The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Multimedia Design, 2019-12-04 09:35:42

Brochure

Brochure Design

‫‪l1‬‬

‫جم�لة� أ�دب�ي�ة� ث ق��اف�ي�ة�ُف�صحى‬

‫ت�حر ي�ر‪:‬‬
‫ت�ما شض ي���خر�ة�االلعيك�لب�ا ن�يس�ةر�ي�ة�‬

‫‪l1‬‬

‫والشــعبي‪ .‬ألقــى الدكتــور جمعــة كلمتــه‬ ‫نظمــت بالجمعيــة العمانيــة للكتــاب‬ ‫‪ l 2‬الأخبار‬
‫التــي مفادهــا أن هــذه الأمســية تــأتي في‬ ‫والأدبــاء ليلــة الثــاني عــر مــن نوفمــر‬
‫إطــار الاحتفــاء بالعيــد الوطنــي العــاني‬ ‫المجيـد أمسـية شـعرية اتخـذت عنـوان «في‬ ‫الجمعية العمانية‬
‫المجيــد وكمشــاركة فعليــة مــن جمعيــة‬ ‫حـب عـان والبحريـن» أحياهـا مجموعـة‬ ‫للكتاب والأدباء تتغنى‬
‫الشــعر الشــعبي بمملكــة البحريــن لأجــل‬ ‫مــن الشــعراء العمانيــون والبحرينيــون‪.‬‬ ‫بحب عمان والبحرين‪..‬‬
‫هـذا اليـوم العزيـز عـى قلـوب العمانيـن‬ ‫بمشــاركة نخبــة مــن الجمهــور المحــب‬
‫وأكـد أن الأمسـية تجسـد نموذ ًجـا للتواصـل‬ ‫للشــعر بشــقيه النبطــي والفصيــح‪ .‬أدار‬
‫والتقـارب بـن الأشـقاء في عـان والبحريـن‬ ‫الأمسـية الشـاعر إبراهيـم السـالمي بحضور‬
‫مؤكــ ًدا عــى أهميــة تفعيــل مثــل هــذه‬ ‫سـعادة السـفير الدكتـور جمعـة بـن أحمـد‬
‫المناشــط والفعاليــات كونهــا وســيلة‬ ‫الكعبــي ســفير المملكــة لــدى الســلطنة‬
‫لخدمــة الحــراك الأدبي ولفتــح مجــالات‬ ‫والمكـرم المهنـدس سـعيد الصقـاوي عضـو‬
‫أخــرى للتواصــل بــن الأدبــاء في البلديــن‬ ‫مجلــس الدولــة رئيــس مجلــس إدارة‬
‫الشــقيقين شــاك ًرا الجمعيــة العمانيــة‬ ‫الجمعيـة العمانيـة للكتـاب والأدبـاء؛ مثّـل‬
‫للكتــاب والأدبــاء عــى ســعيها في إنجــاح‬ ‫مشــاركة الســلطنة في الأمســية الشــاعرين‬
‫هـذه الأمسـية‪ .‬مـن جانبـه ألقـى المكـرم‬ ‫هشــام الصقــري والشــاعر خميــس‬
‫المهنـدس سـعيد الصقـاوي كلمـة الجمعية‬ ‫الوشــاحي فيــا مثــل الشــاعر يونــس‬
‫العمانيـة للكتـاب والأدبـاء التـي بـن مـن‬ ‫العيــد والشــاعر عيــى الــرور مشــاركة‬
‫خلالهـا عمـق العلاقـات الثقافيـة الأدبيـة‬ ‫مملكــة البحريــن‪ .‬افتتحــت الأمســية‬
‫بـن الدولتـن منـذ بـدء التاريـخ‪ .‬واختتمت‬ ‫بإلقـاء القصائـد الوطنيـة لتشـنف أسـاع‬
‫الأمسـية بتكريـم الشـعراء المشـاركين مـن‬ ‫الحضـور بأبيـات تتغنـى بالوعـي الانسـاني‬
‫قبـل الجمعيـة العمانيـة للكتـاب والأدبـاء‬ ‫وبأمجــاد الأمــة عــى امتــداد العصــور‬
‫وســفارة مملكــة البحريــن في جــو وطنــي‬ ‫وانطلقـت القصائـد لتجسـد وعـي الشـعراء‬
‫المشــاركين ومســرتهم الشــعرية ونتاجهــم‬
‫احتفــالي بهيــج‪.‬‬ ‫ومـا قدمتـه قرائحهـم في الجانبـن الفصيـح‬

‫جامعة البتراء تحتضن مؤتمر«القدس في الرواية العربية»‬

‫مـن الروائيـن واسـيني الأعـرج مـن الجزائـر؛ ليـى‬ ‫عبدالبــاري درة؛ وكلمتــي ضيفــي الــرف‪ :‬الشــيخ‬ ‫عقـد قسـم اللغـة العربيـة في جامعـة البـراء بالتعاون‬
‫الأطـرش وإبراهيـم السـعافين وإبراهيـم نـر اللـه‬ ‫عكرمـة صـري والأب عطـا اللـه حنـا‪ ،‬وكلمـة عميـد‬ ‫مــع مركــز دراســات القــدس يومــي الثالــث عــر‬
‫كليـة الآداب رامـي عبـد الرحيـم‪ ،‬بعـد ذلـك ُوزعـت‬ ‫والرابـع عـر مـن نوفمـر مؤتمـ ًرا بعنـوان القـدس في‬
‫مــن الأردن وأســامة العيــى مــن فلســطين‪.‬‬ ‫جوائـز مركـز دراسـات القـدس‪ ،‬وتـم تدشـن معـرض‬ ‫الروايـة العربيـة‪ ،‬وحـر المؤتمـر لفيـف مـن المهتمـن‬
‫الكتـب ومعـرض الفـن التشـكيلي‪ .‬وشـارك في المؤتمـر‬ ‫بالقضيـة عـى رأسـهم رئيـس الجامعـة مـروان مـولا‬
‫مجموعــة مــن الروائيــن مــن مختلــف الــدول‬ ‫وعميــد كليــة الآداب رامــي عبــد الرحيــم وضيفــي‬
‫العربيـة حيـث تمثلـت مشـاركة فلسـطين في الكاتـب‬ ‫الـرف الشـيخ عكرمـة صـري والأب عطـا اللـه حنـا‬
‫وليــد الشرفــا بورقــة عنوانهــا "القــدس في الســرة‬ ‫ونخبـة مـن الكتـاب والمثقفين‪.‬والجديـر بالذكـر قسـم‬
‫الذاتيــة" وبســام طقــوس بورقــة عنوانهــا "القــدس‬ ‫اللغـة العربيـة يسـعى مـن خـال هـذا المؤتمـر إلى‬
‫في المتخيــل الــروائي العــربي" وأحمــد حــزب بورقــة‬ ‫تسـليط الضـوء عـى المعالجـة الفنيـة لتاريـخ القـدس‬
‫عنوانــه "صــورة القــدس في روايــة جــرا إبراهيــم‬ ‫في الروايــة العربيــة والتعريــف بمكانتهــا التاريخيــة‬
‫جـرا" وعـادل الأسـطة الـذي جـاءت ورقتـه بعنـوان‬ ‫والدينيـة والإنسـانية خصو ًصـا بعـد اعـراف ترامـب‬
‫"روايـة القـدس بـن الداخـل والخـارج"؛ أمـا مشـاركة‬ ‫في ‪ ٢٠١٧‬بالقــدس عاصمــة لإسرائيــل وللــرد أي ًضــا‬
‫الأردن فتمثلــت بنــاصر شــبانة الــذي قــدم ورقــة‬ ‫عـى المؤلفـات والنتاجـات الثقافيـة الإسرائيليـة التـي‬
‫بعنـوان "تقنيـات الـرد الـروائي في روايـة القـدس"‬ ‫تســعى إلى نفــي الوجــود الفلســطيني لذلــك كان‬
‫وأمــاني ســليمان بورقــة حــول صــورة القــدس في‬ ‫لابــد مــن تكثيــف الدراســات والأبحــاث والنــدوات‬
‫روايـة‪ :‬فـرس العائلـة لمحمـود شـقير" ورزان ابراهيـم‬ ‫لتحفيــز الروائيــن والكتــاب العــرب عــى تضمــن‬
‫بقــراءة نقديــة ثقافيــة لروايــة "ظــال القطمــون"؛‬ ‫المدينــة في كتاباتهــم‪ .‬افتتــح المؤتمــر بعــرض فيلــم‬
‫ومــن مــر قــدم الناقــد مصطفــى الضبــع ورقــة‬ ‫وثائقــي عــن المدينــة وإلقــاء كلمــة كل مــن مقــرر‬
‫بعنــوان "بلاغــة الأشــياء في روايــة القــدس"‪ .‬إضافــة‬ ‫المؤتمــر أحمــد الخطيــب ورئيــس الجامعــة مــروان‬
‫إلى ذلــك قُرئــت في المؤتمــر شــهادات إبداعيــة لــكل‬
‫‪ 2‬م‪l‬ـولا‪ ،‬وكلمـة مركـز دراسـات القـدس التـي ألقاهـا‬

‫‪l3‬‬

‫«أدب اللجوء‬
‫مصطلح جديد في الساحة الأدبية»‬

‫دائمــا مــا يخضــع الأدب منــذ نشــأته إلى الأم لأســباب قسريــة‪ .‬فلــم تعــد أحرفهــم وصولهــم لأوروبــا ‪ ،‬فترجــم بعــض مــن‬
‫أحــوال بلــد الكاتــب ‪ ،‬ذلــك أن الكتّــاب التــي كانــوا يســطرونها في زوايــا وطنهــم هـذه الأعـال مـن العربيـة للغـات أخـرى‬
‫والأدبـاء لا يسـتطيعون العيـش بمعـزل عـن هـي ذاتهـا التـي قامـوا ينسـجونها في بلـد ‪ ،‬والبعــض الآخــر كُتــب بلغــات أجنبيــة‬
‫واقــع بلادهــم ‪ ،‬فيتأثــرون بهــا وبالتــالي اللجــوء ‪ ،‬فلغتهــم تغــرت وعــرت معهــم ‪ ،‬حظيــت بعــض هــذه الأعــال باهتــام‬
‫تتأثـر نتاجاتهـم الأدبيـة بـكل مرحلـة قـد القـارات والـدول والمـدن وخاضـت معهـم الغــرب والعــرب محققــة نجاحــا في نقــل‬
‫تشــهدها البــاد ‪ ،‬ومــن هــذا المنطلــق في الجبــال والغابــات والبحــار ‪ ،‬فتغــرت التجربـة الشـعورية التـي مـر بهـا الكاتـب‬
‫وتحديــدا بعــد ثــورة ‪ 2011‬في ســوريا أيضــا أفكارهــم ورؤاهــم ‪ ،‬لينشــأ بذلــك للقـاريء الـذي بـدوره بـدأ يتعاطـف مـع‬
‫بــدأ يظهــر مصطلــح أدبي جديــد يدعــى مــا يســمى بــأدب اللجــوء الــذي رســمت هـذه القضيـة ‪ ،‬أمـا الأعـال الأخـرى فمرت‬
‫بــ «أدب اللجــوء» والــذي بــدأت نواتــه ملامحـه مـن ألم الكتّـاب وتوجعهـم النابـع مـرور الكـرام ولم يكـن لهـا شـأن والقائمـة في‬

‫الأولى تتشـكل بعـد أن اضطـر العديـد مـن مـن الغربـة التـي فرضتهـا عليهـم الظـروف ذلــك تطــول‪.‬‬
‫الأدبــاء إلى الفــرار والهــروب مــن وطنهــم ‪ ،‬ومنهــا توالــت أعمالهــم الأدبيــة مــع‬

‫الأدب رغـم أن موجـة الكتابـة هـذه مـا زالـت‬ ‫هـي جماعـة أدبيـة تشـكلت بعـد أن هاجـر‬ ‫الســؤال الــذي يفــرض نفســه هنــا كيــف‬
‫مسـتمرة وهـذا المصطلـح مـا زال في ازدهـار‬ ‫الأدبــاء إلى أمريــكا وأوروبــا بمــلء إرادتهــم‬ ‫نعـ ّرف هـذا النـوع مـن الأدب ! ومـا الـذي‬
‫في ظــل تكاثــر أعــداد اللاجئــن المبدعــن‬ ‫دون أن يجـروا عــى ذلـك وإنمــا بحثـا عـن‬ ‫يجعلــه مختلــف عــن غــره كأدب المهجــر‬
‫وتشـكيل «رابطـة الكتـاب السـوريين» للأدبـاء‬ ‫آفــاق جديــدة ومتنفــس آخــر وجماليــات‬ ‫وأدب المنفــى! وهــل يحتمــل الأدب المزيــد‬
‫اللاجئـن ‪ ،‬ولكـن حتـى الآن لم تتضـح معالمـه‬ ‫طبيعيـة أخـرى ‪ ،‬وهـذا مـا قرأنـاه سـابقا مـن‬ ‫مـن المصطلحـات والتقسـيمات! لعـل المفهوم‬
‫جيــدا ولم توضــع لــه شروط معينــة تجعلــه‬ ‫الأدب عــى مقاعــد الدراســة لجــران خليــل‬ ‫الـذي يعكسـه أدب اللجـوء واضـح نوعـا مـا‬
‫يتمايـز عـن غـره‪ .‬فكـرة التقسـيمات التـي‬ ‫جــران ‪ ،‬وإيليــا أبــو مــاضي وغيرهــا ‪ ،‬أمــا‬ ‫‪ ،‬فهـو أدب يولـد مـن رحـم معانـاة الأدبـاء‬
‫قــام يشــهدها الأدب العــربي قــد تؤطــره‬ ‫الثــاني فهــو كــا ذكرنــا ســابقا أدب اضطــر‬ ‫المغتربــن واللاجئــن الذيــن تركــوا أوطانهــم‬
‫وتبعــده عــن دوره الجوهــري والجــالي ‪،‬‬ ‫كتابـه للفـرار لظـروف قاهـرة ‪ ،‬ولكـن إذا لم‬ ‫لأسـباب قسريـة كالحـروب والاعتقـالات وربما‬
‫لــذا فبعيــدا عــن خلــط هــذه التســميات‬ ‫يكـن أدب اللجـوء ينتمـي لأدب المهجـر لهـذه‬ ‫أيضـا بسـبب فـرض صيغـة معينـة للكتـاب‬
‫والتقســيمات يجــب أن نلتفــت إلى فنيــة‬ ‫الفـروق! فلـا لا ينتمـي أيضـا لأدب المنفـى؟‬ ‫وهـي صيغـة تـوالي النظام والسـلطة ‪ ،‬فيشـعر‬
‫هــذه الأعــال في المقــام الأول ومنهــا نميــز‬ ‫فـاذا سـيتبقى مـن أدب المنفـى إذا أخذنـا‬ ‫الأدبـاء أن هـذا قـد يخنـق ويُكبـل إبداعهـم‬
‫الجيـد مـن الـرديء لأن الأدب أبعـد مـن أن‬ ‫مصطلــح أدب اللجــوء منــه؟ في الحقيقــة لا‬ ‫‪ ،‬وللخـروج مـن هـذه القولبـة لاذوا باللجـوء‬
‫توجــد أي أســس أو معايــر ثابتــة لتقســيم‬ ‫إلى بلــدان أكــر انفتاحــا للحريــة الفكريــة‬
‫يحــده زمــن أو جغرافيــا‪.‬‬ ‫هــذا النــوع مــن الأدب ولا يوجــد أي مــرر‬ ‫‪ ،‬ولعــل هــذه الأســباب هــي التــي نفــرق‬
‫لاسـتقلاله كمصطلـح إذ هـو شـبيه بغـره مـن‬ ‫بهـا بـن أدب المهجـر وأدب اللجـوء فـالأول‬

‫‪l3‬‬

‫‪l 4‬حوار‬

‫الكاتبة وفاء الشامسي لـ» ُفصحى»‪:‬‬
‫الخطوة الأولى هي دائ ًما أصعب خطوة‪.‬‬

‫كيــف تجديــن قبــول القــارئ لــأدب‬ ‫كيــف‬ ‫وفــاء الشامســي‬ ‫اتلع ّكراتفبـيـــةن‬
‫المكتــوب اليــوم فــي ظــل حضــور‬ ‫نفســك؟‬

‫التحكــم التكنولوجــي؟‬ ‫وفـاء الشـامسي أكاديميـة محـاضرة بجامعـة الامـارات‬
‫الحكـم عـى حضـور الكتـاب الورقـي مـن ِقبـي أنـا‬
‫كشـخص أعتقـد أنـه حكـم صعـب ولكـن مـن خـال‬ ‫تخصــي مناهــج وطــرق تدريــس اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫ملامســتي للواقــع أجــد أن كثــر مــن أوليــاء الأمــور‬
‫والمربــن الذيــن يهتمــون خصو ًصــا بالمراحــل الدنيــا‬ ‫بـدأت بالكتابـة في سـن مبكـرة تقريبًـا وأنـا في الصـف‬
‫أو بالمراحــل الأولى مــن الطفولــة يهتمــون بالكتــاب‬
‫الورقـي لمـا لـه مـن فوائـد سـوا ًء عـى المسـتوى النفسي‬ ‫الســادس الابتــدائي كنــت أحــب أن أكتــب الأناشــيد‬
‫والمعـرفي والاجتماعـي لمـا فيـه مـن حمايـة لهـذا الطفل‬
‫مــن تعرضــه لكثــر مــن المشــكلات ســواء الاشــعاعية‬ ‫وأنشــدها في طابــور المدرســة‪.‬‬ ‫«اســمي وفــاء الشــامسي أكاديميــة‬
‫أو المشــكلات النفســية أو الاجتماعيــة التــي أحيانًــا‬ ‫محــاضرة بجامعــة الامــارات تخصــي‬
‫تقـف عائ ًقـا لتنميـة مهاراتـه الأخـرى التـي يحتاجهـا‬ ‫مــا هــو أول عمــل أدبــي لــك يــرى‬ ‫مناهـج وطـرق تدريـس اللغـة العربية»‬
‫في التواصـل والتعامـل مـع الآخريـن؛ الكتـاب الورقـي‬ ‫النــور وهــل واجهتــي تــردد فــي‬ ‫هكـذا ع ّرفـت الكاتبـة العمانيـة وفـاء‬
‫حــاضر بقــوة لا نســتطيع أن نقلــل مــن شــأنه وأكــر‬
‫دليـل عـى ذلـك مـا نجـده في معـارض الكتـب الدوليـة‬ ‫نشــره؟‬ ‫الشــامسي نفســها‪.‬‬
‫مــن حيــث الانتشــار الواســع لــدور النــر ولصناعــة‬ ‫أول عمــل أدبي نشرتــه لي كان ديــوان شــعري للكبــار‬ ‫ابنــة الريــف التــي تربــت وســط‬
‫المحتــوى ولصناعــة الكتــب الورقيــة والاقبــال عــى‬ ‫العائلـة بـن حكايـات جدهـا ورائحـة‬
‫الـراء فالقـوة الشرائيـة كبـرة وللـه الحمـد وهـذا مـا‬ ‫بعنـوان «عتبـ ٌة للانعتـاق» عـن دار الضامـري؛ تـرددت‬ ‫اليـاس والزعفـران المنبعثـة مـن أحضان‬
‫قــد نشــاهده في معــرض مســقط الــدولي للكتــاب أو‬ ‫جدتهـا؛ ع ِشـقت الكتابـة منـذ نعومـة‬
‫معـرض الشـارقة أو مهرجـان الشـارقة القـرائي‪ ،‬ونجـد‬ ‫كثـ ًرا في نـر محتـوى هـذا الديـوان لأكـر مـن عـر‬ ‫أظافرهــا فبــدأت بكتابــة الأناشــيد‬
‫الطفــل متعلــق بالكتــاب الورقــي أكــر مــن الكتــاب‬ ‫سـنوات؛ أذكـر أننـي عندمـا كنـت في الكليـة راجعـه لي‬ ‫وإنشــادها في الطابــور الصباحــي‬
‫الالكـروني لأنـه ذا حميميـة يكـر الحاجـز بينـه ويترك‬ ‫المـدرسي ورغـم قسـوة الواقـع العـاني‬
‫فرصـة للطفـل أن يلامـس ورق الكتـاب وأن ينظـر إلى‬ ‫أحـد الأسـاتذة المتخصصـن في مجـال النقـد الأدبي وكان‬ ‫في تلــك الحقبــة وظــروف الحيــاة‬
‫الغـاف ويتمعـن في الصـور ويتداخـل معهـا ويعيـش‬ ‫التــي تــولي الشــابة مســؤوليات أكــر‬
‫يقـول لي مـاذا تنتظريـن يـا وفـاء؟ قلـت لـه الخطـوة‬ ‫مــن ســ ّنها أكملــت وفــاء تعليمهــا‬
‫القصـة مـن خـال النـص المكتـوب‪.‬‬ ‫والتحقــت بكليــة التربيــة بجامعــة‬
‫الأولى هـي دائمًـا أصعـب خطـوة فأنـا أنتظـر أن أكـون‬ ‫الســلطان قابــوس ليســطع نجمهــا في‬
‫كيــف تصفيــن الاهتمــام بــأدب‬ ‫مجـالات أدبيـة مختلفـة أهمهـا الشـعر‬
‫الطفــل فــي عمــان؟‬ ‫شـجاعة كفايـة لينطلـق العنـان بي وأنـر هـذا الديوان‬ ‫والمـرح وأدب الطفـل الـذي تُحدثنـا‬

‫الاهتــام بــأدب الطفــل في عــان وللــه الحمــد بــدأ‬ ‫وفعـ ًا مـ ّرت أكـر مـن عـر سـنوات حتـى رأى النـور‬ ‫عــن تفاصيلــه في الحــوار الآتي‪:‬‬
‫يخطـو خطـوات واثقـة بعـد أن كانـت هنالـك أسـاء‬ ‫في معـرض مسـقط الـدولي للكتـاب عـام ‪.٢٠١٠‬‬ ‫‪l4‬‬
‫قليلـة لا تتعـدى أصابـع اليـد الواحدة كأسـاء متحققة‬
‫في مجـال أدب الطفـل سـواء كان عـى مسـتوى الإنتـاج‬ ‫مــن هــم ال ُك ّتــاب الذيــن تقــرأ‬
‫لهــم وفــاء وربمــا أثــروا عليهــا‬
‫أو النـر أو الحضـور عـى المسـتوى الإقليمـي‪.‬‬
‫بأ فكا ر هــم ؟‬
‫أمــا الآن فقــد أصبــح لدينــا قائمــة تحــوي كثــر مــن‬ ‫طب ًعــا أنــا أقــرأ بكــرة وأقــرأ كل مــا يقــع في يــدي‬
‫المهتمــن ليــس فقــط عــى مســتوى الكتابــة وإنمــا‬ ‫وأحيانًــا في حــال تعــذر وجــود الكتــاب الورقــي فــإني‬
‫أي ًضــا عــى مســتوى الرســم وعــى مســتوى النــر؛‬
‫أبحـث عنـه إلكترونيًـا‪ ،‬وأحـب أن أقـرأ في مجـال النقـد‬
‫والدراســات والأطروحــات التــي تُكتــب ســوا ًء كانــت‬
‫في مجــال الطفولــة والناشــئة أو حتــى في المجــالات‬

‫المتعلقـة بـالأدب بشـكل عـام‪ ،‬لأن الانسـان يحتـاج إلى‬

‫أن ينمـي ذائقتـه أولاً وثان ًيـا أن يُسـلّح نفسـه بـالأدوات‬
‫الفنيـة الصحيحـة للكتابـة‪ ،‬تعجبنـي أي ًضـا كلاسـيكيات‬

‫الأدب العـربي ودائمًـا مـا أعيـد قراءتهـا‪ ،‬وأقـرأ في الأدب‬

‫المترجـم سـواء عـى مسـتوى الشـعر أو القصـة وأقـرأ‬

‫أكــر مــا يكــون لأدب الطفــل بحكــم التخصــص أو‬

‫بحكـم الاهتـام ولكـوني وجـدت نفـي أخـ ًرا في هـذا‬
‫المجـال مـن الأدب‪.‬‬

‫الثقافيــة للأطفــال لمكتــب‬ ‫وفــاء‬ ‫الكاتبــة‬ ‫لمــق ّاراذئاهــات؛ح ّضهــــرل‬ ‫‪ l 5‬حوار‬
‫التربيــة العربــي لــدول الخليــج؛‬ ‫علــى‬ ‫تشــتغلين‬
‫مــاذا أضــاف لــك هــذا الإنجــاز؟!‬ ‫أنــا شــخص ًيا أشرفــت عــى انشــاء مجموعــة في‬
‫الحصــول عــى المركــز الأول في مســابقة الكتــب‬ ‫مشــروع كتابــي آخــر؟‬ ‫تطبيــق الواتســاب تحــوي مــا يقــارب أربعــن‬
‫الثقافيــة هــو تكليــف أكــر مــن كونــه تشريــف‬ ‫عضــو مــن العمانيــن المهتمــن بــأدب الطفــل‬
‫أو تكريــم‪ ،‬التكليــف مــن حيــث أن وفــاء بــدأت‬ ‫التحضــر للقــادم قائــم وهنالــك مجموعــة مــن‬ ‫منهــم كاتــب القصــة ومنهــم كاتــب الشــعر‬
‫تشــتغل أكــر عــى نفســها لأن القصــة التــي‬ ‫الأعـال التـي أعمـل عليهـا‪ ،‬بـدأت مؤخـ ًرا أشـتغل‬ ‫وبينهــم مجموعــة كبــرة مــن الأســاء المهتمــة‬
‫دخلــت في منافســات بــن أكــر مــن ثلاثمائــة‬ ‫عـى المجموعـات القصصيـة التـي تُعنـى بالأطفـال‬ ‫بالكتابـة المسرحيـة والبرامـج الإعلاميـة سـواء عـى‬
‫كاتــب لأدب الطفــل عــى مســتوى الوطــن‬ ‫مــن ذوي الاحتياجــات الخاصــة وأيضــا مجموعــة‬ ‫مسـتوى التلفزيـون أو الإذاعـة؛ لكننـي شـخصيًا لم‬
‫العـربي والعـالم تحـوز هــي المرتبــة الأولى عليهـم‬ ‫أخــرى ُعنيــت بالأســئلة التــي تــدور في ذهــن‬ ‫أنتقـل لهـذه الخطـوة لأن الأصـل في أدب الطفـل‬
‫بنـص بسـيط جـ ًدا للفئـة العمريـة مـن ثـاث إلى‬ ‫الطفـل في الفـرة العمريـة مـن ثـاث إلى خمـس‬ ‫أن يكـون قائمًـا عـى القصـة فمـن القصـة نخـرج‬
‫خمـس سـنوات وهـذا يُلقـي عـ ّي مهمـة صعبـة‬ ‫ســنوات وتكــون مرتبطــة بالأشــياء المحيطــة بــه‬ ‫للمسرحيـة ونخـرج للبرامـج الإذاعيـة والتلفزيونيـة‬
‫تتعلـق بأهميـة تجويـد مـا أكتـب وانتقـاء الأفـكار‬ ‫ولكـن اسـتخدمت فيهـا مهـارات التفكـر الإبداعـي‬ ‫وغيرهـا خصو ًصـا إذا كانـت القصـة الإبداعيـة‪ ،‬مـن‬
‫الأصيلــة والمحببــة للطفــل واســتعراضها بطريقــة‬ ‫لاســتعراض المحتــوى والبنيــة الحكائيــة في هــذه‬ ‫خــال هــذه المحاولــة التــي ســتكمل الآن عامهــا‬
‫فنيـة لا تخلـو مـن المعرفـة ومـن الطرافـة أي ًضـا‪،‬‬ ‫الثالـث اسـتطعنا أن نجمـع مجموعـة مـن الأسـاء‬
‫هـذا الفـوز جـاءني في ظـروف كنـت أحتـاج فيهـا‬ ‫القصــص‪.‬‬ ‫الحقيقيـة المشـتغلة في أدب الطفـل‪ ،‬يوجـد انتـاج‬
‫إلى كميـة فـرح فـكأن اللـه أرسـله لي وهـو يُرسـل‬ ‫حقيقـي وقـوي‪ ،‬وتوجــد أيــادي ر ّســامة حتــى أن‬
‫لي إشـارة بـأن أسـتمر لأننـي كنـت في تلـك السـنة‬ ‫يســعدني كثــ ًرا أننــي انتهيــت مؤخــ ًرا وكنــت في‬ ‫بعـض الأيـادي بـدأت ترسـم عـى مسـتوى الوطـن‬
‫مـا زلـت مـرددة في النـر وكتابـة القصـة للطفـل‬ ‫حفـل توقيـع لسلسـلة «جـدي وجـدتي وأنـا» وهـي‬
‫‪-‬عـى اعتبـار أننـي اشـتغلت في المـرح والشـعر‬ ‫السلسـلة الأولى عـى مسـتوى الوطـن العـربي التـي‬ ‫العــربي‪.‬‬
‫أي ًضــا‪ -‬فبالتــالي أصبحــت أكــر حر ًصــا واهتما ًمــا‬ ‫تعــرض أمــراض كبــار الســن في أســلوب قصــي‬
‫بمــاذا ســيكون العمــل التــالي ويجــب أن لا يقــل‬ ‫شـائق ومناسـب للأطفـال في الفـرة العمريـة مـن‬ ‫فنحــن نقــول أن أدب الطفــل في عــان أدب‬
‫عـن العمـل الأول وفي الوقـت نفسـه شـعرت أي ًضـا‬ ‫سـت إلى تسـع سـنوات وأكـر مـا أسـعدني وأنـا في‬ ‫قــوي قَــدم بقــوة وقَــ ِدم بعــد صقــل وتدريــب‬
‫بالمسـؤولية اتجـاه كل مـن يرغـب وكل مـن يجـد‬ ‫حفـل التوقيـع أني كلـا كنـت أسـأل الطفـل الـذي‬ ‫وممارســة لينافــس أدب الأطفــال عــى المســتوى‬
‫لديـه شرارة الكتابـة للطفـل فأحسسـت أني يجـب‬ ‫يـأتي لاقتنـاء قصـة بتوقيعـي وأقـول لـه‪ :‬هـل جدك‬ ‫العـربي ونأمـل إن شـاء اللـه أن ننتقـل إلى الصفوف‬
‫أن آخــذ بيــده ســواء كان مبتــدئ أو متوســط في‬ ‫موجــود؟ فيقــول لي‪ :‬نعــم فأســأله‪ :‬مــا المشــكلة‬ ‫الأماميــة للمنافســة عــى المســتوى العالمــي لأدب‬
‫الكتابـة فانطلقـت إلى مسـار آخـر مـن بعـد هـذا‬ ‫التــي تشــعر بهــا بينــك وبــن جــدك؟ فيهمــس‬ ‫الطفـل خصو ًصـا أننـي مث ًل كمتحدثـة الآن أصبحت‬
‫الفــوز وهــو تمكــن نفــي التمكــن الحقيقــي‬ ‫لي قائــ ًا‪ :‬أحيانًــا ينزعــج جــدي كثــ ًرا ويكــون‬ ‫عضـو في مؤسسـة بيرسـون العالميـة وهـي مؤسسـة‬
‫والتمكــن الأدبي والتمكــن أي ًضــا عــى مســتوى‬ ‫غاضبًـا‪ ،‬أحيانًـا جـدي لا يسـمعني‪ ،‬أحيانًـا جـدي لا‬ ‫مسـؤولة عـن انتـاج قصـص وكتـب الأطفـال‪ ،‬أمـا‬
‫نقــد أدب الطفــل لــي أملــك الخــرة الأكاديميــة‬ ‫يشـاركني الطعـام‪ ..‬وكل هـذه الأشـياء والحمـد للـه‬ ‫في مجــال إدارة المحتــوى لدينــا عائشــة الحــارثي‬
‫والفنيـة الحقيقيـة في أدب الطفـل وبالتـالي أوظـف‬ ‫وجـدت أني عالجتهـا في السلسـلة القصصيـة وهـي‬ ‫كاســم حصلــت عــى جائــزة اتصــالات العــام‬
‫ذلـك مـن خـال الـورش التدريبيـة التـي أشـتعل‬ ‫المــاضي ولدينــا أي ًضــا مجموعــة مــن الرســامات‬
‫عليهــا لتدريــب المشــاركين في هــذه الــورش عــى‬ ‫متاحـة عـن «دار فنـون»‬ ‫اللـواتي يرسـمن لـدور نـر خارجيـة عـى مسـتوى‬
‫الكتابـة للطفـل‪ ،‬والحمـد للـه أنـا حاليًـا مشرفـة‬ ‫بـاد الشـام أو شـال أفريقيـا وأي ًضـا عـى مسـتوى‬
‫عـى مـروع قصـي لمجلـة مرشـد للأطفـال الـذي‬ ‫وطب ًعـا بحكـم أني أشـتغل في مـرح الطفـل لـدي‬
‫ســيظهر في معــرض الكتــاب ومشرفــة أي ًضــا عــى‬ ‫عمــان مسرحيــان أُحــر لهــا وانتهيــت مــن‬ ‫الخليــج‪.‬‬
‫مــروع قصــي لمؤسســة التأمينــات الاجتماعيــة‬ ‫كتابــة المســ ّودة المسرحيــة لهذيــن العملــن وأنــا‬
‫وهــو الآن في مرحلتــه الأولى بمعنــى أننــا ســ ُننتج‬ ‫الآن في طــور كتابــة النصــن المسرحيــن بطريقــة‬ ‫كيــف تريــن مســتقبل أدب‬
‫خـال هـذه المرحلـة سـت قصـص للمشـاركين في‬ ‫دراميـة جميلـة وكـا هـو متّبــع في فـن الكتابـة‬ ‫الأطفـال فـي عمـان بشـكل خاص‬
‫الـورش التدريبيـة التـي اسـتمرت لمـدة ثلاثـة أيـام‬ ‫المسرحيـة بالإضافـة إلى مـا سـبق أنـا الآن بانتظـار‬
‫متتاليــة وهنالــك ان شــاء اللــه مشــاريع أخــرى‬ ‫عــرض مسرحيتــي «لــن أخــر» التــي دخلــت في‬ ‫وفــي العالــم بشــكل عــام؟‬
‫حالمـا تكـون جاهـزة وتـرى النـور يمكننـي الإفصـاح‬ ‫التصفيــات النهائيــة لمهرجــان الامــارات لمــرح‬ ‫أدب الطفــل في عــان لــه مســتقبل باهــر وللــه‬
‫الطفـل في هـذه الـدورة مـا بعـد منتصـف شـهر‬ ‫الحمــد خصو ًصــا أنــه لا يســر بعشــوائية وإنمــا‬
‫عنه ـا‪.‬‬ ‫يسـر بطريقـة منهجيـة ومنظمـة وهـذا سـيعطيه‬
‫ديســمبر‪.‬‬ ‫المجــال ليظهــر بقــوة حالــه مــن حــال أي أدب‬
‫آخـر موجـود في مجتمعنـا العـاني أو حتـى عـى‬
‫حصلــ ِت علــى المركــز الأول‬
‫فــي مســابقة سلســلة الكتــب‬ ‫مســتوى العــالم‪.‬‬

‫‪l5‬‬

‫‪l 6‬فلسفة موجزة‬

‫معت يوً ما عن الفلسفة البراغماتية؟‬ ‫هل س‬

‫لقــد نشــأت لفظــة البراغماتيــزم حــن تســاءل‬
‫الفيلسـوف الأمريـي تشـارلز بـرس عـن معنـى الفكـرة ‪،‬‬
‫ومعنــى العبــارة ومتــى يكــون للفكــرة معنــى! أو متــى تكــون‬
‫العبـارة صادقـة ! وانتهـى بـرس إلى أن الفكـرة الجيـدة هـي مـا تعملـه‬
‫‪ ،‬وأن معناهـا مرتبـط بنتائجهـا بالـرورة ‪ ،‬ثـم صـاغ هـذا الفيلسـوف كلمة‬
‫«براغـا» مـن كلمـة «براكتـس» والتـي تـدل عـى الفعـل والممارسـة ‪ ،‬وهـذا‬
‫المصطلـح مشـتق مـن اللفـظ اليونـاني «براغـا» ومعنـاه العمـل والفعـل‪ .‬أمـا عـن‬
‫هـذا المذهـب فهـو يقـرر عـى «أن العقـل لا يبلـغ غايتـه إلا إذا قـاد صاحبـه إلى‬
‫العمـل الناجـح ‪ ،‬فالفكـرة الصحيحـة هـي الفكـرة الناجحـة ‪ ،‬أي الفكـرة التـي تحققهـا‬
‫التجربـة ‪ ،‬ولا يقـاس صـدق القضيـة إلا بنتائجهـا العمليـة» فهـي التـي تقطـع الشـك‬
‫باليقـن كـا تـرى البراغماتيـة‪ .‬وإذا مـا قلنـا عـن شـخص مـا أنـه براغـاتي ‪ ،‬فإننـا نعنـي‬
‫بذلـك أن هـذا المفكـر أو العامـل أو السـياسي أو المبـدع ‪ ،‬إنمـا هـو إنسـان عمـي تطبيقـي‬
‫‪ ،‬لفحــت حقائقــه شــمس التجربــة والواقــع ‪ ،‬وهــو عــى الــدوام يتوخــى الجــدوى‬
‫والمنفعـة في فكـره ونشـاطه وإبداعـه‪ .‬ألبـس وليـام جيمـس ‪-‬الأب الروحـي‪ -‬للفلسـفة‬
‫البراغماتيــة الطابــع النفعــي ‪ ،‬فــكان يتعامــل مــع صدقيــة الأفــكار مــن منطلــق‬
‫القيمـة الفوريـة ‪ ،‬وكان يقـول‪ :‬إن الفكـرة كورقـة النقـد تظـل صالحـة للتعامـل‬
‫إلى أن يعترضهـا معـرض ويثبـت زيفهـا وبطلانهـا ‪ ،‬وتسـتمر صدقيتهـا مـا‬
‫دامـت سـارية المفعـول ‪ ،‬فنحقـق بهـا مـا نريـد مـن أغـراض‪.‬‬

‫البراغماتية من واقع الحياة!‬
‫قـد تظـن أن البراغماتيـة تنطبـق عـى الأمـور السياسـية فحسـب ‪ ،‬ولكـن في الحقيقـة أنهـا تشـمل كافـة‬
‫مناحـي الحيـاة ‪ ،‬فعـى سـبيل المثـال تخيـل أنـك مـدرب لكـرة قـدم وسـوف يخـوض فريقـك مبـاراة حاسـمة‬
‫ومصيريـة ‪ ،‬أنـت تمتلـك لاعبـن كـر مـن بينهـم‪ ،‬هنـاك لاعبـان يجـب أن تختـار واحـد منهـا فقـط ليلعـب‬
‫هـذه المبـاراة ‪ ،‬الأول لاعـب مهـاري جـدا اسـمه كبـر في عـالم المسـتديرة لـه محبـن وجمهـور عـى نطـاق‬
‫واسـع ‪ ،‬أمـا الثـاني فهـو لاعـب هـداف لكنـه لم ينـل شـعبية كبـرة كالأول ولم يـذع صيتـه ‪ ،‬فإنـه ووف ًقـا‬
‫للفلسـفة البراغماتيـة أنـت سـتختار اللاعـب الـذي سـيحقق المصلحـة والمنفعـة للفريـق وهـو اللاعـب الثـاني‬
‫الـذي يمكـن أن يقـود فريقـك للفـوز بأهدافـه دون أي اعتبـار للمنحـى الشـخصي‪ .‬لـذا فـإن البراجماتيـة‬
‫دائمـا مـا تبحـث عـن المصلحـة الجماعيـة بعيـدا عـن المعايـر الشـخصية ‪ ،‬ولذلـك فـإن مـن مبـاديء الحكـم‬
‫عـى الحقيقـة ‪ ،‬ومعرفـة الصـدق مـن الكـذب ‪ ،‬وتمييـز الفكـرة الصحيحـة تدعـو البراغماتيـة إلى النظـر لهـذه‬
‫الفكـرة في حالـة تجربتهـا وتطبيقهـا هـل سـتجدي في الحيـاة العمليـة ! وهـل يسـتفيد منهـا المجتمـع ! وهـل‬

‫يسـعد بهـا النـاس! فـإذا كانـت الإجابـة نعـم فإنـه ووفقـا للفلسـفة البراغماتيـة فهـذه الفكـرة صحيحـة‪.‬‬
‫ما هي أهم معتقدات الفلسفة البراغماتية !‬

‫ •‪ -‬أن آراء الإنسـان وأفـكاره حـول مختلـف الأمـور هـي ذرائـع مـن أجـل ضـان بقـاء النـوع الإنسـاني‬
‫في المرتبـة الأولى ‪ ،‬ويليهـا بحـث الإنسـان عـن السـمو والكـال‪.‬‬

‫ •‪ -‬اعتبـار العقـل البـري أداة للحيـاة ويجـب اسـتخدامه في أمـور الحيـاة الواقعيـة والعمليـة ‪ ،‬وعـدم‬
‫اسـتخدامه في التفكـر وتفسـر الغيبيـات‪.‬‬

‫ •‪ -‬الحكـم عـى تضـارب آراء وأفـكار الإنسـان مـن حيـث قابليتهـا عـن طريـق النتائـج العمليـة التـي‬
‫تنتـج عـن كل منهـا‪.‬‬

‫‪ -•l 6‬إنكار كافة القوانين الأخلاقية وعدم الإيمان بها‪.‬‬

‫‪ l 7‬قصة تعبيرية ساخرة عن الفلسفة البراغماتية‪:‬‬

‫بسب رشح خفيف ألم به‪.‬‬ ‫صديقتها‪:‬‬ ‫من يريد استعادة زوج مثل هذا؟‬
‫‪ -‬أي لا يوجد خطر الموت‪ ..‬حسنا‪ ،‬متى خرج وما هي عاداته اليومية؟‬ ‫وصلت مدام نديم برفقة صديقتها الى محطة الشرطة‪ ،‬قلقة ومضطربة وتكاد‬
‫‪ -‬كان يجب ان يعود ظهرا‪ ،‬ليس من عادته أن يفوت وجبة الغداء ظهرا‪ ،‬ها‬ ‫‪ -‬مدام نديم‪ ،‬يا صديقتي‪.‬‬ ‫الدموع تتدفق من عينيها ‪ ..‬ولولا صديقتها المخلصة التي تتأبط ذراعها وتمسح‬
‫عرقها وتهمس لها مطمئنة‪“ :‬سنجده ‪ ..‬ستجده الشرطة ‪ ..‬لا تقلقي”‪ ،‬لسقطت‬
‫نحن في المساء ولم يعد‪.‬‬ ‫اشارت اليها بيدها بحركة غاضبة ترفض المقاطعة‪:‬‬
‫بانت الحيرة على وجه الضابط‪ ،‬خاصة وان الصديقة بدت مرتبكة وشيئا ما‬ ‫مدام نديم على الأرض مغشيا عليها‪.‬‬
‫يجعلها أكثر اضطرابا من مدام نديم‪ .‬ألقى قلمه على المنضدة‪ ،‬تأمل مدام نديم‪،‬‬ ‫‪ -‬يا صاحبتي‪ ،‬أنا أعرف زوجي أفضل منك‪.‬‬ ‫كانت متوترة للغاية‪ ،‬وفورا تو ّجهت للشرطي المناوب‪:‬‬
‫‪ -‬زوجي ضاع‪ ..‬خرج ولم يعد‪ ،‬اريد أن تجدوه لي‪ ،‬اذا لم يتناول دواءه اليومي‬
‫تأمل صاحبتها‪ ،‬ه ّز رأسه بعدم استيعاب وسأل‪:‬‬ ‫احمرت وجنتي صاحبتها وصمتت‪ .‬لكن في وجهها بان عدم الارتياح‪.‬‬
‫‪ -‬لكنك تصفين انساناً مسؤول ًا وعاقلاً وغير مريض‪ ،‬ربما انشغل مع بعض‬ ‫قد يموت!!‬
‫‪ -‬زوجي طويل القامة‪.‬‬ ‫فورا أدخلت الى غرفة ضابط مسؤول‪.‬‬
‫أصدقائه؟‬ ‫‪ -‬ارتاحي يا سيدتي واهدئي‪ ،‬انا سأعالج الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬أصدقاء؟ لا أصدقاء لزوجي‪.‬‬ ‫قالت بحيوية وارتياح وكأنها لم تكن قلقة مضطربة قبل لحظات‪ .‬تابعت‪:‬‬ ‫‪ -‬الموضوع لا يحتاج الى علاج‪ ،‬اريد ان تجدوا زوجي‪ ،‬خرج صباحا ولم يعد‪ ،‬ليس‬
‫بانت الحيرة على وجه الضابط وسأل بعدم اهتمام‪:‬‬ ‫من عادته‪ ،‬انه مريض ويجب ان يتناول دواءه والا‪ ..‬آه‪ ،‬يا ويلي ‪..‬‬
‫‪ -‬طوله‪ ..‬أظن حوالي مترين‪ .‬اليس كذلك يا صديقتي؟‬ ‫‪ -‬حسنا سيدتي اطمئني‪ ..‬لا داعي للقلق‪ ،‬هذه وظيفتنا أن نجد المفقودين‪ ،‬عليك‬
‫‪ -‬ماذا كان يرتدي؟‬
‫‪ -‬بنطالاً رمادياً‪ ،‬حذا ًء رياضياً وقميصاً أزرق اللون‪.‬‬ ‫الصديقة تبدو مصدومة وغير مصدقة ما تسمع وتمتمت بما يفهم ان الوصف‬ ‫ان تعطينا بعض التفاصيل‪.‬‬
‫حاولت الصديقة أن تقول شيئا‪ ،‬فأشارت لها مدام نديم ان تصمت‪ .‬قال الضابط‬
‫صحيح‪.‬‬ ‫زوجي ضائع وانتم تريدون تفاصيل؟ تفاصيل مفاصيل‪ ،‬من يهتم للتفاصيل؟‬
‫بملل‪:‬‬ ‫اريد ان تجدوا زوجي وكفى‪.‬‬
‫‪ -‬اعطني رقم تلفونك‪ ..‬ونأمل خيرا‪ ،‬هل تحملين صورة له؟‬ ‫‪ -‬جسمه رياضي‪ ..‬أسود الشعر‪ ،‬قوي العضلات‪ ،‬اسمه نديم‪ ،‬نسكن قرب العين‬
‫‪ -‬وتريدون صورة له؟ هل صار مشهورا مثل مايكل دوغلاس؟ لا أحمل صورته‬ ‫حاولت صديقتها ان تهدئ من روعها‪.‬‬
‫الفوقا‪.‬‬ ‫‪ -‬مدام نديم يا صديقتي‪ ..‬أنت مضطربة‪ ،‬الضابط يريد وصفا للسيد‬
‫معي‪.‬‬
‫‪ -‬سأرسل شرطيا لأخذ صورة له‪ ،‬الصورة تساعدنا على ايجاده بسرعة‪.‬‬ ‫‪ -‬قلت انه مريض وقد يموت وهذه صفات لرجل قوي لا يعرف المرض؟‬ ‫نديم حتى يجدوه‪.‬‬
‫قال الضابط بفراغ صبر‪:‬‬
‫‪ -‬لا أعرف أين صوره‪ ،‬لا أعرف‪.‬‬ ‫أجل‪،‬يتناول دواء‬ ‫‪ -‬أجل‬ ‫‪ -‬اهدئي يا سيدتي‪ ..‬سأجلب لك كوب ماء‪ ،‬خذي راحتك‪.‬‬
‫‪ -‬عودي الى البيت‪ ..‬وابحثي عن صورة‪ ،‬سيحضر شرطي لأخذ الصورة‪.‬‬ ‫قدم لها الضابط كوب ماء بارد‪ ،‬فأفرغته دفعة واحدة‪ .‬قال‪:‬‬
‫قالها بطريقة توحي ان المقابلة انتهت‪ .‬أعطته رقم تلفون المنزل وغادرتا‬ ‫يوميا‬ ‫‪ -‬اطمئني‪ ..‬سنجده‪ ،‬بالطبع نحتاج منك الى معلومات حول‬

‫مبنى الشرطة وهي تردد‪:‬‬ ‫عاداته وشكله و‪..‬‬
‫‪ -‬جدوه بسرعة‪ ،‬لا أريد ان يتعرض لمكروه‪.‬‬ ‫قاطعته‪:‬‬
‫خارج مبنى الشرطة نطقت الصديقة ببعض الحيرة والعتاب‪:‬‬
‫‪ -‬تفاصيل زوجك ليست صحيحة‪ ،‬كيف سيجدونه؟‬ ‫‪ -‬أقول لك زوجي ضائع وانت تقول لي معلومات؟‬
‫جففت دموعها‪.‬‬
‫‪ -‬هل تعرفين زوجي أكثر مني؟‬
‫‪ -‬يا صديقتي ماذا جرى لك؟ زوجك طوله متر ونصف وأقرع وله كرش ضخمة‪،‬‬ ‫‪ -‬ما اسمه يا سيدتي؟‬
‫‪ -‬نديم‪ ،‬السيد نديم‪.‬‬
‫مصاب بمرض النسيان ولا رياضي ولا بطيخ ويد ّب على عصا ويسير بصعوبة؟‬
‫نظرت مدام نديم باستهجان لصاحبتها وقالت بحزم‪:‬‬ ‫‪ -‬صفيه لنا‪.‬‬
‫‪ -‬ومن يريد استرجاع زوج مثل هذا؟!‬ ‫نظرت مدام نديم بوجه الضابط‪ ،‬فكرت‪ ،‬انتعشت قليلا وبان بعض الهدوء‬

‫على محياها‬
‫‪ -‬زوجي طويل القامة‪.‬‬

‫قاطعتها‬

‫‪l7‬‬

‫‪l8‬‬

‫علاقة السينما‬
‫الحميمة مع الأدب‬

‫إن السـينما ترتبـط ارتباطـا وثيقـا بمختلـف الفنـون كالرسـم والرقـص والنحـت ‪ ،‬لكـن علاقـة السـينما بـالأدب علاقـة مختلفـة عـن سـائر‬ ‫‪l8‬‬
‫الفنـون الأخـرى ‪ ،‬فقـد كانـت العلاقـة ومـا زالـت بـن الأدب والسـينما أشـبه بالمزاوجـة بـن فنيـن يولـدا مزيجـا سـحريا ‪ ،‬فـرى الروائيـن‬
‫يبدعـون في تقديـم رؤيتهـم في أعمالهـم الأدبيـة ‪ ،‬ليـأتي لاحقـا كتّـاب السـيناريو يضيفـون لمسـاتهم الخاصـة عـى هـذه الأعـال لتتحـول‬
‫إلى واقـع يتجسـد لنـا مـن خلـف الشاشـات الفضيـة ‪ ،‬فتتحـول الأحـرف الجامـدة المكتوبـة عـى صفحـات الكتـب إلى صـورة حيـة ماثلـة‬
‫أمـام الأعـن ‪ ،‬فيمتـزج فيهـا مـا كان محـض خيـال مـع الواقـع ‪ ،‬ويتشـابك فيهـا التعقيـد مـع البسـاطة‪ .‬ذلـك أن الأدب دائمـا مـا يعتمـد‬
‫عـى اللغـة في التأثيرعـى الجمهـور‪ ،‬فيتفنـن كاتـب الروايـة مثـا في جـال المعـاني والأسـاليب البلاغيـة البديعـة لتتحـول الكلمـة في خيـال‬
‫القـاريء إلى مشـاهد متحركـة ‪ ،‬فيطلـق العنـان لخيالـه ولا يحـده سـقف لتخيـل أشـكال أبطـال الروايـة وردود فعلهـم وأسـلوب حديثهـم‬
‫وتعبـرات وجوههـم ‪ ،‬كـا يفسـح الأدب المكتـوب المجـال للقـاريء لتخيـل بيئـة الحـدث والمـكان والألـوان‪ .‬أمـا عـن السـينما فنجـد‬
‫الفـارق بينهـا وبـن الأدب يتسـع مـن هـذا الجانـب ‪ ،‬فالسـينما تعتمـد عـى الصـورة المتحركـة للوصـول إلى الغايـة نفسـها ‪ ،‬فتخاطـب‬
‫السـينما جمهورهـا مـن خـال المؤثـرات السـمعية والبصريـة معتمـدة عـى حركـة الكامـرا والصـوت والضـوء والديكـور والموسـيقى‬
‫والممثلـن ‪ ،‬فمـن المعـروف بـأن رؤيـة الجمهـور للعمـل ترتبـط ارتباطـا مبـاشرا ووثيقـا مـع مـا تـراه عينـاه مـن مشـاهد مرئيـة مجسـدة‬
‫لقصـة "الفيلـم" فتجعـل الجمهـور محصـورا ومقيـدا بمـا يقدمـه العمـل السـينمائي مـع أحـداث الروايـة ‪ ،‬ولا يسـتطيع الخـروج عـن النـص‬
‫بتخيلاتـه فهـي تخضـع للإيطـار الزمـاني والمـكاني‪ .‬وفي الحقيقـة فـإن نظـرة القـاريء السـينمائي للعمـل الأدبي ومقدرتـه عـى تحويـل هـذا‬
‫النـص إلى "فيلـم" تختلـف مـن شـخص لآخـر‪ ،‬فعـى سـبيل المثـال فإنـه يمكـن إنجـاز فيلـم عظيـم يحقـق نجـاح باهـر يحصـد عـى إثـره‬
‫الجوائـز ‪ ،‬وذلـك انطلاقـا مـن أفـكار متناثـرة وأصـداء خافتـة وأحـداث عابـرة خلفتهـا قـراءة عمـل أدبي في ذهـن القـاريء ‪ ،‬وعـى نقيـض‬
‫ذلـك فإنـه بالإمـكان إنجـاز فيلـم شـديد الـرداءة تتقاذفـه الآراء الناقـدة انطلاقـا مـن قـراءة متأنيـة ودقيقـة وعميقـة لنفـس العمـل الأدبي‪.‬‬
‫إذن فالمسـألة هـي مسـألة إبـداع وخـرة وتمـرس في الفـن‪ .‬وأخـرا فأنـا لا أرى بـأن نجـاح الفيلـم السـينمائي مرهـون بشـكل أو بآخـر عـى‬
‫نجـاح العمـل الأدبي المقتبـس منـه ‪ ،‬ذلـك لأن السـينما فـن تحكمـه ظـروف عديـدة لا نسـتطيع أن نغـض الطـرف عنهـا ‪ ،‬وفي أحيـان كثـرة‬
‫فـإن هـذه الظـروف مـن شـأنها أن تسـلب العمـل الأدبي حقـه بطابعهـا الفنـي المختلـف ‪ ،‬وبقـولي هـذا فأنـا لا أسـتطيع أن أنكـر حقيقـة‬
‫وجـود أفـام سـينمائية كان لهـا دور بـارز وحقيقـي في التعريـف بأعـال أدبيـة كانـت طـي النسـيان ونالـت شـهرة واسـعة وخلـدت في‬
‫ذاكـرة المشـاهدين‪ .‬ولكـن في مجمـل القـول أرى أن السـينما لا يمكـن أن تكـون مـرآة لـأدب ‪ ،‬أو بمعنـى أدق قـد تكـون انعكاسـا لـأدب‬
‫في مـرآة مكسـورة لا تظهـر الصـورة سـوى مشوشـة ومفككـة وعـى غـر طبيعتهـا الحقيقيـة ؛ لأن تحويـل العمـل الأدبي إلى عمـل سـينمائي‬
‫قـد يـؤدي إلى تغيـر بعـض عنـاصر العمـل الأدبي ليلائـم قيـم المجتمـع وخاصـة جمهـور الفيلـم الـذي هـو أكـر عـددا مـن جمهـور الأدب ‪،‬‬
‫ومـن هنـا يلـزم البحـث عـن الكيفيـة المثـى التـي يفـرض التعامـل بهـا مـع النـص الأصـي في عمليـة الاقتبـاس ولـزوم إعـادة تصويـره كـا‬
‫هـو شـكلا ومضمونـا ‪ ،‬ولكـن هنـاك آراء أخـرى تدعـو إلى عـدم الالتـزام الحـرفي بالنـص الأصـي ‪ ،‬فهـم ينظـرون للفيلـم السـينمائي كبنـاء‬
‫مسـتقل يجـب أن يقـدم نفسـه بمعـزل عـن النـص الأصـي ‪ ،‬فمـن وجهـة نظرههـم إن الفيلـم هـو نتـاج إبداعـي لتجربـة شـعورية عاشـها‬
‫كاتـب سـيناريو الفيلـم مـع الروايـة وليـس شرطـا أن تكـون ترجمـة حرفيـة لشـعور الشـخص الـذي كتـب هـذا العمـل الأدبي ‪ ،‬ومـن هنـا‬

‫نسـتخلص بـأن العلاقـة بـن الأدب والسـينما مرتبكـة في أحيـان ونفعيـة في أحيـان أخـرى‪.‬‬

‫‪l 9‬أعلام من بلادي‬

‫الشاعرعلي بن شنين بن خلفان الكحالي‪.‬‬

‫ولـد الشـاعر العـاني الصحـاري عـي بـن شـنين الكحـالي عـام ‪ 1963‬في لمســاعدة الفقــر بمــا يملكــون ‪ ،‬والملفــت للنظــر أن الكحــالي لم يعــش‬
‫صحـار بسـلطنة عـان‪ .‬تعلـم في مـدارس السـلطنة ثـم أكمـل تعليمـه بمعـزل عـن المجتمـع فنجـد لـه صـولات وجـولات في معظـم القضايـا‬
‫في كليـة المعلمـن عـام ‪ 1984‬لينتقـل بعدهـا للعمـل مدرسـاً في مدرسـة الاجتماعيــة كحــوادث الســيارات وغــاء المهــور وعقــوق الوالديــن‪.‬‬
‫سـيف بـن خبـرة الإعداديـة ‪.‬بـرزت موهبتـه الشـعرية في سـن مبكـرة وللطفولـة مـكان خـاص في قلـب الشـاعر فديوانـه (أنشـد معـي) شـاهد‬
‫حيـث بـدأ قـرض الشـعر وهـو مـا يـزال في المرحلـة الابتدائيـة ‪ .‬شـارك عـى ذلـك‪ ،‬ولـو أن شـعره الطفـولي كان يميـل لأن يكـون تعليم ًيـا بعـض‬
‫الشـاعر عـي بـن شـنين في العديـد مـن الأمسـيات الشـعرية في السـلطنة الــيء ولكــن هــي لفتــ ٌة رائعــة أن تــولى الطفولــة اهتمامــا واضحــا‬
‫كـا شـارك في مهرجـان دول مجلـس التعـاون لـدول الخليـج العربيـة في مـن قبـل الأدب العـاني وكان الكحـالي بالتأكيـد هـو رائدهـا وحامـل‬
‫الشــعر والقصــة والزجــل في البحريــن عــام ‪1991‬دواوينــه الشــعرية‪ :‬لوائهـا ‪.‬فـكان لابـد لهـذا النتـاج أن يتـ ّوج بعـدة جوائـز مـن المنتـدى‬
‫ثلاثيــات الكحــالي ‪ - 1991‬وديــوان أنشــد معــي (ديــوان للأطفــال) إن الأدبي للأعـوام ‪ 1992-1991-1990-1989‬وكانـت الجوائـز لتتـوالى لـولا‬
‫المتتبـع لسـرة الشـاعر عـي بـن شـنين الكحـالي يجـ ّد أن لـه زخما شـعريا اختطــاف يــد المنــون لشــاعرنا إثــر حــادث ســر أليــم ‪ ،‬فقــد رحــل‬
‫واسـع النطـاق رغـم قلـة دواوينـه حيـث أن المنيـة وافتـه وهـو مـا يـزال الكحـالي عـام ‪ 1996‬ولـن ننـى أبياتـه الشـامخة كالجبـال حينـا يقـول‬
‫في ريعـان الشـباب حتـى أنـه تـرك مجموعـة شـعرية لم يُكملهـا بعد‪.‬ولـو في نشـيد عـام الـراث (صنـع الأجـداد مجـدا عبقريـا‪ ،،‬لبـادي وتراثـاً‬
‫تتبعنـا شـعر الكحـالي نجـد لـه صبغـة إنسـانية مرهفـة حيـث تحـدث ذهبيا)‪.‬رحـل الكحـالي وبداخلـه هـ ّم اللغـة العربيـة والرغبـة الجامحـة‬
‫مــن خــال قصائــده عــن الحــروب وعــن القضايــا العربيــة الســائدة في المحافظـة عليهـا‪ ،‬رحـل الكحـالي وهـذا هـو حـال السـنونوات المغـردة‬
‫آنـذاك كـا تحـدث عـن العنصريـة والتمييـز الطبقـي ونجـد فيـه إحـدى الباحثـة عـن مـكان أرقـى لتغـرد فيـه‪ ،‬رحـل شـبي ُه أبـو القاسـم الشـابي‬

‫قصائــده (الحــال البائــس) يتحــدث عــن الفقــر وعــن حــث النــاس في العمـر القصـر والأبيـات الباقيـة مـا بقيـت الدنيـا‪.‬‬

‫قائمة اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالم ًيا‬
‫تتزين بأبي مسلم البهلاني‬

‫بمناســبة الذكــرى المئويــة الأولى لوفاتــه وتقديــ ًرا لــدوره الثقــافي الملحــوظ إلى سـعوب وحضـارات الأمـم الأخـرى‬
‫أدرجــت منظمــة الأمــم المتحــدة للتربيــة والعلــوم والثقافــة (اليونســكو) وكذلــك لابــد أن يكــون الإبــداع في‬
‫الشــاعر العــاني نــاصر بــن ســالم الرواحــي الملقــب بــأبي مســلم البهــاني المجـال الثقـافي أو الفكـري لأن المنظمـة‬
‫ضمـن قائمـة الشـخصيات المؤثـرة عالم ًيـا وذلـك خـال انعقـاد أعـال الـدورة المعنيـة بهـذا الموضـوع هـي منظمـة‬
‫الأربعـون للمؤتمـر العـام لليونسـكو بمقـر المنظمـة في باريـس‪ .‬نشـأ البهـاني ثقافيــة بالإضافــة إلى معايــر أخــرى أهمهــا تكــون الشــخصية قــد فارقــت‬
‫المولــود عــام ‪ 1860‬تقري ًبــا وســط عائلــة مهتمــة بالفقــه والأدب والشــعر الحيـاة باعتبـار أن هـذا البرنامـج يـأتي لإحيـاء ذكـرى هـذه الشـخصية التـي‬
‫وكان لظـروف نشـأته تأثـ ًرا كبـ ًرا في تكويـن شـخصيته وتفكـره فبـدأ قـرض مـر عـى وفاتهـا ‪ ٥٠‬عا ًمـا أو ‪ ١٠٠‬عا ًمـا أو مضاعفـات العـدد‪ .٥٠‬والجديـر‬
‫الشـعر في مرحلـة مبكـرة مـن حياتـه وشـاءت الظـروف أن يرحـل إلى زنجبـار بالذكـر أن البهـاني يعـد الشـخصية العمانيـة الخامسـة في القائمـة فقـد سـبق‬
‫ليسـطع نجمـه فيهـا كرئي ًسـا للقضـاة ورئيـس تحريـر لصحيفـة النجـاح التـي وأدرجـت أربـع شـخصيات عمانيـة أخـرى هـي‪ :‬عـالم اللغـة ومؤسـس علـم‬
‫أنشـأها هنـاك في زنجبـار لتجعلـه المؤسـس الأول للصحافـة العمانيـة وقـد العـروض الخليـل بـن أحمـد الفراهيـدي الـذي أدرج عـام ‪ 2006‬والطبيـب‬
‫أصـدر عددهـا الأول سـنة ‪ .1911‬والمتتبـع لشـعر البهـاني يجـد أن الصبغـة الصيــدلاني راشــد بــن عمــرة الــذي أدرج عــام‪ 2013‬وكذلــك الموســوعي‬
‫الدينيــة والسياســية تســيطر عــى الجانــب الأكــر مــن إنجــازه الشــعري والمصلـح الاجتماعـي نـور الديـن السـالمي الـذي أدرج عـام ‪ 2015‬الفيزيـائي‬
‫الـذي لا يخلـو مـن الغـزل الرقيـق كـا أن سـمة الطـول تظهـر عـى كثـر والطبيـب أبـو محمـد الأزدي (ابـن الذهبـي) المـدرج عـام‪2015‬؛ وهـذا إن دل‬
‫مــن قصائــده اســتطاع أبــو مســلم البهــاني مــن خــال إســهاماته الأدبيــة عـى شيء فهـو يـدل عـى عمـق الأثـر الثقـافي الـذي تقدمـه السـلطنة للعـالم‪.‬‬
‫مـن شـعر ونـر أن يسـطر اسـمه ويجـد لـه مكانًـا ليـس في المشـهد الأدبي وأشـارت وكالـة الأنبـاء العمانيـة إلى أن إدراج الشـاعر جـاء نتيجـة الجهـود‬
‫العـاني فقـط بـل تجـاوز ذلـك ليصـل تأثـره إلى العـالم أجمـع في اعـراف التـي بذلتهـا وزارة التربيـة والتعليـم مجسـدة في اللجنـة الوطنيـة العمانيـة‬
‫دولي يضـاف إلى الإنجـازات الإنسـانية لأبنـاء هـذا الوطـن الذيـن تلقـوا الخـر للتربيـة والثقافـة والعلـوم‪ ،‬لاختيـار الشـخصيات التـي تنطبـق عليهـا معايـر‬
‫الخـر بفـرح وحبـور بالـغ لمـا للبهـاني مـن مكانـة عظيمـة في نفوسـهم‪ .‬وقـد اليونسـكو‪ ،‬بالإضافـة إلى إعـداد ملـف الترشـيح بشـكل متكامـل مـع مراعـاة‬

‫وقـع اختيـار هـذه الشـخصية لتوافقهـا مـع معايـر اليونسـكو الصارمـة التـي الجوانـب الفنيـة المطلوبـة‪.‬‬
‫تشـرط أولاً أن يتجـاوز تأثـر إبـداع هـذه الشـخصية حـدود الوطـن ويتعـداه‬

‫‪l9‬‬

‫مقولة وقصة‬ ‫‪l 10‬تراث‬
‫‪l 10‬‬
‫«الموضوع فيه إن»‬

‫درج العـرب مـن المـرق إلى المغـرب عـى اسـتعمال كلمـة "إ ّن" كلـا تعلـق الأمـر بموضـوع‬
‫فيـه شـك وخـاف أو سـوء نيـة فـا هـي حكايـة ال إن ومـن أيـن جـيء بهـا؟ قيـل إن أصـل‬
‫العبـارة يرجـع إلى مدينـة حلـب وإلى أمـر فطـن شـجاع اسـمه عـي بـن منقـذ كان تابعـا‬
‫للملـك محمـود بـن مـرداس ‪،‬وحـدث بينهـا خـاف في يـوم مـا ‪ ،‬ففطـن الأمـر إلى أن الملـك‬
‫سـيقتله فهـرب مـن حلـب إلى دمشـق ‪ ،‬اسـتدعى الملـك كاتبـه وأمـره بكتابـة رسـالة إلى الأمـر‬
‫عـي بـن منقـذ يطمئنـه فيهـا ويدعـوه للعـودة إلى حلـب ‪ ،‬شـعر الكاتـب بـأن الملـك ينـوي‬
‫الغـدر بالأمـر ‪ ،‬فختـم الرسـالة بعبـارة ‪ ":‬إ ّن شـاء اللـه تعـالى" بتشـديد النـون‪ .‬ولمـا قـرأ الأمـر‬
‫الرسـالة وقـف متعجبًـا عنـد نهايـة ذلـك الخطـأ في نهايتهـا فهـو يعـرف حذاقـة الكاتـب‬
‫ومهارتـه ‪ ،‬لكنـه أدرك فـو ًرا أن الكاتـب يحـذره مـن خطـب مـا حينـا شـدد تلـك النـون! ولم‬
‫يلبـث أن فطـن إلى قولـه تعـالى‪" :‬إ ّن المـأ يأتمـرون بـك ليقتلـوك" فـا كان مـن الأمـر إلا أن‬
‫بعـث رده ليشـكر للملـك أفضالـه ويطمئنـه عـى ثقتـه الشـديدة بـه ‪ ،‬وختمهـا بعبـارة ‪" :‬‬
‫أنّـا الخـادم المقـ ّر بالإنعـام" بتشـديد النـون ! فلـا قرأهـا الكاتـب فطـن إلى أن الأمـر يبلغـه‬
‫أنـه قـد تنبـه إلى تحذيـره المبطـن ‪ ،‬وأنـه يـرد عليـه بقولـه تعـالى‪" :‬إنـا لـن ندخلهـا أبـدا مـا‬
‫دامـوا فيهـا" ‪ ،‬واطـأن إلى أن الأمـر بـن منقـذ لـن يعـود إلى حلـب في ظـل وجـود ذلـك‬
‫الملـك الغـدار‪ .‬ومنـذ هـذه الحادثـة صـار الجيـل بعـد الجيـل يقولـون للحكايـة إذا ارتابـوا‬

‫فيهـا "الموضـوع فيـه إ ّن"‪.‬‬

‫مثل وقصة‬

‫«وافق شـن طبـقة»‬

‫مـا لا شـك فيـه أنـه قـد جـرى عـى مسـامعك ذكـر هـذا المثـل ‪ ،‬أو قـد تكـون أنـت نفسـك سـبق أن اسـتعملت‬
‫هـذا المثـل ولكـن دون أن تعـرف مـن أيـن أتى ومـا هـي حكايتـه ومتـى قيـل أول مـرة ليصبـح بعدهـا مثـا عربيـا‬
‫يتـداول عـى الألسـن ليحمـل في جوهـره دلالـة مـا ‪ ،‬فتعـال نتعـرف عـى قصـة هـذا المثـل‪ :‬يحـى أنـه كان هنـاك‬
‫رجـا مـن دهـاة العـرب وأذكيائهـم ‪ ،‬واسـمه شـن ‪ ،‬شـن هـذا أقسـم مـرة ليطوفـن حتـى يعـر عـى امـرأة تماثلـه‬
‫ذكا ًء ليتـزوج منهـا وفي أثنـاء سـره لقـي رجـا فسـأله شـن إلى أيـن يذهـب! فتبـن أنـه يقصـد البلـدة التـي يتوجـه‬
‫لهـا شـن ‪ ،‬فسـارا سـوية فقـال لـه شـن ‪:‬أأحملـك أم تحملنـي؟ فقـال لـه الرجـل‪ :‬يـا جاهـل أنـا راكـب وأنـت راكـب‬
‫فكيـف أحملـك وتحملنـي؟ فسـكت شـن حتـى إذا اقتربـا مـن القريـة رأيـا زرعـا قـد اسـتحصد فقـال شـن للرجـل‪:‬‬
‫أتـرى هـذا الـزرع أكل أم لا؟ فاغتـاض الرجـل وقـال لـه‪ :‬مـا هـذا الجهـل تـرى نبتـا مسـتحصد فتقـول أكل أم لا! ويحـى‬
‫أنـه عندمـا دخـا القريـة لقيـا جنـازة يشـيعها النـاس‪ .‬فقـال شـن‪ :‬أتـرى صاحـب هـذا النعـش حي هـو أم ميـت؟ وأراد‬
‫شـن أن يفـارق الرجـل فـأبى الرجـل فقـال لـه الرجـل‪ :‬أنـت غريـب فـا بـد مـن ضيافتـك عنـدي وأصر عـى ذلـك ‪،‬‬
‫فتوجهـا معـه إلى بيتـه ‪ ،‬وكان للرجـل المضيـف بنـت تدعـى طبقـة ‪ ،‬فدخـل عندهـا وأخبرهـا بأمـر ضيفـه وقـص عليهـا‬
‫قصـة جهلـة وأسـئلته الحمقـاء ‪ ،‬فقالـت لـه ‪ :‬يـا أبتـاه مـا هـذا بجاهـل وإنمـا هـذا بغايـة الـذكاء ‪ ،‬فقولـه‪ :‬أأحملـك‬
‫أم تحملنـي؟ يقصـد بهـا أتحدثنـي أم أحدثـك حتـى نقطـع طريقنـا ‪ ،‬وأمـا قولـه ‪ :‬أتـرى هـذا الـزرع أكل أم لا ؟ فـأراد‪:‬‬
‫هـل باعـه أهلـه فأكلـوا ثمنـه أم لا! وأمـا قولـه عـن الجنـازة فيقصـد هـل تـرك صاحـب الجنـازة أولادا يذكرونـه أم لا‬
‫‪ ،‬فخـرج الرجـل فقعـد مـع شـن سـاعة يتحـدث معـه ‪ ،‬فقـال لـه ‪ :‬أتحـب أن أفـر لـك مـا سـألتني عنـه في الطريـق‬
‫‪ ،‬فقـال‪ :‬نعـم ‪ ،‬ففـره بمـا علمـه مـن ابنتـه ‪ ،‬فقـال لـه شـن ‪ :‬مـا هـذا كلامـك ؛ فأخـرني عمـن أخـرك بـه ‪ ،‬فقـال‬
‫الرجـل ‪ :‬إنهـا ابنتـي ‪ ،‬فخطبهـا فزوجـه أبوهـا إياهـا ‪ ،‬ولمـا حملهـا إلى أهلـه ورأوهـا قالـوا‪ :‬وافـق شـن طبقـة ‪ ،‬وصـار‬

‫مثـا يجـري عـى الألسـن ويـرب للمتماثلـن‪.‬‬

‫‪l 11‬‬

‫لطائف‬ ‫ذات يوم دخل أبو نواس على الخليفة هارون الرشيد وهو جالس عند جاريته‬
‫أدبـــيــة‬ ‫«خالصة» وامتدحه بقصيدته النونية العصماء ‪ ،‬فلم يلتفت إليه الرشيد وكان‬
‫يداعب خالصة وأهداها عقد ‪ ،‬فغضب أبو نواس ولما خرج كتب على الباب‬
‫مــدح الشــاعر ابــن ُهرمــة الخليفــة المنصــور بقصيــد نــال‬
‫إعجابـه واستحسـانه فـأراد أن يجازيـه وقـال لـه‪ :‬سـل حاجتك‬ ‫هذا البيت‪:‬‬
‫‪ ،‬فقـال (وكان سـكيرا)‪ :‬حاجتـي أن تكتـب إلى عاملـك بالمدينـة‬
‫وتوصيـه بـأن لا يقيـم عـي الحـد إذا وجـدني سـكران ‪ ،‬فقـال‬ ‫لقد ضاع شعري على بابكم كما ضاع عق ٌد على خالصة‬
‫لـه المنصـور‪ :‬هـذا حـد مـن حـدود اللـه لا سـبيل إلى تركـه ‪،‬‬
‫فقـال ابـن ُهرمـة‪ :‬ليـس لي حاجـة غـر هـذا‪ .‬فقـال الخليفـة‬ ‫ولما رأى هارون الرشيد هذا البيت استشاط غض ًبا واستدعى أبو نواس ‪ ،‬فلما‬
‫لكاتبـه‪ :‬اكتـب إلى عاملنـا بالمدينـة ( مـن أتـاك بابـن هرمـة‬ ‫جاء أبو نواس ومر من ناحية الباب مسح تجويف العين من كلمة (ضاع) فقال‬
‫سـكرانا فأجلـده ثمانـن جلـدة واجلـد الـذي يأتيـك بـه مائـة‬
‫جلـدة ) فـكان الشرطـة يمـرون بـه وهـو سـكران فينصرفـون‬ ‫هارون‪ :‬يا أبا نواس ما هذا الذي كتبته على باب خالصة؟‬
‫عنـه ويتركونـه ويقولـون‪ :‬مـن يشـري ثمانـن بمائـة! فالخليفـة‬
‫المنصـور بحيلتـه هـذه لبـى طلـب الشـاعر ولم يخالـف حكـم‬ ‫فقال أبو نواس‪ :‬حاشا لله يا أمير المؤمنين أن يحصل ما تقول ‪ ،‬إنني يا مولاي‬
‫مدحت وما هجوت وهيا بنا لنرى ‪ ،‬فقام الخليفة وهو يقول‪ :‬تالله لئن لم يكن‬
‫قــال الأصمعــي رأيــت بدويــة مــن أحســن النــاس‬
‫وجهـا ولهـا زوج قبيـح ‪ ،‬فقلـت لهـا يـا هـذه أترضـن‬ ‫ما تقول فأنت مقتول‪.‬‬
‫أن تكـوني تحـت هـذا؟ فقالـت‪ :‬يـا هـذا لعلـه أحسـن‬
‫فيـا بينـه وبـن ربـه فجعلنـي ربـه ثوابـه ‪ ،‬وأسـات‬ ‫فلما وصل الخليفة إلى الباب قرأ البيت هكذا‪:‬‬
‫فيــا بينــي وبــن ربي فجعلــه ربي عــذابي ‪ ،‬أفــا أرضى‬
‫كما ضاء عق ٌد على خالصة‬ ‫لقد ضاء شعري على بابكم‬
‫بمـا رضي اللـه بـه‪.‬‬
‫فأعجب الخليفة بهذه البداهة وأمر له بألف دينار‪.‬‬

‫أضاع أحدهم قطعة ذهب فمضى أعرابي يبحث عنها‬
‫ويقول‬

‫يارب قدر لي في حماسي‬
‫وفي طلاب الرزق بالتماس‬
‫صفراء تجلو كسل النعاس‬
‫فضربته عقرب صفراء حرمته النوم ‪ ،‬فجعل يقول يارب‬
‫الذنب لي لأني لم أبين لك كل أوصافها ‪ ،‬اللهم لك الحمد‬
‫والشكر ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬ما تصنع أما سمعت قول الله تعالى‬

‫ولئن شكرتم لأزيدنكم!‬

‫‪l 11‬‬

‫‪ l 12l 12‬شعر‬

‫فاروق‬
‫جويدة‬

‫‪l 12‬‬

‫‪ l 13‬شعر‬ ‫‪l 13‬‬

‫هنا يعيش الشاعر «فاروق جويدة» أحاسيس متناقضة انعكست على‬
‫كلمات شعره فبات ينسج حروفه من ألم الخذلان بعد أن كان يرى في عينا‬

‫الحبيب الأرض والوطن والأمان‪:‬‬

‫ثم كتب بعد عام في ‪1983‬م ‪:‬‬ ‫فقد كتب في عام ‪1982‬م ‪:‬‬

‫كان ماقد كان مات‬ ‫لو خانت الدنيا‬
‫كان في عينيك حلم‬ ‫وخان النا ُس‬
‫خانني وسط الطريق‬ ‫وابتعد الصحا ْب‬
‫حين صار الموج وحشا‬ ‫عيناك أر ٌض لا تخو ْن‬
‫لم يعد يرحم أنات الغريق‬ ‫عيناك إيما ٌن وش ٌك حائ ٌر‬
‫كان في عينيك حلم‬ ‫عيناك نهر من جنو ْن‬
‫يعزف الألحان في عمري‪ ..‬وعمرك‬ ‫عيناك أزما ٌن وم ٌر‬
‫أغنيات للطيور‪..‬‬ ‫لي َس مثل النا ِس‬
‫كان سرا من خبايا الصبح حين يجيء‬ ‫شيئاً من سرا ْب‬
‫عيناك آله ٌة وعشا ٌق‬
‫في ليل جسور‪..‬‬ ‫وصب ٌر واغتراب‬
‫بحر عينيك توارى‬ ‫عيناك بيتي‬
‫جف ماء البحر في صمت‬ ‫عندما ضاقت بنا الدنيا‬
‫وصار الآن أسماكا‬ ‫وضاق بنا العذاب‬
‫تساقط جلدها بين الصخور‬ ‫ما زل ُت أبح ُث عن عيونك‬
‫كيف صار اللؤلؤ المسحور‬ ‫بيننا أم ٌل ولي ْد‬
‫أحجارا على الطرقات حائرة‬ ‫أنا شاط ٌئ‬
‫وفي هلع‪ ..‬تدور؟‬ ‫ألق ْت عليه جراحها‬
‫كيف صار الموج في عينيك شيئا‪ ..‬كالرفات؟‬ ‫أنا زور ُق الحلم البعي ْد‬
‫كيف مات الطهر فينا‬
‫كيف صرنا كالأماني الساقطات؟‬ ‫أنا ليل ٌة‬
‫حار الزما ُن بسحرها‬
‫آه من عينيك آه‬ ‫عم ُر الحياة يقا ُس‬
‫لست ادري في رباها غير عنوان‬
‫بالزمن السعي ْد‬
‫أراه الآن ينكرني‬ ‫ولتسألي عينيك‬
‫قلت يوما‪ ..‬إن في عينيك شيئا لا يخون‬ ‫أين بريقها ؟‬
‫ستقول في أل ٍم توارى‬
‫يومها صدقت نفسي‪..‬‬ ‫صار شيئاً من جلي ْد ‪..‬‬
‫لم أكن اعرف شيئا‬ ‫عيناك موطننا القديم‬
‫في سراديب العيون‬ ‫وإن غدت أيامنا‬
‫كان في عينيك شيء لا يخون‬ ‫ليل ًا يطار ُد في ضيا ْء‬
‫لست ادري‪ ..‬كيف خان؟‬ ‫سيظل في عينيك شي ٌء من رجا ْء‬
‫ليس يجدي الآن شيء‬ ‫أن يرجع الإنسا ٌن إنساناً‬
‫فالذي قد كان‪ ..‬كان‬ ‫يُغطي ال ُعرى‬
‫احرقي الأحلام والذكرى‬ ‫يغسل نفسه يوماً‬
‫فما قد مات ‪ ..‬مات‬ ‫ويرجع للنقا ْء‬
‫واخرسي دمعا لقيطا‬
‫ما الذي يجدي لكي نبكي على هذا الرفات؟‬

‫‪l 13‬‬

‫‪l 14‬شعر‬

‫مـن أعـذب مـا قيـل في الأدب ‪،‬‬
‫البيـت الشـعري‪:‬‬

‫فأمطرت لؤل ًؤا من نرجس وسقت‬

‫ور ًدا وعضت على العناب بالبرد‬

‫بيـت شـعري فيـه مـن الرقـة والعذوبـة والجمال‬
‫الـيء الكثـر وقـد اختلـف في نسـبته فمنهـم‬
‫مـن ينسـبه إلى يزيـد بـن معاويـة ومنهـم مـن‬
‫يقـول أنـه لأحـد شـعراء سـيف الدولـة محمـد‬
‫بـن أحمـد العسـائي الملقـب بالـوأوأ الدمشـقي؛‬
‫أيًــا كان صاحــب البيــت فنحــن هنــا لســنا في‬
‫مقـام توثيـق وإنمـا أتينـا بالبيـت لنقـف عـى‬
‫مـا فيـه مـن معـا ٍن جميلـة وتصويـر بليـغ‪.‬‬

‫الشـاعر في هـذا البيـت يصف امرأة تبـي فيصور‬
‫دموعهـا لؤلـ ًؤا وعينيهـا نرج ًسـا وخديهـا ور ًدا أما‬
‫شـفتيها فيشـبهها بالع ّنـاب وهـو نـوع مـن الثمر‬
‫شـديد الاحمـرار معـروف بلــذة مذاقـه وشـبّه‬
‫أســنانها بحبــات الــرد‪ ،‬ولم يــأ ِت بالتشــبيهات‬
‫جامــدة بــل أنشــأ منهــا صــورة حيــة فقولــه‬
‫فأمطــرت لؤلــ ًؤا مــن نرجــس يعنــي أن عينيهــا‬
‫كالنرجـس الـذي ُيطـر لؤلـ ًؤا‪ ،‬وسـقت ور ًدا هنـا‬
‫تشـبيه للخـد بالـورد والدمـوع بالمطـر المنهمـر‬
‫الـذي يـروي هـذا الـورد ويسـقيه‪ ،‬وع ّضـت عـى‬
‫الع ّنــاب بالــرد أي أنهــا ع ّضــت عــى الشــفاه‬
‫التـي هـي كالع ّنـاب في حمرتـه وطيبـة مذاقـه‬

‫بالأسـنان التـي هـي كالـرد في بياضـه‪.‬‬

‫كل هــذه الصــور البديعــة جــاءت مجتمعــة في‬
‫بيـت واحـد‪.‬‬
‫‪l 14‬‬

‫‪ l 15‬أقلام اصدقاء المجلة‬ ‫‪l 15‬‬
‫‪l 15‬‬
‫«تحت وطأة الذكريات»‬

‫بقلم‪:‬صفاء الحبسية (‪22‬عام)‬

‫تُشعل لهيب ذاكرتك كل يوم‪ ،‬عفوا بل أقصد كل حين!‬
‫من منكم يمر على الآخر ؟‬

‫هل جربت حقا أن تسأل نفسك هذا السؤال !‬
‫حســنا ‪ ..‬لنفــرض أنــك أنــت مــن تمــر عليهــا‪ ،‬تفتــش فيهــا‪،‬‬

‫تُلملمهــا‪ ،‬أنــت مــن يحيــا ويمــوت في حضرتهــا‪.‬‬
‫في البدايــة ســتختار الوقــت المناســب في حــال رغبــت بذلــك‬
‫فعــا ‪ ،‬وقــد تجــد نفســك رهــن الموقــف‪ ،‬المــكان‪ ،‬الزمــان‪،‬‬

‫وحتــى الرائحــة !‬
‫أنــت لســت ُمخــ ّر‪ ،‬ذاك الــركام الــذي تكــدس في ذاكرتــك‪،‬‬

‫واتســع لتضيــق أنــت بــه ليــس خيــارك!‬
‫إنـك تمـر عـى أبـواب ذاكرتـك الغـر معـروف عددهـا مطأطـئ‬

‫الـرأس‪ ،‬ثقيـا جـدا‪..‬‬
‫تفتـح الأبـواب عليهـا‪ ،‬فتهـ ُّب في عقلـك كأنـك روائـح الحنـن‪،‬‬

‫ال ُكـره‪ ،‬الحـب‪..‬‬
‫لا تـدري‪ ،‬لا تـدري ! إنـك مصـاب بحساسـية مفرطـة إزاء تلـك‬
‫المشـاعر‪ ،‬تـود التخلـص منهـا فتغمـض عينيـك بقـوة‪ ،‬تعصرهـا‬
‫لتندثـر‪ ،‬تغمـض عينيـك فـرى أن كل شيء تحـول فجـأة للـون‬

‫الأسـود‪..‬‬
‫بالمناسـبة‪ ،‬أنـت تحـب اللـون الأسـود! إنـه لـون الليـل‪ ،‬والظـام‬

‫‪..‬‬
‫وكـم تتـوق أنـت للحـزن والاضمحـال حتـى في أكـر اللحظـات‬

‫إثـارة ومتعـة‪.‬‬
‫إنــك عبــارة عــن ألبــوم كبــر مــن الصــور‪ ،‬تحــت إشراف‬
‫الظــروف دائمــا‪ ،‬لقــد تكفــل الوقــت أن يكــون المُخــ ِرج‪ ،‬كل‬
‫الذيــن تعرفهــم مثلــوا أفضــل الأدوار بينــا عشــت طــوال‬

‫عمــرك تبحــث عــن دور البطــل‪.‬‬

‫‪l 16‬‬
‫الغ�لمكلحةكنعل�د�لاملائأااتمل�فا���يميش�ةدتق���ا بي�ا ج��معاع��جر�للزتألةم���ينواف�داف نن�لب���ل أر�صسوت�بحس��شخحنسى�احر�اادليعمهارأن�سهخس�يمت�أ���هنث�الن�قوبف��سقييرض���‪�،‬ال��عتصفغ�ل��يلكةهلع أ��هىلا�انوللبمفل�ع�ظاكر��حلحةلط�ابوموىاا�يتت�متل�س�هون�وتأ‪،‬ا�أ�ل�نوحقدظ�البل�تحن�م��عاا�هانسلترا�تبا�ااف نء��حللج�م�‪،‬رعل�ربهفحريدش�و��ايتم�مان�ت�حمانع��ابه‪.‬يقاإ�‪�.‬م��أ‪.‬وهع�الرأادلٍل�نونيلءاتوت�اد��تأ��ه��بءنسرهابنم�‪ �،‬أهكأو��نوأبزا���سااخو��حنل�لانعفسا�مللص�اس ب�حان�نقملن��ااسمتافا�ي�‪،‬تبوم�وق�اا�رفو�بلنع�أ�ع�رع�إرويد�الوواا�ليموحافحلت�يب���‪،‬سهي�هاه�لاأ‪.‬أ��وتواس�نتيرري��وصجخ�عا�سور�نفمنحو�ع ت�الل�ج�ر�هذ�ووا‪،‬ولسإح�املننكو فت�ل��يهمه��ىااا‬

‫‪l 16‬‬


Click to View FlipBook Version