The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة صدى نبض العروبة عدد29
صدر في 11-آب-2017

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search

مجلة صدى نبض العروبة عدد29

مجلة صدى نبض العروبة عدد29
صدر في 11-آب-2017

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫رياضة وشباب‬
‫الميناء ‪ #‬الشرطة (‪)0-1‬‬
‫الحسين ‪ #‬النجف (‪)0-0‬‬ ‫القوة الجوية بطلا لمدوري الع ارقي الممتاز‬
‫الكيرباء ‪ #‬الطمبة (‪)1-1‬‬
‫الكرخ ‪ #‬كربلاء (‪)0-1‬‬ ‫توج نادي القوة الجوية‪ ،‬يوم الخميس‪ ،‬بمقب الدوري الع ارقي‬
‫الممتاز لكرة القدم‪ ،‬عقب فوزه في الجولة الأخيرة عمى نادي‬
‫البحري ‪ #‬نفط الوسط (‪)0-2‬‬
‫الزو ارء ‪ #‬ازخو (‪)0-0‬‬ ‫الحدود بيدفين لواحد‪.‬‬
‫وتقدم فريق القوة الجوية بيدف من إمضاء مياجمو حمادي‬
‫بفضية ‪ 400‬متر‪ ..‬البحرينية سلوى‬ ‫أحمد في الدقيقة (‪ ،)45‬قبل أن يتمكن الحدود من تعديل‬
‫عيد ناصر تمنح بلادها الميدالية‬
‫النتيجة في الدقيقة (‪ ،)82‬عن طريق مصطفى محمود‪.‬‬
‫الثانية والرابعة للعرب ببطولة العالم‬ ‫وعندما كانت المبا ارة تمفظ أنفاسيا الأخيرة‪ ،‬عاد حمادي‬
‫لألعاب القوى في لندن‬ ‫ليسجل ىدفو الشخصي الثاني‪ ،‬ليمنح القوة الجوية فو از قاتلا‬
‫بنتيجة (‪ ،)1-2‬ويتوجو بذلك بطلا لمدوري الع ارقي الممتاز‬
‫المغربي سفيان البقالي يت ّوج‬
‫بفضية سباق ‪ 3‬آلاف متر ببطولة‬ ‫لممرة السادسة في تاريخو‪.‬‬
‫وبفوزه ابتعد نادي القوة الجوية (‪ 81‬نقطة) بفارق أربع نقاط‬
‫العالم لألعاب القوى في لندن‬ ‫عن أقرب منافسيو نادي النفط‪ ،‬الذي فاز عمى أمانة بغداد‬
‫(‪ ،)0-1‬وبفارق ‪ 6‬نقاط عن الشرطة الثالث‪ ،‬الذي خسر في‬

‫البصرة أمام الميناء (‪.)1-0‬‬
‫وجاءت نتائج بقية مباريات الجولة الأخيرة من الدوري الع ارقي‬

‫الممتاز لكرة القدم عمى الشكل التالي‪:‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫رياضة وشباب‬

‫عالمًيا‪ ،‬وكذلك فمسطين الذي صعد مركًاز ليحتل المركز الـ‬ ‫تباين في م اركز العرب بتصنيف "فيفا" الشهري‬
‫‪ 93‬عالمًيا‪ ،‬وصعدت الع ارق مركًاز لتحتل المركز الـ ‪102‬‬ ‫الب ارزيل تحافظ عمى القمة العالمية‬

‫عالمًيا‪.‬‬ ‫شيد التصنيف الشيري للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)‪ ،‬يوم‬
‫وت ارجعت سمطنة عمان مركًاز لتحتل المركز الـ ‪ 120‬عالمًيا‪،‬‬ ‫الخميس‪ ،‬تبايًنا في م اركز المنتخبات العربية ما بين الصعود‬
‫ونفس الحال لمبحرين لتحتل المركز الـ ‪ 124‬عالمًيا‪ ،‬ولبنان‬
‫لتحتل المركز الـ ‪ 125‬عالمًيا‪ ،‬واليمن لتحتل المركز الـ ‪146‬‬ ‫واليبوط والثبات‪.‬‬
‫عالمًيا‪ ،‬بينما حافظت الأردن عمى مركزىا لتحتل المركز الـ‬ ‫ففي قارة إفريقيا‪ ،‬ت ارجع المنتخب المصري مركًاز واحًدا ليحتل‬
‫المركز الخامس والعشرين عالمًيا‪ ،‬وت ارجعت موريتانيا خمسة‬
‫‪ 108‬عالمًيا‪.‬‬
‫وجاء ترتيب المنتخبات الخمسة الأولى عمى مستوى القارة‬ ‫م اركز لتحتل المركز الـ‪ 86‬عالمًيا‪.‬‬
‫الآسيوية إي ارن في الصدارة (‪ 24‬عالمًيا)‪ ،‬يميو اليابان (‪44‬‬ ‫بينما صعد المنتخب الميبي أربعة م اركز ليحتل المركز الـ‪83‬‬
‫عالمًيا)‪ ،‬ثم أست ارليا (‪ 45‬عالمًيا) فمنتخب كوريا الجنوبية‬ ‫عالمًيا‪ ،‬فيما قفز المنتخب السوداني ‪ 12‬مركًاز ليحتل المركز‬

‫(‪ 49‬عالمًيا)‪ ،‬وأخيًار السعودية (‪ 59‬عالمًيا)‪.‬‬ ‫الـ‪ 152‬عالمًيا‪.‬‬
‫وجاء ترتيب المنتخبات الخمسة الأولى عمى مستوى القارة‬ ‫وحافظ المنتخب التونسي عمى مركزه ليحتل المركز ال اربع‬
‫الأوروبية ألمانيا في الصدارة (الثاني عالمًيا)‪ ،‬يميو سويس ار‬ ‫والثلاثين عالمًيا‪ ،‬وكذلك الحال لمنتخب الج ازئر ليحتل المركز‬
‫(ال اربع عالمًيا)‪ ،‬ثم بولندا (الخامس عالمًيا) فمنتخب البرتغال‬ ‫الـ ‪ 48‬عالمًيا‪ ،‬وكذلك الحال لممغرب الذي يحتل المركز الـ‬

‫(السادس عالمًيا)‪ ،‬وأخيًار بمجيكا (التاسع عالمًيا)‪.‬‬ ‫‪ 60‬عالمًيا‪.‬‬
‫وجاء ترتيب المنتخبات الخمسة الأولى عمى مستوى قارة‬ ‫وجاء ترتيب المنتخبات الخمسة الأولى عمى مستوى القارة‬
‫أمريكا الشمالية المكسيك في الصدارة (‪ 14‬عالمًيا)‪ ،‬يميو‬ ‫الإفريقية مصر في الصدارة (‪ 25‬عالمًيا)‪ ،‬يميو الكونغو‬
‫كوستاريكا (‪ 21‬عالمًيا)‪ ،‬ثم أمريكا (‪ 26‬عالمًيا) فمنتخب‬ ‫الديمق ارطية (‪ 28‬عالمًيا)‪ ،‬ثم السنغال (‪ 31‬عالمًيا) فمنتخب‬

‫ىاييتي (‪ 55‬عالمًيا)‪ ،‬وأخيًار جامايكا (‪ 57‬عالمًيا)‪.‬‬ ‫تونس (‪ 34‬عالمًيا)‪ ،‬وأخيًار الكاميرون (‪ 35‬عالمًيا)‪.‬‬
‫وجاء ترتيب المنتخبات الخمسة الأولى عمى مستوى قارة‬ ‫وعمى صعيد قارة آسيا‪ ،‬صعد المنتخب السعودي مركزين‬
‫أمريكا الجنوبية الب ارزيل في الصدارة (الأولى عالمًيا)‪ ،‬يميو‬ ‫ليحتل المركز الـ ‪ 59‬عالمًيا‪ ،‬وصعدت الإما ارت مركًاز لتحتل‬
‫الأرجنتين (الثالث عالمًيا)‪ ،‬ثم تشيمي (السابع عالمًيا)‬ ‫المركز الـ ‪ 74‬عالمًيا‪ ،‬وصعدت قطر مركًاز لتحتل المركز الـ‬
‫فمنتخب كولومبيا (الثامن عالمًيا)‪ ،‬وأخيًار بيرو (‪ 15‬عالمًيا)‪.‬‬ ‫‪ 78‬عالمًيا‪ ،‬وصعدت سوريا مركزين لتحتل المركز الـ ‪80‬‬
‫وجاء ترتيب المنتخبات العشرة الأولى عمى مستوى العالم‬
‫الب ارزيل عمى القمة ثم ألمانيا‪ ،‬فالأرجنتين فسويس ار ثم بولندا‪،‬‬

‫فالبرتغال فتشيمي ثم كولومبيا فبمجيكا وأخيًار فرنسا‪.‬‬
‫الأخبار المنشورة عمى الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول‪،‬‬
‫ىي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض لممشتركين عبر‬

‫نظام تدفق الأخبار (‪.)HAS‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫الاسـتـراحـــة‬

‫والله جعل أبناءنا عزوة لنا‪،‬‬ ‫الطنطاوي يغوص في عمق التربية ‪...‬‬
‫وأمرىم بالإحسان إلينا‪،‬‬
‫فعكسنا الامر ‪...‬‬ ‫يقول الشيخ عمي الطنطاوي رحمو الله ‪:‬‬
‫بعد ال ّشَّدة التي تربينا نحن عمييا‪،‬‬
‫وصرنا نحن الذين نبرىم ونستعطفيم ليرضوا عنا!‬
‫ولأن دلالنا للأبناء ازد عن حده‪،‬‬ ‫صرنا نخاف عمى أبنائنا من تأثي ارت القسوة‪،‬‬
‫انقمب إلى ضده؛‬ ‫وبتنا نخشى عمييم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع‬

‫وباتوا لا يقدرون ولا يمتنون ويطمبون المزيد!‬ ‫والنعاس؛‬
‫فيذه التربية تُفقد الإبن الإحساس بالآخرين‬ ‫‪ -‬فنطعميم زيادة‪،‬‬
‫( ومنيم أمو وأبوه )‪،‬‬ ‫‪ -‬ونتركيم كسالى نائمين‬
‫‪ -‬ولا نوقظيم لمصلاة‪،‬‬
‫ولن يجد بأساً بال ارحة عمى حساب سيرىم وتعبيم ‪.‬‬ ‫‪ -‬ولا ُنحمميم المسؤولية شفقة عمييم‪،‬‬
‫واني أتساءل ‪:‬‬ ‫‪ -‬ونقوم بكل الأعمال عنيم‪،‬‬
‫‪ -‬ونحضر لوازميم‪،‬‬
‫ما المشكمة لو تحمل صغيرك المسؤولية ؟‬ ‫‪ -‬ونييء سبل ال ارحة ليم‪،‬‬
‫ماذا لو عمل وأنجز‪،‬‬ ‫‪ -‬ونقمل نومنا لنوقظيم ليدرسوا‪...‬‬
‫‪ -‬فأي تربية ىذه ؟‬
‫وشعر بالمعاناة وتألم ؟‬ ‫‪ -‬ما ذنبنا نحن لنحمل مسؤوليتنا ومسؤليتيم ؟؟‪.‬‬
‫فالدنيا دار كد وكدر‬ ‫‪ -‬ألسنا بش اًر مثميم ؟‬
‫‪ -‬ولنا قد ارت وطاقات محدودة ؟‬
‫ولا مفر من الشقاء فييا‬ ‫‪ -‬إننا نربي أبناءنا عمى الإتكالية‪،‬‬
‫ليفوز وينجح‪،‬‬ ‫وفوقيا عمى الأنانية‪،‬‬
‫إذ ليس من العدل قيام الأم بواجبات الأبناء جميعاً وىم قعود‬
‫والأم الحكيمة تترك صغيرىا ليتحمل بعض مشاقيا‪،‬‬
‫وتعينو بتوجيياتيا‪،‬‬ ‫ينظرون !‬
‫وتسنده بعواطفيا‪،‬‬ ‫فمكل نصيب من المسؤولية‪،‬‬

‫فيشتد عوده ويصبح قاد آر عمى مواجية مسؤولياتو وحده ‪.‬‬
‫رحم الله الشيخ الطنطاوي وأسكنو فسيح جناتو‪...‬‬

‫‪52‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫الاسـتـراحـــة‬

‫قال ‪ :‬نعم‪ " ..‬وسوف يعممون حين يرون العذاب من أضل‬ ‫مها ارت لغويو‪ :‬أمثال عربية بدلائل ق ارنيو ‪:‬‬
‫سبيلا "‪.‬‬
‫قيل لمحسين بن الفضل‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬فهل تجد ‪ :‬لا يمدغ المؤمن من جحر مرتين ؟‬ ‫إنك تخرج أمثال العرب والعجم من الق آرن‪ ،‬فيل تجد في كتاب‬
‫قال ‪:‬نعم "ىل آمنكم عميو إلا كما أمنتكم عمى أخيو من قبل"‪.‬‬
‫الله‪ :‬خير الأمور أوسطيا ؟‬
‫قيل ‪ :‬فهل تجد ‪ :‬من أعان ظالما سمط عميو ؟‬ ‫قال‪ :‬نعم ؛ في أربعة مواضع ‪:‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪" ..‬كتب عميو أنو من تولاه فأنو يضمو وييديو إلى‬ ‫‪ " )١‬لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك "‪.‬‬
‫‪" )٢‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك‬
‫عذاب السعير"‪.‬‬
‫قيل‪ :‬فهل تجد فيو ‪ :‬لا تمد الحية إلا حية ؟‬ ‫قواما"‪.‬‬
‫‪" )٣‬ولا تجعل يدك مغمولة إلى عنقك ولا تبسطيا كل البسط"‪.‬‬
‫قال‪ :‬نعم " ولا يمدوا إلا فاج ار كفا ار "‪.‬‬ ‫‪" )٤‬ولا تجير بصلاتك ولا تخافت بيا وابتغ بين ذلك سبيلا "‪.‬‬
‫قيل‪ :‬فهل تجد فيو ‪ :‬لمحيطان آذان؟‬
‫فقيل‪ :‬فهل تجد‪ :‬من جهل شيئا عاداه؟‬
‫قال‪ :‬نعم "وفيكم سماعون ليم "‪.‬‬ ‫قال‪ :‬نعم في موضعين‪:‬‬
‫قيل‪ :‬فهل تجد فيو ‪ :‬الحلال لا يأتيك إلا قوتا‪ ،‬والح ارم لا‬
‫‪ " )١‬بل كذبوا بما لم يحيطوا بعممو "‪.‬‬
‫يأتيك إلا ج ازفا ؟‬ ‫‪ " )٢‬واذ لم ييتدوا بو فسيقولون ىذا إفك قديم "‪.‬‬
‫قال‪ :‬نعم ‪ " ..‬إذ تأتييم حيتانيم يوم سبتيم شرعا ويوم لا‬ ‫فقيل ‪ :‬فهل تجد ‪ :‬احذر شر من أحسنت إليو؟‬
‫قال ‪ :‬نعم‪" ..‬وما نقموا إلا أن أغناىم الله ورسولو من فضمو "‪.‬‬
‫يسبتون لا تأتييم "‪.‬‬
‫المصدر‪ ":‬الإتقان في عموم الق آرن " الإمام السيوطي رحمو‬ ‫قيل ‪ :‬فهل تجد ‪ :‬ليس الخبر كالعيان ؟‬
‫قال‪ :‬نعم ‪ " ..‬أولم تؤمن قال بمى ولكن ليطمئن قمبي "‪.‬‬
‫الله ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬فهل تجد ‪ :‬في الحركة بركة؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ " ..‬ومن يياجر في سبيل الله يجد في الأرض‬

‫م ارغما كثي ار وسعة "‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬فهل تجد‪ :‬كما تدين تدان؟‬
‫قال‪ :‬نعم "من يعمل سوءا يجز بو"‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬فهل تجد ‪ :‬حين تمقى ندري ؟‬

‫‪53‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫الاسـتـراحـــة‬

‫عبود يقول لزوجتو‪ :‬لو دخمت مشروع وفشمت فيو‪.‬‬ ‫من ط ارئف الت ارث الع ارقي‬
‫شاسوي؟!!‬
‫(ياشاتل العودين‪ ..‬خضر فرد عود)‬
‫قالت‪ :‬جرب مشروع غيره ‪.‬‬ ‫يقال أنو كان ىنالك رجل أحب ام أرة ‪..‬و بعد قصة حب‬
‫قالميا‪ :‬طيب ولو نجحت فيو شاسوي ؟!!‬ ‫تزوجيا وأنجب منيا ولد غاية في الجمال‪ ..‬ولكن بعد فترة من‬
‫قالت‪ :‬تو ّسع مشروعك وتفتح مشاريع جديدة ‪.‬‬ ‫الزمن أغرتو إحدى النساء الثريات وأرغمتو عمى أن يطمق‬
‫قالميا‪ :‬طيب انتي شنو أريك بمشروع زواجنا فاشل لو ناجح؟!‬ ‫زوجتو الأولى‪ ..‬فرضخ لأمرىا ونفذ طمبيا ‪ ..‬وتبين بعد حين‬

‫يقولون خطية الزوجة لحد الآن ساكتو‬ ‫إنيا عقيمة‬
‫لو قالت فاشل ارح يجرب غيرىا‪ .‬ولو قالت ناجح ارح يتوسع‬ ‫وبمرور الزمن كبر الإبن وأصبح شاباً وسيماً‪ ..‬وأ ارد الزواج‬
‫من شابة أحبيا وأحبتو ‪ ..‬فخرجت معو والدتو لش ارء تجيي ازت‬
‫في مشاريع أخرى‪...‬‬ ‫الزواج‪ ..‬وعن طريق الصدفو شاىدت الأم طميقيا‪ ..‬فوقفت‬
‫الله لا يوفقك عبود جاب إليا مرض التوحد‬ ‫أمام محمو وأشارت إلى إبنيا وقالت موجية خطابيا إلى‬

‫طميقيا‪:‬‬
‫((ياشاتل العودين خضر فرد عود‪..‬لا بالذىب ينباع ولا منو‬

‫موجود ))‬
‫فسالت دموع الأب وقال بشيء من الحزن والألم والندم وىو‬

‫ينظر إلى ولده وقال‪:‬‬
‫((ياريحة أول عود من گمبي خضر‪..‬فيض نبع بالروح والثاني‬

‫جزر ))‬
‫فردت الأم‪:‬‬

‫((غصني التعب وياك بيدك كسرتو‪..‬والضنو بمب حشاي‬
‫عودك شتمتو ))‬
‫فاجاب الأب ‪:‬‬

‫((غروني وانغشيت والغمطة غمطة‪ ..‬وىوة الندم شيفيد بآخر‬
‫محطة ))‬

‫‪54‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫ملحق خاص‬
‫الحلقتين ‪ :‬الثالثت والرابعت‬
‫من سلسلت منجساث ثورة ‪ ٠٣ - ٧١‬تموز‬

‫"استجابت للتحدياث القوميت وتلبيت طموحاث التنميت الوطنيت"‬

‫مكتب الثقافت والاعلام القومي‬

‫‪55‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫سلسلت منجساث ثورة ‪ ٠٣ - ٧١‬تموز " استجابت للتحذياث القوميت وتلبيت طموحاث التنميت الوطنيت"‬
‫)الحلقت الثالثت )‬

‫جيش العراق الوطني ‪ ،‬جيش الأمت العربيت‬

‫اليزيمة المنكرة بأقوى جيوش العالـ عمى الاطلاؽ وفرضت‬ ‫انو جيش الع ارؽ الابي الذي لـ ينكسر يوما ولـ تثبت عميو‬
‫عميو اليرب مف ارض ال ارفديف عاـ ‪.2011‬‬ ‫ثممة في سفره الوطني والقومي الخالد عبر سني كفاحو المسمح‬
‫ضد الطغاة والغ ازة‪ ،‬ضد المعتديف والطامعيف بأرض الع ارؽ‬
‫إف مف يستعرض تأريخ جيش الع ارؽ يقؼ مذىولا أماـ ىذا‬
‫السفر الخالد مف الأمجاد والبطولات وصور العز والمجد‬ ‫وارض العرب ‪..‬‬
‫والفخار وملاحـ الآباء والشمـ التي سطرىا عبر تاريخو‬ ‫انو جيش الع ارؽ ‪ ..‬جيش الامة العربية اينما اقتضت‬
‫المجيد وبسجؿ مميء بأحرؼ مف نور‪ .‬ذلؾ السجؿ الناصع‬ ‫ضرو ارت قتالو ‪ ..‬سيبقى كما كاف رغـ الكبوة التي اصابتو في‬
‫مف الوفاء لتربة الع ارؽ وأرضو ومائو وسمائو‪ .‬ويشعر بالفخر‬ ‫صميـ فؤاده عندما أمر ذلؾ الغريب الشرير بحؿ كيانو بعد أف‬
‫والزىو لتمؾ المواقؼ البطولية في الدفاع عف ارض الع ارؽ‬ ‫وطأت اقداـ الغ ازة ارض الع ارؽ عاـ ‪ .2003‬وسيبقى جيش‬
‫ووحدتو وفي الدفاع عف ارض العروبة وعف المقدسات وقيـ‬ ‫الع ارؽ بالرغـ مف كؿ ذلؾ ىو المدد لكؿ العرب ‪ ..‬فعقيدتو‬
‫ارسخة وتأريخو عريؽ‪ ،‬وتدريب مقاتميو وخبرتيـ لا مثيؿ ليا‬
‫ومبادئ الديف الحنيؼ‪.‬‬
‫إف ىذا السفر البطولي الخالد لـ تثممو المممات والخطوب‪ ،‬ولـ‬ ‫بيف جيوش الارض في عصرنا ال ارىف‪.‬‬
‫يس َّجؿ عمى ىذا الجيش أي موقؼ شائف حتى واف تكاثرت‬ ‫الجيش الع ارقي الباسؿ ‪ ،‬جيش الوطف الغالي ‪ ،‬وجيش الامة‬
‫الخطوب والنوائب‪ ،‬فيذا الجيش كاف عنوانا لموطف ‪ ،‬بؿ انو‬ ‫العربية المجيدة ‪ ،‬ىو نفسو الجيش البطؿ الذي قاتؿ المحتؿ‬
‫بات م اردفا لمع ارؽ‪ ،‬فلا يذكر اسـ الع ارؽ إلا وذكر معو جيشو‬ ‫الأميركي الغاشـ بعد اف قدمت جيوشو الج اررة مف اقصى‬
‫غرب العالـ‪ .‬وىو الجييش الذي رفد المقاومة الوطنية الع ارقية‪،‬‬
‫الوطني الباسؿ‪.‬‬ ‫بكؿ اطيافيا‪ ،‬بعوامؿ الحياة والصمود حتى تمكنت مف إلحاؽ‬
‫وعمى الرغـ مف أف ىذا الجيش تشكؿ في ظؿ الاحتلاؿ‬
‫البريطاني‪ ،‬إلا انو لـ يرضخ يوما لإ اردة المحتؿ‪ .‬كما لـ‬
‫يسجؿ التاريخ انو كاف يوما تابعا لو‪ ،‬أو انو كاف يأتمر‬
‫بأوامره‪ ،‬أو انو وقؼ مع المحتؿ ضد إ اردة شعب الع ارؽ‪ .‬بؿ‬
‫عمى العكس مف ذلؾ تماما كاف جيش الع ارؽ في طميعة‬
‫المخمصيف مف أبناء الشعب لمقاومة الاحتلاؿ وقيادة‬
‫انتفاضاتو وحركاتو المسمحة ضد المحتؿ البريطاني وعملائو‪،‬‬
‫وقدـ في سبيؿ ذلؾ كوكبة مف الشيداء في حركات مايس عاـ‬
‫‪ .1941‬كما واصؿ ىذا الجيش كفاحو لمتحرر مف الاستعمار‬

‫وطرد المحتميف وقد تـ لو ذلؾ في ثورة ‪ 14‬تموز ‪.1958‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫المسؤولية الأولى والميمة الكبرى في الدفاع عف حياض‬ ‫إف جيش الع ارؽ بتأريخو المشرؼ ومواقفو المبدئية الثابتة عمى‬
‫الوطف والأمة‪.‬وىنا لابد مف الاشارة الى نقطتيف ميمتيف في‬ ‫الحؽ كاف عنوانا دائما لموطف ودرعاً لوحدتو وحمايتو ووعا ًء‬
‫كبي اًر لمكونات الشعب التي انصيرت لتكوف جيش الع ارؽ‬
‫ىذا المجاؿ وىما‪:‬‬ ‫الذي كاف وما ي ازؿ يمثؿ كؿ الع ارقييف‪ .‬وقد ارتقت مياـ‬
‫‪ .1‬الدور البارز لمقيادة السياسية الع ارقية في وضع وتحديد‬ ‫القوات المسمحة الع ارقية إلى أعمى وأسمى المياـ الوطنية‬
‫الاىداؼ الوطنية والقومية لمجيش الع ارقي خاصة في بداية‬ ‫والقومية‪ ،‬حيث أوكؿ ليا عبر م ارحؿ سفرىا التاريخي الخالد‬
‫عقد السبعينات مف القرف الماضي وكما يشير الييا واحد مف‬ ‫ميمة الدفاع عف حياض الوطف ضد كؿ أنواع التيديدات‬
‫ابرز قادة القوات المسمحو الع ارقية‪ ،‬وىو الفريؽ الاوؿ الركف‬ ‫الخارجية لمحفاظ عمى حدوده وسلامة أ ارضيو واستقلالو‬
‫عبدالجبار شنشؿ يرحمو الله‪ ،‬حيث يشير الى اف التحديد‬
‫الدقيؽ والواضح لأىداؼ ومياـ وواجبات القوات المسمحة‬ ‫وسيادتو الوطنية‪ .‬واينما دعت الحاجة القومية لو‪.‬‬
‫ساىـ في الق ارر عمى حجـ القوات المسمحة واساليب اعدادىا‬
‫ونوعية الاسمحة الملائمة لتنفيذ تمؾ المياـ والاىداؼ اضافة‬ ‫فكانت القوات المسمحة الع ارقية سور الوطف العالي وسياجو‬
‫المتيف وحصف الأمة المنيع‪ .‬وكانت الأدوار الداخمية وواجبات‬
‫الى عقيدة القتاؿ‪.‬‬ ‫الامف الداخمي التي كمفت بيا المؤسسة العسكرية الع ارقية‬
‫‪ .2‬الجيد الواسع والكبير لمقيادة السياسية في تأميف الامواؿ‬ ‫تت اربط وتتكامؿ لتجعؿ الجميع بمختمؼ الرتب والمناصب ذوي‬
‫والامكانيات لش ارء وتأميف الاسمحة والمعدات والتجيي ازت‬ ‫أىمية ومسؤولية ميمة ميما كاف الدور‪ ،‬صغي اًر عمى مستوى‬
‫اللازمة لعمؿ القوات البرية والجوية والبحرية مف مختمؼ‬ ‫القاعدة أو كبي اًر في أعمى اليرـ‪ .‬فالقوات المسمحة الع ارقية‬
‫المناشئ وىي ال ارئدة في رفع الشعار الحاسـ في الحرب بأننا (‬ ‫قامت عمى اسس أخلاقية متينة ارتكزت عمى الُنبؿ والمينية‬
‫نربح المعركة عندما نييئ مستمزماتيا وعندما تكوف ادارتيا‬ ‫والفروسية والقيـ الأخلاقية العالية‪ ،‬وعمى أساس تنظيمي‬
‫ىرمي‪ ،‬فالرتب العسكرية الممنوحة لممستويات القيادية المختمفة‬
‫صحيحة ) ‪.‬‬ ‫كانت تعتمد عمى المينية والتميز في الاداء والانتماء الوطني‬
‫بغية تحقيؽ الأىداؼ الوطنية ضمف سياقات وأنظمة العمؿ‬
‫كما إف التدريب والضبط العسكري كانا يمثلاف الأساساف‬ ‫المعتمدة في ىذه المؤسسة الوطنية الكبيرة التي تقع عمييا‬
‫ال ارسخاف في بناء القوات المسمحة الع ارقية‪ .‬فالتدريب العسكري‬
‫يخمؽ الشخصية العسكرية ‪ ،‬ويحقؽ التفاعؿ الحي بيف المقاتؿ‬
‫وسلاحو ومعداتو العسكرية مف ناحية ‪ ،‬مثمما يطور الميا ارت‬

‫‪56‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫والفيمؽ الثالث (قيادة عمميات القادسية)‪ ،‬والفيمؽ ال اربع (قيادة‬ ‫المتعددة والمتنوعة ‪ ،‬وىو احد أىـ مقومات النصر‪ ،‬فكاف‬
‫عمميات حطيف) ‪ ،‬والفيمؽ الخامس ( قيادة عمميات عمورية) ‪.‬‬ ‫ضمانة لتحقيؽ الاقتدار والانتصار‪ .‬وكذلؾ فقد كاف الانضباط‬
‫اما عمى صعيد قوات الحرس الجميوري‪ ،‬فكاف الفيمؽ الاوؿ‬ ‫العسكري يمثؿ العمود الفقري لمجيش الع ارقي‪ .‬كما إف الولاء‬
‫لمحرس الجميوري باسـ ( قيادة عمميات الله اكبر ) ‪ ،‬بينما تـ‬ ‫لممؤسسة العسكرية وعبر الولاء لموطف ‪ ،‬كاف ولاء كامؿ‬
‫ومطمؽ ‪ ،‬فحيف يقسـ العسكري عمى وضع حياتو في خدمة‬
‫تسمية الفيمؽ الثاني اسـ ( قيادة عمميات الفتح المبيف ) ‪.‬‬ ‫وطنو لا يعود بإمكانو تجزئة ىذا الولاء أو جعؿ الالت ازـ بو‬
‫وأخذت قيادات الفرؽ تسميات مختمفة منيا‪ ،‬قيادات ابو عبيدة‬ ‫نسبيا تبعاً لمصمحة ما أو لظرؼ أو طرؼ ما ‪ ،‬فأي ولاء‬
‫الج ارح‪ ،‬خالد بف الوليد‪ ،‬صلاح الديف‪ ،‬القعقاع‪ ،‬محمد بف‬ ‫ناقص أو مجت أز يشكؿ خيانة لمقسـ ولمشرؼ العسكري ‪ ،‬بؿ‬
‫القاسـ‪ ،‬سعد بف ابي وقاص‪ ،‬المثنى بف حارثة‪ ،‬المقداد‪ ،‬طارؽ‬
‫بف زياد‪ ،‬سارية الجبؿ‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬وغيرىا‪ .‬وتـ تسمية‬ ‫خيانة لموطف‪.‬‬
‫بعض الالوية والوحدات بمسميات رمزية مثؿ لواء ابف الوليد‬ ‫ىكذا كاف السفر الخالد لجيش الع ارؽ الوطني الذي استميـ‬
‫عقيدتو مف اتجاىات عديدة ‪ ،‬ومنيا الاتجاىات الايمانية‬
‫وكتيبة دبابات عمي‪ ،‬الحسف‪ ،‬الحسيف‪ ،‬والمنصور‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬ ‫والتاريخية والقومية والوطنية‪ .‬ولعؿ أىميا انبثاقيا مف العقيدة‬
‫المعايير الاساسية في بناء الجيش الع ارقي الوطني‬ ‫الايمانية للإسلاـ الحنيؼ ومف التاريخ المجيد لمجيش الع ارقي‬
‫البناء الاجتماعي‬ ‫منذ أقدـ العصور ومرو ار بت ارث الجيش العربي الاسلامي في‬
‫عيد الفتوحات الاسلامية ومآثره الخالدة ومنظومة أخلاقو‬
‫كانت القوات المسمحة الع ارقية الوطنية تمثؿ قّوة الع ارؽ ومبدأ‬
‫صموده‪ ،‬وىي تتقدـ طميعة المؤسسات الوطنية في تطبيؽ‬ ‫المثالية وصولا الى تجاربو المتميزه في العصر الحديث‪.‬‬
‫مبادئ العدالة والمساواة بيف صفوفيا ‪ ،‬ىذه المؤسسة التي‬ ‫ونجد ملامح ىذه العقيدة الايمانية حتى في تسميات قيادات‬
‫انبثقت مف الشعب وضمت في ثناياىا أبناء الوطف مف‬ ‫الفيالؽ والفرؽ والالوية والوحدات‪ ،‬وتركيز القيادة العامة لمقوات‬
‫مختمؼ الش ارئح والمناطؽ ‪ ،‬تتساوى بينيـ الحقوؽ والواجبات‪،‬‬ ‫المسمحة عمى تفيـ منتسبي الوحدات لتمؾ المعاني والدلالات‬
‫ويتعزز فييـ الانتماء لموطف‪ .‬ويأتي دور ىذه المؤسسة الكبرى‬
‫في ترسيخ ىذا الانتماء مف خلاؿ تحقيؽ التفاعؿ الحي‬ ‫التي تمثميا ىذه التسميات‪.‬‬
‫والتواصؿ المتيف بيف أبناءىا مف جية وبيف عموـ أبناء‬ ‫فمنذ تأسيسو اعتمد جيش الع ارؽ الوطني تسميات الرموز‬
‫الدينية والتاريخية اللامعة في ت ارثنا الثر وتأريخ امتنا المجيد‪،‬‬
‫الشعب مف جية أخرى باعتبارىا طميعتيـ في الدفاع عنيـ‪.‬‬ ‫فقد سمي أوؿ فوج تشكؿ فيو عاـ ‪ 1921‬بفوج موسى الكاظـ‪.‬‬
‫فقد كانت حياة العسكري داخؿ معسكره حياة الجياد المستمر‬ ‫وخلاؿ م ارحؿ نمو وتطور الجيش الع ارقي أخذت مسميات‬
‫الذي لا يميف ولا يستكيف ‪ ،‬فيو مشروع دائـ للاستشياد مف‬ ‫وحداتو تسمى بأسماء القادة العظاـ في الاسلاـ ومسميات‬
‫اجؿ بقاء الوطف عزي از مستق ار‪ ،‬ومف اجؿ ضماف عزتو وأمنو‬ ‫المعارؾ الكبرى التي كانت بمثابة الفاصمة في تأريخ حركات‬
‫والحفاظ عمى استقلالو وتاريخو وت ارثو وضماف مستقبؿ‬ ‫التحرير والفتوحات الاسلامية‪ .‬فكاف اسـ الفيمؽ الاوؿ ( قيادة‬
‫أطفالو‪ .‬ومف ىنا كاف ابناء الشعب عموما يقدروا حجـ‬ ‫عمميات الرشيد ) ‪ ،‬والفيمؽ الثاني ( قيادة عمميات اليرموؾ ) ‪،‬‬
‫المسؤولية الملاقاة عمى عاتؽ ىذا البطؿ الذي كاف يؤدي بكؿ‬

‫‪57‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫كانت المؤسسة العسكرية الع ارقية تتمتع بقدسية خاصة بسبب‬ ‫جوارحو تمؾ المياـ الجساـ ‪ ،‬كما كاف الجميع يقفوف إلى‬
‫طبيعة الرسالة السامية التي كاف يتمسؾ بيا أبناء ىذه‬ ‫جانبو لما يبذلو مف قساوة وشدة وضغط وسير‪ .‬وكانت‬
‫المؤسسة الوطنية الكبرى المتمثمة في استعدادىـ الدائـ‬ ‫ميمتيما تكمف في تأميف سلامة كياف الدولة وحماية سيادتيا‪.‬‬
‫لمتضحية دفاعا عف الوطف والامة العربية المجيدة‪ ،‬فيذه‬ ‫ومف ىذا الدور استمدت الجندية سمو رسالتيا وشرؼ ىالتيا‬
‫العقيدة كانت ارسخة في عقوؿ وضمائر وقموب كافة ابناء‬
‫القوات المسمحة‪ .‬وتأتي ىذه القدسية أيضا مف طبيعة العمؿ‬ ‫القدسية‪.‬‬
‫العسكري ‪ ،‬ومف طبيعة العلاقات التي تسود بيف منتسبي ىذه‬ ‫المؤسسة العسكرية الع ارقية كانت إحدى أىـ المؤسسػات التي‬
‫المؤسسة داخؿ معسك ارتيـ ‪ ،‬ومف السمات والخصاؿ التي‬ ‫يتكوف منيا البنػاء الاجتمػاعي في أعمى مستوياتو‪ .‬فتتفاعؿ مع‬
‫يتمسكوف بيا‪ .‬فكانوا أىؿ الشجاعة والإيثار والتعاوف وحب‬ ‫بقية النظـ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتحقيؽ أىداؼ‬
‫العمؿ الجماعي وروح الفريؽ الواحد ‪ ،‬وىـ أىؿ النخوة‬ ‫المجتمع‪ .‬ولقد كاف الشعار الوطني الجامع لكؿ الع ارقييف ىو‬
‫والرجولة التي كانوا يجسدونيا في سموكيـ اليومي ‪ ،‬والتي‬ ‫الذي تتزيف بو كؿ ثكنات الجيش مف ساحات التدريب الى‬
‫تتميز بيذه الكيفية والصورة ال ارئعة عف باقي مؤسسات الدولة‬ ‫اماكف ال ارحة‪ ،‬ذلؾ الشعار الذي يشير الى أف ( الع ارؽ وطف‬
‫التي تقدـ الخدمات المختمفة لممجتمع‪ .‬فالجندية ىي اكبر مف‬ ‫الجميع وحماية امنو وسيادتو مسؤولية الجميع ) وبالرغـ مف‬
‫وظيفة أو وسيمة لكسب العيش ‪ ،‬إنما ىي رمز لسمو النفس‬ ‫إف لكؿ إست ارتيجية فنونيا‪ ،‬وأساليبيا‪ ،‬ووسائميا‪ ،‬وسبؿ عمميا‪،‬‬
‫في شرؼ التعاوف والحرص والاندفاع لتحقيؽ الأىداؼ‬ ‫وأىدافيا الخاصة التي تخدـ الأىداؼ والمصالح الوطنية‬
‫الوطنية السامية في الذود عف الوطف والشعب ومقومات‬ ‫العميا‪ ،‬إلا أف الدور الذي كانت تتولاه المؤسسة العسكرية‬
‫وجودىما بعيدا عف المنافع الذاتية والمطامح الشخصية‪.‬‬ ‫الع ارقية في مجالات الدفاع والأمف يعطييا مف الخصوصية‬
‫فالجيش الع ارقي كاف يجمع أبناء المجتمع عمى اختلاؼ‬ ‫والأىمية والقد ارت ما يفوؽ تمؾ المعطاة لسائر المؤسسات‬
‫مناطقيـ وانتماءاتيـ ويصيرىـ في وحدة تستند إلى القيـ‬ ‫الأخرى في البلاد خاصة في ظروؼ التحديات والتيديدات‬
‫الكريمة ‪ ،‬والمبادئ القويمة ‪ ،‬والمثؿ السامية ‪ ،‬والأىداؼ‬
‫المشتركة لأبناء الوطف الواحد ‪ ،‬وىي في ذلؾ كانت تعتمد‬ ‫الخارجية‪.‬‬
‫فالقوات المسمحة الع ارقية الوطنية كانت ممزمة بالدفاع عف‬
‫الع ارؽ وعف كافة مؤسساتو‪ ،‬بؿ انيا صممت لمدفاع عف الامة‬
‫كميا اينما يتطمب الامر ذلؾ‪ .‬وىي بذلؾ لـ تكف تقوـ بتأميف‬
‫الحماية لأشخاص بذاتيـ أو مجموعة معينة في الدولة أو‬
‫الحزب‪ ،‬إنما في موقع الدفاع عف الشعب ومنج ازتو وممتمكاتو‬

‫لأنيا أصلا منبثقة مف إ اردة ىذا الشعب‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫ىذه التنشئة‪ .‬فمادتيـ الأساسية تمثمت في منتسبييـ الذيف‬ ‫التربية القاسية والنظاـ القوي لتجعؿ مف المنضويف تحت‬
‫كانوا يأتوف مف مختمؼ الش ارئح والمناطؽ والمحافظات‬ ‫لوائيا مثالاً لمرجولة ‪ ،‬فتمكنوا مف الحفاظ عمى شرؼ الوطف‬
‫والقبائؿ والعوائؿ ‪ ،‬ومف مختمؼ المذاىب والأطياؼ‪ .‬ىؤلاء‬ ‫وك ارمتو حتى جاء المحتؿ الأميركي الغاشـ بقواتو الجبارة‬
‫الذيف شكموا وحداتيـ العسكرية بالرغـ مف الاختلافات العديدة‬
‫في تنشئتيـ البيئية والتعميمية والثقافية والبدنية والاجتماعية‪.‬‬ ‫والج اررة تسنده كؿ قوى الشر في العالـ لاستيدافو‪.‬‬
‫فمنيـ مف كاف يحمؿ الشيادة الجامعية ومنيـ الأقؿ مف ذلؾ ‪،‬‬ ‫البناء التربوي‬
‫ومنيـ مف كاف يجيد السباحة والرماية قبؿ التحاقيـ لمجيش ‪،‬‬
‫ومنيـ مف غير ذلؾ ‪ ،‬ومنيـ مف كاف متعمؽ في الالت ازـ‬ ‫كاف لمتنشئة العسكرية دور كبير في تأىيؿ المقاتميف لمقياـ‬
‫الديني ‪ ،‬ومنيـ الأقؿ مف ذلؾ ‪ ،‬ومنيـ مف كاف يحمؿ الكثير‬ ‫بالمياـ الموكمة إلييـ‪ .‬وكاف التدريب مف أىـ مستمزمات ىذه‬
‫مف المعارؼ الأدبية والعممية ‪ ،‬ومنيـ مف ىو عكس ذلؾ ‪،‬‬ ‫التنشئة بما تزود بو أبناء ىذه المؤسسة الوطنية الكبرى مف‬
‫ومنيـ مف كاف يحمؿ مواىب متنوعة ‪ ،‬ومنيـ مف لا يحمؿ‬ ‫معارؼ وميا ارت وقد ارت‪ .‬ىذه التنشئة تضمنت الإبعاد الخمقية‬
‫أية موىبة‪ .‬وىنا كاف يبرز الدور ألتأثيري لمقادة في صقؿ‬ ‫والمعنوية‪ .‬فالميا ارت والمعارؼ قد تصنع مقاتلاً جيداً لكنيا لا‬
‫شخصيات وحداتيـ العسكرية وجعميـ في بوتقة واحدة مف‬ ‫تكفي لإعداد المقاتؿ العسكري الممتزـ بولائو المطمؽ لمؤسستو‬
‫خلاؿ عناصر التنشئة التربوية والتأىيؿ الميني والعلاقات‬ ‫ووطنو ‪ ،‬والمستعد لبموغ أقصى درجات التضحية في سبيؿ‬
‫الإنسانية وتممس ىموميـ ومتابعة شئونيـ وخمؽ الشخصية‬
‫العسكرية الواحدة الموحدة لدى الجميع بغض النظر عف‬ ‫الدفاع عنو‪.‬‬
‫خصائصيـ الشخصية والذاتية‪ .‬والتأكيد باف المؤسسة‬
‫العسكرية التي كانوا ينتموف إلييا ىي الحاضنة الأساسية التي‬ ‫واستمدت القوات المسمحة ركائز تنشئة وترسيخ وتأجيج مبدأ‬
‫يولونيا كؿ ولائيـ‪ .‬وبالتالي فاف الولاء ليذه المؤسسة كاف‬ ‫الولاء في نفوس أبنائيا مف القيـ العميا لممجتمع ‪ ،‬فالمجتمع‬
‫العسكري واف كاف متماي اًز عف المجتمع المدني ‪ ،‬متمتعاً‬
‫يمثؿ أعمى درجات الولاء لموطف‪.‬‬ ‫بخصوصيات عدة ‪ ،‬فيو في الوقت نفسو كاف يتكامؿ مع‬
‫عموـ المجتمع الع ارقي ‪ ،‬ويتفاعؿ معو ‪ ،‬ويعمؿ انطلاقاً مف‬
‫وكانت التربية العسكرية تحقؽ التغمب عمى الخوؼ في نفوس‬ ‫القيـ العميا التي تسوده والمبادئ التي كرستيا قوانينو وأع ارفو‬
‫المقاتميف ‪ ،‬فإذا تسرب الخوؼ إلى نفسية المقاتميف وتغمغؿ في‬ ‫ومؤسساتو‪ .‬وكذلؾ استمدت القوات المسمحة الع ارقية ركائز‬
‫أفكارىـ فإنو يقمؿ مف عزيمتيـ ويحبط شجاعتيـ ‪ ،‬ولذا كاف‬ ‫ىذه التنشئة مف خصوصية ىذه المؤسسة التي تنبع مف قدسية‬
‫مف الميـ جداً أف تنمي التربية العسكرية في شخصية المقاتؿ‬ ‫دورىا الوطني ومف خصائصيا القيمية الكبيرة‪ .‬والسياسة‬
‫الشعور بالقوة بيف رفاقو ويجعؿ مف نفسو جزءاً مف وحدتو‬ ‫التوجييية والمعنوية والفكرية والتثقيفية ‪ ،‬فكانت واحدة مف‬
‫أساسيات ترسيخ مفيوـ الولاء الوطني في نفوس المقاتميف‪.‬‬
‫كما لعب القادة بمختمؼ مستويات القيادة دو ار محوريا ىاما في‬

‫‪59‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫القوات المسمحة وأىمية تنفيذ الأوامر بدقة واخلاص وما‬ ‫وعدـ الشعور بالوحدة بؿ يكوف فخو اًر بجماعتو ووحدتو ورفاؽ‬
‫يتحممو الواجب الوطني مف العناء والاستشياد مف أجؿ الوطف‬ ‫سلاحو ‪ ،‬وبيذه الطريقة يتغمب الضبط عمى الخوؼ وينييو ‪،‬‬
‫وحياتو وك ارمتو‪ .‬والتأكيد عمى غرس الاعت ازز بالنفس‬ ‫والشعور الجماعي كاف يساعد المقاتميف عمى مواجية‬
‫والافتخار بالوحدة ‪ .‬كما كاف يتـ فييا تعريؼ المقاتؿ بالمآثر‬ ‫المخاطر والأىواؿ بلا خوؼ أو تردد ‪.‬وقد تميز النظاـ‬
‫والملاحـ البطولية والسفر الخالد لمقوات المسمحة عبر سني‬ ‫العسكري الع ارقي أيضا باستثمار الوقت بدقة متناىية‪ .‬فكاف‬
‫كفاحيا المجيد ومآثرىا الجمة والملاحـ البطولية التي خاضتيا‬ ‫ىناؾ برنامج يومي دقيؽ لمعمؿ العسكري في المعسك ارت يبدأ‬
‫منذ النيوض الصباحي وحتى النوـ بنشاطات متنوعة ومحددة‬
‫دفاعا عف الوطف وعف الامة العربية جمعاء‪.‬‬ ‫ضمف توقيتات معينة‪.‬وكانت وسائؿ الثقافة العسكرية المقروءة‬
‫والمرئية والمسموعة تمعب دو ار ميما في الإسياـ ببناء‬
‫الكفاءة المهنية‬ ‫شخصية المقاتؿ القادر عمى مواكبة مياـ الحاضر والمستقبؿ‬
‫الجيش الع ارقي الوطني كاف يعتمد عمى منظومة كفوءة في‬ ‫بكؿ أبعادىا التقنية والمعرفية العسكرية ‪ ،‬والتي لا يمكف‬
‫اختيار قادة الجيش بمختمؼ مستويات القيادة العسكرية ابتداءا‬ ‫بموغيا ما لـ يكف المقاتؿ يتمتع بروح انضباطية عالية ‪ ،‬وفي‬
‫مف آمر الحضيرة وآمر الفصيؿ صعودا الى قائد الفرقة‬ ‫ىذا تكمف أىمية الانضباط العسكري باعتباره حجر ال ازوية‬
‫والفيمؽ ‪ ،‬حيث كاف لا بد لأي منيـ أف يدخؿ الدو ارت‬ ‫الذي يبنى عميو الجيش لتحقيؽ النصر في المعركة والنجاح‬
‫التدريبية الحتمية والتطويرية التي تؤىمو الى تبوء الموقع‬ ‫في التدريب والتعمـ والمياـ الموكمة‪ .‬تمؾ الوسائؿ الثقافية التي‬
‫القيادي فضلا عف التدرج واختبار الخبرة والكفاءة والتقييـ‪.‬‬ ‫انطمقت بمضامينيا التربوية مف تعاليـ عقيدتنا الإسلامية‬
‫وكاف لابد لأي قائد أف يتمتع بسمات الابداع ‪ ،‬والمبادرة ‪،‬‬ ‫السمحة ‪ ،‬وأىداؼ ومبادئ ثورة تموز العملاقة والدستور‬
‫والمرونة ‪ ،‬والانضباط النفسي ‪ ،‬والثقة ‪ ،‬والبت في الأمور ‪،‬‬ ‫والموائح والأنظمة والقوانيف العسكرية النافذة دو اًر فاعلاً في‬
‫والتحمؿ ‪ ،‬والصبر ‪ ،‬والبساطة ‪ ،‬ورعاية رجالو رعاية نفسية‪.‬‬ ‫تعزيز وترسيخ مفاىيـ السموؾ الانضباطي لدى أبناء القوات‬
‫المسمحة الذي مف خلالو تجمت النجاحات التحديثية المتواصمة‬
‫‪ ،‬والاحت ارـ المتبادؿ بيف المقاتميف وعموـ مؤسسات المجتمع‬

‫‪..‬‬

‫وكانت أىمية الوسائؿ الثقافية العسكرية في التربية العسكرية‬
‫تأتي مف خلاؿ التعبئة النفسية والقاء المحاض ارت وعقد‬
‫الندوات التوجييية الوطنية والدينية وذلؾ لتوعية المقاتؿ بأىمية‬

‫‪60‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫كانوا يقتدوف بو‪ .‬كما اتسمت اعماؿ القائد وحركاتو باليقظة‬ ‫وىو بعد ذلؾ كمو القائد العادؿ ‪ ،‬الذي لا تأخذه في الحؽ‬
‫والنشاط وتدؿ دوماً عمى اىتماماتو بالقيـ والمثؿ العسكرية‪.‬‬ ‫لومة لائـ ‪ ،‬ولا تغويو مغريات السمطة التي وضعت أمانة في‬
‫وكانت طبيعة وأسموب القائد في الكلاـ مع رجالو ‪ ،‬تترؾ اث اًر‬ ‫عنقو ‪ ،‬فلا تصده عف السمات النبيمة‪ .‬وىو الذي لا يتأثر‬
‫بالغاً في نفوسيـ‪ .‬فكاف يتفيـ الاسموب الامثؿ في ىذا الصدد‬ ‫بالظروؼ الخارجية كافة عمى حساب تحقيؽ العدالة بيف‬
‫ويمارسو بالفعؿ‪ .‬ولكف في جميع الاحواؿ كاف ينتقي التعابير‬ ‫صفوؼ رجالو ‪ ،‬والقائد الناجح في جيش الع ارؽ الوطني ىو‬
‫البسيطة ‪ ،‬القصيرة ‪ ،‬الايجابية والمباشرة ‪ ،‬مع الابتعاد عف‬ ‫الذي كاف يمتمؾ ميارة الثواب والعقاب ‪ ،‬ويعرؼ كيؼ يصرفيا‬
‫المغة الخشنة والبذيئة أو الميينة ‪ ،‬وعدـ السماح لمقادة‬ ‫عندما يتطمب أي منيما التطبيؽ ‪ .‬وأخي اًر فيو القائد الذي كاف‬
‫المرؤوسيف في اعتمادىا جممة وتفصيلاً‪ .‬مع وضع الضوابط‬ ‫ينيؿ مف سجايا وصفات قادة الامة العربية الذيف افرزىـ‬
‫الصارمة والعممية لتجاوز السب أو الضرب ميما كانت‬
‫التاريخ المجيد كؿ سمات القيادة لمقائد الناجح‪.‬‬
‫الاسباب‪.‬‬
‫ويعتبر الابداع واحدا مف أىـ السمات التي كانت تؤكد عميو‬
‫البناء العقائدي‬ ‫منظومة اختيار القائد العسكري‪ .‬والابداع ىو الرغبة والقدرة‬
‫عمى الخمؽ الفكري والعممي الناجح‪ .‬وانو احد النتائج الفعالة‬
‫العقيدة العسكرية ىي ظؿ السياسة في الميداف‪ ،‬وىي الايماف‬ ‫والمباشرة لمثقة بالنفس وقوة الا اردة ‪ ،‬وىما الصفتاف الاكثر‬
‫المطمؽ لدى المقاتميف بعدالة القضية التي يقاتموف مف اجميا‬ ‫تألقاً في شخصية وسموكية القائد الناجح‪ .‬ففي المنظور‬
‫وبذؿ الارواح في سبيؿ الدفاع عنيا‪ ،‬وحرصيـ السديد عمى‬ ‫العسكري‪ ،‬لا يوجد شيء يرفع مف معنويات القطعة العسكرية‬
‫تنفيذ الاىداؼ التي تنتيجيا بلادىـ واستعدادىـ لمذود عنيا‬ ‫اكثر مف احساس وقناعة المقاتميف بأف قائدىـ مبدع ‪ ،‬وقادر‬
‫عمى قيادتيـ في ظروؼ غير متوقعة ‪ ،‬ويعمؿ بسرعة عندما‬
‫والموت في سبيميا‪.‬‬
‫تدعو الحاجة لتدارؾ المواقؼ بعمؿ فوري وحازـ وسميـ‪.‬‬
‫وكانت العقيدة العسكرية الع ارقية‪ ،‬عقيدة وطنية وقومية‪ ،‬لا‬
‫شرقية ولا غربية‪ ،‬تستمد قوتيا ومقوماتيا مف العقيدة السياسية‪،‬‬ ‫ومف السمات التي غمبت عمى غالبية القادة العسكرييف في‬
‫وىي عقيدة عسكرية لـ تكف تركف إلى الانتماءات الضيقة‪ ،‬بؿ‬ ‫الجيش الع ارقي الوطني ‪ ،‬تمثمت في التأثير الانعكاسي الفاعؿ‬
‫تسمو إلى مستوى الخيمة الحاضنة لموحدة الوطنية بيف‬ ‫في نفوس مقاتمييـ مف خلاؿ سموكياتيـ التفصيمية‪ .‬فكاف القائد‬
‫صفوؼ أبناء القوات المسمحة والأمف باعتبارىا حزب الوطف‬ ‫دقيقاً في تصرفاتو وسموكو الشخصي اليومي ‪ ،‬ولعؿ الاعتناء‬
‫بمظيره الجيد في الاوقات كافة ‪ ،‬حلاقة ذقنو ‪ ،‬اسموب جموسو‬
‫الكبير‪.‬‬ ‫‪ ،‬وطريقة تناوؿ الطعاـ ‪ ،‬أولى تمؾ السموكية التي كانت تعبر‬
‫عف دقتو في التصرؼ ‪ ،‬ومدى تأثيره في نفوس معيتو الذيف‬
‫واذا ما نظرنا الى الجيش الع ارقي الوطني ومنذ تأسيسو عاـ‬
‫‪ 1921‬وعبر سني كفاحو ومسيرتو الجيادية العملاقة ‪ ،‬نجد‬

‫‪61‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫الع ارقي السيطره عمى مدينة المحمرة وعباداف و كثير مف مدف‬ ‫اف كافة وحداتو العسكرية تشكؿ فسيفساء جميمة متنوعة ‪،‬‬
‫عربستاف التي تقع في اقميـ الاحواز ذات الغالبية العربية‪.‬‬ ‫ولكنيا متحدة باليدؼ‪ ،‬يسود أبنائيا الإخاء والمودة والحب‪،‬‬
‫يجمعيـ حب الوطف والولاء لله ثـ لو وعرض أرواحيـ مشاريع‬
‫واثناء الحرب قاـ الجيش الع ارقي بالاستيلاء عمى المعسك ارت‬ ‫للاستشياد مف اجؿ الحفاظ عمى شموخو وىيبتو وسيادتو‬
‫الاي ارنية في المناطؽ التي سيطر عمييا و اخذ اسمحتيا مف‬ ‫واستقلالو واستق ارره‪ .‬وتجد ابف البصرة الى جنب ابف الانبار‬
‫دبابات ومدرعات ‪ ..‬الخ‪ .‬حيث كوف اسطولا جديدا مف‬ ‫والسميمانية والمثنى ونينوى وكركوؾ وديالى وميساف وكؿ‬
‫الدبابات الاي ارنية نوع جيفتيف ‪ Chieftain‬البريطانية الصنع ‪،‬‬ ‫المحافظات‪ ،‬يناموف في قاعة واحدة‪ ،‬وينيضوف لمتدريب‬
‫وفي نياية الحرب استطاع الع ارؽ الاستيلاء عمى ما يقارب‬ ‫الصباحي معا‪ ،‬يتناولوف الطعاـ عمى طاولة واحدة‪ ،‬ويتحدثوف‬
‫مف ‪ 700‬دبابة مف النوع المذكور وأىداىا الى القطر الاردني‬ ‫مع بعض بإخوة صادقة وصداقة حميمة‪ ،‬ويؤدوف الف ارئض‬
‫الدينية سوية دوف اف يعرؼ احدىـ عف الآخر او يسألو عف‬
‫الشقيؽ‪.‬‬ ‫مذىبو او يناقشو في تفاصيؿ مؤذية تخرج عف حدود الحاضنة‬
‫وكانت الحرب قد استمرت سجالا بيف الطرفيف حتى شير‬ ‫الوطنية‪ .‬وبيذا التنوع كانت القوات المسمحة قد حققت أعمى‬
‫نيساف ‪ /‬ابريؿ عاـ ‪ 1988‬حيث شيدت تطبيقاً حياً‬ ‫وأغمى وساـ ليا‪ ،‬بانبثاقيا مف الشعب ورسـ الصورة المصغرة‬
‫للاست ارتيجية العسكرية الع ارقية المعتمدة عمى العقيدة الدفاعية‬ ‫لو‪ ،‬والتعبير عف طموحاتو‪ ،‬وىي بذلؾ أدركت عاليا مياميا‬
‫الوطنية والقومية الحقيقية المناطة بيا كقوة ضاربة بيد الشعب‬
‫التعرضية‪.‬‬ ‫لا تأتمر إلا لو لمذود عف حياض الوطف وسيادتو وأمنو والذود‬

‫فبعد اف تمكنت اي ارف مف احتلاؿ مناطؽ واسعة وشاسعة‬ ‫عف الامة العربية اينما يتطمب الموقؼ ذلؾ‪.‬‬
‫وميمة مف الا ارضي الع ارقية الحدودية مثؿ مثمث الفاو‬
‫ومنطقة الشلامجة وجزر مجنوف النفطية ومنطقة الزبيدات‬ ‫محطات من المآثر الوطنية‬
‫ومناطؽ اخرى في القاطعيف الاوسط والجنوبي مف جبيات‬
‫الحرب الع ارقية الإي ارنية‬

‫في الوقت الذي كاف يعد فيو الخميني لغزو الع ارؽ ودوؿ‬
‫عربية أخرى ‪ ،‬استطاع الجيش الع ارقي صد ىجمات الجيش‬
‫الإي ارني و الحرس الثوري‪ .‬فالحرب أخذت مدتيا لثماف سنوات‬
‫‪ ،‬استطاع الجيش الع ارقي أف يدخؿ الى عمؽ الأ ارضي‬
‫الإي ارنية حتى وصؿ الى مشارؼ كرمنشاه‪ .‬واستطاع الجيش‬

‫‪62‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫المؤامرة الكبرى ومعركة ام المعارك‬ ‫القتاؿ‪ ،‬فإف الع ارؽ ومف عقيدتو الدفاعية التي كانت لا تسمح‬
‫بأي اخت ارؽ او احتلاؿ لشبر واحد مف الارض أعد خطة‬
‫انتجت الحرب الع ارقية الاي ارنية مميوف مقاتؿ ع ارقي مدرب‬ ‫عسكرية تعرضيو طموحة كانت مف افضؿ ما شيدتو‬
‫ومجرب يتحموف بروح معنوية عالية شكمت مف وجية النظر‬ ‫الاست ارتيجية العسكرية الع ارقية مف تطبيؽ لمبادئ الحرب‬
‫الصييونية خط اًر محدقاً حقيقياً عمى تواجد كياف العدو برمتو‬ ‫وخاصة مبادئ المباغتة والتحشد والعمميات التعرضية والامف‬
‫عمى ارض العرب‪ ،‬والذي ادى الى إثارة ريبة الصييونية مف‬ ‫والشؤوف الادارية وغيرىا ليبدأ تنفيذىا في السابع عشر مف‬
‫نيساف عاـ ‪1988‬باليجوـ عمى القوات الاي ارنية اليائمة التي‬
‫المتغير الجديد‪ ،‬لتقرر الانتقاؿ الى مرحمة استيداؼ الع ارؽ‪..‬‬ ‫رتبت دفاعاتيا بصورة وبصيغة وباسموب وحجـ لا يمكف لأي‬
‫م ارقب او محمؿ او قائد عسكري في النظر بعيف المنطؽ‬
‫ويبدو اف الموساد الصييوني قد اعتمد عمى ىذه الطروحات‬ ‫العسكري الاست ارتيجي الى إمكانية اخت ارؽ الدفاعات والقطعات‬
‫ليبدأ في عممية ضغط سياسي واعلامي واسعة النطاؽ ضد‬ ‫الاي ارنية المحتشدة والمدافعة في منطقة الفاو لما شممتو تمؾ‬
‫الع ارؽ وقيادتو مف خلاؿ التركيز عمى امتلاكو لاسمحة الدمار‬ ‫الدفاعات مف تحصينات طبيعية واصطناعية متتالية وصعبة‬
‫الشامؿ‪ .‬ثـ بدأت خيوط ىذه العممية تتحرؾ بكافة الاتجاىات‬ ‫‪ ،‬ولما تضمنتو الدفاعات الاي ارنية مف حشد ناري وبشري ىائؿ‬
‫وتحرؾ كؿ الاوساط الدولية والاقميمية ضد الع ارؽ ولعؿ واحداً‬ ‫الا اف القوات الع ارقية تمكنت مف تحقيؽ نصر عسكري سريع‬
‫مف اىميا كاف التحرؾ الأميركي والبريطاني ‪ ،‬حيث اعتمد‬
‫التحرؾ الأميركي عمى الضغط الاقتصادي بايقاؼ صفقة‬ ‫ومباغت خلاؿ مدة قياسية لـ تتجاوز ‪ 36‬ساعة فقط‪..‬‬
‫الحبوب المتفؽ عمييا والمدفوع ثمنيا وما تمتيا مف ضغوطات‬
‫ففي اليوـ الاوؿ مف شير رمضاف المبارؾ انطمقت القوات‬
‫اقتصادية‪.‬‬ ‫الع ارقية مف خطوط شروعيا وانجزت مياميا قبؿ غروب اليوـ‬
‫التالي ثـ توالت العمميات التعرضية الع ارقية في المناطؽ‬
‫أما الموقؼ البريطاني فتمثؿ بإرساؿ الجواسيس الى الع ارؽ‬
‫والذي سرعاف ما اكتشؼ امرىـ وما آؿ اليو الحاؿ في إعداـ‬ ‫الاخرى المحتمة‪،‬‬
‫الجاسوس البريطاني مف اصؿ اي ارني المدعو ( بازوفت )‬
‫والذي خمقت بريطانيا بعد اعدامو ازمة سياسية ضاغطة ضد‬ ‫حتى انتياء الحرب بالنصر الع ارقي المؤزر في الثامف مف‬
‫الع ارؽ‪ ،‬واسند الموقفيف الأميركي والبريطاني بدعـ مف بعض‬ ‫شير اغسطس آب عاـ ‪ 1988‬بعد أف فرض عمى اي ارف قبوؿ‬
‫الجيات العربية للاسؼ‪ .‬واخذت الحرب الاعلامية الخبيثة‬ ‫ق ارر مجمس الأمف الدولي ‪ 598‬وتـ اعلاف وقؼ إطلاؽ‬
‫بتشويو صورة الع ارؽ والتركيز والتضخيـ لقد ارت الع ارؽ‬
‫العسكرية وتيديدىا لما سمي بأمف منطقة الشرؽ الاوسط‪،‬‬ ‫النار‪.‬‬

‫وكأف العدو الصييوني لا يمتمؾ شيئاً يذكر!‬

‫‪63‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫محاولة بائسة لاطفاء شعمة الجيش الع ارقي الباسؿ الذي تمكف‬ ‫وأدى كؿ ذلؾ‪ ،‬وملابسات أخرى إلى دخوؿ الجيش الع ارقي‬
‫بعد أف نزع بزتو العسكرية وبالتعاوف مع مختمؼ فصائؿ‬ ‫حربا غير متو ازنة مع ‪ 35‬دولة أوليا الولايات المتحدة‬
‫المقاومة الوطنية مف طرد المحتؿ الأميركي بعد تكبده‬ ‫الأميركية التي خشيت تنامي نفوذ الع ارؽ وسعت لتأميف‬
‫الخسائر اليائمة في الارواح والاسمحة والمعدات عاـ ‪.2011‬‬ ‫مصالحيا في المنطقة‪ ،‬الامر الذي أدى إلى خسارة الجيش‬
‫الع ارقي في ىذه الحرب التي اخذت نحو شي اًر ونصؼ مف‬
‫محطات من المآثر القومية‬ ‫القتاؿ المستمر‪ .‬فالخسارة كانت كبيرة مف قواتو‪ ،‬مف جنود‬
‫ودبابات وطائ ارت اضافة لنزع الصو اريخ البعيدة المدى التي‬
‫كاف جيش الع ارؽ بحؽ جيش الأمة العربية فجعؿ مف قضية‬ ‫ضرب بيا العدو الصييوني مف نوع الحسيف والعباس اضافة‬
‫فمسطيف تاجاً عمى أرسو وارتبط اسـ فمسطيف باسـ جيش‬
‫الع ارؽ ولـ يتخمؼ عف الجياد ضد الصياينة الغاصبيف وما‬ ‫إلى فرض عقوبات عمى الع ارؽ ومنعو مف التسمح مف جديد‪.‬‬
‫ت ازؿ ارض جنيف تحتضف بكؿ حب ووفاء رفات شيداء جيش‬
‫الع ارؽ‪ ،‬فيما يعبؽ دـ الشيداء بعطره أرض الجولاف وجبؿ‬ ‫وعمى الرغـ مف الخسارة التي تكبدىا الجيش الع ارقي في ىذه‬
‫المعركة ‪ ،‬الا اف القوات الأميركية ايضا تكبدت خسائر اثناء‬
‫الشيخ وسيناء‪.‬‬ ‫المعركة بالقتاؿ البري‪ .‬ففي المعارؾ البرية في الكويت و‬
‫جنوب الع ارؽ نجحت قوات الحرس الجميوري الع ارقي بتدمير‬
‫شارؾ الجيش الع ارقي في حرب فمسطيف عاـ ‪ 1948‬وكاف‬ ‫الكثير مف الدبابات و المدرعات الأميركية عمى ايدي ابطاؿ‬
‫ىو أحد الجيوش العربية التي أبمت بلا ًء حسنا إلى جانب‬ ‫رجاؿ الميمات الصعبة مف الحرس الجميوري ‪ .‬لذلؾ لجأت‬
‫إخوانيـ الفمسطينييف ‪ ،‬فألحؽ الي ازئـ بالعصابات الصييونية‬ ‫أميركا الى استخداـ السلاح الجوي بكثافة ىائمة والتركيز فيو‬
‫وشارؾ في تحرير قسـ كبير مف فمسطيف وكاف عمى وشؾ‬ ‫عمى قوات الحرس الجميوري ولمدة تجاوزت الاربعيف يوما‬
‫إسقاط تؿ أبيب لولا المؤامرة الدولية التي أوقفت القتاؿ يوـ ‪11‬‬ ‫ليلا ونيا ار وبشكؿ متواصؿ ‪ ،‬مما ادى الى خسارة الجيش‬
‫حزي ارف‪ /‬يونيو ‪ 1948‬مما فسح المجاؿ أماـ العصابات‬ ‫الع ارقي وانسحابو مف الكويت الى الصح ارء الع ارقية انسحابا‬
‫الصييونية لإعادة تنظيميا مف جديد وبعد استئناؼ القتاؿ بقي‬
‫الجيش الع ارقي يحارب ببسالة إلى جانب قوات الجياد المقدس‬ ‫غير منظـ‪.‬‬
‫الفمسطيني وعندما انتيت الحرب رفض الع ارؽ توقيع اتفاؽ‬
‫اليدنة مع الصياينة‪ ،‬وقد اجمع الم ارقبوف انو لىلا الجيش‬ ‫واستمر بعد ذلؾ الحصار الشامؿ عمى الع ارؽ وقواتو المسمحة‬
‫العزاقي لكان الصهايىة قد احتلىا كل فلسطيه عام ‪8491‬‬ ‫الباسمة لمدة ‪ 13‬عاما تخممو تبني ما يسمى بخطي العرض‬
‫‪ 32‬و‪ 36‬لتنفيذ ضربات جوية يومية عمى الع ارؽ خارج اطار‬
‫ولما بقيت الضفة الغزبية في يد الأردن آوذاك‪.‬‬ ‫موافقة مجمس الامف الدولي حتى تـ ليـ غزو واحتلاؿ الع ارؽ‬
‫في التاسع مف نيساف‪ /‬ابريؿ عاـ ‪ 2003‬بجيوشيـ الج اررة في‬
‫ويستذكر الفمسطينيوف بطولات الجيش الع ارقي حيث توجد في‬
‫جنيف شماؿ فمسطيف بالضفة الغربية مقبرة لشيداء الجيش‬

‫‪64‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫كما اف مقبرة الشيداء في منطقة المفرؽ بالأردف ستبقى‬ ‫الع ارقي التي قاتؿ فييا الع ارقيوف‪ .‬ونظ ار للاحت ارـ الفائؽ‬
‫شاخصة وشاىدة عمى أف جيش الع ارؽ ىو جيش الأمة‬ ‫والاىتماـ الكبير مف قبؿ الشييد المييب الركف صداـ حسيف‬
‫يرحمو الله بالشيداء فقد أمر في عاـ ‪ 2002‬بتشكيؿ لجنة‬
‫العربية اينما يتطمب ذلؾ‪..‬‬ ‫تتولى إعادة أعمار مقبرة الشيداء في جنيف بالرغـ مف سيطرة‬

‫الكياف الصييوني عمى المنطقة‪.‬‬

‫ووجو يرحمو الله باتخاذ كافة السبؿ اللازمة لتنفيذ ىذا الأمر‬
‫بالاتفاؽ مع السمطة الفمسطينية‪ .‬ورصدت المبالغ لذلؾ وتـ‬
‫رسـ الخ ارئط التصميمية إلا إف المشروع لـ يكتمؿ بسبب‬

‫الاحتلاؿ الأميركي الغاشـ لمع ارؽ‪.‬‬

‫وفي حرب ‪ 1967‬أشاد الم ارقبوف لمسار الحرب باستبساؿ‬
‫الجيشيف العربييف الأردني والع ارقي حيث كاف الأوؿ متمرك اًز‬
‫في القدس فيما تمركزت القطعات الع ارقية شماؿ الضفة‬
‫الغربية ‪ ،‬لكف عدـ وجود التخطيط المسبؽ والتنسيؽ المباشر‬
‫بيف ىذه الجيوش والجيوش العربية الأخرى ادى إلى ىزيمة‬
‫الخامس مف حزي ارف المنكرة وسقوط كؿ مف الضفة الغربية و‬
‫قطاع غزة والقدس الشرقية بالإضافة لشبو جزيرة سيناء‬
‫المصرية وىضبة الجولاف السورية بيد العدو الصييوني‪ .‬أما‬
‫في حرب تشريف الأوؿ‪ /‬أكتوبر ‪ 1973‬فقد قاـ الجيش الع ارقي‬
‫بدور بطولي عندما ساىـ في إيقاؼ التقدـ الصييوني تجاه‬
‫العاصمة السورية‪ ،‬بعد أف زحؼ بدباباتو عمى السرؼ (‬
‫الجنازير ) وتوجيت كؿ مف الفرقتيف المدرعتيف الثالثة‬
‫والسادسة مف أعماؽ الع ارؽ إلى الجبية السورية لعدـ توفر‬

‫‪65‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫العسكرية‪ ،‬كما قدمت القيادة الع ارقية مبمغ سبعة ملاييف جنية‬ ‫ناقلات الدبابات الكافية لنقؿ كامؿ القوات التي قررت القيادة‬
‫استرليني لمقيادة المصرية لدعـ مجيودىا الحربي‪.‬‬ ‫الع ارقية المشاركة بيا في القتاؿ‪ ،‬مما أدى إلى تغيير في‬
‫موازيف القوى‪ ،‬فألحؽ بالجيش الصييوني خسائر فادحة‪ .‬أما‬
‫وختاماً‪ ،‬لابد مف القوؿ ىكذا كاف جيش الع ارؽ الوطني الباسؿ‬ ‫عمى الجبية المصرية فكاف رئيس ىيئة اركاف الحرب‬
‫جيشا لمنصر وجيشا لمشيادة وجيشا لمع ارؽ وجيشا للأمة‬ ‫المصرية‪ ،‬المرحوـ الفريؽ سعد الديف الشاذلي‪ ،‬قد ازر الع ارؽ‬
‫العربية بأسرىا‪ ،‬وىذا ما يشيد بو تاريخو المجيد عبر سنينو‬ ‫قبؿ الحرب بثمانية أشير طالبا امكانية الدعـ الع ارقي لمحرب‬

‫المجيدة‪.‬‬ ‫دوف الاشارة الى موعد نشوبيا‪.‬‬

‫وبالحاؿ ارسؿ الع ارؽ السربيف ‪ 66‬و‪ 29‬مف طائ ارت‬
‫ىوكرىنتر والمذيف شاركا في الضربة الاولى فأصابت الطائ ارت‬
‫الع ارقية اىدافيا بشكؿ دقيؽ ودمرت مدافع مقاومة الطائ ارت‬
‫والعديد مف الدبابات الصييونية في المحور الاوسط مف شبو‬
‫جزيرة سيناء‪ ،‬وفييا ارتقى ثلاثة مف الضباط الطياريف شيداء‬

‫خالديف عند ربيـ يرزقوف‪.‬‬

‫وحاؿ بدء الحرب ازر الشييد صداـ حسيف فرنسا وقدـ‬
‫لمفرنسييف شيكاً مفتوحاً لدعـ مصر في مجاؿ المعدات‬

‫‪66‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫سلسلت منجساث ثورة ‪ ٠٣ - ٧١‬تموز " استجابت للتحذياث القوميت وتلبيت طموحاث التنميت الوطنيت"‬
‫)الحلقت الرابعت )‬

‫ال ّسياست الخارجيّت العراقيّت‪ :‬الأبعاد العربيّت وال ّذوليّت‬
‫تحليل لمضمون الأفكار والمبادئ ‪3٣٣٠-٧691‬‬

‫والمتغّي ارت المكّونة لمبيئتيف الّداخمّية والخارجّية لمّدولة‪ .‬لقد‬ ‫ل ّسياسة الخارجّية الع ارقّية‪ :‬الأبعاد العربّية والّدولّية‬
‫تأ ّسست الاست ارتيجّية ال ّسياسيّة الع ارقّية عمى قاعدتيف‬
‫تحميؿ لمضموف الأفكار والمبادئ ‪2003-1968‬‬
‫متفاعمتيف‪:‬‬
‫السفير الدكتور غازي فيصؿ حسيف‬
‫الأولى‪ ،‬أيديولوجّية حزب البعث العرب ّي الاشت ارك ّي‪ ،‬والثّانية‪،‬‬
‫التّجربة الواقعّية والميدانيّة‪ ،‬لما يبمور رؤية منطقّية لجميورّية‬ ‫الموضوع‪ :‬محاولة لتحميؿ المبادئ والقواعد الإيديولوجيّة‬
‫لمقومّية العربّية إضافة للأىداؼ التّطبيقّية‪ ،‬والمتغّي ارت‬
‫الع ارؽ حياؿ القضايا الّدولّية‪.‬‬ ‫ال ّسياسّية العربّية والّدوليّة‪ ،‬بمعنى آخر‪ :‬تحميؿ المضموف‬
‫الّنظر ّي‪ ،‬واد ارؾ عناصر واتّجاىات ال ّسياسة الخارجّية لمع ارؽ‪،‬‬
‫اختمفت نظرة حزب البعث إلى ال ّسياسة الخارجّية عف نظرة‬
‫الّنظـ والأح ازب التّقميدّية‪ ،‬التي لا تؤّدي إلاّ لمتّناقض‬ ‫التي ميّدت لظيور دولة جوىرّية لمتّوازف الإقميم ّي‪.‬‬
‫"والغموض والتّذبذب الّدائـ وتسمح بتسخير ال ّسياسة القوميّة‬ ‫‪ .1‬المبادئ الوطنّية والقومّية لم ّسياسة الخارجيّة‬
‫للأغ ارض والمصالح ال ّشخصّية"‪ ،‬ورفض حزب البعث‬
‫الانطلاؽ مف سياسة تع ّصبّية عقائدّية مصطنعة‪ ،‬تقع خارج‬ ‫مف المؤّكد‪ ،‬أ ّف ثورة ‪ 30 -17‬ت ّموز ‪ ،1968‬عكست أبرز‬
‫دائرة الأ ّمة العربّية‪ ،‬وشّدد عمى ضرورة استناد ال ّسياسة العربّية‬ ‫تحّوؿ سياس ّي ميّـ في تاريخ الع ارؽ الحديث‪ .‬حيث تطّور‬
‫عمى القومّية‪ ،‬وأف تعمؿ "بوحي مف مصمحة الأ ّمة العربّية‪،‬‬ ‫الفكر ال ّسياس ّي عمى صعيد الّدولة‪ ،‬عبر الّربط الح ّي‪ ،‬بيف‬
‫ورسالتيا الإنسانّية" لمّدفاع عف حّرّية ال ّشعب العرب ّي وال ّشعوب‬ ‫الأيديولوجّية العربّية والأحداث ال ّسياسّية‪ ،‬وبرزت مسألتاف‪:‬‬
‫المستعمرة‪ ،‬ورفض حزب البعث مفيوـ "ال ّسياسة الواقعّية"‪،‬‬ ‫اقتصادّية‪ ،‬ىيمنة شركات الّنفط الأجنبّية‪ ،‬اجتماعّية‪ ،‬المسألة‬
‫لأّنيا تقود إلى ميادنة الإمبريالّية‪ .‬لقد طالب ال ّشعب العرب ّي‬
‫"بالتّحرر مف الاستعمار والاستثمار‪( ،‬وأ ّكد أ ّف) معركتو‪،‬‬ ‫الكردّية‪ ،‬الوحدة الوطنّية‪.‬‬
‫معركة شعب لا معركة طبقة" وفي ىذا‪ ،‬يمتقي العرب مع‬
‫عممت قيادة الثورة عمى التوصل إلى حل سممي وطني‬
‫اتّجاه العصر‪ ،‬اتّجاه ال ّشعوب والأمـ‪ ،‬ومع التّقّدـ البشر ّي‬ ‫لمقضية الكردية‬
‫العا ّـ‪.‬‬
‫لذا جاء الأداء ال ّسياس ّي لمّدولة ليعكس الاىتماـ بالّربط بيف‬
‫لقد نظرت الأيديولوجّية إلى سياسة ال ّص ارع بيف المعسك ارت‬ ‫الاستقلاؿ ال ّسياس ّي والتّنمية الاقتصادّية‪ ،‬لأ ّف ال ّسياسة‬
‫"نظرة حياد واستقلاؿ"‪ ،‬وأ ّكدت عمى رفض الانحياز لمقوى‬ ‫الخارجّية لمّدولة تمثّؿ حصيمة العلاقات التّفاعميّة بيف الحقائؽ‬

‫‪55‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫‪ .2‬أهداف ال ّسياسة الخارجّية لمع ارق‬ ‫الكبرى‪ ،‬ورفضت تقسيـ العالـ إلى كتؿ متصارعة وطالبت‬

‫نجحت جميورّية الع ارؽ في مواجية التّحّديات عبر‪ :‬تأميـ‬ ‫بالعمؿ عمى ‪":‬فسح المجاؿ لتعيش ال ّشعوب‪ ،‬ضمف الأنظمة‬
‫عممّيات شركة نفط الع ارؽ ‪ ،1972/6/1‬استثمار الكبريت‬
‫وطنّيا‪ ،‬إعادة تشغيؿ المصانع ووضع خطط استثمارّية لبناء‬ ‫المختمفة"‪ ،‬وىذا يعني رفض الارتباط بمعاىدات مع الّدوؿ‬
‫القاعدة ال ّصناعّية‪/‬الّز ارعّية المتطّورة‪ ،‬فتح الحوار مع الأح ازب‬ ‫الاستعماريّة‪ ،‬لأّنيا تتعارض مع حّرّية واستقلاؿ ووحدة الأ ّمة‬
‫ال ّسياسّية واعلاف الميثاؽ الوطن ّي‪ ،‬وتشكيؿ الجبية الوطنّية‬ ‫العربّية‪ .‬إ ّف سياسة عدـ الانحياز كما ي ارىا القائد المؤ ّسس "لا‬
‫والقومّية التّقدمّية عاـ ‪ ،1973‬التّو ّصؿ لح ّؿ المسألة الكردّية‬ ‫تعني رفض التّعامؿ مع الغرب بؿ رفض احتكار الغرب ليذا‬
‫مف خلاؿ بياف ‪ 11‬آذار ‪ 1970‬ثـ قانوف الحكـ الّذات ّي ‪11‬‬ ‫التّعامؿ‪ ،‬وتقبؿ بالتّعامؿ مع الغرب وال ّشرؽ عمى ال ّسواء‬
‫آذار ‪ .1974‬إ ّف ما تحقّؽ عمى صعيد الاستقلاؿ ال ّسياس ّي‬ ‫لتحقيؽ مصمحة شعوبيا" عبر الّدعوة لإق ارر سلاـ عالم ّي‬
‫والاقتصاد ّي جاء تطبيقا لدستور ‪ ،1970‬الذي عّد الع ارؽ‬ ‫مبن ّي عمى المساواة بيف ال ّشعوب‪ ،‬مف أجؿ بناء الّديمق ارطّية‬
‫جميورّية ديمق ارطّية شعبّية ذات سيادة‪ ،‬ىدفو الأساس تحقيؽ‬ ‫وتحقيؽ الازدىار‪" .‬لأ ّف الفقر والحرب ييّدداف ال ّسمـ والّرخاء‬
‫العالمّييف"‪ ،‬لذا يتو ّجب عمى الّدوؿ الكبرى العمؿ بجّدّية لوضع‬
‫دولة عربّية مو ّحدة واقامة الّنظاـ الاشت ارك ّي‪.‬‬ ‫حموؿ جذرّية لمشكلات الّدوؿ الّنامية وتوفير مستوى لائؽ لكؿ‬
‫الأمـ‪ ،‬يضمف الحّرّية ويحقّؽ الوحدة ويمنع اندلاع الحروب‪،‬‬
‫الأب القائد المرحوـ احمد حسف البكر يعمف ق ارر التاميـ الخالد‬ ‫لذا طالب حزب البعث لتحقيؽ التّوازف في العلاقات الّدولّية‬
‫بالعمؿ عمى‪ :‬إلغاء جميع المعاىدات مع الّدوؿ الأجنبّية‪،‬‬
‫‪ 1.2‬العلاقة بين الوطن ّي والقوم ّي‬ ‫رفض الأحلاؼ واجلاء القواعد‪ ،‬تأميـ الّنفط واستثمار الثّروة‬

‫إ ّف الع ارؽ في رؤية ال ّسيد الّرئيس الّارحؿ صّداـ حسيف‪ ،‬جزء‬ ‫القوميّة‪ ،‬التّم ّسؾ بمبادئ عدـ الانحياز‪.‬‬
‫مف الأرض الأوسع‪ ،‬الوطف العرب ّي‪ ،‬ولو دوره عمى ال ّصعيديف‬
‫الإقميم ّي والبشر ّي في تحقيؽ حالة الوحدة وتصفية حالة‬ ‫ما تقّدـ يعني باختصار‪ :‬صيانة الاستق ارر لتأكيد الخصوصّية‪،‬‬
‫التّجزئة‪ .‬إ ّف العمؿ الوحدو ّي في رؤية سيادتو يستند إلى‬ ‫مع ضرورة "الانفتاح عمى العالـ وتجاربو المعاصرة" ىذه ىي‬
‫عامميف‪" :‬العامؿ الاقتصاد ّي بحركتو ودوره المؤثّريف في ىدؼ‬
‫الوحدة‪ ،‬العامؿ الثّاني ىو التّأثير المتبادؿ بيف نظامنا القوم ّي‪،‬‬ ‫أبرز عناصر ال ّسياسة الخارجّية العربّية‪ ،‬والعلاقات الّدولّية‪،‬‬
‫واتّجاىات وحركة ال ّسياسة الّدولّية"‪ .‬ولتحقيؽ ىذا اليدؼ‪ ،‬لا بّد‬ ‫والتي بقيت متحّررة مف الجمود العقائد ّي أو الّدوغمائّية‪ ،‬لأ ّف‬
‫مف الوصوؿ إلى الاكتفاء الّذات ّي عبر التّنمية ال ّشاممة لتحرير‬ ‫الأفكار الحّية كما يقوؿ القائد المؤ ّسس‪ ،‬المرحوـ احمد ميشيؿ‬
‫الاقتصاد الع ارق ّي مف اعتماده عمى الّنفط‪ ،‬لأ ّف "النّفط محكوـ‬ ‫عفمؽ‪ ،‬تكوف دائما "في حالة إعادة بناء"‪ .‬بناء عمى ىذه‬
‫بتقمّبات ال ّسوؽ الّأرسمالية واست ارتيجيّتيا" وىذا ما يؤّدي إلى‬
‫المبادئ الأيديولوجيّة القومّية العربّية وضعت أىداؼ ال ّسياسة‬
‫الخارجّية الع ارؽ بعد ‪ 30 -17‬ت ّموز ‪.1968‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫‪ 1981‬لمبلاد العربّية بقيمة ‪ 4.8‬مميار دولار‪ ،‬وىذا ما يكوف‬ ‫إلحاؽ الاقتصاد الع ارق ّي وتبعّيتو للاقتصاد الّأرسمال ّي‪ .‬فلا‬
‫‪ % 41.56‬مف المعّدؿ ال ّسنو ّي لما قّدمتو الّدوؿ الّنفطّية‬ ‫سبيؿ للاستقلاؿ ال ّسياس ّي إلاّ عبر تحقيؽ التّنمية ال ّشاممة‪،‬‬
‫العربّية مجتمعة‪ ،‬كما يبمغ مجموع ما قّدمو الع ارؽ مف‬
‫لكي يكوف الاقتصاد الع ارق ّي مستق ار ومزدى ار‪.‬‬
‫‪ 1989-1985‬ما مجموعو ‪ 7.4‬مميار دولار)‪.‬‬
‫لقد وضع ال ّسّيد الّرئيس صداـ حسيف ثلاثة ثوابت لتحقيؽ‬
‫عمؿ الع ارؽ عمى تعزيز العمؿ العربي المشترؾ وتفعيؿ‬ ‫است ارتيجيّة التّنمية‪ :‬تحرير الّنفط‪ ،‬بناء الاقتصاد عمى ركيزتيف‬
‫صناعة‪/‬ز ارعة‪ ،‬التّ اربط بيف التّنمية الّز ارعّية وال ّصناعّية‪ .‬وىذا‬
‫اجتماعات القمـ العربية‬ ‫يتطمّب الاىتماـ بالبحث العمم ّي واستيعاب العموـ والتّكنولوجيا‪،‬‬
‫في إطار است ارتيج ّي شامؿ وطن ّي‪/‬قوم ّي‪ ،‬بإمكانو تغيير‬
‫ولتعزيز الأمف الوطن ّي والقوم ّي‪ ،‬جاء إعلاف ميثاؽ الأمف‬ ‫المجتمع بصورة جذرّية في إطار مفيوـ اشت ارك ّي يضمف‪:‬‬
‫القوم ّي‪ ،‬مف لدف ال ّسيد الّرئيس الّارحؿ صّداـ حسيف في ‪8‬‬ ‫الحّرّية الاقتصادّية‪ ،‬والحّرّية الاجتماعّية وال ّسياسّية‪ ،‬والعدالة‪،‬‬
‫شباط ‪ ،1980‬الذي حّدد وسائؿ تفعيؿ است ارتيجّية قوميّة‬
‫شاممة تنظّـ العلاقات بيف الّدوؿ العربّية وبيف دوؿ الجوار‬ ‫والتّحّرر مف التّبعّية لمّأرسمالّية الّدولّية‪.‬‬
‫ودوؿ العالـ الكبرى والوسيطة‪ .‬ودعا الإعلاف‪ :‬إلى منع‬
‫ولتحقيؽ ىذه الغايات‪ ،‬عقد "المؤتمر القوم ّي لاست ارتيجّية‬
‫استخداـ القّوة المسمّحة في الّن ازعات التي تنشأ بيف الّدوؿ‬ ‫العمؿ الاقتصاد ّي المشترؾ" في مايس ‪ ،1978‬حيث رّكز‬
‫العربّية‪ ،‬ودعا إلى حمّيا في إطار العمؿ العرب ّي المشترؾ وأ ّكد‬ ‫سيادة الّرئيس عمى العلاقة بيف مستقبؿ العرب والتّنمية مف‬
‫عمى أى ّمية احت ارـ حقوؽ ال ّسيادة مع دوؿ الجوار‪ ،‬وعدـ‬ ‫خلاؿ استثمار الأمواؿ الّنفطّية‪ ،‬لأّنيا تش ّكؿ عنصر قّوة‪ .‬ودعا‬
‫المّجوء لاستخداـ القّوة‪ ،‬ورفض انتشار القواعد العسكرّية‬ ‫العرب لمتّنسيؽ والتّعاوف بما يجعؿ عممّية التّنمية في خدمة‬
‫والجيوش الأجنبّية لأ ّف في ذلؾ إخلالا بالحقوؽ ال ّسيادّية‬ ‫المصمحة العربّية العميا والتّكامؿ الاقتصاد ّي‪ ،‬والابتعاد عف‬
‫والاستقلاؿ‪ ،‬ويعّرض الأمف القوم ّي العرب ّي لانتياكات خطيرة‪.‬‬
‫التّنافس بيف الأقطار العربيّة في مجاؿ الإنتاج‪.‬‬
‫ومف ىذه المنطمقات كاف اىتمامو بانشاء مجمس التعاوف‬
‫وخلاؿ مؤتمر الق ّمة العرب ّي العاشر في تونس‪ 1979 ،‬دعا‬
‫العربي مع مصر والأردف واليمف‪ ،‬في خطوة عممية لتعزيز‬ ‫الّرئيس لعقد ق ّمة اقتصادّية عربيّة‪ ،‬متخ ّصصة في ال ّشؤوف‬
‫الاقتصادّية وسبؿ التّعاوف المثمر‪ ،‬لتعزيز العمؿ الوحدو ّي‪،‬‬
‫التكامؿ العربي وترسيخ المبادئ الوحدوية‪.‬‬ ‫ولإلغاء مظاىر التّمايز الطّبق ّي الحاّدة في الأ ّمة الواحدة بيف‬
‫دوؿ شبعانة إلى حّد التّخمة‪ ،‬وبيف دوؿ فقيرة إلى حّد‬
‫الاجتماع الثاني لمجمس التعاوف العربي في عماف ‪1990‬‬ ‫الانسحاؽ‪( .‬قّدـ الع ارؽ مساعدات وقروضا خلاؿ ‪-1973‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫ال ّسيادة‪ ،‬والعمؿ مف أجؿ "الّدعوة لم ّسلاـ" بصورة "صادقة‬ ‫‪ 2.2‬ال ّص ارعات الّدولّية‬
‫وسميمة" عبر احت ارـ ميثاؽ الأمـ المتّحدة‪.‬‬
‫بعد انتياء الحرب الباردة‪ ،‬وسقوط جدار برليف عاـ ‪،1989‬‬
‫‪ 3.2‬عدم الانحياز‬
‫نشأ وضع دول ّي جديد‪ ،‬انفردت فيو الولايات المتّحدة‪ ،‬معتمدة‬
‫مفيوـ عدـ الانحياز في منيج الّرئيس الّارحؿ صّداـ حسيف‬ ‫مبدأ استخداـ القّوة بدلا عف القانوف والّنظاـ‪ ،‬لانت ازع‬
‫يعني ‪ :‬عدـ التّد ّخؿ في ال ّشؤوف الّداخمّية ليذه الّدوؿ‪ ،‬وسموؾ‬ ‫الامتيا ازت لم ّسيطرة عمى م اركز الطّاقة والمواّد الأّولّية والأسواؽ‬
‫طريؽ الحوار لبناء علاقات قائمة عمى روح مبادئ باندونغ‬ ‫لمنتجاتيا العسكريّة والمدنّية‪ ،‬حيث تش ّكؿ صناعاتيا العسكرّية‬
‫‪ % 40‬مف الّدخؿ القوم ّي لأمريكا‪ ،‬وىذا ما يدفعيا لتشجيع‬
‫لمقضاء عمى التّخمّؼ وتدعيـ الاستقلاؿ ورفض سياسة‬
‫الأحلاؼ والقواعد العسكرّية الأجنبّية‪ ،‬وتحريـ المّجوء إلى القّوة‬ ‫تجارة ال ّسلاح واندلاع الحروب‪.‬‬
‫لف ّض الّن ازعات‪ ،‬واستخداـ الوسائؿ ال ّسممّية لح ّؿ الّن ازعات‪،‬‬
‫والعمؿ عمى إ ازلة جميع أنواع "الاستغلاؿ أو التّمييز عمى‬ ‫وىنا تعود لتبرز فكرة ال ّسّيد الّرئيس الّارحؿ حوؿ مستقبؿ‬
‫ال ّصعيد الاقتصاد ّي‪ ..‬لموصوؿ إلى إقامة نظاـ اقتصاد ّي‬ ‫العلاقات الّدولّية‪ ،‬التي ستشيد ظيور م اركز قوى جديدة تؤثر‬
‫عادؿ‪ ..‬والإيماف بح ّؽ ال ّشعوب في ال ّسيطرة الكاممة والف ّعالة‬ ‫في ال ّسياسة الّدولّية تأثي ار اقتصادّيا (اليند‪ ،‬ال ّصيف‪ ،‬الياباف‪،‬‬
‫عمى ثرواتيا الطّبيعّية واستثمار مواردىا لصالح التّنمية‬
‫الب ارزيؿ‪ ،‬أوروّبا‪ ،‬روسيا‪ ،‬الوطف العرب ّي)‪.‬‬
‫المستقمّة"‪.‬‬
‫لذا ستشيد العلاقات الّدولّية‪ ،‬متغّي ارت واحتمالات عديدة‪ ،‬بديلا‬
‫في إطار ما تقّدـ‪ ،‬وبغية تطوير العلاقات بيف دوؿ الجنوب‬ ‫عف التّفّرد الأمريك ّي‪ ،‬ولقد أ ّكد سيادة الّرئيس في خطابو في‬
‫الّنامية أ ّكد ال ّسّيد الّرئيس عمى‪:‬‬ ‫‪ 17‬ت ّموز ‪ 1996‬وجود بعض الظّواىر المي ّمة التي تش ّكؿ‬

‫أى ّمية تطوير العلاقات بيف دوؿ عدـ الانحياز‪ ،‬اقتصادّيا‬ ‫نيوضا نسبيّا في الحياة الّدولّية‪:‬‬
‫وتكنولوجّيا وسياسّيا‪.‬لكي تتم ّكف الّدوؿ النامية مف المساىمات‬
‫بصورة جّدّية في بناء ال ّسلاـ العالم ّي‪ .‬لأّنالتّطّور والتّقّدـ يحّرر‬ ‫‪ .1‬تنامي روح الاستقلاؿ‪.‬‬

‫ىذه الّدوؿ مف الييمنة الّأرسمالية‪.‬‬ ‫‪ .2‬تنامي نزعة التّخمص مف الييمنة ومناىضة الإمبرياليّة‪.‬‬

‫نستنتج عمى صعيد التّطبيؽ أ ّف الع ارؽ أثبت عبر مثالو‬ ‫‪ .3‬بروز سياسات في الّدوؿ ال ّصناعّية معارضة لمييمنة‬
‫المستق ّؿ‪ ،‬أ ّف التّنمية ممكنة‪ ،‬بؿ وحتمّية لمحفاظ عمى الإ اردة‬ ‫الأمريكّية‪ ،‬وىذا قد يدفع بالتّأثير إيجابيّا عمى "ال ّسياسة الّدولّية‪،‬‬
‫واحت ارـ القانوف الّدول ّي بما يوفّر سلاما حقيقيّا" لبناء العلاقات‬
‫الحّرة‪ ،‬وأ ّف تطبيع التّكنولوجيا مسألة جوىرّية لتحقيؽ التّقّدـ‪.‬‬ ‫بيف الّدوؿ عمى أساس التّكافئ والحّرّية والإنصاؼ واحت ارـ‬

‫‪58‬‬

‫العدد(‪ 11 )29‬آب ‪2017‬‬ ‫ملحق خاص‬

‫فمف ال ّضرور ّي قياـ الأط ارؼ المعنّية إقميمّيا ودولّيا‪ ،‬بتقديـ‬ ‫‪ 4.2‬ال ّسلام والأمن‬
‫تضحيات مف أجؿ تحقيؽ ال ّسلاـ دفاعا عف الحّريّة وال ّسيادة‪.‬‬
‫لمواجية تحّديات الّنيضة‪ ،‬واستقلاؿ ال ّسياسة الخارجّية لمع ارؽ‪،‬‬
‫وزير خارجية الع ارق الدكتور ناجي الحديثي يعمن عام‬ ‫عممت الّأرسمالّية العالمّية عمى تحويؿ الّنفط مف عامؿ لمقّوة‬
‫إلى عامؿ لمتّجزئة‪" .‬فبدلا مف جعمو عنص ار ماّدّيا يغّذي‬
‫‪ 2002‬عودة مفتشي السلاح الدوليين في الأمم المتحدة في‬ ‫الاعتبا ارت الّروحّية‪ ،‬حّوؿ إلى عامؿ لتقسيـ العرب اقتصاديّا‬
‫وسياسّيا‪ ،‬فوضعوا الّنفط في أيدي القمّة فأفسدوىا‪ ،‬وحرموا‬
‫بادرة سلام ع ارقية‬ ‫الكثرة مف مصدر القّوة ليضعفوىا" ومف أجؿ أف يكوف ك ّؿ‬
‫العرب أقوياء‪ ،‬يفترض إلغاء ىذا التّبايف‪ ،‬بيف مف يممؾ الّنفط‪،‬‬
‫إ ّف الحوار‪ ،‬كما يؤّكد سيادتو ىو "الطّريؽ ال ّصحيح لم ّسلاـ‪،‬‬
‫واف ال ّسلاـ يجب أف يكوف شاملا ونيائّيا" عندىا سيكوف بّنا ًء‪،‬‬ ‫ومف لا يمتمكو‪.‬‬
‫لأّنو مبن ّي عمى التّوازف والتكافئ في العلاقات الّدولّية‪ ،‬وعمى‬
‫أساس الاحت ارـ المتبادؿ‪ ،‬لمتّمييد لبناء علاقات تعاوف بيف‬ ‫إ ّف ال ّسلاـ والأمف‪ ،‬في فكر القائد يتخطّياف المفاىيـ التّقميدّية‪،‬‬
‫الّدوؿ صغيرىا وكبيرىا‪ ،‬غنّييا وفقيرىا "عمى أساس العدؿ‬ ‫أي أّنيما لا يٌبنياف فقط عمى علاقات القّوة العسكريّة‪ ،‬بؿ‬
‫والإنصاؼ والمساواة" بتطبيؽ ق ار ارت الأمـ المتّحدة "بروحّية‬ ‫ي ارىما في مدياتيما الإنسانّية والاجتماعّية والثّقافّية مف خلاؿ‬
‫واحدة" لخدمة قضّية الإنسانّية في الحّرّية والعدالة والتّقّدـ‬ ‫إ ازلة الفوارؽ الحاّدة بيف الأغنياء والفق ارء في العالـ عبر‪:‬‬
‫توزيع عادؿ لمثّروة‪ ،‬وضماف حّرّية انتقاؿ العموـ والتّكنولوجيا‬
‫والازدىار‪.‬‬ ‫لبناء عالـ متوازف ومتوافؽ‪ .‬ال ّسلاـ والأمف في فكر القائد‬
‫الّارحؿ يرتبطاف بالبيئة والأمف البيئ ّي‪ ،‬الميّدد بفعؿ‬
‫الاستثما ارت الّأرسمالّية الواسعة‪ ،‬ال ّسلاـ يرتبط بالتّفاعؿ بيف‬
‫العناصر الاجتماعّية والاقتصادّية للأزمات‪ ،‬والبحث عف‬
‫مخارج وحموؿ مف خلاؿ تحميؿ أسباب ودوافع الأزمة‪ ،‬فلا‬

‫يمكف تجزئة مشكلات‪ :‬كالطّاقة أو المياه‪ ،‬أو التّمّوث‪ ،‬أو‬
‫شعب فمسطيف‪ ،‬عف ظاىرة انعداـ الاستق ارر في المنطقة‪ ،‬لذا‬

‫يفترض البحث عف حموؿ جّدّية لجميع ىذه المشكلات‪ ،‬إف‬
‫"ال ّسلاـ مكسب كبير وميّـ" وفؽ تصّور ال ّسّيد الّرئيس الّارحؿ‪،‬‬

‫‪59‬‬


Click to View FlipBook Version