The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

الخلاص من الخطيّة - القس أمير إسحق

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Rabih Taleb, 2019-05-16 02:02:38

الخلاص من الخطيّة - القس أمير إسحق

الخلاص من الخطيّة - القس أمير إسحق

‫الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية‬
‫في بانياس ‪ 31 ،30‬أيار ‪2019‬‬

‫في المفهوم الكتابي والتطبيقي‬
‫القس أمير اسحق‬

‫مقدمة‬

‫َخ َل َق الله الإنسان في حال البراءة‪ ،‬وكاان الإنساان راورة حقيقياة للاه فاي‬
‫المعرفة والبر والقداسة‪ ،‬لكنه لم ي ُكا داد ثبات َبعاد فاي ذا ا الحالاة المبا َركاة‬
‫فوضع الله أمام أب َوينا الأولي اختياا َري ‪ ،‬وأططا ُذماا الحرياة الكا ِم َلاة فاي اتختياار‬
‫بينهما‪ :‬الأول‪ ،‬طريق الطاطة الكاملة‪ ،‬وذو الطريق الوحيد ال ي يؤدي إلى الحياة‬

‫الأبدية الثاني‪ ،‬طريق ال ِعصيان‪ ،‬وذو الطريق ال ي يؤدي إلى الماوت وت ثالا‬
‫لهما فاختارا بإراد هما طريق ال ِعصيان‪ ،‬ف َس َقطا و َس َق َط الجنس البشاري معهماا‬

‫في طريق الخطية‬

‫ِديا َ‪ ،،‬فاي َمثاال وضايحي‪ ،‬إن اللاه َدبا‪ ،‬أن يصانع الإنساان سا ل كا‪ِ ،‬ما‬
‫ال َعدل‪ ،‬وال َحق‪ ،‬والنع َمة‪َ " :‬ذ‪َ ،‬نص َنع الإنسان؟" فقال ال َعادل‪{ :‬ت َ صانعه‪ ،‬لأناه‬
‫سااوي يسااعى دا مااا وراء الكاا ِ والبا ِطاا‪ ،‬والتا ِفااه‪ ،‬وسااوي يكااون َب ِشااعا ت‬

‫َ صانعه وداال ال َحاق‪{ :‬ت َ صانعه‪ ،‬لأناه سايدوس نواميساك ويكسار وراايا‬
‫وين ُقض مباد ك‪ ،‬وسوي يكون باطلا فقاَلت النع َمة‪{ :‬أط َلام أن ذا ا سايكون‬

‫ِفعلا‪ ،‬وسيكون الإنسان َب ِشعا وباا ِطلا‪ ،‬ولكنناي سا وتأ وأساير باه فاي ال ُطا ُر‬
‫ال ُمظ ِل َمة‪ ،‬حتاى ت اي باه أخيارا إلاى لا ِلا َك و َمجا ِد َ ف َصا َنع اللاه الإنساان‪ ،‬ولماا‬

‫َس َقط َ َولته النعمة الإلهية ودبرت خلاره‪ ،‬خلارا كا ِملا شا ِملا أبديا‬

‫"الخاالا " أول وأذاام الحقااا ق المساايحية‪ ،‬طقياادة َمرك يااة فااي الكتاااِ‬
‫المقدس‪ُ ،‬خلارتها في ال ُّسؤال والجواِ‪" :‬ماااا ينبياي أن أفعا‪ ،‬لكاي أخ ُلاص؟‬
‫ت ِم بالرِ يسوع المسيح فتخ ُلص أن َت وأذ ُ‪ ،‬بيتك" (أطماال ‪ )31،30:16‬فاللاه‬
‫ذو ال ي أ َخا َ ال ُمباا َد َرة فاي دصاة الخالا ِما الخطياة‪ِ ،‬ما طبيعتهاا ونتا جهاا‬

‫‪1‬‬

‫وطقابها ذ ا ذي دصة المسيحية فما ذي الخطية؟ وما ذي نتا جها؟ وما ذو‬
‫طقابها؟ وكيف نخلص منها؟‬

‫(‪ )1‬ما ذي الخطية؟‬

‫ك‪ ،‬ماؤم فاي كا‪ِ ،‬ديا يتطلاع إلاى الحصاول طلاى لفاران اللاه لخطايااا‬
‫لكنهم يختلفون في طريقة الحصول طلى الك اليفران لك اللاه ت َي َضاع ُط ُرداا‬
‫ُمتعاددة للحصاول طلاى لفراناه‪ ،‬فاالطريق الوحياد الا ي َحاددا ل َنيا‪ ،‬لفراناه ذاو‬
‫كفارة المسيح كما اختلفوا أيضا في حديد مفهوم الخطياة‪ ،‬فناادب بعاض با ن‬
‫الخطية ذي ما َيظ َهر أنه َي ُضر الإنساان وذا ا عرياف ناا ِدص ادا و َليار راحيح‪،‬‬
‫لأن ما يظ َهر أنه يضر إنسان دد ت يضر إنسان ت َخر‪ ،‬وما يظهر أنه خطية في نظر‬
‫إنساان‪ ،‬داد ت يظهار كا لك فاي نظار ليارا لكا اللاه حادد فاي كلمتاه مفهاوم‬

‫الخطية‪ُ ،‬ن َبينه ذنا باختصار‪:‬‬
‫أ َط َدم إرا َبة ال َه َدي‬

‫ذ ا ما َ عنياه الكلماة ُليوياا فالخااط ذاو الشاخص الا ي َف َشا‪ ،‬فيماا ي ِجا أن‬
‫يكونه‪َ ،‬ف َش َ‪ ،‬في بلوغ الهدي ال ي أو َ َدأ الله م أ ‪ ،‬حقيقه وبه ا المعناى‬
‫نكاون كلناا خطااة‪ ،‬لأنناا َلام ُنحقاق ماماا ال َقصاد ِما و ودناا لقاد خلقناا اللاه‬
‫لانعكس راور ه‪ ،‬أي أن نكاون كاالمرتة نعكاس رافا ه فالخطياة ليسات مجارد‬
‫طم‪ ،‬إرادي أخلادي‪ ،‬ب‪ ،‬ذي مودف ُمضاد لله‪ ،‬ورفض لمحبته ال ُمعلنة و شويه‬

‫لصور ه فينا‬

‫‪2‬‬

‫ِ اتنحراي إلى الشر‪:‬‬
‫الخطية ذي التعدي طلى شاريعة اللاه فانح نكاون خطااة طنادما نعما‪ ،‬الأشاياء‬
‫التي ت يريدنا الله أن نعملها ذ ا كانات خطياة تدم وحاواء‪ ،‬إا َط ِمالا ماا َم َن َع ُهماا‬
‫الله ِم طمله أحيانا َن ُظ أنهاا خطياة بسايطة‪ ،‬أن ي خا الولاد فا َحاة ِما شاجرة‬
‫الجيران‪ ،‬لكنها جل نتا ج فظيعة إنها إشارة وا ِض َحة ل َع َدم اتمتثال لأوامر اللاه‬
‫ووراياا إن ما يجعلها فظيعة ذو أنها ضد الله العظيم‪ ،‬وليس بسب َحجمها‬
‫لا لك ي ُظا َبعاض َخطا أنهام طاَلماا َلام يساردوا وَلام يقتلاوا وَلام َيل َعناوا أحادا‪،‬‬
‫فإنهم ب لك يكونون أبرياء إن ُمص َطلح "خطياة" لايس ُمصاطلحا دانونياا‪ ،‬ب َقادر‬

‫ما ذو ُمصطلح تذو ي لأن الخطية َمو ِدف ِضد الله ال َعظيم القدوس‬

‫الك المودف ال ُمضاد دد يكون بال ِفكر " ِفكر الحمادة خطية" (أمثال ‪)9:24‬‬
‫إن ُمجارد التفكيار فاي ِفعا‪ ،‬خطياة ماا ُي َعا ُّد مودفاا معهاا وداد يكاون بالمشااطر‬
‫الداخلية "ك‪َ ،‬م ُيبيض أخااا فهاو دا ِ ا‪َ ،‬نفاس" (‪1‬يوحناا ‪ ،)15:3‬حيا يسااوي‬
‫ذنا َبي ال ُبيض وال َقت‪ ،‬ودد يكون م دون دصاد "الساهوات َما يشاعر بهاا؟‬
‫ِماا الخطايااا ال ُمساا َت ِت َرة أبر نااي" (م مااور ‪ )12:19‬الخطايااا ال ُمساا َت ِت َرة ذااي التااي‬
‫ُ ر َ َك دون َدصد ط طريق السهو أو دد كون في ال َخفاء بحي ت يراذاا أ َحاد‬
‫فالخطياة‪ ،‬ساواء باال ِفكر‪ ،‬أو المشااطر أو طا طرياق الساهو أو فاي الخفااء‪ ،‬ذاي‬

‫انحراي إلى الشر‬

‫ج اتنحراي َط ال َخير‪:‬‬
‫يقول يعقوِ الرسول‪َ " :‬م َيعري أن َيعم‪َ ،‬ح َسنا وت يعم‪ ،،‬ف لك خطية َلا ُه"‬
‫(يعقوِ ‪ )17:4‬فالخطية لي َست فقاط ذاي التعادي طلاى شاريعة اللاه‪ ،‬ولي َسات‬
‫فقط ار ِ كاِ الشر ب َقصد أو ب َسه ٍو‪َ ،‬ب‪ ،‬ذي طدم الإيمان‪ ،‬و َط َدم ِفع‪ ،‬ال َخير ال ي‬
‫يكون بإمكاننا أن نعمله فك‪ُ ،‬فر َرة لعم‪ ،‬شيء َح َسا ت ُ ق َتا َنص ُ َعا ُّد خطياة‪،‬‬

‫‪3‬‬

‫وكا‪ ،‬إذماال فاي طاطاة وراية ِما وراايا اللاه ُي َعا ُّد خطياة كماا أن طما‪ ،‬الخيار‬
‫لألراض شخصية ُي َعد خطية ذ ا ما كلم طنه المسيح في الموطظة طلى الجب‪،‬‬
‫(متى ‪ ،)6‬حاي َن َقا َد ُممارساات الصالاة والصاوم والصاددة‪ ،‬طنادما كاون الياياة‬
‫منها الحصول طلى قدير الناس فه ا ال ُممارساات‪ ،‬رلام أنهاا عبدياة وراا ِل َحة‪،‬‬
‫لكنهاا طنادما ُ ماا َرس َط َلباا ل َماد النااس‪ ُ ،‬عتبار خطياة وذاي التاي أط َلاق طليهاا‬
‫باولس طباارة "الأطماال ال َمي َت اة" (طبارانيي ‪ ،)1:6‬أي الأطماال الصاا ِل َحة لأذاادا ٍي‬

‫شريرة‬
‫د الخاط في َن َظر الله ذو‪:‬‬
‫ليس الخاط في َن َظر اللاه ذاو َما ير كا خطاياا كثيارة‪َ ،‬با‪َ ،‬ما يعما‪ ،‬خطياة‬
‫وا ِح َدة‪ ،‬بال ِفكر أو بال َقول أو بال ِفع‪ ،‬أو باتم ِتناع ط طم‪ ،‬الصواِ لقد َط َرد تدم‬
‫وحواء ِم محضرا ب َسب خطية واحدة‪ ،‬و َح َرم موسى ِما دخاول أرض الموطاد‬
‫ب َسب خطية واحدة‪ ،‬وأما َت طخان ب كرمي بسب خطية واحدة‪ ،‬وأمات حنانياا‬
‫وسفيرة ب َسب خطية واحادة كماا أن اللاه يحسا الخطياة طلاى الإنساان ساواء‬
‫ار َ َكبها وذو يعري أنها خطية ويشعر ِبها أم ت لأن السهو دلي‪ ،‬الإذماال وطادم‬

‫السلو بالتدديق‬

‫إاا‪ ،‬فنح نر َ ِك خطايا ت َحصر لها الأمر ال ي طبار طناه الكتااِ فاي داول‬
‫الرِ ط الإنسان َدب‪ ،‬الطوفاان‪" :‬ورأب الارِ أن شار الإنساان داد ك ُثار‪ ،‬وإن كا‪،‬‬
‫ص ُّور أفكار دلبه إنما ذو شرير ك‪ ،‬يوم" ( كوي ‪ )5:6‬وذو ماا َطبار طناه إشاعياء‬
‫أيضاا‪" :‬كا‪ ،‬الارأس ماريض وكا ُّ‪ ،‬القلا َسا ِقيم ما أساف‪ ،‬القادم إلاى الارأس‪،‬‬

‫ليس فيه رحة‪ ،‬ب‪ ُ ،‬ر وأحباط" (إشعياء ‪)6،5:1‬‬

‫‪4‬‬

‫(‪ )2‬ما ذي نتا ج الخطية؟‬

‫للخطية دوة دت‪ُ ،‬سدا ِسية‪:‬‬

‫(‪ )1‬ق ُت‪ ،‬السلام‪ :‬م يعم‪ ،‬خطية يفقد سلامه الداخلي‪ ،‬ويمتل دلبه باالخوي‬
‫واتضطراِ فبعد أن ار ك تدم وحواء الخطية اختب ا ِم و اه اللاه ورار تدم‬
‫بخوفااه دااا لا‪َ " :‬ساا ِمع ُت َرااو َ َك فااي الجناا ِة فخشاايت‪ ،‬لأنااي ُطريااان فاختباا ُت"‬
‫( كوي ‪ )16:3‬فو ه الله ال ي كان ي َلا ُّ لآدم أن ياراا‪ ،‬أرابح ُمخيفاا لاه ذا ا ماا‬
‫فعله الخطية‪ ،‬إا ق ُت‪ ،‬السلام الاداخلي لا لك فال ُخطااة يخاافون الماوت ولقااء‬
‫اللاه‪ ،‬ذا ا الخاوي ذاو أسااس الكثيار ادا ِما الأماراض النفساية التاي أراا َبت‬

‫البشرية بعد السقوط فالخطية قت‪ ،‬السلام‬

‫(‪ )2‬ق ُت‪ ،‬الضمير‪ :‬كاان بايلاطس ا ِلساا طلاى كرساي الوتياة يح ُكام طلاى يساوع‪،‬‬
‫وأر َس َلت له زو ته رسالة قول له فيها‪" :‬إيا والك البار‪ ،‬لأني لم ُت كثيرا في‬
‫ُحلم م أ ِله" (متى ‪ )24:27‬لقد أيقظها ضميرذا ف َح رت زو ها مما سايفع‪،‬‬
‫أما بيلاطس‪ ،‬فبعد أن حكم ب َصل يسوع أراد أن ُياريح ضاميرا بطريقاة ُم يفاة‪،‬‬
‫ف َيسا‪ ،‬ي َدياه و ُ صاورا أحاد الأفالام ب ناه كلماا كاان ييسا‪ ،‬يدياه كاان يجادذما‬
‫ُملطخ َت اي بالاادماء وال اك لتصااوير م ادب ال ُّرط ا ال ا ي ُيصااي الخاااط طناادما‬
‫ير ك خطية كما نقرأ ط يهواا الإسخريوطي حي استي َقظ ضميرا بعد فوات‬
‫الأوان‪ ،‬إا حااول أن يارد الماال الا ي أخا ا لإنقااا يساوع‪ ،‬وإا و اد نفساه أماام‬

‫خطيته البشعة ال ُمرطبة‪ ،‬انتهى به الأمر إلى اتنتحار فالخطية قت‪ ،‬الضمير‬
‫(‪ )3‬ق ُت‪ ،‬ال َبراءة‪ :‬الإنسان ت يكاون كماا ذاو بعاد ار كاباه أياة خطياة يقاول طلمااء‬
‫الانفس‪" :‬إنناا ت ننساى شاياا طلاى الإطالا ‪ ،‬فكا‪ ،‬ماا نسامعه أو ناراا أو نقارأا‬

‫‪5‬‬

‫يبقى‪ ،‬إما في ال اكرة الواطية‪ ،‬أو في ال اكرة لير الواطية (ال َعق‪ ،‬البا ِط ) بحيا‬
‫تفاط‪ ،‬لك ال ُّصا َور ال َمخ و َناة‪ ،‬وت يعاود الإنساان بعادذا كماا كاان َدب َلهاا فحالاة‬

‫ال َبراءة الأولى التي ُخ ِل َق طليهاا تدم داد ُف ِقا َدت‪ ،‬فاك َت َشاف ُطر ِياه فالخطياة تا ُر‬
‫بصاا َمتها وا ِض اا َحة طل ااى ملام ااح ال َو اااه وف ااي َنبااا َرة الصاااوت وفاااي الإيمااااءات‬
‫والإشارات‪ ،‬ماما كما يت ُر ال ُجر أثرا في ال ِجسم" وكما ديا‪ ،‬لبطارس‪ُ" :‬ل َي َتاك‬
‫ُ ظ ِهار " لا لك رالى ال ُمارنم‪" :‬أط َتا ِر ُي لاك بخطيتاي وت أكا ُت ُم إثماي" (م ماور‬

‫‪ ، )5:32‬لأن الخطية قت‪ ،‬في البراءة‬

‫(‪ )4‬ق ُت‪ ،‬الكرا َمة‪ :‬لقد ضا َطت َذي َبة و َكرا َمة تدم بعد السقوط َدب َ‪ ،‬الخطياة كاان‬
‫له سلطان طلى الحيواناات‪ ،‬وكاان سايدا طليهاا لكناه بعاد الخطياة‪ ،‬راا َرت لتلاك‬
‫الحيوانات إمكانية أن كله ( كوي ‪ )26:1‬حتاى الأرض َ َمار َدت طلياه‪ ،‬وأرا َب َحت‬
‫ُ ن ِب ُت له شوكا و َح َسكا لقد َف َقاد تدم بخطيتاه كرامتاه و َذيبتاه وسالطانه كا لك‬
‫نقارأ طا اتبا الضاال‪ ،‬إا راار يشاتهي طعاام الخناازير وذاو ابا لسايد طظايم‪،‬‬
‫و َ َمنى أن يكون ك حد ال َخ َدم في بيت أبيه ك لك الأمر مع شمشاون الا ي فقاد‬

‫كرامته ودو ه بسب الخطية فالخطية ق ُت‪ ،‬الكرامة‬

‫(‪ )5‬ق ُتا‪ ،‬الإرا َدة‪ :‬بادأ الخطياة طاادة ب ِفكا َرة ثام َشاهوة ثام فعا‪ ،‬لأول مارة فاي‬
‫ار كابهااا‪ ،‬ثاام تحااول إلااى طااا َدة‪ ،‬وحينهااا ُ صاا ِبح الإرادة طااا ِ َ ة طاا ُمقاومتهااا‬
‫والتخ ُّلص منها ل لك نقول‪ :‬از َرع َط َملا حصد طا َدة‪ ،‬ازرع طاادة حصاد شخصاية‪،‬‬
‫ازرع شخصاية حصاد َمصايرا فالإنساان ابا طاد اه‪ ،‬والخطياة ماع كارار ار كابهاا‬

‫ُ ص ِبح طا َدة‪ ،‬فتسل و ق ُت‪ ،‬الإرادة‬

‫(‪ )6‬و ق ُتا‪ ،‬ال ِقا َيم‪ :‬طنادما ير ِكا الإنساان خطياة لل َمارة الأولاى‪ ،‬فإناه َيفا َ ع ِما‬
‫ار كابهاا وطناادما ُيكررذاا يش ا ُعر بعادم س اعا َدة وطنادما ُيكررذااا أك َثار يفقااد كاا‪،‬‬
‫إحسااس ب ناه ار كا خطياة‪ ،‬حيا يماوت فياه الاك الإحسااس‪ ،‬و ماوت ل َدياه‬

‫‪6‬‬

‫ال ِقا َيم ال ُعلياا التاي َ َعلمهاا َدابلا فكا‪ ،‬خطياة ُ َمهاد الطرياق للخطياة التالياة لهاا‪،‬‬
‫و جع‪ ،‬الثانية أس َه‪ِ ،‬م الأولى‪ ،‬فتموت ال ُم ُث‪ ،‬ال ُعليا وذك ا صابح الحيااة ليار‬

‫ديرة ب ن نحياذا‪ ،‬لأنها رارت بلا ديم‬

‫وذكا ا ُ ف ِقادنا الخطياة بساا َطة ال ِفكار و َنقاا َوة ال َقلا ‪ ،‬و ُ ييار َنظر ناا إلاى‬
‫أن ُفسنا وإلى الأمور ِم حولنا و ورثنا ال َخوي وال َق َلق وال ِخ ي وال َع اِ وال َهوان‬
‫م اا أب َشااع لااك النت اا ج‪ ،‬لاا لك يقااول بااولس إنن اا "أمااوات بالاا نوِ والخطايااا"‬
‫(أفسس ‪ )2:1‬ودال الأِ ط ابنه الخاط الضال طندما طااد إلاى بيات أبياه‪ :‬إناه‬

‫"كان ميتا فعاش" (لودا ‪)24:15‬‬

‫(‪ )3‬ما ذو طقاِ الخطية؟‬

‫الخطية في اا ها َموت‪ ،‬ليس الك فقاط‪ ،‬با‪ ،‬طقابهاا ال َماوت أيضاا‪ ،‬لايس‬
‫فقط َموت الجساد‪ ،‬الا ي ذاو نهاياة كا‪َ َ ،‬سا ٍد‪َ ،‬با‪ ،‬الماوت الأبادي‪ ،‬أي العا اِ‬
‫الأبدي ال ُمر ِط باتنفصال الأبدي طا اللاه فاي ذا ا يقاول‪" :‬أ ا َرة الخطياة ذاي‬
‫َماوت" (رومياة ‪ )23:6‬ويقاول إشاعياء‪" :‬ذاواا ياوم الارِ داادم داسايا بساخط‬
‫وحمو لض ‪ ،‬ليجع‪ ،‬الأرض خراباا‪ ،‬ويبياد منهاا خطا هاا" (إشاعياء ‪ )9:13‬لا لك‬
‫يح رنا‪" :‬فإنه إن أخط نا باختيارنا‪ ،‬بعدما أخ نا معرفة ال َحاق‪ ،‬ت بقاى بعاد ابيحاة‬
‫طا الخطاياا‪َ ،‬با‪ ،‬دباول دينوناة ُمخياف‪ ،‬و َليا َرة ناا ٍر طتيا َدة أن ُكا‪ ،‬ال ُمضاادي "‬
‫(طبارانيي ‪ )27،26:10‬فماا أشاد الاك العا اِ الأبادي الا ي ت ينتهاي‪ ،‬ك ِعقاا ٍِ‬
‫طاد ٍل للخطاة فالخطياة جلا طقااِ اللاه العاادل طلاى ال َب َشار الخطااة‪ ،‬فاي ذا ا‬
‫ال ماان (رومياة ‪" )28:1‬أسالمهم اللاه إلاى اذا مرفاوض ليفعلاوا ماا ت يلياق"‪،‬‬

‫وفي ال مان الآ ي أيضا‬

‫‪7‬‬

‫فإاا كانت ذ ا ذي الخطية‪ ،‬وذ ا نتا جها ال ُمخيفة‪ ،‬وذ ا طقابها ال ُمر ِط ‪،‬‬
‫ف َه‪ ،‬ذنا ِم َحا‪ ،‬للخالا ِمنهاا؟ إن َما ُيادركون شانا َطة وبشاا َطة خطايااذم‬
‫ُيحاولون استرضاء الله لييفر لهم بحس ُمعتقدا هم فما ذي ُط ُر ال َب َشر التاي‬
‫اخترطوذاا ل َنيا‪ ،‬لفاران اللاه والت َم ُّتاع ِب ِرضااا؟ وماا ذاي الطريقاة التاي َطينهاا اللاه‬

‫ل لك؟‬

‫(‪ )4‬كيف نخ ُلص م الخطية؟‬

‫َم يشعرون ببشاطة خطاياذم‪ ،‬بحس ال َورف الدديق الا ي فهمنااا‪،‬‬
‫يحاولون استرضاء الله لينالوا لفرانه‪ ،‬لك ك‪ ،‬بحس اطتقادا ل َنشر الاك فاي‬
‫ِمثال وضيحي‪ :‬لو أن أحادا ُح ِكا َم طلياه بالإطادام ُحكماا طاا ِدت بثباوت الأ ِدلاة‪ ،‬لأناه‬
‫دتا‪ ،‬إنساانا َطمادا‪ ،‬وبادأ ُيفكار فاي إنقااا نفساه ما الاك ال ُحكام العاا ِدل‪ ،‬فماااا‬
‫يمكا أن يفعا‪،‬؟ (ذا ا ذاي حالاة الإنساان الخااط أماام اللاه القاضاي العاادل‬
‫ال ُم ِحا ) ربماا ُيفكار الاك الماتهم فاي أن َيسا َتع ِطف القاضاي وي َتا ل‪ ،‬أما َماه‪،‬‬
‫ل ُمحاولاة الضايط العااطفي طلياه‪ ،‬لايح ُكم لاه باالبراءة (أسالوِ الصالاة) أو أن‬
‫َيم ِت ِنع ط الطعام والشراِ لفترات طويلة‪ ،‬ل َع‪ ،‬القاضي َي ِر ُّ دلبه و ُييير ُحك َماه‬
‫(أسلوِ الصوم) أو يقف أماام القاضاي وي َت َعهاد ب ناه سايتوِ وَلا يعاود إلاى‬
‫ار كاِ مث‪ ،‬لك الجريمة مرة أخرب (أسلوِ التو َبة) أو أن ُيوزع ك‪ ،‬أمواله طلى‬
‫الفقراء والمساكي ‪ ،‬لكي َيح ُكم له القاضي ببراء ه (أسلوِ الص َد َدة) أو أن َيلج‬
‫إلى أحد ال ُمقربي ِم القاضي ليتوسط له ِطندا ف ُييير ُحك َمه (أسلوِ الشفا َطة)‬
‫ذ ا نمااج لما يمك أن يفكر الإنسان الخااط أن يعملاه ل َنيا‪ ،‬لفاران اللاه‬
‫طلى خطاياا‪ ،‬وذي وسا ‪ ،‬ي خ بها بعض‪ ،‬ظاني أنهم ب لك ينالون لفران اللاه‬
‫وخلاره ما خطايااذم لكا ‪ ،‬ماااا فعا‪ ،‬كا‪ ،‬ذا ا الأساالي ‪ ،‬حتاى وذاي فاي‬

‫‪8‬‬

‫أف َض‪ ،‬رورذا‪ ،‬أمام َن ا َذاة وطدالاة الاك القاضاي؟ ذا‪ ،‬يمكا أن َ خدطاه و اؤثر‬
‫طليه ف ُييير ُحك َمه؟ ذ‪ ،‬يمك أن َ في طدالته ف َيح ُكم بال َبرا َءة؟‬

‫إن الصاوم‪ ،‬والص الاة‪ ،‬والصا َد َدة‪ ،‬والتو َب اة‪ِ ،‬داا َيم طظيماة ومبااادة روحيااة‬
‫ُمبا َركة‪ ،‬لكنها ت ستطيع أن ُ عياد راورة الإنساان التاي َف َقادذا بساب خطيتاه‪،‬‬
‫وت ستطيع أن ا ُرد كراماة اللاه ال ُمها َناة ب َساب َكسار الإنساان ورااياا والتعادي‬
‫طليها ل لك ُيعلمنا الكتاِ أن الأطمال الصا ِل َحة التاي َيعملهاا الإنساان َلا َ م َنحاه‬
‫اليفاران‪َ ،‬با‪ ،‬إنهاا ا ي نتيجاة إيماناه ولفاران خطايااا‪ ،‬فهاي َلي َسات َسا َب َنيلاه‬
‫اليفران‪ ،‬لأنه "ليس ِما أطماا ٍل كايلا يف َت ِخار أ َحاد" فلاو أن الاك القاضاي‪ ،‬الا ي‬
‫اش َت َهر برحمته‪ ،‬يمك الت ثير في ُحك ِم ِه ب ِمث‪ ،‬ذا ا ال ُمحاا َوتت‪ ،‬فإناه ت ُيمكا أن‬

‫يكون دا ِضيا طا ِدت و َن ِ يها‬

‫َيج أن نعري أن الله طا ِدل أيضا‪ ،‬فهو َلايس َرحيماا ُم ِحباا فقاط َفالا سابي‪،‬‬
‫للحصول طلى رحمته والتم ُّتع بيفرانه م دون طداَلاة وطناد اللاه‪َ ،‬لي َسات ذناا‬

‫طدالاة دون رحماة ومحباة أماا العدالاة فهاي‪" :‬أ ا َرة الخطياة ذاي َماوت" طنادما‬
‫نقااول إن اللااه كا ِماا‪ ،‬الصاافات َنعنااي أن العدالااة طناادا ‪ %100‬وال ُحاا ‪%100‬‬

‫والرحمة ‪ %100‬وذك ا فلا يجاوز اتطماناان إلاى رحماة الاك القاضاي واطتباارا‬

‫ُم ِحبا إلى الدر ة التي ت يكون فيها طا ِدت‪ ،‬أو اطتباارا طاا ِدت للدر اة التاي ت يكاون‬
‫فيهااا ُم ِحبااا رحيمااا إاا‪ ،‬ت ُبااد ِماا نفياا العقوبااة العادلااة‪ ،‬وإت يكااون القاضااي‬
‫ُمنا ِدضاا ل َنفساه‪َ ،‬ي َضاع داواني وت َيلتا م ذاو بهاا وت َيحترمهاا‪ ،‬فيفقاد ن ا َذتاه‬
‫و َذي َبته وإاا كان َيق َب‪ ،‬بتلك الأسالي ‪ ،‬فإنه ُيمك الضيط طليه بهاا أو بييرذاا‪،‬‬

‫طالمااا أنااه َيق َباا‪ ،‬الرشااوة أو الوسااا َطة‪ ،‬و ُييياار أحكامااه و ُيساااوي َبااي ال َبااريء‬
‫وال ُمج ِرم! ذ ا‪ ،‬ب ُك‪ ،‬كيد‪ ،‬رورة َميلوطة دا و َلير رحيحة َط الله فلأن اللاه‬
‫طاا ِدل‪ ،‬وداا ٍض َن ياه‪ ،‬فإناه يل َتا ِ م بقوا ِنيناه و َيحترمهاا‪ ،‬ويطلا حقياق العدالاة‬

‫و نفي العقو َبة في الك ال ُمج ِرم فمااا َف َع‪ ،‬في لك القضية؟‬
‫‪9‬‬

‫رحيح أنه َمشهور بالرح َماة‪ ،‬لكناه أيضاا ُيقادس العدالاة‪ ،‬وت ُيفارط ُمطلقاا‬
‫في ال َحق فلا ُبد ِم حقيق ال ُح وال َعدل َمعا ِما ذناا َنف َهام َمبادأ التعاويض‬
‫ومعنى ال َبدي‪ ،‬والكفا َرة فلا ُباد ِما كاا ِ ت َخار َي ِحا‪َ ،‬م َحا‪ ،‬الاك ال َخااط ال ُمجارم‬
‫ويتحم‪ ،،‬نيابة طنه‪ ،‬نتيجة خطاياا وطقابها ب لك ُي َكفر َطنها‪ ،‬أي ُييطيها و ُييطي‬

‫مودف الك الخاط أمام الله‪ ،‬باطتبارا القاضاي العاادل وبا لك يتحقاق ال َعادل‬
‫وال ُح في ت ٍن لك كيف َ ِتم ذ ا ال َكفارة؟‬

‫أوت‪ :‬ال َبدي‪َ ،‬ي ِج أن يكون‪:‬‬

‫(‪ )1‬إنسانا‪ :‬يج أن يكون البدي‪ُ ،‬مساويا لل َمطلوِ ِفداؤا‪ ،‬ل َيحا‪َ ،‬محلاه و َيفدياه‬
‫ِما ال ِعقااِ وال َمطلاوِ فاداؤا ذناا ذاو الإنساان‪ ،‬إاا يجا أن يكاون البادي‪،‬‬

‫إنسانا‬
‫(‪َ )2‬مع ُصوما‪َ :‬يخلو ماما ِم أية خطية‪ ،‬وإت َف َل َيق َبله الله فإاا كان ذو إنسانا‬
‫خا ِطاا‪ ،‬فهاو فاي حا اة ل َما يكفار لاه طا خطايااا لا لك يجا أن يكاون البادي‪،‬‬
‫إنساانا َمعصاوما ماماا‪ ،‬حتاى َي َها طبيعاة روحياة نقياة للخااط الا ي يفدياه‪،‬‬

‫يتوافق بها مع الله القدوس‬

‫(‪ )3‬كا ِفيا‪ :‬إاا كان ال ُم َراد ِفداء مليار إنسان خاط ‪َ ،‬ماثلا‪ ،‬كاون الحا اة إلاى ملياار‬
‫إنسان ت َخر َمعصوم َبدتء ط أولاك ال ُخطاة‪ ،‬وذو أمر لير معقول لا لك‪ ،‬ي ِجا‬

‫أن يكون ال َبدي‪ ،‬إنسانا َمعصوما‪ ،‬وله ِدي َمة ُ عا ِدل الناس َ ميعا‪ ،‬فلا يكون َبديلا‬
‫ل َفر ٍد وا ِح ٍد‪َ ،‬ب‪ ،‬يكون دا ِدرا أن يكون َب ِديلا ط ميع الناس‬

‫باديلا طا كا‪،‬‬ ‫(‪ُ )4‬م َضحيا‪ :‬أي َي ِج أن َيق َبا‪ ،‬أن ُي َقادم نفساه و َيق َبا‪ ،‬ال َق َصاا‬
‫الناس‪ ،‬وذو ال َمعصوم وال َبرة ماما‬

‫‪10‬‬

‫(‪ )5‬إَلها‪ :‬فحتى َيقادر أن ُيقادم نفساه َباديلا‪َ ،‬ي ِجا أن يكاون ما ِلكاا لنفساه وكا‪،‬‬
‫إنسان َمخلو ذو ِملاك للاه الخاا ِلق ولايس ملكاا لنفساه لا لك َي ِجا أن يكاون‬
‫الاك البادي‪َ ،‬ليار مخلاو ‪ ،‬أي خالقاا‪ ،‬أي إلهاا بجانا إنساانيته الكا ِم َلاة الكا ِف َياة‬

‫ال ُم َت َمي ة‬

‫ثانيا‪ :‬الدور الإَلهي في ال َخلا ‪:‬‬

‫استكمات للتشبيه السابق‪ ،‬فإن الك القاضي ال ُم ِح العا ِدل دد دام ط كرسيه‪،‬‬
‫وأخ َرج الاك ال ُماتهم ِما َد َفاص ات هاام‪ ،‬وأد َخا َ‪ ،‬نفساه َبا ِديلا َطنا ُه‪ ،‬و َح َكا َم طلاى‬
‫نفسه بال َموت النيابي‪ُ ،‬م َنف ا في نفسه الك ال ُحكم‪ ،‬حقيقاا لل َعدالاة‪ ،‬و حقيقاا‬
‫للرحماة والمحباة أيضاا فيقاول فاي الاك‪" :‬الرح َماة وال َحا ُّق ال َت َقياا ال ِبا ُّر والسالا ُم‬
‫َ لا َثماا" (م ماور ‪ )10:85‬فا َخا َ اللاه ناساو ا ِما ِ ن ِسانا‪ ،‬أي جساد فاي إنساا ٍن‬
‫يخلو ماما ِم أية خطية‪ ،‬لكي يفدينا ِم َدصا الخطية العا ِدل ذ ا ال ي رتا‬
‫يوحنا المعمادان فقاال َطناه‪" :‬ذاواا َح َما‪ ،‬اللاه الا ي يرفاع خطياة العااَلم" (يوحناا‬
‫‪ )29:1‬وداال باولس‪" :‬إن اللاه كاان فاي المسايح ُم َصاا ِلحا العااَلم ل َنفساه‪ ،‬ليار‬

‫حا ِس ٍ لهم خطاياذم‪ ،‬ووا ِضعا فينا كلمة ال ُمصاَل َحة" (‪2‬كورنثوس ‪)18:5‬‬

‫كان نظام ال با ح الحيوانية في العهد القديم ب َمثا َبة "بروفا" ِل َما طملاه اللاه‬
‫في ِم‪،‬ء ال مان فكان الحيوان الصحيح ذو ال َبدي‪ ،‬للإنسان الخاط ل َتنفي ُحكم‬
‫الموت فيه وك‪ ،‬خطية كا َنت لها ابيحة ب َح َس َحجمها‪ ،‬وت و َ د ابيحاة واحادة‬
‫َ صلح أن كون َط ك‪ ،‬خطايا ك‪ ،‬الناس في ك‪ ،‬الأودات في ذ ا يقاول أيضاا‪:‬‬
‫"ك ُّ‪ ،‬كا ِذ يقوم ك‪ ،‬يوم‪ ،‬يخدم و ُيقدم ِمرارا كثيارة لاك الا با ح طينهاا‪ ،‬التاي ت‬
‫ستطيع ال َبتة أن ن ع الخطية وأما ذ ا‪ ،‬ف َبعدما ددم ط الخطايا ابيحة وا ِح َدة‪،‬‬

‫َ َل َس إلى الأبد ط يمي الله" (طبرانيي ‪)12-11:10‬‬

‫‪11‬‬

‫وفي (أفسس ‪َ )2‬ر َسم بولس رورة سوداء طا الخطياة (ع ‪ ،)3-1‬ثام داال‬
‫إن الله كت طليها أط َظم دصة ُح في الو ود‪ ،‬دصاة محبتاه لل َب َشار الخطااة (ع‬
‫‪ )6-4‬وإا َبدأ ال َمق َطع الأول بكلمة "أن ُتم"‪َ ،‬بدأ الثاني بكلمة "الله" ف َمهما كا َنت‬
‫حالة مو ِ نا بسب انوبنا وخطايانا‪ ،‬فالباِ َمفتو وذنا ر اء َحاي و َحا‪ ،‬أم َثا‪،‬‬
‫لقد َد َت َلات الخطياة ال َبارا َءة‪ ،‬لكا المسايح أزال الإحسااس بالا ن ‪ ،‬فمهماا كانات‬

‫الحال سياة‪ ،‬فباِ الر اء مفتو دا ما الخطية دتلت ال ِق َيم وال ُم ُث‪ ،‬ال ُعليا‪ ،‬لكا‬
‫المسايح ُيحياي ذا ا ال ِقا َيم ِما دياد فاي ال َقلا الجدياد‪ ،‬لأن وساا ط النعماة‬
‫ُ ن ِعش و ُ حيي لك المبادة التي أخ َم َد ها الخطياة َد َت َلات الإرادة‪ ،‬لكا المسايح‬
‫ُيعيد َخلق لك الإرادة ِم ديد‪ ،‬ف ُي َحرر الأسير و ُيحطم دوة الخطية فالله‪ ،‬ال ي‬
‫ذاو َل ِناي فاي الرحماة وال َم َحباة‪ ،‬و ِما أ ا‪ ،‬حقياق طداَلتاه وددا َساته‪ ،‬أحياناا ماع‬
‫المسيح وأدا َمنا معه وأ لسنا معه في السماويات ذ ا ذو َط َم‪ِ ،‬نعمته‪ ،‬وليس‬

‫بسب أطمالنا الصالحة‬

‫ثالثا‪ :‬الدور الإنساني في الخلا ‪:‬‬

‫الله ذو ال ي أ َخ َ ال ُمبا َد َرة‪َ ،‬فدبر ك‪ ،‬شيء‪ ،‬وطم‪ ،‬ك‪ ،‬شيء‪ ،‬و َط َرض أمام ال َب َشار‬
‫كا‪ ،‬شايء طملاه لكناه ت َيي ِصا أحادا طلاى دباول الاك التادبير ب ِخالاي إرا َد اه‬

‫الخارة وحريته الشخصية فكيف ينا ُل الإنسان اليفران ِم الله؟ بثلا َثة‪:‬‬

‫(‪ )1‬الإيمان‪:‬‬
‫الإيماان َلايس ذاو التصاديق الساا ِزج الا ي َلايس لاه ماا ُي َباررا‪ ،‬وَلايس ذاو حاَلاة‬
‫التفااؤل واتس ِتسالام واتط ِتقااد بال َيي ِبياات وبال َقضااء وال َقا َدر لأن رااح الاك‬
‫الإيماان الساازج أو التفااؤلي شاخص َساه‪ ،‬اتنقيااد واتن ِخاداع‪ ،‬و َطاديم ال ِفط َناة‬
‫والتميي ‪ ،‬وخا ِم‪ ،‬ال ِفكار‪ ،‬و َليار َمساؤول أماا الإيماان الصاحيح فهاو الث َقاة التا َماة‬

‫في مواطيد الله التي ت ُحدود لها‪ِ ،‬ث َقة يقي ِنية لها ما ُي َبررذا ِما كلماة اللاه و ِما‬

‫‪12‬‬

‫َمعرفاة ُددر اه الفا ِ َقاة فالإيماان َلايس َطقيادة تذو ياة‪ ،‬وت ُممارساة َطق ِساية‪،‬‬
‫ُرلم أذ ِمية ذ ا و ِ لاك‪ ،‬لكناه َ فكيار إيجاابي َمنطقاي و َمساؤول‪ ،‬وأسالوِ حيااة‬
‫َفعال ووا ِثق الإيمان ذو حياة التل َم َ ة للمسيح‪ ،‬أي الت َش ُّبه به في ال ِفكر وال َقول‬
‫وال ِفع‪ ،‬فال ي يؤم بالمسيح‪ ،‬ذو ال ي يحيا المسيح فيه‪ ،‬و َيظ َهر فاي فكيارا‬

‫ال ُمس َتنير و ُسلوكه ال ُم ِنير‬

‫(‪ )2‬التو َبة‪:‬‬
‫التوبة وح َدذا ت ُ َخلص الخاطي ِم نتا ج و ِطقاِ خطيته داد يتاوِ إنساان َطا‬
‫خطياة َ َج ُّنباا لل َف ِضاي َحة‪ ،‬أو لل ِحفاا طلاى ِراحته الجسادية إن الإيماان ذاو الا ي‬
‫ُي َخلص‪ ،‬لكا التو َباة ذاي ال ُمق َتا ِرن ال ِفعلاي بالإيماان لا لك كانات كارازة المسايح‬
‫" وبوا وت ِم ُنوا بالإنجي‪( "،‬مردس ‪ )15:1‬ف ُهما َط َمالان ُمق َترناان َمعاا‪ ،‬التوباة طا‬
‫الخطية والإيمان بال َخ َبر السار التو َبة ذاي النا َدم طلاى الشار ال ُمر َ َكا ‪ ،‬باال َقول أو‬
‫ال ِفكر أو ال ِفع‪ ،،‬والن َدم طلى ال َخير الا ي َلام ُين َجا ‪ ،‬والتحا ُّول إلاى ال َخيار والصالا‬
‫لقاد َنادم بطارس لأناه أن َكار المسايح‪ ،‬و َبكاى ُبكااء ُمارا‪ ،‬وطاا َد إلاى محباة المسايح‬
‫و ِخد َم ِته أما يهواا فقد َندم َن َدما شاديدا أيضاا‪ ،‬لكناه َلام َي َتييار وَلام َيتحاول إلاى‬
‫ال َخير‪ ،‬وَلم ين َت ِفع شاياا ِما َن َد ِماه‪َ ،‬با‪ ،‬مضاى و َخ َنا َق نفساه لا لك يقاول الارِ‪:‬‬
‫" ُاا ُكر ِم أي َ َس َقط َت‪َ ،‬و ُ ا ‪َ ،‬واط َما‪ ،‬الأطماال الأوَلاى" (رؤياا ‪ )2:2‬وذناا إشاارة‬

‫إلى ثلا َثة أفعا ٍل ذامة في ِرح َلة ال َعو َدة إلى الرِ‪:‬‬

‫أ ُاا ُكار ذا ا أولاى خطاوات الر اوع‪ ،‬وذاي طملياة ِفكرياة َ ا َ كر ماا ُكنا َت ِفياه‪،‬‬
‫وانت ِباه إلاى ماا أرا َبح َت َط َلياه‪ ،‬و َ ا َ كر ال ُّنق َطاة الفا ِرا َلة بين ُهماا كماا َفعا‪ ،‬اتبا‬

‫الضال حي َ ر بيت أبيه‪ ،‬حي َفكر وأ رب ُمقا َر َنة َبي الحاَلة التاي َو َرا‪ ،‬إَليهاا‬
‫ب َس َب اب ِتعادا ط ِحض أبياه‪ ،‬والحالاة ال ُم َتميا ة التاي كاان فيهاا ف َقولاه "اا ُكار"‬

‫فيه َح طلى الت ُّم‪ ،‬والتفكير والت َ ُّكر‬

‫‪13‬‬

‫ِ ُ وذي الخطوة الإرا ِدية‪ ،‬ا ِخ القارار ب َتيييار ا جاذاك اط َتا ِري با ن ال َعيا‬
‫ليس في ال ُّظروي أو في الآ َخري ‪َ ،‬ب‪ِ ،‬فيك أن َت ذ ا ما طملاه اتبا الضاال‪ ،‬إا‬

‫دال‪" :‬أ ُدو ُم وأر ِ ُع إلى أبي" فالتو َبة درار إرا ِدي‬
‫ج َواط َماا‪ ،‬الأطمااال الأولااى طناادما تاا كر الخطيااة التااي ار كب َتهااا ت َ ياا س وت‬

‫َ ف َش‪َ ،،‬ب‪ ،‬ا ِخ القرار الصا ِ ‪َ ،‬و ُطد واط َم‪ ،‬أطماَلك الأولى الصا ِل َحة ذناا َما‬
‫َي ِقفااون ِطناا َد ُخطاا َو َ ي التاا ُّكر والتو َبااة الساال ِبية (أي التو ُّدااف َطاا الخطيااة)‪ ،‬وت‬
‫َيعملاون شاياا ُي َبار ِذ َ او َبت ُهم فاط َما‪َ ،‬ط َمالا ُيبار ِذ لاك حقيقاة إيما ِناك و ِراحة‬

‫و َبتك‪ ،‬و َيض َم َط َدم طود ك لخطايا السابقة‬

‫(‪ )3‬النمو‪:‬‬
‫الطفا‪ ،‬الا ي يوَلاد وت ينماو يكاو َن َمريضاا و َليار طبيعاي‪ ،‬فاالنمو دليا‪ ،‬الحيااة‬
‫ذناا ثلا َثاة وساا ط ووساا ‪ ،‬للنماو ال ُّروحاي‪ ،‬ماا َيضا َم ل َما ناال ُلفراناا َطا‬

‫خطاياا اتستمرار في حياة الإيمان والتو َبة بلا َطو َدة للخطية‪ ،‬وذي‪:‬‬
‫أ ال َك ِل َمة ادرأ وادرس كلماة اللاه واف َهمهاا يادا لأناه "لايس باال ُخب وحادا يحياا‬
‫الإنسان‪ ،‬ب‪ ،‬بك‪ ،‬كلمة خرج ما َفا ِم اللاه" (متاى ‪ )4:4‬ذا ا ذاو ال ِيا اء الروحاي‬

‫الدا م‪ ،‬ال ي َيض َم لك النمو الإيماني وال ُّنضج ال ِفكري‬
‫ِ الصلاة ُك طلى ِر َلة دا مة بالرِ‪ ،‬ا َع‪ ،‬طلادتك معاه طلاداة حياة نا ِب َضاة‬
‫ونا ِضا َجة لايس بالشاك‪ ،‬الرو يناي الطقساي الجااي‪َ ،‬با‪ ،‬باال ِحوار معاه والتفكيار‬

‫ال َمسؤول في َمح َض ِرأ فالصلاة ُسؤال و َمسؤولية‬
‫ج الش ِر َكة إاا كا َنت ال ُمعاشرات الردية ُ ف ِسد الأخلا الجيدة‪ ،‬فاإن ال ُمعاشارات‬
‫الجيدة َ ض َم استمرار الإيمان وار قا ه يوماا فيوماا لا لك داال ال ُمارنم‪ُ ،‬مشايرا‬

‫‪14‬‬

‫إلى حياة المؤم النا ِضاج‪" :‬فاي َمج ِلاس ال ُمسا َته ي َلام َيج ِلاس" (م ماور ‪)1:1‬‬
‫ف ُمخاَل َطة ال ُمؤمني ُ َقوي الإيمان‪ ،‬و َمجا ِلس الأ قياء ُ َنمي ال ِفكر‬

‫(‪َ )5‬م ال ي ت ُيخ ِط ؟‬

‫يقاول الرساول يوحناا‪" :‬إن ُدلناا إناه َلاي َس َلناا خطياة‪ُ ،‬ن ِضا ُّ‪ ،‬أن ُفسانا وَلايس‬
‫ال َح ُّق ِفينا إن اط َت َرفنا بخطايانا ف ُهو أ ِمي وطادل إن ُدلنا إنناا َلام ُنخطا َنج َعلاه‬
‫كا ِاباا‪ ،‬و َك ِل َم ُتا ُه َلي َسات ِفيناا" (‪1‬يوحناا ‪ )10-8:1‬ذا ا يعناي أناه ِما الطبيعاي أن‬
‫ُنخط ‪ ،‬و َم يقول ب َعكس اا يكون كا ِاباا وخا ِلياا ِما ال َحاق لكا يوحناا يعاود‬
‫فيقول‪" :‬ك ُّ‪َ ،‬م ذو َمولود ِما َ اللاه ت َيف َعا‪ ،‬خطياة‪ ،‬لأن َزر َطا ُه َيث ُبا ُت ِفياه‪ ،‬وت‬
‫َيس َتطيع أن ُيخط لأنه َمولود ِم الله" (‪َ )9:3‬ف َه‪ ،‬ذ ا أدوال ُم َتنا ِد َضة معا؟‬

‫يقاول يوحناا إن النااس إماا أوتد اللاه وإماا أوتد إبلايس‪ ،‬وت يو َ اد َرانف‬
‫ثا ِل وال ِمقياس ال ي ُن َمي ِبه َبين ُهما ليس ِمقياسا طا فياا أو تذو ياا أو اريخياا‬
‫أو َطقساايا أو نساايا‪َ ،‬باا‪ ،‬يقااول‪" :‬بهاا ا أوت ُد اللااه ظااا ِذرون وأوتد إبلاايس"‪،‬‬
‫فال ُمقارنة بينهما كون ِم حي ار كاِ الخطياة فاي ( ‪ )2‬يقاول إن المولاود‬
‫ِما اللاه إنساان ُيخطا ‪ ،‬لكناه فاي ( ‪ )3‬يقاول إن المولاود ِما اللاه ت يفعا‪،‬‬

‫خطية‪ ،‬وت يستطيع أن ُيخط وَليس ذنا نا ُدض َبي ال َقوَلي ‪:‬‬

‫أ فاي ( ‪َ )2‬ي َضااع الحياااة المساايحية ف اي رااور ها الواد ِعيااة ال ُمعا َشااة‪ ،‬و ُي َنبااه‬
‫المؤمني لكي ت ُيخ ِطاوا (‪ )1:2‬فال ُمؤم َي ِج أن ت ير َ ِك خطية ب َقصد و ِطم ٍد‬
‫وإررار‪ ،‬وإاا ُ ارِ وأخطا ‪ ،‬فإناه َي ِجا أن يقاوم ما خطيتاه و َيع َتا ِري بهاا للارِ‬
‫ويتوِ طنها‪ ،‬ويعود إلاى حيا اه الأولاى لأن ذناا َشا ِفيع ُي َكفار َلاه طا خطيتاه‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫يسوع المسيح ف َليس ال َمطلوِ أن كون حياة ال ُمؤم خا ِلية ِم الخطية‪ ،‬فه ا‬
‫ِضد الطبيعة والحقيقة والوا ِدع‪َ ،‬ب‪ ،‬أن كون له نوطية حياة ت َ س َتس ِلم للخطياة‬
‫وت َ س َتسا ِه‪ ،‬وت ُ كارر ار كابهاا أي‪ ،‬حيااة كاون الخطياة فيهاا انحاراي ُمؤدات‬

‫وَلح َظة َذ ي َمة شااة‬

‫ِ أماا فاي ( ‪ )3‬فإناه َي َضاع الحيااة المسايحية فاي راور ها ال ِمثالياة الوا ِ َباة‬
‫فيقول إن المؤم َد َخ‪ ،‬في حياة ديادة َماع اللاه‪ ،‬لا لك‪ ،‬فهاو ت َيق َبا‪ُ ،‬مط َلقاا‬

‫اتستمرار فاي ار ِ كااِ الخطياة فالا يقاول يوحناا إن المولاود ِما اللاه ت ُيخطا‬
‫أ َبدا‪ ،‬ب‪ ،‬إنه ُيخط أحياناا وت يقاول إناه ت يساتطيع أن ُيخطا ‪ ،‬ب َمعناى أن َل َدياه‬

‫َطج طبيعي ط ار كاِ الخطية‪ ،‬ب‪َ ،‬ل َديه َطج أ َد ِبي ط ار كابها‬

‫خا مة‬

‫ُك‪ ،‬مولود ِما اللاه ُم َعارض أن ُيخطا ‪ ،‬لكناه ت َيطا َر أسا ِل َحته‬
‫وت َيس َتس ِلم ل َنفسه ول َش َهوا ه واندفا ِطاه فالخااط ُيخ ِطا و َيسا َت ِمر‬

‫فاي خطيتاه‪ ،‬وت َين َت ِباه إلاى محباة الارِ و َكفاارة المسايح وال ُماؤ ِم‬
‫أيضاا ُيخطا ‪ ،‬لكناه يقاوم ب ُسارطة وت َيسا َت ِمر فاي الخطياة‪ ،‬و َيعتاري‬
‫للارِ ويتاوِ و َيعما‪ ،‬أطماات ُ َتار ِ م حيا اه الجديادة وإيماناه الصاحيح‬

‫و َ وبته الصاا ِد َدة الخااط ت َيشا ُعر ب َفا َ ٍع وذاو ير َ ِكا الخطياة‪ ،‬لكا‬
‫المااؤم ل َديااه حساسااية طا ِل َيااة‪ ،‬ف ُياادر أنااه أخطاا ‪ ،‬و َيسااعى إلااى‬

‫‪16‬‬

‫َ صحيحه بسرطة ذ ا ذو الفا ِر َباي الماؤ ِم والخااطي الأول َحاي‪،‬‬
‫َيس ُقط ويقوم‪ ،‬والثاني ِميت‪َ ،‬يس ُقط وت يس َتطيع ال ِقيام به ا أوتد‬

‫الله ظاذرون‪ ،‬وأوتد إبليس‬
‫لقراءة ومعرفة الم يد‬
‫‪www.facebook.com/Ameer.Eshak‬‬

‫‪17‬‬




Click to View FlipBook Version