The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by MAGEDN.MBA, 2019-12-25 06:04:43

51-52

51-52

‫إِ َّن اََّّللَ َرِّّب َوَرُبّ ُك ْم فَا ْعبُ ُدوهُ َى َذا ِصَرا ٌط ُم ْستَِقي ٌم (‪ )15‬فَلَ َّما أَ َح َّس ِعي َسى ِمْن ُه ُم الْ ُكْفَر‬
‫قَا َل َم ْن أَنْ َصاِري إَِل اََّّلِل قَا َل اْْلََواِرُيّو َن مَْر ُن أَنْ َصا ُر اََّّلِل آَمَنّا ِبََّّلِل َوا ْهَه ْد َِأَََّ ُم ْسلِ ُمو َن‬

‫(‪)15‬سورة آل عمران‬

‫(({إِ َّن الله َرِّّب} ُىَو َرِّّب {َوَرُبّ ُك ْم فاعبدوه} فوحدوه { َى َذا} الَتّ ْوِحيد { ِصَرا ٌط ُّم ْستَِقي ٌم} دين‬

‫قَائِم يرضاه َوُىَو اِْل ْسَلم‬
‫{فَلَ َّمآ أَ َح َّس} علم { ِعي َسى ِمْن ُه ُم الْكْفر} َوَرأى ِمْن ُهم الَْقْتل ِحين أََرادوا قَتلو َويَُقال أَ َح َّس سمع‬

‫ِمْن ُهم ت ْكَرار الْكْفر {قَا َل} ِعي َسى {َم ْن أَنْ َصاِري} من أعواني {إَِل الله} َم َع الله على أعدائو‬
‫{قَا َل اْلواريون} أصفياؤه القصارون وىم اثْنَا عشر رجَل {مَْر ُن أَنْ َصاُر الله} أعوانك َم َع الله‬

‫على أعدائو {آَمَنّا ِبََّّلل واههد} ا ْعلَم أَنْت ََي ِعي َسى {َِأَََّ ُم ْسلِ ُمو َن} مقرون لله ِبلْعبَا َدة‬
‫والتوحيد))‪1‬‬

‫((قولو تعاَل‪ 8‬فَلَ َّما أَ َح َّس ِعيسى‬
‫أي‪ 8‬علم‪ .‬قال هيخنا أبو منصور اللغوي‪ 8‬يقال‪ 8‬أحسس ُت ِبلشيء‪ ،‬وحسست بو‪ ،‬وقول‬
‫الناس في المعلومات «محسوسات» خطأ‪ ،‬إنما الصواب «المحسات» فأما المحسوسات‪ ،‬فهي‬

‫‪1 )1‬الكتاب‪ 8‬تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ينسب‪ 8‬لعبد الله بن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما ‪( -‬المتوفى‪86 8‬ى)‬

‫المقتولات‪ ،‬يقال‪ 8‬حسو‪ 8‬إذا قتلو‪ .‬والأنصار‪ 8‬الأعوان‪ .‬و «إَِل» بمعنى «مع» في قول الجماعة‪،‬‬
‫قال الزجاج‪ 8‬وإنما حسنت في موضع «مع» لأن «إَِل» غاية و «مع» تضم الشيء ِبلشيء‪.‬‬
‫قال ابن الأنباري‪ 8‬ويجوز أن يكون المعنى‪ 8‬من أنصاري إَل أن أبين أمر الله‪ .‬واختلفوا في سبب‬
‫استنصاره ِبْلواريين‪،‬‬
‫فقال مجاىد‪ 8‬لماكفر بو قومو‪ ،‬وأرادوا قتلو‪ ،‬استنصر اْلواريّين‪ .‬وقال غيره‪8‬‬
‫لماكفر بو قومو‪ ،‬وأخرجوه من قريتهم‪ ،‬استنصر اْلواريين‪ .‬وقيل‪ 8‬استنصرىم‪ْ ،‬لقامة اْلق‪،‬‬
‫وإظهار اْلجة‪ .‬والجمهور على تشديد «َيء» اْلواريّين‪ .‬وقرأ الجونيّ‪ ،‬والجحدر ّي‪ ،‬وأبو حياة‪8‬‬
‫اْلواريون بتخفيف الياء‪.‬‬
‫وفي معنى اْلواريّين أقوال‪8‬‬
‫أحدىا‪ 8‬أنهم الخواص الأصفياء‪ ،‬قال ابن عباس‪ 8‬اْلواريون‪8‬أصفياء عيسى‪ .‬وقال الفراء‪8‬كانوا‬

‫خاصة عيسى‪ .‬وقال الزجاج‪ 8‬اْلواريون في اللغة‪ 8‬الذين أخلصوا‪ ،‬ونقوا منكل عيب‪ ،‬وكذلك‬
‫الدقيق‪ 8‬اْلّواري‪ ،‬إنما سمي بذلك‪ ،‬لأنو ينقى من لباب البر وخالصو‪.‬‬

‫قال حذاق اللغويين‪ 8‬اْلواريون‪ 8‬صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في تصديقهم ونصرتهم‪.‬‬
‫ويقال‪ 8‬عين حوراء‪ 8‬إذا اهتد بياضها‪ ،‬وخلص‪ ،‬واهتد سوادىا‪ ،‬ولا يقال‪ 8‬امرأة حوراء‪ ،‬إلا أن‬

‫تكون مع حور عينها بيضاء‪.‬‬
‫والثاني‪ 8‬أنهم البيض الثياب‪ ،‬روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنهم سموا بذلك‪ ،‬لبياض‬

‫ثيابهم‪.‬‬
‫والثالث‪ 8‬أنهم القصارون‪ ،‬سموا بذلك‪ ،‬لأنهمكانوا حوورون الثياب‪ ،‬أي‪8‬‬
‫يبيضونها‪ .‬قال الضحاك‪ ،‬ومقاتل‪ 8‬اْلواريون‪ 8‬ىم القصارون‪ .‬قال اليزيدي‪ 8‬ويقال للقصارين‪8‬‬
‫اْلواريون‪ ،‬لأنهم يبيضون الثياب‪ ،‬ومنو سمي الدقيق‪ 8‬اْلَُّوارى‪ ،‬والعين اْلوراء‪ 8‬النقية المحاجر‪.‬‬

‫والرابع‪ 8‬اْلواريون‪ 8‬المجاىدون‪... .‬‬

‫والخامس‪ 8‬اْلواريون‪ 8‬الصيادون‪.‬‬
‫والسادس‪ 8‬اْلواريون‪ 8‬الملوك ‪ ،‬حكى ىذه الأقوال الثَلثة ابن الأنباري‪ .‬قال ابن عباس‪ 8‬عدد‬

‫اْلواريين اثنا عشر رجَلً‪ .‬وفي صناعتهم قولان‪8‬‬
‫أحدهما‪ 8‬أنهمكانوا يصطادون السمك رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس‪.‬‬

‫والثاني‪ 8‬أنهمكانوا يغسلون الثياب‪ ،‬قالو الضحاك‪ ،‬وأبو أرطاة‪2)).‬‬

‫((ا ْعلَ ْم أََنّوُ تَ َعاَل لََّما َح َكى بِ َشاَرَة َمْرَيَ بَِولَ ٍد ِمثْ ِل ِعي َسى َوا ْستَ ْق َصى ِفي بَيَا ِن ِصَفاتِِو َو َهْرِح‬

‫ُم ْع ِجَزاتِِو َوتََرَك َىا ُىنَا ِق َّصةَ ِوَلا َدتِِو‪َ ،‬وقَ ْد ذََكَرَىا ِفي ُسوَرِة َمْرَيَ َعلَى اِلا ْستِْق َصاِء‪َ ،‬هَر َع ِفي بَيَا ِن أَ َّن‬
‫ِعي َسى لََّما َهَر َح ََلُْم تِْل َك الْ ُم ْع ِجَزا ِت‪َ ،‬وأَظَْهَر ََلُْم تِْل َك ال َّدَلائِ َل فَ ُه ْم بِمَا َذا َعاَملُوهُ فََقا َل تَ َعاَل‪8‬‬

‫فَلَ َّما أَ َح َّس ِعيسى ِمْن ُه ُم))‪3‬‬

‫((قَ ْولُوُ تَ َعاَل‪( 8‬فَلَ َّما أَ َح َّس ِعيسى ِمْن ُه ُم الْ ُكْفَر) أَ ْي ِم ْن بَِن إِ ْسَرائِي َل‪َ .‬وأَ َح َّس َم ْعنَاهُ َعلِ َم َوَو َج َد‬
‫قَالَوُ الَّزَّجا ُج‪َ .‬وقَا َل أَبُو عُبَْي َدَة‪َ 8‬م ْعنَى" أَ َح َّس" َعَر َف‪َ ،‬وأَ ْص ُل َذلِ َك ُو ُجوُد ال َّش ْيِء ِبْْلَا َّسِة‪.‬‬

‫َواِْل ْح َسا ُس‪ 8‬الِْعْل ُم ِبل َّش ْيِء‪ ،‬قَا َل اََّّللُ تَ َعاَل‪َ "8‬ى ْل ُِت ُّس ِمْن ُه ْم ِم ْن أَ َح ٍد" [مرَي‪َ ]76 8‬واْْلَ ُّس‬
‫الَْقْت ُل‪ ،‬قَا َل اََّّللُ تَ َعاَل‪ "8‬إِ ْذ َُتُ ُّسونَ ُه ْم ِبِ ْذنِِو" [آل عمران‪.]515 8‬‬
‫َوِمْنوُ اْْلَِدي ُث ِفي الْجََراِد (إِ َذا َح َّسوُ الْبَ ْرُد)‪.‬‬
‫(ِمْن ُه ُم الْ ُكْفَر) أَ ِي الْ ُكْفَر ِبََّّلِل‪َ .‬وِقي َل‪ 8‬سَِم َع ِمْن ُه ْم َكِل َمةَ الْ ُكْف ِر‪.‬‬
‫َوقَا َل الَْفَّراءُ‪ 8‬أََرا ُدوا قَْتلَوُ‪.‬‬

‫‪2 )2‬الكتاب‪ 8‬زاد المسير في علم التفسير المؤلف‪ 8‬جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى‪8‬‬
‫‪175‬ى)‬

‫‪3 )3‬الكتاب‪ 8‬مفاتيح الغيب = التفسير الكبير المؤلف‪ 8‬أبو عبد الله محمد بن عمر بن اْلسن بن اْلسين التيمي الرازي الملقب‬
‫بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى‪808 8‬ى)‬

‫(قا َل َم ْن أَنْصاِري إَِل اََّّلِل) ا ْستَْن َصَر َعلَْيِه ْم‪ .‬قَا َل ال ُّس ِّد ُّي َوالَثّْوِر ُّي َوغَْي ُرهُمَا‪ 8‬الْ َم ْعنَى َم َع اََّّلِل‪،‬‬
‫فَِإَل بِمَْعنَى َم َع‪َ ،‬كَقْولِِو تَ َعاَل‪َ "8‬ولا ََتْ ُكلُوا أَْمواََلُْم إَِل أَْموالِ ُك ْم" [النساء‪ ]5 8‬أَ ْي َم َع‪َ .‬واََّّللُ‬
‫أَ ْعلَ ُم‪.‬‬
‫َوقَا َل اْْلَ َس ُن‪ 8‬الْ َم ْعنَى َم ْن أَنْ َصاِري ِفي ال َّسبِي ِل إَِل اََّّلِل‪ِ ،‬لأََنّوُ َد َعا ُى ْم إَِل اََّّلِل َعَّز َو َج َّل‪َ .‬وِقي َل‪8‬‬

‫الْ َم ْعنَى َم ْن يَ ُض ُّم نُ ْصَرتَوُ إَِل نُ ْصَرِة اََّّلِل َعَّز َو َج َّل‪ .‬فَِإَل َعلَى َى َذيْ ِن الَْقْولَْيِن َعلَى َِببِهَا‪َ ،‬وُىَو الْجَيِّ ُد‪.‬‬
‫َوطَلَ ُب الُنّ ْصَرِة لِيَ ْحتَ ِم َي بِهَا ِم ْن قَ ْوِمِو َويُظِْهَر ال َّد ْعَوَة‪َ ،‬ع ِن اْْلَ َس ِن َومُجَا ِى ٍد‪َ .‬وَى ِذِه ُسَنّةُ اََّّلِل ِفي‬

‫أَنْبِيَائِِو َوأَْولِيَائِِو‪َ .‬وقَ ْد قَا َل لُو ٌط‪ "8‬لَْو أَ َّن ِِل بِ ُك ْم قَُّوًة أَْو آ ِوي إَِل ُرْك ٍن َه ِدي ٍد" [ىود‪ ]60 8‬أَ ْي‬
‫َع ِشيَرٍة َوأَ ْص َحا ٍب يَْن ُصُرونَِن‪ ".‬قا َل اْْلَواِرُيّو َن مَْر ُن أَنْصاُر اََّّلِل" أَ ْي أَنْ َصاُر نَبِيِِّو َوِدينِِو‪َ .‬واْْلََواِرُيّو َن‬

‫أَ ْص َحا ُب ِعي َسى َعلَْيِو ال َّسَل ُم‪َ ،‬وَكانُوا اثَِْْن َع َشَر َر ُجًَل‪ ،‬قَالَوُ الْ َكْلُِِّب َوأَبُو َرْو ٌق‪َ .‬وا ْختُلِ َف ِفي‬
‫تَ ْس ِميَتِِه ْم بِ َذلِ َك‪ ،‬فََقا َل ابْ ُن َعَبّا ٍس‪ 8‬سُُمّوا بَِذلِ َك لِبَيَا ِض ثِيَابِهِ ْم‪َ ،‬وَكانُوا َصَيّاِدي َن‪ .‬ابْ ُن أَِّب مَِذي ٍح‬
‫َوابْ ُن أَْرطَاَة‪َ 8‬كانُوا قَ َّصاِري َن فَ ُس ُّموا بِ َذلِ َك لِتَْبيِي ِضِه ُم الثِّيَا َب‪ .‬قَا َل َعطَاءٌ‪ 8‬أَ ْسلَ َم ْت َمْرَيُ ِعي َسى‬
‫إَِل أَ ْع َما ٍل َهََّت‪َ ،‬وآ ِخُر َما َدفَ َعْتوُ إَِل اْْلََواِريِّيَن َوَكانُوا قَ َّصاِري َن َو َصَبّا ِغيَن‪ ،‬فَأََرا َد ُمَعلِّ ُم ِعي َسى‬
‫ال َّسَفَر‪ ،‬فََقا َل لِِعي َسى‪ِ 8‬عْن ِدي ثِيَا ٌب َكثِيَرةٌ مُخْتَلَِفةُ اْلأَلَْوا ِن َوقَ ْد َعَلّ ْمتُ َك ال ِّصْبغَةَ فَا ْصبُغَْها‪ .‬فَطَبَ َخ‬
‫ِعي َسى ُحِبّا» َوا ِح ًدا َوأَ ْد َخلَوُ جَِمي َع الثِّيَا ِب َوقَا َل‪ُ 8‬كوِني‪ِ 8‬بِ ْذ ِن اََّّلِل َعلَى َما أُِري ُد ِمْن ِك‪ .‬فََق ِدَم‬
‫اْْلََواِر ُّي َوالثِّيَا ُب ُكُلَّها ِفي اْْلُ ِّب فَلَ َّما َرآ َىا قَا َل‪ 8‬قد أفسدتها‪،‬فَأَ ْخَر َج ِعي َسى ثَْوًِب أَحْمََر َوأَ ْصَفَر‬
‫َوأَ ْخ َضَر إَِل غَيِْر َذلِ َك ِمَدّا َكا َن َعلَى ُك ِّل ثَْو ٍب َم ْكتُو ٍب َعلَْيِو ِصْبغَةٌ‪ ،‬فَ َع ِج َب اْْلََواِر ُّي‪َ ،‬و َعلِ َم أَ َّن‬

‫َذلِ َك ِم َن اََّّلِل َوَد َعا الَنّا َس إِلَْيِو فَآَمنُوا بِِو‪ ،‬فَ ُه ُم اْْلََواِرُيّو َن‪.‬‬
‫قَتَا َدةُ َوال َّض َّحا ُك‪ 8‬سُُمّوا بِ َذلِ َك ِلأََنّ ُه ْم َكانُوا َخا َّصةَ اْلأَنْبِيَا َء‪ .‬يُِري َدا ِن لِنَ َقاِء قُلُوبِهِ ْم‪َ .‬وِقي َل‪َ .‬كانُوا‬
‫ُملُوًكا‪َ ،‬وَذلِ َك أَ َّن الْ َملِ َك َصنَ َع طََعاًما فَ َد َعا الَنّا َس إِلَْيِو فَ َكا َن ِعي َسى َعلَى قَ ْصَعٍة فَ َكانَ ْت َلا‬
‫تَْن ُق ُص‪ ،‬فََقا َل الْ َمِل ُك لَوُ‪َ 8‬م ْن أَنْ َت؟ قَا َل‪ِ 8‬عي َسى ابْ ُن َمْرَيَ‪ .‬قَا َل‪ 8‬إِِنّي أَتْ ُرُك ُمْل ِكي َى َذا َوأََتّبِعُ َك‪.‬‬
‫فَانْطَلَ َق بِمَ ِن اَتّبَ َعوُ َمَعوُ‪ ،‬فَ ُه ُم اْْلََواِرُيّو َن‪ ،‬قَالَوُ ابْ ُن َعْوٍن‪َ .‬وأَ ْص ُل اْْلََوِر ِفي الُلّغَِة الْبَيَا ُض‪َ ،‬و َحَّوْر ُت‬

‫الثِّيَا َب بََيّ ْضتُ َها‪َ ،‬واْْلََواِر ُّي ِم َن ال َطَّعاِم َما ُحِّوَر‪ ،‬أَ ْي بُيِّ َض‪َ ،‬وا ْحَوَّر ابْيَ َّض َوالْجَْفنَةُ الْ ُم َحَّوَرةُ‪8‬‬
‫الْ ُمبََيّ َضةُ ِبل َّسنَاِم‪َ ،‬واْْلََواِر ُّي أَيْ ًضا الَنّا ِصُر‪،‬‬

‫قَا َل َر ُسوُل اََّّلِل َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو َو َسَلّ َم‪( 8‬لِ ُك ِّل نٍَِِّب َحَواِر ّّي َو َحَواِريِّي الُّزبَْي ُر)‪.‬‬
‫َواْْلََواِرَّي ُت‪ 8‬النِّ َساءُ لِبَيَا ِضِه َّن‪4)) ،‬‬

‫((يَُقوُل تَ َعاَل‪{ 8‬فَلَ َّما أَ َح َّس ِعي َسى} أَ ِي‪ 8‬ا ْستَ ْشَعَر ِمْن ُه ُم الَتّ ْص ِمي َم َعلَى الْ ُكْف ِر َواِلا ْستِ ْمَراَر َعلَى‬
‫ال َّضَل ِل قَا َل‪َ{ 8‬م ْن أَنْ َصاِري إَِل اََّّلِل} قَا َل مُجَا ِى ٌد‪ 8‬أَ ْي َم ْن يَتبعِن إَِل اََّّلِل؟ َوقَا َل ُسْفيَا ُن الَثّْوِر ُّي‬

‫َوغَْي ُرهُ‪َ 8‬م ْن أَنْ َصاِري َم َع اََّّلِل؟ َوقَ ْوُل مُجَا ِى ٍد أقر ُب‪.‬‬
‫َوال َظّا ِىُر أََنّوُ أََرا َد َم ْن أَنْ َصاِري ِفي ال َّد ْعَوِة إَِل اََّّلِل؟ َك َما َكا َن الَنُِِّّب َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو َو َسَلّ َم يَُقوُل ِفي‬

‫َمَوا ِسِم اْْلَ ِّج‪ ،‬قَْب َل أَ ْن يَُها ِجَر‪َ" 8‬م ْن َر ُجل يُْؤِويِن َعلى [أَ ْن] أُبَلِّ َغكَلَم َرِّّب‪ ،‬فإ َّن قَُريْ ًشا قَ ْد‬
‫َمنَعُوِني أ ْن أُبَِلّ َغ َكَلَم َرِّّب" َحََّت َو َج َد اْلأَنْ َصاَر فَآَوْوهُ َونَ َصُروهُ‪َ ،‬وَىا َجَر إِلَْيِه ْم فَآ َسْوهُ َوَمنَعُوهُ ِم َن‬

‫اْلأَ ْسَوِد َواْلأَحْمَِر‪َ .‬وَى َك َذا ِعي َسى ابْ ُن َمْرَيَ‪ ،‬انْت َد َب لَوُ طَائَِفةٌ ِم ْن بَِن إِ ْسَرائِي َل فَآَمنُوا بِِو َوآَزُروهُ‬
‫َونَ َصُروهُ َواَتّبَعُوا الُنّوَر اَلّ ِذي أُنِْزَل َمَعوُ‪َ .‬وَِلََذا قَا َل تَ َعاَل مُخِْبًرا َعْن ُه ْم‪{ 8‬قَا َل اْْلََواِرُيّو َن مَْر ُن أَنْ َصاُر‬
‫اََّّلِل آَمَنّا ِبََّّلِل َوا ْهَه ْد َِأَََّ ُم ْسلِ ُمو َن‪َ .‬رَبّنَا آَمَنّا بِمَا أَنزلْ َت َواَتّبَ ْعنَا الَّر ُسوَل فَا ْكتُْبنَا َم َع ال َّشا ِى ِدي َن}‬
‫اْْلََواِرُيّو َن‪ ،‬قِي َل‪َ 8‬كانُوا قَ ّصارين َوقِي َل‪ 8‬سُُمّوا بِ َذلِ َك لِبَيَا ِض ثِيَابِهِ ْم‪َ ،‬وقِي َل‪َ 8‬صَيّاِدي َن‪َ .‬وال َّص ِحي ُح أَ َّن‬

‫اْْلََواِر َّي الَنّا ِصُر‪،‬‬
‫َك َما ثَبَ َت ِفي ال َّص ِحي َحْيِن أَ َّن َر ُسوَل اََّّلِل َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو َو َسَلّ َم لََّما نَد َب الَنّا َس يَْوَم اْلأَ ْحَزا ِب‪،‬‬

‫فَانْتَ َد َب الُّزبَْي ُر‪َُُ ،‬ثّ نََدبَ ُه ْم فانت َد َب الُّزبَْي ُر [َُُثّ نََدبَ ُه ْم فَانْتَ َد َب الُّزبَْي ُر] فََقا َل‪" 8‬إ َّن لِ ُك ِّل نٍَِِّب‬
‫َحَوارًَي َو َحَواِريي الُّزبَْي ُر" (‪)1‬‬

‫‪4 )4‬الكتاب‪ 8‬الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطِب المؤلف‪ 8‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أّب بكر بن فرح الأنصاري‬
‫الخزرجي شمس الدين القرطِب (المتوفى‪855 8‬ى)‬

‫َوقَا َل ابْ ُن أَِّب َحاٍِِت‪َ 8‬ح َّدثَنَا أَبُو َسِعي ٍد الأ َه ّج‪َ ،‬ح َّدثَنَا َوكِي ٌع‪َ ،‬ح َّدثَنَا إِ ْسَرائِي ُل‪َ ،‬ع ْن ِسمَا ٍك‪َ ،‬ع ْن‬
‫ِع ْك ِرَمةَ‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعَبّا ٍس ِفي قَ ْولِِو‪{ 8‬فَا ْكتُْبنَا َم َع ال َّشا ِى ِدي َن} قَا َل َم َع أَُّمِة مُحَ َّم ٍد َصَلّى اََّّللُ َعلَْيِو‬

‫َو َسَلّ َم‪َ .‬وَى َذا إِ ْسنَا ٌد َجيِّ ٌد‪5)).‬‬

‫(({إن الله رّب وربكم فاعبدوه} استدل بتوحيد الربوبية الذي يقر بوكل أحد على توحيد‬
‫اْلَلية الذي ينكره المشركون‪ ،‬فكما أن الله ىو الذي خلقنا ورزقنا وأنعم علينا نعما ظاىرة‬
‫وِبطنة‪ ،‬فليكن ىو معبودَ الذي نأَلو ِبْلب والخوف والرجاء والدعاء والاستعانة وجميع أنواع‬

‫العبادة‪ ،‬وفي ىذا رد على النصارى القائلين َأن عيسى إلو أو ابن الله‪ ،‬وىذا إقراره عليو‬
‫السَلم َأنو عبد مدبر مخلوق‪،‬كما قال {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلِن نبيا} وقال تعاَل‪8‬‬

‫{وإذ قال الله َي عيسى ابن مرَي أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إَلين من دون الله قال‬
‫سبحانك ما يكون ِل أن أقول ما ليس ِل بحق إنكنت قلتو فقد علمتو} إَل قولو {ما قلت‬

‫َلم إلا ما أمرتِن بو أن اعبدوا الله رّب وربكم} وقولو {ىذا} أي‪ 8‬عبادة الله وتقواه وطاعة‬
‫رسولو {صراط مستقيم} موصل إَل الله وإَل جنتو‪ ،‬وما عدا ذلك فهي طرق موصلة إَل‬

‫الجحيم‪.‬‬
‫{فلما أحس عيسى منهم الكفر} أي‪ 8‬رأى منهم عدم الانقياد لو‪ ،‬وقالوا ىذا سحر مبين‪،‬‬
‫وهموا بقتلو وسعوا في ذلك {قال من أنصاري إَل الله} من يعاونِن ويقوم معي بنصرة دين الله‬

‫{قال اْلواريون} وىم الأنصار {مرن أنصار الله} أي‪ 8‬انتدبوا معو وقاموا بذلك‪6)).‬‬

‫‪5 )5‬الكتاب‪ 8‬تفسير القرآن العظيم المؤلف‪ 8‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بنكثير القرهي البصري ُث الدمشقي (المتوفى‪8‬‬
‫‪557‬ى)‬

‫‪6 )6‬الكتاب‪ 8‬تيسير الكرَي الرحمن في تفسيركَلم المنان المؤلف‪ 8‬عبد الرحمن بن َصر بن عبد الله السعدي (المتوفى‪8‬‬
‫‪5758‬ى)‬


Click to View FlipBook Version