ايادات ااا ها ها ل اااو اياتاا ايا ا ملاااو لا ازل أمااظر ة الااو ايدتاا لاا اا
الإةسااااااظةلو في لب متظا ،فظيه لو الإةسااااااظةلو اساااااظي اييظي ن ملللب مب ايتا ي ااااال
ايتادلاو لا ح إلا د ح ل ايه لاو اي ملاو، إيلهر ،اا ر ةكساااااااهااظ ةهااظ اا ا ا مااو
ح ل اي ات لسااااااد الاة مظج الاة اااااهظا ضا اهظ ايح ملو يليا ج مب محةهظ اي لمو
دظيم ضااااا ايتظر ،ه ه ح ل و م ل و أ ا هظ ايمس ج ن ،ثمو أسدظ ثلان ا لت ل
ايدش االو مب اس اظيو الإس الر اي ي ي ات دهظ اي ا ايجملل هل في م م هظ شااااااا ااساااااااو
ايسااامظء ايتا لا دظ هظ ةشااااهظ ،فظلإسااالر
ايحةلف داهب لى أب الإلمظب ه ايمساااااااظا ايت اء يلدت ،ايت اء يلدت لا لز ج ايدت
اي جظءت د اسااظلات ايساامظء ،لل ف ب لا ايدتثللب ة ح االل حظ اال ي ل أة ا
الإلمظب لسااد الاة مظء يل لب ،د ب الإلمظب ايتاا اء يلتا دااو اي ي اااااااةت هااظ اا لهااظ
ل ب الاة ماظء يلا لب أج ف لا جا ة فتللاو ايمظس اا ةلو اي ااهل ةلو الامدالظيلو اي ظ كلو
ايكظاسلو اياجتلو ايتادلو ،ل ه ه ا ااف
مة . ل ي لى ايتاا اء يلدتاا يلب ةاا حز
ايدت ه ايحز اي ضتي اي حل اي
أ ج مثظدظت ا اي الو دلب اساظي دلب سااااالظساااااي دل ة إ اا ن ا مو ايتادلو
اساااظ ل ايسااامظء ،لهظ اساااظ ل لف ايتا أجلظيهظ مسااااظا حال هظ حااهظ ايساااالظسااااي
دحملهظ اااااظات جزاء مب لة ة هر جزء لا الا اااااااظ ظا ةجظ هظ اي د ة لا
ل ج أز مب اياا ا اياا لسااااااات ب ياا ا لااظا ل اااااال ايتا إيى شاااااا ا ا مب اي مي
م ض لاظ. ايسلر اي ا اي ر ايمةش اي سح
د ا مو ايكج ن دلةهظ دلب م ةظت ايةهضااااو
ايتلملو اي ةلو اي ةظ لو في ايتظير.
1
1
مب لت اا ب لى افااظ ايدتاا امزه ايدتا جا يلد ى ،لا هزه الاظ ز
اي مي مظ هر إلا اااااااةظ لا اي ز الاح لل ظ ااكو لا ممظاسااظت اح لل ظشاامو ،ه
اي ااظ كلااو اياجتلااو ،مب ااظةاات لا ازياات ل ح ة ايت ا دشااجظ و أ ضااظ االدو
حا هر مةظفلا شااي االو هر ظ ن جدةظء دل لةاا اي مي داا ا ااظب الإلمااظب ايا حلااو
ايمظ لو اي ي لا ز للهظ ،يب لضااا ايدت
لر لا ث ادت لا أيل . سااتي مب يل فل م حزدظا يل اال إيى يح و
ايا ن الاةش ظ حت ألو التو ظةت.
2
2
3
3
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
ف ةةظ ةتاف م اااالا ايتملء مب ح ملااو الا ااظل دلةهر ،يلب ايم ااا هةظ دظي لم اا لو
ايي ةااو ايمجاملب جاا لا ةتاف يشيء دل دسد ة ظ ج الاة يظدظت ه اي ظ كلو ايمحظ ااا اااو اي ي
لة هر ايةجساااااااو ايكظسااااااا ن ز
ايمتافو ،دل ةةظ ةتاف ألضظا أب اي ي مةلت فلهظ ف اااااظ ل أح از مثلاااات اي جاااا ايماااا ةي اي دل
ي اظء ايداظ ال مثال ايزدا مثال لاح لل ايت اا ،أال يلة يظدظت
إل ااب ايمكضااا حو يساااظان ظاثلو، أمال لظا أب ب اي ظء يلح لل
اي ك ايجل لا للد أب ل ه يتل مب اي لم اا لو مظ ل. الاسااااا ل ظةي الإل ااةي يلت اا مة
جكاااظ اء ،ةةاااظ ةتاف أب ج ها
شاااااااتدةظ د ل لك ايم ة لةلظا لةاظ م اا اا اا اا إب ه لاء .٢٠٠٣
م هدلظا الاظ لا ل دل دسااااااال و لا لتاف ب متةى اي لم اا لو ،اب فظلاة يظدظت في ةساااااااي هظ
ايتظا لا دح ر ايي ةو ايتملء. اماااال فا هر أ ثا أ ة مب اييظمساااااو دت يمساااااو ألظر مب
ي أسا هر شاتدةظ دشاا ا إج اا هظ د ةهظ دا لد للا مب
أ مااظيهر دم ااظ ت اا يلة يااظدااظت امل ح هر ي ظ هر ،ايسااااد ظم ا دحكاه ،أ ظ ب لهلك مب
ح ى يللا ةهر ل أ اا اي ت، ايالب ي ةظ ظ ةظ دم ااااالاهر يلب اااظم ا دةشااااااااه ،دااا امااال
داظةاات اا هر هر لافضااااااا ب اي اا لى مسك امل ايكسظ
ة ااااظ ج الاة يااااظدااااظت ل هل ب في ايت اا لى أةهظ أ اااالت
يل ااااظل لى د ادااااظت يلف ايكظسااا لب دظي ات مب دل إل ااب
ج ااب ظ لب الا اا ايدظ ساااااااو اافتااظت مشاااااااا لالااو ايك لاا
اي ي دا هاااظ ااااااااف ا للهاااظ اي هة ي ايمجار إيى حااااظفااااظت
مللااظ اات مب أم ال ايت اا ي ب اي ااااظ ر الا ظل ،حل م ة
اي شاااااااااظ ن لى ل ب اياا اياال لظاه مب جهو افظ في ايتمظمو
اييظاج لى ح سااااا اء ،أمظ هر الاا از ايكظاسي ل مب ايمظي ي
فللب أماااظمهر يلد اااظء في ماااو
ايسااااااال او ايياظ ةاو يماظ د ى مب اياتااااظماا اياحا الار اياكالااااظ
ماهظ الاف ااضاااااي لا الا ظل ايتداااظ اييز لي مب يلكهر
دت أب لهر سااااامهر يظةت دهر ل ملللشااااااالظت إل ااب في ايجهو
ايم ااظدلااو ل اااااااتاا ب ايي ااظ
يل ااااااال ا إيى مظ ت ايت اا ل ب
4
4
ايت اا للب اياااا لب اااا م ا ةاا لتاف متةى شاااااااتااظاه )مااظ ااالاا اا ااهاار ياااا ياا ااهاار
أيف شهل يلح ل ا لى ةة لهظ لا حمل اي لم اا لو دل ي لت هر اي ي أسااااااام هظ
٩م ظ ف مه ن الآب ز اا ده ظةظا "الاة يظدظت"
داظي تب ا اظ ن ايكاز أ اا ن اياا اا ااي ا مااالاا ااي اجاا اار شااااااااااا اااا ا داااا ةااااهااااظ
داااظي ااال دسااااااال )ماااظ اياماحا اااال الإلا ااةاي ايساااااااال
ةة لهظ ر يل اشااا يهظ ايمةكلت. اي لم اا لو.
دت مب ل ة ب اهملب ير لتاف ايتااااظير
ممب داز ا في ث ان شاااااااالب أب اة هت الاة يظدظت اييظمسو لااماا اا اا االااااو ااااظ االااااو
اي ي ا ص لى ج اا ايت اا ملللشااااالظ لو اح ليلو لم اا لو
الاة يظدظت سللو لإةهظء ايكسظ . أملا ااااظ في ايت اا ،اي ي
اة يظدظت ٢٠٢١ر داهةت ايةااااظزف لى د ب شااااااا ااااظء مم هظ يحمظلو الاس ل ظب
أب اة يظدظت الاح لل إب هي إلا الإلاااا ااةااااي فااااي ايااااتاااا اا
ي لتو ،شاتدةظ داهب أب ايي لتو ايم مظهي ملا الاسااااااا ل ظب
لا ة لي للاااا ح ى ي مات اي اااااهل ةي في فلسااااا لب
ايم ااااااادااااو ،ير لتاف
يدت اي ت. ايتااااظير اة يااااظدااااظت اا
يمب م اات اا ه ا إيى
ايحضل ممظاسو ة ظ ج
مان دت ا ياة ،ير لتاف
ايتظير لم اا لو دظة يظدظت
لز ا فسااظ هظ اي ز لا فلهظ
ا ا هااااظ ايل د ب فلهااااظ
شاااااااتظاهر )دت مظ ةة لهظ اي
افت ة ا ايتجمي ،هظ ه الآب
لاا ااهااااظ ااةاااا ة) االاالاا ال ،فاالااماالاار
ملللشااااااالااااظ هر ايمجامااااو ،يملر
سااااااالحهااظ ي ي اا ياا م ااظ اا
اااااظحدهر م ة د ن ايسااااال ،
5
5
6
6
لج ةكساااااا دشاااااا ل م اا، ناصر الحريري ير ل ب ل لا أشاااااااااا
لتل الاةدتظ مب ل ايامظ . ايم كاظ للب في ايت اا ايمة او
اي لر ااف ا ةف د لا أةا دتا سااااااال ان ل ل إل ااب
ه ا ظب حظل ايشااااات مداا مظاسا ملللشالظت ادلا
ايت اا ي ،اياااا لمب دح ملااااو إل ااب اي ي ةكا لةلاو أجةا ن ملللشااااااالااااظ هااااظ لى ايت اا
الاةدتاظ ،ةا ا ا ا ماو أب اسااااااا يا ار اي ن ايمكا او في
ةدتااا مب جااا لااا ،دا ر مااظ اي يي ايك ل . ملر ا ف اه مب جهو ،شاااا ااء
تا ي مب اب ح اظا ل ه ا جتل مب ايت اا ايضاااااامظ ا مب جهو أياة ،ير
م ااااظةاااااظ م ك اا ،إلا مب ةك ب ل ب أح ل اااا ا أب لساااا تل
ضاااا ظت لا لم ب يشاااات مح مااو ،أجساااااااااظ مةه ااو، ايشاااات ايت اا ي ،ا ر م ساااال
مب شت ا ا أب ل حملهظ.
ي أ ظ ايت اا ل ب اساار مظا لة شااا لى م أاة ايتلب للاما ،زماظر ايمداظ ان لة ك
يظا و ال هر اي ي مثل في في ل م ساااساااظت اي يو اي ي فاي جاااا الاحا الل الإلا ااةاي
زدااااظةل اااا اياااا لب لسااااااات ب
اساااااااا اتااااظ ن ايا اب ،اياتا اا سل ات للهظ ل ل إل ااب. لايا ا ااااظف اياتا اا إياى الاا
ايتا دي ،ايسال ايحا ايمسا ل، فاماةاهاجالااااو ايا ااااظالا لا جه اا ايتادلااو ،لياج اافتاااظ
لح ماا ايشاااااااافااظء اي ةل ب، سام يدح ا أب تل ةكساهظ أاسااا م سااالحاظ د لمظة دظً أ لا
لاف ايكساظ اي لر ،اي دتلو ثر د ان ايشت لى اي للا.
مان أياة ،ي ب مظ ح ف
اي يظ ل ايتمظيو. أا ايااتاا اا يااااظيااف هاااا ه مااااظ حاااا في ايت اا
ي جتلت اي ة ايحظ مو ايمةهجلااو ،أ ااظ اااااااةااظ ااو يلل أ ثا مب ثمظةلو شاااااااا
ايت اا َ اهلةاو ايكسااااااااظ اي لر، سااةو ير ل ب ح أب ل اا ،
إضاااااااظفو إيى ضااااااات حت ا ح ا د ات ايهل و ،فظي ظال فاااظي ر ايمكا مب اي ااال مب
ل ل إب اااظ ا ايكلةل ايااا ايكساااظ الإفساااظ ايم ظير اي ي
7 ظب لتل لى ساا احل ايشااظر تااات اااظي ااااااااااظ اااو لى
ايت اا للب ايااا لب اااظي هر ح ى
7 في ي ماااو لشاااااااهر حلاااظ هر
ايل ملو ،ه ا الإج اار ايكساااااااظ
لا مثل شل اظ أمظر اامو سلظ ن ح ر ايت اا فجتل ا دلا ا مح لا اي ااظلو ايكظاساالو ااظدظ هظ
اس لل ة اي لستى أب ل ح ر داا اي ادااظء ل سااااااالاا ه اي ي اااظثااات في ايدل ةهداااظا
ل ااه زل از سااال ا لا ل ب ااد فسظ ا اف ظ اا لا لم ب حمل .
اي ادظء ،فظاكلا اااااا ت ايث اا ا ة ال. في اة ث ان شاااااااالب
لاسااااااا تاااظ ن اي ب اي ااماااو إب اساااااا م ااا ايشاااااات تل ايث ان في ايت اا ساااااالَاهظ
ايحالو محظ مو ساااالاا ايمظل ايت اا ي ،في م ااااظه اا اااا يل ال ا ياى ،اياثا ان اياةا الااااو ايا اي
ايتظر ،ا إل ااب ل يهظ مب ةهظ اا لتدا فلهظ ب افضااااااا اظيا داظيحالاو ،داظسااااااا تاظ ن
دتهماظ ،ها ا لتةي أب اييا ج سااي مب ايتمللو ايساالظساالو اي ب ايااا ي كااا ايتملء،
يه لاء ل دظيضااااااا ان ب ملللشاالظ هظ اي ي مات ايدل ، د ةهظء ايتمللو ايسااااااالظسااااااالو
ااا يلا إيى سااااااا اة هاااظء لت الآلاف أفساا ت أف ات الاح ليلاااو ماااظ أفازااا دتااا
ااا سال ان ملللشالظت إل ااب هاجاات اياماللالاب جاتالاااات ،2003دمحظسااادو ل اي د و
اي ضاالا ايمتلشااي يلم ا ب في ايسااااالظسااااالو اي ي تظ دت لى
اح ليهظ مب سظة همظ. اي اك ا سكل ،ف دحت حلظ
8
8
9
9
يلمشاااظ ل اي ي ل ااا ة يهظ ،دمظ زه ارء الموسوي ي ا اظ اةاظ ايتزلز اي اظيي
لاضي اً أ لا ،ثر لي ر م لحو ايافل زن إد ااهلر مةاااظضااااااالا
ايحز ا مو ايتادلو لاضاااااااي ايم ن اي للو مب ايةضااظل ل افلا ظاليلاظ الدظا ةظضال ال ثمظةلو
اب دالاااا ه اياتا اا اب ا مااااو شااااا سااااةو دت اح لل ايت اا ،
ا ااف ايمتةلو. ايتادلاو ،اة لات ا حا اي اظهان
سم اي ضحلو دظيةكب مب إيى حلااا مث اهاااظ ا دااا ملا اااظب لمااااظ مب أ لر ايحز
أجل ا لء لمو ايح مب أجل اج ال مب يلان اجااااظل ايت اا
ضاالا االو ا مو لر ايت اا في ايشه اء اي ل لب. ايشااااافظء ،ظب مةظضاااا ال جساااا اا
احل جساااا ا ف ة ل ل
م تهماظ ايا أمالاةاااااظ الاى
لس ح ظة . في ل ل ايشاااافظء في ايت اا حزدا مداظ ا
ي اا ف ا اااااااظ ظا في
ايااحااز اماا از ا ماو ايتادلاو في جا اةهر ،ي ا اااال ما ا اكاااا
ماااااب امااااا زه اك ايم ك ا يا إاثاظا ةلااظ حاظف ال اياااا ااااةاااالااااو
يساااا داحلل داااظلإةجاااظ ازت ايك الاااو ايث اااظفلاااو ايااا ااا مااالااااو،
احااااا ا ماااااب ظب شي لو
أ اال ايافظ الإةسااااااظةلو اي ي تدا ب م اسااااااا اا لجلاااو
اياااا ااااداا فهم ساااااااتو إ اا ي ا لا ا مو ةل ا شاااظمياظ
ةضااظي لى اي ار د ضااظلظ ة ايتاظير ،ماظ اك م ا ف اج يلاو فاي ما ا اكاااا ماب أجاااال اياتا اا
أم ا ،مثال إلماظةا دهماظ لا ن ا ماو ،لحمال في جا اةا هم ر
ااسايو سال اظ لازم في مسالا شه ي ايت دل اي ل . ةاا ايمح اال مب يلل م ا كاا
ايةضااااااااظيلااو ،ااظب لى اياا ار اااظب محااال ث اااو ااا لا اظب لتاو شااااااااظمياو مب ل
مةحظ از ي ضااااظلظ اي ب ايشاااات ايجمللا اظب لى ايا ار ا ا ا ايةضاااااااااظل في لااظ ن ايم ااظ مااو
ايحز ،ظب اجلا جس اا ل اا لى اييا ج دااااظيحل ل ا ةجلا اي ةلاو اي ملاو الإسااااااالملاو،
شااجظ ظا م ظ لا االداظ في جمللا ظ مةظضالا مظ لاةت ي زلمو
متااظاك ايت اا اياا فااظ ب ث ان لا ساااااااظ ر لى مدظ لا ةظزل
١٧م ز اييااظياا ن ،ااظب م كااظب ب ث اداات ةل اا ،اال للااو
1
10
في حلظ مل ايمساااااا ضااااااتكلب افل ةضاااظل ،امز فظء ظء ميل ظا في ل مظ أسة إيل مب
ايم ل ملب ،ة اال اا يلح ايت ل ادظء ،فساجل يةكسا شاتد أم ايمهاظر ا ماظل اي لاظ لاو ايما ةلاو
ايساالظساالو ايتساا الو ،ه دا
اييلا. أة اااالا ااااكحظت اي ظال ،اك مساالا ايةضااظيلو ،مظ أةكك افل اظ
ة ضاااااااا إيى اً اياحمب د ااامظت ةضاااظيلو م كا ن في ل ااااا ل ظا حملماظ ةظ دظا ميل ااااااظ
اياحلر أب ل م ه د اساااالا احم ، ايم ا لا ايحزدلااااو اياساااااااملااااو، يلاا ايالب اي ااظ اا اااااااا ار
أب ل ماا ه دت لر ك ااةاا ،أب ف ااااااادحت سااااااالا يل ال ي ل حساااااالب احم اً اي لت د
ايمةظضاااللب في ايحز ،مظ ظب
لس ة فسل جةظ .
1
11
1
12
1
13
مسااااد ،ف ت د لفظت ايجهل أم صدام العبيدي إب مااااظ لجا في ايت اا
اي يلف ،فمااظ ازل جاحاا لةزف، مة ظر 2003ي ظلو ل مةظ ه ا
فااظياا مااظء ايز لااو اي ي ةزفاات في اياتا اا اي الآب اااال مشاااااااا ا ل مب ج اا ر مهظ اات ساااااالظساااااالو
د ااا ا ا ةداااظا ايةجف داااظدااال دم ااااظيح اييظ ااااو ،مب أجل م ام اات ساااااااظ ب جتلت مة
ادلء ااااااال اي لب ةلة ة ح ا ي لى مة ا ل اد إيل سااظحو ي اااكلو ايحساااظدظت ،فمب
ايد اااااااان ظا اي ظ سااااااالو اي ت ج ا إلجظ أج اء إلجظدلو،
ل ا لل أ ثا. ايسااااااادا لت إيى ايمشاااااااظ ال
ايمثةى لظيى اي ملر اسااااااا اي الا في ا ما ير ةجا ا زماظت اي ا ا لاظت اي ي مات
مسااا لا لك ا دم ااالحو ايشااات د يلل ايثمظةلو شاا ساةو اي ي
ملسظب ام زجت دتضهظ ددت ، مسااااااا دلا ،ا ثا ااداو أةهر لاات الاح لل ،إضاااااااااظفااو إيى
فل لم ب حاا أب لكا دلةهااظ،
ف ااد ايت اا ل ب مساا ه ف ب في م ك ب م حااااظيك ب لى ا لال اي ةظح اات ايسااالظسااالو دلب أح از
ااال م اااظب في ااال د تاااو مب ايت اا للب ملا ايت اا ،ف دلب ايساال و ايتمللو ايكظساا ن ضااتف
ةهر ،فل أح دظساا ظ اة ظ يل ااااظ اااااااي اياااا اةي م ام اا هر مااظ لسااااااامى دااظيح مااو ايت اا لااو
ايت اا شاااااااتد مب لك اي ظاثو ساظ ساهر ايت اةلو اييدلثو ضا ايح ااظيلاااو ،فل م اااظ دتااا ل ر ز ا
اي ي حلت د ،لا أح لساااااا للا شاااااااتااا ايت اا ،اااااااةاااظ اااو متظةظن ايت اا للب ،ل شاااف فساااظ
إ ظ ن ا م ا إيى مج ااهظ اي دلتي مجم ظت مسااااالحو مللشااااالظت ايت ااااااااظداظت ايحاظ ماو ماظي هر
ا ظ ن ايهلدو ايسااالظ ن يلت اا إلا مجامو ماد و م مو مب دل يضا هر إيى جظان ايسا ء إل ااب
ا هر أماظر مب أ ى دهاظ يلف
حز ايدت ايتادي الاش اا ي. إل ااب سااا ل ظل تد
دظيمظل ايتظر ...ي ااال ايت اا اي دظدظت ا مال لو اي ظزلو...
إيى ماحلااااو اةهلااااظا ااااظر لا ايت اا ايل ر لما دماحلاااو
ااتدو مت ن ج ا ،حل اال
إيى مك ا اي ا ايى حاااظفلاااو
هظ لو ،ف ا مظ اك ده ه ايلمدظلان
فه ا لتةي أة لسااااالا إيى اي مظا
ايضلظ ،فظيمس ي ب ب ايش ب
1
14
1
15
يونس ذنون الحاج
أجة ن ايمشااا الإل ااةي ايكظاسااي ظمل ،شاااا لل ح مو اة ظ مب م ااظ تااو الاة يااظدااظت هي
في ايت اا . ةيااا أ اااظ لمللب أسااااااااااظ ااا ن اح ن مب ا الاح جظج ضاااااا
م ي ااااااا ااااااالب يد ااء تماال ة اظر مز ا لا م ث دا ،ا
يالاا يالاااال الاى الا ي اا سااااااالب ة اااظر ةي اا ي ةج ايشات ايت اا ي ا الل في
ايساال و ر ج أ ةكلا متهظ مساااااا ل ظدو ساااااا ا ةي م اظ تاو مهزياو اة ياظداظت مجلب
د ال أ اللا ،ه مظ ح ال مح ار ،مب أجااال اا مز ها
مب م ظ تو يلة يظدظت مشااظا و اية ا يه ه اي ان.
أ اااال مب %١٤مب ايت اا للب، لمب مس ل. إب اياااا ا اي دلا اياااا
يد مك ضااااااالااو الاة يااظدااظت فمب يظيف ااا اي شالةللب سااااااااظهر في ةجاظ ايم اظ تاو ه
ث اا ايت اا مب شدظ ث ان شالب
دظية ظ ج اي ز لا ايكظضااا اي يل ايتمللو ايساالظساالو ايكظشاالو ايمسااااااا مان اي لب مل ا يلل ةهظا
ايي ا ،اي سااالة هي مظ في ف اا حماال زا اال أي ااظ هااظ دك ا ا ي يل ث لف في أسااااااادظ
اي اظاثلاو ،ح ل او دت هاظ اي اظملاو
اااال ان ي ااااااااااظيا ا حا از ايم ظ تو.
ايملللشلظت. إيى ايحاب ايث ا الإل ااةي ايا إب ث ان شاالب م مثلو دمب
كل د ل ايك ضااى ايحظ االو في
مب لت ا أب ايا ي ل في ظ لا الاة يظدظت ايةلظدلو حسااا
ها ه ايتمللاو ه فا ااااااااو دلان ايت اا ملا سااااااو يل اا ثا ا ا كظ جمللا ايساااظحظت ،دظسااا ثةظء
لإ ااالحهظ مب اي ايل فه اهر هجلا ااال ايتلماااظء اييد ااء مب اا ايمشاااااااظا و حت التو
ميا أ مياظ دها ف ايك ز الإ ااااااال مب ايااال ايتمللاااو
اي م لا دااااظلام لااااظ ازت ايمةااااظفلا اي كظءات د ل ايمجظلات ي ااد ايسااااااالظسااااااالو ،فهر د جمظ ث اا
ايشي لو اي ي سلح هظ لاح اظ ا ا أمظمهر سااااهلو ايمةظل ملا شالب لا لمثل ب ايث ان يلب يهر
ايح دظي ح دظساااااامهظ مظ ام ا
ج ملء أ ازر مب ا ح از سل ل ث ب دمل ثظت ايكسظ ايتمظيو
ايملللشاااااالظت ايمساااااالحو لةك ب
اي دتلو.
ي اات ث ان شاااااالب أب
مة ماو ايسااااااال او لا لةكلا متهظ
اللا ا ل إلا د للاهظ دش ل
1
16
اي ل ،اساا م اااهظ دشاا ل د يي هةظك مب لا ل ت لت ي ةكساااا اي ي سااااااا ياب ال ا يساااااااةاو
يساااااة ات ال ،ااااادا ثدظت ل ا سه ال يحل ظب ايكسظ اي
زلماو ح ى اة اااااااات ةاظيات اي ز لا. م هظ ب ل ايح .
شت دهظ حال هظ اي ظملو. ةتر يث ان شالب ،ةتر ي ر سااااااا ثدات ا لاظر ايماحلاو
ف يى ة اااااا ث ان شاااااالب ث ان شاااااالب ةهظ ا مل اي دلا،
في اة ااظ ايت اا ،ي ر في ايث ان اي ظ مو ااا ااا ث اا شاااالب
د ب اً تظيى ... ايكل ةظملو اي االةلو اي دلو مثلا
في م ااااظا ااااو الاح لل اي ملا دظيم ظ تو اي ظملو فشاال مب اا
الاشاااا ااك فلهظ ،ساااا ف يب لكل
ا اااااااااظدلا ةةااظ ايةاا ر
جادةظهظ دت ل اة يظدظت ،ي ب
1
17
2002
خلدون جميل حدادين
داا مثلااو ح ااااااالاات في اي ز لا لا مشاا و ل تا يهظ ايت اا في اييااظمب شاااااااا مب
شااااااالب ا ل ظر 2002جاة
ح ى ل اجااا ايشاااااااتااا ايت اا ي اي ااا يااا ة أة ماااو مي لكاااو، الاسااااااا ك ظء لى م لا اظساااااااو
ايجمه الاو في ايت اا ....مثلماظ
ايت لر زلف الا اظءات ايداظ لاو ،فة ا أب ب اية لجو دةسااااااادو مظاساااا ه ظر 1995في اي لت
اااك ا مااا يااهاار فااي حااالااااو في ايسا لةظت أ ايسادتلةظت -لى ةكس .
هاااا ايااتاا اا االاا ب إيااى
مظ أ ا م ما اااكحي شاااافةظ الاي لظا. اااااااةظ ل الا اا يلسااااااا ك ظء
اااااااا لا ااااظا الاى ما الا االاب
ةاا مااظ اة هاات م ااسااااااار دظي اج الاسااااااا مظ إيل احم
جاااامااااهاااا الااااو
اً ،اس ا ظ لا: اا الادااااظت اجا ااءات ا ادالا اااا اياتا اا ،ااااظب
الاساااااااا اكا ااااظء
ةحب لا ة ْيكي ايح ل ااااو د ج إشاا ااف ادي ظيمي مب اساااااا ثةظ لاظ مب
ايسااااااااظ تاو لى شاااااااتدةاظ ب مي لف ا ساااااااااظ اياساااااااملااو اي ا ا ا ام ا ا ا اج ا ا ا ال ا ا ا اب
اي ةي ايت اا ي في ل سااااا ا
جمااظهلا أم ةااظ م ات حاظيات اي ا ف في حلةهاظ
مب ح لل إيى ا ر.
ااااب اياااا أا 1991 ها مب ها د ةاظ ا
ايااتااااظر ،ةااحااب د ب ض أ اد ازز ،د ي مب
د ي في مةزي ب إ ااه أ شا ااء
ااظ لةااظ ايتاا اب مر ،ه ايميل ااا ب ا فلظء
إيى ايدل ت ا مظ ب ايمي لكو في
ايا ا اثا ا الثا ا الا ا اة ا ا اي ايشااتدلو ،أ لب ايافل ايمةظضاال محاظ ياو أيل لاو يف ةاظ في ال
اي ظ ا ظر 1991ةظ اظ لب زن إد ااهلر ةااظ اا الب مجلب ميظ ا ح لظت ا لا ح اااااظا
ملا شاااااتدةظ ،ساااااةتلةهظ مظ هي، لاااظ ن ايث ان اية لجاااو في حلةهاااظ جاظ ان ة اظ ج ا اةاظت م لح او
فللت ا مب لت ا ،إةهاظ ثمب داا لى اجااظت ايث ااو اي ااااااالدااو
اياام اااااااااا ا االااااو ايااماااااداا ااااو
ضحلظت ةظ ظت. داظي ضاااااااحلاظت ،اظ ال دماظ متةاظه
اياحمااااو ايمجاااا اييل أمظر حضااا ا مة لا اية لا مب
االااى أا ا اياااماا ز اياا ااااظ ن
ا د ظل ايشاااه اء اي لب ظ ات ل اي ف ايمشظا و:
أا احاهار ايا ااااظهاان أا ايا الار " ا ااا اااا اال ااي داااتاا
اي ضاااحلظت ايةضاااظل ايمشاااا ايمس شظالب ألا ةتلب اية لجو شد
لاساا تظ ن ايح ايم اادو إيى ايم ل او ،ب ايمج ملا ايا يي لا
لم ب أب ل ةلا دااا ياااك ،ا ه
لللب.
1
18
1
19
1995 15
بنت كربلاء
أثاااظا ا اي اااظ كلاااو ايم ل اااو ،ير دا ي اةهاظ اي ازهلاو ا حما ا دل سااااااامي هاااا ا ايل ر دل ر
ل ك ا ةا ها ا ايحا دال حا ا ا يضاااااا ا اااااكا ا زا ، ايزحف اي دلا ،إةاا ل ر ايدلتااو،
ااا ي اب ايتلر ايت اا ي ايةجماااظت دلتااو اال ايت اا للب يل ااظ اا ايامز
ا يضااااا ايلظدب جتل ا ايت اا دظةي مج ايت اا ايت لر ايحظاب
لح ا دظيحا ا هللو. اييض ااء ايثل .
ي ا أ هال ايت اا ل ب ايتاظير ا ملب يلد ادو ايشاااالو ،إة اي ظ
هةاااظ ل مةى ايت اا ل ب أب دزحكهر اي دلا ،داااظلت ا اي اااظ ااا ايضا ان ار حسلب.
لت ايت دهر لاجلا يهر ايشهل اي ا ا ام ا ا ال ا ا اه ا ا ار،
احما اً يلة ر يهر مب ا ِل مب ااظب يااك ير ب تاف اي ظ كلو في
ااظ اهر اال أدةااظءهر سااااااادى ايل ر مز اةاااظ دل ايةهالب ايت لملب ،لا فا
داا ا اظي ادااه اجاا ا او داالااب ااا ااادااي ،لا داالااب
ةسظءهر ل ر أ كظيهر. ايا ا ا اكا ا ا ااحا ا ا او مسااااااالحي مسااااااالر ،ل أ لظف
هةااظ أ ل إب ايت اا لا ايساااااااا ا، ايت اا لا ا احا ن ،ة يا داظللا
ده لاء ا د اااظل ايمةحااا الب مب حلااا ز اي اااظ ااا ةااا ح ااال أحلر
ال أد ظل ،سالداز مب لحمل ايااااحاااالاااا ة ايت اا للب سا اسالو ب مللز دلب
لى اظ ا اااااااةلا اا جا لا ايه اااظفاااظت
يااااظل مب ايتملء اي ااااظ الب، اياةظةو ،ي ب اي ل الاساااااا تمظالو م ه ليا.
س ف لامي ل مب أسظء يلت اا ايحظ ن ير لا يهظ يك ف حظيكت ااف اياتا اا فاي زماب
ملا أ اء ايت اا مب أجل ك لت شاااااااهلاا ا مااو دااظ ااو ا ف احااو
أهلِ في مزدلو اي ظال . ح ِ سااالم ،ف ظمت دظيت اب
اياحمااو اييل يشاااااااهلاا ايحاااظ ااا الإة ل أمال ي الإل ااةي
ايحج ا دا في ه ا ايل ر اييظيا اي ااااااهل ةي دظي تظ ب ملا اي ل
ايت لر ،سااااااالد ى ل ر ايزحف ا ياة ،اال يااك مب أجاال أب
اي دلا ل ر الإ ااااااا ااا الإ اا ن، لةااااظي ا جزء مب ت ااااو ايت اا ،
فلةا د ااااا ت اح ل اح فاااظ اااظي ا الب ايت اا اااظ ااا ه
ةتر ...ةتر...يةهج اي ظ ااااا ار
امزه ،دتاا يااك ما ا ايت اا
حسلب احم اً.
2
20
2
21
أبو محمود الع ارقي
ايحلان ل مة ب اااحو لر ما سااااااال مب اااااااظحد إيى اي اك اي فظء دا اي سااااار ايثدظت
ا ساااااااكال مب ايةاظا إب ة ثا أ الاى اياما ا اف ايامادااااظ ماب
دب ايي ظ اضي اً ة " :اً اااكظت اياج يو ايشاااجظ و ،أب
يظة . ب ااااااالاا ا م دلا ساااااااى
مظ مظت اس ل اً لى اً لل يةظ في اسااااااا ل اً لل ايم ا ف لك اً اااااكو ايد يو
أفضااااال اي ااااالن أ ر اي ساااااللر
سلر" ،فجظء أد د ا ف شف ب اااحظد اي اار أفضااال ن يةظ ااكو اي لظ ن ايت لمو ،أب
في سالاهر ايت ان ...يتل فظن ايجملا ةح اي ال ايساااللر ف
اساا ل اً االى اً لل ساالر
ايةدي محم اااالى اً لل لي ايمدظ اياساااااااظيو ايت لمو اي ي
ف دلاا )دلب لةلاا ،ااظل :داا دي سااااالر يتدان ي ل ايمسااااالملب في اااداالاااات االاالااهااااظ اا حاالاااا هاار
ا ا يامااااظ فالاهااااظ ماب اداا اح ضااااااظةهر ،هي يلساااااات هلةو
أةت أمي د َت حلاظ مل ظا. ي ةهاااظ سااااااا ب لماااظا االاااو
ثاار ياااج فاا ااااظل :ألااهااااظ ا ب. يلآيالب مب أجاال ا دااظ اي لااظ ن
ايحظيف لى ِاْساااااااِلك ،فلمظ لر جظء في اااحل ايديظا ، دةكب ا ه اف اي ال ايسللر.
أد د ا جلب ما ،فحمااا ا ًَ أب اضااا ا اي اااحظدو اضااا اب اسا هظب اي ثلا د اء اي سار
أد د ا أثةى لل ظل :ألا َم ْب اً للهر اضاا اادظا شاا ل ا يم ت ة اااال ا ة ةظساااالب أ ظفللب
ظب لتد محم ا اااالى اً لل ايةدي لى اً لل سلر ،ل أ م تماا لب ،يلتلم ا أب ايلملب
سااااالر ف ب محم ا مظت ،مب اي احظدو اضا اب اً للهر لى اي م ب اي سااااااار لى ظ اً
ااظب لتداا اً فاا ب اً حي لا
لم ت ،ااظلِ{ :إَنَّ م ممويَّ إت م هوِاَن م هاا ه ايحااظيااو مب الاضااااااا اا
ممَّويَّتَّو منم :الَّزمَّر ،)30وقََََّّّّال
{مومما م مح َمإد إَِّل مرسََََََََّّّّّّّّو إل قمد مخلمت
ِمن مقبِل ِه الُّرسل أممفِإن مما مت أمو قِت مل
ان مقملبتم معلمى أمع مقاِبكم موممن مينمقِل ْ
معملى معِقمبي ِه مفملن ميضََّر اللَ مه م َّياا
مو مسَََََّّّّّميجِزي اللَه ال ََََََّّّّّا ِكِري منم )لل
م ااب ، 144:فةشاااااااج ايةااااظب
لد ب.
ايم مل في ا لا أم ةظ في
ه ا ايت اااااااا ،لاة أةهظ ظ فهظ
2
22
ا دظ اي ا الاس تمظا الا كظ ير لت يلته م ظب ،لا يلم اثل ا م اج ،ملال دهاظ ايالاظ ،هي
لى ايح اي ةلظ لى ا ل مب اح اار ،ياا يااك اي لاات ايم ازلب دح ب مة يهظ ،ل ما للهظ
ايم اضاااااااللا ايمي لف للهااااظ، اي لر ،ضااااااتكت ا مو ام دت
الاد تظ ب ا ح ظ ايضاااا ظ ب ايمحظ ر ايساج ب ،مظ يكي ظب ش اا ر ايدشا ش ااا اييلل و.
ايااماا اماا اات اياا ااي لساااااااالاااهااااظ أالةظ لف أ دحت دل اةةظ
الاسااااااا تماظا ايا لا لالا يل اا أ ر. اياتاادالااااو اتالا فاي ا زمااااظت
ال ها ه ا م ا اي لملاو اياماحاب ،ايا احاااا ن الا ا يااة
د م ةظ ،دل ه لسااااااتى د ل لاهظ ما ايةجظن مظ ازل دلب دظت شاتدةظ ايتادي لا ل مب لى
د اسااااا و اي اهل اي ا ل يد ظء لاا أدةااظء ا مااو ،فااظيت ن إيى حلظ ،فلر لت الإةسااااااظب ل م ب
ا مو في اي ظ يل ب ه م سل ظا ث ادات ا ماو ايتادلاو مب اي حا ن إيى هااا لا إيى ملثاااظ ،لا
اي حاا اية ان اي ملااو ايتمل ااو ايته في اي ااااادظ ة في
لى اظدهظ ةظهداظ يل اا هظ ... ايم ان اي ي حك يدمو هلد هظ
ي اظمااظ فا ب اي فاظء داظيتها الاي كاااظف ةح اي لاااظ ن اي ا لاااو ايمسظء.
شااااااا إف لحمل ل إةسااااااظب لى ايمةظضاااااالو اساااااا ثمظا اي ظ ظت ير لةكلا متهاااظ ااا سااااااالب
ظ ه لمو إةسااظةلو أيل لو اياةضااااااااااظيالااااو ماكا اا ا مااااو ايهل اااظت ايمة ماااظت ايااا يلاااو،
مى ،دهاااظ ااا ر ايث اااو دلب ي ةهاااظ أ ااااااادحااات ِحم ال لى
مةظضااااللهظ اساااا ثمظا ايشاااادظ ايضاااااااتكظء سااااااال احظ ف ظ اظ دل
ا ف اا ،ه أ اااااااال اي اااااااا ايمةضاااااااد ه اي ال ايها ف ا لظء ،سااظ ت شااالتو اي ظ ،
ة اب الاساااا ظمو ،ة أسااااظب يت ن ا مو ايتادلو مب ج ل إيى اي لا ال ايضاااااااتلف ،اي دلا
جظ ن اي ا ايى افت هظ هظ ل ضااااي لى اي اااا لا دل ح ى
اامو الإةسظب في ةلظه. هلد هاظ دلب ا مر اك الا اظيلاو لى مسااااا ة ا ف اا ايجمظ ظت
2
23
علي الأمين
ي اي ل ايك ااااااال ،ا ر اي ز لا لا اي دلتلو في اية ظ ج ايةهظ لو يتدااات ايماجتلاااو اا في
الاح لظل اي إلا أب ايت اا للب ممظ أ ة إيى ااات لا م لا الاة يااظدااظت ا يلان ،حلاا ااظب
ا اااااااالء ااااظيا ا الاما اهار لا يماشااحلب يسااظان يلكظ زلب )ايلهر يهظ ظ مو ى )إشاا اا و ظة ب ،
يلة يظدظت لا يلتمللو ايساالظساالو دل ست سظ ظت مب الاة يظدظت
اجتل د سهر فلمظ دلةهر .
دام هظ اً ةظ اهر. ةسااااااا ة ج ممااظ حاا في أ ت ايضا ء ا يضاا دظة يظ
ظ ايت اا ايت لر. الاة يظدظت يساااظان فظ حو يممثلي ماشااااحلهظ ظيت يهر ه ا اجد ر
ااظشاااااااات أم ةااظ ايتادلااو ايشا ي ،مب ايم أب ضتظف
ايحش ايكظاسي ايةك ب ايجهلو اي لب لسااااااالا ب
ايمجل ن. يسااااااااااظان ادالاان لإلا ااب يلف ايماجتلااو ،اا أ مى اً
مل هاظ ز ف ايت اا للب اظب د اااااالاهر ،هد ا ي ي للد ا ة اء
ماجتل هر ،إلا أب أدةاااظء ادلء
اي لاظاة اظة ا يهر داظيما ااااااااظ ،
زف ا ب الإ لاء د ااااااا ا هر،
ا ر ياك ايتز ف إلا أةا حا
ااكظ في ةسدو ايم لب ي ظ مو
ايماجتلاو ،اظةات اية اظ ج ا يلاو
يلة يظدظت شيء مظ أ لب شيء
ليا ةظهلك ب ةسااااااادو اي ز لا
2
24
سعد عباس التميمي
اييظساااالب لى أ ثا مب 5000 -اةاا اامااااظء حاازدااي حاااا ساااااااااات الاة ياااظداااظت
ت ج ل ن. ا ح از ايسااالظسااالو د ل أ لظفهظ ايت اا لااو ،اي ي جات مةاا ألااظر
-5إب هااااااااااا ه هر ا للو. اي ا لا ا يلر اي لتلشاا ايشاات
الاة يااظدااظت لا مثاال ايشاااااااتاا -اةاا فااظ حز ااظ كي ايت اا ي مةااا 2003إيى ل مةاااظ
ايت اا ي دااال مثااال ف اااظت م اا م لااات زا ااا ا ح از اي ااال هااا ا ،مب حلااا جااا ا ايحب
دهر ،هر ةسااادو لللو ،ه ا لتةي ايسلظسو د ر أمال ي – إل ااةي. ايةكب اي اظ كي لاظ اي ةلاو،
إةهظ اة يظدظت لا شا لو. -ا ااءات مظ لو دساااااال و هةااظ أحاا مب أ يى د ااااااا اا
ها جللااااظا أب -6 ر فا في ل ايت ز ايمظ شاااظاك دظيتمللو الاة يظدلو ي
ا مر ايم حاا ن أ ااف يلااو لا ايي مظت. أ ادت في ه ه ايلتدو اي ان اي ي
ال اييلا يشاااااات ايت اا ال -اساا ي ار أساال اي ه ل مااهظ اي لالظت ايم ح ن ا مال لو
أب لد ى ايمشاااه ايت اا ي مظ ه اي لاا مب داال ايمللشااااااالااظت أ ا دااظ حلكااظ هر في م اا م هر
للاا ،هاا ا لتةي ساااااااةتل 4 ايمةكل و. إلا ااب ايامساااااااا اكالاااا ا اداا ماب
سااااااااةاا ات أياااة مااب اياا اااا -اةحلظز مةظ ي شظ ا ايك ضااااى اي يلف اي لتلشاااا
اي ساااا لف زلظ ن أ ا ايساااا اا سااااظهر د يك مب شاااال ايت اا في اظفاو اي اااااااتا ،فهال
ايح ااملو. ايتشظ ا. ساااات الاة يظدظت ا لا اياف
سااااااات ة ظ ج -7 -3اا اا دااظياا يلاال ايت اا ي؟
هااا ه الاة ياااظداااظت ماااظ ح ااا اي اظ لا أب هةاظياك ز لا هلمةاو ايج ا دشاااااا ل مدظشااااااا
الاح جظجظت ايمةظهضااااااو يلتمللو سااااااا ن مب ا ح از لى ساااااال ب د لمو ةتر ،يدساااااادظ
ايساااالظساااالو اي ي هزت ايدل في مب ايم اا ز الاة يظدلو. اي ظيلو:
ظر 2019مب لا لى تل -4جاا اال اااا ز ف ا ثالااو -1
ج ه أ ااف اي د و ايساااالظساااالو اضااااااالاااو يتااا مب ا ح از ايجمظهلالو مب ايمشظا و الإ لاء
اي ي ح ر ايت اا مةاااا اي ز ايمللشااااااالظت ايكظ لو ة إج ااء ااالت ايةسااادو دظ ااا ات
ا مال ي يلت اا ظر .2003 ايت ايل ،ها يك جللاظ إيى أ ثا مب ثمظةلب دظيم و.
حالاااا ماب الاا اياماتا ا ل أب
ش ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اكاا ا ا ا ا ات -8 -2لة سااااار ايمشاااااظا ب مب
الاح جاظجاظت ب حجر الإحداظ لح ااااااال مب ايماشاااااااحلب ايم لب إيى ن أة ا ...
2
25
ا اسد في ل ايم يلكلب اي لب إل ااب لإ اا ايت اا في دحااااظا اي اسااااااالا ايتمل في أ سااااااااظ
اهة ا أةكساااااااهر ي ب داااظيلاااو ايتةف اي يلف الاا مااااظء في ايت اا للب ،يظ اااو ف و ايشااادظ ،
ضاح ا للهر دظلاف ااء ايشات ن مب ايةيدو ايساااااالظساااااالو ايت اا لو
أحضظب اي لظب اي هل ةي. ايحااظ مااو ا دااو اساااااااتااو في
اي جل. االااى اا ة ايااماا ااااظ مااااو
ساااا سااااكا الاة يظدظت ب ايت اا لو د ل اااااة فهظ جهظ هظ اي للا.
ش لل ح مو اف لو ،م ةو مب أب كتل ملهظ سااااا اي ظ ن هاااا ه اي ااءن ايدسااااااال ااااو
اي د و ايسااااالظسااااالو ةكساااااهظ اي ي ايجمظهلالو اي استو ايمحا مو مب اي ا تلو ايشت ايت اا ي إيى
ظها ملللب ايت اا للب ضاااااا هظ أدسااا مسااا لزمظت ايحلظن ،للهظ ايمزل مب ايةضاااااااظل ايجهظ في
لى م ة أشااها ل ن ،دظي ظيي أب ااا اك أب ايتزف لى اي ا سادلل اي للا ،أب لا ل ااهب لى
اي اظ كي ا أفال اة هى ،د لات أمال ظ ايميظ و اي ي ةساا ملا
د أ أمل في اي للا.
2
26
2
27
اي م فسظ ه ايمظيي ا يل ي، ساااا اء ب اي ا لا أ ايساااال ك أ "ولد الكَّرية كلمن يعرف أخيه "!!
يظ اااااااو دت اسااااااا دظحو أا ايسلان أ ايم ا ف.
أ.د عبد الكريم الو ازن
اي اافاا لب مب داال هااظ ةااو اي كا، د اةظ سااةتاج لى م ا ف
ي اجو أب ايم ا ةلب ل هظمساااااا ب ثلان ح ل في مج متةظ ،فهةظك مثال شاااااااتدي م ا ا ل في
فلمااااظ دلةهر ،أحلااااظةاااااظ لك ا ب أةظب ظة ا في زمب مضاى سال ا ايت اا دت ل اييللج ،مثال
د ت ظل )أحة ي اي ااااااااالو ايسااامتو لى ايا ر مب سااال هر اي لااات ،حلااا ل ااا ا ل هةاااظك
دح ر اي لكو أ ايمظل أ ايجظه،
لمب لتاف أيل !!. دتاا لا حااظيهر إيى ا سااااااا أ ) لااظل الااو لمب لتاف أيلاا
يتما إب اةك اااظ ايتاااظير دساااااااد ل اي ا ف ا ح ال أ )أهل الو لمب لتاف أيل .
ا اااااااااظيلااظا دح ر اي اا ر ايتلمي لاحااااظ يا ب ماجاااا ا فاا ات
ايهاظ ال أ ة إيى سااااااالا ما ااك اي ااالت ،ي ب ة ل يهر يسااا ر، متةى ايمثاال أب شااااااادااظ
ايةااظب ،فاا ااااااادح ا لضااااااات ب ف ا داظت دل ر مب زجاظج الاظ ر اي الاااو أ ايمة اااو أ ايمااا لةاااو
م ات اس هجظب اف شف أب ام ا ايةظب دحجا ةحب ) ي لتاف دتضاااااااهر ايدت دح ر
ح ظ ي ل مظ لا إيلهر دشااااااا ل
مدظشا أ لا مدظشا مب ه ا أ اي االو لمب لتاف أيل . الإ ااظمااو ايمشااااااا ا ااو اي تااظل
اك ،داا يااك ح اات اي كااظ للااو ايحظل ةكسا يمب لال ايل ر ايمساااا ما لى ما ايسااااةلب ،فل
فا اياماكاها ر الإ الماي دا اااال أب ل ب سااااااالا ما مب يلل أسااااا ااا لا م ليكى للهر
أشااااااا اظيهاظ ،فلر لتا لة لي لى هلمة لى حز أ سااااال و أ
ايم ل ي اال مااظ ل ااظل ياا اجااو أب دظساا لل اي لب ايم ه ،دكتل
لا د أت اااااك ا سااااامظ ، ر اساااااااةاظ ياظاجي ،لحاظ ل
اي أا ايتااااظر ح ل مب دااااظ ب ا ةظ ايشاااات د ة ملك ظها،
يكي إيى ااااظها لةي ،مب ا دي ح ى ايةياظ ،ةي لا
يظمل إيى ةشاا ،مب م ت إيى لشاا ي دظا ،ملك مةزل ،في
ا ر ،ها ا يلب الداظا للهر فهر ات لا اك أدةاظء جلا ا ااماظءه
) ي اي الو لمب لتاف أيل !. دحضااب ا جةدي لتاف ب ظالي
2
28
ملاحق
القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق
الشخصية العربية بين الماضي والحاضر()1
في مثل هذه الحفلات يخطر لي دوماً سؤال :ما هي قيمة الكلام؟ لم نعرف في تاريخنا زمناً
كثر فيه الكلام وطغى على كل شيء مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه ،ومع ذلك فهو أقل العهود
حيوية وانتاجاً ،فهل يكون الكلام إذا مساعداً على الشلل والعقم ،بدلا من أن يكون دافعاً إلى العمل
وخصب النفس؟ هناك فرق جوهري بين الكلام المرتبط بقائله الذي يعبر عن حاصل شخصية حية
وعن موقفها الكلي من الحياة ،وبين الكلام المنفصل عن الشخصية الذي لا يعني غير ذهن يلهو
ولسان يهذر.
كان العرب شديدي التأثر باللفظ ،لأن الألفاظ كانت عندهم حقائق نابضة مترعة بالحياة،
فكان يسمعها القلب لا الأذن ،وتجيب عليها الشخصية كلها لا اللسان وحده ،لذلك كان للفظة
قدسية وكانت بمثابة تعهد ،تربط الحياة وتتصرف بها ،سواء حياة الفرد أم حياة الجماعة.
فاللفظة التي كانت كالورقة النقدية تمثل قيمة معينة من الذهب ،غدت اليوم مجرد قصاصة
من الورق ليس و ارءها ما يضمنها ،فنحن نرى نفسا فقيرة إلى حد العدم تستطيع أن تغرق ما
حولها ببحر من الكلام ،وليس من يطالب بأن يكون و ارء الكلام عمل يضمنه ،فلا غ اربة في أن
تفقد الثقة وتلتبس الأمور ويكثر الغش والتلاعب وبالنتيجة الإفلاس والفضيحة.
نحن أمام حقيقة ارهنة هي الانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب.
كانت الشخصية العربية كلاً موحداً ،لا فرق بين روحها وفكرها ،بين عملها وقولها ،أخلاقها
الخاصة وأخلاقها العامة ،وكانت الحياة العربية تامة ريانة مترعة يتضافر فيها الفكر والروح والعمل
وكل الغ ارئز القوية .أما نحن فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المج أزة ،ولا نعرف إلا حياة فقيرة
جزئية ،إذا أهلها العقل فإن الروح تجفوها ،وان داخلتها العاطفة فالفكر ينبو عنها :إنها فكرية
جديبة ،أو عملية هوجاء ،فهي أبداً محرومة من بعض القوى الجوهرية ،وقد آن لنا أن نزيل هذا
التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها ،وللحياة العربية تمامها .يجب أن تتحد الصلاة مع العقل
النير مع الساعد المفتول ،لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب.
كان انتسابنا لأجدادنا الأبطال انتساباً رسمياً لا أكثر ،واتصال تاريخنا الحديث بتاريخنا المجيد
اتصالًا طفيلياً لا عضوياً .اليوم يجب أن نبعث فينا الخصال ونقوم بالأعمال التي تبرر نسبنا
الرسمي وتجعله حقيقياً مشروعاً .يجب أن نزيل ما استطعنا من حواجز الجمود والانحطاط حتى
يعود الدم الأصيل المجيد فيتسرب إلينا .يجب أن ننقي أرضنا وسماءنا حتى تستأنس أرواح الجدود
الأبطال فتهبط إلينا وتستطيب الهيمنة فوقنا.
ظللنا زمناً طويلًا نعيش في جو ثقيل خانق لأنه كاذب :طلاق بين الفكر والعمل ،بين اللسان
والقلب ،كل لفظة نقولها تحدث جلبة الوعاء الفارغ ،ووقرا في الاذن والنفس ،لأنها مفرغة من
معناها .كل كلمة نق أرها تحدث ارتعاشاً في بصرنا والماً ،لأنها تت ارءى لنا كالشبح والظل تذكرنا
بشيء انقطع عهدنا به ،وهي تحزننا كم أرى طلل هجره ساكنوه .فيجب أن نعيد إلى الألفاظ معناها
وقوتها ،مقامها وحرمتها أن نجعل لكل لفظة موقفاً في الحياة مقابلها .أن تجعل اللفظة مخبرة
عن عمل قمنا به بعد أن كانت مذكرة بعمل عجزنا عنه ،علينا ألا نقول إلا ما نقدر على تحقيقه،
حتى يأتي يوم نقدر فيه أن نحقق كل ما نقوله.
الإسلام تجربة واستعداد دائم
أيها السادة :إن حركة الإسلام المتمثلة في حياة الرسول الكريم ليست بالنسبة إلى العرب
حادثاً تاريخياً فحسب ،تفسر بالزمان والمكان ،وبالأسباب والنتائج ،بل إنها لعمقها وعنفها
واتساعها ترتبط ارتباطاً مباش ارً بحياة العرب المطلقة ،أي إنها صورة صادقة ورمز كامل خالد
لطبيعة النفس العربية وممكناتها الغنية واتجاهها الأصيل فيصح لذلك اعتبارها ممكنة التجدد دوماً
في روحها .لا في شكلها وحروفها .فالإسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الأمة
العربية فتجيش بالحياة الحارة ،جارفة سدود التقليد وقيود الاصطلاح .مرجعة اتصالها مرة جديدة
بمعاني الكون العميقة ،ويأخذها العجب والحماسة فتنشئ تعبر عن إعجابها وحماستها بألفاظ
جديدة وأعمال مجيدة ،ولا تعود من نشوتها قادرة على الت ازم حدودها الذاتية ،فتفيض على الأمم
الأخرى فك ارً وعملًا ،وتبلغ هكذا الشمول .فالعرب عرفوا بواسطة هذه التجربة الأخلاقية العصيبة
كيف يتمردون على واقعهم وينقسمون على أنفسهم ،في سبيل تجاوزها إلى مرحلة يحققون بها
وحدة عليا ،وبلوا فيها نفوسهم ليستكشفوا امكاناتها ويعززوا فضائلها .وكل ما أثمر الإسلام فيما
بعد من فتوح وحضا ارت إنما كان في حالة البذور في السنوات العشرين الأولى من البعثة ،فقبل
أن يفتح العرب الأرض فتحوا أنفسهم وسبروا أغوارها وخبروا دواخلها ،وقبل أن يحكموا الأمم
حكموا ذواتهم وسيطروا على شهواتهم وملكوا إرادتهم .ولم تكن العلوم التي أنشأوها والفنون التي
أبدعوها والعم ارن الذي رفعوه ،إلا تحقيقاً مادياً جزئياً قاص ارً لحلم قوي كلي عاشوه في تلك السنوات
بكل جوارحهم والا رجعاً خافتاً لصدى ذلك الصوت السماوي الذي سمعوه وظلًا باهتاً لتلك الرؤى
الساحرة التي لمحوها يوم كانت الملائكة تحارب في صفوفهم ،والجنة تلمع من بين سيوفهم.
هذه التجربة ليست حادثاً تاريخياً يذكر للعبرة والفخر ،بل هي استعداد دائم في الأمة العربية
-إذا فهم الإسلام على حقيقته-لكي تهب في كل وقت تسيطر فيه المادة على الروح ،والمظهر
على الجوهر ،فتنقسم على نفسها لتصل إلى الوحدة العليا والانسجام السليم ،وهي تجربة لتقوية
أخلاقها كلما لانت وتعميق نفوسها كلما طفت على السطح ،تتكرر فها ملحمة الإسلام البطولية
بكل فصولها من تبشير واضطهاد وهجرة وحرب ،ونصر وفشل ،إلى أن تختم بالظفر النهائي للحق
والإيمان.
حياة الرسول خلاصة لحياة العرب
إن حياة الرسول وهي ممثلة للنفس العربية في حقيقتها المطلقة لا يمكن أن تعرف بالذهن،
بل بالتجربة الحية لذلك لا يمكن أن تكون هذه المعرفة بدءاً بل هي نتيجة .فالعرب منذ ضمور
الحيوية فيهم ،أي منذ مئات السنين يق أرون السيرة ويترنمون بها ولكنهم لا يفهمونها لأن فهمها
يتطلب درجة من غليان النفس قصوى ،وحداً من عمق الشعور وصدقه لم يتوفر لهم بعد ،وموقفاً
وجودياً يضع الإنسان أمام قدره وجهاً لوجه ،وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.
إن أرواح أبطالنا لتجفونا وتهجرنا منذ زمن طويل ،لأن البطولة لم تعد من م ازيا العرب
المألوفة ،ويخشى أن يكون هذا التعظيم العامي للرسول الكريم معب ارً عن القصور والعجز أكثر
منه تقدي ارً للعظمة ،فقد بعد عهدنا بالبطولة حتى أمسينا ننظر إليها نظرة خوف ورهبة واستغ ارب
كأنها من عالم غير عالمنا ،في حين أن التعظيم الحقيقي للبطولة إنما يصدر عن المشاركة فيها
وتقديرها بعد المعاناة والتجربة ،فلا يقدر البطل إلا الذي يحقق ولو جزءاً يسي ارً من البطولة في
حياته.
حتى الآن كان ينظر إلى حياة الرسول من الخارج كصورة ارئعة وجدت لنعجب بها ونقدسها،
فعلينا أن نبدأ بالنظر إليها من الداخل ،لنحياها ،كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا
حياة الرسول العربي ،ولو بنسبة الحصاة إلى الجبل والقطرة إلى البحر ،طبيعي أن يعجز أي رجل
مهما بلغت عظمته أن يعمل ما عمل محمد .ولكن من الطبيعي أيضاً أن يستطيع أي رجل مهما
ضاقت قدرته أن يكون مصغ ارً ضئيلاً لمحمد ،ما دام ينتمي إلى الأمة التي حشدت كل قواها
فأنجبت محمداً ،أو بالأحرى ما دام هذا الرجل فرداً من أف ارد الأمة التي حشد محمد كل قواه
فأنجبها .في وقت مضى تلخصت في رجل واحد حياة أمته كلها ،واليوم يجب أن تصبح كل حياة
هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلاً لحياة رجلها العظيم.
كان محمد كل العرب ،فليكن كل العرب اليوم محمدا.
الإسلام تجدد العروبة وتكاملها
رجل من العرب بلغ رسالة سماوية ف ارح يدعو إليها البشر ،ولم يكن البشر حوله إلا عرباً
فاستجاب للدعوة نفر قليل وقاومها أكثرهم ،فهاجر مع المؤمنين وحاربه المشركون إلى أن انتصر
الحق فآمن به الجميع.
فملحمة الإسلام لا تنفصل عن مسرحها الطبيعي الذي هو أرض العرب ،وعن أبطالها
والعاملين فيها وهم كل العرب .مشركو قريش ضروريون لتحقق الإسلام ضرورة المؤمنين له،
والذين حاربوا الرسول ساهموا في ظفر الإسلام كالذين أيدوه ونصروه.
إن الله قادر أن ينزل القرآن على نبيه في يوم واحد ،ولكن ذلك اقتضى أكثر من عشرين
عاماً ،وهو قادر أن ينصر دينه ويهدي إليه كل الناس في يوم واحد ،ولكن ذلك لم يتم في أقل من
عشرين عام ،وهو قادر أن يظهر الإسلام قبل ظهوره بعش ارت القرون وفي أية أمة من خلقه،
ولكنه أظهره في وقت معين وفي حينه ،واختار لذلك الأمة العربية وبطلها الرسول العربي .وفي
كل ذلك حكمة ،فالحقيقة الباهرة التي لا ينكرها إلا مكابر ،هي إذن ،إن اختيار العرب لتبليغ رسالة
الإسلام كان بسبب م ازيا وفضائل أساسية فيهم ،وان اختيار العصر الذي ظهر فيه الإسلام كان
لأن العرب قد نضجوا وتكاملوا لقبول مثل هذه الرسالة وحملها إلى البشر ،وأن تأجيل ظفر الإسلام
طوال تلك السنين ،كان بقصد أن يصل العرب إلى الحقيقة بجهدهم الخاص وبنتيجة اختبارهم
لأنفسهم وللعالم وبعد مشاق وآلام ،ويأس وأمل ،وفشل وظفر .أي أن يخرج الإيمان وينبعث من
أعماق نفوسهم ،فيكون الإيمان الحقيقي الممتزج مع التجربة ،المتصل بصميم الحياة.
فالإسلام إذن كان حركة عربية ،وكان معناه :تجدد العروبة وتكاملها .فاللغة التي نزل بها
كانت اللغة العربية ،وفهمه للأشياء كان بمنظار العقل العربي ،والفضائل التي عززها كانت فضائل
عربية ظاهرة أو كامنة ،والعيوب التي حاربها كانت عيوباً عربية سائرة في طريق الزوال .والمسلم
في ذلك الحين لم يكن سوى العربي ،ولكن العربي الجديد ،المتطور ،المتكامل .وكما نطلق اليوم
على عدد من أف ارد الأمة اسم "وطني" أو "قومي" مع أن المفروض أن يكون مجموع الأمة قومياً،
ولكننا نخص بهذا الاسم الفئة التي آمنت بقضية بلادها لأنها استجمعت الشروط والفضائل اللازمة
كيما تعي انتسابها العميق إلى أمتها وتتحمل مسؤولية هذا الانتساب ،كان المسلم هو العربي
الذي آمن بالدين الجديد لأنه استحضر الشروط والفضائل اللازمة ليفهم أن هذا الدين يمثل وثبة
العروبة إلى الوحدة والقوة والرقي.
إنسانية الإسلام
ولكن هل يعني هذا أن الإسلام وجد ليكون مقصو ارً على العرب؟
إذا قلنا ذلك ابتعدنا عن الحق وخالفنا الواقع ،فكل أمة عظيمة ،عميقة الاتصال بمعاني
الكون الأزلية ،تنزع في أصل تكوينها إلى القيم الخالدة الشاملة .والإسلام خير مفصح عن نزوع
الأمة العربية إلى الخلود والشمول فهو إذن في واقعه عربي وفي م ارميه المثالية إنساني.
فرسالة الإسلام إنما هي خلق إنسانية عربية .إن العرب ينفردون دون سائر الأمم بهذه
الخاصة :إن يقظتهم القومية اقترنت برسالة دينية ،أو بالأحرى كانت هذه الرسالة مفصحة عن
تلك اليقظة القومية .فلم يتوسعوا بغية التوسع ولا فتحوا البلاد وحكموا استناداً إلى حاجة اقتصادية
مجردة ،أو ذريعة عنصرية ،أو شهوة للسيطرة والاستعباد ،بل ليؤدوا واجباً دينياً كله حق وهداية
ورحمة وعدل وبذل .أ ارقوا من أجله دماءهم ،وأقبلوا عليه خفافاً متهللين لوجه الله .وما دام
الارتباط وثيقاً بين العروبة والإسلام ،وما دمنا نرى في العروبة جسماً روحه الإسلام ،فلا مجال
إذن للخوف من أن يشتط العرب في قوميتهم .إنها لن تبلغ عصبية البغي والاستعمار ...وطبيعي
أن العرب لا يستطيعون أداء هذا الواجب إلا إذا كانوا أمة قوية ناهضة ،لأن الإسلام لا يمكن أن
يتمثل إلا في الأمة العربية ،وفي فضائلها وأخلاقها ومواهبها .فأول واجب تفرضه إنسانية الإسلام
إذن هو أن يكون العرب أقوياء سادة في بلادهم.
الإسلام كائن حي متميز بملامح وحدود ظاهرة بارزة ،والكائن الحي المتميز ال ارقي في م ارتب
الحياة يكون هذا الشيء ولا يكون ذاك الشيء ،هو يعنى هذا المعنى ويناقض ذلك المعنى ويعاديه:
الإسلام عام وخالد ولكن عموميته لا تعني إنه يتسع في وقت واحد لشتى المعاني والاتجاهات بل
إنه في كل حقبة خطيرة من حقب التاريخ وكل مرحلة حاسمة من م ارحل التطور يفصح عن واحد
من المعاني اللامتناهية الكامنة فيه منذ البدء ،وخلوده لا يعني إنه جامد لا يط أر عليه تغير أو
تبدل ،وتمر من فوقه الحياة دون أن تلامسه ،بل إنه بالرغم من تغيره المستمر ،ومن استهلاكه
لكثير من الاثواب ،وافنائه لعديد من القشور واللباب ،تبقى جذوره واحدة ،وقدرتها على النماء
والتوليد والإبداع واحدة لا تنقص ولا تفنى ،هو نسبي لزمان ومكان معينين ،مطلق المعنى والفعل
في حدود هذا الزمان وهذا المكان.
فهل يدري أولئك الغيورون الذين يريدون أن يجعلوا من الإسلام ج اربا يسع كل شيء ،ومعملا
ينتج شتى المركبات والادوية ،انهم بدلًا من ان يبرهنوا على قوته ويحفظوا فكرته من كل تغير
طارئ ،يقضون بذلك على روحه وشخصيته ويفقدونه ممي ازته الحية واستقلاله وتعيينه ،وانهم من
جهة اخرى يفسحون المجال لدعاة الظلم وأرباب الحكم الجائر ،كي يستمدوا من الإسلام أسلحة
يطعنون بها مادة الإسلام نفسه ،أي الأمة العربية؟
إذن فالمعنى الذي يفصح عنه الإسلام في هذه الحقبة التاريخية الخطيرة ،وفي هذه المرحلة
الحاسمة بين م ارحل التطور ،هو أن توجه كل الجهود إلى تقوية العرب وانهاضهم وأن تحصر
هذه الجهود في نطاق القومية العربية.
العرب والغرب
منذ قرن ونصف قرن عاد اتصال الغرب بالعرب بواسطة حملة بونابرت على مصر ،وقد رمز
هذا الداهية إلى ذلك الاتصال بأن علق لوحات كتبت فيها آيات القرآن إلى جانب حقوق الإنسان.
ومنذ ذلك الحين ما برح العرب (أو الرؤساء الدخلاء على العروبة) يدفعون نهضتهم الحديثة في
هذا الاتجاه الأشوه ،فهم يجهدون أنفسهم ويرهقون نصوص تاريخهم وقرآنهم ليظهروا أن مبادئ
حضارتهم وعقيدتهم لا تختلف عن مبادئ الحضارة الغربية ،وأنهم كانوا أسبق من الغربيين إلى
إعلانها وتطبيقها .وهذا لا يعني إلا شيئاً واحداً :وهو أنهم يقفون أمام الغرب وقفة المتهم مقرين
له بصحة قيمه وأفضليتها .إن الواقع الذي لا محيد عن الاعت ارف به هو أن غزو الحضارة الغربية
للعقل العربي في وقت جف فيه هذا العقل حتى أمسى قوالب فارغة ،يسر لتلك الحضارة أن تملأ
بمفاهيمها ومعانيها ف ارغ هذه القوالب .ولم تمض فترة من الزمن حتى انتبه العرب إلى أن ما
يخاصمون الأوروبيين عليه هو نفس ما يقول به هؤلاء ،وانهم لا يفرقون عن الأوروبيين إلا
بالكم ،كما يفرق القليل عن الكثير ،والمقصر عن السابق ،ولن يتأخر الوقت الذي يعترفون فيه
بالغاية المنطقية لهذا الاتجاه ،أي أن في الحضارة الأوروبية ما يغني عن حضارتهم .فحيلة
الاستعمار الأوروبي لم تكن في أنه قاد العقلية العربية إلى الاعت ارف بالمبادئ والمفاهيم الخالدة،
إذ أن هذه العقلية معترفة بها وقائمة عليها منذ نشأتها .ولكن هي في اغتنامه فرصة جمود
العقلية العربية وعجزها عن الإبداع ليضطرها إلى تبني المضمون الأوروبي الخاص لهذه المفاهيم.
فنحن لسنا نخالف الأوروبيين في مبدأ الحرية ،بل في أن الحرية تعني الذي يفهمونه منها .أن
أوروبا اليوم ،كما كانت في الماضي ،تخاف على نفسها من الإسلام .ولكنها تعلم الآن أن قوة
الإسلام (التي كانت في الماضي معبرة عن قوة العرب) قد بعثت وظهرت بمظهر جديد هو القومية
العربية .لذلك فهي توجه على هذه القوة الجديدة كل أسلحتها ،بينما ن ارها تصادق الشكل العتيق
للإسلام وتعاضده .فالإسلام الأممي الذي يقتصر على العبادة السطحية والمعاني العامة الباهتة
آخذ في التفرنج ،ولسوف يجيء يوم يجد فيه القوميون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام
ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصاً إذا أ اردوا أن يبقى للأمة العربية سبب وجيه للبقاء.
شرف العروبة
من هذه المفاهيم الأوروبية التي غزت العقل العربي الحديث فكرتان عن القومية والإنسانية
فيهما خطأ وخطر كبير.
فالفكرة القومية المجردة في الغرب منطقية إذ تقرر انفصال القومية عن الدين .لأن الدين
دخل على أوروبا من الخارج فهو أجنبي عن طبيعتها وتاريخها ،وهو خلاصة من العقيدة الأخروية
والأخلاق ،لم ينزل بلغاتهم القومية ،ولا أفصح عن حاجات بيئتهم ،ولا امتزج بتاريخهم ،في حين
أن الإسلام بالنسبة إلى العرب ليس عقيدة أخروية فحسب ،ولا هو أخلاق مجردة ،بل هو أجلى
مفصح عن شعورهم الكوني ونظرتهم إلى الحياة ،وأقوى تعبير عن وحدة شخصيتهم التي يندمج
فيها اللفظ بالشعور والفكر ،والتأمل بالعمل ،والنفس بالقدر .وهو فوق ذلك كله أروع صورة للغتهم
وآدابهم ،أضخم قطعة من تاريخهم القومي ،فلا نستطيع أن نتغنى ببطل من أبطالنا الخالدين
بصفته عربياً ونهمله أو ننفر منه بصفته مسلماً .قوميتنا كائن حي متشابك الأعضاء ،وكل تشريح
لجسمها وفصل بين أعضائها يهددها بالقتل فعلاقة الإسلام بالعروبة ليست إذاً كعلاقة أي دين
بأية قومية .وسوف يعرف المسيحيون العرب ،عندما تستيقظ فيهم قوميتهم يقظتها التامة
ويسترجعون طبعهم الأصيل ،أن الإسلام هو لهم ثقافة قومية يجب أن يتشبعوا بها حتى يفهموها
ويحبوها فيحرصوا على الإسلام حرصهم على أثمن شيء في عروبتهم .واذا كان الواقع لا ي ازل
بعيداً عن هذه الأمنية ،فإن على الجيل الجديد من المسيحيين العرب مهمة تحقيقها بج أرة وتجرد،
مضحين في سبيل ذلك بالكبرياء والمنافع ،إذ لا شيء يعدل العروبة وشرف الانتساب إليها.
الإنسانية المجردة
أما الخطر الثاني وهو خطر الفكرة الإنسانية المجردة على النمط الأوروبي ،فيؤدي في
نتيجته العميقة إلى اعتبار الشعوب كتلاً من البشر جامدة متجانسة ليس لها جذور في الأرض،
ولا يؤثر فيها الزمن ،فيمكن أن تطبق على واحد منها الإصلاحات والانقلابات التي تنشأ من
حاجات واستعدادات شعب غيره .وبعد ،فهل يحسب أصحاب النظريات الثورية في الاقتصاد
والاجتماع أنهم بإلصاقهم ثما ارً من الشمع على عود جاف ينفخ الروح في هذا العود ،ويجعل منه
شجرة حية؟ لا يكفي أن تكون النظريات والإصلاحات معقولة في حد ذاتها ،بل يجب ان تتفرع
تفرعاً حياً عن روح أعم هي لها منبع وأصل .يظن بعضهم اليوم أن ادخال الإصلاحات المختلفة
على وضع العرب يكفي ليبعث الأمة .ونحن نرى في هذا مظه ارً من مظاهر الانحطاط لأنه نظرة
معكوسة ،ووضع للفرع مكان الأصل ،وللنتيجة مكان السبب .فالواقع أن هذه الإصلاحات فروع
لابد لها من أصل منتج عنه كما تخرج الأزهار من الشجرة ،وهذا الأصل نفسي قبل كل شيء هو
إيمان الأمة برسالتها ،وايمان أبنائها بها .في الإسلام ،كان الإيمان بإله واحد هو الأصل ،وعنه
تفرعت كل الإصلاحات التي ط أرت على المجتمع العربي وقلبته .ولم يكن المسلمون الأولون في
مكة يدرون أن موافقتهم على توحيد الله والإيمان باليوم الآخر ستقودهم إلى الموافقة عن كل
التشريع الذي فصله الإسلام فيما بعد ون ارهم مع ذلك يطبقون هذا التشريع تطبيقاً عفوياً ،طوعياً
منطقياً ،لأن موافقتهم الثابتة كانت ضمنية في الموافقة الأولى على الإيمان بإله واحد ،فكل ما
يأمر به هذا الإله هو حق وعدل ومهما قيل في تدخل العوامل السياسية والاقتصادية في مناهضة
قريش للإسلام يبقى العامل الرئيسي عاملًا دينياً ،أي فكرياً .وان الآخذين اليوم بالطريقة المشوهة
في تعديل الدين تعديلًا مادياً يخالفون واقع التاريخ والنفس الإنسانية من جهة ،ويطعنون العرب
من جهة أخرى في أثمن ممي ازتهم :في مثاليتهم .فلقد أرينا قريشاً عندما اضطرتها مصالحها
المادية أن تهادن الرسول في صلح الحديبية ،تصر على أن تنكر عليه وحيه ودينه الجديد.
فمما تقدم يتضح سبب تعليقنا كل الاهتمام على الشعور القومي العميق الواعي ،باعتباره
أصلًا ،لأنه وحده الضامن للإصلاحات الاجتماعية أن تكون حية فاعلة جريئة ،منسجمة مع روح
الشعب وحاجاته ،يحققها لأنه يريدها.
الجيل العربي الجديد
أيها السادة :إننا نحتفل بذكرى بطل العروبة والإسلام .وما الإسلام إلا وليد الآلام ،آلام
العروبة ،وان هذه الآلام قد عادت إلى أرض العرب بدرجة من القسوة والعمق لم يعرفها عرب
الجاهلية فما أح ارها بأن تبعث فينا اليوم ثورة مطهرة مقومة كالتي حمل الإسلام لواءها .وليس
غير الجيل العربي الجديد يستطيع أن يضطلع بها ويقدر ضرورتها ،لأن آلام الحاضر قد هيأته
لحمل لواء هذه الثورة ،وحبه لأرضه وتاريخه قد هداه لمعرفة روحها واتجاهها.
نحن الجيل العربي الجديد نحمل رسالة لا سياسة ،إيماناً وعقيدة لا نظريات وأقوال .ولا
تخيفنا تلك الفئة الشعوبية المدعومة بسلاح الأجنبي ،المدفوعة بالحقد العنصري على العروبة،
لأن الله والطبيعة والتاريخ معنا .إنها لا تفهمنا فهي غريبة عنا .غريبة عن الصدق والعمق
والبطولة ،ازئفة مصطنعة ذليلة .لا يفهمنا إلا المجربون والذين يفهمون حياة محمد من الداخل،
كتجربة أخلاقية وقدر تاريخي .لا يفهمنا إلا الصادقون الذين يصطدمون في كل خطوة بالكذب
والنفاق والوشاية والنميمة ،ولكنهم مع ذلك يتابعون السير ويضاعفون الهمة .لا يفهمنا إلا
المتألمون ،الذين صاغوا من علقم أتعابهم ودماء جروحهم صورة الحياة العربية المقبلة التي
نريدها سعيدة هانئة ،قوية صاعدة ،ناصعة تتألق بالصفاء .لا يفهمنا إلا المؤمنون ،المؤمنون
بالله .قد لا نرى نصلي مع المصلين ،أو نصوم مع الصائمين ،ولكننا نؤمن بالله لأننا في حاجة
ملحة وفقر إليه عصيب ،فعبئنا ثقيل وطريقنا وعر ،وغايتنا بعيدة .ونحن وصلنا إلى هذا الإيمان
ولم نبدأ به ،وكسبناه بالمشقة والألم ،ولم نرثه إرثاً ولا استلمناه تقليداً ،فهو لذلك ثمين عندنا لأنه
ملكنا وثمرة أتعابنا .ولا أحسب أن شاباً عربياً يعي المفاسد المتغلغلة في قلب أمته ،ويقدر الأخطار
المحيطة بمستقبل العروبة تهددها من الخارج وخاصة في الداخل ،ويؤمن في الوقت نفسه أن
الأمة العربية يجب أن تستمر في الحياة ،وأن لها رسالة لم تكمل أداءها بعد ،وفيها ممكنات لم
تتحقق كلها ،وأن العرب لم يقولوا بعد كل ما عليهم أن يقولوه ،ولم يعملوا كل الذي في قدرتهم أن
يعملوه ،لا أحسب أن شاباً كهذا يستطيع الاستغناء عن الإيمان بالله ،أي الإيمان بالحق ،وبضرورة
ظفر الحق ،وبضرورة السعي كيما يظفر الحق.
5نيسان 1943
( )1خطاب ألقي على مدرج الجامعة السورية في 5نيسان عام 1943
بسم الله الرحمن الرحيم
{لَ َقْد َجاء ُك ْم َر ُسو ٌل ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم َعِزيٌز َعَلْي ِه َما َعِن ُتّْم َحِري ٌص َعَلْي ُكم ِباْل ُم ْؤِمِني َن َرُؤو ٌف َّرِحيٌم}
صدق الله العظيم
تهنئة قيادة قطر العراق للأمتين العربية والإسلامية
لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله نبياً ورسولاً وهادياً
وس ارجاً مني ارً ورحم ًة للعالمين ،أكرمنا الله برسول بلغ رسالة السماء ووضع الأمة على الطريق
السوي الذي يؤدي بسالكيه إلى جنا ٍت عرضها السماوات والأرض.
كانت ولادة الرسول نو ارً أضاء الدنيا ،وسعادةً غمرت الكون ،وفرح ًة وبشرى احتفى بها أهل
السماء وأهل الأرض ،فازدانت السماء بمقدمه وتزينت الأرض وتعطرت بأنفاسه الطاهرة.
تمر علينا في هذه الأيام العظيمة ذكرى مولد المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم،
وهي أعظم المناسبات الإسلامية ،وهي مناسبة يقَّدم فيها أرقى صور الوفاء ،وأعلى درجات الولاء،
وأنقى آيات المحبة لرسول الله صلوات الله عليه وآله ،هذه الذكرى التي تمثل محطة توعوية
وتنويرية ،ومحطة تعبوية روحية معنوية ،لأنها غنية بالدروس والعبر ،وغنية بعطائها التربوي
والمعنوي والمعرفي ،والتي تعيدنا إلى خط النهج القويم والص ارط المستقيم من خلال الاقتداء برسول
الله صلوات الله عليه وآله ،والتمسك بنهجه ،والاتباع له ،والعودة إلى عناصر القوة التي نحتاجها
لمواجهة التحديات والأخطار ،وهذه العناصر تتمثل في أسس هذا الدين العظيم ،وفي منهجه
المبارك ،وفي نبيه العظيم صلوات الله عليه وآله ،فصار واجباً علينا أن نشكر الله على أعظم
نعمه علينا وهي نعمة الهداية.
لقد حمل الرسول العربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الكمال البشري ما لم يصل
إليه أي بشر قبله ،ولن يصل إليه أي بشر بعده ،وحمل هداية البشرية كمهمة أساسية ،حيث قال
الله عنهاَ{ :وِاَّن َك لَتَ ْهِدي ِإَلى ِصَار ٍط ُّم ْستَِقيٍم} وقالَ{ :وِان تُ ِطي ُعوهُ تَ ْهتَُدوا}.
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية
يا ابناء الع ارق الأبطال
إننا نعيش في واقع مليء بالأزمات والمشاكل والمعاناة ،وأصبح الإنسا ُن مدم ارً مستهدفاً
نتيجة الإفلاس الأخلاقي والخواء الروحي والطغيان المادي الذي يجعل كثي ارً من مجتمعاتنا تشعر
بالعبثية والضياع وانعدام الإحساس بالك ارمة والتفكك الأسري وانتشار الجريمة ،كل ذلك بسبب
الابتعاد عن منهج وتعاليم الرسول الأعظم ورسالة السماء ،قال الله تعالىَ{ :وَم ْن أَ ْعَر َض َعن
ِذ ْكِري فَِإ َّن لَ ُه َمِعي َش ًة َضنكاً} ،وفي مجتمعنا الإسلامي نعاني من المشاكل والأزمات بمقدار ما
ضيعنا من أسس ومبادئ وتعاليم مهمة جداً في رسالة الإسلام ،ولذا علينا أن نعود إلى هذه
المبادئ والأسس ،وأن نستحضرها في واقع حياتنا ،وأن نعرف النسبة المحرفة مما قُدَم باسم الدين
وليس من الدين ،ومما ُكذب به على رسول الله صلوات الله عليه وآله ،ونعرف الجانب المغيب
والضائع من هذا الدين وهذه الرسالة من الأسس المهمة التي تُصلح الحياة وتحقق العدل وتسمو
بالإنسان وتعالج الكثير من المشاكل والأزمات.
لقد كان رسول الله صلوات الله عليه وآله وما ازل أعظم ُمعِلّم للبشرية جميعاً ،فقد َمَثّل
مشروعه الإلهي أعظم ثورة على الواقع السيء الذي كانت تعيشه البشرية ،إن رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله أعظم قائد عرفه التاريخ من كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية
والأمنية وغيرها ،وح َّق علينا أن نفخر ونعتز ونتثمل أخلاق وهدي ومنهج هذا الرسول العربي
الكريم.
لقد قال القائُد المؤسس الرفيق أحمد ميشيل عفلق " :حتى الآن كان ينظر إلى حياة الرسول
من الخارج كصورة ارئعة وجدت لنعجب بها ونقدسها ،فعلينا أن نبدأ بالنظر إليها من الداخل،
لنحياها ،كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا حياة الرسول العربي ،ولو بنسبة الحصاة
إلى الجبل والقطرة إلى البحر ،طبيعي أن يعجز أي رجل مهما بلغت عظمته أن يعمل ما عمل
محمد .ولكن من الطبيعي أيضاً أن يستطيع أي رجل مهما ضاقت قدرته أن يكون مصغ ارً ضئيلاً
لمحمد ،ما دام ينتمي إلى الأمة التي حشدت كل قواها فأنجبت محمداً ،أو بالأحرى ما دام هذا
الرجل فرداً من أف ارد الأمة التي حشد محمد كل قواه فأنجبها .في وقت مضى تلخصت في رجل
واحد حياة أمته كلها ،واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلًا
لحياة رجلها العظيم.
كان محمد كل العرب ،فليكن كل العرب اليوم محمدا".
إن ذكــرى ولادة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ينبغــي ألَاّ تقتصر عـلى مظاهـر الابتهـاج
والفـرح ،بـل يجـب أن تضم مـا يسـتفاد منــه مــن العــبر ومــا يســتخلص منــه مـن المواعـظ ،وأن
حيـاة رسـول اللـه صلى الله عليه وسلم لعـبرة يجـب عـلى المسلمين أن يســتفيدوا منهــا ويسيروا
عــلى نهجها حتــى تتهيـأ لهــم الأســباب لاســترجاع بعــض مــا لهــم مــن عــز ضائــع وشرف
مــداس.
إننا نعيش هذه الذكرى العطرة وشعبنا ما ازل مستم ارً في تفجير ب اركين الثورة ضد الاحتلال
الإي ارني والأمريكي الصهيوني ،ويجاهد لإعادة تشكيل وحدته الوطنية التي اعتدى عليها الغ ازة
المحتلون ،واعتدت عليها أح ازب الطائفية والشعوبية ،وهو مستمر في تسجيل ملاحم بطولة تليق
بأبناء وأحفاد محمد والخلفاء والأئمة والصالحين سلام الله عليهم جميعاً.
إننا على ثقة أن المقتدين بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين الحقيقيين
والمؤمنين برسالات السماء هم الم اربطون في ساحات وشوارع الثورة في كل أرجاء الع ارق ،هم
المنتصرون ،لأنهم صاروا جميعاً محمداً ،فطوبى لهم وللع ارق ،ولأمتنا المجيدة حيوية الرسالة
والثورة والانقلاب على الذات.
عيد مولد خير البشر المحمود بالسموات والأرض مبارك على الأمتين العربية والإسلامية،
ندعو الله أن يجعله فاتحة خير لتحرير الع ارق.
حفظ الله الع ارق وأهله المجاهدين ضد الاحتلالين الأمريكي والإي ارني.
قيادة قطر الع ارق لحزب البعث العربي الاشت اركي
بغداد 17 /تشربن أول 2021