The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nourd79, 2019-05-16 01:43:36

حلقة بحث البيئة

حلقة بحث البيئة

‫جامعة حلب‬
‫كلية الهندسة المدنية‬

‫قسم مدني عام‬
‫مادة البيئة‬

‫الذوبان العظيم‬
‫في غرينلاند‬

‫بإشراف‬
‫د‪ .‬هيثم حبوب د‪ .‬شيرين قبرطاي‬

‫إعداد‬
‫الطالبة آلاء بستاني‬

‫للعام الدراسي ‪2019-2018‬‬

‫جامعة حلب‬
‫كلية الهندسة المدنية‬

‫قسم مدني عام‬
‫مادة البيئة‬

‫الذوبان العظيم في غرينلاند‬

‫بإشراف‬

‫د‪ .‬هيثم حبوب‬
‫د‪ .‬شيرين قبرطاي‬

‫إعداد‬
‫الطالبة آلاء بستاني‬

‫للعام الدراسي ‪2019-2018‬‬

‫‪1‬‬

‫أهدف البحث‪:‬‬

‫هناك مجموعة من الأهداف التي تسعى هذه الدراسة إلى تحقيقها يمكن تلخيصها بالنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف مصطلح ال ُمناخ والتغير ال ُمناخي‪.‬‬
‫‪ ‬آثار التغير ال ُمناخي على الكرة الأرضية‪.‬‬

‫‪ ‬مقارنة بين القطبين الشمالي والجنوبي‪.‬‬
‫‪ ‬شرح أسباب ذوبان الجبال الجليدية في القطب الشمالي وجزيرة غرينلاند‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة العوامل الفيزيائية والبيولوجية المسببة لذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند‪.‬‬

‫‪ ‬معرفة التيار النفاث وآثاره على أحوال الجو‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬

‫تكمن أهمية البحث في توضيح آثار التغير ال ُمناخي الناتجة عن رفع النشاط البشري لنسب الغازات‬
‫الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة‪ ،‬ومدى تأثيرها الكبير على العديد من‬

‫المظاهر الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى كالجبال والبحار والمحيطات والأنهار‪.‬‬
‫المناخ‪ :‬هو حالة الجو السائدة في منطقة ما من حرارة وضغط ورياح ورطوبة وتهطال لمدة زمنية‬
‫معينة‪ ،‬والتغير المناخي هو أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الجو العامة يحدث لمنطقة‬
‫معينة‪ ،‬معدل حالة الجو يمكن ان يشمل معدل درجات الحرارة‪ ،‬معدل تساقط الامطار‪ ،‬وحالة الرياح‪.‬‬
‫هذه التغيرات يمكن ان تحدث بسبب العمليات الديناميكية للأرض كالبراكين‪ ،‬أو بسبب قوى خارجية‬
‫كالتغير في شدة الاشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة‪ ،‬ومؤخراً بسبب نشاطات الإنسان مثل قطع‬
‫الغابات وحرق الاشجار أو بسبب رفع نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس‬

‫المزيد من الحرارة‪ ،‬مما يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي‪.‬‬
‫الغازات الدفيئة‪ :‬هي غازات توجد في الغلاف الجوي تتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة التي تفقدها‬
‫الأرض (فوق البنفسجية) فتقلل ضياع الحرارة من الأرض إلى الفضاء‪ ،‬مما يساعد على تسخين جو‬
‫الأرض وبالتالي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتعد الصين أكبر الدول في حجم انبعاثات‬

‫الغازات الدفيئة‪.‬‬
‫الاحتباس الحراري‪ :‬يعني ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية الغازات‬

‫الدفيئة‪.‬‬
‫تساعد الغازات الدفيئة في احتجاز كمية أكبر من هذه الإشعاعات‪ ،‬وبالتالي تعمل على زيادة درجة‬

‫حرارة سطح الأرض وتؤدي لحدوث ظاهرة الاحترار العالمي‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫الآثار كسلسلة من الاستدلالات‪ :‬يشرح المخطط التالي تأثير الغازات الدفيئة المنبعثة على‬

‫المناخ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫عواقب الاحترار القطبي‪:‬‬

‫درجة حرارة المناخ في القطبين الشمالي والجنوبي ترتفع مما يؤدي الى حدوث ظاهرة الاحترار‬
‫القطبي التي لها اثار عالمية ومنها ‪:‬‬

‫‪ .1‬تحول مناطق الغطاء النباتي وتغير تنوع الأنواع النباتية والحيوانية وتوزيعها‪.‬‬
‫‪ .2‬مواجهة العديد من المجتمعات والمرافق الساحلية للعواصف بشكل متزايد‪.‬‬
‫‪ .3‬الزيادات الإجمالية في هطول الأمطار‪.‬‬

‫‪ .4‬ذوبان التربة الصقيعية وانخفاض كبير في الجليد البحري وحجم الأنهار الجليدية‪.‬‬
‫‪ .5‬سوف يؤدي ذوبان الجليد الى تعطيل النقل والموانئ والمباني الحيوية المطلة على السواحل‬

‫وغيرها من الهياكل الأساسية‪.‬‬
‫‪ .6‬زيادات في الجريان السطحي للأنهار وارتفاع مستوى البحر‪.‬‬
‫‪ .7‬مواجهة السكان الأصليين لتأثيرات اقتصادية وثقافية‪ ،‬حيث يعتمد العديد من الشعوب الأصلية‬
‫على صيد الدب القطبي‪ ،‬والرعي‪ ،‬ورعي الرنة‪ ،‬وصيد الأسماك‪ ،‬ليس فقط من أجل الغذاء‬
‫ودعم الاقتصاد المحلي‪ ،‬ولكن أيضا كأساس للهوية الثقافية والاجتماعية‪)4( .‬‬

‫بدأ الغطاء الجليدي الشمالي بالتقلص منذ سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬حيث أدى الاحتباس الحراري‬
‫إلى خسارة نحو ثلاثة أرباع حجمه حتى الآن‪ .‬ولكن موجة الحر الأخيرة في منطقة القطب الشمالي‬
‫صدمت العلماء‪ ،‬فقد تجاوزت درجات الحرارة في أجزاء من القطب الشمالي الروسي معدلها بـ ‪33‬‬

‫درجة مئوية‪ ،‬وفي بعض الأماكن الأخرى بـ ‪ 20‬درجة مئوية‪)3( .‬‬

‫هل درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بشكل أسرع بكثير من بقية الكوكب‪!...‬‬

‫ارتفاع درجات الحرارة عالمياً يسبب ذوبان المزيد من الجليد البحري في القطب الشمالي‪ ،‬وخلافاً‬
‫للقارة القطبية الجنوبية‪ ،‬فإن ذوبان الجليد هنا يكشف قاع المحيط المظلم‪ ،‬الذي يمتص أشعة شمس‬

‫بمقدار أكبر من الجليد فترتفع درجة حرارته أكثر‪)3( .‬‬

‫العلاقة بين المحيطات والنظام المناخي‪:‬‬

‫يجهل البعض أثر المحيطات على مشكلة تغير المناخ التي تُعد من أبرز المشكلات في وقتنا الحالي‪،‬‬
‫ويمكن توضيح الدور الأساسي للمحيطات على النظام المناخي والعكس إذا علمنا أن المحيطات تشكل‬
‫نسبة ‪ %71‬من مساحة سطح الأرض وعلى عمق يتراوح ما بين ‪ 4,000‬إلى ‪ 11,000‬قدم وهي‬
‫مسافة قد تضاهي ارتفاع أعلى سلاسل الجبال على مستوى العالم (سلاسل جبال إيفرست التي يبلغ‬

‫ارتفاعها ‪ 8848‬متر فوق سطح البحر)‪.‬‬

‫تعتبر أعماق المحيطات مخزنًا هائ ًلا لغاز ثاني أوكسيد الكربون‪ ،‬ويمكن اختزان الكربون في أعماق‬
‫المحيطات لآلاف السنين‪ ،‬فتمتص مياه البحار جزيئات ثاني أوكسيد الكربون أثناء ملامستها الهواء‬
‫وبالتالي تساعد على تنقية الغلاف الجوي من نسب كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون من خلال‬

‫الهبوط بجزيئاته إلى أعماق المحيطات‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫مقارنة بين القطبين الشمالي والجنوبي‬

‫الجنوبي‬ ‫الشمالي‬ ‫وجه‬
‫المقارنة‬
‫القطب الجنوبي هو أرض تش ّكل قارة كاملة بجبالها وبحيراتها‬ ‫القطب الشمالي هو في حقيقته محيط‬ ‫جغرافيا ً‬
‫مغطاة بالجليد ومحاطة بالمحيط لذلك تسمى بالقارة القطبية‬ ‫متج ّمد محاط بالأراضي لذلك يسمى‬
‫الجنوبية‪ .‬يحتوي القطب الجنوبي على حوالي ‪ %90‬من‬ ‫الملكية‬
‫المحيط المتجمد الشمالي‪.‬‬
‫الثلج الموجود في العالم و‪ %70‬من الماء العذب‪.‬‬
‫مناطق القطب الشمالي تخضع سياسياً‬
‫على الرغم من وجود الكثير من أعلام البلاد المغروسة في‬ ‫لعدة دول هي كندا‪ ،‬والولايات المتحدة‪،‬‬
‫أراضي القطب الجنوبي‪ ،‬والتي غرسها المستكشفون في‬ ‫وروسيا‪ ،‬والسويد‪ ،‬وفنلندا‪ ،‬والدانمارك‪،‬‬
‫رحلاتهم؛ فإن القطب الجنوبي يظ ّل هو الأرض الوحيدة على‬
‫الكوكب التي لا تتبع أي دولة وغير مملوكة لأي شخص؛ فلا‬ ‫وإيسلندا‪ ،‬والنرويج وغرينلاند‪.‬‬
‫يوجد للقارة تاريخ لسكان أصليين أو ما شابه‪ ،‬كما أنها‬
‫محكومة سياسياً بواسطة معاهدة القطب الجنوبي الموقعة عام‬
‫‪ ،1959‬وتن ّص المعاهدة على أن تظ ّل أراضي القطب‬

‫الجنوبي مخصصة للأغراض السلمية والعلمية‪.‬‬

‫هناك احتمالات وجود بترول في القطب الجنوبي؛ لكن‬ ‫أن ربع احتياطي العالم من البترول غير‬ ‫الذهب‬
‫معاهدة القطب الجنوبي تجعل من عملية استغلاله ‪-‬إن وجد‪-‬‬ ‫المستغل موجود في مناطق القطب‬ ‫الأسود‬
‫الشمالي‪.‬‬
‫أمراً غير ممكناً في الوقت الحالي‪.‬‬

‫نسبة الذوبان والتصدع للجليد في القارة القطبية الجنوبية أقل‬ ‫أن القطب الشمالي هو طبقة رقيقة من‬ ‫التصدع‬
‫بكثير من القطب الشمالي كونها أرض محاطة بالمحيط‬ ‫الثلج المتجمد فوق المحيط؛ فهو حساس‬ ‫والذوبان‬
‫ومخصصة للأبحاث العلمية ولا توجد فيها مصانع تنتج‬ ‫جداً للتغييرات المناخية‪ ،‬وارتفاع درجات‬
‫غازات ضارة بالكنز الأبيض‪.‬‬ ‫الحرارة في فصل الصيف يؤدي إلى‬

‫ذوبان جزء كبير من الثلج وحدوث‬
‫صدوع كبيرة‪.‬‬

‫القارة القطبية الجنوبية مغطاة بجليد تصل سماكته إلى ‪ 2133‬متر (‪ 7000‬قدم) تقريباً‪ .‬وإذا ما ذابت القارة‬
‫القطبية الجنوبية‪ ،‬سترتفع مستويات البحار في العالم حوالي ‪ 61‬متر (‪ 200‬قدم)‪ .‬لكن بسبب كون درجة‬
‫الحرارة الوسطية للقارة القطبية الجنوبية هي ‪ 37‬درجة تحت الصفر‪ ،‬فإن الجليد غير معرض لخطر الذوبان‪.‬‬

‫في الطرف الأخر من العالم "القطب الشمالي"‪ ،‬لا تصل سماكة الجليد إلى مستويات قريبة مما هو موجود في‬
‫القطب الجنوبي‪ ،‬وفي الحقيقة يطفو جليد القارة القطبية الشمالية )‪ (Arctic‬في المحيط المتجمد الشمالي‬

‫‪5‬‬

‫وهناك كمية كبيرة من الجليد الذي يُغطي غرينلاند‪ ،‬وهو يُضيف حوالي ‪ 7‬متر (‪ 20‬قدم) إلى مستويات‬
‫المحيطات فيما لو ذاب‪ .‬وبسبب كون غرينلاند موقعها الفلكي (الامتداد على درجات العرض) أكثر قرباً إلى‬
‫خط الاستواء من القطب الجنوبي‪ ،‬تكون درجة الحرارة هناك أعلى‪ ،‬وبالتالي من المرجح أكثر ذوبان الجليد‬

‫فيها‪)10( .‬‬

‫‪6‬‬

‫لمحة عن جزيرة غرينلاند‪:‬‬

‫تقع جزيرة جرينلاند في شمال ال ُمحيط الأطلسي بقارة أمريكا الشمالية ويقع بجانبها ُكل من كندا‪،‬‬
‫وآيسلاندا‪ ،‬والنرويج‪ ،‬وتعتبر غرينلاند جزء من قارة أمريكا الشمالية كما تعد أكبر جزيرة في العالم‪،‬‬
‫حيث تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي ‪ 2.2‬مليون كيلومتر مربع‪ ،‬تبلغ مساحة الغطاء الجليدي ‪1.76‬‬
‫مليون كم‪ ،2‬أو حوالي ‪ ٪80‬من المساحة‪ ،‬ينتج عن هذا الامتداد الكبير تباينات مناخية واسعة في‬
‫غرينلاند‪ .‬بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الغطاء الجليدي له تأثير مميز في كل مكان‪ .‬باستثناء بعض الوديان‬

‫المحمية في جنوب غرينلاند‪.‬‬

‫يبلغ متوسط درجة الحرارة في القطب الشمالي خلال أكثر شهور السنة دفئًا أقل من ‪ 10‬درجات‬
‫مئوية‪ .‬يهيمن التيار القطبي شرق غرينلاند على الساحل الشرقي‪ ،‬حيث يسهم بتغطية الساحل بطبقة‬
‫من الثلج يزيد سمكها على متر واحد خلال أشهر الشتاء الستة‪ .‬وخلال فصل الصيف‪ ،‬تنحدر كتل‬

‫الجليد الكبيرة ببطء‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫تهيمن صفيحة غرينلاند الجليدية على الجليد في القطب الشمالي‪ ،‬على مدى العقدين الماضيين ازدادت‬
‫مساحة الذوبان في صفيحة غرينلاند الجليدية في المتوسط بنحو ‪ ٪ 0.7‬في السنة (أو حوالي ‪٪ 16‬‬

‫في الفترة من ‪ 1979‬إلى ‪)5()6( .)2002‬‬

‫‪8‬‬

‫ذوبان الجليد وزيادة الجريان السطحي للأنهار قد ينعش شمال الأطلسي‪:‬‬

‫في العشرين عا ًما الماضية‪ ،‬انخفض حجم الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي‪.‬‬

‫وقد تم إيلاء الكثير من الاهتمام بعد إعلان ناسا عن ذوبان سطح قياسي للجزيرة في منتصف يوليو‬
‫‪ 2012‬ويثير حدث الذوبان العظيم في ‪ 2012‬أسئلة حول سبب هذا الصهر السطحي للطبقة الجليدية‬
‫بأكملها تقريبًا ومدى احتمال تكرارها او حدوثها في المستقبل‪ ،‬يتم ترشيح سببين واضحين لذوبان‬

‫سطح الجليد على نطاق واسع‪:‬‬

‫الأول‪ :‬هو كتل الهواء الأكثر دفئا فوق الغطاء الجليدي‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬تأثير المحيط الأكثر دفئا‪)8( .‬‬

‫أوضح البروفيسور بيتر وادهامز من جامعة كامبريدج ما يمكن أن يكون قد ساهم في الانهيار غير‬
‫المسبوق على أساس سنوي منذ أواخر القرن العشرين‪ ،‬كان الجليد البحري يتقلص ببطء مع تغير‬
‫المناخ‪ .‬كما أشار آخر تقدير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من عام ‪ 2007‬إلى أن الجليد‬
‫البحري الصيفي سيستمر ‪ 70‬سنة أخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تقلص مؤخرا لأن الجليد أصبح أرق‪ .‬تسبب‬
‫الاحترار العالمي الذي يؤثر على المحيطات والغلاف الجوي في انخفاض نمو الجليد خلال فصل‬

‫الشتاء‪.‬‬

‫يلعب سمك وعمر الجليد دو ًرا مه ًما في هذا الانهيار‪ .‬الجليد الأرق يذوب بشكل أسرع‪ ،‬وأضاف‬
‫وادهامز‪ ،‬منذ عقود مضت كان المحيط المتجمد الشمالي مغطى بالكامل تقريبًا بالجليد متعدد السنوات‪،‬‬

‫‪9‬‬

‫حيث كان لدينا الجليد منذ أكثر من عام‪ .‬الآن لا يمكن العثور على جليد متعدد السنوات إلا في منطقة‬
‫محدودة قبالة الساحل الشمالي لجرينلاند وجزيرة بافن في كندا‪.‬‬

‫ليس فقط الجليد البحري الذي يذوب في القطب الشمالي‪ .‬فهناك ايضاً الكتل الجليدية والانهار الجليدية‪،‬‬
‫"أكثر الأنهار الجليدية نشاطا في غرينلاند ‪ -‬نهر جاكوبسهافن الجليدي ‪ -‬المستخدم في التدفق إلى‬
‫المحيط بسرعة ‪ 7‬كم في السنة‪ ،‬والآن ارتفع هذا إلى ‪ 15‬كم في السنة‪ ،‬مما يعني ضعف كمية الجليد‬

‫التي يتم إطلاقها في المحيط " والجبال الجليدية مما يسهم ذلك في ارتفاع مستوى سطح البحر‪)1( .‬‬

‫‪10‬‬

‫مستويات البحر في الارتفاع‪:‬‬

‫تحتوي الطبقة الجليدية في غرينلاند على كمية كافية من المياه لزيادة مستويات سطح البحر في العالم‬
‫بمقدار ‪ 7‬أمتار إذا ما تم ذوبانه بالكامل في أي حال فسيستغرق الأمر عدة قرون‪.‬‬

‫تشير التقديرات إلى أن الانصهار الأخير للطبقة الجليدية في غرينلاند قد ساهم في ارتفاع مستوى‬
‫سطح البحر بمقدار ‪ 0.7‬مليمترا في السنة (حوالي ربع إجمالي الارتفاع العالمي في مستوى سطح‬
‫البحر بنحو ‪ 3.1‬مم ‪ /‬سنة)‪ .‬اعتما ًدا على النموذج والسيناريو المستخدم وبمجرد ارتفاع مستوى سطح‬
‫البحر‪ ،‬يكون من الصعب ج ًدا سقوطه مرة أخرى‪ .‬في الوقت الحالي‪ ،‬يرتفع مستوى سطح البحر‬

‫بحوالي ‪ 3‬ملم في السنة‪ ،‬ولكن مع تغير المناخ‪ ،‬من المرجح أن يرتفع هذا المعدل‪.‬‬
‫هناك عوامل مختلفة وراء ارتفاع مستوى سطح البحر‪ .‬حوالي ثلث الارتفاع يرتبط بالتمدد الحراري‬
‫للمحيطات وذوبان الأنهار الجليدية الجبلية‪ .‬كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر ليس حدثاً موحداً؛‬
‫ستشهد بعض مناطق العالم ارتفاعاً أعلى من المتوسط في مستويات سطح البحر‪ ،‬بينما ستشهد أجزاء‬
‫أخرى انخفاضاً بسبب قوى الجاذبية التي تعمل بشكل مختلف عبر الكوكب‪ .‬علاوة على ذلك‪ ،‬من غير‬
‫المتوقع أن يتوقف ارتفاع مستوى سطح البحر في نهاية القرن‪ .‬وبالتالي‪ ،‬سيحتاج واضعوا السياسات‬

‫وسكان المناطق الساحلية إلى الاستعداد لمزيد من الارتفاع في القرن القادم‪)1( .‬‬

‫‪11‬‬

‫تؤدي درجات الحرارة الأكثر دفئًا في القطب الشمالي إلى تسريع عملية الانصهار‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫ظهور أسطح داكنة على البحر والبر‪ .‬تحتفظ هذه الأسطح الداكنة بجزء أكبر من الطاقة الشمسية بدلاً‬

‫من عكسها‪.‬‬
‫درجات حرارة الهواء والماء الأكثر دفئًا في المنطقة تؤثر أي ًضا على الأرض المحيطة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫التربة الصقيعية‪ ،‬التي بدأت في الذوبان تحتوي التربة الصقيعية في القطب الشمالي على ثاني أكسيد‬
‫الكربون وكميات كبيرة من الميثان‪ ،‬الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي عندما تذوب التربة الصقيعية‪.‬‬

‫الميثان هو من الغازات الدفيئة أقوى ‪ 20‬مرة من ثاني أكسيد الكربون‪)1( .‬‬
‫ان درجات الحرارة العالية وحدها لا يمكن أن تفسر التآكل الشديد للجليد في غرينلاند‪ .‬يبدو أن فصول‬
‫الصيف الحارة غير المعتادة هي بسبب الميكروبات والطحالب التي تنمو على نحو متزايد على سطح‬
‫الغطاء الجليدي الرطب‪ ،‬منتجة الخضاب التي تعزز امتصاص الجليد للطاقة الشمسية ويبدو أن السخام‬
‫والغبار اللذان يكسبان الجليد لوناً داكناً والقادمين من المناطق القريبة من خط الاستواء يلعبان أيضاً‬

‫دوراً‪ ،‬مماثلا لدور التغيرات في أنماط الطقس‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫عند الذوبان وإعادة التجمد‪ ،‬تفقد بلورات الثلج شكلها ذو النهايات المدببة وتنمو بشكل أكبر وأكثر‬
‫استدارة‪ ،‬بالتالي تقل انعكاسية الثلج بنسبة تصل الى ‪ %10‬وبارتفاع الامتصاص وكذلك درجات‬

‫الحرارة يتسارع الذوبان‪.‬‬

‫العوامل الفيزيائية والبيولوجية المسببة لذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند‪:‬‬

‫‪ .1‬بلورات مدورة‪ :‬دورات التجمد والإذابة تشكل جزيئات جليد مدورة تمتص حرارة أكثر‬
‫من الثلج الجديد‪.‬‬

‫‪ .2‬ثلج ملون‪ :‬تنتشر الطحالب والجراثيم بزيادة السائل وارتفاع درجات الحرارة‪.‬‬
‫‪ .3‬جليد قذر‪ :‬يُشكل كل من السخام وجسيمات الهباء الجوي والغبار بقع داكنة قد تساهم في‬

‫النمو الميكروبي‪.‬‬
‫‪ .4‬ثقوب غبار دقيقة‪ :‬يشكل الغبار والسخام والميكروبات مادة لزجة سوداء تتجمد في حفر‪.‬‬
‫‪ .5‬المياه تحت الجليدية‪ :‬قد تس ّرع المياه الذائبة المتدفقة من حركة الأنهار الجليدية عن طريق‬

‫تزليق الطبقة السفلية تحت الجليد الضخم‪.‬‬
‫وتشكل الماء السائل يعزز وجود الأحياء النباتية والجرثومية والتي بدورها تجعل الجليد داكناً‬

‫أيضا‪..‬‬
‫ويقول عالم الغلاف الجوي جيم ماكويد من جامعة ليدز في المملكة المتحدة‪“ :‬يعتقد الناس أن‬
‫الغطاء الجليدي في غرينلاند نظيف جداً وجميل لكن المشهد في حالة فوضى حيث اندمجت‬
‫مخاريط الغبار الدقيق في برك وأحواض كريهة‪ ،‬في حين يتدفق نهر قوي على بعد بضعة أمتار‬

‫بشكل مستعرض عبر الأراضي الجليدية القذرة "‪)2( .‬‬

‫‪13‬‬

‫تسجيل الخسائر‪ :‬بسبب زيادة الذوبان لم يعد‬
‫تساقط الثلوج كافياً لتعويض الخسائر‬
‫الديناميكية من انفصال الجبال الجليدية مما‬

‫يؤدي إلى زيادة في إجمالي الخسارة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫حواف جرداء‪ :‬تبين مقاييس الارتفاع‬
‫الفضائية أن حواف الغطاء الجليدي انخفضت‬
‫بسبب ذوبان الثلج والجليد السطحي والأنهار‬

‫الجليدية التي تفصل الجبال الجليدية‪.‬‬

‫سبل العيش في القطب الشمالي‪:‬‬

‫حيث تعتبر طبيعة غرينلاند والحياة البرية والطريقة البشرية للحياة فريدة من نوعها في مناطق القطب‬
‫الشمالي‪ ،‬إن الطبيعة في هذه المناطق النائية فخمة وقاسية بقدر ما هي حساسة وعرضة للتأثر‬
‫بالتغيرات والاضطرابات‪ .‬تعد الحياة البرية في القطب الشمالي استثنائية ومتكيفة بشكل جيد مع‬
‫العناصر الباردة والجليدية في هذا الجزء من العالم‪ ،‬بحيث يمكن أن يكون للتغيرات في البيئة آثار‬
‫شديدة‪ ،‬وفي أسوأ الأحوال تكون قاتلة‪ ،‬على السكان الذين يعيشون هنا‪ .‬تستحق الطبيعة والحياة البرية‬
‫في القطب الشمالي الحفاظ على مستقبلها‪ ،‬حتى يتمكن جميع أطفال أطفالنا أي ًضا من الاستمتاع بعجائب‬

‫المنطقة القطبية الشمالية النادرة‪.‬‬
‫بالإضافة إلى احتمالية التسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر والمساهمة في ارتفاع درجة حرارة‬
‫الأرض‪ ،‬فإن ذوبان القطب الشمالي يمكن أن يغير أي ًضا مستويات ملوحة المحيطات ويؤثر على‬
‫التيارات المحيطية‪ .‬علاوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن يؤدي زيادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون في‬
‫المحيطات إلى تحمض المحيطات وهذا بدوره يمكن أن يغير تكوين وتوزيع الأنواع الرئيسية في‬
‫القطب الشمالي مثل القشريات والعوالق‪ .‬سوف تؤثر التغيرات المناخية والبيئية في القطب الشمالي‬
‫أي ًضا على موائل الطيور والأسماك والثدييات البحرية التي تتكاثر وتنمو في القطب الشمالي خلال‬

‫الصيف‪.‬‬
‫من المحتمل أن تتأثر سلاسل الأغذية البحرية‪ ،‬الموجودة في القطب الشمالي على الفور‪ ،‬بحمض‬
‫المحيطات الناجم عن ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون نفسه‪ ،‬حيث من المتوقع أن يؤثر التركيز‬

‫على الكائنات الحية التي بها قواقع وهياكل الكالسيوم‪)9( )1( .‬‬

‫‪15‬‬

‫يعيش ما يقرب من أربعة ملايين شخص في منطقة القطب الشمالي وقاموا بتطوير مجتمعاتهم‬
‫واقتصادهم لتناسب بيئتهم‪ .‬ويتطلب تغير المناخ ودرجات الحرارة الأكثر دفئًا على أن يتكيفوا مع‬

‫الظروف الجديدة‪.‬‬

‫سلطت رئيسة تمثيل جرينلاند في الدانمرك‪ ،‬الضوء على التحديات اليومية التي يتعين على سكان‬
‫جرينلاند مواجهتها بسبب التغير المناخي‪ :‬كمثال‪ ،‬نحن نكافح حاليًا وباء الفطريات افي الإسكان لدينا‪.‬‬
‫يصاب عدد متزايد من المنازل والمباني العامة بالفطريات‪ ،‬التي لم تكن ظاهرة حتى الآن في غرينلاند‪.‬‬

‫هذا له آثار كبيرة على صحة الإنسان وعلى اقتصادنا‪.‬‬

‫يعتمد اقتصاد جرينلاند حاليًا اعتما ًدا كليًا على الدخل من المصايد الصناعية‪ ،‬وخصو ًصا مصايد‬
‫الروبيان‪ .‬الأنواع التي يتم اصطيادها تقليديًا مثل الختم‪ ،‬الفظ‪ ،‬الدب القطبي وكذلك مجموعة من‬
‫الطيور البحرية‪ ،‬وتسهم هذه المطاردة بشكل كبير في دخل العديد من العائلات التي تعيش في‬

‫مستوطنات صغيرة وأكبر على طول الخط الساحلي‪.‬‬

‫تواجه غرينلاند اليوم تطورات جديدة حيث تسمح التغيرات في المناخ بالقيام بأنشطة صناعية جديدة‪،‬‬
‫على سبيل المثال زيادة مجال الإنتاج الزراعي في جنوب جرينلاند أو في استكشاف واستخراج‬
‫خامات المعادن والغاز والمواد الخام‪ ،‬والتي يعتبر بعضها استراتيجيا ولديه إمكانية تقديم دخل بديل‬
‫مطلوب بشدة لأن سبل العيش التقليدية لا يمكن أن تحافظ على رفاهية الناس‪ .‬نظ ًرا لأن الزيادات في‬
‫النفط والغاز واستغلال المعادن والشحن قد تسهم جميعها في مزيد من الاحترار وربما ذوبان الجليد‬

‫الدائم‪ ،‬فإن جرينلاند تدرك تما ًما الحاجة إلى اتباع نهج متوازن‪)1( .‬‬

‫‪16‬‬

‫كيف يمكن لذوبان القطب الشمالي أن يؤدي إلى سوء الأحوال الجوية‪:‬‬

‫يشكل التيار النفاث الحد الفاصل بين الشمال البارد والجنوب الأكثر دفئاً‪ .‬ان الفرق في درجة الحرارة‬
‫بين المنطقتين يمد التيار النفاث بقوة تجعله يصل الى سرعة ‪ 250‬ميل‪/‬ساعة عند ارتفاع يصل الى‬
‫حوالي ‪ 8‬كيلومتر‪ .‬التيارات النفاثة‪ ،‬والتيارات الهوائية المرتفعة تتدفق فوق الأرض‪ ،‬وتنقل الكتل‬
‫الهوائية وتدفع الى تغير في أنماط الطقس‪ .‬إن العلاقة بين التغير المناخي وتدفقات التيارات أمر معقد‬
‫وفهم التأثير المحتمل لتغير المناخ على التدفقات النفاثة أمر بالغ الأهمية لفهم التغيرات في أنماط‬

‫الطقس ومسارات العواصف‪)3( .‬‬

‫ولكن انخفاض الفرق في درجة الحرارة يعني أن الرياح أصبحت أضعف‪ ،‬وهذا يعني أن التيار النفاث‬
‫يتعرج أكثر‪ ،‬مع وجود حلقات كبيرة دافعة بهواء دافئ إلى الشمال المتجمد وبهواء بارد إلى الجنوب‬
‫الأكثر دفئاً‪ .‬وعلاوة على ذلك‪ ،‬يقول الباحثون أن التغيرات تعني إمكانية بقاء الحلقات عالقة فوق‬
‫المناطق لأسابيع‪ ،‬بدلاً من ذهابها غرباً كما هو الحال في الماضي‪ .‬إن تأثير "المنع" هذا يعني ظهور‬

‫الظواهر الشديدة‪.‬‬

‫يقول العلماء في أحدث بحث عن التغير المناخي أن ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي‬
‫"مرتبط بقوة "بالظواهر الجوية الشديدة في الآونة الأخيرة‪ .‬وبحسب ما نقلته صحيفة الغارديان عن‬
‫رواد علماء المناخ أن ذوبان الجليد الدراماتيكي في القطب الشمالي قد أدى بالفعل إلى ظروف جوية‬
‫شديدة تؤثر على مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء أمريكا الشمالية‪ ،‬وأوروبا‪ ،‬وآسيا ‪.‬وفصول‬
‫الشتاء الشديدة ترتبط الآن بقوة بارتفاع درجات حرارة المنطقة القطبية‪ ،‬مع احتمالية ارتباطها أيضاً‬
‫بموجات الحر القاتلة في الصيف والفيضانات الغزيرة‪ .‬مؤدية إلى أحوال جوية سيئة في المناطق‬

‫المكتظة بالسكان تصل إلى حدود قصوى‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫إن درجة حرارة سطح البحر في المناطق المدارية هي المؤثر الرئيسي الآخر على التيار النفاث‪،‬‬
‫والتي تزداد وتقل مع النينيو‪ ،‬بينما يكون للدورات الشمسية وحتى ثوران البراكين آثاراً أقل ‪.‬وتمثل‬
‫ظروف الشتاء القاسية الرابط الأكثر وضوحاً حتى الآن بين ذوبان القطب الشمالي والطقس‪ ،‬مثل‬
‫فصول الشتاء الشديدة التي ضربت أجزاء من أمريكا الشمالية وشمال أوروبا في الأعوام‪2009-‬‬
‫‪ 2010-2011 ،2010‬و‪ ،2013-2014‬مما تسبب في تساقط الثلوج بأرقام قياسية وأضرار كلفت‬
‫مليارات الدولارات ‪.‬وفي تلك السنوات‪ ،‬انحرف التيار النفاث بعمق جنوباً فوق هذه المناطق‪ ،‬مما‬

‫أدى الى انخفاض الهواء البارد بشدة‪)3( .‬‬

‫‪18‬‬

‫وكان عام ‪ 2012‬صعبا بالنسبة لغرينلاند‪ ،‬فقد سجل ذوبان قياسي عبر مياهها أدى الى اندفاع الماء‬
‫الى المحيط وتسريع ارتفاع مستوى سطح البحر‪ ،‬ويمكن أيضا ربط الحلقة الحارة من الهواء التي‬
‫تمركزت على غرينلاند تلك السنة بإحدى أكبر الكوارث المناخية‪ :‬إعصار ساندي‪ ،‬الذي أسفر عن‬

‫مقتل ‪ 233‬شخصاً وتسبب بأضرار قيمتها ‪ 75‬مليار دولار‪)3( .‬‬

‫‪19‬‬

20

‫هناك العديد من التيارات النفاثة المختلفة التي توجد في كل من المستويات العالية والمنخفضة في‬
‫الغلاف الجوي لكل منها دور مهم يلعبه في الطقس الذي يعيشه على الأرض‪.‬‬

‫التيار الأمامي القطبي هو نوع من الرياح الحرارية التي تنشأ بسبب التباين الشديد في درجة الحرارة‬
‫بين الهواء القطبي البارد والهواء الاستوائي الدافئ‪ .‬لشرح هذا الأمر أكثر تخيل عمودين من الهواء‬
‫واحد في الهواء البارد إلى الشمال من التيار وواحد في الهواء الدافئ إلى الجنوب‪ .‬يمارس عمود‬

‫أقصر من الهواء البارد نفس الضغط السطحي مثل عمود أطول من الهواء الدافئ‪،‬‬
‫لأنه في عمود الهواء البارد‪ ،‬يكون الهواء أكثر كثافة‪ .‬هذا يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي مع‬
‫الارتفاع للأعلى وفي عمود الهواء الدافئ‪ ،‬لا ينخفض الضغط بالسرعة مع الارتفاع لأن الهواء الدافئ‬

‫أقل كثافة‪)4( .‬‬

‫‪21‬‬

22

‫لذا إذا كنت ستصعد إلى نفس الارتفاع في كلا العمودين‪ ،‬فستجد أنك ستكون في حالة انخفاض‬
‫الضغط الجوي في عمود الهواء البارد وضغط جوي أعلى في عمود الهواء الدافئ‪.‬‬

‫فرق الضغط الناجم عن هذا التدرج في درجة الحرارة ينتج قوة ضغط التدرج التي تعمل من الضغط‬
‫العالي إلى الضغط المنخفض ‪.‬في كلا نصفي الكرة الأرضية‪ ،‬يتدفق التيار النفاث بالتوازي مع هذا‬

‫التدرج في درجة الحرارة‪ ،‬ويمتد من الغرب إلى الشرق‪.‬‬
‫هذا يعني أن النفاثة أقوى في الشتاء عنها في الصيف حيث تبرد الأعمدة خلال أشهر الشتاء‪ ،‬مما‬

‫يزيد من تباين درجات الحرارة‪)4( .‬‬

‫‪23‬‬

‫المناطق الساحلية في القطب الشمالي عرضة للتآكل؟‬

‫يسمح تراجع الجليد البحري بموجات العواصف في النمو وزيادة الأضرار الساحلية حيث تعتمد قابلية‬
‫الخط الساحلي للتآكل على‪:‬‬

‫مستوى سطح البحر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وخصائص المواد الساحلية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والعوامل البيئية مثل القوى التكتونية والحركة الموجية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫يبين الشكل السواحل القطبية غير الموحدة (باللون الاخضر) تحتوي على كميات متغيرة من الجليد‬
‫الأرضي وتكون أكثر عرضة للتآكل من السواحل الصلبة (باللون البرتقالي) المنطقة التي (باللون‬
‫الأحمر) حيث الارتفاع اقل من ‪ 10‬أمتار عن متوسط مستوى سطح البحر معرضة بشكل خاص‪)5( .‬‬

‫‪24‬‬

‫إن مستقبل صفيحة غرينلاند الجليدية هو واحد من أكبر القضايا وأكثرها تعقي ًدا التي تواجه السياسة‬
‫البيئية في السنوات القادمة ‪.‬فالتفكك الكامل لصفيحة غرينلاند الجليدية من شأنه أن يرفع مستوى‬
‫المحيطات بأكثر من ‪ 7‬أمتار‪ ،‬مما سيغمر العديد من المستوطنات البشرية الكبرى في العالم ‪.‬‬

‫الأسئلة الحاسمة هي‪ ،‬ما مدى سرعة انخفاض الغطاء الجليدي‪ ،‬وما الذي يمكن عمله لوقف التفكك‬
‫والفيضان الناتج عنه؟‬

‫إن الاحترار الذي ستختفي عنده الطبقة الجليدية غير مفهوم جي ًدا ويتراوح من ‪ 1‬إلى ‪ 4‬درجات‬
‫مئوية فوق مستويات القرن العشرين‪)10( .‬‬

‫تُط َور الدراسة الحالية نموذجاً لتوازن صفيحة غرينلاند الجليدية وهنا النتائج الرئيسية‬
‫للدراسة‪:‬‬

‫أولاً ‪:‬وجدت الدراسة أن الطريق" الأساسي "لعدم وجود سياسة مناخية سيؤدي إلى تفكك تدريجي‬
‫لصفيحة غرينلاند الجليدية خلال الألفية القادمة ‪.‬وانحدار الغطاء الجليدي بطيئًا‪.‬‬

‫ثانياً ‪:‬يمكن لسياسة المناخ القوية أن توقف تدهور صفيحة غرينلاند الجليدية‪ .‬والوقاية من التفكك‬
‫الكامل أو الوصول إلى نقاط التحول الحرجة ‪.‬نماذج الصفيحة الجليدية واسعة النطاق لها تنبؤات‬
‫مختلفة حول التباطؤ والانعكاس ‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن معظمهم يتفقون على أنه إذا بلغت درجة الحرارة‬
‫من ‪ 2‬إلى ‪ 3‬درجات مئوية ثم انخفضت في وقت قريب نسبيًا‪ ،‬ستستقر الطبقة الجليدية في مكان ما‬

‫بين‪ ٪ 70‬و‪ ٪95‬من الحجم الحالي‪.‬‬
‫ثالثًا ‪:‬من المفيد مراعاة تأثير صفيحة غرينلاند الجليدية على سياسة المناخ إما من خلال تضمين‬

‫معامل الضرر أو من خلال وضع الحد الحجمي على انخفاض صفيحة غرينلاند الجليدية ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تتناول الدراسة أربعة مناهج ‪:‬‬

‫الخطية والغير الخطية‪ ،‬والتي لا رجعة فيها‪ ،‬والهستيري ‪.‬النتيجة الأساسية هي أنه على الرغم من‬
‫اختلاف الأعداد الدقيقة والتوقيت بشكل طفيف‪ ،‬إلا أن النتائج متشابهة بشكل أساسي لجميع المقاربات‪.‬‬

‫تشمل الأمثلة التي حظيت باهتمام حديثًا‪:‬‬

‫‪ .1‬الانهيار المحتمل للدورة الحرارية الأطلسية‪.‬‬
‫‪ .2‬وتراجع غابات الأمازون المطيرة‪.‬‬

‫‪ .3‬وتدهور الغطاء الجليدي في جرينلاند‪.‬‬

‫تم وصف مثل هذه الظواهر بأنها" نقاط تحول "أي أنه في لحظة معينة من الزمن‪ ،‬يمكن أن يكون‬
‫للتغير البسيط عواقب كبيرة وطويلة الأجل على النظام الأرضي‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫هناك ثلاثة أنواع مهمة من الاستجابات غير الخطية التي يتم النظر فيها هنا هي‪:‬‬

‫استجابة قابلة للانعكاس‪ ،‬استجابة لا رجعة فيها أو غير متناظرة للغاية‪ ،‬واستجابة هستيرية‪ ،‬فيما‬
‫يلي تعريفات بسيطة لهذه العمليات‪:‬‬

‫النظام القابل للعكس‪ :‬هو النظام الذي لا توجد به ذاكرة‪ ،‬كما هو الحال مع العصا التي تنحني ثم‬
‫تعود إلى موضعها الأصلي‪.‬‬

‫النظام الذي لا رجعة فيه أو غير المتماثل للغاية‪ :‬هو النظام الذي ينكسر أو يتغير إلى حالة جديدة‬
‫بمجرد تجاوز العتبة‪ ،‬كما هو الحال مع العصا التي يتم كسرها عند الانحناء كثي ًرا ‪.‬‬

‫الهستيري ‪:‬هو نظام ذا ذاكرة تاريخية ‪.‬هنا سيكون نتيجة لحدث مناخي مفاجئ مع مناخ معين‪)7( .‬‬

‫إن الخسارة الكاملة للطبقة الجليدية ليست حتمية لأنها تحتوي على نطاق زمني طويل (عشرات‬
‫الآلاف من السنين بالقرب من العتبة) إذا انخفضت درجات الحرارة المحيطة قبل إزالة الطبقة‬

‫الجليدية‪ ،‬فقد تنمو الطبقة الجليدية مرة أخرى‪.‬‬

‫الخاتمة والرأي الشخصي‪:‬‬

‫بناء على ما تقدم نلاحظ مدى خطورة ذوبان غرينلاند مما تطلب التفكير بحلول لهذه‬
‫المشكلة لحلها بشكل جذري أو للتكيف معها‪ ،‬فاستدعى العلماء لابتكار حلول للقضاء على‬
‫مشكلة ذوبان الجليد في القطب الشمالي والتخفيف من اثاره في ارتفاع مستوى سطح‬

‫البحر‪:‬‬

‫‪ -1‬توصل علماء أوروبيون إلى "حل ثوري"‪ ،‬قالوا إنه يحد من مشكلة ذوبان جليد القطبين‬

‫المتسارع‪ ،‬الذي يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهات مرعبة‪ ،‬مثل غرق مدن ساحلية بأكملها‬
‫بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري‪ .‬فإن بناء جدران صخرية في قاع المحيطات سيكون حلاً‬
‫مؤقتا يساهم في الحفاظ على المنسوب السليم من الجليد تفادياً للتبعات الكارثية المتسارعة‬
‫التي تشهدها الأرض بسبب ارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬وفق ما أوردت صحيفة "ديلي ميل"‬
‫البريطانية‪ ،‬أن هذه الجدران ستحد من سرعة ذوبان القواعد الثلجية في أعماق المحيطات‪،‬‬
‫فالارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض‪ ،‬يعني بمعدلاته الحالية‪ ،‬تقلص المساحة الجليدية‬
‫في القطب الشمالي ويبدأ ذوبان الجليد من الطبقات الجليدية السفلى‪ ،‬لذلك جاءت فكرة‬
‫الجدران‪ ،‬التي تتشكل من صخور وأتربة‪ ،‬ستقف في وجه المياه الدافئة السطحية التي تسببها‬
‫درجات الحرارة المرتفعة‪ .‬وتحتاج عملية بناء هذه الجدران لأطنان من الصخور والأتربة‪،‬‬
‫في محاولة لضمان الحد من سرعة الذوبان‪ ،‬وهو ما يعتبر بمثابة عزل حراري اصطناعي‪.‬‬

‫‪ -2‬كما تو ّصل علماء إلى حل جذري لمعالجة الخسائر الكارثية التي قد تنتج عن ذوبان الجليد‬
‫في القطب الشمالي التي تحدث نتيجة الاحتباس الحراري للأرض‪ ،‬وذلك عن طريق تشييد‬

‫‪26‬‬

‫مضخات تعمل بطاقة الرياح لزيادة سمك الغطاء الجليدي‪ .‬فالوسيلة لتعزيز طبقات الجليد‬
‫الآخذة في الاضمحلال في المنطقة عن طريق بناء ‪ 10‬ملايين مضخة تعمل بطاقة الرياح‬
‫على طبقة الجليد التي تغطي سطح المنطقة‪ ،‬على أن يتم استخدام هذه المضخات في الشتاء‬

‫فوق سطح الجليد حيث تتجمد وتزيد من سمك الطبقات الجليدية‪.‬‬

‫وبشكل عام كل الحلول العلاجية الإجرائية المقترحة لا تغني عن الحلول الوقائية الأساسية وهي‬
‫الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال تقليل انبعاث الغازات الدفيئة والاعتماد بشكل أساسي‬
‫على الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والماء بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري‪،‬‬
‫والتقليل من استخدام غاز الفريون المستخدم في أجهزة التكييف والتبريد والمساهم في اتلاف كبير‬
‫بطبقة الأوزون وبالتالي نضوبها ‪ ،‬ومنع استخدام حاويات الرش الهوائية لكونها تحتوي على غاز‬
‫الفريون وقد عملت الكثير من الدول المتقدمة على منع إنتاج جميع أنواع الفريونات تقريباً لتراكم‬

‫الأدلة على أن الأوزون بدأ ينفذ في المناطق القطبية‪.‬‬
‫"فالوقاية خير من قنطار علاج"‬

‫‪27‬‬

‫المراجع‬ 1
2
https://www.eea.europa.eu/articles/the-melting-arctic

https://www.sciencemag.org/news/2017/02/great-greenland-
meltdown?utm_source=sciencemagazine&utm_medium=facebook-

text&utm_campaign=greendown-11297

https://www.theguardian.com/environment/2016/dec/19/arctic-ice-melt-already-

affecting-weather-patterns-where-you-live-right-now 3

https://www.metoffice.gov.uk/weather/learn-about/weather/types-of- 4
weather/wind/what-is-the-jet-stream

The Consequences of a Warming Arctic: An Overview of the Results of 5
the Arctic Climate Impact Assessment (ACIA). 6
7
Michael MacCracken: Member, ACIA Synthesis Team.

impacts of warming arctic.pdf1

Ministry of Foreign Affairs of Denmark:Factsheet Denmark.

5Factsheet Denmark.pdf

GLOBAL MELTING? THE ECONOMICS OF
DISINTEGRATION OF THE GREENLAND ICE SHEET:by William

Nordhaus April 2018.

GLOBAL MELTING THE ECONOMICS OF.pdf

Atmospheric and oceanic climate forcing of the exceptional 8
Greenland ice sheet surface melt in summer 2012 9
10
Atmospheric and oceanic climate forcing of the exceptional.pdf

Rapid Assessment of Circum-Arctic Ecosystem Resilience (RACER)
THE WEST GREENLAND SHELF WWF Report.

final_racer_report__west_greenland_shelf.pdf

https://science.howstuffworks.com/environmental/earth/geophysics/question473.htm

28


Click to View FlipBook Version