The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة صدى نبض العروبة العدد (227) في 28 ايلول 2020

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by babelccs, 2020-09-28 12:08:02

مجلة صدى نبض العروبة العدد (227) في 28 ايلول 2020

مجلة صدى نبض العروبة العدد (227) في 28 ايلول 2020

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫الماضي باعتبار المذهب الجعفري مذهبا إسلاميا يّدرس في الأزهر‪ ،‬وكذلك الحال مع غير‬
‫الأزهر من م اركز الإشعاع الإسلامي في العالم‪.‬‬

‫ولكن أكثر المتحمسين لما يسمى بحوار المذاهب وهو الداعية المصري والمقيم في‬
‫قطر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس التحاد العالمي لعلماء المسلمين‪ ،‬شن يوم ‪ 25‬كانون‬
‫الثاني‪ /‬يناير ‪ 2016‬هجوما قاسيا على فكرة التقريب بين المذاهب‪ ،‬منتقدا المرجعيات‬
‫الشيعية التي قال إنها ت ّكفر الصحابة وزوجات النبي ولم تُف ِت بجواز التعبد بالمذهب السني‪،‬‬

‫معتبرا أن فكرة التقريب صبت لصالح الشيعة ولم يستفد السنة منها شيئا‪.‬‬
‫ويبدو القرضاوي في الفيديو الذي أعاد نشر تقرير حوله كان يعبر عن "ندمه" لمحاولاته‬
‫في السنوات الماضية للتقريب بين السّنة والشيعة قائلا‪" :‬بعد هذا العمر الطويل لم أجد فائدة‬
‫من التقريب بين السنة والشيعة سوى تضييع السنة وتكسيب الشيعة‪ ،‬السنة ل يكسبون‬

‫شيئا وهم يكسبون من و ارئنا‪".‬‬
‫وتابع القرضاوي‪ ،‬الذي كان يتحدث خلال ندوة نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين‬
‫الذي ي أرسه‪ ،‬بالقول‪" :‬الشيعة يكفرون الصحابة جميعا ويكفرون سيدنا أبي بكر الصديق‬
‫وسيدنا عمر بن الخطاب‪ ،‬وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا طلحة والزبير والسيدة عائشة‬
‫والسيدة حفصة" في إشارة إلى عدد من أصحاب النبي محمد وزوجاته الذين يتمتعون بمنزلة‬

‫رفيعة عند السنة‪.‬‬
‫لكن هل يعبر هذا الموقف عن إجماع لكل من شارك في ندوات التقريب بين المذاهب‬

‫التي استنزفت وقتا طويلا من عمر الأمة؟‬
‫لقد تمكنت إي ارن من ربط التشيع بصورة محكمة مع الولاء لمرجعية خميني ومن بعده‬
‫خامنئي‪ ،‬ونجحت إلى حدود بعيدة في زرع أسلحة هي أخطر بكثير من السلاح النووي بين‬
‫ظه ارنينا من أبناء جلدتنا ويتكلمون بلغتنا ولكن ولاءهم عابر للحدود نحو فارس ويتحركون‬

‫بأوامرها‪.‬‬
‫وكان لاحتلال الع ارق من قبل أمريكا وبريطانيا عام ‪ 2003‬ثم تسليمه هدية أطلسية‬
‫لإي ارن بصفقة تخادم شامل بين إي ارن والتشّيع الولائي من جهة والغرب والشرق من جهة أخرى‬

‫‪15‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫لشق العالم الإسلامي عموديا‪ ،‬الدور الأكبر في تحويل أتباع إي ارن إلى جنود مجندة يتحركون‬
‫بأمر خامنئي ووكلائه في المنطقة‪ ،‬لإشغال العالم الإسلامي بحروب بينه وبين نفسه لن تعرف‬
‫نهاية أبدا‪ ،‬وهذا ما أدخل العالم في مرحلة جديدة من الص ارعات الفكرية والسياسية والعسكرية‪،‬‬
‫فتكشفت الحقيقة الكاملة عن النوايا المضمرة لإي ارن والتي ظلت تتستر عليها عدة قرون‪ ،‬فقد‬
‫أظهر احتلالها للع ارق "مع أن ثمنه كان باهظا على الع ارقيين والوطن العربي" جوهر التشّيع‬
‫الفارسي الصفوي ومدى حقده التاريخي على الأمة والذي لن تُطفئ ناره إلا بسيطرة فارس على‬
‫العالم الإسلامي استنادا إلى تصور ت ّكرس في عقول دهاقنة التشّيع في قم ونقلوه بأمانة إلى‬
‫شيعة الع ارق خاصة‪ ،‬من أن العرب قادوا العالم الإسلامي عدة قرون وهم أمة لا رصيد حضاريا‬
‫لها إلا الشعر والرمال والج ارد والابل‪ ،‬ثم انتقل ال ُملك عدة قرون أخرى إلى قبائل تركية متخلفة‬
‫جمعها مؤسس الدولة العثمانية وهم بلا رصيد حضاري ولا يحسنون إلا القتال‪ ،‬وها هي ساعة‬
‫الفرس قد دقت لتدشين الحقبة الفارسية الغنية بإرثها الحضاري الثقافي العميق لقيادة العالم‬
‫الإسلامي‪ ،‬والذي لن تستكمل حلقاته ما لم يصل الفرس إلى حكم مكة المكرمة والمدينة المنورة‬

‫وذلك من أجل امتلاك شرعية تمثيل المسلمين من خلال مكانة الحرمين الشريفين‪.‬‬
‫إن ما برز على السطح من نزعة ك ارهية لصحابة الرسول الأكرم ولأزواجه من جانب‬
‫شيعة الع ارق وبلاد الشام والجزيرة العربية‪ ،‬وخاصة أثناء إحياء المناسبات المذهبية تثير كثي ار‬
‫من التساؤلات عن التقية التي كانت معتمدة في علاقات الشيعة مع بقية المكونات وكيف‬
‫استطاع الشيعة اخت ازن هذا القدر من الضغينة لأجيال عديدة‪ ،‬حتى تف ّجر بركانه دفعة واحدة‬

‫بعد عام ‪.2003‬‬
‫وهنا يبرز السؤال الأهم وهو‪ ....‬كيف نجح الفرس في غرس مشاعر الك ارهية لدى‬
‫الشيعة العرب وخاصة في الع ارق على أقرب صحابة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم‬
‫وأزواجه ولرموز الإسلام الذين كان لهم الفضل الأول في توسيع رقعة بلاد المسلمين وفي‬
‫تثبيت أركان الدولة الإسلامية الفتية؟ وهل كان ذلك ممكنا لو لم يكن م ارجع التشيع الأوائل‬

‫من الفرس فقط؟‬

‫‪16‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫حكم البويهيون (سلالة من الديلم) غرب إي ارن‪ ،‬والع ارق من سنة ‪ 334‬إلى سنة ‪ 447‬هـ‪،‬‬
‫ويرجعون في نسبهم إلى ملوك الساسانيين الذين أسقط العرب إمب ارطوريتهم سنة ‪ 16‬هـ‪ ،‬واستمد‬
‫البويهيون اسمهم من أبو شجاع بويه‪ ،‬واستطاع ثلاثة من أبنائه الاستيلاء على السلطة في‬
‫الع ارق وفارس‪ ،‬وخلع عليهم الخليفة العباسي المطيع لله ألقاب السلطنة‪ ،‬وتسلطت الدولة البويهية‬
‫على الخلافة العباسية ابتداء من عهد الخليفة المطيع لله سنة ‪334‬هـ‪ ،‬وهي السنة التي دخل‬

‫فيها معز الدولة أحمد بن بويه بغداد واستلم السلطة الفعلية‪.‬‬
‫وبعد قفز البويهيين إلى حكم فارس‪ ،‬م ّكنوا لمؤلفات علماء الشيعة من أمثال محمد يعقوب‬
‫الكليني ال ارزي صاح ِب كتاب "الكافي"‪ ،‬وابن بابويه القمي المعروف بالصدوق صاحب كتاب‬
‫"من لا يحضره الفقيه"‪ ،‬ومحمد بن جعفر الطوسي صاحب كتابي "الاستبصار" و"تهذيب‬
‫الأحكام"‪ ،‬وهي كت ُب الحديث الأربعة‪ ،‬الأكثُر ثقة ومصداقية عند الشيعة الإمامية‪ ،‬مكنّوها من‬
‫الانتشار بحرية تامة لنشر الفكر الشيعي في بلاد فارس‪ ،‬وتلك الكتب هي التي وضعت اللبنات‬
‫الأولى للمعتقدات والعقائد المسيطرة في الوقت الحاضر على أتباع التشّيع ومنها يأخذون‬
‫معتقداتهم وممارساتهم‪ ،‬وركزت تلك الكتب على عقائد الشيعة كما وردت عن أئمتهم الاثني‬
‫عشر كما يزعم هؤلاء المّدونون‪ ،‬وحفلت بأحاديث منسوبة لهؤلاء الأئمة من أجل تأكيد مبدأ‬
‫الولاية والب ارء من أعدائهم‪ ،‬وكي تكتمل الصورة فقد أدخل أصحاب الكتب الأربعة أحادي َث‬
‫منسوبة للأئمة الاثني عشر تؤكد على فضل فارس في الدين والإيمان‪ ،‬وهذا النهج لم يقصد‬
‫به الترويج لفارس فقط وانما للحطّ من قدر العرب ومكانتهم في نشر الإسلام وفهمهم العميق‬
‫لأحكامه‪ ،‬ثم الانتقال إلى الصفحة الثانية وهي الأكثر أهمية أي النيل من صحابة رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫فقد غرس المؤسسون الأوائل للتشّيع في بلاد فارس الحقد على العرب وخصوا به كل من‬
‫أمر أو قاد أو شارك في معركة القادسية التي سحقت الامب ارطورية الفارسية‪ ،‬ونتيجة التلقين‬
‫المستمر لمئات السنين‪ ،‬تحولت نصوصهم إلى مقدسات‪ ،‬وصوروها لهم إنها هي التي تقربهم‬

‫إلى الله بقدر ما يبغضون تلك الرموز ويجاهرون في ذلك‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫فلقد أسسوا لبناء فكري وتربوي متماسك وهو أن تَشيع الك ارهي ُة التي غرسوها في‬
‫عقول أتباعهم حتى حولوهم إلى كائنات مسلوبة الإ اردة والعقول وتتصرف بآلية حمقاء تنكر‬
‫أصلها وتتنكر لتاريخها؟ ومن هنا نفهم لماذا تحرص المنظمات والحركات التابعة لإي ارن‬
‫والتي تسلمت حكم الع ارق بعد ‪ 2003‬على إشاعة الجهل والأمية فيه لأ ّن الوعي يمنع هذا‬

‫الستلاب الفكري‪ ،‬فهل يدل هذا على عبقرية الفرس وقدرتهم في كسب الأتباع والعملاء؟‬

‫قطعا لا‪ ،‬لك ّن الفرس درسوا طبيعة الإنسان وأيقنوا أن قدرة العقائد الدينية على التحكم في‬
‫سلوك بني البشر وهي من أقوى المحركات لسلوك الإنسان‪ ،‬هي التي ستضمن ولاء ميكانيكيا‬
‫لعقيدة التشّيع والتسليم بكل ما يرد فيها حتى إذا كان مما تأباه العقول‪ ،‬ولهذا سطا الفرس على‬
‫موروث التاريخ الإسلامي وأدخلوا عليه من الكذب ما يفوق ما فعله أعداء الإسلام المكشوفين‪،‬‬
‫ولأن الّدين عقيدة يتلقاها الطفل مع ولادته وتنمو معه في م ارحل عمره‪ ،‬فإن التشّيع وعلى‬
‫خلاف بقية المذاهب الإسلامية الأربعة‪ ،‬ما كان يسمح للمولود الشيعي أن يفلت لحظة واحدة‬
‫من أمام بصره‪ ،‬فمن البيت إلى الشارع إلى المدرسة إلى الحسينية‪ ،‬يتلقى الشيعي ضخا طائفيا‬
‫يشعره بالتمّيز عن الآخرين وعدوانيا على الآخر‪ ،‬حتى تتكرس تلك القناعات وتصبح جزء من‬
‫الشخصية بل ومن خلاياها العقلية‪ ،‬ولنأخذ نماذج من الشيعة الذين حصلوا على أعلى‬
‫الشهادات الجامعية من الولايات المتحدة وأوروبا‪ ،‬فإنهم يجاهرون بعلمانيتهم بل وبإلحادهم‪،‬‬
‫ولكنهم ملحدون طائفيون حتى النخاع ويتحسسون من كل شخص اسمه عمر أو أبو بكر أو‬

‫عائشة‪ ،‬بل لا يطيقون هذه الأسماء‪.‬‬

‫هنا تحضرني واقعة حصلت في إحدى مدن الع ارق الجنوبية‪ ،‬عندما كان يتحدث رجل‬
‫عاقل في المسألة الطائفية ومدى خطورتها على سلامة المجتمع الع ارقي‪ ،‬فأخذ عمر بن‬
‫الخطاب كنموذج لشخصية القائد العادل ورجل الدولة البارز التي كان له الفضل في نشر‬
‫الإسلام واقامة الدولة الإسلامية بمؤسساتها الإدارية‪ ،‬فما كان من أحد الحضور إلا أن يسأله‬

‫‪18‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫هذا السؤال "إذا كان عمر خوش آدمي هيج جا ليش س ّموه عمر؟" أي إذا كان عمر على‬
‫هذا القدر من العدل فلماذا أسموه عمر؟‬

‫من هذه الواقعة يتبين أن البناء التربوي للفرد الشيعي جعل من اسم عمر عنوانا للسوء‪،‬‬
‫على هذا فالموضوع ليس عقليا على الإطلاق بل هو غرس وبناء يتلقاه الطفل مع حليب أمه‬

‫ومع رغيف الخبز الذي يأكله وكأس الماء‪ ،‬أو "الويسكي" الذي يشربه‪.‬‬
‫هذا البناء التربوي والعقائدي‪ ،‬جعل معظم الشيعة بمن فيهم (إلى حد ما) الطبقة المثقفة‬
‫أو لأقل بدقة أكثر الفئة المتعلمة‪ ،‬تتعامل مع القمع الذي مارسته السلطة المن ّصبة من قبل‬
‫الولايات المتحدة والمدعومة من قبل إي ارن‪ ،‬ضد الع ارقيين ال ارفضين للاحتلال واف ار ازته السياسية‬

‫والاجتماعية بلا مبالاة حينا وتأييد صامت في معظم الأحيان‪.‬‬
‫ولكن ما هي أشكال القمع الذي مارسته المليشيات المسلحة الولئية لإي ارن والتي‬

‫أخذت صفتها الرسمية من أنها جزٌء من القوات المسلحة الع ارقية؟‬
‫مع أن الديانة اليهودية سابقة للإسلام وللتشّيع‪ ،‬ومع أن التشّيع سابق للحركة الصهيونية‪،‬‬
‫إلا أن الم ارقب لا بد أن يلاحظ تبادلا نشيطا للخب ارت الميدانية بينهما في ط ارئق السيطرة على‬
‫المجتمع الذي تحل فيه‪ ،‬وهنا نجمل أهم الأساليب المعتمدة في التوسع المناطقي والتوسع في‬

‫مجال نشر التشّيع في المناطق غير الشيعية‪.‬‬

‫أولا‪ :‬عسكرة المجتمع ونشر السلاح السائب لإضاعة المسؤولية القانونية عما يقع من‬
‫ج ارئم قتل جماعي‪ ،‬وتشكيل منظمات مسلحة توكل لها واجبات محددة للدفاع عن العقيدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إقامة معسك ارت للمليشيات الطائفية المسلحة تحت لفتة محاربة الإرهاب‪،‬‬
‫وحقيقة دورها أنها توجه بنادقها لقهر السكان الآمنين وملاحقة المعارضين بأية صورة من‬
‫صور المعارضة السلمية‪ ،‬ويتبع ذلك فتح مقار للمليشيات والأح ازب التي تتبعها‪ ،‬وتبدأ بفرض‬
‫ب ارمجها السياسية والعقائدية عبر مكب ارت الصوت‪ ،‬وتلاحق حتى أولئك الذين تظهر على‬

‫محياهم علامات عدم الرضا‪ ،‬أي تلاحق على الفكرة المختزنة داخل الرؤوس‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫ثالثا‪ :‬افتتاح حسينيات في مناطق ل يوجد فيها حضور شيعي‪ ،‬والهدف من مثل هذه‬
‫الخطوة هو استف ازز الناس أو استمالتهم بالمال والإغ ارءات الأخرى‪ ،‬ورفع ال اريات التي تحمل‬
‫شعا ارت عدوانية‪ ،‬واقامة ما تسمى بالشعائر الحسينية في محرم وصفر وحيثما توجد مناسبة‬
‫ي ارد استغلالها من أجل تأكيد الهيمنة الشيعية وخاصة في الع ارق والمدعومة بالبندقية‬
‫المليشياوية والمستظلة بمظلة السلطة الحكومية وما تسمى بالمرجعية الدينية ومن بين هذه‬
‫الممارسات تنظيم مسي ارت لأطفال لم يبلغوا الحلم من أبناء المناطق السنية وهم يحملون‬

‫السلاسل ويرددون الشعا ارت الطائفية‪.‬‬

‫اربعا‪ :‬تهجير سكان المدن السنية بدعوى احتضانها للإرهاب أو دعمها له‪ ،‬كما حصل‬
‫في مدن محافظة ديالى وح ازم بغداد ومدينة جرف الصخر‪ ،‬وناحية يثرب في محافظة صلاح‬
‫الدين‪ ،‬وتفريغ مركز مدينة سام ارء من سكانه بحجة حماية مرقد العسكريين‪ ،‬والستيلاء‬
‫على أ ار ٍض واسعة من أط ارف سام ارء العائدة لدائرة الآثار‪ ،‬من أجل إعمارها واقامة المجمعات‬
‫السكنية الكبرى كما جرى في كربلاء وجلب السكان الغرباء الشيعة إليها من إي ارن وشبه‬

‫القارة الهندية وأفغانستان‪ ،‬فصاروا عبئا اجتماعيا اقتصاديا على تلك المدينة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إطلاق يد المليشيات لممارسة أعلى درجات القمع قتلا وتهجيرا وتغييبا واذل ال‬
‫لسكان المدن السنية وتعريضهم إلى حصار اقتصادي وتقطيع أوصالها وجعل التنقل بين‬
‫أحيائها المختلفة أمرا في غاية الصعوبة والستحالة أحيانا‪ ،‬وفرض صيغ أج ارءات أمنية ل‬
‫مثيل لها في أسوأ الحتلالت التي تعرضت لها دول أخرى‪ ،‬ولنأخذ ما يحصل في المدن‬
‫الفلسطينية المحتلة‪ ،‬فإنها ستغدو أمام ما تشهده مدن السنة في الع ارق وسوريا وكأنها‬

‫تعيش نزهة سياحية‪ ،‬فما هو الهدف من كل ذلك؟‬

‫سادسا‪ :‬توفير مظلة الحماية الرسمية والدينية لعناصر المليشيات من أجل ارتكاب‬
‫مختلف الج ارئم المخلة بالشرف مثل تهريب المخد ارت والزنا بالمحارم والسرقة والسطو على‬

‫‪20‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫المال العام‪ ،‬ومن اللافت أن أكبر الج ارئم التي يرتكبها أحد فصائل الحشد أو يرتكبها العنصر‬
‫الميليشياوي أو القريب من الحشد الشعبي التي تطلق عليها السلطة القائمة صفة الفصائل‬
‫غير المنضوية تحت سلطة الحشد‪ ،‬مثل خزن الأسلحة في المناطق الآهلة بالسكان‪ ،‬أو‬
‫إطلاق الصواريخ على المعسك ارت والسفا ارت العاملة في الع ارق‪ ،‬فإنه ل يمكث في التوقيف‬
‫إل سويعات معدودات كما حصل مع عش ارت الحالت المسجلة‪ ،‬أما ج ارئم المليشيات في‬
‫محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار أثناء ما ُسمي بعمليات التحرير من قتل جماعي‬
‫وتغييب عش ارت الآلف والإهانات التي كانت عناصر الحشد تعرضها على مواقع التواصل‬
‫الجتماعي إمعانا في إهانة ك ارمة الإنسان واثارة الرعب الجمعي‪ ،‬وتفكيك المصانع مثل‬
‫مصفى بيجي العملاق ونقله إلى الوطن الأم وسرقة الممتلكات الخاصة والعامة‪ ،‬فكلها تمر‬
‫لأنها ببساطة سياسة الأرض المحروقة التي اعتمدتها قيادات في سلطة الحكم الطائفي منذ‬

‫‪.2003‬‬

‫سابعا‪ :‬التمييز الفاضح في توزيع أبواب مي ازنية الدولة السنوية على المحافظات حسب‬
‫نسب السكان منذ أن بدأت المي ازنية السنوية تعتمد بعد الحتلال‪ ،‬وكذلك التوظيف في أدنى‬
‫الوظائف الحكومية التي ل تعتمد الكفاءة والمقدرة بل النتماء‪ ،‬وكذلك القبول في الجامعات‬
‫وفي المعاهد العسكرية الذي صار مستنقعا آسنا تسبح به مخلوقات ل تمت إلى الضبط‬
‫العسكري بصلة‪ ،‬ولعل فضيحة حكومات ما بعد الحتلال في تثبيت الدين والمذهب في قوائم‬

‫قبول طلبة الكلية العسكرية ما يثير الشمئ ازز‪.‬‬

‫هذا السلوك المنحرف عن الضوابط المهنية والأخلاقية‪ ،‬يعزز القناعة بطائفية النظام‬
‫المقيت بل ومجاهرته بها من دون اردع أخلاقي أو قانوني أو عرفي‪ ،‬وهذه التفرقة العنصرية‬
‫التي كان العالم يتوقع أنها انتهت بنهاية نظام الفصل العنصري في جنوبي أفريقيا‪ ،‬ما ت ازل‬
‫تفرض نفسها على الواقع الع ارقي لأن سلطته التي أقامها الأمريكيون وتلقفها الإي ارنيون في‬

‫تخادم مقدس بينهما حتى وان أظه ار عداء سياسيا وفكريا على كل المحاور تقف حائلا دون‬

‫‪21‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫تسليط الضوء على انتهاكاتها لأبسط حقوق الإنسان في العيش في وطنه على أساس التكافؤ‬
‫في الحقوق والواجبات‪ ،‬فهل شهد الع ارق منذ تأسيس الدولة الحديثة عام ‪ 1921‬مثل هذا‬

‫السلوك؟ أم أن النظم التي حكمت الع ارق قبل ‪ 2003‬كانت كلها على خطأ؟‬

‫بالمقابل فإن السّني إذا طالب بحق مضاع أو بالعودة إلى مدينته ودياره التي ه ّجر منها‬
‫بقوة السلاح واُستلبت ممتلكاته فإنه مدان قبل أن يستكمل المطالبة بحقه‪ ،‬واذا ُضبط ومعه‬
‫مسدس شخصي‪ ،‬فإنه يزج بالسجن وتوجه له تهمة الإرهاب بموجب المادة ‪ 4‬إرهاب‪ ،‬فالسني‬
‫مذنب حتى يُثبت ب ارءته بنفسه‪ ،‬فأين هو العدل والمساواة اللذين نص عليها الدستور الكاذب‬
‫الذي مرره إسلاميو الحكم الأمريكي الإي ارني سنة وشيعة وأك ارد‪ ،‬وان كان الحزب الإسلامي‬
‫الذي يتحمل وزره كاملا لأنه تواطأ مع حليفه الشيعي على حساب السّنة بل وعلى حساب‬

‫الع ارق‪.‬‬
‫ما ينطبق على سلوك المليشيات ينطبق على تصرفات شائنة تصّدر عن معممين شيعة‬
‫وتعرض على فضائيات شيعية تخصصت بإثارة الفتن الطائفية‪ ،‬ويخرج أولئك المعممون عن‬
‫حدود الأخلاق والقيم والشرف في حديثهم عن السّنة وتاريخهم الذي هو تاريخ الأمة‪ ،‬وتحظى‬
‫تلك الفضائيات بالحماية القانونية لتفعل ما تشاء وتخرج عن كل القوانين والأع ارف والقيم‬
‫الاخلاقية‪ ،‬مما يعّرض السلم الأهلي لأفدح المخاطر‪ ،‬وبالمقابل فإن أي فضائية لا تلتزم‬
‫بالمنهاج الشيعي‪ ،‬فإنها تتعرض لملاحقات قانونية بل ولهجمات مسلحة تشنها عليها المليشيات‬
‫المسلحة في ظل حماية قانونية‪ ،‬ولعل ما حصل لقناة دجلة في آب ‪ 2020‬يجسد ثنائية التعامل‬
‫وازدواجية المعايير التي تعتمدها حكومة الاحتلال بسلطاتها الثلاث التشريعية والتنفيذية‬

‫والقضائية مع أدواتها المسلحة‪.‬‬

‫الهدف النهائي هو تشييع السكان أو تخييرهم بين التهجير أو القتل أو العتقال‬
‫بموجب المادة ‪ 4‬إرهاب‪ ،‬ومع هذا المنهاج التعسفي‪ ،‬تنشط سلطة المعممين لضمان سكوت‬
‫رجال الدين ال ُسّنة على ما يحصل‪ ،‬أو تعريض حياتهم للخطر‪ ،‬وكذلك التحرك على الوجهاء‬

‫‪22‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫وشيوخ العشائر للهدف نفسه‪ ،‬وللأسف وجدت ضالتها في بعض ذوي النفوس الضعيفة‬
‫ورخيصي السعر في السوق الجتماعي المزدحم بكل النماذج المعزولة دينيا وعشائريا بل‬
‫وأخلاقيا‪ ،‬ف ارح بعضهم يبرر للسلطة الغاشمة سلوكها المنحرف و ارح كثير من معممي ال ُسّنة‬

‫يغطون على ج ارئم المليشيات في الموصل والرمادي‪.‬‬
‫ولأن المليشيات كانت تنشر ما ترتكبه من فظائع ضد المعتقلين وطرق قتلهم بوحشية‬
‫منقطعة النظير‪ ،‬فإن بعضا من أولئك آثروا السلامة ودعة العيش على القيام بواجباتهم‬
‫الأخلاقية والشرعية‪ ،‬وبذلك فقد فرطوا بأهم شروط العقد الاجتماعي بينهم وبين من يزعمون‬

‫تمثيله‪.‬‬
‫اللافت للنظر أن هذا الإرهاب والقمع حصل في العقدين الأول والثاني من الألفية الثالثة‬
‫وما ازل متواصلا وسط صمت مميت وُمدان‪ ،‬من جانب الأمم المتحدة ومكتبها في بغداد‬
‫واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية‪،‬‬
‫والأهم من ذلك الصمت الذي يطبع سلوك الدول الكبرى التي جاءت بكل الشرور إلى الع ارق‬
‫عام ‪ 2003‬وجعلت من نفسها قّيمة على التنفيذ الحرفي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان‬

‫ولميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي‪ ،‬فأين يكمن الخلل؟‬
‫هناك مخطط لإحداث دمار شامل في البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في‬
‫الع ارق‪ ،‬ترتكز على موقف است ارتيجي سبق وأن أعلنه وزير خارجية الولايات المتحدة في‬
‫تسعينيات القرن الماضي جيمس بيكر والذي حدده بإعادة الع ارق إلى عصر ما قبل الصناعة‪،‬‬
‫وأنيط تنفيذ صفحته الثانية بإي ارن ومليشيات مرتبطة بها ارتباطا ولائيا‪ ،‬فالدول الكبرى تنظر‬
‫إلى إي ارن كشريك سياسي واقتصادي مرغوب فيه ويتحدث لغة واحدة مع الأسرة الدولية‪ ،‬وُيحكم‬
‫سيطرته على قوى مسلحة يمكن أن تعبث بأمن المنطقة ومصالح الدول الكبرى عبر تحريك‬
‫أدواتها وخلاياها النائمة متى اقتضت مصلحتها ذلك‪ ،‬ولهذا الشريك سواحل طويلة على أهم‬
‫المم ارت الملاحية للتجارة الدولية بين اليابان والصين والهند وأوروبا والولايات المتحدة‪ ،‬مما‬
‫يمنحه قدرة على السيطرة على المم ارت الملاحية الدولية‪ ،‬ثم إنها القوة الوحيدة التي تستطيع‬
‫بما وضع تحت سيطرتها من سلاح وغ ِض نظِر عن أهدافها السياسية المعلنة وعن برنامجها‬

‫‪23‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫النووي الموجه لردع العرب دون سواهم‪ ،‬وبسبب أطماع إي ارن ونوايا التغيير المذهبي الذي‬
‫تخطط له بقوة الإغ ارء حينا والضغط في معظم الأحيان على السكان يجد العالم نفسه معجبا‬
‫بذلك الإص ارر على الوصول إلى الهدف مهما طال الانتظار‪ ،‬كل ذلك م ّكن إي ارن من إثارة‬
‫الهلع في نفوس حكام الخليج العربي منطقة الخاصرة الضعيفة في الجسد العربي‪ ،‬فسارعوا‬
‫للبحث عن قوة تحميهم من الخطر الإي ارني الداهم‪ ،‬بعد أن هّدموا بأيديهم وأموالهم جدار الصد‬
‫العربي الأول عن الأمة "أي الع ارق" وانطلت عليهم ابتسامات إي ارنية مسمومة كما هو معهود‬
‫فيها‪ ،‬ففرشوا لها ولعملائها مما يسمى "بالمعارضة الع ارقية" السجاد الأحمر وفتحوا لها خ ازئنهم‬
‫بل تعاملوا معهم كضيوف مرموقين من وزن"‪ ،"VIP‬على الرغم من أن وطنهم الأم "أي إي ارن"‬
‫كان يتعامل معهم كعبيد أرقّاء وكخدٍم م ّجانيّين‪ ،‬وتركتهم يتسكعون على السفا ارت وأجهزة‬
‫المخاب ارت الشرقية والغربية لكسب الرضا الدولي‪ ،‬وظن النظام الرسمي العربي أنه قادر على‬
‫تجنيد القوى الدولية الكبرى كمرتزقة لحمايته من أي خطر إي ارني مستقبلي‪ ،‬كما حصل عام‬
‫‪ 1991‬بالعدوان الثلاثيني على الع ارق‪ ،‬وما عرفوا أن أي تدخل خارجي محكوم بحسابات‬

‫الأمن القومي لتلك القوى الدولية‪.‬‬
‫إي ارن تعرف أنها ستحر ُك إن أ اردت‪ ،‬كل هذه الأدوات الرخيصة من دون أن تتحمل‬
‫التبعات القانونية من و ارء أي عمل ارهابي قد تتعرض له المنطقة وطرق المواصلات الدولية‬

‫ومصالح الدول الكبرى‪.‬‬

‫لعل أخطر ما في القمع ال ارهن والمتواصل في الع ارق أنه إرهاب دولة ويمارسه من يمتلك‬
‫السلطة لإسكات الآخرين‪ ،‬ويلبسه أردية دينية مستندا على أمرين الأول أن المجتمعات التي‬
‫تعاني من الإرهاب الفكري عادة ما تكون مجتمعات متدينة من جانب وتعيش حالة مزرية من‬
‫التخلف الثقافي والفكري‪ ،‬والثاني أن سلطة القمع ستستطيع تحريك قطعان من البسطاء والسذج‬

‫والجهلة لتقمع بحركتها الطبقة المثقفة المتنورة والواعية‪.‬‬
‫واذا كان القمع الديني شاملا في المجتمعات المنسجمة دينيا ومذهبيا وله آثار مدمرة‬

‫على الأمن المجتمعي‪ ،‬فإنه سيؤدي إلى حالة من الانقسام الأفقي‪ ،‬أما إذا كانت مجتمعات‬

‫‪24‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫غير موحدة عرقيا ومذهبيا‪ ،‬فإن الانشطار سيكون عموديا ومفضيا إلى التصادم والن ازع المسلح‬
‫بحكم اصطفاف كل مجموعة سكانية حول نفسها‪.‬‬

‫ما يحصل في الع ارق منذ الاحتلال وحتى اليوم هو تطبيق للنموذج الصفوي في فرض‬
‫التشّيع تدريجيا وبنفس الأسلوب الذي اعتمده إسماعيل الصفوي أي إعمال السيف في رقاب‬
‫المعاندين‪ ،‬وهو ما أّدى إلى قتل مليون إنسان في فارس وحدها في حينه كما تقول الروايات‬
‫التاريخية الموثوقة‪ ،‬وما ت ازل قصص قتلهم والطرق التي اعتمدت في تنفيذها تُروى من قبل‬

‫المؤرخين بم اررة‪.‬‬
‫ولكن ما يجري الآن في الع ارق يكتسب خصوصية تمّيزها عن تجربة إسماعيل الصفوي‪،‬‬
‫بسبب ثورة الاتصالات وانتشار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وانتشار مواقع‬
‫التواصل الاجتماعي ووجود منظمات حقوقية وانسانية ومنظمات سياسية دولية مهمتها حماية‬
‫القانون الدولي وحقوق الإنسان‪ ،‬ولكن هذه الممارسات المسكوت عنها دوليا أغرت منفذيها‬
‫بالمضي قدما في تنفيذها‪ ،‬بدلا من أن تكون تلك الج ارئم سببا في تأجيج الغضب العالمي على‬
‫الجناة سواء من قبل أجهزة الإعلام أو المنظمات الدولية والإنسانية أو الدول المتحضرة‪ ،‬فإنها‬
‫أدت إلى رعب كارثي لضحايا الاعتقال والاختطاف وخوفهم من البطش الطائفي‪ ،‬كما أن‬
‫الطرف المنفذ للج ارئم المبتكرة أي المليشيات الطائفية الولائية المدعومة من إي ارن والتي اكتسبت‬
‫صفتها الرسمية بفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها علي السيستاني‪ ،‬وتلقفها مجلس نواب‬
‫المنطقة الخض ارء ليصدرها في ق ارر آل ٍي مضحك خلال فترة قياسية‪ ،‬ثم لتصبح جزء مما يسمى‬
‫بالقوات المسلحة المرتبطة شكلا لا مضمونا بالقائد العام‪ ،‬تحولت إلى كابوس مرعب لكل من‬
‫يفكر بمعارضة خطط إي ارن ونواياها‪ ،‬خاصة بعدما كانت تلك المليشيات تصّور ج ارئمها التي‬
‫لم يشهْد لها تاريخ البشرية مثيلا وتوزعه على أوسع نطاق متحملة المسؤولية الجنائية ال ازئفة‬
‫مقابل زرع الرعب والهلع في بيئة الضحايا وذويهم الذين ما ازلت في قلوبهم نزعة الرفض‬
‫القاطع لدولة الولي الفقيه إي ارن الشر‪ ،‬وهذا النموذج ي ارد تعميمه على سائر البلاد العربية‪ ،‬وقد‬
‫برزت على سطح الأحداث تجارب المآسي التي عاشها المواطنون في سوريا ولبنان واليمن‬

‫ومناطق في أفريقيا أثناء التطبيق العملي لهذا الفعل المدان وبعد مباشرة التطبيق‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫الب ارق للد ارسات والبحوث والتوثيق‬

‫ولكن ما هو المانع من إعلان الحكم الشيعي في الع ارق رسميا بعد تطبيقه عمليا في‬
‫سلوك سلطة الحكم في الدولة الع ارقية وتطبيقاتها؟ منذ اليوم الأول الذي صار الع ارق تابعا‬

‫لإي ارن‪ ،‬هي التي ترسم سياساته وتفرض عليه ما يفعل وما ل يفعل؟‬
‫ويمكن طرح السؤال السابق بصيغة أخرى‪ ،‬هل أن الحكم الشيعي لم يُعلَ ْن فعلا حتى‬

‫الآن؟ يجيب الدستور عن السؤالين السابقين وخاصة في ديباجته فينص على ما يلي‪:‬‬
‫[عرفانا مّنا بح ِق الله علينا‪ ،‬وتلبي اة لنداء وطننا ومواطنينا‪ ،‬واستجاب اة لدعوِة قياداتنا‬
‫الدينية وقوانا الوطنية واص ارِر م ارجعنا العظام وزعمائنا وسياسيينا‪ ،‬ووس َط مؤازرٍة عالمية‬
‫من أصدقائنا ومحبينا‪ ،‬زحفنا لأول مرٍة في تاريخنا لصناديق القت ارع بالملايين‪ ،‬رجالا ونسا اء‬
‫وشيبا وشبانا في الثلاثين من شهر كانون الثاني من سنة الفين وخمسة ميلادية‪ ،‬مستذكرين‬

‫مواجع القمع الطائفي من قبل الطغمة المستبدة]‪.‬‬
‫فهل في هذا النص التباس أو شك عن دور ما يسمى بالم ارجع العظام الذين يمثلون‬
‫مذهبا واحدا لشعب متعدد الأديان والأع ارق والمذاهب؟ ومن الذي امتلك تفويضا لتسليط مذهب‬
‫واحد ليحكم باسم الدستور بلدا بمكانة الع ارق وتاريخه وحضارته؟ ومن هو الذي منحهم سلطة‬
‫التدخل في الشأن الع ارقي وليس فيهم شخص ع ارقي واحد؟ أليست هذه طائفية مبكرة في إعلان‬

‫الع ارق دولة شيعية؟‬
‫أليست هذه لغة الغالب والمغلوب في مواجهة غير متكافئة بين الشعب الع ارقي وقوى‬

‫الشر والعدوان الأطلسية؟‬

‫تم الجزء الأول بعون الله‬

‫‪26‬‬


Click to View FlipBook Version