The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by , 2017-11-21 09:14:35

من شواطئ الحياة

من شواطئ الحياة

‫من شواطئ الحياة‬

‫تألٌف‬
‫صٌته الدوسري‬

‫الطبعة الأولى‬
‫‪9341‬هـ ‪8102 -‬م‬

‫ح صيته خفران فراج الدوسري ‪9341 ،‬هـ‬

‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنٌة أثناء النشر‬

‫الدوسري ‪ ،‬صيته خفران فراج‬

‫من شواطئ الحياة ‪ /‬صيته خفران فراج الدوسري ‪ -‬جدة ‪9341 ،‬هـ‬

‫‪991‬ص‪ ،‬سم‬

‫ردمك ‪169 -724-22 -1761 -2 :‬‬

‫‪ – 9‬القصص ‪ .‬أ‪ .‬العنوان‬

‫‪9341 / 9319‬‬ ‫ديوي ‪929،94‬‬

‫رقم الإيدا ‪9341 / 9319 :‬‬

‫ردمك ‪169 -724-22 -1761 -2 :‬‬

‫جمٌع الحقوق محفوظة للمؤلفة‬
‫للتواصل مع المؤلفة‬

‫توٌتر ‪@EE_6006 :‬‬
‫برٌد إلكترونً ‪[email protected] :‬‬

‫الإهداء ‪..‬‬

‫إلى صاحبي اىفضو أبً و أًٍ حفظهَا الله‪..‬‬
‫إلى أعظٌ شخص في حٍاتً جدتً اىغاىٍت ‪..‬‬
‫إلى اىصدٌقتين اىيتين ىطالما ماّتا اىسند لي ‪ ..‬زبا َو زغد ‪..‬‬

‫إلى أخً محَد اىدباسً ‪..‬‬
‫و ىنو ٍِ ٌقسأ متابً و يحب الحٍاة ‪.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ٍقدٍت ‪..‬‬

‫الحَدلله اىري بفضيه تتٌ اىصالحاث و اىصلاة و اىسلاً عيى أشسف المسسيين ّبٍنا محَد و عيى آىه و صحبه‬
‫وسيٌ ‪..‬‬

‫أشنس الله أُ ٍننني لإتماً متابً ( ٍِ شىاطئ الحٍاة ) بنجاح و ها أّا أضعه بين أٌدٌنٌ ىنبحس سىٌتً في شتى‬
‫ٍىاضٍع الحٍاة و ّعٍشها و ّتعيٌ ٍنها و ميً أٍو بالله بأُ ٌناه إعجابنٌ و قبو ذىل أُ تستفٍدوا ٍنه في حٍاتنٌ‬

‫و أُ تترك ميَاتً أثساً عيى قيىبنٌ ‪.‬‬

‫متبته‬
‫صٍته خفساُ اىدوسسي‬
‫اىثلاثاء ‪ 2341 / 21 / 12‬هـ‬

‫اىــــخــــــــــــــــــــــــــــسج‬



‫عرالٌل‬

‫ترعبهم فكرة أنً ألرأ كتابا ‪..‬‬
‫أنً أتمدم خطوة و خطوات نحو تحمٌك حلمً ‪..‬‬

‫نحو الوصول إلى هدفً ‪..‬‬
‫الطرق تغلك أمامً ‪..‬‬
‫و الأنوار تنطفا ‪..‬‬

‫و الأمل ٌضعف و الثمة تتلبشى ‪.‬‬
‫كل ما هو حولً ٌدعوا للئحباط ‪..‬‬
‫ٌدعوا للٌؤس و من ثم للتولف لكن أملً بربً كبٌر و طموحً‬

‫لا حدود له ‪.‬‬
‫فً كل مرة ألول بؤن هنالن بصٌص من أمل ٌتبعه اتساع‬

‫للطرٌك و من ثم ستضٌا الأنوار ‪.‬‬
‫مهما واجهت من نمد و إحباط سؤواصل سٌري نحو ما أسعى‬

‫لتحمٌمه ‪..‬‬
‫نحو هدفً و لطالما اتخذت هذا النمد و الإحباط ولودا ٌجعلنً‬

‫أتمدم للؤمام أكثر و أكثر ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫فً كل مرة تتعثر لدماي سؤحاول مجددا الولوف حتى أصل ‪.‬‬
‫و سؤصل طالما أن ثمتً بنفسً موجودة و إٌمانً كذلن بذلن‬

‫الحلم الذي ٌستحك كل هذه المعاناة و حسن ظن بربً ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫أستطٌع‬

‫فً الرابع و العشرٌن من شهر ذي الحجة و فً ٌوم مشرق‬
‫جمٌل اختلطت فٌه خٌوط الشمس بكل شًء رابع و تمازجت‬
‫مع أصوات العصافٌر لتكمل جمال الصورة بروعة ذلن‬

‫الصوت ‪.‬‬

‫فً ذلن الٌوم الرابع استٌمظت فاطمة على صوت أمها الذي‬
‫شارن كذلن صوت تلن العصافٌر ‪..‬‬

‫كم هو الصباح رائع و الأروع أنً سأزور ابنة عمً التً لم‬
‫أراها منذ أٌام ‪ ..‬لالتها فاطمة لأمها و هً تمبل ٌدها ثم جلست‬
‫معها للٌلب و ذهبت بعد ذلن لزٌارة ابنة عمها و تناول الإفطار‬

‫معها ‪.‬‬

‫بعد أن وصلت فاطمة إلى بٌت ابنة عمها نورة و بعد تناول‬
‫طعام الإفطار أخذت بتبادل أطراف الحدٌث معها ‪.‬‬

‫كان حدٌثا جمٌلب بٌن الفتاتٌن تحدثتا فٌه عن كل شًء من‬
‫ذكرٌات لدٌمة ثم سؤلت نورة ابنة عمها فاطمة ‪ :‬ماذا تنوٌن أن‬

‫تتخصصً ٌا فاطمة فً مجالن الدراسً ؟‬

‫فاطمة ‪ :‬فً الحمٌمة منذ صغري و أنا أحب المجال العلمً‬
‫كثٌراً و لد عزمت أن ٌكون اختٌاري للسنة المادمة ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫نورة ‪ :‬إنه مجال صعب لكنه بالتأكٌد رائع و مفٌد أتمنى ل ِن‬
‫التوفٌك ‪.‬‬

‫فاطمة ‪ :‬شكراً ل ِن و لكن ماذا عن ِن ؟ ألا تنوٌن إكمال دراست ِن ؟‬
‫نورة ‪ :‬لا أعلم حمٌمة ٌا فاطمة فأنا فاشلة و رسبت عدة مرات‬

‫و لا أظن أننً أستطٌع المواصلة ‪.‬‬
‫فاطمة ‪ :‬لماذا تمولٌن ذلن عن نفس ِن ٌا نورة ؟‬

‫لٌس علٌ ِن لول ذلن أبداً ‪.‬‬
‫إن لل ِت أنا فاشلة سٌستجٌب عمل ِن الباطن و ستصبحٌن فاشلة‬

‫حماً و إن لل ِت أنا أستطٌع ستنجحٌن ‪.‬‬
‫علٌ ِن أن تسمعٌنً جٌداً الآن ‪..‬‬

‫هل ستظلٌن هكذا من دون تعلٌم إلى الأبد ؟‬
‫هل ستمولٌن لمد تجاوزت سن التعلٌم ؟‬

‫هل ستجلسٌن هكذا دون أن تطوري من نفس ِن ؟‬
‫عزٌزتً نورة أن ِت مازل ِت صغٌرة و لو كن ِت حتى كبٌرة فً‬

‫العمر فطلب العلم لٌس له سن محدد ‪.‬‬
‫هل فكر ِت ٌا نورة بالرجوع هذه السنة إلى المدرسة ؟‬

‫نورة ‪ :‬نعم فكرت و لكننً الآن مترددة ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫فاطمة ‪ :‬لم ٌتبمى على بداٌة العام الجدٌد فمط سوى بضعة أٌام‬
‫و علٌ ِن التحلً بالعزم و أرٌد من ِن أن تعطٌنً لرار ِن الآن و‬

‫سوف أساعد ِن بكل ما أستطٌع ‪.‬‬

‫فكري ٌا نورة فً نفس ِن و فً تعلٌم ِن ‪.‬‬

‫إنه لمن الخسارة أن ٌضٌع عمر الإنسان و هو لم ٌفعل شًء‬
‫فً حٌاته ‪.‬‬

‫لم ٌحمك إنجاز ‪.‬‬

‫لم ٌتطور ‪.‬‬

‫إن التعلٌم ٌا صدٌمتً منارة ٌهتدي بها الناس إلى الطرٌك‬
‫الموٌم الذي نسلكه جمٌعاً فً هذه الحٌاة ‪.‬‬

‫كٌف ستسٌرٌن فٌه ؟ كٌف ستتمدمٌن فً هذه الحٌاة دون أن‬
‫تتعلمً ؟‬

‫لماذا تستسلمً لأفكار زرعت فٌ ِن ؟‬
‫نورة ‪ :‬كلام ِن رائع ٌا عزٌزتً و لمد أثر فٌنً كثٌراً و أشعر‬

‫الآن برغبة لوٌة فً العودة إلى مماعد الدراسة ‪.‬‬

‫مضت الأٌام و عادت نورة إلى المدرسة ‪.‬‬

‫عادت بجد و اجتهاد كبٌرٌن ‪.‬‬

‫كان طرٌمها ملًء بالصعوبات لكنها استمرت و لم تٌؤس ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫أزالت الفكرة الانهزامٌة التً بداخلها و بذلن استطاعت‬
‫المواجهة ‪.‬‬

‫استطاعت العودة و الانطلبق من جدٌد ‪.‬‬
‫و فً نهاٌة المطاف حممت نورة ما تمنته و نجحت ‪.‬‬
‫نعم نجحت و انتملت لمرحلة جدٌدة و هً الآن مستمرة فً‬
‫حصد ثمارها بعد أن وصلت و حممت بعض ما ترٌد و هً فً‬

‫طرٌمها الآن لتحمٌك كل ما ترٌد ‪.‬‬
‫من منا لم ٌكمل دراسته ٌا رفاق ؟‬

‫من منا استسلم للظروف ؟‬
‫من منا استسلم للبنهزامٌة التً بداخله ؟‬
‫ربما بسبب ظروف معٌنة أو شعور بالفشل نترن الدراسة و‬
‫نترن كل حلم نسعى لتحمٌمه لكن متى ما تحلٌنا بالعزٌمة و‬
‫الإصرار و أن لٌس كل شًء مستحٌل فً هذه الحٌاة و مهما‬
‫نظرنا للظروف على أنها حواجز فمط وضعت فً طرٌمنا نحو‬
‫تحمٌك الحلم و لٌست طرٌك مغلك ٌنتهً عنده كل شًء و متى‬
‫ما لضٌنا على الروح الانهزامٌة التً بداخلنا سنحمك ما نرٌد ‪.‬‬

‫و سنصل لأننا نستطٌع ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫الرؤوا ٌا رفاق‬

‫من منا لدٌه كتب ٌعتلٌها الغبار ؟‬
‫لم تفتح و لم تمرأ !‬

‫مهجورة كمنزل شعبً لدٌم ‪.‬‬
‫هل مشاغل الدنٌا منعتنا من ذلن ؟‬
‫من أن نفتحها و نعرف ما فٌها ؟‬
‫المراءة ٌا رفاق هً المرتكز الأساسً للمرء للتعلم و المنهل‬
‫الأول لتلمً المعلومات و هً الجزء المهم لبناء الإنسان ذاتٌا و‬

‫علمٌا ‪.‬‬
‫و هً كذلن المفتاح نحو المستمبل ‪.‬‬
‫تختلف الأسباب التً تدعوا للمراءة لدى الأفراد باختلبف‬
‫اهتماماتهم فهنان من ٌعتبر المراءة وسٌلة للمضاء على ولت‬
‫الفراغ و هنان من ٌمرأ لجمع المعلومات المفٌدة و هنان من‬
‫ٌرى المراءة مملة جدا لكن هنالن آخرون ٌرونها محور ارتكاز‬

‫لهم فً هذه الحٌاة ‪.‬‬
‫بطبٌعتً كنت من الذٌن لا ٌحبون المراءة أبدا لأنها كانت مملة‬

‫بالنسبة لً إلى أن جاء الٌوم الذي سؤلت فٌه نفسً ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫لماذا لا أحب المراءة ؟‬

‫لماذا لا أجرب لراءة كتاب ما أو حتى أتصفح فً بعض‬
‫الصحف ؟‬

‫تحولت هذه الأسبلة بالنسبة لً إلى تحدي ‪..‬‬

‫نعم تحدي و أخذت ألرأ ‪..‬‬

‫لرأت فً الكتب التً تتحدث عن التارٌخ و المصص و الحروب‬
‫لدٌما فهً تلهمنً أكثر و أحبها كثٌرا ثم ٌوما بعد ٌوم للت‬
‫لنفسً مرة أخرى ‪ :‬لماذا أٌضا لا أجرب نوعا آخر من الكتب‬

‫بمصد التسلٌة و زٌادة المعرفة ؟‬

‫التنٌت فً الٌوم التالً كتبا تتحدث عن الدٌانات و بدأت ألرأ و‬
‫استفٌد أكثر و أكثر ‪..‬‬

‫مضت الأٌام و أنا أنتمل من مجال لآخر للتسلٌة و لزٌادة‬
‫المعرفة و التثمٌف ‪.‬‬

‫لرأت كثٌرا و استفدت أكثر ‪.‬‬

‫واصلت إلى درجة الشغف ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬أصبحت شغوفة ‪.‬‬

‫أصبح ٌومً لا ٌخلو من المراءة و لو بعضا من المعلومات‬
‫البسٌطة ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫غٌرت المراءة كل شًء فً حٌاتً حتى فً طرٌمة تفكٌري و‬
‫استطعت مواجهة الكثٌر من الأمور و مجابهة الحٌاة ‪.‬‬

‫كبرت فكرا و إن بدا عمري أصغر من ذلن و لذلن ألول لكم ‪:‬‬
‫الرإوا ٌا رفاق ‪..‬‬
‫الرإوا لتتعلموا ‪..‬‬
‫الرإوا لتنجحوا ‪..‬‬
‫الرإوا للثمافة ‪..‬‬
‫الرإوا للتسلٌة ‪..‬‬

‫الرإوا لتحمموا ما ترٌدون ‪ ..‬الرإوا فحسب ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫عبك الجنة‬

‫آه ٌا أمً ‪..‬‬
‫لا أدري هل جف للمً أم أننً لم أعد أكتب كما ٌجب و‬

‫أصبحت أجهل بؤبسط لوانٌن الكتابة ؟‬
‫أم هً مشاعري تعجز عن وصف ِن أو الحدٌث عن ِن ؟‬

‫أمً ‪..‬‬
‫أن ِت لس ِت أما لً فحسب ‪..‬‬

‫بل أن ِت رفٌمتً ‪..‬‬
‫أن ِت حبٌبتً و الضوء المشع من عٌناي ‪.‬‬

‫أن ِت روحً التً تسكن فً داخلً ‪..‬‬
‫و ٌدي الثالثة ‪..‬‬

‫و لدوتً الأولى ‪..‬‬
‫أشعر ب ِن فً داخلً ‪..‬‬

‫فً كل تفاصٌلً ‪..‬‬

‫‪16‬‬

‫بل حتى لبل أن أكون على هذه الحٌاة كان بٌننا وصال و أنا‬
‫مازلت فً طور التكوٌن فً بطن ِن بحبلن السري ‪.‬‬
‫أتذكرٌن ٌا أمً فً ذلن الٌوم ؟‬
‫فً ذلن المجلس ؟‬
‫عندما جلس ِت مع صدٌمات ِن و أنا أمشً بٌنكن ‪..‬‬
‫أتذكر كٌف كن ٌملن لً أن ِت كؤم ِن ‪.‬‬
‫كنت أفرح كثٌرا ‪.‬‬
‫و أفخر كثٌرا ‪..‬‬

‫أتذكر كٌف أننً حٌنما أخاف من شًء أهرب إلى أحضان ِن‬
‫فتلملمٌننً ‪..‬‬

‫أهرب إلٌ ِن ككنغر صغٌر أراد الاختباء فً جسد أمه ‪.‬‬
‫لا أخاف من هذه الحٌاة و أن ِت أمً ‪.‬‬
‫حبٌبتً ‪..‬‬
‫حٌن مرض ِت لم أكن أعلم ماذا أفعل ‪.‬‬
‫كان للبً ٌتؤلم بشدة ‪..‬‬
‫ٌخفك بشدة ‪..‬‬

‫‪17‬‬

‫تمرضٌن و أنا من ٌتؤلم ‪..‬‬
‫تتناولٌن الدواء فؤشعر بملٌل تحسن ‪.‬‬

‫و كؤننا شخص واحد ‪.‬‬
‫أحب ِن كثٌرا و أتمنى أن تكونً بخٌر دابما ‪.‬‬

‫ٌا عبك الجنة ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫اكتئاب‬

‫ما الذي ٌحدث هنا فً صدري ؟‬
‫بماذا أشعر ؟‬

‫هل هو حزن أم أننً أحمل ذنبا كبٌرا ؟‬
‫كٌف لً تحمل كل هذا ؟‬
‫إنه لٌس بؤلم ‪..‬‬

‫إنه سواد معتم على صدري ‪.‬‬
‫أفمدنً إحساسً ‪..‬‬

‫أعتمد بؤنً مصابة باكتباب فضٌع ‪.‬‬
‫لا أعلم بما أشعر ‪..‬‬
‫فمط حزن و ذنب ‪.‬‬
‫ضمٌري ٌإنبنً ‪..‬‬
‫ٌؤكلنً ‪..‬‬
‫مللت من نفسً ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫كل ٌوم و أنا على ذلن الحال ‪..‬‬
‫تؤتٌنً نوبات من الاكتباب تسٌطر علً و حٌنها لا أرٌد أن‬

‫أعٌش لثانٌة واحدة من كرهً لنفسً ‪.‬‬
‫لا أرٌد مغادرة سرٌري ‪.‬‬
‫أحٌانا أرٌد النوم بشدة ‪.‬‬
‫و أحٌانا لا أرٌد النوم لط ‪.‬‬
‫تدور أفكار فً رأسً ‪..‬‬

‫أفكر بالانتحار ثم تلٌها أسبلة ‪:‬‬
‫ما الذي سٌحدث لو لتلت نفسً ؟‬
‫هل سؤسترٌح و لن تصٌبنً تلن النوبات مرة أخرى ؟‬
‫تمضً دلابك ثم أتذكر عموبة ذلن الشًء ؟‬
‫إٌمانً حاضر ‪ ..‬لكن ٌا الله ماذا أفعل ؟‬

‫أتولف هنا و أصمت ‪.‬‬
‫تنتهً تلن الأفكار ثم أعود ثانٌة لأخاطب نفسً ‪ :‬هل سؤبمى‬

‫هكذا دابما ؟‬
‫هل سؤتولف و استسلم لما أنا فٌه ؟‬

‫‪21‬‬

‫هل هذه ظلمة آخر الطرٌك ؟‬
‫الكثٌر من الأسبلة تدور فً رأسً لكن لد حان الولت لأنمذ‬

‫نفسً ‪.‬‬
‫ٌجب أن أتخلص من هذا الحزن ‪.‬‬

‫من هذا الذنب ‪..‬‬
‫ٌجب أن أخلع ذلن السواد المعتم على صدري ‪.‬‬
‫أن أرى الحٌاة من الجانب المشرق و أذكر نفسً بما أحب ‪.‬‬
‫أذكر نفسً بؤن أحب هذه الحٌاة طالما أننً أستطٌع أن أبتسم ‪.‬‬

‫و لطالما أن من حولً ٌستطٌعون ذلن ‪.‬‬
‫و لطالما أن الله معً و سٌعوضنً ٌوما ما ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫ظـلم‬

‫نإمن جمٌعا بؤن الله ٌفعل ما ٌشاء لأنه الخالك المالن لكل‬
‫شًء ‪.‬‬

‫المتصرف فً ملكوته ‪ ..‬لكن هل الله ٌظلم ؟‬
‫هل سٌحاسبه أحد لو ظلم ؟‬

‫حاشاه سبحانه فمد نفى ذلن عن نفسه فمال فً محكم التنزٌل ‪:‬‬
‫‪ ‬و ما ربن بظلبم للعبٌد ‪.1‬‬
‫بل و حرم الظلم على نفسه ‪.‬‬

‫كل الناس الذي ولدوا على هذه الأرض لم ٌختاروا كٌف سٌكون‬
‫شكلهم ‪.‬‬

‫لم ٌختاروا هٌبتهم ‪..‬‬
‫لم ٌختاروا صفاتهم ‪.‬‬
‫كل واحد منا خلمه الله بصفات معٌنة و هٌبة معٌنة و شكل معٌن‬

‫‪.‬‬
‫منا الفمٌر و منا الغنً ‪..‬‬

‫‪ 1‬فصلت آٌة ‪. 46‬‬

‫‪22‬‬

‫منا الضعٌف و منا الموي ‪..‬‬
‫منا الأبٌض و منا الأسمر ‪.‬‬
‫لم ٌختر أي منا كٌف سٌكون ‪.‬‬

‫لكن ماذا عن الغنً ؟‬
‫هل هو الذي ٌؤكل حك الفمٌر ؟‬

‫ماذا عن الضعٌف ؟‬
‫ماذا عن الموي ؟‬

‫هل الموي أصبح كذلن بسبب سطوته على الضعٌف ؟‬
‫هاذا عي الأسوس ؟‬

‫هل اخخاز لىًه بٌفسه ؟‬
‫فً هذه الحٌاة نرى أنواع كثٌرة كلها تسمى ظلم ‪.‬‬

‫فالظلم أنواع ‪..‬‬
‫سطوة الموي على الضعٌف ظلم ‪.‬‬
‫رفاهٌة الغنً على حساب الفمٌر ظلم ‪.‬‬
‫إلماء الشماتات بحك الأسمر ظلم ‪.‬‬

‫كل ذلن و غٌر ذلن ظلم ‪..‬‬

‫‪23‬‬

‫بل حتى إٌذاء الحٌوانات ظلم ‪.‬‬
‫أنت أٌها الظالم حٌنما فكرت أن تظلم أحد ألم تفكر كذلن بؤن له‬

‫رب لادر ؟‬
‫ألم تسمع بموله تعالى ‪  :‬و الظالمٌن أعد لهم عذابا ألٌما ‪ 1‬؟‬
‫أٌن أنت من لول المولى ‪  :‬الذٌن ٌظلمون الناس و ٌبغون فً‬

‫الأرض بغٌر الحك أولبن لهم عذاب ألٌم ‪ 2‬؟‬
‫ألم تتفكر و أنت تظلم فً لوله تعالى ‪  :‬ألا لعنة الله على‬

‫الظالمٌن ‪ 3‬؟‬
‫ألم تخشى وعٌد الله ؟ لٌس فمط فً الآخرة بل حتى فً الدنٌا ؟‬

‫لماذا لا ٌكتفً الظالم بما لدٌه ؟‬
‫لماذا ٌؤخذ حك غٌره ؟‬

‫هل أنت راضً عن نفسن و أنت تظلم غٌرن و تسلبه حمه ؟‬
‫ألم تخشى من أن ٌرفع المظلوم ٌدٌه إلى ربه ؟‬

‫‪ 1‬الإنسان آٌة ‪. 31‬‬
‫‪ 2‬الشورى آٌة ‪. 42‬‬

‫‪ 3‬هود آٌة ‪. 18‬‬

‫‪24‬‬

‫نعم ‪ٌ ..‬رفع ٌدٌه لٌمول ‪ :‬حسبً الله و نعم الوكٌل و ٌكون حٌنها‬
‫الرد من رب العالمٌن بؤن حمه و ماله و ما سلب منه سٌرجع‬

‫إلٌه و لو بعد حٌن ‪.‬‬
‫ألم تفكر ماذا ستفعل عندما ٌستجٌب الله له دعوته فً الدنٌا و‬

‫ٌكملها لن بالحساب الألٌم ٌوم المٌامة ؟‬
‫فكر أٌها الظالم بعدما ظلمت و فكر فً اللمب الذي أصبحت‬

‫تحمله بما فعلت ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫تاجً الثمٌن‬

‫أبً الغالً ‪..‬‬
‫لا أعلم كٌف أصفن ‪..‬‬
‫كٌف حتى فً أن أتحدث عنن للآخرٌن ‪..‬‬
‫تخوننً ٌداي فً الكتابة عنن ‪..‬‬
‫تلن الٌدان التً تعلمت منن العطاء لكننً سؤحاول رغم ذلن أن‬
‫أكتب و لو أسطر لأعبر عن بعض ما هو بداخلً ‪.‬‬
‫أنت لست أبا عادٌا لً و حسب و لذلن لن ٌوفٌن لمب أبً حمن‬

‫فؤغلب الرجال آباء ‪.‬‬
‫لوتً و شجاعتً استمدتها منن ‪..‬‬

‫تعلمتها منن ‪.‬‬
‫بل شهامتً و حب الخٌر للآخرٌن لطفتها من بستانن ‪.‬‬

‫من حدٌمة أخلبلن ‪..‬‬
‫أنت تماما كالملب علمتنً معنى الحب و الحنان رغم أن الحٌاة‬

‫كانت لاسٌة معن ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫أنت معطف الحنان و طوق النجاة و تاجً الثمٌن ‪.‬‬
‫أنت حبً الذي لن ٌخٌبنً أو ٌفارلنً أبدا ‪..‬‬
‫رجلً الأول فً الحٌاة و كفى ‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫حرة رغم المٌود‬

‫فلسطٌن ‪ ..‬تلن الأرض الحرة رغم لٌود الاحتلبل ‪.‬‬
‫تلن الأرض الطاهرة رغم وطا الٌهود علٌها ‪.‬‬
‫نحن من بنى هذه الأرض من سنوات لا تعد ‪.‬‬
‫نحن من عمرناها و كبرنا معها ‪.‬‬

‫فلسطٌنٌون ولدنا فً أرض فلسطٌن إلى أن أتى من ٌرٌد وطننا‬
‫له ‪.‬‬

‫إلى أن أتى الاحتلبل ‪..‬‬
‫الاحتلبل بالنسبة لنا الموت ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬الموت هنان و لا خروج ‪.‬‬

‫و لما الخروج ؟‬
‫لما الاستسلبم ؟‬
‫لما المفاوضات ؟ و لما سلبم مكذوب ؟‬

‫هنان ‪..‬‬
‫أو هنا لأننا نشعر أننا معكم ‪..‬‬

‫‪28‬‬

‫للوبنا معكم ‪..‬‬
‫هنان فً فلسطٌن لا مكان مناسب للؤحلبم ‪ ..‬لكننا سنحلم ‪.‬‬

‫لا مكان مناسب للطموح ‪ ..‬لكننا سنطمح ‪.‬‬
‫لا مكان للحرٌة فمط صمود ‪.‬‬

‫نعم صمود وصبر و ولوف فً وجه الاحتلبل‬
‫القدض حبنً ‪..‬‬

‫مرلل غصة و أزٌحا و مل فلسطٍي ٌبكٌن كبالة زهور ذبلت ‪..‬‬
‫ٌبكٌن و ٌصرخن ‪ :‬أٌن أنتم ٌا مسلمون ؟‬
‫نحن أنتم و هذه الأرض لكم ‪.‬‬
‫تعب أبنابنا و جاء دوركم ‪..‬‬
‫كلنا بانتظاركم ‪..‬‬
‫بانتظاركم الٌوم ‪..‬‬
‫بانتظاركم غدا ‪..‬‬
‫فهل ستؤتون ؟‬

‫‪29‬‬

‫معنا لولت أجمل‬

‫الإنسان بطبٌعته لا ٌستطٌع العٌش بمفرده بل ٌحتاج إلى أن‬
‫ٌكون ضمن مجموعة و لذا فهو اجتماعً بالفطرة ‪.‬‬

‫و لكل إنسان فً مجتمعه الذي ٌعٌش فٌه تؤثٌره و بصمته و‬
‫السعٌد من استغل ذلن لخدمة مجتمعه و من حوله بمعنى أن‬
‫ٌفعل ما ٌستطٌع لمساعدة الآخرٌن و إحداث تغٌٌر و عمل‬
‫إضافة و لو بسٌطة و جمٌلة و هذا كله لد ٌكون بممابل و لد‬
‫ٌكون بلب ممابل فٌموم بها تطوعا من نفسه و خدمة لمجتمعه و‬

‫عندها نستطٌع أن نسمً ذلن بالعمل التطوعً ‪.‬‬
‫و أعمال التطوع لٌس لها حد فهً كثٌرة جدا ‪.‬‬
‫سؤطرح لكم تجربة و هً ماكنت أفعله و أخطط له و أنجزه فً‬

‫هذا المجال ‪:‬‬
‫لسنتٌن كنت أخطط و أعد و أنجز وحدي و بالفعل تحممت معً‬

‫أمور فً مجال العمل التطوعً ‪.‬‬
‫كم كنت سعٌدة ‪..‬‬
‫كم كنت فخورة ‪..‬‬

‫و كم كنت كذلن متعبة ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫بعد ذلن خططت لأن ألوم بإعداد فرٌك عمل تطوعً ٌجمع‬
‫مواهب عدة كً ننطلك بعدها للعمل سوٌة و لإنجاز المشارٌع و‬

‫الأعمال الأخرى التطوعٌة و لتوزٌع المهام ‪.‬‬
‫فكرنا ‪..‬‬

‫وضعنا أهداف ‪..‬‬
‫خططنا ‪..‬‬
‫انطلمنا ‪..‬‬

‫و أطلمنا على فرٌمنا اسم ‪ :‬معنا لولت أجمل ‪.‬‬
‫و نشرنا الأمل ‪..‬‬

‫نعم فنشر الأمل و الخٌر و المساعدة و الإٌجابٌة و زرع المحبة‬
‫فً نفوس الآخرٌن كان هدفنا الأسمى ‪.‬‬
‫و لمنا بؤعمال ‪:‬‬
‫توعٌة المصلٌات ‪.‬‬
‫الاهتمام ببٌوت الله ‪..‬‬
‫و بكتاب الله ‪.‬‬
‫تمدٌم برامج إذاعٌة رالٌة ‪.‬‬
‫مساعدة العاملبت فً محٌط المدرسة ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫حفظ متبمٌات الطعام تحت مسمى حفظ النعمة ‪.‬‬
‫جمع الورق من سلبل مخصصة للورق الغٌر مرغوب فٌه و‬
‫تدوٌرها بالتنسٌك مع الشركات و الجمعٌات لتعود دفاتر جدٌدة‬

‫ٌستفاد منها ‪.‬‬
‫مساعدة الأسر المتعففة ‪.‬‬

‫و غٌر ذلن ‪..‬‬
‫استمرٌنا لسنتٌن ‪..‬‬
‫و إلى الآن أٌضا ‪.‬‬
‫ما أجمله من شعور حٌنما تترن أثرا بؤفعالن فً نفوس الاخرٌن‬

‫‪.‬‬
‫ما أجمله من شعور حٌنما ترسل دعوات للسماء و فٌها اسمن ‪.‬‬

‫كم من للب أسعدته بما تفعل ‪.‬‬
‫و كم من محتاج لضٌت حاجته ‪.‬‬

‫أحبتً ‪..‬‬
‫أفعلوا ذلن بلب ممابل و ٌكفٌكم أن الله ٌراكم ‪.‬‬

‫ٌكفٌكم ما تتركوه خلفكم من أثر ‪.‬‬
‫ٌكفٌكم ذلن الإحساس الذي تعٌشونه ‪..‬‬

‫‪32‬‬

‫تطوعوا للخٌر ‪..‬‬
‫للمحبة ‪..‬‬
‫للئٌجابٌة ‪.‬‬

‫لترن أثر ‪..‬‬
‫لكسب الأجر ‪..‬‬

‫للببتسامة ‪.‬‬
‫لغٌركم ‪..‬‬
‫تطوعوا من أجل أنفسكم ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫نضال امرأة‬

‫كم من فتاة هدمت أحلبمها بسبب العادات و التمالٌد ؟‬
‫سإال ٌتبادر للؤذهان و نحن ننظر للمجتمع من حولنا ‪.‬‬
‫ننظر و نسؤل مرة أخرى إلى متى سٌستمر رفض المجتمع لنا‬

‫؟‬
‫هل وجودنا فً هذه الحٌاة هامشً ؟‬

‫هل نعٌش خارج حساباته ؟‬
‫إن وجود المرأة فً المجتمع مهم جدا و حمٌمة ٌجب أن نإمن‬

‫بها أو بمعنى أدق ٌإمن بها المجتمع ‪.‬‬
‫لنطرح سإال ‪ :‬هل ٌستطٌع المجتمع الاستغناء عن المرأة فً‬

‫مجال التعلٌم ؟‬
‫فً مجال الطب ؟‬

‫فً الحٌاة ؟‬
‫لنتؤمل فً حال أسرة بها فتاة و شاب ٌرٌدان التخصص فً‬

‫الطب مثلب كٌف ستكون رد فعل الأسرة ؟‬
‫أهل الشاب سٌباركون لابنهم بالتؤكٌد و سٌساندونه ‪..‬‬

‫‪34‬‬

‫حلم ٌرٌدون أن ٌروه فً ابنهم و لذلن لا بد له أن ٌتحمك لكن‬
‫ماذا عن الفتاة ؟‬

‫سٌرفض أهلها بالتؤكٌد أو بمعنى أن العادات و التمالٌد هً من‬
‫سترفض ذلن ‪.‬‬

‫الانثى لا تختلط بالرجال ‪..‬‬
‫الانثى مكانها المنزل و المطبخ فمط ‪.‬‬
‫الأنثى و الأنثى ‪ ..‬هكذا ٌمول المجتمع ‪.‬‬
‫حسنا سنتفك معكم لكن من سٌعالج نسابكم ؟‬

‫من سٌعلم بناتكم فً المدارس ؟‬
‫ألٌست هنالن تخصصات بحاجة للمرأة كالنساء و التولٌد و‬

‫غٌرها ؟‬
‫من ستموم بذلن ؟‬
‫كٌف تصل المرأة لأن تكون كذلن ؟ و لذلن هذا الفكر لا بد له‬

‫و أن ٌتغٌر ‪.‬‬
‫لابد أن تعطى المرأة حمولها وفك الشرع و لٌس وفك العادات و‬

‫التمالٌد ‪.‬‬
‫و الشرع ٌنصف المرأة بل و ٌحفظها ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫الكثٌر من الفتٌات لا ٌستطعن إكمال دراستهن أو حتى الدخول‬
‫فً التخصص الذي ٌردنه و لذلن ٌجب أن ٌعطٌنا المجتمع‬

‫فرصة ‪.‬‬

‫الكثٌر منا من صنعت فرصتها بنفسها و وصلت إلى أعلى لمم‬
‫النجاح فمط لأن عابلتها كانت تمف معها و تدعمها بكل ما ترٌده‬

‫‪.‬‬

‫نحن كفتٌات نكافح دابما لتغٌٌر هذا الفكر ‪..‬‬

‫بنجاحنا ‪..‬‬

‫ونضالنا ‪..‬‬

‫و ألصد هنا النضال الشرعً و لٌس ما ٌروج له لكن نرٌد من‬
‫المجتمع أن ٌموم بذلن و أن ٌعطٌنا حمولنا دون منغصات ‪.‬‬

‫لا ٌعنً عندما تعطى المرأة حمولها أن ٌكون هنالن اختلبط و‬
‫معاصً فلكل شًء حل و لٌس إغلبق ‪.‬‬

‫كم سمعنا عن مستشفٌات و صروح كانت فٌها ألسام خاصة‬
‫بالنساء و أخرى بالرجال غٌر تلن المختلطة فؤبدعت فٌها المرأة‬

‫طبٌبة و إدارٌة و خدمت المجتمع ‪.‬‬

‫كذلن فً مدارس البنات كان ذلن و الوالع شاهد ‪.‬‬

‫فمط نرٌد أفكار إٌجابٌة لنصل ‪.‬‬

‫كٌف للمجتمع أن ٌرفضنا و ٌرفض أفكارنا ؟‬

‫‪36‬‬

‫ألسنا من صنعناه ؟‬
‫نحن من صنع هذا الجٌل و رباه ‪..‬‬

‫و نحن من سٌصنع أنفسنا ‪..‬‬
‫علٌنا أن نتكاتف جمٌعا ‪..‬‬
‫أن ندعم كل أنثى لتكون ‪.‬‬

‫لتحمك حلمها و بما ٌوافك الشرع و لا نرٌد أكثر من ذلن ‪.‬‬
‫أعتمد بؤن الولت لد حان ‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫غداً أجمل‬

‫من هنان ‪..‬‬

‫من ذلن البٌت المستؤجر المتواضع فً ذلن الحً الشعبً‬
‫البسٌط ٌسكن العم محمد و أسرته المكونة من زوجته سارة و‬

‫خمسة أبناء ‪.‬‬

‫أسرة تعٌش بسعادة بل ٌحاولون صنعها رغم أن كل شًء‬
‫حولهم ٌمول أن كل شًء لٌس على ما ٌرام ‪.‬‬

‫أب ٌملن للٌلب من المال رغم أنه ٌعمل كثٌرا لكن ذلن المال لم‬
‫ٌرضى أن ٌتناسب طردٌا مع كمٌة العمل الذي ٌإدٌه فً والع‬
‫تعٌشه الكثٌر من الأسر من حولهم و زوجة مرٌضة و أبناء‬
‫ٌرلبون كل شًء و ٌرٌدون أن ٌعٌشوا بسعادة حاولوا صنعها‬
‫مع أسرتهم لكن الحٌاة تؤبى أو أن ظروفهم لم تساعدهم على‬

‫ذلن ‪.‬‬

‫أراد الأب أن ٌحسن من حال أسرته و ٌبنً لها منزلا فلعله حل‬
‫ٌحسن من وضع تلن الأسرة ‪.‬‬

‫و لكم من أٌن ٌؤتً بالمال ؟‬

‫الترض لبناء المنزل فكان كل ما ٌجنٌه ٌذهب لسداد لسط ذلن‬
‫المرض أو لنمل بعضه فالمعادلة تؤبى أن تمف مع العم محمد ‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫لم ٌستطع العم محمد مواجهة كل تلن الظروف وحده و لم تستطع‬
‫زوجته سارة مساعدته و الخروج للعمل بسبب وضعها الصحً‬
‫بل حتى العاملة المنزلٌة التً احضروها لم تطك ذلن الوضع و‬

‫لم تطك أن تمر أٌام علٌهم دون طعام فسافرت إلى بلبدها ‪.‬‬

‫حاول علً و هو الابن الأكبر للعم محمد ترن الدراسة و مساعدة‬
‫والده فوافك الأب أو اضطر للموافمة فهو لا ٌملن أي خٌار آخر‬
‫و هذا سنده الذي لن ٌجد غٌره للدخول معه فً معترن الحٌاة‬
‫لتحٌا هذه الأسرة شرٌطة عودته لمماعد الدراسة متى ما تحسنت‬

‫الأمور و رغم ذلن لم ٌتغٌر شًء ‪.‬‬

‫كل شًء كما هو ‪..‬‬

‫بل أسوء ‪..‬‬

‫ابنة العم محمد فاطمة كانت ترالب كل ذلن بؤلم ‪..‬‬

‫ترالب كل ذلن و تتمنى ترن مماعد الدراسة لتساهم مع أسرتها‬
‫و لو بالشًء الملٌل ‪.‬‬

‫أخبرت والدها فرفض ‪..‬‬

‫نعم فهو لا ٌرٌد لهذه الفتاة أن تترن الدراسة و رسم مستمبل كل‬
‫من حولها متفابل به لتصبح فً مكانة عالٌة و تعوض هً و‬

‫أخوتها تعب هذه السنٌن ‪.‬‬

‫رضخت فاطمة للؤمر خاصة و أن وجودها فً المنزل فٌه‬
‫عونا لوالدتها المرٌضة ‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫مرت الأٌام و ساءت الأحوال ‪..‬‬

‫تمدم أحد الذٌن ألرضوا العم محمد بشكواه إلى الشرطة و ذلن‬
‫لتؤخر سداد الدٌن فؤمهلوه أسبوعٌن ‪.‬‬

‫تؤثر العم محمد كثٌرا بذلن و لم ٌدري ماذا ٌفعل ‪.‬‬

‫أخذ ٌسرح و ٌفكر وهو جالس فً غرفته مع أسرته لٌؤتٌه‬
‫اتصال !‬

‫اتصل به لسم الشرطة فؤخذ ٌردد ‪ :‬لماذا اتصلوا الآن ؟ لم ٌحن‬
‫الموعد بعد ؟‬

‫اتصلت الشرطة و لكنهم لم ٌكونوا ٌرٌدوا العم محمد بل ابنه علً‬
‫!‬

‫نعم علً !‬

‫ذهب العم محمد و ابنه علً إلى لسم الشرطة و ما إن وصلب حتى‬
‫تم المبض على علً بتهمة السرلة و السطو !‬

‫لم أفعل ‪..‬‬

‫لعلكم أخطئتم ‪ ..‬لالها علً و هو غٌر مصدق لما ٌراه أمامه ‪.‬‬

‫حكى له الضابط المصة و أنهم عرفوه بسٌارته ‪.‬‬

‫اعترف علً بؤنه خرج مع اثنٌن من أصدلابه بسٌارته و الذٌن‬
‫اخبراه بؤنهما ذاهبان لمنزل أحد أصدلابهما من أجل أخذ بعض‬

‫‪41‬‬

‫الأشٌاء و أنه فمط علٌه أن ٌنتظرهما فً الخارج حتى ٌعودا و‬
‫لن ٌتؤخرا‪.‬‬

‫اعترف بؤنه أوصلهما و لم ٌكن ٌعرف عن الأمر شٌبا و لم ٌكن‬
‫ٌعلم بؤنهما ذهبا لذلن المنزل لسرلته و لٌس لشًء آخر ‪.‬‬

‫أحضرت الشرطة الصدٌمٌن و الذٌن اعترفا بجرمهما و لم‬
‫ٌستطٌعا تكذٌب البصمات التً أثبتت السرلة علٌهما لكنهما‬

‫أصرا على أن علً هو صاحب الفكرة فسجنوه معهما ‪.‬‬

‫ٌا الله ‪ ..‬ماذا ستفعل هذه الأسرة ؟‬

‫الأب مهدد بالسجن نتٌجة دٌن و الابن مسجون بسبب لضٌة‬
‫لٌس له فٌها ذنب و الأم زاد علٌها المرض و دخلت المستشفى‬

‫بعد معرفتها بسجن ابنها ‪.‬‬

‫أخذت فاطمة تبكً و لم تعرف ماذا تفعل ‪..‬‬

‫كٌف تساعد اسرتها ؟‬

‫ماذا تمدم لها ؟‬

‫تركت دراستها فً ذلن العام و لم تستطع وسط تلن الظروف‬
‫أن تكملها بل لم تستطع فعل أي شًء ‪.‬‬

‫أخذ البٌت بالذبول و أخذت تتسالط أوراله كؤوراق الخرٌف أو‬
‫لنمل ما تبمى فٌه من أوراق ‪.‬‬

‫إلى أٌن أذهب ‪ ..‬لالتها فاطمة وهً تبكً فً غرفتها ‪..‬‬

‫‪41‬‬

‫نظرت ‪ ..‬إنه هو ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬سجادتً ‪..‬‬
‫سأطلب من ربً ‪..‬‬

‫أخذت تدعوا و تصلً و تسجد باكٌة فً ظلمة اللٌل ‪.‬‬
‫ٌا رب أنت تمول ‪( :‬هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ ) ‪.‬‬

‫أنا السائلة ٌا رب ‪..‬‬
‫استجب ٌا رب ‪..‬‬

‫مرت الأٌام و الترب العام من نهاٌته ‪..‬‬
‫دق باب المنزل و ذهبت فاطمة لتفتح الباب ‪.‬‬
‫ذهبت بخطاها و هً تخشى أن تكون الشرطة فلعلها لضٌة‬

‫جدٌدة بحمهم ‪.‬‬
‫‪ -‬من الطارق ؟‬
‫‪ -‬أنا ٌا فاطمة ‪ ..‬افتحً الباب ‪.‬‬

‫‪ -‬معمول ‪..‬‬
‫إنه هو ‪ ..‬علً ‪..‬‬
‫لمد خرج علً من السجن بعد أن اعترف صدٌماه بؤنه لم ٌكن‬
‫ٌعلم بشًء و أن لٌس له ذنب ‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫كم كانت الفرحة كبٌرة بخروجه بل و زاد من هذه الفرحة أن‬
‫العم محمد استطاع سداد جزء كبٌر من الدٌن ثم خروج زوجته‬

‫سارة من المستشفى ‪.‬‬
‫نعم ‪ ..‬إنه فرج الله ‪.‬‬
‫إنها سهام اللٌل تلن الدعوات التً أستجابها الله سبحانه لفاطمة و‬
‫التً فرحت فرحا شدٌدا و هً تردد ‪  :‬و بشر الصابرٌن ‪1‬‬
‫‪ ‬إن مع العسر ٌسراً ‪. 2‬‬

‫لالتها بتفابل ‪..‬‬
‫لالتها و أمها من خلفها تمسن بحنان على كتفها لابلة ‪ :‬طالما الله‬

‫معنا فغداً أجمل ‪.‬‬

‫‪ 1‬البمرة آٌة ‪. 55‬‬
‫‪ 2‬الشرح آٌة ‪. 6‬‬

‫‪43‬‬

‫لـٌود‬

‫أشعر أنً خاوٌة ‪..‬‬
‫الكثٌر من التفاصٌل المهمة و الغٌر مهمة تسٌطر علً ‪.‬‬

‫الأٌام هادبة جدا ‪.‬‬
‫ضجٌج مزعج و آخر هادئ لم أعد أفرق بٌنهما ‪..‬‬

‫لم أعد أمٌز بٌنهما ‪..‬‬
‫لم ٌعد ٌإرلنً شًء ‪..‬‬
‫و لم ٌعد ٌدهشنً شًء ‪..‬‬
‫فمدت الإحساس بملمس ٌداي و لم أعد أشعر بشًء فمط كوجود‬
‫ثمب أسود هابل بداخلً ‪..‬‬
‫شعور لا أعرف سببه لكنه أسوء شعور فً العالم ٌمتلكنً الآن‬

‫‪..‬‬
‫لا أدري ماذا أفعل ‪..‬‬
‫لا أعرف كٌف أتخلص مما أنا فٌه ‪..‬‬
‫أشعر و كؤن كل ذلن لٌد ٌمٌدنً ‪..‬‬

‫‪44‬‬

‫ٌمنعنً من أن أفعل شًء ‪..‬‬
‫من أن أكون ‪..‬‬

‫كٌف أتخلص مما أنا فٌه ؟‬
‫لعلً ألرأ كتابا ٌذهب عنً كل ذلن ‪..‬‬
‫لعلً أخلو بنفسً و أجلس أمام البحر ‪..‬‬

‫ٌا رب خلصنً مما أنا فٌه ‪..‬‬
‫ٌا رب ‪..‬‬

‫سؤلرأ و سؤصلً لربً ‪..‬‬
‫سؤدعوه و لن ٌخٌبنً ‪..‬‬

‫و سؤعود من جدٌد ‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫الحٌاة مرة واحدة‬

‫من مبدأ أننا نعٌش مرة واحدة على هذه الأرض ‪..‬‬
‫نعٌش علٌها ثم نرحل و لن ٌبمى إلا الأثر و هنا أجد نفسً‬

‫هابمة بفكري و أتساءل ‪..‬‬
‫لماذا لا نسعى لفعل شًء دام أننا نعٌش مرة واحدة ؟‬

‫لماذا لا نحمك حلم نسعى إلٌه ؟‬
‫أو حتى نبحث عن حلم نرى أنفسنا فٌه ؟‬

‫لماذا لا نسعى للعمل و للئنتاجٌة ؟‬
‫كثٌرة هً الأسبلة التً خطرت ببالً و أنا أفكر فً هذا الأمر ‪.‬‬
‫أفكر و أتؤمل كٌف أننا نعٌش فً هذه الحٌاة و نحن أحد‬

‫شخصٌن ‪..‬‬
‫حٌاتنا بٌن والعٌن ‪..‬‬
‫إما روتٌن متكرر بٌن أكل و نوم ‪..‬‬
‫بٌن مكوث مع ذلن الجوال أو خلف شاشة البلبٌستٌشن أو فً‬

‫جلسات خاوٌة ‪..‬‬

‫‪46‬‬

‫أموات رغم أننا نتنفس ‪.‬‬
‫و إما أن نعٌش من أجل أحلبم و طموحات ‪..‬‬

‫صحٌح أن طموحنا الآخرة ‪..‬‬
‫طموحنا الجنة و النجاة من النار و تلن أسمى غاٌات المسلم ‪.‬‬

‫لكن هنالن أحلبم نصنعها فً هذه الحٌاة ‪..‬‬
‫و نحن على هذه الأرض ‪..‬‬
‫نعٌش لنكون ‪..‬‬

‫نسعى لنؤمن لأنفسنا حٌاة جٌدة بجد و اجتهاد و من أجل‬
‫المستمبل و تلن السنٌن المادمة فتكون الأحلبم ‪.‬‬
‫و تكون الطموحات ‪.‬‬

‫ألٌس من الرابع أن ٌكون لدى الشخص منا حلم ٌرٌد تحمٌمه ؟‬
‫أو طموح ٌسعى للوصول إلٌه ؟‬
‫أو مشروع ٌرٌد إنجازه ؟‬

‫أو على الألل دراسة ٌرٌد أن ٌنهٌها ؟‬
‫إنه بلب شن لأمر رابع ٌدعوا للفخر و نحن نرى طموحاتنا‬

‫تتحمك ‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫و الأروع بؤن نكون فعالٌن فً مجتمعنا و أن نعطً من حولنا‬
‫أمل و تفاإل بؤن هذه الحٌاة ٌوجد بها الكثٌر من الأمور الجٌدة‬
‫اللً تنتظرنا و أن الذي مضى سٌؤتً أجمل منه بلب شن طالما‬

‫أننا نسٌر نحو تحمٌك الأحلبم و لسنا غثاء كغثاء السٌل ‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫هـلان‬

‫إن الأنسان و بطبعه فً هذه الحٌاة ٌفضل الراحة و ٌبحث‬
‫عنها ‪.‬‬

‫ٌسعى من أجل تحمٌمها ‪..‬‬
‫فً سعً الإنسان فً هذه الحٌاة سواء فً عمله أو دراسته أو‬

‫أٌا كان ذلن السعً فإنه سٌواجه الكثٌر و الكثٌر من المشاكل ‪.‬‬
‫مشاكل ربما تواجه شخصا فتسمطه ‪..‬‬

‫و ربما تواجه آخر فٌواجهها و ٌسعى جاهدا لأن ٌجد لها حلول‬
‫‪.‬‬

‫الآن و مع كل ذلن الضغط و ما ٌصاحبه من تعب و ربما للة‬
‫نوم و تفكٌر و للك ٌبدأ ذلن الشخص بالبحث عن راحة باله‬

‫وسط كل تلن الأمور ‪.‬‬
‫ربما ٌخرج فٌستلمً أمام الشاطا ‪.‬‬

‫أو ٌذهب فً رحلة مع رفاله ‪.‬‬
‫أو لد ٌجد نفسه فً الأماكن الممدسة ‪.‬‬

‫و ربما لد ٌتجه إلى طرٌك آخر ‪..‬‬

‫‪49‬‬


Click to View FlipBook Version