مجلة ألق البعث - العدد 47 آذار

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫في افتتاح المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي‬

‫إن نوع الصعوبة التي يلقاها حزبنا‬ ‫لم يلاق حزب (‪ )1‬من الأحزاب العربية‬
‫مختلف عما هو معروف عن صعوبات العمل‬ ‫ما لاقاه "البعث العربي" من صعوبة النشأة‬
‫السياسي‪ ،‬فهي ليست صعوبة التضييق على‬ ‫والبداية‪ .‬فقد مضت علية ثلاث سنوات وعدد‬
‫الحرية وتحمل الاضطهاد والسجن والاعتقال‪-‬‬ ‫أعضائه دون العشرة ثم تلتها السنوات الأربع‬
‫وإن كنا قد عرفنا شيئاً من هذا كله_ وهي‬ ‫الأخيرة‪ .‬فكان نموه في نصفها الأول‪ ،‬أي في‬
‫ليست كذلك ما يلقاه المناضلون من آلام‬ ‫السنتين الأخيرتين من الحرب لايزال بطيئاً‪.‬‬
‫الحرمان والأعباء‪ ،‬ولكنها صعوبة الصدق‪.‬‬ ‫ولم ينتعش الحزب بعض الانتعاش ويستمتع‬
‫صدق التفكير وصدق العمل‪ ،‬في مجتمع‬ ‫ببعض الحرية في العمل إلا في العامين‬
‫اختلطت فيه المفاهيم والتبست القيم‪ .‬وليس‬ ‫الأخيرين‪ .‬ابتداء من اشتداد الأزمة بين البلاد‬
‫أدل على وجود هذا الالتباس وذلك الاختلاط‬ ‫والفرنسيين عندئذ فرض الحزب نفسه على‬
‫من أن يكون حزبنا الذي يدعو إلى وحدة‬ ‫الحكومة فرضاً‪ .‬لأن الشعب أخذ ينظر إلى‬
‫العرب وحريتهم‪ ،‬ويعمل في سبيل رقيهم‬ ‫وجود "البعث العربي" كضرورة وطنية‪.‬‬
‫ونهضتهم‪ ،‬مقاوماً في بلاد أعدت لتكون‬ ‫فاتخذ الحزب لنفسه نادياً‪ .‬وبعد عام من ذلك‬
‫أخصب تربة لنمو الحركات العربية السليمة‪،‬‬
‫لولا ابتلاؤها بطبقة زيفت حقيقتها‪ ،‬وباعدت‬ ‫سمح له بإصدار صحيفة‪.‬‬

‫بينها وبين مهمتها الاساسية‪.‬‬

‫لقد كانت العزلة أكبر تجربة مر بها‬
‫"البعث العربي" في سنوات البداية الشاقة‬
‫واخذ الآن يخرج منها ظافراً سليماً‪ .‬هذه‬
‫العزلة التي كان عليه ان يتحملها ويريدها‬
‫ويدافع عنها مهما يطل أجلها وتشتد قسوتها‪.‬‬
‫لم يكن ثمة سبب او مبرر ظاهري لانفصالنا‬
‫عن الحركات التي لا تختلف عن حركتنا في‬
‫العنوان والأهداف العامة الكبرى‪ .‬ولكن‬

‫‪1‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫واليوم يستطيع الحزب أن يجني ثمار‬ ‫صعوبة التمييز بين نوعين من الحركات‬
‫صبره وصلابته وحكمته‪ .‬لأنه توصل بعدده‬ ‫المتشابهة في العنوان المتباينة في الجوهر‪،‬‬
‫القليل ووسائله اليسيرة إلى أن يحتل المكان‬ ‫هي التي ضمنت لحزبنا أن يتألف من هذا‬
‫المرموق في نظر الشعب العربي‪ .‬فهذه القوة‬ ‫النوع المتين المتفوق من الرجال الذين لم‬
‫المعنوية التي يملكها والتي هي ليست سوى‬ ‫يقدروا على ذلك التمييز العسير والتفريق‬
‫التعبير عن قوة فكرته وقدرتها على صهر‬ ‫الدقيق إلا لأنهم اختصوا بقدر كبير من سلامة‬
‫معتنقيها‪ ،‬ستسمح له بعد الآن أن يوسع‬ ‫الطبع ونفاذ النظر وحرارة الإيمان بأمتهم‪،‬‬
‫نطاق دعوته‪ ،‬ويخوض ميدان العمل الشعبي‬ ‫وصدق الغيرة على مصلحتها‪ .‬هؤلاء الرجال‬
‫الفسيح محققاً بذلك صفة من أثمن الصفات‬ ‫الذين جاءوا إلى "البعث العربي" كانوا‬
‫التي يتميز بها ويحرص عليها‪ .‬إن شدة‬ ‫مؤهلين لأن يدركوا أن مشكلة العرب لم تعد‬
‫تشاؤمنا من القيادة القديمة التي لاتزال إلى‬ ‫في الاختلاف على إرادة الاستقلال والوحدة‬
‫الآن مسيطرة على مقدرات العرب في‬ ‫والنهضة بل على سلوك الطريق المؤدي إلى‬
‫الحكومات والحياة السياسية والاجتماعية‬ ‫بلوغ هذه الأهداف‪ .‬أي على نوع عقلية الفئة‬
‫والاقتصادية ليعصف بها عظم تفاؤلنا بشعبنا‬ ‫التي ترسم للأمة طريقها‪ ،‬وتتقدمها في هذه‬
‫العربي وطيب عنصره وخصب حيويته وشدة‬ ‫الطريق وعلى مدى تجردها وتحررها من كل‬
‫قابليته للتحرر والانبعاث‪ .‬نقول ذلك ليس‬ ‫ما يعوقها عن متابعة السير والاستقامة فيه‪.‬‬
‫لمجرد اعتقادنا بأن التفاؤل بالشعب هو‬
‫الشرط الأساسي الذي لا غنى عنه لكل من‬ ‫وبكلمة مختصرة كان رجال "البعث‬
‫يتقدم للعمل القومي الجدي بل أيضاً وعلى‬ ‫العربي" مؤهلين لأن يدركوا أن مشكلة‬
‫الأخص لأننا لمسنا كما يستطيع كل ذي فكر‬ ‫العرب الأساسية هي مشكلة القيادة القومية‪.‬‬
‫حر وكل ذي شعور سليم أن يلمس أن الشعب‬
‫ما برح منذ يقظتنا الحديثة يقدم البرهان على‬ ‫لم يكتف حزبنا بأن هيأ الجو الروحي‬
‫استعداده الكبير وإمكانياته الغنية التي عجزت‬ ‫والفكري والوسط العملي لظهور وتنشئة‬
‫القيادة المشغولة بمصالحها وأنانيتها عن‬ ‫رجال القيادة الجديدة بل بذل جهداً كبيراً‬
‫الإفادة منها لمصلحة القضية القومية‪ ،‬بل‬ ‫لمقاومة ضغط البيئة القديمة وبرهن على‬
‫كثيراً ما حاولت خنقها والحيلولة دون‬ ‫وعي وصلابة برفضه الاندماج مع الهيئات‬
‫الأخرى ذات الأفكار والأساليب المرتجلة‬
‫ظهورها‪.‬‬ ‫والتركيب المصطنع‪ ،‬كما برهن على حكمة‬
‫وبعد نظر بإيصاده بابه في وجه الذين لم‬
‫لذلك كانت فكرتنا منذ ولادتها فكرة‬ ‫يقتنع بصدق تبنيهم لفكرته من الانتهازيين‬
‫شعبية تعتبر الشعب أساساً وأصلاً في بناء‬
‫والوصوليين‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫إن هذا الموقف خاطئ لأنه يتجاهل‬ ‫الأمة وفي حمل القضية القومية وتوجيهها‬
‫حقيقتين ناصعتين‪:‬‬ ‫وتنظيمها‪.‬‬

‫أولاً‪-‬إن وضع الأمة في ذاته لو كان‬ ‫أيها الاخوان! لقد انبثقت حركة البعث‬
‫سليماً لكان الإصلاح ممكناً دوماً ولما ازدادت‬ ‫العربي عن دوافع ثلاثة وهي‪:‬‬
‫عمقاً يوماً بعد يوم الهوة التي تفصل بين هذا‬
‫الواقع الفاسد المنحدر وبين امكان الإصلاح‪.‬‬ ‫‪-1‬يقيننا بحاجة الأمة إلى الانقلاب‪.‬‬
‫‪-2‬شعورنا بأن الوقت قد حان للشروع‬
‫ثانياً‪-‬هذا الموقف الخاطئ يضع الأمة‬
‫العربية في وضع غير طبيعي بالنسبة للعالم‪.‬‬ ‫في تحقيق هذا الانقلاب‪.‬‬
‫إذ أن الاكتفاء بالإصلاحات الجزئية البطيئة‬ ‫‪-3‬إيماننا بأن الجيل الجديد هو الأداة‬
‫في هذه الغمرة الدافقة التي تسيطر على العالم‬
‫الخارجي وتحمله على التقدم السريع‬ ‫المهيأة لهذا التحقيق‪.‬‬
‫والانقلابات العميقة من شأنها أن تضعنا في‬
‫آخر القافلة البشرية وأن تزيد الفارق بيننا‬ ‫‪-1‬إن في الأمة العربية حاجة حيوية‬
‫قاهرة إلى تحقيق انقلاب عميق مبدع شامل‬
‫وبين العالم بدلاً من أن تنقصه‪.‬‬ ‫يبعث فيها طاقتها الروحية الأصيلة الكاملة‬
‫والتطور إنما هو القناع الذي تتوارى‬ ‫التي أهلتها في الماضي لخلق أعظم‬
‫خلفه الهيئات المحافظة ذات المصالح الكبرى‬ ‫الحضارات والتي تؤهلها اليوم لبناء مستقبل‬
‫التي تعيش على حساب الفساد الحاضر‬ ‫يكمل ماضيها ويتجاوزه ويتفوق عليه‪.‬‬
‫وتستر به تخوفها من الانقلاب الذي يهدد‬ ‫والحاجة عندما تكون بارزة هذا البروز ملحة‬
‫هذا الالحاح طاغية هذا الطغيان‪ ،‬إنما تعني‬
‫مصالحها واستغلالها‪.‬‬ ‫في الوقت نفسه القدرة‪ ،‬أي أن في الأمة‬
‫‪-2‬يؤمن "البعث العربي" بأن الوقت‬ ‫العربية القدرة اللازمة لتحقيق ما تحتاجه‬
‫قد حان للشروع بتحقيق هذا الانقلاب لأن‬
‫التأجيل يضعف من امكانيات الانقلاب ويجعل‬ ‫وتنزع إليه‪.‬‬
‫توحيد الجهود القائمة متعذراً يوماً بعد يوم‬ ‫وينبغي أن نقرر هنا بأنه ليس بين‬
‫لأن المصالح الإقليمية والتمايز الطبقي‬ ‫الهيئات العاملة اتفاق على ضرورة الانقلاب‬
‫ومؤامرات الاستغلال والاستثمار والتكتل‬ ‫ولا اتفاق على غايته ومرماه‪ ،‬ذلك لأن الرأي‬
‫الرجعي آخذة في الرسوخ والتق َوي إلى حد‬ ‫السائد بين هذه الهيئات هو القول بالتطور‬
‫يزيد في انعزال الشعب عن الحركة القومية‬ ‫وهذا يعني أن المجتمع سليم الأسس ولكنه‬
‫ويضعف من إيمانه بمثلها العليا ويقضي على‬ ‫مقصر عن غيره ويحتاج فقط إلى إصلاح‬
‫الإدارة التنفيذية والاستسلام إلى الزمن الذي‬
‫بذور الانقلاب بالذبول والانكماش‪.‬‬
‫هو كفيل بتحقيق الإصلاح المنشود‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫وإياه جنباً إلى جنب في صف المعارضة‬ ‫‪-3‬إن الجيل الذي شعر بهذه الحاجة في‬
‫للأوضاع القائمة والنضال من أجل أهدافه‬ ‫أمته شعوراً أسبق وأعمق وأقوى وأكثر جدية‬

‫الكبرى في الحرية والوحدة والنهضة‪.‬‬ ‫من غيره هو هذا الجيل العربي الجديد الذي‬
‫‪ 5‬نيسان ‪1947‬‬ ‫استكمل شروطه وتهيأ تماماً لتحقيق الانقلاب‬

‫(‪ )1‬نشر في جريدة "البعث" في ‪ 5‬نيسان‬ ‫المنشود‪ ،‬هذا الجيل الثوري يشق طريقه‬
‫‪1947‬‬ ‫بالنضال ويلتقي بالشعب التقاء عميقاً ويقف‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫هناك من يراهنون على أن‬ ‫لقد ارتبط مصطلح‬ ‫تميز النصف الثاني من‬
‫إضعاف الهوية العربية أو‬ ‫الأقليات بمفهوم خاطئ‬ ‫القرن العشرين بطروحات‬
‫الانتماء للعروبة سيؤدي إلى‬ ‫للهويتين الوطنية والعربية‪،‬‬ ‫فكرية وسياسية يغذي بعضها‬
‫تعزيز الانتماء الوطني‬ ‫وبأن الحل الوحيد لهذه‬ ‫الآخر بمفاهيم خاطئة عن‬
‫الفئوي‪ ،‬وهناك من يريد‬ ‫الإشكالية هو الحل‬ ‫الوطنية والعروبة والدين‪،‬‬
‫إضعاف التيارات السياسية‬ ‫الانفصالي‪ ،‬ويتم الحديث‬ ‫وقد لا تجد في تلك‬
‫الدينية من خلال الدعوة‬ ‫عنها في بعض البلدان‬ ‫الطروحات أي متسع‬
‫للابتعاد عن الدين واعتباره‬ ‫العربية‪ ،‬واعتبارها الحل‬ ‫للهويات الأخرى‪ ،‬التي تقوم‬
‫أفيون الشعوب ويجب التخلي‬ ‫عليها الأمة العربية‪ ،‬فهوية‬
‫الأمثل لهذه الإشكالية‪.‬‬ ‫الأمة العربية هي هوية‬
‫عنه‪.‬‬ ‫قانونية وطنية تقوم على ثقافة‬
‫موضوع‬ ‫فطرح‬ ‫عربية وحضارية دينية‪ ،‬وهو‬
‫إن الفهم الصحيح‬ ‫واقع ملزم لكل أبناء الأمة‬
‫للوطنية والعروبة والدين‬ ‫الأقليات واعتباره قضية‬ ‫حتى في حالة رفض الانتماء‬
‫يتطلب نبذ العنف بين أبناء‬
‫البلد الواحد مهما كانت‬ ‫هوية هو مفهوم خاطئ‪،‬‬ ‫فكرياً لهذه الهوية‪.‬‬
‫الظروف والأسباب التي‬
‫يستدعي ذلك‪ ،‬كما أن نبذ‬ ‫فأساس مشكلة غياب حقوق‬ ‫لقد ظهر على السطح‬
‫العنف يوفر أجوا ًء سليمة‬ ‫محاولات مختلفة ومتعددة‬
‫للحوار الوطني الداخلي‪،‬‬ ‫الأقلية هو الوضع الدستوري‬ ‫المصادر والأساليب لتشويه‬
‫والذي ُيبنى عليه مستقبلاً‬ ‫معنى الهوية العربية‬
‫التنسيق والتضامن بين الدول‬ ‫في البلدان العربية وليس‬ ‫واعتبارها حالة متناقضة مع‬
‫التنوع الاثني والديني الذي‬
‫العربية‪.‬‬ ‫قضية هوية‪ ،‬وفي المقابل‬ ‫تقوم على أساسه الأمة‬

‫إن التمييز بين‬ ‫فإننا نجد في بعض الأقطار‬ ‫العربية منذ قرون عدة‪.‬‬
‫ممارسات سياسية سيئة‬
‫العربية أن ضعف الولاء‬

‫الوطني لدى البعض يجعلهم‬

‫يسعون إلى الإطار الفئوي‬

‫البديل لمفهوم المواطنة‬

‫الواحدة‪ ،‬وقد ُيستخدم العنف‬

‫من أجل تحقيق ذلك‪ ،‬كما أن‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫السيطرة على الوطن العربي‬ ‫ما يحدث من استهداف‬ ‫تمارسها بعض الحكومات أو‬
‫ونهب ثرواته‪.‬‬ ‫المنظمات أساءت للعروبة‪،‬‬
‫غربي وإقليمي للأمة العربية‬ ‫وبين العروبة كهوية جامعة‬
‫إن الأمة العربية‬
‫تتنازعها "هويات" مختلفة‬ ‫يؤكد أن الهدف هو نزع‬ ‫هو أمر ضروري وحاسم‪،‬‬
‫على حساب الهوية الواحدة‬ ‫لأن العروبة هي ثقافة جامعة‬
‫المشتركة وهي العروبة‪،‬‬ ‫الهوية العربية‪ ،‬من خلال‬ ‫لا ترتبط بحزب ولا بنظام أو‬
‫فبعض هذه الهويات ذات بعد‬ ‫مضمون فكري محدد‪ ،‬وتعني‬
‫إقليمي أو طائفي‪ ،‬وبعضها‬ ‫طرح البديل وهو "الهوية‬ ‫بالضرورة تنسيقاً وتضامناً‬
‫الآخر أممي ديني‪ ،‬وكأن‬ ‫وتكاملاً بين العرب يوحد‬
‫المقصود أن تنزع هذه الأمة‬ ‫الشرق أوسطية"‪ ،‬ونوع‬ ‫الطاقات ويصون الأمة‬
‫ثوبها ولترتدي أي ثوب‬
‫غيره‪ ،‬فالمهم هو نزع الهوية‬ ‫الوطنية‬ ‫الهويات‬ ‫ومجتمعاتها‪.‬‬

‫العربية‪.‬‬ ‫والاستعاضة عنها بالهويات‬

‫العرقية والاثنية والمذهبية‬

‫والطائفية‪ ،‬وهو ما يقوم به‬

‫الغرب من سعي محموم‬

‫لتشويه صورة الإسلام‬

‫والعروبة معاً‪ ،‬من أجل‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس‪ /‬أكاديمي عربي من العراق‬

‫التاريخ دراسة علمية‪،‬‬ ‫إن حزب البعث‬ ‫العقيدة في اللغة‪ :‬من‬
‫وللقوى الفاعلة فيه‪ ،‬فعقيدة‬ ‫العربي الاشتراكي يمتلك‬
‫البعث متجددة ومتطورة مع‬ ‫عقيدة ثابتة لا تتزعزع‪ ،‬بأن‬ ‫العقد؛ وهو الربط‪ ،‬والإبرام‪،‬‬
‫تطور التاريخ‪ ،‬بما يخدم‬ ‫الأمة العربية من محيطها‬
‫الصالح العام للأمة العربية‪،‬‬ ‫إلى خليجها وحدة واحدة‬ ‫والإحكام‪ ،‬والتوثق‪ ،‬والشد‬
‫فالبعث حزب عقائدي غير‬ ‫غير قابلة للتجزئة‪ ،‬وأن من‬
‫جامد‪ ،‬متطور ومتجدد‪،‬‬ ‫حق هذه الأمة التاريخي أن‬ ‫والتماسك‪،‬‬ ‫بقوة‪،‬‬
‫ينظر للتاريخ بأنه حركة‬ ‫تدافع عن نفسها وتحفظ‬
‫دائمة ودائبة لا تتوقف‪ ،‬وهي‬ ‫لأبنائها العيش الكريم في‬ ‫والمراصة‪ ،‬والإثبات؛ ومنه‬
‫نتيجة صراع ِقوى وليست‬ ‫مجتمع يسوده الأمن‬
‫مجرد تصاعد سلبي مستمر‪.‬‬ ‫اليقين والجزم‪.‬‬
‫والسلام‪.‬‬
‫فلقد تميز الحزب بأنه‬ ‫والعقيدة‪ :‬الحكم الذي‬
‫حركة نضال مستمر دؤوب‪،‬‬ ‫إن البعثثثث يحمثثثل‬ ‫لا يقبل الشك فيه لدى‬
‫نابعة من وعيه للتاريخ‪ ،‬وأنه‬ ‫على عاتقه مسثثثثثؤولية‬ ‫معتقده‪ ،‬والعقيدة في الدين ما‬
‫قوة فاعلة لا متفرجة على‬ ‫تنظيم وتعبئة الشثثثثثثعب‬ ‫يقصد به الاعتقاد دون‬
‫أحداثه‪ ،‬يسترشد بتجارب‬ ‫حول العقيدة التاريخية‬ ‫العمل؛ كعقيدة وجود الله‬
‫الإنسان الماضية فيدرك‬ ‫السثثثثثليمة‪ ،‬واسثثثثثتنفار‬
‫غايات نضاله‪ ،‬ويدرك‬ ‫كثثافثثة قواه وتحريكهثثا‬ ‫وبعث الرسل‪.‬‬
‫وسائل نضاله ويستعملها بما‬ ‫ثثثثثثوريثثثثثاً مثثثثثن أجثثثثل‬
‫يحقق الهدف الأسمى الذي‬ ‫المشثثثثثثاركة الفعالة في‬ ‫وتعريف العقيدة في‬
‫يسعى إليه وهو وحدة الأمة‬
‫إن عقيدة حزب البعث‬ ‫الاصطلاح العام‪ :‬هي‬
‫وحريتها‪.‬‬ ‫هي حصيلة فهم ودراسة‬
‫الأمور التي يجب أن يصدق‬
‫إن البعث يحمل على‬
‫عاتقه مسؤولية تنظيم وتعبئة‬ ‫بها القلب‪ ،‬وتطمئن إليها‬
‫النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً‬

‫لا يمازجها ريب‪ ،‬ولا‬

‫يخالطها شك‪ .‬أي‪ :‬الإيمان‬

‫الجازم الذي لا يتطرق إليه‬

‫شك لدى معتقده‪ ،‬ويجب أن‬
‫يكون مطابقاً للواقع‪ ،‬لا يقبل‬

‫شكاً ولا ظناً‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫ليست مجرد نظام اقتصادي‬ ‫الجماهير هي أداة الثورة‪،‬‬ ‫الشعب حول العقيدة‬
‫يتحقق في المستقبل‪ ،‬إنها‬ ‫وأن كل ثورة لا تكون‬ ‫التاريخية السليمة‪ ،‬واستنفار‬
‫تشكل قبل ذلك الوع َي على‬ ‫الجماهير أداتها وغايتها هي‬ ‫كافة قواه وتحريكها ثورياً‬
‫ال ِقوى الفاعلة في المجتمع‪،‬‬ ‫ثورة منحرفة ناقصة‬ ‫من أجل المشاركة الفعالة في‬
‫ووعي هذه القِوى من‬ ‫الثورة ضد الواقع المرير‬
‫المعركة القومية التي‬ ‫وكاذبة‪.‬‬
‫تخوضها الأمة‪ ،‬إن الإيمان‬ ‫للأمة‪.‬‬
‫بالاشتراكية ُيلز ُم البعثيين أن‬ ‫فثثثا ل َبعثثكث ةث َح َركثثَثة‬
‫يكونوا جميعاً في قلب‬ ‫َث كو ِريثثثة‪ :‬يرفض الواقع‬ ‫قلد تميزت عقيدة‬
‫الثثمثثتثثردي‪ ،‬ويسثثثثثثثثثعثى‬ ‫البعث بالكثير من المزايا‬
‫المعركة‪.‬‬ ‫للقضاء عليه‪ ،‬والانفتاح‬ ‫والخصائص تجعلها متفردة‬
‫على الأفضثل‪ ،‬مسثتهدفاً‬ ‫عن غيرها من العقائد‬
‫كما يؤمن أن‬ ‫بثنثثثاء مثجثتثمثع عثربثي‬ ‫الحزبية الأخرى‪ ،‬وسنحاول‬
‫الاشتراكية العربية وطريقها‬ ‫موحد‪ ،‬تسثثثثثوده علاقات‬ ‫التطرق لها بقدر محدد من‬
‫الخاص الملائم لظروف‬ ‫اجتمثثثاعيثثثة تقثثثدميثثثة‪،‬‬
‫المجتمع العربي وتقاليده‬ ‫ت خ ت في فيثثثه علاقثثثات‬ ‫الإيجاز‪:‬‬
‫وأعرافه وحاجاته‪ ،‬تمثل‬
‫الحل الأصوب والأمثل‬ ‫الاستغلال الطبقي‬ ‫‪ -‬فال َب ْع ُث َح َر َك ٌة‬
‫لنهضة الأمة وتطورها‬ ‫َث ْو ِر َّي ٌة‪ :‬يرفض الواقع‬
‫‪ -‬ال َب ْع ُث َح َر َك ٌة َق ْو ِم َّي ٌة‪:‬‬ ‫المتردي‪ ،‬ويسعى للقضاء‬
‫وتقدمها وتحضرها‪.‬‬ ‫إن حزب البعث العربي‬ ‫عليه‪ ،‬والانفتاح على‬
‫الاشتراكي يناضل ضد‬ ‫الأفضل‪ ،‬مستهدفاً بناء‬
‫‪ -‬ال َب ْع ُث َح َر َك ٌة‬ ‫الاستعمار في كل قطر من‬ ‫مجتمع عربي موحد‪ ،‬تسوده‬
‫إِ ْن َسا ِن َّي ٌة‪ :‬يؤم ُن البع ُث أن‬ ‫أقطار الأمة‪ ،‬ويؤمن بوحدة‬ ‫علاقات اجتماعية تقدمية‪،‬‬
‫حركته هي حركة عربية‬ ‫الأمة العربية‪ ،‬ووحدة اللغة‬ ‫تختفي فيه علاقات‬
‫وليست عالمية‪ ،‬وأنها قومية‬ ‫والتاريخ والأرض‪ ،‬والتي‬ ‫الاستغلال الطبقي‪ ،‬وتتفجر‬
‫وليست أممية‪ ،‬ولكنه حركة‬ ‫تشكل المنطلق القوي لقيام‬ ‫فيه طاقات الجماهير من‬
‫تقدمية ترفض الاستعمار‬ ‫خلال ثورتها على وضعها‬
‫والتخلف الفكري والنضالي‪،‬‬ ‫الوحدة العربية‪.‬‬ ‫وتغييره للأفضل‪ ،‬فتحقق‬
‫فالبعث يعي تماماً معنى‬ ‫ذاتاً جديدة مبدعة خلاقة‬
‫التحالف الطبيعي بينه وبين‬ ‫‪ -‬ال َب ْع ُث َح َر َك ٌة‬ ‫تنصهر مع حركة التاريخ‪.‬‬
‫جميع القوى الثورية في‬ ‫ا ْش ِترا ِك َّي ٌة‪ :‬فالاشتراكية‬
‫‪ -‬ال َب ْع ُث َح َر َك ٌة‬
‫َج َما ِهير َّي ٌة‪ :‬يؤمن البعث أن‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫• والبعث يؤمن أن ما‬ ‫يجب تفجيرها في طريق‬ ‫العالم‪ ،‬التي تسعى للتخلص‬
‫فعله الطغاة من امبرياليين‬ ‫التقدم والبناء‪.‬‬ ‫من الاستعمار والتخلف‪.‬‬
‫واستعماريين وصهاينة‬
‫وصفويين وحكام طغاة‪ ،‬لا‬ ‫• يدعو حزب البعث‬ ‫‪ -‬ال َب ْع ُث َث ْو َر ٌة َشا ِم َل ٌة‪:‬‬
‫علاقة له بالإنسانية‪ ،‬بل هو‬ ‫إلى التحرر من الرجعية‬ ‫يعتمد حزب البعث العربي‬
‫ضد الإنسانية وقيمها ومثلها‬ ‫والتخلف‪ ،‬والدفاع عن الأمة‬ ‫الاشتراكي هدفاً أساسياً وهو‬
‫ومبادئها يقاتله البعث بكل‬ ‫في وجه الاستعمار وكل‬ ‫تحريك قوى التاريخ التقدمية‬
‫في الوطن العربي تحريكاً‬
‫الوسائل المتاحة‪.‬‬ ‫أشكاله القديمة والحديثة‪.‬‬ ‫ثورياً‪ ،‬يتحقق من خلاله‬
‫• إن الحزب يؤمن أن‬ ‫القضاء على الاستعمار‬
‫هذه هي حقيقة حزب‬ ‫الوحدة العربية حقيقة حتمية‪،‬‬ ‫والتجزئة والتخلف‪ ،‬وخلق‬
‫البعث العربي الاشتراكي‬ ‫لا بد من تحقيقها بالانقلاب‬ ‫أمة عربية واحدة‪ ،‬تضمها‬
‫ومبادئه التي تؤكد على أن‬ ‫دولة عربية واحدة‪ ،‬في‬
‫لا فرق بين مواطن وآخر إلا‬ ‫والثورة‪.‬‬ ‫مجتمع اشتراكي تقدمي‬
‫بما يقدم للإنسان والإنسانية‬ ‫تستنفر الجماهير فيه كل‬
‫• أن الإيمان بالله‬ ‫طاقاتها من أجل البناء‬
‫من خي ٍر وعطاء وإحسان‪.‬‬ ‫الواحد الأحد‪ ،‬ليس إيماناً‬ ‫والتقدم وتتمتع بكامل‬
‫لقد تميزت أمتنا على‬ ‫تقليدياً‪ ،‬فالبعثي المناضل هو‬ ‫حرياتها‪ ،‬ولهذا اتخذ الحزب‬
‫الأمم بإنسانيتها وبعطائها‬ ‫بأشد الحاجة للإيمان بالله‬ ‫الشعار المتفرد عن غيره من‬
‫للإنسانية والإنسان وقد تميز‬ ‫الواحد الأحد القوي العزيز‪،‬‬ ‫الشعارات الحزبية "وحدة‪،‬‬
‫حزبنا على أحزاب الأمم‬ ‫الذي يرتقي إلى مستوى‬
‫بإنسانيته وبرسالته الخالدة‪.‬‬ ‫مسؤوليته الجهادية وإلى‬ ‫حرية‪ ،‬اشتراكية"‪.‬‬
‫هذا هو حزبنا حزب‬ ‫دوره الرسالي الإنساني في‬ ‫ومن هذا نجد أن عقيدة‬
‫البعث العربي الاشتراكي‪،‬‬ ‫الحياة فينتصر بإذن الله‬ ‫حزب البعث العربي‬
‫وهذه هي عقيدته ومبادؤه‬ ‫ومدده وعونه‪ ،‬وإن إيمان‬
‫وأهدافه‪ ،‬هذه هي عقيدة‬ ‫البعث ليس إيماناً تقليدياً‬ ‫الاشتراكي تتلخص في‪:‬‬
‫الأمة التي اجتباها الله‬ ‫أعمى موروث من الآباء‬ ‫• الأمة العربية تشكل‬
‫سبحانه وخصها برسالاته‬ ‫والأجداد فحسب وإنما هو‬ ‫وحدة متكاملة‪ ،‬لما يربط بين‬
‫وأن مبادئ البعث وأهدافه‪،‬‬ ‫قائم على الوعي والعلم‬ ‫أبنائها من روابط كاللغة‬
‫هي مبادئ الرسالة‬ ‫والمعرفة ومكتسب بالجهاد‬
‫وأهدافها‪ ،‬فالبعث محفوظ‬ ‫الأكبر وبالتضحيات الأوسع‬ ‫والتاريخ والأرض‪.‬‬
‫بحفظ الأمة وبحفظ رسالتها‬ ‫فهو ثمرة نضالنا وكفاحنا‬ ‫• يرى الحزب أن‬
‫الجماهير العربية هي أساس‬
‫الخالدة‪.‬‬ ‫وجهادنا‪.‬‬ ‫البناء‪ ،‬بما تمتلك من طاقات‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫الضيقة‪ ،‬هو دليل واضح‬ ‫ناصر الحريري‬ ‫عمدت أمريكا وحليفها‬

‫وجلي على العداء الكبير‬ ‫المذهبية والعرقية والدينية‬ ‫الإيراني منذ احتلال العراق‬
‫والمناطقية‪ ،‬وأن الانتماء‬
‫الذي يضمره الأعداء‪،‬‬ ‫العميق للقومية هو الحل‬ ‫إلى ضرب الهوية القومية‪،‬‬
‫الوحيد‪ ،‬فكما قيل‪" :‬الحل في‬
‫العالمية‬ ‫كالإمبريالية‬ ‫العروبة والحل عند‬ ‫مقدمة لضرب الهوية‬

‫والصهيونية والأحقاد‬ ‫العروبة"‪.‬‬ ‫الوطنية العراقية‪ ،‬وتمزيقها‬
‫لا تستطيع قوة في‬
‫الفارسية‪ ،‬التي تتجدد كلما‬ ‫الأرض أن تقطع صلة‬ ‫ومحاولة إدخال العراق في‬
‫الانتماء والارتباط بالهوية‬
‫توفرت لها البيئة المناسبة‪.‬‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬أو تحاول‬ ‫قفص "الإمبراطورية‬
‫إلغاء أحاسيس التفاعل بين‬
‫إن العراق وهو يواجه‬ ‫أبناء الثقافة الواحدة والتاريخ‬ ‫الفارسية الوهم"‪ ،‬دون أي‬
‫الواحد والمصير المشترك‪،‬‬
‫هذه المؤامرة قادر على‬ ‫لأن قوة الانتماء تكمن في‬ ‫أمل لهذا البلد من الخروج‬
‫قوة الإرادة‪ ،‬وقوة التحدي‬
‫تجاوزها‪ ،‬بما يمتلك من‬ ‫لأي مشروع يستهدف شطب‬ ‫من هذا القفص الذي ضاق‬
‫أو إلغاء الهوية الوطنية أو‬
‫مقومات وقوى كامنة في‬ ‫أكثر فأكثر في السنوات‬
‫القومية‪.‬‬
‫شبابه‪ ،‬فثورة تشرين أنتجت‬ ‫إن ما يواجهه العراق‬ ‫الأخيرة على كل عراقي‬
‫التي تهيمن عليه جماعات‬
‫مفهوماً مختلفاً لكل المفاهيم‬ ‫تتبع نظام الولي الفقيه‪ ،‬من‬ ‫يتمسك بهويته وسيادته‬
‫مؤامرة سلخه عن الأمة‬
‫التي سادت لسنوات طويلة‬ ‫وتدمير الروح الوطنية‬ ‫وكرامته‬ ‫واستقلاله‬
‫والقومية بين أبنائه‪،‬‬
‫في العراق‪ ،‬فالوطن أصبح‬ ‫واستبدالها بالروح الطائفية‬ ‫وعروبته‪.‬‬

‫عند الشباب العراقي هو‬ ‫إن ثورة شباب العراق‬

‫الأولوية التي تستحق من‬ ‫المطالبة بتحرير الأرض‬

‫الجميع التضحية في سبيلها‪،‬‬ ‫والسماء العراقية من دنس‬

‫وفي المقابل فقد انتفت‬ ‫المجوس‪ ،‬إنما تؤسس لمسار‬

‫وزالت إلى غير رجعة‬ ‫جديد يؤكد قومية المعركة‬

‫الدعوات الضيقة التي كانت‬ ‫وقومية الاتجاه وقومية‬

‫تحجم قوة الشباب في إطا ٍر‬ ‫الشعور‪ ،‬وهذا ما كانت‬
‫مناطقي مذهبي ضيق‪.‬‬
‫تسعى إيران للنيل منه‪ ،‬لأن‬

‫لقد دفع الشعب‬ ‫شعار العروبة والوطنية‬

‫العراقي الكثير من أثمان‬ ‫يلغي كل الانتماءات‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫كقوة إنقاذ للأمة‪ ،‬عبر‬ ‫أن يقفوا وبشكل موحد مع‬ ‫هذه الدعوات والممارسات‬
‫مشروع نضالي عروبي‬ ‫الشعب العراقي في ثورته‬ ‫الضيقة‪ ،‬وكان العراقيون‬
‫يضم بين جناحي مشروعه‬ ‫ورغبته الأكيدة في استعادة‬ ‫أكبر الخاسرين من سلطة‬
‫القومي كل طاقات القومية‬ ‫الهوية الوطنية والقومية‪،‬‬ ‫الولي الفقيه وأذنابه‪ ،‬الذي‬
‫العربية التي بدأت تتفجر في‬ ‫التي بقيت في "الظل"‬ ‫حاول خلال الثمانية عشر‬
‫سنة من عمر الاحتلال أن‬
‫الأمة‪ ،‬وهو ما لمسناه في‬ ‫لسنوات طويلة‪ ،‬لأن التغلب‬ ‫يلغي الانتماء الوطني‬
‫أكثر من مكان في الوطن‬ ‫على التحديات التي تواجه‬ ‫والقومي لدى أبناء العراق‪،‬‬
‫العربي‪ ،‬فذلك مرده إلى‬ ‫العراق الآن سيتبعها حتماً‬ ‫فتوهم أنه قد نجح في ذلك‪،‬‬
‫الفكر الذي ينتمي له هذا‬ ‫تجاوز كل التحديات التي‬ ‫ولكن ما أفرزته ثورة‬
‫الشباب الثائر‪ ،‬والمؤهل‬ ‫تواجه الأمة‪ ،‬لأن العراق هو‬ ‫تشرين المباركة أكد بما لا‬
‫نضالياً لحمل مشروع الأمة‬ ‫صمام الأمان الوحيد‪،‬‬ ‫يدع مجالاً للشك أن الانتماء‬
‫القومي والحضاري في‬ ‫والقلعة التي تتحطم عليها‬ ‫للعراق والأمة هو في حقيقته‬
‫مواجهة أعداء القومية‬ ‫كل غطرسات الفرس‬ ‫"من الجينات المتوارثة في‬
‫الشعب العراقي"‪ ،‬فقد تختفي‬
‫والعروبة‪.‬‬ ‫وأحقادهم‪.‬‬ ‫لفترة معينة لكنها سرعان ما‬
‫إن المطلوب اليوم هو‬ ‫إن شباب العراق‬
‫النهوض بفكر الأمة المتمثل‬ ‫بثورته المباركة‪ ،‬قد برز‬ ‫تعود وبقوة إلى الواجهة‪.‬‬
‫مع إطلالة كل يوم من‬
‫أيام الثورة نقرأ المعنى‬
‫العميق والمهم والمصيري‬
‫بين النضال من أجل الوطن‬
‫واستعادته إلى مكانته‬
‫الطبيعية‪ ،‬وبين ضرورة‬
‫استمرار النضال حتى إفشال‬
‫كل المخططات التي تحاك‬

‫ضد العراق وشعبه‪.‬‬
‫إن ال ُمطالب من‬
‫جماهير الأمة في مثل هذه‬
‫المواقف المفصلية التي‬
‫تحدد مصير الوطن وأبنائه‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫هم الرهان‪ ،‬ورغم كل‬ ‫سنبقى‪ ،‬ورغم قسوة ما‬ ‫بالبعث‪ ،‬واستنهاض برامج‬
‫الحزن والألم ورغم كل‬ ‫نعانيه‪ ،‬نحلم بغ ٍد أفضل لأم ٍة‬ ‫عمل للدفاع عن قضايا‬
‫التآمر ورغم إرهابهم‪،‬‬ ‫هي خير الأمم‪ ،‬لأنه ما زال‬ ‫المواطن والوطن والأمة‪،‬‬
‫وبفضل صمود وتضحيات‬ ‫في هذه الأمة شباب يحبون‬ ‫يجب علينا إعادة بوصلة‬
‫شباب الأمة وثوارها‪،‬‬ ‫وطنهم وأرضهم‪ ،‬ويقدمون‬ ‫نضال الأمة التي ضاعت‬
‫سنتجاوز هذه المحن ونصنع‬ ‫أرواحهم رخيصة في سبيله‪،‬‬ ‫في لحظة ما من لحظات‬
‫ولأنهم أيضاً يعشقون الحياة‪،‬‬ ‫الغفلة‪ ،‬بعد أن أضاع بعض‬
‫غدنا المأمول‪.‬‬ ‫ويزرعون المحبة‪ ،‬وهؤلاء‬
‫العرب هويتهم الموحدة‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫يونس ذنون الحاج‬

‫وشعبها العربي‪ ،‬والحفاظ‬ ‫العربي بإيجابية كبيرة‬ ‫صمد البعث في‬
‫عليه هو مسؤولية كل وطني‬ ‫العراق والأمة العربية‬
‫وعربي شريف‪ ،‬ليس من‬ ‫وانتشار واسع بعد توافق‬ ‫لأربعة وسبعين عاماً‪،‬‬
‫باب التحزب بل لأنه‬ ‫وتأسس في واقع إيجابي‬
‫المشروع العربي الوحيد في‬ ‫وطروحاته‬ ‫مشروعه‬ ‫مليء بالروح الوطنية‬
‫الساحة الذي بإمكانه مواجهة‬ ‫والقومية والعروبية المجردة‬
‫كل ما يحاك للأمة من‬ ‫الملتزمة لقضايا الأمة‬ ‫من أية نزعة عنصرية أو‬
‫مؤامرات تخريب وتدمير‬
‫من قبل الاستعمار الغربي‬ ‫والشعب العربي‪.‬‬ ‫مادية أو نظرة ضيقة‪.‬‬
‫القديم والاستعمار الفارسي‬ ‫فكان تأسيس البعث قد‬
‫الخبيث واللذين اتفقا على‬ ‫خلال فترة عمله‬ ‫تم وفق دراسة عميقة للواقع‬
‫خراب وتدمير الأمة‬ ‫العربي ووفق فكر مستفيض‬
‫العربية‪ ،‬وإنهاء حزب البعث‬ ‫ضمن صفوف الشعب‬ ‫صنع وأسس لفكر عروبي‬
‫العربي الاشتراكي لأنه‬ ‫قومي أصيل‪ ،‬ابتعد صانعه‬
‫مصدر التهديد الوحيد لهم‬ ‫العربي وفي أقطاره المختلفة‬ ‫فيه طائراً نحو أفق كبير‬
‫بنهوض الأمة وماردها‬ ‫وجميل وحلم طال انتظاره‬
‫العظيم الموحد لها ولشعبها‬ ‫اكتسب التجربة العملية‬ ‫من أجل أمة عربية واحدة‬
‫تحمل رسالة خالدة‪،‬‬
‫العظيم‪.‬‬ ‫الكبيرة وحاول بكل ما‬ ‫ورسالتها إنسانية تدعو إلى‬
‫تحية لكل بعثي عربي‬ ‫مجد العرب وعلو شأنهم‬
‫أصيل وكل ملتزم وثابت‬ ‫استطاع التوفيق بين النظرية‬ ‫وتوحيدهم في راية بكل‬
‫على مبادئه ووطنيته‬ ‫أطيافهم وألوانهم الجميلة‬
‫وعروبته ونحن ندخل العام‬ ‫والتطبيق على الأرض‬
‫الرابع والسبعين لتأسيس‬ ‫الزاهية‪.‬‬
‫حزب البعث العربي‬ ‫و ُجو ِبه بأعتى وأشد‬ ‫كان هدف البعث‬
‫الاشتراكي‪ ،‬حزب النضال‪.‬‬ ‫المؤامرات التي كانت‬ ‫الإنسان والأمة قبل كل‬
‫شيء‪ ،‬وقد تلقفه الشارع‬
‫تستهدف الأمة العربية ومن‬

‫خلالها حزب البعث‪.‬‬

‫البعث كمشروع أمة‬

‫متجدد ومستمر ذو فكر نير‬

‫لا ينضب وهو أحد الحلول‬

‫لكل مشاكل الأمة على مر‬

‫الزمن‪ ،‬وهو أرض خصبة‬

‫للانقلاب على الواقع العربي‬

‫الفاسد والمصالح الضيقة‬

‫والعمالة‪ ،‬والانطلاق نحو‬

‫مستقبل مجيد للأمة العربية‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫زهراء الموسوي‬

‫بربوع بلادي متنقلاً في‬ ‫منتزه الزوراء الذي أنشأه‬ ‫الكاظمي تزداد عيونه‬
‫الشاخصة كما (المحتضر)‬
‫دروب تطويع المستحيل‬ ‫البعثيون وأعادوا تحديثه‬ ‫اتساعا كلما زار مشروعاً‬
‫عملاقا ًسهر على بنائه‬
‫وليس آخرها (مختبر زراعة‬ ‫ومعامل‬ ‫ومصانع‬ ‫البعثيون وحولوه لصرح‬
‫وحقيقة بسواعد الرجال‬
‫الأنسجة النباتية ) الأحدث‬ ‫ومشروعات زراعة وإنتاج‬ ‫وعقول الأذكياء‪ ،‬ثم أهدوه‬
‫لوطن الجمال والجلال‬
‫والأضخم في المنطقة بتقنية‬ ‫حيواني وطرق سريعة‬ ‫وأجيال المستقبل الشاهدة‬
‫على ما ترى لا المنتظرة‬
‫حديثة حيث يعمل على‬ ‫وجسور‪ ،‬فيشعر أنه خارج‬ ‫وعود عرقوب وأحلاماً‬
‫كاذبة وسراباً وجرعات‬
‫تطوير وتحسين وادخال‬ ‫العراق‪ ،‬ولكنه داخل شركة‬
‫التخدير‪.‬‬
‫أصناف عالمية للمنتجات‬ ‫المعدات الكهربائية التي لا‬ ‫الكاظمي‪ ،‬يرافقه‬
‫البلهاء‪ ،‬يجد نفسه داخل‬
‫الزراعية العراقية مستهدفة‬ ‫تنقضي جمائلها وخيراتها‪،‬‬

‫أنواع التمور ونخيل‬ ‫ولا تنتهي أقاصيص‬

‫الأنسجة والقطن والفواكه‬ ‫ومرويات نجاحات مركز‬

‫المنتجات‬ ‫وتطوير‬ ‫آباء فيموت الكلام ويكاد‬

‫الزراعية‪.‬‬

‫الرجال البعثيون‬

‫عبقر ّية ذات سح ٍر خاص في‬
‫الإدارة وصناعة المجد‬

‫والزهد وحب ال ّناس‪ ،‬رجال‬

‫لا تكاد تشعر بهم بين الناس‬

‫لا يزاحمون عند افتتاح أي‬

‫مشروع وربما حسبتهم من‬

‫غمارهم لتواضعهم عن سمو‬
‫وتبس ّطهم عن كبرياء في‬

‫ملبسهم وسمتهم لا تحيط بهم‬ ‫ينخلع القلب من الدهشة‪ ،‬ولو‬
‫تف ّرع فقط للطواف على‬
‫حاشية ويمشون بلا حرس‪،‬‬ ‫مشاريعها لقضي العام س ّواح‬

‫يأكل الطعام مع العامة ولا‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫فيهرش رأسه ليتأكد بأنه‬ ‫منجزاته ولا حتى ل ُيع ّرف‬ ‫يسكن بأرقى الأحياء ولا‬
‫ليس بمبنى (باديس السياحي‬ ‫الناس بنفسه‪ ،‬هذا ما خلفه‬ ‫يختار ُصحبة ولا يعرف‬
‫في المغرب) فخامة وأناقة‬ ‫البعثيون ولكنها لن تجد‬ ‫ربطة العنق ولا يلبس إلا‬
‫ود ّقة وانضباط‪ ،‬فيهمس في‬ ‫بدلة العمل‪ ،‬ولا يعرف‬
‫أذن مرافقه (متى بني هذا‬ ‫حظها في النشر‪.‬‬ ‫أسماء الماركات العالمية من‬
‫الكاظمي يسأم من‬ ‫عطر وملبس ولا ُينفق وقته‬
‫القصر) !؟‪ .‬فيرد عليه بحياء‬ ‫إلا للعمل والإنتاج‪ ،‬ولا يعلم‬
‫هؤلاء البعثيون قضوا‬ ‫الجلوس بمكتبه بين يدي‬ ‫أين يضع جنبه حين يدهمه‬
‫حاشيته الصفويين وصغار‬ ‫الظلام على جسر تحت‬
‫حياتهم بالبناء والإعمار‪.‬‬ ‫المخبرين وي َم ّل ِنكات‬ ‫الإنشاء أم فوق تراب‬
‫يشعر الكاظمي بالهلع‬ ‫الحسناوات والصدور‬ ‫لطريق ينتظر الرصف أم‬
‫والخوف من الشعب وهو‬ ‫العار ّية فيرغب في كسر‬ ‫يتوسد (يده) لشجرة نخيل أم‬
‫يسرف في تجويعه وفقره‬ ‫الروتين وبعض ال ُفرجة‬ ‫برتقالة حتى يجري الماء‬
‫وقهره وقتله داخل السجون‬ ‫فيذهبوا به لأحد الوزارات‬
‫وفي الشوارع وساحات‬ ‫أو المنشآت فلا تكاد أقدام‬ ‫تحته‪.‬‬
‫الرجل تحمله قبل أن يهبط‬ ‫نذر وقته وجهده‬
‫الاحتجاج‪.‬‬ ‫من سيارته إلى قصر‬ ‫وراحة أهله لأجل العامة‬
‫ه ّيا يا قوم أسرجوا‬ ‫المؤتمرات فيسجل على‬ ‫والناس وإسعاد الفقراء‬
‫الخيل لننطلق لكنس هذه‬ ‫حالته الشخصية إني مصدوم‬ ‫وأصحاب الحاجات‪ ،‬تكفيه‬
‫النفايات لتخليص العراق‬ ‫ثم يتجول بين القاعات‬ ‫جرعة ماء وتمرات يفطر‬
‫والمكاتب الرئاس ّية والحدائق‬ ‫عليها بعد صيام وهو الذي‬
‫منهم‪.‬‬ ‫الورد ّية والاستراحات‬ ‫بين يديه الأموال تجري ولم‬
‫الكاظمي قد هالته‬ ‫تعثر كل لجانهم حتى كتابة‬
‫العقول البعثية والقدرات‬ ‫المقال على شهادة بحث‬
‫لعقار أو أرض ولا حساب‬

‫باسمه او أهل بيته‪.‬‬
‫هذا هو البعثي وهو‬
‫العابد الزاهد‪ ،‬كما لم تعثر‬
‫على حوار صحفي أو لقاء‬
‫تلفزيوني أو دعاية إعلامية‬
‫للبعثي يمدح ذاته أو يروي‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫العراق آخر ُح ّراس قلاع‬ ‫وعزائم رجال في عهد‬ ‫العالية والتدريب الرفيع‬
‫الوفاء وانكشفت أسرار‬ ‫(البعث العظيم) رجال البعث‬
‫الدولة وجاء السماسرة‬ ‫شديدو الصمت كثيفو العمل‬ ‫والصرح ال ُم َم ّرد والتقنية‬
‫وتجار الشنطة الذين يعملون‬ ‫عميقو التدبير والحنكة‬
‫بين الدول لبيع وطن بالجملة‬ ‫شديدو الوفاء لوطنهم‬ ‫الحديثة حتى خشي عليه أن‬
‫وصالح أمتهم بناة وطن‪،‬‬
‫لإيران الصفوية‪.‬‬ ‫رجال من طراز فريد بنوا‬ ‫يكشف عن (عورته ونزع‬
‫(من المؤلم أن الخيانة‬ ‫وعمروا والعراق يقع تحت‬
‫التي تنجح لا يجرؤ أحد على‬ ‫وطأة الحصار الظالم‪،‬‬ ‫ردائه)‪.‬‬
‫تسميتها خيانة) ‪ ....‬جون‬ ‫وبغياب البعث عن المشهد‬
‫انغرست في خاصرة الوطن‬ ‫هذه الصروح الشامخة‬
‫هارينغتون‬ ‫سكين الغدر والخيانة وفقد‬
‫التي شاهدها لم تكن مجرد‬

‫لافتات تحمل أسماء شركات‬

‫المتقدمة‬ ‫التكنولوجيا‬

‫والمصانع لك ّنها تحمل‬

‫ُعصارة أفكار وعقول‬

‫وتراكم خبرات و ِه َمم‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫إن البعث ومنذ ولادته‬ ‫أم صدام العبيدي‬ ‫في السابع من نيسان‬
‫عام ‪ 1947‬زفت للأمة‬
‫كان موضع استهداف لأنه‬ ‫رأت فيه الخلاص‪ ،‬فكانت‬ ‫العربية بشائر مولد فجر‬
‫هي غايته الأساسية ‪...‬‬ ‫نضالي عربي من طموح‬
‫حمل رسالة الأمة‬ ‫جماهير أمة مثقلة بآلام‬
‫لقد جسد حزبنا‬ ‫ومآسي خلفها الاستعمار‬
‫القومي‬ ‫ومشروعها‬ ‫المناضل في فكره‬ ‫والرجعية والاستبداد‪،‬‬
‫وممارساته النضال من أجل‬ ‫فجاءت ولادة حزب البعث‬
‫النهضوي‪ ،‬والذي رآه أعداء‬ ‫قضايا الأمة المصيرية‪،‬‬ ‫العربي الاشتراكي بعد‬
‫وأهمها القضية الفلسطينية‪،‬‬
‫الأمة مصدر خطر‪ ،‬لهذا‬ ‫التي اعتبرها قضية العرب‬ ‫مخاض عسير‪.‬‬
‫المركزية‪ ،‬وتفاعل مع كل‬ ‫لقد نشأ هذا الوليد‬
‫كان وسيبقى هدفاً لخطط‬ ‫الأحداث والتطورات التي‬ ‫وشب على آمال وتطلعات‬
‫برزت على الصعيد القومي‪،‬‬ ‫وطموحات جماهير الأمة‪،‬‬
‫ومؤامرات الأعداء لأنه‬ ‫وناضل من أجل مستقبلها‬

‫حزب الأمة العربية بامتياز‪،‬‬ ‫ومستقبل أجيالها ‪...‬‬
‫إن السابع من نيسان‬
‫ومستعد دوماً للدفاع عنها‬ ‫يعتبر محطة هامة في تاريخ‬
‫الأمة‪ ،‬تحمل معاني ودلالات‬
‫والتصدي لكل أشكال التآمر‬ ‫كبيرة‪ ،‬تعبر تعبيراً صادقاً‬
‫عن آمال وطموحات‬
‫إن البعث ومنذ ولادته كان موضثثع اسثثتهداف‬ ‫وتطلعات الجماهير العربية‬
‫من المحيط إلى الخليج‪ ،‬فقد‬
‫لأنثه حمثل رسثثثثثثثثالثة الأمثة ومشثثثثثثروعهثا القومي‬ ‫استمد حزبنا المناضل الثائر‬
‫قوته من هذه الجماهير التي‬
‫النهضثثثثوي‪ ،‬والذي رآه أعداء الأمة مصثثثدر خطر‪،‬‬

‫لهذا كان وسثثثثثثيبقى هدفاً لخطط ومؤامرات الأعداء‬

‫لأنه حزب الأمة العربية بامتياز‬

‫عليها ‪...‬‬ ‫للمشاريع‬ ‫فتصدى‬
‫لقد عبر البعث بأهدافه‬
‫وتطلعاته ونضاله ومواقفه‬ ‫والأحلاف الاستعمارية‪،‬‬
‫العروبية المشهودة عن‬
‫العروبة وعن الجماهير‬ ‫وساند الثورات التحررية‬
‫العربية المؤمنة بالقومية‬
‫العربية‪ ،‬فقد كان في طليعة‬

‫الجماهير على الساحة‬

‫العربية ‪...‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 47‬آذار ‪ 2021‬م‬

‫صموداً أسطورياً أمام أكبر‬ ‫إن أصعب المراحل‬ ‫العربية‪ ،‬فالبعث بقيادته‬
‫وأقسى هجمة وحشية‬
‫بربرية‪ ،‬وتصدى ببسالة‬ ‫التي مر بها البعث هي‬ ‫الحكيمة ومناضليه الأشاوس‬
‫وشجاعة قل نظيرها لقوى‬ ‫كان وما زال مناراً وملاذاً‬
‫الظلام والكفر والضلالة ‪...‬‬ ‫مرحلة الاحتلال والغزو‬ ‫آمناً للجماهير‪ ،‬لذا التفت‬
‫إن الشعب العراقي‬ ‫حوله واعتبرته مثالاً يقتدى‬
‫والعربي اليوم ينظر إلى‬ ‫الأمريكي ‪-‬الفارسي للعراق‪،‬‬
‫البعث ومناضليه على أنهم‬ ‫به في نضالها الوطني‬
‫سفينة النجاة‪ ،‬وهم القادرون‬ ‫فقد تعرضت قيادته‬
‫على إعادة أمجاد العراق‬ ‫القومي‪ ،‬فكان بمثابة الخيمة‬
‫والأمة‪ ،‬وسيبقون الطليعة‬ ‫ومناضليه إلى أبشع أنواع‬
‫الثورية الواعية والمضحية‬ ‫الكبيرة التي تحتوي كل أبناء‬
‫من أجل عزة ورفعة وكرامة‬ ‫القتل والتعذيب في سجون‬
‫الشعب العربي‪.‬‬
‫العراق والأمة‪.‬‬ ‫الاحتلال إضافة إلى‬ ‫فالبعث لم يكن حركة‬

‫والاقصاء‬ ‫المطاردة‬ ‫سياسية فحسب وإنما حركة‬

‫والاجتثاث الذي يعتبر من‬ ‫حضارية شاملة بعثت الحياة‬

‫أبشع الجرائم الإنسانية في‬ ‫للأمة ‪...‬‬

‫العصر الحديث‪ ،‬ومع كل‬

‫هذا فقد صمد مناضلو البعث‬

‫وقيادتهم الحكيمة الجبارة‬

‫‪19‬‬