א ¯א
א
ااﻟﻟﻌﻌﺪﺪددااﻟﻟﺮاﺮاﺑﺑﻊﻊﺳﺳﺒﺒﺘﺘﻤﻤﺒﺒﺮﺮ22001188مم
ااﳌﳌﻮاﻮاﻓﻓﻖﻖﻟﻟـــــ ﻣﻣﺤﺤﺮﺮمم11443399ههــ
ا َﳌ َﻘﺎ َﻣﺔ اﻟَﺒﺎدْﯾﺴﱠﯿﺔ إﻟَْﯿ َﻚ أَّﯾ َﻬﺎ اﻟ َﻘْﺒﺮ اْﺑ َﻦ َﺑﺎدْﯾﺲ
ﻋﻴﺴﻰ ﻋﺰوق�ص٤٣ ﺻﻼح اﻟﻤﻜﺎوي�ص�٣٥ ﺷﻬﺮزاد ﻣﺪﻳﻠﺔ�ص٢٨
اﻻ ْﺻﻄ َﻔﺎ ُء اﻹﻟَﻬﻲ ﻓﻲ َﺷ ْﺨﺼّﯿﺔ
اْﺑﻦ َﺑﺎدْﯾﺲ
ﺳﻤﻴــــــــــﺮ أﺑﻴــــــــــــﺶ��ص١٥
د.ﻣﻮﻟﻮد ﻋﻮﯾﻤﺮ ص٠٤
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ
ﻛﺎن ﻣﻔﻜﺮا ﻛﺒﻴﺮا اﺷﺘﻐﻞ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
وﻋﺎﻟﺠﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻠﻤﻲ دﻗﻴﻖ وﺗﺤﻠﻴﻞ
ﻋﻤﻴﻖ
ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻋﻮﳝﺮ ﻋﻦ : א ¯א
א
ص04
اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018م
اﳌﻮاﻓﻖ ﻟــــ ﻣﺤﺮم1439هـ
ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ: رﺋ�ﺲ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ
ﻋﻨ��رﻣﻀﺎ�ﻲ
-ﻋﺒﺪ�ا��ﻤﻴﺪ�ﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�وﺟﻤﻌﻴﺔ�اﻟﻌﻠﻤﺎء رؤوف�ﺑﻦ�ا��ﻮدي 09 ......................................... ﻧﺎﺋﺐ�رﺋ�ﺲ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ
-اﻟﺜﻮرة�ا��ﻘﺔ�أﺑﻮ�ﻋﺒﺪ�اﻟﺮﺣﻤﻦ�ا��ﺒﺎري12 ...................................................................... ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ�ﻟﺰﻋﺮ
-اﻻﺻﻄﻔﺎء اﻹﻟ��������ﺼﻴﺔ�ﻋﺒﺪ�ا��ﻤﻴﺪ�ﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�ﺳﻤ���أﺑ�ﺶ 15 ................................. هﻴﺌﺔ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ
-ﻣﺠﺘﻤﻊ�اﻟﻄهﺮ�واﻟﻌﻔﺎف����ﻓﻜﺮ�اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�وﻛﺘﺎﺑﺎﺗﮫ�ﺳﻤ���ﺳﻤﺮاد 18 ................................... ﻣﺤﻤﺪ�ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮزون
-اﻟﺘﺪاوﻟﻴﺔ�و�ﻼﻏﺔ�ا��ﻄﺎب����ﻗﺼﻴﺪة ) ﺷﻌﺐ�ا��ﺰاﺋﺮ�ﻣﺴﻠﻢ ( د .ﻣﺤﻤﺪ�ﻣﺪور 21 ................. ﻋﻨ���رﻣﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ�ﻲ
ﺟﺎﺑﺮي�ﺳﺎرة
ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ : هﻴﺌﺔ�اﳌﺮاﻗﺒﺔ
ا��ﺒ�ﺐ�ﻋﺒﻴﺪات
-اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�ﺷهﺮزاد�ﻣﺪﻳﻠﺔ 28 ........................................................................................ ﺟهﻴﺪة�ﺑﻦ�ﻋ����
-إﻟﻴﻚ�اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�ز�ﺪ�اﻟﻄهﺮاوي 28 ................................................................................. ﺷﻴﻤﺎء اﻟﻌﺎﺑﺪ
-ﺟﺰاﺋﺮ�أﺣﻤﺪ���ﻨﺎس 29 .................................................................................................. ﻓﺎﻃﻤﺔ�اﻟﺰهﺮاء ﺑﻄﻮش
-ﻣﺎ�ﻗﺼﺮ�اﺑﻦ�اﻟﻜﺮام�ﺑﻮ�ﻜﺮ�ﺑﻦ�ﺳﺒﻊ 29 .............................................................................
@ﺗﺼﻤﻴﻢ :ﻋﻨ���رﻣﻀﺎ�ﻲ
ﺍﻟﻘﺼﺺ:
ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﳌﺠﻠﺔ
-ﻋﻘﺪة�ﺳﻌﺎد�ر�ﻴﻌﺔ�ﺑﺮ�ﺎق 33 ..........................................................................................
-إﻟﻴﻚ�أ��ﺎ�اﻟﻘ���ﺻﻼح�اﳌ�ﺎوي 35 .................................................................................... أن�ﻳ�ﻮن�اﳌﻮﺿﻮع�ﺿﻤﻦ�أﺣﺪ�أر�ﺎن�ا��ﻠﺔ
-ﻣﻘﺎﻻت�زﻣﻦ�ا��ﺮب�ﺣﻨﺎن�ﺻﺎدق 37 .............................................................................. ﺗﻮ���اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ����اﻟﻄﺮح�ﻣﻊ�ﺳﻼﻣﺔ�اﻟﻠﻐﺔ
-وﻟﻴﺪ�اﻟﺒﻄﻞ�ﺟهﻴﺪة�ﺑﻦ�ﻋ���� 39 ................................................................................... ﺗ�ﻮن�اﳌﻘﺎﻻت�هﺎدﻓﺔ�وﻻ�ﺗﺘﺠﺎوز�ﺧﻤﺲ�ﺻﻔﺤﺎت
-ﻧ��ك�اﻟﻨﺠﺎة�ﻓﺎﻃﻤﺔ�اﻟﺰهﺮاء ﺑﻄﻮش 41 ........................................................................... واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ�اﻟﺸﻌﺮ�ﺔ�ﻣﻦ 7أﺑﻴﺎت�إ�� 30ﺑ�ﺖ
ﺍﳌﻘﺎﻣﺎﺕ: ﺇﻋــــــﻼﻥ ﻫﺎﻡ
ﺗﺮﻗﺒﻮا����اﻟﻌﺪد�ا��ﺎﻣﺲ�ﻧﺘﺎﺋﺞ
-اﳌﻘﺎﻣﺔ�اﻟﺒﺎد�ﺴﻴﺔ�ﻋ�����ﻋﺰوق 43 ................................................................................ @Ú‘ibèfl
-ﻣﻘﺎﻣﺔ�اﻷﺣﻮال�أﺳﺎﻣﺔ�ﺣﺴ�ن�ﺣﺎﻣﺪ 45 ..........................................................................
-اﳌﻘﺎﻣﺔ�اﳌﺪرﺳﻴﺔ�ﺻﻼح�اﳌ�ﺎوي 46 ................................................................................. ÚÌã»ì€a@Úöäb»æa@Â� œ
-اﳌﻘﺎﻣﺔ�ا��ﺴﻴ�ﻴﺔ�ﻣﺤﻤﻮد�اﻟﻌ�ﺴﻮي48 ..........................................................................
ﻟﺜﻼﺛ�ن�ﺑ»�هﺖ�ﻞﻣ�ﻏﻦﺎ�دﻣر�ﻌاﻠﻟﻘﺸﺔ�ﻌﻋﺮاﻨ�ء�ةﻣ�ﺑﻦ�ﻦﻣ��ﺷ� ﱠدﺪامد«�اﻟﻌ����
إﻳﻤﻴﻞ�ا��ﻠﺔ
[email protected]
***
א ¯א
א
اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ أوت 2018م
اﳌﻮاﻓﻖ ﻟــــ ذو اﳊ�ﺔ1439ﻫـ
دأﺑﺖ�ﻣﺠﻠﺔ�اﻟﺴﺮاج�ﻋ���اﻟﻌﻤﻞ�ﺑﺠهﺪ�وإﺧﻼص ،ﻣﺤﺘﺬﻳﺔ����ذﻟﻚ��ﻠﮫ��ﺴ��
اﻳﻟﺮ ِﻌّﻠ�ﻤ�ﺎ�ءﻋاﻘﻴﻷﻋﺪﺗﻼﻨﺎم�،هراﺬﻩﺟ�ﻴهﺔﻮ��ﺗإﻓﺤﺮﻘاﻴدهﻖﺎ��ر�ﻌﺳﺎﺪﻟ�د��ﺎأ��و��ﻣ�ﻠﺑﺚﻒ��اﻟﺧﺜﺎﻘﺎﻓص،ﺔ�ﻧواﺠﻷﻌدﻠﮫ�ب�ﻣاﻟﻄﻴ�ﺔ��ﻷﻴﻋﺢ.ﺪاودإ�ﻧأﻤﺎﺧ�ﺮﻣىﻤﺎ،
إن��ﺴﺄ�ﷲ����ﻋﻤﺮ�اﻟﺴﺮاج ،ﻟﺘ�ﻮن�ﻧﻘﻠﺔ�ﻧﻮﻋﻴﺔ�ﺗﺠﻌﻞ�ﻣﻦ�ا��ﻠﺔ�أﻛ���ﺛﺮاء وإﻣﺘﺎﻋﺎ.
ﻓﺎﺧﺘﺎرت� ﻣﺠﻠﺔ ”اﻟﺴﺮاج“ ��� هﺬا� اﻟﻌﺪد� ا��ﺪﻳﺚ� ﻋﻦ� ��ﺼﻴﺔ� ﺑﺎرزة ،وﻗﺎﻣﺔ
ﻋﻈﻴﻤﺔ�ﻣﻦ�ﻗﺎﻣﺎت�وﻃﻨﻨﺎ�اﻟﻌﺰ�ﺰ�أﻻ�وهﻮ ”اﻟﺸﻴﺦ�اﻟﻌﻼﻣﺔ�ﻋﺒﺪ�ا��ﻤﻴﺪ�ﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ“
رﻋ�ﺣ�ﻤ�أﮫ�ﺻﻮﷲل�،ﻣهﺘ�ﺬﻨﻩ�ﺔا،ﻟ وأ��ﺳﺼﺲﻴ�ﺔﻓ�اﺬﻟة���،ﺗﺳﺤﻌﻘﻖﺖ��ﻟﺑه�ﺎ�اﻞﻟ�ﻐﻏﺎﺎﻳﺎل�وتﻧ�اﻔﻟ����ﺲﻳ�ﻟﻄﺒﻠﻨ�ﺎ�ءﺎ����ﻞ�ﻀﺷﺔ�ﻌﺟﺐﺰا�ﺋأ�ﺮّ�ﻲﺔ�،ﺗﻳﻘﺮوﻮمم
ا��ﺮ�ﺔ�واﻷﻣﺎن.
وﻟﻢ�ﺗﻜﻦ�رﺳﺎﻟﺔ�اﺑﻦ�ﺑﺎد�ﺲ�هﺬﻩ�ﻋﺒﺜﺎ�ﻣﻦ�اﻟﻘﻮل�أو�ﺳﻘﻄﺎ�ﻣﻦ�اﻟﻔﻌﻞ ،ﺑﻞ��ﺎﻧﺖ
ﻋﻤﻼ�ﻗﻮ�ﻤﺎ ،ودﻋﻮة���ﻴﺤﺔ�راﻓﻘ��ﺎ�ﺗ��ﻴﺎت�ﺟﺴﺎم ،وﺧﻄﺔ�ﻣﺘ�ﻨﺔ ،ﺿﺮ�ﺖ�ﻟﻨﺎ
أروع�اﻷﻣﺜﻠﺔ����ﺑﻨﺎء ﺻﺮح�اﻷﻣﻢ�واﻷﺟﻴﺎل�وﺧﺪﻣﺔ�اﻟﻮﻃﻦ.
ﻟﺬا��ﺎن�ﻣﻦ�اﳌهﻢ�أن��ﺴﻠﻂ�اﻟﻀﻮء أﻛ���ﻋ���هﺬﻩ�اﻟ��ﺼﻴﺔ�اﻟﻔﺬة�ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻨﺎ
ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر�واﳌﺆرخ�ا��ﺰاﺋﺮي ”ﻣﻮﻟﻮد�ﻋﻮ�ﻤﺮ“ ���رﻛﻦ�ا��ﻮارات ،اﻟﺬي�ﻛﺸﻒ�ﻟﻨﺎ
ﺧﺒﺎﻳﺎ�ﻛﺜ��ة�ﻋﻦ�هﺬا�اﻟﻌﻠﻢ�ا��ﻠﻴﻞ ،و��ﺼ�ﺘﮫ�اﻟﻔﺮ�ﺪة�واﻟ��ﻴﺒﺔ�ﺑﺎ��ﺪﻳﺚ�ﻋﻦ
ﺳ��ﺗﮫ�وأهﻢ�أﻋﻤﺎﻟﮫ�اﻟ���ﻛﺮﺳهﺎ�ﺧﺪﻣﺔ�ﻟ��ﺰاﺋﺮ�وا��ﺰاﺋﺮ��ن.
ﻋ���أن�ﺧﻄﺔ�ا��ﻠﺔ�ﺳﻮف�ﺗﺘﻐ���ﺑﺪءا�ﻣﻦ�اﻟﻌﺪد�اﻟﻘﺎدم�ﺑﺤﻮل�ﷲ،ﺣ���ﺗﻮاﻛﺐ
ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻨﺎ�اﻟ���ﻧﺮﺟﻮ�ﻣﻦ�ﺧﻼﻟهﺎ�أن�ﺗ�ﻮن�ﻣﺠﻠﺔ�اﻟﺴﺮاج�ﻣﻨﺎرة�ﻃﻴﺒﺔ�ﻟ�ﺸﺮ�اﻷدب
واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ�وﺳﻂ�اﳌهﺘﻤ�ن�ﻋ���اﻟﻮﺟﮫ�اﻟﺬي�ﻳ�ﻮن�ﺧﺎدﻣﺎ�ﻟﺮﺳﺎﻟ��ﺎ.
رﺋ�ﺲ�اﻟﺘﺤﺮ�ﺮ :ﻋﻨ���رﻣﻀﺎ�ﻲ
حوار مع الدكتور
مولود عويمر
عبد العحنمايلدعلبامنةب:اديس
حاوره /عنتر رمضاني
ضيفنا لهذا العدد من مواليد 30جوان 1968ببوغني ولاية تيزي وزو /الجزائر.
متحصل على شهادة بكالوريا الآداب الجزائر ،جوان ،1987وشهادة ليسانس في التاريخ من جامعة الجزائر ،جوان 1991
ثـم شـهادة الماجسـتير فـي التاريـخ المعاصـر مـن جامعـة بواتييـه ،سـبتمبر .1993دبلـوم الدراسـات المعمقـة فـي التاريـخ المعاصـر مـن
جامعـة بواتييـه ،جـوان .1994
ثم شهادة دكتوراه في التاريخ المعاصر من جامعة باريس ،أفريل .1998
شـغل منصـب أسـتاذ للحضـارة والتاريـخ فـي المعهـد الأوروبـي للعلـوم الإنسـانية بباريـس ( 2001و .)2004وباحـث متعـاون مـع المعهـد
العالمـي للفكـر الإسـامي ( .)2004-2001كمـا أنـه عضـو مؤسـس لجمعيـة العلمـاء الاجتماعيين المسـلمين بفرنسـا (.)2002
أشـرف علـى عـدة رسـائل الدكتـوراه والماجسـتير .لـه مؤلفـات عديـدة فـي التاريـخ والسـير وغيرهـا ،منهـا :تـراث الحركـة الإصلاحيـة
الجزائريـة ( 3مجلـدات) .مالـك بـن نبـي حياتـه وآثـاره ،عبـد الحميـد بـن باديـس ..مسـار وأفـكار (ط .)2شـخصيات وذكريـات (ط .)2مقاربـات
فـي الاستشـراق والاسـتغراب (ط ،)2العلمـاء الأخـاء ،السـجالات الفكريـة فـي الجزائـر (.)1956-1936
إاكلذننكتنسـأختاحأالنوحلدسيأخثـنبةأ-خأججطـسيزاددءبميـع-نفايضل ُاذكللمتـكشبااللهأزعدميـاأدونأقاقلّلراذءدتبيهـالعفـميتضالاخألتمورقوـعااقفتياهفلباألخعرارد آى.سلابخلةت مجلـة السـراج ترحـب بحضـرة البروفيسـور مولـود عويمـر،
فـي الذهن. أسـتاذ تاريـخ الفكـرالمعاصـربجامعـة الجزائـر .2تسـعد بالحـوارمعـك
لنسـلط الأضـواء علـى مسـارك العلمـي ،ونتحـدث كذلـك عـن كتاباتـك
وأذكرلك على سبيل المثال أنني قرأت بنهم كتابا عن الشاعرالبريطاني القيمة حول شخصية هذا العدد ،وهوالعلامة عبد الحميد بن باديس
وليـام شكسـبير ( )1564-1616فـي سلسـلة «عباقـرة خالـدون» ،ثـم رحمـه الله .فشـكرا لـك علـى تلبيـة دعوتنـا ،ودمـت ذخـرا للوطـن ،وللعلـم
نسـخته بيـدي فـي كـراس مدر�سـي .كمـا حاولـت تمثيـل صـورة ملحقـة
بالنـص ،كلمـا تجولـت فـي الغابـة المحيطـة بمدينتـي الصغيـرة؛ فكنـت والمعرفـة.
أجلـس تحـت الشـجرة مثـل شكسـبير ،وأردد بعـض أقوالـه التـي حفظتهـا
مـن الكتـاب ،وعينـاي متجهتـان نحـوالجبـل الشـامخ الـذي يخفـي وراءه -بروفيسـور مولـود عويمـر ،الناظـر في سـيرتك
العامـرة ،يـرى أنـك بذلـت جهـدا كبيــرا فـي
عوالـم مجهولـة كنـت أتطلـع دائمـا إلـى اكتشـافها. دراسـة التاريـخ المعاصـر وإحيـاء التـراث الفكـري
هكذا توّلد حب التاريخ عندي ،ونمى هذا العشق بعد ذلك بفضل الإســامي والإنســاني .فلــو تكلمنــا عــن بداياتــك
القـراءات فـي المجـات والمطالعـات فـي الكتـب ومشـاهدة المسلسـات
واهتماماتـك فـي هـذا المجـال؟
والأفـام التاريخيـة. لا أسـتطيع أن أحـ ّدد بالضبـط اللحظـة الحاسـمة التـي قـررت فيهـا
أن أصبح مؤرخا .كل ما أستطيع أن أقوله لك الآن هوأنني كنت مولعا
-لـو تحدثنـا بروفيسـور عـن جملـة مـن أكثـر بقـراءة سـيرالعظمـاء وأنـا طفـل لا يتجـاوز عمـره اثنـي عشـرسـنة .وقـد
المصاعـب التـي لاقتـك أثنـاء بحوثـك فـي تاريخ وجـدت فـي مكتبـة المدرسـة المتوسـطة مـا أشـبع رغباتـي وأروى عط�شـي
فـي هـذا المجـال .فقـرأت كل السلاسـل التربويـة المعروفـة آنـذاك والكتـب
الجزائـر أو فـي التـراث عمومـا؟ الموجهـة للأطفـال والشـباب حـول الأعـام والمشـاهير سـواء كانـوا مـن
لا شـك أن البحـث فـي التاريـخ فيـه متعـة اكتشـاف المجهـول ،ولـذة العـرب والمسـلمين أوكانـوا مـن المنتسـبين إلـى الثقافـات الأخـرى.
قـراءة الوثائـق المغمـورة والمخطوطـات ،وفـرص السـفر عبـر العصـور
ولـم تكـن مطالعاتـي تتوقـف عنـد نهايـة الصفحـة الأخيـرة للكتـاب،
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 041440
الفكـري بيـن النخبـة الإصلاحيـة فـي المغـرب العربـي» إلـى إسـهامات والقـارات بـدون دفـع ثمـن التذكـرة أوالاصطفـاف فـي طوابيـرطويلـة أمـام
الجزائريين في الحياة الفكرية في المغرب وتونس وليبيا ،وانعكاساتها على القنصليـات للحصـول علـى التأشـيرة.
الحـركات الوطنيـة المغاربيـة. غيـرأن هـذه الصـورة الجميلـة تخفـي وراءهـا متاعـب الباحـث فـي
دهاليـزالمكتبـات أومراكـزالوثائـق التـي تحتـاج إلـى الصبـرعلـى المتاعـب،
وعالجـت فـي كتابـي «الفكـرالإصلاحـي المعاصـروقضايـا التنويـر» والتحكم في طرق البحث واستعمال الأدوات العلمية بالشكل المناسب
ريـادة بعـض العلمـاء الجزائرييـن فـي تنـاول موضوعـات التقـدم وأفـكار حتـى لا يقـع الباحـث فـي فـخ الوثائـق التـي تكـون ربمـا مـزّورة أوناقصـة،
لنهضـة قبـل العديـد مـن العلمـاء المسـلمين المشـهورين فـي القـرن التاسـع وتكون بالتالي كل المعلومات المنبثقة منها خاطئة أوغيركاملة ،ولاتصلح
عشـروبدايـات القـرن العشـرين .وبينـت كذلـك فـي كتابـي «مالـك بـن نبـي
رجل الحضارة» مدى انتشارالفكرالبنابي في العالم العربي والإسلامي، للاسـتدلال والاسـتنتاج حتـى لا يظلـم النـاس بغيـرحـق.
واهتمـام نخبـه بأعمالـه ودراسـة أفـكاره النهضويـة وتطبيـق بعضهـا فـي
فالمـؤرخ هـوباسـتمرارتحـت المجهـر ،لا يسـأل فقـط عـن مصـادره
مشـاريعها التنمويـة. بـل يسـأل قبـل ذلـك عـن صحتهـا وقوتهـا .فـا يتمتـع بحريـة الروائـي أو
الأديـب الـذي يطـرح مـا يشـاء مـن أحـداث وآراء ومواقـف دون الحاجـة
وهنـاك إسـهامات كثيـرة أخـرى للعقـل الجزائـري فـي الحضـارة المعاصـرة إلى الاستدلال وذكرالمصادرلأن المطلوب منه هوجمالية النص ولايهم
سواء في العالم العربي أوفي العالم الغربي فصلت الحديث عنها في كتبي أن يكـون مصـدرمعلوماتـه التاريـخ أوالخيـال أوالواقـع .فالمـؤرخ مربـوط
الأخرى. دائمـا بالوثيقـة الصحيحـة ،فبدونهـا يتعطـل عملـه .وكـم مـن
أعمـال تعطلـت لمـا وجـد المـؤرخ أبـواب مراكـزألأرشـيف
-تعرضــت للكثيـــر مــن الشــخصيات أو أرشـيف العائـات أو الشـهادات الشـفوية أبوابـا
التاريخيــة ،وتناولتهــا بالدراســة موصـدة .لا ريـب أنـه يسـتطيع أن يكتفـي بالوثائـق
والبحـث ،فمـا هـي الشـخصية التـي الموجـودة أويوظـف قليـا خيالـه لكـن هـذا الأمـر
تركـت أثـرا عميقـا فـي نفسـك غيـرمتـاح دائمـا خاصـة فيمـا يتعلـق بالقضايـا
الحساسـة.
دون غيرهــا؟
ويبقـى أن أضيـف فـي النهايـة أن المـؤرخ
لقـد كتبـت عـن المفكريـن العـرب والمؤرخيـن لايمكن له أن يبدع إلافي بيئة حرة تقدرقيمة
المسـلمين والمستشـرقين ،وحاولـت فـي كل مـرة التاريـخ كتـراث مشـترك بسـيئاته وحسـناته،
أن أقـدم ترجمـة مختصـرة لـكل علـم ،وكـذاك وتناقـش بهـدوء انتصاراتـه وإخفاقاتـه ،فالحريـة
عـرض أهـم نشـاطاته أو دراسـة مواقفـه أو
آرائـه أوأفـكاره حسـب طبيعـة كل شـخصية. هـي أسـاس الإبـداع فـي كل �شـيء.
وفي غالب الأحيان اختـرت الشخصيات التي -لقـد نشـرت كتبـا وبحوثـا كثيـرة
أكتـب عنهـا لقناعتـي بإسـهاماتها فـي تطـور الإنسـانية فـي تاريـخ الجزائـر .مـا هـي أبـرز القضايا
وخدمة العلم .كما أنني كتبت عن بعض الأعلام بطلب
من بعض المجلات لتنشركدراسات في الأعداد الخاصة أومن التـي تناولتهـا أعمالـك؟
طـرف الجامعـات أوالجمعيـات لتقـدم علـى شـكل محاضـرات فـي ندواتهـا
التاريخ يشهد على إسهام الإنسان الجزائري في الحضارة الإنسانية
التاريخية أومؤتمراتها العلمية. التي كانت في تط ّور مستمربفضل تراكمات أعمال الإنسان وهويستغل
ثروات الكون للتغلب على كل التحديات التي تعيق حياته وتهدد وجوده.
وحقيقـة ،عشـت قرابـة عشـرين سـنة وأنـا أكتـب عـن الأعـام وقـد توجـت كل هـذه الجهـود عبـرالعصـور ببنـاء حضـارة متن ّوعـة راقيـة.
مـن الشـرق والغـرب ،ولاشـك أننـي تأثـرت بأفـكارعديـدة ،واسـتفدت مـن وقـد درسـت فـي بحوثـي وكتبـي بعـض هـذه الأعمـال فـي الفتـرة المعاصـرة،
تجـارب مختلفـة ،واكتشـفت عوالـم فكريـة وحضاريـة متنوعـة .وربمـا بحكـم التخصـص وليـس انتقاصـا مـن قيمـة الفتـرات الأخـرى القديمـة
تظهـرهـذه التأثيـرات فـي طرحـي الفكـري أوفـي أسـلوب كتابتـي أوفـي طريقـة
كلامي .... ،يلحظها الناس بينما أعجزأنا عن إدراكها .لكن ،ما أدركه هو والحديثة.
أننـي معجـب بالعديـد مـن العظمـاء بغـض النظـرعـن التخصـص العلمـي
وخلافا لما هومعروف ،فإن تأثيرات الجزائرفي العالم العربي والإسلامي
لـكل واحـد منهـم ،أواعتقـاده الدينـي أوانتمائـه الثقافـي. لا تقـل عمقـا وامتـدادا عـن التأثيـرات المشـرقية فـي الجزائـروذلـك فـي كل
المجـالات .فقـد بينـ ُت علـى سـبيل المثـال فـي كتابـي « العلاقـات الثقافيـة
ومصـدرالإعجـاب هـوبالدرجـة الأولـى تلـك القيـم السـامية التـي آمنـت بيـن الجزائـروالمشـرق العربـي فـي القـرن العشـرين» دور الجزائرييـن فـي
بهـا الشـخصية المدروسـة وناضلـت مـن أجـل تحقيقهـا علـى أرض الواقـع. الحيـاة الثقافيـة فـي المشـرق العربـي .كمـا تطرقـت فـي كتابـي «التواصـل
ويأتـي بعـد ذلـك الإبـداع الفكـري والتجديـد العلمـي والتأثيـرالثقافـي .وكل
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 05 1440
لاشـك أ ،العامـل الأول هـوتلـك القـدرات العقليـة التـي وهبهـا الله لـه مـن الذين كتبت عنهم تو ّفرت فيهم هذه المواصفات بدرجات متفاوتة ،وهي
الـذكاء والذاكـرة والنباهـة .وقـد ظهـرت علامـات نبوغـه مبكـرا إذ تفـ ّوق كلهـا جديـرة بالاسـتلهام منهـا فـي جوانـب مختلفـة مـن الحيـاة.
علـى كل دفعتـه مـن طلبـة جامعـة الزيتونـة ،وحصـل علـى المرتبـة الأولـى.
-الحديــث عــن ابــن باديــس ممتــع حقــا ،كيــف
وقـد تفجـرت هـذه المواهـب بفضـل تأثـره بمجموعـة مـن الأسـاتذة لا ونحــن نتكلــم عــن الهمــة العاليــة ،والتضحيــة
المصلحيـن كالشـيخ حمـدان الوني�سـي فـي قسـنطينة ،والشـيخ محمـد المجيــدة ،والنبــوغ العلمــي والأدبــي ،فمــا الــذي
الطاهربن عاشور والشيخ محمد النخلي والشيخ محمد الخضرحسين يمثلـه شـخص العلامـة ابـن باديـس فـي نظـرك؟
والأسـتاذ بشـيرصفـرفـي تونـس ،والشـيخ حسـين المدنـي فـي الحجـاز. تـراءى لـي فـي بدايـات دراسـتي أن الشـيخ عبـد الحميـد بـن باديـس
هـومعلـم ،هاجسـه محـوالأميـة وتعليـم أبنـاء الجزائـرأبجديـات اللغـة
كما كان لوالده دور آخروهوتوفيركل الأسباب المادية ليتفرغ ابنه العربية ومختارات من آدابها .ثم اعتقدت بعد ذلك أن ابن باديس عالم
للتحصيل العلمي ثم كان له عونا في الدعوة في بدايات عمله الإصلاحي. مهمـوم بتلقيـن مبـادئ الإسـام وبعـض العلـوم الشـرعية لتلاميـذه ورواد
ولا نن�سـى نقطـة أخـرى وهـي المطالعـة المسـتمرة التـي تح ّسـن الأسـلوب
وترفـع المسـتوى الفكـري وتغـذي بالمعـارف ،وتجـ ّدد الرؤيـة وتزيـد فـي مسـاجده ومجالسـه ،والإفتـاء للسـائلين فـي قضايـا الديـن.
غيـرأن قراءات كثيرة لتـراث ابن باديس وما كتب عنه غ ّيرت رأيي،
الحكمـة. وأقنعتنـي أنـه يختلـف عـن كثيـرمـن المعلميـن الأخيـاروالعلمـاء الكبـار،
والـذي ي ّطلـع علـى مكتبـة الشـيخ ابـن باديـس العامـرة أويقـرأ كتاباتـه فقد كان مفكرا كبيرا اشـتغل بقضايا إنسـانية ،وعالجها بأسـلوب علمي
يلحـظ بـدون مشـقة تنـوع قراءاتـه وغـزارة معلوماتـه ،وكثـرة مصـادره، دقيـق وتحليـل عميـق لـم أقـرأ مثلـه إلا فـي كتابـات النوابـغ مـن الشـرق
وتعـدد اهتماماتـه إذ لـم تكـن شـرعية فقـط وإنمـا كانـت أيضـا أدبيـة
والغـرب الذيـن انبهـرت بهـم ،وتعلقـت بأفكارهـم.
وتاريخيـة وسياسـية. الشـيخ عبـد الحميـد بـن باديـس ج ّسـد قيمـا كثيـرة فـي حياتـه
الشـخصية والعامـة .ولـن تجـد تناقضـا بيـن مـا يؤمـن بـه مـن مبـادئ ومـا
-علـى مـاذا قامـت سياسـة ابـن باديـس فـي رئاسـة يطرحه من أفكاروبين ما يتخذه من مواقف وما يعيشه في واقع الناس.
ا لجمعية ؟ كان بورجوازيـا لكنـه تنـازل طوعـا عـن طبقتـه الاجتماعيـة ليعيـش حيـاة
بسيطة مع المستضعفين وطلبته الفقراء ،وينفق كل ما يملك من المال
ركزالشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله على التعليم والتربية.
وكان شغله الشاغل بعد عودته من تونس والحجازهوإصلاح العقيدة فـي خدمـة مشـروعه الإصلاحـي.
ومحاربـة الجهـل وإحيـاء القيـم السـامية عـن طريـق تعليـم النـشء ذكـورا
وإناثـا .فقـد رفـع شـعارالتعليـم أسـاس الإصـاح .واسـتمرابـن باديـس فـي لقـد سـافرإلـى فرنسـا فـي عـام 1936ولكـن قلبـه بقـي معلقـا بمدرسـة
التربيـة والتعليـم وجامـع الأخضـربقسـنطينة ،فقـد كان يفكـرفـي ديـون
التعليم في مسـجد سـيدي قموش وجامع الأخضربقسـنطينة. صنـدوق الطلبـة ،وهـو جالـس فـي الباخـرة التـي نقلتـه مـن الجزائـرإلـى
عندمـا تأسسـت جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن فـي 5مـاي مرسـيليا.
1هـ3ذ9ه ا،1لجوامعصـيـلة،ابـوتنفبُاقـدديـ ُشـسعبعهاملـعهبـارلاتلتعـلرايمـبيالوالجتزاربئــوريي.رأغـمـامأأهـعبـمااءلتأعسـمـيايلر
التي أنجزها ابن باديس مع إخوانه من العلماء فهي تتمثل فتح المدارس وكان أيضـا يعمـل دون أجـربيـن 16و 20سـاعة فـي اليـوم متفرغـا
الحـرة ،وإنشـاء النـوادي الإصلاحيـة فـي القطـر الجزائـري وفـي فرنسـا، للتعليـم ،ومتابعـة أعمـال جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن،
وإصـدار 4جرائـد متتاليـة ،وهـي« :السـنة» ،و»الشـريعة» ،و»الصـراط» وإلقـاء الـدروس ،والمحاضـرات عبـرالتـراب الجزائـري الفسـيح ،والكتابـة
والإشراف على إصدارمجلة «الشهاب» .لذلك لم يقدرجسمه النحيف
ثـم «البصائـر». علـى تح ّمـل ثقـل هـذا العـبء المسـتمر فـي بيئـة معاديـة يهيمـن عليهـا
الاسـتعماروأذنابـه ،وكان هـذا الإرهـاق المضاعـف سـببا فـي موتـه المبكـر،
-عمـد ابـن باديـس إلـى إنشـاء النـوادي الأدبيـة، وهوفي أوج عطائه .وكان قادرا أيضا أن يهاجرإلى المشرق العربي ويعيش
والمجـات الثقافيـة والأدبيـة ،كيـف أسـهمت فـي هناك معززا ومكرما لكنه آثرتنويرعقول الجزائريين وكفاح الاستعمار
دفـع حركـة العلـم والثقافـة فـي الجزائـر؟ فـي الجزائـرعلـى الراحـة فـي الشـام أوالحجـاز.
أسـس ابـن باديـس جريـدة «المنتقـد» فـي عـام 1925لكنهـا لـم تعمـر -مـا هـي العوامـل التـي أهلـت ابـن باديـس لكـي
بسـبب تعطيلهـا مـن طـرف سـلطة الاحتـال التـي أوقفتهـا بعـد صـدور يصـل إلـى مـا وصـل إليـه؟ ومـا هـي الشـخصيات
عددها الثامن عشـر .ولم يستسـلم ابن باديس لهذا التعطيل المجحف
فبـادربتأسـيس جريـدة أخـرى سـماها «الشـهاب» التـي اسـتطاعت أن التـي أثـرت فيـه؟
تقـاوم كل الضغوطـات الإداريـة وتتجـاوز العقبـات الماليـة بتحويلهـا مـن
جريدة أسبوعية إلى مجلة شهرية بداية من عام .1929وتعرضت أيضا هنالك عوامل متعددة صنعت شخصية الإمام عبد الحميد بن باديس.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 061440
الطاعنيـن بـه ،فحبـذا كلمـة نوجههـا لهـؤلاء حتى صحـف جمعيـة العلمـاء للتعطيـل ولـم تسـلم منهـا إلاجريـدة «البصائـر»
يعرفـوا قـدر الرجـل وتلزمهـم الحجـة فـي هـذا؟ التـي صـدرت فـي سـياق تاريخـي مختلـف فـي فرنسـا وانعكـس ذلـك علـى
الشـيخ عبـد الحميـد بـن باديـس هـوعنـوان الجديـة والتضحيـة مسـتعمرتها فـي الجزائـر.
والنزاهـة .وهـي قيـم سـامية أصبحـت نـادرة فـي عالمنـا الراهـن .كان ابـن
تعاريصخريـهةبكملحـمدادتةح،مولأ ّثـهرمن–هـمعوا-نفـيي،وتأقثائـربعالعأحديـدادةثخواالأصـشة فـخاي مصجـفايل اسليتانقاويـرت وكانـت «الشـهاب» للشـيخ ابـن باديـس و»البصائـر» لسـان حـال
والتحريـر .ولا تـزال أثـاره مثمـرة إلـى يومنـا لأن خطابـه قـام علـى الحجـة جمعيـة العلمـاء منابـرللأقـام الحـرة التـي تدافـع عـن مق ّومـات الشـعب
والعلـم وحـب الوطـن ،وكل �شـيء قـام علـى هـذه الأسـس سـيظل خالـدا فـي الجزائـري ،وتنتقـد السياسـة الاسـتعمارية الفرنسـية ،وتهاجـم أذنابهـا
الراضيـن بالخضـوع والهيمنـة الاسـتعمارية للحفـاظ علـى مصالحهـم
ذاكـرة شـعبه ،وسـيبقى حيـا فـي حاضـرمجتمعـه. الخاصـة الض ّيقـة .وهكـذا نشـأ جيـل كامـل أبـدع بكتاباتـه ونشـرأفـكاره
وإذا أراد البعـض أن يسـقط الحاضـرعلـى الما�ضـي ليقـرأ الوقائـع وصـرح بمواقفـه.
ليس كما وقعت لأسباب بينة وسياقات واضحة ،ولكن ليقرأه كما يريد
هـوأن يقـع ،فهـذا خلـل فـي المنهـج ،فالتاريـخ ليـس روايـة أدبيـة أوسـيناريو حقـا ،لقـد كانـت صحافـة ابـن باديـس وجمعيـة العلمـاء مدرسـة
تلفزيونـي أوسـينمائي نح ّملـه مـا لايطيـق لدوافـع إيديولوجيـة أولأسـباب فـي الإعـام الهـادف والبنـاء للمجتمـع الجزائـري والهـادم للمشـروع
فنيـة أولأغـراض تجاريـة... الاسـتعماري الفرن�سـي.
*** *** *** وكانـت النـوادي تقـوم بنفـس الـدور التوعـوي إذ كانـت تسـتقطب
الشـباب ليسـتمع إلـى الخطـاب الإصلاحـي فـي قوالـب متعـددة :الأناشـيد
والمسـرحيات والمحاضـرات والدروس...الـخ.
-ألفــت كتابــا حــول مســيرة ابــن باديــس
بعنــوان« :عبــد بــن باديــس مســار
وأفـكار» .مـا هـي الجوانـب التـي
عالجتهــا فــي هــذا الكتــاب؟ ومــا
هــو الجديــد الــذي طرحتــه فيــه
عــن العلامــة رحمــه الله؟
لقـد صـدرالكتـاب فـي طبعتـه الأولـى فـي عـام
،2012وصـدرت طبعتـه الثانيـة المزّيـدة فـي عـام
.2016لقـد رأيـت أن الكتابـات السـابقة التـي
تناولـت شـخصية عبـد الحميـد بـن باديـس ركـزت
علـى ترجمـة حياتـه واكتفـت بعـرض أعمالـه وآرائـه
ومواقفـه .أمـا أفـكاره فلـم تـدرس بعمـق باسـتثناء
آرائـه المتعلقـة بالتربيـة وبعـض الجوانـب الشـرعية
والأدبيـة.
أمـا الجوانـب الفكريـة التـي تظهـرفيهـا لمسـات
تجديدية لهذا العالم فإنها مهملة تقريبا من الباحثين.
لذلك حرصت في كتابي على دراسة كتابات ابن باديس
فـي الموضوعـات الإنسـانية المعاصـرة ،وقـد اختـرت
القضايـا التاليـة :التاريـخ ،والسياسـة ،والحريـة،
والعلـم ،والتقـدم .ولـم أكتـف بمناقشـة أطروحـات
ابن باديس حول هذه القضايا بل قارنتها قدرالإمكان
ببعـض معاصريـه مـن العلمـاء المسـلمين والغربييـن.
-طــال ابــن باديــس تهــم مزيفــة،
ودعــاوى جائــرة تختلــف باختــاف
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 07 1440
المقالات
أكثـرغضبـا ،وأخـذ يرِّدد: عبد الحميد الطفل
-إ َّنه القرآن ..القرآن ..كن ُت أتو َّق ُع هذا ..أتو َّق ُعه.1»..
بسـبب ذلك الموقف ،اسـتدعي والد عبد الحميد ليسـوق له ناظر العظماء يولدون صغـارا
المدرسـة الفرنسـية خبـرفصـل ابنـه نهائيـا ،ليـس فقـط مـن تلـك المدرسـة
بل من ك ِ ّل المدارس التي تتوزع على كل الأرض المغتصبة ..لم يزد الشيخ
الجليـل محمـد المصطفـى (والـد عبـد الحميـد) أن أفحـم ذلـك الناظـر لـم أصـادف فيمـا قـرأت عـن حيـاة الإمـام المصلـح عبـد الحميـد
المتغطـرس« :لـم آت لأعيـده للمدرسـة يـا سـيدي الناظـر ..لقـد جئـ ُت ب�ن بادي�س كلام�ا مف ّص�لا ع�ن تنش�ئـته العلمي�ة الأولـ�ى ،إلا نـ�زرا يسـيرا
أ ِع ّد لأقول له أمامك إ َّنه على لا يشـبع فضـول الباحـث ال ّنِهـم؛ حتـى وقفـ ُت علـى كتـاب صغيـرالحجـم،
أرجو والآن مستقبله.. بأن كفيل وأنا حق، أن تـر َّد لابنـي كتابـه»!2 عظيـم الفائـدة ،تحـت عنـوان «عظمـاء فـي طفولتهـم» ،ترجـم لبعـض
الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ من سياسيين ،وأباطرة ،وعلماء،
لقـد كان لهـذه الحادثـة دور جوهـري فـي تو ّجـه الطفـل عبـد الحميـد ومصلحيـن ،وأدبـاء كبـار ...مسـلطا الضـوء علـى موقـف مـن مواقفهـم فـي
نحـوالدراسـات الشـرعية؛ حيـث أتـ َّم حفـظ القـرآن كامـا ،وتلقـى بعضـا
طـور الطفولـة.
مـن علـوم اللغـة والشـريعة علـى يـد نفـرمـن علمـاء قسـنطينة آنـذاك، فقـد جـاء فـي تضاعيـف هـذا المؤلـف ذكـرالعلامـة ابـن باديـس فـي
موقف جريء وقع له في بداية تنشـئته ..يقول د .من�سـي قنديل« :توقف
عل�ى رأس�هم ش�يخه حم�دان الونيــ��ي القس�نطيني [ت1338هـ1920/م] المد ِّر ُس عن الشرح ..كان غاضبا محم َّرالوجه ..صاح وهويشيربأص ُبعه:
توا ْلو َتجيحـهـ َهق الطيـب ،وكان لـه الفضـل فـي الـذي تـرك فـي نفسـيته الأثـر -أنت أ ّيها الطال ُب في الصف الأخير ..قف..
سـنة 1903م سـافرإلـى تونـس، التوجيـه السـليم .وابتـدا ًء مـن
بجامـع الزيتونـة ،وكان مـن أبـرز مشـايخه هنـاك الشـيخ محمـد النخلـي واسـع أسـمرالوجـه، نحيفـا، كان العمـبـد ِّدرالسحمـمريـةدأ وخـاقرفىـ:ا.. ( )....نهـض
العينيـن ،وصـاح
القيروانـ�ي [ت1342هـ1923/م] ،والشـيخ الإمـام الطاهـر بـن عاشـور
[ت1393هـ1973/م]. -ماذا تخفي داخل ثيابك؟
سافرالإمام ابن باديس سنة 1913م إلى بلاد الحجازلأداء منسك لم يقل عبد الحميد شيئا.
الحـج ،ثـ َّم عـرج علـى عواصـم الشـام ومصـر قصـد الالتقـاء بعلمائهـا انتصـا(ٍ.ر..و).هـأو ُيخـخذـ ارلمجـدكِّرتا ُبـسايمـف ّتـن بُيشـ ثنيابطـ َّيـهابِتسـثيراعبـةه:وعصبيـة ،ثـ َّم هتـف فـي
والاحتـكاك بهـم ..ومـن الحـوادث الجديـرة بالذكـرفـي هـذه الفتـرة بالـذات
لقاؤه بالعلامة الأديب مح َّمد البشيرالإبراهيمي -وكان يومها شابا -الذي -آه ..أنت تخفي كتابا!
كان يقيـم مـع والديـه فـي المدينـة المنـورة .يصـف العلامـة الإبراهيمـي هـذه وأخـذ يق ّلـب فـي صفحـات الكتـاب فـي سـرعة ،ثـ َّم تغ َّيـروجهـه وأصبح
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 09 1440
بالقلم طمعا في تغيي ٍرما للأوضاع المزرية التي كانت ُتفرض على الشعب الحقبـة المشـرقة مـن حيـاة الإماميـن بقولـه« :كان مـن تدابيـر الأقـدار
الجزائـري قسـرا ،فتمخـض عـن هـذا الانتقـال ظهـور أحـزاب سياسـية الإلهيـة للجزائـر ،ومـن مخ َّبـآت الغيـوب لهـا ،أن يـرد علـ َّي بعـد اسـتقراري
فـي المدينـة المنـ َّورة سـنة وبضعـة أشـهرأخـي ورفيقـي فـي الجهـاد بعـد ذلـك،
كان لها أثربارز في السـاحة السياسـية -يومئذ -ونذكرعلى سـبيل المثال: الشيخ عبد الحميد بن باديس ،أعلم علماء الشمال الإفريقي -ولاأغالي-
وباني النهضات العلمية والأدبية والاجتماعية والسياسية للجزائر(.)....
إحفـرزيقبيـ،ا»وببعـقيـدامدةحـ«امولاصاتلـنياالجحـحـاةجفـ»يالـحِذّلـ ِيه،بـدظأهـكرتبناظسـي ٍمم نجـم شـمال «حـزب ك َّنـا نـؤدي فريضـة العشـاء الأخيـرة كل ليلـة فـي المسـجد النبـوي ،ونخـرج
ليتطـور إلـى نقابـي، إلـى منزلـي ،فنسـمرمـع الشـيخ ابـن باديـس منفرديـن إلـى آخـرالليـل حيـن
يفتح المسجد فندخل مع أول داخل لصلاة الصبح ،ث َّم نفترق إلى الليلة
مغايـرهـو«حـزب الشـعب الجزائـري» ..هـذا إلـى جانـب أحـزا ٍب أخـرى؛
كانـت رؤاهـا تتلخـص فـي المطالبـة ببعـض الحقـوق :كحقهـم فـي التمثيـل الثانيـة ،إلـى نهايـة ثلاثـة الأشـهرالتـي أقامهـا بالمدينـة المنـورة.
فـي البرلمـان ،وحقهـم فـي التعليـم ،والتجنيـس ،والإدمـاج ..وانقسـموا بيـن
مؤيـد ومعـارض للاندمـاج فـي ثقافـة المسـتعمرالغالـب ولغتـه وتقاليـده!
وسبق هذا التوقيت بسنة تقريبا ،أن قامت الحكومة الاستعمارية كانـت هـذه الأسـمارالمتواصلـة كلهـا تدبيـرا للوسـائل التـي تنهـض
باحتفـالات علـى نطـاق واسـع بمناسـبة بهـا الجزائـر ،ووضـع البرامـج المف َّصلـة
مـرورمئـة سـنة علـى احتلالهـا الجزائـر.. لتلـك النهضـات الشـاملة التـي كانـت
يصـف العلامـة الإبراهيمـي تلـك الواقعـة كلهـا صـورا ذهنيـة تتـراءى فـي مخيلتنـا،
ويقـول« :كانـت سـنة 1930هـي السـنة وصحبهـا مـن حسـن النيـة وتوفيـق الله
التـي تـ َّم بتمامهـا قـرن كامـل علـى احتـال مـا حققهـا فـي الخـارج بعـد بضـع عشـرة
فرنسا الجزائر ،فاحتفلت بتلك المناسبة سنة ،وأشهد الله على أن تلك الليالي من
احتفـالا قـ َّدرت لـه سـتة أشـهر ببرنامـج سنة 1913ميلادية هي التي وضعت فيها
حافـل مملـوء بالمهرجانـات ودعـت إليـه الأسـس الأولى لجمعية العلماء المسـلمين
الدنيا كلها ،فاسـتطعنا بدعايتنا السـ ّرية الجزائرييـن التـي لـم تبـرز للوجـود إلا فـي
أن نفسـد عليهـا كثيـرا مـن برامجهـا ،فلـم سـنة .3»1931
تـدم الاحتفـالات إلا شـهرين ،واسـتطعنا
بدعايتنـا العلنيـة أن نجمـع الشـعب وقـد أزمـع ابـن باديـس الإقامـة
الجزائـري حولنـا ونلفـت أنظـاره إلينـا».5 بالمدينـة المنـ َّورة ،لـولا نصيحـة شـيخه
وجديـر بالذكـر مـا قالـه أحـد الساسـة
الكبـارحيـن صـ َّرح بـكل وقاحـة وصفاقـة حسـين أحمـد الفيـض أبـادي 4لـه قائـا:
فـي ذلـك المهرجـان« :لا تظنـوا أن هـذه
المهرجانـات مـن أجـل بلوغنـا مئـة سـنة «ارجـع إلـى وطنـك يـا بنـي ،فالعلمـاء هنـا
فـي هـذا الوطـن ،فقـد أقـام الرومـان قبلنـا كثيـرونُ ،يغنـون عنـك ،ولكنهـم فـي وطنـك
فيـه ثلاثـة قـرون ،ومـع ذلـك خرجـوا منـه ،ألا فلتعلمـوا أن مغـزى هـذه
وفـي مسـتوى وطنيتـك وعلمـك قليلـون
المهرجانـات هـو تشـييع جنـازة الإسـام بهـذه الديـار»!6
بسـبب الهمجيـة الفرنسـية التـي تحـارب
الدين واللغة؛ وخدمة الإسـام في بلادك
أجـدرلـك وأنفـع مـن بقائـك هنـا» ...فاقتنـع بـكلام شـيخه وقفـل عائـدا إلـى
الجزائرمعه عدة المعرفة ،وهمة متقدة تطمح إلى إرساء قواعد التعليم
إن تدهور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كان سببا بعـد الأمـة، بكلغـسـةرااللقيـضـاودد،النوافلدسـيعـةواةلإتـلـيىطا َّلو َكقـتـات ببهـاوااللسســلنةطابفتهـالمفرنسـلسـيفة
كافيا للإسراع بإنشاء صرح تتوحد فيه ك ُّل جهود الإصلاح على مختلف هـذا أذهـان
الأصعدة ،فزاد كل ذلك من عزم ابن باديس والإبراهيمي في وضع اللبنة
الأولـى لمشـروعهما الأعظـم .يصـف العلامـة الإبراهيمـي أجـواء إنشـاء الشـعب المغلـوب قبـل الأيـادي والأقـدام...
الجمعية قائلا« :د َع ْونا فقهاء الوطن كلهم ،وكانت الدعوة التي وجهناها
إليهـم صـادرة عـن الأمـة كلهـا ،ليـس فيهـا اسـمي ولا اسـم ابـن باديـس ،لأن ***
أولئـك الفقهـاء كانـوا يخافوننـا لمـا سـبق لنـا مـن الحمـات الصادقـة علـى
جمودهـم )....( ،فاسـتجابوا جميعـا للدعـوة ،واجتمعـوا فـي يومهـا المقـرر، تأسيس الجمعية والفجر الصادق
ودام اجتماعنـا فـي نـادي الترقـي بالجزائـرأربعـة أيـام ..كانـت مـن الأيـام
المشـهودة فـي تاريـخ الجزائـر .ولمـا تـراءت الوجـوه وتعالـت أصـوات الحـق كان للأوضـاع الاجتماعيـة والاقتصاديـة والسياسـية فـي مطلـع
أيقـن أولئـك الفقهـاء أ ّنهـم مـا زالـوا فـي دور التلمـذة ،وخضعـوا خضـوع القرن العشرين ،دور هام في تعجيل ظهور النشاط الإصلاحي على نطاق
واسـع فـي العالـم العربـي ،لافـي الجزائـرفحسـب ..فبعدمـا أخمـدت أيـادي
المسـتعمرالغاشـم لهيب المقاومة الشـعبية (التي عرفتها مناطق متفرقة
مـن ربـوع الجزائـر)؛ جنحـت النخبـة المثقفـة فـي الجزائـرلتغييـرالسـيف
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 101440
حتـى تـ َّم اجتمـاع جميـع أعضـاء سـنة واحـدة ثـ َّم لـم تمـ ِض إلا المسـلم للحـق ،فأسـلموا القيـادة لنـا ،فانتخـب المجلـس الإداري مـن
نشـاطها ليعـ َّم كل أرض الوطـن، بقـرار توسـيع الجمعيـة ،لتخـرج فيـه
وتعييـن كبـار علمائهـا فـي المناطـق :منطقـة الشـرق ومق ُّرهـا قسـنطينة الللفاكـسـرتةع،مواور.حـودقـة ادلمنـواّكزعل جمعتهـم وحـدة المشـرب ،ووحـدة رجـال أكفـاء
والسياسـية ،ووحـدة المناهضـة الاجتماعيـة
يشرف عليها الإمام ابن باديس ،ومنطقة الجزائرالعاصمة يشرف عليها المجتمعـون ترشـيحهم إلينـا فانتخبونـا بالإجمـاع ،وانتخبـوا ابـن باديـس
الط ِّيـب العقبـي ،ومنطقـة الشـمال الوهرانـي ومق ّرهـا تلمسـان يشـرف
رئيسا ،وكاتب هذه الأسطروكيلانائبا عنه ،وأصبحت الجمعية حقيقة
عليهـا الإبراهيمـي.
واقعـة قانونيـة ..وجـاء دور العمـل».7
*** أعمال الجمعية ..التعليم أوّلا!
خاتمة شـرع عبـد الحميـد مـن أول يـوم رجـع فيـه إلـى بلـده الجزائـر(كان
مذـلـنكالبقربنياـمـلجنالـشـذويب اسـل َّحطـررهبرفالقـعةالمأيـخةيـاهلأفـويلـاىل)نفـيضـاتنلفايلـبذشاـيلرخالطإـبوراةهايلأمـولـيى،
فـي 16أفريـل سـنة 1931م ،أسـلم العلامـة الإمـام «عبـد الحميـد ففتـح صفوفـا لتعليـم العلـم ،كمـا خ َّصـ َص مسـجدا جامعـا مـن مسـاجد
بـعلنابجاهديلـاشست»غارلوهحبـاهل إدلـعىوبةاروئاهلـات إعثلـيرم،سـورانطُتاخن أب أصـمايربالأبمياعـانء«همتحقامعـد السب عشـينر قسـنطينة لإلقـاء الـدروس؛ فقصدتـه أسـراب مـن طلبـة العلـم مـن كل
الإبراهيمـي» بالإجمـاع خليفـة لـه علـى رئاسـة جمعيـة العلمـاء المسـلمين
الجزائرييـن ،ليسـيرفيهـا سـيرة ابـن باديـس مـن قبـ ُل ،مواصـا أداء المهمـة فـج حتـى ضاقـت بهـم أسـوارالمدينـة!
العظيمـة مهمـة التحضيـرلـ«ثـورة التحريـرالمظفـرة» ..ومـ َّن الله علـى الأمـة
الجزائريـة بالاسـتقلال لتتخـذ مـن ذكـرى وفـاة الإمـام يومـا للعلـم مـن كل وجـاء فـي مطلـع مقـال لـه بعنـوان «صـاح التعليـم أسـاس الإصـاح»
اإقللأاولمـإةذه:اب«ملثـص ُالبـنةحياتلعصقلللـيحمباهـلإممذا،سـلفامص ُللوتحعنليـصحَُّلمتـحىهـايلواجصلـلـذسحُديعيكلَّلمطهابـ(ؤ.ع.ه.ـا.ل)مم،ت،عوفللـإ َّنمنمـيباالاصلطلعالحبـامـعلااعءلـلممذـايءن
سـنة. يكـون عليـه فـي مسـتقبل حياتـه ( ،)....ولـن يصلـح هـذا التعليـم إلا إذا
الظلهـهوعرللـ َعىقَلـ ٍأديمكدامـينهـنتمأ أعـشناختم اسصلـإيتةقصـ َّ«لااباحلأنومـابلاةندهايلضـجسةزا»فئـميرينـالةذعماـسلـننموارابتلقإهـ اةسـلاأالوملاىيسـ،،تُتمعن َبـممـائنرب.كقلتـرقـدبب كراجنعيناعِّبلـهمللوتفـعيليصـم اولرنةبتوعلييفميـه.ش».كل. 8ه وموضوعه ،في مادته وصورته ،فيما
كانـت أعمـال هـذا الرجـل الثائـرتمهيـدا لثـورة التحريـرالعظمـى التـي شـاء
الله أن يقبـض روحـه قبـل أن يـرى أولـى شـراراتها ،وقبـل أن يـرى كيـف وبعـد إنشـاء الجمعيـة سـنة 1931م ،تـ َّم تعزيـزقطـاع التعليـم،
وقف في وطيسها تلامذته رافعين شعارالجمعية الخالد «الإسلام ديننا، فأنشـئت المـدارس الابتدائيـة التـي ض َّمـت تلاميـذ مـن كل أرجـاء الجزائـر،
حيث وفرت لهم المأوى والمأكل والمشرب ،وكانت أعدادهم تبلغ عشرات
والعربيـة لغتنـا ،والجزائـروطننـا»...9 الآلاف ..وفـي فتـرة متق ِّدمـة أنشـئ المعهـد الباديسـي الثانـوي الـذي كان
تحديـا يحسـب للجمعيـة آنـذاك؛ وقـد تخـ ّرج فيـه أكثـرمـن ألـف طالـب!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1عظماء في طفولتهم ،د .محمد من�سي قنديل ،ص 61و ،62طبعة دارالمعارف.
-2المرجع السابق ،ص.65 ***
-3آثارالإمام محمد البشيرالإبراهيمي ،ج ،5ص ،278طبعة دارالغرب الإسلامي.
اأَ -لروالشـلهيحـذخيـقالينإبقاـلارالهشـ-ييمـعخاييل:مـنا«.ن.ن.اظليمـراحشـ ِّيقمـقخـانالنععلوزايمــازسءـالاعالوإزأيـسفــرااقلمتالإولإـندى�رااسـليآك،نفـو»ا.يلالمعشـلـيروجخـمعاحاللسـحيسـداينـبأقثح،موـفجدق5ـا،لهفايـلصسـ5ضن7أةبـ(.2ا..د)..ي -4يقـول عنـه كان كفـاح الجمعيـة متوزعـا علـى جبهتيـن :جبهـة الاسـتعمارالمـادي
اولأهنـشـهد ُديأِّ،نـفيهلـمـام
-5المرجع السابق ،ج ،5ص.280 وجبهـة الاسـتعمارالروحـي بخيلـه ورجلـه، االلـمتذمثيـ يلمفـ ِّثيلـاهلامسـتشـعايماخرااللفطرنرق�يـسـةي
-6المرجع السابق ،ج ،5ص.284 أوسـاط الشـعب ،هـؤلاء المتغلغلـون فـي
-7المرجع السابق ،ج ،5ص.281
- 8آثارابن باديس ،مجلد ،2ج ،1ص ،284طبعة الشركة الجزائرية. الذيـن تاجـروا باسـم الديـن لقضـاء مـآرب فانيـة ،وتعاونـوا مـع المسـتعمر
- 9وإن جازأن نضيف مقطعا رابعا ،لقلنا« :وفرنسا عدونا ،عدونا ،عدونا!»... ضـد الجزائـر!
لـذا كان مـن سـداد الـرأي -كمـا يصـ ِّرح الإبراهيمـي -أن تسـبق
الجمعيـة إلـى محاربـة هـذا الاسـتعمارالثانـي لكـون أمـره أهـون ،وأثـره
أم�ضى ،ف ُتو ِقف زحفه وتر َّد كيده في نحره ،بالرجوع إلى الكتاب والس َّنة،
كل ذلك بتصفية العقائد م َّما شابها من تقاليد بالية ،وخرافات زائف ٍة،
موبحتندىٍأعذوُمىهصلملكا ٍاةدل،أيمفرلوإامليىعنخموفحيىافولعيلةىاسـابغليتقيالاردلئحرئميا أضستصالالكجباملععلعيمقةاا،ئء ادوالاللجبحاممعطديللةةلاهولأمأتَّنبهاضِّلمعلهلةم،م
يفلحـوا ..فث َّبـط الله مخططهـم الإجرامـي.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 11 1440
«فيهـا هـدى ونـور يحكـم بهـا النبيئـون» ،ويوسـف الـذي مكـن الله لـه فـي الأرض كـم يتكـرر مشـهد المتسـلقين الذيـن يركبـون مـوج الأحـداث بمـا يخـدم
مصالحهـم الأنانيـة ،فتجدهـم = يحبـون أن يحمـدوا بمـا لـم يفعلـوا =
االلُـتـكيمتألكـوادلمتصحديـقنلمقاـاسـلبلمقلـه بكالمثوصـرةر ببشـرى «ولنعلمـه مـن تأويـل الأحاديـث» ويتلونون لكل زمان بلونه ،ويلبسون لكل حال لبوسها .وليتهم يكتفون بجني
«إني حفيظ عليم» ،إلى أن جاء الإسـام ثمارغيرهم ،بل يعمدون إلى جنان الجيران بالإتلاف ،حتى لايبقى في الجوار
غيـرمـا سـلبوه ظلمـا وعدوانـا ،فـا يطيـب لهـم مـدح إلا بـذم ضحاياهـم ،ومـا
الثقافيـة الكبـرى «اقـرأ باسـم ربـك».
تنفـق حسـنتاهم فـي سـوق الفخـارإلا بغمـط مآثـرالأخيـار.
ولا يظنـن أحـد أن مـا َم َّثلنـا بـه عـن «حتميـة اسـتهلال التغييـروالتحريـر
مـا بسـطناه مـن أصحـاب الركمجـة المكيافيليـة ،هـو دأب أولئـك
بأسـاس التنويـر» أن ذلـك محصـور فـي الجانـب الدينـي وحسـب ،إنمـا قدمنـا الذيـن احتكـروا الوطنيـة باسـم الشـرعية الثوريـة ،حتـى أن بعـض مـن كان
يبشـرالبطاطـس والجـزر للمجاهديـن الحقيقييـن ،ثـم يتمشـش بقايـا عظـام
بتلـك النمـاذج السـماوية لسـابقتها الزمانيـة وعظمتهـا الرسـالية .واسـتكمالا موائدهـم ،صـارزعيمـا يـروي قصصـا بطولاتـه الخرافيـة فـي اسـقاط طائـرة
بنشـابه ،وتدميـر دبابـة ببصاقـه ...قصـص تخجـل مـن بجاحتهـا أسـاطير
للمشـهد الاسـتدلالي نقـول :مـا تأسسـت الدولـة الرسـتمية إلا نتيجـة اليونـان! وليتهـم اكتفـوا مـن البهتـان بمـا كان ،بـل جـاوزوه إلـى طمـس بطـولات
الأحرارمن أبناء أمتنا الأبرار ،ممن كانوا للثورة وقودا ،وفي النضال أسودا،
الثـورة الفكريـة الخارجيـة ،وبعدهـا الدولـة الموحديـة قـاد زمامهـا الروحـي على رأسهم فقيد الأمة عبد الحميد بن باديس ،ثم جمعية البزل القناعيس.
الثقافـي محمـد ابـن تومـرت بعقيدتـه الأشـعرية وادعـاء المهدويـة .أمـا مـن سـيقول قائلهـم :مـا ابـن باديـس ومـا جمعيـة المتاعيـس؟ إنمـا كانـوا
منوميـن لجمـوع المناضليـن ،وللاسـتعمارمداهنيـن غيـرمنافريـن ،متقوقعيـن
غيـرالمسـلمين فقـد انبعـث تنيـن الحضـارة الصينيـة المعاصـرة ِنتاجـا للثـورة فـي كتاتيبهـم ،متلفعيـن بأزرهـم وعمائمهـم ،حتـى ثـارشـباب حـزب الشـعب
الثقافية الشيوعية لماوت�سي تونغ مع كتابه الأحمر ،تقليدا للثورة البلشفية فحـرروا البـاد بالجهـاد والجـاد .فنقـول :فإنهـا لا تعمـى الأبصـار ،ولكـن
تتعامى وتتغابى القلوب ،وداء الجهل أردى من كان قبلكم وكانوا أشد منكم
الروسـية التـي كان مبدؤهـا الحـراك الثقافـي الاشـتراكي لمايـكل إنجلـزوكارل قوة .ذلك أن الجهاد الذي تتبجحون به ما عرفتموه إلابين يدي من تنكبتم
صراطهـم ،ومـا اتنصـرالشـعب الا بكلمـة =الله أكبـر= التـي لقنكـم مبناهـا
ماركـس .وكذلـك التحمـت القوميـات الجرمانيـة المتنافـرة علـى يـد التحضيـر ومعناهـا مـن بطرتـم نعماءهـم .ومـا دمتـم قـد رسـبتم فـي مدرسـة َخ ْيـ ِر جمعيـة
أخرجـت للنـاس ،فهاكـم دروسـا اسـتدراكية فـي فـن التحضيـرلثـورة التحريـر
الثقافـي التوعـوي لبسـمارك طيلـة ثلاثيـن سـنة ،ومـن قبلـه اشـتعلت الثـورة
بالـروح والـدم ،التـي مـا كانـت لتوجـد لـولا ثـورة التنويـربالـدواة والقلـم.
الفرنسـية نتيجـة الزخـم الثقافـي لفلاسـفة العقـد الاجتماعـي والديمقراطيـة
إن هـذا الاسـتكثارمـن هـؤلاء ،وذلـك الاسـتقلال مـن أولئـك هـوثمـرة
الجمهوريـة بقلـم مونتيسـكيووأضرابـه .بـل إن أدولـف هتلـرمـا كان ليحقـق «الثـورة الثقافيـة».
الانطلاقـة الفريـدة للأمـة الألمانيـة لـولا ثورتـه الثقافيـة التـي حـارب بموجبهـا بـدأت البشـرية مسـيرة الاسـتخلاف فـي الأرض بثـورة ثقافيـة مطلعهـا
«وعلـم آدم الاسـماء كلهـا» ،واسـتأنف نـوح الاسـتخلاف بأخـرى عنوانهـا «رب
الآداب الانحلاليـة والمعامـات الربويـة اللتـان كانتـا تحـت الوصايـة اليهوديـة إنـي أعـوذ بـك أن أسـألك مـا ليـس لـي بـه علـم» ،واحتـج هـود علـى عـاد بنعمـة
«واتقـوا الـذي أمدكـم بمـا تعلمـون» ،ثـم أتـى موسـى الكليـم بعلـم التـوراة
(منـذ ،)1850معيـدا الاعتبـارللهويـة الألمانيـة بأبعادهـا الدينيـة واللغويـة و
التاريخيـة فـي مـدة قياسـية مـا بيـن 1933إلـى .1937
بعد هذه التطواف الزماني والمكاني حول النماذج المتكررة والناجحة
لقوامـة الثـورة الثقافيـة علـى الثـورة الحديديـة ،ل َن ُحـ َّط الرحـال بجزائرنـا
المكلومـة فـي ثقافتهـا ،التـي كانـت سـائرة علـى نحـوذلـك النهـج القويـم حينـا
مـن الدهـر علـى يـد ابـن باديـس؛ مدافعـة للتجهيـل الاسـتدماري الممنهـج
للجزائرييـن الـذي وصفـه جـون بـول سـارترفـي كتابـه «عارنـا فـي الجزائـر» قائلا:
«أردنا ان نجعل إخواننا المسلمين شعبا من الاميين فبلغ عدد الاميين اليوم
80بالمائـة» .1لذلـك اسـتعد ابـن باديـس لتفجيـرالثـورة المسـلحة وفـق المنهـج
العلمي السـماوي المضمون النجاح ،بشـهادة التاريخ الأر�ضي الدي اسـتقرأنا
بعضـه أعـاه.
-1عبد العزيزشرف -المقاومة في الادب الجزائري المعاصر -دارالجيل بيروت -ص.35
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 121440
إثروفاة رمزالإصلاح ،انهالت الإدراة الاستدمارية على جمعية العلماء ليعلـم الشـانئ للعلمـاء =أن شـباب الجزائـرمطلـع القـرن العشـرين
بالتنكيـل ،ونفـي رئيسـها الجديـد الابراهيمـي إلـى عيـن وسـارة لثـاث سـنوات، كانـوا يسـتيقضون عنـد الـزوال ،ثـم يهومـون بقيـة يومهـم فـي أزقـة المـدن بحثـا
وصـودرت صحفهـا ومواردهـا .الاأن هـذا الإرهـاب القرن�سـي جـاء متأخـرا ،لان عـن العمالـة الرخيصـة مقابـل فرنـكات معـدودة ،التـي يصرفونهـا ليـا فـي
القاعـدة الشـبابية المتنـورة بالعلـم والمتسـلحة بالايمـان كانـت مـن الاتسـاع الخمـروالمجـون ،وهكـذا دواليـك .أمـا شـباب الأريـاف فكانـوا تحـت قهرمـان
والقوة بما لايمكنه إزالته بتلك المحاولات الجبانة لجلادي فرنسـا العجوز، الكولـون تجويعـا وتسـخيرا وتحقيـرا .1فلمـا عايـن الفهامـة ابـن باديـس هـذا
التـي لا تـزال إذاك تسـيرجزائـرالقـرن العشـرين بمنطـق القـرون الوسـطى الوضـع البئيـس ،أدرك أن الانتصـارعلـى عدونـا لا يتأتـى إلا بعـد الانتصـار
علـى أنفسـنا ،وأن هـذا الجيـل المنهـزم للجهـل ودواعـي البطالـة ،هـوأضـرعلـى
الجاهليـة. أمته المأسـورة في يد الاسـتعمارمن الاسـتعمارنفسـه! إذ كيف سـيدافع هذا
الشباب الضائع عن بلد يجهل تاريخه ،وعن دين لايعيشه في سلوكه ،وعن
ثـم جـاء النصـرالمبيـن مـن العـدل الحكيـم لمجاهدينـا المخلصيـن بعـد
هويـة ينتسـب إليهـا اسـما لا رسـما؟
أكبـرملحمـة جهاديـة ضـد آخـرحملـة صليبيـة فـي القـرن العشـرين .إلاأن هـذا
النصـرقـد ع َّكـرصفـوه َد َخـ ُن التنكـرلأبنـاء وعلمـاء الجمعيـة الذيـن صـاروا فما كان منه إلاأن شـ ّمرعن سـاعد الجد ،وانطلق في مسـيرة الإصلاح
في 1913بعزيمة باديسية جبارة ،فسد جحور الجهالة ،ورفع منارالديانة،
متهميـن بالتخـاذل عـن دعـم الثـورة! ولـولا أننـا قـد فصلنـا فـي مقـال لنـا سـابق وغرس نبات الوطنية« ،والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه» ،إلى أن أينعت
ثمـاره بعـد خمـس سـنوات ألفـا مـن الشـاب اللبيـب الأريـب ،الذيـن بثهـم فـي
عـن تهافـت هـذا البهتـان لبسـطنا الـرد عنـه ،لكـن مـا يعنينـا ههنـا هـوالخطـأ أرجـاء البـاد ليكونـوا جنـود القلـم والـدواة .فـا غـرو أ ُن اختيـرابـن باديـس
رئيسـا لجمعيـة العلمـاء بـا منافـس فـي ،1931لأن صيتـه قـد بلـغ الآفـاق،
ووالـلَّـتا نعليسـتمكقمبلل الجسيم الذي وقع فيه من تجاهلوا (أوجهلوا) أولوية التربية
البنـاء والت ْمديـن .فخضنـا غمـارالثـورة الصناعيـة والزراعيـة، وتلاميـذه قـد صـاروا سـفراء العلـم والأخـاق.
بعـ ُد الثـورة الثقافيـة التـي ابتدأتهـا الجمعيـة قبـل الاسـتقلال بعشـرات
السـنين ،ثـم ُج ِّمـدت بعـده إلـى غيـرحيـن! فمـا راع المسـتعمرإلا عـودة الحيـاة إلـى شـعب كان فـي حكـم المـوات،
وأيقـن أن مـآل طغيانـه إلـى زوال ،إذ أن جـذوة العلـم إذا اشـتعلت فـي العقـول
إن من يحصرون الاستقلال كثمرة لجهاد عميروش وبن بولعيد وبن فلن تطفئها مياه البحار ،والإيمان إذا أش ِرَب ْته القلو ُب فلن يزيله الحديد ولا
مهيدي جاحدين لجدارة المعلم بن باديس في التحرير ،سيخجلون من قول النـار .فسـارعت إدارة الاسـتعمارإلـى مقابلـة العلـم بالجهـل :2تـارة بالتضييـق
إن فـارس والـروم هزمتهمـا ثـورة خالـد بـن الوليـد وأبـي بكـرالصديق وأن النبي علـى أسـاتذة ومـدارس الجمعيـة ،وأخـرى بوقـف جرائهـا التوعويـة ،وثالثـة
بتنفيـرالنـاس عنهـا عبـرالدعايـة الكاذبـة مـن بعـض شـيوخ الصوفيـة .لكـن
صلى الله عليه وسلم لاعلاقة له بالنصر! جهالتهم آلت إلى نقيض قصدهم «يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله
متـم نـوره ولـوكـره الكافـرون» ،إذ زاد الشـباب تمسـكا بعلمـاء الجمعيـة حيـن
إن أي طاقة تنظيرية علمية لابد لها من ساعد عسكري قوي ليكتمل لمسـوا فيهـم الصـدق فـي القـول والعمـل ،فهـذا آيـت حمـودة عميـروش يلتحـق
بخليـة الجمعيـة بباريـس مـع الربيـع بوشـامة (تلميـذ بـن باديـس) ،ومصطفـى
النصـرويتحقـق المطلـوب ،فهـذا ابـن تومـرت المنظـرقـد وجـد عبـد المؤمـن بن بولعيد يتتلمذ على يد الشيخ عمردردور وغيرهما كثير ،ممن كانوا فيما
بـن علـي المنفـذ ،وعبـد الله بـن ياسـين سـانده يحـي بـن عمـراللمتونـي ثـم ابـن بعـد وقـود ثـورة التحريـرعلـى مختلـف مسـتوياتها مـن قـادة ومرؤوسـين.
تاشـفين ،ومحمـد بـن عبـد الوهـاب نصـره الأميـرسـعود ،إلا أن ابـن باديـس وحيـن أحـس العلامـة أن أبنـاءه قـد أعـدوا العـدة ،أعلـن فـي
المقربيـن أن الانتقـال للجـاد الحديـدي قـد آن أوانـه ،وحـل زمانـه،
خاضهـا وحيـدا ولـم يجـد مـن يكملـه فـي ميـدان السـنان ،ولطالمـا قلـت = لـو محـددا تاريـخ انطـاق دوي الرصـاص بيـوم التحـاق الطليـان بالألمـان
ضـد الفرنسـيس ،3مـع كامـل التحضيـرات العسـكرية مـن تسـليح
تزامـن ابـن باديـس وعبـد القـادرلـكان عبـور الفرنسـيس كسـحابة صيـف على وتمويـل معتمـدا علـى رجـال الأوراس ابتـداء ،إلا أن الأجـل قـد عاجـل
فارسـنا العلامـة ،فاخترمتـه المنيـة قبـل التاريـخ المحـدد بأشـهر قلائـل.4
بـفعلـ نل.رثـويلاالنتقربيـصـةدالبهالوثيـاوتريـةةاالل َتأن َصويالرييــةة أرض الجزائـر ،لكـن قـدرالله ومـا شـاء
مـا يتصـل بالعلـوم الرياضيـة والتقنيـة، 2-أحمـد مريوش-الطيـب العقبـي ودوره فـي الحركـة الوطنيـة الجزائريـة -ص -115دارهومـة
التـي تـزرع فـي الشـباب الاعتـزاز ،ومـن َثـ َّم الانتمـاء إلـى أمتـه ،مـن خـال الجزائرط.2007
َاملتَشـاشـبهعدباملقحيوتـمااتنهـاالالتـليغتنوهيــةشواألجدينسـيـاةد أوابلنتاائنـريا اخليـهاة.ربيفــإننمـأبنينـبال،دفهـلنمصعبـلـرىعقـلـوىا ُرمـ ِّرب
المـوت والهـوان ،وآخـرون ُيقـ ِّبـلون يـد الرئيـس الفرن�سـي حيـن يجـوب شـوارع -3ليـس الجهـل هنـا هـونقيـض العلـم ،بـل هـوالنـزق والطيـش والظلـم ،قـال عمـرو بـن كلثـوم:
العاصمـة كملـك بصولجـان ،وأولئـك المغـرر بهـم مـن ضحايـا ثقافـة التكفيـر (ألا يجهلـن أحـد علينا...فنجهـل فـوق جهـل الجاهلينـا).
والتفجيـر ،أوثقافـة الاسـتغراب ومـوت الضميـر! أمـا مـن يعتـذرلهـؤلاء أنهـم - 3الشـيخ احمـد حمانـي فـي مقـال لـه نقـا عـن حمـزة بوكوشـة ،مجلـة الرسـالة ،ربيـع الأول
يسعون للاسترزاق فنجيبه :أ َّن الحرة تجوع ولاتأكل بثديها ،وقلة ذات اليد 1401هـ ،العـدد الرابـع.
أهـون مـن قلـة العقـل والديـن ،وقـد نصـرالله أجدادنـا ومـا أكلـوا ثريـدا ،ومـا - 4أعلنت إيطاليا الحرب على فرنسا في 10جوان 55 ،1940يوما بعد وفاة ابن باديس.
لمبلكسـتهـوامجحيدـيـنداق،الـوومـاالهـخاا«فـالوابنـاطـرانولخـااوحيدي،ـدواال،أنـلالف�شـعايلـءيإ»ل.اأقـنهـدمع ّلملمنـكـاواالاتلادريـنيـخاكوممــاا
أرأسسلـاف،ناوأمـ ّننتلـغيمييتبعـالثظوبرنةفالسـثهقاوفليا بةغليـا ُريهر�،سفـيالالَّتحعـضظا!.رة أساسا ،ولايرفع للأمة
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 13 1440
قال العلامة عبد الحيد بن باديس:
«أيها الشعب الجزائري! أيها الشعب المسلم! أيها الشعب العربي
الأبي! حذار من الذين ي ُم َُنّونك ويخدعونك ،حذار من الذين
ينوّمونك ويخ ّدرونك ،حذار من الذين يأتونك بوحي من غير
نفسك وضميرك ،ومِ ْن غيـرِ تاريخك وقوميتك ،ومن غيرِ دين ِك
ومل ّت ِك وأبطا ِل دين ِك ومل ّت ِك.
استو ِح الإسلام ثم استوح تاريخك ثم استوح قلبك .اعتمد على
الله ثم على نفسك ،وسلام الله عليك»
عبد الحميد بن باديس.
الشهاب 1356 :هـ /أوت 1937م.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 141440
مـن صـوت جمـال الديـن قوتهـا الباعثـة بـل كأنهـا صـدى لصوتـه البعيـد، لقـد لعبـت شـخصية ابـن باديـس دورا كبيـرا فـي تاريـخ الحركـة
لقـد بـدأت معجـزة البعـث تتدفـق مـن كلمات(ابـن باديس) فكانت سـاعة
اليقظة وبدأ الشعب المخ ّدريتحرك4.بهذه الخصائص التي يتح ّدث عنها الإصلاحيـة الجزائريـة ،واسـتطاعت بفضـل عبقريـة فريـدة أن تكـون
مـن عاصـره ومـن خبـرأغـوارالفكـرالإسـامي والنهضـة العربيـة ،اسـتطاع
ابـن باديـس أن يتـرك لـه بصمـة وتأثيـرا واضحـا ليـس فـي تاريـخ الجزائـرفـي عامـا حاسـما داخـل المشـهد الثقافـي الـذي عرفتـه الجزائـرخـال عقـد
حسـب وإنمـا فـي تاريـخ الإصـاح الإنسـاني ،لا بوصفـه مصلحـا فقـط ولا
فيلسـوفا ولا فقيهـا وإنمـا بوصفـه كل ذلـك ،مـن خـال أفـكاره التنويريـة الثلاثينيـات ،وذلـك إلـى الحـد الـذي جعـل العلامـة أبـوالقاسـم سـعد الله
والتجديديـة والإحيائيـة. يقول(:أنـه إذا تكلمنـا عـن جمعيـة العلمـاء خـال الثلاثينيـات فالـكلام
أولا -في معنى الاصطفاء الإلهي فـي الواقـع عـن ابـن باديـس) ،هـذه الشـخصية التـي عاشـت فقـط للجزائـر
كمـا ذكـرذلـك الأسـتاذ العربـي التب�سـي أثنـاء تأبينـه لهـا ،مخاطبـا الأمـة
الجزائريـة( يـا أيتهـا الأمـة الجزائريـة لقـد كان الشـيخ ابـن باديـس هـو
الجزائـرفلتجتهـد الجزائـرالآن أن تكـون هـي الشـيخ ابـن باديس)1ولقـد
إن الله سبحانه وتعالى يصطفي من بين عباده أناسا مخصوصين اولتعفـرصدياـ مبنـادلـذحيدالثـاةيقـعهودىهـعال،يـوهكأإل ّنا أظهـرت شـخصية ابـن باديـس تفوقـا
الله سـخرها للجزائـرفـي هـذا الظـرف
يختارهـم لأداء مهمـات معينـة ،فيهيـئ لهـم مقومـات النجـاح وييسـرلهـم العظام ،ففي شهادة لأحد العلماء التونسيين ذكرأن ابن باديس خلال
طـرق وسـبل الوصـول ،ويصـد عنهـم عقبـات ومكائـد الخاسـرين ،فنجـد
دراسته بجامع الزيتونة كان طالبا متفوقا يعد من النابغين والمجتهدين
أن ظـل الله يرعاهـم أيـن مـا حلـووارتحلـوا فـي كلامهـم وأفعالهـم ،وأشـد مـا بين جيله على صغرسنه ،إذ كان من النادرأن يتصدرقائمة الناجحين
يظهرذلك في التثبيت لهم في أوقات المبادئ والأزمات ،ولنا في رسول الله
مطاشلابـياخجالزازئيتريـوانةمهمانجـأربان،اإءل ّاسأكناانبـالنعبااديـصمسة من طلبة الزيتونة غيرسلالة
صلـى الله عليـه وسـلم خيـرمقـال وأصـدق برهـان ،وكيـف أن اختيـارالله فضـا علـى أن يكـون طليعتهـا
لـه كان حاميـا لـه فـي وجـه جميـع الأعـداء والعقبـات ،سـواء بتسـخيرمـن عكـس بتفوقـه هـذا التقليـد المجحـف وتفـرد سـنة 1911يـرأس قائمـة
يعينوه على دعوته من الرجال والأسرة أوالتثبيت له بالحجة والبرهان، المتخرجين من دفعته وكان ترتيبه الأول بين زملائه كما نشرت الصحافة
والاصطفـاء هـذا مـن مشـيئة الله وحـده قـال تعالـى ﴿ﭼﭽﭾ التونسـية الصـادرة2.إن هـذه المواهـب والخصـال جعلـت منـه صاحـب
تأثيـر عميـق فـي الأوسـاط المثقفـة ( ببلاغـة جدليـة) حيـث كان ُيعتبـر
ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﭼ
للجزائرييـن لا معلمـا تقليديـا وعقلانيـا فحسـب ،بـل أضحـى علـى حسـب
ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ
تعبيرشـارل أندري جوليان( مرشـد الأمة الكبيرإلى الطريق المسـتقيم)،3
ﮇﮈ﴾ سـورة الحـج ،وقـال تعالـى ﴿ﮌﮍﮎﮏﮐ وعـ ّده الدكتـور محمـود قاسـم مؤسـس الحركـة الإصلاحيـة فـي الجزائـر
بـامنـازع وأنـه الرجـل الـذي ضـ ّح بحياتـه ووضـع كل إمكانياتـه الجسـمية
ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ والفكريـة فـي سـبيل إصـاح المجتمـع الإسـامي فـي هـذا القطـر ،فـي حيـن
ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ أن المفكـرمالـك بـن نبـي يعتبـرظهـور شـخصية ابـن باديـس فـي تلـك الفتـرة
ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ﴾ سـورة البقـرة ،ولا مـن تاريـخ الجزائـربمعجـزة البعـث ،فبعدمـا ذكـرالوضعيـة الاجتماعيـة
التـي كانـت توجـد عليهـا الجزائـرب ّين(بـأن شـعاع الفجـرقـد بـدأ ينسـاب
وفيذهـلـمك لصيـفـاستإل ّاهـلؤألانءاالللهذيـمـان اكاصنطمفخاتـهـارام عجـب إذا أن نجـد رجـالا توفـرت
الله ولكنهـم لـم يسـلكوا طريقهـم بيـن نجـوم الليـل مـن قمـة الجبـل ،فلـم يلبـث أن محـت آياتـه الظلمـة مـن
لهم. سماء الجزائر ،فحوالي 1922بدأت في الأرض هيمنة وحركة وكان ذلك
إعلانـا لنهـارجديـد وبعثـا لحيـاة جديـدة فكأنمـا هـذه الأصـوات اسـتمدت
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 15 1440
سـتكون حائـابينـه وبيـن حريـة التعبيـرعـن مواقفـه وآرائـه. ثانيـا :مظاهـر الاصطفـاء الإلهـي فـي شـخصية
-تيسـيرطريـق العلـم لـه :فإنـه مـن يـرد الله بـه خيـرا يفقـه فـي الديـن كمـا الإمـام عبـد الحميـد ابن باديــس:
جاء في معنى الحديث والفقه هنا بمعنى الفهم ويكون ذلك بتيسيرطرق
الوصـول إلـى العلـم ومصـادره ومنابعـه الصافيـة كالعلمـاء الراسـخين إن الحديث عن شخصية ابن باديس وما حققته من نجاحات في تاريخ
الذين يكسبونه العلم وأدب العلم ،إذ يرجع الكثيرمن الباحثين الفضل الجزائـرلايمكـن أن يع ّبـرعنـه ويف ّسـرإلافـي دائـرة سـنن الاصطفـاء الإلهـي
لأفـكارابـن باديـس وبشـكل مباشـرلأولئـك الأسـاتذة الأوائـل الذيـن تلقـى والاختيارالرباني الذي كفلها الله لفئة من عباده المخصوصين ،وأن الله
اولالعإلـمصلاعلـحيى أةيلدهي8هـ،موومغنالبهـاؤلمـااءيالذأكـسرافـتيذةكتباابلاأتـخه مصشـهينادلا بأكفمنضاألّثهـرفميالتعكلوميينـةه اختـارابـن باديـس مـن بيـن أقرانـه للقيـام بمـا قـام بـه ،ولذلـك نجـد مـن
بشـكل مباشـروأسـتاذ وإن لـم يتتلمـذ عليـه ابـن باديـس إل ّا أنـه مـ ّس تأثيـر خـال الدراسـة لهـذه الشـخصية أن مظاهـرالاصطفـاء والاختيـارالإلهـي
أفـكاره وهـوالشـيخ عبـد القـادرالمجـاوي :هـذا العالـم الـذي ابتـدأ التعليـم لهـا ظهـرجليـا منـد الصغـروكيـف أن الله اختـارلـه الأسـرة التـي تعينـه علـى
وعمـره نحـواثنيـن وعشـرين عامـا يعـظ النـاس ويرشـدهم أينمـا اجتمـع ذلـك ،ثـم هيـأ لـه الرفقـة الصالحـة العاملة(الشـيخ الإبراهيمـي والتب�سـي
بهـم ينفـخ فيهـم روحـه ويدعوهـم للنهـوض والاعتنـاء بالتربيـة والتعليـم،9 والعقبـي وغيرهـم) وآزره بطلبـة وأتبـاع ينشـرون فكره(علـى مرحـوم
ويهاجـم الجمـود والتعصـب فـي الديـن وينـدد بالطرقييـن الضاليـن الذيـن
يسـتخدمهم الاسـتعمارلتشـويه سـمعة الإسـام وتخديرالمسلمين ،ولقد والفضيـل الورتلانـي والميلـي وغيرهـم).
كان مـن بيـن أبـرز تلاميـذ الشـيخ عبـد القـادرالمجـاوي الأسـتاذ حمـدان
لوني�سـي الـذي سـيصبح شـيخا للإمـام ابـن باديـس وأحـد أكثـرالمؤثريـن فـي كمـا يظهـرالاصطفـاء لابـن باديـس فـي كونـه واحـد مـن أولئـك الذيـن
شخصيته ،أما الأساتذة الآخرون فهم بالأخص الشيخ حمدان لوني�سي ب ّشـرالمصطفـى صلـى الله عليـه وسـلم فـي أن الله كفـل حفـظ دينـه مـن
والشـيخ النخعـي الـذي قـال عنهمـا ابـن باديـس( بأنـه كان لهمـا الأثـرالبليـغ خـال جعلهـم يظهـرون فـي هـذه الأمـة علـى كل رأس مائـة سـنة ينشـرون
فـي تربيتـي وفـي حياتـي العلميـة وهمـا مـن مشـايخي اللـذان تجـاوزا بـي حـد فيها العلم ويجددون لها دينها على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم،
التعليـم المعهـود مـن أمثالهمـا مـع أمثالـي إلـى التربيـة والتثقيـف والأخـذ وإن العديد من العلماء متفقون على أن ابن باديس هوواحد من هؤلاء
بيـدي إلـى الغايـات المثلـى فـي الحيـاة)،وكتـب عـن تأثيـرالعلامـة النخعـي المجدديـن الـذي اصطفاهـم الله لتجديـد هـذا الديـن كمـا ذكـرذلـك صلـى
عليـه يـوم دعـي لإلقـاء محاضـرة بعنـوان بمـاذا تنهـض الأمـة نهضـة دينيـة الله عليه وسلم بأن الله يبعث على كل مائة عام من يجدد لها أمردينها،
فأخبرهـم أنـه ليـس خريـج أحـد الجامعـات أوالمعاهـد الفرنسـية ولكنـه وهـومـا يجعلنـا نقـول أن ظهـور شـخصية ابـن باديـس فـي تاريـخ الجزائـر
طالـب قـرآن حفظتـه فـي أول بلوغـي وأنـا لاأفهـم لأنـي مـا سـمعت يومـا مـن ليـس فقـط نتيجـة لظهـور عوامـل ثقافيـة أوسياسـية أودينيـة فقـط كمـا
أحـد أن القـرآن يقـرأ للفهـم ولا أكتمكـم إنـي أخـذت شـهادتي مـن جامعـة بسـط ذلـك العديـد مـن تناولـوا شـخصية ابـن باديـس وإنمـا هـوبالأسـاس
الزيتونـة فـي العشـرين مـن عمـري وأنـا لا أعـرف للقـرآن أنـه كتـاب حيـاة
وكتاب نهضة وكتاب مدنية وعمران وكتاب هداية للسعادتين ،لأنني ما اصطفـاء إلهـي واختيـارربانـي لابـن باديـس.
سمعت ذلك من شيوخي عليهم الرحمة والكرامة ،وإنما بدأت أسمع هذا
يوم جلست إلى العلامة الأستاذ محمد النخعي )كما أن هنالك العلامة ومـن مظاهـرالاصطفـاء الربانـي لايـن باديـس هـي تلـك العوامـل التـي
بشـيرصفـرالـذي كتـب ابـن باديـس فـي ذكـرى وفاتـه عـن مـدى تأثيـره عليـه نـرى أن الله سـ ّخرها لـه حتـى تعينـه علـى دعوتـه ،وتختلـف مـن عوامـل
قائـا( :وأنـا شـخصيا أصـرح بـأن كراريـس البشـيرصفـرالصغيـرة الحجـم
الغزيرة العلم هي التي كان لها الفضل في اطلاعي على تاريخ أمتي وقومي شـخصية وأسـرية واجتماعيـة وغيرهـا نذكـرمنهـا:
والتي زرعت في صدري هذه الروح التـي انتهت بي اليوم لأن أكون جنديا
-الاصطفـاء الأسـري :حيـث أن الله اختـارلـه الأسـرة العريقـة والصالحـة
مـن جنـود الجزائـر). التـي تمنحـه الجـو المناسـب للنمـو المتكامـل والسـليم ،وإذا أردنـا أن
نعـرف أهميـة المنـاخ الأسـري فمـا علينـا إلا العـودة إلـى سـيرته صلـى الله
-1مؤازرتـه بمجموعـة مـن الرجـال المخلصيـن الذيـن يسـاندونه فـي عليـه وسـلم وكيـف كان للبيـت الـذي نشـأ فيـه دورا فـي دعوتـه فيمـا بعـد،
دعوته :وتعد هذه الميزة من أكثرالميزات التي يسـ ّخرها الله لأولئك الذين حيـث كان للبيئـة العائليـة التـي عـاش فيهـا ابـن باديـس تأثيـرا أساسـيا فـي
يرتضيهـم للقيـام بأعمـال عظـام ،ورأينـا كيـف آزر الله نبيـه صلـى الله فمنكـارهسـبالةأاخللااقـحتيفبـاالتلرببيـخةتـومالتتفعلسـيـيمرالوالقـررآعانيـاةلـ5ذ ،ويهـنوّظالمـتهأثأيـراصلـحذابـيهأووتلاضمحـيـهذفـه،ي
عليـه وسـلم بأولئـك الصحابـة فـي دعوتـه وأخبرنـا الله عـن حـواري عي�سـى بقولـه لهـم( :إن الفضـل يرجـع أولا إلـى والـدي الـذي ربانـي تربيـة صالحـة
عليـه السـام ومؤمـن آل فرعـون فـي دعـوة مو�سـى عليـه السـام وغيرهـا ووجهني وجهة صالحة ور�ضي لي العلم طريقا أتبعها ومشربا أرده وقاتني
مـن الشـواهد .حيـث أنـه كان لعـودة أولئـك الأفـواج مـن العلمـاء الذيـن وأعاشـني وبرانـي كالسـهم وراشـني وحمانـي مـن المـكاره صغيـرا وكبيـرا
تكونـوا فـي المشـرق العربـي وتأثـروا بالأصـوات التـي كانـت تدعـوا إلـى نهـوض وكفانـي كلـف الحيـاة ،فلأشـكرنه بلسـاني ولسـانكم مـا وسـعني الشـكر).6
إن هـذه الإعانـة والكفالـة والمكانـة الاجتماعيـة لأسـرة ابـن باديـس جعلتـه
يتحـرر مـن الحاجـة للتوظيـف لـدى السـلطة الفرنسـية ،7وهـوالتوظيـف
الـذي كان بالإمـكان أن يجعلـه تحـت القيـود والضغـوط الفرنسـية التـي
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 161440
بهـا جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن بقيـادة ابـن باديـس ،وقـد أشـار المجتمعات العربية والإسلامية فتقاطعت أمالهم وتطلعاتهم مع الأفكار
أحـد الباحثيـن إلـى ذلـك بقولـه( :بعـد عشـرسـنوات مـن التدريـس أثمـرت الـذي كان ابـن باديـس يسـتعد للقيـام بهـا ،مـا جعلهـم يؤازرونـه فـي دعوتـه
جهوده في تكوين شباب متشبع بقيم الحضارة الإسلامية ساعد في نشر
دعوته الإصلاحية في كافة التـراب الجزائري)() ،وكان من بيـن أبرز هؤلاء ويشـكلون لـه دعمـا كبيـرا ومـن بيـن أبـرز هـؤلاء الفاعليـن نجـد:
الطلبـة مبـارك الميلـي والفضيـل الورتلانـي وعلـي مرحـوم. الشـيخ الطيـب العقبـي :الـذي عـاد إلـى الجزائـرفـي ريعـان شـبابه فـي
القبـول الاجتماعـي لابـن باديـس :يعتبـرالقبـول الاجتماعـي الـذي أعـننترّبعميـ فريينبايهئـةزإانحتـدشىر وتثلفايثهايـانلحسـرنكةة،الولوقـهادبيكاةنوتأرّثجروفعيـهاه 3مـارس 1920
كان يحضـا بـه ابـن باديـس داخـل مختلـف الأوسـاط الجزائريـة ،مثقفيهـا إلى الجزائربعد
وعامتهـا وحتـى داخـل أولئـك الذيـن كانـوا يختلفـون معـه مـن أتبـاع الطرق
الصوفية وأصحاب الإدارة الفرنسية من أبرز مظاهرالاصطفاء الإلهي بأنصارالجامعة الإسلامية التي كانت تدعوا إلى إيقاظ الضميرالإسلامي
والاختيـارالربانـي لشـخص ابـن باديـس ،حيـث كان ابـن باديـس يجمـع
الجزائرييـن ويوحدهـم ويلقـى ترحيبـا كبيـرا أينمـا حـل وارتحـل ومطلوبـا وإعـادة الاعتبـارإلـى الخلافـة الإسـامية وقـد عـاش العقبـي قريبـا مـن تلـك
مـن جميـع أفـراد المجتمـع مـن أجـل وعظهـم والصلـح بينهـم ولا أدل علـى
ذلـك مـا كتـب فـي الجـزء الرابـع مـن آثـاره التـي أ ّرخـت فـي أحـد أجزائهـا لتلـك الإرهاصات وأخذ عنها أفكاره الإصلاحية ،كما كانت له اتصالات عديدة
الرحـات التـي كان يجـوب بهـا مختلـف مناطـق الوطـن الجزائـري وكيـف
كان يحضـا بذلـك القبـول مـن طـرف أبنـاء وطنـه وكيـف كانـوا متحمسـين مع دعاة النهضة العربية الإسـامية أبرزهم الأميرشـكيب أرسـان.
لدعوتـه ويسـارعون فـي الانضمـام إلـى جمعيتـه والعمـل علـى إعانتـه ماديـا
ومعنويـا ونعتقـد جازميـن أنهـا كانـت مـن أبـرز عوامـل نجـاح التجربـة ولقـد كان العقبـي صاحـب نشـاط كبيـرفـي المشـرق العربـي حيـث
رأس تحريرأول جريدة عربية في مكة وهي جريدة القبلة وأشرف بالموازاة
الإصلاحيـة لابـن باديـس.
مـع ذلـك علـى المطبعـة الأميريـة ،كمـا كان لـه شـرف الكتابـة فـي جريـدة أم
خاتمة القـرى أول جريـدة رسـمية فـي المملكـة العربيـة السـعودية .فعـودة الشـيخ
الطيب العقبي بهذا الزخم النضالي في ميادين الفكروالإصلاح والدعوة
إن الله إذا أحـب عبـدا اسـتعمله ،وإننـا نعتقـد جازميـن أن الله والعمـل الصحفـي جعـل منـه رافـدا مـن أهـم روافـد الحيـاة الفكريـة
أحـب ابـن باديـس رحمـه الله فاختـاره مـن بيـن الكثيريـن مـن أقرانـه والنهضويـة التـي سـتؤازر الإمـام ابـن باديـس فـي دعوتـه التـي كان قـد بدأهـا
واصطفـاء بمشـيئته ليكـون أحـد جنـوده فـي دارمـن دور الإسـام ،يجـدد
لها أمردينها ويحي فيها سنة نبيها صلى الله عليه وسلم ،بعد الذي لحقها في مساجد قسنطينة وتجعل منه الرقم الثاني الأكثـرتأثيـرا فـي المشهد
مـن مكائـد أهـل الـدارقبـل الأعـداء مـن الطرقييـن وأحقـاد الصليبيـن مـن الجزائـري بعـد ابـن باديـس.
الفرنسيين ،ولقد آزر الله ابن باديس للقيام بهذه المهمة بالمنبت الطيب
والرفقـة الصالحـة والتثبيـت علـى الحـق وقـوة الكلمـة ووحـدة الصـف الشـيخ العربـي التبسـي :وقـد عـاد إلـى الجزائـرسـنة 1927بعدمـا
وصدق النية وسلامة الوسيلة ووضوح الهدف .فكان من آثارذلك ثمار
حصـل علـى العالميـة مـن جامعـة الأزهـر الشـريف ،وكان عمـره اثنيـن
طيبـة ظهـرت فـي تلـك الجحافـل مـن طلبـة وثلاثيـن سـنة فـي عهـد القـوة والازدهـاروفـي زمـن النضـوج بعـد أن تـزّود
العلـم النافعيـن لوطنهـم المتمسـكين
بقيمـه وثقافتـه والمنافحيـن عـن بالعلم الواسع والفكرالمتحرر الذي قوامه التجديد الواعي والعزم على
شـخصيته وذاتيـه ،فجـز الله
ع ّنـا الإمـام عبـد الحميـد ابـن الإصـاح الجـذري بالثـورة ضـد الجمـود والجهـل .كمـا شـهدت الجزائـر
باديس خيـرالجزاء وحشرنا
معـه ومـع نبينـا صلـى الله أيضـا خـال هـذه الفتـرة عـودة الأفـواج الأولـى مـن تلامـذة ابـن باديـس
عليه وسلم في جنته آمين يا
رب العالميـن. الذيـن بعـث بهـم إلـى جامـع الزيتونـة فـي تونـس مثـل الشـيخ مبـارك الميلـي
ليشـكلوا لأسـتاذهم ال ّدعـم الـازم فـي معركـة البنـاء والتشـييد .وجـود
***
أتبـاع لـه ينشـرون فكـره ودعوتـه :حيـث نجـد أن هـذه الخاصيـة كثيـرا مـا
كانت السبب في انتشارفكرما على حساب فكرآخر ،فإذا أراد الله لأحد
عباده أن يستمرعلمه جعل له أتباعا ينشرون دعوته من بعده ،ولنا في
أصحـاب المذاهـب الإسـامية الأربعـة خيـردليـل ،فعلمـاء الفقـه متفقـون
علـى أن أصحـاب المذاهـب الأربعـة لـم يكونـوا وحدهـم فقـط وإنمـا كان
هنـاك مـن هـوفـي درجتهـم إلا أن هـؤلاء كان لهـم أتبـاع نشـروا مذاهبهـم
اولاججدتهنـاادا،لإاملـلايم اثلأفشـاقفهعمينيقـماوللكعإـل ّانأالنليأـثصوحاهـبهو عكـس الآخريـن ،ولذلـك
تابعي بلغ درجة مالك في
ضيعـوه ،أي أن تلاميـذه لـم ينشـروا دعوتـه.
ولقـد آزر الله ابـن باديـس بطلبـة عملـوا علـى تبليـغ دعوتـه ونشـر
فكـره الإصلاحـي بيـن الجزائرييـن ،حيـث أ ّن الجهـود التربويـة التـي قـام
قـد أثمـرت بهـجايـابـانشـب ّاكدليـفيسمـمانـبدعـدع اولدنـتـوهاةمـالنأالسازيتسـيونـةةلفـحيركـسـبةياللإنصـشـاراحلالعلـتـيم
سـتضطلع
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 17 1440
مجتمع ال ّطهر والعفاف
في فكر ابن باديس وكتاباته
سميرسمراد
اا((اوللاابمـملللا َدجفحـحـنانتَََّّّيدـدأمـاسايـةدعد:اد)ًبل)ضـا«فـ،اَلاغيإأ(مرإانبلسَّهرــيمأـتصفمةانـلُِا»ميا:س،ـ،رحفيـَـدهـويحدملـيامـلاولاُمُيلـنمثشـرإخأـزلدرةيعـرغُـعـعجوواالَاةءملل(مـإاامونلالرأِّلَمجـدَمحـةاتيـَّجيدم«ـتانرعيعــدمـم)ـادعنلإ»ولنإـ،حىـنس:ـحبوَديياـ«الواإكمنبدةهـياشـطد)ـلوميا،نهـلفسوـاضبـ:لأفاومي«َـحيـوانهلكنبظاه،ذـيعـمفهـذـونااعقةأَمأدطبـنيـنَفـشعـوأدثِيرتةمَهتـوثـَّصايمـالعـا»ر،نهةل ِإل ُيغصـفـالٍـَحلم-ب،يذبنـلـقل َكطـَطـبعَرق َايقـلإةكمـ َّالميمبـاادعٍيـببـندمـاانللإأحبصـموايِـبـا ِدهح،ا-بَـووإكنانـنباكتدايـلَـنهاسلف ِّيـإدلـيـهىُنمالإهشــاوصرـكأاا ٌسـحتاالعٌسدظيلـينـكمـيِ ّ،ةل
أمـحـنكآايامتـاله بقـدرآعـنَوالى أصنهـرياحـغيـةراللائققـطةعبيـالةنالِسـااجءتفـمياعهـيـذةا،الوتععصـطيرـ»(ل4آ).يـات عديـدة ومقامـات جليلـة ومواقـف كبيـرة؛ ومنـه الإصـاح السيا�سـي والإصـاح
ِ َافإااإأاألـ«ًذوووللثبعلللـاـبسلش(يـمـلَّأَاتاخكارَّرصينزيـبَلُفـلنهدجـكاواضِكاليـايت،هَنمشخالىـنليٌَّ�ـ.عيـودماةهح.صُوفشــجابه.افـ ُأاسةمأاــيلقوروزَّع،بلتاـاـِنةو،مقنـقوةئسـُه ُييٍ َخاكبفجةنشثور،اراـندايلهلـجؤإربيهِّـضبسادلــٌيـانوـصةدياٌرـصهماـساسةـُِدلةنــةبالـايللمـر،ـ ِولجتاتٍداَهِحذللسهلمويحـمنُجلواااـنَّمأكيس(مِبهتلـتي ٍدنتونييـلةًهمنعكوشُوةنمـنامثحالذبااهيُاٌمنيكلةـملـَِّعملغصعضيلــمّـ-ـدكيَِبــيَتوـمرـُعضحايـشوهذـةبرُينو)يةهرمرويهنةـتا،دقِفانيعـوافليـنشاخـلاَوووُلـةنأهِلٍوةالنههاـدٌ،لتممقهجامـضـا(لـحلأنجيبَِااٍـ،ضبهوهـلوتددجِارم،لتمانابسَّهعيخـمـفنترميزـكيااـاف ٌتَواِئقذـةـ(سلهطنـِطكـاةهاعقـٌـاتلنلرداخايولموـألشاِـلدومامَوبـمَعـيف)اةشلوعـعـيبـعاخِِن)لاَِيفَّتلاِةلـللأـارراخ،ذلْيَمحيَـاكٍيـممتههجـتـٍكـدٌّلبوَ،ي َاتري)يقضهُ،صهمسلج،هأكمـث»اـن،تـح َوااكـوكزالَّفـاَونااموه ِّاسئقمـحهـُعلدُـسـزَان(هندايـري.ـلٌيعدس2ـسسَ.ـــجةن)بـن.توم.هتةهقـةـهجـياُلامالعضوامـفإفـذمـحصَارلُااعلهبندولهبَّعـيأـيـاللـققا(الاـاذٌالدلاارنىليوالنمَمـألىلئب ِفلكإتَّبباَـاايريمقلذاحدأــاامجلسلـنـصقلدنُـبرصلهنـاأزياي:ـوذٌاابائااهفـدوئككاُبـلـمأـل«فاـ)ياٌل(ََلحأراملهسىابَإنأواولحلت»لبتن(بخبنوووهاصجَسذـعااي1اتمـ)سبايياتــَلقدعلشا،رَحعيـسكتـيتـرغلـاييبحبـنل�ـبويي!مــكفبيونـورمـــسنـ-ه)ٌُّىنايهلظةلس،لىهكة:ن
افلتـئش ُيرلنوقباـلدهفتالفمساطسـدلنوماايلبهننلابوُياكدحيالذرذسهـليممُيكاوئخقدطعـأورمثناغافلئيلـههةأؤانللافتءغ،سرهيوكبمايـبنتننل،هكوُيمنبباذلمرشرهـرائمصاععددا،يقنوبهـمةما
وإهمـال أحـكام إسـامهم. كذلـك (فلسـفته الاجتماعيـة).
َشـ َّتىـ،لقـكتـد كبتـ-عبلـابىـنو بجـاهديـالسخ فـصيـاولإصصـ -فاـحي اإلاصـجتامحااعـلمـيرأكةت،ابـاوإ ٍتصـفـيا ُحمناالأ ُسـسـبارةٍ،ت المشـرق وفـي المغـرب، ونـاد لىقـإلدـىظ(هـالرنهـتودعـض)وا ٌعتللمـلاإُءصـومافحكـهنرـاونوهونـاشـيكوفٌـخي
وتربيـة البنيـن والبنـات. منتسـبون لجامعـات
َإاابفووووووللا َاااكتملِهللسـفلـَنأشرْـسيـيـُكةقحتااضصـرـهارموعو ًّ–ار)دنيواتا-يوااتِدـ،ملحه ِ،روإحةشمنيثوـلمِناسـرا َ(انملـكلنـلإيمـاإحنساَمـنغفصسر َيصـيوللفدبُال،سياســةحـطاويمحاووو.غدنـاالتإ.ن.ال.حِن.ـافهَ.ىَّلفعاْلـةمكبكالُ-مو،ببــلنارمعأسعـوـ)لكوـُاللت-منحبفــانمممـأٍليتحكرَّهضيـامـرث؛وناوثُدَامبأُلنحـهملتوـا-ونايةالطهلد،ـجئاـيرـعًعذعلهةـمنلُفللإــهنتكأدلى(،وامكأاجاخلُـفهلـسابـنـرأيحلحويواااَّىحلِ،ـزل.دخلدطََ.كثوقا.وهرتادـالُـياةوكجانـ:م-سكـمال؛نو(َوناييـااوتأحلنالـلطاهِِتوـمفـا،دحرـسزًْـشةمكتموـنكمي،واادرَّزاولعكـخا)لولاماهِاِّ-لااحِداللوجومِنيلـدلآكييللح(ـقطـأِنامانِـافدَليرـِْإهآـةاهكلســهتةا ِدنرىسا،ـروٍمًاالاتمسللولـلوّاَ ُلقتاََطتإلحولصمعلغَُُّّاخلدريدسسعـيــحاـييـَّلالَّناطـنعد ٌحًّـفوـاي)دةلنـوَا،،م،اية-،ة
كتـ َب عـن (المـرأة) عمو ًمـا ،وعـن (المسـلمة) خصو ًصـا ،وعـن ابنلهنمتوظـخًـرضـراكجلمـصعانحيقـ ٍ ًجحلاـاممنعوـتةعصـالليزميفهتـاحوـنـتدةعول ُويدكًاملـلايإتنهـماف،سـيـانوًاديلـاة،ذافـلييكارفـمحـلـعدةو»ش(ـد)3عإا،رلسـ«كـالاننمهـيهواظ،هـاضلرتبـاكيلتـمـاهرـأُبةي
(الجزائريـة) بوجـ ٍه أخـص.
« -1آثارالإمام البشيرالإبراهيمي» (.)278/5
كتب عن طرق ترقية المرأة والسبيل إلى نهضتها نهض ًة صحيح ًة(.)5 عدد ( 14 ،)10صفر1344هـ 3 ،سبتامبر1925م( ،ص.)1 ««آاثلامنرتا ِلقإمدا»م، -2
الجزائر. عبد ا لحميد ابن باديس» ( ،)446/5ط .وزارة الشؤون الدينية، -3
كتـ َب فـي وظيفـة المـرأة ومـا يترتـ ُب علـى خروجهـا عـن وظيفتهـا اللائقـة
بها(.)6
تعبي ـرهو-ك؛تو َهب فويكالش ُّس ُفف اولروواجل َّهتب ُّورالج،كفويفن َ،ص َولبيبيننالالُّسُّ ُسف ُفورورالاإلإفرسنلاجمي.ي -على ح ِّد
ايبوولانلجفشنـظتـاعَّنـبلرسـًلإةةاقـل،ل،ءيده»ـذمفاَل،لـقـسـباومكتتوُنآيسدـَممقـلبظـًّاّاِ ِربُـنبرربإانلأحلايلـبدَّحناشيهــكد،ياظيــثِمفطرَالاـال َمسوَـلونغارأيلشـىـعة ُّرلرراهسيـع(هلُ7سفـ)موخـِ،وواث(حُرل8عَو)ُكاي.امَلملقيــإلِّهفهةرُفررانليأتـجيـ«ﷺييَ ً،سضــعجِّاندوعـقـوحذـلهَّرسيذا،ـلارعئوافلةقلـهاافضـفتفـلتن:ـليتاةارأبـديبـنافـنلانلتععربسـهاـشجـااا ًّذءبل،هاس
اايتوَلأؤجسَّركنـتدجـنـايـداال ًواددَّيلباـساْاتكإل َُللَّنتنرأىبُ َجاوظبااحدانرـيبـجد»(ي ٌبن1ب،1سب)ث.اعوُديع–نيافـقـئد ِّيرتسآرشفحةخُّـيجقفـ ُريرقوتاْهجاقزس(َاتح9رلي)اـرِ،كهرنيه-نشقـ« َووعس ْتلفجلـ ِ:رىوع«هونـاو ِّهتجدَجـقنهاوعفًـاءِليمدبللورأم«قةاَشغلـتعرفناتِوّلانـدضإلِةاحرفلأؤتربايونمةةعصـا»نعـل(رنَأ0د1وجدَ)أُن،حممبِْنررَيكهـمـوا»م،ةا؛ر
-4المصدرنفسه.
-5المصدرالسابق (.)442-439/5
« -6مجالس التذكيـرمن حديث البشيرالنذير» (ص ،)164ط .وزارة الشؤون الدينية ،الجزائر.
-7المصدرالسابق (ص.)171
-8المصدرالسابق (ص.)172
-9المصدرالسابق (ص.)171
-10المصدرالسابق (ص.)173
-11المصدرنفسه.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 181440
ايولتاإولخَّقـهتيىـلاةا ِلبطالشاـتلـَّنرر،سكاويءوتابلِااحـبل َّتررعـىجاامدلق»عت(نـ.�ُ)9هَ(ضـ0وىا1ل)م.النسلهـُميالمعـسنلاُمل ِّزَنعـان،د اويبتنحـب َّاردىي الست هشـوريالعاذيت -كيقـشـ ًـوف ُإال-لن.وماجههـساَّماوهكافبيهـناب،ا«د ُيدوسن ُسشُـفعوًرراهاإ وس ُلع ُانمًِّقي َاهـالا»ي،عهـدذواأعننـيكد أومـن ِمن انلافلمتنرـأ ِةة
هـذا ُك ُّلـ ُه ِمـن ابـن باديـس :دعـو ٌة للمحافظـة علـى الأحـكام الشـرعية
اولخزينـشوةيخؤ–كشــغةديـارابـاللُنحولـباجيـدهيـوروانيلسـكنعفلـياـىلنخ»لح،خجــواِابـل«ب»ع.ـالمـد ِرمأةإث،ـاورأةنـاهليفكتـنـوةن:ب ِبـر«واعئــدح ِمالإ ِ ّطظيـهـابر
والآداب الإسـامية التـي شـرعها الله لنسـاء المؤمنيـن(.)11 «كشـأمـُافاالل ُّسـشـ ُ َفعوررواالل ُإع ُفنـرنقجـوايلأالـطـذرايفح،امـربـعهاالبَّـتبـ ُّنربجابدايـلزيسنـةفهـوومـاعإلـليىهـاَحـ»ِّ.د َقوِلـ ِه:
اولإمثـاسـ ِلرٌلة(يمي)1د.نعـواوتابـحاندهبـامد ِيلــ« :سمنآـعخـاًلرا ُّسـ ُ–فووهـر اولاإلمفرنصجلــيح»ا،لاوكجِ ّتلم ُاسـعُـفيو-رإ ِلـفيـى ِهتِإعـْغـا َورا ٌنء
وبعبـارة آخـرى كان ابـن باديـس :يدعـوللمحافظـة علـى« :الوضعيـة االلخأحجصاـكـنـ َوومفًـباصـلياعمشلــعفىلرـااعىليسـنالودأسـمـااقـالاءايـ؛رخؤتكبـدتـ»(اي)2بإط؛ليُكـيوتاهالحـبـامِّـًمذةتُـرنزاافضلياجههــفابيـيـا ًِمةـنكفـنايولا ُل«جسـتنفوتحنءســرييـةعنفـما،ياقبلاـولدخةِّلدـايخــلوتةونهـبالاواولالألنِعجـرنبرجهـبـايـذضالة
ااااوللللخُرأيإتَـمـشرَّـيجيـســام(رِ(لةلتـع5انـان1يلذام)تمـا.ية ََرظو»أَّلـةـناةمالَ،يسلـتبإاكهثـنعبتؤاـنمفيــااُاي:لبُأفثـهاَـ«بَســةيم«ثرفـناـا)لاليبتاَو(لرطب(د ُاعيييــالفهـةحا َُِّسرطففـاْةههلــ»عـإاُِ(ظر)2سن1،اـ)ولاَّ«،نوالأمَعخويسـنيَـيفـةرلداهـ»ا)(لعِـ3ِّ،ذناف)1وو(،بسـإاوهلااـللءذىوعليـ»يفَّنـ،صـانكَـنْشاوـوِلفجـَرأن)نُمدَِلُهـهرهأـيلـبيأذوننهأاجؤييكؤــحنـ«ـاكـااددللواُع»وحلن(بلـأ4قنبرى1اا)كقئت.ــاأانـُاقءنن
وخـراب البيـت وفسـاد الأسـرة واضمحلالهـا(.)3
ـ ِمرو َّتمـوُرايب ُييحتَقهـفـِّمـواظي، ـ كمـا أن ابـن باديـس حينمـا دعـا إلـى تعليـم المـرأة والبنـت الن ـساوءكبتاـل َربجواهـلوف ُيي َاقـلَِّّرتُرع ُّل«مح،ـفقِإ َّاملانُتفسـَاردءبفـييوٍام.ل.ت.عوِلإـ َّمما»أ:ن«تلتاأيخجـروعزناخصتـفاوطف
افدليَّنهعـامـسـام:ـل(ع(16ذ)لصـ.فـكَةإلاـلى ِعأ َّفـنةت)ك،ـوإلـنىالتصربفيــاة ٍتوالأتخـعلريـىم،
وباهـلابنـاال ُأ َتس للنسـاء الرجـال»(.)4
تنتظـم َالملنمِع ُعليـهـفمِّنووبكاِمتتلـ اقنََبلـبالنمعـكبفـاتنيادبي«وةمأسـسشـنأطرذنولاُيلعبقيك ِّنـيةلاأدتن َتتعهلـع ُّكلقمَممـدااهُليانفعبأنـَّسـنساُدهءداتالهلأع ُّبلنكنـٌتماو:ايءبـ(ت«5ة)وع»،ل،صوىَللموَـأانحـبَّسكـرااهنإِلضستى ِععادلليلـيِـنفىَنُلناس َ»ام(ـشـ6د)نر،.
االل ِّنسَـسـعاوايءَد)ك،ةتـولوباكلانـكبـهمـناكبلمـ(اا7د).يقــالس( :فـتيك«مايـل ِّنٌلسـدايءنـ ٌّي)وا،لفكإمنــاهلهـ»،والـويذديعـيوبلـإ ُلـغىبا(لتأمـكةميإـلـىل
اابادوليلـلـمرإاخذنلسـءـسـاليلودتماميـعطمشــعيبنونلَراأا؛يةهـااتمعبلمللاـجلعوخىَّاهـتتللفـامغذيـَّلِلهشرـفعـيحاااَّبابيةلِّلـيـلاااعـعذنلةات،فاـديَ،طالةواالتفـبهجقـفسَّـنيتررووةمفـااصـالى»ِو:دهعرُّإطيلاــذةظهلــاىااةارزلِلهلاـا،موللافرمفُِمةوتهِججتاـهـت،اسولَـيلمُموحنـممعـهبيـعّاافبليلهنمـىتوعداـوونلبٌااـحََّّمليتـايمد ِلٌعةـةلنـاتساـُ ُزلرلغيغوهغـمرافيفِّلةردببـٍبجَُّةييـدـة:وغةنعمـيـ«عـااونرانللإنلِااجاولنلمنسـحفَضجسـساـقتييعامسـائيّمــاٍين،قق،عةد ـ وابـن باديـس حينمـا يشـر ُح حديـث خـروج النسـاء إلـى المسـاجد،
الشـرعية والآداب الإسـامية. تنلفـاظخمهـهيـو�ِيفشرشقـالوخيثممتــنيفـهرهاـشأـايبأةهة،ـواناعوـُأليسكـُِّلنقحـنِهطـّلِـترماَـّهِريُ(كشِ8ـّأ)امـَّس.لادو.مـ.اِبلرفناـجـيَـخءايطةيءمـن ُاجاورتنبملهـلبــاخحِعةهِلنـوعآاخهـللــدداآااىيـ،لاٍخرأ،بورأتووسـوأنموهجااحللهــأاشتـاِكي،حتاهٍاسـامتودُضفـيرــعـهـيرَديشـثِبمعفحـباشإـريبفرـهراادهـوجالئوذتٌههـاـطعاااانللللمفق ُخـيزطهوـيارنريست،ـوـضـهـماوقجوتعإعال:للجماـامِمعـنأـرأهمــنلانةا
نشـر ابـن باديـس فـي أحـد أعـداد مجلتـه «ال ِّشـهاب»[جزء حتـى لا يحصـل الِافتتـان بهـا.
أابمكـلاتصلسدـانفابـحــخًررةريوسلـافا4ةح:جيل،ـ5تبح«ــن3مال1سـبعيهقوــيـكو،اجدةلوعتتلنمـعك–ـهـاـ ِاازهوـريوأَيانفًساجق،ـا5لا ًَّ3عسـصخـلا9لٌاسةـال-1قًـلفـعـمياةلزً،أولدبالاحـينمجبدجهأألاـت2مُــلك،اَّوتماسـِبـفممعِضهي(عجعع7نلدنيــ)1ىفددـو،لنـاةااأل1،سقكــمـلَّت1ورمق،ـقنـفةرتياد،له(ـراتفالليكــُأوصهـوققسـذنواره4لعةـم8ا،زهل-وعوَع9ـدقجـعايـ8املــد)ةنىلة] فااـللحـي َّعخربـبمخـايـ َدموـطرـن»ِرنمـج َفتُعادننـطا ُّحبيـدهـنشقـذببهةواالـلاامدـللهي ِّرأفزتنـاةاعس،اَحليـووفـقىشق:ـيعُةفقق(ببوعـمـقِحاةهفـﮊًاُفةـحِ،لفِّريَيوُهـياََ«ب ِّضيـمﮋع ِننمــجادكلنياـاﮌللسَخـفا)حل[ر«تاوجـلَاذحإج َك،مسـيبـىرواراالمخءل:لنشـ2وشِـتكره3ـرلعُ]اعاي،بماا»لاولُ،يألشفـج«حيـنرويكببـيميَُـماض،ف
بالكلية،فينشـأ عـن ذلـك شـقاء الأسـرة وفسـاد الأخـاق وتوتـرالعلاقـات « -1مجالس التذكيرمن حديث البشيرالنذير» (ص.)174-173
فإاـولِيفإنعـاسـلشًاـنهاااكءميتـاَةمَل»بلباهناـ-بـٌّهـيُُ.رنعبجفلاـعحدىلاـيـناـلقمهسعابعمـرلفــقـناىةل ًاباولاـفـادليزيِّـروهاـ َضذسـجااا،افـللميمولبوانعـل ّلضـِيهنـاوامععـنلنـكىشتشــاربلُُهبُقحفــفـويِلّـيب[ها:لوجالزج«ـَّتاءزلـعرءبازُيارولعاآفاتـجل»أيافوـهـلي–. -2المصدرالسابق (ص.)178
«1ا1ل،ز(واج:ص َأُ4يبَ 5ن1ى6-عل5ى1ا)]ل ُ،حفـِّيب 1354هـ 3،جـوان 1935م ،جـزء ،3مجلـد -3المصدرالسابق (ص.)179
ركن (المقالات :معرض آراء وأفكار) وعنوانه: -4المصدرالسابق (ص.)158
« -9مجالس التذكيرمن كلام الحكيم الخبير» (ص ،)128-127ط .وزارة الشؤون الدينية ،الجزائر. -5المصدرالسابق (ص.)161-160
-10المصدرنفسه. -6المصدرالسابق (ص.)161
« -11مجالس التذكيرمن حديث البشيرالنذير» (ص.)173 -7المصدرالسابق (ص.)169
-12المصدرنفسه.
-13المصدرالسابق (ص.)174 -8المصدرالسابق (ص.)176-175
-14المصدرنفسه.
-15المصدرالسابق (ص)164
ا«76لالّ--ِ 11صشـاغليههمــاروةصبالف»دـأ،يردنيـاوفكلابجسنزهمايئـ(نحر.مـشـصدر4قبـ6ن1ص)ا.لًصـعااباـدجتاملاجَّعيـللـةيب،إ تملمضـيـاءذ
وإدارة مجلـة فـي تحريـر ومعاونـه الإمـام ابـن باديـس
رائـد القصـة قـد يكـون الباحثيـن «رشـيد» ،وهـوعنـد
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 19 1440
ألكأانننـهينِتمظذنارأإلتسىبدايـمننب ياول ُرميخ ُلـحدَّباقلةت،ر َّزجكو َمحاجهـابَهشاعَرلإـلعىىل ُذهووأاجهنتهيابالموـحاكفلثيهوااع،لنحو َدَحيسـَّثنهُهابوعوأاللىخلجاهمـقاذهاالا،.لنفإظذرا والتعـارف أ ْم علـى المح َّبـ ِة والمع ِر َفـة؟»...
اِلهـمشــَيارأءوةتو،بتِكإ،نـمذأياأواكتواخكجـتنتيَِافـهبَريذهـعاِبالـَموىلِعّيلشهــوـلِاّىيرهإـواالًذعَاأارؤفكنياـييةنحسـومات ْلقأمحِـامعلََّلرررافثـلجقثِةِّتيـلِهبـ،اِ.دبفي ِنـوكيِهذلسـوأتأك ِخذلهَانوِقـامِلهِب ْبشـكـالرروٌ ،سـعففؤتايلختـحإا ُقنر َفتباـوولناجيكلحفع1آـبمـز،ياـودخسـاودذنهقرمـهج،ااا)شللجــيآل،ولـل:قتلرزــودكماو«ايابُـيتلـإحجت2:اٍنيانلـ«1بلم،بسبارستـشـرنمُــ(دناأأييـيزءع ِعّـللاعًصالضذسلقـلاا1سٌـهىلرفمـ»1عما-.يبل.ـنهل.ي7ـُىِب[حلـكــَ(1لن)هِـّجمـف]عبَذ.ذيزهلاـتدءكمبي)ا.ملقـكَّ.ذـم.امسلاـقلـوولًَرحاماـعمـكـلانـرالبمَبنـمكدأعانكنانـوللن5نبموإفااك5فكنعـلـادانا3رتي:ـنُُـوهبـن1فيجب(ههِااـس،هللماـ،أتنكفنشأعتنــيبسلـبييتيَااـريبعـكلحنـقتقاـلبر»ـيقَ.اولبرمرن6افعـَابءل3سلاـييمـل9دفذهجيمـل1كلــوفـمةر،سةك،ني
ووالحمقعيرََقفْـيـ ِةنبأالنِّدُتيـونضـو َاعلبُخيُلنـهقمـ،ا بينُهمـا الزوجيـة عـن موـ6ال3نتاِ9عـللـا1تذرمعال،فيـعأجقْممـَ3عد،علـلإـمىلـىاىجلامللنمفدهـحشَّـ2بـو ِر1مة،امول(اقلإمالـسـعصِهراَ0فـمال3ةي؟1لسـ-ل»ـا ِ2ب[زو3قجاـ1:زج)]ءَ،«،اروبللأـَييـمزُعوسااَّضـدلاجأَ:هموبََألإُسيمَّبدَ5نـ5مضىاا3ئـكع1اهلـَهاـنلىم،واعـعلجـرَُدحوـواب ِّبفنه
الح ِررَّيؤيـيـ ِنة منهمـا بصاح ِبـ ِه ،كانـا فـإذا انبنـت وهوحرف «ع» الذي يرمزلاسمه( :عبد الحميد) ،وقد أم�ضى به الكثير
اولمرح�َّبـضـ ُةي كوا ُّللُألوافـحـةٍ.د
مـن مقالاتـه العلميـة والاجتماعيـة.
بواذلملـعكرف،افلـةويزـاولدان ُّلفج اعسلَّليإيهـةسـاب ِارالمب� َيضـحىمبكث ِنـّ ٌّلعينو–االكحـِّمٍدـديامرنأنيـهوامـلتا-خب ُلعصلقـا،ىحاولِبـمعِهلع.ىرفاـلةم احلَّببةدانلَّيـتةيبتالحرؤصيـ ُةل
ِللـااتفـلبيـوالُلثامأُيختـنرا َتاعنفطيط ِِامفــلينز،وتاَعوَأجريْاـخِللـإقسضلابالاملـفيزاوضالي ُلـحجةالبلمابللنـخ ِّيش َطـهعرولا،ينـ ِوهيل َأاألننذاتلينُ ُحيـَحثـ َّي َُّبلرُهثـا ُولعـِراٌَرةاخ ُتهولقاعتنيــط ٌد،ة ُاأااموللللإنأ ُّسـشساجــسـتَّلِـنارنلناُزةعتد.موذيايلهةََاةصـجكَاوماراللوالدبِـَّاشحـسضـرَنكرِـعهعـعبايفماايددلعوآيُإـلايـلبىخسَتـنـسرمعىاِلملرمايلـقعِيعفاـلـالاكىـوةهأت:ار.ادل.ةلَّم.لم ُاتفعـلل ُسهإرقـتفض،ـنسيـدةلـدوبلَااَّيِةـاوتماََِّلتيهونما؛ةلاخـحم،بَّـوبـرح ُهوانجةَِيهف،ـبأَاعيـظوـَأدحاَتينةالــ ِدافىعيلكسلــفعَىأثرلقــةَّانِىنلهبالعفذوـََّّهـيلرفـاياةِذقَأَهكيـمفاحبة،لانكِ،لِافُفأكِوُمدكـتكـِ ِلهـَـهررٌَ،يةبةة
انطفا ِئـ ِه.
هادئـ ٌةهممابأن َّيـم ٌةراعن:لـىُحن ٌّظبـ ٍثرائع ٌرفيمـبن ٌّفيوععللـىٍمتبعاالُرِّديـف ُنموخا ِلطخ ُرلـسق،ريتـعداول ُمخبُـمدوودا،موامل ِّدحيَّب ٌنة
وتثبـت بثبـات الأخلاق.
دوام التآ ُلف يوتالوتَّقـعَـأا ُُّفيو فـنهيذواايللنعجـ َأمـواحل ُّبقل َأعخـيـن ِنُرتباملنُثـأىلسـعَلرهـةيذهاوااالللأزمـوسـةجؤاوياللة.بالشـتيرَّيُيةق؟ لصادأمحنـهاد
مـن العقـاء إبليالللحعيُلطمَهعـمهاقففٍُا،ارليهولهوُتفـتيفذهااةقـدمَُّافمضورايلابيـلقَلأِادعغطَِّةُانهعلر،باهاـويلعمبإةرلقةنيسنـاهو»ااباع،للالا،أااددحلبيجوَةتتقـنأانبيوئكياسبليافةقٌصـدكدياايعلمـرمعانلفشَستلاىهُرأِلاهفوعإملـيَيمومهُسماتةاح.لثلااابلوافزميغلـوٌ ،اظفرتوةاجلبللضتعتفاالئلييربأىاليلجلا«انةإتالبـالإّرسلِيَلإعوساىعلـسماضل،عمناعيامفويلايةهًإة،فةاواسـاولُلوإمحلاتلاديمسقاتلتٌفةعاحرامَعمفجيـت َُلشةعهن
ارلجكثعـي َورنإمذعاـننأنظاهِللـرِنهزا،وإالوىقجنادتلماقئبنرـأجّنِيازفوعايلـاجىلاالل ُصُححـح ِِّّببفوواالملَّتنَّتعذعـا ُامرُرد ٍفةف،إقلفـرإيىَّنبناٍالةاأن َعَّرنتىمفـاتميادايعتلـشاُىكليواخبْمبـانَرهنة ال َّشـاِفي -كمـا قـا َل ُهـ َوعنـ ُه:- ِل ُحكـممقـاالإُلسـابـانم
الآبـاء والثقـة بِهـم .ونشـرت مجلـة «المقتطـف» فـي عـدد مـارس الما�ضـي الموضـوع».
تحـت عنـوان« :الحـب والمغازلـة فـي روسـيا السـوفياتية» مـا يلـي:
ألغـت«ياقل ُوحـل َّبكامتـنببألواردبهـيا؛عالأدنهـاح تـديرًاثاه
من روسيا :إن الحكومة السوفيتية البيـان «فيـ ِه باديـس هـذا
مجـرد عبـث وإضاعـة وقـت فيمـا لا و ِحكم ِتـ ِه فـي
ال َّزَواج
طائـل تحتـه» َأ ُيب َنى على ال ُح ِّب والتعا ُرف أ ْم على الم َح َّب ِة والمع ِر َفة
َأالإحكسـالَمـاسهمـناإاللـ َّىنرا ِتذق َيـعكـاةلر،يـهـومإذناهلمـإاالنسُـأمذـاكممُر؛لهـنادتيِـألَّيُـننَب ِّديـا َلبنبهـاكشـبيـرَّعيـةفد اولتمحصلايإهنـلامحـبااملاكفدمـااضمالئـاتلللإا،ن ُتولســاصذيان ُكباوناـلسـفتعاأضدتيحـلهكةابـُبمزُكساالءوإءنسـفولااسـمتهكجُّ،لُّرهبـإاتلىمخِّلب�ينشهـيـيا ًٍةءعـمعلـننىااللا َّررعذذتايبـئلـاةلر.
تتمـاراعجـ ُرعفانـل ُاأمـالمإاسلـأاجنمب َّيـوفةقعهـنـان
العـام« .ع»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َخطـ َب المُغيـرة امـرأ ًة« :ا ْن ُظـ ْر ِإ َل ْيَهـا، ُشـ ْع َبة وقـد اَألمنقـاُيلؤَ:د َقـمو( ُتلوال ََّنضبـعِّيال َم َح َّﷺبلةل)ُمب ِغييـن ُركة َمبـا»ن َفمإ َّنسـُهت َنأ ْدحا َرتى ومـن أول الفضائـل الإنسـانية العفـاف ،وإنمـا سـعاد ُة الحيـاة
والنسائي والترمذي وابن ماجه(.)1 رواه أحمد الزوجيـة وهناؤهـا وسـامتها ودوام ارتباطهـا – بتحقيـق العفـاف ِمـن
وولاح ادليـِب ْكثـ أربـيح َّتـهىرُيـترةسـتأ َذنﭬ»ق،ـاقلال:ـوقـا:الوكريـسـ َوفلإاذ ُلنَلهـها ،قـﷺا:ل«:لا«َُتأن َنكـتحساـلَُأكِّيـ َمت»(الرَّثوِّيـاهبا)لبحخَّـتـاىر ُتي ْسوـ َمت ْأ َسمـلر ٌ،م
الإسـامي الشـرع عليـه فـي والمحافظـة موارالمعـاصةلالحـعةفـام ًعـفا الجانبيـن .فكانـت
عليهمـا. ومحافظـة مراعـاة للفضيلـة
وغيرهمـا(.)2 ففي اضليإَلـم َسنـة َعاالاملعإوفـااسللُحافمُّلبلماخلن َّطـشمـهرعا،وانفشايلرةتالامعـلباأنرجينفبعَّايلل ُميةَتهَوعـااملَِثارُل ُخهفت،لعاونـءل بدكهناغ ِهيـلارَاشـلفمَري َِعهسـِلُلممرييندنتاعملرمزينـواو ٌضجع
«وال66سـن18ن)»(،عـ87ن0الم)1غي-ـورةحبـَّسـنَن ُهش-ـ،عبواةلأننـسهـائخيطـفـيَب«ااملـرأسـًنة..ن. -1رواه أحمـد فـي «المسـند» ( ،)18137والترمـذي فـي
اف2ل-ذصكـر َغوـر ُاهر.هىال»ب(خ5ا3ر2ي3،6)(3وا1بـ)5ن،ماومجـسهلفـٌمي(«9ال41سـن.)1ن» (1865
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 201440
التداولية وبلاغة الخطاب في قصيدة
( شعب الجزائر مسلم ) لابن باديس
د .محمد مدور -غرداية
والفعـل عنـد التداولييـن هـوالتصـور بـأن اللغـة ليسـت مجـرد ناقـل مدخل :
للمعارف والقيم وإنما هي فعل وإنجاز ،فالتلفظ بالقول هوإنجازفعل،
تنـاول الشـعراء فـي العصـر الحديـث قضايـا الشـعر السيا�سـي
أوكمـا يقـال فـي الفرنسـية 2. Quand dire c’est faire : والاجتماعـي ،وحملـوا رايـة النهضـة الفكريـة والأدبيـة ،وتوجهـوا إلـى
الشـعوب بالكلمـة النابضـة والمشـاعرالصادقـة التـي تحمـل أفـكارالأمـة
والقصيدة المذكورة على بساطتها ووضوحها إلا أنها دستور حياة وانشـغالاتها وطموحـات الشـعوب وآمالهـا ،وتعالـج آفـات الأمـم وأدوائهـا
ومنهج كفاح ،وخطة إصلاح ،لخص فيها الشاعرمنهجه الإصلاحي بالنصـح والتوجيـه والتوعيـة والإرشـاد ،لإدراكهـم مـدى أهميـة الوعـي
وطريقة التعامل مع كل الأطراف الفاعلة في السياق الوجودي ، الوطنـي فـي صناعـة المسـتقبل ،وفـي هـذا السـياق يقـول الشـاعرأحمـد
ورسم فيها مسارالعمل النهضوي من التأسيس وآليات البناء ومبادئ
شـوقي :
الانطلاق ،ومراحل الإجراء وانتهاء بالغاية المستهدفة ولعل ذلك
يتلخص في قول الشاعر : نصحــت ونحــن مختلفــون دارا
هذا نظام حيـــاتنا بالنـــور خط و باللهب ولكــن كلنــا فــي الهــم شــرق
حتى يعود لقومــنا مـن مجدهم مـا قد ذهب
وقال أيضا :
ظروف إنتاج النص :
وللحريـة الحمـراء باب بكل يد مضرجة يدق
قـال الشـاعرهـذه القصيـدة إثـرعودتـه مـن فرنسـا عـام 1937م
،والتـي حـارب فيهـا فكـرة إدمـاج الجزائـرفـي فرنسـا ،وألـح علـى توضيـح ويقول أبوالقاسم الشابي مستنهضا همم الشعوب:
معالـم الشـخصية الجزائريـة :وهـي العروبـة والإسـام ،وقـد رسـم ابـن
باديـس فـي هـذه القصيـدة طريـق الثـورة ضـد المسـتعمروأعوانهـم مـن إذا الشعب يوما أردا الحياة
الخونـة والسـلبيين أمـا المسـتعمرون فلهـم الويـل والدمـاروالحـرب ،وأمـا فلا بد أن يستـجيب القدر
الخونـة والعمـاء فهـم كالشـجرة الخبيثـة لا تنبـت إلا خبثـا ،وخيـرعـاج فجـاءت رسـالة الشـعرمجسـدة الوظيفـة الندائيـة ،وقـد تعـددت
لهـا أن تجتـث مـن الأرض ،وأمـا السـلبيون والغافلـون فقـد يسـتيقظون طـرق الشـعراء فـي تنـاول قضايـا التحـرر وإحيـاء الأمجـاد ،وترسـيخ
علـى صيحـات الأحـرارفيصبحـون قـوة يشـتد بهـا عضـد المجاهديـن ، الهويـات والتصـدي لمخططـات المسـخ والسـلخ والاسـتلحاق ،وقـد عمـل
وكأن الشـاعرالملهـم كان يرهـص بمسـيرة النضـال فـي الجزائـر ،فقـد الشـيخ ابـن باديـس علـى ترسـيخ قيـم الهويـة الوطنيـة فـي خطبـه ومقالاتـه
سـارت كتائـب جيـش التحريـرعلـى هـذه الطريقـة وحققـت للجزائرحريتها
وسـائرأنشـطته الإصلاحيـة .
واسـتقلالها . 3
وتقـوم هـذه الدراسـة علـى تحليـل المدونـة الشـعرية المذكـورة :
العنوان : شـعب الجزائـر مسـلم .وفـق مقاربـة الأفعـال الكلاميـة انطلاقـا مـن
مفاهيـم الفلسـفة التحليليـة وتصنيـف جـون سـيرل ،الـذي جعـل أفعـال
جعل الشاعرعنوان القصيدة :شعب الجزائرمسلم .في صيغة الـكلام خمسـة أصنـاف هـي :الإخباريـات والوعديـات والتوجيهيـات و
الجملة الإسـمية الإخبارية التقريرية لتأكيد القضوي وتثبيته ،وإبطال الإيقاعيات والتعبيريات .وما يتصل بها من شروط تمهيدية وتأسيسية
،ومـن شـروط النجـاح ،ومـن قـوى إنجازيـة ،ومضمـرات الأقـوال ،
أوإبعاد كل ما يخالفه من مزاعم يدعيها المستعمرون والاندماجيون . والمعانـي الصريحـة والمسـتلزمة مقاميـا ،ومقاصـد المتكلـم ،والمؤشـرات
اللغوية والأسـلوبية المسـهمة في تعديل القوة الإنجازية ،واسـتراتيجيات
هـذا العنـوان يتسـم بالوضـوح والبسـاطة والدلالـة علـى المضمـون، الخطاب وقوانين التخاطب والملاءمة إلى غيرذلك من الآليات التداولية
وهـويمثـل البنيـة الرحميـة التـي تولـد منهـا النـص ،ثـم راح يسـري فـي كل
جـزء مـن أجـزاء القصيـدة ،وبـه يكشـف الشـاعرابـن باديـس عـن قصـده فـي التعبيـرالأدبـي 1.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 21 1440
المبـدأ والتحلـي بـه ،والنضـال مـن أجـل تحقيقـه . من الخطاب ،وغايته التواصلية في إقناع السامعين ،وفق استراتيجية
توجيهيـة تتخـذ مـن الفـن وسـيلة لتحقيـق الغايـات الوطنيـة والسياسـية
وفي قوله :وإلى العروبة ينتسب .
فعـل كلامـي غرضـه الإخبـاروالتقريـر ،فهـويقـرر حقيقـة معروفـة والإصلاحيـة .
يذكـربهـا ويرسـخها فـي الأذهـان ،وهـي انتسـاب الشـعب الجزائـري إلـى
العروبة التي هي جزء هام من مكونات الهوية الوطنية ،فالشاعريجلي مطلع القصيدة :
هـذه القيمـة بـكل وضـوح ،ويعلنهـا بـكل صراحـة إزالـة للبـس ،وقطعـا
لطمـع الطامعيـن فـي تغريـب المجتمـع الجزائـري واسـتئصاله عـن هويتـه شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب
البيـت الأول فـي القصيـدة هـوالفاتحـة النصيـة ،فقـد اسـتهل بـه
العربيـة والأمازيغيـة . الشاعرقصيدته ،ولخص فيه كل مضاميـن النص ،فهوبمثابة البنية
العميقـة التـي تختـزن الـدلالات ،وتبـرم العقـد التخاطبـي بيـن الشـاعر
كمـا يتضمـن الإخبـارفعـاكلاميـا غيـرمباشـروهـوالـرد علـى الحـركات
الإسـتئصالية وإسـكات الأصـوات الاندماجيـة وإبطـالا لمطامـع القـوى والمتلقيـن ،ويعـرض فيهـا مقاصـده والافتراضـات المسـبقة .
الاسـتعمارية .فهـذا الفعـل الكلامـي يـؤدي وظيفـة حجاجيـة هـي الإبطـال
والتكذيـب لمزاعـم تلـك الحـركات وأهدافهـا المعلنـة منهـا والخفيـة ،مـن أفعال الكلام :
جهـة ،وتثبيـت مبـادئ وركائـزالهويـة الوطنيـة . الإخباريات :
ودعـم الشـاعرالقـوة الإنجازيـة للفعـل بتقديـم الجـاروالمجـرور إتخـذ الخطـاب الشـعري مـن الخبـروسـيلة لوصـف الحـوادث
للاهتمـام بأمـر المتقـدم مـع رعايـة القافيـة السـاكنة الثابتـة والجملـة ،وتقريـرالحقائـق وتوجيـه المسـتمعين وغـرض هـذا الصنـف هـو نقـل
الظرفيـة المسـتقرة ،والهـدف مـن اسـتعمال الفعـل اللغـوي هـوتغييـر المتكلـم واقعـة مـا مـن خـال قضيـة ،واتجـاه المطابقـة فيـه مـن الكلمـات
الواقـع والتأثيـرفيـه لا مجـرد أداة إخبـارووصـف ،وهـذه هـي الرسـالة
إلـى العالـم ،ويتضمـن معظـم أفعـال الإيضـاح عنـد أوسـتين4
الإصلاحيـة التـي يحملهـا فكـرابـن باديـس .
ففي قوله في البيت : 1
وفي البيت : 2
وإلى العروبة ينتسب شعب الجزائر مسلم
من قال حاد عن أصله
أو قال مات فقد كذب تتضمـن الصيغـة الإخباريـة (شـعب الجزائـرمسـلم) فعـا كلاميـا
هنـا فعـل كلامـي إخبـاري غرضـه الإنجـازي هـوتقريـرالحقائـق عـن مباشـرا هـوالتقريـر ،تقريـرا عـن حقيقـة الشـعب الجزائـري ،وتحديـدا
الشعب الجزائري المتمسك بهويته وأصالته ،وفي التقريرينفي الشاعر
كل دعـوى بانحـراف الشـعب وحيـاده عـن أصلـه ،وينفـي كل دعـوى لهويتـه الدينيـة تقريـرا يزيـل اللبـس ،ويجلـي الحقيقـة ،كمـا يتضمـن
عـن موتـه ،فمـا هـي إلا أخبـاركاذبـة يـروج لهـا المسـتعمرون وأذنابهـم مـن
الإخبارفعلاكلاميا غيرمباشروهورد على جهة معينة يستهدفها الخطاب
الإندماجييـن والتغريبييـن .
وهي فئة الاندماجيين والتغريبيين والمستلبين بأن شعب الجزائرمسلم
كما يتضمن الإخبارفعل التكذيب ،فالشـاعريكذب مزاعم هؤلاء
ويبطـل قولتهـم بمـوت الشـعب ،والمـوت هنـا مجـازي وليـس هـو المـوت ،وهـذا جـزء مـن هويتـه .
الحقيقـي البيولوجـي ،إنـه المـوت المعنـوي ،فهـومثـل قولـه تعالـى ( :أومـن
كان ميتا فأحييناه ) فالمراد بالموت هنا الغفلة والنوم والتخلف والغياب وكان الـرد هـو إبطـال لحجـج الإندماجييـن ،وإبطـالا لمقولاتهـم
،كل هذه الصفات مجتمعه تشكل صورة الشعب الميت الذي لايحس ومزاعمهـم ،ويتضمـن الخطـاب نوجيـه رسـالة واضحـة إلـى المسـتعمر
ولايتألم ،فهوكالشعب الذي وصفه الشاعرأبوالقاسم الشابي بقوله: الفرن�سـي الـذي وضـع المخططـات لتقسـيم الشـعب وطمـس هويتـه
الوطنيـة والدينيـة واللغويـة والحضاريـة ،ووضعـه أمـام الواقـع ،وكانـت
أيها الشعب أنت طفل صغير الأفعـال ناجحـة وفـق شـروط التأسـيس وقواعـد التخاطـب ،فالخطـاب
لاعب بالتراب والليل مغسي صـادر مـن شـخصية وطنيـة ،وزعيـم حركـة سياسـية ،ورائـد نهضـة
أنت قوة كبـــلتها ظلمات إصلاحيـة ،يتوجـه بخطابـه مـن أعلـى سـلطة المنبـر وصـوت القلـم ،
العصور من أمــــس أمس إلـى متلقيـن هـم بحاجـة إلـى توجيـه وتنويـروسـماع صـوت الحـق ،لذلـك
فالشـاعرمـن موقـع المسـؤولية يتحمـل هـذه الأمانـة وأداء هـذا الواجـب
ولعل المراد بالموت ما قله الشاعر : .وقـد عبـرعـن ذلـك بالعنصـرالإشـاري الجمعـي (نـا ) فـي الكلمـات (رجاؤنـا
وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى – ودنـا – ذلنـا – حياتنـا – قومنـا ) .
يظن من الأحياء وهوعديم .5
ولتدعيـم القـوة الإنجازيـة لهـذا الفعـل الإخبـاري التقريـري ،اختـار
والكـذب فـي عـرف البلاغييـن والتداولييـن هـوالخبـرالمخالـف لمـا هـو الشاعرالصيغة التركيبية المعبرة عن تلك الغاية ،بحيث وظف الجملة
الاسـمية (شـعب الجزائـر) التـي تـدل علـى الثبـات والتأكيـد بقـوة اسـمية
الجملـة ،ويتجلـى التعظيـم فـي تنكيـرلفـظ مسـلم الـذي جعلـه خبـرا ،
والغـرض مـن ذلـك كلـه هـوالتأثيـرفـي المتلقـي ،وحملـه علـى التمثـل بهـذا
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 221440
) و (أذق نفـوس الظالميـن سـما )...و (اهـزز نفـوس الجامديـن ) و (كونـوا حاصـل فـي نفـس الأمـرمـن غيـرنظـرإلـى كـون الخبـرموافقـا لاعتقـاد المخبـر
لـه يكـن لكـم) . أوهوعلى خلاف ما يعتقده ،ولكن إذا اجتمع في الخبرالمخالفة للواقع
وتسـمى هـذه الأفعـال الكلاميـة التوجيهيـة بالأمريـات «وهـي نـوع مـن والمخالفـة لاعتقـاد المخبـركان ذلـك مذمومـا ومسـبة . 6
أفعـال الـكلام التـي يسـتعملها المتكلمـون ليجعلـوا شـخصا آخـريقـوم
كمـا هـووارد فـي البيـت ( :أوقـال مـات فقـد كـذب) وهـذا مـا أكـده
ب�شـيء»9 الشـاعربتوظيـف أداة التوكيـد (قـد) .
وغرضهـا الإنجـازي هـوتوجيـه المخاطـب إلـى الفعـل والتغييـر ،أمـا وفي البيت : 3
الشـرط المعـد لـه فهـوقـدرة المخاطـب علـى آداء المطلـوب منـه ،وفـي هـذه
القصيـدة يصـدر الشـاعر مجموعـة مـن التوجيهـات الطلبيـة لتوجيـه أو رام إدماجا له رام المحال من الطلب
المتلقيـن وأوامـرقابلـة للتنفيـذ ،ولذلـك فـإن رومـان جاكبسـون يسـمي هنا فعل كلامي إخباري يخبرفيه أن من أراد إدماج الجزائرفي فرنسا
فهويطلب المحال ،وهنا صرح بلفظ الإدماج دون كناية أوتلميح إزالة
وظيفـة التوجيـه بالوظيفـة الإيعازيـة أوالندائيـة .10 للبس ،وفضحا للتضليل الإعلامي المسـلط على النخبة الوطنية آنئذ ،
وتتميـزهـذه التوجيهيـات بالوضـوح فـي التعبيـرعـن قصـد المتكلـم ، وقـد اشـتهرت مقولـة ابـن باديـس فـي هـذا المجـال ،والتـي حـارب فيهـا فكـرة
فذلك يزيل اللبس على السامع مما يضمن تحقيق الاستجابة ،وتأكيد الاندمـاج يقـول « :إن هـذه الأمـة الجزائريـة الإسـامية ليسـت هـي فرنسـا
الطلـب لتركيـزالمتكلـم بصيغـة الأمـريكـون قـد أضفـى علـى نفسـه مرتبـة ،ولا يمكـن أن تكـون فرنسـا ،ولا تريـد أن تكـون فرنسـا ولا تسـتطيع أن
الآمـرفيضـع علـى الآخـرفـي مرتبـة المأمـور11. تصيرفرنسا ولوأرادت ،بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها
وفي أخلاقها وفي عنصرها وفي دينها ،ولاتريد أن تندمج ولها وطن محدد
اسـتعمل الشـاعرفـي أوامـره التوجيـه بألفـاظ المعجـم مثـل :خـذ ،
خض ،وارفع ،واقلع ،واهزز ...الخ ،وتتميزهذه الأفعال الأمرية بالقوة هوالوطن الجزائري «. 7
والشدة ،والنبرة الصوتية المفخمة التي تسهم في تعديل القوة الإنجازية
نحوالتأكيد والتوجيه الصارم ،والذي لاتلطف فيه ولاملاينة ،وذلك إن الصيغ الإخبارية كما يقول أوستين ليست وظيفتها مجرد إخبار
مـا يقتضيـه المقـام التخاطبـي ،وأحيانـا يسـتعين بذكـرمـا يتوقـف عليـه ،إنمـا تـؤدي وظيفـة إنشـائية مـن خـال قوتهـا الإنجازيـة غيـرالمباشـرة
المسـتلزمة مقاميـا مثـل :الأمـروالنهـي والحـث والترغيـب والوعـد وغيرهـا.8
المطلـوب مثـل :ذكـره خطـورة الخائنيـن فـي قولـه فـي البيـت : 7
وقد وظف الشاعرمؤشرات لغوية لتقوية الغرض الإنجازي كقوله
واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب (رام المحال) فجعل فكرة الإدماج أمرا محالا ،والمحال هوال�شيء الذي
فـإن تحقيـق مـا تصبـوا إليـه الأمـة لايتـم إلاباقتـاع جـذور الخيانـة ؛
يستحيل تحققه والغرض هوإبطال مشروع طمس الهوية الوطنية .
لأنهـا سـبب الانشـقاق والتثبيـط والتصـدع .
وفي البيت : 4
ويسـتعين الشـاعر أحيانـا بالتوجيـه المركـب باسـتعمال أكثـر مـن
أسـلوب فـي العبـارة الواحـدة كجمعـه بيـن الأمـروالنهـي فـي قولـه : يا نــــشء أنت رجاؤنا
وخض الخطوب ولا تهب وبك الصباح قد اقترب
يتوجه الشـاعربالخطاب إلى الشـباب ،مسـتهلابفعل النداء الذي
وقـد تنجـزالتوجيهـات مـن خـال المنطوقـات الإنجازيـة غيـرالمباشـرة يسـبق التوجيهـات لغـرض لفـت الانتبـاه ،لمـا يعلمـه الشـاعرمـن أهميـة
مثـل :خـروج الأمـرللدلالـة علـى معـان متضمنـة فـي القـول .ففـي قولـه : عنصـرالشـباب فـي معركـة الحيـاة ،فهـويسـتحق هـذه الالتفاتـة لإدراجـه
( خـذ للحيـاة سـاحها ) أمـريـراد بـه النصـح والحـث الموجـه للشـباب ،أن فـي مخطـط النهضـة وإشـعاره بمسـؤوليته الرائـدة .
يأخـذوا للحيـاة سـاحها ،وهـي كل مـا تتطلبـه مـن وسـائل تحقيـق الحيـاة
الكريمة وليس أي حياة مع الخوض في المعتـرك بشجاعة وقوة ،فذلك وعـاد الشـاعرلأفعـال الإخبـار والتقريـر (أنـت رجاؤنـا) ( ،وبـك
الصبـاح قـد اقتـرب) لتشـخيص رسـالة الشـباب مـن خـال توظيـف
أضمـن للحيـاة الكريمـة . العنصـرالإشـاري (أنـت) المقـدم للتعييـن وكأنـه يشـيرإليـه مذكـرا إيـاه
و في البيت : 6 بواجبـه ،فهـورجـاء الأمـة وأملهـا فـي النهضـة واسـترجاع الحـق المسـلوب ،
وارفع منار العدل والإحسان وبفضـل الشـباب وجهودهـم يقتـرب الصبـاح ،وتنقشـع غشـاوة الظـام ،
أمريراد به الحث والإرشاد إلى التحلي بقيم الإنسانية والأخلاقية في فالشاعريتفاءل بمستقبل مشرق ،ولا يخفى ما لجمال لفظة الصباح
العمل النضالي ،وعلى الأخص قيمتي العدل والإحسان ،وذلك يكون في
نظرالشـاعربرفع منارهما في صورة سـلوك حضاري ،يمارسـه الإنسـان ودلالاتهـا فـي تشـخيص الواقـع المظلـم .
ويحيـا بـه ،وهـذا الشـعاريجسـد شـعارمبـادئ جمعيـة العلمـاء المسـلمين
القائمة على العدل والإحسـان ،ثم اقتضت ضرورة السـياق إيراد فعل وينتقل الشاعرإلى توظيف سلسلة من الأفعال الكلامية التوجيهية
() وخـ( ًذالدلمحمـيـانةغسـصـاحبه)ا)وو(ا(قلـخـع جـضذالورخاطلـخوائبنيـولان ممثلـة فـي الأمـرفـي قولـه :
تهـب) و (ارفـع منـارالعـدل
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 23 1440
توظيـف (ربمـا) الدالـة علـى التشـكيك وانتفـاء اليقيـن رجـاء ان يصبـح كلامـي آخـريقابـل العـدل والإحسـان ،وهـوالأمـرفـي قولـه ( :وَا ْصـ َدم مـن
الخشـب عودا أخضر ،فيلين ويتفاعل مع مقتضيات الحياة الكريمة . غصب ) ففي الأمرقوة وشدة في الطلب كما يدل عليه الإيقاع الصوتي
،وهـذه الشـدة تناسـب المقـام الـذي يعبـرعنـه الشـاعر ،مـن قـوة الـرد
وفـي ختـام سلسـلة الأفعـال المريـة اقت�ضـى المقـام توجـه لنـداء إلـى على الغاصبين ،ثم اقت�ضى الموقف إيراد فعل كلامي آخرلايتم الفعل
المجتمـع بـكل فئاتـه يحثهـم علـى العنايـة بهـذا النـشء الـذي هـوأمـل الأمـة
السـابق إلابـه ،وهـوالأمـرفـي قولـه :
ويوصيهـم بـه خيـرا ،وقـد جـاء ذلـك فـي قولـه فـي البيتيـن 10و : 11
يا قوم هذا نشؤكم وإلى المعالي قد وثب (واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب)
كونوا له يـكن لكم وإلى الأمـام إبن وأب وقد زاد التعبيرالإستعاري هذا الأمرقوة بتشخيص صورة الخونة
وبعـد توجيـه النـداء قـدم الشـاعرطلبـه مشـيرا إلـى هـؤلاء الشـباب الذيـن تجـذروا بعمـق فـي تربـة المجتمـع الجزائـري ،ونمـوكالطفيليـات ولا
الناهـض المتوثـب إلـى المعالـي فلابـد مـن دعمـه لتحقيـق هـذه الطموحـات يمكن القضاء عليهم إلاباستئصال شأفتهم ،وقد أبدع الشاعرالتعبير
المشـروعة الشـريفة ،ثم جاء الفعل الكلامي الأمري في البيت 11يحدد عـن هـذا المعنـى ،لأن عـدم القضـاء علـى الخونـة نهائيـا يجعلهـم يتمكنـون
فيـه الشـاعرمطلبـه الواجـب تجـاه الشـباب بوضـوح فـي صيغـة طلبيـة من العودة والاستنبات مرة أخرى ،ولكن الاجتثاث كان بليغا في التعبير
متقابلة بمعنى كونوا له أبا يكن لكم أبنا ،أي كونوا له أبا عطوفا راعيا عـن القضـاء النهائـي الـذي لا رجعـة بعـده ،وفـي جـواب الطلـب زيـادة
يكن لكم إبنا بارا ثم أدرج عبارة إلى (الأمام) في إشارة منه إلى التخطيط توضيح وإقناع بخطورة هذه الفئة ،وإسهامها في عرقلة مسيرة النهضة
والتحـرر ،وأفـاد العنصـرالإشـاري المتقـدم (منهـم) تأكيـد هـذه الخطـورة
المسـتقبلي لجنـي ثمـارهـذه الغـراس .
إضافـة إلـى التوكيـد المعنـوي بـالأداة (كل) .
ولا يخفـى مـا فـي العنصـرالإشـاري (كـم) فـي ( نشـؤكم) مـن ربـط
الصلـة بيـن الآبـاء والأبنـاء لدفعهـم إلـى تحمـل مسـؤولية هـذه الأبـوة ، الأمر :في البيت : 8
وهذا الاهتمام من الشاعرراجع إلى إدراكه العميق لأهمية تربية النشء
وأذق نفوس الظالمين سما يمزج بالرهب
،وأنـه عمـاد كل مشـروع نهضـوي تحـرري . والأمـرهنـا فعـل كلامـي مباشـرفيـه طلـب القيـام بالفعـل ،فهـويوجـه
خطابـه إلـى الشـباب ويأمرهـم بالاقتصـاص مـن الظالميـن ،قصاصـا
ويقت�ضـي السـياق بعـد ذلـك الانتقـال إلـى الإنشـائيات التقريريـة موجعـا ممتزجـا بالتخويـف والترهيـب ،لإيقـاف المعتديـن عنـد حدودهـم
التـي يعبـرمـن خلالهـا عـن اعتـزازه وفخـره بهـذه الأمـة الجزائريـة وأمجادهـا ،وفـق ضوابـط العـدل والإحسـان التـي سـبق ذكرهـا ،وإلـى جانـب الأمـر
فعـل كلامـي غيـرمباشـرمتضمـن فـي القـول ومسـتلزم مقاميـا هـوالتهكـم
العظيمـة . والإهانـة فـي قولـه :وأذق نفـوس الظالميـن سـما يمـزج بالرهـب .والـذوق
مسـتعارللإحسـاس ،وصيغـة الأمـرمسـتعملة فـي الإهانـة بحيـث يكـون
والشـاعريوظف لهذا الغرض العنصرالإشـاري (نحن) نحن الألى المقصـود عكـس المدلـول تأكيـدا للمعنـى التهكمـي ،وهـذا التعبيـرفـي غايـة
عـرف الزمـان ...فهـويفخـربالحسـب القديـم ،وأن معيـن ذاك المجـد مـن الدقـة والجمـال ،وذلـك بـأن يذيقهـم مـن نفـس الـكأس التـي سـقاهم
نسـل العروبة . الظالمـون منهـا .12
ويـورد الشـاعروصفـا تقريريـا عـن واقـع الشـعب الجزائـري ،الـذي الأمر :في قوله :
اسـتيقظ وانتبـه للحيـاة ،وأخـذ لهـا الأهـب ،وهـويؤكـد نهضـة الشـعب
وانطلاقتـه نحـوالتحـرر والسـيادة والسـعي لإيجـاد موقـع بيـن الشـعوب واهزز نفوس الجامدين
فــــربما حيي الخشب
،وقـد جـاء ذلـك فـي قولـه فـي البيـت : 15 الخطـاب هنـا موجـه إلـى فئـة المحايديـن السـلبيين ،الذيـن يمثلـون
لنحل مركزنا الذي بين الأنام لنا وجب قطاعـا واسـعا مـن الشـعب الجزائـري فـي تلـك المرحلـة ،فقـد استسـلموا
وهـذا المسـعى الـذي يطمـح إليـه الشـاعرهـوإضافـة جبهـة جديـدة للأمـرالواقـع وخضعـوا لسياسـة المسـتعمروأذنابـه ،فتوجـه الشـاعر
انتخبها الشعب تناضل وتتحدث باسمه ،ومنهجها الدعوة إلى الحسنى بهـذا الأمـرإلـى الشـباب الناهـض الواعـي للقيـام بمهمـة التوعيـة ،وإيقـاظ
النفـوس وتنبيـه الهمـم لعلهـا تنهـض مـن غفلتهـا ،وتسـتيقظ مـن سـباتها
لا إلـى الظلـم والعـدوان كمـا يزعـم المسـتعمرالفرن�سـي . لتـدب فيهـا روح الحيـاة ،وتخضـربعـد جفـاف ،وتثمـربعـد انقطـاع .
ثـم انتقـل الشـاعر إلـى وصـف تقريـري لمنهـج العمـل النهضـوي فـي ولتعديـل القـوة الإنجازيـة للفعـل الكلامـي الأمـري وظـف الشـاعر
التعامـل مـع الآخريـن ،وطبيعـة العلاقـات مـع الجبهـات الفاعلـة فـي بعض المؤشرات اللغوية الملائمة لذلك كقوله ( :أهزز) فاختيارالفعل
بهـذه الصيغـة الموحيـة بالفعـل والحركـة والتكـراريـراد بـه إنجـازالفعـل
السـاحة . وفـق تلـك الصفـة ،لأن محاربـة الجمـود يتطلـب هـزات متكـررة ،وكذلـك
فعل التقريرورد هذا الفعل في قوله في البيتين 18و: 19
من كان يبغي ودنا فعلى الكرامة والرحب
أوكان يبغي ذلنا فله المهانة والحرب
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 241440
اسـترجاع الجـزء الضائـع وفـي ذلـك دقـة فـي التعبيـروالتبييـن . فالشـاعريقـرر طبيعـة العلاقـة مـع الآخريـن مـن الأصدقـاء والأعـداء
،وجعلهـم صنفـان وفـق قاعـدة المعاملـة بالمثـل:
وفـي ختـام سلسـلة الأفعـال التقريريـة اقت�ضـى المقـام إيـراد فعـل
الصنـف الأول :وهـم الذيـن تربطـه علاقـة مـودة وصداقـة بأبنـاء
كلامـي تعهـدي مـن صنـف الوعديـات Commissivesأو كمـا يسـميها الحركـة الإصلاحيـة ورائدهـا ابـن باديـس نفسـه ،فهـؤلاء مكرمـون و
البعـض الالتزاميـات حيـث تعهـد الشـاعرأن يعمـل علـى تحقيـق الغايـة مرحـب بهـم .
المنشـودة وهـي :إعـادة المجـد إلـى الشـعب وفـق النظـام والمبـادئ المذكـورة أما الصنف الثاني :فهم خصوم الحركة الإصلاحية الذين يضيقون
عليهـا ،ويريـدون إضعافهـا وإفشـال مشـروعها النهضـوي ،فهـؤلاء
،علـى أن يبقـى التعهـد قائمـا حتـى الممـات قـال الشـاعرفـي البيـت : 22 محاربـون تعمـل الحركـة علـى مواجهتهـم ،ولتدعيـم القـوة الإنجازيـة
لفعـل التقريـراسـتعان بالشـاكل التقابلـي البلاغـي الـذي يطابـق مقابلـة
حتى أو َّسد في الترب هذا لكم عهدي به الموقـف بالموقـف ،فمـن كان يبغـي الـود فيقابـل بالكرامـة والترحيـب ،
ويندرج فعل التعهد ضمن الوعديات بتعبيرجون سيرل ،وغرضه ومـن كان يبغـي الـذل فيقابـل بالمهانـة والحـرب .
الإنجازي هوالتزام المتكلم بفعل �شيء ما في المستقبل ،وشرط الإخلاص وفي فعل تقريري آخروارد في قوله في البيت : 20
فيـه هـو القصـد Intentionأي الغـرض الوعـدي ،والشـرط العـام هــــذا نظام حياتنا
بالنور خط وباللهب
للمحتـوى القضـوي هـوفعـل فـي المسـتقبل ينجـزه المتكلـم وهـوالمحافظـة حيـث يقـرر الشـاعر نظـام الحيـاة
،وخطـة السـير ومنهـج العمـل النهضـوي
على المجد ،13والغرض من إيراد التعهد في هذا السياق هوكسب الثقة مشـيرا إلـى مـا سـبق ذكـره مـن الدعـوة إلـى
رفـع منـار العـدل والإحسـان ،والدعـوة
والمصداقيـة لـدى المتلقـي ،وتحقيـق إلـى الحسـنى ،هـذا نظـام الحيـاة الـذي
خـط بالنـور وباللهـب ،فهـومنهـج مكتـوب
مبـدأ التصديـق (كمـا يسـميه طـه بالنـور والنـار ،فـي إشـارة منـه إلـى قداسـة
المنهـج الـذي يجـب اتباعـه وعـدم الحيـاد
عبـد الرحمـن) ، 14ويـراد بـه تأكيـد عنـه ،وهـومنهـج مبنـي علـى مبـدأي العـدل
الأقـوال بالأفعـال ،لتكـون الأقـوال والإحسـان .
أقـوى تأثيـرا فـي السـامع ،وهـذا
واقت�ضـى المقـام إيـراد فعـل إخبـاري
مـا سـعى إليـه الشـاعروتعهـد بـه ، آخـر ،لإبـرازالغايـة مـن هـذا النظـام وهـذا
المنهـج المختـار ،فـأورد الفعـل التقريـري فـي
والتعهـد الناجـح هـو الـذي يقـوم
قولـه فـي البيـت:21
علـى الشـروط التمهيديـة ،وذلـك
بـأن يكـون المتعهـد معتقـدا قدرتـه حتــى يعــود لقومنــا مــن
مجدهــم مــا قــد ذهــب
علـى فهـم مـا تعهـد بـه ،فالشـاعر وهـو فعـل كلامـي مباشـر فقـد حـدد
الشـاعرفيـه الغايـة مـن هـذه الحركـة ،أوهـي غايـة سـامية فـي قولـه :
هنا ملتزم وقادرعلى إنجازما تعهد
يعود لقومنا من مجده ما قد ذهب .فالغاية هي السعي لاسترجاع
بـه مـن عمـل نهضـوي لا يكـف عنـه المجد الضائع ،كنا خيرأمة أخرجت للناس ،وأصبحنا ضعافا مفرقين
،وفرائـس بيـن أنيـاب الأقويـاء المعتديـن ،وعلـى هـذا فمنهـج ابـن باديـس
حتـى يوسـد فـي التـرب ،وهـذا هـو منهـج إحيائـي متمسـك بالأصـول محافـظ علـى المجـد ،وعبـرعـن ذلـك
مفهـوم القصديـة فـي التعهـدات ، بـالأداة (حتـى) التـي تفيـد انتهـاء الغايـة .
أمـا عنصـرالمطابقـة فـي الوعديـات ووراء الإخبارفعل كلامي متضمن في القول دلت عليه القرائن ،هو
فعـل التبييـن ،إذ قيـد الشـاعرالمجـد الضائـع بـالأداة ( ِمـن) التبعيضيـة
فالشـاعرهـوالمسـؤول عـن إحـداث التـي تبيـن أن هنـاك بقيـة مـن المجـد فهـو لـم يذهـب كلـه ،وبإمكاننـا
المطابقـة بإنجـازمـا وعـد ،واقت�ضـى
الموقـف إيـراد فعـل كلامـي يختـم
بـه الشـاعرقصيدتـه وهـو الدعـاء
الـوارد فـي البيـت الأخيـر : 23
فإذا هلكت فصيحتي تحيا الجزائر والعرب
فقـد جعـل آخـركلامـه الدعـاء ( تحيـا الجزائـروالعـرب) .فقـد وعـد
بالدعـاء بالحيـاة للعـرب عامـة وللجزائـرخاصـة ،وقـدم الخـاص علـى
العـام للاهتمـام بأمـرالمتقـدم وللضـرورة الشـعرية ،فكمـا بـدأ القصيـدة
بلفـظ الحيـاة بقولـه ( :خـذ للحيـاة سـاحها ) ،ختـم بلفـظ الحيـاة (تحيـا
الجزائر ) والاهتمام بالحياة له دلالة كبيرة فهي تعني :الحضارة والنهضة
والتقـدم والحيـاة الفاضلـة والعيـش الكريـم ،هـذه الغايـة التـي يسـعى
إليهـا الشـاعرفـإذا هلـك دون تحقيقهـا ،فإنـه يتوسـل إلـى ذلـك بالدعـاء ،
وتـدل الفـاء فـي (فصيحتـي) علـى سـرعة التنفيـذ ،وهـذا رمـزالوفـاء .
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 25 1440
-السـعي للمحافظـة علـى مجـد الأمـة أو الهـاك الخاتمة :
دونهـا .
وفـي نهايـة المطـاف وبعـد اسـتعراض مكونـات القصيـدة ومضامينهـا
الهوامـش : الدلالية والإنجازية ،ومحتوياتها القضوية وطاقاتها التعبيرية والإبلاغية
– 1ينظـر :عبـد الهـادي بـن ظافـرالشـهري .اسـتراتيجيات الخطـاب . ،اتضـح أن هـذه القصيـدة قطعـة فنيـة خالـدة ،ترددهـا الأجيـال وتتغنـى
مقاربـة لغويـة تداوليـة دار الكتـاب الجديـد .بيـروت .ط. 4002 /1ص 523 بهـا ،لاحتوائهـا علـى خصائـص البقـاء والاسـتمرار ،مـن وضـوح وبسـاطة
– 2ينظـر :حسـان الباهـي .الحـوار ومنهجيـة التفكيـر وقـرب تنـاول ،فهـي التـي جمـع فيهـا الشـاعرالمبـادئ والقيـم الوطنيـة ،
النقـدي .افريقيـا الشـرق .المغـرب 4002م .ص . 321 وعناصـر الهويـة ،وتنظيـم العلاقـات ،وجعلهـا دسـتور حيـاة ومنهـج
- 3ينظـر :المختـار فـي الأدب والنصـوص السـنة كفـاح وأنشـودة نضـال ،ومدونـة مبـادئ وقيـم عليـا وشـعارات قامـت
الثالثـة ثانـوي وزارة التربيـة والتعليـم . 3891 .ص 793 عليهـا الجهـود الإصلاحيـة لجمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن ورجالها
. 451 p . sdrow htiw sgniht od ot woH . nitsuA . rioV - 4 ،وانطلقـت منهـا نـداءات الوحـدة الوطنيـة ،وبنـاء الـذات ،والتصـدي
– 5ينظـر :السـبكي (بهـاء الديـن) .عـروس الأفـراح فـي شـرح للمخططـات التغريبيـة والإندماجيـة ،والوقـوف فـي وجـه المؤامـرات
تلخيـص المفتـاح .مصطفـى البابـي الحلبـي .مصـر 39 /2 . 8491
– 6ينظـر :الطاهـر ابـن عاشـور .تفسـير التحريـر المسـخ والسـلخ والإسـتئصال .
والتنويـر .الـدار التونسـية للنشـر والتوزيـع 01/ 4 . .
– 7عبد الحميد ابن باديس .آثارابن باديس تحقيق :عمارطالبي . 093 / 3 . ومـن خصائـص المنهـج الإصلاحـي انـه ينطلـق مـن مكونـات الهويـة :
–8ينظر:فليببلانشيه.التداوليةمنأوستينإلىغوفمان.تعريب:صابر الوطنيـة والإسـام والعروبـة ،ومبـادئ العـدل والإحسـان ،والدعـوة إلـى
الحباشةوعبدالرزاقالجمايعي.عالمالكتبالحديث.اربد.الأردن.ط.2102/1 الحسـنى ،والمحافظـة علـى المنهـج المقـدس الـذي خـط بالنـور وباللهـب ،
– 9جـورج يـول .التداوليـة .ترجمـة ق�صـي العتابـي ثم حدد الشاعرالغاية من العمل النهضوي وهوالسعي إلى إعادة المجد
الـدار العربيـة للعلـوم ناشـرون .الربـاط .ط .0102/1ص 09
– 01ينظـر :ظافـر الشـهري .مرجـع سـابق .ص 523 الذاهـب ،وإحيـاء الأمـة والتمسـك بالأصـول .
– 11ينظـر :عمـر بلخيـر .مقـالات فـي التداوليـة
والخطـاب .دار الأمـل للطباعـة والنشـر الجزائـر . 3102ص 84 وفـي مجـال التوجيهـات ركـزمنهـج الإمـام ابـن باديـس مجموعـة مـن
– 21ينظـر :إنعـام عـكاوي .المعجـم المفصـل فـي علـوم الأوامـرعلـى عنصـرالشـباب وتربيـة النـشء ،والتمـاس الأسـباب وإعـداد
البلاغـة .دار الكتـب العلميـة بيـروت .ط. 6991 /2ص . 422 العدة ،والتسلح بالعلم والصناعة والإنتاج ،ورص الصفوف ومحاربة
– 31ينظر : :طالب سيد هاشم الطبطبائي .نظرية الأفعال الكلامية بين
فلاسفةاللغةالمعاصرينوالبلاغيينالعرب.مطبوعاتجامعةالكويت .ص03 الانشـقاق ،ورد المعتديـن .
– 41ينظـر :طـه عبـد الرحمـن .اللسـان والميـزان
المركـز الثقافـي العربـي .الـدار البيضـاء .المغـرب ص . 942 ومن خلال العرض استخلصنا النتائج التالية
-تضمـن الخطـاب عناصـر إشـارية تحيـل علـى
المرسـل وسـلطته الاجتماعيـة والدينيـة ممـا يعطـي
للتوجيهـات قوتهـا الإنجازيـة
-الخطـاب الشـعري الإصلاحـي لـدى ابـن باديـس
مباشـرفـي أغلبـه .
-يعتمد الشاعرالاستراتيجية التوجيهية في تناول
القضايا .
-يغلـب علـى النـص صنفـان مـن الأفعـال الإنجازيـة
همـا :الإخباريـات والتوجيهيـات ،وتنـدرج تحتهمـا بقيـة
الأفعـال الفرعيـة .
-الشـاعرحريـص علـى الوحـدة الوطنيـة ،وحريـة
الشـعب وضمـان الهويـة .
-العناية بعنصرالشباب وتربية النشء .
-نظـام الحيـاة قائـم علـى المبـادئ والقيـم العليـا ،
التـي تبنـى عليهـا الحضـارة
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 261440
القصائد
إليك ابن باديس ابن باديس
زيد الطهراوي شهرزاد مديلة
مـن الأمـس يعتقـك الفكـر كـي تسـتقر السفيـــنة ََََََََُِِإبيبَيِنبََََََـــََفففففممووِكْهـــععنـلَْاااَََااْأنهوْاضــبنَََِّْـللَقْنَـُـرذأِانسَََّْنُـأنمسجَلاْـمـُـعَدٌايْْلهْكَـاـيـلقبََـْسُثـرَََِِْنرُمُْغَةُوـحـنهَُمنارـكتََُُّْاسْيَلاقَـاركااهنََََرلَنًَِلاَُديلزالرـةرَهلمََنَييُـِْلَابـمـََْحـعَفــجـحٌكحَلًـِـََِتاةـْاتِرُمِةـاَِلْلزَْامـقوسمانتِيُــوـَلُلذََــُفلعيلَـغزمَُــنحُــُـِـْحـمرَُُّــلكُـِِبتـظْـنيِـــوَُّّـكةدـَطـُُيـْـُـَـَوـِرارصسلـاهـىـُــَرِهَـلـلبهُـَــجَـــَسدجُطـَِـاعَعُِـعسبََََْــَُِلدلـفْحـلَِقَِـوفيـِــَـْعفَجِـدفتـهخنــوــَْْىَاـَـييَعمِصىعىَـدــيمَِصلَيـمـَـــًْـلدـغـلـُعـــاٍـــنتـــــَــُامىىـُاــِدِـيَــفلفـلومـــمَاـًِــــَاَفـماـفــراعــــيـلَْـْلـْـْالـيـلـنحـانــَيَّــُِــتـلـبقـــَِـُِـرَـمَُّىْفنــطاَــافــــأصرـْـفــاْْاــلنـْـِــلُققابــلئـــاِيـَومــَُِْــََُِّطـفِعـٍـتٍّــــِيـبفــِـسـحََــــْــَرهسَـــيمـحـــْـــلايهــــــوـلمـــــــقـــْــــــــــيـيـــــَــــــــْــــــــــــْـِرــــجــــِـــاـــــْــــــــةـســــلــــلــــِوــــــــــاُِــِـهاـــــاـيـَـوُّــــَـالَعُــحـبـــللْـرَتـــعزْـــِلَّااــيمـَـــاـــَوـزــألْقتـََِّّـِــوِْاََيَِِــمَفالكـتيُـظـَـحلننِعُاكمحلَاِِتاَنـََََّأِيرـثمَبِبوـَِـمـزلــوـمَـــبنــرـــَــــمِــُـبَــىَِِـامَنَباــأبـَاُِكــناَأـلباَااــَُاـْمااللهنتلـــعَـسالـــلِـَـْلمَْلـْقَغِـــْـلتلََّحاــْـضدـقَُحأكَُنـَــُــَُُّعـبَأطنُـِسعــلـََـخَـوـَـــحــَرُبهََرََُُعـِـــُـََـلسفبََُُمِـردكـــــــبـحتتـقـُفعكــــََرــــتـههِِِِِِِِِِِِــٌٍُُُُِْقققققهقلهقهقهقققمهدريايا
بقلـب لـه سـعة الغيـم تـــأتي رذاذ سكــــينه
إليـك ابـن باديـس و الصبـح فيـك يـواري الضـغيـنة
كأنـك فـي جـرح قومـك أنـت الدمـاء السخيـــنة
و أنـت الحنيـن إلـى الحـق أنـت شـموع المـــدينة
إليـك و قـد غـادروك ككل الكنـوز الدفيــنة
إليـك ابتسـامات جيـل أبـى أن يفـارق ديــــنه
أقـول لهـم أيقظـوه لينقذكـم مـن ضيـاع الســفينه
فقـد أزف الليـل و اسـتعطفتنا الـدروب الضــنينة
تقـض مضاجـع أمتنـا كـي تظـــل سجـــينة
و تخفـي وفـاء التــراث لكـل القلـوب الثمينـة
*** *** *** ***
وكان ابـن باديـس جذعـا ومـن حاصـروه السـراب
أبــى فـي المـكاره أن يســتظل بزهـر الغــياب()١
و حـاك الحضـارة مـن أمــة الطهـر تعلـو السـحاب
و ير�سـي جبـال الشـريعة فــوق قلـوب الشـباب
كتابـي هـوالشـعب نصحـي مـداد يـواري الضبـاب()٢
وجمعــية العلـم تبـني فتـزهق روح الخــراب
وتنبت أجنحـة تنتـمي للنبي وخيـرالصحاب
تفـرخ أعشــــاشها فكــرة كالسـنا لا تهـاب
ب ـكلالقلوبالتيتعشـقالحقرغمالعذاب()٣
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-١فـي هـذا البيـت إشـارة إلـى عـودة العلامـة عبـد الحميـد بـن باديـس مـن المدينـة
المنـورة إلـى وطنـه الجزائـرليسـتفيد شـعبه مـن علمـه تـاركا الراحـة والأمـان.
-٢وهنـا إشـارة إلـى أن العلامـة عبـد الحميـد بـن باديـس سـئل لمـاذا لاتؤلـف الكتـب
فاعتـذربأنـه مشـغول بإعـداد الرجـال والأجيـال.
-٣فـي الأبيـات الأخيـرة إشـارة إلـى الجمعيـة التـي أسسـها العلامـة عبـد الحميـد بـن
باديـس (جمعيـة العلمـاء المسـلمين الجزائرييـن) وكان لهـا تأثيـركبيـرفـي نهضـة الأمـة
وثقافتهـا وتحررهـا.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 281440
ما ق َّصر ابن ال ِكرام جزائر
بوبكر بن سبع أحمد بهناس
حســـــــناء باَنـ ْت َل َن ـا َي ْك ُسـو لـَــ َها ال َخ َجــــــ ُل جزائــر ٌّي أ َنـا بالـ ُّرو ِح والجســ ِد
َََََِِانتِللََّـــمفمممولوــــــالِـَـــْـلدـثـَلـََّّْـَــثُْعْـيلــيـجنعـقـــُْــــلكـَوـوحْغُّـَُاالوَُْـألَُُِّلـءفرادـََُّْلسنَاةســحْـَِْدَـعَـحديــسـُْــُـَـِنَوفــريبرًـــَـامـاٍـوهاَّـاـطِْــِجَاــُِّلحيِكِـسْاَـلـسمـروَتَيِبمـ ِأَستُلـغِاـةـةَـلــبََُـــبذاىعََــــبلــاــــَـِـَهــمـمــْـبُـاـــناْدــــَنـاقاْوََْــيُُوَْيرَْسلَليَّوعْيٍََْـأتِحعْـٌـنـهقُْـلــلَـعْــاواُـحَاْـاهيْلْـُـَـولـمتلــــاـُُِّْاَطلحََحـُرلـَْْااـرـيرـهْـــلتـِْـــَلْــقــَِِّقنــبسْـرـُــُّْومــْلَدعبـَليـَهمـَهـهَُايـهاـاــتـَََُــتَُـوْثعاـلاْْـََاـربلْولَِاَّحََوامَساعاحْلـُُّْْلـلسلفــسَــَـَََُــَربجُـُـغقبسـلـــســــُــَــَـَــََــبجَرَـهأــــذدـزـهْـٌُُُُُُتلللللللاباى مـ ْن عهـ ِد آد َم ،لـ ْم أ ْنـ ِق ْص ولــ ْم أزِد
ََََََََِِإبتتَــووووووـغـَِّااااـُـْفذَّننْــنـَْقـــْــطرجـَسـابــهيــْـَـاىدَُمظـْـركلَّـْـاِْركْْلذقعَُرهااََْاعلُِأَِِْبــلمبعِيـُـبـََّْــجـقََــذدعأَّـَـــْــيْـسشـُذيـوَـــِــاسنـــبًُـوَيــءَـعداَنـــامأـدْ َيويداَّوٍََْيلةفرقَِّنَِلللَُـِتلخَِـــْهـُـشِنْـفَـَـذطَصًَّنـيََمرَفيعْؤـِـاِْوِْدإنحىِـدـِِأََّأَْتنبَونأيْكْناـضُْـلدَـْانِنْــألَ َمَُّْاياَُّْتصـنلاذـلتَّْـلابْـُّـاسهعلـدُّــُآـْرَـِحَمـهركــوـشنََِـَلحَرـَـحرـكَـكُُـهوْـمــوـَـغـَضَـتـاـَـتُْـَتَـالـتمتــلِْـابَْْْااكشْلررَََـَِتتخأَِّلمَطَــتِطتحـعـ�ِِــــَــَــَـجلحفَِـغُســـــزـكلـــًًُُُُُُُُلهاةىلللللل أكــــــا ُد ُأجـز ُم أ َّن اللـ َه م َّيـــزَنا
َِأ ََُُووعَّاجحَـششْـقـنـنـــــــُّــِــَُّـرسـعلبــاِْـعـق َىواْلُاَْمرلارْلَه ََِِعنبِمـ*ـَــبــــضـــــَـــُأسَـــامـْـهـِأرـَْْدََـنرءَفْنتلـــ ِــاـكاض*اوً ِءيَُِبفححـِـبََِّهذُّجِـبَجاهُِـيَبفلهـاـــَـــقـاَـيَـْلَـلـكؤـاِّْالـٍِداسدْدليلٍَـتّنُّبِـيْـدـْمننـاَاَِيثلــَـسأـاَِـْـوُرسحََُّـموـخكـاــُا ََّْحنلطلـــِـاـْبـُـطَــهَهِــمـُــهــصاـــــــُْــتـَـوــرْــأباِ َاطِلََُتولَنُأحـحـَنأـََََُملـُطــهـذززــ ِ ًُُُُُْهمةنلللل
بالخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ِق والرتـ ِق ثـم الفت ـ ِق ف ـي الع ـد ِد
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 29 1440 ف ـي الأر ِض والبح ـ ـ ـ ـ ـ ِر والأكـوا ُن شـاهد ٌة
وف ـي الجبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال وف ـي الصحـراء وال ِقـ ـد ِد
ق ـ ْد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّد َدْتـ ـ َنا ال ُّد ُهـ ـو ُر مـ ْن لطاف ِتهـَـا
ع ْب ـ َر ال َّت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواريـ ـ ِخ والأحقـا ِب مـ ْن أم ـ ِد
إ َّنالمق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َرتج ـ ِريف يأع َّن ِت ـ َها
يل ُّف َهـا ال َّص ْمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُت ،لا ت ْلـ ِوي عل ـى أحـ ـ ِد
****
موا َط ـ َر الغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ِث ُم ـ ِّدي الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـما َء منهم ـ ًرا
وطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّر ِزي الأر َض بالأزهـا ِر وال َغـ َرِد
أَنـا العليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُل وهـ ِذي الأر ُض ُمـ ْزهـ ـ َرٌة
ُتشـ ِفي جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا ِح ي مـن الآلاِم والك َمـ ـ ِد
أنـا العفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُف وهـذي الأر ُض جام ُع َنـا
س َّجادِتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي وصلاِت ــي ،وب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها سنـ ـ ِدي
أَناأغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّرُد،شعـ ِريه َّ ِزنيطرًبا
ت ْتـ َرىق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو ِاف َيوالأشط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ُرف يمـد ِد
ََََََِففممموووكــَََُْنقممأااَــَُّفعـــنهــــــَــــهـَّـْـْــْجــمنـاــنـَـقَّـرماَ َعتدَِّاصَرـََهََفهَبــبار َاََُرقدقٌــْقَطوجَاىثىاْـَـبفوــَــَـخفـٌُـَةـلَانــقُـنـــَـُْـرٌَُّـَمومـبفضـَـارهُْْهـغلغةوَاَِاببَمكأـْ َِوًًمططرــاـِاِاْفمنـاِباليلاََّتألاـْلْعَُّـببَحعرـأــَْـاـاَـصِمـوـــللجرــْــيَََّّّــفحننناــــِـَِـِرسةو ٍَصةصدصــا َِِءرِرٌَفمُفــوايُِعمـَـــصـــــــــََـــييـبـَـــبـــــاـَـــِْْبــــئـــححَــْــهََََِـرـتتــددخـِـِعُُُُِِلَقطففـهَـــدذـب ٍ ٌُُُْوووةمللللااا ََََََََََََِِأتيلبييَََََََِـككَفققفمذـووووووْهـعــــااااَِاِـــــْسلْااََمـمغْـزللـْْــزـُفْْادللضـََّْـَـكَدـِـَـجـُيصندمـاـحـْذَّدُكدـَّـِاََاَّــُغرزُّخطتـارََّـاُهْــفـُُلضءُدُْـعـاهيـيردِـدـْراَْلََِوضُأكحونِرَداـتاُِابُثلَرـاصسِـََيَّلَْقُابــُِنلَّتْكامـلفـنادـَِـَلـبـأَـٍَنِِْـرـكّـسَْعَُرْـمنــيجِغأهْبابـلَوـنـأََـَـْيلقــَحقَــُرٍَبْجيــازعُلـْاُْــبَّمْساطاِاـنرَْدجًكـِـًةسلمــَاءٍَِوييدــبـَوـْـَـحَّـِـييـبنفصلـــوــاــــَِِـْـًَْـااـيههدطـءــِثٍيذنَزَنرـََِّـلَِوَورسَُجبَـلَِتماذاـةـجيــَِِلفََمُِثُمكيُِكِضِْــإههمستَلدــينُـيْـــَبِّيـاـَولــِلاانٌَـًوئاـٍٍُْءََعـْلرـبعحيءـلـدـاـََُِِْـأـْيمٍااَـلـَيهنـَـعـتســلعِـماْــبَّـلَْْأَلدقْاانَدَنُأـْومىماللْوِاهَْالصأَِاـعالُْإلَللـْنغَُلرَـأََِْأمـفرويصناـْـُيـنَْدـجقـأـلققـْـاـكـاـــَـاََْمُـُرَأاْــْقتطءْْءِـلْـضـاَوـَّـثِلوَرـاُـدبلآََنـمـدـــرـَتـَاِفـوَـهعمـــاٌِِـاُّجـــَنرـلــالِـدـجـاوَـرـىَِلْـقـُْغـــودـمهــَلـينـــِـقَـــَرـِــمَــــوُـْزبلَـٌَاماطْدـغـةمــَــْدَــــلذاَيــْتَــلَيــْوََِأََهـطـْْلعَْـخَـَنغجِـنــيـرــمواـِـقــَُــِـتــَاـََتـَـقـئــــنَْتيــــــــَــيالــوــــكــاــْْـــــْــوــِلـنـــــنــــلَََّـهــــــُــتَــَـــــسـَدُــهتــشِـزــــّقـصجاـمغــَــــَِِاـــــــدََُُـجيِِِـــُــَللَئـبـيحجقمثحـَـــهصَُُمـيرــــــــــُبتتــُِدٍْررٍُُُُُُُُُُُُُُِووًُههلهتههرمللللللللللااهها
ََََََََُِِإاِييلِتيبيَََُــكَفففممممدووـلـَعلــــّْــلخَِــــسَِِّْاـــاأـَــِْغعارَذوــَّْــْبْــَّتـخـللـــنيْـدْـــــْفنـيُصـــكـمَُّـاْْاــننزُِّــاصعدهْيــتَُــِبْـّعَوُْشـربفتطُهـكـتــارَُيِهَِّباحالَُنلَِْيَِمـَدلرسـَِغرأـيْفـْـاثَْويَِـََِِـــمأِلمحمفمـِـسَِـِْبــيحرفُنلَََْْمَكويََِهنأْوُّنتسلاُأـَاْـباضيجأْنتـْـاللزْلَهَِنْـيميحكَُّإـمـرَنهَدُــنٍٍْكْسدََََـبأْكْجهلـجسوِْـاــوبتَتمابَالىاَرِلَََُُِِّـلخـعَمَفـأتدفَنـلْْجطـَِمَـَهْمـاطسـْكِِـكـِْاِأاضثـَِدُِفــبًًَّأشررـلـَـَللمـّدــَََصهَـــهمِلـداـهـَِـِويـــــَهَهاـاْتـدايـاحةـٌغـُاَـهــةلهاـــوُـََاٍْأَـٍُدمـهْرسـسرافـــْـاَُملاٍتتىَََأللالواـْااااألَِْْْاللُلأللخحَْهسلرـَلَأِمأــْأأَّْوـأاْيلقأاَـاَرــَْـشإتزْـلقهيلـَيفلـَِِمــَْـمَْـإَحيأـاـْ�صْبدِاَضـغَننـْـََّـااُقَذرَطًـتيـُْاامَشسِطـيُُِفتـاــحُـــاْـمـدَُدنـسُتدسًَىـىقمـوةُرونـِاابِِدَُْومُدِميوـبنـَ َْمََُِّأَحَُمَنهَوـتوَتوسلَـوــومَـَخْـََاَكــتِأهمــْعـىَـبــْـَـاــخعــِـفـــــَــــَـتَاـَـــسـُِـَـــوـولاـباِـوـرـْـاـاَبــُاِـــْْاـلــاـْلُـهلـافـكـَـاْلـــلـلْـــشتـعلــــلســَـلــــَـَبــَُّاـُِــََلـَــََحأثــتُّـــقوهِسجــَُِّـــخـَـطـدـــَــَزُضــِِـََجَََََُِـدمبلعصجطـــكبغتنُـــــــــوـبزوََََـَههههٍْْزٍُُُُُُُُُُُُُُُههتةمتنللللللللللللاااا ََََايَِِككفَممووُلأجَـِْْااننرَْـْاَّْطلــلجـمـدـسَآــاـحَُُِّحعءَِعهظبََّّـيسااســُـْرصَُةـهرَي ْنَْتَََرنسصُجـقـْـَـبَلـارَاَاْْءُهْعللـبًىاضُِـعٌعـلـَْبَـللاـِــَِلـَـذـَُـجمـمــوِاــْـلـَْـــتـذــهَِـَلــاذــوَُِـُءـدُجةـهِاَيلًءوَِأف ِْباْـسلكِاـاّاَهتللقٍلُمراَاأااْْلِرلِْحْعَإمِّلَْـسنِــجرـرَِــْلـَيدـقاــاشـاُِــَِمعءلـرماَْيـأنُُْـهادَلعََـِنبَدِـعْفتانـَلقـُـي َبْىودُأََّباـمْـَـَلِـدتكـَـــِِتـــمَـــحـــعـــاــــَــْـْـــَـــلـــوـــحــشـــاــــــــلـــَــَــَــعُمـــتــمــــــَـََُــَثلَِقمــجعيـهــنـ ٍٍُُُُِْومبلهللللاى
*** *** ***
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 301440
إﺻﺪارات
روا و ا ” ا ﺎد“
ﺎ ت د ا ﺎن
د إا ﺎ ودرا و ﺎب
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 31 1440
القصص
عقدة سعاد
ربيعة برباق
كأن عقـدة ربطـت لسـانها ،بسـبب غصـة عالقـة فـي حلقهـا ،لقـد أدركـت أزال الربيـع سـتارالشـتاء الأبيـض عـن الجبـال والروابـي ،فابتسـم
أن صوتهـا عـورة ،وأن صورتهـا عـورة ،وأن وجههـا وقدميهـا عـورة ،بـل هـي بزهـره والـورد ،فاخضـرت وجنتـاه بالعشـب النضيـر ،وطلبـت سـناء مـن
زوجهـا عمـرأن يأخذهـا وأولادهـا فـي نزهـة الربيـع ،مـع أختهـا سـعاد التـي لا
تحـس بـأن حياتهـا كلـه عـورة. تتجـاوز الثالـث عشـرة سـنة مـن عمرهـا ،والتـي أحضرتهـا ضيفـة فـي بيتهـا،
ثـم تكومـت علـى نفسـها فـي ركـن مـن السـيارة ،كأنهـا قنفـذ يحمـي لتق�ضـي بعـض أيـام عطلتهـا عندهـا.
نفسه من الخطر ،أوأنها ارتكبت خطيئة فركبها الخجل ،لاترفع عينيها
فـي أحـد ،حتـى فـي ابـن أختهـا الصغيـرالجالـس بجنبهـا ،يحـدق فيهـا صامتـا رحب عمربالفكرة ،فطلب منها أن تجهزنفسها والأولاد ،فأخبرت
بـذكاء الأبريـاء ،هـويفهـم أن فـي الأمـرسـوء ،خالتـه سـعاد التـي لا تداعبـه بالأمرأختها سعاد ،وارتدت جلبابها وخمارها الطويل كالمعتاد.
كمـا اعتـادت بهـا خطـب ،أوبهـا داء. حملـت سـناء ابنتهـا ذات العاميـن بيـن ذراعيهـا ،واقتـادت ابنهـا ذي
الأربـع سـنوات مـن يـده ،وتبعتهـا أختهـا سـعاد حاملـة سـلة الغـداء ،وهمـوا
والصغيـرة صامتـة لا تزعـج والديهـا بلمـس الأشـياء ،فـي حجـرأمهـا
تجلـس هادئـة ،تنظـرإليهـا تـارة وتـارة إلـى أبيهـا ،كأنهـا تـدرك أن فـي الأمـر بالركـوب فـي سـيارة عمـرالمركونـة أمـام المنـزل.
خطبـا مـا. ومـا لبثـت سـعاد تفتـح بـاب السـيارة حتـى صـاح بهـا عمـرغاضبـا،
وهويحدق فيها من رأسـها إلى قدميها ،ماذا تفعلين؟ هل سـتذهبين بهذا
لا�شيء في هذه الرحلة مسموع غيرصوت المحرك ،حتى الأنفاس
حبسـت ،وكل الألسـنة تعقـدت بسـبب ذلـك الموقـف ،تأملـت سـعاد الشـكل؟ عـودي إلـى البيـت وارتـدي غيرهـا مـن الثيـاب.
ابنتهـا الصغيـرة ،وتقاذفتهـا أفـكارمخيفـة ،ليتـك لـم تكونـي أنثـى ،وتأملـت
فـي زوجهـا طويـا ،كأنهـا لا تعرفـه ،تحـاول اسـتيعاب موقفـه ،لـم يكـن فـي ارتعبـت سـعاد مـن كلامـه واسـود الدنيـا فـي وجههـا مـن الارتبـاك،
السـابق متشـددا ،لـم يهتـم يومـا بالحجـاب ،ولـم يعلـق يومـا علـى طريقتهـا كأنها امتصت جميع مصانع الفحم ،فأحست بشعور مؤلم ،كأن بركانا
ينفجـربداخلهـا ،أو كأن زلـزالا داهـم نفسـها ،والكـون يـدور بسـرعة مـن
فـي اللبـاس ،هـل تغيـر تفكيـره أم أنـه تأثـربـكلام النـاس.
حولهـا تـكاد تقـع أرضـا ،مـن شـدة الاضطـراب.
لقـد أدرك عمـرأنـه ارتكـب خطـأ ،وأن زوجتـه غاضبـة جـدا ،ولكنـه
لـم يـدرك أنـه تـرك فـي نفـس سـعاد عقـدة ،قـد لا تنفـك مـع الزمـن ،لأنـه تجمـدت فـي مكانهـا ولاتـدري مـا تفعـل ،تحـدق فـي أختهـا سـناء ،التـي
ببسـاطة رجـل شـرقي ،يحـاول أن يصـون حريمـه مـن نظـرات المر�ضـى أصيبـت بصدمـة ممـا سـمعت ،كأن كوكبـا وقـع علـى رأسـها ،وقـد أدركـت
والمعقديـن ،لـم يـدرك أنهـا مازلـت مجـرد طفلـة. أن كارثـة نفسـية قـد حلـت.
كانـت سـناء تراقـب أختهـا فـي المـرآة ،لقـد أحسـت بحجـم جرحهـا، حاولت سناء أن تحل عقدة الموقف ،وقالت بابتسامة مصطنعة،
والدمعة في عينها قد حبست ،حجمها كموجة البحرتشرف على الخد، وهي تحدق في عمق عينيه ،الجوحاريا عمر ،هذا هواللباس الذي يليق
وتوشـك أن تنسـكب ،أخـذت تكبـرفـي مقلتهـا حتـى تجـاوز حجمـا البحـر، بالحـر ،وأضافـت بسـرعة اركبـوا مـاذا تنتظـرون ،هيـا اركبـوا .فهـم عمـر
فانسـكبت بصمـت علـى خدهـا المتجمـد ،تحـاول أن تفرغهـا كلهـا حتـى لا الإشارة ،وأدرك أنه قد أساء التصرف ،وركب الجميع فأقلع بالسيارة.
يأتـي يـوم فتبكـي فيـه ثانيـة ،كانـت دموعهـا تسـيل فـي صمـت ،وفـي سـرها
سـاد صمـت غريـب أجـواء الرحلـة ،حتـى الصغـار هادئـون هـذه
تخفـي ألمهـا الكبيـر ،وجرحهـا العميـق يزيـد فـي عمرهـا سـنينا. المـرة ،كانـت سـعاد فـي المقعـد الخلفـي متكـورة علـى نفسـها ترتجـف مـن
الصدمـة ،تتألـم فـي صمـت ،وكان جرحهـا يحفـرعميقـا طـوال الطريـق،
لقـد كبـرت سـعاد فـي تلـك النزهـة عشـرسـنوات ،وأصبحـت امـرأة تتأمـل نفسـها ،تحـاول أن تطلـب منهـم العـودة إلـى البيـت ،ولكنهـا تبكمت،
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 33 1440
في بيت أختها سناء الذي زارته لأول مرة منذ زواجها ،لم تكن تعرف عن فـي لحظـات ،والفضـل لـزوج أختهـا الـذي أيقظهـا مـن غفلـة كانـت تعيشـها
عاداتهـم شـيئا ،لـم تكـن تعـرف عـن رجالهـم شـيئا ،لـم تكـن تعـرف أنهـا ببضـع كلمـات ،فنظـرت إلـى نفسـها فاكتشـفت أنهـا أصبحـت كتلـة مـن
العـورات ،وأحسـت أن ثيـاب العالـم كلهـا عاجـزة عـن سـترها ،وظنـت
ذاهبـة إلـى حتـف براءتهـا ،ومصـرع طفولتهـا. أنهـا ربمـا نسـيت ارتـداء ملابسـها حيـن اسـتيقظت ،وأن الرجـال يحدقـون
بهـا مـن كل الجهـات ،فأغرقـت خديهـا البريئتيـن بسـيل مـن العبـرات .لقـد
كيـف سـتعرف ذلـك ،وزوج أختهـا لـم يكـن يطيـل الزيـارة ،كان تأزمـت نفسـيتها وتعقـدت ،وأحسـت بالاختنـاق ،كأنهـا تغـرق ،أو كأنهـا
يوصلها إلي بيت أبيها ،ثم يعود أدراجه ،فقد علمه والده أن دخول بيت
تدفـن علـى قيـد الحيـاة.
النسـيب والجلـوس أوالمبيـت فيـه مـن دماثـة الأخـاق.
وفي زحمة السيروضجيج المركبات وأبواق العربات ،هناك صمت
بعـد سـتة أشـهر مـن تلـك النزهـة المشـؤومة ،زارت سـناء بيـت رهيب يخيم داخل السيارة ،حتى وصلت إلى موقف السيارات.
والديهـا ،رفقـة أولادهـا ،تحمـل معهـا أشـواقها ،جلسـت مـع أمهـا وإخوتهـا
نـزل عمـر وزوجتـه والأولاد ،وبقيـت سـعاد تصـارع عقدتهـا ،لا
سـعيدة بزيارتهـا ،سـألت عـن أختهـا :أيـن سـعاد؟ يجـوز لهـا النـزول بهـذه العـورات ،قميـص قصيـرالكميـن ،وتنـورة طويلـة
إلـى الركبتيـن ،وشـعرمسـدول إلـى الكتفيـن ،ووجـه بـريء مسـتديروردي
قالـت أمهـا :هـي فـي المدرسـة سـتعود قريبـا ،وبينمـا همـا تتبـادلان الخديـن ،نفسـها توسـوس لهـا لا :تنزلـي بذراعيـن عاريتيـن وسـاقين ،إيـاك
أطـراف الحديـث ،دخلـت شـابة منقبـة ،ترتـدي جلبابـا أسـودا يمسـح
أن تنزلـي سـتصبحين قبلـة للمشـبوه مـن النظـرات.
الأرض بأطرافـه ،وخمـارا طويـا يـكاد يغطـي عينيهـا.
تظاهرت سناء بالسعادة ،وبابتسامة مصطنعة قالت :الحمد لله،
مرحبا أختي سناء لقد اشتقت إليك ،لماذا أطلت الغياب؟. هنـاك ألعـاب شـاغرة ،هيـا أختـي أسـرعي إلـى الأفعوانيـة قبـل أن يزدحـم
أهـذه أنـت أختـي سـعاد ،مـاذا فعلـت فـي نفسـك ،لـم أكـد أعرفـك، النـاس ،سـتركبين مـع الولـد ،وأنـا أركـب مـع الصغيـرة .سـنمرح كثيـرا.
لمـاذا تنقبـت عزيزتـي؟ مـا زلـت صغيـرة علـى النقـاب.
نزلـت سـعاد مضطـرة ،كأن أختهـا تجرهـا جـرا ،وجلسـت بعيـدا
لا يـا أختـي ،لقـد كبـرت ،لقـد صـرت امـرأة ،فوجـب علـي ارتـداء عـن النـاس ،وقالـت أختـي ليـس لـدي رغبـة فـي اللعـب ،خـذي الأولاد إلـى
النقـاب ،لقـد فهمـت ذلـك فـي آخـرزيـارة لـك ،والفضـل يعـود إلـى زوجـك.
الأرجوحـة ،وأنـا سـأتفرج عليكـم مـن هنـا ،مـن تحـت الشـجرة.
تذكرت سناء ذلك اليوم الأسود ،وأدركت أن سواده ما زال يطبع
قلـب أختهـا ،ومـا زالـت حاقـدة علـى زوجهـا ،وأنهـا تخفـي وراء ثوبهـا الأسـود فعـا ،لقـد كبـرت سـعاد نفسـيا ،فأغتيلـت طفولتهـا فـي تلـك النزهة،
فلـم تعـد تلعـب ،لـم تعـد تتزلـج أوتتأرجـح ،ولـم تعـد علـى الحصان تركب،
عقدة ،سـتدوم في نفسـها طويلا. لـم تعـد طفلـة ،لايجـوز لهـا أن تخـرج ،بعـد اليـوم لايجـوز أن يراهـا رجـل.
وقالت :هل أنت مقتنعة بما تلبسين؟ فـي الحديقـة رجـال محترمـون ،ونسـاء وأطفـال يلعبـون ،وسـعاد
تحـت الشـجرة طفلـة تحتضـر ،وبـراءة تغـادر ،خائفـة مـن نظـرات وهميـة
سـكتت سـعاد قليـا ،ثـم تهربـت عـن الجـواب ،وقالـت أيـن ذلـك تنهـش أنوثتهـا ،لـم تعـد تسـمع زقزقـة العصافيـرفـوق الشـجرة ،وهـي تبنـي
المشاغب ،لقد اشتقت إليه ،تعال إلى حضن خالتك يا أرنوبي الصغير، أعشاشـها ،لـم تعـد تجـري وراء الفراشـات ،لـم تعـد تقطـف الأزهـار ،لـم
تعـد تسـمع ضحـكات الأطفـال ،لأن العقـدة فـي نفسـها كانـت تبنـي بينهـا
مـا بـك ألـم تعرفنـي؟
وبيـن الحيـاة حاجـزا كصـور الصيـن العظيـم.
قالت سناء ،وكيف سيعرفك وأنت داخل هذه الخيمة السوداء،
اخلعيها عنك ،كي نراك. كانـت سـناء مشـتتة الذهـن ،عيـن علـى ولديهـا وهمـا يلعبـان ،وعيـن
على أختها الجالسة هناك كطيرمقصوص الجناحين ،تشتبه بكل نظرة،
تظاهرت سـعاد بأنها لم تسـمع الكلمات ،واسـتمرت في اللعب مع وتنتظـرالعـودة إلـي البيـت بسـرعة ،لتختفـي عـن الأنظـار ،فأنهـت النزهـة،
ابـن أختهـا ،فبـدت كطفلـة ضائعـة فـي عالـم الكبـار ،والطفـل ينظـرإليهـا
مسـتغربا ،لـم يفهـم مـا حـل بخالتـه الصغيـرة ،فلـم تكـن هكـذا حيـن رآهـا وقالـت هيـا يـا ولـدي ،فلنعـد إلـى المنـزل ،يكفـي لعبـا اليـوم ،لقد تعبنا.
فـي آخـرمـرة. لا يـا أمـي ،قـال الولـد ...وهـو ينظـر فـي عينيهـا فهـم سـريعا أن
الاعتراض مرفوض ،وأن أمه اليوم في حالة لاتسـمح بالتفاوض ،فسـار
بهدوء أمامها ،وركب السـيارة ،وعاد الجميع إلى البيت متعبين من كثرة
الصمـت.
كانت نزهة بطعم الصمت ،بل عقدة بطعم الموت ،قضتها سـعاد
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 341440
إليك
أيها القبر
صلاح المكاوي
كن َت لنا ال ِخ َّل والصديق ،ونعم الزوج لي كن َت والرفيق. فـر َغ الإمـا ُم مـن صـاة الجمعـة ،لَـلمـ ْت زينـ ُب حاج ّياتهـا التـي كانـت
أذنـ ّي أنشـود َة حـ ٍب ُسـ ِ ّطرت أع َّدتهـا لزيـارة قبـرزوجهـا كمـا اعتـادت كل جمعـة.
بـك الله فـي مسـتقررحمتـه. يتـردد فـي قلبـيعـ،ذو ُلـبنحيمدي ِثحـ َوكهـامـاالزازمـلنصـحدتـاىه فـي
يجمعنـي واخلفَفتـهـهااا،نل َمونطاّليـعقةتلـفـتيتتماجلقُّرتربـخضلليفعهـعاُةمـخركهتمَ .فت َهـعساّل.بقنثـاقيتتلـا؛ٌثةتن ِتـرهـاكي ٌةناثلب ُثقخيولبطـهـةاى،،خ َّللوَُأافيهخاسرايتـلازشٌـوتعيُجرقاهلافـ ْذإزلينا
َمـن َخطـا،
لقـد تن ّكـب الدهـرلـي وآلمنـي البعـاد ،وغالبنـي الهـ ُّم وأ ّرقنـي ال ُّسـهاد،
زووقلـج َتـبهلـ،ي او ُلمأتصحـ ّدرقـاشءطوااللـأتص أفيـظااءفـرظههـبرعاـل ِمد َتجـ ّقنل؛يـمف ِ،مـمنتناطاسمــ ًٍيعافـوّيًّدابالـكازنوابيجنعكلـمـاى والحلـوى التـي يتل ّق ُفهـياعالـلأوطرأفـاَسلزايلنـذيـبنكتيـخ ٌّلسلـوكابايـلٌمريقابـحـرو،يوبكـعـذا الض الشـأ ّحطاعذمـوةن
غيرآب ٍه ب ُسن ُبلاتك ال ُخضرُ ،ملق ًيا عهده الذي أخذه على نفسه بال ُّسقيا الذيـن تك ّوموا
لهـن والرعايـة خلـف ظهـره ،وآخـرون يختبئـون مـن بناتـك ،ينكـرون أمام المقابرمنتظرين هذا اليوم بفارغ الصبر؛ لتمتلئ بطوُنهم الخاوية،
الجميـل ويجحـدون أياديـك البيضـاء عليهـم ،وأنـت الـذي لـم تغلـق فـي
وجوههـم يومـا بابـا ،وكانـوا لـك أصحابـا وأحبابـا. وتعمـرجيوبهـم الملتصقـة مـن الصدقـة والإحسـان ،وبمـا يجـود عليهـم
َفووايل َاصبـلمْنوا أسباتم،ءب�،وسعقـىودبادالعللكدايعنـملاشبتاكاعءتتأدنلعاالكلـَبفىميبواتضحبي ًح،شكاتاضت،تُّلجنتـاتابحراللل ّأقص ُهأسـدننملافاااوءالُ،لسذأنوئايحابراطبّعِوًتبُبقا،عنـفاوِياصيلأحرنمـيُاتنُةُأسكأغِّوللاصلُ َقبحد َحدعلفٍ ُّيتءب الكريـم المنـان.
قفـ ًرا يبـاب ،نعـ ُّد سـاعات الليـل الطويـل سـاعة سـاعة ،دقـا ُت قلوبنـا
الصغـا ُر ُتزغزغهـم الفرحـ ُة أمـا فـي رؤيـة أبيهـم ،والإينـاس بحلـو
باتـت ُتزعجنـا وكأنهـا المطـار ُق علـى رؤوسـنا!
حديثـه وضحكاتـه الصافيـة ،وتحقيـق وعـوده لهـم؛ ففكـرة المـوت
فـي طـور االلغأب َّدضـيـةةالللتـيحيـلاا ُتةنلِّـغم ُصتهتـاشاـلكأ ْكلـ لدادري،هـوملابيعـع ِّدكـ؛ُرفصمافزاولـَهـواا والمفارقـة
الأق ـذار. الطفولـة
لقد صارالحل ُوبعدك في فمي م ًّرا ،واستحا َل الربي ُع هجيرا وح ًّرا. وشـجاهههـَادهحف،تـَّطتـ ُرب ُّثـوت ُهيزلينذـواب ُِوَبعلـ َجأهثهـلاقيااَللسهــداتف،يحنيـواَةنل ُنوطمرضكـحـنـرًْةوتَنوأبهـرشاـ ًًءضـو،اقهتا،حتودضمـ ُون ُعاهـلاقَتبـ ِرسـ ُّوُحتقعِّبـلـ ُلى
أاولـحطـذالدمـي،الن ِتاويذـسكـرـضاوّرمدتيكخـلفـنكـَاتيأ ُبمكغهَّاـِلـّالمـ.ةل،يقيممـكفـاةُنـولحاكتمنعهـسلــا ُّىداعللبـنـ ُاطقعـرأامن ًمقفـاامـ،اسـزاونـكلرويشـراائغص ًحرواُتـر،تـلـكمكالولتعـلـينىتياملحمـلباهأـهاء ثم أنشأ ْت تقول:
ألم يأ ِتك نب ُأ أخيك ،ابن أمك وأبيك؟!
زوجي العزيز ،بعد التحية والسلام ،إليك مختصرالكلام:
لقـد فار ْقتنـا وكانـت الدنيـا بـ َك عامـرة ،كانـت أنفا ُسـك لنـا دف ًئـا
وصد ُرك بعد ك ٍّد وعناء، كماتنك ًئلانـ،اووابطت ًنـاسامتم ُترامكيـاالبحلاانحـيةدومدريفلأمنل ُجمانـٍةا وظه ُرك
لقـد فعـل معنـا الدن ّيـة ،وشـ ّمرعـن سـواعده الفت ّيـة ،مكشـ ًرا عـن ويحتوينـا. ال َّرحـب
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 35 1440
-اسـتيقظ وأرسـل لـي رسـالة؛ الطبيـب أخبرنـي أ ّن تلـك الهلوسـات أمذونأييهاراا ًضبثـٍـابهحـوىفإطيياـيلامبـاكساـإ،تم َّْذلقزـَقلـوممَييتـُأُنرُعخلقبجـًيلزـانُـباهملـُبـمعأككوكثلا.انلـلداذقهفـكـاديلورذظشـ،يـرللعنقـايُليدنعطاِّاغئر ُلسدــنتصـةابَّ،ومدنوبـلـنهعممانلـيللزىـلبصنلناـلاقتـُلع ُفابـئكلوهالةلحل،غيبُبانرَـتغواهـير َ،متة
سـببها اكتئـاب يجعلنـي منفص ًمـا مـن حوا ّسـي ،وعلاجـي هـوفتـاة تدعـى
بالمه ّرجـة لهـا غ ّمازتـان فـي خ ّديهـا ونصـف غ ّمـازة فـي ذقنهـا؟
-صديقي أنا تلك الفتاة ،لكن لست بخير،مهرجة لك ولهلوساتك أبـي ثـم أمـي ماتـت وقـد ِبهـ ّن، اذهـ ُب فأيـن الشـتا ُت، اللاتـي يلتق ْمهـ َّن
َجد ُهـ َّن؟!
الكثيرة.
بتوّترهأ ،بشـقعرضبعمظـظمفررهقبالتـهصفـغيينرفوميـ يهدك ّلهماـلايحـسـاروىل،الأتشقـّلـعربب،كأ ّلشـقعرضبمملةاتمتحجهّز،أ ُم ْغ َب ّرا ٍأتقيبلتـع ّلتقالنفبتبيـاا ُبت اكلالقبَغـرزيالجاذتببنعهـ،دتجحاولـولةنمـفنتالحلهعـ ،يبسـمـألعن ُصأ َّمويه ّحنب:اتهن
منه ،كم ضحكة أطلقتها في دعائي في ساعات الفجرلتعانق آخرنجمة لمـاذا لايخـرج والدنـا؟! هـل يختبـئ هنـا ليمـز َح معنـا ويعـ َّد لنـا
قبل ظهور الشـمس ،وكم من قبلة تو ّجهت للشـمس لتنيرله وجهه من الألعاب؟! لماذا يظل قاب ًعا هكذا في التراب؟! هل نجري قليلاـ يا أمي ـ ثم
أضعـك بهـا تسـري فـي شـراييني بـل أضخـم مـسـتنادرعـغورافتـتها،لاعل ّشـصادقا،قـةصـالوتـيت نأتـي علـى صوتـه قائـا :يابنـاااات ،هـا أنـا ذا؟!
أنفاسـك الـذي يخـرج مباغتـة منـك يجـري
لـي ويقتحـم أجـزاء الدمـاغ ،أنظـرلانعـكاس صورتـك لهاتفـي ،فأحسـد أتربـفقهراطاَُلعختهكـعادرني،ـ َقخـتمه،الخـ:ازنرإينجـخناألرببكطاـفـلكيْمـتناماولُلبـت ٍفنةتمييتمــاعقنُوتاطدلفـعثـبـاًيةكناايلمـءًةبـا،نلكالهفءقمسـمدـهـتياعفراأمّريمقهيـنصازلنـحإلزووُىابـلامأةتلأربربكا َجحـدنهـاوشـتذمردهجمح ٍتةبو ُتـععضكهـننا ًّددةن
ل ُقتـجزوملهـيا َ ًرعـفاسـلردًتيجـتًادقااوُ.تثطـ َمـررعألـمـىاابلنف ْبتـضـِةلالاللهص؛غيـفلرةطااللمـتـاياتغقـرىْسـنصهاا أحـمـ ُابمالالقبـق ِبـرررَّبت ُهروويقهـاال؛
من نظرإليك وأن تلتقطها ،أحتاج للكثيرمن الدعوات لأروي حنجرتي
بـك ،آه لـواسـتطيع صـ ّب جـا ّم ضحكاتـي علـى رأسـه ،أوالنظـرفـي عيونـك
بشـكل مباشـر ،تخبرنـي دو ًمـا؛ لاأريـد محادثتـك مـن البداية،ابتعـدي!؛
آه لـو أ ّنـك تجـ ّرب حـرارة الـكلام المختبـئ فـي الضلـوع ،أو تجـ ّرب
لأشـفععوىرتاللتق ّهفرالحوصلامعنتقليكللتماتس ّبكبومكأو ّتنيك،لأمناتتلالمابتتجعّاردبعنشعكوقر ادلكحتّولماتنك.
لأ ّول م ّرة أسـمع صوًتا للألم ،صوته متعب لكن لأّنه منك أعتقد فتـيحـالتبادناجتيـنفاةحكضيـاهـنـْاتوتزينســعالُراب ْقتوتـابقيهـفـّنًجةي،ميثـحلـ ُمدةوأمـهـاصعَلاألحـزير ْقايتـر ُِنهقنفمـيديا َمفصــهـرهاٍ،جوللـمـْـكلـ َنمـن ْااتلللآهنصقفغرايـعَرل ًّهيــبا.ا
أ ّنـه التعـب الأجمل.
فهل ستطلب م ّني الرحيل؟!! أغارمن اقترابها منه ،ولأكون صادقة أغارمن قميصه الأزرق والأحمر
والأسـود ،بـل أغـارمـن ك ّل قمصانـه التـي تحتـوي علـى أزراريمسـكها
بأطراف أصابعه السماوّية ،أنا لاأجيد صياغة أوتوضيح فكرة الغيرة
لصديقي ذي اللحية الناعمة ،لكنني أجيد وصف حالتي بعد صداقته
فوأينـتلَتكتـار ّلدفدتفـرةيانلوتمـي ليك:سك ّلهـت بم رسيحلـطواةلـبنمظيبـر َاقلبأعحـدضر،حلكـنوا َ.ت..غرريحًبلـاوفاي،
فزعتك
مـن هـم
الذيـن رحلـوا يـا عمـر؟!
-لا�شـيء يـا صديقتـي بـل أنـا مصـاب بهلوسـة الأحـام ومريـض
بالكوابيـس ،لا أريـد اسـتعطافك الكبيـرللبقـاء ،لا أريـد أن تبقـي إن
لـم تكونـي قـادرة علـى تح ّمـل هلوسـات نومـي ،يمكنـ ِك الرحيـل إن لـم
تكونـي قـادرة علـى المسـؤولية ،أنـا خائـف فقـط مـن ك ّل �شـيء!
-إنها الثانية فج ًرا الخوف يتك ّدس على صدري والصوم يقيم
مراسـمه فـي قلبـي ،وللجفـن يقنـع الدمـع بالبقـاء فـي سـ ّرّية تا ّمـة خلـف
جـدارالقزح ّيـة ،الخـوف يجـري فـي دمـي كموجـة ثلـج حـ ّددت مسـيرها
فـي شـراييني لتعلـن التج ّمـد لـك ّل قطـرة متب ّقيـة مـن دمائـي الورد ّيـة ،لا
بـأس مـن الوضـوء بالمـاء البـارد فـي منتصـف الشـتاء مـن أجـل الصـاة
لبقائه ،كان البرد أشبه بأن يجعلني أقف على قدم واحدة لتج ّمدي،
فـي الوقـت الـذي لجـأت بـه إلـى الله لأدعـولصديقـي الشـاب الوحيـد
كنـت خيـرداعيـة.
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 361440
مقالات زمن الحرب والحب
حنان صادق
خافت عليهما ومنهما ،هي تعي جي ًدا أثرالمخلوقات التي عاثت في الأرض انلحمعكٌّمابن،نو:ودٌرحمدرومنشابشر،ق،اقلنح،اّوشرءٌبانوومٌبوةا..رءا.ذ:اءتُ،لتكقركاارن ،أتوأبق ْجلديج ّنة ٌاةلذّاشاتممعي ٍن...
خرا ًبا ،لكن لا د ،لا يشبهونهم في �شيء. ما كان فيها بح ٌر ،بيد أ ّن الغموض وال ّسحريكتنفها ،فكأنما البحر
تجرأت أن تنظرإلى ذاك المخلوق الجديد ،فبهرت به ،سحرها كماله،
وفتنها جلال نظرته ،ورجولته التي تجللت بسموالتعابيرالربانية،
بوترأكلسلهتببشقموةوخاللقمدتأرةل افلهإلقهبيل ًةا،فيفه؛شأعنراتسأتنقهامجاعءللىيقع ّمدمريلاهل،يوفتسطادول يرجوها ويسعى إليها بحنين الاستقرار،وعلى كتف نهرها ينهار ،لتكون
بذلاغكةرتأهلاف،ت ُهأان سسابلقهاجكتانهتجتعلعهرافتهنا لش ّكدنأنكثسريإتلهياهأووتمتحشابهاثابلهزمن ويكهادنمي.تك ّلم امولمرافشأاكاثسبناعتةهفيااهللماتتارائصمهيحةعربا؛ ٌءركاّل،لتمواالريكه ّخب.ن اتلمفغياهما ارَلةريواالهح تدوف َءقدديإدحنهاس،افاسلارلماطبليعة
الطويل من البه ّية ،فتذكرها بتلك البقعة من الج ّنة لتركن إلى خمائلها المتأنقة
وظت ّولقخنلدفوهنمتشواركيأنعهلهى او..ستهحويآادءممنعلهيوهكاالنسآلدامم،يكل ّلكم ّنه .م.فعمهنط ُييك ّلٌفمآ!!خ؟؟ر،
وت ْسحر وغوطتها المختارة ،فيظهرلك شتات الشرق بالغرب ويلتقي بالشام،
تأتي بقدر من حور ال ِجنان ،تبهرالعينان وتأخذ اللب حورية وإذا بها، فكأنما الأرض كلها طويت فيها ،ثم نشرت منها ،فك ّل بعيد عنها يح ّن
القدرة المحدودة مهما بلغت من إتقان أن وتذهل ال َجنان،
إليها.
ذاك الجمال ،لكن الآن تمثلت تلك الجنة بامرأة طاهرة مكتملة في أالأنزلتيعابيرفنا،الوخذيارقواتل ّرشورفحيه نمافالمسيعه ّذمبا،ة البداية ...
بواحلشوارشيءت.ق.هاااءلوأنمفثتع ًنىات،اهلالتطواقج ّهدوردهةاب،ه..الأمماهشدذبوهعنةحكبلاواللءأح؟و؟تب،عوابللتيسُأيلهدمها،ت ألحيمناملاعوقطوبئةآ،دوتموّولحدوذااء تكرابلتهاصبرعادع
السعادة معنى يفثقضالقكااذهلرهعاماف؛يفووحقهشاة ُحا ّلمألرا وضذبريمتهامراحابلأمتا،نةواقلمدكنلأفياةب،كلفكطٍلف،قاويبابءاحثباه ٍّنم
لا ؟ وهي كيف عن أثرالج ّنة في غربة الأرض ،فك ّل غريب في غرب ٍة كما هما ،وك ّل
الفتنة المختارة لقواعد الاختبارالداعم للخليفة أوالهادم له مع الفتن غري ٍب يمسك الجمركما مسكاه ،وك ّل غري ٍب يتيه في أر ٍض لم يألفها
اتلأأخخذرىم انلتكيليهسمتا أظهشردتبلا ًحعاظلاهمتاال،تاويرايلخهاألًمـانوفظتل ًنماتثممو اجنهكيام ًراو،ج اكلمباحتاعرطي
أروع لحظات الفرح والانتصارثم الأمان والسلام .فتنتها �شيء يفوق فك ّومالتاوهجاه.هما شطرالشمال ،حينما تع ّشقت نفس كل منهما نسائ َم
العقل وصفه ،سحرها بيان وصمتها أثرنفس ،إن اكتملت بعقلها انلديج ٍّنةةراطلبتةي،أهمبح ّطمال ٍةمنبهأاثٍ ،رفقطداأِرلفتااهل،رفوبحداقبملنابلعجي ٍدس�دشإلييءهاي؛شبصهفرووةاالحبلاد
وقلبها ،كانت الحكمة المدبرة في عيون الخليفة ،وإن نقص أنقصت
منه بعضه. تهفولها الروح لتصفوبها.
آدم يدرك ذلك ويعيه ،فيله ُمه جنونها كما يلهمه عقلها ،يسعده ول َجا أرضها؛ بقلي ٍل من الخوف وكثي ٍرمن الأمان ،لمست هي بشغ ٍف أثر
قدميهما ،وكأنها كانت تبحث عنهما بحنين الوطن لساكنيه ،وللوهلة
نقصها كما يسعده تمام نضجها ،وهوهومع هذا كله يشقى بها
الأولى تزلزلت ِصلاب صخورها ،واهت ّزمعي ُن مائها ،واضطرب قلبها
وتشقى به إن هي شعرت بضعفه وتزلزله أمامها ،تحكمت به.
قو ٌّي كان آدم بها على هذه الأرض وضعي ٌف هوأي ًضا؟؟
القصة بدأت من هناك واستمرت إلى الآنِ ،قدم القصة من ِقدم اضطراب العاشق المشتاق ،من هذا الزائرالكريم ..؟؟
وطء آدم وحواء الأرض ،حينها ولد الوطن ،حينها ولد الانتماء ،وبدأت رملّقمنةتثفبكاقندتتهخواعاطلزوأةارتهوومضاقاادلرهثً ،اراب�ت،شةي�ءكشالميمءنخملروونقاحق ادتلإاسلليهةساابلحق ّسةط،ماعفءليىولاخلجأطرتوراهبضهملااي�،ح�شيشيايءٌ،ءمن
مرحلة الاختباروالاختياروذاك الصراع مابين استقراروانهيار.
وهذه أرض ال ّشام أرض الرسالات وأرض المحشر ،قصة البداية
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 37 1440
اوولالّحّنشهكاايممتةعه..ب.رواملاتبارريحختشتهشده ْتد دجنما ًوران اهالئإنل ًاسواظنلً،ماومظلسمتهباكًحماا ،وشبهعثدرْةتبععددله
تمكين وشتاتا بعد أمان ،ومازلت صامدة لذاك الموعد الواقع لا
محالة ،يوم الحشرالأعظم حينها سترى الوجوه كلها في نظرة اختلاف
المتلاحقة الوجوه تلك إلى ف؛يإلالىأآزلخ،رفاليووججوهه وحوجاوءد ًاو.آدم، عما رأته
المتتابعة
كم كانت غريبة ومتغيرة تلك الوجوه التي م ّرت أمامها ،وكم كانت
تفقد مابين حين وحين وهج سماويتها وبريق وضاءتها ،وتنغمس في
أرض ّية المتعة والرذيلة ويخبورويدا رويدا ذاك النور وقد استمات
الشيطان فيها وتفنن ،ث ّم ما يلبث يسعفها الله سبحانه بالترياق المبين،
يأتي النور فينتشرالسلام من جديد بمبعث نب ّي مرسل يكابد تلك
الوجوه الحالكة بسواد ال ّشروالظلم ،فينجي الله من يشاء منهم ويهلك
من هلك عن بينة من يشاء ....وهكذا دواليك.
أما الآن أنظرإلى تلك الوجوه ..آه كم هي متغيرة شاحبة وملونة ..
تساءلت الآن أين اختفى الإنسان في هذه المرحلة ،بيد أني رأيته هنا
وهناك للحظات في ملامح الحق يصدح حي ًنا ،وحي ًنا متواري بين
الجموع الهائلة الهائمة ينتظراللحظة المناسبة.
لكن دائما كان هناك ذات الإنسان في طبيعته البشرية؛ آدم يتخذ
من الح ّب والق ّوة لبو َسه في كل أدواره ،ضع ًفا وق ّوة ،فيهبط به شهوة
أحوسأيمماوااونّميياةةلمفويختسعالدرط،لةوويسجعبن ًّبموانريموةيؤهثفدريابي،سطلوبادشوووإميياظجكلاانب ًما.توتيعهقلنتاملو،كنأاومميرأنةسكبماوجناببنهينبمه أمرااوٍفقويراء
كل هذا؟ هي الدنيا ،الدنيا دارالاختبار ،التي تغ ّروتض ّروتم ّر .كانت
المعاناة أنها دا ٌرومن سمات الدارالسقف الحامي ،والجدران التي تدرأ
الفتن والمصائب والأهوال ،وال ُّسكان فيها أقرباء متحابين ،إذ لا يعيش
فاليدانليداافريإهلاا اُغلرقبرةي،بعمدعم اقلرأيمباهن،فويالددانريهاا ُميافكاقندتاليإنو ًماساكنذلصك.وا!.ب!ه بها ،تغ ّر
أرباب الأرض حتى إذا ركنوا إليها ،واستمالت قلوبهم لبهجتها وبهرجها
الخ ّداع ،ومالوا ميلان المفتون إلى غنجها ودلالها فاطمأنوا لها ،ثم
ايلسذميىأتالقسنلتطزيةينحهيبًناج،ماواللعوشسقح ٍحريمًنارقووومال،مال رزحوا تحت عفن نتانتها
واستقراروبقاء موهوم،
أحيا ّنا،
إحلتاىمإذناراحسمتعربميلتهمنمه لمن،ففسغهدا؛وخغبد ًراربتعبدهأمثرو،سلوبهيتعلسىعاهدتذهامحلووة أمانهم،
مرة ،قاسية لينة ،طيعة عنيدة .ومازالت بهم تنوع فنونها ،ومازالوا
هم يخدعهم ف ّنها.
كان إلشياهام،بذوراستيهاكوعننهمنارحكلبةعمٌدنيمسرا ّطحرلنهتاي،جتقهاد هذه مقالات كتبتها
أونهايتها.. هناك قب ٌل قد أدى
ربما ستختلف الكلمات والتصاويروالشخصيات ،لكن تبقى الدنيا
والذكروالأنثى ..مح ّرك حروفها وكلماتها.
ونشأت قص ٌص ترويها لكم شام..
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 381440
وليد البطل
جهيدة بن عيسى
رمكن كضث برةعايلًدهاربولسةر،عفةلي ،تسارًكتاأ ّوورالءمه ّرةحيذاحءاهواللرفيَّهثاااللذفريا ارنمتزنعقمدنرهراجلللهعين، ُيلتيرسقىّتبنلهطهظاعلربايلحإملذسىا�يئتضلطهي اركلوةمياملدع ّالزكعىقربةهوابجيبعقسيقذندديفهمههياكاأإهلل ّأنىشمبفقيعييهيتاريادمقنبو،غهيانوامصطشيينعحبرسهعاعياأيلدًيشاسكعبحعباثهدضأتبحتغهبـكر؟ٍّةر،و،لممش ّعة
وك ّل ما يجوب بذهنه همهمات مقيتة وأصوات مستنكرة تدعوه بابن
الخادمة... وحدقتين لامعتييـن «قوووووول».
دلف إلى بيته الصغيرالمتصدعة جدرانه ،ليجد أ ّمه غارقة في كومة أمخنرقىميعلىصلهم وتسدكفرعتهي وجإّانلًبامّ :زاقذ ُهتبحمذانء هكنإالأىّيها
اأب-ممبباظّتلًتمّدنالقاثسسبيتريمخارعبكتمبيهتيبقماا.ننهبت..ها..واغ.حل،-رنيبّفسٍوودلاعع،هب؟تاتِالوتتكَمسابكرّأللم-ععمسبادتنهداتَة:راظتن،فبرالحاعتكوتةًهحرابمح؟قاعصأّرلددلقممنةاعةتلولىشدشعابععخربرلضاهتهلعايببأفطونلذموفرافاسمااععهنستاأي،ملغتصفلنيديشت ّ،ندقاائضجههاايةكهاتك؟لياقنتسابفب فجأة شعربيد تجذبه
الوضيع ،لا تتج ّرأ م ّرة
يوم ًّيا. -قهليّاطاببل ّ ْدتسأ ّبنجببكي ُفنمهْيتا َ،عك ّولبهت،تلفهك ْلاتلأبإحهحانّاضب:رتل الكتيشيي ًتئاع ّلرتأكضللهه؟ا نصفين...
لا ب ّد أ ّن تنبماللامظ َّزركصإلقلاغييموبهرهادربلفونينحضقأيحهيكوفةقجهويهعقادلهصي ّمفعةناقل ًكجيو.ا.ع:ن.لبلااتتسكتزهّلعزاأجء.نصفدقسائكهيفاي اصللفعوبت،يلفت ّفحوذانؤه
اوقستفدابرإسلىرعالةووراهءولييزتمج ّجنبرهبيم،نفأعسدنادنهه:م«أأكغثبريمانء»ه! ،وقوامهم أخشن من
معدتك جسده الهزيل ...لكن صوت أحدهم قاطعه:
الظلصغجيارمة ًداجامئكعا َنة..ه.ينظرإلى البعيد ،وكأ َّن روحه فارغة... لا تعد إلى هنا يا ابن الخادمة ،لن نسمح بوضيع مثلك أن يلعب
انقبض قلبها ،وقفت بسرعة بعدما مسحت يديها بإحدى الأقمشة، ودااقتخرلبرومنحههلايللمككمسفو ّركةهيالعلقمذ أرّنوهثاغليرهسالتذي معنا...
ك ّور قبضة يده الصغيرة،
بن-وسفدمأسناربببمشهت َكانكمونهيكهايهل:.ام..محإلبهعايىا،بديعفا؟ئقخلهداطتلهذو ّةكمإ،ضرلتاىويهلاقبلنوجويرهكراّمحءمن،هيجامّإلّدمذًذادااتي؟جويأّعققلفسهتاسواتحميغعّليلرنكنأجظنهليرذلههبتاائثلبيمامّاّتربةوهيجامخهلي ّ..ف. تف ّوه بتلك الحماقة ،لكن
حماقة ،بل الحقيقة بعينيها ،الحقيقة التي جعلت نظراته مكسورة
وأحلامه محصورة ببضع كلمات« :ليت أبي يعود»!
قدميه ،نظرت اليه لبرهة وابتسمت: يقوهلاقديبهجلفلن،يأةمنحوناتتجلونملصوناليستفةت:مالال«كاسطباريلكنق،قابللوتخهحضاوةَّدثايملأةع،يرصناًينضغياه،ظرةتعرلوموااى ًجإماّنلاهمهقكغاابقرويلمبنمةاهه:لال_عخيلاذدجيتمبةُح»أصِ.يّ.ط.ن َحملتاامأجنتبّمكذدي،ت
الطويلة شعره أبرفضاقععحلىذامءقه ّ،دمفهةمرأتسغه تضدباعك إبذخن.صلات -إذن حبيبي لفمأشكننكَّانزلر ّعخجداينملي.توهعق..ه.خارانلتتحاقاسلطرعةههاوبدحوسنأيرمنع.ط.ة.ربتاكبّفزه ّخ،ةلكصنغيعارةدمتنلتلحيهراقةم وججمعوععةل أىخرى
وضعت يدها
بح ّب:
يا تحزن لا قريب، ع ّما رائ ًعا حذا ًء سأحضرلك أ ّني أعدك -لا تقلق،
صغيري...
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 39 1440
ذرفت عيناه دمو ًعا وهويبكي بألم: ا-قعخاّناشّبطتيتدرأيمعبنتةهدِاحتملايثيولجعمّبمحناييذنهاقلاءبمالتتحوكاقّجتاد،لرةرلبا،ذاليأويخرمدي ّرنَفددسيعيولأاهكناخ ِواتبتد.نك.ال.ملتقةادأسييبًدمنياتبهك:كلاوغيأنرريهأ ّدمميك.ن..بالأأجرايحندبذيأيبةأنيا.لِ..تتايبختاعددمةي
اّ-مموتجألحينججيّدًنهكدًسدلأاماانه،مجدِلأرتهوورً؟نسوجتألأةّإمرولاكلبىيتكأاقلهلاورعأفتوخوّاممدح.ر.صيو.اتجًي.دء.،يا،،.وع ّلهفعههووييودللشمايهيإحلقّيسب،تصلوحشرّندتقهأةأاّ،غ،ماولضمكجبثلنسهكلاد.أا.ه.لوياأبن َّتدصفأ ّرنهخافضيبغألوضجمب،ه بتاكت مهنتزلهفابلكلصماغتيهر،تلتاكرًك،ا أو َّمعاهدمإلفىغارلةركفمهاض،متننظجرإدليىدا،لفوهراذغهبالعميّرنيةنخارج
دفعت باباها الحديدي،دخلت وهي تحمل علبة بسيطة بيدها. مكسورتين وحدقتيـن مملوءتيـن بالدموع ...
رفع رأسه لمعت عيناه وشفتاه بابتسامة عريضة: أاِ -لسلغ َخقممادمطمضَّتعةلعي«ايى!نأيقبعبهيرب؟ّو ِاضللش َ ّمعددلتهةىرووككهتشلنوفاييتم؟ياصهلكأيبنطحغَ:فتابضلطيبلعلي.ا.و.دس ّيلكينماغَبتزعوك َّدذلمها�نتشهيذاءّلكلري.ص.ك.يغير:ف
-أ ّمي!!!
وهويهتف: كبيرة بق ّوة بها متش ّب ًثا حضنها في وارتمى بق ّوة ركض إليها «يا ابن
ا-بأتحسّبمكتأ ّلمهي،أواح ّلبتقك..ط .أتربجكو ّ ِفكها اسلارمقيحيقنيد.موعه التي أبت أن تتو ّقف: كان
ك ّل �شيء رائ ًعا في حياة والده ،فرغم فقره لم يبخل عليه ب�شيء .همس
بين أسنانه دون تفكيـر:
أت--ووكّمحقيأًّقاتففيباأقلأرأ ّيسًماسليمهي؟ا!ححو ّدكهيقوأتنبباهتالبسمعأمي:نغيهحضًّاقلاب،صمفنلغياكترتيبوانلج:أدسأا ّم تسغ؟!ضب من قلبها. وظلل َت تو ّفيت اماشتتقت ُمتكإالني َككأأنبيت،ا لشيتقت أ ّتمإيليهيك..م.ن
أنت -يا ليتها
بجانبي،
ابتسم ابتسامة عريضة هذه الم ّرة ،ورمى جسده عليها من جديد رفع جسده بوهن من قبـروالده يم�شي بخطى عثرة وقدم تنزف لا يكاد
بفرحة النجوم لامست تشعرأ ّنها وهي أر ًضا يق ّبلها بحرارة... يشعربوجعها ،فقلبه مكسور إلى شظايا بجانبها أي ألم آخريهون...
وضعت تلك العلبة أااا-دّللمأفسعرطنيت.و.عو.داتضقأم،يرفقأإهلححسسَّّيتتهمىىايصاأأاّّونلأنح ّهمياتذصاليبئ،غحكنيياارأرءاقتفشليعتطتجبققفيدبل ُيكدرتةدمولياألجصوكاَّخد.غد.تيً.عذهدتراازةطهبوتعوتَّطأجحللتةعبتسالأتطبرضيتيكينرنأاتييلرقآُبلجحًضَاربخابوريَبنِربمتنكاهميانم،عبتّتزواًوقرشأالداتنّ.دا.ريب.اة.أب.نّ.يوعواتهةومميتدنأتععيلخإىصلعذيَّّنيهيحيا:ا
صغيرها :انظرماذا جلبت لك؟ إالللمى يصحغشيعرضةرنأبأ� ّشمشاهياحء اإمّللنظبلجاسمدييمولد..نه.تعهينطيله،معنباجرادتهيادالممتأنّلنهةركاعنينتيهك،وكخلزاامتتلك
أسقط نظره إلى العلبة الموضوعة بالقرب منه ،وأجفل عينيه للبيهعكوصيمثغيًنييداالنربةامعتجينقلقلهبداذيتحتموفلةهظإهلمأوّاأنىهلهماأقفّلهنلرهبامحهشتتةتوطنيشهاعترلووةرىيلللثنعيعتفغوندراشسهباوهالءاذهاأاهظاًّ،كَّني،ارتوأ�أمهنشوخهإيتلاذلءىأ ّنامتكهلناتاولتذمرحّارّواسرءف،عاكتةبدااهللو.اتتصليكحاحدًتنهادني،شيفتنداوترزرقًكيغعبتاجفلفي،هيا
به ّزصتدمرأه:سهاحإذياءجا ًبجا لدييدح..ت .هضنهلاهووهلوييأ ّمصيي؟ح! :أح ّبك أ ّمي أح ّبك...
ا-لأتتقعلطميحن يذااءأ ّهم،يق؟ّبللقه،دورامرتي ُداتهالبكعردةمباعاي ًحدتا وضنسهّجلوأ ُتخذهيد ًقفافزقووًّيهاوليمصيح:
يمنعه ذلك السمين ...أنا بطل أنا بطل يا أ ّمي.
ابتسمت بح ّب ،ودموع السعادة والخوف من المستقبل تتلألأ في
عينيها - :أجل! أنت بطل يا حبيبي ...بطلي.
تبتنفثفهيحساااوبملرهضااعليارألرتعيتلسيددىّهتقنآايشتفكيملًهئي ًاسنماته.غخ.ومِيّـ.لرشنفوأمةهكاًنثرولترورة،اكلاءتولبهذغناّكسمسررجيععكهللسة..اً.د.ماعاهيئ ًكودااهدإوُلييىصسمانتلزلبقهبياولإعلإلىغىماحقءب،رضلوانكلّنأ ّدمههه،،
دلف الى الداخل وهويصيح:
عدت يا أ ّمي... -أ ّمي ،ها قد
يشعربالاشتياق فع ًل فهو ابتسامه، على شفتيه شبه كانت ترتسم
لالكذنيتلتجكلالاسبتفيساهملتةغانسكلسالرثتيابزابوفياةر ًغفا.م اهبتولهعوليعرابىهملكيانجهارايلمإلعتىاد إليها،
الذي
الغرفة الوحيدة .التي يملكانها وهويهمس:
-أمي...
وجدها فارغة ،لا يعلم لكن أمنيته بأن تموت أ ّمه أخذت تتطايرأمام
عينيه بكلمات وحروف من وجع وندم...
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 401440
نيزك النجاة
فاطمة الزهراء بطوش
شـعربتأنيـب ضميـرقاتـل ...لـم يسـتطع التحكـم فـي دموعـه. (لاأحـد يملـي علـي مـا يجـب فعلـه)( .إلاهـي )...ثـم تمتمـت( :طبعـا فهـي
-قالت الطبيبة غيرمصدقة( :هل ستخرج بمفردك؟).
-أجاب بحسم (:نعم ...ما عليك سوى مراقبة الشاشة الكبيرة ...وأعلميني سـاقطة شـقراء أجـادت اللعـب بـك) .ثـم اسـتطردت( :لـم صـرت هكـذا؟ لـم
تعـد تهتـم لأمـري منـذ سـافرت معنـا لهـذا الفضـاء).
إذا ما رأيت أي �شـيء).
-قالـت بقلـق( :لكـن قانـون الملاحـة الجويـة يق�ضـي ألا يخـرج أي شـخص مـن -قال متوددا( :أيتها المجنونة أنت زوجتي وهي مجرد طبيبة للطاقم .)...
السـفينة دون رفيـق ...أنـت تعلـم أننـا قـد نصطـدم بالنيـزك فـي أي وقـت).
-قـال بإصـرار( :التـي فـي الخـارج هـي زوجتـي ...وأنـت تخبريننـي ترهـات قانـون -قالـت بتهكـم (:أكان لابـد مـن سـفرها معنـا ليتهـا لـم ترافقنـا؟)( .عدنـا لنفـس
الملاحـة الجويـة). ...ألا)...
أشـار إليهـا أن تراقـب الشاشـة...فجأة لمحـا نقطـة بيضـاء خـارج السـفينة يقاطعهمـا حضورهـا( :مرحبـا ...جئـت أخبـرك أيهـا الرائـد أننـا دخلنـا محـورا
تتطايـر ...طلـب مـن مرافقتـه أن تكبـرالصـورة ...فيمـا واصـل الاتصـال عـن خطيرا ...قد يجعلنا نفقد الشعور ...لذا يجب ارتداء البذلة البيضاء و.)...
طريـق القمـرالاصطناعـي وراح ينادي(:مـن أنـت فـي الخـارج عـرف بنفسـك مـن -قالت الزوجة ساخرة ( :ههههه ...يا الله فليخبرني أحد أهذه طبيبة أم رائد
فضاء أم؟ أنت مجرد سائحة فضائية ...لا تنس أنك تسببت في موت اثنين
فضلـك).
-قالت الطبيبة( :لعلها هي) .أكدت الزوجة ذلك بصوت بكائها... من رواد فضاء هاته السفينة بتدخلك الغبي فيما لا يخصك).
-ارتجف الزوج (:حبيبتي تمسكي جيدا بحبل النجاة أنا آت إليك). -قـال غاضبـا( :واصلـي هكـذا حتـى َت ِصلـي بعلاقتنـا إلـى نفـق مسـدود ...ربمـا
-قالـت يائسـة( :لا لا تخـرج أرجـوك أنـا أرى كـرة ملتهبـة تتجـه صوبـي ...أظنـه
علينـا الفصـل فيهـا عنـد عودتنـا إلـى الحيـاة المدنيـة).
النيـزك ...ابتعـدا ...ولتعيشـا سـعيدين).
أغمضت عينيها مستسلمة ...شعرت بضغط داخل البذلة أفقدها التركيز... -أجابت وهي تهم بالانصراف (:فلنفصل في الأمرالآن ...سألقي بنف�سي حال
ثم أغمي عليها ...فتحت عينيها ،مسـحت نظرة خاطفة على أرجاء المكان التي مرورالنيـزك علينا وبلابذلة النجاة).
هي فيه ...كان وجهه أول ما رأته .سألت (:ما حل بالنيزك؟). سـاد بينـه وبيـن الطبيبـة فتـرة مـن الصمـت ثـم اسـتطرد(:أرجوأن لاتؤاخذيهـا
أجـاب مبتسـما (كان ذاك نيـزك النجـاة ...لقـد انحـرف عـن مسـاره فـي اتجـاه ...إنهـا تمـربأوقـات عصيبـة ...أعتقـد أنهـا تشـتاق لحياتهـا المدنيـة) .أجابـت
مغايـر ...ثـم خرجـت وأعدتـك إلـي ...لكـن مـا حيرنـي كيـف خرجـت وأنـت بـك
بتصنـع( :لا تهتـم ...أتفهـم ذلـك).
خـوف مر�ضـي مـن السـباحة فـي الجـو؟).
قالـت وهـي تعانـق ذراعه(:لكـن خوفـي مـن خسـارتك تجـاوز كل مخاوفـي مـن فجأة شعرا بفقدان السيطرة على السفينة تساءلت الطبيبة في خوف عما
هـذا الفضـاء ،ولعـل النيـزك فهـم ذلـك لـذا غيـرمسـاره عنـي). يحـدث.
*** *** *** حاول الرائد شـرح ما يحدث(:أعتقد أن السـفينة تدور حول المحور الطولي
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 41 1440 ...والجاذبيـة تنعـدم فيهـا ...أوربمـا أحدهـم فتـح بابهـا).
واصل مذعورا(:تلك المجنونة ...أعتقد أنها ذهبت خارج السفينة).
-أجابته(:أتظن أن تصل بها الحماقة إلى تنفيذ تهديدها).
لم يحدث وان تجاهل أية كلمة تفوهت بها ...ربما للنسـاء حدسـهن السـابق
لأوان ما سيحدث .ركض في أرجاء السفينة وهوينادي عليها مذعورا ...وصل
إلـى بـاب السـفينة ومخيلتـه فـي الحالـة المؤلمـة التـي سـتكون عليهـا وجسـمها
يسـبح فـي الفضـاء اللانهائـي ...سـبقته عبراتـه قبـل وصـول قدميـه إلـى البـاب ...
عـاد إلـى غرفـة التحكـم ...أخـرج بذلـة الفضـاء ...كان مـن واجبـه أن يحميهـا ...
ألا يسـمح لهـا بالخـرج ...كان عليـه أن يلزمهـا بالبقـاء داخـل غرفـة القيـادة ...
المقامات
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 421440
عيسى عزوق
السـكو َن والإطـراق .. صـور َةقووـاوكعهـلجٍشهلاٍارلب ُعحكهــلأّّييربناـهلانإنلابأشـبـدصرَارلي ًلابقيقل،حَـةدتربأت:هرعـبٍَّفمعأمثل.ا.قـ.ه.ي!ى!ب ُاتـللههفـفـييا َلرقولـعـِيب حدثنا ال ُمفي ُد بن أبي بحرقال :
أ ّن الشـي َخ هـوباعـث ُ،معدونرإتبش،ـ َوبجدوصلالااَلغلرساـعسمل ُنقنمـتِايوَلِءيارلُواقغيـلمّأـداور ُجىتسعا،أل،ـءوبمىَ ،عجـنكجهأدمبنـ،اٍِمنـءلايوااابلقعـتإانسدـٍغتتالينبحيُتياتعححفالبنـيْ! ُت!ِقتطملوانبرلشهِأ ّةيمرـِنسااـُلتاححلأاحل ٍّترمةابحـِمماف،ينِأبعارع!لو!إىو َرجدفهجاياـل،أءهوم!أاللرأجذرأوىتض
النهضـة فـي الجزائـر ،جـاء َك فـي هـذا الزمـن العابـس فـي هيئـة زائـر!
هـوالـذي سـارذكـره فـي العالميـن مسـي َرالشـمس فـي الأمصـار ،ومـن
املـ ّثبنـ ُعتلـالل َعاَللـآْم .صـ.ار، ومـا بهـم الجهالـة شـعب هـذه الأرض أغـال وضـع عـن على كساد الأوضاع ،وتكاد كانت الروح تختنق من شدة الحسرِة
الراسـخ الشـامخ الفـرد والمفـر ُد العلـم ،وهـو هـوال َعلـم الذي قد انهاربنيا ُنه وضاع تقترب من الهلاك كمدا على المجد والسؤدد
ا،ملبكنلـتآِلـدلاإفركآنمـنااخهلـليتآـراُميهصابـنِيدلهشـهقـاًهةمالدِرحوح َّبلـجهـح ُاسـةعيقـاوباُتلرملههةإهاحتـرُقا!مماب!قمداُتُمفثداموينبصثـيإنـرازعرملعهجانسٍسواعبهاـمت.بماـن.لامَقفـدعمءــااـلـِاسـاّذـنقيللاــمابــدحلمعـقـجبـبمـرينـنيـدـافــــنـصامهديهظنبرصـمفةترويارعنتٌت،هحاِرشبهإبفـأايلمئًعدىةديمسـمـاووقٌالراةكُتدر.ي.ي..س.ب.ن.ب.ـًٌ،ةحةَمّـإرويفنميجاندمايصـانٌاةبيـرنلرةـبفا!هن�فيـسيةي !! وكنـ ُت أحـ ّس بتجـاوب أعضـاء الجسـد مـع بعضهـا عنـد ال ّتلـف ،تجاوبـا
ااااتوونللـللتـمهنررحوشُـيفدويــُّْتِقا ِصحىلهةْافووتج،.لبكق.هـجرـيتأأعُنوتانلـوـمرونُباـكـاداأاتًءيأَنةْتمنـ!بنتوقاأتعلمبنمفذـيقُلاّـصقـكتنــينلفىنـنيورتتفي َّأرلبـُـيِ�تطتبةعلدسرأاكغايمـيلاكتمنضحـبفـوغالقانانيّكممرءالقحيأـنـوسهنلٍاكاـةِاحرِالاتلقامُح،ألينأـُ!اقيمـناالبنبيلايهرـيةمُُِياـةارفملشـقهسِتّباعمولضدَابتبمُماََّئوياـضُتتـقءُلدْشتـنًسةدكتسةُباككفـجـا،إةَعأإُبللرِللنصلـلأة،يوىهاىىن،ادأالعهلياـصمفنالحـكلخايايأفصىاـهقئـِتِنلإلـ.لرهـواـ.لهـاس!اـطتيسمم!ءوئة!ـلطفبعذِـاننهةاا،واطلفبلرف َقِلأـٌهولس�عةجماصلـبلـسٌ..بنلِ..ـويهسعاريفلفممهـوةُأا!هيدلطـ،نقمبُـرةىوحوفكلـل! ُلخوهكماسْهنلـهمـهاـطماـّتظـتنتكدنةاشأبـ!نيـنـمىـإارِِ!ِْرتلبج!ذ
هـ َّم ليكلمنـي فاسـتعاذ وبسـم َل وحوقـل ،وخطـب خطبـة الحاجـة
فـي الأثـر ُنقـل ،ثـ ّم
الأ ّمـة ُنعيـت قـال : يـا بنـ َّي !..جئتـك كمـا
مـن ذاك
نفسـها إلـى فيـه الـذي الزمـن
،وسقطت من ذرا المجد فيه اله ّمة ،واجتمعت فيه متفرقات الأدواء !
حتـى عـ ّزعلـى الأسـاة فيـه الـدواء !
وأيـم الله مـا كان لليـأس إلينـا مـن سـبيل ،ونحـن نحمـل فـي صدورنـا عـن تمـام الظهـو ِر مقصـورة !
كلام ربنـا العلـ ّي الجليـل ،ومـا وه ّنـا لمـا أصابنـا فـي سـبيل رفـع رايـة الإسـام تشـكلت وتبرجـت ،وبدمـاء الحيـرة فـي نفسـي تض ّرجـت ،وسـؤالات
والسـنة ،ومـا ض َّرنـا كيـد الكائديـن بالأهـواء الباتكـة ،والسـيوف الفاتكـة العقـل عـن كنههـا مـن ِعهنهـا تد ّرجـت وتدحرجـت
أمامـي ألفيـ ُت إ ْذ ! !! فمـا هـي إلاكالتفاتـة الض ْبـع ،وجريـا ِن مـا ِء
والأسـ ّنة ! ال ّنبـع
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 43 1440
تخسووفسمالنا ّاتلبـ ِــحــــدــثــــااعان من غيرما يا بنـ ّي !..إ ّن رفيق الدرب وصديق الروح ،ومن عليه المجد والنبل
م ْع حكم ٍة يغـدوويـروح [ الإبراهيمـي] قـد صـوّر لكـم الشـا ّب الجزائـري كمـا تمثلـه
بها ترى الناس لها أشيــــــــــــاعا لـه الخواطـر ،فـكان مـن بديـع كلماتـه الموائـس الخواطـر { :أتمثلـه بانيـا
نبلدرحبينننانااول ُنأرلعـ ـىح ـ ـ ـمـق ـ ًـةـدـ ـنـــأــــ ـ ـرـس ـلـجـ ّـمزـ ـ ـ ـفوـاـيـ ـاـ ـالـلـ ـأـوـ ـراـ ـج�ووضههايا الوطنيـة علـى خمـس كمـا بنـي الإسـام قبلهـا علـى خمـس :
-السباب مفسد للشباب.
-واليأس مفسد للبأس .
والله عنا ..بعـــــــد ذاك راضــي -والآمال لا تدرك بغيرالأعمال .
ـ ـواء ــ ـ ــ ــ ـ فإصنرناطلك َبقنا اشل ُنذ ّرفصيربهـاـلــأـــهـ -والخيال أوله لذة وآخره خبال .
ـ ـواء ــ ـ ــ ــ ـ
يا قوم إن الع ّزبالقــــــــــــــــــرآن “إ ّن حف َظك -والأوطان لا تبنى باتباع خطوات الشيطان .
المولى: وإني أزيد عليه ما ألقي ،إليك يا بني ! فاحفظه
والفتح فيه من هداه دانـــــــــــي النصـرالـذي تنشـدونه فـي ميـدان الإصـاح ،لـن ترفعـوا فيـه رايـة الفـاح ،
حتى تجمعوا من الخصال خمسا ،دونهن ..فاحفروا لكم َرمسا :
من رام عزا دونه رام الشــــــطط
وكان في هوانه دون ال ِقــــــــــطط -تحقيق التوحيد لرب العبيد .
احلتُخمبا فثيبــــهـــنــنـــفــيهه والعزوالتمكن -اليقين ،في ما اتبتعموه من شرع من بلغ أعلى اليقين .
وخبــــــــــــث ذي
قد جاء في القرآن وع ُد الصـــدق -الصبر ،إلى أن يخطبكم الثرى إلى القبر .
والوعد في القلوب بعـــض ال َو ْدق -الشجاعة في الصدع بالحق ،دون وجل من الخلق .
أن العظي َم ناصــــــــــــــــــــــ ٌرعبا َده -الحكمة التي بها ُيساس ،ويعلوا على أ ِّسها الأساس ..
يا بني ! ..إني ملقنك هذه الأرجوزة الناضحة ،بما لعله يرفع عنك
العبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاده إخينا ُلـآهمن،وواقـودأ اخرلتكـصزوات ثـ َّم بعض ما أنت فيه من ِعلة واضحة :
فـي القلـب والعقـل
، نبالـه منـي عنـي مضـى ُتطدعممىا ـــــرــليـرـاــول ّماس ــ يا قوم إن النصـ
وشكر ُت الله على ما أنعم وهدى ،وصلى الله وسلم على من بعث بالحق ــ تنــاله يســـــــــــــــ
والعلـم والهـدى . يا قـــــــــــوم إن النصرلن يكـونا
لـــــمن هوى نحوالـــــردى ُركونا
*** *** ***
يا قوم ليــــــس النصــــربالكلام
وكثــــــــــــــــــرة ال ِعتــــــاب والملاِم
واكح ّلتنلـىـــونــلـوـاـحتزبياحـدلــأُـنـــطكــللــانــاــلنزككـاـبلـــثاــــلــــأــــــحــــــزاـكااللباى
كي تجمع المياه في ميـــــــــــزاب
ِمن آج ٍن قد زاده تكـــــــــــديرا
أن قد رأوا في صفوه تقـــديرا
كلا وليس النصــــــــــربالنبال
والجمع في السهول والجبـــال
والقفزعن غوارب الحبــــــال
وقوة السرحان والرئبــــــــــــال
يا قوم ليس النصــرفي الأجيال
بكثرة السلاح والرجــــــــــــــــــــال
النص ُرخمس إن أردت النصرا
أركانه تبنى عليــــــــــــــــه حصرا
اليقين ــــــــ ٍد مع تحقيق توحيـــ
وال ِّدين ـرالهدى والصبرفي نشــــ
شجاعة في الصدع والبيـــــــــان
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 441440
أسامة حسين حامد
َََََََََااأبتيلََـــِـْففموووــَََلـْلــَْالتختبــُـــْلَْـايـنََبلمَـتبَّتـسَّـَـَقـَـَالمَيــشفتــــيَََِّـْْْعِصـاياُاَدرـْـدِأتَّـّسُـِذاهطـَأِرِسبُعـتـِنــَُِِمكََّـْلْمـُـميدـخنِـــْسرسََّنْرـََِ،لنــَـرتثــحاَـَََُِسََنملـطُمـــلايهـــكهدَِـاََائنَـالـَْْعـاَعَاـصبـْـانكلَّــعرانلـبَََاِـ ٌَََّرهه،ـ،تاَكميـم،مـــلحِ،ـاَََُِْايأذأـُفَمِِـرَـغَِسَحـرقيــــاَيََفهمــُْعـعَـيكّـيهلـُتــــَُاِهاّٰايَماَاـلخـَلرَقِِهَعَُـاتقـَـَبَعرــهـأأـََْ،لنُبـْمـلـََّـةٌََََّّّذجـَُِيلمـِنُِٰمشـقكـمَّــلىــاُضمايُااَلََْْهْومِملَـبَـــَلـكرَنــَُِحتاَحفَُـاـخبــتتوــعكـــََََُأيلَـَـأُْهذهوَشَْجــنْلَقمُْ،ــَرمب،قْألًضَـُــاصاـبَمَِ،ـََلََـُوََََبمريلـنكـهََــيــِنـرسفـَوـَََُِْهَْافبـاـدـقامــحْمجـ«لـاَطــيي،ااُءُـََّعََنـَلونـــليمعِهـــهَََُهَْْكـلَّعجوَ،ــُخـوذاهََِّساضــبَِلأــامَمََنَـمنـــقاذـًجُْـاذما،يماـَدلِـِ،فََُْاـِلَِـنأةمكيإَْــتـعَْيعِـلـََِفَّْاَِوتـفَـَذـِّةلَشأوـلـشَأــلَهاَََجْـمتُـْعَِلـلــاَِـعَهُـماعَّبـكُْـحـَـَابحمـهـــَمهتـَِــَـُيُـْبـِرُُحارَُكـوَِنـذُهدرجاهلُخـَِكِِهجــفـُزلـَمَّـَِاـ،اَِهمعل،ـــُِوِفمَِِـابـإوَثدرـَيهََْْديأْلوَُُّـكمَُْرـٍََِبهـيـٌَْنشخوَـنـيَِةعمَـعـا»تـصـإرـلُلَّْْيَوَََُْلأــَّرَليُجَكــيَــقَــبهـكدـُفهَِِــِئِكَلاـرمدـَّأَ،مَُكَـَشـَّـِْتداتـيحَق،نـَؤـــمـَُـَترََُُِّمناٍجـاـَُِفعأـلـلـُـََلنههَهاوماصلـَأُُـَُْاويـهَصُِ،ءَـلك،لَُِـنفـأقَـََـقهرـغَِوَِ،جرَِـَِْـَََْبيهّهبــَفيُّـقـَــصــِرغاوليَــسِدـصابَاَََْةـٌْوََّبهْمـيةضـربٍَِوواـيـَـْشوِاَمأَُمًـلــَـَأاْتََُٰكوَلبجُــَمـارــيةسمحىاــمَْـــًَْقٌََْـَفأفماَصلَّـُـمَِجرَـعـاَْدملُْـخْعَّ:رََّـٍَِيقِِأـبنجـمَـَرنتإـسَُـماَخَّاحطععَُــَـُلُو«اـتفلــَمَْلةَــوَّكََمَ»َـَٰمِـهـدفالعمـــُّمدهـىدِِِِاـُُلفودّـ،ـعَاثاـَّ:اضيـقَــلـََقَضصذَِْـأـبــَعنععــذمَاـَّــاعياْعُاـًٌَّكومَايََانـاـمـُ،لـلـاْ،اداهسكَـرااَ،أصُلـَلتلِ،ـَــءَاٍََْرَإٍهَا.خََّ.رَــَّولُتَََنَبَشءـمو.هْيلِـِزْـحَداـويِليَ.ويشـــَـلـٍَيههـاثـتَِ.ــٌَُِفََّ:غَّ.ـََوَِْميهركــرنـْـاعهسَـــًفسـاِاتُـلِسْ«َـِيلَِّّْْيَععـذلـــَتُلأَزَُـنحأََُِـْقمـاَئنـهنقِهوـِِِــَْقمٍْــإَلِاقــظبمعًهـِـَدْــْاـََئةثََــيددِمدَــيلعاُ،ــكـَلقهـَـَـاََََْثأجُـنـضًٍَوـاَارـَمَاَربَمفٍَلــامبَّفـباــًُُ:صَِامكاهْ،ـَهاءـَأمصـمـبَهحَْــْبَََْيَاـ،ـَنَوب،ـ،وممَوـصـلــةَسدَـِةقِاَـاََوقًْاََففحَطتلـةطــ،ــِناََُئوَـَوشْأَُأِايـُحسـَــقٌمإْـُـمـالَولررلًَْاوَاَنرُـةَآذترَـوكُيهَــَقيَ،ـاَََدـبَـُ،ناـُءنهَـَََِوَُكفنيفتاأـرـــعُـعاايَُـِِْْذتْ،لـلــسرَـواْياَّنعَِْسـََّبــبُُلِتــحمـََجَٰماماــيـنــََِْْقىعُـنلَاَّـــمذَْهلـعـبلـو»َُنَِِةيِّْـبءَـبُْفـإـعيششلََ،ـَـَـتََ،لهيـــقهدَـَـيـييـَاآاـيعاَــْْاَعوأـَُِوَِرِضَُِلاهَرطمـنمــخُـََشُـليشُخٰـءـهـ،ً،لَُـىُّةُاَكُـَناهَدأمأُـذََمهْبـُّـََاامِْوبـغـَّولَـَفمِثـتلــَِْمَّعـِييَـمَـارعيَْـــِشَّنـمـيةـِباِْْـنْاَشــرُئلجــْاهنَََُِْةرنَبمزاـضـعــمشَْااــُ،للـْ؟َُِْْْلللُعـعأــرَُكـهـعتـعَـٍَُقََـأنَاِفـمـمَْبَـْفـــِننبيَــَعـدالَــْتْـيِـُاينعكـِـَُّهْـَِمَضـدمِنءكسهـــِِِّ،مَرَـََالسَ،ـبُيلــتــَهنضلِْـْوُُوإبًُِـَآيهَّنمـفااأـهاونـَْْالَـَل،ـيَخـأفُِّــقَفَوَـََيََييُّـِِوطـهمـُكـإـرِضْشنِـَــيَاَصإُـذَعذَّذَـِمقـَضُعثـــناؤـََْركًظـلِاـََاِحـنروممقُـ،ياـــِاََِِِرْبظـفعإنـَـَــَّأمنهِةهٌـَُِْ،ب،ب؛اه،ميةولل
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 45 1440
صلاح المكاوي
ُتَقووواْفرهـكلمَُكيقذيُـواهـكِةلوض،اَلحةًَوى،وتواَلٍـممودا ُلقـيشكـب ْوواقشواـل،رٌةطَصـوبُمٌحةعنلوـعكحىنجلميبزوبكيواعهةنني،يـضمتـةوهـأ،وعومنَرنأمي،دْتُرتاهفرَّـنلومُّحـسـلَضلوؤاااة ْ،علوب،ـوق ُايرألأـِايجلوْباُ:كـت ُ َترإقةنفهـَّيواصاالامُلٍممتحَثلاسلـليـاْليَّ:شنرُُْةعيهـ ِراذحلاهغ َِعكـلري ْوبْحصـينة ٌْة،،ر ح َّدثنا اب ُن أبي العينين ،قال:
ُااإأممموووـلنللغـلينف ُانعهفِوـهّيكنلاـَّازصلأاـضبًملُـيُ ًحنضمُيمَبـوـساـهردااَوؤلبـنيت ْامماميهـل،مـ ٍح؛ظرويمنُيَبيـهضغـلناُريأبْأـسَروـرةئيسهِتًّسوـيلةنشُـبـمأخعـ ُاتنتبمَارا،لاهنطلولوئوااُا ُلََّفَوتعيمُمعنرًسنقهـيـــْ َ،عناانجمسمبادب ِاُدتبثَدْاهاءيبللـمُوهيْ،ادشـةس،لْفوان،تْشفشُــفي،رعْفأِيغت،راـوللُوجميافَِممبارافللَـْأأ ْوقفياوـزـْْاَتمُّ ُطَقبلنهيـرُْ!صهوـِردتلاعـإمْوقالبالنرُّابُت ٍ،نمعبهيِتعميثلـهـــا،تفال ُيًتووأميمناـِلّْهَايذلمـضسقأَّرـْر،ابكصُفئـماحنـْي ِلرُوٍوطاررنحاُللنووتطيـااان،ظـوُمهلمحـااترغوشــًاخِةعثـاِّعليٍوبعُايلاًد ِتعمَريُىملـالـَلوتي َِّالىخرين،ـلهلاناراَّأَّ،أدلووفوسيوِـلرافلدوحنيونةـانمبــ،ال،اْسِ ْـِنروءجوِمْ،فيم،اُوب ْأاي ْتُأرعي؛لسعْ ،يأرُتدابسصـت ِدفطتودعخيـفُقُكغمتصعـلدُهثوعـِير ْـوووطُنـلًُمُترتن:ننا،يـر اااوهبللفُّـأينــَثخايـ َبْْ،كرلر،ي،ملعـيٍِّوجةطاـ ْلطـلـلُقوحرلاٌُفلقبُِبحلكبــلٍيامـةاَشخـبرِغـفراايُلـطقَِمةبدنماـ ِعرعنلبـنكهـىدكـاقـهَاعٍدلَفشجـُقٍغِةْكلـملاـْ،ولْربَم،ف!حهَناج ِـَجتـْوار َهءجُ،نأـلْفيَس،ـهِلَ( ْرفمْمبعـُاه َحُـدل َتلررنبإوالييـيشـسنهَا)هـ ُكاقفلمـُِدازخ ًعوَـمفنايـنــمُاريليأَُْْطقعِخـلـتَِجرْفـْبَلف:،ي
لاووياـرْاسحاـت ٌإحـدْفِذُةيَلاسْـالجاـي ْقردكلـ،ف ِييـفب ُهعـخمـِّباـلنَّرنناهُُـبلـتـاِّْبرحَهأَّ،اانـِلتـُفأهيفـلصـايوَ َذواهاـبالا َتلْخـِت،افـ،راِّْحصريـ؛ ُغلُنثييتـانٌلةَِّقـجعَلـلنسمــ ِاةلنمالمُدجارمٍيرإولـحـعـِىةادواتاْل؛رَمْ ،وشـمورسظــوبيراعو ْوتٌُف،د قفقـاقئدـلـ َاغُـ:ت ِ:ار ْنلمقـِاط؟ـذْبـاقأ،ليهـهرـباماـللاما ْغقَحتبـــارَوز َُنافلاوللحـأ ْخدـشـَيري ْقا َلش؟قتوـفالَهـل ََّعـزأ َرروأ ْ ََقسســ! َهر ْقغ؟ا أِضم ًبـفـايثـ ُمم ْأسـ ْتطـن َرقِْقع،اتلاَّربِذعيـلـ ُِةت
بلغاخيفاضـايْـسـباي،ادلأسـيمأـ،قوِّْررَ.حُاب َلـشـا ْكهال!م فسـأأنلتـَةموأأقهـت ُِلضـالْبف؛ إضَّـن ِملـا أوانـال َجـخا ْفهيـٌ ،روملأايمـكـوْرنولبـاشـكأعنللــ َّيي
و ِمن الطلا ِب َمن يرغ ُب المجموعا ْت ،بعد انتهاء الدوا ِم والفترا ْت.
َااااييـ،فوووللللتالـفرأأإنروًلعَـنموأادُمـدـتامَُُزِكاصقغرلـُِْلاـبعنيـضلبـتوجُيههَيـيبوُـايحةــالفِـّافبلمِفلةْـايالْويتلل؛يتف(َتااج،تـيلثعٍَّقعكـِّصاـنقهِللـوونةتيييُكىيـِمـَ ْومصُنفطتاسُةـذـاييعبــلاَاَّْمِولرررَّةرانبَرسثـ،وب،وـهَافاْدِاِيللعنـنمشقـ.فـطربا)اِِهعةياةِلـثالفولُ،فاُاأعحملقـلثوَرَخُ ِوَّزساهـاَّمجحطـلاوصـاْنوِبأديَلُرفـَاُ،غيةـتيبْخاةهرـعشـواـلُ،اـيِ،ذلشبنـةتياريَرإوِلَُغشرهدقحأُـجـسـباـشااهُّْوُِتوسراغماـناِلـةللكلئَالٌَّلرنَوعألتىمِاةـيقـةـُلِِْ،ظاجّمَلتٍسنيـاــدتْمدللع؟رنـُمافنيلد،امتيقـةمـلوتثَلــوُاعا،مااـحيلُمفحـأجأأـدتاتفر:ةَندفقـي!مَقوَاباووِمداـخلِـاعأْارللاُـُّمَيتهيلإـهلُ،اُعيوأهِــىتضّاقمضـنـوبمسَيـٍ،قتُيخـرـاعلَّحااْإمرللفـْججـىصي،لـىكئـةُ:رفضَـأبة،ةكلُُااو،اترببالنلللَِمُأثمففويهدـجتاننْعادافحتِتذـلنيبـغـــاصــاْتَهادـهعرِر؟ِِرىيةبرة،ب!، ا ُلعمندَقر اسلِ ِةحبملااْرإْ،شو َيعْـها ِْمر ُ،زُهوبهرذجالإي ِهعلاحٌنتىباغ ْياسـبت ِ َهدا ْوإرنـَ ،ذا ْر، لقد انقط َع نج ُلكم عن
وشـ َر َع (محروس) يلوي
ولاتسـألني كيـف ولمـاذا،
ارأل ْتُعنُـبـيوم ْهس ُم؟ووًمـمـااذأا ُّمي اريـل ُِعديـاال ْلخ؛فيـ ُفربامد َحـرْترنـوي ْ ُسمت؟عف ِّجولـجً ُةهـ ُبهاللا يسـ� ِؤاشـ ْيل:إلِلـا َبمال ُّكن ُُّلحـوهـ ْذسا!
فأخب ُرتها بما كان بيننا ودا ْر؛ فا ْرت َم ْت على الأر ِض بعد ُد َوا ْر ،ثم غا َلب ْت
ـوبماالللهاـ َقيا ْتق،و ْموق،اليأتخبُذع َمدم ْاص ُار ْوسَفَت َُهفامَقّن ْيت:عأليىنالي َّتذَماه ْمُب، َص ْدم َتها
ولدي كل يوم؟ أجي ُبوني
ثم يل ُهـوويلع ُب ونحـن ِنيا ْم!
قال اب ُن أبي العينين :س ُأباغ ُت ُه غ ًدا في المدرس ِة بالزيارة؛ لأق َف على الأم ِر
وصحي ِح العبارة ،في َّم ْم ُت ـ صبا ًحا ـ شط َرالثانوية؛
مووليادلمريأتَسـكنـٌْةيد ُأكمـبايـَصأراتٌةِيـف ُعْحتتا!يلبقـ ٌَّوةابوأةث،رَّيـحةت،ىُيغطاالَ ُربعنـيقلايل ُحـوفز ُقن َدوال َهصـ َ ّْوما َ،ب ْهو،ماثبـمي َهمـا َلننأيَلـ ٍمماأرأَلـي ّْمْت،
ِعـ َرا ًكا بين الطلب ِة و ِشجا ْر ،أصوا ًتا ُمزعج ًة و ُس َعا ْر ،وتقا ُفـ ًزا من فوق
الأسوا ْر ،و ُشرًبا لغلي ِظ السجائ ْر ،ملفوف ًة مبروم ًة كال َّذخا ِئ ْر.
ملاب ُسهم َتلت ِص ُق بالأبدا ْن؛ فمنها المُم َّز ُق والمُ َر ّق ُع وال ُم َها ْن ،ولما سأل ُتهم
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 461440
إأأبيبلليـتعناأــنـخجلْاُمىجَِدحننثنلـاتـْيصتــَّلاْوَنسأـرليدطكيَّّفالـْ،يرُِْ:افِكِقَـعستقس،ـهُْهـِلقيادسـايـاَبللألَّمددمِبُهاقج؛ـووهُّـاعيورمياــيدـفْباوختأْارياومدُّتـلللأَم:ـْدلاـفنْعأمفَـخ،ريـرُأَكْتيـعريـأفباَْبنال،جدحُمُلْ.وأتتنيمحَثـنوْـهنلـبققمــُتنَكيـاعث!ِْتيُرينة،ألُ،نعـفـيفآأيهوـفسـنكالمـاختشوـاـاأويدامللرـَع:رقصتتوـتدتلنإ ِزُرنيرطــامعييْْليْهـليلفـففـيٌح؛،يـيليعكيأيلـدلـسكأـْْاتغــمىدرهُلَاةوي؟تكايهأـمـُأ(ربهيقــْكذلنـأغْـاحَهدوُتحْذْ،انلصقاسـوأل،ل،تا َلدَـليحـمكقنفشـام)اأبحايُِِِتءـ،لذممدـحناـدُألمفمـتـِل ْرنوُّـىيتاخِس؟علاذللرنولــوُمأرِْيـَزءجقهـَرِّدُمبـبحُفايردـْلتاتنمُبلَسـَ،ايكعهصخَِّّةلالعمــووئمـثتمـــًْهَمـنُفتنيا.امة ولاي ْخ َفى عليك َت َد ِّني الأحوا ْل ،وحقي ٌق أن ُيت َّو َج ال ُمعِّل ُم ِمن ك ِ ّل الأجيا ْل.
األوحمتكياـبـَامًُّـذءرِاعهثابكمْشكَّـلَيتخاكرار ِْتسىجـبٍـ،اةليوَّ،أوربَرجحـعـسُلََصدلامـأفعـنانةِ َمً،قز َّلـجلِفةيبـمـااطيلل ُففكـبانيينصأـ ُت،ـومِوونإلـِلنييواإاهلرتلا َعأفـحـلا َنىرعَْبجاَج؛رلْنمـافك ِأثُحاتخاـفـلََذةشـ؛اسمِـرلـرباعكذياِاة،نيوحبَّثوْنَـصحيَْضحو ُبعزِعـتنـلـُييتى.
بعـد ال ِجـرا َح، وُتبـر ُئ الآلا َم تط ِّبـ ُب الوحيـ ْد؛ حلمهـا إألـصـمرَات ٍ ِرع ْودإرهـااد ٍبةتوحكقفـيـا ِ ْقح لييقموـهنلـاقَـإرجرًلئـشووعـَـًاحُرمالـردلا َلباظاْنابـقللـبْمَأُتم،نرآكشزِـمأيتلـبنـبـْعجندِاقيةـم؟ردا!الـدولٍ،اهلةفعـموايشـعقنٍَاظيةقـْرأمـرَينِنعًه:ـلفصـيااثنـووُافتـكـيماُيهي ُسن،اـحكلأووتُـجْـُحوانقرِْقْةرسـابفاطَ،فلنُرُاقتفِفئوـنَاـُُهمحلـَّيِْنَزإنْـفاتوبلهْـِيالاشرـلًَ،ارياجعلــافَُّ ،لرلشأوِـُسـأفـبوسْمـيخُتوَقعازريليـجُُمْاَوتدلتوـ ٌلَُ،ـمتحٍسةُـوتع َُّّإلقمعلـوًلـامِّـرىلداُْأْتاتدبـ:لخابنفلـقلالَودهراصشـمــجا،االوولثعـًْهليًهـ.رماا،.،
؟! اااللُقفقففووـكـلععلللتتـاانزلَّإإلَنردَددموايْرْتفغخـخيرَّشّرولتطهايزلىَِلرنبـٍرََصطعـابَاـةَخصُاـااعستلوــضَاللاَِاةخبَهطئْ.اْتلْههيثدنيتااُايمَيللزْلـممومماثـفطأَيـُربتـيُناااطجدـر؟ـْانَّنلي!ُ؛اهدْبحٍأُلًبهَلاَةضلرـيعل؛دوالَرقواىكوتملبُفثااوثبتدط(يالَنبـيحااهلـُكِـفَبَكاأَهدمصقـتشْلحلوُّإقيرمالـبـَقنبَلاُصـنِاِنعرلسبااـئوقفنايْوْـهلأــِمَجُاْنلقلوملوَْ،،ماهمْخْ)أمهااثس؛لالول،مأععسلا،ـنظملِيفمقبغورـَّْيأتيشْـىصلرـفنلغْـنهربِ،سُاـكَّنلكةِ،كّفُلمََةسفضٌوَاـمـكيإةللُوَطـاَمُْْلوَْهذألْاسكجبلوفنذ،تثاَِمابٌيبه!نـاليٍالُناـنُبلفوبمطاذيُفـكمتايُّاطهنْبصدُّللـل،هجضناخيـَـُِ،انعاٍِ،مَُُدمفَلوـُءرأببلدإوغبفاااُْنوايوهتاذَِنالننءل،ـْاحهامبأاواُّلشنهًوـزِـظلامشدكـوـَّاتزتسفاـْـياشعمَّروَيداُُجَ،مثلرـطوسلـكاباَكَقالهلةأمٍقُوََمامضة؛حغلدعمَْْلمنودعيلصرًـالاِّبُـيُـللـيحفلقنِاًَُىتاشنطَْمحرُـغهرـِظامزااقرَ،عوئَحليرــَفلسعـاـلمثِذـاـماُِْـةهوامدىََّوُمصطا،ـبَنهبننبلجىُقاغيويف،اِاعملوايلَْْخلألدَمهتوطسٍِطننـناِ:حـثجضايلظدنر ُِيأههيقهـمُوــمـايحْمـإايْْْْـلذهمنمهسرَِو،نن،ىاع،ل،ه،،،
ُايي،وووبـاأجققـلنُِّجوبدنلاوديُلشُألـًللمبأدـسهاراوأييُُفبيــعِ�ْتعأاـََُيتستلِنلعيُُعَأظلُعيسبقلـوىُّنييوحيـاييواَلديلـئمَـقـاْنتِّلرُيهب،وغْصعيوـلوويي:أ،سَْطنهنـيذَبـتولِوُ َِةنعنـحم:هْاوبزاًْائمآفـبظلاتٌذ،همفَاـِمينحرَلاراْاْييَِيـجسمْ،تإلض،ـلدًثيرىراُوم�إتاليْضلذ(ا ِيإيعلبجَــحلفأـاىَّدُّلىمالأسأْيانهـرذوُا،ليفمنِا)َق�يو،نِّايبسُْـلثـيخَُيهُهلجبـمُّْدمررو ِحدْف،هيجتَـُيلعـلدويييانهـعرلاـتصونيودمَديَحصوُيْريلهـبْاَيسـيصُشـايتَِّننطسمغإاأللـبلُحافيىحلْآاتبوَقليـ،ذبضـدَّْاعاأدنمـنوتَاِمًْلورلييْ،،،ج،عل وضاعت َهيب ُة المُع ّل ِم ،الذي ُيرِّبي وُيعِّلم ،فيارب َسِّلم َسِّلم!
ُاتييمووـهلـتطأاقرالوعرنذتْوساـعاقـنليشنلــيىوارُصاظيـكُلاثِمندكرلايننضراـابـلبةهيماويعـفاَ،طَـليلـعبر:أهلىوـانصاِولبلىْتـوصمُيبْغهسـعذو،حاِلايمسـقُوُفْامليعتـككللا ِاا،بُميُُقياتنُتيلهسـُاحعتـمتتولمَرطئأقرعـرٌُِّدللمهـُذيـكاًَافبُْمـهفظددْااأنهي؛أاي،لاْفحأورلفيصُفففُم؛لدُـَهطعـجعْهسبـهـافلعَـَعمممَفمطُمقُـلأبةيحوُِيوصةاـنرَمَْنتيلنِّتُبهــوهلهـاكالُفلهبيثَّنمـتْباْاابمنرأيصلِيُِ،ايلإــماْإِْضْدصلءةهـعنيلر،،اىتدةرماـأْق؛وـبٌـفكشةاكنَي،فـعأَءرَّاُيرنَُههحلنوُزآهيتاـسـدواْأُخهـعـنلقرـُُىـسحرُ َ،ببكسضطقاـامنـٌـوَُابوـانءـدَلبطبْاَاأهللالامَا،لكبونبـاباتبهيلْطـرلعتمواساطياسصـيــبمْـدْـأْ ٍفددنَةُُن،لـب،،،ل
قل لي برِّبك ما جرى**هل ص َّح عنـــــــدك ما أرى ؟ اأولسَّـطـأض ُْحلاـ ِ َبعـتالنلنـاالَّصالطمـأالـَسـت ِبباوا(ْلبُِحق؟ي!ـاسـفْامت،مم)نفيـفقشُـاتلـكلروتُا:نت لهـشـهـّواق ُمتصساـنلًّيأج َرعٌلهـ ُلاـضدووااّليباتفـْلحيتـعاترالنـْمغيي،ـ،اوْوتَبشـ،وارفرْيـعهـ ُُتتا
أم أ ّن عيني أظلمت ** ُبؤ ًسا تعـــــــــــو ُد القهقـرى ؟
فشبا ُبنا قد أعلنـوا ** عه َد الغــــــــــــــــوايـ ِة أ ْسفَـرا
جعلوا ال ُغرا َب إما َمهم ** والخــــــــــــــي ُرعنهم أ ْدبرا
لم يذ ِعنـوا ل ُمع ّل ٍم ** عر َف الطريــــــــــــــــ َق وأ ْب َصرا
وتح ّلقوا حول الذي ** جعل ال َّســــــــفاه َة مظهرا
أين الشبا ُب وعل ُمهم ** فالقد ُس ُيســـــــر ُق آ ِخرا
يا قو ُم إني ناص ٌح ** بالح ِق في كل الـــــــــــــــــورى
عودوا إلى الح ِّق الذي** ُيهدي العقـــــو َل َجواهرا
الدين يهت ُف أمتي ** ما ص َّح أن نتــــــــــــــــــــأخـرا
إن الشبا َب عتا ُدنا ** فاحذر ُأخ َّي تد ُهـــــــــــــــورا
**************************
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 47 1440
محمود العيسوي
أعـدت للذبـح والقربـان ،يذبحونهـا لغيـر الله ،وهـذا أعظـم
الخسـران ومنتهـاه ،ومـا طلبـه الحسـين ولا يرضـاه ،وإنمـا هـو حدثنـا نـادر بـن شـريف ،ذو القـول الظريـف ،قـال:
غواية الشياطين ،وسلوك سبيل الجاهلين ،وفعل المشركين، «بينمـا أنـا أسـير فـي حـي الأزهـر ،قريبـا مـن المسـجد الأنـور،
إذ بـي أرى الزحـام ،كأ َّنمـا نـودي بالبعـث فـي الأنـام ،والنـاس
ووقفـت أمـام المطبعـه ،أسـتمع إلـى المنشـد ومـن معـه ،فـإذا
صوتـه غايـة العجـب ،كأنـه آلـة طـرب ،حتـى إنـه شـد مسـامعي أايفلَحفدِدعُوَهبَلطفــفريعي،نـسالويِ،ممكـااقفلننَفطط َألـكوضَـفبلل،ومملونالأـهـإ َالـقوخاَىنبذشـتل،يتمنًئباـيا َيفعبياأمئسلهـكـ ُأألعـلؤالةهلا،اتكءلفِاأّحلففَّبمخـ،قَاشذـولـمصروت؛؛ا�:تـإلضرذعُّىدلمـيوه َأيوقلـوكَأتلدفظهخ ُفبـاذعاللـلريغبههحتبا،يعـاسرـفيجمـظ َّنٌضلد!،
إالليـصشـهحي،يطوحاههـانمممــغـرنتواًأرلاب،ناأفطـجحللـاوفلـيسهـُإاتل،يأـفهنأ،أخفكـتإرـذجـاب ُتهـماقولاُيلدنتـ ِفتهـشـ ُرلدأمـرزوونيًهرـااا،ل،حغـولقأريبهبِّـيـبـة،نه وهيتس ُّبهبأقبحالألفاظ،والناسترمقهمابضواحكاللحاظ،
أف ُكرُتـمقب ُ،ت بوأولقحفـا ُتظوغقـريوبةف،ال ُموالع َحجـالب،فيثـمم لـصذر ُتعبجاليببعةـا،دف،عويدلك ُفـتيعممـاا وساريهمهمباللعنلهاوالسباب،لكأ َّنمافت َح ْتللسانهالباب...
سـمع ُت مـن الإنشـاد ،وكان معنـى مـا سـمع ُت ،ممـا لـه أنصـ ُّت،
موجـود ،وأنـه كان أقبـن اللارلعسـهـودلوأالميصـثـال اقل،ومجـعوردوً،فـاوبمأنـنـههتالفـترريـعاكق،ل ودخلت الساحة الخارجية للمسجد ،فإذا هي مم�شى ومجلس
محبوًبـا فـي السـماء ومرقـد ،افتـرش النـاس كل الأرصفـة ،بالحصيـر والفـ ُرش
لقَواجبمـاين ِعلقـهاٌوللكـلاِفـهخنليإـلاا ْلاق َبلْ،يعرـزا ِن ُعضاض ًلمـَواخعاِلللـأي َمنفســ ًةقعو}ادو،ل،طـتـفـولهمك،ااالنونابحـيلآندحقاـ،مإقلأوافـوهـيوللذااادللآآينـوـدارةبـما،ليس فـغقشــييوررياأللفنبوةها:جـ{طِـسإـ ِّونيـلدي،،د
والألحفة ،وإذا بالأطباق والأواني تملأالمكان ،والطعام موضوع
على خوا ٍن بعد خوان ،واجتمع من على الرصيف سكن ،كأنهم
لـم يأكلـوا منـذ زمـن ،كان هـذا فـي أول شـارع ،وطعامهـم الأرز
والكوارع ،فسرت سيرالمتباطئ؛ أخ�شى من الخابط والواطئ..
العالم ،صلى الله عليه وعلى آله ،وعلى السائرين على منواله. وسـرت حتـى حاذيـت جانـب المسـجد ،عنـد مدخـل النسـاء
للمرقـد ،فـإذا صـوان ضخـم قـد ُمـ ّد ،تأملتـه فـإذا خليـط مـن
وخرجـت فـإذا امـرأة جالسـة ،كأنهـا شـجرة يابسـة ،قـد ال ِ ّصـوان
أمسـكت سـيجا ًرا ،وأشـعلت فيـه نـا ًرا ،تنفـث فيـه الشـرر، بالغنـاء ،وسـمعت الراقـص صـوت الرجـال والنسـاء ،وارتفـع
ال َحجـول ،والنـاس ورأيـت صـوت المزاميـروالطبـول،
غيـر عابئـة بالضـرر ،فقلـت مـا لـي ولهـا ،القبـر أولـى بهـا. بين ضاحك ومص ِّفق ،فسـرت بعي ًدا عن هذا العمل الأحمق..
وأويـت إلـى درب الأتـراك العتيـق ،أرتـاح مـن وعثـاء الطريـق، وكلمـا ذهبـت إلـى جهـة مـن الجهـات ،هـان علـي خطـ ُب مـا فـات؛
فإذا هومكتبات خلت إلامن أصحابها ،فحزنت وتألمت لما ح َّل افملمانلطبحشـعـمـدة،قايملمـتحكلأابثـاـليمـر،،كاووالـنلممكالتصـاركـعـبندااللحمجالـر ِجعـلتهـدما،تنفمااثـسـرسـ،رًةتحبـتـميتى،مهســفـلإ ًاكذامـُتنصـشـغاويـرعرت
بهـا ،وأويـت إلـى المسـجد ،لعلـي أجلـس أوأرقـد ،فـإذا بـي أسـمع
الصـراخ والسـباب ،وكأن الحـرب قامـت بالبـاب ،فنظـرت فـإذا
رجلان تعاركا ،وتسابا وتشابكا ،وع َّيركل منهما الآخربما يعرف،
وكلاهما لصاحبه يهذي ويهرف ،والناس يحولون بينهما ،كأنما عجـل؛ لعلمـي أن كل شـيء بأجـل ،حتـى وصلـت إلـى المطبعـة
العريقة ،فوجدت صوا ًنا لطريقة ،وأمامه ثلاث بقرات سمان،
حـل الجنـون بهمـا ،فركبـت نعلـي علـى عجـل ،ودخلـت بينهـم مـن
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 481440
اولسحـِّلسمـاينعلـفىيـاهل ُحموسـيهـنومو،جـوِّدقلهـ،تولاهـتذزياـدقابـرعـالنإمـحـا ِّدمه، رغـم علمـي بـأن وجـود غيرو َجل ،وحاولت استجلاء الخ َبـر؛ لعلي أرفع عنهما ال َضرر،
سـبحانه وحـده بـا شـريك ،فشـكرني وزوجتـه، فولاادتتخـع َّلاـوقألبقغيـيـارااللملسـيـاكم،،
فـإذا همـا أخـوان ابنـا أب وأم ،يتصارعـان علـى دنيـا العـدم،
وقـد أجيبـت ُسـؤل ُته ،وم�ضـى بحيـاء ،وهـي معـه علـى اسـتحياء ،وسـألت فأمسـكت بيـد أقربهمـا منـي ،وحاولـت صـده عـن التجنـي،
الله لهمـا الفضـل وتمـام الهدايـة ،وأن َيصـرف عنهمـا مداخـل الغوايـة. ثـم سـرت بـه بعيـ ًدا عـن أخيـه ،وذكرتـه بأمـه وأبيـه ،وقلـت لـه
اولاآلملاءساجلدج؛ لسـعيلميةأ،عثـثرمفتيهراماجعـعلُتى معـا لنمذلـأجك؛د،لعملنمـايلبِع َبمـرا وكد ُت أدخل المقام يـا حبيـب ،أخـوك لـك الطبيـب ،والدنيـا كلهـا لا تسـاوي الأخ،
العظيمـة ،ومعرفـة فأطرق هام ًسـا :أخ ،ثم رفع رأسـه ،وأعاد إليه نفسـه ،وقال يا
ييتكمو َّنسهحنبااللحك؛ديفدق،دودمخنل ُيتهدماعموارلتيُحنَ،سيورنأيمنتدفيوهنماالمعالزيايزالس ُّحرامليعيد،ن؛وررأأيي ُتت َممنن مولانـا أنـت صاحـب إحقـاق ،لكنـه مـن بدأنـا بالشـقاق ،سـرق
اأافففولتللهكعيىذـأصملرنـليَيشمـيـتـهنةااُءُوتتقا،لِلباأشاطـلوفوبللعُعـحهارخـركةمدرـار،يعـدومـتو َُ،مجتَتنمـومنلااـإللنيأـللتأنىهجىخنأـهـابعـوذةلاذلمـا َهلجعىحهانابهلمفـماـأ َطلاعرـذحَّنلاـجأـْاذتاْوللت،كرءأا،،،زنأـهـووفوَـَيم=مرإر،ذنمنـاحأووتمذأنـقىوصةـَايِرلموفدِمعاـَُنيبلـتبأبنرهااـقللامساـوأراءملؤـح�طَذصعاةمـلليانألظاـنـيلافحَـتنبوـيلارتساري،بد،ـدان؛يليومواللرُنهلدياِنَزعلجلـخـْصـلذجوُُْتتــكرتا.ه،هةب.؟ «فيـزا» الوالـد ،وكان لحقنـا الجاحـد ،فلمـا حاولنـا ْنَهيـه ،أقبـل
يحمل ب ْغ َيه ،فحاول ُت إذهاب الثورة عنه ،واستلال السخيمة
منـه ،ثـم عـد ُت إلـى سـاحة المولـد ،ومـا لـي غيـرالاعتبـارمقصـد.
عـد ُت إلـى السـاحة لحـظ الغـروب ،فـزادت النفـ َس كرو ًبـا
علـى كـروب ،وأخـذت أجـول بيـن الحضـور ،فهـذا حزيـن وهـذا
مسـرور ،وأخـذت أقـرأ وجـوه الـزوار ،كعالـم مـأ بالكتـب
الـدار ،ه ُّمـه ال ِعبـرة والاسـتبصار ،وأقبـل الليـل مهيـض الجوانـب،
ممـا فعلتـه أيـدي الكهـارب ،لـم يبـق لـه غيـر اسـ ِمه ،بعدمـا ذهـب
جـ ُّل رسـمه ،فمـا منـه غيـر غيـاب الشـمس ،وهـذا وربـي �شـيء بخـس.
وأقبـل النـاس مـن كل فـ ّج ،كأنهـم دعاهـم داعـي الحـج ،وهـم بيـن
اثـلمعفقــاوم نوـاغدفُـررامؤنذ ًنـاالبسرـيحئيالـهت،ع َّنـإانـ،هشـراحك ًيـراملنـاقمرـيـا كبانمم َّجنـيـا،بفوادلعدتـعـهواودتا»ع. عـن ملهـى ،و ُمضـ ٍ ّل ُميتريلـ َّهدـ،ى،وبواأئـجعنبـُ ّمٍيسـجتـافءيدلل،سـو ُيماتنـحِّزةه،
المح ِّبيـن ،راج ًيـا لقـاءه بعـد حيـن. قـد ملـؤوا السـاحة. يبوك ُّلحـهـثم صوفـي
بالنـاس
*** *** *** وبينمـا أسـيرفـي اكتئـاب ،رأيـت ثلاثـة مـن الشـباب ،قـد مـأت وجوههـم
الضحـكات ،وارتفعـت منهـم الأصـوات ،فقلـت لعلهـم رأوا مـا يسـ ّر ،فـإذا
أاملـممااكلـمياههمجح،ـكودلل،هاشجّدرل ٌّ،لسـرأوايْتع ُتتوادجمِّاخـرأجةن،تاأبلرظقهش َعير ْشتتـ،اةل،كعأينكهنأاينهاـنلا توشاَشمجـ ْطرسراتحلق َّنخشيعد،شـتف،ة،كقأودبنوججوضمااعرلههـتاا
الأولاد والـزوج ،يتتابـع دخانهـا كالمـوج ،فعجبـت لهـذا الـزوج النطـع ،وقـد
أافمووهلـخبصخلجدتسذاـسـاهفعارهَمهسءْْامًلتتععتماانااتلءجزـليُيبتَ،ونحٌاَدرَترنتبلريقههاناجاجــثعاس:،عٌأةًلالقجـضبللسفاوَيافتاسُـاسلاتمهبُلتدسءا،هرتألله ِعتصـهرفم!لااُطندأه:قهبتوقاتَّققمـعنللارع،ـبنصـقا َُّللووولتنظُبتورلاسار،كرل!لالممـقـلللاميهاعمنقسِأماظمتةئونامقل،هن َّهاشـلـلغجاو،الاأفجل،وراولنىناسـماافهُ،ليهألقانحاكفةجسَنلأثـأِّنقركمبعظخثـ،تقنلرناررنبمووقُال،تتذامفهلإالتءولاامسـنيـ،علرتهُّأاألـكأهايتوبيَّاعُاونئم،ضبلتمَّلإنكاللِواحْ:قىنقـستاقهكـييضبدحامبونقجَترت،وسممههفـركاااوو،عنـيل،فـءأببقبقىتفيرظلاعو،العفـكقدعمثلـاـورعمهةَّنامنا،،ن.
سـألاني عـن مرقـد الحسـين ومقامـه ،فظنن ُتـه يريـد الاستشـفاء بـه مـن
أووققـسـلدقاتك:منـيها ُ،أتفأخاخسـاأل�لإشُـتىسهل:اصهـم َّ،دلإهت،نريباكدندا َرُلتـتا ُهتسبرتيالـدشـكألفاانءتم،أسووتابلالشزيغفـارُيةت،؟لـفلهواقفـتبيتلاع َّلـلأو ِنقّدبأأواسـلحامدحعتـسررَّادوهم،ى،
الله وحده ،واسأله من خزائن ما عنده؛ فهوالمالك الأوحد ،وهوالصمد
افقلـماقـتلفـ ّطِار،لد،رو ُيمجــاجلليـنـاوزبعودنـجعدـتـاوهلة،احلموسقــيضدنطبــطردلـبـتابمقـشـسـفطَّير،تعهف،اأقـوشاـمرلسُـاتَّرُدتلـعهه،وإنلــبـىيلالوأهقـربـدورنـاااللمازسلـعـزميـيوامعر،،ة
العدد الرابع سبتمبر - 2018محرم 49 1440
א ¯א
א
ااﻟﻟﻌﻌﺪﺪددااﻟﻟﺮاﺮاﺑﺑﻊﻊﺳﺳﺒﺒﺘﺘﻤﻤﺒﺒﺮﺮ22001188مم
ااﳌﳌﻮاﻮاﻓﻓﻖﻖﻟﻟـــــ ﻣﻣﺤﺤﺮﺮمم11443399ههــ
ﻣﻨﺎر اﻷﻗﻼم اﳌﺒﺪﻋﺔ ...واﻟﮑﺘﺎﺑﺎت اﻟﺮاﻗﯿﺔ
ﺗﻌﻠﻦ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺄﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
-1دراﺳﺎت :وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻘﺎﻻت وﺑﺤﻮث ﻋﻠﻤﯿﺔ
وأدﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﻣﺘﻌﺪدة.
-2ﻧﺼﻮص :ﻧﺪرج ﻓﯿﻪ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ واﻟﻨﺜﺮﯾﺔ
ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻗﺼﺺ وﻣﻘﺎﻣﺎت وﻏﯿﺮهﺎ.
-3ﻗﺮاءات :وﺗﻌﻨﯽ ﺑﻘﺮاءات ﻓﻲ اﻷﺣﺪاث واﻟﮑﺘﺐ
اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻷدﺑﯿﺔ واﻟﻔﮑﺮﯾﺔ.
-4ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث :ﺗﻌﻨﯽ ﺑﺘﺮاﺛﻨﺎ اﻷدﺑﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺧﺎﺻﺔ
أو اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ.
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ :ﻋﻨﺘﺮ ﺭﻣﻀﺎﱐ