The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by mohamed.karem93, 2018-11-08 05:29:01

صحافة الإرهاب

صحافة الإرهاب

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫المحتويات‬ ‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫ملخص تنفيذي‬
‫مقدمة‬

‫أولا‪ :‬دلالات المحتوى الإخباري والانفوجراف‪:‬‬

‫‪-‬دلالات المحتوى الإخباري‬
‫‪ -‬الصفحة الأولي‪ :‬أول القصيدة الصدمة والرعب‬

‫‪ -‬نمط خبري مضلل‬
‫‪ -‬انفوجراف الإرهاب‪ :‬رعب وتضليل‬
‫‪ -‬الديمقراطية والانتخابات "الشرك" الأعظم‪:‬‬
‫‪ -‬العملية الشاملة تفضح كذب داعش‬

‫ثانيا‪ :‬دلالات محتوى ورسائل مقالات الصحيفة‬

‫‪ -‬أزمات التنظيم السبع‬
‫‪ -‬قضايا محورية‬

‫‪ -‬شبكة الجماعات‪ :‬كيف يرى التنظيم نفسه‬
‫‪ -‬من خلال مرآة الجماعات الأخرى؟‬
‫‪ -‬خرائط المفاهيم‬

‫‪ -‬كيف يرى التنظيم نفسه وغيره من خلال شبكة المفاهيم؟‬
‫‪ -‬التوصيات‬

‫‪1‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬ ‫ملخص تنفيذي‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫يتنـاول التقريـر تحليـل كمـي وكيفـي لمضمـون أعـداد صحيفـة النبـأ الداعشـية الإرهابيـة‪ ،‬وهـي‬
‫صحيفـة أسـبوعية تصـدرعمـا يسـمى ديـوان الإعـام المركـزي التابـع للتنظيـم‪ ،‬التـي صـدرت فـي العـام‬
‫الهجـري ‪ 1439‬المنصـرم‪ .‬وقـد بلغـت العينـة التـي تناولهـا التقريـر(‪ )47‬عـددا وهـي كل الأعـداد التـي‬

‫صـدرت فـي العـام المشـارإليـه‪.‬‬
‫شـملت العينـة (‪ )331‬خبـرا مـن بينهـا أخبـار ُمج َّمعـة عـن عمليـات قـام بهـا تنظيـم داعـش فـي عـدد مـن‬

‫الـدول وتضمنـت العينـة (‪ )223‬مقـالا تـم رصدهـا وتحليـل مضمونهـا و‪ 7‬إنفوجـراف‪.‬‬
‫صحيفـة النبـأ الداعشـية الإرهابيـة مـرآة عاكسـة لفكـروممارسـة التنظيـم الإرهابـي تحتـرف التضليل‬

‫فـي أخبارهـا و أفتتاحياتهـا ومقالاتهـا وتصميمـات الإنفوجراف التى تنشـرها‪.‬‬
‫وقـد كشـفت العمليـة الشـاملة التـى تنفذهـا القـوات المسـلحة المصريـة فـي سـيناء ضـد الإرهـاب كـذب‬
‫الصحيفـة ومـا تقـوم بـه مـن تضليـل لعناصرهـا والجمهـور الـذي تحـاول تجنيـده‪ ،‬فقـد أربكـت هـذه‬
‫العمليـة الناجحـة الجهـازالدعائـي للتنظيـم فالصحيفـة تناقـض نفسـها فـي نفـس العـدد وفـي أعـداد‬

‫متتاليـة بشـأن تفاصيـل العمليـات وعـدد الضحايـا‪.‬‬
‫وصحيفـة النبـأ أداة إعلاميـة تنتهـج اسـتراتيجة التنظيـم فـي الصدمـة والرعـب فعناوينهـا وأخبارهـا‬

‫ومقالاتهـا تصـدم متصفحهـا بالدمـاء والأشـاء والتكفيـر‪.‬‬
‫تتبـدى احتر افيـة الصحيفـة الإرهابيـة فـي الجـودة العاليـة لـكل تصميمـات الإنفوجـراف ومعظـم‬
‫صورهـا وخلـومقالاتهـا مـن الأخطـاء اللغويـة سـواء مطبعيـة أوإملائيـة‪ ،‬مـع جـودة الاخـراج الصحفـي‬

‫باسـتثناء مـا يلاحظـه القـارئ مـن ازدحـام الأخباروسـوء توزيعهـا فـي بعـض الأحيـان‪.‬‬
‫مـا تبثـه هـذه الصحيفـة يصـد عـن سـبيل الله فهـى مليئـة بـكل مـا ينفـرالقـارئ مـن نسـخة الاسـام التي‬
‫يقدمهـا هـذا التنظيـم الإرهابـي مـن دمـاء وخطـاب تكفيـري يشـمل العالـم فيمـا سـوى التنظيـم وهـومـا‬

‫سـاهم فـي تغذيـة التوجـه نحـوالإلحاد‪.‬‬
‫صحيفـة النبـأ كانـت تمثـل أداة التنظيـم لتصديـرصـورة إيجابيـة عـن إنجـازات التنظيـم فـي الداخـل‬
‫ومـا يحققـه التنظيـم مـن انتصـارات حسـب زعمهـم وتصـدرخطابـا تجنيـدي فـي الخـارج منـذ عـام‬
‫‪ 2014‬وحتـى نهايـة ‪2016‬؛ باتـت رسـائلها اليـوم تـدل علـى حـدوث اختـال فـي خطابهـا والتركيـزعلـى‬
‫صـور معانـاة التنظيـم الداخلـي وتحليـل أسـباب الهزيمـة ومعالجـة الانحر افـات أكثـرمـن كونهـا أداة‬

‫مصـدرة للخـارج‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وتكشـف الصحيفـة عـن الأزمـات الهيكليـة التـى تضـرب التنظيـم مـع محاولتـه إخفائهـا‪ ،‬وهـي أزمـات‬
‫سـبع‪:‬‬

‫‪ -1‬خسارة التنظيم الرهان على الفروع الكبرى ومنها «ولاية سيناء» في مصربعد العملية الشاملة‬
‫‪ -2‬تزايـد اعـداد الفاريـن والمنشـقين مـن داخـل التنظيـم وحـدوث انقسـامات وخلافـات حـادة داخـل‬

‫بيـن صفوفـه بعـد الهزائـم التـي ألحقـت بـه‪.‬‬

‫‪ -3‬تفكك عقيدة التنظيم القتالية والدعوية لدى عناصرالتنظيم‪.‬‬

‫‪ -4‬الإفلاس القيمي والإعلامي لدى التنظيم‪.‬‬
‫‪ -5‬التراجع الشديد في التخطيط المركزي وغياب الاستراتيجيات الكبرى التي يسيرعليها التنظيم‪.‬‬

‫‪ -6‬انتشارضعف القوة الإيمانية والنفسية لدى عناصرالتنظيم وفقدان ثقتهم بالتنظيم‪.‬‬

‫‪ -7‬انتشارالمعا�صي وغلبة الشهوات والانحر افات السلوكية بين عناصرالتنظيم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫ولمواجهة هذه الصحيفة الإرهابية يو�صي التقريربما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬علـى المجتمـع الدولـي بكافـة مكوناتـه الفاعلـة العمـل علـى حظـرالتواجـد العنيـف علـى المنصـات‬

‫الإلكترونيـة والعمـل علـى حذفهـا بشـكل سـريع وعاجـل‪ ،‬وملاحقتهـا فـي كافـة المنصـات المنتشـرة فـي‬
‫مختلـف الـدول‪ ،‬وذلـك بالتعـاون مـع المؤسسـات والشـركات التكنولوجيـة العملاقـة ومحـركات‬

‫البحـث العالميـة‪ ،‬والاسـتفادة مـن جهـود وخبـرات المؤسسـات المجتمـع المدنـي فـي هـذا الشـأن‪.‬‬
‫‪ -2‬إيجـاد آليـة تضمـن اسـتبدال المحتـوى العنيـف بمحتـوى آخـرمعتـدل يفـكك ويدحـض المحتـوى‬
‫العنيـف ويفرغـه مـن مضمونـه‪ ،‬بشـكل يضمـن أن تكـون المـواد المعتدلـة والمناهضـة للعنـف هـي‬

‫النتائـج الأوليـة لعمليـات البحـث عـن المحتـوى العنيـف‪.‬‬

‫‪ -3‬تشـجيع البحـث العلمـي لأدبيـات وكتابـات التنظيمـات التكفيريـة والعمـل علـى الكشـف عمـا‬

‫تتضمنـه تلـك الكتابـات مـن ضـالات وأكاذيـب خاصـة بالأخبـاروالأحـداث والأقـوال‪ ،‬وقـد توصلـت‬
‫الدراسـة إلـى جملـة مـن الافتـراءات والأكاذيـب التـي نشـرتها صحيفـة «النبـأ» خـال العـام الهجـري‬

‫المنصـرم متعلقـة بالكثيـرمـن الأحـداث والأخبـاروالمنشـورات‪.‬‬
‫‪ -4‬البحـث العلمـي والأمنـي لإصـدارات التنظيمـات الإرهابيـة والكشـف عمـا إذا كانـت تحتـوي علـى‬
‫رسـائل مشـفرة لأعضـاء التنظيـم بخصـوص القيـام بالأعمـال الإرهابيـة‪ ،‬ويمكـن أن يكـون هـذا‬

‫العمـل البحثـي بشـكل تكاملـي بيـن المؤسسـات البحثيـة والمؤسسـات الأمنيـة‪.‬‬
‫‪ -5‬إيجـاد منصـة عالميـة تقـوم بنشـروترويـج المغالطـات والأكاذيـب التـي تـرد فـي إصـدارات التنظيمـات‬
‫التكفيريـة وخاصـة فيمـا يتعلـق بالعمليـات الإرهابيـة وضحاياهـا وسـير المعـارك والسـيطرة علـى‬

‫المناطـق والمـدن‬

‫‪4‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫مقدمة‬ ‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫المعركـة الأولـي للتنظيمـات الإرهابيـة هـي معركـة الأعـام وصـورة التنظيـم أمـام الـرأي العـام و‬
‫اسـتخدام الصحافـة هـو السـبيل الأمثـل لكسـب الحـرب النفسـية والدعايـة وكسـب العقـول‪.‬‬
‫وتعـد صحيفـة النبـأ وهـي صحيفـة أسـبوعية تصـدر عنمـا يسـمى ديـوان الإعـام المركـزي التابـع‬

‫لتنظيـم داعـش الإرهابـي أحـد أهـم الأدوات الدعائيـة التـى يسـتخدمها التنظيـم فـي نشـر أخبـاره‬
‫وويأتنفــاكاورلههـالمذا اضللتلـقة‪.‬ريـرتحليـ ًا كم ًيـا وكيف ًيـا لمضمـون أعـداد صحيفـة النبـأ الداعشـية الإرهابيـة التـي‬
‫صـدرت فـي العـام الهجـري ‪ 1439‬المنصـرم‪ .‬وقـد بلغـت العينـة التـي تناولهـا التقريـر(‪ )47‬عـددا وهـي‬

‫كل الأعـداد التـي صـدرت فـي العـام المشـارإليـه‪.‬‬
‫شـملت العينـة (‪ )331‬خبـرا مـن بينهـا أخبـار ُمج َّمعـة عـن عمليـات قـام بهـا تنظيـم داعـش فـي عـدد مـن‬

‫الـدول وتضمنـت العينـة (‪ )223‬مقـالا تـم رصدهـا وتحليـل مضمونهـا و‪ 7‬إنفوجـراف‪.‬‬
‫والسـؤال الرئيـس الـذى يـدور حولـه التقريـر‪ ،‬هـو‪ :‬كيـف تعكـس صحيفـة النبـأ حـال تنظيـم داعـش‬
‫الإرهابي في أخبارها ومقالاتها (الافتتاحية‪ ،‬الفتاوى‪« ،‬خواطرتربوية»‪« ،‬رسائل الميدان»‪ ،‬المسائل‬
‫الأمنيـة‪ ،‬نشـاطات داخليـة‪ ،‬سـيرة «مقاتـل»‪ ،‬تفريـغ صوتـي) وتصميمـات الإنفجـراف‪ .‬ويسـعى التقـري‬
‫للكشـف عـن اسـتراتيجة الصحيفـة فـي التضليـل موض ًحـا أمثلـة محـددة علـي هـذا التضليـل بـدون‬

‫اعتسـاف أوتجنـى‪.‬‬
‫يعتمـد التقريـرعلـى منهجيـة كميـة وكيفيـة فتعـرض تصنيـف للمحتـوى الخبـرى ولمقـالات بتقسـماتها‬
‫اولامسشـتاركإلشـياه ًافاولللتمصسـميكمواتتعالنـإنهفووهـجورمـاا يف فحـاي بوعل التضنالظأيـشـمكإاخلفاالئـبيهانية‪ ،‬ويقدم تحليلاللمحتوى الظاهر‪،‬‬

‫عندمـا يركـزعلـى إظهـارسـمة وتوجـه مـا‪ ،‬فعندمـا تركـزالصحيفـة علـى ضـروة الثبـات فهـي يخفـي‬

‫تزايـد فـي أعـداد الفاريـن بغيـة مواجهـة حـالات الفـراروالانشـقاق‪ .‬فالتقريـريقـرأ سـطور الصحيفـة‬

‫ومـا بينهـا ومـا خلفهـا ومـا تحتهـا‪.‬‬

‫ويختتم التقرر بتقديم عدد من التوصيات لمواجهة هذه الصحيفة الإرهابية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪6‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫أولا‪ :‬دلالات المحتوى الإخباري والانفوجراف‬

‫دلالات المحتوى الإخباري‬

‫أهمية الخبر الصحفي عند الجماعات الإرهابية‪- :‬‬

‫أدركـت الجماعـات الارهابيـة أن المعركـة الاولـي لهـا هـي معركـة الأعـام وصـورة التنظيـم أمـام الـرأي‬
‫العـام وأن اسـتخدام الصحافـة هـو السـبيل الأمثـل لكسـب الحـرب النفسـية والدعايـة وكسـب‬
‫العقول‪ ،‬ففي عام ‪ 1988‬أنشـا زعيم تنظيم القاعدة في ذلك الوقت «أسـامة بن لادن» إدارة إعلام‬
‫القاعـدة كجـزء مـن الهيـكل التنظيمـي للقاعـدة‪ ،‬وذلـك بهـدف نشـرمـا يقـوم بـه التنظيـم مـن عمليـات‬

‫فـي أفغانسـتان ضـد الاتحـاد السـوفيتي آنـذاك‬
‫ومنـذ ذلـك الوقـت والتنظيمـات الارهابيـة لديهـا شـغف كبيـربالإعـام والاهتمـام بـه لتوثيـق مـا تقـوم‬
‫بـه‪ ،‬فقـد اسـتخدم تنظيـم القاعـدة عـدد مـن المؤسسـات الاعلاميـة مثـل مؤسسـة «السـحاب للإنتـاج‬
‫الإعلامـي»‪ ،‬والجبهـة الاعلاميـة الاسـامية وغيرها‪.‬وقـد أكـد مديـرابحـاث الإرهـاب فـي مؤسسـة (رانـد)‬

‫الامريكيـة‪ ،‬ورئيـس جهـازالاخبـارفـي أن بـي �سـي‬
‫« كـروس مـان» وخبيـر الارهـاب فـي وزارة الدفـاع الامريكيـة « رودولـف ليفـي» علـى أن للإعـام‬

‫والدعايـة فـي أحيـان كثيـرة أهميـة تزيـد علـى العمـل الإرهابـي نفسـه (‪،)1‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد الصائح‪ :‬الاعلام والارهاب – ج‪/41226/http://elsada.net ،1‬‬

‫‪7‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وتنظـرالجماعـات الارهابيـة إلـى اهميـة التغطيـة الصحفيـة لمـا تقـوم بـه علـى اسـاس أنـه اعتـراف‬
‫صريـح بوجودهـا وبمشـروعية مـا تقـوم بـه مـن إرهـاب وعنـف‪ ،‬فظهـور القيـادات الإرهابيـة عبـراجـراء‬
‫حـوارات صحفيـة أوتغطيـة للأخبـاروالتفجيـرات يحقـق لهـم شـهرة واسـعة وانتشـارفيسـتمع النـاس‬

‫ويشـاهدون ويقـرؤون مـا يقـوم بـه هـؤلاء مـن تحـركات‪.‬‬

‫ويقـوم تنظيـم «داعـش» باسـتخدام كافـة اشـكال وسـائل الاعـام سـواء التقليـدي عبـرصحيفـة‬
‫«النبـأ» أوعبـروسـائل الاعـام المتطـورة كوسـائل التواصـل الاجتماعـي أوالـوكالات الإعلاميـة‪ ،‬حيـث‬
‫تعـد وكالـة «أعمـاق» التـي ظهـرت للمـرة الاولـي فـي عـام ‪ 2014‬والتـي لعبـت دور فـي تغذيـة صحيفـة‬

‫«النبـأ» بالأخبـار والاحـداث التـي يقـوم بهـا التنظيـم فعـادة مـا تتولـي هـذه الوكالـة الإعـان عـن‬
‫العمليـات التـي يقـوم بهـا التنظيـم باعتبارهـا الـذراع الإعلامـي الأبـرز لـدى التنظيـم‪ ،‬ويعتمـد عليـه‬

‫التنظيـم كمرجعيـة فـي توثيـق العمليـات التـي ينشـرها فـي جريـدة «النبـأ»(‪.)2‬‬
‫وتعكس صحيفة «النبأ» التطور الذي طرأ على الأداة الإعلامية لتنظيم داعش وهذا ما يسعي إلية‬
‫التنظيـم مـن توظيـف لفكـرة الجهـاد بـدون قائـد التـي ظهـرت مـع تنظيـم القاعـدة واخذهـا التنظيـم‬
‫والتـي تقـوم علـى أسـاس «الجهـاد» عبـرالانترنـت للقيـادي القاعـدي «أبـومصعـب السـوري» والـذي‬

‫وثـق لهـذه الفكـرة مـن خـال مؤلـف لـه بعنـوان « الاسـتراتيجية اللامركزيـة للجماعـات الجهاديـة‬
‫« وذلـك لضمـان اسـتمرارالتنظيمـات حـال مقتـل قادتهـا وقـد سـاعد التطـور فـي مو اقـع التواصـل‬

‫الاجتماعـي وغيرهـا مـن أدوات التكنولوجيـا الحديثـة مـن تطـور هـذه الفكـرة (‪.)3‬‬

‫‪2 -Daniel Milton, Pulling Back the Curtain: An Inside Look at the Islamic State’s Media Organization, https://ctc.usma.edu/app/‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪uploads/08/2018/Pulling-Back-the-Curtain.pdf‬‬
‫‪- 3‬رانيـا مكـرم‪ :‬الإعـام الجهـادي‪ :‬كيـف وظفـت التنظيمـات الجهاديـة وسـائل الإعـام؟‪ ،‬المركـز العربـي للبحـوث والدراسـات‪http://www.acrseg. ،‬‬

‫‪40137/org‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫الصفحة الأولى‪ :‬أول القصيدة ‪...‬الصدمة والرعب‬

‫تنظيـم داعـش الإرهابـي تنظيـم دمـوي ويحـرص علـى إحـداث الصدمـة والرعـب فـي قلـوب وعقـول‬

‫مـن يعتبرهـم أعـداءه وكل المخالفيـن لـه‪ ،‬وصحيفـة النبـأ ليسـت اسـتثناء مـن ذلـك النهـج فعناوينهـا‬

‫وأخبارهـا ومقالاتهـا تصـدم متصفحهـا بالدمـاء والأشـاء والتكفيـر‪.‬‬

‫تشـتمل الصفحـة الأولـي فـي صحيفـة النبـأ‪ ،‬وهـي صحيفـة أسـبوعية تصـدرعـن ديـوان الإعـام‬

‫المركـزي‪ ،‬علـى مرايـا العـدد‪ ،‬حيـث تقـوم بالتنويـه عـن أهـم الأخبـاروالكلمـة الافتتاحيـة إذا كانـت‬
‫مهمـه مثـل أن تكـون كلمـة لأحـد قيـادات التنظيـم أو كلمـة صوتيـة تـم تفريغهـا للبغـدادي زعيـم‬

‫التنظيـم‪.‬‬

‫كمـا تحتـوي الصفحـة الأولـي علـى شـعارالصحيفـة‪ ،‬ورقـم العـدد وسـنة النشـر‪ ،‬وعـدد صفحـات‬
‫العـدد الـذي يكـون غال ًبـا ‪ 12‬صفحـة‪ ،‬ويزيـد عـدد الصفحـات فـي أعـداد خاصـة ليصبـح ‪ 16‬صفحـة‪.‬‬

‫تالفتنجيظريـهـام‪ ،‬أخواقتـصـ ًةل‬ ‫كمـا تشـتمل علـى صـورة تتضمـن رسـالة العـدد‪ ،‬كأن يتـم تصديـرصـورة لآليـة تـم‬
‫شـخص أو شـعار التنظيـم عندمـا يكـون العـدد محتـوي علـى كلمـة لأحـد قـادة‬

‫البغـدادي‪.‬‬
‫وتحتـوي الصفحـة الأولـي‪ ،‬فـي أسـفلها‪ ،‬علـى تحذيـرمـن إلقـاء الصحيفـة؛ كونهـا تحتـوي علـى لفـظ‬

‫الجلالـة‪ ،‬وآيـات قرآنيـة وأحاديـث نبويـة‪ .‬هـذا التحذيـر يهـدف بشـكل رئي�سـي إلـي زيـادة تـداول‬
‫الصحيفـة بيـن الأعضـاء الذيـن قـد لاتتيـح لهـم ظـروف العمليـات العسـكرية التـى تسـتهدفهم الاطـاع‬

‫عليهـا الكترونيـا ؛ حتـى يتثنـى للعضـوأوالمناصـرمعرفـه التوجيهـات العامـة لقيـادات التنظيـم‪.‬‬

‫الخألوايـسـا الطت(نتظحيـدميـفًـداي‬ ‫أعمـال‬ ‫تناولـت‬ ‫عـد ًدا‪،‬‬ ‫‪47‬‬ ‫النبـأ‬ ‫صحيفـة‬ ‫اصـدرت‬ ‫مناطق تركزالأخبار‬
‫الشـرق‬
‫خـال العـام الهجـري ‪،1439‬‬

‫دول فـي أقاليـم ومناطـق جغر افيـة مختلفـة‪ ،‬وركـزت بشـكل أسا�سـي علـى‬

‫دول العـراق‪ ،‬وسـوريا‪ ،‬و أفغانسـتان)‪.‬‬

‫نمط خبري مضلل‬
‫بحسـب أحـدي النشـرات الداخليـة للتنظيـم‪ ،‬تقـع مسـئولية النشـرالخارجـي (إيصـال مـا تـم توثيقـه‬
‫وإنتاجـه إلـى العالـم الخارجـي عبـرشـبكة الإنترنـت) علـى عاتـق الإعـام المركـزي‪ ،‬حيـث يعمـل الإعـام‬

‫‪9‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫المركـزي علـى توحيـد لغـة الخطـاب بمر اقبـة الإنتـاج والإشـراف عليـه ومراجعتـه قبـل نشـره سـواء‬

‫خبـرأوصـورة أوفيديـوأوإصـدارأوكلمـة صوتيـة (‪. )4‬‬

‫فنجـد أن لغـة الخبـرفـي صحيفـة النبـأ يغلـب عليهـا الطابـع المركـزي‪ ،‬الـذي يعمـل علـى تجميـع الأخبـار‬

‫مـن مختلـف أفـرع التنظيـم ويضعهـا فـي قالـب دعائـي يسـتثيرحماسـة اتباعـه‪ ،‬ويقـوم بتضخيم أعداد‬

‫الضحايـا والعمليـات فـي صفـوف خصـوم التنظيـم‪.‬‬
‫تـم رصـد أكثـرمـن ‪ 331‬خبـرخـال العـام الهجـري ‪ 1439‬هجرًيـا مـن بينهـا‬
‫أخبـار ُمج َّمعـة عـن عمليـات قـام بهـا تنظيـم داعـش فـي عـدد مـن الـدول‪.‬‬

‫يقـوم التنظيـم بصياغـة كثيـرمـن الأخبـاربطريقـة غيـرمحـددة‪ ،‬حيـث يصيـغ‬

‫التنظيـم الأخبـاربشـكل فضفـاض مثـل أن يقـول‪« :‬تـم تدميـرعربـة همـر‬

‫وقتـل واصابـة مـن كان بهـا» أو «اسـتهداف دوريـة وقتـل واصابـة مـن كان‬

‫لهـا» إلـى غيـرذلـك مـن الصياغـات غيـرالمحـددة والفضفاضـة‪.‬‬

‫بملاحظـة الكثيـرمـن الأخبـارنجـد أن التنظيـم يعمـل علـى إعـادة نشـرأخبـار‬

‫إدارة‬ ‫أمعدـيدنـاةدعـسـدابنق‪،‬ةو‪،‬الـكإذعـيادجـةاءن فـشـيرالخعـبـدردال‪5‬ه‪0‬جـ‪1‬ووُمأععيـلـدى‬ ‫فـي‬ ‫كان قـد نشـرها‬
‫نشـره‬ ‫فـي‬ ‫البحـث الجنائـي‬

‫فـي العـدد ‪.106‬‬

‫تكـرر إعـادة النشـركذلـك فـي العـدد ‪ ،111‬حيـث قـام التنظيـم بإعـادة نشـر‬

‫خبـرسـيطرة أعضـاء التنظيـم علـى نقـاط مـن المقاتليـن الأكـراد فـي شـرق‬

‫سـورية‪ ،‬وكان التنظيـم قـد نشـر الخبـر فـي العـدد ‪ 110‬بنفـس الصيغـة‪.‬‬

‫وكذلـك كـرر التنظيـم نشـرمقتـل وإصابـة ‪ 6‬جنـود مـن الجيـش السـوري فـي‬

‫البوكمـال فـي العـدد ‪ ،132‬وكان التنظيـم قـد نشـرالخبـربنفـس الصيغـة فـي‬

‫العـدد ‪.125‬‬

‫‪ -4‬المهـام الأساسـية للمجاهـد الإعلامـي فـي ولايـات الدولـة الإسـامية‪ ،‬لجنـة المتابعـة الإعلاميـة ‪The-/08/2018/https://ctc.usma.edu/app/uploads‬‬
‫‪. Essential-Duties-of-the-Media-Mujahid-Arabic.pdf‬‬

‫‪10‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وبالرجـوع إلـى بيانـات «منظمـة ضحايـا حـرب العـراق»‪ ،‬وهـومشـروع يسـجل عـدد القتلـى المدنييـن‬

‫الناجم عن العنف منذ غزو العراق عام ‪ ،2003‬وتشمل قاعدة البيانات المنشورة علانية الوفيات‬

‫التـي تسـببت فيهـا قـوات التحالـف بقيـادة الولايـات المتحـدة أوالمليشـيات المسـلحة أوإثـرالهجمـات‬

‫الأرقـام‬ ‫مـع‬ ‫يتناقـض‬ ‫مـا‬ ‫وهـو‬ ‫قتيـل‪،‬‬ ‫‪201‬‬ ‫الإجراميـة‪ .‬نجـد أن عـدد القتلـى الإجمالـي لشـهرأغسـطس‬
‫التـي ُيصدرهـا التنظيـم فـي جريـدة النبـأ (‪.)5‬‬

‫وتتناقـض هـذه الأرقـام بشـكل صـارخ كذلـك مـع الأرقـام الصـادرة عـن الأمـم المتحـدة‪ ،‬حيـث رصـدت‬
‫المنظمة الدولية مقتل ‪ 90‬شخص واصابة ‪ 117‬آخرين‪ ،‬ما يؤكد على كون صحيفة النبأ والمنصات‬

‫الإخباريـة التابعـة للتنظيـم تقـوم بنشـرأكاذيـب محضـة عـن عمليـات وهميـة‪ ،‬وتقـوم بتضخيـم أرقـام‬
‫الضحايـا؛ وذلـك فـي أطـارالحـرب النفسـية التـي يشـنها التنظيـم علـى دول المنطقـة (‪. )6‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -5‬حالات وفيات المدنيين الموثقة الناجمة عن العنف‪ ،‬ضحايا حرب العراق‪/https://www.iraqbodycount.org/database ،‬‬
‫‪ -6‬حصيلـة أعـداد الضحايـا فـي العـراق لشـهر آب ‪ 2018‬الصـادرة عـن الأمـم المتحـدة‪ ،‬الأمـم المتحـدة العـراق‪ ،‬الإثنيـن‪ 03 ,‬أيلول‪/‬سـبتمبر‬

‫‪lang=ar&709=Itemid&9543:2018=view=item&id&http://www.uniraq.org/index.php?option=com_k2 ،2018‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪12‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫ثانيا‪ :‬انفوجراف الإرهاب‪ :‬رعب وتضليل‬ ‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫تعمد تنظيم داعش منذ ظهوره إلى العمل على نشرالرعب بين العالم اجمع من خلال الفيديوهات‬

‫والصـور التـي تجسـد حـالات الذبـح والقتـل بأبشـع الطـرق عبـرالمو اقـع التابعـة لـه ومـن خـال وكالاتـه‬

‫الصوتيـة والإعلاميـة التـي تركـزعلـى ترسـيخ فكـرة التنظيـم مـن خـال اللعـب علـى تأثيـرات الصـورة‬

‫فـي عقـل المشـاهد‪ ،‬وتطـور هـذا الامـروانتقـل مـن التركيـزعلـي نقـل مشـاهد القتـل والذبـح وغيرهـا مـن‬

‫رسـائل التنظيـم فـي الإصـدارات المرئيـة إلـى صحيفـة (النبـأ) التـي تصـدرعـن التنظيـم وتحمـل اخبـاره‪.‬‬

‫وتطور اعلام تنظيم داعش وأصبح يركزعلى استخدام تقنيات اخري أكثرحداثة في نقل وتلخيص‬

‫المعلومـة التـي يريـد اظهارهـا عنـه حيـث اسـتخدم الجر افيـك فـي نقـل أفـكاره واخبـاره‪ ،‬وذلـك لعـدة‬

‫أهدافهـا أهمهـا هـو‪- :‬‬

‫‪ -‬نقل فكرة حول وجهة نظرالتنظيم في قضية معينة مثل موقفه من الديمقراطية والانتخابات‪.‬‬

‫واعللـانىتتلاصـاحـرام اتلتلنيكظـيـذمب «صاًفلـااشـوااحعـاد‪.‬ت»‬ ‫فكـرة أن التنظيـم يعيـش حالـة مـن الاسـتقرار‬ ‫‪ -‬التأكيـد علـى‬
‫التـي يتعـرض لهـا علـى الأرض‪ ،‬وبالتالـي التأكيـد‬ ‫حـول هزائمـه‬

‫وتحتـوي جريـدة (النبـأ) الداعشـية علـى عـدد كبيـرمـن صـور الجر افيـك التـي تبعـث موضوعاتهـا‬

‫دلالات عديـدة‪ ،‬جـاءت اغلبهـا فـي الفتـرة الأخيـرة رسـائل «ايمانيـة» يدونهـا التنظيـم عبـر الجريـدة‬
‫لمقاتليـه مـن جهـة ومـن جهـة اخـري للأهالـي فـي المناطـق الخاضعـة لـه‪ ،‬كمـا تحتـوي علـى موضوعـات‬

‫اخـري ركـزت علـى وجهـة نظـرالتنظيـم فـي الانتخابـات‪ ،‬الديمقراطيـة عبـراظهـارأن هـذه الممارسـات‬

‫هـي قضايـا «شـركيه» لا يجـب علـي المسـلم الاقتـداء بهـا‪ ،‬كمـا اشـتملت الإصـدارات علـى جر افيـك‬
‫حـول العمليـة الشـاملة التـي يقـوم بهـا الجيـش المصـري فـي سـيناء‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬
‫الديمقراطية والانتخابات «الشرك» الأعظم‪:‬‬
‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬ ‫جـاء فـي اعـداد صحيفـة النبـأ ارقـام ‪ ،130 ،128 ،124‬حديـث التنظيـم‬
‫عـن الديمقراطيـة والانتخابـات ليبيـن موقفـه منهمـا حيـث اكـد فـي‬
‫العـدد ‪ 124‬علـي أن الديمقراطيـة «ديـن شـركي يقـوم علـي الكفـر‬
‫بـالله» بالإضافـة إلـي أنـه «يكفـر» كل مجتمـع يطبـق الديمقراطيـة‬
‫كأسـاس للحكـم‪ ،‬ويـري أن الحـكام والقوانيـن التـي تسـن عبـر‬
‫التشـريع والاجتهـاد هـي قوانيـن «شـركيه» لأنهـا تحكـم بغيـرمـا انـزل‬
‫الله‪ ،‬بـل أنهـم يصفـون الديمقراطيـة علـي أنهـا شـكل مـن أشـكال‬
‫«الطاغوتيـه» المتجسـدة فـي الأزمنـة المتأخـرة‪ ،‬حيـث يصفونهـا علـي‬
‫أنهـا «ديـن جديـد وضعـه الكفـارليخرجـوا بـه البشـرية مـن كل معانـي‬
‫العبودية لله»‪ ،‬زاعمين أن الديمقراطية لاتقربحكم الله وتنزع عنه‬
‫شـرعه وعبوديتـه‪ ،‬ونظـ ًرا لأهميـة هـذه الرسـالة عنـد تنظيـم داعـش‬

‫لأنهـا تعبـرعـن معتقداتـه فقـد جـاء الانفوجـراف فـي صـورة بسـيطة لا‬
‫يتداخـل معـه أي قضيـة اخـري‪.‬‬

‫وجـاء فـي الأعـداد ‪ 130،128‬التأكيـد علـى وجهـة نظـر التنظيـم فـي الديمقراطيـة حيـث حـاول أن‬
‫يجسـد ذلـك مـن خـال الصـور التـي اتـي بهـا فـي الانفوجـراف الـذي جـاء فـي هذيـن العديـن فقـد حمـل‬

‫الانفوجـراف بالعـدد ‪ 128‬عنـوان « هجمـات جنـود الخلافـة علـى ديـن الديمقراطيـة» وهـويشـيرإلـى‬
‫أبـرز الهجمـات التـي قـام بهـا التنظيـم فـي العـراق فـي الفتـرة مـن ‪ 8‬ابريـل ‪ 2018‬إلـى ‪ 18‬مـن الشـهر‬

‫نفسـه علـى أحـزاب سياسـية واسـتهداف عـدد مـن المرشـحين للانتخابـات التشـريعية العر اقيـة التـي‬

‫شـهدتها البـاد فـي مايـوالما�ضـي فـي إشـارة إلـي مـا سـبق وأن وضحـه التنظيـم عبـرالانفوجـراف الـذي‬
‫جـاء فـي عـدد ‪ 124‬والـذي تحـدث فيـه عـن أن كل مـن يطبـق الديمقراطيـة أويشـارك فـي مظاهرهـا‬
‫التـي تتمثـل فـي الانتخابـات بشـقيها التشـريعي والرئا�سـي فهـو«كافـر» ويتوجـب قتلـه‪ ،‬وللتأكيـد علـي‬
‫هـذه الصـورة نجـد أن الانفوجـراف جـاء بسـيط مـن دون أن تتداخـل معـه معلومـات أخـرى‪ ،‬لأنـه‬

‫يؤكـد علـي أهميـة وجهـة نظـرة الخاصـة بالديمقراطيـة بالإضافـة إلـي أنـه يسـعي مـن خـال ذلـك لبـث‬

‫الرعـب فـي نفـوس المواطنيـن العر اقييـن حتـى لا يخرجـوا للانتخـاب‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وجـاء العـدد ‪ ،130‬ليؤكـد علـى فكـرة اسـتهداف التنظيـم‬
‫للتجمعات الانتخابية التي ترسخ لفكرة الديمقراطية دين‬
‫الشـرك حيث وثق التنظيم في هذه الانفوجراف العمليات‬
‫الإرهابيـة التـي قـام بهـا فـي العـراق وليبيـا و أفغانسـتان فـي‬
‫الفتـرة مـن ‪ 23‬ابريـل حتـى ‪ 2‬مايـومـن هـذا العـام‪ ،‬إذ بيـن‬
‫الانفوجـراف أن التنظيـم نفـذ ‪ 8‬هجمـات فـي الـدول الثلاثـة‬
‫كلهـا ركـزت علـى تعطيـل العمليـة الانتخابيـة التـي تشـهدها‬
‫هـذه الـدول‪ ،‬حيـث كان للعـراق النصيـب الأكبـر منهـا إذ‬
‫شـملت علـى خمـس عمليـات بينمـا أفغانسـتان وقـع بهـا‬
‫عمليتيـن فقـط وليبيـا شـهدت عمليـة واحـدة فـي طرابلـس‪،‬‬
‫سـقط فـي هـذه العمليـات ‪ 40‬شـخ ًصا مـا بيـن قتيـل وجريـح‪،‬‬
‫كمـا شـمل الانفوجـراف علـي تهديـد للحكومـة العر اقيـة‬
‫قبيـل الانتخابـات بـأن التنظيـم متربـص لهـا وسـينفذ المزيـد‬
‫مـن العمليـات علـي المقـرات الانتخابيـة والمرشـحين والناخبيـن‪ ،‬وجـاء الانفوجـراف أيضـا بسـيط يبرز‬
‫قضيـة واحـدة وهـي رفـض التنظيـم للانتخابـات وذلـك لأهميـة هـذه القضيـة فـي معتقداتـه‪ ،‬حيـث‬
‫أن الجماعـات الإرهابيـة والمتطرفـة عـادة تظهـرفـي مناطـق النـزاع والتـي تعانـي مـن عـدم الاسـتقرار‪،‬‬
‫والانتخابـات هـي جـزء مـن خلـق الاسـتقرارداخـل المجتمـع ولذلـك تجـد عـداء مـن هـذه الجماعـات ‪.‬‬

‫ويريـد التنظيـم مـن خـال هـذه الاعـداد ابـرازموقفـه مـن «الديمقراطيـة والانتخابـات»‪ ،‬كمـا يريـد أن‬
‫يلعـب علـى قـوة تأثيـرالصـورة علـى الاخريـن‪ ،‬إذ أن التنظيـم أتـي بهذيـن الموضوعيـن منفصليـن عـن‬
‫الافتتاحيـات التـي بـدأت بهـا الاعـداد‪ ،‬وربمـا يعـود السـبب فـي ذلـك فـي أن التنظيـم يريـد أن يسـتخدم‬
‫الانفوجـراف فـي محاولـة منـه لخلـق و اقـع جديـد يتحكـم فـي حـدوده وتأطيـره بمـا يسـمح لـه بإيصـال‬
‫رسـالته‪ .‬لان الصـورة يمكـن لهـا أن تسـلط الضـوء علـى حادثـة أوقضيـة قـد لا تكـون ذات أهميـة‬
‫ولكـن قـوة تأثيـرالانفوجـراف قـد يجعلهـا إداه جـذب‪ ،‬وبالتالـي فـأن أي معلومـة ينشـرها التنظيـم يـري‬
‫انهـا يجـب أن تكـون صادمـة لإحـداث الارتبـاك والقلـق لـدى مشـاهديها ممـا يمكـن أن ترتكبـه داعـش‬

‫‪15‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫فيما بعد‪ ،‬لذلك يغلب على الاعلام الداع�شـي بشـكل عام النفعية‪ ،‬لإيصال رسـالة سياسـية معينة‬
‫والتركيـزعلـى إظهـارالعنـف‪.‬‬

‫العملية الشاملة تفضح كذب داعش‬

‫حـاول تنظيـم « داعـش» أن يواجـه العمليـة الشـاملة التـي تقـوم بهـا الدولـة المصريـة ضـد عناصـره فـي‬
‫سـيناء عبـرمحـاولات اظهـارأن التنظيـم باقـي رغـم مـا يتعـرض لـه مـن ضربـات موجعـة‪ ،‬فقـد اشـتملت‬
‫الأعـداد ‪ 121 ،120‬علـى انفوجـراف يتحـدث كلامنهـا عـن العمليـة الشـاملة فـي محاولـة منـه ليغفـل‬
‫الاخريـن عـن التراجـع الـذي يعانـي منـه ويظهـرقـوة التأثيـرفـي العمليـات التـي يقـوم بهـا إذ يحـاول أن‬
‫يجمـع أكبـرقـدرمـن المعلومـات حـول عمليـة بعينهـا داخـل انفوجـراف واحـد لينقـل الرسـالة التـي‬

‫تؤكـد علـى أنـه «بـاق ويتمـدد» ‪.‬‬
‫فقـد أشـارالعـدد ‪ 120‬إلـى أن عمليـة الهجـوم علـى معسـكرالقسـمية بوسـط سـيناء والـذي وقـع فـي‬
‫الرابـع عشـرمـن ابريـل مـن هـذا العـام‪ ،‬وأسـفرعـن استشـهاد ثمانيـة جنـود ومقتـل جميـع المهاجميـن‬
‫التابعيـن للتنظيـم(‪ ،)7‬وفقـا لبيـان المتحـدث العسـكري باسـم القـوات المسـلحة المصريـة العقيـد‬

‫«تامـرالرفاعـي»‬

‫‪16‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫بينمـا يحـاول التنظيـم أن ينفـي هـذا الرو ايـة‪ ،‬ويشـيرإلـى أن العمليـة تمـت بشـكل انغما�سـي حيـث‬

‫ذكـرت وكالـة «اعمـاق» التابعـة للتنظيـم أن انغماسـيان شـنوا هجومـا علـى معسـكرالجيـش المصـري‬

‫فـي منطقـة القسـيمة وسـط سـيناء‪ ،‬حيـث دارت اشـتباكات اسـتخدمت فيهـا اسـلحة رشاشـة وقنابـل‬
‫يدويـة‪ .‬وأدى الهجـوم إلـى مقتـل ‪ 7‬ضبـاط ونحـو‪ 15‬عنصـ ًرا‪ ،‬واصابـة أكثـرمـن ‪ 20‬آخريـن‪ .‬وانتهـى‬

‫بتفجيـرالانغماسـين حزاميهمـا الناسـفين» بحسـب زعمهـم الـكاذب‪.‬‬

‫وقـد أشـارالتنظيـم فـي العـدد نفسـه إلـى أن هـذا العـدد مـن القتلـى مـن الجنـود سـقط فـي أكثـرمـن‬

‫مواجهـة مـع القـوات المسـلحة ممـا يؤكـد علـى حالـة التناقـض الـذي يظهـره التنظيـم بيـن مـا جـاء‬

‫فـي وكالـة أعمـاق التابعـة لـه وبيـن مـا جـاء فـي النبـأ حيـث اشـارت أعمـاق إلـى أن التنظيـم اسـتهداف‬

‫معسـكرالقسـمية بعمليـة انغماسـيه أوقعـت ‪ 40‬جنـدي مـن القـوات المسـلحة بينمـا أشـارالتنظيـم‬

‫فـي النبـأ إلـى أنـه علـى مـدارالعمليـات التـي قـام بهـا سـقط هـذا العـدد‪ ،‬ممـا يعكـس هـذا حالـة التخبـط‬

‫الـذي يعيشـه التنظيـم جـراء العمليـة‪.‬‬

‫كمـا وضـح العـدد ‪ 121‬إلـى العمليـة التـي قـام بهـا التنظيـم علـى الكتيبـة ‪ 101‬وجـاء ذلـك فـي انفوجـراف‬

‫يحمـل عنـوان «عمليـات جنـود الخلافـة الانغماسـية والاستشـهادية» حيـث بـرز الهجـوم علـي‬

‫الكتيبـة مـن بيـن عـدة هجمـات قـام بهـا التنظيـم فـي مناطـق العـراق و أفغانسـتان واليمـن‪ ،‬وهـذا‬

‫يشـيرأن التنظيـم يعانـي لأنـه لـم يعطـي لهـذه العمليـة قـدرمـن التغطيـة فـي الانفوجـراف بشـكل كبيـر‬

‫اعلناصصـحيركفـاةنمواسـحـا ًدحاةمنكهـبيـمرفةقـمـطن‬ ‫علـي العكـس مـن الهجـوم علـي معسـكرالقسـمية الـذى أفـردت لـه‬
‫الانفوجـراف‪ ،‬كمـا أن الهجـوم علـي الكتيبـة ‪ 101‬تـم مـن خـال أربعـة‬
‫هـوالملتـف بحـزام ناسـف بينمـا الثلاثـة الاخريـن كانـوا يهاجمـون بالأسـلحة الرشاشـة ودخلـوا مـع‬
‫القـوات فـي اشـتباكات أدت إلـي مقتلهـم جمي ًعـا‪ ،‬إلاأن الصحيفـة اشـارت إلـي أن الأربعـة كانـوا ملتفيـن‬

‫بأحزمـة ناسـفة وفجـروا انفسـهم فـي الكتيبـة‪.‬‬

‫ويؤكد هذا التضارب على أن العملية الشـاملة في سـيناء والتي قامت بها القوات المسـلحة بالتعاون‬

‫مـع وزارة الداخليـة علـي نجـاح هـذه العمليـة وهنـاك ادلـة علـى ذلـك يمكـن الإشـارة إليهـا فـي‬
‫النقـاط التاليـة‪- :‬‬

‫‪17‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫نـدرة‬ ‫إلـى‬ ‫قـسـدينتاهـءابوالتإ تضماافـمـ ًاة‪.‬‬ ‫التنظيـم فـي صحيفـة النبـأ عـن‬ ‫التـي تناولهـا‬ ‫‪ -‬هنـاك نـدرة فـي الاخبـار‬
‫مصـر‪ ،‬ممـا يؤكـد بـإن قدرتهـم‬ ‫تتحـدث عـن‬ ‫الإصـدارات المرئيـة التـي‬

‫‪ -‬أخـراصـدارصـدرعـن التنظيـم هـوالإصـدارالمرئـي بعنـوان المجابهـة الفاشـلة فـي مـارس الما�ضـي‬

‫والـذي تحـدث فيـه عـن أن العمليـة الشـاملة التـي تقـوم بهـا القـوات المسـلحة المصريـة ضـد عناصـره‬

‫فـي سـيناء لـم تنجـح فـي القضـاء عليـة لـم يحتـوي علـى أي مشـاهد جديـدة لعمليـات قـام بهـا التنظيـم‬

‫ضـد القـوات المتواجـدة هنـاك حيـث احتـوي علـى مشـاهد قديمـة تـم تجميعهـا مـن إصـدارات اخـري‬

‫للتنظيم مما يؤكد على أنه بات غيرقادرعلي توظيف الته الإعلامية هناك وبات يعاني من انحسار‬

‫معاقلـه‪.‬‬

‫‪ -‬المبالغـة فـي الأسـلوب الخـاص بعـرض المعلومـات فـي الانفوجـراف الخـاص بسـيناء بالإضافـة إلـى‬

‫تضاربه مع ما يصدرفي وكالة أعماق يؤكد على غياب الدقة والتنسيق في كل ما يصدرمن التنظيم‬
‫عـن سـيناء وأن هنـاك كـذب واضـح فـي االمحتـوي وتعمـد للتضليـل فـي عـرض المعلومـات لشـدة وقـع‬

‫العمليـة الشـامة علـى التنظيـم الإرهابـي‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫ثانيا‪ :‬دلالات محتوى ورسائل مقالات‬

‫الصحافـة الداعشـية مـرآة عاكسـة لفكـروممارسـة التنظيـم الإرهابـي‪ ،‬توجـه رسـائل لمـا يجـب عليـه‬
‫ان يكـون حـال التنظيـم والعالـم‪ ،‬ومنهـج لتصحيـح الانحر افـات داخـل التنظيـم مـن وجهـة نظـر‬

‫قيادتهـم‪ ..‬هكـذا يمكـن توصيـف الأذرع الإعلاميـة للتنظيمـات دائمـا‪ ،‬بحيـث انهـا تركـزعلـى أوضـاع‬
‫الداخـل بيـن أتبـاع التنظيـم وهياكلـه المختلفـة بالتـوازن مـع الخطـاب المصـدرللخـارج‪ ،‬وعندمـا يطغـى‬
‫أحدهمـا علـى الأخـرويختـل التـوازن الخطابـي فثمـة هنـاك مـا يدعـوبالتأكيـد علـى أولويـة أحدهمـا‬

‫بحسـب الحالـة‪.‬‬

‫«النبأ»‪ ،‬الصحيفة الإخبارية الأسبوعية لتنظيم داعش الإرهابي‪ ،‬بعد أن كانت تمثل أداة التنظيم‬
‫لتصديـرصـورة إيجابيـة عـن إنجـازات التنظيـم فـي الداخـل ومـا يحققـه التنظيـم مـن انتصـارات _‬
‫حسـب زعمهم_ وتصدرخطابا تجنيدي في الخارج منذ عام ‪ 2014‬وحتى نهاية ‪2016‬؛ باتت رسـائلها‬
‫اليـوم تـدل علـى حـدوث اختـال فـي خطابهـا والتركيـزعلـى صـور معانـاة التنظيـم الداخلـي وتحليـل‬

‫أسـباب الهزيمـة ومعالجـة الانحر افـات أكثـرمـن كونهـا أداة مصـدرللخـارج‪.‬‬

‫أزمات التنظيم السبع‬

‫أثبتت رسـائل (‪ )223‬مقالا تم رصدها وتحليل مضمونها خلال العام الهجري ‪ 1439‬المنصرم والتي‬
‫جـاءت فـي ‪ 47‬عـدد مـن الصحيفـة تركيـزالصحيفـة علـى الشـأن الداخلـي أكثـرمـن الاهتمـام بالخطـاب‬
‫الموجـه للخـارج وذلـك لمـا يعانينـه باعتر افـه فـي مقالاتـه بشـكل مباشـراوغيـرمباشـرمـن أزمـات كبـرى‬

‫قـادت إلـى هزائمـه‪.‬‬

‫أولـى تلـك الأزمـات والتـي سـعى التنظيـم جاهـدا إلـى التحذيـرمنهـا فـي مجلتـه هـوانتشـارالمعا�صـي وغلبـة‬
‫الشـهوات والانحر افـات السـلوكية بيـن عناصـرالتنظيـم وتركيـزعناصـره علـى الأسـباب الماديـة فـي‬

‫قتالهـم وهـومـا اعتبـره التنظيـم مـن الأسـباب الرئيسـية للانتكاسـات والهزائـم التـي أصابـت التنظيـم‪.‬‬

‫ثاني تلك الأزمات التي تعاملت معها الصحيفة تزايد اعداد الفارين والمنشـقين من داخل التنظيم‬
‫وحـدوث انقسـامات وخلافـات حـادة داخـل بيـن صفوفـه بعـد الهزائـم التـي ألحقـت بـه‪ ،‬وهـومـا قـد‬

‫يعـزى إلـى الاختـاف حـول منهـج التنظيـم‬
‫ورسـالته‪ ،‬ولـذا سـعت الصحيفـة بتركيـزرسـائلها المختلفـة حـول التركيـزعلـى قيـم الصبـروالحلـم‬

‫‪19‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫والأناءة والتحذيرمن الضعف والتقهقروضعف العزيمة وطالبت بعدم التعجل في تحقيق النصر‬
‫وخوفـا مـن انشـقاق عناصـرالتنظيـم والتحاقهـم بالتنظيمـات الأخـرى شـنت الصحيفـة خـال العـام‬

‫حملـة اشـتباك كبـرى وتحذيـرمـن بيعـة تلـك الجماعـات وعلـى رأسـها (القاعـدة وفروعهـا)‪.‬‬
‫ثالـث تلـك الأزمـات هـوانتشـارضعـف القـوة الإيمانيـة والنفسـية لـدى عناصـرالتنظيـم وفقـدان‬
‫ثقتهـم بالتنظيـم بعـد انتشـارالفـزع والهلـع علـى خـاف مـا كانـوا يوعـدون بـه مـن قبـل قـادة التنظيـم‬

‫بالنصـروالتمكيـن‪ ،‬لـذا سـعت الصحيفـة التركيـزعلـى رسـائل تجديـد الإيمـان بصـدق الوعـد الإلهـي‬
‫وصـدق العقيـدة والصبـر‪ ،‬وعـدم الاكتـراث للذيـن خرجـوا مـن التنظيـم ومـا يتـم تداولـه مـن اخبـار‬
‫حـول هزائـم التنظيـم فـي مو اقـع عديـدة‪ ،‬ومـن هنـا ركـزت الصحيفـة علـى التحذيـرمـن القعـود عـن‬

‫الجهـاد والتقاعـس عـن القتـال والغفلـة عـن الطاعـات‪.‬‬
‫رابـع تلـك الأزمـات تفـكك عقيـدة التنظيـم القتاليـة والدعويـة لـدى عناصـرالتنظيـم فـي ظـل اعتـراف‬

‫التنظيـم بالخسـائرالفادحـة التـي أصيـب بهـا ولذلـك يسـعى إلـى توصيـف وضعـه الحالـي بأنـه يمـر‬

‫بالمحـن والابتـاءات والفتـن‪ ،‬ولذلـك يسـتحضرالما�ضـي فـي محاولـة ترميـم عقيـدة عناصـره بالصبـر‬

‫علـى المحـن‪ ،‬كمـا يعتـرف التنظيـم بنجاحـات الاسـتخبارات الأمنيـة فـي تحقيـق الضربـات لعناصره لذا‬
‫ركـزت رسـائل التنظيـم علـى التحذيـرات الأمنيـة تجنبـا للوقـوع فـي الأسـروالاعتقـال داخـل السـجون‬

‫وركـزعلـى ضـرورة الصمـت وعـدم افشـاء الأسـرارداخـل المعتقـات‪.‬‬
‫فـي محاولـة لمعالجـة تفـكك العقيـدة الدعويـة للتنظيـم ركـزت الصحيفـة علـى بث مجموعة من القيم‬

‫الدعويـة والتأكيـد علـى أن التنظيـم كمـا انـه حركـة قتاليـة هـوحركـة دعويـة‪ ،‬ولكنهـا عجـزت عـن‬

‫معالجـة التناقـض بيـن الرسـائل ومنظومـة القيـم الدعويـة التـي تدعـوا إليهـا وبيـن و اقـع ممارسـات‬
‫التنظيـم العنيفـة الوحشـية‪ ،‬ومـن هنـا تظهـرالأزمـة الخامسـة فـي الإفـاس القيمـي والإعلامـي لـدى‬

‫التنظيـم‪.‬‬
‫سـادس تلـك الأزمـات خسـارة التنظيـم الرهـان علـى الفـروع الكبـرى ومنهـا «ولايـة سـيناء» فـي مصـر‬
‫بعـد شـن القـوات الأمنيـة فـي مصـرالعمليـة الأوسـع ضـد معاقـل التنظيـم فـي سـيناء مطلـع ‪،2018‬‬
‫وهنـا يلاحـظ تحـول الخطـاب فقـد أصيـب التنظيـم بالارتبـاك ومحاولـة تصديـرخطـاب الثبـات علـى‬

‫المحـن والابتـاءات بصـورة مبالـغ فيهـا فـي مجلتـه‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫سـابع تلـك الازمـات التراجـع الشـديد فـي التخطيـط المركـزي وغيـاب الاسـتراتيجيات الكبـرى التـي‬

‫يسـيرعليهـا التنظيـم‪ ،‬وهـومـا عبـرت عنـه مجموعـة المقـالات خـال العـام‪ ،‬فقـد ركـزت الصحيفـة علـى‬

‫الخطـاب العـام الفضفـاض وقلـة لغـة التهديـد الصريـح لجماعـات معينـة‪ ،‬وغـاب عنهـا التحريـض‬

‫للسـيطرة علـى الأرض ولكـن ركـزت علـى العمليـات الانغماسـيه والتفجيـرات والصـولات والذئـاب‬
‫المنفـردة‪ ،‬حتـى ان خطـاب البغـدادي الأخيـرافتقـد لتلـك الاسـتراتيجية الكبـرى وبـدا انـه يتقـارب مـع‬

‫فكـرالقاعـدة فـي مواجهـة العـدوالبعيـد ثـم القريـب‪.‬‬

‫علـى‬ ‫الازمـات بالتفصيـل تـم تحليـل مضمـون مجموعـة الرسـائل وتفصيلهـا بشـكل يدلـل‬ ‫َذولكـبيـراسـناتبلـقاك‪،‬‬

‫وتـم تقسـيم المقـالات إلـى مجموعـات ورسـائل مختلفـة نتعـرض لهـا كالآتـي‪- :‬‬

‫مخطط لأبرز مضامين مجلة النبأ فى أسبوع‬

‫خواطر‬
‫تربوية‬
‫الأفتتاحية‬

‫رسائل‬ ‫سلاسل‬
‫جهادية‬

‫الفتاوى‬

‫سيرة‬
‫مقاتل‬

‫امنيات‬

‫تفريغ‬ ‫نشاط‬
‫صوتى‬ ‫دعوى‬

‫مخطط يوضح مضامين المقالات التي تضمنتها أعداد صحيفة النبأ التابعة لتنظيم داعش خلال العام الهجري المنصرم‬

‫‪21‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫يلاحـظ أن القائميـن علـى إعـداد الصحيفـة يعتمـدون علـى اسـتراتيجية التركيـزبتكـرارالمضمـون‬
‫وتداخـل الرسـائل فـي كافـة أنـواع المقـالات التـي قدمتهـا الصحيفـة خـال العـام وهـوالتأكيـد علـى‬
‫الصبـروتماسـك التنظيـم فـي مواجهـة المحـن والابتـاءات والهزائـم وعـدم الاكتـراث لمـا يتـم تداولـه مـن‬
‫اخبـارهزائـم التنظيـم‪ ،‬وذلـك بهـدف ترسـيخ عقيـدة الصمـود والثبـات لـدى أفـراد التنظيـم‪ ،‬وكذلـك‬

‫ترسـيخ قيـم القتـال واختـزال الإسـام فـي عناصـره وأن أتبـاع التنظيـم هـم الطائفـة المنصـورة‪.‬‬
‫ونسـتعرض فـي هـذا الجـزء القـادم تحليـل مضمـون ورسـائل مقـالات الصحيفـة خـال العـام الهجـري‬
‫المنصـرم ‪ ،1439‬وكذلـك شـبكة الجماعـات التـي يتصـارع معهـا التنظيـم‪ ،‬وخريطـة المفاهيـم التـي‬

‫يركـزعليهـا التنظيـم والتـي تمثـل الركيـزة الأساسـية لرؤيتـه واسـتراتيجيته‪.‬‬

‫‪ -1‬قضايا محورية‬

‫شـملت الصحيفـة عـدد مـن القضايـا الرئيسـية التـي أوجـدت مـن مـآلات التنظيـم ومـا وصـل إليـه مـن‬
‫تفـكك ومعانـاة بعـد الهزائـم التـي منـي بهـا التنظيـم نتيجـة الضربـات الأمنيـة لمعاقلـه‪ ،‬وقـد جـاءت فـي‬

‫شـكل مخرجـات عـدة نسـتعرض أبرزهـا بإجمـال كالآتـي‪- :‬‬

‫‪22‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫ايمانيات‬

‫تحريض‬ ‫قضايا‬
‫مقالات الافتتاحية‬

‫الفرار والانشقاقات‬

‫‪%2‬‬

‫‪%13‬‬

‫‪%15‬‬ ‫‪%41‬‬

‫‪%2‬‬

‫‪%6‬‬

‫‪%21‬‬

‫الديمقراطية‬ ‫اشتباك‬ ‫المحن والابتلاءات‬
‫الجهاد‬
‫مخطط يوضح أبرز قضايا مقالات الافتتاحية بصحيفة النبأ التابعة‬
‫‪23‬‬ ‫لتنظيم داعش الإرهابي خلال العام الهجري ‪1439‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫يتصـدركل عـدد مـن أعـداد الصحيفـة فـي صفحتـه الثالثـة مقـالا عموديـا تحـت عنـوان الافتتاحيـة‪،‬‬
‫ويركـزالمقـال الافتتاحـي علـى عـدة محـاور أساسـية تعتبـرهـي الرسـالة الرئيسـية للعـدد‪ ،‬وقـد تـم رصـد‬

‫عـدد مـن القضايـا الرئيسـية التـي مثلـت محـور اهتمـام التنظيـم خـال العـام الهجـري المنصـرم‪.‬‬
‫وتأتـي أهميـة تلـك المقـالات فـي نوعيـة الفئـات المخاطبـة مـن قبـل التنظيـم‪ ،‬حيـث كانـت المقـالات‬
‫الموجهـة لعناصـرالتنظيـم تمثـل غالبيـة مقـالات الافتتاحيـة‪ ،‬فيمـا تأتـي لاحقـا بدرجـة أقـل اهتمـام‬
‫رسـائل موجهـة للجماعـات الأخـرى والحكومـات‪ .‬وقـد تركـزت تلـك المقـالات حـول عـدد مـن القضايـا‬

‫الرئيسـية‪.‬‬

‫ركـزت مجموعـة المقـالات الموجهـة لعناصـرالتنظيـم بشـكل أسا�سـي علـى محاولـة مواسـاة عناصـر‬
‫التنظيـم بسـبب مـا أصيبـوا بـه مـن هزائـم واضطرابـات سـلوكية ونفسـية‪ ،‬ولذلـك تركـزحديـث‬
‫المقـالات حـول الفتـن والابتـاءات التـي يمـربهـا التنظيـم‪ ،‬مذكـرا عناصـره بمـا حققـه الله للتنظيـم‬
‫عندمـا أقـام دولتـه فـي الشـام‪ ،‬ومـن ثـم حـاول بـث مجموعـة مـن الرسـائل حـول الصبـروالثبـات‬
‫وعـدم تـرك مياديـن القتـال‪ ،‬وقصـد التنظيـم إلـى بـث واسـتنهاض همـم عناصـره باعتبارهـم الطائفـة‬
‫المنصـورة وان نصـرالله قريـب وان مـا أصابهـم فهـوضريبـة للجهـاد‪ ،‬فيمـا ركـزالخطـاب علـى البيعـة‬

‫الصحيحـة والثبـات عليهـا وذلـك فـي محاولـة لمواجهـة عمليـات الفـرار‪.‬‬

‫وركـزت المقـالات الموجهـة للغيـرفـي الاشـتباك مـع الجماعـات المسـلحة الأخـرى خاصـة فـي العـراق‬
‫وسـوريا وعلى رأسـها (هيئة تحريرالشـام‪ ،‬حراس الدين‪ ،‬الصحوات‪ ،‬الميلشـيات الشـيعية) وانتقاد‬
‫منهـج تلـك الجماعـات وذهبـت إلـى ضلالـة بعضهـا لعـدم مبايعتهـا للتنظيـم‪ ،‬فيمـا ركـزت أيضـا علـى‬
‫الهجـوم التكفيـري الضـاري علـي مفهـوم الديمقراطيـة والانتخابـات والدولـة المدنيـة واعتبرتهـا‬
‫النمط الأسا�سـي للشـرك وأن من يشـارك فيها بالترشـح أوالتصويت هومشـرك‪ ،‬فيما تركزهجومها‬

‫بالتحريـض علـى بعـض الـدول مثـل (مصـر‪ ،‬سـوريا والعـراق‪ ،‬أمريـكا‪ ،‬روسـيا)‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫خواطرتربوية‪ )56( :‬مقال‬

‫مثلت مجموعة المقالات التي اختصت بمنظومة القيم الدعوية والتربوية أكثرمن ‪ %25‬من مجموع‬
‫المقـالات بشـكل عـام خـال العـام‪ ،‬وهـومـا يشـيرإلـى أهميتهـا حيـث يسـعى التنظيـم إلـى توظيفهـا فـي بـث‬
‫عـدة قيـم تخـدم الطابـع التجنيـدي للتنظيـم مـن السـمع والطاعـة داخـل التنظيـم‪ ،‬فيمـا يسـتخدمها‬
‫التنظيـم فـي تحقيـق التماسـك والحفـاظ علـى هياكلـه الداخليـة فـي مواجهـة عمليـات الانشـقاقات‬
‫والصراعـات الداخليـة ومـن ثـم خلـق ثبـات لمجتمـع التنظيـم الداخلـي‪ ،‬فيمـا يتـم توظيفهـا أيضـا‬

‫لتثبيـت عناصـره فـي مياديـن القتـال حتـى النصـراوالاستشـهاد‪.‬‬

‫وقـد تشـكلت حـول منظومـة القيـم التـي اسـتعرضتها الصحيفـة بالتركيـزعلـى قيـم ومبـادئ التعامـل‬
‫بيـن عناصـر التنظيـم منهـا (التواضـع‪ ،‬العفـو‪ ،‬حسـن الظـن‪ ،‬الصـدق‪ ،‬حفـظ الأسـرار‪ ،‬الصبـر‪،‬‬
‫الصدقـة‪ ،‬الحلـم والأنـاة‪ ،‬العـدل والإحسـان‪ ،‬الإيثـار‪ ،‬الشـورى‪ ،‬الصمـت وتجنـب الـكلام‪ ،‬البشاشـة‪،‬‬

‫الدعـاء للأخـوة‪ ،‬حسـن الخلـق)‪.‬‬

‫ومنهـا مـا ارتبـط بمعالجـة بعـض مسـائل العبـادات والجهـاد منهـا (تجنـب المعا�صـي لأنهـا سـبب‬
‫الهزائـم‪ ،‬الثبـات علـى الديـن‪ ،‬مراجعـة النفـس والبعـد عـن الغفلـة فـي الطاعـات‪ ،‬اليقيـن والإيمـان‬

‫بوعـد الله‪ ،‬التقـوى‪ ،‬البعـد عـن المعا�صـي والشـهوات)‪.‬‬

‫ويتـم توظيـف تلـك المنظومـة بالكامـل فـي خدمـة الوقايـة مـن الانتكاسـة وتحقيـق النصـركمـا يـراه‬
‫التنظيـم‪ ،‬مؤكـدا علـى ضـرورة بنـاء الفـرد المسـلم وفقـا لتلـك المنظومـة لتحقيـق النصـرالمنشـود مـع‬
‫الاسـتمرارفـي التمسـك بالجهـاد والشـورى‪ ،‬وكذلـك يسـعى التنظيـم إلـى اقنـاع عناصـره بالصمـت‬

‫وحفـظ الأسـراروذلـك حتـى لا يفضـح أمـرالتنظيـم إذا مـا وقـع أحدهـم فـي الأسـر‪.‬‬

‫وتتناقـض تلـك المنظومـة بشـكل كامـل مـع و اقـع ممارسـات التنظيـم التـي قامـت علـى اسـتباحة‬
‫الدمـاء للأبريـاء وارتـكاب أبشـع الجرائـم ضـد الإنسـانية مـن نشـرالرعـب بيـن البشـربمشـاهد الذبـح‬

‫‪25‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫والحـرق وقتـل الرجـال والنسـاء وتدميـرممتلـكات المسـلمين العامـة فـي كافـة الربـوع‪ ،‬إنهـا منظومـة حـق‬
‫يـراد بهـا باطـل عنـد التنظيـم‪ ،‬فهـي لا تخـدم إلا خطـاب دعائـي لتجنيـد عناصـرجديـدة‬
‫أوالحفاظ على تماسك التنظيم ولكن ليست من الو اقع في �شيء‪.‬‬

‫تشـيرلغـة خطـاب التنظيـم فـي بثـه لتلـك المنظومـة بأنـه يريـد خلـق مجتمـع خـاص بـه قوامـه عناصـره‬
‫الإرهابيـة ولا يعتـرف بالمجتمعـات الأخـرى المدنيـة فهـو يرفـض التعدديـة بشـكل أسا�سـي‪ ،‬كمـا انـه‬
‫يريـد فـرض وصايـة مجتمعيـة علـى أفـراده وعناصـره‪ .‬وأمـا المجتمعـات الأخـرى فـا تخضـع لتلـك‬
‫المنظومـة ولكـن يجـب التعامـل معهـا بحسـم فهـي مجتمعـات جاهليـة يسـتباح فيهـا دمـاء الجميـع مـن‬

‫غيـرعناصـره‪ ،‬كمـا أنـه يصـف مـن يخـرج عـن مجتمعـه اوتنظيمـه بالنفـاق‪.‬‬

‫رسائل الميدان (الجهاد)‪ )31( :‬مقال‬

‫تأتـي مجموعـة المقـالات التـي قصـدت بـث رسـائل تتعلـق بقيمـة الجهـاد فـي المرتبـة التاليـة بو اقـع‬
‫(‪ )%14‬مـن عـدد المقـالات‪ ،‬وهـي مجموعـة مـن المقـالات المتنوعـة التـي قصـدت بهـا اسـتهداف فئـات‬
‫معينـة بقصـة التجنيـد مثـل النسـاء حيـث أكـد علـى أهميـة مـا أسـماه جهـاد النسـاء فـي حالـة الضعـف‬
‫التـي يمـربهـا التنظيـم‪ ،‬ويسـعى جاهـدا إلـى تبريـراللجـوء لتجنيـد النسـاء بضـرب الأمثلـة التاريخيـة‬
‫لأدوارالنسـاء فـي بعـض الغـزوات‪ ،‬وهنـا يقتـص ويسـتحضرالتنظيـم حـالات اسـتثنائية لقتـال المـرأة‬
‫فـي معـارك المسـلمين‪ ،‬متناسـيا تكريـم الإسـام للمـرأة وحفـظ عرضهـا وصـون نفسـها ومـا أو�صـى بـه‬

‫النبـي مـن حفـظ أرواح النسـاء والأطفـال والشـيوخ أثنـاء الحـرب‪.‬‬

‫الرسالة الثانية التي أراد التنظيم بثها لعناصره هي الثبات والتمسك بالقتال وعدم الفرارويستدل‬
‫علـى ذلـك بمقتطفـات مـن كلام أبـومصعـب الزرقـاوي والتـي المتعلقـة بالتوحيـد والقتـال وأهميـة‬
‫الصبـروالحلـم فـي مواجهـة المحـن والابتـاءات‪ ،‬والتحذيـرمـن الضعـف والتقهقـروضعـف العزيمـة‬
‫مؤكـدا علـى أن طريـق الحـق ملـئ بالعقبـات‪ .‬وتتنـاول بعـض المقتطفـات تأكيـد الزرقـاوي عـن النصـر‬
‫والتمكيـن وهـومـا يأتـي بعـد الإيمـان بصـدق الوعـد الإلهـي وصـدق العقيـدة والصبـر‪ ،‬وعـدم الاكتـراث‬
‫لمـن خـرج مـن التنظيـم وحجـم الهزائـم‪ ،‬كمـا تحـذربعـض المقتطفـات مـن الالتفـات لأخبـارالهزائـم‬

‫‪26‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫التـي لحقـت بالتنظيـم فالحـرب لا تقـاس بالعـدد والعـدة فـا بـد مـن الهزيمـة حتـى يأتـي النصـر‪.‬‬
‫الشـواهد التاريخيـة التـي يسـتحضرها التنظيـم فـي مقالاتـه بهـدف دفـع عناصـره إلـى التمسـك بقيـم‬
‫القتـال ضـد مـن أسـماهم الكفـارحظيـت أيضـا بنصيـب أكبـرفـي مقالاتـه‪ ،‬وقـد سـعى التنظيـم مـن‬
‫وراءهـا الدعـوة إلـى التآلـف والتمسـك والبعـد عـن المرجفيـن ومـا يتـم بثـه مـن أهـل النفـاق ‪-‬علـى حـد‬
‫وصفـه‪ -‬مـن أخبـارحيـث أنهـا أخبـارتهـدف إلـى إثـارة الفتـن وتفتيـت عزيمـة المقاتليـن‪ ،‬ويحـذرأنصـاره‬
‫مـن اتبـاع سـلوك قـوم مو�سـى وتخليهـم عنـه عنـد دخـول البيـت المقـدس باسـتعراضهم الأسـباب‬

‫الماديـة الظاهـرة التـي تـؤدي إلـى الخسـارة دون الالتفـات إلـى مسـبب الأسـباب‪.‬‬

‫ويستند التنظيم إلى سيرة ذوالقرنين وجهاده وقتاله في كافة ربوع الأرض من أجل التبشيربالتوحيد‪،‬‬
‫كمـا يستشـهد بحـال المسـلمين بعـد غـزوة بـدروصـولا إلـى غـزوة أحـد وكيـف تعامـل المسـلمون معهـا‪،‬‬
‫مؤكـدا علـى أن الخطـاب القرآنـي كان يحـذرمـن كثـرة المعا�صـي قبـل بـدرويطالـب بتزكيـة النفـس‪ .‬أن‬
‫الهزيمة وتأخرالنصرقد تكون له أسـبابه الظاهرة والباطنة من العوامل المادية و اقتراف الذنوب‬
‫المعا�صـي الخفيـة‪ ،‬ويوجـه النصيحـة للمقاتليـن بالحفـاظ علـى الإيمـان وتـرك المعا�صـي والتوبـة عنهـا‬
‫والرجـاء فـي ثـواب الله ورحمتـه‪ ،‬كذلـك يسـتحضرالتنظيـم قـص صمـود اهـل قريـة جواثـا بالبحريـن‬
‫علـى الإسـام ومعركـة الجسـرالتـي دارت بيـن المسـلمين والفـرس فـي فتـوح العـراق‪ ،‬ويعـرج التنظيـم إلـى‬

‫معركـة القادسـية مـع الفـرس‪.‬‬

‫يسـعى التنظيـم إلـى معالجـة أسـباب ضعـف همـم المقاتليـن بتأليـف القلـوب ومجاهـدة الشـهوات‬
‫والتأكيـد علـى أهميـة الثبـات والصبـرلتجـاوز العقبـات‪ ،‬كمـا حـذرت المقاتليـن مـن مصائـد الشـيطان‬

‫وطالبهـم بالم�ضـي فـي طريقهـم غيـرمكترسـين لمـا يحـل بهـم مـن انتكاسـات‪.‬‬
‫ولاين�سـى التنظيـم التأكيـد علـى القيـم الأساسـية لأنصـاره فـي توضيـح إلـى ثوابـت وأسـس بنـاء الدولـة‬
‫الإسـامية والتي تقوم على شـرع الله وليسـت على شـعارات وقيم الديمقراطية ومن ثم ينتقد المقال‬
‫الأحـزاب السياسـية والمليشـيات المقاتلـة السـاعية إلـى الانخـراط فـي العمليـة الديمقراطيـة بهـدف‬

‫إقامـة الدولـة الإسـامية‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫السلاسل‪ )34( :‬مقال‬

‫احتـوت الصحيفـة علـى عـدد (‪ )34‬مقـالامجزئـة علـى (‪ )7‬سلاسـل مختلفـة‪ ،‬وهـي تتضمـن مجموعـة‬
‫مـن القضايـا الكبـرى التـي أراد التنظيـم أن يفـرد لهـا حيـزا كبيـرا مـن الاهتمـام والتواصـل‪ ،‬وهـي تغـذي‬
‫أهدافـا معينـة تتعلـق بضـرورة ثبـات التنظيـم علـى القتـال‪ ،‬وبيـان لأنصـاره بعـدم الاكتـراث لهزائـم‬
‫التنظيـم ومـا يقـال عـن دحـره‪ ،‬بالرغـم مـن أن التنظيـم يعلـن فـي تلـك السلاسـل عـن هزائمـه ومعاناته‬

‫ولكنـه يعتبرهـا محـن وفتـن يجـب علـى المقاتليـن مـن أنصـاره عـدم الاكتـراث بـل يدعوهـم للثبـات‪.‬‬
‫‪-‬فـي سـعي التنظيـم للتضليـل علـى أنصـاره يفـرد سلسـلتين كاملتيـن عـن الفتـن والملاحـم والابتـاءات‬
‫بو اقـع (‪ )12‬مقـالا وتختصـرالسلسـلة دعـوات التنظيـم إلـى أحاديـث وقضايـا الإيمـان بالقضـاء‬
‫والقـدرفـي آخـرالزمـان‪ ،‬ويربـط بيـن مـا يحـدث الآن مـع عناصـره ومـا حـدث مـع الرسـل كسـيدنا نـوح‬
‫ومـا وقـع علـى النبـي مـن أذى مشـركي قريـش‪ ،‬وكذلـك ينطلـق إلـى بيـان أحاديـث الفتـن والملاحـم ونهايـة‬
‫العالـم وصـولا إلـى خـروج المهـدي المنتظـروقيـام السـاعة فـي ظـل سـياقات متشـابهة لمـا يحـدث اليـوم‬

‫مـن شـيوع الظلـم والقهـر‪.‬‬

‫‪-‬ويتنـاول أيضـا بعـض النمـاذج التاريخيـة حـول ادعـاءات ظهـور المهـدي المنتظـروفقـا للطوائـف‬
‫الشـيعية فـي مناطـق مختلفـة‪ ،‬وهنـا تذهـب بقيـة السلسـلة إلـى بيـان الحديـث عـن الفتـن والابتـاءات‬
‫ويفسـرأنواعهـا واحـكام الله فيهـا‪ ،‬موضحـا أهميـة ثبـات أوليـاء الله (أنصـارالتنظيـم حسـب افتراضـه)‬

‫علـى الحـق والصبـرعلـى الأذى وتطبيـق بعـض العبـادات القلبيـة والبدنيـة والماليـة‪.‬‬
‫‪-‬كعـادة الجماعـات الإرهابيـة فـي عمليـة اسـتحضار الما�ضـي والشـخصيات الكاريزميـة يسـتدعي‬
‫التنظيـم صـورا وانمـاط لحيـاة المسـلمين فـي دولـة النبـي (ص) باعتبارهـا النمـط المثالـي علـى المسـتوى‬
‫الأمنـي والاقتصـادي والاجتماعـي‪ ،‬ويتنا�سـى التنظيـم مقاصـد الشـريعة مـن التجديـد والتكيـف مـع‬
‫تطور ظروف وسـياقات المعيشـة الإنسـانية‪ ،‬ويهدف التنظيم من وراء اسـتحضارالما�ضي إلى تكفير‬

‫وتجهيـل المجتمعـات المعاصـرة باعتبارهـا مخالفـة لحيـاة المسـلمين الأولـى‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪-‬أدت نجاحـات الأجهـزة الاسـتخباراتية والأمنيـة فـي تنفيـذ العديـد مـن الضربـات الموجعـة للتنظيـم‬
‫بشـكل عـام وانصـاره بشـكل خـاص فـي ربـوع الأرض المختلفـة‪ ،‬وهـو مـا جعـل التنظيـم يعيـش فـي‬
‫حالـة مـن الفـزع والتخـوف والحـذر‪ ،‬وربمـا دفـع ذلـك البعـض إلـى التقاعـس عـن القتـال أومحاولـة‬
‫الفـرارمـن ثكنـات التنظيـم خوفـا مـن الاسـتهداف‪ ،‬لذلـك يسـيطرعلـى التنظيـم خطـاب ثلاثـي يدعـوا‬
‫إلـى الثبـات فـي ارض المعركـة وعـدم الفـرار‪ ،‬الاستشـهاد وتنفيـذ العمليـات السـريعة أو العمليـات‬
‫الانغماسـيه‪ ،‬الحـذرواتخـاذ الإجـراءات الأمنيـة والصمـت وعـدم البـوح بالأسـرارفـي حالـة الاعتقـال‬

‫أومحاولـة تنفيـذ عمليـات مـن داخـل السـجون‪.‬‬
‫‪-‬اسـتكمالا لما سـبق يقدم التنظيم في سلسـلة أخرى مجموعة من المقالات التي تحذرمن التقاعس‬
‫عـن القتـال والجهـاد وهـي سلسـلة موجهـة لعناصـره ولعامـة المسـلمين وذلـك مـن خـال توضيـح‬
‫الموقـف الشـرعي مـن تـارك الجهـاد دون اعـذارشـرعية ويصـف القاعـدون بأنهـم مفتنـون وسـاقطون‬
‫فـي الفتنـة‪ ،‬كمـا انهـم منافقـون‪ ،‬كاذبـون‪ ،‬فاسـقون‪ ،‬مرتابـون القلـب‪ .‬فيمـا يقـدم سلسـلة أخـرى‬

‫متعلقـة بتاريـخ جهـاد المسـلمين فـي شـهررمضـان ممـا يجعلـه شـهرللجهـاد لا للركـون‪.‬‬

‫قضايا مقالات‬
‫السلاسل بالمجلة‬

‫الجهاد‬

‫‪%١٩ %١٦‬‬

‫امنيات‬

‫‪%١٩‬‬
‫‪%٤٦‬‬

‫‪29‬‬ ‫استحضار الماضى‬ ‫الفتن‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫فتاوى‪ )27( :‬فتوى‬

‫ضمـت الصحيفـة فـي صفحاتهـا الأخيـرة مجموعـة مـن الفتـاوى بمتوسـط اثنتيـن فـي العـدد بلـغ عددهـا‬
‫(‪ )27‬فتـوى وركـزت تلـك الفتـاوى علـى عـدة قضايـا أساسـية منهـا كمـا يتضـح مـن الرسـم مـا يتعلـق‬

‫بالآتـي‪- :‬‬

‫‪-‬العبادات بمعدل‬
‫(‪ 6‬فتاوى خاصة بالصلاة والاعتكاف‪ 3 ،‬بالصيام‪ 4 ،‬بالأضحية والنذر‪ 2 ،‬زكاة)‪.‬‬

‫‪-‬ما يتعلق بالمعاملات العائلية‬
‫(‪ 3‬خطبة وتعدد الزوجات‪ 1 ،‬عقوق الوالدين‪ 1 ،‬اختلاط عائلي‪ 1 ،‬سفرالمرأة)‪.‬‬

‫‪-‬الجهاد والاستشهاد (‪.)3‬‬
‫‪-‬الديون (‪)3‬‬

‫ولـم تحـدد الصحيفـة مـا إذا كانـت بعـض تلـك الأسـئلة المطروحـة طـرح انتقائـي‪ ،‬ام انهـا أسـئلة تـم‬
‫طـرح مـن قبـل الجمهـور أم مـن عناصـرالتنظيـم‪ ،‬ولكـن يرجـح مـن بعـض إشـارات تلـك الفتـاوى إلـى‬

‫وجـود سـائلين ربمـا مـن أتبـاع وعناصـرالتنظيـم‪.‬‬

‫بشـكل عـام وكمـا تظهـر الأرقـام فـإن هنـاك اهتمـام أقـل بفتـاوى القتـال والاستشـهاد‪ ،‬لصالـح‬
‫العبـادات والمعامـات العائليـة وهـومـا يبـرز أولويـات واهتمامـات عناصـرالتنظيـم‪ ،‬وهـومـا يؤكـد‬
‫اهتمامهـم بالشـكل دون المقاصـد والمضمـون فـي مناسـك العبـادات‪ ،‬كمـا أن تركيزهـم علـى قضايـا‬
‫الاختـاط والـزواج يؤكـد علـى انهـم يريـدون التحكـم فـي العلاقـات الاجتماعيـة قسـرا خاصـة إذا مـا‬
‫أخـذ فـي الاعتبـارقيـام جهـازالحسـبة بتطبيـق تلـك الفتـاوى بشـكل عقابـي‪ ،‬كذلـك يشـيرإلـى الهـوس‬

‫الجن�سـي لتلـك الجماعـات فيمـا يختـص بقضايـا المـرأة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫كمـا أن تسـاوي عـدد فتـاوى الديـون مـع عـدد فتـاوى الجهـاد يشـيرإلـى أن المنضميـن لعناصـرالتنظيـم‬
‫يعانـون بشـكل أسا�سـي مـن الفقـروتدهـور المسـتوى المالـي الاقتصـادي ممـا يدفعهـم للاسـتدانة‪ .‬وهـو‬

‫مـا يسـتهدفهم التنظيـم بخطابـه‪.‬‬

‫قضايا فتاوى مجلة‬
‫النبأ فى عام‬

‫الجهاد‬ ‫الدين‬

‫‪%١١ %١١‬‬

‫‪%٢٢‬‬
‫‪%٥٦‬‬

‫عبادات‬ ‫معاملات عائلية‬

‫‪31‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫سيرة مقاتل‪ )14( :‬مقال‬

‫يلجـأ التنظيـم إلـى عـرض سـيربعـض مقاتليـه الذيـن لقـوا حتفهـم أثنـاء تنفيـذ عمليـات انغماسـيه أو‬
‫فـي عمليـات اسـتهداف لأوكارالتنظيـم‪ ،‬وتقـدم الصحيفـة سـيرة هـؤلاء باعتبارهـم شـهداء وأبطـال‬
‫وبهـدف كسـب تعاطـف بعـض عناصـره للإقـدام علـى نيـل الشـهادة وتنفيـذ عمليـات خاصـة وان‬

‫يسـوق بـأن هـؤلاء قـد كسـبوا الحيـاة الدنيـا بالقتـال واشـتروا بهـا الآخـرة‪.‬‬

‫المسائل الأمنية‪ )9( :‬مقالات‬

‫تناولـت أعـداد الصحيفـة أيضـا مجموعـة مـن المقـالات التـي حملـت رسـائل ونصائـح أمنية لعناصره‪،‬‬
‫تمحـورت تلـك الرسـائل حـول بعـض الإجـراءات التـي يجـب علـى عناصـرالتنظيـم اتباعهـا تفاديـا‬
‫للوقـوع تحـت طائلـة الأسـراو الاسـتهداف مـن قبـل قـوات الامـن تحـت سلسـلة عنوانهـا « خـذوا‬
‫حذركـم» سـنتعرض لهـا لاحقـا‪ ،‬فيمـا تناولـت أيضـا مجموعـة مـن التقنيـات المتعلقـة بتنفيـذ بعـض‬

‫العمليـات‪.‬‬

‫فقـد تحـدث أحـد المقـال عـن أهميـة الصـولات الهجوميـة فـي إيقـاع الخسـائرالمسـتمرة بالأعـداء‪،‬‬
‫والتـي تتـم عـن طريـق مجموعـات صغيـرة مـن خمسـة إلـى خمسـة عشـر شـخص مـن أصحـاب‬
‫التدريبـات الخاصـة لتحقيـق أهـداف محـددة‪ ،‬محـددا أبـرز أنـواع الصـولات وأركانهـا‪ ،‬وردود أفعـال‬

‫التـي تعقبهـا‪ ،‬ونتائجهـا علـى تشـكيل أوزان المعركـة وتأثيرهـا علـى الأعـداء‪.‬‬
‫وفـي رسـالة أخـرى تحـدث عـن أسـلوب الحـرب بالعبـوات الناسـفة وآليـات اسـتخدامها ونتائجهـا‬

‫السـهلة مقارنـة بغيـرمـن أسـاليب الحـرب والكـروالفـرخصوصـا فـي حـال قلـة العـدد‪.‬‬
‫فيمـا تناولـت مقـالات أخـرى سـبل وطـرق وجهـود التنظيـم للتصـدي للحمـات الأمنيـة ضـد عناصـر‬
‫مثـال العمليـة الشـاملة فـي سـيناء حيـث حـدد أربعـة آليـات للتصـدي للحملـة منهـا العبـوات الناسـفة‪،‬‬
‫ثـم القناصـة‪ ،‬ثـم العمليـات الانغماسـية والمخففـات‪ ،‬ثـم عمليـات تـرك الميـدان فـي سـاحة معينـة‬

‫وضـرب فـي سـاحة أخـرى‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫أيضـا تدعـوا الصحيفـة أنصـارالتنظيـم إلـى اعتمـاد أسـلوب المكـروالدهـاء فـي مباغتـة مـن أسـمتهم‬
‫بالكفـار‪ ،‬مضللـة علـى أتباعهـا بـأن جيـوش تلـك الأمم(أمـم الكفـروالطواغيـت) قـد راهنـت علـى‬
‫اسـتئصال الإسـام وبالرغـم مـن حشـدهم لـكل عدتهـم إلا أنهـم لـم يسـتطيعوا تحقيـق ذلـك بـل‬

‫نجحـوا فـي السـيطرة علـى الأرض والحكـم بشـرع الله حسـب ادعائهـم‪.‬‬

‫تفريغ صوتي‪ )2( :‬مقال‬

‫لجـأ التنظيـم إلـى محاولـة تفريـغ عـدد مـن‬
‫الإصدارات الصوتية والمرئية والتي تحمل رسـائل‬
‫متعـددة للتنظيـم‪ ،‬ويأتـي تفريـغ تلـك الإصـدارات‬
‫دون غيرهـا لأهميتهـا مـن حيـث أنهـا تـدل علـى‬
‫بقـاء شـخصيات هامـة بالتنظيـم مثـل أبـو بكـر‬
‫البغـدادي بعـد تـداول الأنبـاء عـن إمكانيـة قتلـه‪،‬‬
‫كمـا قـام بتفريـغ صوتـي للمتحـدث الرسـمي المكنـي‬

‫أبـي الحسـن المهاجـر‪.‬‬
‫تكمـن أهميـة تلـك الإصـدارات أيضـا فـي الرسـائل‬
‫التـي حوتهـا مـن حيـث تجديـد الدعـوة التـي يوجههـا‬
‫قـادة التنظيـم للثبـات علـى القتـال وعـدم الفـرار‬
‫ومحاولـة إعـادة احيـاء نشـاط التنظيـم‪ ،‬كمـا أنهـا‬
‫ترسـل رسـائل محـددة لعناصـرالتنظيـم وتوضيـح‬
‫عـددا مـن الخطـوط العامـة لنشـاط التنظيـم‬
‫مسـتقبل وتحديـد الطوائـف والجماعـات‬
‫المسـتهدفة مـن قبـل التنظيـم كمـا حددهـا إصـدار‬
‫أبـوبكـرالبغـدادي « وبشـرالصابريـن» والتـي حـدد‬
‫فيهـا لأنصـاره عـددا مـن الـدول علـى رأسـها أمريـكا‬

‫‪33‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وبلـدان أوروبيـة بالإضافـة إلـى الثبـات فـي سـوريا والعـراق‪ ،‬كمـا جـدد لأنصـاره ضـرورة التوسـع فـي‬
‫اسـتخدام الذئـاب المنفـردة‪.‬‬

‫نشاطات داخلية‪ )2( :‬مقال‬

‫حظـي نشـاط التنظيـم فـي المناطـق التـي يسـيطرعليهـا اهتمامـا أقـل مـن قبـل ذراع التنظيـم الإعلامـي‪،‬‬
‫تـم رصـد مقاليـن فقـط تناولـوا النشـاط الدعـوي للتنظيـم فـي المناطـق التـي يسـيطرعليهـا أحدهمـا‬
‫فـي الفـرات والأخـرغـرب افريقيـا خـال شـهررمضـان‪ ،‬وبالرغـم مـن أن المقـال الأخيـريتكلـم عـن وضـع‬
‫عناصـرالتنظيـم الدعـوي فـي رمضـان بغـرب افريقيـا مـن حيـث أجـواء ممارسـة العبـادات والطاعـات‬
‫و إقامـة الأسـواق‪ ،‬إلا أنـه يعتـرف بوجـود معانـاة يعانـي منهـا عناصـره مـن تضييـق للخنـاق وضعـف‬

‫المـوارد وقلـة الطعـام والمـاء‪.‬‬

‫مجموعـة المقـالات التـي قدمهـا التنظيـم حـول مـا يعتبـره إنجازاتـه وأنشـطته الداخليـة جـاءت علـى‬
‫غيـرالمتوقـع مـن حيـث قلتهـا (مقـالان فقـط) وهـومـا يؤكـد إفـاس نشـاط التنظيـم الداخلـي وتفـكك‬
‫وحداتـه ونشـاطاته وذلـك يرجـع إلـى فقدانـه لكثيـرمـن الأرا�ضـي والتجمعـات التـي كان يقيـم عليهـا فـي‬
‫سـوريا والعـراق وليبيـا‪ ،‬وكذلـك صعوبـة تجمـع عناصـره فـي ثكناتـه تحـت وطـأة الضربـات العسـكرية‬

‫الموجهـة ضـد معاقلـه‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪-‬كيف يرى التنظيم ما حققه؟‬

‫بالرغـم مـن غيـاب الحديـث بالصحيفـة عـن إنجـازات التنظيـم القتاليـة بالسـيطرة علـى مناطـق‬
‫جديـدة أو وقـف الحمـات الأمنيـة ضـد معاقلـه او انتـاج أسـلحة أو تجديـد فـي أنمـاط قتاليـة‬
‫مسـتحدثة _وذلـك يرجـع لإدراك التنظيـم ضعـف حجـم مـوارده مقارنـة بالقـوى المناوئـة لـه_ إلا أن‬
‫التنظيـم يسـعى لتذكيـرواسـتحضارالهمـم فـي صفـوف أنصـاره بمـا حققـه مـن إنجـازات فـي عـام ‪2014‬‬
‫بالسـيطرة علـى المـدن والأرا�ضـي و إقامـة الدولـة فأخرجـوا النـاس مـن عبـادة العبـادة إلـى عبـادة الله‬
‫ومـن ضيـق الدنيـا إلـى سـعتها ومـن جـور الأديـان إلـى عـدل الإسـام وتحكيـم شـرع الله _حسـب زعمهـم_‬

‫ويذكـرعناصـره بـأن رسـالته سـيف ينتصـروكتـاب يهـدي‪.‬‬

‫وهـوينطلـق مـن إنجازاتـه بضـرب الأمثلـة بالسـيطرة علـى سـنجارومـا فعلـوه بالطائفـة الأزيديـة نصـرة‬
‫لهـم بعـد هـوان‪ ،‬ومـن هنـا تسـعى رسـائل الصحيفـة أيضـا إلـى تشـبيه الوضـع الحالـي للتنظيـم ومـا‬
‫يتعـرض لـه عناصـره مـن المحـن والفتـن بمرحلـة مـا قبـل ‪ 2014‬وكيـف نصرهـم الله وأوف بعهـده‬
‫بنصرهـم كمـا يزعمـون‪ ،‬وتؤكـد علـى ان الانتصـارقـادم لامحالـة فالصبـرعلـى المحن وتجنب المعا�صي‬

‫هـوسـبيلهم للعـودة‪.‬‬

‫يسـعى التنظيـم بترسـيخ أن مـا أصيـب بـه مـن ابتـاءات وهزائـم إنمـا هـوقـدرالله وقضائـه ووجـب‬
‫عليهـم الرضـا بـه‪ ،‬بالنظـرإلـى حـال المهاجريـن وهـم قلـة وكيـف نصرهـم الله بعـد الصبـرعلـى الأذى‬

‫وذلـك بسـبب تمسـك المسـلمين آنـذاك بالبيعـة وإنفـاق الغالـي والنفيـس لنصرتـه‪.‬‬
‫وفـي موضـع أخـريـرى التنظيـم بـإن تربـص المجاهديـن بأعدائهـم لـن يتوقـف عنـد فقـدان أرض‪ ،‬كمـا‬
‫لـم يتوقـف مـن قبـل فلقـد اسـتمرحسـب زعمهـم المجاهـدون بالرغـم ن أشـد الظـروف وأصعـب‬
‫المحـن وقـد مضـت معركـة الفلوجـة الأولـى والثانيـة وابتلـي فيهمـا المجاهديـن ببـاء شـديد‪ ،‬ثـم تالهـا‬
‫سـيطرة وتمكين على مناطق واسـعة أعلنوا فيها دولة العراق الإسـامية ونصروا دين الله جل وعلى‬
‫فأقامـوا شـعائرالله‪ ،‬ثـم ابتلـى الله عبـاده وزال التمكيـن فتغطـرس الر افضـة والمرتديـن وأسـيادهم‬

‫الصليبيـون حسـب زعمهـم‪ .‬ف‬

‫‪35‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪-‬كيف يقيم التنظيم نفسه مقارنة بالقوة المناوئة له؟‬

‫يـدرك التنظيـم مـا آل إليـه مـن ضعـف وقلـة عددهـم وعتادهـم مقارنـة بمـوارد القـوة المناوئـة لـه‪،‬‬
‫ويسـعى إلـى تحفيـزواسـتنهاض همـم مقاتليـه بعـدم الاعتمـاد علـى الأسـباب الماديـة فـي قتالهـم ولكـن‬
‫الاعتمـاد علـى عقيـدة الإيمـان وصـدق الوعـد الإلهـي‪ ،‬ويذكـرفـي أكثـرمـن موضـع بـأن دولتـه باقيـة فـي‬
‫الشـام والصومـال وغـرب افريقيـا وخراسـان بالرغـم مـن تحالـف أكثـرمـن ‪ 80‬دولـة ضـده‪ ،‬متسـائلا‬

‫مـاذا حقـق التحالـف فـي مواجهـة التنظيـم‪.‬‬
‫وتـرى الصحيفـة بـأن جنـود الدولـة الإسـامية قـد مـرت بفتـرات عصيبـة بعـد ظهـور صحـوات العـراق‬

‫حتـى بلغـت قلوبهـم الحناجـروظـن بعضهـم الظنـون‬
‫واسـتبطأ أخـرون النصـر‪ ،‬وهـم يـرون أعدائهـم يـزدادون قـوة وتمكينـا فـي الأرض‪ ..‬حتـى شـاء الله‬
‫فأنجـز وعـده وجـاء بالنصـر والفتـح ودخـل النـاس فـي ديـن الله أفواجـا وسـبح المجاهـدون بحمـد‬
‫ربهـم واسـتغفروه ومكـن لهـم رقـاب اعدائهـم‪ ...‬وينتهـي إلـى ان الدولـة الآن فـي محنـة بقولـه ونحـن فـي‬
‫جـوف المحنـة والابتـاء الـذي ابتلانـا بـه الله نؤمـن بأنـه سـبحانه وتعالـى سـينجزلنـا مـا وعدنـا كمـا‬
‫انجـزه لإخواننـا الذيـن سـبقونا بالإيمـان‪ ...‬ويعـرض المقـال نمـاذج لمو اقـف ظـن فيـه عناصـرالدولـة‬

‫بالهزيمـة ولكـن جـاء النصـروانتقمـوا‬
‫بالرغـم مـن اعتـراف التنظيـم بضعـف إمكانياتـه وقدراتـه وهزائمـه فـي العـراق وسـوريا ووقـوع الكثيـر‬
‫مـن عناصـره فـي قبضـة السـلطات الأمنيـة‪ ،‬إلا انـه يتباهـى لأنصـاره بأنـه اسـتطاع تنفيـذ عمليـات‬
‫داخـل تلـك القـوى بالرغـم مـن يقظـة قـوات الأمـن‪ ،‬ومـن هنـا يذهـب إلـى التأكيـد على إمكانية التنظيم‬

‫اختـراق قـوات الأمـن‪ ،‬ويسـعى إلـى تشـويهها‪.‬‬

‫‪ -‬لماذا يعترف التنظيم بهزائمه؟‬

‫يـدرك التنظيـم بأنـه لـم يعـد هنـاك مجـال للاسـتخفاف بعقـول أنصـاره واتباعـه بعـد ان كشـف‬
‫الله زيـف دعوتـه وتنظيمـه أمـام المسـلمين وأنصـاره‪ ،‬فلـم تعـد دولتـه باقيـة وتتمـدد‪ ،‬كمـا أنهـم لـم‬
‫يحكمـوا بشـرع الله‪ ،‬بـل عتـوا فـي الأرض الفسـاد‪ .‬مـن هنـا كانـت هنـاك ضـرورة لتأويـل وتقليـب دعوتـه‬
‫بالمصارحـة والمكاشـفة أمـام عناصـره لمحاولـة اسـتعادة الثقـة المفقـودة‪ ،‬مـع الدعـوة إلـى الصبـر‬

‫ومواجهـة المحـن حتـى يأتـي النصـر‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪ -‬كيف يؤسس التنظيم لإعادة ترتيب صفوفه؟‬

‫شـهدت الشـهور الثلاثـة المنصرمـة تحـولا فـي خطـاب الصحيفـة مـن حيـث اسـتقراراتجـاه خطـاب‬
‫الصحيفـة مـن حيـث التأكيـد علـى ان دولـة داعـش ديـن ودولـة‪ ،‬وأن جهـاد التنظيـم دعـوة لإقامـة‬
‫شـرع الله‪ ،‬وان مـا يعانـي منـه التنظيـم فهـوضريبـة للجهـاد‪ ،‬ويصـرالتنظيـم علـى أن دولتـه باقيـة فـي‬
‫مناطـق مختلفـة‪ ،‬فأنصـاره هـم الطائفـة المنصـورة وهـم الجنـد الغالبـون‪ ،‬متماسـكين لا يقيلـون ولا‬

‫يقالـون‪ ،‬ويتزامـن ذلـك مـع خطـاب البغـدادي الأخيـرالـذي وعـد فيـه أنصـاره الصابريـن بالصبـر‪.‬‬

‫يأتـي ذلـك الخطـاب والتوجـه فـي ظـل مسـاعي التنظيـم فـي اسـتعادة نشـاطه الميدانـي والإعلامـي فـي‬
‫العـراق وسـوريا والعـودة إلـى وضـع مـا قبـل ‪ 2014‬وإعـادة تأسـيس النشـاط مـن جديـد‪ ،‬وهـومـا ركـز‬
‫عليـه البغـدادي فـي خطابـه مـن حيـث التركيـزعلـى الحفـاظ علـى معاقـل التنظيـم فـي سـوريا‪ ،‬كمـا حـث‬
‫البغـدادي أنصـاره علـى القتـال فـي جبهـات مفتوحـة واسـتخدام الذئـاب المنفـردة خاصـة فـي أوروبـا‪.‬‬
‫كمـا يسـعى التنظيـم إلـى توظيـف « مهاجمـة العـدو البعيـد» وعلـى رأسـها أمريـكا وروسـيا والـدول‬
‫الأوروبيـة لإعـادة كسـب ثقـة أنصـاره الفاريـن واسـتقطاب عناصـر جديـدة‪ ،‬كمـا يركـز علـى شـن‬
‫هجمـات إعلاميـة مضـادة للحمـات الدوليـة واتهـام الجيـوش الوطنيـة بارتـكاب انتهـاكات ضـد‬

‫المدنييـن الذيـن يناصرهـم‪.‬‬

‫يسـعى المقـال إلـى اثبـات جديـة احيـاء التنظيـم فـي العـراق مـرة أخـرى بعـد الخسـائرالتـي منـي بهـا فـي‬
‫عـام ‪ ،2017‬ويؤكـد علـى ان عودتـه تشـبه إلـى حـد كبيـرمـن حيـث السـياقات مـا قبـل الاسـتيلاء علـى‬
‫الموصـل فـي ‪ 2014‬وفـي قوتـه وتنـوع عملياتـه وعتـاده بينمـا أصبحـت الميلشـيات الأمنيـة مـن الشـيعة‬

‫والصحـوات أكثـرضعفـا و أقـل عـدة وسـاح‬

‫‪37‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪ -2‬شبكة الجماعات‪:‬‬

‫كيف يرى التنظيم نفسه من خلال مرآة الجماعات الأخرى؟‬

‫يسـعى التنظيـم مـن خـال مجلتـه التضليـل علـى عناصـره بمحاولـة إقناعهـم أنـه التنظيـم الأوحـد‬
‫الـذي يسـعى إلـى إقامـة الدولـة الإسـامية ويحمـي ثغورهـا‪ ،‬وامـا باقـي الفصائـل والجماعـات التـي لـم‬

‫تبايعـه فهـي لـم تقـدم للإسـام �شـيء ولـم تحمـي الثغـور بـل تعاونـت مـع الجيـوش‪.‬‬

‫فـي سـعي التنظيـم الحثيـث نحـووقـف نزيـف الأزمـات التـي يعانـي منهـا والتـي زادت مـن عمليـات الفـرار‬
‫والانقسـامات داخـل صفوفـه‪ ،‬وخوفـا مـن انتقـال الشـرائح الأكبـر مـن مقاتليـه إلـى الجماعـات‬
‫المسـلحة الأخـرى‪ ،‬ورغبـة فـي اسـتقطاب الجماعـات العنقوديـة التـي تنشـق مـن تنظيمـات أخـرى؛‬

‫عملـت الصحيفـة علـى الاشـتباك المباشـرمـع كافـة الجماعـات والفصائـل المسـلحة المتواجـدة فـي‬
‫المناطـق التـي لهـا فيهـا نفـوذ‪ .‬فكيـف يـرى التنظيـم الجماعـات المسـلحة الأخـرى؟ وكيـف يـرى نفسـه‬

‫مـن خـال تلـك الجماعـات؟ وكيـف يوظـف خطابـه اتجـاه عناصـر؟‬

‫صحوات الشام‪:‬‬

‫تعتبـرمـن أكثـرالجماعـات التـي اشـتبكت معهـا مقـالات الصحيفـة كـون سـوريا تمثـل الهـدف ونقطـة‬

‫النفـوذ الأساسـية التـي يريـد التنظيـم الانطـاق منهـا وكذلـك يعتبرهـا حصـان رهـان لـه فـي سـوريا‬
‫لاسـتقطاب عناصرهـا‪ ،‬ومـن هنـا كان خطـاب الاشـتباك فـي البدايـة يقـوم علـى التحذيـروالنصـح‬
‫لصحـوات الشـام بعـدم الانخـراط مـع القـوى المقاتلـة الأخـرى أوممارسـة الديمقراطيـة خوفـا مـن ان‬

‫تلقـى نفـس مصيـرصحـوات العـراق مـن الخضـوع والانبطـاح للأنظمـة العالميـة‪.‬‬

‫انتقل خطاب التنظيم لاحقا إلى نقد الصحوات بالشـام واتهامها بالمسـالمة لقوات النظام السـوري‬

‫وتسـليم السـاح خاصـة أثنـاء معركـة الغوطـة واكتفـاء الصحـوات بالاحتجاجـات والهتافـات‪ ،‬كمـا‬
‫ينتقـد الصحـوات فـي هجومهـا علـى التنظيـم بمنطقـة الماذنيـة السـورية‪ ،‬وهنـا يشـتد الهجـوم واتهـام‬

‫الصحـوات بإبـرام اتفاقيـات مـع الاسـتخبارات السـورية لمحاربـة التنظيـم بعـد إغـراء الصحـوات‬
‫بالدعـم المالـي السـاح ولتحقيـق مكاسـب ووعـود واهيـة ومـن ثـم القتـال فـي جانـب النظـام والـروس‪.‬‬

‫الفصائل المسلحة في سوريا‪:‬‬

‫‪38‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫علـى نفـس المنهـاج وفـي ضـوء منهجـه فـي معارضـة ومنافسـة تنظيـم القاعـدة والفصائـل التابعـة لـه‬
‫وخشـية مـن انتقـال عناصـره إلـى فروعهـا‪ ،‬انتقـد التنظيـم اسـتراتيجية بعـض الفصائـل المسـلحة‬
‫التابعـة للقاعـدة فـي سـوريا والتـي تخلـت عـن السـاح واعتمـدت علـى الحضانـة الشـعبية‪ ،‬متهمـا تلـك‬

‫الفصائـل بالعمالـة للحكومـات الأجنبيـة بعـد أن اغرتهـم بالمـال والمناصـب‪.‬‬

‫حراس الدين‪:‬‬

‫أفـرد التنظيـم اهتمامـا خاصـا بالانشـقاق الـذي أصـاب جبهـة الجولانـي وتأسـيس تنظيـم جديـد‬
‫تحـت مسـمى حـراس الديـن‪ ،‬وهاجـم التنظيـم الجماعـة الوليـدة واعتبرهـا حـارس الشـرك‪ ،‬متهمـا‬
‫أياهـا بالوقـوع فـي دوائـرالطوائـف المرتـدة وذلـك لقتالهـا ضـد عناصـرالتنظيـم فـي سـوريا‪ ،‬ولبيعتهـا‬

‫لتنظيـم القاعـدة وطالبـان ويحـذرمـن مـوالاة تلـك الجماعـة‪.‬‬

‫الإخوان المرتدون‪:‬‬

‫يسـعى التنظيـم علـى اسـتمالة عناصـرلـه مـن قبـل تنظيـم الإخـوان‪ ،‬منتقـدا منهـج الإخـوان الفكـري‬
‫بالبعـد عـن تطبيـق الشـريعة وانـكارالقـدر‪ ،‬مشـيرا إلـى أنـه التنظيـم الأوحـد الـذي عمـل علـى مواجهـة‬
‫الإلحـاد ومسـارات الانحـراف وأعلـن الجهـاد ومـن ثـم الدعـوة علـى تحكيـم الشـرع كاشـفا بذلـك زيـف‬

‫منهـج الإخـوان‪.‬‬

‫حزب النهضة التون�سي‪:‬‬

‫اسـتكمالا لخطـاب التنظيـم الموجـه إلـى عناصـرجماعـة الإخـوان ومحاولـة مناهضـة نهجهـا‪ ،‬هـاج‬
‫التنظيـم حركـة النهضـة التونسـية ومشـاركتها فـي تشـكيل الحكومـة التونسـية وكتابـة الدسـتور بغيـر‬
‫مـا شـرع الله‪ ،‬وهنـا انتقـد الحكومـة التونسـية ومـن خلفهـا النهضـة بإقـرارقوانيـن مخالفـة للشـرع‬
‫مثـل قانـون السـماح لغيـرالمسـلمين الـزواج بالمسـلمات والسـعي نحـو إقـرارقوانيـن المواريـث بيـن‬

‫الرجـل والمـرأة‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫«النصارى»‪:‬‬

‫يهاجـم التنظيـم النصـارى ويتوعدهـم بالاسـتهداف فـي كافـة البقـاع باسـتخدام كافـة الوسـائل‪،‬‬
‫ويربـط بيـن تمـدد النصـارى وسياسـة روسـيا فـي بـاد المسـلمين خاصـة فـي القوقـاز‪ ،‬ويعتبـراسـتهداف‬
‫النصـارى بمثابـة اسـتنزاف لخزانـة روسـيا وقـدرات الكرمليـن‪ ،‬ويشـجع التنظيـم علـى اسـتخدام‬

‫الإرهـاب الفـردي والهجمـات الانتحاريـة فـي اسـتهداف النصـارى بالقوقـاز‪.‬‬

‫شيعة أفغانستان‪:‬‬

‫تمثـل الطوائـف الشـيعية وجماعاتهـا المسـلحة مـن أكثـرالجماعـات التـي يشـتبك معهـا التنظيـم فـي‬
‫سـوريا والعـراق و افغانسـتان واصفـا أياهـم بالرو افـض‪ ،‬ويتهـم التنظيـم شـيعة أفغانسـتان لدعهـم‬
‫التحالـف الأمري ـكي فـي الحـرب علـى أفغانسـتان‪ ،‬ثـم المشـركة فـي الحكومـة الأفغانيـة‪ ،‬وكذلـك ينتقـد‬
‫علاقتهـم بطالبـان ومـن خلفهـا إيـران‪ ،‬وينتقـل إلـى الهجـوم علـى الشـيعة لمشـاركتهم فـي الحـرب ضـد‬
‫عناصـره مشـيرا إلـى ان إيـران يمكنهـا مـن توظيـف لـواء الفاطميـون العسـكري وميلشـيات شـيعية‬

‫اخـرى فـي مواجهـة التنظيـم‪.‬‬

‫طالبان‪:‬‬

‫يشتبك التنظيم مع حركة طالبان في أفغانستان ويتهم الحركة بأنها ساقت أهالي منطقة (علينكار)‬
‫الأفغانيـة إلـى الشـرك والبـدع ولـم تقـم الشـريعة أوالجهـاد بالمنطقـة ولـم تمنـع المنكـربـل حرضـوا‬

‫النـاس بهـا علـى زراعـة المحرمـات وتجارتهـا حتـى تعـود إليهـم بالنفـع الاقتصـادي‪.‬‬

‫صحوات العراق‪:‬‬

‫فـي لهجـة أخـف يسـعى التنظيـم إلـى مهاجمـة صحـوات العـراق ودورهـم فـي محاربـة التنظيـم حتـى‬
‫بلغـت القلـوب الحناجـر‪ ،‬ويتهـم التنظيـم الصحـوات بأنهـم ركنـوا علـى الخضـوع والقنـوع فـي التحالـف‬
‫مـع الأنظمـة بغيـة تحقيـق أهـداف ومكاسـب ضيقـة‪ ،‬وهنـا يسـتهدف التنظيـم اسـتقطاب جـزء مـن‬

‫الصحـوات السـنة فـي مواجهـة الشـيعة بإثـارة الطائفيـة ومـا يعانيـه سـنة العـراق مـن تهميـش‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪ -3‬خرائط المفاهيم‬

‫وتحقي ًقـا‬ ‫خدمتـه‬ ‫فـي‬ ‫كيف يرى التنظيم نفسه وغيره من خلال شبكة المفاهيم؟‬

‫كغيـره مـن التنظيمـات وضـع تنظيـم» داعـش» عـدد مـن المفاهيـم التـي وظفهـا‬

‫لمصالحـه‪ ،‬حيـث نجـد أن التنظيـم قـد وضـع شـبكة مـن المفاهيـم التـي تشـتمل علـى شـقين أساسـيين‬

‫همـا المفاهيـم الخاصـة برؤيتـه لنفسـه وفكـره‪ ،‬واخـري مفاهيـم عامـة يـري فيهـا التنظيـم المجتمـع مـن‬

‫خلالهـا وكيـف يتعامـل معـه‪ ،‬والتـي تمثلـت فـي (أئمـة الكفـر‪ ،‬الطواغيـت‪ ...،‬الـخ)‪.‬‬

‫المفاهيم الخاصة المتعلقة بالتنظيم‬
‫نوفهـيسـهم مجـمنوخعــةا اللمفشـابهكيـةماالملفخااهيـصـمةمبثاـلتلن(اظليـجمهـاحـد‪،‬واللاخللإافســةا‪،‬مالمـطنائوفـجةهـالةمننظصــروهر‪،‬ة ‪.‬و‪.‬ك‪.‬ي‪.‬ـالـفخيـ)رويذلـالتكنوظفيًـقـام‬

‫لمـا جـاء فـي مقـالات صحيفـة النبـأ‬
‫‪-‬الجهاد‬
‫يخـدم‬ ‫لمـا‬ ‫وف ًقـا‬ ‫وتوظيفـه‬ ‫تطبيقـه‬ ‫علـى‬ ‫وعملـت‬ ‫الجهـاد‬ ‫بمفهـوم‬ ‫المتطرفـة‬
‫اهتمـت الجماعـات‬

‫مصالحهـم حيـث وظـف المفهـوم فـي تبريـرالهجـوم علـى الـدول ونشـرالفو�ضـى فيهـا‪ ،‬وذلـك علـى اعتبـار‬
‫أنهـا تحكـم مـن قبـل انظمـة «جاهليـة»‪ ،‬ويعتبـرتنظيـم «داعـش» مـن أكثـرالتنظيمـات اسـتخدا ًما‬

‫لمصطلـح جاهليـة المجتمـع واسـتخدمه ووظفـه فـي كافـة مقالاتـه واصدارتـه التـي يبثهـا عبـروسـائل‬
‫اعلامه الخاصة‪ ،‬حيث يري التنظيم في نفسه أنه وص ًيا علي تطبيق «الجهاد» ومحاربة «الجاهلية»‬
‫ويتضـح هـذا مـن خـال مـا يحـاول أن يبـرزه التنظيـم عبـرمقالاتـه فـي صحيفـة النبـأ حيـث يغلـب علـى‬

‫تفسـيره فقـه الشـوكة والغلبـة‪ ،‬بـل أن التنظيـم ينظـرإلـي الجهـاد علـي أنـه ركـن أسـاس مـن اركان‬

‫الإسـام ويصفـه بأنـه هـوالركـن السـادس للإسـام ويقدمـه علـي الحـج مـن حيـث المنزلـة والاهميـة‪.‬‬

‫كمـا يصـف التنظيـم الإسـام فـي مقالتـه بأنـه «مهـدد»‪ ،‬وأن الجهـاد هـوالوسـيلة الاولـي فـي الدفـاع‬

‫عنـه ويجـب أن يكـون بقـوة السـاح‪ ،‬ومـن أجـل ذلـك بـات التنظيـم يجيـش المجتمـع بالكامـل ضـد‬

‫بعضـه البعـض‬

‫‪41‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وضـد كل مـن يعـارض أفـكاره بـل أنـه بـات يصـف المجتمعـات المسـلمة بعـدة اوصـاف أهمهـا (الـكاذب‪،‬‬

‫سـاقط فـي الفتنـة‪ ،‬منافـق‪ ،‬الفاسـق‪ ،‬مرتـاب القلـب‪ ،‬مطبـوع علـى قلبـه « لايفهـم ولايعلـم»‪ ،‬سـيلقي‬

‫العذاب الاليم‪ ،‬الاستبدال بمن هوخيرمنه‪ ،‬جهنم في انظارالقاعدين عن الجهاد)‪ ،‬بل أن التنظيم‬

‫عمـل علـي اسـتخدام الأطفـال كـدروع بشـرية ومفخخـات وغيرهـا تحـت ذريعـة «الجهـاد» بالإضافـة‬
‫إلـي هـذا جنـد النسـاء ووضعهـم فـي صفـوف القتـال إذ يحـاول التنظيـم أن يتسـقطبهن عبـرمقالاتـه‬

‫اولرسـلجـاملمفتـيغا«فـنًاصـلرةشـ»راولإطسـماشـماوريكةضـالرنبسـاامءثلفــية‬ ‫ذريعـة أن دورهـن لا يختلـف عـن دور‬ ‫بالصحيفـة تحـت‬
‫غـزوات أيـام الرسـول صلـي الله عليـة‬ ‫بنسـاء شـاركن فـي‬

‫الجهـاد كمـا أن مـا يقـوم بـه التنظيـم مـن اعمـال هـابعيـدة كل البعـد عـن الجهـاد إذ أن التنظيـم كفـر‬

‫وهـذا يؤكـد علـى ازدواجيـة خطـاب تنظيـم داعـش وفـي اسـتخدامه لـكل مـا يخـدم مصالحـه‪ ،‬حيـث‬

‫تعـد المـرآة ممـن خضعـن تحـت التوظيـف الداع�شـي للمصطلحـات والمفاهيـم‪ ،‬إذ أن التنظيـم كان‬

‫يحـرم مجـرد خروجهـا مـن المنـزل وفـي الوقـت ذاتـه بعـد أن راي أن مصلحتـه تتمثـل فـي وجودهـا معـه‬

‫أصبـح يأمرهـا بالقتـال‪.‬‬

‫‪-‬الطائفة المنصورة‪:‬‬

‫تعـرف الطائفـة المنصـورة بانهـا كل مـن كان علـي مثـل «مـا أنـا عليـة اليـوم واصحابـي» وفقـا لمـا قالـه‬
‫رسـول الله صلـي الله عليـة وسـلم‪ ،‬وهـذه الرو ايـة تلقاهـا أهـل السـنة بالقبـول‪ ،‬ونقلوهـا فـي كتـب‬

‫العقائـد وأجمـع علـي صحـة معناهـا علمـاء السـنة أجمـع‪.‬‬
‫والمتفحـص لممارسـات تنظيـم داعـش يجـد أنهـا بعيـدة كل البعـد عـن صفـات الرسـول صلـى الله‬
‫عليـة وسـلم وأصحابـه‪ ،‬ومـع ذلـك يصـف التنظيـم نفسـه علـى أنـه الطائفـة المنصـورة‪ ،‬فقـد جسـدت‬
‫المقـالات التـي جـاءت فـي صحيفـة النبـأ‪ ،‬لهـذه الفكـرة حيـث يحـاول أن يدعـو أنصـاره إلـي الثبـات‬
‫والصمـود فـي محاولـة منـه إلـي حثهـم علـي البقـاء خاصـة فـي الفتـرة الأخيـرة التـي بـدأ فيهـا التنظيـم يتلقـى‬
‫ضربـات موجعـة اثـرت علـي معنويـات مقاتليهـن بالإضافـة إلـي قتـل عـدد كبيـرمنهـم‪ .‬حيـث يحـاول أن‬
‫يصـف أن البقـاء معـه فـي التنظيـم هـوبمثابـة نصـرللطائفـة المنصـورة ودعـم لهـم فـي توضيـح صريـح‬

‫باللعـب بالمفاهيـم لخدمـة مصالحـه وأهدافـه‪ ،‬وممـا يؤكـد علـى أن التنظيـم وظـف مفهـوم الطائفـة‬
‫المنصـورة فـي مقالاتـه نجـد أنـه ربـط نصـرة هـذه الطائفـة بالجهـاد وبـأن الله أوجـب علـى هـذه الطائفـة‬

‫‪42‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫القتـال بينمـا الجهـاد لا يقتصـرفقـط علـى القتـال كمـا يـراه التنظيـم‪.‬‬
‫كمـا رسـخت هـذه المقـالات لفكـرة الهـدف منهـا هـودعـوة عناصـره لنصـرة دولـة الخلافـة ويربـط ذلـك‬
‫بـأن المسـلم الحـق هـومـن يصبـرعلـى الشـدائد فـي سـبيل نصـرة دينـه‪ ،‬ويضـرب لهـم مثـال علـي ذلـك‬
‫بحـرب المسـلمين الأولـي وبخاصـة حـروب الـردة والتـي فقـد فيهـا المسـلمون للعديـد مـن الصحابـة‬
‫وحفظـة القـرآن الكريـم وأن ذلـك لـم يدفـع البقيـة منهـم إلـى التراجـع عـن القتـال لتطبيـق شـرع الله‪.‬‬

‫‪-‬الخلافة‪:‬‬

‫ترفـع كافـة الجماعـات المتطرفـة عنـد ظهورهـا لمفهـوم الخلافـة وأنهـا جـاءت مـن أجـل نصـرة الإسـام‬
‫والمسـلمين إلا أن تنظيـم «داعـش» كان أول مـن نـادي بخليفـة المسـلمين وتزعـم زعيمـه أبـو بكـر‬
‫البغـدادي الخلافـة معتبـ ًرا نفسـه أنـه «و�صـي» علـى حمايـة الإسـام والمسـلمين‪ ،‬فيـري التنظيـم أنـه‬
‫جـاء مـن أجـل تحكيـم «شـرع الله»‪ ،‬و إقامـة «الحكـم الإسـام ّ ِي» المتمثـل فـي الخلافـة‪ ،‬ولا يتحقـق‬
‫ذلـك إلا بالجهـاد‪ ،‬ولذلـك نجـد أن التنظيـم يكفـرالدولـة بشـكلها الحالـي لأنـه يجـد فيهـا أنهـا لا تطبـق‬
‫شـرع الله‪ ،‬ولذلـك فأنـه يعتبـرأن دولتـه المزعومـة هـي مـن تطبـق شـرع الله وهـي الاولـي بالطاعـة وأن‬
‫يعيـش المسـلمين فـي كنفهـا‪ ،‬وفـي الإصـدارات الأخيـرة لصحيفـة النبـأ حـاول التنظيـم أن يجسـد لهـذه‬
‫الفكـرة مـن خـال المقـالات التـي تحدثـت عـن «هجـرة» البعـض للانضمـام إلـي التنظيـم للعيـش فـي‬
‫كنـف دولـة «الإسـام» وهـذا فيـه رسـالة الهـدف منهـا هـوالتأكيـد علـي أن رسـالته لاتـزال تجـد تأييـد‬

‫لأنـه يـري فـي رسـالته انـه هـوالمطبـق لشـرع الله فقـط فـي الأرض‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫وف ًقـا‬ ‫العلاقـة‬ ‫هـذه‬ ‫ينظـم‬ ‫أن‬ ‫الاخـرويحـاول‬ ‫تتعلق بالحكومات والمجتمعات‪- :‬‬ ‫مفاهيم‬

‫تنظيـم داعـش فـي أفـكاره لفكـرة العيـش مـع‬ ‫يؤسـس‬

‫لمعتقداتـه حيـث أن التنظيـم لـه أفـكارخاصـة فـي نظرتـه إلـى الاخـر‪ ،‬بـل أن التنظيـم يوظـف هـذه‬

‫النظـرة فـي خطابتـه ويحـرض مؤيـده علـى المخالفيـن لـه فـي الأفـكار‪ ،‬فنجـد ان التنظيـم يوظـف مفاهيم‬

‫مثـل (أئمـة الكفـر‪ ،‬الطواغيـت‪ ،‬شـرك القانـون‪ ...‬الـخ)‪ ،‬هـذه المفاهيـم تعكـس نظـرة التنظيـم إلـى‬

‫الاخـروعلاقتـه بالمجتمـع‪.‬‬

‫‪-‬أئمة الكفر‬

‫تعـد قضيـة التكفيـرمـن أخطـرالقضايـا التـي وضـع لهـا العلمـاء ضوابـط متعـددة لمنـع النـاس مـن‬

‫الافـراط فيهـا لأن إطـاق الحكـم علـي المعيـن لـه تبعـات واثـارخطيـرة ممـا جعـل هـذه القضيـة مـن‬
‫القضايـا الشـائكة فـي الإسـام‪ ،‬حيـث أن إطـاق صفـة التكفيـرعلـى النـاس دون مراعـاة الشـروط‬

‫التـي وضعـت‪ ،‬هـوغلـووتطـرف يؤثـرعلـى تماسـك المجتمعـات‪.‬‬
‫وتنظيـم داعـش مـن أكثـرالجماعـات التـى «كفـرت» المجتمعـات المسـلمة فـي صورتهـا الحاليـة وكان‬
‫لهـا فـي هـذا قـدركبيـرفـي الغلـو‪ ،‬حيـث أن التنظيـم يـري فـي الكافـرانـه كل مـن عـارض أفـكاره ‪ ،‬بـل‬
‫ان التنظيـم يصـف الممارسـات السياسـية التـي تتـم فـي هـذه المجتمعـات مثـل الانتخابـات بـ»الكفـر»‬
‫حيـث أشـارالتنظيـم فـي صحيفـة النبـأ إلـي الربـط مـا بيـن الانتخابـات والكفـر‪ ،‬فقـد جـاء فـي إحـدى‬

‫مقالاتـه بالعـدد ‪ 132‬مـن الصحيفـة قيـام التنظيـم بالتجييـش ضـد الانتخابـات التشـريعية التـي‬
‫شـهدتها العـراق مؤخـ ًرا عبـردعـوة عمـوم المسـلمين وانصـاره إلـي الهجـوم علـي المقـرات الانتخابيـة‬
‫ووصفهـا فـي المقـال بـ « معابـد الديمقراطيـة» لأنهـا تؤسـس «للأئمـة» الكفـروتزيـد مـن «جاهليـة»‬

‫المجتمـع‪ .‬كمـا أن زعيـم التنظيـم « أبـوبكـرالبغـدادي» أكـد فـي أكثـرمـن مناسـبة عبـرالخطـب التـي‬
‫تصـدرمنـه وتبثهـا وكالـة أعمـاق علـى مصطلـح أئمـة الكفـرفـي التسـجيل الصوتـي الأخيـرالـذي صـدرلـه‬
‫لواالـيـذزايل محتمـملسـ ًعكناـ بواقتـنا«لوب«شاـلركالفـاصرا»ب‪.‬ريـن» كان يحـاول مـن خلالـه أن يؤكـد علـى رسـالة التنظيـم وأنـه‬

‫‪44‬‬

‫مرصد‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫صحافة‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫‪-‬الطواغيت‪:‬‬
‫ورد لفـظ طاغـوت فـي ‪ 8‬مواضـع بالقـرآن الكريـم حيـث كانـت تحمـل معنـي الطاغيـة المعتـدي‪ ،‬أو‬

‫بـالله‪ ،‬ولكـن‬ ‫تالنظشـييـمطادان‪،‬عـأواشلككامـهـانهـ‪ ،‬أوومكعـلرومـافعبـعندـهمـ انسدـتونخ ادللمهل‪ ،‬أفـمـاظعالبـدطاة اغـلوطاتغـلووتصـ؛ ففهـمك اللممشـخراكل ًوفـان‬
‫معـار ًض لـه‬

‫حيـث نجـده يطلـق اللفـظ علـى المفكريـن‪ ،‬الكتـاب‪ ،‬وكل شـخص يدعـوإلـى الاجتهـاد العلمـي والفقهـي‪،‬‬

‫فالتنظيـم ينظـرإلـى كل حاكـم أومـن فـي فلـه علـى أنهـم يحكمـون بغيـرحكـم الله‪ ،‬وهـي لفظـة فضفاضـة‬

‫لان الاحتـكام لشـرع الله لـه تأويـات مختلفـة‪.‬‬

‫سـعى التنظيـم لترسـيخ مفهـوم الطواغيـت وتوظيفـه فـي الهجـوم علـى الحـكام فـي مواضـع عـدة مـن‬

‫ااوللالطصطواحوايغيغفــيـةت‪،‬توحمهـينــناثيوفؤيًتقـداحـلهـمـدام تثفــياملناـتلانإرظشـيجـاهرمنةـفـإمليفيــيذةلـأهـنكمك ًكحـللومملنـهـأنمنيخسـهاينـللافـوكمو انملاالشـختـانرهظعديـلـميغفيـ«بيايـتأبةفاـكعـاسـرههو»‪،‬فممـ تمـناحـديدوونحثـاىبليلأـهن‪،‬ن‬

‫التنظيـم يريـد أن يبعـث برسـالة الهـدف منهـا هـو جـذب انتبـاه اتباعـه ناحيـة التأكيـد علـي أن مـا‬

‫يفعلـوه هـو «الصـواب» وهـو الطريـق «المنجـى» مـن عـذاب جهنـم‪.‬‬

‫وممـا يؤكـد علـي هـذه الرسـالة‪ ،‬الافتتاحيـة التـي جـاء بهـا التنظيـم فـي العـدد ‪ 142‬والـذي تنـاول فيهـا‬

‫الحديـث عـن نمـاذج مـن مبايعـة المسـلمين للنبـي صلـي الله عليـة وسـلم علـي القتـال وعـدم الفـرار‪،‬‬

‫ويوظـف ذلـك فـي أفـكاره حـول قتـال «الطواغيـت» الذيـن حكمـوا ديـارالمسـلمين واعلنـوا «الحـرب»‬
‫علـي ديـن الله وعبـاده الصالحيـن كمـا يصفـون أنفسـهم وهـم ضالـون مضلـون ‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫صحافة‬ ‫دراسة تحليلية لصحيفة النبأ خلال العام الهجري ‪1439‬‬ ‫مرصد‬
‫الإفتاء‬
‫الإرهارب‬ ‫التوصيات‬

‫التضليل المحترف‬
‫والصد عن سبيل الله‬

‫ولمواجهة هذه الصحيفة الإرهابية يو�صي التقريربما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬علـى المجتمـع الدولـي بكافـة مكوناتـه الفاعلـة العمـل علـى حظـرالتواجـد العنيـف علـى المنصـات‬

‫الإلكترونيـة والعمـل علـى حذفهـا بشـكل سـريع وعاجـل‪ ،‬وملاحقتهـا فـي كافـة المنصـات المنتشـرة فـي‬
‫مختلـف الـدول‪ ،‬وذلـك بالتعـاون مـع المؤسسـات والشـركات التكنولوجيـة العملاقـة ومحـركات‬

‫البحـث العالميـة‪ ،‬والاسـتفادة مـن جهـود وخبـرات المؤسسـات المجتمـع المدنـي فـي هـذا الشـأن‪.‬‬
‫‪ -2‬إيجـاد آليـة تضمـن اسـتبدال المحتـوى العنيـف بمحتـوى آخـرمعتـدل يفـكك ويدحـض المحتـوى‬
‫العنيـف ويفرغـه مـن مضمونـه‪ ،‬بشـكل يضمـن أن تكـون المـواد المعتدلـة والمناهضـة للعنـف هـي‬

‫النتائـج الأوليـة لعمليـات البحـث عـن المحتـوى العنيـف‪.‬‬

‫‪ -3‬تشـجيع البحـث العلمـي لأدبيـات وكتابـات التنظيمـات التكفيريـة والعمـل علـى الكشـف عمـا‬

‫تتضمنـه تلـك الكتابـات مـن ضـالات وأكاذيـب خاصـة بالأخبـاروالأحـداث والأقـوال‪ ،‬وقـد توصلـت‬
‫الدراسـة إلـى جملـة مـن الافتـراءات والأكاذيـب التـي نشـرتها صحيفـة «النبـأ» خـال العـام الهجـري‬

‫المنصـرم متعلقـة بالكثيـرمـن الأحـداث والأخبـاروالمنشـورات‪.‬‬
‫‪ -4‬البحـث العلمـي والأمنـي لإصـدارات التنظيمـات الإرهابيـة والكشـف عمـا إذا كانـت تحتـوي علـى‬
‫رسـائل مشـفرة لأعضـاء التنظيـم بخصـوص القيـام بالأعمـال الإرهابيـة‪ ،‬ويمكـن أن يكـون هـذا‬

‫العمـل البحثـي بشـكل تكاملـي بيـن المؤسسـات البحثيـة والمؤسسـات الأمنيـة‪.‬‬

‫‪ -5‬إيجـاد منصـة عالميـة تقـوم بنشـروتفنيـد المغالطـات والأكاذيـب التـي تـرد فـي إصـدارات التنظيمـات‬
‫التكفيريـة وخاصـة فيمـا يتعلـق بالعمليـات الإرهابيـة وضحاياهـا وسـير المعـارك والسـيطرة علـى‬

‫المناطـق والمـدن‬

‫‪46‬‬


Click to View FlipBook Version