The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة صدى نبض العروبة - -العدد 319

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nasserhariri6, 2022-05-17 18:38:59

مجلة صدى نبض العروبة - -العدد 319

مجلة صدى نبض العروبة - -العدد 319

1

2

3

‫وأضرررررحت اضرررررية الع الم هليةج وأصرررررب‬ ‫هناك مجموعة من الثوابت والعناصرررررررر‬
‫المواف من اضرررررررريتاررا هو ال يصررررررررررل بين‬ ‫التي يتحرربب باررا النام ال ومي الع وبي في‬

‫المناضل الع وبي وبين الخان ال ليل‪.‬‬ ‫مسرررالة الصررر اي م الهيان الصرررايوني ال‬
‫ُخِل َق مشرررررررروهاد وعي ااب علإ الب ا من‬
‫شرلت ال ضية ال لسطينية مهانة با لة‬ ‫خلال ا ستم ا ِب َمِّبه بعوامل ومتطلبات الب ا‬
‫في فه وضررررررررمي حل البعرررر الع بي‬ ‫والبيمومة وهو أمٌ –وفق مناجية التا يخ‪-‬‬
‫ا شررررت اهي وأببياتهج فمن تاسرررري البع ُ في‬
‫الساب من نيسان من عام ‪ 1947‬ف شعا‬ ‫يمهن َبَوا ُمه لإ الأبب‪.‬‬
‫البفاي عن ال ضرررايا الع بيةج خاصرررة اضرررية‬
‫فلسررررطينج الجل الع بي الأهث سرررروخاد‬
‫في ضررمي الع ووجبانامج ال ين يعيشررون‬
‫ه ه الأيام ه ى نهبتاا ال ابعة والسرررررررربعينج‬
‫حين تهررالبررت هرر طل اُوى الطريرران ا مب يررالي‬
‫العررالمي ضررررررررررب الأمررة الع بيررة لطعناررا في‬
‫الصرميمج هي يسرتم نلفاا الأبب لتعي في‬
‫بوامة ال ص اي ليختل توالناا وفاابة ا ست ا‬
‫لتتمهن اُوى الشرر من ال تك باا واسررترلالاا‬

‫واستلا هل ح وااا الإنسانية‪.‬‬

‫ل ب شهلت فلسطين من اللحظات الأولإ‬
‫التي توضرررررحت خلالاا الأطماي الصرررررايونية‬
‫وا مب يالية العالمية هيلة الصرررررررر اي الع بي‬

‫‪4‬‬

‫المصرررررررطن ج وتابب ه لك تطلعاتاا الوحبويةج‬ ‫فلسررررطين والنضررررال من أجل تح ي هاج وأعلن‬
‫وشررررخصرررريتاا ال وميةج ووجوبها الحضررررا‬ ‫موا ه صرر احة من البباية حول ه ه ال ضررية‬
‫ال وميةج مؤهباد علإ فض وعب بل و وعلإ‬
‫سررررياسرررريادج ااتصررررابيادج ث افيادج اوميادج وبينيادج‬ ‫ع وبة فلسررررررررطين وح وق شررررررررعبارا الع بي‬
‫وهرر لررك ث واتاررا الطبيعيررةج ف أن يتوجرره‬ ‫التا يخية فيااج مح اد في حينه من المخاط‬
‫م رراتلوه وايرراباترره لخوض معرررا ك البطولررة‬ ‫التي سررتت ت علإ اامة الهيان الصررايوني‬
‫وال با عام ‪1948‬م في فلسطين تن ي اد ل ا‬ ‫العنصرررررررر ال اعبة المت بمة ل وى التحالف‬
‫اتخ ه با ا الشرررررران لإن ا ع وبتاا من ب اثن‬ ‫الر بي ب يابة الو يات المتحبة الأم يهية في‬
‫أخط اسررتعما اسررتيطاني عنصرر ‪،‬وا هابيج‬
‫عم انررراعتررره أن هررر ه الح لم تحظ‬ ‫المنط ة الع بيةج افضررررررراد ت سررررررريم‬
‫با سررررتعباب والتحضرررري الجيب لاا من‬ ‫فلسررطين باعياد لتضرراف جاوب الأمة‬

‫الناحية العسه ية‪.‬‬ ‫ارراطبررة لمواجاترره علإ ث ى‬
‫وبرررررعرررررب حررررر‬ ‫ت اباا الطاو ‪.‬‬
‫‪ 1948‬أهررب البعرر ُ‬
‫اهتمرامره ب ضرررررررريرة‬ ‫ل رررب بط البعررر ُ‬
‫فرلسررررررررررطريرن مرن خرلال‬ ‫بطراد جربليراد بين اضرررررررريرة‬
‫تاسررررررريي مهت فلسرررررررطين البا م في الحل‬ ‫فلسرررطين وبين تح يق أهباف‬
‫ال عمل علإ صررررررررربا البيانات المتعل ة‬ ‫الأمرة الع بيررةج حيرر اعتب أن‬
‫با ه ال ضررية باعتبا ها اضررية الع ال ومية‬ ‫اسرررررتم ا العبو الصرررررايوني يعني اسرررررتحالة‬
‫والم هليرررة والعمرررل علإ تاي رررة الجمررراهي‬ ‫تح يق أ هرربف من أهررباف الأمررةج ممررا‬
‫لخوض مع هة تح ي فلسطين واعتماب الح‬ ‫يستبعي الت الم الحل ب ضية فلسطين الت الماد‬
‫الشرعبية واله اا المسرل الط يق الأمثل لااج‬ ‫يؤب لإ تح ي ها وتجمي وتحشيب هل ال وى‬
‫وتبنإ البعوة لتاسرررررريي الهيان ال لسررررررطيني‬
‫علإ اعتبررا أنرره ضرررررررر و ة ملحررة لتنظيم‬ ‫من أجل مع هة التح ي !)‬
‫عمليررات التطوي للجارراب في سرررررررربيررل ن ررا‬
‫ل ب ح البع ُ من تاسرررررررريسررررررررره من‬
‫المخرراط التي تارربب الأمررة من هرر ا الهيرران‬

‫‪5‬‬

‫اللترررران تبنتررررا هرررر ا الررررب هط يق لتح ي‬ ‫ع وبتااج تجسريباد لموا ه بعب تاسريي الهيان‬
‫فلسررررررررطينج وج ى تررب يرر هرر ه المنظمررات‬ ‫الصررررررررايوني في أنررره وليرررب ا سررررررررتعمرررا‬
‫باعتبا هما منظمتين ع ا بيتين تنتاجان خط‬ ‫والصررررايونيةج وهو خط يتابب الأمن الوطني‬
‫البع النضرررررالي واله احيج حي أهبت علإ‬ ‫وال وميج ولأن اامة ه ا الهيان ا سرررررتيطاني‬
‫لررك المؤتم ات التنظيميررة الحلبيررة ال وميررة‬ ‫فياررررا يعني تمليق الوطن الع بي وتع يض‬
‫وال ط يرة علإ لرك في فت ة مرا بعرب هليمرة‬ ‫اسررررت لال الأاطا الع بية للخط ج حي يعتب‬

‫حلي ان عام ‪.1967‬‬ ‫الب نامم الصررررايوني أن فلسررررطين ما هي‬
‫ال ببا ية بتلاي الأ ض الع ب ية من الن يل لإ‬
‫ل ب هان البع ُ مصررررريباد وصررررراح نظ ة‬
‫ثاابة وعلمية أن جعل فلسررررررررطين اضرررررررريته‬ ‫ال ات‪.‬‬
‫الم هليةج ولم يسراوياا با اضرية أخ ى عم‬
‫أن هل أ ض ع بية مرتصبة هي نضال بعثيج‬ ‫وسررررررررعإ البعرررر جرررراهررررباد لإ ب ال‬
‫لهن خصروصررية فلسررطين وأولويتاا تهمن في‬ ‫ال شخ صية الوطنية ال ل سطينيةج وتوحيب هلمة‬
‫خطو ة هرر ا الهيرران السرررررررر طررراني الررربخيرررل‬ ‫ال لسرررررررطينيينج والمحافظة علإ اسرررررررتم ا ية‬
‫نضرررررالام من خلال تشرررررهيل جباة نضرررررالية‬
‫ا ستيطاني علإ جسب الع وبة‪.‬‬
‫تح ية فلسرررررطينية باعتماب اله اا المسرررررل‬
‫وه ا ما يؤهبه اول ال ا ب المؤسرررررررري‬ ‫الط يق العملي علإ الساحة ال لسطينية واام‬
‫أحمرب ميشرررررررريرل ع لق حير ينبض ع ق‬ ‫بتراسرررررررريي منظمرات البعر هجبارة التح ي‬
‫برالع وبرة توجرب فلسررررررررطين وبهرل مرالارا في‬ ‫الع بيررةج وطلا ح التح ي الشررررررررعبيررةج‬

‫التح ي )‪.‬‬

‫وي ول ن التجل ة وأسرروا ها الشرراه ة‬
‫هي التي هرانرت تحول بومراد بون أن تتجم‬
‫ال وة الجمرراهي يررة الع بيررةج ‪،‬وان مررا تطلبرره‬
‫الجمراهي في هر ه الم حلرة هو التطرابق بين‬

‫‪6‬‬

‫واررب سررررررررجررل التررا يخ أن فه البعرر‬ ‫الح ا ق التي يهشرف عناا التحليل السرياسري‬
‫ومناجيته ونضررررررالهج وفه ونام اابته ا تبط‬ ‫لا ا الظ ف المصرررررررري وبين المما سرررررررررةج‬
‫فمؤام ة التسررررررررويرررة والصررررررررل م الهيررران‬
‫ب ضرية فلسرطين حتإ ليشرع الم أن البع‬
‫واابته مسهونون ب ضية الع الأولإ اضية‬ ‫الصرايوني وتصر ية اضرية فلسرطين لصرال‬
‫فلسررررررررطينج و أََبل علإ لرك من اللحظرات‬ ‫ا مب يالية والصررررررررايونية هو التحب المابب‬
‫الأخي ة من حياة الشرايب الخالب صربام حسرين‬
‫ابل اسرررررتشررررراابهج وهو ي ف الصررررروت عالياد‬ ‫لوحبة الأمة ومصي ها)‪.‬‬
‫لُيسرررم من بام صرررممج وعلإ الوبام أا الاا‬
‫أن فلسررطين ع بية من النا لإ البح ج وأن‬ ‫ولطرالمرا نبارت ال يرابة ال وميرة للحل‬
‫نيسرررران ‪ )1956‬لخط الح هة الصررررايونية‬
‫اضيتاا هي اضية هل الع ‪.‬‬ ‫ا سررررررررتعمرا يرة الرراليرة علإ الهيران ال ومي‬
‫الع بيج مؤهبةد أن الصررايونية تسررترل العامل‬
‫ل ب ها نت هل مشررررررررهلة الب ع وااب ته‬ ‫البيني لتسررخي الياوب لا ا المشرر وي بم العم‬
‫العظام م الإمب يالية الأم يهية وحل ا اا من‬ ‫وخ افات وأسرررراطي وأها ي وأن هالصرررايونية‬
‫الر مررا هرران يمثلرره من تاررربيرررب للهيررران‬
‫الصايونيج فام يها تسعإ للاستحوا علإ‬ ‫علو بيني يشررررباه في التا يخ الح و‬
‫الن ط وعي ه من الموا ب الطبيعية في المنط ة‬ ‫الصررررررررليبيرةج و ي رب علإ بفعره ي ظرة‬
‫الع بيةج لأناا هي أصررررررررلاد تسررررررررتحو علياا‬ ‫الإيمرران في ن وي الع ج وتجسرررررررريررب هرر ا‬
‫وتنابااج لهناا هانت تسررررررعإ أن تمن الع اق‬
‫من الحصررررررررول علإ التهنولوجيا التي ي يبها‬ ‫الإيمان بشهل عملي وفعاله‪.‬‬

‫ويحتاجااج ليهون ااب اد علإ بنا ع ا ٍق او‬ ‫فإيمان حل البع الع بي ا شرررت اهي‬
‫وأمة اويةج فال ضررررررررية هامنة في مبى اب ة‬ ‫ينطلق ب ه ه لتح ي فلسرررررطين هوناا اضرررررية‬
‫نظام الع اق علإ تابيب الهيان الصرايوني في‬
‫اوميرة تتطلر وحربة الموااف الع بيرة والع‬
‫وجوبهج فهان هل ما تع ض له الع اق والبع‬ ‫أجمعين با لت الم المطلق ب ضررررررررية العصرررررررر‬
‫ال ضررررية ال لسرررطينيةج فتح ي ها يعني أنه لن‬
‫يب إ أ أث للاسرررررتعما في المنط ة الع بية‬

‫بل يتجاولها للعالم أجم ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ناجه وثباتهج لأن أهث من سرربعة ع وب م ت‬ ‫هو نتيجرة موا ره المشرررررررر ف والمبرب ي من‬
‫علإ نهبة الأمة ما البت الجماهي الع بية‬ ‫فلسطين‪.‬‬

‫يمرانراد و سرررررررروخراد علإ نام البعر الر لم‬ ‫ن البع ج وفي ال ه ى ال ابعة والسبعين‬
‫يتلعلي يوماد عم هل التحبيات والأخطا التي‬ ‫للنهبة يؤهب مبب ية وصررروابية موا ه وصرررربق‬

‫واجااا ويواجااا يومياد‪.‬‬

‫‪8‬‬

9

‫الأستا البهتو هاظم عبب الحسين عباي‪ /‬أهابيمي ع بي من الع اق‬

‫ح عزس ر يااااااا ط رت اع‬ ‫علأرا‪ :‬ن ق علل تيااا ا‬ ‫تح ااطرا ا علم عة اا‬
‫عل اطئا عحت ة ة علق)‬ ‫عةح ر ا عةاذ ااااااااال ن‬ ‫عةساااااا طساااااا ع حت ة ط‬
‫م ى ترزع عةح ااطئااس عةر عزلاا‬ ‫ا علن ر ا اااذ م ب ااااعا ة‬ ‫عة علق ن با ن تا ل تيااااااا اا‬
‫رعةرظاطئم عة اط اااااااا ب اط‪،‬‬ ‫ااااااال ن ا علن ةى ع ن‬
‫ح ث حطرا تاى عة اااااااال‬ ‫عةح ر سااااببب مط ب‬
‫رت ااطمتااب ع ساااااااتحرعذ م ى‬ ‫لأساااااااباااطس تت ق ب ت اااط‬ ‫تت ق ب ط سااااا ر ب ااااا‬
‫عة اطرضاط م ى بلط ج علن‬
‫ظ اااط‪ ،‬علأ ل عةاااذ‬ ‫عة رر رحطة عةياااااااا رعةتذس‬ ‫عة عةساااااا طساااااا رت‬
‫عساااتحرعذه م ى عة طمع عة طة‬ ‫عةت يااااا ات ط عة اطرضاااااط ‪،‬‬ ‫ساااس عةاساااطا عة طة رع اعل‬
‫عةت تتلتاس م ى تسااااااا ت ا‬ ‫ح ث تسااااات ا علن عحت ة ط‬ ‫رعلأ ق عةت اااا عة علق‬
‫عةر عز عل ر ااط تاااله ن ااطمااذ‬ ‫تح س ات ن س ‪٢٠٠٣‬‬
‫عةاسااااااااطا مبل عة را رعة را‬ ‫ر ارذ ح عزب ط ر ياااا ط م‬ ‫رعةى ر ط هذع هر علأرا ر‬
‫عةره ااا رب ع عة اااط اااااااااس‬ ‫عة علق رلق ضااااااا ا رعبت عزز‬ ‫عةثااط مااطة ااطي م اط ل ن‬
‫ح ااا علأ ل م ع ا اااطق‬
‫رعةلي اااطر رع ت رتب‬ ‫م ى عةح ر علأ ل‬ ‫بتي ا عةح ر ل لرل ط‬
‫علأ اارعا رتاا اال اااس عةاا اااااا‬ ‫لس ن اااام ساااا م ى‬
‫رعة ااا عل ررعلاع عة ااطمااذ‬ ‫عةثط ‪ :‬هر عة اا علن ب ن‬ ‫ع ت اطباط علأ لا عةت تل‬
‫عةحارا ر لهط ن الق بلن‬ ‫ا علم عة عةساااااا طساااااا ‪،‬‬ ‫م تربل‪ ،‬تيااااالن را‪ ،‬ن‬
‫ربااطةااذع عة ااط ن ة حت ا‬ ‫عة ط عة طض اا ‪ ٢٠٢١‬لاه‬
‫م ط عة اااااااالرن‪ ،‬م عةرق‬ ‫عةاطلسااااا ة علق ط سااااا ى‬
‫عةاااذ اااطتاااا رل عة اااطة‬ ‫ت عزمااايط باااطلأح عزس عةيااااااا اا‬ ‫مط ن سطس ن‪:‬‬
‫يحزس عةامرا) رهطا عة ط ل‬
‫ر ياااا طت يعة ااااح ه‬

‫‪10‬‬

‫ن طسااااس م اطرضااااط‬ ‫يم ق باااال ع عل ) رم اااطل‬
‫بلط ت ط عة رر‬ ‫عةح رت اااطله ر اااط سااااااا ى‬
‫بطةحيااااااا عةياااااا ب رزمط طتب‬
‫ة ط ياااا س عة علق‬ ‫ربطق ياااا عةر ئ ن ن تا‬

‫رع طذ را ب ن هذع‬ ‫ة‬ ‫زااطاا عةح ااطئااس عةر عزلاا عةت‬
‫تض ن ة ذع عة طمع عةح عل‬
‫عة ااطبر رعةاااط ر ل ن‬
‫مضاااااا ي من ضاااااا طن مل‬
‫رسااااااع ثرلا تياااااالن ر ق‬ ‫ع ت عل ضاااا عةيااا س عة علق‬
‫عةت ملم ااا ه اااذه علأا علم‬
‫ساااااااط علت ط عةتحلل عةرا ‪،‬‬
‫ب طلسااااااات ط لهطبطي رع ت ط‬
‫ر اذ ا ر ت اط ر ياااااااطل ا‬ ‫رتاا اااذ اااس ماا عةسااااااااتاارن‬

‫عةيااااااا ااس ااب م ااط رت ر اا‬ ‫رعة ت‬

‫رت زز رس ااااااااطئااا عة ااطر اا‬ ‫علن ت اااس م ى‬
‫عة اااط ن رتساااااااتث ل م اااط‬
‫علأ لى عة ااا اا رعة سااااااا ح ا‬ ‫ةاتا ال ا عحاتا ةا اااط ةا ا ا علق‬

‫سا طا عة عةسا طسا عةت‬ ‫م ى حساااااطس يااااا م ر‬ ‫را ر عة طمع ع قت ااااااطا‬
‫عة علق ن‬ ‫رعةسااااا طسااااا عةت ح ت ط م‬
‫ب اااطقهاااط ب اااط عةتااااهرل‬ ‫عة علق‪ ،‬ح اث اااااااطل عة علق‬
‫هذع ن ت ‪ ،‬ر ن ت‬ ‫سااااااارقااطي اترحاا ة بضااااااااطئع‬
‫رعةتيالذ رعةاساطا رمياا عةارة‬ ‫لى تحطرا علن ع ساااااتاطاا‬ ‫رعةا ا اتات اااط ع ا عل ا ااا ما اى‬
‫ن عةرضاااااااع عة عة اطتج‬ ‫حساااااااطس طم عة ااااااا طم‬
‫رتح عة اارا عة ا ‪ ،‬ر‬ ‫من ااااااا علن مرع اااط م ى‬ ‫رعةز علماا عة علق اا ‪ ،‬ربااطةتااطة‬

‫ب اااط رز اااطاا ظاااطهل عةا ل‬ ‫طةح ر طم عةي‬
‫رعةائر رعةحزب رعةساااا طساااا‬
‫رعةت م رع ااااع عة اااا اااط‬ ‫ة سااااس عةز ن ة ضاااا ا م ى‬
‫عةر اااط عة تحااااا علأ ل ااا‬
‫رعتسطن مترا عةارعلق ب ن اب‬ ‫رتح ق بل ط ط تح ب‬

‫عة س عةحط رمرع ط رب ن‬

‫م ر ي س عة علق‬

‫‪11‬‬

12

‫أبو ف ات الع ااي‬

‫عةحطقاا‪ ،‬ذع علأت اا عة ت‬ ‫عسات ل سا رع ار بسابس‬ ‫اذ عة ر علأرا ة اارعن‬
‫رعلأه ااااعم عةا اتا ااالساااااااااا ‪،‬‬ ‫ع حاتا ا علأ ال ا ا رعةا ااارذ‬ ‫عة ااطة عة ج م ى عة علق‬
‫رعساااااات ا عة ط عةبساااااااط‬ ‫رع ساااتباعا ع عل ر اطتب‪،‬‬
‫رعةا عل ماط ا باطسااااااا عةاا ن‪،‬‬ ‫ع ا ثرلا تياااااالن عة ت اا‬ ‫رعةا ازر رع حاتا ا علأ ال ا ا‬
‫رعةاااا ن ب عل رعة اااذهاااس‬ ‫عةي ب عةس عةب ضط ‪ ،‬ثرلا‬ ‫عةظاااطة رعة ارذ رع ساااااااتبااااعا‬
‫رعةااطئا ا رعة ب ا رعة اطا ا ‪،‬‬ ‫عةيبطس عة علق عةرعما علأح علل‬ ‫رعةتسااا ا ع عل عةب ‪ ،‬ط‬
‫رة ترقم عةسا ر عة اعئ با‬ ‫علأباطا‪ ،‬ثرلا عةي اع علأح ط‬
‫عست ل ع ت ط رعةظ رعة ط طا‬ ‫علأب علل علأ طل‪ ،‬رب ا عة ط طا‬ ‫طن عة علق ره ب علأ م‬
‫عةا ار ا ااا عةا اثا الا رعلأرت اااطن‬ ‫ن ر طن رعسااات علل را‬
‫رمبل ا علأ اطذ اس رع ت اط اط‬
‫رعةحل طن رعةاساطا رعة ار‬ ‫رعةا ارعقام عة ااااااا اب ااا عةاتا‬ ‫رحلااا رمااااعةااا عتت اااطم ااا‬
‫ةى ر ط هذع‬ ‫مط ااااااالهط عةيااااااا س عة علق‬ ‫رع سااااط ر سااااطرعا‪ ،‬ر ط ذعقرع‬
‫عة اااااااااطبل ااب رعةااذ ن‬ ‫ذة رة يااااااا لرع بب قا‪ ،‬با‬
‫عةااحاا اا اا ااا عةاارحاا ااااا‬ ‫ارلا ع ساااااات اعم عة ارع‬ ‫عة ت ااااط اااايط‪ ،‬لأن ح ااااطا‬
‫عة لرمااا ‪ ،‬ن ر عل اااا اااط‬ ‫عة اعئ عة ج عة ست ل ةاتلا‬ ‫عة علق ن ب اااا عحت ا عة علق‬
‫ار ‪ ،‬ر ط ب ا ن ملضرع‬ ‫رتااا له م ااا ااب لر ااط‬
‫تلى بطة علق رعة ا عة لب‬ ‫رعضا ح ر طت ط‪ ،‬رعةيا س‬
‫هر ع حت ا علأ ل رعة ارذ‬ ‫ر ااااااابرع عة ر ااا رعة‬ ‫ب م حاااطةااا عة ق رعةترتل‬
‫رعة ااااااار رعة ااااااااطب اط‬ ‫رعةاحال اااطن رعةا ارم رعةااا ال‬
‫رع سااااتباعا رعةتساااا ا ع عل‬ ‫عة تل ا عةلسااااااا ا عة اطلتا‬
‫عةرعضا عة اطلل‪ ،‬عةذ ر اا‬ ‫م ى عة اااط رن رعة يااااااا اااط‬ ‫رعةحساالا‪ ،‬ط اع عةران عة ت‬
‫ع ن حتى م تيااااااا ااا ااط‬ ‫عةر ئ ااا رعةرباااطئ ااا ع عل ااا‬ ‫رعةساااااا ا رعة ت ل ن ر‬
‫سااااااا ى بح ر ااا عة ا ااا‬ ‫عةب ضااااا عةساااااطملا ع ت ط‬
‫عة ض عل ب ا ض ي ل ن‬ ‫ست ل‬
‫ما ا ا ااا عةات اااار ال رعةاتازر ال‬ ‫ر ن ت عل ت ا علأحااعث‬

‫رعة تلب اااط رعة ت عل عةت‬

‫‪13‬‬

‫رعة ياطلع عةضاطة عةت تسا ى‬ ‫ب ن علأا علم عة يااااااااااطل ااا‬ ‫رعةتلت اااس ن ا علأذلن‬
‫ةط‬ ‫باااطة ااا عة اااطب علت ااا باااط‬ ‫علأ ابرا ااا عةتاااطب ااا ة اااط‬
‫رعضاااااااحايط ر اضااااااارحايط اط‬ ‫رعلأح عزس عةسااا طسااا عةاطسااااا‬
‫م ى عةيااااااا ااس عة علق‬ ‫عةت ع‪ ،‬راة اااا قاااطاع م ى‬ ‫عةت ب ا ت اس قاذل علأارعل‬
‫علأ اااااا ا عة ر ر ثل ن‬ ‫ح طلا رظ هذه عة اااااااطبط‬
‫عةساااااا طساااااا عةت تتسااااااطبق‬ ‫ب اا عةسااااااا الا م ى عة ااط‬
‫رقاا ضاااااااى‪ ،‬ت ااا عةااام‬ ‫بطةح اااااارا م ى عة طسااااااس‬ ‫عةساا طساا رعة ساا ل رعلأ‬
‫رع سااااااا ااطا عة ر رعة ااطا‬ ‫رعة اط ر ثل ر بل عة اطمع‬
‫ةثرعل ثرلا علأح علل عة ن‬ ‫رم اا عةتحاطةااط رعة اااااااا اط‬ ‫رع قت ااااااااااطا ااا رعةث اااطم ااا‬
‫علأب علل علأ اطل رع ح اطز ةى‬ ‫رااال عةاا ااب اااطا عل رتاارز ااع‬ ‫رع تت طم ةتا ا ط تياااااااط‬
‫ااااااام عةثرعل رعةران حتى‬ ‫علأارعل ةااتااحاا اا ااق علأه ااااعم‬ ‫ن ارن رم ر ح ااط ن‬
‫عةا ا رعةاتا ا ل رعةاتاحل ل‬ ‫م طا عبت عزز رعساتا عزز ‪ ،‬ر ط‬
‫رتح ق عة ااال عة ظ رعةات‬ ‫تيااااا اه عةساااااطح عة علق ن‬
‫عة ب ن‪ ،‬رعن اعي ة طظله قلس‬ ‫ااا علمط سااا طسااا رتحا ط‬

‫‪14‬‬

‫خنسا ال ا ي‬

‫ن ا طل عة علق ساااااااببب‬ ‫تحل سااااااط يط‪ ،‬ر تسااااااتا ع‬ ‫م عة علق عة ر ع ت ا‬
‫ض طن عة ر رعةثرعب عةرا‬ ‫ت ا ب عل ج ر لقى‪ ،‬م‬ ‫اط اطا يعةحاطباا باطة اطباا)‪،‬‬
‫بيا ا بط عةت ز ا بيط تايع‬
‫رعةا اا اااطها ا رعةا ا ا ما اى اااا‬ ‫تالا ا اى تاحال ااا ‪ ،‬ما اااا‬
‫زمط ط مطل رح عزس مطسااااا‬ ‫باااطل ااا علن عة تاااطئج عةت‬ ‫بتاع ا عة اطه عةساااااا طساااااا‬
‫ربلة طن مطيااااا رعم ترل‬ ‫رع ت ا ط م عةتسااا ميااال‬
‫ر حط اااا اااا راطئا ت‬ ‫ح ااااااا ااا م اااط علأح عزس‬ ‫سااااااا اا عةت ت اا ع حت ا‪،‬‬
‫اب يط رتب يط لأت اع طلت ‪،‬‬ ‫عة ااطا باطةاا ن رام ت اط م‬
‫م اااطةتا ل بب اااط م علق حل‬ ‫عةر ااااااارا ةى عةسااااااا اااا‬ ‫ربطت عةت ط عل عةسااااااا طسااااااا‬
‫ساااات ا ذر ساااا طاا ن‬ ‫رعةا رح عزب ط ساا م ى‬
‫رهر ب ذه حطة ‪ ،‬ر ن ن‬ ‫سااااااات ة اط بت ا اذ ت ااعت اط‬ ‫اساا ط ر ت ااطلم م ط ب ط‪،‬‬
‫اع ا عة علق‪ ،‬ر ن تط س ل‬
‫تب ى عة رى عةساا طساا عةحط‬ ‫عسااات ا ل ط ا علا ت ط‬ ‫ر ط تساا ى ةى عةساا ا ب‬
‫رح عزب ااط ربلة ااط ااط ن ارن‬ ‫ثا ان‪ ،‬رتااا ا ةا ابا اااط ما‬
‫ت ل ‪ ،‬ر ن ن تب ى‬ ‫عة زا اط ةذة‬ ‫عةساااااا ا ب رساااااا لأتا‬
‫ااااطةح ط عةياااا اااا ‪ ،‬م ا‬
‫علأر علق را ااا رعة ا اااطه‬ ‫عسااات ر هط لأسااا طاهط م‬
‫ضااااطئ رب ياااا ئ ل ‪-‬‬ ‫عة اااطلي ة ت ااا ث ل م ى عة علل‬
‫عةسااا طسااا ن تا ب طئ ط م‬
‫ماااطلسااااااا ااا ‪ ،‬ماااطةت ل باااط‬
‫ضااااالرل يط‪ ،‬م ن ن تب ى‬ ‫عةس ا‬
‫سا طسا عة علق رعقت اطاه ب ا‬ ‫ن عة علق رياااااا بب ل‬
‫ث ضاااااطة ‪ ،‬مطةت ل با ن‬ ‫با ااا زق حا ا ا ا ‪ ،‬م اااطةا اتاااا‬
‫تاا عةبااعئاا عةح ا ماطاا‬ ‫عةساا طساا رعلأح عزس‪ ،‬ر ط اا‬
‫علأح عزس عةا تستا ع ن‬
‫ب ط عة علق رعست ةب‬

‫‪15‬‬

‫علي الأمين‬

‫ت تبل ااااااااال رثلرا اطئ ا‬ ‫عةح عز علأ ض ااال عةذ ي ااا‬ ‫تساااااااااط ا عةت ع من‬
‫م ز ن ظاط اط عةرا ة اا‬ ‫ساااابس عةت ااااحل عةذ حاث‬
‫زر م حط عةت ااااحل‬ ‫عة حاطمظاط ح اث اطن تبل‬ ‫م عة علق‪ ،‬ر ط ه سااااااابطس‬
‫ت اا اااطم عة ارعح اااط رعة ا ا ارن‬
‫رعةتاطم ح ث ت سااااحب ط ن‬ ‫اااااااا ة رع ااااااام عةت علب‬
‫رةت ا م عةتر‪ ،‬ح ااث قااط اا‬ ‫رعة طب ع؟‬
‫بطان علأل ةسااااا عزلم ط‬ ‫ح ر ااط ع حت ا عة ت ااطقباا‬ ‫عةاتارعس‪ ،‬ن اااا اااط‬
‫م ى تتلم هاااذه علأحز ااا‬ ‫حااث ن تااطم رت اااااااحل‬
‫م ت ا عة اطاق اط اى ةى‬ ‫رت اااط ح اااط سااااااا ااا‬ ‫ا ارا ةاى تاتال ام عةا ا عزلن‬
‫ةا ا ار اااطئا ا ن رعةا التازق ااا ما‬
‫تا اااطم عةبح عل رعةرعح اااط‬ ‫طاق ماا ن ان عة علق‬ ‫رعةبساااااااااطت ن ت عل عة اااط‬
‫اط عةساااااااباس علأه م‬ ‫عة ساا ل عةت قط ب ط عةحيااا‬
‫رعة لري عة ضاا عل ضااطم ةى‬ ‫عةت اااااااحل ه ااط سااااااا ى‬ ‫عة اااا م اااطاق تلم‬
‫يعة تبط عة اساا ) م لب‬ ‫عة ااااا ل رعةاطل رعة لرعن‬
‫ساااااااحس زرن بح لا عةل عززا‬ ‫علأس لا‪ ،‬ح ث قط ط س ى‬ ‫رحا عز با ااااعا‪ ،‬ر ا اله اااط ان‬
‫عة تبت ن م عة اااااح عل ببطا‬ ‫عة اااطاق‪ ،‬ن ت اااا عةت ل‬
‫رتتا ا ط‬ ‫عةس طرا رعة تم ر لب ح ث‬ ‫عةا علم ‪ ،‬رعةسبس ع ل هر‬
‫ت رضااااع ضاااا ط م ق‬ ‫تتلم عةبساطت ن رع ياط عةارل‬
‫ااا هااذه علأسااااااابااطس‬ ‫ةساااااااحس عة طه عةترم رعةت‬ ‫م عة اااطاق عةز علم ااا ب اااط‬
‫لم بطةبسات ر ذة تتلم‬
‫ر لهااط عة ااام ااط تااا ل‬

‫عة علق ضاااااا ن اا تل‬

‫ت ا ااذه بااطتتااطهااط ت ااا ‪،‬‬

‫رت ب ااااح عل قطح ب ا ن‬

‫طن ل عةسارعا ة ثلا عة ا‬

‫رعلأياااااااتطل عة ث لا‪ ،‬رة ن ط‬

‫ماا ر ط ت‬ ‫ط‬

‫باا‬

‫‪16‬‬

‫مانب أبو فلاا‬

‫رعة زم م اااط ة ت ن ن‬ ‫عةبطس ااا ‪ ،‬ط ااا م ط‬ ‫طا رن ه طة ياااااابب‬
‫زمزم ااا عةتب ااا عة ااااع ااا‬ ‫ع م عة لب عةذ تيااااااا ا‬ ‫ت طن ب ن علأرسطا ع م‬
‫عةااتااز االا رعح ااااا اان باالز‬
‫عة طرئ ةب‪ ،‬رهذع ساا رس ة‬ ‫عة حاط عةاضاااااااطئ م هذع‬ ‫م ى ن تل ع ت طا ياا لن‬
‫بطةتا ا‪ ،‬م ا سااااااابق ن ة س‬ ‫بر مطق علسااا ق طا عةتزلا‬
‫عة تطا‪ ،‬رعةت قا تسااااااا م‬
‫عة ااااااا ط رعة رى ع بلطة‬ ‫ت ة س عةل عة ط عة لب ضااا‬ ‫عةاضاااطئ عة ال عةت رق‬
‫عة لب اا م ى هااذع عة رعا م‬ ‫م ت ن ي طا عةضا عة لب‬
‫م طس حلس م سااااا ن علأرةى‬ ‫عة اااار عة اااط اااااااااس لأل‬ ‫بطلأ عة لس ت بيااااااا ا‬
‫مااط ‪ ١948‬ر ااط اااااااا م‬ ‫م سا ن عةحب ب‬ ‫ت ا‪ ،‬رهر علأ ل عةذ ام ط‬
‫ساااارل ن ا م عةت ب‬ ‫ةى عةتساااااااطقا ط عةذ ل اه‬
‫ع ست بط علت عةبلاط عة عل‬ ‫رت اا عة ظل هااذه تبااار‬
‫ةى ع تحرا ه اااذع عة ال‬ ‫رضااااااارم اا ةى حااا ب ااا‬ ‫عة ار ن ذة علأ ل؟!‬
‫عة لب علأ ااااااا اا ةى قاطمااا‬ ‫با ا عةا احا ا ا ن ذهابرع‬
‫ع ااا ق احاتا ا ااا ةاتاحال ال‬ ‫ط اا ن ع م هر ساا‬ ‫ةى ن عة طن عة ا ر لا‬
‫م ساااا ن ن ا عة ااا ط‬ ‫م ااطا قثل ةى ب ااا عةحااارا‬ ‫لهطس عةرسا عة حا ر ب‬
‫م ت ج يااااااطمل عةت طه ل‬ ‫ن ت ا اا م ااط عقتحااط ااب‬
‫عة ط ب ن‬ ‫رتثر لهاط‪ ،‬ة ن ن ا تتبع‬ ‫عةا اتا اللا ح ااااى ها باقل‬
‫م عةت ب ع ست بط علت‬ ‫لارا علأم اطا م ى رسااااااااطئاا‬ ‫عةترتل رعة رعت اا عة سااااااا حاا‬
‫عةبلا اااط ااا عةت اااطن را‬ ‫عةترع ااااااااا ع تت ااطم ه ااط‬ ‫عةاع ع ط ب عة ط س قبا‬
‫ض ااحط طهط م س اارل عة لرب‬ ‫رهاا اااط ظاا اال ن عةاا اااار‬ ‫قااااع اااب م ى عة اااط ب ااا‬
‫عة ااااااا ر سااااااا ى تطهاعي‬ ‫مساا ل رعساا عة اطق ضااا‬
‫عة ا ح ا ط ل ل س‬ ‫حاااعث ب ب اا م اااااااارم‬ ‫ت ن عةذ ا حا ه‬
‫عةا علن عة تحاااال ن ب اااط‬ ‫ب ااط علأ اا عة لب اا عةرعحاااا‬
‫عةاطئا عة ر رعةذ ياطل‬ ‫مبل ثااطلا عة عل عةاااطئا اا‬ ‫طقا عة طر عةا ساااااااا‬

‫‪17‬‬

‫عة حاطاثاط عةت تل ب اط‬ ‫عةالسااا من سااارل م ‪١7‬‬ ‫تارمايط م حلس م ساااااااا ن‬
‫م ت م بسر س عل م عةتطسع‬ ‫س ااااطن ‪ /‬بلا ‪ ١946‬رعةت‬ ‫رب ى م ط ب ي حساااا طي‪ ،‬رعةذ‬
‫ن اط رن عةثاط ‪ /‬اط ل ن‬
‫عة اااط ‪ ١99١‬قباااا عة اااارعن‬ ‫اااالقاااا ماااا ارع اااا اااان‬ ‫حااااث ع ت اااطةاااب م ى الق‬
‫ع بط عة ساا ل م عة ط‬ ‫اطل عة زا عة سااا ل ميااا‬
‫عةثا ث ا ا عة اااطيااااااا عة اااذ‬ ‫عةساااااطبق ساااااتيااااا طا عة ا‬ ‫ع حتا اااطا ب اااا عةت م‬
‫ت لض ةب ب ا عة علما ن رة ن‬
‫حطرة ب ل بط بطةاياااااااا‬ ‫ط ل عة ط ‪١949‬‬ ‫ا ياااااق ة عةحطا رعةث ث ن‬
‫عة اااذل ع رترب ااا بلا مرل‬ ‫ماا ااى ااا ح اااطا اان‬ ‫ن ت رز ‪ /‬رة ر ‪ ١95٠‬م‬
‫حطز ن ةان هذع عة طضااااااا‬ ‫م ا عةلئ ا س عةياا ياا‬
‫عة لرم ن عةااااطئا ااا ه‬ ‫ب ب ااا م اااااااارم عة رع‬
‫عة ر عة لب عةاااذ ت ل‬ ‫حاى ال علأسااااااا ح عةت‬ ‫عة سااااا ح ‪ ،‬ط ااااا رن ت‬
‫ة حاطرةا ع ت اطا ماطيااااااا ا م‬ ‫سات ا ط ماع علأ عة لب‬ ‫عةتل ااا عة عل اااط ااا ه‬
‫ساااطن ن عة ط ‪ ١98٠‬م ى‬ ‫ضاا طم عةياا رل عة ر م‬ ‫علأرةى ن رم اط اذ عةت‬
‫ا ا تط عة ست ل م‬ ‫هذه علأ عة ت اا ذع عةتطلخ‬
‫عة ط ااااااا عة علق ب اعا ن‬ ‫عةت ااا ر ن ن ذةاا‬
‫قبا م ط ااااال يااااا رب تطب‬ ‫ة م ا ع ت ز محسااس با‬
‫ةحزس عةااامرا عة رعة ة ظااط‬ ‫ضاايط ح اطئ علأ ل طن‪ ،‬ما‬
‫ر ا عةا اب عةحاط م ا علن‬ ‫ذ عل رزل طلت عةر ط‬
‫قب ااا ع ااا ن عةحلس عة علق اا‬ ‫عة تحاا علأساااابق ت ب ل‬
‫ع عل ب سااا يااا ل م ا‪،‬‬ ‫تلم ب حاطرةتاب عةتا ث ل م ى‬
‫رزل عة طلت عة علق عة علحا‬
‫م ط يبب عة ر بطةبطلح !‬ ‫علأساااااااتاطذ ااطلق مزز ث اط‬

‫‪18‬‬

19

‫ه ه ‪...‬اهس جلاا ه!!‬
‫أ‪.‬ب عبب اله يم الو الن‬

‫م ن عةح طئق عة اااطا‬ ‫م ى مااطاا ب عة ااط م‬ ‫هأحسررررررررن ما تهلاا ه‬
‫ن حر ‪ ١.٢5‬رن ياااا‬ ‫اهس جلااه‪.‬‬
‫الا عةا رل ر له اااط ر‬
‫ساااا ر يط رن حتا م عة طة‬ ‫ثا يااااا ب اااااا بب‬
‫ااتاا اات ااا ةااحاارعاث عةاا االرل‬ ‫ت طا عةاتطت تبت ا ق ي حتى‬ ‫ضالرلا حسا علأ رل رعة رعقم‬
‫ر" ااااام علأيااااا ط ت لبطي‬ ‫بياااا ا حطز رحطساااا ‪ ،‬ب ى‬
‫عةذ ن ترمرن م ى الق عة طة‬ ‫ت را مت تلس ن عةا اط ثاط ا‬
‫ر رن ن " سات ا عةالق‬ ‫من عةح لا رعةتلاا‬
‫عةسااال عةت ثل"‪ ،‬عة ياااطا‬ ‫مت ت ا اااب‪ ،‬م را م الاهاااط‬ ‫رق ااااتب تياااا ل ةى ن‬
‫ر عل ب عة اااا علت اااط عة رعئ ااا‬ ‫ض اطي زا م ى لتا م ب تب‪،‬‬
‫‪ ،‬مطستط‬ ‫ب رةب‪:‬‬ ‫م ااها ةااب ا ااط اايط‪ ،‬رمااط اا ‪،‬‬
‫رعة اطلا رت ثهاا ع اااااااطباط‬ ‫رح رى رت اااب ااا ن‬
‫عة ااطت اا من حرعاث عة لرل‬ ‫عةض م رقطا‪ :‬يتطة ر ط ؟)‬ ‫ر تساااااااااط علن‪ ،‬ر ااطن ة لتااا‬

‫عةسابس علأرا ةرمطا علأيا ط‬ ‫تظااا عةاااتااطتاا تلر رتت‬ ‫اتطت ب لا ت ارا م عةب‬
‫عةب اااطة ن ن عة ل ن ‪١5‬‬ ‫رتترا رسااااااابق رن عحتاظ‬
‫رع ا ب اط ا ت ااااااا ‪:‬‬
‫ةى ‪ ٢9‬س ي‪)٢‬‬ ‫عة ضااااا م بب عةا ط م‬
‫عة رع ا عة سااابب بيااا ا‬ ‫ي حسان ط تل ط ع سل‬ ‫طن‪ ،‬ياا ن رن عةا ط‬
‫مط ه "عةحساااطبط عةبيااال‬
‫عة طائ رما ع تبطه رعةسلم‬ ‫لت ااااط)‪ ،‬مت هتااااس ن حز‬ ‫عةاذ ا اا اب عةضااااااا م‬
‫رعةا احارا رعةا ا اااطقا ال رم اااا‬ ‫اااااااطحبب رحسااااااان طةتتب‬ ‫ا ط‪ ،‬م ط عةاتطت ت ت‬
‫عسااااااات اااع عة رذع عةرعق اا‬ ‫ةى ذةااا عةا اااط مت ل م اااب‬
‫ةلأ رل رذهس ذة عة را ث ي‬ ‫م الاهط اااااااطحس عةاعل ب ن‬
‫عة ط ااااااا بطةا علتط عة طل‬ ‫ااااااا ب اط‪ :‬ي !)‬
‫ي‪)١‬‬

‫عة ر رقات ط سات رن م ى‬

‫تااط ااس رعحااا رهر ااط ت ق‬

‫بز طاا ا حرعاث عة لرل‬

‫م عة علق عةت مطق ح ت ط‬

‫ضاااااااح اااط اااط حارعاث عةا م‬

‫رع لهطس‬

‫‪20‬‬

‫‪ -١‬بت االم رت لق‪،‬‬ ‫رهذع مضااا ب ث ل ن عةتبط‬ ‫رحز علأ طن ررساااااطئا ت ا‬
‫حساان ط تل ط ع ساال‬ ‫رعةضح م ى عةذقرن رت ا ع‬ ‫علأااطا رما اط ا عة ل بط‬
‫لتاااااااااااااااا اااااااااااااااا ااااااااااااااااط‪،‬‬ ‫ا ا عة اط مبل رساااااااطئاا‬ ‫رمااا اا ر اا عةب ى عةتحت اا‬
‫‪http://3ashiqalqesas.b‬‬ ‫ع م رع تت طمط ة سااااس‬ ‫ة الق رضااا م اط عةلمط‬
‫‪logspot.com/2014/10/‬‬ ‫را عةياااا س رتح ق طسااااس‬ ‫عة ح ا ة حرعاث رماا ااط ا‬
‫‪٢٠١4-١٠-١5 ،31.html‬‬ ‫ع ت طب رساا ار رساا طساا ‪،‬‬ ‫اطذ قرع ن عة لرل"‬
‫ر عسااااااات ا عة اااا ن لاع‬
‫‪ -٢‬ع طبط عة طت‬ ‫ب رة قطا علله رقطا عةلساااارا‪،‬‬ ‫م عة علق ضاااااطم ةى‬
‫م اااان ح اااارعاث عة اااا اااالرل‪،‬‬ ‫ر " حسان ط ت ط ع سال‬ ‫هذه عة سااببط عةاسااطا رعة‬
‫‪https://www.who.int/a‬‬
‫لت ط"!!‬ ‫رعة حس ارب رعة س ارب رس ار‬
‫‪r/news-room/fact-‬‬ ‫عةااتاا ااااا ااا رلاع ا عةااااالق‬
‫‪sheets/detail/road-‬‬
‫‪-6-٢١ ،traffic-injuries‬‬ ‫رضااااا م ع ت عل ع عة ط ر‬
‫رعةا ااا باااطة سااااااابااا لأ ظ اا‬
‫‪٢٠٢١‬‬ ‫عة لرل‪ ،‬ره ااط بااا ن ق ااط‬
‫عةت ااط ذع عة قاا ر ااط‬

‫ر عز عل عة ااااع ا ا ااا رع م ا‬
‫رعةتلب ااا رعةت رعة اااااااحااا‬
‫بطت طذ عت عل ع ياااااااااا تبا‬
‫ن تاب ق عة رع ن ب ااااا عل‬
‫ضا عةس علق رعة لتي ن ر ري‬
‫ةا ا ا اااط با ا ا ا اااط عةاتارما ااا‬
‫رع ليااااطا‪ ،‬رحتى مطاا عة ظل‬
‫ب ااط ت ق بااطةت ا ا رعةت ا ااذ‬
‫ة الق‪ ،‬ع علمطا عةت سااااااا ق‬
‫ع عة ظ ط عةارة عة ‪،‬‬

‫‪21‬‬

22

‫أمة عربية واحدة‬ ‫وحـــدة‬
‫ذات رسالة خالدة‬ ‫حـريـة اشـتراكـيـة‬

‫في ذكرى النكبة‬

‫الاستيطان الحالي هو استمرار‬

‫قرنين من الحرب الغربية الصهيونية‬
‫لتهويد فلسطين العربية‬

‫)الجزء الاول(‬

‫اعداد ‪ /‬يحي محمد سيف ‪-‬اليمن‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫في ذكرى النكبة ومع مواصلة شعبنا العربي في فلسطين مواجهة الاحتلال‬
‫الصهيوني والتصدي لابشع جرائمه في القتل المتعمد وليس آخرها استشهاد‬
‫الاعلامية شيرين ابو عاقلة‪ ،‬واستمرار الاستيطان وتهويد القدس الشريف ‪،‬‬
‫فلابد من تنوير الاجيال بالجذور التاريخية لكل ذلك‪ ،‬لاستيعاب حجم وابعاد‬
‫المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي‪ ،‬وبالتالي التهيؤ لادامة‬

‫التصدي له كما تتطلبه سعته وشموليته‪.‬‬

‫وبداية فإن الدفاع عن فلسطين والتصدي لمؤامرات الاستيطان فيها والجهاد‬
‫لتحريرها هو ليس لكونها مجرد تراب أو شجر‪ ،‬ولكنها عقيدة في القلوب‬
‫وإيمان في النفوس‪ ،‬وذلك لان قضية فلسطين لا تشبهها قضية في العالم (‬

‫فهي الأرض المباركة‪ ،‬وهي ارض الملاحم في التاريخ ‪ ،‬هي إشراقة النبوة‬

‫‪1‬‬

‫الممتدة في الزمن‪ ،‬وعبق الجهاد الفواح‪ ،‬ونور الوحي الممتد من مكة‬
‫والمدينة‪ ،‬ليشع في الأرض كلها‪ ،‬دعوة‪ ،‬وبلاغا وقرآنا‪ .‬انها ارض العروبة‬
‫والاسلام والايمان وستظل فلسطين ارض العروبة والايمان والجهاد‪ ،‬أرض‬
‫مباركة‪ ،‬تبسط ملائكة الرحمن اجنحتها عليها‪ ،‬ويغمرها نور اليقين ‪ -‬ويفوح‬

‫منها عبق الدماء الزكية (‪.)1‬‬
‫ولهذه الاعتبارات وللإعتبارات الاخرى اصبحت فلسطين بصفة عامة‬
‫والقدس والاقصى المبارك تحتل مكانة عظيمة لدى العرب مسلمين ومسيحيين‬

‫ولدى كل قوى المؤمنين بالله الواحد الأحد والخيرين في العالم اجمع‪.‬‬

‫ففلسطين هي ‪:‬‬
‫‪ -‬الارض التي تضم المسجد الاقصى ثاني مسجد بناه بعد المسجد الحرام‬
‫النبي ابراهيم عليه السلام (‪ .)2‬ومسرى النبي العربي الكريم محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم ومعراجه الى السماوات العلى‪ .‬وفيه أم عليه الصلاة والسلام‬
‫إخوانه الأنبياء في صلاة ليلة الإسراء· واليه اي الى المسجد الأقصى تشد‬
‫القلوب الرحال مع المسجد الحرام والمسجد النبوي‪ .‬وأن الصلاة فيه‬

‫بخمسمائة صلاة·‬
‫‪ -‬وأن بيت المقدس كان القبلة الأولى للمسلمين‪ ،‬قبل أن تتحول إلى الكعبة‪.‬‬
‫وهي ارض طاهرة مباركة بنص قرآني لقوله تعالى ( يا قوم ادخلوا الأرض‬
‫المقدسة التي كتب الله لكم) ‪ ،‬ولقوله تعالى ( ونجينا لوطا إلى الأرض التي‬

‫باركنا فيها للعالمين) ·‬
‫‪ -‬وهي موطن الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحي عليهم ومنهم‪ ،‬لوط‬
‫وإسحاق ‪ -‬ويعقوب ‪ -‬وموسى‪ -‬وداود – وسليمان ‪ -‬وعيسى عليهم السلام‬
‫بالإضافة إلى أن القدس تحتضن إلى جانب المسجد الأقصى المبارك قبة‬
‫الصخرة المشرفة‪ ،‬وما تمثله هذه الصخرة من تاريخ ديني عريق منه‪ :‬أن‬
‫النبي إبراهيم عليه السلام اتخذ عندها مكانا لعبادة الله تعالى‪ ،‬وعليها أقام‬
‫يعقوب عليه السلام مسجده وفيها نصبت قبة الزمان أو خيمة الاجتماع وغير‬

‫ذلك(‪.)3‬‬

‫‪2‬‬

‫أن تاريخ تهويد فلسطين والقدس حلقة من مسلسل طويل مرير‪ ،‬سطره‬
‫الصهاينة المحتلون بالقتل وبالغش والخداع والمراوغة‪ ،‬وفي كثير من‬
‫الأحيان بالغفلة والضعف والخنوع من قبل العرب فكان تاريخا أليما وواقعا‬

‫زائفا أبتداء بوعد بلفور‪ ،‬ولم تنتهي فصوله بعد ‪.‬‬

‫وأن قضية تهويد فلسطين و (اقتلاع) الشعب العربي الفلسطيني من أرضه‬
‫بالقوة وتشريده وإحلال كيان غريب مكانه وهو الكيان الصهيوني‪ ،‬ليلقى كل‬
‫أنواع العذاب والمعانات منذ أن تم زرع هذا الكيان المسخ في أرضه وارض‬
‫أبائه وأجداده منذ ‪ /15‬مايو عام ‪1948‬م ليعيش كل هذه السنين الطويلة‬
‫مقهورا مظلوما‪ ،‬مسلوب القدرة لاسترداد أرضه ومقدساته‪ ،‬هي نتائج خطط‬
‫شيطانية و ثمرة قرارات إستراتيجية بدأت قيادات الاستعمارالغربي وزعماء‬
‫الحركة الصهيونية منذ زمن طويل على نسج خيطوها وأعتمادها والسعي بكل‬
‫الوسائل لتحقيقيها‪ ،‬ليس بحق فلسطين و حسب بل بحق الأمة العربية بكاملها‬

‫الا انها أصبحت أكثروضوحا مع ظهورالحركة الصهيونية‪.‬‬

‫وقد أسهمت العديد من الدول الاستعمارية الغربية بلعب أدوار وبأشكال‬
‫متفاوتة لتنفيذ هذه الجريمة‪ ،‬وسوف نتحدث هنا بإيجاز عن ابرز الأدوار‬

‫لتهويد فلسطين والقدس التي لعبتها هذه الدول كل على حدة‪.‬‬

‫أولا‪ :‬الدور الفرنسي‬

‫تشير المراجع التاريخية الى أن (نابليون بونابرت) قام في عام ‪1799‬م‬
‫ولتنفيذ اهداف فرنسا الإستراتيجية بالمحاولة الجدية الأولى لاحتلال فلسطين‬
‫عن طريق إسكان اليهود فيها‪ ،‬إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل كسابقاتها·‬
‫ونظرا لأهمية المشرق العربي الجغرافية والإستراتيجية‪ ،‬وفي سياق التنافس‬
‫الاستعماري الذي كان قائما بين فرنسا وبين إنجلترا الذي استمر منذ أواخر‬
‫القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬فقد رأى ساسة فرنسا أن خير‬

‫طريقة للتغلب على انجلترا هو هزيمتها في مستعمراتها الشرقية والقضاء‬

‫‪3‬‬

‫على تجارتها وتحويل التجارة الشرقية إلى البحر الأحمر والبحر الابيض‬
‫المتوسط بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح الذي كانت تسيطر عليه انجلترا‬

‫؛ وأن ذلك لن يكون إلا بتكوين إمبراطورية لفرنسا في المشرق العربي‪.‬‬

‫وعلى هذا الأساس قام نابليون بحملته العسكرية على مصر والانطلاق منها‬
‫لغزو فلسطين والشام عموما· حيث دخلت القوات الفرنسية الغازية‪ ،‬العريش‬
‫ثم غزة‪ ،‬ويافا؛ التي سلمت حاميتها وعددها أربعة آلاف جندي للضابط‬
‫الفرنسي الذي أمنهم على حياتهم‪ ،‬ولكن نابليون الذي خاف أن يحملوا‬
‫السلاح ضده في عكا إذا تركهم وشأنهم‪ ،‬قام بقتلهم مرة واحدة في جريمة‬

‫بشعة قل نظيرها في التاريخ·‬

‫ثم سار نحو عكا فوقف أمامها حيث واجه صعوبات لم تصادفه من قبل ‪،‬‬
‫تكمن في الموقع الحصين الذي يتمتع به ميناء عكا‪ ،‬وقوة بأس قائد حاميتها‬
‫احمد باشا‪ ،‬اضافة الى تزامن وجود سفينتان حربيتان من الأسطول الانجليزي‬
‫بقيادة سدني سمث في ذلك الوقت‪ ،‬حيث ساعد وجودها على وصول المؤونة‬
‫والذخيرة إلى المدينة· فظل الحصن مفتوحا من جهة البحر مما اضعف تأثير‬

‫حصار نابليون عليه·‬

‫وأرادت الدولة العثمانية حينها أن تحصر القوات الفرنسية بين نارين‬
‫وتضطرها بالتالي إلى رفع الحصار نهائيا عن عكا‪ ،‬فقامت بتحريك قوة من‬
‫دمشق‪ ،‬مما أضطر نابليون الى إرسال قوة قليلة العدد بقيادة كليبر لملاقاتها‪،‬‬
‫ولكن كليبر أوشك على الأنهزام فسارع نابليون إلى نجدته وأحرز انتصارا في‬
‫موقعة (تل طابور) جنوبي عكا في ‪ 16‬أبريل ‪1799‬م ‪ ،‬أعقبه بهجوم على‬
‫عكا حيث تعرضت قواته لخسارة جسيمة‪ ،‬فأكتفى بتدمير المدينة وتخريبها‬
‫ورفع الحصار عنها ثم ولى راجعا إلى مصر عن طريق الصحراء ومنها الى‬

‫فرنسا·‬
‫وعلى إثر فشل هذا الغزو الفرنسي لاحتلال فلسطين كتب المؤرخ الصهيوني‬
‫( ناحوم سوكولوف) وهو يعلق على ذلك بأسف قائلا ‪( :‬بما أن حملة نابليون‬

‫‪4‬‬

‫من مصر على سوريا كلها قد فشلت ‪ ،‬فأن الرأي العام اليهودي قد انقسم هو‬
‫أيضا· وليس ذلك فيما يتعلق بالمبدأ‪ ،‬بل فيما يتعلق بالإمكانيات الحالية‬

‫والوسائل)‪.‬‬

‫وقبل دعوة نابليون لاحتلال فلسطين بقليل نشرت في فرنسا رسالة مغلقة‬
‫كتبها كما يزعم‪ ،‬احد أعضاء السبط اليهودي‪ ،‬إلى صديق له يقول فيها (إني‬
‫اقترح بإذن فرنسا‪ :‬احتلال البلاد التي تشمل مصر السفلى‪ ،‬وكذلك المنطقة‬
‫الشاسعة حول البحر الميت حتى البحر الأحمر‪ ،‬زاعما وكما جاء في ص‪32‬‬
‫من كتاب (احذروا الصهيونية) الصادر عن وكالة نوفستي ابان فترة الاتحاد‬
‫السوفيتي‪ ،‬أنه‪ ( :‬بعد ان نحتل موقعا يشكل انسب المواقع في العالم نصبح‪،‬‬
‫بفضل البحر الأحمر‪ ،‬ملوك التجارة مع الهند والجزيرة العربية‪ ،‬وافريقيا‬
‫الجنوبية والشرقية ‪ ،‬والحبشة وهي أغنى البلدان التي زودت الملك سليمان‬
‫بكميات كبيرة من الذهب والعاج والحجارة الكريمة · وقد اقترح في رسالته‬

‫تلك اقتسام هذه الثروات كلها مع فرنسا·‬

‫ثانيا ‪ :‬بريطانيا‬

‫وإذا كان بإمكان البعض وصف محاولة المستعمرين الفرنسيين لاستغلال‬
‫اليهود لأغراضهم واهدافهم الخاصة في الوطن العربي بأنها (حادثة تاريخية‬
‫فقط) ‪ ،‬فينبغي أن ننظر إلى جهود الإدارات الاستعمارية المتعاقبة في‬
‫بريطانيا بأنها ليست سوى تنفيذ دؤوب لخطة امبريالية وضعت بأحكام‬
‫لتهويد فلسطين بدءها (بالم ستون) رئيس وزراء بريطانيا الذي دعى عام‬

‫‪ 1839‬إلى زرع كيان يهودي في فلسطين (‪.) 4‬‬

‫ولقد قامت بريطانيا بأخطر دور تقوم به دولة في التاريخ الحديث في تهويد‬
‫فلسطين وذلك مقابل المال الذي دفعه الصهاينة لها خلال الحرب العالمية‬
‫الأولى وحصلوا بموجبه على ( وعد بلفور) وزير خارجية بريطانيا عام‬
‫‪1917‬م‪ .‬ولقد تمثلت خطورة دور بريطانيا في كونها زرعت خطرا لم يزول‬

‫‪5‬‬

‫بانتهاء الحرب العالمية الأولى لكنه شكل تهديدا جسيما مستمرا على الامة‬
‫العربية وسكانها ومقدراتها ومستقبلها‪ ،‬تمثل في زراعة الكيان الصهيوني‬
‫ذلك الجسم الغريب في قطر فلسطين‪ ،‬قلب الوطن العربي و أرض المقدسات‬

‫فيه‪.‬‬

‫ولقد أكدت المصادر والوثائق البريطانية الرسمية أن هذا الدور الذي لعبته‬
‫بريطانيا كان لاهداف سياسية واستراتيجية واقتصادية واستعمارية موجهة‬
‫ضد الامة العربية وليس ضد الشعب العربي الفلسطيني فقط ‪،‬كما توضح تلك‬
‫الممارسات‪ ،‬ان ذلك الدور كان يصب في صالح الصهيونية العالمية اكثر منه‬
‫في صالح بريطانيا‪ ،‬وقد مارست بريطانيا في سبيل ذلك الكذب والخداع‪،‬‬
‫حيث لم توف بأي من تعهداتها والتزاماتها الواردة في رسائلها المتبادلة مع‬
‫حكام العرب‪ ،‬إذ أنها تنكرت لتعهداتها التي وعدتهم بها باستقلال الأقطار‬
‫العربية حال أنهزام الدولة العثمانية· وقد ترتب على سياسة بريطانيا‬
‫ومماطلتها هذه‪ ،‬احتلال الوطن العربي وتقسيمه إلى دويلات تفصلها حدود‬

‫مصطنعة ومن ثم استعماره‪ ،‬وبيع فلسطين للحركة الصهيونية ( ‪.)5‬‬

‫ثالثا ‪ :‬احتلال سوريا ونهضة الصهيونية‬

‫وفي عام ‪ 1840‬تدارست الدول الاستعمارية الأوروبية الكبرى المتصارعة‬
‫من أجل الهيمنة والنفوذ على الإمبراطورية العثمانية المريضة ‪ ،‬قضية ما‬
‫اسمته سوريا (المحتلة)‪ .‬فكتبت صحيفة (تايمس اللندنية) في ‪ -17‬أب‪-‬‬

‫‪1840‬م مقال بعنوان (سوريا ونهضة اليهود) جاء فيه‪:‬‬
‫(إن اقتراح إسكان اليهود هناك تحت حماية خمس دول لم يعد يشكل قضية‬
‫موضع مناقشة بل أصبح بالأحرى مادة لمناقشة جدية · وكتبت احدى‬
‫الشخصيات السياسية الانجليزية البارزة في رسالة إلى المسؤول البريطاني‬
‫الكبير(بالمرستون) يقول أنه من الضروري تحويل سورية الى (دومينيون)‬

‫انكليزي‪ ،‬واقترح في ختام رسالته قائلا‪:‬‬

‫‪6‬‬

‫(لو أننا أمعنا التفكير في قضية عودة اليهود على ضوء إقامة أو استعمار‬
‫فلسطين لاكتشفنا أن ذلك هو ارخص واضمن طريق لتزويد هذه المنطقة‬

‫بالسكان‪ ،‬بل هو امر ضروري)‪.‬‬

‫وفي عام ‪1877‬م كتب في احد كتبه عن الهجرة إلى فلسطين‪ ،‬أنه من الصعب‬
‫أن يستطيع الإنكليزي أستعمار فلسطين بمثل النجاح الذي حققوه في‬
‫استعمارهم لأمريكا الشمالية وذلك بسبب الحر‪ ،‬والمصاعب التي يخلقها‬
‫العرب‪ ،‬وعدم وجود حماية فعلية‪ ،‬ولذلك فقد اقترح استخدام اليهود لهذا‬
‫الغرض ‪ .‬ويشهد حاييم ويزمان أول رئيس للكيان الصهيوني للدور التآمري‬
‫البريطاني حيث يقول في مذكراته أن بريطانيا قد أحتضنت الحركة الصهيونية‬
‫وأخذت على عاتقها تحقيق أهداف تلك الحركة‪ ،‬وقال أن لندن هي الطريق‬

‫الذي اوصل إلى فلسطين‪.‬‬

‫لماذا لفلسطين ؟‬

‫أما عن أهمية موقع فلسطين بالنسبة للحركة الصهيونية العالمية فيقول‬
‫(ناحوم جولدمان) لقد تم اختيار فلسطين وطنا قوميا لليهود وقد كان بإمكانهم‬
‫أن يحصلوا على أوغندا او مدغشقر اوغيرها مما عرض عليهم‪ ،‬ولكن‬
‫الصهاينة لا يريدون على الإطلاق إلا فلسطين‪ ،‬لا لاعتبارات دينية أو لسبب‬
‫إشارة التوارة إليها أو لأن مياه البحر الميت تحتوى على ما قيمته الآلاف‬
‫الملايين من الدولارات من المعادن والأملاح الثمينة‪ ،‬أو لأن تربة فلسطين‬
‫الجوفية ربما تحتوي على كمية كبيرة من البترول فحسب ‪ ،‬بل لأن فلسطين‬
‫والمنطقة المحيطة بها هي ملتقى الطرق بين أوروبا وأسيا وأفريقيا ولأنها‬

‫المركز الحقيقي للقوة السياسية العالمية‪.‬‬
‫وأضاف‪ (:‬وعلى أية حال فقد كانت الإمبراطورية البريطانية تعمل بكل جد‬
‫وإخلاص من أجل خلق وطن قومي في فلسطين منذ عام ‪1845‬م – وكان‬

‫لسفيريها في كل من القدس واستانبول جهود كبيرة في هذا الخصوص) ‪.‬‬

‫لطفا يتبع‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫أمة عربية واحدة‬ ‫وحـــدة‬
‫ذات رسالة خالدة‬ ‫حـريـة اشـتراكـيـة‬

‫في ذكرى النكبة‬

‫الاستيطان الحالي هو استمرار‬

‫قرنين من الحرب الغربية الصهيونية‬
‫لتهويد فلسطين العربية‬

‫) الجزء الثاني(‬

‫اعداد‪ /‬يحي محمد سيف ‪ -‬اليمن‬

‫في ذكرى النكبة ومع مواصلة شعبنا العربي في فلسطين مواجهة الاحتلال‬
‫الصهيوني والتصدي لابشع جرائمه في القتل المتعمد وليس آخرها استشهاد‬
‫الاعلامية شيرين ابو عاقلة‪ ،‬واستمرار الاستيطان وتهويد القدس الشريف ‪،‬‬
‫فلابد من تنوير الاجيال بالجذور التاريخية لكل ذلك‪ ،‬لاستيعاب حجم وابعاد‬
‫المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي‪ ،‬وبالتالي التهيؤ لادامة‬

‫التصدي له كما تتطلبه سعته وشموليته‪.‬‬
‫ذكرنا في الجزء الاول بإيجاز عن ابرز الأدوار لتهويد فلسطين والقدس التي‬
‫لعبتها الدول الاستعمارية وبعض الجهات كل على حدة‪ ،‬وفيما يلي الجزء‬

‫الثاني للموضوع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الجمعيات اليهودية المدعومة بريطانيا‬

‫استخدم اليهود الجمعيات الخيرية كطريق للوصول إلى فلسطين ولذلك‪،‬‬
‫تأسست (جمعية الاستعمار اليهودية) عام ‪1981‬م على أنها جميعه خيرية‬

‫‪1‬‬

‫هدفها مساعدة وتطوير عملية هجرة اليهود الفقراء والمحتاجين من أي مكان‬
‫في أوروبا وأسيا وأي مكان آخر في العالم ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن عدد اليهود في فلسطين في ذلك الوقت كان محدودا‬
‫جدا ولا يتعدى بضعة ألاف إلا أن عددهم اخذ بالزيادة بسبب الهجرة التي‬
‫كانت ترعاها الجمعيات (الخيرية) ورجال المال اليهود‪ ،‬والمشروعات‬
‫البريطانية الداعية إلى استعمار فلسطين بواسطة اليهود مثل مشروع اللورد‬
‫باشلي عام ‪1981‬م ومشروع القنصل البريطاني في القدس عام ‪1981‬م‬
‫ومشروع جين هنري دونانت عام ‪1918‬م حيث أيده في ذلك السير لورانس‬

‫أوليفانت (‪.)1‬‬

‫خامسا ‪ :‬الحركة الصهيونية‬

‫أتجه الصهاينة بأطماعهم إلى فلسطين منذ زمن بعيد وفي النصف الثاني من‬
‫القرن التاسع عشر تأسست الحركة الصهيونية العالمية بزعامة هرتزل –‬
‫الذي دعا إلى إجتماع زعماء الديانة اليهودية في مدينة بازل في سويسرا عام‬
‫‪1981‬م والذي أنبثق عنه " برتكولات حكماء صهيون" والتي تعتبر نقطة‬
‫تحول في توجهات الحركة الصهيونيةالمدعومة بريطانيا‪ ،‬واتخذت شكل حركة‬
‫سياسية تهدف إلى تهجيراليهود إلى فلسطين حيث يؤسسون دولة يهودية‪،‬‬
‫وعرضوا على الدول الأوروبية الكبرى أن تساعهدهم في تحقيق اطماعهم ‪..‬‬
‫وقبل ذلك بعام أي عام ‪1981‬م زار هرتزل القسطنطينية وعرض على‬
‫السلطان العثماني عبد الحميد الثاني شراء فلسطين ليقيموا بها مستعمرات‬
‫لهم بمليونين من الجنيهات بالإضافة إلى ثمانية عشر مليونا لأنقاذ الدولة‬

‫العثمانية من ديونها الا أن السلطان عبدالحميد رفض عرضه ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬لجنة الاستعمار‬

‫في عام ‪1891‬م قام رئيس وزراء بريطانيا السير هنري كامبل بنرمان‬
‫بتشكيل ما أطلق عليه اسم (لجنة الاستعمار) من أجل المحافظة على الهيمنة‬

‫البريطانية على العالم وضمت نخبة من أساتذة الجامعات‪ ،‬وأعلام السياسية‬

‫‪2‬‬

‫في الدول الغربية مثل فرنسا وبليجيكا وهولندا والبرتغال وإيطاليا وأسبانيا‬
‫وبريطانيا وجاء في تقرير لجنة الأستعمار عن الوطن العربي ما يأتي ‪:‬‬

‫"إن الخطر يكمن في هذه المنطقة بالذات‪ ،‬وبصورة خاصة في تحرررها‬
‫وتثقيف شعوبها وتطويرها وتوحيد أتجاهاتها‪ ،‬لذلك فعلى الدول ذات المصلحة‬
‫أن تعمل على استمرار تاخرها‪ ،‬وتجزئتها‪ ،‬وإبقاء شعوبها مفككة جاهلة‬
‫متناحرة‪ .‬وعلينا محاربة اتحاد هذه الشعوب وإرتباطها بأي نوع من أنواع‬
‫الإرتباط الفكري والروحي والتاريخي‪ ،‬وإيجاد الوسائل العملية القوية لفصلها‬
‫بعضها عن بعض‪ .‬وكوسيلة أساسية مستعجلة لدرء الخطر توصي اللجنة‬
‫بضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها‬
‫الأسيوي‪ ،‬وتقترح لذلك حاجز بشري قوي وغريب‪ ،‬بحيث يشكل في هذه‬
‫المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس ‪ ،‬قوة صديقة للإستعمار وعدوة‬

‫لسكان المنطقة"‪.‬‬

‫إن هذه التوصية والمقترح يكشف بوضوح تام الهدف الحقيقي‪ ،‬الأساسي‬
‫للسياسات الغربية في انشاء الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ‪،‬‬
‫فالغرب يقف رسميا وبقوة ضد الوحدة العربية وضد التقدم العلمي –‬
‫التكنولوجي العربي‪ ،‬وأنها اي التوصية قد تحولت إلى أستراتيجية ثابتة في‬
‫سياسات الغرب تجاه العرب‪ ،‬وقد نفذت بحذافيرها ‪ .‬فبعد عشر سنوات من‬
‫قرار لجنة الأستعمار تم تنفيذ مؤامرة تقسيم الوطن العربي التي ُعرفت باسم‬

‫مشروع " سايكس بيكو "الصهيونية‪.‬‬

‫ساد سا‪ :‬وعد بلفور الدوافع والأسباب‬

‫و من اجل ايجاد حاجز بشري معادي للعرب وصديق للغرب يمنع وحدة‬
‫العرب ويعيق تقدمهم ونهوضهم اتخذت الحكومة البريطانية أولى الخطوات‬

‫العملية الرسمية في سياق تنفيذ تقرير لجنة الأستعمار‪ ،‬وتهويد فلسطين‬

‫‪3‬‬

‫بإ صدار وعد بلفور المشؤوم في ‪1811/11/2‬م‪ .‬وقد تمثلت أبرز العوامل‬
‫والأهداف التي دفعت بريطانيا إلى إصداره بالإضافة إلى ما سلف ذكره ما‬

‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬استمالة العناصر اليهودية في ألمانيا‪ ،‬والنمسا والولايات المتحدة‬
‫الأمريكية‪ ،‬حيث كان لهذه العناصر نفوذ كبير في الدوائر السياسية‪،‬‬
‫والمالية ‪ ،‬والصحافية‪ ،‬والحصول على تأييدها لبريطانيا وحلفائها في‬

‫الحرب العالمية الأولى‪.‬‬
‫‪ -2‬وإذ كان العامل الأول هو عامل سياسي فأن العامل الثاني يندرج في‬
‫إطار المصالح الأنجليزية البحتة‪ .‬ففي مقابل هذا الوعد يؤيد اليهود‬
‫احتلال بريطانيا لفلسطين تمهيدا لإنشاء الوطن "القومي لليهود"‪،‬‬
‫وبذلك تكون فلسطين درعا يحمى مركز بريطانيا في مصر وقناة‬
‫السويس‪ ،‬وتستطيع بريطانيا بذلك التخلص من النص الذي ورد في‬
‫اتفاق (سايكس بيكو) بشأن جعل فلسطين منطقة دولية‪ ،‬فتصبح بذلك‬
‫منطقة احتلال بريطاني تمهيدا لإنشاء الوطن "القومي لليهود"‪ ،‬وذلك‬
‫تنفيذا لقرار لجنة الاستعمار ‪ ،‬ليكون الكيان الصهيوني هو الحاجز‬

‫البشري المعادي‪ ،‬الذي يمنع وحدة العرب وتقدمهم ‪.‬‬

‫وعلى أساس هذا الوعد أو التصريح وعدت إنجلترا الصهاينة بتحقيق أمانيهم‬
‫في بناء ذلك " الوطن " المزعوم في فلسطين وجاء نصه على النحو التالي ‪:‬‬

‫نص القرار‪:‬‬

‫عزيزي اللورد روتشلد‪ :‬أعبر لكم عن بالغ سروري إذ أنقل إليكم باسم حكومة‬
‫صاحب الجلالة التصريح التالي بالعطف على الأماني اليهودية الصهيونية‬

‫والتصريح الذي عرض على مجلس الوزارء ونال موافقته ‪.‬‬
‫إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن" قومي‬
‫لليهودي" في فلسطين وستبذل أقصى مساعيها في تحقيق هذا الهدف على‬
‫أن يكون مفهوما أن شيئا لن يعمل قد يكون من شأنه المساس بالحقوق‬

‫المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف الحالية غير اليهودية في فلسطين‬

‫‪4‬‬

‫ولا بالحقووق ولا بالوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد أخر‪.‬‬
‫وأكون ممتنا أن أحطتم المنظمات (الصهيونية) علما بهذا التصريح‪.‬‬
‫المخلص‪ :‬أرثر جيمس بلفور‬

‫وقد أثار تصريح بلفور حيرة وجزعا في البلاد العربية‪ ،‬إذ جاء عدوانا على‬
‫حق وحرية العرب في فلسطين وإعلانا عن نوايا الاستعمار في تسليم أرضها‬
‫للصهاينة‪ ،‬كما جاء مناقضا للعهود التي قطعها الإنجليز للحسين بن علي‪،‬‬
‫وأمام شدة الاحتجاجات العاصفة التي عمت أقطار الوطن العربي إزاء هذه‬
‫الجريمة أضطرت السلطات البريطانية‪ ،‬إلى بذل الجهود الملتوية الماكرة‬
‫لتغطية نواياها‪ .‬ولتبديد مخاوف العرب والحيلولة دون توقف مساعدتهم‬
‫للحلفاء‪ ،‬أكدت بريطانيا للحسين بأنه لن يسمح باسكان اليهود في فلسطين إلا‬
‫بالقدر الذي يتفق مع مصالح السكان العرب السياسية والاقتصادية وأقنع‬

‫الحسين نفسه مرة أخرى بذلك ومضى في تأييد بريطانيا إلى النهاية (‪.)9‬‬

‫الانتداب وتكشف النوايا‬

‫وبعد أن احتلت بريطانيا فلسطين عام ‪1821‬م تحت ما يسمى بالانتداب ‪-‬‬
‫سرعان ما انكشفت النقاب عن نواياها في تهويد فلسطين من خلال قيام‬
‫الحكومة البريطانية بتضمين (وعد بلفور) بصك الانتداب‪ ،‬ليصبح وثيقة‬
‫دولية‪ ،‬وتصبح بريطانيا بناء على ذلك مسؤولة عن تنفيذه لإنشاء وطن‬
‫لليهود في فلسطين‪ .‬وفي ذلك الوقت قامت إدارة الانتداب بتنفيذ سياسة‬
‫موالية لليهود‪ ،‬فعين الصهيوني (هربرت صمويل) مندوبا ساميا بريطانيا ‪ -‬و‬
‫كان من عناصر المخابرات البريطانية المهمة وصهيونيا متعصبا ‪ -‬وأصبح‬
‫الوضع ملائما للنشاط الصهيوني في ظل تلك الإدارة الانجليزية ومندوبها‬
‫السامي الصهيوني‪ .‬وكان ذلك النشاط يهدف بالاساس لجعل اليهود أكثرية في‬

‫فلسطين تمهيدا لوضع يدهم عليها·‬

‫‪5‬‬

‫وظهرت في ذلك الوقت استراتيجيتان اساسيتان‪:‬‬

‫الأولى‪ :‬تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين على أوسع نطاق·‬
‫الثانية‪ :‬نقل الأراضي من العرب إلى اليهود وتشييد المستوطنات الصهيونية‪.‬‬

‫لذلك كان الانتداب البريطاني على فلسطين أداة تحقيق وعد بلفور الشهير‪،‬‬
‫بالتمهيد والسعي وفتح الأبواب أمام إمكانيات إقامة وطن " قومي" لليهود‬
‫في فلسطين عبر عمليات تشريد الشعب العربي الفلسطيني من ارض ابائه‬

‫واجداده‪.‬‬

‫ولقد استفاد الصهاينة من هذا الوضع في تدعيم إدارتهم الاستيطانية وادواتهم‬
‫الارهابية كأدوات تقوم بتشجيع وتنفيذ عمليات الهجرة اليهودية‪ ،‬وبناء‬
‫المستوطنات الصهيونية‪ ،‬ونزع الأراضي وإرهاب العرب وقتلهم وطردهم‬
‫وكنتيجة حتمية لهذا الوضع نشأت حالات توتر وصدامات‪ ،‬واندلعت الثورات‬

‫العربية في فلسطين ·‬

‫وعندما اعنلت بريطانيا فشلها في تنفيذ صك الانتداب والوصول بالبلاد إلى‬
‫الاستقلال قامت باحالة القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة‪ ،‬وكان‬
‫العرب في فلسطين وخارجها في حالة يرثى لها من عدم التو ُّحد والفوضى‬
‫والخلافات وعدم الاستعداد‪ ،‬رغم جميع التصريحات التي كان الزعماء‬

‫يطلقونها بعكس ذلك‪ ،‬وما أشبه اليوم بالأمس(‪.)8‬‬

‫قرار تقسيم فلسطين‬

‫في ‪ 11‬مايو انتهت بريطانيا انتدابها على فلسطين‪ ،‬واتخذت الأمم المتحدة‬
‫قرار بتقسيم فلسطين وأعلنت الوكالة اليهودية إقامة الكيان الصهيوني‬

‫وكان ذلك انعطافا اساسيا في تطور الصراع العربي الصهيوني·‬

‫‪6‬‬

‫سابعا‪ :‬التحالف الأمريكي الصهيوني‬

‫تطورت هذه المؤامرةُ التهويدية بشكل اساسي منذ صدور وعد بلفور‬
‫البريطاني إلى روتشيلد في ‪1811/11/2‬م حيث تشكل تحالف استعماري‬
‫صهيوني تأكد في ‪1898 -8- 11‬م ‪ ،‬قبل قيام الحرب العالمية الثانية‪،‬‬
‫بصدور( الكتاب الأبيض) الذي أُعنلت فيه بريطانيا دولة وصاية‪ .‬وقد أوفت‬
‫بريطانيا بالتزامها الخاص بتشجيع إقامة وطن قومي للصهاينة‪ .‬ثم تعزز هذا‬
‫التحالف بإعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن دولة الكيان الصهيوني‬
‫قامت في ما اسماه (الشرق الأوسط)‪ .‬وكان الهدف الحقيقي هو لكي تتصدى‬
‫لتيار الشعور والمبادئ الوطنية والقومية العميقة في الوطن العربي‪ ،‬فإذا لم‬
‫تستطيع أن تحقق ذلك فلا اقل من أن تجتذب الوطن العربي بعيدا بهدف تامين‬

‫مصالح البترول الأمريكية هناك‪.‬‬

‫وتجسد ذلك في ‪1819-8-18‬م عندما اعترفت الولايات المتحدة كأول دولة‬
‫بقيام الكيان الصهيوني‪ ،‬ويكفي أن نتبين جيدا المعاني التي تضمنها تصريح‬
‫الرئيس الأمريكي حتى ندرك الأهداف الحقيقية لمواجهة الفاشية الجديدة التي‬
‫كان لابد أن تترك بدورها انعكاسات قوية على حركة التحرر العربي كما يقول‬

‫الدكتور الياس فرح (‪.)19‬‬

‫وفضلا عن مشاريع التجزئة الاستعمارية للوطن العربي ومعاداة وحدته و‬
‫تقدمه ونهضته‪ ،‬فإن الصهيونية وكيانها في فلسطين قد تبنيا مخططات خاصة‬
‫بهما ليس فقط للمحافظة على واقع التقسيم والتخلف في الوطن العربي ومنع‬
‫تغييره نحو الأفضل‪ ،‬بل لزيادة وتعميق واقع التجزئة العربية من خلال افتعال‬
‫او إثارة أزمات وصراعات طائفية‪ -‬عنصرية‪ -‬داخل أقطار الوطن العربي‪ ،‬او‬
‫بين الأقطار العربية لكي يستطيع الكيان الصهيوني تنفيذ برامجه التوسعية‬

‫على حساب العرب وأرضهم وثرواتهم·‬

‫‪7‬‬

‫وهكذا يتضح أن الصهيونية والاستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا و الولايات‬
‫المتحدة الأمريكية‪ ،‬قد تبنو مواقفا أساسية معادية ثابتة تجاه العرب‪ ،‬تقوم‬
‫على إبقاء التجزئة‪ ،‬والتخلف‪ ،‬ومنع الوحدة العربية والتقدم والرفاه‪ ،‬بطرق‬
‫مختلفة تتحدد حسب الظروف‪ ،‬إلا أن أبرزها هو محاربة تجارب النهوض‬
‫والقضاء عليها‪ ،‬وإثارة الصراعات الطائفية والعنصرية والسياسية بين‬
‫العرب‪ ،‬وافتعال الأزمات بين العرب والعالم من حولهم‪ ،‬بهدف تكريس واقع‬
‫الضعف والتشتت والعزلة وبما يهدد وجود الامة ومستقبل اجيالها في‬

‫الصميم‪.‬‬
‫‪ -‬انتهى ‪-‬‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫‪ -1‬القدس في ذاكرة التاريخ ‪-‬مجلة متابعات فلسطينية العدد (‪-1 )98‬يونيو ‪1888‬م‬
‫‪ -2‬ابوغسان ‪-‬المسجد الاقصى والصخرة المشرفة ‪،‬والقدس الشريف ‪-‬مجلة البراق صفحة ‪-11‬العدد‬

‫العاشر ‪،‬يوليو ‪2999‬م‬
‫‪ -9‬ابوغسان المصدر السابق‬
‫‪ -1‬ذيبان عبد الكريم ملف القدس ومسلسل التهويد ‪،‬متابعات فلسطينية ‪-‬صفحة ‪ -1‬العدد (‪ )82‬فبراير‬

‫‪2998‬م‬
‫‪ -8‬طلعت الغصين ‪-‬كتاب‪-‬خمس جنسيات والوطن واحد صفحة ‪29‬‬
‫‪ -1‬احمد اللحيدان ‪،-‬المؤامرة من فلسطين الى العراق ‪-2-1،‬مجلة السياسية الصادرة عن وكالة سباء‬
‫اليمنية للانباء ‪-‬في ‪-1‬مايو ‪2999‬م نقلا عن صحيفة الرياض السعودية‬

‫‪ -1‬احمد اللحيدان المصدر السابق‬
‫‪ -9‬د احمد عزت عبد الكريم‪ -‬د ابو الفتوح رضوان‪-‬د عبد الحميد ‪-‬كتاب تاريخ العرب الحديث والمعاصر‬

‫‪-‬الصادر عن وزارة التربية والتعليم جمهورية مصر العربية‬
‫‪ -8‬طلعت الغصين المصدر السابق‬

‫‪ -19‬الدكتور الياس فرح ‪-‬الوطن العربي والفاشية الجديدة ‪-‬صفحة ‪-21‬دار الطليعة للطباعة‬

‫والنشر بيروت ‪،‬طبعة اولى ‪1818‬م‬

‫‪8‬‬


Click to View FlipBook Version