1
2
3
وأضرررررحت اضرررررية الع الم هليةج وأصرررررب هناك مجموعة من الثوابت والعناصرررررررر
المواف من اضرررررررريتاررا هو ال يصررررررررررل بين التي يتحرربب باررا النام ال ومي الع وبي في
المناضل الع وبي وبين الخان ال ليل. مسرررالة الصررر اي م الهيان الصرررايوني ال
ُخِل َق مشرررررررروهاد وعي ااب علإ الب ا من
شرلت ال ضية ال لسطينية مهانة با لة خلال ا ستم ا ِب َمِّبه بعوامل ومتطلبات الب ا
في فه وضررررررررمي حل البعرررر الع بي والبيمومة وهو أمٌ –وفق مناجية التا يخ-
ا شررررت اهي وأببياتهج فمن تاسرررري البع ُ في
الساب من نيسان من عام 1947ف شعا يمهن َبَوا ُمه لإ الأبب.
البفاي عن ال ضرررايا الع بيةج خاصرررة اضرررية
فلسررررطينج الجل الع بي الأهث سرررروخاد
في ضررمي الع ووجبانامج ال ين يعيشررون
ه ه الأيام ه ى نهبتاا ال ابعة والسرررررررربعينج
حين تهررالبررت هرر طل اُوى الطريرران ا مب يررالي
العررالمي ضررررررررررب الأمررة الع بيررة لطعناررا في
الصرميمج هي يسرتم نلفاا الأبب لتعي في
بوامة ال ص اي ليختل توالناا وفاابة ا ست ا
لتتمهن اُوى الشرر من ال تك باا واسررترلالاا
واستلا هل ح وااا الإنسانية.
ل ب شهلت فلسطين من اللحظات الأولإ
التي توضرررررحت خلالاا الأطماي الصرررررايونية
وا مب يالية العالمية هيلة الصرررررررر اي الع بي
4
المصرررررررطن ج وتابب ه لك تطلعاتاا الوحبويةج فلسررررطين والنضررررال من أجل تح ي هاج وأعلن
وشررررخصرررريتاا ال وميةج ووجوبها الحضررررا موا ه صرر احة من البباية حول ه ه ال ضررية
ال وميةج مؤهباد علإ فض وعب بل و وعلإ
سررررياسرررريادج ااتصررررابيادج ث افيادج اوميادج وبينيادج ع وبة فلسررررررررطين وح وق شررررررررعبارا الع بي
وهرر لررك ث واتاررا الطبيعيررةج ف أن يتوجرره التا يخية فيااج مح اد في حينه من المخاط
م رراتلوه وايرراباترره لخوض معرررا ك البطولررة التي سررتت ت علإ اامة الهيان الصررايوني
وال با عام 1948م في فلسطين تن ي اد ل ا العنصرررررررر ال اعبة المت بمة ل وى التحالف
اتخ ه با ا الشرررررران لإن ا ع وبتاا من ب اثن الر بي ب يابة الو يات المتحبة الأم يهية في
أخط اسررتعما اسررتيطاني عنصرر ،وا هابيج
عم انررراعتررره أن هررر ه الح لم تحظ المنط ة الع بيةج افضررررررراد ت سررررررريم
با سررررتعباب والتحضرررري الجيب لاا من فلسررطين باعياد لتضرراف جاوب الأمة
الناحية العسه ية. ارراطبررة لمواجاترره علإ ث ى
وبرررررعرررررب حررررر ت اباا الطاو .
1948أهررب البعرر ُ
اهتمرامره ب ضرررررررريرة ل رررب بط البعررر ُ
فرلسررررررررررطريرن مرن خرلال بطراد جربليراد بين اضرررررررريرة
تاسررررررريي مهت فلسرررررررطين البا م في الحل فلسرررطين وبين تح يق أهباف
ال عمل علإ صررررررررربا البيانات المتعل ة الأمرة الع بيررةج حيرر اعتب أن
با ه ال ضررية باعتبا ها اضررية الع ال ومية اسرررررتم ا العبو الصرررررايوني يعني اسرررررتحالة
والم هليرررة والعمرررل علإ تاي رررة الجمررراهي تح يق أ هرربف من أهررباف الأمررةج ممررا
لخوض مع هة تح ي فلسطين واعتماب الح يستبعي الت الم الحل ب ضية فلسطين الت الماد
الشرعبية واله اا المسرل الط يق الأمثل لااج يؤب لإ تح ي ها وتجمي وتحشيب هل ال وى
وتبنإ البعوة لتاسرررررريي الهيان ال لسررررررطيني
علإ اعتبررا أنرره ضرررررررر و ة ملحررة لتنظيم من أجل مع هة التح ي !)
عمليررات التطوي للجارراب في سرررررررربيررل ن ررا
ل ب ح البع ُ من تاسرررررررريسررررررررره من
المخرراط التي تارربب الأمررة من هرر ا الهيرران
5
اللترررران تبنتررررا هرررر ا الررررب هط يق لتح ي ع وبتااج تجسريباد لموا ه بعب تاسريي الهيان
فلسررررررررطينج وج ى تررب يرر هرر ه المنظمررات الصررررررررايوني في أنررره وليرررب ا سررررررررتعمرررا
باعتبا هما منظمتين ع ا بيتين تنتاجان خط والصررررايونيةج وهو خط يتابب الأمن الوطني
البع النضرررررالي واله احيج حي أهبت علإ وال وميج ولأن اامة ه ا الهيان ا سرررررتيطاني
لررك المؤتم ات التنظيميررة الحلبيررة ال وميررة فياررررا يعني تمليق الوطن الع بي وتع يض
وال ط يرة علإ لرك في فت ة مرا بعرب هليمرة اسررررت لال الأاطا الع بية للخط ج حي يعتب
حلي ان عام .1967 الب نامم الصررررايوني أن فلسررررطين ما هي
ال ببا ية بتلاي الأ ض الع ب ية من الن يل لإ
ل ب هان البع ُ مصررررريباد وصررررراح نظ ة
ثاابة وعلمية أن جعل فلسررررررررطين اضرررررررريته ال ات.
الم هليةج ولم يسراوياا با اضرية أخ ى عم
أن هل أ ض ع بية مرتصبة هي نضال بعثيج وسررررررررعإ البعرررر جرررراهررررباد لإ ب ال
لهن خصروصررية فلسررطين وأولويتاا تهمن في ال شخ صية الوطنية ال ل سطينيةج وتوحيب هلمة
خطو ة هرر ا الهيرران السرررررررر طررراني الررربخيرررل ال لسرررررررطينيينج والمحافظة علإ اسرررررررتم ا ية
نضرررررالام من خلال تشرررررهيل جباة نضرررررالية
ا ستيطاني علإ جسب الع وبة.
تح ية فلسرررررطينية باعتماب اله اا المسرررررل
وه ا ما يؤهبه اول ال ا ب المؤسرررررررري الط يق العملي علإ الساحة ال لسطينية واام
أحمرب ميشرررررررريرل ع لق حير ينبض ع ق بتراسرررررررريي منظمرات البعر هجبارة التح ي
برالع وبرة توجرب فلسررررررررطين وبهرل مرالارا في الع بيررةج وطلا ح التح ي الشررررررررعبيررةج
التح ي ).
وي ول ن التجل ة وأسرروا ها الشرراه ة
هي التي هرانرت تحول بومراد بون أن تتجم
ال وة الجمرراهي يررة الع بيررةج ،وان مررا تطلبرره
الجمراهي في هر ه الم حلرة هو التطرابق بين
6
واررب سررررررررجررل التررا يخ أن فه البعرر الح ا ق التي يهشرف عناا التحليل السرياسري
ومناجيته ونضررررررالهج وفه ونام اابته ا تبط لا ا الظ ف المصرررررررري وبين المما سرررررررررةج
فمؤام ة التسررررررررويرررة والصررررررررل م الهيررران
ب ضرية فلسرطين حتإ ليشرع الم أن البع
واابته مسهونون ب ضية الع الأولإ اضية الصرايوني وتصر ية اضرية فلسرطين لصرال
فلسررررررررطينج و أََبل علإ لرك من اللحظرات ا مب يالية والصررررررررايونية هو التحب المابب
الأخي ة من حياة الشرايب الخالب صربام حسرين
ابل اسرررررتشررررراابهج وهو ي ف الصررررروت عالياد لوحبة الأمة ومصي ها).
لُيسرررم من بام صرررممج وعلإ الوبام أا الاا
أن فلسررطين ع بية من النا لإ البح ج وأن ولطرالمرا نبارت ال يرابة ال وميرة للحل
نيسرررران )1956لخط الح هة الصررررايونية
اضيتاا هي اضية هل الع . ا سررررررررتعمرا يرة الرراليرة علإ الهيران ال ومي
الع بيج مؤهبةد أن الصررايونية تسررترل العامل
ل ب ها نت هل مشررررررررهلة الب ع وااب ته البيني لتسررخي الياوب لا ا المشرر وي بم العم
العظام م الإمب يالية الأم يهية وحل ا اا من وخ افات وأسرررراطي وأها ي وأن هالصرررايونية
الر مررا هرران يمثلرره من تاررربيرررب للهيررران
الصايونيج فام يها تسعإ للاستحوا علإ علو بيني يشررررباه في التا يخ الح و
الن ط وعي ه من الموا ب الطبيعية في المنط ة الصررررررررليبيرةج و ي رب علإ بفعره ي ظرة
الع بيةج لأناا هي أصررررررررلاد تسررررررررتحو علياا الإيمرران في ن وي الع ج وتجسرررررررريررب هرر ا
وتنابااج لهناا هانت تسررررررعإ أن تمن الع اق
من الحصررررررررول علإ التهنولوجيا التي ي يبها الإيمان بشهل عملي وفعاله.
ويحتاجااج ليهون ااب اد علإ بنا ع ا ٍق او فإيمان حل البع الع بي ا شرررت اهي
وأمة اويةج فال ضررررررررية هامنة في مبى اب ة ينطلق ب ه ه لتح ي فلسرررررطين هوناا اضرررررية
نظام الع اق علإ تابيب الهيان الصرايوني في
اوميرة تتطلر وحربة الموااف الع بيرة والع
وجوبهج فهان هل ما تع ض له الع اق والبع أجمعين با لت الم المطلق ب ضررررررررية العصرررررررر
ال ضررررية ال لسرررطينيةج فتح ي ها يعني أنه لن
يب إ أ أث للاسرررررتعما في المنط ة الع بية
بل يتجاولها للعالم أجم .
7
ناجه وثباتهج لأن أهث من سرربعة ع وب م ت هو نتيجرة موا ره المشرررررررر ف والمبرب ي من
علإ نهبة الأمة ما البت الجماهي الع بية فلسطين.
يمرانراد و سرررررررروخراد علإ نام البعر الر لم ن البع ج وفي ال ه ى ال ابعة والسبعين
يتلعلي يوماد عم هل التحبيات والأخطا التي للنهبة يؤهب مبب ية وصررروابية موا ه وصرررربق
واجااا ويواجااا يومياد.
8
9
الأستا البهتو هاظم عبب الحسين عباي /أهابيمي ع بي من الع اق
ح عزس ر يااااااا ط رت اع علأرا :ن ق علل تيااا ا تح ااطرا ا علم عة اا
عل اطئا عحت ة ة علق) عةح ر ا عةاذ ااااااااال ن عةساااااا طساااااا ع حت ة ط
م ى ترزع عةح ااطئااس عةر عزلاا ا علن ر ا اااذ م ب ااااعا ة عة علق ن با ن تا ل تيااااااا اا
رعةرظاطئم عة اط اااااااا ب اط، ااااااال ن ا علن ةى ع ن
ح ث حطرا تاى عة اااااااال عةح ر سااااببب مط ب
رت ااطمتااب ع ساااااااتحرعذ م ى لأساااااااباااطس تت ق ب ت اااط تت ق ب ط سااااا ر ب ااااا
عة اطرضاط م ى بلط ج علن
ظ اااط ،علأ ل عةاااذ عة رر رحطة عةياااااااا رعةتذس عة عةساااااا طساااااا رت
عساااتحرعذه م ى عة طمع عة طة عةت يااااا ات ط عة اطرضاااااط ، ساااس عةاساااطا عة طة رع اعل
عةت تتلتاس م ى تسااااااا ت ا ح ث تسااااات ا علن عحت ة ط رعلأ ق عةت اااا عة علق
عةر عز عل ر ااط تاااله ن ااطمااذ تح س ات ن س ٢٠٠٣
عةاسااااااااطا مبل عة را رعة را ر ارذ ح عزب ط ر ياااا ط م رعةى ر ط هذع هر علأرا ر
عةره ااا رب ع عة اااط اااااااااس عة علق رلق ضااااااا ا رعبت عزز عةثااط مااطة ااطي م اط ل ن
ح ااا علأ ل م ع ا اااطق
رعةلي اااطر رع ت رتب م ى عةح ر علأ ل بتي ا عةح ر ل لرل ط
علأ اارعا رتاا اال اااس عةاا اااااا لس ن اااام ساااا م ى
رعة ااا عل ررعلاع عة ااطمااذ عةثط :هر عة اا علن ب ن ع ت اطباط علأ لا عةت تل
عةحارا ر لهط ن الق بلن ا علم عة عةساااااا طساااااا ، م تربل ،تيااااالن را ،ن
ربااطةااذع عة ااط ن ة حت ا عة ط عة طض اا ٢٠٢١لاه
م ط عة اااااااالرن ،م عةرق عةاطلسااااا ة علق ط سااااا ى
عةاااذ اااطتاااا رل عة اااطة ت عزمااايط باااطلأح عزس عةيااااااا اا مط ن سطس ن:
يحزس عةامرا) رهطا عة ط ل
ر ياااا طت يعة ااااح ه
10
ن طسااااس م اطرضااااط يم ق باااال ع عل ) رم اااطل
بلط ت ط عة رر عةح رت اااطله ر اااط سااااااا ى
بطةحيااااااا عةياااااا ب رزمط طتب
ة ط ياااا س عة علق ربطق ياااا عةر ئ ن ن تا
رع طذ را ب ن هذع ة زااطاا عةح ااطئااس عةر عزلاا عةت
تض ن ة ذع عة طمع عةح عل
عة ااطبر رعةاااط ر ل ن
مضاااااا ي من ضاااااا طن مل
رسااااااع ثرلا تياااااالن ر ق ع ت عل ضاااا عةيااا س عة علق
عةت ملم ااا ه اااذه علأا علم
ساااااااط علت ط عةتحلل عةرا ،
ب طلسااااااات ط لهطبطي رع ت ط
ر اذ ا ر ت اط ر ياااااااطل ا رتاا اااذ اااس ماا عةسااااااااتاارن
عةيااااااا ااس ااب م ااط رت ر اا رعة ت
رت زز رس ااااااااطئااا عة ااطر اا علن ت اااس م ى
عة اااط ن رتساااااااتث ل م اااط
علأ لى عة ااا اا رعة سااااااا ح ا ةاتا ال ا عحاتا ةا اااط ةا ا ا علق
سا طا عة عةسا طسا عةت م ى حساااااطس يااااا م ر را ر عة طمع ع قت ااااااطا
عة علق ن رعةسااااا طسااااا عةت ح ت ط م
ب اااطقهاااط ب اااط عةتااااهرل عة علق ،ح اث اااااااطل عة علق
هذع ن ت ،ر ن ت سااااااارقااطي اترحاا ة بضااااااااطئع
رعةتيالذ رعةاساطا رمياا عةارة لى تحطرا علن ع ساااااتاطاا رعةا ا اتات اااط ع ا عل ا ااا ما اى
ن عةرضاااااااع عة عة اطتج حساااااااطس طم عة ااااااا طم
رتح عة اارا عة ا ،ر من ااااااا علن مرع اااط م ى رعةز علماا عة علق اا ،ربااطةتااطة
ب اااط رز اااطاا ظاااطهل عةا ل طةح ر طم عةي
رعةائر رعةحزب رعةساااا طساااا
رعةت م رع ااااع عة اااا اااط ة سااااس عةز ن ة ضاااا ا م ى
عةر اااط عة تحااااا علأ ل ااا
رعتسطن مترا عةارعلق ب ن اب رتح ق بل ط ط تح ب
عة س عةحط رمرع ط رب ن
م ر ي س عة علق
11
12
أبو ف ات الع ااي
عةحطقاا ،ذع علأت اا عة ت عسات ل سا رع ار بسابس اذ عة ر علأرا ة اارعن
رعلأه ااااعم عةا اتا ااالساااااااااا ، ع حاتا ا علأ ال ا ا رعةا ااارذ عة ااطة عة ج م ى عة علق
رعساااااات ا عة ط عةبساااااااط رع ساااتباعا ع عل ر اطتب،
رعةا عل ماط ا باطسااااااا عةاا ن، ع ا ثرلا تياااااالن عة ت اا رعةا ازر رع حاتا ا علأ ال ا ا
رعةاااا ن ب عل رعة اااذهاااس عةي ب عةس عةب ضط ،ثرلا عةظاااطة رعة ارذ رع ساااااااتبااااعا
رعةااطئا ا رعة ب ا رعة اطا ا ، عةيبطس عة علق عةرعما علأح علل رعةتسااا ا ع عل عةب ،ط
رة ترقم عةسا ر عة اعئ با علأباطا ،ثرلا عةي اع علأح ط
عست ل ع ت ط رعةظ رعة ط طا علأب علل علأ طل ،رب ا عة ط طا طن عة علق ره ب علأ م
عةا ار ا ااا عةا اثا الا رعلأرت اااطن ن ر طن رعسااات علل را
رمبل ا علأ اطذ اس رع ت اط اط
رعةحل طن رعةاساطا رعة ار رعةا ارعقام عة ااااااا اب ااا عةاتا رحلااا رمااااعةااا عتت اااطم ااا
ةى ر ط هذع مط ااااااالهط عةيااااااا س عة علق رع سااااط ر سااااطرعا ،ر ط ذعقرع
عة اااااااااطبل ااب رعةااذ ن ذة رة يااااااا لرع بب قا ،با
عةااحاا اا اا ااا عةاارحاا ااااا ارلا ع ساااااات اعم عة ارع عة ت ااااط اااايط ،لأن ح ااااطا
عة لرمااا ،ن ر عل اااا اااط عة اعئ عة ج عة ست ل ةاتلا عة علق ن ب اااا عحت ا عة علق
ار ،ر ط ب ا ن ملضرع رتااا له م ااا ااب لر ااط
تلى بطة علق رعة ا عة لب رعضا ح ر طت ط ،رعةيا س
هر ع حت ا علأ ل رعة ارذ ر ااااااابرع عة ر ااا رعة ب م حاااطةااا عة ق رعةترتل
رعة ااااااار رعة ااااااااطب اط رعةاحال اااطن رعةا ارم رعةااا ال
رع سااااتباعا رعةتساااا ا ع عل عة تل ا عةلسااااااا ا عة اطلتا
عةرعضا عة اطلل ،عةذ ر اا م ى عة اااط رن رعة يااااااا اااط رعةحساالا ،ط اع عةران عة ت
ع ن حتى م تيااااااا ااا ااط عةر ئ ااا رعةرباااطئ ااا ع عل ااا رعةساااااا ا رعة ت ل ن ر
سااااااا ى بح ر ااا عة ا ااا عةب ضااااا عةساااااطملا ع ت ط
عة ض عل ب ا ض ي ل ن ست ل
ما ا ا ااا عةات اااار ال رعةاتازر ال ر ن ت عل ت ا علأحااعث
رعة تلب اااط رعة ت عل عةت
13
رعة ياطلع عةضاطة عةت تسا ى ب ن علأا علم عة يااااااااااطل ااا رعةتلت اااس ن ا علأذلن
ةط باااطة ااا عة اااطب علت ااا باااط علأ ابرا ااا عةتاااطب ااا ة اااط
رعضاااااااحايط ر اضااااااارحايط اط رعلأح عزس عةسااا طسااا عةاطسااااا
م ى عةيااااااا ااس عة علق عةت ع ،راة اااا قاااطاع م ى عةت ب ا ت اس قاذل علأارعل
علأ اااااا ا عة ر ر ثل ن ح طلا رظ هذه عة اااااااطبط
عةساااااا طساااااا عةت تتسااااااطبق ب اا عةسااااااا الا م ى عة ااط
رقاا ضاااااااى ،ت ااا عةااام بطةح اااااارا م ى عة طسااااااس عةساا طساا رعة ساا ل رعلأ
رع سااااااا ااطا عة ر رعة ااطا رعة اط ر ثل ر بل عة اطمع
ةثرعل ثرلا علأح علل عة ن رم اا عةتحاطةااط رعة اااااااا اط رع قت ااااااااااطا ااا رعةث اااطم ااا
علأب علل علأ اطل رع ح اطز ةى رااال عةاا ااب اااطا عل رتاارز ااع رع تت طم ةتا ا ط تياااااااط
ااااااام عةثرعل رعةران حتى علأارعل ةااتااحاا اا ااق علأه ااااعم ن ارن رم ر ح ااط ن
عةا ا رعةاتا ا ل رعةاتاحل ل م طا عبت عزز رعساتا عزز ،ر ط
رتح ق عة ااال عة ظ رعةات تيااااا اه عةساااااطح عة علق ن
عة ب ن ،رعن اعي ة طظله قلس ااا علمط سااا طسااا رتحا ط
14
خنسا ال ا ي
ن ا طل عة علق ساااااااببب تحل سااااااط يط ،ر تسااااااتا ع م عة علق عة ر ع ت ا
ض طن عة ر رعةثرعب عةرا ت ا ب عل ج ر لقى ،م اط اطا يعةحاطباا باطة اطباا)،
بيا ا بط عةت ز ا بيط تايع
رعةا اا اااطها ا رعةا ا ا ما اى اااا تالا ا اى تاحال ااا ،ما اااا
زمط ط مطل رح عزس مطسااااا باااطل ااا علن عة تاااطئج عةت بتاع ا عة اطه عةساااااا طساااااا
ربلة طن مطيااااا رعم ترل رع ت ا ط م عةتسااا ميااال
ر حط اااا اااا راطئا ت ح ااااااا ااا م اااط علأح عزس سااااااا اا عةت ت اا ع حت ا،
اب يط رتب يط لأت اع طلت ، عة ااطا باطةاا ن رام ت اط م
م اااطةتا ل بب اااط م علق حل عةر ااااااارا ةى عةسااااااا اااا ربطت عةت ط عل عةسااااااا طسااااااا
ساااات ا ذر ساااا طاا ن رعةا رح عزب ط ساا م ى
رهر ب ذه حطة ،ر ن ن سااااااات ة اط بت ا اذ ت ااعت اط اساا ط ر ت ااطلم م ط ب ط،
اع ا عة علق ،ر ن تط س ل
تب ى عة رى عةساا طساا عةحط عسااات ا ل ط ا علا ت ط ر ط تساا ى ةى عةساا ا ب
رح عزب ااط ربلة ااط ااط ن ارن ثا ان ،رتااا ا ةا ابا اااط ما
ت ل ،ر ن ن تب ى عة زا اط ةذة عةساااااا ا ب رساااااا لأتا
ااااطةح ط عةياااا اااا ،م ا
علأر علق را ااا رعة ا اااطه عسااات ر هط لأسااا طاهط م
ضااااطئ رب ياااا ئ ل - عة اااطلي ة ت ااا ث ل م ى عة علل
عةسااا طسااا ن تا ب طئ ط م
ماااطلسااااااا ااا ،ماااطةت ل باااط
ضااااالرل يط ،م ن ن تب ى عةس ا
سا طسا عة علق رعقت اطاه ب ا ن عة علق رياااااا بب ل
ث ضاااااطة ،مطةت ل با ن با ااا زق حا ا ا ا ،م اااطةا اتاااا
تاا عةبااعئاا عةح ا ماطاا عةساا طساا رعلأح عزس ،ر ط اا
علأح عزس عةا تستا ع ن
ب ط عة علق رعست ةب
15
علي الأمين
ت تبل ااااااااال رثلرا اطئ ا عةح عز علأ ض ااال عةذ ي ااا تساااااااااط ا عةت ع من
م ز ن ظاط اط عةرا ة اا ساااابس عةت ااااحل عةذ حاث
زر م حط عةت ااااحل عة حاطمظاط ح اث اطن تبل م عة علق ،ر ط ه سااااااابطس
ت اا اااطم عة ارعح اااط رعة ا ا ارن
رعةتاطم ح ث ت سااااحب ط ن اااااااا ة رع ااااااام عةت علب
رةت ا م عةتر ،ح ااث قااط اا رعة طب ع؟
بطان علأل ةسااااا عزلم ط ح ر ااط ع حت ا عة ت ااطقباا عةاتارعس ،ن اااا اااط
م ى تتلم هاااذه علأحز ااا حااث ن تااطم رت اااااااحل
م ت ا عة اطاق اط اى ةى رت اااط ح اااط سااااااا ااا ا ارا ةاى تاتال ام عةا ا عزلن
ةا ا ار اااطئا ا ن رعةا التازق ااا ما
تا اااطم عةبح عل رعةرعح اااط طاق ماا ن ان عة علق رعةبساااااااااطت ن ت عل عة اااط
اط عةساااااااباس علأه م عة ساا ل عةت قط ب ط عةحيااا
رعة لري عة ضاا عل ضااطم ةى عةت اااااااحل ه ااط سااااااا ى عة اااا م اااطاق تلم
يعة تبط عة اساا ) م لب عة ااااا ل رعةاطل رعة لرعن
ساااااااحس زرن بح لا عةل عززا علأس لا ،ح ث قط ط س ى رحا عز با ااااعا ،ر ا اله اااط ان
عة تبت ن م عة اااااح عل ببطا عة اااطاق ،ن ت اااا عةت ل
رتتا ا ط عةس طرا رعة تم ر لب ح ث عةا علم ،رعةسبس ع ل هر
ت رضااااع ضاااا ط م ق تتلم عةبساطت ن رع ياط عةارل
ااا هااذه علأسااااااابااطس ةساااااااحس عة طه عةترم رعةت م عة اااطاق عةز علم ااا ب اااط
لم بطةبسات ر ذة تتلم
ر لهااط عة ااام ااط تااا ل
عة علق ضاااااا ن اا تل
ت ا ااذه بااطتتااطهااط ت ااا ،
رت ب ااااح عل قطح ب ا ن
طن ل عةسارعا ة ثلا عة ا
رعلأياااااااتطل عة ث لا ،رة ن ط
ماا ر ط ت ط
باا
16
مانب أبو فلاا
رعة زم م اااط ة ت ن ن عةبطس ااا ،ط ااا م ط طا رن ه طة ياااااابب
زمزم ااا عةتب ااا عة ااااع ااا ع م عة لب عةذ تيااااااا ا ت طن ب ن علأرسطا ع م
عةااتااز االا رعح ااااا اان باالز
عة طرئ ةب ،رهذع ساا رس ة عة حاط عةاضاااااااطئ م هذع م ى ن تل ع ت طا ياا لن
بطةتا ا ،م ا سااااااابق ن ة س بر مطق علسااا ق طا عةتزلا
عة تطا ،رعةت قا تسااااااا م
عة ااااااا ط رعة رى ع بلطة ت ة س عةل عة ط عة لب ضااا عةاضاااطئ عة ال عةت رق
عة لب اا م ى هااذع عة رعا م م ت ن ي طا عةضا عة لب
م طس حلس م سااااا ن علأرةى عة اااار عة اااط اااااااااس لأل بطلأ عة لس ت بيااااااا ا
مااط ١948ر ااط اااااااا م م سا ن عةحب ب ت ا ،رهر علأ ل عةذ ام ط
ساااارل ن ا م عةت ب ةى عةتساااااااطقا ط عةذ ل اه
ع ست بط علت عةبلاط عة عل رت اا عة ظل هااذه تبااار
ةى ع تحرا ه اااذع عة ال رضااااااارم اا ةى حااا ب ااا عة ار ن ذة علأ ل؟!
عة لب علأ ااااااا اا ةى قاطمااا با ا عةا احا ا ا ن ذهابرع
ع ااا ق احاتا ا ااا ةاتاحال ال ط اا ن ع م هر ساا ةى ن عة طن عة ا ر لا
م ساااا ن ن ا عة ااا ط م ااطا قثل ةى ب ااا عةحااارا لهطس عةرسا عة حا ر ب
م ت ج يااااااطمل عةت طه ل ن ت ا اا م ااط عقتحااط ااب
عة ط ب ن رتثر لهاط ،ة ن ن ا تتبع عةا اتا اللا ح ااااى ها باقل
م عةت ب ع ست بط علت لارا علأم اطا م ى رسااااااااطئاا عةترتل رعة رعت اا عة سااااااا حاا
عةبلا اااط ااا عةت اااطن را عةترع ااااااااا ع تت ااطم ه ااط عةاع ع ط ب عة ط س قبا
ض ااحط طهط م س اارل عة لرب رهاا اااط ظاا اال ن عةاا اااار قااااع اااب م ى عة اااط ب ااا
عة ااااااا ر سااااااا ى تطهاعي مساا ل رعساا عة اطق ضااا
عة ا ح ا ط ل ل س حاااعث ب ب اا م اااااااارم ت ن عةذ ا حا ه
عةا علن عة تحاااال ن ب اااط ب ااط علأ اا عة لب اا عةرعحاااا
عةاطئا عة ر رعةذ ياطل مبل ثااطلا عة عل عةاااطئا اا طقا عة طر عةا ساااااااا
17
عة حاطاثاط عةت تل ب اط عةالسااا من سااارل م ١7 تارمايط م حلس م ساااااااا ن
م ت م بسر س عل م عةتطسع س ااااطن /بلا ١946رعةت رب ى م ط ب ي حساااا طي ،رعةذ
ن اط رن عةثاط /اط ل ن
عة اااط ١99١قباااا عة اااارعن اااالقاااا ماااا ارع اااا اااان حااااث ع ت اااطةاااب م ى الق
ع بط عة ساا ل م عة ط اطل عة زا عة سااا ل ميااا
عةثا ث ا ا عة اااطيااااااا عة اااذ عةساااااطبق ساااااتيااااا طا عة ا ع حتا اااطا ب اااا عةت م
ت لض ةب ب ا عة علما ن رة ن
حطرة ب ل بط بطةاياااااااا ط ل عة ط ١949 ا ياااااق ة عةحطا رعةث ث ن
عة اااذل ع رترب ااا بلا مرل ماا ااى ااا ح اااطا اان ن ت رز /رة ر ١95٠م
حطز ن ةان هذع عة طضااااااا م ا عةلئ ا س عةياا ياا
عة لرم ن عةااااطئا ااا ه ب ب ااا م اااااااارم عة رع
عة ر عة لب عةاااذ ت ل حاى ال علأسااااااا ح عةت عة سااااا ح ،ط ااااا رن ت
ة حاطرةا ع ت اطا ماطيااااااا ا م سات ا ط ماع علأ عة لب عةتل ااا عة عل اااط ااا ه
ساااطن ن عة ط ١98٠م ى ضاا طم عةياا رل عة ر م علأرةى ن رم اط اذ عةت
ا ا تط عة ست ل م هذه علأ عة ت اا ذع عةتطلخ
عة ط ااااااا عة علق ب اعا ن عةت ااا ر ن ن ذةاا
قبا م ط ااااال يااااا رب تطب ة م ا ع ت ز محسااس با
ةحزس عةااامرا عة رعة ة ظااط ضاايط ح اطئ علأ ل طن ،ما
ر ا عةا اب عةحاط م ا علن ذ عل رزل طلت عةر ط
قب ااا ع ااا ن عةحلس عة علق اا عة تحاا علأساااابق ت ب ل
ع عل ب سااا يااا ل م ا، تلم ب حاطرةتاب عةتا ث ل م ى
رزل عة طلت عة علق عة علحا
م ط يبب عة ر بطةبطلح ! علأساااااااتاطذ ااطلق مزز ث اط
18
19
ه ه ...اهس جلاا ه!!
أ.ب عبب اله يم الو الن
م ن عةح طئق عة اااطا م ى مااطاا ب عة ااط م هأحسررررررررن ما تهلاا ه
ن حر ١.٢5رن ياااا اهس جلااه.
الا عةا رل ر له اااط ر
ساااا ر يط رن حتا م عة طة ثا يااااا ب اااااا بب
ااتاا اات ااا ةااحاارعاث عةاا االرل ت طا عةاتطت تبت ا ق ي حتى ضالرلا حسا علأ رل رعة رعقم
ر" ااااام علأيااااا ط ت لبطي بياااا ا حطز رحطساااا ،ب ى
عةذ ن ترمرن م ى الق عة طة ت را مت تلس ن عةا اط ثاط ا
ر رن ن " سات ا عةالق من عةح لا رعةتلاا
عةسااال عةت ثل" ،عة ياااطا مت ت ا اااب ،م را م الاهاااط رق ااااتب تياااا ل ةى ن
ر عل ب عة اااا علت اااط عة رعئ ااا ض اطي زا م ى لتا م ب تب،
،مطستط ب رةب: م ااها ةااب ا ااط اايط ،رمااط اا ،
رعة اطلا رت ثهاا ع اااااااطباط رح رى رت اااب ااا ن
عة ااطت اا من حرعاث عة لرل عةض م رقطا :يتطة ر ط ؟) ر تساااااااااط علن ،ر ااطن ة لتااا
عةسابس علأرا ةرمطا علأيا ط تظااا عةاااتااطتاا تلر رتت اتطت ب لا ت ارا م عةب
عةب اااطة ن ن عة ل ن ١5 رتترا رسااااااابق رن عحتاظ
رع ا ب اط ا ت ااااااا :
ةى ٢9س ي)٢ عة ضااااا م بب عةا ط م
عة رع ا عة سااابب بيااا ا ي حسان ط تل ط ع سل طن ،ياا ن رن عةا ط
مط ه "عةحساااطبط عةبيااال
عة طائ رما ع تبطه رعةسلم لت ااااط) ،مت هتااااس ن حز عةاذ ا اا اب عةضااااااا م
رعةا احارا رعةا ا اااطقا ال رم اااا اااااااطحبب رحسااااااان طةتتب ا ط ،م ط عةاتطت ت ت
عسااااااات اااع عة رذع عةرعق اا ةى ذةااا عةا اااط مت ل م اااب
ةلأ رل رذهس ذة عة را ث ي م الاهط اااااااطحس عةاعل ب ن
عة ط ااااااا بطةا علتط عة طل ااااااا ب اط :ي !)
ي)١
عة ر رقات ط سات رن م ى
تااط ااس رعحااا رهر ااط ت ق
بز طاا ا حرعاث عة لرل
م عة علق عةت مطق ح ت ط
ضاااااااح اااط اااط حارعاث عةا م
رع لهطس
20
-١بت االم رت لق، رهذع مضااا ب ث ل ن عةتبط رحز علأ طن ررساااااطئا ت ا
حساان ط تل ط ع ساال رعةضح م ى عةذقرن رت ا ع علأااطا رما اط ا عة ل بط
لتاااااااااااااااا اااااااااااااااا ااااااااااااااااط، ا ا عة اط مبل رساااااااطئاا رمااا اا ر اا عةب ى عةتحت اا
http://3ashiqalqesas.b ع م رع تت طمط ة سااااس ة الق رضااا م اط عةلمط
logspot.com/2014/10/ را عةياااا س رتح ق طسااااس عة ح ا ة حرعاث رماا ااط ا
٢٠١4-١٠-١5 ،31.html ع ت طب رساا ار رساا طساا ، اطذ قرع ن عة لرل"
ر عسااااااات ا عة اااا ن لاع
-٢ع طبط عة طت ب رة قطا علله رقطا عةلساااارا، م عة علق ضاااااطم ةى
م اااان ح اااارعاث عة اااا اااالرل، ر " حسان ط ت ط ع سال هذه عة سااببط عةاسااطا رعة
https://www.who.int/a
لت ط"!! رعة حس ارب رعة س ارب رس ار
r/news-room/fact- عةااتاا ااااا ااا رلاع ا عةااااالق
sheets/detail/road-
-6-٢١ ،traffic-injuries رضااااا م ع ت عل ع عة ط ر
رعةا ااا باااطة سااااااابااا لأ ظ اا
٢٠٢١ عة لرل ،ره ااط بااا ن ق ااط
عةت ااط ذع عة قاا ر ااط
ر عز عل عة ااااع ا ا ااا رع م ا
رعةتلب ااا رعةت رعة اااااااحااا
بطت طذ عت عل ع ياااااااااا تبا
ن تاب ق عة رع ن ب ااااا عل
ضا عةس علق رعة لتي ن ر ري
ةا ا ا اااط با ا ا ا اااط عةاتارما ااا
رع ليااااطا ،رحتى مطاا عة ظل
ب ااط ت ق بااطةت ا ا رعةت ا ااذ
ة الق ،ع علمطا عةت سااااااا ق
ع عة ظ ط عةارة عة ،
21
22
أمة عربية واحدة وحـــدة
ذات رسالة خالدة حـريـة اشـتراكـيـة
في ذكرى النكبة
الاستيطان الحالي هو استمرار
قرنين من الحرب الغربية الصهيونية
لتهويد فلسطين العربية
)الجزء الاول(
اعداد /يحي محمد سيف -اليمن
تمهيد:
في ذكرى النكبة ومع مواصلة شعبنا العربي في فلسطين مواجهة الاحتلال
الصهيوني والتصدي لابشع جرائمه في القتل المتعمد وليس آخرها استشهاد
الاعلامية شيرين ابو عاقلة ،واستمرار الاستيطان وتهويد القدس الشريف ،
فلابد من تنوير الاجيال بالجذور التاريخية لكل ذلك ،لاستيعاب حجم وابعاد
المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي ،وبالتالي التهيؤ لادامة
التصدي له كما تتطلبه سعته وشموليته.
وبداية فإن الدفاع عن فلسطين والتصدي لمؤامرات الاستيطان فيها والجهاد
لتحريرها هو ليس لكونها مجرد تراب أو شجر ،ولكنها عقيدة في القلوب
وإيمان في النفوس ،وذلك لان قضية فلسطين لا تشبهها قضية في العالم (
فهي الأرض المباركة ،وهي ارض الملاحم في التاريخ ،هي إشراقة النبوة
1
الممتدة في الزمن ،وعبق الجهاد الفواح ،ونور الوحي الممتد من مكة
والمدينة ،ليشع في الأرض كلها ،دعوة ،وبلاغا وقرآنا .انها ارض العروبة
والاسلام والايمان وستظل فلسطين ارض العروبة والايمان والجهاد ،أرض
مباركة ،تبسط ملائكة الرحمن اجنحتها عليها ،ويغمرها نور اليقين -ويفوح
منها عبق الدماء الزكية (.)1
ولهذه الاعتبارات وللإعتبارات الاخرى اصبحت فلسطين بصفة عامة
والقدس والاقصى المبارك تحتل مكانة عظيمة لدى العرب مسلمين ومسيحيين
ولدى كل قوى المؤمنين بالله الواحد الأحد والخيرين في العالم اجمع.
ففلسطين هي :
-الارض التي تضم المسجد الاقصى ثاني مسجد بناه بعد المسجد الحرام
النبي ابراهيم عليه السلام ( .)2ومسرى النبي العربي الكريم محمد صلى الله
عليه وسلم ومعراجه الى السماوات العلى .وفيه أم عليه الصلاة والسلام
إخوانه الأنبياء في صلاة ليلة الإسراء· واليه اي الى المسجد الأقصى تشد
القلوب الرحال مع المسجد الحرام والمسجد النبوي .وأن الصلاة فيه
بخمسمائة صلاة·
-وأن بيت المقدس كان القبلة الأولى للمسلمين ،قبل أن تتحول إلى الكعبة.
وهي ارض طاهرة مباركة بنص قرآني لقوله تعالى ( يا قوم ادخلوا الأرض
المقدسة التي كتب الله لكم) ،ولقوله تعالى ( ونجينا لوطا إلى الأرض التي
باركنا فيها للعالمين) ·
-وهي موطن الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحي عليهم ومنهم ،لوط
وإسحاق -ويعقوب -وموسى -وداود – وسليمان -وعيسى عليهم السلام
بالإضافة إلى أن القدس تحتضن إلى جانب المسجد الأقصى المبارك قبة
الصخرة المشرفة ،وما تمثله هذه الصخرة من تاريخ ديني عريق منه :أن
النبي إبراهيم عليه السلام اتخذ عندها مكانا لعبادة الله تعالى ،وعليها أقام
يعقوب عليه السلام مسجده وفيها نصبت قبة الزمان أو خيمة الاجتماع وغير
ذلك(.)3
2
أن تاريخ تهويد فلسطين والقدس حلقة من مسلسل طويل مرير ،سطره
الصهاينة المحتلون بالقتل وبالغش والخداع والمراوغة ،وفي كثير من
الأحيان بالغفلة والضعف والخنوع من قبل العرب فكان تاريخا أليما وواقعا
زائفا أبتداء بوعد بلفور ،ولم تنتهي فصوله بعد .
وأن قضية تهويد فلسطين و (اقتلاع) الشعب العربي الفلسطيني من أرضه
بالقوة وتشريده وإحلال كيان غريب مكانه وهو الكيان الصهيوني ،ليلقى كل
أنواع العذاب والمعانات منذ أن تم زرع هذا الكيان المسخ في أرضه وارض
أبائه وأجداده منذ /15مايو عام 1948م ليعيش كل هذه السنين الطويلة
مقهورا مظلوما ،مسلوب القدرة لاسترداد أرضه ومقدساته ،هي نتائج خطط
شيطانية و ثمرة قرارات إستراتيجية بدأت قيادات الاستعمارالغربي وزعماء
الحركة الصهيونية منذ زمن طويل على نسج خيطوها وأعتمادها والسعي بكل
الوسائل لتحقيقيها ،ليس بحق فلسطين و حسب بل بحق الأمة العربية بكاملها
الا انها أصبحت أكثروضوحا مع ظهورالحركة الصهيونية.
وقد أسهمت العديد من الدول الاستعمارية الغربية بلعب أدوار وبأشكال
متفاوتة لتنفيذ هذه الجريمة ،وسوف نتحدث هنا بإيجاز عن ابرز الأدوار
لتهويد فلسطين والقدس التي لعبتها هذه الدول كل على حدة.
أولا :الدور الفرنسي
تشير المراجع التاريخية الى أن (نابليون بونابرت) قام في عام 1799م
ولتنفيذ اهداف فرنسا الإستراتيجية بالمحاولة الجدية الأولى لاحتلال فلسطين
عن طريق إسكان اليهود فيها ،إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل كسابقاتها·
ونظرا لأهمية المشرق العربي الجغرافية والإستراتيجية ،وفي سياق التنافس
الاستعماري الذي كان قائما بين فرنسا وبين إنجلترا الذي استمر منذ أواخر
القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر ،فقد رأى ساسة فرنسا أن خير
طريقة للتغلب على انجلترا هو هزيمتها في مستعمراتها الشرقية والقضاء
3
على تجارتها وتحويل التجارة الشرقية إلى البحر الأحمر والبحر الابيض
المتوسط بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح الذي كانت تسيطر عليه انجلترا
؛ وأن ذلك لن يكون إلا بتكوين إمبراطورية لفرنسا في المشرق العربي.
وعلى هذا الأساس قام نابليون بحملته العسكرية على مصر والانطلاق منها
لغزو فلسطين والشام عموما· حيث دخلت القوات الفرنسية الغازية ،العريش
ثم غزة ،ويافا؛ التي سلمت حاميتها وعددها أربعة آلاف جندي للضابط
الفرنسي الذي أمنهم على حياتهم ،ولكن نابليون الذي خاف أن يحملوا
السلاح ضده في عكا إذا تركهم وشأنهم ،قام بقتلهم مرة واحدة في جريمة
بشعة قل نظيرها في التاريخ·
ثم سار نحو عكا فوقف أمامها حيث واجه صعوبات لم تصادفه من قبل ،
تكمن في الموقع الحصين الذي يتمتع به ميناء عكا ،وقوة بأس قائد حاميتها
احمد باشا ،اضافة الى تزامن وجود سفينتان حربيتان من الأسطول الانجليزي
بقيادة سدني سمث في ذلك الوقت ،حيث ساعد وجودها على وصول المؤونة
والذخيرة إلى المدينة· فظل الحصن مفتوحا من جهة البحر مما اضعف تأثير
حصار نابليون عليه·
وأرادت الدولة العثمانية حينها أن تحصر القوات الفرنسية بين نارين
وتضطرها بالتالي إلى رفع الحصار نهائيا عن عكا ،فقامت بتحريك قوة من
دمشق ،مما أضطر نابليون الى إرسال قوة قليلة العدد بقيادة كليبر لملاقاتها،
ولكن كليبر أوشك على الأنهزام فسارع نابليون إلى نجدته وأحرز انتصارا في
موقعة (تل طابور) جنوبي عكا في 16أبريل 1799م ،أعقبه بهجوم على
عكا حيث تعرضت قواته لخسارة جسيمة ،فأكتفى بتدمير المدينة وتخريبها
ورفع الحصار عنها ثم ولى راجعا إلى مصر عن طريق الصحراء ومنها الى
فرنسا·
وعلى إثر فشل هذا الغزو الفرنسي لاحتلال فلسطين كتب المؤرخ الصهيوني
( ناحوم سوكولوف) وهو يعلق على ذلك بأسف قائلا ( :بما أن حملة نابليون
4
من مصر على سوريا كلها قد فشلت ،فأن الرأي العام اليهودي قد انقسم هو
أيضا· وليس ذلك فيما يتعلق بالمبدأ ،بل فيما يتعلق بالإمكانيات الحالية
والوسائل).
وقبل دعوة نابليون لاحتلال فلسطين بقليل نشرت في فرنسا رسالة مغلقة
كتبها كما يزعم ،احد أعضاء السبط اليهودي ،إلى صديق له يقول فيها (إني
اقترح بإذن فرنسا :احتلال البلاد التي تشمل مصر السفلى ،وكذلك المنطقة
الشاسعة حول البحر الميت حتى البحر الأحمر ،زاعما وكما جاء في ص32
من كتاب (احذروا الصهيونية) الصادر عن وكالة نوفستي ابان فترة الاتحاد
السوفيتي ،أنه ( :بعد ان نحتل موقعا يشكل انسب المواقع في العالم نصبح،
بفضل البحر الأحمر ،ملوك التجارة مع الهند والجزيرة العربية ،وافريقيا
الجنوبية والشرقية ،والحبشة وهي أغنى البلدان التي زودت الملك سليمان
بكميات كبيرة من الذهب والعاج والحجارة الكريمة · وقد اقترح في رسالته
تلك اقتسام هذه الثروات كلها مع فرنسا·
ثانيا :بريطانيا
وإذا كان بإمكان البعض وصف محاولة المستعمرين الفرنسيين لاستغلال
اليهود لأغراضهم واهدافهم الخاصة في الوطن العربي بأنها (حادثة تاريخية
فقط) ،فينبغي أن ننظر إلى جهود الإدارات الاستعمارية المتعاقبة في
بريطانيا بأنها ليست سوى تنفيذ دؤوب لخطة امبريالية وضعت بأحكام
لتهويد فلسطين بدءها (بالم ستون) رئيس وزراء بريطانيا الذي دعى عام
1839إلى زرع كيان يهودي في فلسطين (.) 4
ولقد قامت بريطانيا بأخطر دور تقوم به دولة في التاريخ الحديث في تهويد
فلسطين وذلك مقابل المال الذي دفعه الصهاينة لها خلال الحرب العالمية
الأولى وحصلوا بموجبه على ( وعد بلفور) وزير خارجية بريطانيا عام
1917م .ولقد تمثلت خطورة دور بريطانيا في كونها زرعت خطرا لم يزول
5
بانتهاء الحرب العالمية الأولى لكنه شكل تهديدا جسيما مستمرا على الامة
العربية وسكانها ومقدراتها ومستقبلها ،تمثل في زراعة الكيان الصهيوني
ذلك الجسم الغريب في قطر فلسطين ،قلب الوطن العربي و أرض المقدسات
فيه.
ولقد أكدت المصادر والوثائق البريطانية الرسمية أن هذا الدور الذي لعبته
بريطانيا كان لاهداف سياسية واستراتيجية واقتصادية واستعمارية موجهة
ضد الامة العربية وليس ضد الشعب العربي الفلسطيني فقط ،كما توضح تلك
الممارسات ،ان ذلك الدور كان يصب في صالح الصهيونية العالمية اكثر منه
في صالح بريطانيا ،وقد مارست بريطانيا في سبيل ذلك الكذب والخداع،
حيث لم توف بأي من تعهداتها والتزاماتها الواردة في رسائلها المتبادلة مع
حكام العرب ،إذ أنها تنكرت لتعهداتها التي وعدتهم بها باستقلال الأقطار
العربية حال أنهزام الدولة العثمانية· وقد ترتب على سياسة بريطانيا
ومماطلتها هذه ،احتلال الوطن العربي وتقسيمه إلى دويلات تفصلها حدود
مصطنعة ومن ثم استعماره ،وبيع فلسطين للحركة الصهيونية ( .)5
ثالثا :احتلال سوريا ونهضة الصهيونية
وفي عام 1840تدارست الدول الاستعمارية الأوروبية الكبرى المتصارعة
من أجل الهيمنة والنفوذ على الإمبراطورية العثمانية المريضة ،قضية ما
اسمته سوريا (المحتلة) .فكتبت صحيفة (تايمس اللندنية) في -17أب-
1840م مقال بعنوان (سوريا ونهضة اليهود) جاء فيه:
(إن اقتراح إسكان اليهود هناك تحت حماية خمس دول لم يعد يشكل قضية
موضع مناقشة بل أصبح بالأحرى مادة لمناقشة جدية · وكتبت احدى
الشخصيات السياسية الانجليزية البارزة في رسالة إلى المسؤول البريطاني
الكبير(بالمرستون) يقول أنه من الضروري تحويل سورية الى (دومينيون)
انكليزي ،واقترح في ختام رسالته قائلا:
6
(لو أننا أمعنا التفكير في قضية عودة اليهود على ضوء إقامة أو استعمار
فلسطين لاكتشفنا أن ذلك هو ارخص واضمن طريق لتزويد هذه المنطقة
بالسكان ،بل هو امر ضروري).
وفي عام 1877م كتب في احد كتبه عن الهجرة إلى فلسطين ،أنه من الصعب
أن يستطيع الإنكليزي أستعمار فلسطين بمثل النجاح الذي حققوه في
استعمارهم لأمريكا الشمالية وذلك بسبب الحر ،والمصاعب التي يخلقها
العرب ،وعدم وجود حماية فعلية ،ولذلك فقد اقترح استخدام اليهود لهذا
الغرض .ويشهد حاييم ويزمان أول رئيس للكيان الصهيوني للدور التآمري
البريطاني حيث يقول في مذكراته أن بريطانيا قد أحتضنت الحركة الصهيونية
وأخذت على عاتقها تحقيق أهداف تلك الحركة ،وقال أن لندن هي الطريق
الذي اوصل إلى فلسطين.
لماذا لفلسطين ؟
أما عن أهمية موقع فلسطين بالنسبة للحركة الصهيونية العالمية فيقول
(ناحوم جولدمان) لقد تم اختيار فلسطين وطنا قوميا لليهود وقد كان بإمكانهم
أن يحصلوا على أوغندا او مدغشقر اوغيرها مما عرض عليهم ،ولكن
الصهاينة لا يريدون على الإطلاق إلا فلسطين ،لا لاعتبارات دينية أو لسبب
إشارة التوارة إليها أو لأن مياه البحر الميت تحتوى على ما قيمته الآلاف
الملايين من الدولارات من المعادن والأملاح الثمينة ،أو لأن تربة فلسطين
الجوفية ربما تحتوي على كمية كبيرة من البترول فحسب ،بل لأن فلسطين
والمنطقة المحيطة بها هي ملتقى الطرق بين أوروبا وأسيا وأفريقيا ولأنها
المركز الحقيقي للقوة السياسية العالمية.
وأضاف (:وعلى أية حال فقد كانت الإمبراطورية البريطانية تعمل بكل جد
وإخلاص من أجل خلق وطن قومي في فلسطين منذ عام 1845م – وكان
لسفيريها في كل من القدس واستانبول جهود كبيرة في هذا الخصوص) .
لطفا يتبع..
7
أمة عربية واحدة وحـــدة
ذات رسالة خالدة حـريـة اشـتراكـيـة
في ذكرى النكبة
الاستيطان الحالي هو استمرار
قرنين من الحرب الغربية الصهيونية
لتهويد فلسطين العربية
) الجزء الثاني(
اعداد /يحي محمد سيف -اليمن
في ذكرى النكبة ومع مواصلة شعبنا العربي في فلسطين مواجهة الاحتلال
الصهيوني والتصدي لابشع جرائمه في القتل المتعمد وليس آخرها استشهاد
الاعلامية شيرين ابو عاقلة ،واستمرار الاستيطان وتهويد القدس الشريف ،
فلابد من تنوير الاجيال بالجذور التاريخية لكل ذلك ،لاستيعاب حجم وابعاد
المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي ،وبالتالي التهيؤ لادامة
التصدي له كما تتطلبه سعته وشموليته.
ذكرنا في الجزء الاول بإيجاز عن ابرز الأدوار لتهويد فلسطين والقدس التي
لعبتها الدول الاستعمارية وبعض الجهات كل على حدة ،وفيما يلي الجزء
الثاني للموضوع.
رابعا :الجمعيات اليهودية المدعومة بريطانيا
استخدم اليهود الجمعيات الخيرية كطريق للوصول إلى فلسطين ولذلك،
تأسست (جمعية الاستعمار اليهودية) عام 1981م على أنها جميعه خيرية
1
هدفها مساعدة وتطوير عملية هجرة اليهود الفقراء والمحتاجين من أي مكان
في أوروبا وأسيا وأي مكان آخر في العالم .
ومن الجدير بالذكر أن عدد اليهود في فلسطين في ذلك الوقت كان محدودا
جدا ولا يتعدى بضعة ألاف إلا أن عددهم اخذ بالزيادة بسبب الهجرة التي
كانت ترعاها الجمعيات (الخيرية) ورجال المال اليهود ،والمشروعات
البريطانية الداعية إلى استعمار فلسطين بواسطة اليهود مثل مشروع اللورد
باشلي عام 1981م ومشروع القنصل البريطاني في القدس عام 1981م
ومشروع جين هنري دونانت عام 1918م حيث أيده في ذلك السير لورانس
أوليفانت (.)1
خامسا :الحركة الصهيونية
أتجه الصهاينة بأطماعهم إلى فلسطين منذ زمن بعيد وفي النصف الثاني من
القرن التاسع عشر تأسست الحركة الصهيونية العالمية بزعامة هرتزل –
الذي دعا إلى إجتماع زعماء الديانة اليهودية في مدينة بازل في سويسرا عام
1981م والذي أنبثق عنه " برتكولات حكماء صهيون" والتي تعتبر نقطة
تحول في توجهات الحركة الصهيونيةالمدعومة بريطانيا ،واتخذت شكل حركة
سياسية تهدف إلى تهجيراليهود إلى فلسطين حيث يؤسسون دولة يهودية،
وعرضوا على الدول الأوروبية الكبرى أن تساعهدهم في تحقيق اطماعهم ..
وقبل ذلك بعام أي عام 1981م زار هرتزل القسطنطينية وعرض على
السلطان العثماني عبد الحميد الثاني شراء فلسطين ليقيموا بها مستعمرات
لهم بمليونين من الجنيهات بالإضافة إلى ثمانية عشر مليونا لأنقاذ الدولة
العثمانية من ديونها الا أن السلطان عبدالحميد رفض عرضه .
سادسا :لجنة الاستعمار
في عام 1891م قام رئيس وزراء بريطانيا السير هنري كامبل بنرمان
بتشكيل ما أطلق عليه اسم (لجنة الاستعمار) من أجل المحافظة على الهيمنة
البريطانية على العالم وضمت نخبة من أساتذة الجامعات ،وأعلام السياسية
2
في الدول الغربية مثل فرنسا وبليجيكا وهولندا والبرتغال وإيطاليا وأسبانيا
وبريطانيا وجاء في تقرير لجنة الأستعمار عن الوطن العربي ما يأتي :
"إن الخطر يكمن في هذه المنطقة بالذات ،وبصورة خاصة في تحرررها
وتثقيف شعوبها وتطويرها وتوحيد أتجاهاتها ،لذلك فعلى الدول ذات المصلحة
أن تعمل على استمرار تاخرها ،وتجزئتها ،وإبقاء شعوبها مفككة جاهلة
متناحرة .وعلينا محاربة اتحاد هذه الشعوب وإرتباطها بأي نوع من أنواع
الإرتباط الفكري والروحي والتاريخي ،وإيجاد الوسائل العملية القوية لفصلها
بعضها عن بعض .وكوسيلة أساسية مستعجلة لدرء الخطر توصي اللجنة
بضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها
الأسيوي ،وتقترح لذلك حاجز بشري قوي وغريب ،بحيث يشكل في هذه
المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس ،قوة صديقة للإستعمار وعدوة
لسكان المنطقة".
إن هذه التوصية والمقترح يكشف بوضوح تام الهدف الحقيقي ،الأساسي
للسياسات الغربية في انشاء الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ،
فالغرب يقف رسميا وبقوة ضد الوحدة العربية وضد التقدم العلمي –
التكنولوجي العربي ،وأنها اي التوصية قد تحولت إلى أستراتيجية ثابتة في
سياسات الغرب تجاه العرب ،وقد نفذت بحذافيرها .فبعد عشر سنوات من
قرار لجنة الأستعمار تم تنفيذ مؤامرة تقسيم الوطن العربي التي ُعرفت باسم
مشروع " سايكس بيكو "الصهيونية.
ساد سا :وعد بلفور الدوافع والأسباب
و من اجل ايجاد حاجز بشري معادي للعرب وصديق للغرب يمنع وحدة
العرب ويعيق تقدمهم ونهوضهم اتخذت الحكومة البريطانية أولى الخطوات
العملية الرسمية في سياق تنفيذ تقرير لجنة الأستعمار ،وتهويد فلسطين
3
بإ صدار وعد بلفور المشؤوم في 1811/11/2م .وقد تمثلت أبرز العوامل
والأهداف التي دفعت بريطانيا إلى إصداره بالإضافة إلى ما سلف ذكره ما
يلي:
-1استمالة العناصر اليهودية في ألمانيا ،والنمسا والولايات المتحدة
الأمريكية ،حيث كان لهذه العناصر نفوذ كبير في الدوائر السياسية،
والمالية ،والصحافية ،والحصول على تأييدها لبريطانيا وحلفائها في
الحرب العالمية الأولى.
-2وإذ كان العامل الأول هو عامل سياسي فأن العامل الثاني يندرج في
إطار المصالح الأنجليزية البحتة .ففي مقابل هذا الوعد يؤيد اليهود
احتلال بريطانيا لفلسطين تمهيدا لإنشاء الوطن "القومي لليهود"،
وبذلك تكون فلسطين درعا يحمى مركز بريطانيا في مصر وقناة
السويس ،وتستطيع بريطانيا بذلك التخلص من النص الذي ورد في
اتفاق (سايكس بيكو) بشأن جعل فلسطين منطقة دولية ،فتصبح بذلك
منطقة احتلال بريطاني تمهيدا لإنشاء الوطن "القومي لليهود" ،وذلك
تنفيذا لقرار لجنة الاستعمار ،ليكون الكيان الصهيوني هو الحاجز
البشري المعادي ،الذي يمنع وحدة العرب وتقدمهم .
وعلى أساس هذا الوعد أو التصريح وعدت إنجلترا الصهاينة بتحقيق أمانيهم
في بناء ذلك " الوطن " المزعوم في فلسطين وجاء نصه على النحو التالي :
نص القرار:
عزيزي اللورد روتشلد :أعبر لكم عن بالغ سروري إذ أنقل إليكم باسم حكومة
صاحب الجلالة التصريح التالي بالعطف على الأماني اليهودية الصهيونية
والتصريح الذي عرض على مجلس الوزارء ونال موافقته .
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن" قومي
لليهودي" في فلسطين وستبذل أقصى مساعيها في تحقيق هذا الهدف على
أن يكون مفهوما أن شيئا لن يعمل قد يكون من شأنه المساس بالحقوق
المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف الحالية غير اليهودية في فلسطين
4
ولا بالحقووق ولا بالوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد أخر.
وأكون ممتنا أن أحطتم المنظمات (الصهيونية) علما بهذا التصريح.
المخلص :أرثر جيمس بلفور
وقد أثار تصريح بلفور حيرة وجزعا في البلاد العربية ،إذ جاء عدوانا على
حق وحرية العرب في فلسطين وإعلانا عن نوايا الاستعمار في تسليم أرضها
للصهاينة ،كما جاء مناقضا للعهود التي قطعها الإنجليز للحسين بن علي،
وأمام شدة الاحتجاجات العاصفة التي عمت أقطار الوطن العربي إزاء هذه
الجريمة أضطرت السلطات البريطانية ،إلى بذل الجهود الملتوية الماكرة
لتغطية نواياها .ولتبديد مخاوف العرب والحيلولة دون توقف مساعدتهم
للحلفاء ،أكدت بريطانيا للحسين بأنه لن يسمح باسكان اليهود في فلسطين إلا
بالقدر الذي يتفق مع مصالح السكان العرب السياسية والاقتصادية وأقنع
الحسين نفسه مرة أخرى بذلك ومضى في تأييد بريطانيا إلى النهاية (.)9
الانتداب وتكشف النوايا
وبعد أن احتلت بريطانيا فلسطين عام 1821م تحت ما يسمى بالانتداب -
سرعان ما انكشفت النقاب عن نواياها في تهويد فلسطين من خلال قيام
الحكومة البريطانية بتضمين (وعد بلفور) بصك الانتداب ،ليصبح وثيقة
دولية ،وتصبح بريطانيا بناء على ذلك مسؤولة عن تنفيذه لإنشاء وطن
لليهود في فلسطين .وفي ذلك الوقت قامت إدارة الانتداب بتنفيذ سياسة
موالية لليهود ،فعين الصهيوني (هربرت صمويل) مندوبا ساميا بريطانيا -و
كان من عناصر المخابرات البريطانية المهمة وصهيونيا متعصبا -وأصبح
الوضع ملائما للنشاط الصهيوني في ظل تلك الإدارة الانجليزية ومندوبها
السامي الصهيوني .وكان ذلك النشاط يهدف بالاساس لجعل اليهود أكثرية في
فلسطين تمهيدا لوضع يدهم عليها·
5
وظهرت في ذلك الوقت استراتيجيتان اساسيتان:
الأولى :تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين على أوسع نطاق·
الثانية :نقل الأراضي من العرب إلى اليهود وتشييد المستوطنات الصهيونية.
لذلك كان الانتداب البريطاني على فلسطين أداة تحقيق وعد بلفور الشهير،
بالتمهيد والسعي وفتح الأبواب أمام إمكانيات إقامة وطن " قومي" لليهود
في فلسطين عبر عمليات تشريد الشعب العربي الفلسطيني من ارض ابائه
واجداده.
ولقد استفاد الصهاينة من هذا الوضع في تدعيم إدارتهم الاستيطانية وادواتهم
الارهابية كأدوات تقوم بتشجيع وتنفيذ عمليات الهجرة اليهودية ،وبناء
المستوطنات الصهيونية ،ونزع الأراضي وإرهاب العرب وقتلهم وطردهم
وكنتيجة حتمية لهذا الوضع نشأت حالات توتر وصدامات ،واندلعت الثورات
العربية في فلسطين ·
وعندما اعنلت بريطانيا فشلها في تنفيذ صك الانتداب والوصول بالبلاد إلى
الاستقلال قامت باحالة القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة ،وكان
العرب في فلسطين وخارجها في حالة يرثى لها من عدم التو ُّحد والفوضى
والخلافات وعدم الاستعداد ،رغم جميع التصريحات التي كان الزعماء
يطلقونها بعكس ذلك ،وما أشبه اليوم بالأمس(.)8
قرار تقسيم فلسطين
في 11مايو انتهت بريطانيا انتدابها على فلسطين ،واتخذت الأمم المتحدة
قرار بتقسيم فلسطين وأعلنت الوكالة اليهودية إقامة الكيان الصهيوني
وكان ذلك انعطافا اساسيا في تطور الصراع العربي الصهيوني·
6
سابعا :التحالف الأمريكي الصهيوني
تطورت هذه المؤامرةُ التهويدية بشكل اساسي منذ صدور وعد بلفور
البريطاني إلى روتشيلد في 1811/11/2م حيث تشكل تحالف استعماري
صهيوني تأكد في 1898 -8- 11م ،قبل قيام الحرب العالمية الثانية،
بصدور( الكتاب الأبيض) الذي أُعنلت فيه بريطانيا دولة وصاية .وقد أوفت
بريطانيا بالتزامها الخاص بتشجيع إقامة وطن قومي للصهاينة .ثم تعزز هذا
التحالف بإعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن دولة الكيان الصهيوني
قامت في ما اسماه (الشرق الأوسط) .وكان الهدف الحقيقي هو لكي تتصدى
لتيار الشعور والمبادئ الوطنية والقومية العميقة في الوطن العربي ،فإذا لم
تستطيع أن تحقق ذلك فلا اقل من أن تجتذب الوطن العربي بعيدا بهدف تامين
مصالح البترول الأمريكية هناك.
وتجسد ذلك في 1819-8-18م عندما اعترفت الولايات المتحدة كأول دولة
بقيام الكيان الصهيوني ،ويكفي أن نتبين جيدا المعاني التي تضمنها تصريح
الرئيس الأمريكي حتى ندرك الأهداف الحقيقية لمواجهة الفاشية الجديدة التي
كان لابد أن تترك بدورها انعكاسات قوية على حركة التحرر العربي كما يقول
الدكتور الياس فرح (.)19
وفضلا عن مشاريع التجزئة الاستعمارية للوطن العربي ومعاداة وحدته و
تقدمه ونهضته ،فإن الصهيونية وكيانها في فلسطين قد تبنيا مخططات خاصة
بهما ليس فقط للمحافظة على واقع التقسيم والتخلف في الوطن العربي ومنع
تغييره نحو الأفضل ،بل لزيادة وتعميق واقع التجزئة العربية من خلال افتعال
او إثارة أزمات وصراعات طائفية -عنصرية -داخل أقطار الوطن العربي ،او
بين الأقطار العربية لكي يستطيع الكيان الصهيوني تنفيذ برامجه التوسعية
على حساب العرب وأرضهم وثرواتهم·
7
وهكذا يتضح أن الصهيونية والاستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا و الولايات
المتحدة الأمريكية ،قد تبنو مواقفا أساسية معادية ثابتة تجاه العرب ،تقوم
على إبقاء التجزئة ،والتخلف ،ومنع الوحدة العربية والتقدم والرفاه ،بطرق
مختلفة تتحدد حسب الظروف ،إلا أن أبرزها هو محاربة تجارب النهوض
والقضاء عليها ،وإثارة الصراعات الطائفية والعنصرية والسياسية بين
العرب ،وافتعال الأزمات بين العرب والعالم من حولهم ،بهدف تكريس واقع
الضعف والتشتت والعزلة وبما يهدد وجود الامة ومستقبل اجيالها في
الصميم.
-انتهى -
المصادر :
-1القدس في ذاكرة التاريخ -مجلة متابعات فلسطينية العدد (-1 )98يونيو 1888م
-2ابوغسان -المسجد الاقصى والصخرة المشرفة ،والقدس الشريف -مجلة البراق صفحة -11العدد
العاشر ،يوليو 2999م
-9ابوغسان المصدر السابق
-1ذيبان عبد الكريم ملف القدس ومسلسل التهويد ،متابعات فلسطينية -صفحة -1العدد ( )82فبراير
2998م
-8طلعت الغصين -كتاب-خمس جنسيات والوطن واحد صفحة 29
-1احمد اللحيدان ،-المؤامرة من فلسطين الى العراق -2-1،مجلة السياسية الصادرة عن وكالة سباء
اليمنية للانباء -في -1مايو 2999م نقلا عن صحيفة الرياض السعودية
-1احمد اللحيدان المصدر السابق
-9د احمد عزت عبد الكريم -د ابو الفتوح رضوان-د عبد الحميد -كتاب تاريخ العرب الحديث والمعاصر
-الصادر عن وزارة التربية والتعليم جمهورية مصر العربية
-8طلعت الغصين المصدر السابق
-19الدكتور الياس فرح -الوطن العربي والفاشية الجديدة -صفحة -21دار الطليعة للطباعة
والنشر بيروت ،طبعة اولى 1818م
8