The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by sumer_r, 2018-11-06 01:17:52

القادسية عدد 24

القادسية عدد 24

‫عدد ‪ -243‬تشرين الاثاونلي‪22001188‬االلسسننةةااللثثااننييةة‪--‬سسييددننيي‪--‬أأسستترارالليياا‬

‫راسلونا على ‪[email protected]‬‬
‫الحقوق محفوظة والرأي للكاتب‬

‫‪AL-QADISSIYA‬‬

‫رئيس التحرير‬
‫راغب زيدان‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫من خطاب السيد الرئيس‬
‫القائد الشهيد صدام حسين‬

‫من الاجداد قد ملأوا ساحاتهم الى جانبهم‬ ‫في الذكرى الخامسة للعدوان العسكري‬
‫يقاتلون الفساد والظلم والطغيان والكفر‬ ‫الامريكي الصهيوني في أم المعارك‬
‫والتحلل معتمدين على الرحمن الرحيم القادر‬ ‫الخالدة‬
‫العظيم وحاملين الراية العظيمة راية الله‬
‫لقد كان الايمان يبدأ من داخلنا نحن في قلعة‬
‫اكبر‪.‬‬ ‫الايمان ‪ :‬العراق العظيم‪ ،‬ولم يأتنا من خارجنا‬
‫وهذا هو الايمان الذي اراد الله به للمؤمنين‬
‫كان اعداء الامم عبر التاريخ الطويل للبشرية‬ ‫ان يفعلوا ما هو غير اعتيادي عندما يؤمنون‬
‫يستهدفون اضعاف قدرات وارادة وهمة‬ ‫‪ ..‬وان يتصوروا ان كل شيء ممكن مع ارادة‬
‫الامم المقصودة من مدخل عناصر الضعف‬ ‫الايمان وصيرورتها الفاعلة في الحياة الى‬
‫فيها بعد رصدها وتعيينها وتثبيت طريقة‬ ‫امام‪ .‬ولذلك فان ايماننا هو ايمان خلق وليس‬
‫ووسيلة الاقتراب منها لتوجيه الطعنات الى‬ ‫مجرد ايمان وراثة فحسب ايمان تشع له‬
‫حيث ينبغي ان يكون موضع سهامهم في‬ ‫الصورة التي يريدها لا ايمان من ينتظر‬
‫جسدها وصولا الى ما يضعف الروح في‬ ‫لتنزل عليه الصورة التي يتمناها ‪ ..‬ايمان من‬
‫روحها انجازا لاضعافها واضعاف الجسد معا‪.‬‬ ‫يخلق صورة المجتمع التي يؤمن بها لا ايمان‬
‫من يستسلم لواقع المجتمع الذي يرثه ‪..‬‬
‫ايمان الذي لا يقاوم النازلة متكلا على الله لا‬
‫ايمان من يستسلم للنازلة متصورا ان الله‬
‫سيرفعها عنه من غير ان يؤمن هو بامكانيات‬
‫رفعها ويبذل ما يبذل بهذا الاتجاه عندما‬
‫يستعد لها استعداد مؤمن فعال‪ .‬هكذا وعلى‬
‫اساس هذا الايمان ومعناه رأى العراقيون‬
‫في ضمائرهم وعقولهم بعد ان آمنوا ان الله‬

‫معهم‪.‬‬

‫وهكذا وعلى اساس هذا الايمان ومعانيه رأى‬
‫العراقيون او تصوروا وكأنها رؤية عين ان‬
‫اصحاب الرايات والعمائم البيض والسود‬
‫والخضر من الصحابة والاولياء والصديقين‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫الامة ومنبعها وعناصرها الرئيسة وان تكون‬ ‫وان مدخل عناصر الضعف في الامم توخيا‬
‫وسائله ومساراته وسهامه مصممة كلها‬ ‫لاهداف يقررها الاعداء ليس هو المدخل‬
‫ليخوض معركة حاسمة او المعركة الحاسمة‬ ‫الاكثر خطورة دائما بل وفي احيان كثيرة هو‬
‫معها على هذا الاساس ‪ ...‬فلماذا يكون ذلك‬ ‫المدخل الاقل اذى على الامم المستهدفة ‪..‬‬
‫مثلما ان استهدف الجيوش من قبل اعدائها‬
‫هو الأخطر ؟‬ ‫من ثغرات ضعفها قد يدفع الجيوش الحية‬
‫الى استخدام عناصر قوتها لسد او رتق‬
‫انه الأخطر لأن الأمة مثلما هي حالة الجيوش‬ ‫الثغرات ومعالجتها لجعل جبهتها او‬
‫ايضا اذا اختل توازنها من عناصر قوتها لن‬ ‫اصطفافها امام الاعداء على حال افضل‬
‫يكون باستطاعة عناصر ضعفها او العناصر‬ ‫ومن شأنه ان يجعل سهامهم طائشة‬
‫الاقل قوة فيها ان تعيد اليها توازنها او في‬ ‫وخططهم المضادة غير ذات شأن او اثر‬
‫الاقل ليس باستطاعتها ان تعيد اليها توازنها‬ ‫جدي ‪ ..‬فان الامم التي تستهدف من ثغرات‬
‫في وقت مناسب ولذلك ففي الحروب‬ ‫ضعفها كمدخل للعدو الى الاهداف الحيوية‬
‫الطويلة غالبا ما تبقى عناصر القوة الرئيسة‬ ‫فيها تستنفر عوامل ومكامن وخزين قوتها‬
‫للجيوش في منأى عن الاحتكاك اليومي في‬ ‫لتجعل عناصر ضعفها تتقلص وتضيق‬
‫تفاصيل ما تقوم عليه العادة بانه يحصل في‬ ‫ثغراتها او تلتئم اذا ما توفرت فيها شروط‬
‫الجبهة ليزج فيها لاحقا في المعارك الفاصلة‬ ‫القيادة الصحيحة والوعي الكامل للشعوب‬
‫او التي تشكل نتائجها بالتراكم ذات المعنى‬ ‫على قياس مرحلته وفي لحظته المناسبة او‬
‫في توقيت وطريقة مناسبين ‪ ..‬اما في‬ ‫على حال وفي وقت لا تفوت فيه الفرصة‬
‫المعارك قصيرة الزمن فغالبا ما يكون‬ ‫لهذا وبذلك يكون تصرف العدو في الاقتراب‬
‫لعناصر القوة الرئيسة توقيت مختلف لإنجاز‬ ‫من عناصر ضعف الامة لتوجيه سهامه الى‬
‫أعلى ما يمكن من تفوق تحقيقا لنتائجه في‬ ‫الامة عامل استفزاز ايجابي للامة او الشعب‬
‫حيث يستنفر فيها عناصر قوتها لتعمل في‬
‫الزمن المقرر‪.‬‬ ‫طاقة فعلها وامكاناتها الى كامل ما ينبغي‬
‫من تأثير وبذلك تبدأ الامة بالنهوض لمعاودة‬
‫ولأن استهداف الأمم الحية من اعدائها من‬ ‫دورها الحضاري او انشاء دور حضاري جديد‬
‫مدخل عناصر قوتها لا يمكن أن يلائم ما‬
‫يتوخى الاعداء لخططهم من نتائج الزمن‬ ‫لها‬
‫القصير فإن صراع أعداء الأمة معها لانتزاع‬
‫عناصر أو بالا حرى قاعدة قوتها يستلزم‬ ‫الا ان ما هو اخطر على الامم والشعوب هو‬
‫سياسة الزمن الطويل وعلى أساس هذا‬ ‫عندما يكون رصد العدو منصبا على عناصر‬
‫الفهم وجد الاعداء ان قاعدة اقتدار‪ ،‬وحيوية‬ ‫قوتها بالدرجة الاساس لا عناصر ضعفها وان‬
‫وتأثير الامة العربية يكمن في عراقية دورها‬ ‫تنصب جهوده في تصميم خططه على‬
‫الحضاري وان دورها الحضاري غالبا ما يكون‬ ‫اساس ان يجعل له مدخلا الى اساس قوة‬
‫شاملا وليس مقتصرا على وجه واحد او اكثر‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫ومن هذا ولأن العراق هو قاعدة الامة‬ ‫فحسب وان تاريخها هو الاطول عمرا بين كل‬
‫المتقدمة في الاقتدار فقد حاول الاجانب‬
‫الاعداء ان يتقربوا منه وله مستهدفين فما‬ ‫امم الارض و إن الله سبحانه قد خص هذه‬
‫هو المهم الذي ينبغي علينا ان ننبه اليه‬
‫الامة ليجعل انبياءه شهودا عليها ويجعلها‬
‫ونحذر منه او نجدد التنبيه والتحذير فيه ؟‬
‫باصحاب السبق الفضيلة من مؤمنتها‬
‫ابتداء على العرب أن يؤمنوا أو يفهموا عندما‬
‫يؤمنون بما آمنوا به ‪ ..‬ان الحياة ضرورية‬ ‫شاهدة على الانسانية جميعا ‪ ..‬وان الدور‬
‫للايمان مثلما الايمان ضروري للحياة ‪ ...‬اذ لا‬
‫يمكن تصور قياسات انسانية ودور الايمان‬ ‫الحضاري وما فيه من ثقافة عظيمة والخبرة‬
‫من غير حياة ‪ ..‬وعلى هذا الاساس خلق الله‬
‫الانسان في احسن تقويم وان الحياة من غير‬ ‫المتراكمة من العمر الطويل والدور الايماني‬
‫إيمان هي حياة عبث حياة بلا فضيلة ولا دور‬
‫الشمولي‪ ،‬والانساني الكبير‪ ،‬كلها تجعل جذر‬
‫مشهود وإنساني بناء‪.‬‬
‫الأمة ضاربا في الارض الى مدى عميق‬
‫فإذا آمن العرب على هذا الاساس أو‬
‫استذكروا رؤيتهم ودورهم وصلتهم بالسعي‬ ‫يصعب اقتلاعه وان في داخل كل عنوان‬
‫في الحياة وعلاقتهم بالانسان والرحمن‬
‫الرحيم على أساس هذا الفهم والمعنى‬ ‫ومسمى من‬

‫فإنهم سيتقنون دورهم‪.‬‬ ‫عناوين ومسميات‬

‫ولأن العراقيين على أساس إيمانهم قد‬ ‫القوة التي ذكرناها‬
‫فهموا دورهم وعلاقتهم بالرب الرحيم‬
‫والانسان من خلال مبادئ البعث على هذا‬ ‫ما هو الاكثر أهمية‬
‫الاساس رغم ان مبادئ البعث للحياة وليست‬
‫تفسيرا لدين فإنهم قد توصلوا مع عناصر‬ ‫أحداث‬ ‫ففي‬

‫القوة في الأمة خير تواصل‪.‬‬ ‫ومعاني التاريخ‬

‫وعلى اساس هذا التواصل والدور القومي‬ ‫الطويل ما هو‬
‫المؤمن في الحياة وما حققته عناصرالقوة‬
‫فيه استهدف العدو في ام المعارك الخالدة‬ ‫الاكثر اهمية وفي‬
‫استهدف العراق قاعدة ايمان واقتدار الامة‬
‫الدور الحضاري‬
‫في عصرها الحديث‪.‬‬
‫حلقات ومعان هي‬

‫الأكثر أهمية وفي‬

‫الدور‪ ،‬وإثقاله‪،‬‬

‫وهمته‪ ،‬ما هو الأكثر أهمية‪.‬‬

‫وفي موضوعنا هذا وفي مناسبتنا هذه‬
‫مناسبة ام المعارك الخالدة فإن الأعظم‬
‫معنى وتأثيرا والأعمق رسوخاً والأكثر إظهاراً‬
‫لدور الأمة في ساحاتها القومية والانسانية‬
‫ولتحقيق وحدتها العظيمة هو ما ينصب‬
‫على المعاني والدور والاقتدار والجانب‬
‫الروحي ورسالة العرب فيه والابرز في هذا‬
‫دور العرب الجمعي كأمة واحدة في الرسالة‬

‫الاسلامية‪.‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫شذرات من خطاب الامين الرفيق القائد عزة أبراهيم بمناسبة الذكرى‬
‫الخامسة والاربعين لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة‬

‫منها مشروع ري كركوك الكبير ومشروع ري‬ ‫هذه فرية الديمقراطية والحرية وحقوق‬
‫الاسحاقي الكبير ومشروع ري المسيب الكبير‬ ‫الإنسان وحريته ورفاهيته التي جاءت بها‬
‫الذي طورته الثورة وضاعفت استيعابه‬ ‫أمريكا وحلفاؤها إلى العراق هذه المبادئ‬
‫وقدراته‪ ،‬ومشروع ري الدلمج – مشروع ري‬ ‫الإنسانية الكريمة التي يتاجرون بها لتضليل‬
‫الدواية – مشروع ري المغيشي – مشروع‬ ‫الشعوب ومخادعتها لتحقيق أهدافها الشريرة‬
‫الشحيمية – مشروع الوحدة – مشروع ‪7‬‬ ‫ونواياها السوداء في استعباد الشعوب‬
‫نيسان – مشروع الدجيل الكبير في واسط‬ ‫ونهب ثرواتها وخيراتها وقتل طموحها‬
‫مشروع العز مع مئات المشاريع المتوسطة‬ ‫وتطلعها إلى الحرية والتحرر والاستقلال‬
‫والصغيرة‪ ،‬مشروع ذراع الثرثار دجلة‬
‫والتطور والتقدم‪.‬‬

‫أكثر من عشر سنوات خلت ‪ :‬تدمير كامل‬
‫وشامل لكل معالم التقدم والتطور التي‬
‫تحققت في ظل ثورة تموز المجيدة‪ ،‬دمروا‬
‫الصناعات الثقيلة العسكرية والمدنية‪ ،‬دمروا‬
‫الصناعات الالكترونية المتقدمة على جميع‬
‫دول المنطقة‪ ،‬دمروا المشاريع الخدمية‬
‫الإستراتيجية الطرق والمواصلات والجسور‬
‫العملاقة‪ ،‬دمروا المشاريع الزراعية العملاقة‬
‫التي أنجزتها ثورة تموز (سد الموصل ‪ -‬سد‬
‫حديثة – سد حمرين – السد العظيم – سد‬
‫بادوش – سد حوران – سد مجيمين – سد‬
‫بخمة العملاق الذي سيتمم السيطرة الكاملة‬
‫المطلقة على موارد العراق المائية النهرية‬
‫لغرض تقنين استخدامها واستثمارها دون‬
‫التفريط بأي قطرة منها – سد مكحول الذي‬
‫نهبت أدواته ومستلزمات التنفيذ جميعها كما‬
‫حصل لمشروع سد بخمة ‪ -‬المشاريع‬
‫الاروائية العملاقة التي بدأت كفاءتها تتراجع‬
‫وتنحسر بل بدأت تتدهور ويتلاشى عطاؤها‪،‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫والجهاد والكفاح لتسهيل تغييب وطمس‬ ‫الإستراتيجي – مشروع النهر الثالث الذي‬
‫تجربتكم الحضارية المبدعة التي قضت‬ ‫ينقل بزول حوضي دجلة والفرات إلى البحر‪.‬‬

‫مضاجع الصهاينة والفرس الصفويين‪.‬‬ ‫دمروا البناء المادي والمعنوي والروحي‬
‫والقيمي لقطاع التربية والتعليم والقطاع‬
‫فعليكم جميعا أن تقفوا سدا منيعا ضد حملة‬ ‫الصحي‪ ،‬قتلوا وشردوا آلاف العلماء‬
‫التشويش والتضليل والتدجيل والكذب‬ ‫والباحثين والخبراء والفنيين الذين أعدتهم‬
‫والخداع على مسيرتكم المباركة وتجربتكم‬ ‫الثورة ليقودوا مسيرة التطور والتقدم‬
‫التحررية التقدمية الحضارية الرائدة‬ ‫الحضاري الذين على أكتافهم نهض العراق‬
‫والمبدعة التي شيدتموها على امتداد خمس‬ ‫وقامت فيه أغنى تجربة في الأمة للتحرر‬
‫وثلاثين عاما بعقولكم النيرة الخيرة‬ ‫والاستقلال والتطور والتقدم‪ ،‬دمروا جيش‬
‫وبسواعدكم القوية الأمينة المباركة‪ ،‬فشمروا‬ ‫العروبة ورسالتها الذي ركع الفرس‬
‫عن ساعد الجد وضعوا هذه المسيرة‬ ‫الصفويون وجرعهم السم الزعاف والذي أرق‬
‫وانجازاتها وانتصاراتها أمام شعب العراق‬ ‫نوم الصهاينة في بيوتهم على امتداد خمس‬
‫على الدوام الذي على أكتاف أبنائه تحقق‬
‫بناؤها لبنة لبنة وحجرا حجرا وحلقة حلقة‪،‬‬ ‫وثلاثين عاما من مسيرة ثورة تموز المجيدة‪.‬‬
‫ضعوها أمامه بشكل دائم وبصورتها‬
‫الحقيقية البهية وفي كل ميادين البناء‬ ‫يا رجال العراق الميامين المجاهدين الثابتين‬
‫والتطور في بلدنا العزيز‪ ،‬ولكي لا ننسى نحن‬ ‫على العهد المتين‪ ،‬يا ماجدات العراق‬
‫الطليعة ولكي لا تنسى الجماهير صاحبة‬ ‫الصابرات الباسلات‪ ،‬يا شباب العراق الثائر يا‬
‫المصلحة الحقيقية في تلك التجربة وفي‬ ‫أمل المستقبل‪ ،‬أيها العلماء والخبراء‬
‫ذلك البناء العظيم وصاحبة المصلحة‬ ‫والباحثون والفنيون وفي كل ميادين الحياة‪:‬‬
‫الحقيقية في مسيرة الكفاح والجهاد لدحر‬ ‫في الصناعة والزراعة والاقتصاد والسياسة‬
‫والثقافة والإعلام وفي العسكرية والأمن‬
‫ذيول الاحتلال وعملائه وأذنابه‪.‬‬ ‫الوطني القومي‪ ،‬وفي المقدمة منهم رجال‬

‫استخدموا كل وسائل النشر والإعلام وكل‬ ‫البعث والقوات المسلحة‪:‬‬
‫الفرص المتاحة وحطموا الحصار الإعلامي‬
‫المضروب على مسيرتكم ومقاومتكم‬ ‫اعلموا علم اليقين أيها الأحرار أيها الأبطال‬
‫وحزبكم حتى يفتح الله لنا وهو خير الفاتحين‪،‬‬ ‫أنكم أنتم جميعا المستهدف الأول من حلف‬
‫ربنا افتح بيننا وبين الغزاة البغاة وعملائهم‬ ‫الغزاة البغاة بالقتل والطرد والتشريد‬
‫والتهجير انتقاما لما حققتم لبلدكم وأمتكم‬
‫بالحق وأنت خير الفاتحين‪.‬‬ ‫من انجازات تاريخية عملاقة أرعبت أعداء‬
‫الشعب والأمة من إمبرياليين وصهاينة‬
‫وفرس صفويين‪ ،‬واعلموا أن من أهم أهداف‬
‫الغزاة هو تغييبكم عن مسرح النضال‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫القيادة القومية تدين زيارة نتنياهو إلى‬
‫سلطنة عمان‬

‫المتاحة للعدوانية المستمرة وآخرها‬ ‫القيادة القومية تدين زيارة نتنياهو إلى‬
‫القصف اليومي على غزة وتدمير القرى‬ ‫سلطنة عمان وتدعو إلى مقاومة عربية‬
‫في الضفة الغربية واتساع دائرة الاعتقال‬ ‫شاملة لكل اشكال التطبيع‪ .‬جاء ذلك في‬
‫تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة‬
‫والحجز الاداري‪.‬‬
‫القومية هذا نصه‪:‬‬
‫أما أن يتم تجاهل كل ذلك ويفسح المجال‬
‫أمام العدو ليجول في الأجواء العربية‬ ‫في الوقت الذي تسفك فيه دماء شعبنا‬
‫ويستقبل حكامه بحفاوة لا نظير لها‬ ‫العربي في فلسطين المحتلة وتتوسع‬
‫وتشارك وفود صهيونية رياضية وثقافية‬ ‫شبكة الاستيطان الصهيوني وتتنهك‬
‫في فعاليات وندوات ومؤتمرات تنظم‬ ‫حرمات العتبات الدينية ويتعرض رجال‬
‫على أرض عربية‪ ،‬ففي هذا استفزاز‬ ‫الدين العرب مشايخ وقساوسة إلى أبشع‬
‫لمشاعر الجماهير العربية وانتهاك‬ ‫أنواع التنكيل وانتهاك الأحكام العامة‬
‫للحرمات القومية وهذا يندرج ضمن‬ ‫للقانون الدولي الإنساني في كل ربوع‬
‫سياقات الاختراق للأمن القومي العربي‬ ‫فلسطين‪ ،‬تفتح أبواب قصور بعض‬
‫والذي لم يعد يقتصر على الاحتلال بشكله‬ ‫الحكام العرب لاستقبال رئيس وزراء العدو‬
‫المباشر والذي تنوء تحته فلسطين‬ ‫الصهيوني وتصافح الأيدي المغمسة‬
‫بدماء الأطفال والنساء والشيوخ والباحثين‬
‫عن لقمة عيشهم على شواطىء غزة‪،‬‬
‫وكأن هذه الجرائم المتمادية التي ترتكب‬
‫بحق هذا الشعب الصابر الصامد هي‬
‫خارج نطاق الأمة وخارج مدى الوطن‬

‫العربي الكبير‪.‬‬

‫لقد كان أولى بالعرب الذين يتهافتون‬
‫على استقبال مسؤولي العدو الصهيوني‬
‫أن يبادروا إلى تقديم الدعم المادي‬
‫والسياسي لمقاومة هذا الشعب الذي‬
‫يقاتل باللحم الحي ويتصدى بالإمكانات‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫تدعو جماهير الأمة إلى تحرك شعبي‬ ‫المحتلة بل بات يطال الجوانب السياسية‬
‫سريع ليس دعم ًا لمقاومة شعب‬ ‫والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وصولاً‬
‫فلسطين وحسب بل أيض ًا لدعم كل‬
‫مقاومة عربية ضد من يهدد الأمن‬ ‫إلى التطبيع الشامل‪.‬‬
‫القومي العربي إمبريالي ًا كان أميركياً أم‬
‫صهيونياً أم فارسياً شعوبياً ولجعل الأمة‬ ‫إن القيادة القومية لحزب البعث العربي‬
‫تنخرط في المقاومة الشاملة ضد الأعداء‬ ‫الاشتراكي إذ تدين بشدة استقبال سلطان‬
‫القوميين للأمة وضد كل أشكال التطبيع‬ ‫عمان لرئيس وزراء العدو الصهيوني وكل‬
‫مع العدو الصهيوني بدء ًا باتفاقيات كمب‬ ‫أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني‬
‫ديفيد ووادي عربه ووصولاً إلى زيارة‬ ‫ومنها دعوة منظمات صهيونية للمشاركة‬
‫نتنياهو لسلطنة عمان والتي تأتي لتشكل‬ ‫في أنشطة وفعاليات تنظم في بعض‬
‫واحدة من مشهديات العدوان المتمادي‬ ‫الدول العربية‪ ،‬ترى أن مثل هذا السلوك‬
‫على الأمة من مداخل الوطن العربي‬ ‫من بعض الأنظمة العربية تجاه العدو‬
‫إنما هو قفز فوق دماء الشهداء الذين‬
‫وداخله‪.‬‬ ‫سقطوا في فلسطين والذين ما زالوا‬
‫يسقطون وهم يواجهون آلة الحرب‬
‫إن القيادة القومية للحزب وهي تحيي‬ ‫الصهيونية التي تقتل البشر وتدمر الحجر‪،‬‬
‫انتفاضة شعبنا في فلسطين المحتله‬ ‫والقيادة القومية للحزب وهي تؤكد على‬
‫وتصديه البطولي لقوات الاحتلال تدعو‬ ‫رفض كل أشكال التطبيع السياسي‬
‫إلى فتح الحدود العربية بين أقطار الأمة‬ ‫والاقتصادي والثقافي‪ ،‬ترى أن دعم‬
‫وإغلاق بوابات العبور السياسية‬ ‫فلسطين وقضيتها هو بتوفير الحضن‬
‫والاقتصادية والأمنية مع العدو‬ ‫القومي الدافئ لشعب فلسطين وثورته‬
‫الصهيوني وإلغاء الاتفاقيات المعقودة‬ ‫وتعزيز صموده وتوفير البدائل القومية‬
‫معه وإعادة الاعتبار لشعار التحرير الكامل‬ ‫لتغذية المؤسسات التي تتولى تأمين‬
‫لفلسطين كل فلسطين وبالكفاح الشعبي‬ ‫الجوانب الخدماتية للجماهير الفلسطينية‬
‫المسلح واستناد ًا إلى مبدأ ما أخذ بالقوة‬ ‫كما حال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين‬

‫لا يسترد بغير القوة‪.‬‬ ‫(الأونروا)‪.‬‬

‫الناطق الرسمي باسم القيادة القومية‬ ‫إن القيادة القومية لحزب البعث العربي‬
‫لحزب البعث العربي الاشتراكي‬ ‫الاشتراكي وهي تنظر بإيجابية لقرار‬
‫الحكومة الأردنية باستعادة السيادة‬
‫الدكتور احمد شوتري‬ ‫الوطنية على منطقتي الغابورة وأبي عفر‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫تحالفات صهيونية جديدة‪ ،‬تدشن‬
‫لمرحلة ناعمة من الصراع‪...‬؟؟؟‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة تحقيق النفوذ والانتشار‬ ‫الدكتور خضير المرشدي‬
‫والعلاقات السرية ليس مع المؤسسات الرسمية العربية‬
‫فحسب وإنما مع قطاعات مهمة من الشعب العربي‬ ‫تحدثنا في ورقة عمل بعنوان (الصراع في العراق‬
‫تحت عناوين سياحية وتجارية واقتصادية وأمنية‬ ‫والمشروع الوطني للحل الشامل) أثناء إنعقاد المؤتمر‬
‫وغيرها‪ .‬وهذه المرحلة قد تعد من أخطر مراحل‬ ‫الشعبي العربي الذي عقد في تونس العام الماضي‬
‫المشروع الصهيوني لأنها أُنجزت بعد العدوان على‬ ‫ألقيت بالنيابة عنّا من قبل (رفيق مناضل عزيز)‬
‫العراق واحتلاله وتدميره‪ ،‬حيث حصل بعد ذلك التكامل‬ ‫تضمنت ثلاثة مراحل لنشوء وتطور وتنفيذ المشروع‬
‫والترابط والتخادم والتنسيق بينه وبين المخطط‬ ‫الصهيوني‪ ،‬والآن بإستطاعتي إضافة مرحلة رابعة لهذا‬
‫الايراني الفارسي الصفوي في تدمير العراق وتحطيمه‬ ‫المشروع هي مرحلة التحالفات ذات البعد الاستراتيجي‬
‫وتهديد الامة وتفتيتها‪ ،‬ولعل مايثبت ذلك هيمنة ايران‬ ‫مع الاقطار العربية بعد زيارات المسؤولين الصهاينة‬
‫على العملية السياسية التي أنشأها الامريكان‬ ‫لعدد من الدول العربية ومنها العراق ودول الخليج‬
‫والصهاينة كنواة لمشروعهم في الشرق الأوسط الكبير‬ ‫العربي ودول في المغرب العربي عدا مصر والاردن‬
‫وقيادتها برضا وموافقة الولايات المتحدة الامريكية‬ ‫حيث أن العلاقات تجري على قدم وساق وبمستوى‬
‫عالي منذ عقود؟؟فالمشروع الصهيوني أيها الاخوة‬
‫وبدعم مستمر منها لإدامة هذه العملية وإنجاحها؟؟؟‬ ‫بدأت جذوره التاريخية ومراحله الاولى منذ فترة طويلة‬
‫وتحديداً في مؤتمر بازل ‪ 1897‬مروراً بوعد بلفور‬
‫والآن تأتي (المرحلة الرابعة)‪ :‬وهي مرحلة التحالف‬ ‫‪ ،1917‬وصولاً الى بداية التنفيذ عام ‪ ،1948‬وقد م َّر‬
‫والشراكة الاستراتيجية بين الكيان الصهيوني وعدد من‬
‫الدول العربية لتوقيع اتفاقيات ومعاهدات بعيدة الامد في‬ ‫بثلاثة مراحل‪:‬‬
‫مجال الاقتصاد والسياسة والعلوم والتكنولوجيا‬
‫والصناعة والزراعة وفي الامن والدفاع ومنظومة‬ ‫المرحلة الاولى‪ :‬مرحلة إحتلال فلسطين وطرد شعبها‬
‫الاستخبارات وغيرها‪ ...‬ولعل اتفاقيات كامب ديفيد‬ ‫بقوة السلاح بإستخدام أبشع أنواع البطش والتعذيب‬
‫ووادي عربة ومشروع أوسلو كان البوابة لهذه‬ ‫والقتل والتنكيل‪ ،‬حيث تم في هذه المرحلة تقسيم‬
‫التحالفات وما ترتب عليها من تطبيع وانسجام بين هذا‬ ‫فلسطين وزرع الكيان الصهيوني في جسد الامة لتقطيع‬
‫أوصالها‪ ،‬وفصل مشرقها عن مغربها ومنع أية محاولة‬

‫لوحدتها وتحررها ونهضتها وتقدمها‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الاعتراف بالكيان الصهيوني أو‬
‫مايسمى (اكتساب الشرعية الدولية)‪ ،‬وذلك عندما تمكن‬
‫هذا الكيان بدعم أمريكي وغربي من كسب معظم‬
‫المعارك التي خاضها ضد الدول العربية‪ ،‬واستطاع ضم‬
‫اجزاء كبيرة من الاراضي العربية في سورية ومصر‬
‫ولبنان‪ ،‬وأصبح قاعدة إستعمارية متقدمة تهدد الامن‬
‫القومي العربي برمته‪ ،‬وتستهدف الوجود والهوية‬

‫العربية‪.‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫وهنا يبرز سؤال مهم وهو‪ ...‬هل أن أميركا فعلاً جادة‬ ‫الكيان وبين قطاعات واسعة من الشعب العربي في‬
‫في تصديها لنظام الملالي في ايران ومشروعها‬ ‫جميع الاقطار العربية بدون استثناء‪ ،‬وشكلت مهماز‬
‫التوسعي الاستيطاني في المنطقة‪ ،‬أم تعتبره مشروع‬ ‫لتبادل تجاري واقتصادي واسع‪ ،‬والذي لن يتوقف على‬
‫تكاملي مع مشروع الصهاينة الاستيطاني هو الاخر‬ ‫أبواب العاصمة العمانية (مسقط) بل سنرى (عروشاً)‬

‫والذي بدأ نشيطاً هذه الأيام وعلى العلن!!!‬ ‫تتسابق لعقد مثل هذه الصفقات‪.‬‬

‫في ضوء ذلك يمكن أن نستنتج أن إيران ستكون‬ ‫إن الترابط والتلاقي والتكامل بين العدوان على فلسطين‬
‫المستفيد الاول من الحالة التي وصل فيها التحالف‬ ‫وإحتلالها من قبل الكيان الصهيوني بدعم ومشاركة‬
‫العربي الصهيوني الى مراحل متقدمة من تبادل القوى‬ ‫أمريكية ودولية‪ ،‬وبين العدوان على العراق وإحتلاله‬
‫الناعمة وهو العامل الذي يُعد الأكثر تأثيراً في السياسة‬ ‫من قبل أمريكا وإيران وبدعم وتحريض من الكيان‬
‫الصهيوني ودول أخرى ومنها دول عربية‪ ،‬يعطينا‬
‫والعلاقات الدولية الآن‪ ،‬وذلك لاعتبارين‪:‬‬ ‫الحق كعراقيين وعرب أن نصف هذا المشروع بإنه‬
‫مشروع أمريكي ‪ -‬صهيوني ‪ -‬فارسي صفوي بإمتياز‬
‫الاول‪ :‬بالرغم من التهديدات والتصعيد الاعلامي بين‬ ‫إستهدف العروبة بتهاون ومساومة ورغبة وقرار من‬
‫ايران واسرائيل بما يوحي بوجود خلافات جوهرية‪ ،‬إلاّ‬
‫أن المؤشرات والتسريبات تؤكد على أن الصراع هو‬ ‫حكامها‪.‬‬
‫صراع مصالح لايرتقي لمستوى العداء الحقيقي‪ ،‬بما‬
‫يمنع وقوع حرباً مباشرة‪ ،‬والبديل الجاهز هو استثمار‬ ‫هذا إضافة الى الوقائع والوثائق التي تثبت وتؤكد‬
‫هذا التقارب الحاصل بين اسرائيل واصدقاء ايران من‬ ‫العلاقة القائمة بين اسرائيل وايران‪ ،‬وتدل على‬
‫التنسيق والتعاون المستمر بينهما قبل ثورة الخميني‬
‫العرب بل والأقرب استراتيجياً ونفسياً لها‪.‬‬
‫وخلالها وما بعدها!!!‬
‫‪-‬التحالفات العربية الاسرائيلية الجديدة ستكون واحدة‬
‫من البوابات التي ستفتح المجال لحوار ايراني ‪-‬‬ ‫فعهد الخميني شهد فضيحة سياسية كبرى أثناء إدارة‬
‫اسرائيلي مشترك بوساطة مسقط وغيرها من دول‬ ‫الرئيس الامريكي ريغان المسماة (ايران كونترا) والتي‬
‫التطبيع وبرعاية أمريكية مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وقد‬ ‫تم بموجبها تزويد نظام الخميني بالسلاح وقطع الغيار‬
‫تكون العلاقة الفلسطينية ‪ -‬الاسرائيلية المتوترة عل‬ ‫من (إسرائيل) عام ‪ 1986‬باشراف مباشر من‬
‫جدول الاعمال أيضاً‪ ،‬وهذا يقترن حتماً بتنفيذ صفقة‬ ‫المخابرات المركزية الامريكية لإدامة أمد الحرب التي‬
‫القرن والتي بدأت خطواتها الاولى في قضية القدس‬ ‫بدئتها إيران وأصرت على استمرارها طيلة ثماني‬
‫الشريف‪ .‬علماً إن علاقة مسقط بإسرائيل ليست جديدة‬ ‫سنوات ورفضت كافة القرارات والوساطات العربية‬
‫بل تعود لثلاثة عقود من الزمن تكللت بزيارة رئيس‬
‫الوزراء الاسرائيلي السابق رابين وغيره من‬ ‫والاسلامية والدولية لإيقافها‪.‬‬

‫المسؤولين‪.‬‬ ‫إن من يقف مع الشعب الفلسطيني في نضاله للحصول‬
‫على حقوقه المشروعة في كامل فلسطين من أيدي‬
‫ترافق ذلك مع زيارة وفود اسرائيلية لعدد من الدول‬ ‫الصهاينة‪ ،‬سيجد نفسه حتماً وبالنتيجة واقفاً مع‬
‫العربية والخليجية خاصة‪ .‬وهذا مانراه يجري في دول‬ ‫العراقيين والاحوازيين لانتزاع حقوقهم من الاحتلال‬
‫المشرق العربي بعد أن ازيلت العديد من المطبّات‬ ‫الايراني الصفوي للعراق والاحواز ومخططاته الرامية‬
‫والعقبات‪ ،‬ولازال السعي دائم لإزالة من بقي منها‬ ‫للهيمنة على سورية واليمن ولبنان والبحرين وتهديد‬
‫عصياً على الاجتثاث والاستئصال ولكن للأسف بأي ٍد‬ ‫بقية الاقطارالعربية‪ ،‬مما يضع على عاتق القوى‬
‫الشعبية العربية مسؤولية مقاومة هذا المخطط بكامل‬
‫داخلية!!!‪...‬وستز ّودنا الأيام‪ ،‬بما لم نعلم‪.....‬‬
‫ابعاده بمختلف الوسائل المشروعة والمتاحة‪.‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫أسألونيا‪ :‬مقاتل الرقص مع امريكا‬

‫الخطط هو المتحكم الخفي في امريكا وبعض ممثليه في‬ ‫صلاح المختار‬
‫الكونغرس والمخابرات ومراكز بحوث تقف كلها لمنع‬
‫الرئيس من اي خطوة مناقضة لما خطط‬ ‫ربما يكون السلاح الاخطر الذي تستخدمه كل من امريكا‬
‫والاسرائيليتين الغربية والشرقية هو سلاح التخدير واخفاء‬
‫مسبقا‪ ،‬لاحظوا الان كيف ان ترامب يعد بخطوة ما لكنه‬ ‫حقيقة مواقفها العملية وتعمد تضليل الكثيرين بطرح‬
‫يتراجع عنها وصارت تراجعاته مصدر سخرية منه‪ .‬ولهذا‬ ‫دعوات تبدو صحيحة ولكنها في الواقع ليست اكثر من‬
‫فان الكثير من الرؤوساء بعد مغادرة الرئاسة نراهم يعبرون‬ ‫اساليب تخدير وتعطيل للمبادرات الوطنية وجر الكثيرين‬
‫للاعتقاد بوجود امل في حل امريكي رغم ان امريكا تقوم‬
‫عن الندم على ما قاموا به!‬ ‫بتدمير العراق وبقية الاقطار العربية‪ .‬ولكي نعرف حقيقة‬
‫وهنا سنطرح اسئلة منطقية وواقعية تثبت ان امريكا‬ ‫الموقف الامريكي علينا ان نتذكر حقيقة جوهرية وهي ان‬
‫مستمرة في اعداد البيئة المناسبة للتقسيم خصوصا جعله‬ ‫غزو العراق وما قبله لم يكن الا خطوات مقرة سلفا تقوم‬
‫مطلبا شعبيا عربيا بعد ايصال الاوضاع الى الكوارث‬ ‫على تقسيم الاقطار العربية‬
‫على اسس عنصرية او‬
‫الطاحنة والمستمرة‪:‬‬ ‫طائفية او غيرهما‪ ،‬وهذه‬
‫‪ -1‬لماذا قطعت موارد اكثر من ‪ %50‬من مياه العراق من‬ ‫الستراتيجية منسجمة مع‬
‫قبل تركيا واسرائيل الشرقية ويتوقع انه في عام ‪2040‬‬ ‫الستراتيجية الصهيونية‬
‫التي وضعت على اساس‬
‫سوف يصبح العراق خاليا من الانهار؟‬ ‫ثابت وهو ان بقاء اسرائيل‬
‫‪ -2‬لماذا تستمر عمليات تلويث بيئة العراق منذ عام ‪1991‬‬ ‫الغربية رهن بتقسيم الاقطار‬
‫وحتى الان باليورانيوم المنضب وتسميم المياه والتربة‬ ‫العربية خصوصا العراق‬
‫وتدمير حبوب العراق واجباره على شراء حبوب معدلة‬ ‫ومصر وسوريا‪ ،‬وبدون‬
‫تقسيم هذه الاقطار لن‬
‫جينيا من مونسانتو؟‬
‫‪ -3‬لماذا حل الجيش والوزارات رغم اعتراض المخابرات‬ ‫يستمر الكيان الصهيوني‪.‬‬
‫والخارجية ووزارة الدفاع الامريكية قبل الحرب وحذرت من‬
‫ومن يريد التأكد ليكتب في‬
‫غوغل عبارة (خطط تقسيم‬
‫الاقطار العربية) سيجد الاف‬
‫الصفحات والكثير من‬
‫الخرائط والوثائق الرسمية التي تؤكد ذلك‪ .‬فهل تصل‬
‫السذاجة بعربي حد تصور ان امريكا مزاجية تقرر اليوم‬
‫وتغير غدا خططها الستراتيجية مثل اغلب الانظمة العربية؟‬
‫الغرب الاستعماري لايغير ستراتيجياته مع تغير الرؤوساء‬
‫لان كل رئيس مدير وليس قائد يكمل خطوات من سبقوه ولا‬
‫يستمر اي زعيم في امريكا في منصبه الا اذا نفذ الخطط‬
‫الموضوعة قبل وصوله‪ .‬من هنا فان من يتوقع تغيير‬
‫امريكا لموقفها من العراق وسوريا وغيرهما عليه ان‬
‫ينتظر وصول جودو‪ ،‬وهو لن يأتي ابدا طبقا لمسرحية‬
‫صموئيل بيكيت! ومما يجعل الرئيس عاجزا عن تغيير تلك‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫كانت تريد الاصلاح وبناء دولة عراقية حديثة حتى على‬ ‫فوضى عارمة وانهيار الدولة وتفكك المجتمع واوصت‬
‫الطريقة الغربية الم يكن ممكنا التعاون مع البعث وغيره‬ ‫بابقاء القوات المسلحة مع تعديلات؟‬
‫خصوصا وان البعث طرح الحل السلمي وتبنى النظام‬
‫التعددي الديمقراطي وهو لايتناقض مع شعارات امريكا‬ ‫‪ -4‬لماذا تعمدت امريكا اطالة ازمة غزو العراق وجعلها‬
‫الديمقراطية؟ اليس الاصرار على اجتثاث البعث ورفض‬ ‫تستمر عقدا ونصف العقد‪ ،‬وواضح انها ستستمر اطول‪ ،‬الم‬
‫مشروعه دليل مضاف على ان هدف امريكا ليس الاصلاح‬ ‫يكن بالامكان اختصار الفترة الانتقالية بشهور او سنوات‬
‫قليلة وتنصيب حكومة قوية بدون تدمير الدولة مثلما حصل‬
‫وانما تدمير العراق وتقسيمه وتغيير هويته؟‬
‫في دول الاتحاد السوفيتي السابق وغيرها؟‬
‫‪ -10‬لماذا سمحت امريكا بدخول ملايين الاجانب من‬
‫ايرانيين وغيرهم ومنحوا الجنسية العراقية وهي كانت‬ ‫‪ -5‬لماذا تعمدت المخابرات الامريكية ومعها المخابرات‬
‫تتحكم في العراق ولم تتدخل لمنع هذه العلمية التي تفضي‬ ‫الايرانية تشكيل كتل صغيرة متعددة من نفس الجهة والولاء‬
‫الى تغييرات سكانية خطيرة؟ هل ذلك كان دعما للنسب‬ ‫ورفضت السماح بوجود تنظيم قوي وجماهيري واحد لكل‬
‫الاعتباطية التي وضعتها للسنة والشيعة ثم وضعت الاكراد‬ ‫تيار؟ هل هو الخوف من انبعاث الروح الوطنية لدى البعض‬
‫كطرف ثالث في تركيب مصطنع لاينسجم مع واقع العراق‬ ‫وانقلابه على الاحتلال؟ ام انه متعمد من اجل شرذمة‬
‫السكاني الفعلي؟ اليس ذلك محاولة لاثارة الصراعات‬ ‫الشعب بتوزيعه على كتل صغيرة متناحرة من اجل‬
‫الطائفية والعرقية؟ اليس ذلك تطبيقا لنظام المحاصصات‬ ‫المصالح؟ وهذا تكرر في‬

‫الذي وضع في دستور بريمر وتم تبنيه؟‬ ‫سوريا واليمن وليبيا ‪.‬‬

‫‪ -11‬لماذا اطلقت القاعدة اولا ثم داعش وميليشيات‬ ‫‪ -6‬لماذا سمحت امريكا‬
‫اسرائيل الشرقية في العراق وجعلتها تتحكم بمسار العراق‬ ‫بنهب اسرائيل الشرقية‬
‫وتمنع استقراره وتجره يكن بالامكان القضاء على القاعدة‬ ‫واطراف اخرى ثروات‬
‫وداعش بطريقة الاجتثاث التام كما فعلت مع الدولة‬ ‫العراق مع انها كانت‬
‫العراقية؟ وهل اجتثاث منظمة تعيش في الصحراء مكشوفة‬ ‫تنفرد بالسيطرة حتى‬
‫للطيران وللصواريخ امر صعب؟ هل كان ظهور هذه‬ ‫الانسحاب العسكري؟‬
‫الميليشيات جزء من خطة تفتيت العراق ودفعه نحو‬ ‫اسرائيل الشرقية فقط‬
‫مستنقع مميت من الصراعات التي تدمر البشر والعمران؟‬ ‫نهبت اكثر من تريليون‬
‫ولمن يخدم مثل هذا الوضع؟ وهل يعقل ان امريكا التي‬ ‫دولار كما عترف بهاء‬
‫غزت العراق ودمرته وتملك احدث وسائل كشف ما تحت‬ ‫الاعرجي عندما كان‬
‫الارض وما فوقها لاتعرف مخابئ داعش للاستنزاف‬ ‫نائبا لرئيس الوزراء‬
‫المميت لثرواته وبشره واستقراره ولهويته؟ الم والقاعدة؟‬ ‫اضافة لسرقة المعامل‬
‫الم تقم القوات الامريكية بنقل قوات داعش من مناطق‬
‫القتال لانقاذها ووضعها في مناطق اخرى لتواصل القتال‬ ‫والالات والاليات!‬

‫في العراق وفي سوريا ايضا وبصورة علنية ومصورة؟‬ ‫‪ -7‬لماذا نصبت امريكا حثالات المعارضة وزراء واعضاء‬
‫برلمان وغيره وابعدت التكنوقراط ذوي الخبرة بادارة‬
‫‪ -12‬من وراء اكمال تلويث البيئة التي بدأتها امريكا‬ ‫الدولة؟ هل لانها كانت تريد تفكيك العراق ومجتمعه‬
‫متعمدة باستخدام اليورانيوم المنضب وغيره قبل الغزو‬
‫واكملتها ايران بتلويث شط العرب بعلم امريكا وموافقتها؟‬ ‫تدريجيا عبر تلك الحثالات من اميين وفاسدين؟‬
‫ومن سمم محافظة بابل وقتل ملايين الاسماك؟ اليس واجب‬
‫امريكا كما تنص الاتفاقية الامنية التي وقعت مع المالكي ان‬ ‫‪ -8‬لماذا اجتثت امريكا عشرات الالاف من التكنوقراط‬
‫والوطنيين من غير البعثيين؟‬
‫تتدخل لحماية العراق؟ لم لم تتدخل وتمنع تلويث البيئة؟‬
‫‪ -9‬لماذا اصرت امريكا بعد الغزو على اجتثاث البعث رغم‬
‫انها اقتنعت بانه غير قابل للاجتثاث وبقي قويا وفاعلا؟ لو‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫‪ -18‬اليس تعمد امريكا ابقاء الحكومات في العراق بعد‬ ‫‪ -13‬هل حماية امريكا الشذوذ الجنسي وتشجيعه مقدمة‬
‫الاحتلال ضعيفة وعاجزة عن تحقيق اي اصلاح امني او‬ ‫لتدمير الاجيال العراقية الجديدة؟ ولم شجعت زواج المتعة‬
‫سياسي او اقتصادي عمل مخطط له؟ اليس ذلك هو احد اهم‬ ‫الذي روجته اسرائيل الشرقية تحت انظارها وموافقتها‬
‫اسباب تفكك الدولة وتدهور المجتمع وتعمق الجروح‬ ‫الواضحة؟ الم تكن تعلم بان الشذوذ وزواج المتعة وحماية‬

‫وهجرة الملايين من العراق؟‬ ‫المنحرفين اخلاقيا يهدم الاسرة والمجتمع؟‬

‫‪ -19‬هل تلويث البيئة المستمر وتعمد نشر الارهاب واجبار‬ ‫‪ -14‬رغم الحروب الطاحنة في الاعلام بين امريكا‬
‫العراقيين على الهجرة بالملايين هي عمليات متعمدة لانهاء‬ ‫واسرائيل الشرقية لم تطلق رصاصة واحدة بينهما فهل ذلك‬
‫العراق واعادته لعصر ما قبل الصناعة كما هدد جيمس‬
‫بيكر وزير خارجية امريكا؟ هل الكوارث التي حلت بالعراق‬ ‫له تفسير غير ان الحرب الكلامية كانت للخداع والتضليل؟‬
‫بعيدة عن تهديدات امريكا الرسمية قبل الغزو ام انها‬
‫‪ -15‬لم سمحت امريكا بدخول اسرائيل الشرقية وحزب الله‬
‫خطوات مرسومة مسبقا؟‬ ‫الى سوريا وكانت قادرة على منعهما لو ارادت حقا وكان‬

‫‪ -20‬وهل رفض اي حل عملي توافق عليه القوى الاساسية‬ ‫دخولهما الحرب هو الذي منع انتهاءها وانقذ النظام؟‬
‫في العراق عبارة عن ضمانة لاكمال ترتيبات تقسيمه؟ ان‬
‫رفض امريكا التفاوض الجدي‪ ،‬وليس اللقاءات لجمع‬ ‫‪ -16‬ولم سمحت لحزب الله بالسيطرة على لبنان ومنعت‬
‫معلومات مخابراتية‪ ،‬مع المقاومة ومع القوى الوطنية‬ ‫تسليح القوى اللبنانية المحسوبة على الغرب كما فعلت‬
‫الحريصة على وحدة العراق وسلامة شعبه واستقلاله‬ ‫عندما سلحتها ودعمتها ضد المد القومي العربي في زمن‬
‫الدليل الحاسم الذي يكرر الاثبات انها لاتريد للعراق ان‬ ‫عبدالناصر ثم دعمتها عندما اصبحت المقاومة الفلسطينية‬
‫يتعافي ويتجاوز محنته وكوارثه‪ .‬ومن هذه المنطلق نراها‬ ‫والحركة الوطنية اللبنانية قادرتان على تغيير معادلات لبنان‬
‫تتعمد التنسيق مع افراد وكتل هامشية لا تأثير لها ولا‬ ‫الطائفية والسياسية؟ منذ بدأ صعود حزب الله قيدت امريكا‬
‫شعبية ولا تاريخ من اجل تخدير بعض الناس وزرع امل‬ ‫وليس غيرها القوى اللبنانية كليا ومنعت من اعتراض نمو‬
‫كاذب بوجود حل امريكي وخداعهم ومنعهم من الانضمام‬
‫للقوى الوطنية وتفيتت ارادة الشعب الواحدة بتوزيعها على‬ ‫هذه الاداة الايرانية الخطرة ‪ :‬ما السبب؟‬
‫كتل هامشية وافراد لاهم لهم سوى الحصول على المال‬
‫‪ -17‬الم يكن السماح بسيطرة حزب الله على لبنان مقدمة‬
‫على حساب العراق‪.‬‬ ‫لانشاء قاعدة قوية تنطلق منها اسرائيل الشرقية للتوسع‬
‫الاقليمي وبفضلها ‪-‬حزب الله‪ -‬كسبت كتل عربية محسوبة‬
‫‪ -21‬لم كان من بين اول اعمال قوات الاحتلال الامريكية‬ ‫على تيارات سياسية ودينية لم يكن بالامكان كسبها لولا‬
‫اعداد عصابة احمد الجلبي وقيامها بسرقة المتحف الوطني‬ ‫اصطناع شعبية حزب الله وتسخيرها لاضعاف التيار القومي‬
‫وتحطيم ما بقي من اثار عمرها اكثر من ثمانية الاف عام؟‬ ‫الاصلي؟ ما مصلحة امريكا في انتشار حزب الله بلا عوائق‬
‫اليس نهب وتدمير الاثار خطوة خطيرة تكمل عملية تقسيم‬ ‫كتلك التي وضعت امام البعث مثلا والمقاومة العراقية‬
‫العراق ومحو هويته والاثار جزء حيوي منها ولابد من‬ ‫والمقاومة الفلسطينية؟ لم حجمت ثم ضربت المقاومتان‬
‫العراقية والفلسطينية من قبل امريكا اولا بينما ترك حزب‬
‫التخلص منه؟‬ ‫الله يؤسس شعبية كبيرة له في الوطن العربي؟ هل لانه في‬
‫واقع الامر ليس سوى حارس لامن اسرائيل الغربية كما‬
‫والان حاولوا الاجابة على الاسئلة والتساؤلات بهدوء وتأن‬ ‫قال صبحي الطفيلي وكرر مرارا وهو اول امين عام لذلك‬
‫مع التخلي عن الاوهام والرغبات الذاتية ستجدون ان‬ ‫الحزب؟ هل لان شعبية حزب الله سوف تتكون على حساب‬
‫طريق الخلاص ليس المراهنة على حل امريكي مستحيل‬ ‫الحركات الوطنية والقومية العربية وهي اهم موانع التوسع‬
‫وانه ليس امام العراق سوى المقاومة بكافة اشكالها والا‬ ‫الاستعماري الايراني؟ اليس هذا مافعله حزب الله في‬
‫الجنوب اللبناني عندما منع المقاومة الفلسطينية والحركة‬
‫فان الفناء ينتظرنا‪.‬‬ ‫الوطنية اللبنانية من العمل في الجنوب الا وفقا لتعليماته‬

‫الصارمة وتحت وصايته؟‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫من بدأ الحرب ؟ ‪ ..‬ومن يتحمل مسؤولية‬
‫استمرارها‬

‫فقد قامت الدولة الإيرانية بفعل عسكري غير مشروع‬ ‫الحلقة الخامسة‬
‫دولياً بالضد من السلامة الإقليمية للعراق ‪ ،‬الأمر‬
‫الذي أعطى العراق الحق بالرد الشرعي الدفاعي عن‬ ‫الرفيق الدكتور أبو الحكم‬
‫النفس تطابق تماماً مع الحالة الأولى التي أقرتها‬
‫تعريف العدوان ‪ -‬قد تم التوجيه بعدم تأثير الحالات ‪،‬‬
‫بوضوح أحكام ميثاق الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫التي يكون فيها استعمال القوة مشروعاً بأحكام‬
‫التعريف ‪ ،‬وذلك انطلاقاً من صياغته في المادة (‬
‫فالدولة التي تتعرض لهجوم مسلح مثلما تعرض له‬ ‫السادسة ) ‪ ..‬والواضح من أحكام ميثاق الأمم‬
‫العراق من الدولة الإيرانية يوم ‪/4‬أيلول‪1980/‬‬ ‫المتحدة إن الاستعمال المشروع للقوة في ظل نظام‬
‫واستمر العدوان المسلح بصيغ مختلفة وعلى مختلف‬
‫الجبهات ‪ ،‬تصبح بالتالي في حالة الدفاع الشرعي‬ ‫الأمن الجماعي ينحصر في حالتين‬
‫يرخص لها القانون الدولي بصورة استثنائية اللجوء‬
‫إلى استعمال القوة المسلحة لوقف العدوان الجاري‬ ‫الأولى ‪ -‬حالة الدفاع الشرعي أو الدفاع عن النفس‪.‬‬
‫وإحباط أهدافه ‪ ..‬وهكذا فعل العراق وأحبط أهدافها‬
‫العسكرية يوم قبلت إيران بوقف إطلاق النار يوم ‪8‬‬ ‫الثانية ‪ -‬حالة الاشتراك في التدابير القمعية التي يقرر‬
‫مجلس الأمن اتخاذها طبقاً لأحكام المادتين (‪)41‬‬
‫‪.1988/ 8/‬‬
‫و(‪ )42‬من الميثاق‪.‬‬
‫إن تطور القاعدة القانونية الدولية باتجاه فرض‬
‫الحظر التام على استعمال القوة في العلاقات الدولية‬ ‫إن الحالة الأولى هي التي سنتولى عرضها‪:‬‬
‫‪ ،‬والتي أصبحت قاعدة آمرة من قواعد القانون‬
‫الدولي قد توازت معها قاعدة أخرى ملازمة لها من‬ ‫استخدم العراق حقه الشرعي في الدفاع عن النفس‬
‫ذوات الطبيعة الآمرة ‪ ،‬والتي تفيد ( أن حق الدفاع‬ ‫حيال العدوان الخطير والمتكرر والمستمر الذي شنته‬
‫الشرعي يعتبر قيداً على الحظر المذكور ) ‪ ..‬هذان‬ ‫إيران ضده ‪ ،‬وهذا الحق تمثل برد العراق المشروع‬
‫المبدءان موجودان في النظام القانوني ‪ ،‬الذي تمثله‬ ‫بالقوة المسلحة على استعمال غير مشروع للقوة‬
‫المسلحة الإيرانية وجه بالضد من العراق وسيادته‬

‫وأمنه واستقلاله وسلامته الإقليمية‪.‬‬

‫ولكي يعتبر استعمال الدولة للقوة المسلحة ضمن‬
‫حالة الدفاع الشرعي شرط أولي وضروري مفاده أن‬
‫يكون ذلك الاستعمال ( قد سبقه فعل غير مشروع‬
‫دولياً ) انطوى على استعمال غير مشروع للقوة من‬
‫قبل الدولة التي تستخدم القوة ضدها دفاعاً عن‬
‫النفس ‪ ،‬وإن العمل الذي تؤتيه الدولة باسم الدفاع‬
‫الشرعي هو إجراء تريد به الدفاع عن سلامتها‬
‫الإقليمية أو عن استقلالها لرد تصرف تمثل بالعنف‬

‫العسكري‪.‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫أن مفهوم الدفاع الشرعي في القانون الدولي العرفي‬ ‫الأمم المتحدة ‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )4‬من المادة (‪)2‬‬
‫له شرطان‪:‬‬ ‫من ميثاق الأمم المتحدة على ( حظر التهديد‬
‫باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو‬
‫الأول ‪ -‬قيام ضرورة للدفاع عن النفس بشكل آني‬ ‫الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا‬
‫وغامر ليس فيها سبيل للاختيار أو التدبر‪.‬‬
‫يتفق ومقاصد الأمم المتحدة‪.‬‬
‫الثاني ‪ -‬أن تكون الإجراءات المتخذة ضمن الدفاع‬
‫عن النفس لا تنطوي على أي فعل غير معقول أو‬ ‫وخول مجلس الأمن سلسلة من السلطات الواسعة في‬
‫يتجاوز حدود الضرورة ‪ ،‬التي أملت اتخاذ تلك‬ ‫ما يتعلق باعتماد تدابير من شأنها تفادي انتهاك‬
‫الالتزام المذكور ‪ ،‬ومنع الانتهاك عند الاقتضاء ‪..‬‬
‫الإجراءات‪.‬‬
‫فيما نصت المادة (‪ )51‬من الميثاق على‪.‬‬
‫وهذا يعني أن نطاق حق الدفاع الشرعي طبقاً لميثاق‬
‫الأمم المتحدة هو أضيق من نطاقه في القانون الدولي‬ ‫(إنه ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق‬
‫العرفي ‪ ،‬حيث يمكن للدولة أن تلجأ إلى اتخاذ‬ ‫الطبيعي للدول ‪ ،‬فرادى وجماعات في الدفاع عن‬
‫إجراءات الدفاع الشرعي قبل وقوع الهجوم المسلح‬ ‫أنفسهم إذا حدث هجوم مسلح ضد أحد أعضاء الأمم‬
‫عليها اتقاء منه ‪ ،‬وذلك ما يعرف بحالة الدفاع‬ ‫المتحدة وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير‬
‫الشرعي الوقائي ‪ ( ،‬ونود الإشارة هنا إلى أن حالة‬ ‫اللازمة لحفظ الأمن والسلم الدوليين ) ‪ ،‬وحين‬
‫العدوان الصهيوني على مفاعل تموز عام ‪ 1981‬لا‬ ‫استجاب العراق لقرار مجلس الأمن لوقف النار‬
‫تتطابق مع مفهوم حق الدفاع الشرعي الوقائي ‪ ،‬لأن‬ ‫وإنهاء أعمال الحرب ‪ ،‬امتنع الإيرانيون عن الالتزام‬
‫العراق لم يكن معتدياً ‪ ،‬ولم يشكل تهديداً جدياً ومؤكداً‬ ‫بقرار المجلس والقرارات اللاحقة الصادرة بشأن‬
‫للكيان الصهيوني‪ .‬إن تفسير أي نص ضيق لنص‬ ‫وقف الحرب ‪ ،‬فضلاً عن النداءات الرسمية الإقليمية‬
‫المادة (‪ )51‬من ميثاق الأمم المتحدة يفرغ النص‬ ‫والدولية ومطالبات المنظمات والمؤتمرات‬
‫الأساسي للفقرة (‪ )4‬من المادة (‪ )2‬من محتواه ‪ ،‬لأن‬ ‫والمؤسسات التابعة لها ‪ ..‬واستمروا يشنون العدوان‬
‫النص جاء مستخدماً مصطلح ( القوة ) وليس (‬
‫الهجوم المسلح ) ‪ ،‬بمعنى استخدم مصطلحاً أوسع‬ ‫على العراق طيلة ثمان سنوات‪!! .‬‬

‫نطاقاً‪!! .‬‬ ‫هذا الأمر ‪ ..‬يضع الإيرانيين تحت طائلة المسؤولية‬
‫الدولية على وفق نص المادة (‪ )51‬من ميثاق الأمم‬
‫لقد أوضحت لجنة القانون الدولي بأن عبارة وفقاً‬ ‫المتحدة ‪ ،‬فكيف تطالب إيران بتعويضات الحرب ؟! ‪،‬‬
‫لميثاق الأمم المتحدة تحيل إلى الميثاق بصورة عامة‬ ‫العراق لن يتنازل عن حقوقه غير القابلة للتصرف‬
‫وليس إلى المادة (‪ .. )51‬والمعنى في ذلك أن العلاقة‬ ‫في تعويضات الحرب التي شنها عليه الإيرانيون يوم‬
‫بين الفقرة (‪ )4‬من المادة (‪ )2‬والمادة (‪ )51‬من‬ ‫‪/4‬أيلول‪ ، 1980/‬والرد العراقي جاء بصيغة الدفاع‬
‫ميثاق الأمم المتحدة من جهة ‪ ،‬وبين النصوص‬ ‫الشرعي عن النفس ‪ ،‬فيما بات استمرار الحرب يقع‬
‫والقانون الدولي العرفي من جهة أخرى ‪ ،‬هو أمر‬ ‫في إطار التعنت الإيراني وعدم الاستجابة لقرار‬
‫سليم من الناحية القانونية ( لأن الدولة التي تقوم‬ ‫مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ‪ ،‬وإن استمرار‬
‫دولة أخرى بعمل ضدها تضعها في حالة دفاع‬ ‫الحرب عرض الأمن والسلم الدوليين إلى مخاطر‪!! .‬‬
‫مشروع عن النفس ‪ ،‬تعد تلك الدولة قد تسببت هي‬
‫نفسها في الخطر الذي يهدد الدولة الأخرى ) ‪..‬‬ ‫فإذا كانت المادة (‪ )51‬من ميثاق الأمم المتحدة تبدو‬
‫فالدولة الأولى هي التي أوجدت الخطر وخلقته بسلوك‬ ‫منها أن حالة الدفاع الشرعي لا تقوم إلا عند حصول‬
‫" هجوم مسلح " فإن الذي ينعقد عليه الإجماع ‪ ،‬هو‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫القديم والحديث تتحدث عن مصالح حيوية توسعية على‬ ‫ليس فقط غير مشروع في نظر القانون الدولي ‪ ،‬ولكنه‬
‫حساب العراق ودول المنطقة العربية!!‪.‬‬ ‫يمثل مخالفة شديدة الخطورة وبينه هي استعمال القوة‬
‫المسلحة انتهاكاً للمنع العام المقرر بشأن هذا‬
‫إن العرف الذي تقدمت به لجنة القانون الدولي للأحكام‬ ‫الاستعمال ‪ ..‬فالفعل باسم الدفاع المشروع عن النفس‬
‫القانونية الخاصة بالدفاع الشرعي ينسجم تماماً مع‬ ‫معناه الرد بالقوة على فعل بالقوة غير مشروع يقوم به‬
‫مفهوم الدفاع الشرعي في القانون العرفي ‪ ،‬كما ينسجم‬ ‫الغير ‪ ..‬وإن ما قامت به إيران من أفعال عسكرية غير‬
‫مشروعة يوم ‪/4‬أيلول‪ 1980/‬وقبله ( القصف وإغلاق‬
‫مع نص المادة (‪ )2‬من تعريف العدوان‪.‬‬ ‫الأجواء والتجاوز على المياه الإقليمية وإعلان النفير‬
‫العام وشن هجوم بالطائرات الحربية على المنشئات‬
‫وعلى هذا الأساس ‪ ،‬ما من اعتبار أياً كانت طبيعته‬ ‫المدنية والمراكز الاقتصادية والقيام بسلسلة من أعمال‬
‫سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً وغير ذلك‪،‬‬ ‫العنف المنظم في الداخل عن طريق تفجير القنابل‬
‫يصح أن يتخذ مبرراً لارتكاب عدوان ‪ ،‬لأن الحرب‬ ‫والقيام بالاغتيالات المدبرة ‪ ،‬فضلاً عن الشروع في‬
‫العدوانية جريمة ضد السلم الدولي ‪ ،‬والعدوان يرتب‬ ‫إعلان البيانات العسكرية الرسمية بالعمليات التي تقوم‬
‫مسؤولية دولية ‪ ،‬ولا يرتب العدوان أي مكاسب أو‬ ‫بها القوات المسلحة الإيرانية ضد العراق وسلامته‬
‫الإقليمية ) ‪ ..‬اقتضت الرد العراقي المشروع باستخدام‬
‫مغانم إقليمية وفقاً للقانون‪.‬‬ ‫القوة المسلحة على الأفعال العسكرية الإيرانية غير‬
‫المشروعة ‪ ،‬التي تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي‬
‫الدولة الإيرانية معتدية وتتحمل مسؤولية بدء الحرب‬
‫على العراق ‪ ،‬كما تتحمل مسؤولية استمرار هذه‬ ‫ولميثاق الأمم المتحدة ‪.‬‬
‫الحرب عليه ‪ ،‬والقانون الدولي يرتب للعراق الحقوق‬
‫غير القابلة للتنازل أوالتصرف بأي حال ومهما طال‬ ‫إن العراق على وفق ما تقدم قد أجبر على استخدام‬
‫القوة المسلحة بسبب وجود خطر إيراني مسلح بيِن‬
‫الزمن‪!! .‬‬ ‫وشديد وداهم يهدده ويشكل خرقاً للقانون الدولي ‪..‬‬
‫والخطر هنا يجب أن يكون ( بيِناً ) ‪ ،‬بمعنى ( حقيقياً )‬
‫وبنا ًء على ما تقدم من أحكام ‪ ،‬يستحق العراق‬ ‫وملموساً من خلال سلوك الدولة ‪ ،‬الذي تسبب بخلقه ‪،‬‬
‫التعويضات عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت‬ ‫وليس مجرد خطر وهمي يقوم على تصور الدولة (‬
‫به جراء جريمة العدوان الإيراني وطيلة فترة‬ ‫على أساس نوايا ) الدولة التي تدعي بحق الدفاع‬
‫استمرارها والآثار الناجمة عنها ‪ ..‬ومما يضاعف‬ ‫الشرعي ‪ ..‬وما كان يواجهه العراق كان فعلاً إيرانياً‬
‫المسؤولية الدولية المترتبة على عاتق إيران بسبب‬ ‫عسكرياً بيِناً وشديداً وداهماً ‪ ،‬اقتضى فعلاً عسكرياً‬
‫اقترافها لجريمة العدوان الدولية ‪ ،‬أن العراق بادر في‬ ‫دفاعياً عراقياً بهدف وقف العدوان الإيراني وحماية‬
‫عدة مناسبات لإيقاف النزاع المسلح والوصول إلى‬ ‫المواطنين العراقيين وأرضهم ومصالحهم وحقوقهم من‬
‫سلام عادل ومشرف ‪ ..‬فقد عرض العراق وقف إطلاق‬ ‫العدوان ‪ ..‬ومن الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان ‪،‬‬
‫النار والدخول في مفاوضات بتاريخ ‪/28‬أيلول‪1980/‬‬ ‫هي أن العراق بفعل طبيعته وموقعه وحجمه وقدراته‬
‫‪ ،‬كما وافق العراق على قرار مجلس الأمن رقم (‪)479‬‬ ‫وعمق حقائقه الجغرافية والتاريخية لا يتملكه أي دافع‬
‫الصادر في ‪/28‬أيلول‪ ، 1980/‬وعرض من خلال‬ ‫للحرب على إيران ولا للسيطرة على أي شبر من‬
‫رئيس المؤتمر الإسلامي آنذاك السيد ( محمـد ضياء‬ ‫أراضيها ولا تشده رغبات ودوافع التوسع على حساب‬
‫الحق ) رئيس جمهورية باكستان وقف إطلاق النار من‬ ‫مصالح إيران المشروعة في أراضيها ومياهها‬
‫جانب واحد بتاريخ ‪ /5‬تشرين أول‪ ، 1980/‬وقد رفضت‬ ‫الإقليمية ‪ ..‬الأمر الذي يعزز موقف العراق بالدفاع‬
‫المشروع عن النفس ‪ ،‬طالما كانت إيران عبر تاريخها‬
‫إيران كل تلك العروض والمبادرات‪ .‬يتبع ‪...‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة‬
‫السلام‬

‫حسن غريب‬

‫إن التربية الروحية التقليدية تستند إلى وسيلة التخويف‬ ‫أجوبة صادمة على أسئلة ممنوعة الحلقة الثالثة الجزء‬
‫خاصة فيما يتعلق بأوصاف نار جهنم‪ ،‬على تعددها‬
‫ورهبتها وفظاعتها‪ ،‬تلك الأوصاف التي تغدقها‬ ‫‪2‬‬
‫المؤسسات الدينية‪ ،‬ويتبارى المرشدون في وصف‬
‫فظاعتها‪ ،‬بتعداد أنواع التعذيب التي تبدأ بحساب القبر‪،‬‬ ‫كل ذلك‪ ،‬يُرتِّب على المؤسسات الدينية من جانب‪،‬‬
‫ولا تنتهي بأبشع صفات التعذيب في نار جهنم التي‬ ‫والمؤسسات الرسمية من جانب آخر‪ ،‬أن يُعيدوا النظر‬
‫تنتظر المذنب بعد الموت؛ وإنه بدلاً من ذلك‪ ،‬على‬ ‫بأساليب التربية الروحية التقليدية‪ ،‬وذلك بالعمل من‬
‫المؤسسة الدينية أن تقوم بتهذيب وسائل تلك التربية‪،‬‬
‫وذلك بإعداد مرشدين روحيين يمتلكون ثقافة عصرية‬ ‫أجل ما يلي‪:‬‬
‫يضعون مناهج جديدة للتربية الروحية يلتزم بها‬
‫المكلفون بالإرشاد في أماكن العبادة‪ ،‬ولع َّل في‬ ‫الإقلاع عن كل ما يدعو إلى تكفير الآخر‪ ،‬لأن التكفير‬
‫استحضار بعض التجارب عند الأديان الأخرى ما يفيد‬ ‫هو نوع من الحساب‪ ،‬ومن الثابت أن الحساب هو شأن‬
‫من شؤون الخالق‪ .‬وكل من يسعى إلى تكفير الآخر‪،‬‬
‫في ذلك‪ ،‬والتي تقوم على القواعد والأسس التالية‪:‬‬ ‫يعني مساءلته وحسابه وإصدار الحكم عليه‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن الفاعل إنما ينيب نفسه مكان الخالق‪ ،‬وهذا هو‬
‫‪ -3‬الاعتراف بأن خلاص الأنفس في الآخرة يتم عن‬ ‫السطو صراحة على مسؤولية الله عن خلقه؛ ومن‬
‫أكثر من طريق‪:‬‬ ‫يتن َّكب هذه المهمة فهو كمن يعتبر أن الله عاجز عن‬

‫على أثر زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى‬ ‫القيام بذلك‪.‬‬
‫لبنان‪ ،‬في ‪ 14‬أيلول ‪ ،2012‬وتوقيعه ما أطلقت عليه‬
‫الكنيسة الكاثوليكية اسم ( الإرشاد الرسولي ) ‪ ،‬واتتنا‬ ‫الإيمان بأن الله قد خلق في الإنسان ملكة الاختيار بين‬
‫الفكرة للاستفادة مما جاء فيه من إيجابيات‪ .‬متجاوزين‬ ‫الخير والشر‪ ،‬ومهمة من يتصدى لمهمة الوعظ‬
‫مواقف البابا السياسية من قضايا أمتنا العربية‪،‬‬ ‫والفتوى لا تتعدى مسؤولية الكشف عن فضائل الخير‬
‫ومتجاوزين الحملة المشبوهة ضد النبي محمد‪،‬‬ ‫ومساوئ الشر‪ .‬وهناك نصوص واضحة‪ ،‬ومنها‪﴿ :‬لا‬
‫الرسول العربي‪ ،‬التي ير ِّوجها الإعلام الغربي‬ ‫إِ ْك َرا َه فِي ال ِّدي ِن َق ْد تَ َبيَّ َن ال ُّر ْش ُد ِم َن ا ْل َغ ّيِ﴾‪ ،‬فـ﴿ َّم ْن َع ِم َل‬
‫والصهيوني‪ ،‬سنر ِّكز اهتمامنا على الجانب الروحي‬ ‫َصا ِل ًحا فَ ِلنَ ْف ِس ِه‪َ ،‬و َم ْن أَ َسا َء َفعَلَ ْي َها﴾‪ .‬وأما الاجتهاد بأن‬
‫فيما جاء بهذا الإرشاد‪ ،‬وهو حق لنا يحفظه مبدأ حرية‬ ‫الله قد نسخها‪ ،‬وأمر بالحرب‪ ،‬فيتهافت في مواجهة‬
‫القاعدة المنطقية التي تقول‪ :‬لا يمكن لمتغير أن ينسخ‬
‫ثابتاً‪ .‬إن استخدام القتال هو وسيلة لتطبيق القيم العليا‬
‫مثلاً إذا أص َّر الظالم على ظلمه؛ بينما حرية الاختيار‬
‫هي الهدف الثابت‪ ،‬وهي القيمة العليا‪ ،‬التي من أجلها‬
‫يستخدم الإنسان وسائل التوجيه بالتي هي أحسن‪ ،‬أو‬
‫بالحوار الفكري‪ ،‬أو حتى بالقتال من أجل رفع الظلم‬
‫عن المظلوم‪ ،‬ومن أجل الدفاع عن حرية الإنسان في‬

‫التفكير والاختيار‪.‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫ديني مسيحي مكانه‪ ،‬واحتفظ بكرسيه ومواقعه على‬ ‫الرأي كمواطنين في دول تتعدد فيه الأديان السماوية‬
‫الصعيد الدستوري لكل دولة غربية مدنية‪ .‬وفي المقابل‬ ‫والمذاهب المتفرعة عنها‪ .‬وهذا الرأي لا يلزمنا بأي‬
‫لم يؤ ِّد انتصار النقليين في الإسلام إلى مكافآت إلهية‪،‬‬ ‫تغيير في مبادئ إيماننا الروحي‪ ،‬بل نعتبر اختيارنا لتلك‬
‫بل على العكس من ذلك عرف الإسلام عصوراً من‬ ‫المبادئ حقاً شخصياً وفردياً نُسأل عنه أمام الله عز‬
‫التخلف والظلمة وما يزال‪ .‬ولم تقف النتائج عند هذه‬ ‫وجل‪ ،‬وليس أمام أي أحد آخر ممن يزعمون أنهم (‬
‫الحدود بل تخطته وقفزت فوقه ليبقى التكافر والتفاسق‬ ‫يمثلون الله على الأرض‪ .‬بداية نرى أنه كما في الإسلام‬
‫والتضالل يشكل منهجاً‪ ،‬يعتبره المتمذهبون السيف‬ ‫دعوات تحسب أن النفس المسلمة هي الوحيدة الناجية‬
‫المسلول في يد أبناء المذهب (الناجي الوحيد من‬ ‫من النار‪ ،‬كذلك في المسيحية دعوات مماثلة‪ .‬وكما في‬
‫النار)‪ ،‬والسيف المصلَّت على رقاب أبناء المذاهب‬ ‫الإسلام دعوات لتغييب مبدأ (لا إكراه في الدين)‪ ،‬كذلك‬
‫الأخرى‪ ،‬التي ليست‪ ،‬حسب زعم ذلك المذهب‪ ،‬أكثر من‬
‫في المسيحية هناك دعوات مشابهة‪.‬‬
‫رقاب الـ( مرت ِّدين) والـ(ضالين ) والـ( َف َسقَة ) ؟؟‪!!...‬‬
‫وكما تف َّرع الإسلام إلى مذاهب يحسب كل مذهب منها‬
‫وإذا كانت معالجة الكنيسة في الغرب‪ ،‬في السنين‬ ‫أنه الفرقة الناجية من النار‪ ،‬وغيره من المذاهب‬
‫القليلة الماضية‪ ،‬لإشكالية (الردة) قد لامست طبيعة‬ ‫الأخرى هي من الفرق الضالَّة؛ وعلى قاعدة هذا الزعم‬
‫العصر ورافقته وجددت في تعاليمها بما يتقارب مع‬ ‫تبادلت المذاهب المختلفة اتهامات التكفير والتضليل‬
‫مبدأ (لا إكراه في الدين) ‪ ،‬وهي بذلك لم تتجاوز فحسب‬ ‫والتفسيق‪ ،‬فتقاتلت وتذابحت وتكافرت وتفاسقت‪ ،‬تحت‬
‫إشكالية الخلاف بين المذاهب المسيحية‪ ،‬بل تجاوزت‬ ‫ذريعة احتكار كل منها لموقع الفرقة الناجية من النار‪.‬‬
‫إشكالية الخلاف بين الأديان كذلك‪ ،‬فإن الخطوة التالية‬ ‫كذلك تف َّرعت المسيحية إلى مذاهب يحسب كل منها أنه‬
‫المقابلة‪ ،‬لكي يتم تفجير الألغام بين حدود الأديان‬ ‫المذهب الوحيد الذي يحتكر تعاليم المسيحية بينما غيره‬
‫مركونة على عاتق المؤسسات الدينية الإسلامية التابعة‬ ‫من المذاهب والفرق سلكت طريق الهرطقة فأخضعها‬
‫لكل المذاهب الإسلامية وفرقها‪ .‬وتدليلاً على أن‬ ‫المذهب الأقوى لمحاكم التفتيش والحكم عليها بالموت‬
‫الكنيسة الكاثوليكية جاءت لتعالج تلك الإشكالية‪ ،‬في‬ ‫أو الحرق‪.‬وكما في الإسلام انتصرت دعوات النقل على‬
‫إرشادها الرسولي‪ ،‬نقرأ نصاً يؤكد ذلك‪ ،‬ومما جاء فيما‬ ‫العقل‪ ،‬وساد من بعدها عصر التخلف‪ ،‬كانت المسيحية‬
‫أعلن عنه خلال زيارة البابا ما يلي‪( :‬المسلمون‬ ‫قد سبقتها إلى ذلك‪ .‬ومن بعد أن سادت مذاهب النقل‬
‫يتقاسمون مع المسيحيين الاقتناع بأن الإكراه في الدين‬ ‫الإسلامي مئات السنين‪ ،‬وأخلى العقليون مواقعهم خوفاً‬
‫غير مقبول‪ ،‬خصوصاً إذا تم بواسطة العنف‪.‬وإذا كان‬ ‫من القتل والتنكيل‪ ،‬جاء العصر الحديث ليحمل أملاً‬
‫اعتقاد (خلاص الأنفس في الآخرة) هو المبدأ الذي‬ ‫جديداً في تاريخ الثقافة العربية بـ(فورة عقلية تنويرية)‬
‫أسس لكل اتهامات التكفير والهرطقة والردة والتفسيق‬ ‫بين أوساط المفكرين العرب‪ .‬وما تزال (الفورة) تشق‬
‫والتضليل بحق الآخرين‪ ،‬من أبرز المبادئ التي تدعو‬ ‫طريقها وإن بصعوبة‪ ،‬فإن ثورة العقل في الدول‬
‫إلى التعصب فالتقاتل فالتذابح بين الأديان والمذاهب‪ ،‬قد‬ ‫المسيحية كانت قد س َّجلت نصراً على النقل قبل أكثر من‬
‫ولَّى إلى غير رجعة‪ .‬هذا المبدأ عالجه الإرشاد‬ ‫ثلاثة قرون مضت من تاريخ الدول المسيحية‪ .‬وإذا كان‬
‫الرسولي‪ ،‬الصادر عن بابوية روما منذ سنوات‪ ،‬على‬ ‫انتصار (ثورة العقل) في أوساط المفكرين الغربيين‬
‫الشكل التالي‪ ،‬وبما يؤدي بمعناه‪ :‬إن لخلاص الأنفس‬ ‫على (النصوصيين المسيحيين) لم يؤد إلى إلغاء‬
‫في الآخرة أكثر من طريق غير طريق المسيحية‪ ،‬ومنها‬ ‫المسيحية‪ ،‬وثورة العقل لم تكن تريد ذلك؛ كما لم يؤد‬
‫طريق الإسلام وسواه‪.‬وبمثل تلك الدعوة تكون الكنيسة‬ ‫إلى عقوبات إلهية بتلك الدول‪ ،‬بل على العكس عرفت‬
‫الكاثوليكية قد قطعت نصف المسافة تجاه الاعتراف‬ ‫عصوراً متقدمة جداً من النهضة والرقي؛ وكان من‬
‫بالمعتقدات الدينية الأخرى‪ ،‬وما على أصحاب تلك‬ ‫أهمها أن التكافر والاتهام بالهرطقة قد و َّدعا‬
‫المجتمعات الغربية إلى غير رجعة‪ ،‬واحتل كل مذهب‬
‫المعتقدات إلاَّ أن يقطعوا نصف المسافة الآخر‪.‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫السقوط الاخلاقي!!‪..‬‬

‫باشعال شمعدان الكنيس اليهودي في البحرين‬ ‫د‪ .‬سامي سعدون‬
‫بمشاركة رسمية! وعلاج ابنة الملك في تل ابيب‬
‫اعقب ذلك تعيين يهودية سفيراً للبحرين في‬ ‫لم يكن غريباً ولا جديداً استقبال قابوس سلطان‬
‫الولايات المتحدة لتصبح بعد ذلك وزيرة علماً ان كل‬ ‫عمان نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل ورئيس‬
‫يهود البحرين هم ‪ 37‬يهودياً؟! فلدى قابوس‬ ‫مخابراته في مسقط في ‪ 24‬تشرين اول ‪ /‬أكتوبر‬
‫وامثاله علاقاتهم مع الكيان المسخ منذ نصف قرن‬ ‫الجاري ‪ ،‬اذ كان قد استقبل اسحق رابين ‪1984‬‬
‫تقريباً‪ ،‬عرفت بعد فعلة السادات وقويت بعد عدوان‬ ‫وشيمون بيريز ‪ ! 1994‬وقد تزامن هذا مع زيارة‬
‫‪ 1991‬على العراق ! ما حصل يمثل سقوطاً أخلاقياً‬ ‫وزيرة الثقافة الإسرائيلية للأمارات ‪،‬وزيارة وفد‬
‫لحكام الخليج هؤلاء ويأتي في هذا الوقت بالذات‬ ‫رياضي صهيوني لقطر‪ ،‬ووفد سينمائي في دهوك‬
‫لانه حسب قول مسؤول خليجي " لم يعد ننظر‬ ‫كردستان العراق‪ ،‬وفي ‪ 26‬أيلول ‪ /‬سبتمبر الماضي‬
‫لإسرائيل على انها عدو" !؟ فالهم الفلسطيني‬ ‫وعلى هامش الدورة ‪ 73‬للجمعية العامة للأمم‬
‫وقضية العرب المركزية ومقررات الجامعة العربية‬ ‫المتحدة تم تنظيم ندوة للتضامن ضد سياسة ملالي‬
‫بهذا الشأن والامن القومي العربي لم يعد في تفكير‬ ‫ايران افتتحها وادارها السفير الاماراتي يوسف‬
‫ملوك ومشايخ الخليج وملوك ورؤساء عرب اخرين‬ ‫العتيبة وجلس الى جانبه السعودي عادل جبير‬
‫قدر التفكير بأنفسهم وانظمتهم ! وهذا التطور‬ ‫وزير الخارجية وبينهما رئيس المخابرات‬
‫وصفه يوفال شتنتز وزير الطاقة الإسرائيلي بأنه‬ ‫الإسرائيلي ! فهل كان هناك مبرراً لوجود الوزير‬
‫"ثورة في الشرق الأوسط" واعتبره أيوب قرا نائب‬ ‫الإسرائيلي وعلاقات الكيان الصهيوني مع ايران "‬
‫وزير التعاون الاقليمي بانه "الأفضل من أي وقت‬ ‫دهن ودبس" بخلاف ما يعلن‪ ،‬فهل جيء به ليصب‬
‫في صالح ملالي ايران وخطابهم المضلل من انهم‬
‫من سيحرر القدس؟! مما سيزيد من انخداع‬
‫الشارعين العربي والإسلامي الى جانب الشارع‬
‫الإيراني بهذه الاكذوبة وهناك في إسرائيل جالية‬
‫من يهود ايران بعشرات الالاف ومنهم وزراء‬
‫ومتنفذين وميزان التبادل التجاري بينهما بمليارات‬
‫سنوياً ‪،‬فضلاً عن ان فضيحة (ايران ـ غيت) بتزويد‬
‫ايران بالأسلحة الأمريكية وعبر إسرائيل مازالت‬
‫غير منسية‪ ،‬كما ان اكبر الشوارع على اسم‬
‫الامبراطور الفارسي كورش الأكبر محرر اليهود‬
‫مما يسمى بالسبي البابلي ؟! ولعل المثير للسخرية‬
‫انتقاد طهران لاستقبال قابوس لنتنياهو وقالت انه‬
‫سيؤجج الخلاف؟! هذا الغزو الصهيوني سبقه قيام‬
‫وفد الحاخامات اليهود بزيارة المنامة للاحتفال‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫السعودية عميدة الخليجيين بعد قضية خاشقجي ؟!‬ ‫مضى" و نتنياهو المنبهر قال عنه "إسرائيل لم‬
‫يضاف عامل أساس هو ضعف الامة والتمزق‬ ‫تكن لتحلم بهذه الصداقات العربية"؟! ويلتحق حكام‬
‫والتناحر بين اقطارها واستقواء الأعداء وخروج‬ ‫الخليج بركب الخيانة الى جانب الأردن ومصر‬
‫العرب من دائرة التنافس الإقليمي على تسيد‬ ‫اللذين سبقوهم بأقامة علاقات دبلوماسية ‪ ،‬وتونس‬
‫الشرق الأوسط بعد تدمير واحتلال العراق وليبيا‬ ‫والمغرب وكذلك عمان وقطر بتبادل البعثات‬
‫والحرب الوحشية المدمرة على سوريا واليمن وقبل‬ ‫التجارية!!ان التعاون والزيارات السرية المتبادلة‬
‫ذلك تكبيل مصر بمعاهدة كامب ديفيد واخراجها من‬ ‫للمسؤولين الأمنيين لم تنقطع ‪ ،‬فهناك اكثر من ‪10‬‬
‫معادلة موازنة القوة مع اسرائيل ! ومن يرفع اليوم‬ ‫شركات امنية إسرائيلية تعمل في الخليج والمنطقة‬
‫لواء الاحتماء بالأعداء ومن هو سبب الاذلال‬ ‫وابرزها شركة (جي ‪ 4‬اس) بعقد لحماية مطار دبي‬
‫والحال الذي وصلته الامة‪ ..‬هم هؤلاء الحكام الذين‬ ‫والبنى التحتية‪ ،‬الى جانب عقود بـ ‪ 100‬مليون‬
‫نزعوا آخر ورقة توت‪ ،‬وسلموا لحاهم للطامعين‬ ‫دولار لشركة( فيرنت سيستمز) لمتابعة بيانات‬
‫والحاقدين والاعداء فكثر المبتزون والمعادون‬ ‫شبكات الاتصال الاماراتية‪ ،‬وخدمات الشركات‬
‫لينقّضوا على الامة المستهدفة وجوداً وحضارة‬ ‫الأمنية "التجسسية" تمتد في كل من مصر والاردن‬
‫‪،‬فيبتلعوا الارض وينهبوا الثروات كما يفعل النظام‬ ‫والمغرب والعراق وكردستان بشكل أوسع‪ ،‬ولعل‬
‫الإيراني! فمتى كان اليهود والصهاينة أصدقاء‬ ‫اخطر العقود تدريب وارسال عناصر من جهاز‬
‫‪،‬ويمكن الاطمئنان الى كيانهم وهو الذي يرفع شعار‬ ‫الامن العام (الشاباك) لحماية آبار النفط " و ّدع‬
‫دولة اليهود من النيل الى الفرات ويقتل‬ ‫البزون شحمة"! كما يجري الاتفاق على احياء خط‬
‫الفلسطينيين ويحتل أراضيهم وحتى القدس لم تسلم‬ ‫سكك حديد الحجاز ببناء شبكة بين ميناء حيفا‬
‫من التهويد وإخراج المقدسيين ؟ لماذا يتناسى‬ ‫والسعودية ودول الخليج عبر الأردن إضافة الى‬
‫هؤلاء الحكام المارقين تأريخ التآمر والغدر‬ ‫التركيز على تعميق العلاقات المستقبلية في مجالات‬
‫والمكيدة وهو ليس ببعيد‪ ،‬وافعالهم الاجرامية ضد‬ ‫الطاقة والمياه والزراعة والطب والنقل ‪ ،‬وقد‬
‫امتنا والدين الإسلامي الحنيف ؟ لا أمان مع‬ ‫تناسى هؤلاء الحكام جرائم الصهاينة ضد شعبنا في‬
‫مغتصب للحق العربي وطامع في ضم كل البلدان‬ ‫الأرض المحتلة ‪،‬وفضائح هذا الكيان بأرسال بذور‬
‫العربية ‪،‬فقابوس ومن لف لفه واهمون ‪،‬اذا لم‬ ‫مصابة وامصال دم مسرطنة وارسال مجاميع من‬
‫يكونوا أداة التدمير والاضعاف للامة ‪ ،‬من انهم‬ ‫الفتيات المصابات بالايدز وأمراض جنسية أخرى‬
‫سينجون وانظمتهم من انياب الذئب الصهيوني‬ ‫على شكل أفواج سياحية الى مصر في تسعينات‬
‫الغادر بهذه العلاقات المسخ وبالاحتضان ووضع‬ ‫القرن العشرين للاختلاط بابناء المسؤولين خاصة‬
‫البترو ـ دولار بأيديهم ‪،‬فلا امان لهم وسيغدروا بكم‬ ‫اذ حدثت إصابات متعددة ؟! فالوقت الراهن مثالي‬
‫‪ ،‬كما ان هذه الامة شهدت خيانات افظع مما‬ ‫لهذا الغزو الصهيوني ؟! حيث الوضع المحتقن في‬
‫تفعلون فزال الخونة وبقيت بشعبها ورجالها ‪،‬واذا‬ ‫المنطقة بسبب سياسة ونشاطات ايران العدائية‬
‫كانت اليوم بهذا الضعف والتشتت والتناحر فانه‬ ‫وتداعيات العقوبات التي ستبلغ ذروتها بفرض‬
‫ليس ابدياً ولابد لها من ان تقف بقوة ‪،‬و كل الخونة‬ ‫الحزمة الأشد في ‪ 4‬تشرين ثاني ‪ /‬نوفمبر القادم ‪،‬‬
‫الى زوال فالتأريخ يسجل ولن يرحم وشعبنا لم ولن‬ ‫ولا يستبعد الدور الإيراني الخبيث في التوقيت‬
‫للتخفيف عليها الى جانب ما سيفعله قابوس‬
‫ينسى ‪.‬‬ ‫والقطريين لصالحها؟! فضلاً عن استغلال حال‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫التظاهر رسالة ‪ ,,‬سلموها‬
‫للمرسل إليه‬

‫تمثل معظم دول العالم وأكثر من ثلثي شعوب‬ ‫جورج ديوب‬
‫الأرض ‪ ,‬وهذا يشكل دعما غير محدود للقضية‬
‫الفلسطينية يجب استغلاله على أفضل وجه وإلى‬ ‫التظاهر ممارسة حضارية تنتهجها الشعوب‬
‫إحتجاجا أو دعما لقضية ما ‪ ,‬وحقوق التظاهر‬
‫أقصى درجاته‬ ‫مضمون في كل دساتير وقوانين الدول‬
‫المتحضرة ‪ ,‬إحتراما لحرية التعبير ‪ ,‬ومن هذه‬
‫الجميع يعرف عدوانية الكيان الصهيوني‬ ‫الدول أستراليا ‪ ,‬ونحن كجالية عربية متواجدة‬
‫وشراسته وما فعله من إجراءات لتثبيت أقدامه‬ ‫في هذه البلاد نمارس هذا الحق بحرية تامة منذ‬
‫في الأراضي التي احتلها ومن أجل ترسيخ‬ ‫عشرات السنين دون أي مضايقات ‪ ,‬وقمة‬
‫ادعاءاته أمام المجتمع الدولي ‪ .‬وهذه الهمجية‬ ‫ممارسة هذا الحق تجلى في التظاهرات‬
‫الصهيونية لا يمكن مقاومتها بوسائل تقليدية‬ ‫المليونية التي شهدتها سيدني وباقي الولايات‬
‫وبإمكانيات محدودة أو حتى متوازنة مع‬ ‫قبل العدوان الأميركي والعالمي على العراق في‬
‫إمكانيات العدو ‪ ,‬بل يجب اعتماد وسائل مبتكرة‬ ‫‪ 1991‬و ‪ 2003‬احتجاجا على الحرب ومحاولة‬
‫وغير متوقعة تفوق فعاليتها قدرات العدو تؤدي‬ ‫ضغط لمنع حدوثها ‪ ,‬فقد قدرت وسائل الإعلام‬
‫إلى هزيمة نفسية للمستوطنين وللسلطات‬ ‫الأسترالي أعداد المتظاهرين يومذاك بأكثر من‬
‫المحتلة ‪ ,‬مع استغلال كل الطاقات الفلسطينية‬ ‫مليون متظاهر ‪ ,‬وبهذا نكون قد خبرنا الموقف‬
‫والعربية والعالمية بعزم وإصرار ورفع وتيرة‬ ‫الإنساني للشعب الأسترالي المناهض للحروب ‪,‬‬
‫الصمود والتصدي لإرغام العالم إعطاء القضية‬ ‫وتعاطفه مع الشعوب لتحقيق مطالبه المحقة‬

‫والعادلة‬

‫القضية الفلسطينية أهم قضية على وجه الكرة‬
‫الأرضية ولا تشبهها قضية أخرى ‪ ,‬حيث تسببت‬
‫الجريمة إلى اقتلاع شعب بكامله من أرضه‬
‫ونزع هويته وإحلال مكانه أقوام أتت من كل‬
‫جهات الأرض مدعومة بقوى الشر والعدوان ‪.‬‬
‫لكن رغم كل ما حصل تبقى القضية الفلسطينية‬
‫الأهم على جدول الدول التي ما زالت تحترم‬
‫حقوق الشعوب والقوانين الدولية وهذه الدول‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫أنا لا أنكر أن الواجب الملقى على عاتق‬ ‫مزيدا من الإهتمام والجدية لإيجاد حل مرضي ‪,‬‬
‫الداعمين للقضية الفلسطينية قد تحقق لكنني‬ ‫وعدم الوقوع تحت ضغط الإمكانيات المحدودة‬
‫وانطلاقا من إيماني بعدالة القضية ومن ضروة‬ ‫والتذرع بها للتراجع والتخلي عن الثوابت‬
‫بذل أقصى ما نستطيع من أجل نصرتها بدا‬ ‫والقبول بالفتات المقدم ‪ .‬كما يجب استنباط‬
‫غيظي واضحا من التقليد المتبع منذ خمسين‬ ‫وسائل حديثة ومبتكرة لكسب مزيد من المؤيدين‬
‫عاما في المظاهرات دون تجديد أو ابتكار‬ ‫والداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني ورفض‬
‫وتسيير مظاهرة حضارية جذابة بكل معنى‬
‫الكلمة ‪ ,‬فالشعارات هي هي والهتافات هي هي‬ ‫الإحتلال وضرورة جلائه‬
‫والمتظاهرون هم هم مع إقلال أعدادهم يوما بعد‬
‫يوم ‪ .‬وهذا يحدث بغياب الفكر المتجدد‬ ‫من الوسائل المتاحة لنا في هذه البلاد هي‬
‫والمتطور الذي بإمكانه خلق مناخات جاذبة‬ ‫التظاهر الذي يستطيع المتظاهرون من خلالها‬
‫وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وتقليص‬ ‫إيصال الرسالة إلى الشعب الأسترالي المتعدد‬
‫أعداد المؤيدين للإحتلال والوقوف في وجه أي‬ ‫الثقافات مضمونها تاريخ الإحتلال وعدوانيته‬
‫حكومة تحاول المضي قدما مع المسار الذي‬ ‫وتعارضه مع كل الشرائع والقوانين الدولية‬
‫تعده أميركا للقضية الفلسطينية المؤدي إلى‬ ‫وضرورة عودة الحقوق لأصحابها الشرعيين ‪.‬‬
‫ولإنجاح هذا نحن بحاجة إلى أدوات وقادة غير‬
‫تصفيتها‬ ‫تقليديين قادرين على بذل مزيد من الجهد‬
‫والدراسة والتشاور للوصول إلى أفضل النتائج ‪.‬‬
‫الإنتخابات البرلمانية الأسترالية أصبحت قريبة ‪,‬‬ ‫إذن الهدف من التظاهر هو إيصال رسالة ذات‬
‫ورئيس الحكومة السيد سكوت موريسون عازم‬ ‫مضمون لمن نريد أن تصل إليه ‪ ,‬فهل المظاهرة‬
‫على نقل السفارة الأسترالية من تل أبيب إلى‬ ‫التي جرت في سيدني يوم الأحد الماضي في ‪28‬‬
‫القدس ‪ ,‬دعما منه للإحتلال وتأكيدا على أن‬ ‫‪ 2018 / 10 /‬وسط مدينة سيدني أدت غرضها‬
‫القدس العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني ‪ ,‬وهذا‬
‫الفعل طبعا يعتبر عدوانا على الشرعية الدولية‬ ‫؟‬
‫ومقررات الأمم المتحدة ‪ ,‬وحكومته والنتائج‬
‫متأرجحة بين الربح والخسارة وربما بصوت‬ ‫أنا أستطيع أن أزعم أن المظاهرة تلك لم تؤد‬
‫واحد ‪ ,‬فهل يمكن أن يكون هذا الصوت المقرر‬ ‫هدفها لأنني أعتقد أن كثيرا من الذين كانوا على‬
‫مقربة من المتظاهرين في الشوارع والساحات‬
‫هو الصوت العربي ؟‬ ‫لم يتعرفوا على هدف المظاهرة الحقيقي ‪ ,‬وقد‬
‫يكون منهم من ظن اننا نهدف إلى تحسين‬
‫ظروف الحياة أو تحسين فرص التعليم أو‬
‫الحصول علة كمية أوفر من المياه لري الليمون‬
‫والزيتون في أراضينا ‪ .‬فهل هناك من يستطيع‬

‫أن يجزم أن الرسالة قد وصلت ؟‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫صورة السلطان قابوس في حضرة رئيس‬
‫وزراء «المستوطنة»‬

‫بالنسبة إلى صورة السلطان‪ .‬كلنا يعرف أهمية‬ ‫هيفاء زنكنة‬
‫الصورة وكيف أنها‪ ،‬تتجاوز‪ ،‬أحيانا‪ ،‬الخطب‬
‫والتحليلات‪ ،‬وتختزل في لقطة واحدة‪ ،‬قد لا تستغرق‬ ‫كيف نقرأ صورة السلطان قابوس‪ ،‬الواقف منكمشا‪،‬‬
‫عشر الثانية‪ ،‬آلاف الكلمات وحقبا زمنية كاملة‪.‬‬ ‫في قصره‪ ،‬في العاصمة مسقط‪ ،‬مع نتنياهو‪ ،‬رئيس‬
‫« مستوطنة إسرائيل»‪ ،‬إزاء خارطة غير واضحة‬
‫فجيفارا‪ ،‬بصوره‪ ،‬لايزال حيا بيننا‪ ،‬والطفلة الفيتنامية‬ ‫المعالم رغم كونها مضيئة؟ ما هي دلالاتها بالنسبة‬
‫الراكضة عارية بجسدها المحروق بنابالم طائرات‬ ‫إلينا‪ ،‬كمتلقين لخبر « سري» فاحت رائحته‪،‬‬
‫القصف الأمريكي‪ ،‬لاتزال تركض باكية ألمها في‬ ‫وكشعوب تؤمن بالعدالة وحقها القانوني والأخلاقي‪،‬‬
‫أفغانستان والعراق‪ .‬وصور التعذيب في « أبو‬ ‫بمقاومة الظلم؟ ما الذي تعنيه صورة كهذه ودلالاتها‬
‫غريب» أعادت إلى الأذهان ممارسات المحتل‬ ‫لأبنائنا‪ ،‬لجيل شباب باحث عن قدوة تحتذى‪ ،‬في‬
‫الفرنسي في الجزائر‪ .‬وأسقطت صور أطفال وشباب‬ ‫خضم سرعة تصنيع الهويات‪ ،‬التي تضاهي سرعة‬
‫الانتفاضات الفلسطينية‪ ،‬وهم يواجهون الدبابات‬
‫بحجارتهم‪ ،‬وبطائرات الورق‪ ،‬أسطورة التفوق‬ ‫إعداد وجبة مكدونالد؟‬
‫الصهيوني‪ .‬ولكن‪ ،‬ليست كل الصور المحفورة‬
‫بالأذهان تنطق بمعاناة الناس أو تخلد فعلا شجاعا‬ ‫تتناول الأسئلة‪ ،‬أيضا‪ ،‬كيفية استخدام الصورة من‬
‫ونبيلا‪ .‬فبعض الصور تسبب عكس ذلك‪ ،‬لذلك تحتاج‬ ‫قبل وسائل الإعلام الإخبارية التابعة للسلطة في‬
‫صورة زيارة رئيس وزراء « مستوطنة إسرائيل»‪،‬‬ ‫تشكيل الأخبار والسياسة والرأي العام‪ .‬كما تنظر‪ ،‬في‬
‫إلى مسقط‪ ،‬يوم ‪ 25‬تشرين الثاني‪ /‬أكتوبر‪ ،‬وبرفقته‬ ‫حال الاحتلال الاستيطاني وحملة التطبيع الرسمية‬
‫رئيس الموساد‪ ،‬قراءة خاصة تتجاوز كونها حدثا‬ ‫العربية المكثفة‪ ،‬أخيرا‪ ،‬بمسميات مختلفة‪ ،‬عما إذا‬
‫ستكون دلالات الصور المنشورة جزءا من سيرورة‬
‫الحملة الصليبية المسماة « خطة القرن أو السلام»‪،‬‬
‫دفعا للخطيئة الأزلية التي يحملها الغرب الأوروبي‬
‫ويحاول من خلالها تنظيف نفسه من عار «‬
‫الهولوكوست» الذي ارتكبه ثم جعل من أرض‬
‫فلسطين وشعبها قربانا لنيل الغفران‪ .‬ليصبح‬
‫«الهولوكوست» الغربي أداة تسويغ لتطهير‬
‫عنصري‪ ،‬ممنهج‪ ،‬ضد السكان الأصليين فيما يريدون‬
‫تحويله إلى «مستوطنة إسرائيل»‪ .‬المستوطنة‬
‫العنصرية حيث « الكل متساوون إلا أن البعض أكثر‬
‫مساواة من غيرهم» كما يذكر الكاتب الإنجليزي‬
‫جورج اورويل في روايته الشهيرة «مزرعة‬

‫الحيوانات‪».‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫ورئيس هيئة الأمن القومي ومدير عام الخارجية‬ ‫عابرا أو مجرد لقطة بروتوكول رسمي‪ .‬أشير‪ ،‬بشكل‬
‫يوفال روتيم‪ ،‬ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف‬ ‫خاص‪ ،‬إلى صورة السلطان واقفا مع نتنياهو إزاء‬
‫هوروفيتس‪ ،‬والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء‬ ‫خارطة مضيئة إلا أنها‪ ،‬وهنا المفارقة‪ ،‬التقطت من‬
‫العميد أفي بلوت؟من الذي التقط هذه الصورة المهينة‬
‫عمدا حيث تم تقديم السلطان بشكل قلما يراه‬ ‫زاوية غيبت معالمها‪.‬‬
‫الآخرون؟ إنها‪ ،‬إذا استعرنا مقولة سوزان سونتاج‬
‫عن التصوير «جريمة قتل ناعمة ومناسبة لوقت‬ ‫تبقى دلالة الصورة الأولى والأخيرة بالنسبة إلى‬
‫محزن وخائف»‪ .‬أشك أن يكون المصور عمانيا أو‬ ‫عموم الناس في البلدان العربية والإسلامية هي‬
‫لعله عمانيا يعرف جيدا ما يفعله‪ .‬يعرف أن «‬ ‫السقوط الأخلاقي الجامع بين الرجلين مهما كانت‬
‫الصورة مشهد تمت إعادة انتاجه أو إنشائه»‪ ،‬كما‬ ‫التبريرات المصاحبة لعقد اللقاءات ‪,‬يظهر في‬
‫يقول المفكر البريطاني جون بيرغر‪ ،‬مما يعني أن‬ ‫الصورة‪ ،‬الملتقطة يوم ‪ 25‬تشرين الأول‪/‬اكتوبر‪،‬‬
‫صورة السلطان ونتنياهو لا تزيد عن كونها إعادة‬ ‫إذن‪ ،‬رجلان‪ :‬أحدهما‪ ،‬أي السلطان‪ ،‬وهو الأقرب إلى‬
‫تشكيل للقاءات طالما تكررت سابقا‪ ،‬سواء من قبل‬ ‫عدسة الكاميرا‪ ،‬عجوز‪ ،‬ضئيل‪ ،‬بحاجة إلى من‬
‫السلطان أو بقية الحكام العرب‪ ،‬وكل ما في الأمر‬ ‫يسنده‪ ،‬يرتدي زيا وطنيا بلون غامق‪ .‬استدارة وجهه‬
‫الآن أن اللقاءات لم تعد سرية‪ .‬لم تعد تمارس‬ ‫نحو يمينه تزيد من ظلمة وجهه‪ .‬يتكأ بيده اليسرى‬
‫كالموبقات في الخفاء‪ .‬إنه فعل تطبيع علني (وهو‬ ‫على طاولة أمامه‪ ،‬بينما يحمل باليد الأخرى عصا‬
‫رفيعة‪ ،‬طويلة‪ ،‬نهايتها حمراء‪ .‬اللافت للنظر أن يده‬
‫نعت في غاية التهذيب‪.‬‬ ‫تشبه جزءا من هيكل عظمي‪ .‬يؤشر بالعصا على‬
‫موقع في خريطة‪ ،‬تحتل مركز الصورة‪ ،‬إلا أننا لا‬
‫الصورة‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬رأي‪ .‬فمن هو كاتب الرأي‬ ‫نتمكن من رؤية تفاصيلها‪ .‬يقف بجانبه رجل أصغر‬
‫في الصورة؟ ولمن تم توجيهها؟ إنها موجهة‪ ،‬إلى‬ ‫سنا‪ ،‬ممتلئ الجسد‪ ،‬يرتدي بدلة غربية حديثة فاتحة‬
‫الجمهور الغربي والعربي ـ الإسلامي معا‪ .‬فوجود‬ ‫اللون‪ .‬يضع يده اليسرى على الطاولة بقوة‪ ،‬ليس‬
‫السلطان العجوز ببشرته الداكنة‪ ،‬وزيه الوطني‬ ‫استنادا بل استحواذا‪ ،‬بينما يؤشر بيده اليمنى على‬
‫الغامق‪ ،‬وضعفه الجسدي مقابل نتنياهو ببشرته‬ ‫مكان ما في الخريطة‪ .‬يبدو نتنياهو بكامل الصحة‬
‫البيضاء وبدلته الغربية وفضوله المركز على‬ ‫والسيطرة على حركة جسده بالمقارنة مع الرجل‬
‫الخريطة (ونحن نعرف المغزى العميق للخريطة) هو‬ ‫الضئيل بجانبه‪ .‬ملامح وجه نتنياهو واضحة وهو‬
‫تشكيل هوليوودي جاهز‪ ،‬يجمع بين رجل القرون‬ ‫يبدي اهتماما فائقا بالموقع الذي يشير إليه السلطان‬
‫الوسطى الموشك على التهاوي إزاء رجل أبيض‬ ‫بعصاه على الخريطة‪ .‬الرجلان وحيدان تماما في‬
‫(هكذا يقدم المستوطن نفسه) يرتدي بدلة الغرب‬ ‫عزلة مطلقة إلا من الخريطة ووجود رف من الكتب‪،‬‬
‫«الحداثية‪ ».‬بالمقابل‪ ،‬تبقى دلالة الصورة الأولى‬ ‫في زاوية بعيدة من الصورة‪ .‬نفهم من نظرات‬
‫والأخيرة‪ ،‬بالنسبة إلى عموم الناس في البلدان‬ ‫الرجلين أن الخريطة مهمة جدا ويبدو وكأنهما‬
‫العربية والإسلامية‪ ،‬هي السقوط الأخلاقي الجامع بين‬ ‫يتبادلان الحديث عنها‪ .‬هل هي لحظة اقتسام الخليج‬
‫الرجلين‪ ،‬مهما كانت التبريرات المصاحبة لعقد‬ ‫العربي؟ ترى هل منح السلطان « ضيفه» ما لا يملكه‬
‫اللقاءات‪ .‬إنه سقوط أخلاقي يقف بمواجهته‪ ،‬تحديا‪،‬‬ ‫ليزيد من التوسع الاستيطاني الصهيوني اليومي على‬
‫شباب المقاومة الفلسطينية ومساندوهم في حركة‬ ‫حساب الأراضي الفلسطينية‪ ،‬في لحظة تماهى فيها‬
‫مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض‬ ‫الخنوع‪ ،‬وهو سمة يتمتع بها الحكام العرب بامتياز‪،‬‬
‫مع هلعهم من أن يصبحوا أيتاما أمام شعوبهم؟ وإلا‬
‫العقوبات عليها (البي دي أس) في أرجاء العالم‪.‬‬ ‫لم الخلوة؟ أين زوجة نتنياهو ورئيس الموساد‪،‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫العراق بظل الاحتلال‬

‫من قبل عناصر مسلحة‪ ،‬مضيفاً أن عملية قتله تأتي بعد‬ ‫‪ ١٥٠٠‬طن من الأسماك النافقة في بابل‬
‫عملية قتل مشابهة لمختار بلدة الحانوتية المجاورة في‬ ‫ومحافظات عدة تمنع دخولها‬
‫ساعة متأخرة من ليل الأربعاء‪ ”.‬ويرتفع عدد المخاتير‬
‫القتلى على أيدي المسلحين خلال السبعة أشهر الماضية‬ ‫أكد وزير الصحة “علاء العلواني ‪,‬رفع ‪ 1500‬طن من‬
‫إلى ‪ 9‬في محافظة التأميم‪ ،‬الأمر الذي يؤكد الإنفلات الأمني‬ ‫الأسماك النافقة‪ ،‬في محافظة بابل‪ ،‬إلى جانب منع دخولها‬
‫الواضح وعجز الحكومة من القضاء على المجاميع‬ ‫إلى محافظتي النجف وذي قار‪ ،‬وضبط عجلتين محملتين‬

‫المسلحة وحماية المواطنين ‪.‬‬ ‫بالأسماك المريضة بذي قار‪.‬‬

‫حملة اعتقالات طالت ‪ ٣٦‬شخ ًصا في ميسان‬ ‫وقال “العلواني” خلال إجتماع في مجلس محافظة بابل أنه‬
‫” تم رفع ‪ 1500‬طن من الأسماك الميتة ‪ ,‬لافتاً الى أن‬
‫أعلنت قيادة شرطة ميسان‪ ،‬إعتقال ‪ 36‬شخصاً وفق مواد‬ ‫البحث ما يزال جارياً عن إحتمالات وجود أسباب آخرى‬
‫قانونية مختلفة في عموم المحافظة‪ ،‬بالإضافة إلى ضبط‬ ‫لموت الإسماك بالتنسيق مع الجهات المختصة في وزارة‬
‫مواد مخدرة‪ ،‬في ضل تزايد حملات الإعتقال والعجز‬ ‫الزراعة‪ ,‬وأض‪ ,‬من جانبه أكد محافظ النجف “لؤي‬
‫الحكومي من السيطرة على العصابات المنظمة والمجاميع‬ ‫الياسري” منع دخول الأسماك من المحافظات المجاورة الى‬
‫المسلحة ‪ .‬وقالت القيادة في بيان لها‪ ،‬أن “مفارز أقسام‬ ‫مدينة النجف‪.‬وبين “الياسري” بتصريح صحفي أنه “على‬
‫الشرطة وأفواج الطوارئ والصنوف الأخرى العاملة في‬ ‫الجهات الأمنية في السيطرات الخارجية ودوائر الصحة‬
‫المحافظة‪ ،‬نفذت حملات لملاحقة المطلوبين في عموم‬ ‫والزراعة والبيطرة متابعة الأمر ميدانياً والتأكد من عدم‬
‫المحافظة‪ ،‬أسفرت عن إلقاء القبض على (‪ )36‬متهم‬ ‫دخول الأسماك في الوقت الحاضر الى المحافظة لحين التأكد‬
‫ومخالف‪ ،‬إضافة الى ضبط مواد مخدرة ومركبات ودراجات‬
‫من سلامتها من قبل الجهات المختصة‪”.‬‬
‫مخالفة للقانون ‪”.‬‬
‫وأكدت‪ ،‬أن “من بين الملقى القبض عليهم ‪ 9‬متهمين‬ ‫مقتل ثلاثة مخاتير في محافظة التأميم‬
‫بجرائم الإيذاء العمد‪ ،‬و ‪ 4‬متهمين بجرائم القتل العمد‪،‬‬
‫ومتهمين آخرين وفق جرائم حيازة وتعاطي المخدرات‬ ‫أفاد مصدر محلي‪ ،‬أن مسلحين قتلوا مخاتير ‪ 3‬قرى في أقل‬
‫ومواد قانونية أخرى ‪ ،‬فضلاً عن ضبط مواد مخدرة‬ ‫من أسبوع بمحافظة التأميم شمالي العراق‪ ،‬في وقت يتزايد‬
‫وأدوات تستخدم للتعاطي في السيطرات الخارجية وعجلات‬ ‫فيه إستهداف المدنيين والمخاتير من قبل المجاميع‬
‫المسلحة والعجز الحكومي الواضح من القضاء على‬
‫ودراجات مخالفة للقانون”‪.‬‬ ‫المظاهر المسلحة‪ .‬وأكد المصدر‪ ،‬بتصريح صحفي‪ ،‬أن ”‬
‫مسلحين قتلوا مختار قرية المحمودية القريبة من بلدة‬
‫الحويجة‪ ،‬مساء الجمعة في محافظة التأميم ‪ ,‬وأضاف‪ ،‬أن‬
‫“مختار المحمودية عبد الله الوسمي قتل بعد إقتحام منزله‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫قضاء الحويجة بمحافظة كركوك ما أدى الى مقتل أحد‬
‫منتسبي دائرة كهرباء القضاء ‪ ،‬كما تسبب ذلك بانقطاع تام‬
‫للكهرباء في الحويجة والنواحي التابعة لها مما أدى الى‬
‫توقف مشاريع الماء في مركز القضاء عن ضخ المياه ‪.‬‬
‫وتابع أن فرق الصيانة التابعة لدائرة كهرباء الحويجة لم‬
‫تستطع اصلاح أبراج الطاقة التي تعرضت للتفجير بسبب‬

‫عدم تأمين المناطق القريبة منها‪.‬‬

‫محافظ البصرة يتعاقد مع شركة ( وهمية )‬ ‫قتلى وجرحى بانفجار مخزن اسلحة‬
‫لتجهيز المحافظة بمواد معالجة المياه‬
‫ووقع عشرات الجرحى من الميليشيا والمدنيين ‪ ،‬اثر‬
‫انفجار كدس للأسلحة والذخائر تابع لميليشيا الحشد‬
‫الشعبي في قضاء طوزخورماتو شرق صلاح الدين‪ .‬وقال‬
‫“ملا كريم” ‪ ،‬مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني‬
‫الكوردستاني في حمرين بلقاء صحفي ‪ ،‬أن انفجاراً قد وقع‬
‫في مقر وكدس للأسلحة والذخائر التابعة لميليشيا حزب‬
‫الله‪ ،‬إحدى فصائل الحشد الشعبي ‪ ،‬قرب قيادة شرطة طوز‬

‫كشف مصدر مطلع في محافظة البصرة عن تعاقد محافظ‬ ‫خورماتو‪ .‬وأوضح أن الانفجار أوقع قتيلين من ميليشيات‬
‫البصرة “اسعد العيداني” مع شركة وهمية لتجهيز‬ ‫الحشد وحوالي ‪ 31‬جريحاً آخرين‪.‬وتابع أن من بين‬
‫المحافظة بمواد معالجة المياه‪ ،‬على خلفية الازمة الاخيرة‬ ‫الجرحى إمرأتين وطفل ‪ ،‬فيما البقية هم من عناصر‬
‫التي تشهدها المحافظة بسبب شحة المياه‪ .‬وذكر المصدر‬
‫أن ” محافظ البصرة اسعد العيداني تعاقد عبر شريك له مع‬ ‫ميليشيا الحشد الشعبي‪.‬‬
‫شركة )‪ ، (TEW‬والتي ادعى انها شركة نمساوية ومقرها‬
‫في النمسا‪ ،‬إلا أنها شركة وهمية لتجهيز المحافظة بمواد‬ ‫انقطاع تام للماء والكهرباء عن الحويجة جنوب‬
‫معالجة المياه ‪ ،‬لافتا الى ان هذه الشركة غير موجودة فعلا‬ ‫غرب التاميم‬
‫على ارض الواقع‪ .‬وأشار الى ان هذه الشركة التي تدعي‬
‫انها شركة نمساوية لكن لا يوجد اي مكتب او اسم معروف‬ ‫شهد قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة التأميم انقطاعاً‬
‫بشكل تام للماء والكهرباء ‪ ،‬بسبب تفجير احد أبراج نقل‬
‫الطاقة الكهربائية ‪ .‬وقال مسؤول محلي بلقاء صحفي ‪ ،‬أن‬
‫تفجير برجين لنقل الطاقة بالقرب من قرية السيحة في‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬

‫وإهمالها لمطالبات المواطنين‪ .‬وحذرت الحكومة المحلية‬ ‫لها في النمسا‪ ،‬حيث قام وفد من المحافظة بزيارة النمسا‬
‫في محافظة المثنى‪ ،‬اليوم الخميس‪ ،‬من تهديد شحة المياه‬ ‫والسؤال عن هذه الشركة وطلب من اصحابها ان يدلوا‬
‫للسلم الأهلي في المحافظات الجنوبية فضلاً عن تأثيرها‬ ‫الوفد على مكتب حقيقي فلم يعثر على أي مقر او مكان‬
‫على الجانب الإقتصادي والإنساني‪ .‬وقال محافظ المثنى‬
‫“فالح الزيادي” بتصريح صحفي‪ ،‬أنه ”يجب عقد جلسة‬ ‫للشركة في النمسا‪.‬‬
‫لمجلس النواب تخصص لقضية شحة المياه في المحافظات‬
‫الجنوبية والتي يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة‬ ‫بغداد تكتفي بالصمت تجاه بيع آثار عراقية‬
‫مسروقة بأمريكا‬
‫الجديدة”‬
‫أظهرت عملية بيع لجدارية عراقية تعود إلى العصر‬
‫العراق مقبل على موجة غضب شعبي جديدة‬ ‫الآشوري‪ ،‬في مزاد علني بالولايات المتحدة الأمريكية‪،‬‬
‫حجم العجز الذي تعانيه حكومة بغداد في الحفاظ على إرث‬
‫تجددت التظاهرات‪ ،‬في محافظة البصرة‪ ،‬لمطالبة حكومة‬ ‫بلاد الرافدين‪ ،‬في ضل مناشدات المثقفين والناشطين‬
‫“عبد المهدي” بتوفير الخدمات والافراج عن المعتقلين‪،‬‬ ‫للحكومة دون جدوى‪ .‬وبيعت الجدارية التي يبلغ عمرها‬
‫بعد أن قرر ناشطو المحافظة تجديد التظاهرات والعودة‬ ‫قرابة ‪ 3‬آلاف عام لنصف رجل ونصف إله آشوري يحمل‬
‫للاحتجاج ضد الحكومة‪ ،‬وتعتبر هذه التظاهرة الأولى التي‬ ‫دلوا وثمرة في دلالة على الخصوبة‪ ،‬لجامع نفائس مجهول‬
‫تواجه الحكومة الجديدة‪ ,‬وقال مصدر مطلع في المحافظة‬ ‫الهوية‪ ،‬رفضت دار المزاد التي أتمت عملية البيع‪ ،‬الكشف‬
‫بتصريح صحفي‪ ،‬أن ابناء محافظة البصرة جددوا‬ ‫عن إسمه‪ ،‬وبلغت قيمة الجدارية خلال المزاد‪ ،‬أكثر من ‪27‬‬
‫تظاهراتهم‪ ،‬تحت مجسر التربية في المحافظة ومقابل شركة‬ ‫مليون دولار أميركي‪ ،‬فيما بلغت قيمتها بعد إضافة‬
‫نفط الجنوب ‪,‬وأوضح أن المتظاهرين يطالبون حكومة‬ ‫الضرائب قرابة الـ‪ 36‬مليوناً‪.‬ولم تفلح مناشدات المثقفين‬
‫“عبد المهدي” بتوفير الخدمات في المحافظة والشروع‬ ‫والنشطاء العراقيين لحكومة بغداد بالتدخل‪ ،‬وفشلت وزارة‬
‫بتنفيذ مشاريع البنى التحتية‪ ،‬بالاضافة الى الافراج عن‬ ‫الخارجية عن فعل شيء‪ ،‬بذريعة أن الجدارية ملكية خاصة‪.‬‬
‫معتقلي التظاهرات السابقة‪ ,‬وتابع هناك انتشارا امنيا في‬
‫ساحة عبد الكريم وسط المحافظة تزامنا مع وجود تحشيد‬ ‫المثنى تح ّذر من تهديد أزمة الجفاف للسلم‬
‫الأهلي بالجنوب‬
‫اعلامي للانطلاق بتظاهرات كبيرة‪.‬‬
‫تعاني المحافظات الجنوبية في العراق من أزمة مياه خانقة‪،‬‬
‫بسبب قيام إيران وتركيا بناء السدود على نهري دجلة‬
‫والفرات‪ ،‬في ضل معاناة الأهالي من أزمة الجفاف التي‬
‫تنذر بكارثة بيئية وإنسانية‪ ،‬والتقصير المتعمد من قبل‬
‫الحكومة من إيجاد الحلول المناسبة لحل تلك الأزمة‪،‬‬

‫عدد ‪ -23‬تشرين الاول ‪ 2018‬السنة الثانية ‪ -‬سيدني ‪ -‬أستراليا‬


Click to View FlipBook Version