إِ َّن اََّّللَ َرِّّب َوَرُبّ ُك ْم فَا ْعبُ ُدوهُ َى َذا ِصَرا ٌط ُم ْستَِقي ٌم ( )15فَلَ َّما أَ َح َّس ِعي َسى ِمْن ُه ُم الْ ُكْفَر
قَا َل َم ْن أَنْ َصاِري إَِل اََّّلِل قَا َل اْْلََواِرُيّو َن مَْر ُن أَنْ َصا ُر اََّّلِل آَمَنّا ِبََّّلِل َوا ْهَه ْد َِأَََّ ُم ْسلِ ُمو َن
()15سورة آل عمران
(({إِ َّن الله َرِّّب} ُىَو َرِّّب {َوَرُبّ ُك ْم فاعبدوه} فوحدوه { َى َذا} الَتّ ْوِحيد { ِصَرا ٌط ُّم ْستَِقي ٌم} دين
قَائِم يرضاه َوُىَو اِْل ْسَلم
{فَلَ َّمآ أَ َح َّس} علم { ِعي َسى ِمْن ُه ُم الْكْفر} َوَرأى ِمْن ُهم الَْقْتل ِحين أََرادوا قَتلو َويَُقال أَ َح َّس سمع
ِمْن ُهم ت ْكَرار الْكْفر {قَا َل} ِعي َسى {َم ْن أَنْ َصاِري} من أعواني {إَِل الله} َم َع الله على أعدائو
{قَا َل اْلواريون} أصفياؤه القصارون وىم اثْنَا عشر رجَل {مَْر ُن أَنْ َصاُر الله} أعوانك َم َع الله
على أعدائو {آَمَنّا ِبََّّلل واههد} ا ْعلَم أَنْت ََي ِعي َسى {َِأَََّ ُم ْسلِ ُمو َن} مقرون لله ِبلْعبَا َدة
والتوحيد))1
((قولو تعاَل 8فَلَ َّما أَ َح َّس ِعيسى
أي 8علم .قال هيخنا أبو منصور اللغوي 8يقال 8أحسس ُت ِبلشيء ،وحسست بو ،وقول
الناس في المعلومات «محسوسات» خطأ ،إنما الصواب «المحسات» فأما المحسوسات ،فهي
1 )1الكتاب 8تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ينسب 8لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما ( -المتوفى86 8ى)
المقتولات ،يقال 8حسو 8إذا قتلو .والأنصار 8الأعوان .و «إَِل» بمعنى «مع» في قول الجماعة،
قال الزجاج 8وإنما حسنت في موضع «مع» لأن «إَِل» غاية و «مع» تضم الشيء ِبلشيء.
قال ابن الأنباري 8ويجوز أن يكون المعنى 8من أنصاري إَل أن أبين أمر الله .واختلفوا في سبب
استنصاره ِبْلواريين،
فقال مجاىد 8لماكفر بو قومو ،وأرادوا قتلو ،استنصر اْلواريّين .وقال غيره8
لماكفر بو قومو ،وأخرجوه من قريتهم ،استنصر اْلواريين .وقيل 8استنصرىمْ ،لقامة اْلق،
وإظهار اْلجة .والجمهور على تشديد «َيء» اْلواريّين .وقرأ الجونيّ ،والجحدر ّي ،وأبو حياة8
اْلواريون بتخفيف الياء.
وفي معنى اْلواريّين أقوال8
أحدىا 8أنهم الخواص الأصفياء ،قال ابن عباس 8اْلواريون8أصفياء عيسى .وقال الفراء8كانوا
خاصة عيسى .وقال الزجاج 8اْلواريون في اللغة 8الذين أخلصوا ،ونقوا منكل عيب ،وكذلك
الدقيق 8اْلّواري ،إنما سمي بذلك ،لأنو ينقى من لباب البر وخالصو.
قال حذاق اللغويين 8اْلواريون 8صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في تصديقهم ونصرتهم.
ويقال 8عين حوراء 8إذا اهتد بياضها ،وخلص ،واهتد سوادىا ،ولا يقال 8امرأة حوراء ،إلا أن
تكون مع حور عينها بيضاء.
والثاني 8أنهم البيض الثياب ،روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنهم سموا بذلك ،لبياض
ثيابهم.
والثالث 8أنهم القصارون ،سموا بذلك ،لأنهمكانوا حوورون الثياب ،أي8
يبيضونها .قال الضحاك ،ومقاتل 8اْلواريون 8ىم القصارون .قال اليزيدي 8ويقال للقصارين8
اْلواريون ،لأنهم يبيضون الثياب ،ومنو سمي الدقيق 8اْلَُّوارى ،والعين اْلوراء 8النقية المحاجر.
والرابع 8اْلواريون 8المجاىدون... .
والخامس 8اْلواريون 8الصيادون.
والسادس 8اْلواريون 8الملوك ،حكى ىذه الأقوال الثَلثة ابن الأنباري .قال ابن عباس 8عدد
اْلواريين اثنا عشر رجَلً .وفي صناعتهم قولان8
أحدهما 8أنهمكانوا يصطادون السمك رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والثاني 8أنهمكانوا يغسلون الثياب ،قالو الضحاك ،وأبو أرطاة2)).
((ا ْعلَ ْم أََنّوُ تَ َعاَل لََّما َح َكى بِ َشاَرَة َمْرَيَ بَِولَ ٍد ِمثْ ِل ِعي َسى َوا ْستَ ْق َصى ِفي بَيَا ِن ِصَفاتِِو َو َهْرِح
ُم ْع ِجَزاتِِو َوتََرَك َىا ُىنَا ِق َّصةَ ِوَلا َدتِِوَ ،وقَ ْد ذََكَرَىا ِفي ُسوَرِة َمْرَيَ َعلَى اِلا ْستِْق َصاِءَ ،هَر َع ِفي بَيَا ِن أَ َّن
ِعي َسى لََّما َهَر َح ََلُْم تِْل َك الْ ُم ْع ِجَزا ِتَ ،وأَظَْهَر ََلُْم تِْل َك ال َّدَلائِ َل فَ ُه ْم بِمَا َذا َعاَملُوهُ فََقا َل تَ َعاَل8
فَلَ َّما أَ َح َّس ِعيسى ِمْن ُه ُم))3
((قَ ْولُوُ تَ َعاَل( 8فَلَ َّما أَ َح َّس ِعيسى ِمْن ُه ُم الْ ُكْفَر) أَ ْي ِم ْن بَِن إِ ْسَرائِي َلَ .وأَ َح َّس َم ْعنَاهُ َعلِ َم َوَو َج َد
قَالَوُ الَّزَّجا ُجَ .وقَا َل أَبُو عُبَْي َدَةَ 8م ْعنَى" أَ َح َّس" َعَر َفَ ،وأَ ْص ُل َذلِ َك ُو ُجوُد ال َّش ْيِء ِبْْلَا َّسِة.
َواِْل ْح َسا ُس 8الِْعْل ُم ِبل َّش ْيِء ،قَا َل اََّّللُ تَ َعاَلَ "8ى ْل ُِت ُّس ِمْن ُه ْم ِم ْن أَ َح ٍد" [مرَيَ ]76 8واْْلَ ُّس
الَْقْت ُل ،قَا َل اََّّللُ تَ َعاَل "8إِ ْذ َُتُ ُّسونَ ُه ْم ِبِ ْذنِِو" [آل عمران.]515 8
َوِمْنوُ اْْلَِدي ُث ِفي الْجََراِد (إِ َذا َح َّسوُ الْبَ ْرُد).
(ِمْن ُه ُم الْ ُكْفَر) أَ ِي الْ ُكْفَر ِبََّّلِلَ .وِقي َل 8سَِم َع ِمْن ُه ْم َكِل َمةَ الْ ُكْف ِر.
َوقَا َل الَْفَّراءُ 8أََرا ُدوا قَْتلَوُ.
2 )2الكتاب 8زاد المسير في علم التفسير المؤلف 8جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى8
175ى)
3 )3الكتاب 8مفاتيح الغيب = التفسير الكبير المؤلف 8أبو عبد الله محمد بن عمر بن اْلسن بن اْلسين التيمي الرازي الملقب
بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى808 8ى)
(قا َل َم ْن أَنْصاِري إَِل اََّّلِل) ا ْستَْن َصَر َعلَْيِه ْم .قَا َل ال ُّس ِّد ُّي َوالَثّْوِر ُّي َوغَْي ُرهُمَا 8الْ َم ْعنَى َم َع اََّّلِل،
فَِإَل بِمَْعنَى َم َعَ ،كَقْولِِو تَ َعاَلَ "8ولا ََتْ ُكلُوا أَْمواََلُْم إَِل أَْموالِ ُك ْم" [النساء ]5 8أَ ْي َم َعَ .واََّّللُ
أَ ْعلَ ُم.
َوقَا َل اْْلَ َس ُن 8الْ َم ْعنَى َم ْن أَنْ َصاِري ِفي ال َّسبِي ِل إَِل اََّّلِلِ ،لأََنّوُ َد َعا ُى ْم إَِل اََّّلِل َعَّز َو َج َّلَ .وِقي َل8
الْ َم ْعنَى َم ْن يَ ُض ُّم نُ ْصَرتَوُ إَِل نُ ْصَرِة اََّّلِل َعَّز َو َج َّل .فَِإَل َعلَى َى َذيْ ِن الَْقْولَْيِن َعلَى َِببِهَاَ ،وُىَو الْجَيِّ ُد.
َوطَلَ ُب الُنّ ْصَرِة لِيَ ْحتَ ِم َي بِهَا ِم ْن قَ ْوِمِو َويُظِْهَر ال َّد ْعَوَةَ ،ع ِن اْْلَ َس ِن َومُجَا ِى ٍدَ .وَى ِذِه ُسَنّةُ اََّّلِل ِفي
أَنْبِيَائِِو َوأَْولِيَائِِوَ .وقَ ْد قَا َل لُو ٌط "8لَْو أَ َّن ِِل بِ ُك ْم قَُّوًة أَْو آ ِوي إَِل ُرْك ٍن َه ِدي ٍد" [ىود ]60 8أَ ْي
َع ِشيَرٍة َوأَ ْص َحا ٍب يَْن ُصُرونَِن ".قا َل اْْلَواِرُيّو َن مَْر ُن أَنْصاُر اََّّلِل" أَ ْي أَنْ َصاُر نَبِيِِّو َوِدينِِوَ .واْْلََواِرُيّو َن
أَ ْص َحا ُب ِعي َسى َعلَْيِو ال َّسَل ُمَ ،وَكانُوا اثَِْْن َع َشَر َر ُجًَل ،قَالَوُ الْ َكْلُِِّب َوأَبُو َرْو ٌقَ .وا ْختُلِ َف ِفي
تَ ْس ِميَتِِه ْم بِ َذلِ َك ،فََقا َل ابْ ُن َعَبّا ٍس 8سُُمّوا بَِذلِ َك لِبَيَا ِض ثِيَابِهِ ْمَ ،وَكانُوا َصَيّاِدي َن .ابْ ُن أَِّب مَِذي ٍح
َوابْ ُن أَْرطَاَةَ 8كانُوا قَ َّصاِري َن فَ ُس ُّموا بِ َذلِ َك لِتَْبيِي ِضِه ُم الثِّيَا َب .قَا َل َعطَاءٌ 8أَ ْسلَ َم ْت َمْرَيُ ِعي َسى
إَِل أَ ْع َما ٍل َهََّتَ ،وآ ِخُر َما َدفَ َعْتوُ إَِل اْْلََواِريِّيَن َوَكانُوا قَ َّصاِري َن َو َصَبّا ِغيَن ،فَأََرا َد ُمَعلِّ ُم ِعي َسى
ال َّسَفَر ،فََقا َل لِِعي َسىِ 8عْن ِدي ثِيَا ٌب َكثِيَرةٌ مُخْتَلَِفةُ اْلأَلَْوا ِن َوقَ ْد َعَلّ ْمتُ َك ال ِّصْبغَةَ فَا ْصبُغَْها .فَطَبَ َخ
ِعي َسى ُحِبّا» َوا ِح ًدا َوأَ ْد َخلَوُ جَِمي َع الثِّيَا ِب َوقَا َلُ 8كوِنيِ 8بِ ْذ ِن اََّّلِل َعلَى َما أُِري ُد ِمْن ِك .فََق ِدَم
اْْلََواِر ُّي َوالثِّيَا ُب ُكُلَّها ِفي اْْلُ ِّب فَلَ َّما َرآ َىا قَا َل 8قد أفسدتها،فَأَ ْخَر َج ِعي َسى ثَْوًِب أَحْمََر َوأَ ْصَفَر
َوأَ ْخ َضَر إَِل غَيِْر َذلِ َك ِمَدّا َكا َن َعلَى ُك ِّل ثَْو ٍب َم ْكتُو ٍب َعلَْيِو ِصْبغَةٌ ،فَ َع ِج َب اْْلََواِر ُّيَ ،و َعلِ َم أَ َّن
َذلِ َك ِم َن اََّّلِل َوَد َعا الَنّا َس إِلَْيِو فَآَمنُوا بِِو ،فَ ُه ُم اْْلََواِرُيّو َن.
قَتَا َدةُ َوال َّض َّحا ُك 8سُُمّوا بِ َذلِ َك ِلأََنّ ُه ْم َكانُوا َخا َّصةَ اْلأَنْبِيَا َء .يُِري َدا ِن لِنَ َقاِء قُلُوبِهِ ْمَ .وِقي َلَ .كانُوا
ُملُوًكاَ ،وَذلِ َك أَ َّن الْ َملِ َك َصنَ َع طََعاًما فَ َد َعا الَنّا َس إِلَْيِو فَ َكا َن ِعي َسى َعلَى قَ ْصَعٍة فَ َكانَ ْت َلا
تَْن ُق ُص ،فََقا َل الْ َمِل ُك لَوَُ 8م ْن أَنْ َت؟ قَا َلِ 8عي َسى ابْ ُن َمْرَيَ .قَا َل 8إِِنّي أَتْ ُرُك ُمْل ِكي َى َذا َوأََتّبِعُ َك.
فَانْطَلَ َق بِمَ ِن اَتّبَ َعوُ َمَعوُ ،فَ ُه ُم اْْلََواِرُيّو َن ،قَالَوُ ابْ ُن َعْوٍنَ .وأَ ْص ُل اْْلََوِر ِفي الُلّغَِة الْبَيَا ُضَ ،و َحَّوْر ُت
الثِّيَا َب بََيّ ْضتُ َهاَ ،واْْلََواِر ُّي ِم َن ال َطَّعاِم َما ُحِّوَر ،أَ ْي بُيِّ َضَ ،وا ْحَوَّر ابْيَ َّض َوالْجَْفنَةُ الْ ُم َحَّوَرةُ8
الْ ُمبََيّ َضةُ ِبل َّسنَاِمَ ،واْْلََواِر ُّي أَيْ ًضا الَنّا ِصُر،
قَا َل َر ُسوُل اََّّلِل َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو َو َسَلّ َم( 8لِ ُك ِّل نٍَِِّب َحَواِر ّّي َو َحَواِريِّي الُّزبَْي ُر).
َواْْلََواِرَّي ُت 8النِّ َساءُ لِبَيَا ِضِه َّن4)) ،
((يَُقوُل تَ َعاَل{ 8فَلَ َّما أَ َح َّس ِعي َسى} أَ ِي 8ا ْستَ ْشَعَر ِمْن ُه ُم الَتّ ْص ِمي َم َعلَى الْ ُكْف ِر َواِلا ْستِ ْمَراَر َعلَى
ال َّضَل ِل قَا َلَ{ 8م ْن أَنْ َصاِري إَِل اََّّلِل} قَا َل مُجَا ِى ٌد 8أَ ْي َم ْن يَتبعِن إَِل اََّّلِل؟ َوقَا َل ُسْفيَا ُن الَثّْوِر ُّي
َوغَْي ُرهَُ 8م ْن أَنْ َصاِري َم َع اََّّلِل؟ َوقَ ْوُل مُجَا ِى ٍد أقر ُب.
َوال َظّا ِىُر أََنّوُ أََرا َد َم ْن أَنْ َصاِري ِفي ال َّد ْعَوِة إَِل اََّّلِل؟ َك َما َكا َن الَنُِِّّب َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو َو َسَلّ َم يَُقوُل ِفي
َمَوا ِسِم اْْلَ ِّج ،قَْب َل أَ ْن يَُها ِجَرَ" 8م ْن َر ُجل يُْؤِويِن َعلى [أَ ْن] أُبَلِّ َغكَلَم َرِّّب ،فإ َّن قَُريْ ًشا قَ ْد
َمنَعُوِني أ ْن أُبَِلّ َغ َكَلَم َرِّّب" َحََّت َو َج َد اْلأَنْ َصاَر فَآَوْوهُ َونَ َصُروهَُ ،وَىا َجَر إِلَْيِه ْم فَآ َسْوهُ َوَمنَعُوهُ ِم َن
اْلأَ ْسَوِد َواْلأَحْمَِرَ .وَى َك َذا ِعي َسى ابْ ُن َمْرَيَ ،انْت َد َب لَوُ طَائَِفةٌ ِم ْن بَِن إِ ْسَرائِي َل فَآَمنُوا بِِو َوآَزُروهُ
َونَ َصُروهُ َواَتّبَعُوا الُنّوَر اَلّ ِذي أُنِْزَل َمَعوَُ .وَِلََذا قَا َل تَ َعاَل مُخِْبًرا َعْن ُه ْم{ 8قَا َل اْْلََواِرُيّو َن مَْر ُن أَنْ َصاُر
اََّّلِل آَمَنّا ِبََّّلِل َوا ْهَه ْد َِأَََّ ُم ْسلِ ُمو َنَ .رَبّنَا آَمَنّا بِمَا أَنزلْ َت َواَتّبَ ْعنَا الَّر ُسوَل فَا ْكتُْبنَا َم َع ال َّشا ِى ِدي َن}
اْْلََواِرُيّو َن ،قِي َلَ 8كانُوا قَ ّصارين َوقِي َل 8سُُمّوا بِ َذلِ َك لِبَيَا ِض ثِيَابِهِ ْمَ ،وقِي َلَ 8صَيّاِدي َنَ .وال َّص ِحي ُح أَ َّن
اْْلََواِر َّي الَنّا ِصُر،
َك َما ثَبَ َت ِفي ال َّص ِحي َحْيِن أَ َّن َر ُسوَل اََّّلِل َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو َو َسَلّ َم لََّما نَد َب الَنّا َس يَْوَم اْلأَ ْحَزا ِب،
فَانْتَ َد َب الُّزبَْي ُرَُُ ،ثّ نََدبَ ُه ْم فانت َد َب الُّزبَْي ُر [َُُثّ نََدبَ ُه ْم فَانْتَ َد َب الُّزبَْي ُر] فََقا َل" 8إ َّن لِ ُك ِّل نٍَِِّب
َحَوارًَي َو َحَواِريي الُّزبَْي ُر" ()1
4 )4الكتاب 8الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطِب المؤلف 8أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أّب بكر بن فرح الأنصاري
الخزرجي شمس الدين القرطِب (المتوفى855 8ى)
َوقَا َل ابْ ُن أَِّب َحاٍِِتَ 8ح َّدثَنَا أَبُو َسِعي ٍد الأ َه ّجَ ،ح َّدثَنَا َوكِي ٌعَ ،ح َّدثَنَا إِ ْسَرائِي ُلَ ،ع ْن ِسمَا ٍكَ ،ع ْن
ِع ْك ِرَمةََ ،ع ِن ابْ ِن َعَبّا ٍس ِفي قَ ْولِِو{ 8فَا ْكتُْبنَا َم َع ال َّشا ِى ِدي َن} قَا َل َم َع أَُّمِة مُحَ َّم ٍد َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو
َو َسَلّ َمَ .وَى َذا إِ ْسنَا ٌد َجيِّ ٌد5)).
(({إن الله رّب وربكم فاعبدوه} استدل بتوحيد الربوبية الذي يقر بوكل أحد على توحيد
اْلَلية الذي ينكره المشركون ،فكما أن الله ىو الذي خلقنا ورزقنا وأنعم علينا نعما ظاىرة
وِبطنة ،فليكن ىو معبودَ الذي نأَلو ِبْلب والخوف والرجاء والدعاء والاستعانة وجميع أنواع
العبادة ،وفي ىذا رد على النصارى القائلين َأن عيسى إلو أو ابن الله ،وىذا إقراره عليو
السَلم َأنو عبد مدبر مخلوق،كما قال {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلِن نبيا} وقال تعاَل8
{وإذ قال الله َي عيسى ابن مرَي أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إَلين من دون الله قال
سبحانك ما يكون ِل أن أقول ما ليس ِل بحق إنكنت قلتو فقد علمتو} إَل قولو {ما قلت
َلم إلا ما أمرتِن بو أن اعبدوا الله رّب وربكم} وقولو {ىذا} أي 8عبادة الله وتقواه وطاعة
رسولو {صراط مستقيم} موصل إَل الله وإَل جنتو ،وما عدا ذلك فهي طرق موصلة إَل
الجحيم.
{فلما أحس عيسى منهم الكفر} أي 8رأى منهم عدم الانقياد لو ،وقالوا ىذا سحر مبين،
وهموا بقتلو وسعوا في ذلك {قال من أنصاري إَل الله} من يعاونِن ويقوم معي بنصرة دين الله
{قال اْلواريون} وىم الأنصار {مرن أنصار الله} أي 8انتدبوا معو وقاموا بذلك6)).
5 )5الكتاب 8تفسير القرآن العظيم المؤلف 8أبو الفداء إسماعيل بن عمر بنكثير القرهي البصري ُث الدمشقي (المتوفى8
557ى)
6 )6الكتاب 8تيسير الكرَي الرحمن في تفسيركَلم المنان المؤلف 8عبد الرحمن بن َصر بن عبد الله السعدي (المتوفى8
5758ى)