريقة‪ ،‬وأمامه ثلاث بقرات سمان‪،‬‬
‫حـل الجنـون بهمـا‪ ،‬فركبـت نعلـي علـى عجـل‪ ،‬ودخلـت بينهـم مـن‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪481440‬‬

‫اولسحـِّلسمـاينعلـفىيـاهل ُحموسـيهـنومو‪،‬جـوِّدقلهـ‪،‬تولاهـتذزياـدقابـرعـالنإمـحـا ِّدمه‪،‬‬ ‫رغـم علمـي بـأن وجـود‬ ‫غيرو َجل‪ ،‬وحاولت استجلاء الخ َبـر؛ لعلي أرفع عنهما ال َضرر‪،‬‬
‫سـبحانه وحـده بـا شـريك‪ ،‬فشـكرني وزوجتـه‪،‬‬ ‫فولاادتتخـع َّلاـوقألبقغيـيـارااللملسـيـاكم‪،،‬‬
‫فـإذا همـا أخـوان ابنـا أب وأم‪ ،‬يتصارعـان علـى دنيـا العـدم‪،‬‬

‫وقـد أجيبـت ُسـؤل ُته‪ ،‬وم�ضـى بحيـاء‪ ،‬وهـي معـه علـى اسـتحياء‪ ،‬وسـألت‬ ‫فأمسـكت بيـد أقربهمـا منـي‪ ،‬وحاولـت صـده عـن التجنـي‪،‬‬
‫الله لهمـا الفضـل وتمـام الهدايـة‪ ،‬وأن َيصـرف عنهمـا مداخـل الغوايـة‪.‬‬ ‫ثـم سـرت بـه بعيـ ًدا عـن أخيـه‪ ،‬وذكرتـه بأمـه وأبيـه‪ ،‬وقلـت لـه‬

‫اولاآلملاءساجلدج؛ لسـعيلميةأ‪،‬عثـثرمفتيهراماجعـعلُتى معـا لنمذلـأجك؛د‪،‬لعملنمـايلبِع َبمـرا‬ ‫وكد ُت أدخل المقام‬ ‫يـا حبيـب‪ ،‬أخـوك لـك الطبيـب‪ ،‬والدنيـا كلهـا لا تسـاوي الأخ‪،‬‬
‫العظيمـة‪ ،‬ومعرفـة‬ ‫فأطرق هام ًسـا‪ :‬أخ‪ ،‬ثم رفع رأسـه‪ ،‬وأعاد إليه نفسـه‪ ،‬وقال يا‬

‫ييتكمو َّنسهحنبااللحك؛ديفدق‪،‬دودمخنل ُيتهدماعموارلتيُحنَ‪،‬سيورنأيمنتدفيوهنماالمعالزيايزالس ُّحرامليعيد‪،‬ن؛وررأأيي ُتت َممنن‬ ‫مولانـا أنـت صاحـب إحقـاق‪ ،‬لكنـه مـن بدأنـا بالشـقاق‪ ،‬سـرق‬
‫اأافففولتللهكعيىذـأصملرنـليَيشمـيـتـهنةااُءُوتتقا‪،‬لِلباأشاطـلوفوبللعُعـحهارخـركةمدرـار‪،‬يعـدومـتو َُ‪،‬مجتَتنمـومنلااـإللنيأـللتأنىهجىخنأـهـابعـوذةلاذلمـا َهلجعىحهانابهلمفـماـأ َطلاعرـذحَّنلاـجأـْاذتاْوللت‪،‬كرءأا‪،،،‬زنأـهـووفوَـَيم=مرإر‪،‬ذنمنـاحأووتمذأنـقىوصةـَايِرلموفدِمعاـَُنيبلـتبأبنرهااـقللامساـوأراءملؤـح�طَذصعاةمـلليانألظاـنـيلافحَـتنبوـيلارتساري‪،‬بد‪،‬ـدان؛يليومواللرُنهلدياِنَزعلجلـخـْصـلذجوُُْتتــكرتا‪.‬ه‪،‬هةب‪.‬؟‬ ‫«فيـزا» الوالـد‪ ،‬وكان لحقنـا الجاحـد‪ ،‬فلمـا حاولنـا ْنَهيـه‪ ،‬أقبـل‬
‫يحمل ب ْغ َيه‪ ،‬فحاول ُت إذهاب الثورة عنه‪ ،‬واستلال السخيمة‬
‫منـه‪ ،‬ثـم عـد ُت إلـى سـاحة المولـد‪ ،‬ومـا لـي غيـرالاعتبـارمقصـد‪.‬‬
‫عـد ُت إلـى السـاحة لحـظ الغـروب‪ ،‬فـزادت النفـ َس كرو ًبـا‬

‫علـى كـروب‪ ،‬وأخـذت أجـول بيـن الحضـور‪ ،‬فهـذا حزيـن وهـذا‬

‫مسـرور‪ ،‬وأخـذت أقـرأ وجـوه الـزوار‪ ،‬كعالـم مـأ بالكتـب‬
‫الـدار‪ ،‬ه ُّمـه ال ِعبـرة والاسـتبصار‪ ،‬وأقبـل الليـل مهيـض الجوانـب‪،‬‬

‫ممـا فعلتـه أيـدي الكهـارب‪ ،‬لـم يبـق لـه غيـر اسـ ِمه‪ ،‬بعدمـا ذهـب‬
‫جـ ُّل رسـمه‪ ،‬فمـا منـه غيـر غيـاب الشـمس‪ ،‬وهـذا وربـي �شـيء بخـس‪.‬‬
‫وأقبـل النـاس مـن كل فـ ّج‪ ،‬كأنهـم دعاهـم داعـي الحـج‪ ،‬وهـم بيـن‬
‫اثـلمعفقــاوم نوـاغدفُـررامؤنذ ًنـاالبسرـيحئيالـهت‪،‬ع َّنـإانـ‪،‬هشـراحك ًيـراملنـاقمرـيـا كبانمم َّجنـيـا‪،‬بفوادلعدتـعـهواودتا»ع‪.‬‬ ‫عـن ملهـى‪ ،‬و ُمضـ ٍ ّل‬ ‫ُميتريلـ َّهدـ‪،‬ى‪،‬وبواأئـجعنبـُ ّمٍيسـجتـافءيدلل‪،‬سـو ُيماتنـحِّزةه‪،‬‬
‫المح ِّبيـن‪ ،‬راج ًيـا لقـاءه بعـد حيـن‪.‬‬ ‫قـد ملـؤوا السـاحة‪.‬‬ ‫يبوك ُّلحـهـثم‬ ‫صوفـي‬
‫بالنـاس‬

‫*** *** ***‬ ‫وبينمـا أسـيرفـي اكتئـاب‪ ،‬رأيـت ثلاثـة مـن الشـباب‪ ،‬قـد مـأت وجوههـم‬
‫الضحـكات‪ ،‬وارتفعـت منهـم الأصـوات‪ ،‬فقلـت لعلهـم رأوا مـا يسـ ّر‪ ،‬فـإذا‬
‫أاملـممااكلـمياههمجح‪،‬ـكودلل‪،‬هاشجّدرل ٌّ‪،‬لسـرأوايْتع ُتتوادجمِّاخـرأجةن‪،‬تاأبلرظقهش َعير ْشتتـ‪،‬اةل‪،‬كعأينكهنأاينهاـنلا توشاَشمجـ ْطرسراتحلق َّنخشيعد‪،‬شـتف‪،‬ة‪،‬كقأودبنوججوضمااعرلههـتاا‬

‫الأولاد والـزوج‪ ،‬يتتابـع دخانهـا كالمـوج‪ ،‬فعجبـت لهـذا الـزوج النطـع‪ ،‬وقـد‬

‫أافمووهلـخبصخلجدتسذاـسـاهفعارهَمهسءْْامًلتتععتماانااتلءجزـليُيبتَ‪،‬ونحٌاَدرَترنتبلريقههاناجاجــثعاس‪:،‬عٌأةًلالقجـضبللسفاوَيافتاسُـاسلاتمهبُلتدسءا‪،‬هرتألله ِعتصـهرفم!لااُطندأه‪:‬قهبتوقاتَّققمـعنللارع‪،‬ـبنصـقا َُّللووولتنظُبتورلاسار‪،‬كرل!لالممـقـلللاميهاعمنقسِأماظمتةئونامقل‪،‬هن َّهاشـلـلغجاو‪،‬الاأفجل‪،‬وراولنىناسـماافهُ‪،‬ليهألقانحاكفةجسَنلأثـأِّنقركمبعظخثـ‪،‬تقنلرناررنبمووقُال‪،‬تتذامفهلإالتءولاامسـنيـ‪،‬علرتهُّأاألـكأهايتوبيَّاعُاونئم‪،‬ضبلتمَّلإنكاللِواح‪ْ:‬قىنقـستاقهكـييضبدحامبونقجَترت‪،‬وسممههفـركاااوو‪،‬عنـيل‪،‬فـءأببقبقىتفيرظلاعو‪،‬العفـكقدعمثلـاـورعمهةَّنامنا‪،،‬ن‪.‬‬
‫سـألاني عـن مرقـد الحسـين ومقامـه‪ ،‬فظنن ُتـه يريـد الاستشـفاء بـه مـن‬
‫أووققـسـلدقاتك‪:‬منـيها ُ‪،‬أتفأخاخسـاأل�لإشُـتىسهل‪:‬اصهـم َّ‪،‬دلإهت‪،‬نريباكدندا َرُلتـتا ُهتسبرتيالـدشـكألفاانءتم‪،‬أسووتابلالشزيغفـارُيةت‪،‬؟لـفلهواقفـتبيتلاع َّلـلأو ِنقّدبأأواسـلحامدحعتـسررَّادوهم‪،‬ى‪،‬‬

‫الله وحده‪ ،‬واسأله من خزائن ما عنده؛ فهوالمالك الأوحد‪ ،‬وهوالصمد‬
‫افقلـماقـتلفـ ّطِار‪،‬لد‪،‬رو ُيمجــاجلليـنـاوزبعودنـجعدـتـاوهلة‪،‬احلموسقــيضدنطبــطردلـبـتابمقـشـسـفطَّير‪،‬تعهف‪،‬اأقـوشاـمرلسُـاتَّرُدتلـعهه‪،‬وإنلــبـىيلالوأهقـربـدورنـاااللمازسلـعـزميـيوامعر‪،،‬ة‬

‫العدد الرابع سبتمبر ‪- 2018‬محرم ‪49 1440‬‬

‫א ¯א‬
‫א‬

‫ااﻟﻟﻌﻌﺪﺪددااﻟﻟﺮاﺮاﺑﺑﻊﻊﺳﺳﺒﺒﺘﺘﻤﻤﺒﺒﺮﺮ‪22001188‬مم‬
‫ااﳌﳌﻮاﻮاﻓﻓﻖﻖﻟﻟـــــ ﻣﻣﺤﺤﺮﺮمم‪11443399‬ههــ‬

‫ﻣﻨﺎر اﻷﻗﻼم اﳌﺒﺪﻋﺔ ‪ ...‬واﻟﮑﺘﺎﺑﺎت اﻟﺮاﻗﯿﺔ‬

‫ﺗﻌﻠﻦ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺄﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬دراﺳﺎت‪ :‬وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻘﺎﻻت وﺑﺤﻮث ﻋﻠﻤﯿﺔ‬
‫وأدﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﻣﺘﻌﺪدة‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻧﺼﻮص‪ :‬ﻧﺪرج ﻓﯿﻪ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ واﻟﻨﺜﺮﯾﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻗﺼﺺ وﻣﻘﺎﻣﺎت وﻏﯿﺮهﺎ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﻗﺮاءات‪ :‬وﺗﻌﻨﯽ ﺑﻘﺮاءات ﻓﻲ اﻷﺣﺪاث واﻟﮑﺘﺐ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻷدﺑﯿﺔ واﻟﻔﮑﺮﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث‪ :‬ﺗﻌﻨﯽ ﺑﺘﺮاﺛﻨﺎ اﻷدﺑﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺧﺎﺻﺔ‬
‫أو اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‪ :‬ﻋﻨﺘﺮ ﺭﻣﻀﺎﱐ‬


Click to View FlipBook Version