من شواطئ الحياة
تألٌف
صٌته الدوسري
الطبعة الأولى
9341هـ 8102 -م
ح صيته خفران فراج الدوسري 9341 ،هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنٌة أثناء النشر
الدوسري ،صيته خفران فراج
من شواطئ الحياة /صيته خفران فراج الدوسري -جدة 9341 ،هـ
991ص ،سم
ردمك 169 -724-22 -1761 -2 :
– 9القصص .أ .العنوان
9341 / 9319 ديوي 929،94
رقم الإيدا 9341 / 9319 :
ردمك 169 -724-22 -1761 -2 :
جمٌع الحقوق محفوظة للمؤلفة
للتواصل مع المؤلفة
توٌتر @EE_6006 :
برٌد إلكترونً [email protected] :
الإهداء ..
إلى صاحبي اىفضو أبً و أًٍ حفظهَا الله..
إلى أعظٌ شخص في حٍاتً جدتً اىغاىٍت ..
إلى اىصدٌقتين اىيتين ىطالما ماّتا اىسند لي ..زبا َو زغد ..
إلى أخً محَد اىدباسً ..
و ىنو ٍِ ٌقسأ متابً و يحب الحٍاة .
بسم الله الرحمن الرحيم
ٍقدٍت ..
الحَدلله اىري بفضيه تتٌ اىصالحاث و اىصلاة و اىسلاً عيى أشسف المسسيين ّبٍنا محَد و عيى آىه و صحبه
وسيٌ ..
أشنس الله أُ ٍننني لإتماً متابً ( ٍِ شىاطئ الحٍاة ) بنجاح و ها أّا أضعه بين أٌدٌنٌ ىنبحس سىٌتً في شتى
ٍىاضٍع الحٍاة و ّعٍشها و ّتعيٌ ٍنها و ميً أٍو بالله بأُ ٌناه إعجابنٌ و قبو ذىل أُ تستفٍدوا ٍنه في حٍاتنٌ
و أُ تترك ميَاتً أثساً عيى قيىبنٌ .
متبته
صٍته خفساُ اىدوسسي
اىثلاثاء 2341 / 21 / 12هـ
اىــــخــــــــــــــــــــــــــــسج
عرالٌل
ترعبهم فكرة أنً ألرأ كتابا ..
أنً أتمدم خطوة و خطوات نحو تحمٌك حلمً ..
نحو الوصول إلى هدفً ..
الطرق تغلك أمامً ..
و الأنوار تنطفا ..
و الأمل ٌضعف و الثمة تتلبشى .
كل ما هو حولً ٌدعوا للئحباط ..
ٌدعوا للٌؤس و من ثم للتولف لكن أملً بربً كبٌر و طموحً
لا حدود له .
فً كل مرة ألول بؤن هنالن بصٌص من أمل ٌتبعه اتساع
للطرٌك و من ثم ستضٌا الأنوار .
مهما واجهت من نمد و إحباط سؤواصل سٌري نحو ما أسعى
لتحمٌمه ..
نحو هدفً و لطالما اتخذت هذا النمد و الإحباط ولودا ٌجعلنً
أتمدم للؤمام أكثر و أكثر .
7
فً كل مرة تتعثر لدماي سؤحاول مجددا الولوف حتى أصل .
و سؤصل طالما أن ثمتً بنفسً موجودة و إٌمانً كذلن بذلن
الحلم الذي ٌستحك كل هذه المعاناة و حسن ظن بربً .
8
أستطٌع
فً الرابع و العشرٌن من شهر ذي الحجة و فً ٌوم مشرق
جمٌل اختلطت فٌه خٌوط الشمس بكل شًء رابع و تمازجت
مع أصوات العصافٌر لتكمل جمال الصورة بروعة ذلن
الصوت .
فً ذلن الٌوم الرابع استٌمظت فاطمة على صوت أمها الذي
شارن كذلن صوت تلن العصافٌر ..
كم هو الصباح رائع و الأروع أنً سأزور ابنة عمً التً لم
أراها منذ أٌام ..لالتها فاطمة لأمها و هً تمبل ٌدها ثم جلست
معها للٌلب و ذهبت بعد ذلن لزٌارة ابنة عمها و تناول الإفطار
معها .
بعد أن وصلت فاطمة إلى بٌت ابنة عمها نورة و بعد تناول
طعام الإفطار أخذت بتبادل أطراف الحدٌث معها .
كان حدٌثا جمٌلب بٌن الفتاتٌن تحدثتا فٌه عن كل شًء من
ذكرٌات لدٌمة ثم سؤلت نورة ابنة عمها فاطمة :ماذا تنوٌن أن
تتخصصً ٌا فاطمة فً مجالن الدراسً ؟
فاطمة :فً الحمٌمة منذ صغري و أنا أحب المجال العلمً
كثٌراً و لد عزمت أن ٌكون اختٌاري للسنة المادمة .
9
نورة :إنه مجال صعب لكنه بالتأكٌد رائع و مفٌد أتمنى ل ِن
التوفٌك .
فاطمة :شكراً ل ِن و لكن ماذا عن ِن ؟ ألا تنوٌن إكمال دراست ِن ؟
نورة :لا أعلم حمٌمة ٌا فاطمة فأنا فاشلة و رسبت عدة مرات
و لا أظن أننً أستطٌع المواصلة .
فاطمة :لماذا تمولٌن ذلن عن نفس ِن ٌا نورة ؟
لٌس علٌ ِن لول ذلن أبداً .
إن لل ِت أنا فاشلة سٌستجٌب عمل ِن الباطن و ستصبحٌن فاشلة
حماً و إن لل ِت أنا أستطٌع ستنجحٌن .
علٌ ِن أن تسمعٌنً جٌداً الآن ..
هل ستظلٌن هكذا من دون تعلٌم إلى الأبد ؟
هل ستمولٌن لمد تجاوزت سن التعلٌم ؟
هل ستجلسٌن هكذا دون أن تطوري من نفس ِن ؟
عزٌزتً نورة أن ِت مازل ِت صغٌرة و لو كن ِت حتى كبٌرة فً
العمر فطلب العلم لٌس له سن محدد .
هل فكر ِت ٌا نورة بالرجوع هذه السنة إلى المدرسة ؟
نورة :نعم فكرت و لكننً الآن مترددة .
11
فاطمة :لم ٌتبمى على بداٌة العام الجدٌد فمط سوى بضعة أٌام
و علٌ ِن التحلً بالعزم و أرٌد من ِن أن تعطٌنً لرار ِن الآن و
سوف أساعد ِن بكل ما أستطٌع .
فكري ٌا نورة فً نفس ِن و فً تعلٌم ِن .
إنه لمن الخسارة أن ٌضٌع عمر الإنسان و هو لم ٌفعل شًء
فً حٌاته .
لم ٌحمك إنجاز .
لم ٌتطور .
إن التعلٌم ٌا صدٌمتً منارة ٌهتدي بها الناس إلى الطرٌك
الموٌم الذي نسلكه جمٌعاً فً هذه الحٌاة .
كٌف ستسٌرٌن فٌه ؟ كٌف ستتمدمٌن فً هذه الحٌاة دون أن
تتعلمً ؟
لماذا تستسلمً لأفكار زرعت فٌ ِن ؟
نورة :كلام ِن رائع ٌا عزٌزتً و لمد أثر فٌنً كثٌراً و أشعر
الآن برغبة لوٌة فً العودة إلى مماعد الدراسة .
مضت الأٌام و عادت نورة إلى المدرسة .
عادت بجد و اجتهاد كبٌرٌن .
كان طرٌمها ملًء بالصعوبات لكنها استمرت و لم تٌؤس .
11
أزالت الفكرة الانهزامٌة التً بداخلها و بذلن استطاعت
المواجهة .
استطاعت العودة و الانطلبق من جدٌد .
و فً نهاٌة المطاف حممت نورة ما تمنته و نجحت .
نعم نجحت و انتملت لمرحلة جدٌدة و هً الآن مستمرة فً
حصد ثمارها بعد أن وصلت و حممت بعض ما ترٌد و هً فً
طرٌمها الآن لتحمٌك كل ما ترٌد .
من منا لم ٌكمل دراسته ٌا رفاق ؟
من منا استسلم للظروف ؟
من منا استسلم للبنهزامٌة التً بداخله ؟
ربما بسبب ظروف معٌنة أو شعور بالفشل نترن الدراسة و
نترن كل حلم نسعى لتحمٌمه لكن متى ما تحلٌنا بالعزٌمة و
الإصرار و أن لٌس كل شًء مستحٌل فً هذه الحٌاة و مهما
نظرنا للظروف على أنها حواجز فمط وضعت فً طرٌمنا نحو
تحمٌك الحلم و لٌست طرٌك مغلك ٌنتهً عنده كل شًء و متى
ما لضٌنا على الروح الانهزامٌة التً بداخلنا سنحمك ما نرٌد .
و سنصل لأننا نستطٌع .
12
الرؤوا ٌا رفاق
من منا لدٌه كتب ٌعتلٌها الغبار ؟
لم تفتح و لم تمرأ !
مهجورة كمنزل شعبً لدٌم .
هل مشاغل الدنٌا منعتنا من ذلن ؟
من أن نفتحها و نعرف ما فٌها ؟
المراءة ٌا رفاق هً المرتكز الأساسً للمرء للتعلم و المنهل
الأول لتلمً المعلومات و هً الجزء المهم لبناء الإنسان ذاتٌا و
علمٌا .
و هً كذلن المفتاح نحو المستمبل .
تختلف الأسباب التً تدعوا للمراءة لدى الأفراد باختلبف
اهتماماتهم فهنان من ٌعتبر المراءة وسٌلة للمضاء على ولت
الفراغ و هنان من ٌمرأ لجمع المعلومات المفٌدة و هنان من
ٌرى المراءة مملة جدا لكن هنالن آخرون ٌرونها محور ارتكاز
لهم فً هذه الحٌاة .
بطبٌعتً كنت من الذٌن لا ٌحبون المراءة أبدا لأنها كانت مملة
بالنسبة لً إلى أن جاء الٌوم الذي سؤلت فٌه نفسً :
13
لماذا لا أحب المراءة ؟
لماذا لا أجرب لراءة كتاب ما أو حتى أتصفح فً بعض
الصحف ؟
تحولت هذه الأسبلة بالنسبة لً إلى تحدي ..
نعم تحدي و أخذت ألرأ ..
لرأت فً الكتب التً تتحدث عن التارٌخ و المصص و الحروب
لدٌما فهً تلهمنً أكثر و أحبها كثٌرا ثم ٌوما بعد ٌوم للت
لنفسً مرة أخرى :لماذا أٌضا لا أجرب نوعا آخر من الكتب
بمصد التسلٌة و زٌادة المعرفة ؟
التنٌت فً الٌوم التالً كتبا تتحدث عن الدٌانات و بدأت ألرأ و
استفٌد أكثر و أكثر ..
مضت الأٌام و أنا أنتمل من مجال لآخر للتسلٌة و لزٌادة
المعرفة و التثمٌف .
لرأت كثٌرا و استفدت أكثر .
واصلت إلى درجة الشغف ..
نعم ..أصبحت شغوفة .
أصبح ٌومً لا ٌخلو من المراءة و لو بعضا من المعلومات
البسٌطة .
14
غٌرت المراءة كل شًء فً حٌاتً حتى فً طرٌمة تفكٌري و
استطعت مواجهة الكثٌر من الأمور و مجابهة الحٌاة .
كبرت فكرا و إن بدا عمري أصغر من ذلن و لذلن ألول لكم :
الرإوا ٌا رفاق ..
الرإوا لتتعلموا ..
الرإوا لتنجحوا ..
الرإوا للثمافة ..
الرإوا للتسلٌة ..
الرإوا لتحمموا ما ترٌدون ..الرإوا فحسب .
15
عبك الجنة
آه ٌا أمً ..
لا أدري هل جف للمً أم أننً لم أعد أكتب كما ٌجب و
أصبحت أجهل بؤبسط لوانٌن الكتابة ؟
أم هً مشاعري تعجز عن وصف ِن أو الحدٌث عن ِن ؟
أمً ..
أن ِت لس ِت أما لً فحسب ..
بل أن ِت رفٌمتً ..
أن ِت حبٌبتً و الضوء المشع من عٌناي .
أن ِت روحً التً تسكن فً داخلً ..
و ٌدي الثالثة ..
و لدوتً الأولى ..
أشعر ب ِن فً داخلً ..
فً كل تفاصٌلً ..
16
بل حتى لبل أن أكون على هذه الحٌاة كان بٌننا وصال و أنا
مازلت فً طور التكوٌن فً بطن ِن بحبلن السري .
أتذكرٌن ٌا أمً فً ذلن الٌوم ؟
فً ذلن المجلس ؟
عندما جلس ِت مع صدٌمات ِن و أنا أمشً بٌنكن ..
أتذكر كٌف كن ٌملن لً أن ِت كؤم ِن .
كنت أفرح كثٌرا .
و أفخر كثٌرا ..
أتذكر كٌف أننً حٌنما أخاف من شًء أهرب إلى أحضان ِن
فتلملمٌننً ..
أهرب إلٌ ِن ككنغر صغٌر أراد الاختباء فً جسد أمه .
لا أخاف من هذه الحٌاة و أن ِت أمً .
حبٌبتً ..
حٌن مرض ِت لم أكن أعلم ماذا أفعل .
كان للبً ٌتؤلم بشدة ..
ٌخفك بشدة ..
17
تمرضٌن و أنا من ٌتؤلم ..
تتناولٌن الدواء فؤشعر بملٌل تحسن .
و كؤننا شخص واحد .
أحب ِن كثٌرا و أتمنى أن تكونً بخٌر دابما .
ٌا عبك الجنة .
18
اكتئاب
ما الذي ٌحدث هنا فً صدري ؟
بماذا أشعر ؟
هل هو حزن أم أننً أحمل ذنبا كبٌرا ؟
كٌف لً تحمل كل هذا ؟
إنه لٌس بؤلم ..
إنه سواد معتم على صدري .
أفمدنً إحساسً ..
أعتمد بؤنً مصابة باكتباب فضٌع .
لا أعلم بما أشعر ..
فمط حزن و ذنب .
ضمٌري ٌإنبنً ..
ٌؤكلنً ..
مللت من نفسً .
19
كل ٌوم و أنا على ذلن الحال ..
تؤتٌنً نوبات من الاكتباب تسٌطر علً و حٌنها لا أرٌد أن
أعٌش لثانٌة واحدة من كرهً لنفسً .
لا أرٌد مغادرة سرٌري .
أحٌانا أرٌد النوم بشدة .
و أحٌانا لا أرٌد النوم لط .
تدور أفكار فً رأسً ..
أفكر بالانتحار ثم تلٌها أسبلة :
ما الذي سٌحدث لو لتلت نفسً ؟
هل سؤسترٌح و لن تصٌبنً تلن النوبات مرة أخرى ؟
تمضً دلابك ثم أتذكر عموبة ذلن الشًء ؟
إٌمانً حاضر ..لكن ٌا الله ماذا أفعل ؟
أتولف هنا و أصمت .
تنتهً تلن الأفكار ثم أعود ثانٌة لأخاطب نفسً :هل سؤبمى
هكذا دابما ؟
هل سؤتولف و استسلم لما أنا فٌه ؟
21
هل هذه ظلمة آخر الطرٌك ؟
الكثٌر من الأسبلة تدور فً رأسً لكن لد حان الولت لأنمذ
نفسً .
ٌجب أن أتخلص من هذا الحزن .
من هذا الذنب ..
ٌجب أن أخلع ذلن السواد المعتم على صدري .
أن أرى الحٌاة من الجانب المشرق و أذكر نفسً بما أحب .
أذكر نفسً بؤن أحب هذه الحٌاة طالما أننً أستطٌع أن أبتسم .
و لطالما أن من حولً ٌستطٌعون ذلن .
و لطالما أن الله معً و سٌعوضنً ٌوما ما .
21
ظـلم
نإمن جمٌعا بؤن الله ٌفعل ما ٌشاء لأنه الخالك المالن لكل
شًء .
المتصرف فً ملكوته ..لكن هل الله ٌظلم ؟
هل سٌحاسبه أحد لو ظلم ؟
حاشاه سبحانه فمد نفى ذلن عن نفسه فمال فً محكم التنزٌل :
و ما ربن بظلبم للعبٌد .1
بل و حرم الظلم على نفسه .
كل الناس الذي ولدوا على هذه الأرض لم ٌختاروا كٌف سٌكون
شكلهم .
لم ٌختاروا هٌبتهم ..
لم ٌختاروا صفاتهم .
كل واحد منا خلمه الله بصفات معٌنة و هٌبة معٌنة و شكل معٌن
.
منا الفمٌر و منا الغنً ..
1فصلت آٌة . 46
22
منا الضعٌف و منا الموي ..
منا الأبٌض و منا الأسمر .
لم ٌختر أي منا كٌف سٌكون .
لكن ماذا عن الغنً ؟
هل هو الذي ٌؤكل حك الفمٌر ؟
ماذا عن الضعٌف ؟
ماذا عن الموي ؟
هل الموي أصبح كذلن بسبب سطوته على الضعٌف ؟
هاذا عي الأسوس ؟
هل اخخاز لىًه بٌفسه ؟
فً هذه الحٌاة نرى أنواع كثٌرة كلها تسمى ظلم .
فالظلم أنواع ..
سطوة الموي على الضعٌف ظلم .
رفاهٌة الغنً على حساب الفمٌر ظلم .
إلماء الشماتات بحك الأسمر ظلم .
كل ذلن و غٌر ذلن ظلم ..
23
بل حتى إٌذاء الحٌوانات ظلم .
أنت أٌها الظالم حٌنما فكرت أن تظلم أحد ألم تفكر كذلن بؤن له
رب لادر ؟
ألم تسمع بموله تعالى :و الظالمٌن أعد لهم عذابا ألٌما 1؟
أٌن أنت من لول المولى :الذٌن ٌظلمون الناس و ٌبغون فً
الأرض بغٌر الحك أولبن لهم عذاب ألٌم 2؟
ألم تتفكر و أنت تظلم فً لوله تعالى :ألا لعنة الله على
الظالمٌن 3؟
ألم تخشى وعٌد الله ؟ لٌس فمط فً الآخرة بل حتى فً الدنٌا ؟
لماذا لا ٌكتفً الظالم بما لدٌه ؟
لماذا ٌؤخذ حك غٌره ؟
هل أنت راضً عن نفسن و أنت تظلم غٌرن و تسلبه حمه ؟
ألم تخشى من أن ٌرفع المظلوم ٌدٌه إلى ربه ؟
1الإنسان آٌة . 31
2الشورى آٌة . 42
3هود آٌة . 18
24
نعم ٌ ..رفع ٌدٌه لٌمول :حسبً الله و نعم الوكٌل و ٌكون حٌنها
الرد من رب العالمٌن بؤن حمه و ماله و ما سلب منه سٌرجع
إلٌه و لو بعد حٌن .
ألم تفكر ماذا ستفعل عندما ٌستجٌب الله له دعوته فً الدنٌا و
ٌكملها لن بالحساب الألٌم ٌوم المٌامة ؟
فكر أٌها الظالم بعدما ظلمت و فكر فً اللمب الذي أصبحت
تحمله بما فعلت .
25
تاجً الثمٌن
أبً الغالً ..
لا أعلم كٌف أصفن ..
كٌف حتى فً أن أتحدث عنن للآخرٌن ..
تخوننً ٌداي فً الكتابة عنن ..
تلن الٌدان التً تعلمت منن العطاء لكننً سؤحاول رغم ذلن أن
أكتب و لو أسطر لأعبر عن بعض ما هو بداخلً .
أنت لست أبا عادٌا لً و حسب و لذلن لن ٌوفٌن لمب أبً حمن
فؤغلب الرجال آباء .
لوتً و شجاعتً استمدتها منن ..
تعلمتها منن .
بل شهامتً و حب الخٌر للآخرٌن لطفتها من بستانن .
من حدٌمة أخلبلن ..
أنت تماما كالملب علمتنً معنى الحب و الحنان رغم أن الحٌاة
كانت لاسٌة معن .
26
أنت معطف الحنان و طوق النجاة و تاجً الثمٌن .
أنت حبً الذي لن ٌخٌبنً أو ٌفارلنً أبدا ..
رجلً الأول فً الحٌاة و كفى .
27
حرة رغم المٌود
فلسطٌن ..تلن الأرض الحرة رغم لٌود الاحتلبل .
تلن الأرض الطاهرة رغم وطا الٌهود علٌها .
نحن من بنى هذه الأرض من سنوات لا تعد .
نحن من عمرناها و كبرنا معها .
فلسطٌنٌون ولدنا فً أرض فلسطٌن إلى أن أتى من ٌرٌد وطننا
له .
إلى أن أتى الاحتلبل ..
الاحتلبل بالنسبة لنا الموت ..
نعم ..الموت هنان و لا خروج .
و لما الخروج ؟
لما الاستسلبم ؟
لما المفاوضات ؟ و لما سلبم مكذوب ؟
هنان ..
أو هنا لأننا نشعر أننا معكم ..
28
للوبنا معكم ..
هنان فً فلسطٌن لا مكان مناسب للؤحلبم ..لكننا سنحلم .
لا مكان مناسب للطموح ..لكننا سنطمح .
لا مكان للحرٌة فمط صمود .
نعم صمود وصبر و ولوف فً وجه الاحتلبل
القدض حبنً ..
مرلل غصة و أزٌحا و مل فلسطٍي ٌبكٌن كبالة زهور ذبلت ..
ٌبكٌن و ٌصرخن :أٌن أنتم ٌا مسلمون ؟
نحن أنتم و هذه الأرض لكم .
تعب أبنابنا و جاء دوركم ..
كلنا بانتظاركم ..
بانتظاركم الٌوم ..
بانتظاركم غدا ..
فهل ستؤتون ؟
29
معنا لولت أجمل
الإنسان بطبٌعته لا ٌستطٌع العٌش بمفرده بل ٌحتاج إلى أن
ٌكون ضمن مجموعة و لذا فهو اجتماعً بالفطرة .
و لكل إنسان فً مجتمعه الذي ٌعٌش فٌه تؤثٌره و بصمته و
السعٌد من استغل ذلن لخدمة مجتمعه و من حوله بمعنى أن
ٌفعل ما ٌستطٌع لمساعدة الآخرٌن و إحداث تغٌٌر و عمل
إضافة و لو بسٌطة و جمٌلة و هذا كله لد ٌكون بممابل و لد
ٌكون بلب ممابل فٌموم بها تطوعا من نفسه و خدمة لمجتمعه و
عندها نستطٌع أن نسمً ذلن بالعمل التطوعً .
و أعمال التطوع لٌس لها حد فهً كثٌرة جدا .
سؤطرح لكم تجربة و هً ماكنت أفعله و أخطط له و أنجزه فً
هذا المجال :
لسنتٌن كنت أخطط و أعد و أنجز وحدي و بالفعل تحممت معً
أمور فً مجال العمل التطوعً .
كم كنت سعٌدة ..
كم كنت فخورة ..
و كم كنت كذلن متعبة .
31
بعد ذلن خططت لأن ألوم بإعداد فرٌك عمل تطوعً ٌجمع
مواهب عدة كً ننطلك بعدها للعمل سوٌة و لإنجاز المشارٌع و
الأعمال الأخرى التطوعٌة و لتوزٌع المهام .
فكرنا ..
وضعنا أهداف ..
خططنا ..
انطلمنا ..
و أطلمنا على فرٌمنا اسم :معنا لولت أجمل .
و نشرنا الأمل ..
نعم فنشر الأمل و الخٌر و المساعدة و الإٌجابٌة و زرع المحبة
فً نفوس الآخرٌن كان هدفنا الأسمى .
و لمنا بؤعمال :
توعٌة المصلٌات .
الاهتمام ببٌوت الله ..
و بكتاب الله .
تمدٌم برامج إذاعٌة رالٌة .
مساعدة العاملبت فً محٌط المدرسة .
31
حفظ متبمٌات الطعام تحت مسمى حفظ النعمة .
جمع الورق من سلبل مخصصة للورق الغٌر مرغوب فٌه و
تدوٌرها بالتنسٌك مع الشركات و الجمعٌات لتعود دفاتر جدٌدة
ٌستفاد منها .
مساعدة الأسر المتعففة .
و غٌر ذلن ..
استمرٌنا لسنتٌن ..
و إلى الآن أٌضا .
ما أجمله من شعور حٌنما تترن أثرا بؤفعالن فً نفوس الاخرٌن
.
ما أجمله من شعور حٌنما ترسل دعوات للسماء و فٌها اسمن .
كم من للب أسعدته بما تفعل .
و كم من محتاج لضٌت حاجته .
أحبتً ..
أفعلوا ذلن بلب ممابل و ٌكفٌكم أن الله ٌراكم .
ٌكفٌكم ما تتركوه خلفكم من أثر .
ٌكفٌكم ذلن الإحساس الذي تعٌشونه ..
32
تطوعوا للخٌر ..
للمحبة ..
للئٌجابٌة .
لترن أثر ..
لكسب الأجر ..
للببتسامة .
لغٌركم ..
تطوعوا من أجل أنفسكم .
33
نضال امرأة
كم من فتاة هدمت أحلبمها بسبب العادات و التمالٌد ؟
سإال ٌتبادر للؤذهان و نحن ننظر للمجتمع من حولنا .
ننظر و نسؤل مرة أخرى إلى متى سٌستمر رفض المجتمع لنا
؟
هل وجودنا فً هذه الحٌاة هامشً ؟
هل نعٌش خارج حساباته ؟
إن وجود المرأة فً المجتمع مهم جدا و حمٌمة ٌجب أن نإمن
بها أو بمعنى أدق ٌإمن بها المجتمع .
لنطرح سإال :هل ٌستطٌع المجتمع الاستغناء عن المرأة فً
مجال التعلٌم ؟
فً مجال الطب ؟
فً الحٌاة ؟
لنتؤمل فً حال أسرة بها فتاة و شاب ٌرٌدان التخصص فً
الطب مثلب كٌف ستكون رد فعل الأسرة ؟
أهل الشاب سٌباركون لابنهم بالتؤكٌد و سٌساندونه ..
34
حلم ٌرٌدون أن ٌروه فً ابنهم و لذلن لا بد له أن ٌتحمك لكن
ماذا عن الفتاة ؟
سٌرفض أهلها بالتؤكٌد أو بمعنى أن العادات و التمالٌد هً من
سترفض ذلن .
الانثى لا تختلط بالرجال ..
الانثى مكانها المنزل و المطبخ فمط .
الأنثى و الأنثى ..هكذا ٌمول المجتمع .
حسنا سنتفك معكم لكن من سٌعالج نسابكم ؟
من سٌعلم بناتكم فً المدارس ؟
ألٌست هنالن تخصصات بحاجة للمرأة كالنساء و التولٌد و
غٌرها ؟
من ستموم بذلن ؟
كٌف تصل المرأة لأن تكون كذلن ؟ و لذلن هذا الفكر لا بد له
و أن ٌتغٌر .
لابد أن تعطى المرأة حمولها وفك الشرع و لٌس وفك العادات و
التمالٌد .
و الشرع ٌنصف المرأة بل و ٌحفظها .
35
الكثٌر من الفتٌات لا ٌستطعن إكمال دراستهن أو حتى الدخول
فً التخصص الذي ٌردنه و لذلن ٌجب أن ٌعطٌنا المجتمع
فرصة .
الكثٌر منا من صنعت فرصتها بنفسها و وصلت إلى أعلى لمم
النجاح فمط لأن عابلتها كانت تمف معها و تدعمها بكل ما ترٌده
.
نحن كفتٌات نكافح دابما لتغٌٌر هذا الفكر ..
بنجاحنا ..
ونضالنا ..
و ألصد هنا النضال الشرعً و لٌس ما ٌروج له لكن نرٌد من
المجتمع أن ٌموم بذلن و أن ٌعطٌنا حمولنا دون منغصات .
لا ٌعنً عندما تعطى المرأة حمولها أن ٌكون هنالن اختلبط و
معاصً فلكل شًء حل و لٌس إغلبق .
كم سمعنا عن مستشفٌات و صروح كانت فٌها ألسام خاصة
بالنساء و أخرى بالرجال غٌر تلن المختلطة فؤبدعت فٌها المرأة
طبٌبة و إدارٌة و خدمت المجتمع .
كذلن فً مدارس البنات كان ذلن و الوالع شاهد .
فمط نرٌد أفكار إٌجابٌة لنصل .
كٌف للمجتمع أن ٌرفضنا و ٌرفض أفكارنا ؟
36
ألسنا من صنعناه ؟
نحن من صنع هذا الجٌل و رباه ..
و نحن من سٌصنع أنفسنا ..
علٌنا أن نتكاتف جمٌعا ..
أن ندعم كل أنثى لتكون .
لتحمك حلمها و بما ٌوافك الشرع و لا نرٌد أكثر من ذلن .
أعتمد بؤن الولت لد حان .
37
غداً أجمل
من هنان ..
من ذلن البٌت المستؤجر المتواضع فً ذلن الحً الشعبً
البسٌط ٌسكن العم محمد و أسرته المكونة من زوجته سارة و
خمسة أبناء .
أسرة تعٌش بسعادة بل ٌحاولون صنعها رغم أن كل شًء
حولهم ٌمول أن كل شًء لٌس على ما ٌرام .
أب ٌملن للٌلب من المال رغم أنه ٌعمل كثٌرا لكن ذلن المال لم
ٌرضى أن ٌتناسب طردٌا مع كمٌة العمل الذي ٌإدٌه فً والع
تعٌشه الكثٌر من الأسر من حولهم و زوجة مرٌضة و أبناء
ٌرلبون كل شًء و ٌرٌدون أن ٌعٌشوا بسعادة حاولوا صنعها
مع أسرتهم لكن الحٌاة تؤبى أو أن ظروفهم لم تساعدهم على
ذلن .
أراد الأب أن ٌحسن من حال أسرته و ٌبنً لها منزلا فلعله حل
ٌحسن من وضع تلن الأسرة .
و لكم من أٌن ٌؤتً بالمال ؟
الترض لبناء المنزل فكان كل ما ٌجنٌه ٌذهب لسداد لسط ذلن
المرض أو لنمل بعضه فالمعادلة تؤبى أن تمف مع العم محمد .
38
لم ٌستطع العم محمد مواجهة كل تلن الظروف وحده و لم تستطع
زوجته سارة مساعدته و الخروج للعمل بسبب وضعها الصحً
بل حتى العاملة المنزلٌة التً احضروها لم تطك ذلن الوضع و
لم تطك أن تمر أٌام علٌهم دون طعام فسافرت إلى بلبدها .
حاول علً و هو الابن الأكبر للعم محمد ترن الدراسة و مساعدة
والده فوافك الأب أو اضطر للموافمة فهو لا ٌملن أي خٌار آخر
و هذا سنده الذي لن ٌجد غٌره للدخول معه فً معترن الحٌاة
لتحٌا هذه الأسرة شرٌطة عودته لمماعد الدراسة متى ما تحسنت
الأمور و رغم ذلن لم ٌتغٌر شًء .
كل شًء كما هو ..
بل أسوء ..
ابنة العم محمد فاطمة كانت ترالب كل ذلن بؤلم ..
ترالب كل ذلن و تتمنى ترن مماعد الدراسة لتساهم مع أسرتها
و لو بالشًء الملٌل .
أخبرت والدها فرفض ..
نعم فهو لا ٌرٌد لهذه الفتاة أن تترن الدراسة و رسم مستمبل كل
من حولها متفابل به لتصبح فً مكانة عالٌة و تعوض هً و
أخوتها تعب هذه السنٌن .
رضخت فاطمة للؤمر خاصة و أن وجودها فً المنزل فٌه
عونا لوالدتها المرٌضة .
39
مرت الأٌام و ساءت الأحوال ..
تمدم أحد الذٌن ألرضوا العم محمد بشكواه إلى الشرطة و ذلن
لتؤخر سداد الدٌن فؤمهلوه أسبوعٌن .
تؤثر العم محمد كثٌرا بذلن و لم ٌدري ماذا ٌفعل .
أخذ ٌسرح و ٌفكر وهو جالس فً غرفته مع أسرته لٌؤتٌه
اتصال !
اتصل به لسم الشرطة فؤخذ ٌردد :لماذا اتصلوا الآن ؟ لم ٌحن
الموعد بعد ؟
اتصلت الشرطة و لكنهم لم ٌكونوا ٌرٌدوا العم محمد بل ابنه علً
!
نعم علً !
ذهب العم محمد و ابنه علً إلى لسم الشرطة و ما إن وصلب حتى
تم المبض على علً بتهمة السرلة و السطو !
لم أفعل ..
لعلكم أخطئتم ..لالها علً و هو غٌر مصدق لما ٌراه أمامه .
حكى له الضابط المصة و أنهم عرفوه بسٌارته .
اعترف علً بؤنه خرج مع اثنٌن من أصدلابه بسٌارته و الذٌن
اخبراه بؤنهما ذاهبان لمنزل أحد أصدلابهما من أجل أخذ بعض
41
الأشٌاء و أنه فمط علٌه أن ٌنتظرهما فً الخارج حتى ٌعودا و
لن ٌتؤخرا.
اعترف بؤنه أوصلهما و لم ٌكن ٌعرف عن الأمر شٌبا و لم ٌكن
ٌعلم بؤنهما ذهبا لذلن المنزل لسرلته و لٌس لشًء آخر .
أحضرت الشرطة الصدٌمٌن و الذٌن اعترفا بجرمهما و لم
ٌستطٌعا تكذٌب البصمات التً أثبتت السرلة علٌهما لكنهما
أصرا على أن علً هو صاحب الفكرة فسجنوه معهما .
ٌا الله ..ماذا ستفعل هذه الأسرة ؟
الأب مهدد بالسجن نتٌجة دٌن و الابن مسجون بسبب لضٌة
لٌس له فٌها ذنب و الأم زاد علٌها المرض و دخلت المستشفى
بعد معرفتها بسجن ابنها .
أخذت فاطمة تبكً و لم تعرف ماذا تفعل ..
كٌف تساعد اسرتها ؟
ماذا تمدم لها ؟
تركت دراستها فً ذلن العام و لم تستطع وسط تلن الظروف
أن تكملها بل لم تستطع فعل أي شًء .
أخذ البٌت بالذبول و أخذت تتسالط أوراله كؤوراق الخرٌف أو
لنمل ما تبمى فٌه من أوراق .
إلى أٌن أذهب ..لالتها فاطمة وهً تبكً فً غرفتها ..
41
نظرت ..إنه هو ..
نعم ..سجادتً ..
سأطلب من ربً ..
أخذت تدعوا و تصلً و تسجد باكٌة فً ظلمة اللٌل .
ٌا رب أنت تمول ( :هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ ) .
أنا السائلة ٌا رب ..
استجب ٌا رب ..
مرت الأٌام و الترب العام من نهاٌته ..
دق باب المنزل و ذهبت فاطمة لتفتح الباب .
ذهبت بخطاها و هً تخشى أن تكون الشرطة فلعلها لضٌة
جدٌدة بحمهم .
-من الطارق ؟
-أنا ٌا فاطمة ..افتحً الباب .
-معمول ..
إنه هو ..علً ..
لمد خرج علً من السجن بعد أن اعترف صدٌماه بؤنه لم ٌكن
ٌعلم بشًء و أن لٌس له ذنب .
42
كم كانت الفرحة كبٌرة بخروجه بل و زاد من هذه الفرحة أن
العم محمد استطاع سداد جزء كبٌر من الدٌن ثم خروج زوجته
سارة من المستشفى .
نعم ..إنه فرج الله .
إنها سهام اللٌل تلن الدعوات التً أستجابها الله سبحانه لفاطمة و
التً فرحت فرحا شدٌدا و هً تردد :و بشر الصابرٌن 1
إن مع العسر ٌسراً . 2
لالتها بتفابل ..
لالتها و أمها من خلفها تمسن بحنان على كتفها لابلة :طالما الله
معنا فغداً أجمل .
1البمرة آٌة . 55
2الشرح آٌة . 6
43
لـٌود
أشعر أنً خاوٌة ..
الكثٌر من التفاصٌل المهمة و الغٌر مهمة تسٌطر علً .
الأٌام هادبة جدا .
ضجٌج مزعج و آخر هادئ لم أعد أفرق بٌنهما ..
لم أعد أمٌز بٌنهما ..
لم ٌعد ٌإرلنً شًء ..
و لم ٌعد ٌدهشنً شًء ..
فمدت الإحساس بملمس ٌداي و لم أعد أشعر بشًء فمط كوجود
ثمب أسود هابل بداخلً ..
شعور لا أعرف سببه لكنه أسوء شعور فً العالم ٌمتلكنً الآن
..
لا أدري ماذا أفعل ..
لا أعرف كٌف أتخلص مما أنا فٌه ..
أشعر و كؤن كل ذلن لٌد ٌمٌدنً ..
44
ٌمنعنً من أن أفعل شًء ..
من أن أكون ..
كٌف أتخلص مما أنا فٌه ؟
لعلً ألرأ كتابا ٌذهب عنً كل ذلن ..
لعلً أخلو بنفسً و أجلس أمام البحر ..
ٌا رب خلصنً مما أنا فٌه ..
ٌا رب ..
سؤلرأ و سؤصلً لربً ..
سؤدعوه و لن ٌخٌبنً ..
و سؤعود من جدٌد .
45
الحٌاة مرة واحدة
من مبدأ أننا نعٌش مرة واحدة على هذه الأرض ..
نعٌش علٌها ثم نرحل و لن ٌبمى إلا الأثر و هنا أجد نفسً
هابمة بفكري و أتساءل ..
لماذا لا نسعى لفعل شًء دام أننا نعٌش مرة واحدة ؟
لماذا لا نحمك حلم نسعى إلٌه ؟
أو حتى نبحث عن حلم نرى أنفسنا فٌه ؟
لماذا لا نسعى للعمل و للئنتاجٌة ؟
كثٌرة هً الأسبلة التً خطرت ببالً و أنا أفكر فً هذا الأمر .
أفكر و أتؤمل كٌف أننا نعٌش فً هذه الحٌاة و نحن أحد
شخصٌن ..
حٌاتنا بٌن والعٌن ..
إما روتٌن متكرر بٌن أكل و نوم ..
بٌن مكوث مع ذلن الجوال أو خلف شاشة البلبٌستٌشن أو فً
جلسات خاوٌة ..
46
أموات رغم أننا نتنفس .
و إما أن نعٌش من أجل أحلبم و طموحات ..
صحٌح أن طموحنا الآخرة ..
طموحنا الجنة و النجاة من النار و تلن أسمى غاٌات المسلم .
لكن هنالن أحلبم نصنعها فً هذه الحٌاة ..
و نحن على هذه الأرض ..
نعٌش لنكون ..
نسعى لنؤمن لأنفسنا حٌاة جٌدة بجد و اجتهاد و من أجل
المستمبل و تلن السنٌن المادمة فتكون الأحلبم .
و تكون الطموحات .
ألٌس من الرابع أن ٌكون لدى الشخص منا حلم ٌرٌد تحمٌمه ؟
أو طموح ٌسعى للوصول إلٌه ؟
أو مشروع ٌرٌد إنجازه ؟
أو على الألل دراسة ٌرٌد أن ٌنهٌها ؟
إنه بلب شن لأمر رابع ٌدعوا للفخر و نحن نرى طموحاتنا
تتحمك .
47
و الأروع بؤن نكون فعالٌن فً مجتمعنا و أن نعطً من حولنا
أمل و تفاإل بؤن هذه الحٌاة ٌوجد بها الكثٌر من الأمور الجٌدة
اللً تنتظرنا و أن الذي مضى سٌؤتً أجمل منه بلب شن طالما
أننا نسٌر نحو تحمٌك الأحلبم و لسنا غثاء كغثاء السٌل .
48
هـلان
إن الأنسان و بطبعه فً هذه الحٌاة ٌفضل الراحة و ٌبحث
عنها .
ٌسعى من أجل تحمٌمها ..
فً سعً الإنسان فً هذه الحٌاة سواء فً عمله أو دراسته أو
أٌا كان ذلن السعً فإنه سٌواجه الكثٌر و الكثٌر من المشاكل .
مشاكل ربما تواجه شخصا فتسمطه ..
و ربما تواجه آخر فٌواجهها و ٌسعى جاهدا لأن ٌجد لها حلول
.
الآن و مع كل ذلن الضغط و ما ٌصاحبه من تعب و ربما للة
نوم و تفكٌر و للك ٌبدأ ذلن الشخص بالبحث عن راحة باله
وسط كل تلن الأمور .
ربما ٌخرج فٌستلمً أمام الشاطا .
أو ٌذهب فً رحلة مع رفاله .
أو لد ٌجد نفسه فً الأماكن الممدسة .
و ربما لد ٌتجه إلى طرٌك آخر ..
49