1
الفهرس
تقديم 3 ...............................................................................
بقلم ابن قاسيون3 ....................................................................
َصَّدام ُحسين َماَازل َحّيا ِفينا6 ..........................................................
الاحتفال بميلاد الشهيد صدام حسين ولاء للعقيدة ووفاء للبطولة ودم الشهادة9 ......... .
ِفي ِذ ْكَرى ِميَلاِد الَّرئيس َصَّدام ُح َسينَ :بْي َن ال َّش ْع ِب وَبْيَن َك! 11 ...........................
ِعيُد الأَ ْض َحى ال ُمَباَرك فُْر َصة ِللِع ارِقّيي َن ِل ُم ار َج َع ِة الَّذا ِت 14 ................................
اغِتيا ُل القَاِئد َصَّدام ُحسين وتََدا ِعياِته ال ِّسيا ِسَّية والاجِت َما ِعَّية 17 .........................
الأَ ْهدا ُف الأَسا ِسَّي ُة لاغِتياِل ال َقاِئد َصَّدام ُح َسين19 ......................................
وَدْوُر الَّرفيق الأَمين ِعَّزة إب ار ِهيم في تَ ْح ِجيم آثَاِرها ال َكاِرِثَّية19 .......................... .
انِعكا َسا ُت اغِتياِل الِّنظاِم الَو َطِني وَقاِئِده َصَّدام ُح َسين َعلى الأُ َّم ِة ال َعَرِبَّية 22 ..............
أَ َهم ال ُمْنج از ِت الَو َطِنَّي ِة والقَْوِمَّي ِة ِلقياَد ِة ال َّشهيِد َصَّدام ُح َسين والَّدْوَلة الَو َطِنَّية 26 ..........
َصَّدام ُح َسين أُ َّمة في َرُجل 30 .........................................................
َصَّدام ُح َسين َب ْعِثي ِمثَاِلي َم َع َمْرتََب ِة ال َّشَرف 32 .........................................
َوفَا ُء ال َقاِئد ِعَّزة إبرا ِهيم ِلَرِفي ِق َدْرِبه َصَّدام ُحسين َعلا َمة فَاِرَقة أُ ْخرى ِفي ِس ْفِر الَب ْع ِث ال َع ِظيم
36 ..................................................................................
َوْقفَة ُمتَ َجِّدَدة َم َع أَْبَرِز ال ِّس َما ِت الِقَياِدَّية ِلل َّشهيِد َصَّدام ُح َسين 39 ........................
2
تقديم
بقلم ابن قاسيون
ما بين الولادتين نعيش الحياة....
في الولادة الأولى نجيء الحياةَ متيقنين أن من خلقنا لا يدبر لنا إلا
ما هو ار ٍض به لنا ،وحين الولادة الثانية ندخلها ،ونحن على ثقة أكبر أننا
سنواجه مصيرنا العادل ،ونكافَأ بما نستحق.
لا يخاف المو َت ،فالموت ينهي الحياةَ ،لكنه يخلد المبادئَ....
والإنسان الذي يعتبر الحياة بلا معنى ،ليس إنساناً بائسًا فحسب،
بل هو إنسا ٌن مصاب بمرض العجز بالنسبة للحياة.
قال لي رجل قارب السبعين ذات يوم :لم تشهد أمتنا العربية هوانًا
وذلاً وخذلانًا على امتداد تاريخها مثل هذا الهوان والضعف الذي يعصف
بقد ارتها وا اردتها ،ذلك أن ما نشهده اليوم إنما هو واقع يعيدهم إلى الأيام
الأخيرة ،أيام كنا في الأندلس!!
3
فلا مؤش ارت لإ ازلة هذا الهوان والضعف ،وان انتظرنا ،فإن انتظارنا
سيطول كثي ًار ،لأن العرب جلسوا في منتصف الطريق وبدأوا يلوحون
كركاب تنتظر حافلة ما!
فالعرب يقفون الآن في الخلاء ،في هذا الهجير ،في هذا الطريق
السريع ،حيث لا يملكون طريقاً واحدًا ولا فكرة ممكنة التحقق ،ولا حتى
إشارة موحدة لتقف لهم حافلة تقلهم حيث يشاؤون
وحده كان صدام يمتلك الإشارةَ ،ويتحدث العربية بطلاقة ،فمنذ أيام
النبي العربي ،ومنذ أيام علي والحسين والعباس ،وأيام معاوية ،وهشام
ومروان ،حتى هذا اليوم.
ومنذ القادسية الأولى والقادسية الثانية والع ارق يتعلم ويعلم العربية،
كل مجالس العلم ،وكل جوامع الع ارق وحسينياته وكنائسه ،كل رياض
الأطفال ،والمدارس والجامعات ،تطبق منهجاً تعليمياً صارمًا ،أن من يريد
أن يحمل هوية الع ارق والعروبة ويمتع بالحقوق المدنية كاملة ،عليه أن
يدرس مادة "القومية العربية" بصورة إجبارية ،وأن يكون قاد اًر على تهجية
الأحرف الثلاث ،العين ،ال ارء ،الباء ،في ثلاثي عرب....
كان للعرب في صدام ورفاقه سو اًر منيعًا ،يمنع عنهم أطماع الآثمين
والمرتزقة ،وكان للأمة العربية في صدام ورفاقه أملًا في جمع شتاتها
المبعثر....
4
كانت أمةٌ في رجل ،وكان رج ٌل بأمة....
إنه القائد الشهيد الخالد بيننا الرئيس صدام حسين ،فما بين الولادتين
نحتاجك ....
ولكن رجاء الع ارق والأمة العربية منعقٌد على خليفته ووصيه ورفيق
دربه المجاهد القائد عزة إب ارهيم ،الذي استلم ال ارية ورفعها لمكانتها العالية
وواجه أعتى قوى الشر والطغيان مؤمن أن النصر حليف الشعوب.
عهدًا أن نبقى أوفياء لذك ارك أيها القائد الشهيد ،وأن نبقى على العهد
مخلصين في الدفاع عن الأمة تحت قيادة المجاهد الأمين القائد عزة
إب ارهيم.
وأنوه ختاما أن هذه المقالات التي كتبها الأستاذ الدكتور كاظم عبد
الحسين عباس في ذكرى استشهاد القائد صدام حسين الثالثة عشر،
وذكرى ميلاده المباركة الثالثة والثمانين.
5
صَ َدّام ُحسين مَازَال حَيّاً ِفينا
ثمة معنى واحد لاحتفالاتنا بذكرى ميلاد القائد الشهيد صدام حسين،
هو أن الرجل ببعثيته الرسالية وثباته العقائدي القومي الوحدوي التحرري
الاشت اركي وبإنجا ازته الميدانية والفكرية لا ازل يعيش فينا ،وسيبقى رم اًز
وملهماً مادام في الأمة العربية وفي أمة الإيمان بالله وفي الإنسانية كلها
حر شريف يتنفس.
القائد الشهيد صدام حسين عينة فريدة للعربي الذي ينتمي ،عن
قناعة عضوية حياتية ،تزول الحياة ،ولا تزول قناعاته المبدئية مقتدياً
ومقتفيًا آثار الأنبياء والرسل وخلفائنا أبي بكر وعثمان وعمر وعلي ،وأئمتنا
الحسن والحسين وعلي بن الحسين وجعفر الصادق وموسى الكاظم وأبو
حنيفة النعمان ومالك والعباس بن علي سلام الله عليهم جميعًا ،ومتمثلًا
روح الاستعداد للتضحية بالمال والولد ،مثله مثل كل الذين أشرق بهم تاريخ
الأمة ،كعمر المختار وصلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع والقعقاع وخالد
بن الوليد ،لكي يشمخ مجد الأمة وتزدهر معالم حياة العربي.
نعم ،صدام حسين لا ازل وسيبقى يحرك خطونا في المقاومة
والصمود ،ويثير عواصف خيالنا لنبدع في الثقافة والإعلام والبحث العلمي
6
والاخت ارع والاكتشاف ،ونبتكر المسا ارت التي تجدد حيوية حزبنا واباء شعبنا
العربي في كل مكان.
كيف لا يكون بيننا ونحن نعانق القامة الباسقة لرفيقه وأخيه وخليفته
في كل خصال الجهاد والنضال والثبات والإيمان الرفيق الأمين عزة
إب ارهيم ،ورفاق البعث في الع ارق المقاوم العصي على الغ ازة والمحتلين
والخونة ،وشعب الذرى الذي قاده صدام حسين وعزة إب ارهيم وقبلهما الأب
القائد أبا هيثم وكل الأسماء المنقوشة في سفر الذكر السرمدي.
نحن نحتفل بميلاد الرفيق القائد الشهيد صدام حسين ونحن نقترب
من تحرير الع ارق ،بعد أن أوصلنا شعبنا إلى مرحلة الثورة السلمية الباسلة،
حيث أَع َجزنا الغ ازة والمحتلين ،وعبثنا بعمليتهم السياسية ،وأرغمنا العالم
على الاعت ارف بج ارئمه وآثامه ضدنا ،وغيرنا لوحة المواقف لأح ازب وقوى
ودول قريبة وبعيدة.
صدام حسين فينا ....يفلح مع الفلاحين ،يدرس مع الدارسين ،يرتدي
بدلات المهندسين ،يتظاهر في ساحات المتظاهرين ،يقاتل مع المقاتلين
المقاومين ،يشتغل في المصانع مع العمال ،يكتب بأقلام الصحفيين ،يشجع
ويصفق للفنانين ،يربت على رؤوس اليتامى ،يبني بيوتًا للأ ارمل ،يداعب
حزن النازحين.
7
صدام فينا ....حتى يعود الع ارق بيتًا لكل الع ارقيين ،ويعود
المهاجرون والمنفيون والمعتقلون ،ويتوقف نزف النازفين ،عندها سيكون قد
تحول من (فينا) إلى (أيقونة) خلود على جباه الثوار والأح ارر في كل
الدنيا ،فسفر الأبطال لا يغيب أبدًا.
8
الاحتفال بميلاد الشهيد صدام حسين ولاء للعقيدة ووفاء
للبطولة ودم الشهادة.
سبعة عشر عامًا غطتها عمليات عسكرية ومليا ارت الدولا ارت وا اردة
ظالمة لحكومات وأح ازب ومخاب ارت وقنوات وأجهزة إعلام لا عد ولا حصر
لها ،صبت كلها في محاولة تغييب اسم وصورة وانجا ازت الرئيس الشهيد
صدام حسين والرفيق القائد عزة إب ارهيم ورفاقهم الشهداء الأب ارر والأحياء
الثوار ،غير أن النتيجة كانت مخيبة لآمال هذا العالم الفاحش المتوحش،
فبدل أن يتحقق هدف هذا التحالف الغبي فإن زعماءه ورواده ومسِّيريه
يصبحون كل يوم على كابوس مزيد من الانتشار لحضور صدام حسين
وحزبه ورفاقه وشعبه العنيد الصنديد في صيغة عش ارت الملايين من
الصور والمنشو ارت والمقالات والتغريدات والقصائد والبوست ارت على مواقع
التواصل الاجتماعي المختلفة والانترنيت ،وفي كل حا ارت الوطن ،حيث
تنفتح الجد ارن لشعا ارت الحرية.
إنها والله عجيبة العجائب مسنودة معضدة بعون الله وواسع رحمته،
إنها أشبه ما تكون بمعجزة يبث اقتدارها رب العزة في أح ارر الع ارق الأوفياء
9
المتحدين الشجعان ،فيغلبون العالم كله ويحاصرونه ويجبرونه على الت ارجع
والانكفاء تدريجياً والاق ارر ضمنًا وعلنًا أن الغزو وما خسره من أف ارد
ومعدات وأموال واعلام وبحوث وعمل مخاب ارتي وارهاب قد فشل في تغييب
البعث وأمينه العام الشهيد ،ولا حجم أمينه العام المجاهد عزة إب ارهيم ورفاقه
وشعبه ،فظلت تشرق حواضر البعث وأخبار جهاده ونضاله وعودة بعض
من أساءوا إلى القسم باسمه وبعطاءاته المسجلة على صحائف من ذهب
وبحروف من نور.
إن الاحتفال السنوي بذكرى ميلاد القائد الشهيد صدام حسين هو
التعبير الأعمق عن وفاء رفاقه ،يتقدمهم الأمين العام القائد الأعلى للجهاد
والتحرير الرفيق عزة إب ارهيم للعقيدة العربية القومية الوحدوية البعثية ،التي
قدم الرئيس الشهيد رقبته وأولاده وحفيده ورفاقه القريبين والبعيدين ثمنًا للثبات
عليها.
ونحن هنا إذ نحتفل فإننا نبعث الرسائل لأرواحهم الطاهرة ولأرواح
كل شهداء البعث والع ارق والأمة ،بأن الثبات على المبادئ هو فعلنا المعبر
عن الوفاء لدم الشهادة الزكية.
10
ِفي ذِكْرَى ِميَلادِ الرَّئيس صَ َّدام حُسَين :بَ ْينَ ال ّشَعْ ِب وبَ ْينَكَ!
يحتفل الع ارقيون في الثامن والعشرين من نيسان من كل عام بذكرى
ميلاد رئيسهم الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية واي ارن والكيان
الصهيوني بعد غزو الع ارق عام 2003م ،وبعد أن أسرته القوات الغازية
وهو يقود المقاومة الع ارقية ضد الاحتلال ويوقع بقوات الغ ازة ،مع رفاقه في
السلاح ،خسائر تكسر ظهورهم وتغرق أحلامهم وتغير خارطة الص ارع
تدريجياً.
يحتفل الع ارقيون بذكرى ميلاد رئيسهم صدام حسين في بيوتهم في
السليمانية وأربيل ،وفي بغداد والأنبار وكربلاء وديالى والنجف والبصرة،
وفي كل مدن الع ارق ،لأن صدام حسين قد صار أيقونة ع ارقية وعربية
وانسانية ،وأن من استهدفوه بأمته وبوطنه وبحزبه وحياته عربًا وعجماً قد
صاروا حكاية تسخر منها الأزمنة وخ ارباً تعافه النفوس وتشمئز منه الآذان.
"بين الشعب وبينك … .عهد وشفته بعينك" ،كلمات أغنية وطنية
غناها مطرب ع ارقي مشهور اسمه حسين نعمة من عائلة عربية ع ارقية
كانت تعيش في محافظة ذي قار الع ارقية الجنوبية ،فهي إذن ترنيمة جنوبية
11
لابن الع ارق ،فريد زمانه ،العهد المقصود هو بين الشعب وبين صدام
حسين ،فعن أي عهد تحدث حسين نعمة؟
هو عهد بالوفاء والحب قدمه الشعب لصدام حسين يوم شاهده بأم
عينه يبني بيوتًا للع ارقيين ،ويزرع حقولًا للع ارق ،ويحصد معهم حقول
الحنطة والشعير ،ومضمون العهد هو أن يقف الشعب مع صدام حسين
في تأميم النفط وفي بيان 11آذار للحكم الذاتي لأك ارد الع ارق ،وفي خطط
التنمية الانفجارية التي جعلت وجه الع ارق ،طولًا وعرضًا ،يشرق بالمدارس
والجامعات والمصانع والقصور والفنادق والشوارع والم ازرع والسدود
والأنهار ،عهد المشاركة في عرس البناء في صيغة حملات عمل شعبي
لم يشهد لها العرب مثيلًا ،وصيغة اندفاع فريد للد ارسة والتعلم والبحث
العلمي ،وفوق هذا وذاك صيغة تعلو كل عناوين التنمية والعم ارن هي
صيغة الانتماء الحياتي والولاء العضوي للع ارق وللأمة العربية المجيدة.
وهو عهد لقائد فذ يكسر التقليديات والروتين ويعيد للأذهان كل يوم
وقائع عصر صدر الرسالة والخلفاء ومجد بني أمية وبني العباس ،ويمسح
عن وطنه وأمته غبار الانكسار والاندحار والاستلاب ،قائد قابل ملايين
المواطنين في مكتبه وخرج منه كل من قابله يحمل ذكرى يفاخر بها الأزمنة
ويقلدها وساماً لعائلته وعشيرته ،وخرج منها الرئيس بق ارر ينفع الوطن
والشعب ،وبفكرة تردم الفجوة بين السلطة والناس ،وبق ارر يعمق مسيرة ثورة
12
البعث التموزية عام 1968م ،لقاءات كانت ترفد صدام حسين بوعي وفهم
ورؤيا قلما ارتوى مثلها زعيم من قبل.
هو عهد الشعب الذي ازره صدام حسين في ملايين البيوت والمدارس
والساحات والشوارع والاجتماعات والندوات والتجمعات والمهرجانات
والاحتفالات ،وتقدم فيه صدام حسين صفوف الجنود المدافعين عن وحدة
الع ارق وسيادته وك ارمة شعبه.
وسيبقى الع ارقيون يحتفلون بميلاد صدام حسين مجدًا وفخ ًار وزهوًا،
ويغرق من اغتالوه في البؤس وخسارة الدارين وبالفساد والعار والشنار
والسقوط الأخلاقي ،ويحصد غضب الع ارق وشعب الع ارق الذي اعتاد في
حكومته الن ازهة والاجتهاد والتنافس في الوطنية والعفة وحب الشعب
والوطن ،وكان صدام حسين وعزة إب ارهيم خيم َة الوطن وأيقونة الحب
الع ارقي الذي لا يعرف الانقطاع ،وسيبقون يحملون رسالة الأمة الخالدة.
13
ِعيدُ الأَ ْض َحى ال ُمبَارَك ُفرْصَةٌ ِلل ِعرا ِقيّينَ لِ ُمراجَعَةِ ال َّذاتِ
في عيد الأضحى تم اغتيال رئيس جمهورية الع ارق الشرعي من قبل
الاحتلال الأمريكي ،والمنفذون هم حزب الدعوة ،وتيار مقتدى والمجلس
الحكيمي ،وباقي القردة الخاسئين الذين استخدمهم المحتل في عمليته
السياسية الفاسدة الفاشلة ،كان الاغتيال في يوم العيد تكريساً لمنهج شوفيني
عنصري مجوسي معادي للعرب وللمسلمين ،وعدوان على أقدس مقدسات
الأمتين.
وبغض النظر عن وجهات النظر والتقييمات التي تعددت للنظام
الوطني الع ارقي بعد اغتياله ،ولقيادته بعد الغدر بها فإن اغتيال القائد
صدام حسين ورفاقه وقتل ق اربة مليونين ونصف المليون ع ارقي بعد سنة
،2003فإن الواقع الذي لا يمكن تغييبه هو إن صدام حسين ومن قتل
من الع ارقيين هم ع ارقيون عرب ،وتم قتلهم واغتيالهم من قبل إي ارن وأميركا
والكيان الصهيوني ،وهذا يجعل شعب الع ارق أمام واجب رفض الاعتداء
على حياة أبنائه ،إن التناقضات السياسية بين الع ارقيين لا تعطي لطرف
خارجي الحق بقتل الع ارقيين لتمكين آخرين.
14
م ارجعة الأحداث التي عصفت بالع ارق وشعبه ولا ازلت تعصف هو
واجب كل ع ارقي حر شريف ،وواجب الكبار أن يعلموا أولادهم على الحقائق
المغيبة تقربًا إلى الله وخوفاً من عقاب المنافقين يوم لا ينفع مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم.
لقد كشفت العملية السياسية الاحتلالية عن وجوهها كاملة سافرة،
وكشفت بالكامل أهداف غزو الع ارق ،والمتضرر الأول والأخير هم
الع ارقيون ،وهذا الوضوح المطلق يتطلب من كل ع ارقي من عموم الشعب
ومن القوى السياسية الع ارقية الوطنية أن تعيد تشكيل مواقفها العلنية
والسرية ،وأن تصل إلى ق ارر حاسم ونهائي هو تصعيد العمل الشعبي
والمقاومة للاحتلال الإي ارني والأمريكي وللعملية السياسية وهذا يتطلب:
أولاً :خلق القناعات بأن الانتخابات خدعة ودهاء ومكر احتلالي
لإدامة العملية السياسية التي انكشفت كطريق لنهب ثروات الع ارق وتمزيقه،
وعلى الع ارقيين افشالها بمقاطعتها مقاطعة أعظم من تلك التي حصلت في
الانتخابات السابقة.
ثانياً :تجريد الأح ازب الإي ارنية ،كحزب الدعوة وتيار عمار الحكيم
وفيلق بدر مثلًا من أي قاعدة شعبية ،خاصة بعد أن عرف كل الع ارقيين
أن هذه الأح ازب لصوص وقتلة ومتاجرين بالمذهب والدين.
15
ثالثاً :العمل الشعبي العفوي والمنظم لرفض قوانين سلطة الاحتلال
وتشريعاتها ،التي زرعت الفتن والاضط اربات ،وهمشت وأقصت وهجرت
وخربت مدناً وحواضر وحضارة وت ارث ،ومنها الدستور وقوانين الاجتثاث
ومشتقاتها.
إن على شعبنا أن يعمل على توحيد رؤاه الوطنية ،بغض النظر عن
الرؤى السياسية ،لأن الع ارق أهم من كل شيء ،وبدون الع ارق يضيع كل
شيء.
عيد النصر على العدوان الإي ارني وعيد الأضحى مناسبات عظيمة
تستحق التصالح مع الذات ،ومع من لم يخن ويغدر ويقتل ،إنها فرصة
عظيمة للعودة إلى الع ارق الذي عرفه العالم والشعب الذي خبرته البشرية
معطا ًء شجاعًا فطنًا ذكيًا لا تغلبه مؤام ارت وباطنية وتقية فارس.
16
اغتِيا ُل القَائِد َصدَّام حُسين وَتدَاعِيا ِته السِّيا ِس ّيَة والاجتِمَا ِعيَّة
لم يكن صدام حسين رئيس دولة بالمعنى التقليدي ،ولم يكن قائدًا
بسمات دارجة ،بل كان رجلاً قومياً يقود مشروعًا لنهضة الأمة العربية،
يبدأ بتحقيق استقلال حقيقي ناجز سياسي واقتصادي ،وقد جعل هو ورفاقه
وشعبه من الع ارق أرضًا عربية محررة لإشهار المشروع القومي الوحدوي
التحرري الاشت اركي.
كان صدام حسين ورفاقه وشعبه يعملون في الع ارق كغرفة عمليات،
لكن ميدان عملهم الفعلي كان يمتد لكل الأرض العربية ،وميزة غرفة
العمليات تلك أنها كانت تطرح نموذجاً غير مسبوق وتحقق نتائج خطيرة
على المشاريع المضادة للأمة.
هذا هو السبب الرئيسي للتداعيات الخطيرة والكارثية التي ترتبت
ونتجت عن غزو الع ارق واحتلاله ،ومن ثم أسر القائد الشهيد صدام حسين
ومحاكمته محاكمة صورية ،أساءت لدساتير وقوانين العالم كلها ،ولطخت
العدالة والقضاء ليس في الع ارق المحتل فحسب ،بل وفي كل دول العالم،
التي سكتت أو ساهمت بإصدار ق ارر إعدامه.
17
من أعدم صدام حسين هو الاحتلال وأذنابه وكان هدف الإعدام –
الاغتيال هو وأد المشروع القومي برمته ،وهذا ما يفسر كل ما جرى من
سقوط سدود الأمة وانهيار أنظمتها وخنوع المتبقي منها للإ اردة الصهيونية
الإمبريالية الفارسية.
إن إعدام القائد صدام حسين كان مصممًا ليكون مثابة الصعود للمد
الفارسي القومي الاحتلالي للأرض العربية ،ولنشر وباء الطائفية لتمزيق
النسيج الاجتماعي العربي برمته ،إن الم ازج العربي الشعبي العام يركن
الآن إلى حقيقة أن انتشار الطائفية والعرقية وتخريبها للمنظومات
الاجتماعية العربية هو أحد منتجات اغتيال الشهيد صدام حسين ،كما إن
إعادة صياغة الوعي العربي برمته لا ينأى عن قضية اغتياله وتداعياتها
على نشاط البعث وحضوره الثوري والملهم.
18
الأَهْدا ُف الأَساسِيَّ ُة لاغتِيا ِل القَا ِئد َص َّدام حُسَين
ودَ ْورُ ال َرّفيق الأَمين ِعزَّة إبرا ِهيم في َت ْح ِجيم آثَا ِرها الكَا ِر ِث َّية.
عندما تصل الولايات المتحدة الأمريكية ،الامبريالية الصهيونية
الغاشمة الجشعة المجرمة ،إلى حالة الاضط ارر للقيام بتجييش جيوشها
وكل قد ارتها المعروفة ،وتجمع معها عش ارت الدول والأنظمة بكل ما تمتلكه
من إمكانات عسكرية وسياسية واقتصادية واعلامية ،وغزو بلد كالع ارق،
فإن المنطق يقتضي أن تتفق كل شعوب العالم التي لا مصلحة لها في
هكذا فعل إج ارمي إلى توصيف الغزو على أنه عمل إج ارمي معاٍد للإنسانية
وش ارئعها ،وتقف و ارءه ذروة خلاف وتضاد وتقاطع استعصت على الحل
سلمياً ،وهذا التناقض يتلخص بموقف الع ارق من الكيان الصهيوني ،وموقفه
من قضية الاستقلال الناجز سياسيًا واقتصادياً لبلد نام مثل الع ارق ،وموقفه
من مسا ارت التنمية التي تحدد خطوات التطور الفعلي ،ومنه تطور غير
مسموح به لبلدان العالم الثالث ،وتناقض في العقائد السياسية والاقتصادية
والإعلامية والتربوية وغيرها.
وهذا هو جوهر الأسباب التي جعلت أميركا تغزو الع ارق ،وتغتال
نظامه الوطني وقيادته التاريخية ،وعلى أرسها الرئيس الشهيد صدام حسين،
19
وأن تقدم على إصدار تشريعات تتنافى مع روح العصر ،منها الاجتثاث،
الذي نِفّذ بروح إج ارمية طالت الأرواح والأر ازق والسمعة والهوية ،وركزت
على تحويل البعث إلى حزب يتصف بصفات ويحمل أهدافاً ويمارس
ممارسات غير التي عرفها العرب عموماً والع ارقيين خصوصاً ،حيث كانت
فكرة تشويه سمعة الحزب وقيادته وانجا ازته الضخمة توازي من حيث
الأهمية عند أميركا وشركائها بل تتفوق على عملية الغزو نفسها.
غير أن البعث قد تمكن بقد ارت سياسية واعلامية وجهادية ونضالية
من التغلب على الفناء الذي رسم له ،وكان لق ارر الرفيقين صدام حسين
وعزة إب ارهيم بإعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال عبر مقاومة ع ارقية
بعثية باسلة ،هي الأسرع في العالم ،الأثر البالغ في نقل الحزب إلى
مسا ارت الحياة الطبيعية التي ولد فيها ومن أجلها ،حيث هويته النضالية
وحيث الساحات التي ولد وهو مؤهل لتمثيل إ اردة الأمة في التحرر
والانعتاق عبرها ،فأمتنا تجد نفسها حيثما وجدت ساحات الكفاح المسلح،
وحيثما حمل أبناؤها البندقية دفاعاً عن وجودهم وحقوقهم.
إن تواصل القيادة البطولية المقدامة للمقاومة بشخص الرفيق القائد
الأمين عزة إب ارهيم لم تخرج البعث من عنق الزجاجة وخانات الاختناق
المصمم ضده ،بقد ارت الإمبريالية والصهيونية واي ارن الفارسية المجوسية
وأتباعها وذيولها فحسب ،بل أنقذت الع ارق من الضياع التام وأدامت فيه
20
أنفاس العروبة والوحدة الوطنية ،وبثت الآمال ورفعت المعنويات ،وغذت
روح الرفض والمقاومة للاحتلال وللعملية السياسية الاحتلالية العميلة،
ويمكننا القول يقيناً إن الحفاظ على وحدة الحزب التنظيمية وتحجيم وتدمير
مسا ارت الردة والانشقاقات وضبط وحماية النظام الداخلي والحياة التنظيمية
للبعث داخل وخارج الع ارق والحفاظ على قوائم العمل القومي للبعث
وتشكيلاته المختلفة ،ما كان لها أن تتم وتبقي الحزب ارية كفاح ومثابة
رجاء ووعد تحرير وانقاذ لولا قيادة الرفيق العزيز المجاهد الأمين العام
للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير الأستاذ عزة إب ارهيم.
البعث بقيادة الرفيق عزة إب ارهيم نهض ماردًا من جديد ،وتحدى
الردى والفناء ،ونمى شعبيًا ونضاليًا كما تنمو البذور من بين طيات
ومسامات الأرض ،وظل يحمل رجاء الع ارق وشعبه ورجاء الأمة وتطلعها
المتجدد للوحدة والتحرر والانعتاق.
21
انعِكاسَا ُت اغ ِتيا ِل النِّظامِ الوَطَنِي وقَائِدِه صَ ّدَام حُسَين عَلى
ال ُأمَّةِ ال َعرَبِيَّة
كانت النية إج ارء د ارسة ميدانية للخروج بنتائج عملية لهذا العنوان،
غير أن ظروفاً قاهرة حالت دون ذلك وأجبرتنا على تأجيلها لحين آخر،
قناعتنا ال ارسخة المعبر عنها في نبض الشارع العربي بمختلف ش ارئحه
ومستوياته الفكرية ،وهو من يهمنا أصلًا ،وكذلك هي قناعات ش ارئح من
النخب الإعلامية والسياسية والثقافية والأدبية والعلمية الأكاديمية العربية،
هي أن غزو الع ارق واسقاط نظامه الوطني القومي واغتيال الرئيس الأسير
22
صدام حسين بعد محاكمة صورية معدومة الشرعية ،وبلا سقف ولا أساس
قانوني ،قد أدى إلى نتائج مدمرة للع ارق شعبًا وأرضًا وللأمة العربية في
عديد أقطارها أيضاً على مستوى الدول وعلى مستوى الشعب.
غزو ليبيا من قبل حلف الناتو واسقاط دولتها واحتلالها وتمزيقها،
واسقاطها في جحيم الص ارعات الإثنية والقبلية ،والى يومنا هذا ،كان نسخة
معدلة من غزو الع ارق ،ما كان لها أن تتم في مغرب الوطن العربي
بالطريقة التي تمت بها لولا غزو الع ارق واحتلاله ،كان العمل العدواني
الغاشم على ليبيا مرتبط ومعتمد على نتائج تمزيق جبهة السد العربي في
مشرق الأمة الذي نتج عن احتلال الع ارق ،وهو بكل تأكيد مصمم لإنهاك
المشروع القومي العربي ،الذي كان الشعب الليبي يتمسك به بقوة ،ويستطيع
أن يغذيه بطريقة غير مسموح بها طبقاً للمخطط الصهيوني الامبريالي
الصفوي الفارسي.
بعد ليبيا ،كان المشرق العربي مسرحًا لاستكمال طعن العروبة
وتمكين المشروع الفارسي الم اردف للمشروع الصهيوني ،وكان شعب سوريا
العربي الأصيل هو الهدف هذه المرة ،حيث تداعت الامبريالية والصهيونية
والكيانات المدعية للدين فحولت ثورة الشعب السوري على نظام الأسد إلى
مجزرة للشعب السوري ولأرض سوريا الحبيبة إلى مقابر للشعب ولمنج ازته،
وكان الع ارق المحتل مم ًار وساحة تمزيق لذبح سوريا وشعبها ،يتقدم صفوف
23
الذباحين نظام إي ارن المجرم ،والذي كان ع اربًا لإدخال روسيا وأميركا وتركيا
في الص ارع الذي أجهز على سوريا ومزقها ،وما ازلت إلى الآن ترزح تحت
كوارث أنهار الدم وأنقاض المدن المهدمة.
الخليج واليمن ،وما شهده ويشهده من حروب وتمزق سياسي لا
يمكن لمحلل أو أكاديمي أن يعزله عن نكبة العرب في الع ارق ،ولا يمكن
عزل أهداف ما يجري إلا بربطها بنتائج كسر السد الع ارقي الذي كان
يحمي الأمة ويعرقل ويحجم المؤام ارت عليها.
الإق ارر بانعكاسات غزو الع ارق على الحال العربي برمته تعني إق ار ًار
بأن اغتيال الرئيس الع ارقي صدام حسين الذي كان يقود مشروع نهوض
الأمة وعزتها ورفعتها هو أحد أهم عوامل ومسببات تداعي وتهالك الأمن
القومي العربي ،واخت ارقه بكل السبل لتعزيز أمن الكيان الصهيوني وتصعيد
الدور الإي ارني الفارسي في تقوية هذا الأمن القائم على حساب الحق العربي
في فلسطين المحتلة ،فضلًا عن هدف الفرس الخاص بإقامة إمب ارطورية
كسرى على حساب العرب.
24
25
أَهَمُّ ال ُمنْجزاتِ الوَطَنِ َّيةِ والقَ ْو ِميَّ ِة ِلقيا َدةِ الشَّهي ِد صَ َدّام
ُحسَين وال َدّ ْولَة ال َوطَنِيَّة
لنضع بعض ما تحقق للع ارق والأمة في عهد البعث وقيادته
التاريخية يتقدمها القائد الشهيد صدام حسين ونلقي نظرة علمية متفحصة
على أرجحية بعضها على بعض في مسار الإنجا ازت التي وسمت حقبة
السلطة الوطنية بين عام 1968و.2003
ثورة تموز ليس لأغ ارض المفاضلة المجردة ،فكل انجا ازت دولتنا
الوطنية وقيادتها التاريخية كانت إنجا ازت عظيمة ،غيرت وجه الع ارق وكل
ملامحه ،بل لأغ ارض التمعن في أكثرها تأثي ًار في مسا ارت تلك الحقبة
الترفة وأكثرها تأثي ًار في رسم ملامح دولة الع ارق ومناهجها التنموية
والاجتماعية والاقتصادية.
-1الحكم الذاتي /ق ارر تاريخي ،هو الأول من نوعه في المنطقة،
منح أك ارد الع ارق حقوقهم ،وهدفه الأساس تكريس وحدة الع ارق
الوطنية.
-2تأميم النفط /ق ارر ثوري ،طبق أهم مناهج البعث الاقتصادية،
وهو ق ارر سيادي فضلًا عن مضمونه الاقتصادي ،وهو الذي
أثث لأساسات الثورة التنموية العظيمة.
26
-3التنمية الانفجارية /تعظيم الجهد الوطني ،في وحدة الزمن
للتغلب على فجوة التطور القائمة بيننا وبين العالم ،حرق الزمن
مصطلح مجازي يقصد به تعظيم الإنتاج وخطوات التنمية
والتطور في زمن قصير.
-4الانتصار على إي ارن /جاء خميني للسلطة وفي أرسه هدف
عدواني ،هو التدخل بشؤون الع ارق لإسقاط نظامه الوطني ،ببث
الفتن الطائفية يسندها تدخل عسكري عدواني ،حافظت سلطة
البعث على الأمن الوطني والقومي بتوفير مستلزمات رد العدوان
الإي ارني الذي أصر خميني على استم ارره لثمان سنوات.
-5المشاركة في حروب العرب ضد الكيان الصهيوني /ممارسة
قومية هدفها تطبيق مبادئ وحدة المصير العربي ،وايمان البعث
بتحرير فلسطين ،ورد العدوان عن الأمة العربية.
-6التصنيع العسكري /خطوة تنموية ارئدة ،تم خلالها تحويل الع ارق
إلى بلد منتج لأدوات الإنتاج المدنية والعسكرية.
-7الجيش والقوات المسلحة /تم بناءه بصنوف مجهزة بأحدث
الأجهزة وطرق التدريب والكفاءات لحماية الأمن الوطني
والقومي.
27
-8الجيش الشعبي /صيغة جهاد شعبية عززت من قد ارت القوات
المسلحة وساهمت بقوة في تحقيق انتصا ارت الع ارق المختلفة.
-9المسيرة التربوية والعلمية ال ارئدة /إل ازمية التعليم ومجانيته ،كانت
ق ار ارت تحمل كل مضامين تقدم الوطن وسعادة شعبه.
-10ثورة علمية /بدأت بعد تأميم النفط ،وشملت إل ازمية
ومجانية التعليم وزيادة عدد الجامعات والكليات ومعاهد ما بعد
الثانوية ،التوسع الهائل في الد ارسات العليا في كل
الاختصاصات ،إرسال آلاف الطلبة للحصول على الشهادات
العليا في دول العالم المتقدم.
-11بحوث الطاقة الذرية /اهتمت بها قيادة الثورة لإدخال
الذرة والاشعاع في الطب والصناعة والز ارعة ،وتطوير قد ارت
الع ارق البحثية في مجالات الذرة والنواة ،خطوة ذات أبعاد
وغايات متعددة علمية واقتصادية وسيادية.
-12الطرق والمواصلات والاتصالات /أنجزت شبكة عظيمة
في كل الع ارق للطرق المعبدة والجسور والأنفاق ،تم تطوير
قطاع الاتصالات بأحدث التقنيات ،منع الع ارق في سنوات
الحصار من تطويع وادخال تقنيات الاتصالات الفضائية
المختلفة.
28
-13الز ارعة والتجارة /تطورت تطو ًار هائلًا في ظل إدخال
تقنيات الز ارعة الحديثة والمكننة واصلاح الأرض وتوفير المياه
للسقي ،شهدت سنوات الحصار طف ارت كبيرة في توسيع وزيادة
الانتاج الز ارعي لتحقيق الاكتفاء ،وكان قطاع التجارة من
القطاعات التي شهدت تطوي ًار هائلًا خلال سنوات الثورة ،و ازدت
كفاءته المقترنة بنقاء وكفاءة الإدارة والتوزيع ون ازهة الاستي ارد
والتصدير.
-14الصناعة /شهد القطاع الصناعي ثورة عملاقة تمثلت
بتأسيس آلاف الشركات الإنتاجية والمصانع ،وتنوعت لتشمل
مختلف احتياجات البلاد ،وأدخلت أحدث التقنيات والتكنولوجيا.
كان الع ارق ورشة إنتاج ونمو وتطور ،لا بطالة ،لا أمية ،خدمات
بلدية ممتازة ،خدمات طبية مجانية.
بعد هذا الاستع ارض الموجز نقول :كل جزء كمل الأج ازء الأخرى،
والأرجحية لمنجز على آخر نسبية فقط ،فلا أهم ،بل كل المنج ازت هامة.
29
صَ ّدَام ُحسَين أُ ّمَ ٌة في َر ُجلٍ
بعيداً عن العواطف الإنسانية ،وارتكا ًاز إلى ثوابت أخلاقية وسياسية،
ومعطيات كثيرة متجذرة في عمق ضمير الإنسان العربي ،وتأسيسًا على
نتاجات ومنج ازت ثورة البعث في الع ارق التي كان الرئيس القائد صدام
حسين في صدارتها وضمن قيادتها الجماعية ،فإن الذهاب إلى هذا التعميم
بأن صدام حسين أمة في رجل سيجد كامل مبر ارته ومسوغاته:
30
فصدام حسين كان منفذًا أميناً لعقيدة البعث ،ومبح ًار عميقًا في ب ارمج
البعث السياسية والاجتماعية والاقتصادية ،وتفرعاتها التربوية والخدمية،
وروافدها الانتاجية والتنموية المختلفة ،وكان لهذا الإبحار دور محوري في
تكوين والإعلان عن المضامين القيادية للشهيد ومنحه سمات استثنائية
للتمثل الحي والولاء العضوي للعقيدة والاندماج والانصهار الحياتي بها.
وكان ساعيًا مجتهداً في تفعيل الأنشطة القومية عبر قنوات متجددة،
إذ كان لا يضيع فرصة ،بل كان يصنع الفرص ،لتغذية الوحدة القومية
على الصعيدين الرسمي والشعبي ،بل إن محاولاته المستمرة مع رفاقه في
قيادة الحزب والدولة قد صنعت فرص تكامل قومي غير مسبوقة ،وفرص
اتحاد من نوع ما ،معنوي اعتباري ومادي موضوعي غير مسبوقة ،إن
د ارسة التجربة القومية انطلاقاً من أرض الع ارق طوال سلطة البعث ودولته
الوطنية سيجعل التاريخ العربي يشرق بما يرتقي بشموخ الإنسان العربي
في كل الوقائع التي سجلها في العلاقات والاتحادات والصناعة والتجارة
البينية والتكافل والتكامل العسكري.
31
صَدَّام ُحسَين بَ ْع ِث ٌّي ِمثَا ِل ّيٌ مَعَ مَرْتَبَ ِة ال َشّرَف
نحن عشاق البعث لا نرى فيه غير جماله ووسامته التي تفيض بها
كينونته وجوهره الحقيقي ،نحن نعرفه كما عرفه صدام حسين وعزة إب ارهيم،
وكل الرجال الذين افتدوه بأرواحهم ،سلام من الله عليهم ،وكل الذين ما
ازلوا يمسكون به منهجاً لحياة الشرف.
البعث فكرة مقدسة ،وعقيدة مقدسة ،لم تطرح كابتكار ولا فلسفة
ولكنها في ذات الوقت ابتكار أصيل لم يشوبه تقليد ولا محاكاة ،هو ابتكار
جدد طريق وحدة الأمة وطرز هذه الوحدة كقدر حتمي بنقش عربي وزخرف
32
رباني ،يتمثل تاريخ آدم ونوح واب ارهيم وموسى وعيسى ،ويتوقف ملياً وبأناة
عامرة بالتقوى والإيمان في حضرة رسالة الختم المحمدية العربية القرشية
الهاشمية (إن هذه أمتكم أمة وحدة وأنا ربكم فاعبدون) ،لذلك لم ينزلق
البعث لا فك اًر ولا تنفيذًا إلى الجزع من أجل الوصول إلى السلطة ،كما
فعلت وتفعل كل الأح ازب ،ولم يفكر قط بأن يركب قارب الاعتماد على
غير الله وقوة الشعب والأمة في تحقيق أهدافه السامية النبيلة المتمثلة
بثالوثه المقدس في الوحدة والحرية والاشت اركية.
صدام حسين ورفاقه ،وأولهم الرفيق الأمين الوفي الصادق الصابر
المحتسب عزة إب ارهيم انتموا إلى هذه التركيبة الإيمانية المثالية ،فصاروا
بعثيين مثاليين مع مرتبة الشرف.
في حياتهم الشخصية والعائلية والقبلية والشعبية كانوا أبناء الع ارق
والأمة العربية بكل ما لها وما عليها ،ولم يترفعوا إلا عن الصغائر ،ولم
يتنكروا لغير التخلف والفقر والجهل والتجزئة ،كعاهات أكلت حاضر الأمة
وحجمت انطلاقاتها ،وقزمت توقها للرفعة والازدهار ،لذلك كانت السلطة
عندهم ليست سوى طريق للنضال والجهاد من أجل الوحدة والحرية ورفاهية
العرب.
لم يعمل صدام حسين ورفاقه وحزبه إلا لرفعة الشعب وتقدم الوطن،
ليكون في موضع الاستحقاق بين العالم ،لم يعملوا شيئاً قط إلا وهو موضوع
33
مباشرة أو بشكل غير مباشر في مسا ارت وحدة الوطن والأمة العربية،
ومسا ارت حريتها ونماء الحياة ورفاهيتها فيها ولها ،كانوا يحققون البعث
وحدة وحرية واشت اركية في الع ارق ،ليكون الع ارق عاصمة أمة محمد صلى
الله عليه وآله وسلم العربية المجيدة المكرمة بالق آرن وبالتو ارة والإنجيل.
استشهد صدام حسين وهو يقاتل من أجل ثوابت الأمة وحقوقها،
وظل رفاقه يمسكون بذات النهج عروة وثقى ،ولن يحيدوا.
صدام حسين نموذج للبعثي المثالي ،الذي عاش ومضى وهو يفكر
ويعمل ويكتب ويتحدث بعثاً يصوغ مثابات الانقلاب على الذات لإنتاج
مجتمع الوحدة القومية ،ذات السمات الإنسانية والحرية والعدل المتماهي
مع عدل رسالات السماء ،والمستمد منها كل معانيها الجليلة وسبلها النقية
العفيفة الطاهرة البعيدة عن التدنيس والتدليس ،فمادامت الأهداف والغايات
نبيلة فلا طريق لبلوغها إلا بطرق ومسالك نبيلة شريفه تشرق بالأخلاق
والقيم العروبية الإيمانية الأصيلة.
34
35
وَفَا ُء القَائِد ِعزَّة إبرا ِهيم ِلرَفِي ِق دَرْبِه صَدَّام ُحسين َعلا َم ٌة
فَارِقَةٌ أُخْرى فِي سِ ْفرِ البَ ْع ِث ال َعظِيم
تفتقر السياسة العربية المعاصرة ومعظم تشكيلاتها الحزبية وتيا ارتها
المختلفة إلى صفة الإخلاص والوفاء بين من يمضي ومن يخلفه ،فالسمة
الملازمة لعلاقات الخلف بالسلف تنحو إلى مناحي الإساءة والانتقاص
والاتهام بالقصور وعدم أداء الواجب ،وتفجير الأخطاء وتضخيمها ،وتتجه
عادة إلى تكبير وتضخيم دور الخلف بالتعكز على الإساءة للسلف ،غير
أن البعث قد أبرز عبر تاريخ سلطته الوطنية ثلاثة نماذج-للوفاء والتمسك
بأخلاق الرجولة الفذة-نبيلة هي:
وفاء البعث والقيادة وعلى أرسها الرفيق القائد الشهيد الرئيس صدام
حسين ورفاقه وفي مقدمتهم الرفيق الأمين عزة إب ارهيم للرفيق القائد المؤسس
أحمد ميشيل عفلق.
وفاء القائد صدام حسين ورفاقه للرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر.
36
الوفاء الأعظم ،والأكثر إش ارقاً في معانيه الجليلة وظروفه الاستثنائية
الفريدة الذي قدمه وما ازل يقدمه ويحمله الرفيق القائد الأمين عزة إب ارهيم
لرفيق دربه الشهيد صدام حسين.
ونحن إذ نتوقف عند قيم وأخلاق صون الرفقة والأخوة وش اركة القيادة
عند الرفيق عزة إب ارهيم تجاه رفيقه الشهيد القائد صدام حسين وكل شهداء
الحزب ،فلأن لحقبة قيادة الرفيق عزة إب ارهيم للبعث والمقاومة خصوصيات
بارزة واستثنائية ،إنها الحقبة الأخطر على وجود البعث فك ًار وتنظيمًا بسبب
غزو الع ارق الذي استهدف كيان البعث وسلطته وما تمخض عنه الغزو
الإج ارمي من نتائج كارثية على مستوى الوطن والشعب عامة ،والبعث
الذي سلطت عليه آلات وأدوات القتل والاستهداف والاعتقالات والتهجير
والنزوح وقطع موارد الرزق ،وطالت مئات الآلاف من قيادته وكوادره
وأعضائه ،بل وحتى مؤيديه وأصدقائه وعوائلهم ،لقد نالت الاحداث البعث،
حزب الشعب والأمة ،بأذى كبير تشيب له الولدان ،وينكر الصاحب
صاحبه لهول ما قد حل ،إلا أن الرفيق عزة إب ارهيم لم تهتز له شعرة،
فصار منارة للثبات ،يتعزى به ويقتدي كل رفاق البعث ،ومن بين ذلك أنه
لم يتعرض لشخص الرفيق القائد الشهيد صدام حسين ولا بكلمة واحدة ،بل
على العكس ظل يمجده ويثني على قيادته ويؤكد صحة منهجه الوطني
37
والقومي والإنساني ،الأمر الذي عاون الحزب على الخروج من المحنة
وقَوى عوده وكرس أخلاقياته وثوابته العروبية الإيمانية.
وقد شهدنا الكثير من التخرصات ومحاولات تقويض الصلة والمنهج
والموقف من بعثيين تساقطوا وارتدوا وخارت قواهم ،ومن وسائل إعلام
مختلفة ومتعددة الهويات والاتجاهات ،لكن ما صح غير الصحيح ،وما
ثبت إلا الحق الذي عبرت عنه مبدئية وصدق ونقاء القائد العزيز الرفيق
الأمين عزة إب ارهيم ،فصرنا كلنا كمناضلين في البعث نعتز ونتباهى ونفتخر
بالصلة الرفاقية الفذة التي ثبت عليها القائد عزة إب ارهيم وفاءًا لرفيقه وأخو
عمره صدام حسين ،تحيات مباركة للسلف البطل ،وللخلف الشجاع ،الذي
ما ازل يقبض على جمر الموقف بكل تفاصيله وألوانه ،صاب ًار محتسباً،
وظل يضخ لشعبه ولأمته ولحزبه قيمًا نبيلة وأخلاقيات سامية ،ستظل عبرة
لمن يعتبر وأسرجة نور للتاريخ.
38
وَقْفَةٌ ُمتَجَ ِدّدَ ٌة مَعَ أَبْرَ ِز السِّمَا ِت القِيَا ِد َّية ِلل َّشهيدِ صَ َّدام
حُسَين
تماشياً مع الأهداف الإنسانية والسياسية القومية الوطنية التحررية
وتماشياً مع روح الوفاء لاستذكار واقعة اغتيال سيد شهداء العصر صدام
حسين رحمه الله ،فإننا في كل دورة سنوية لهذا الاحتفاء المهيب نجد أنفسنا
مرغمين على التوقف عند بعض سمات صاحب الذكرى الخالدة القيادية
المتفردة ،كما عرفناها وعايشناها ،إن هكذا نهج فكري واعلامي لا يجافي
الإبداع المتوقع الذي يتحدى التك ارر والسرد النمطي ،بل يقفز بكفاءة
وعفوية إيجابية إلى محاولات إبداعية سنظل نتوخاها على المدى.
البحث في سمات الشهيد صدام حسين عبر عملية تشريح عضوي
لشخصيته وكينونته الوطنية والقومية والإنسانية من جهة ،وعبر التوقف
مع محطات مشهودة صقلت تاريخ ومنتجات الشهيد على الصعد الفكرية
والاجتماعية والسياسية والعسكرية والتربوية والاقتصادية وغيرها ،وليس
عملًا إنشائياً مجردًا.
كان لصدام حسين فكر عسكري ومنهج تسليح منفتح ومستقل.
39
وكان ينظر لشعبه من موقع المعلم ،والأدوار المقدسة للمعلم النافذ
ببصره إلى كل جزئيات الحياة التي تحتاج إلى إعادة صياغة واعادة
تشكيل.
وكان قارئًا ممتا اًز للفكر القومي ،وكان قارئًا مستفيدًا إذ عبر عن
قد ارت استثنائية في الوعي القومي للدين والت ارث وللديمق ارطية والاشت اركية
العربية.
كان محباً لشعبه ،حانيًا عليه.
كان صارمًا حازماً مع الخونة والعملاء.
كان كريمًا لا يرد طالبًا ولا سائلًا.
كان كبي اًر يبحث عن الأفعال التاريخية التي تخدم الأمة ،وتسمو
نفسه عن الصغائر والجزئيات التي ينشغل بها كثيرون ،كان عزيز نفس،
وكبير مقام ،تنبع من ذاته الكبرياء كما ينبع الماء ال لزال من مكامنه في
جوف الأرض وكما ينزل الغيث من كبد السماء بلا تكلف ولا تصنع.
صدام حسين كان إنسانًا وأبًا وقائدًا مناضلًا شجاعاً مؤمنًا عالمًا
متجدداً إيجابيًا ثابت الجنان ،كان رجلاً بكل معاني الرجولة ،وانساناً بكل
معاني الإنسانية ،ويكفيه فخ ًار وشرفاً أن من اغتالوه هم أعداء الع ارق والأمة
العربية ،وقد سقطوا في الأرض قبل أن يسقطوا في جحيم جهنم.
تم بعون الله تعالى.
40
بعون الله تعالى 41