62 العدد 62 من النشرة القومية

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪50 2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬

‫‪ 55‬ألف عضوًا في العام ‪ )7661‬إلى (‪ 011‬ألف عضوًا في‬
‫العام ‪ .)7613‬وشهدت هذه الفترة لأول مرة في تاريخ القطر‬

‫انبثاق تجربة المزارع الجماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء المشاريع الزراعية الكبرى في ‪ :‬الدجيلة‪ ،‬الحويجة‪،‬‬
‫اللطيفية‪ ،‬شهرزور‪ ،‬الوحدة ( ُخ ِّصصت للوافدين العرب‪،‬‬
‫وخاصة المصريين)‪ 74 ،‬رمضان‪ 03 ،‬تموز‪ ،‬الدلمج‪71 ،‬‬
‫تموز‪ 1 ،‬نيسان‪ ،‬ابو بشوت‪ ،‬الشحيمية‪ ،‬الخالص‪ ،‬نهر سعد‪،‬‬

‫المثنى‪ ،‬المسيب‪ ،‬وبمساحة بلغت (‪ )2251333‬دونماً‪.‬‬

‫سدة الكوفة في محافظة بابل‬ ‫وقد جسد كل ذلك الانتقال العملي لتنفيذ الخطط‬
‫والعمل على ترجمة الاهداف الى واقع ح ّي‪.‬‬
‫اما السدود التي اقيمت على نهر دجلة وروافده فشملت‪:‬‬
‫‪-‬سد حمرين ركامي ذو ل ّب طيني وقشرة‬ ‫شملت المشاريع الإروائية التي تحققت من ‪ 7661‬إلى‬
‫حصويةسعته‪ 0,5‬مليار م مكعب وارتفاعه ‪50‬م‬ ‫‪:7613‬‬
‫وطوله‪0063‬م تم انشاؤه في عام ‪7617‬في محافظة ديالى‪.‬‬
‫‪ -‬سد الموصل ركامي إملائي حجم التخزين‪ 77,77‬مليار‬ ‫‪ -‬قناة المغيشي‪/‬البصرة‪،‬‬
‫متر مكعب و ارتفاعه ‪ 770‬م وطوله ‪0433‬م وتم انشاؤه عام‬ ‫‪ -‬قناة الدواية(إسكان ‪ 1533‬عائلة)‪،‬‬
‫‪ -‬جدول الحي الجديد‪ ،‬اسكيكلك‪/‬اربيل‪ ،‬الدملج‪/‬واسط‪،‬‬
‫‪7616‬في محافظة نينوى‬
‫‪ -‬سد دهوك وهو ترابي املائي حجم التخزين ‪ 52‬مليون‬ ‫ارواء مندلي‪ 1 ،‬نيسان وسلمان باك‪،‬‬
‫م مكعب وارتفاعه ‪63‬م ويبلغ طوله ‪633‬م وتم انشاؤه عام‬ ‫‪ -‬نهر سعد‪/‬ميسان‪ ،‬ناظم صدراليوسفية‪ ،‬الصدر‬

‫‪7611‬في محافظة دهوك‬ ‫المشترك‪ /‬ديالى‪،‬‬
‫‪ -‬سد العظيم وهو ترابي إملائي حجم التخزين ‪ 7,5‬مليار‬ ‫‪ -‬مشروع ري كركوك‪،‬‬
‫م مكعب وارتفاعه ‪16.5‬م وطوله ‪0533‬م وتم انشاؤه عام‬ ‫‪ -‬مشروع مبازل ابي غريب واليوسفية‪،‬‬
‫‪ -‬مشروع مبازل الدجيلة‪،‬‬
‫‪ 2333‬في محافظة ديالى‪.‬‬ ‫‪ -‬مشروع بزل الحلة –الديوانية‪ -‬الدغار‬
‫‪ -‬سد مكحول على نهر دجلة يبلغ طوله بحدود ‪ 0.6‬كم‬ ‫‪ -‬مشروع بزل الرمادي‪،‬‬
‫وطاقته التخزينية ‪ 72‬مليون م‪( 0‬بدأ العمل فيه سنة ‪2333‬‬ ‫‪ -‬مشروع سد الموصل‪ /‬اسكي موصل‪،‬‬
‫‪ -‬مشروع قناة الثرثار‪ ،‬المصب العام‪ ،‬شط البصرة‪،‬‬
‫لكنه توقف عام ‪.)2330‬‬
‫‪ -‬سد حمرين‬
‫‪ -‬سد حديثة‪ ،‬ابو غريب الاروائي‪،‬شرق الغراف‪ ،‬الاسحاقي‬
‫الاروائي‪ .‬بما تقدر مساحتها بـ ( ‪ )1،563،333‬دونماً‪ .‬إضافة‬
‫الى بعض ما أنجز بعد المرحلة الأولى كمشروع السد‬

‫العظيم‪ ،‬والنهر الثالث‪ ،‬ومشروع ري صدام‪...‬‬

‫سد الموصل‬ ‫اما السدود التي اقيمت على نهر الفرات فتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬سد حديثة‪ :‬ونوعه إملائي ركامي وحجم التخزين ‪1,2‬‬
‫المشاريع المائية الكبرى المنجزة‪:‬‬ ‫مليار م‪ 0‬أما طوله فيبلغ ‪ 6364‬مترا وتم انشاؤه عام‬
‫‪ -‬النهر الثالث ‪:‬‬
‫‪7611‬في محافظة الأنبار‪.‬‬
‫ُبني النهر الثالث بالخرسانة المسلحة بين النهرين‪ ،‬من‬ ‫‪ -‬سد الفلوجة في عام ‪7615‬محافظة الأنبار‬
‫بغداد وحتى البصرة‪ ،‬بطول قدره سبعمائة كيلو متر‪ ،‬يعلوه‬
‫ويتخلله خمسة وثمانون جسرا‪ ،‬يصب في الخليج العربي عبر‬ ‫‪ -‬سد الكوفة في عام ‪7611‬محافظة بابل‬
‫‪ -‬سد الشامية في عام ‪7611‬محافظة الديوانية‬
‫‪ -‬سد الثرثار تبلغ طاقته ‪ 13‬مليار م‪ ³‬في عام‬

‫‪7615‬محافظة الانبار‪.‬‬

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬ ‫‪52‬‬

‫قناة ضخمة حفرت تحت نهر الفرات قرب القرنة ملتقى‬
‫النهرين·‬

‫وظيفة هذا النهر الصناعي الكبير استقبال مياه البزل‬
‫المالحة (الآتية من عملية غسل الأرض المزروعة)‪ ،‬ويوقف‬

‫عملية ارتفاع نسبة ملوحة مياه النهرين دجلة والفرات·‬
‫وبعد عقود من غسل التربة تط ّهر من الملح ولا تصبح‬

‫في حاجة للغسل·‬
‫ومعنى هذا أن العراق بإمكانه استصلاح وزراعة سبعة‬

‫ملايين هكتاربالري‪ ،‬وبذلك يستطيع بالطاقة التي يملكها‬
‫من النفط والغاز‪ ،‬والمياه التي تتدفق من َنهريه‪ ،‬تغطية‬

‫حاجة الأمة العربية كلها من الغذاء‪.‬‬

‫مضاعفة الانتاج الزراعي لتحقيق الامن الغذائي‬ ‫‪ -‬قناة الثرثار‪:‬‬
‫من إنجازات النظام الوطني الكبرى حفر قناة الثرثار‪ ،‬وهو‬
‫التوسع الكبير في استخدام المكننة الزراعية‬ ‫مشروع قام العراق بتحقيقه بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي·‬
‫وللمقارنة بين العامين (‪ )7661‬و(‪:)7613‬‬ ‫فعلى مدار ثلاثين سنة حولت مياه فيضان نهر دجلة‬
‫(وتفاديا لفيضان النهر على مدينة بغداد) الى منخفض‬
‫‪ -‬ارتفع عدد الساحبات من (‪ )550‬إلى (‪.)4646‬‬ ‫الثرثار الذي يقع تحت سطح البحر‪ ،‬فتجمعت كميات ضخمة‬
‫‪ -‬ارتفع عدد الحاصدات من (‪ )021‬إلى (‪.)2051‬‬ ‫من المياه قدرت بثمانين مليار متر مكعب‪ ،‬وهي نفس كمية‬
‫‪ -‬ارتفع عدد المضخات من (‪ )160‬إلى (‪.)4616‬‬ ‫المياه المتجمعة في بحيرة ناصر الواقعة أمام السد العالي‬
‫‪ -‬ارتفع عدد السيارات من (‪ )011‬إلى (‪.)71722‬‬ ‫في القطر المصري· وقناة الثرثار حفرت أمام بحيرة الثرثار‬
‫بطول اثنين وثلاثين كيلومترا‪ ،‬وبلغت الأتربة التي نزعت‬
‫تطوير الثروة الحيوانية‪:‬‬ ‫منها ضعف الأتربة التي نزعت من قناة السويس· ووظيفتها‬
‫عملت الجهات الزراعية الحكومية على توفير مستلزمات‬ ‫تحرير المياه المحبوسة في بحيرة الثرثار والمقدرة بثمانين‬
‫النهوض بالثروة الحيوانية عبر إنشاء عديد من المؤسسات‬ ‫مليار متر مكعب‪ ،‬لُِتغذي النهرين (دجلة والفرات) في موسم‬
‫الحكومية المتخصصة وإقامة المشاريع الاقتصادية المجدية‪،‬‬ ‫الجفاف‪ ،‬وقد استطاع العراقيون بفضل هذا المشروع حل‬
‫وتقديم الدعم المالي والفني للقطاع الخاص‪ .‬وحققت الثورة‬ ‫مشكلة شح مياه نهر الفرات الذي تتحكم فيه السدود‬
‫نجاحاً ملحوظاً‪ ،‬فازداد عدد الحيوانات المنتجة بشكل كبير‬
‫التركية·‬
‫خلال العقد الاول للثورة‪.‬‬ ‫أهمية هذين المشروعين الضخمين‪ :‬ان النهر الثالث‪،‬‬
‫وقناة الثرثار‪ ،‬سيبقيان مشروعين لصالح التنمية بالعراق‬
‫والوطن العربي كله‪ ،‬ولصالح الأمن الغذائي والمائي الذي‬

‫يعتبر مشكلة الإنسان في الألفية الثالثة·‬

‫ادخال المكننة الزراعية وخاصة للمحاصيل‬ ‫زيادة قيمة وكمية الإنتاج الزراعي‪:‬‬
‫الاستراتيجية‬ ‫ارتفعت قيمة الإنتاج من (‪ ) 233.1‬مليون دينار عام‬
‫‪ 7661‬إلى (‪ )054.6‬مليون دينار عام ‪ 7614‬والى (‪) 7213‬‬
‫مليون دينار عام ‪ .7617‬وارتفع الناتج المحلي الإجمالي‬
‫للقطاع الزراعي من(‪ )761.6‬مليون دينار عام ‪7661‬الى(‬
‫‪ )211.4‬مليون دينار عام ‪ ،7614‬والى (‪ )611‬مليون دينار‬

‫عام ‪7617‬‬

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪53 2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬

‫البحوث ذات الفائدة التطبيقية‪ .‬واهتمت السلطات الزراعية‬ ‫تطوير الثروة الحيوانية كان من اولويات التنمية الزراعية‬
‫في تطوير نوعية التربة ورفع انتاجيتها وحمايتها من الآفات‬ ‫في ظل ثورة ‪ 71‬تموز‬
‫الزراعية‪ .‬فاقدمت على توفير البذور والاسمدة الكيمياوية‬
‫وتوزيعها على الفلاحين وشجعتهم على استخدامها‪ ،‬مع‬ ‫تطوير المحاصيل الزراعية على اسس علمية ‪:‬‬
‫تم انشاء مراكز البحوث والدراسات المتخصصة في‬
‫تقديم الارشادات الخاصة باستخدامها بشكل سليم‪.‬‬ ‫تطوير المحاصيل الزراعية‪ ،‬والتي قامت بانجاز الآلاف من‬
‫توفير المواد الخام للاغراض الصناعية‪:‬‬
‫انشاء مراكز البحث والتطوير ومنها مركز اباء للبحوث‬
‫من الاهداف الاساسية لخطة التنمية القومية توفير‬ ‫الزراعية‬
‫عوامل الارتباط المباشر بين الانتاجين الزراعي والصناعيين‬
‫والعمل على خلق قطاع زراعي قادر على توفير المواد الخام‬
‫للقطاع الصناعي وخاصة في مجال محاصيل ‪ :‬قصب السكر‪،‬‬
‫زراعة البنجر‪ ،‬زراعة الكتان‪ ،‬والسمسم‪ ،‬وعباد الشمس‪،‬‬
‫والتبغ‪ ،‬والقطن‪ .‬واستصلحت مئات الآلاف من الدونمات لكل‬

‫نوع من أنواعها‪.‬‬
‫وبالإجمال فقد دخل العراق في مشروع النهوض‬
‫بتحديث الزراعة‪ ،‬حيث ارتفع الإنفاق السنوي من أجل ذلك‪،‬‬
‫فوصل إلى حدود ثلاثين بالمئة من مجمل المدخول القومي‬
‫سنوياً‪ ،‬وبالفعل ومع استقدام مليون عامل زراعي مصري‬
‫(ثلاثة ملايين مع عائلاتهم)‪ ،‬فقد انتقل العراق من ثمانية‬
‫ملايين دونم زراعية ورثها من الماضي إلى ثلاثين مليون‬

‫دونم زراعية‪ ،‬بفارق خمس سنوات (‪. )7616 - 7617‬‬
‫الخلاصة‪:‬‬

‫ان تجربة البناء الوطني وتحقيق الاستقلال السياسي‬
‫والاقتصادي التي تبنتها قيادة الحزب والثورة في القطر‬
‫العراق وابتداء من السابع عشر من تموز ‪ ،7661‬ولغاية‬
‫احتلال العراق تبقى تجربة رائدة وفريدة وفقا لكل‬
‫المعاييرالتاريخية والموضوعية‪ ،‬وهي تجربة تستحق التأمل‬
‫والدراسة‪ ,‬وتستحق الاعجاب والثناء‪ ,‬وقطعا تستحق ان يفتخر‬
‫بها البعثيين والعراقيين المخلصين لتربتهم وانتمائهم‬

‫الوطني والقومي ‪.‬‬

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬ ‫‪54‬‬

‫ادارة الدولة وترشيق العمل الاداري‬
‫واليضاء على الرتابة والروتين‬
‫للكاتب ليث الياسين ‪.‬‬

‫والإدارية التي لا تتلاءم مع متطلبات بناء المجتمع الجديد‬ ‫من بين ما تضمنته انجازات ثورة ‪ 71‬تموز المجيدة على‬
‫باخرى اكثر كفاءة ومواكبة لتطورات العصر‪.‬‬ ‫الصعيد الإداري هي إدارة الدولة والاستراتيجية المعتمدة في‬
‫المرحلة الأولى‪ :‬إصلاح النظام القانوني‬ ‫عناصرها الإبداعية في ترشيق العمل الإداري والقضاء على‬

‫لقد اصطدمت قيادة الحزب والثورة منذ تسلمها مقاليد‬ ‫الرتابة والروتين ‪.‬‬
‫الدولة بمعضلة القوانين والتشريعات السائدة‪ ،‬وتطلب ذلك‬ ‫حيث تأتي إدارة الموارد البشرية والاهتمام بالقوى‬
‫من القيادة إيجاد حل لتلك المعضلة‪ ،‬لذلك اتخذ مجلس‬ ‫العاملة في مقدمة المهام المتمثلة بإعطاء الوزارات والدوائر‬
‫قيادة الثورة الصفة التشريعية العليا واعتبرت قراراته بقوة‬ ‫غير المرتبطة بوزارة الصلاحيات الكاملة في إدارة شؤونها‬
‫القانون وفاعليته‪ .‬وبهذا الإجراء استطاعت أن تحل جانباً‬ ‫وتدعيماً لمبدأ اللامركزية والاستقلالية الإدارية لتلك الدوائر‪،‬‬
‫مهماً من هذه المعضلة وأن تسير في عملية التغيير‬ ‫وكذلك وضع الضوابط والأسس التي تنظم كيفية مباشرة‬
‫الاجتماعي والاقتصادي بسرعة وكفاءة اعلى‪ .‬لذلك فقد شكل‬ ‫السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لوظائفهم المقررة‬
‫مجلس قيادة الثورة العديد من المكاتب واللجان التي أخذت‬
‫على عاتقها دراسة القوانين السائدة آنذاك تحت رعاية‬ ‫وبدون التداخل في العمل‪.‬‬
‫مباشرة من مكتب الشؤون القانونية في مجلس قيادة‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫الثورة والمستشار القانوني لمجلس قيادة الثورة‪ ،‬وبإشراف‬
‫مباشر من قبل وزير العدل آنذاك‪ ،‬وبمساهمة العديد من‬ ‫إن عملية تغيير أو تبديل أي نظام سياسي لا بد أن‬
‫المواطنين المختصين في الشؤون القانونية من العاملين‬ ‫يرافقها خلق قيم ومفاهيم جديدة باتجاه التطور الحضاري‬
‫في أجهزة الدولة والمنظمات المهنية ذات العلاقة مستندين‬ ‫والإنساني‪ .‬لذلك فقد أرست ثورة ‪ 71‬تموز المجيدة إطار‬
‫في الأساس في عملية التغيير على ايديولوجية حزب البعث‬ ‫تنظيمي للمجتمع في الحاضر والمستقبل‪ ،‬وقد أكدت القيادة‬
‫العربي الاشتراكي‪ .‬فكانت حملة وطنية واسعة تهدف إلى‬ ‫السياسية منذ بدء تسلمها لمقاليد الحكم آنذاك جملة‬
‫إصلاح النظام القانوني وإعادة النظر بشكل متناسق في‬ ‫مفاهيم وقواعد للقضاء على معوقات مسيرة الدولة نحو بناء‬
‫القوانين والتشريعات السائدة آنذاك لتشريع قوانين جديدة‬ ‫المجتمع الاشتراكي‪ ،‬ولكن وفق خطط مدروسة تتم من‬
‫تتلاءم وروح العصر والأفكار التي نادى بها الحزب لتحقيق‬ ‫خلالها عملية الاحلال التدريجي وتدريب الكوادر الوظيفية‬
‫النهضة الوطنية الشاملة للعراق‪ ،‬وكذلك تغيير ما يتطلب‬ ‫الوطنية النزيهة من ابناء العراق حتى تتسلم الكفوءة‬
‫التغيير وإصلاح ما يتطلب الإصلاح وإلغاء ما يستوجب الإلغاء‬ ‫والمؤهلة منها مقاليد إدارة أجهزة الدولة بشكل تتابعي‬
‫من القوانين النافذة آنذاك‪ .‬فكانت بحق وحقيقة ثورة في‬ ‫ومنهجي مدروس بعيدًا عن التمييز العرقي او الطائفي‬
‫عملية إصلاح النظام القانوني‪ ،‬وشملت تلك القوانين‬ ‫وبعيدًا عن إجراء التغييرات الفورية وواسعة النطاق لأن ذلك‬

‫والتشريعات الجوانب التالية‪:‬‬ ‫سيقود إلى الفوضى الشاملة والأضرار الجسيمة ‪.‬‬
‫التشريعات الاقتصادية والتجارية‪.‬‬ ‫وقد أشار الى ذلك التقرير السياسي للمؤتمر القطري‬
‫الثامن لحزب البعث العربي الاشتراكي في الفصل الخاص‬
‫التشريعات المدنية‪.‬‬ ‫بطبيعة وأهداف ثورة ‪ 71‬تموز‪ 7661/‬المجيدة خلال‬
‫التشريعات الإدارية والسياسية‪.‬‬ ‫مواجهتها لمشكلة الدولة والقانون‪ ،‬لأن الثورة ورثت عند‬
‫قيامها جهازًا للدولة مترهلاً ومرتشياً وفاسداَ تشكل في ظل‬
‫التشريعات الجزائية‪.‬‬
‫ومن بين ابرز القوانين والتشريعات الصادرة في ظل‬ ‫العهود والأنظمة الرجعية التي سبقت الثورة‪.‬‬
‫وكان من بين تلك الأهداف التي كانت تسعى إليها‬
‫اصلاح النظام القانوني هي‪:‬‬ ‫الثورة إصدار تشريعات تنسجم مع فلسفة الحزب ومتطلبات‬
‫قانون العمل والضمان الاجتماعي للعمال‪.‬‬ ‫عملية التنمية القومية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية‪،‬‬
‫وهذا يستلزم استبدال الكيانات الاقتصادية والاجتماعية‬
‫قانون التقاعد والخدمة المدنية‪.‬‬

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪55 2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬

‫يعرف بالدوران الوظيفي )‪ ) Job Rotation‬وفق ما يلي ‪:‬‬ ‫قانون الإصلاح الزراعي‪.‬‬
‫‪-‬تصريف واعادة توزيع الفائضين الموجودين في أجهزة‬ ‫قانون الخدمة والتقاعد العسكري‪.‬‬

‫الدولة ومؤسساتها فيما بين تلك الجهات‬ ‫قانون العقوبات العراقي‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تأهيلهم بدورات مهنية مركزية محددة المدة‪.‬‬ ‫قانون تنظيم التجارة‪.‬‬
‫وكانت هذه اللجان بإشراف رئاسة ديوان الرئاسة حيث‬
‫تم تكليف السيد وكيل رئيس ديوان الرئاسة بالإشراف على‬ ‫قانون الشركات التجارية‪.‬‬
‫عمل تلك اللجنتين يساعده رئيس دائرة شؤون الوظيفة‬ ‫قانون الإثبات‪.‬‬
‫العامة وعدد من وكلاء الوزارات المشمولة بالترشيق واعادة‬
‫توزيع الفائضين‪ ،‬وتسخير كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬البناء الإداري وترشيق العمل والقضاء‬
‫على الرتابة والروتين‬
‫لتسهيل عمل تلك اللجان‪.‬‬
‫وكان لنا شرف ترؤس أحدى اللجان المشرفة على اعادة‬ ‫أولت قيادة الحزب والثورة اهتمامها التالي لإصلاح‬
‫توزيع الفائضين في أجهزة الدولة ومؤسسات القطاع العام‬ ‫النظام القانوني‪ ،‬بإدارة الموارد البشرية والاهتمام بالقوى‬
‫في محافظات المنطقة الجنوبية ومحافظات المنطقة‬ ‫العاملة وترشيق أجهزة ومؤسسات الدولة والقطاع العام‪،‬‬
‫الشمالية وبمعاونة عدد من المختصين في المركز القومي‬ ‫لكن الظروف التي تلت الاهتمام الأول بالإصلاح القانوني هو‬
‫للاستشارات والتطوير الإداري وفق الأسس والضوابط التي‬ ‫تطهير البلاد من العناصر الغير كفوءة وتنقية الاجهزة‬
‫تم إقرارها من قبل ديوان الرئاسة لضمان التوزيع العادل‬ ‫الادارية من بعض المغرضين الذين كانوا يتحينون الفرص‬
‫للفائضين بما يحقق مصلحة كل الوزارات والدوائر غير‬ ‫للإضرار بأمن البلد وبمعاونة من جارة الشر إيران اللعينة‬
‫التي ما أن تفجرت ثورة ‪ 71‬تموز المجيدة حتى باشرت‬
‫المرتبطة بوزارة‪.‬‬ ‫بإحداث الفتن والدسائس لزعزعة الدولة بهدف اضعاف‬
‫‪-‬حيث قامت اللجنة الأولى المتعلقة بترشيق أجهزة‬ ‫العراق‪ ..‬وتمكنت الدولة من القضاء على هذه البؤر التي‬
‫ومؤسسات الدولة بدراسة حال تلك الجهات ومحاولة دمج‬ ‫كانت منتشرة في العديد من الدوائر والاجهزة في مركز‬
‫العاصمة بغداد وبعض المحافظات الأخرى‪ .‬وبعد مباشرة‬
‫عدد من الوزارات وكما يلي‪:‬‬ ‫ايران بالاعتداء على الاراضي العراقية وشن حربها العدوانية‬
‫‪-‬دمج وزارة الزراعة ووزارة الري فأصبحت وزارة واحدة‬ ‫التي استمرت ثماني سنوات ضد العراق‪ ،‬تمكنت قيادة الحزب‬
‫والثورة من صدها وخرج العراق منتصرا على ايران‪ .‬ورغم ان‬
‫تدعى وزارة الزراعة والري‬ ‫هذه الحرب المدمرة قد فرضت تقديم أولوية الأمن الوطني‬
‫‪-‬دمج وزارة الإعلام ووزارة الثقافة بتشكيل واحد سمى‬ ‫والقومي على إدارة الموارد البشرية‪ ،‬إلا أن الاهتمام بالقوى‬
‫العاملة وأجهزة الدولة كانت في مقدمة الأولويات لتنفيذها‬
‫وزارة الثقافة والإعلام‬ ‫فور انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في ‪ .1/1/7611‬حيث‬
‫‪-‬إلغاء وزارة الشباب وتحويل اختصاصاتها إلى اللجنة‬ ‫بدأت ومنذ بدء العام ‪ 7616‬قيادة الدولة مستنيرة‬
‫بالتوجيهات الصادرة عن الرئيس القائد صدام حسين‬
‫الأولمبية الوطنية العراقية‬
‫‪-‬الغاء وزارة الحكم المحلي وتوزيع اختصاصاتها على‬ ‫بتشكيل لجنتين هما‪:‬‬
‫الأولى ‪ :‬تتولى تحقيق اعادة الهيكلة وفق الاهداف‬
‫وزارة الداخلية والمحافظات‬
‫‪-‬إلغاء وزارة التخطيط وإناطة أعمالها بمجلس يرتبط‬ ‫التالية ‪:‬‬
‫ترشيق أجهزة الدولة والقطاع العام من خلال دراسة‬
‫بمجلس الوزراء سمى مجلس التخطيط‬ ‫عمل الوزارات المتماثلة في العمل والقريبة فيما بينها في‬
‫اعادة التأهيل او الدوران الوظيفي ( ‪: )Job Rotation‬‬
‫ُتعد عملية اعادة التوزيع والتاهيل الوظيفي لأجهزة‬ ‫الاختصاصات ومحاولة دمج تلك الوزارات‬
‫الدولة أحد الأساليب الإدارية الحديثة التي تمارس لإتاحة‬ ‫دراسة الجدوى الاقتصادية من بعض الوزارات‬
‫الفرصة لأكبر عدد من العاملين في ممارسة أكثر من عمل‬
‫منظم‪ ،‬سواء في الأعمال الفنية أو الإدارية أو في مجال‬ ‫والمجالس والمراكز البحثية ومحاولة ترشيقها‬
‫إلغاء الوزارات والمجالس التي لا جدوى من الاستفادة‬
‫الإشراف أو الإدارة‪.‬‬ ‫منها في تلك الظروف التي يمر بها العراق في ظل ظروف ما‬
‫والمصطلح يعني أن يعد الموظف أو العامل أو المدير‬
‫لممارسة أعمال أخرى بشكل منظم ومجدول وفق خطة‬ ‫بعد الحرب ‪..‬‬
‫إدارية مدروسة وتحديد مدة زمنية معينة لممارسة العمل‬ ‫اللجنة الثانية‪:‬‬
‫الجديد‪ ،‬سواء للوظيفة الإشرافية أو الإدارية أو الوظائف‬ ‫تتولى تحقيق اعادة التأهيل وتوزيع الكوادر وهو ما‬

‫الفنية والإدارية الأخرى‪ .‬أي إعطاء الفرصة للموظفين‬

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬ ‫‪56‬‬

‫المجالات ‪.‬‬ ‫العاملين لممارسة نشاطات أخرى بشكل منظم خـلال فـتـرة‬
‫كما أن الدوران الوظيفي تمارسه بعض الشركات التي لا‬ ‫زمنية محددة ومن ثم تحويلهم إلى وظائف أخرى‪.‬‬
‫ترغب في توظيف موظفين جدد أو إضافة موظفين من‬
‫وتتميز هذه الاستراتيجية الادارية المتطورة بما يلي‪:‬‬
‫شركات أخرى‪ ،‬فتستفيد من موظفيها الحاليين ‪.‬‬ ‫هي أسلوب ذكي للاستثمار والاستفادة من الموارد‬
‫إن الدوران الوظيفي استراتيجية إدارية حديثة من‬
‫خلالها يمكن منح الفرص المتساوية للموظفين‪ ،‬وكذلك‬ ‫البشرية في مستوياتها كافة‪.‬‬
‫القضاء على البيروقراطية ورتابة الأعمال التي تولدها‬ ‫وغالباً ما يستخدم هذا الأسلوب في الوزارات والدوائر غير‬
‫الوظائف التي يمكث فيها أصحابها فترة طويلة مثل‬ ‫المرتبطة بوزارة التي تسعى إلى استثمار الخبرات والإبداع‬
‫الوظائف الإشرافية والإدارية الأخرى لأنه كلما طالت فترة‬
‫المدير أو المشرف في وظيفته تولدت البيروقراطية والروتين‬ ‫والابتكار في أعمالها‬
‫والتكرار والملل وانعكس ذلك على عمل الموظفين أو‬ ‫يطبق لدى الجهات التي تضم مجموعة متشابهة في‬
‫العاملين‪ ،‬لأن المدير أو المشرف عندما يطول به المقام في‬ ‫الوظائف والمؤهلات العلمية للموارد البشرية وذلك للقضاء‬
‫الوظيفة يركن إلى الوسائل العادية والرتابة وعدم التجديد‬ ‫على البيروقراطية والروتين والرتابة في الأعمال الفنية‬
‫والتطوير‪ .‬ويظهر ذلك جلياً لدى الجهات التي تعنى بخدمات‬
‫العملاء أو المستفيدين لأنها في أمس الحاجة إلى التجديد‬ ‫والإدارية‬
‫والإبداع والتطوير في عملياتها وإجراءاتها وتطوير خدماتها‬ ‫يكشف عن مزايا وقدرات وإبداعات الموظفين ويتيح‬
‫للمستفيدين وبشكل مستمر‪ ،‬وهي في حاجة ماسة دائماً‬ ‫فرصة لهم للتعبير عن قدراتهم ومواهبهم في وظائف‬
‫إلى تطوير وتغيير مهارات وكفاءات القيادات الإدارية‬
‫وبشكل مستمر لتضمن أفكارًا ورؤى وتقنيات جديدة‪ .‬وقد‬ ‫ونشاطات أخرى‬
‫تبنت الدولة تجارب عربية وعالمية ناجحة في اليابان وألمانيا‬ ‫كما يكشف للإدارة والقيادة في الوزارات والمؤسسات‬
‫والهند في مجال تدوير العمل وكّيفتها بما يتناسب مع‬ ‫والشركات عن الفروق الفردية لموظفيها ومواردها البشرية ‪.‬‬
‫يعد محفزًا قوياً للكفاءات الشابة لممارسة أعمال الإشراف‬
‫ظروف العراق‪.‬‬ ‫والإدارة وإبراز قدراتهم وإبداعاتهم في أعمال وإدارات‬
‫وباعتماد هذه الاستراتيجية الادارية نجحت الدولة في‬
‫ظل قيادة ثورة ‪ 71‬تموز المجيدة من تحقيق اعلى درجات‬ ‫وممارسات ومواقف مختلفة‬
‫الكفاءة الادارية لمؤسساتها واجهزتها في كافة الوزارات‪،‬‬ ‫يساعد متخذي القرار في الوزارات والدوائر غير المرتبطة‬
‫وتطوير الموظفين ورفع درجة كفاءتهم باستمرار‪ ،‬مما ادى‬ ‫بوزارة والشركات الأخرى على التعرف على قدرات ومواهب‬
‫الى تقديم افضل الخدمات واسرعها للمواطن وباعلى‬ ‫الموظفين والتعرف على جوانب قوتهم وضعفهم من خلال‬

‫درجات الكفاءة والنزاهة‪.‬‬ ‫الأعمال الإشرافية والإدارية التي يكلفون بها ويمارسونها‬
‫ومنحهم فرصاً للنمو والتطور والترقي إلى وظائف عليا‬
‫لدى تلك الجهات‪ ،‬بحيث يستفاد من الموارد البشرية‬
‫المتوافرة في التدريب على مهارات جديدة لإنجاز الأعمال‬
‫الأخرى عن طريق التدريب والتهيئة لسد النقص في بعض‬

‫الر ارة الاياوماياة ا عا ماياة ‪57 2 8 2 2 / 8 0 / 7 5‬‬

‫الإصدارات الإعلامية في الأقطار العربية‬

‫مجلة صدى نبض العروبة‬ ‫جريدة الثورة‬

‫مجلة الق البعث ‪:‬‬

‫أصدرت نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام العدد ‪ 60‬من مجلة ألق البعث – عدد‬
‫خاص‪ -‬بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لثورة ‪ 03-71‬من تموز المجيدة‪.‬‬
‫للاطلاع وتحميل العدد‪:‬‬
‫‪http://online.anyflip.com/uajdr/bzjj/‬‬
‫‪https://anyflip.com/uajdr/bzjj/‬‬