The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

مجلة طليعة لبنان العدد نيسان 2019

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search

مجلة طليعة لبنان العدد نيسان 2019

مجلة طليعة لبنان العدد نيسان 2019

‫طليعة لبنان الواحد ‪/‬نيسان ‪9102‬‬

‫تجمع المرأة اللبنانية‬

‫دورا فاعلا في تل المحطات واستحقت التكريأم والأتأقأديأر‬ ‫في حفل تكريم الأمهات على مسرح الرابأطأة الأثأقأافأيأة‬
‫من كل مكان حلت به‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ ٠٧/٠/3٣٧٦‬بالتعاون مع مجمأوعأة مأن الأهأيأئأات‬
‫النسائية الشمالية وبمشاركة وفد من تجمع المرأة اللبنأانأيأة‬
‫يفتخر تجمع المرأة ويسمو بتكريم احدى عميداته وواحأدة‬ ‫برئاسة مس ولة فرع الشمال د ‪ .‬عليا محفوظ عبأر تأكأريأم‬
‫من أميرات النضال في صفوفه‪ ،‬هي الأميرة فأي أمأومأتأهأا‬ ‫عميدات له في النضال النسوي والوطأنأي والأقأومأي وهأ ّن‬
‫المناضلتين أميرة حروع (أم ثائر) وميسر الأطأرش‪ .‬وخألال‬
‫وأعمالها وتاريخها النضالي المش ّرف‪.‬‬ ‫التكريم قدمت الدكتورة محفوظ نبذة مختصرة عأن سأيأرة‬
‫أنها المناضلة أميرة حروع‪.....‬‬ ‫كل من المناضلتيأن الأطأرش وحأروع قأبأل أن تأتأسألأم‬
‫المناضلة ميسر الأطرش درعها التكريمي وتتولى الأمأربأيأة‬
‫أم ثائر‪ ..‬أنت معنا دوما وإن كنت غائبة بالجسد لظروفأ‬ ‫الأستاذة رشا حروع استلام الدرع التأكأريأمأي لشأقأيأقأتأهأا‬
‫الصحية‬ ‫المناضلة أميرة حروع التي توجه بعدها وفأد مأن الأعأائألأة‬
‫والتجمع ورفاع الدرب في قيادة حزب طليعة لبنأان الأعأربأي‬
‫فتتفضل شقيقتها السيأدة رشأا حأروع لاسأتألام الأدرع‬ ‫الاشتراكي في الشمال لزيارة المناضلة أم ثائر (شفاهأا الله)‬
‫التكريمي عنها‬
‫مقدمين لها درع التكريم‪:‬‬
‫وجاء في سيرة الرفيقة ميسر الأطرش‪:‬‬ ‫وقيما يلي نبذة عن السيرة الذاتية لكل من‪:‬‬
‫بدأت حياتها النضالية في العام ‪ ٧٦0١‬حين كانت قضأيأة‬
‫التحرر الوطني همّ كل عربي شريف ولأنهأا مأنأاضألأة مأن‬ ‫الرفيقة أميرة حروع‪:‬‬
‫طراز اللواتي حملن قضايا الوطن والأمة على كواهلهن لأقأد‬ ‫بدأت نضالها وهي بعمر الصبا واندفاع روح الشأبأاب‪ ،‬لأم‬
‫شاركت في مظاهرات التنديد بالعدوان على قناة السأويأس‬ ‫يقتصر نضالها على الجانب النقابي والنسوي بل اتسع حأتأى‬
‫وهتفت لتحرير الجزائر ودحر المحتل وإطلاع كل المعتقليأن‬
‫من سجون الاحتلال الفرنسي‪ ،‬شاركت مأع رفأيأقأاتأهأا فأي‬ ‫بلغ منتهاه في النضال الوطني والقومي‪.‬‬
‫إسعاف المصابين فأي حأرب ‪ ،0١‬كأمأا شأاركأت فأي كأل‬ ‫مع بداية الحرب الأهلية البايضة لعبأت الأمأنأاضألأة دورا‬
‫الساحات مع الثائرين اعتراضا عألأى الأتأزويأر فأي نأتأائأج‬ ‫فاعلا إلى جانب المناضلة المرحومة عصمت الأدهأمأي فأي‬
‫الانتخابات لإسقاط نيابة المرحوم الدكأتأور عأبأد الأمأجأيأد‬
‫التجمع الوطني للعمل الاجتماعي‪.‬‬
‫الرافعي‪.‬‬ ‫في أواخر السبعينات ومع اشتداد الانقأسأام فأي الأوطأن‪،‬‬
‫شاركت في العديد من الدورات التدريبيأة والأتأطأويأريأة‬ ‫تداعت الأميرة المناضلة مع مجموعة من السيدات يأتأوزعأن‬
‫للأونيسكو كما أسهمت مع المناضلات الطرابلسيأات خأاصأة‬ ‫على مساحة الوطن وأسسن تجمع المرأة اللبأنأانأيأة كأإطأار‬
‫لعمل نسوي فاعل في مواجهة التهمي والإقصاء الذي كأان‬
‫واللبنانيات عامة في خدمة التجمع‪.‬‬
‫تجمع المرأة اللبنانية يفخر بكل منأاضألاتأه وعألأى وجأه‬ ‫سائدا في تل الفترة‪.‬‬
‫الخصوص المناضألأة الأمأعأطأاءة‪ ،‬الأم والشأقأيأقأة لأكأل‬ ‫لقد شاركت في م تمرات ومنتديات عربية وعالمية ولعبت‬
‫المناضلين بعطائها وتضحياتها‪ ،‬رئيأسأة الأتأجأمأع لأدورات‬

‫سابقة أنها المناضلة الماجدة الرفيقة ميسر الأطرش‪.‬‬

‫طليعة لبنان الواحد ‪ /‬نيسان ‪9102‬‬

‫وأم ٍر من الحاكمِ العرب ِيّ‪.‬‬ ‫بقلم عمر شبلي‬
‫ق ِد اتفقا أ ْن ُتحاكَ َم حتى السكاكي َن‪،‬‬
‫َلكَمْ كن َت ُتشبِهُ بلادَ َك يا عمر‪،‬‬
‫خوفا من البرتقا ْل‪،‬‬ ‫وأن َت ُتخفي ِس ِكّي َن َ بجرحِ ً‪.‬‬
‫ودفعا لأ ِّي احتما ْل‬ ‫***‬
‫والقنادي ُل لا زيْ َت فيها‪ ،‬فمن يُوقِ ُظ الزمنَ العرب َّي‬ ‫يا عُ َم ْر‪:‬‬
‫على الجر ِح تعب ُر بينَ الش ِظ َّي ِة‪،‬‬
‫من النو ِم؟‬ ‫والوط ِن المنت َظ ْر‪.‬‬
‫من يُو ِقظُ الأ ّمها ِت من الحزن والدمع؟‬ ‫متى سو َف تظه ُر يا س ِّيدي‪،‬‬
‫أ ُّيها الوطنُ المُ ْنت َظرْ؟‬
‫من ُيشْع ُل النارَ؟‬
‫إ ّن صاليمام َةص تعرفُ قا ِت َل والدِها‪،‬‬ ‫خرج َت لتأتي به‪ ،‬وما كن َت تمل ُ حتى تعود به‬
‫إ ّن ُه خاُلها‪ ،‬وأخو أ ِّمها‪ ،‬والقبائ ُل مشاول ٌة‬ ‫غي َر ِس ّكين ٍة يا عم ْر‬

‫بأ صالبسوسص‪.‬‬ ‫وتعر ُف أ ّن َ سوف تم ُرّ على مذأباتِ الطريق‪،‬‬
‫وأفيا ُل صأبره ٍةص بأالحجا ِز تجوس‪.‬‬ ‫وتعر ُف أ ّن َ سوف تم ُّر على حاج ٍز عرب ٍّي‪،‬‬
‫وسوف يف ِّت ُش َ الحاج ُز العرب ُّي‪،‬‬
‫والمضار ُب مملوء ٌة بالرجال‪.‬‬
‫والسيو ُف بأغما ِدها‪،‬‬ ‫وتعرفُ أنّ سوف تم ُرّ على صالعلقميص وابن ِه‬
‫وتعرفُ أ َّن الحواجزَ مملوء ٌة بالوجو ِه الاريبةْ‬
‫وقري تفاوضُ صأبرهةص كي ير ّد الجِما َل‬
‫باي ِر قتالْ‪.‬‬ ‫ولم َت ُ تمل ُ تأشيرة للعبور عليها‪،‬‬
‫***‬ ‫سوى أنْ تمرّ عليها بهندا ِم َ المدرس ِّي‪،‬‬

‫سأل ُت أبي كيف لا تخل ُع الخي ُل أرسا َنها؟‬ ‫و َق َّصةِ شَ ْع ِر مراه ْق‪.‬‬
‫والسيو ُف بأغمد ٍة من ذهبْ‪.‬‬ ‫وأنت تخ ِّب ُئ جرحا بصدر َك‪ ،‬كانت ُتهدْ ِه ُد ُه‬

‫قال‪ :‬إ َنّ السيو َف لها طب ُعها‪ ،‬ليس تَل َمعُ‬ ‫أ ُّم َ القرويّ ُة منذ الولاد ِة في صالزاوي ْةص‬
‫إلا إذا جُ ّردتْ‪.‬‬ ‫بأغنيةٍ لا تج ُفّ فلسطي ُن فيها‪،‬‬

‫وبالسي ِف يا ولدي لا يلي ُق الذهَ ْب‪.‬‬ ‫إلى أنْ غدا عن َد مدخلِ ص ِس ْلفي َتص‬
‫قلتُ‪ :‬يا أبتي‪ ،‬كيف يَحتر ُع البي ُت‪،‬‬ ‫جرحا بصدر العدو‪.‬‬

‫وهو حج ْر؟‬ ‫خرج َت‪ ،‬ولم ت ُ تمل ُ إلّا عنا َد ْك‪،‬‬
‫وهل يعر ُف النا ُس تح َت الحرائ ِق‬ ‫و ِس ِكّينة لم تج ْد غي َرها‬
‫من أقاصي الخليج‪،‬‬
‫أسبابَ هذا الحريق؟‬ ‫لأقصى المحيط سلاحا‪.‬‬
‫ومن أي َن يأتي الذي ُيحرِعُ البي َت‪،‬‬
‫وكانت مخازنُ أسلح ِة العر ِب العاربةْ‬
‫يا أبتي‪ ،‬بالحط ْب؟‬ ‫ُمك َّدسة في المخابئْ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ك ُّل لحو ِم ال ِضعا ِف لنارِ القو ِّي َحطَ ْب‪.‬‬ ‫ونعرفُ من يشتريها‬
‫بأعما ِرنا‪،‬‬
‫وأموالنا الهارب ْة‬
‫***‬

‫وأعرفُ أ َّن َ قد كن َت تحتاجُ ضوءا‪،‬‬
‫وتحتاجُ ليلا‪،‬‬

‫لتعب َر بينَ الصدي ِق وبينَ العد ّو‪.‬‬
‫وك ُلّ الحواج ِز مُ ْثخَنَ ٌة بالجرا ِح‬
‫وتعر ُف أ َّن القنادي َل ُم ْط َفأةٌ‬
‫بع َد قت ِل الوط ْن‪.‬‬
‫بأمرٍ من الحاكمِ العسكري‪،‬‬

‫طليعة لبنان الواحد ‪/‬نيسان ‪9102‬‬

‫للم ِيّتين‪ ،‬وأمّا الشهيد فسوف يظ ُّل‪،‬‬ ‫غدا سوف تكب ُر‪ ،‬يا ولدي‪ ،‬ث ّم تعر ُف أ ّن الذي‬
‫و ُيرزَ ُع حيّا‪،‬‬ ‫لا يعي ُ لأج ِل الوط ْن‪،‬‬
‫ويموتُ لأج ِل الوط ْن‪،‬‬
‫هو ح ٌّي على الأر ِض‪ ،‬ح ٌيّ لدى ر ِبّهِ في السماء‪.‬‬ ‫يض ُنّ علي ِه الوطنْ‬
‫أبتي‪ ،‬دُّلني أين تل القبور التي ليس فيها جُثَثْ؟‬ ‫بشاهد ٍة أو َكفَ ْن‪.‬‬

‫ومقبرةُ القريةِ اتّسع ْت‪ ،‬كيف أفه ُم هذا؟‬ ‫ويا ولدي‪ ،‬إ ّن من ير ُث الأرضَ أبناؤها‬
‫ستك ُبر‪ ،‬يا ولدي‪ ،‬ث ّم تعرف أنّ القبو َر شواه ْد‪،‬‬ ‫وه َي تعر ُفهمْ‪.‬‬

‫والترا ُب الذي نح ُن نمشي عليه‪ ،‬تك َوّنَ منّا‪،‬‬ ‫بي َنها من ُذ كانت‪ ،‬وبي َن بنيها نس ْب‪.‬‬
‫ومن أهلنا الراحلين وأجدا ِدنا‬ ‫وفي البدء كان الوطنْ‪.‬‬
‫ربما يجرفون القبور‪،‬‬ ‫فهو يشب ُهنا‪،‬‬
‫ويُشبهُنا ك ُّل ما في ِه‪،‬‬
‫ولكننا سوف نجعلها في الصدور‪.‬‬
‫ففي ك ّل صدؤٍ سنحف ُر قبرا لك ِّل شهيد‪.‬‬ ‫أشجارُ ُه‪ ،‬والطيو ُر‪ ،‬وصو ُت عواصفِ ِه‪ ،‬والرعود‪،‬‬
‫ويعرفُنا في ِه حتى الكف ْن‪.‬‬
‫وحين تصير الصدو ُر هي المقبر ْة‬ ‫ويشب ُهنا حين نب ُع ُد عن ُه‪،‬‬
‫يقو ُم الوط ْن‪،‬‬
‫ويجي ُء الوطنْ‪.‬‬ ‫ونحمُله في المطارات‪ ،‬يعرفُ ُه الناسُ في ك ِّل‬
‫ما نحن نحمُل ُه من حني ٍن‪،‬‬
‫ولو في المجيء تأ َّخ ْر‪.‬‬
‫ويا ولدي‪ ،‬لا يخافُ من الموتِ‬ ‫وحين المف ِتّ ُ يسألُنا في المطارا ِت‬
‫نُعطيه نصفَ البطاق ْة‪،‬‬
‫إلاّ ه ُم‪ ،‬تَاَ َمّ ْلهُ ُم هاربين‪.‬‬
‫بنادقُهمْ هرب ْت معه ْم من الخو ِف‪،‬‬ ‫ويبقى بحوز ِتنا نص ُفها للرجوع إلي ِه‪،‬‬
‫ولو في كف ْن‪.‬‬
‫فاعجبْ لس ِكّين ٍة هزم ْت بندق ّيةْ!‬
‫***‬ ‫َتعََلّ ْم من المو ِت‪ ،‬يا ولدي‪ ،‬كيف تبني الحياة‪.‬‬
‫لقد جعل المعتدون له ْم في فلسطي ِننا‬
‫كان جر ُح َ يلم ُع في وجههِ‬ ‫وطنا مستحيلا‬
‫قتلو َك لأ ّن َ مُ َّتهَم بالوط ْن‪،‬‬
‫علي من الآ َن‪ ،‬يا ولدي‪ ،‬أن تح َّب الذين يموتون‬
‫تهم ٌة توجِبُ القت َل حتما‪.‬‬ ‫مثَل َ في وط ٍن مستحيل‪،‬‬
‫كانَ لا يُشْب ُه القد َس إلّا َك يا ع َمرُ العرب ُيّ‪.‬‬
‫لكي لا يكون به ْم مستحيلا‪.‬‬
‫وأ ُّم َ يجه ُ في مُقلت ْيها العرب‬ ‫ه ُم وحدَه ْم يستطيعون تحدي َد أعما ِره ْم‪،‬‬
‫ولم ت ْب ِ أ ُّم َ يا ع َمرُ العرب ُّي‬
‫وتحدي َد عمرِ العدوّ‬
‫إ َّن َ الآنَ في حضنها‪ ،‬وتم ِّش ُط شع َركْ‪.‬‬ ‫قل ُت‪ :‬كيف؟‬
‫وها أن َت تطلبُ إ ْذنا مع الفجرِ منها‪،‬‬
‫وقد و َدّع ْت َ بدم ٍع‪،‬‬ ‫قالَ في ِح َدّ ٍة وحُنُ ٍوّ‪:‬‬
‫وما ك ُّل دم ٍع ُيذا ْع‬ ‫تموتُ‪ ،‬ولك ّن ِس ِّكينة‪ ،‬أنت تحمُلها‬
‫***‬
‫سوف تبقى‪ ،‬ولو م َّت‪ ،‬ماروزة‬
‫ولا يُ ع ُب المو ُت مثَل َ‪ ،‬يا عمرُ العرب ُّي‬ ‫أبدَ الده ِر فيه ْم‬
‫دع الآخرين يموتون فوع الكراسي‬
‫وم ْت أن َت في حضن هذا الوط ْن‬ ‫ليعرفَ من شاءَ أ َّن فلسطي َن للمعتدي‬
‫لتصبحَ أعلى‪ ،‬وأكب َر منه ْم‬ ‫وطن مستحيل‪،‬‬
‫ف ُكرْس ُّي َ الآنَ ك ُّل القلوبِ‬
‫فيا أ ُّيها الشهدا ُء‬ ‫وأنت الذي سوف تجعُل ُه مستحيلا‬
‫وح َدك ْم تستحقّون أن تخلعونا‪،‬‬ ‫وإ ْن مُ َّت‪ ،‬يا ولدي‪ ،‬لم تم ْت‬
‫ولا يخلعُ المر ُء صاح َب ُه دونما سب ٍب‬
‫ونحن بلا صاحبٍ يا عمرْ‪.‬‬ ‫لأن سوف تعو ُد‪ ،‬وفي بطلٍ آخ ٍر لا يموت‪،‬‬
‫وس ِّكي ُن مطبخِ أ ِمّ َ لما شحذْ َت‬ ‫لتقتَل ُه‪ ،‬وتعودَ إلى صالزاويةْص‬
‫على دم ِعها قدرَكْ‬
‫لا تمُ ُّت بأ ِيّ صلةْ‬ ‫لقد ما َت قاتُل َ ال ُمتَ َب ِجّحُ أ ّن َ ُم َّت‪.‬‬
‫لأسلحةِ الزمن العرب ِّي الجبانْ‬ ‫يقولون‪ ، :‬يا أبتي‪ ،‬إنّ بعضَ القبور‬
‫سأصلّي‪ ،‬وأفر ُش س ّجادة من د ِم ْ‪،‬‬
‫لأنّ د َم ْ‬ ‫بباط ِنها ليس يوجدُ موتى‪.‬‬
‫فلماذا إذن نحفر القب َر‪ ،‬والأ َّمها ُت َيجِئْ َن إلى جدَثٍ‬
‫وحدَهُ صالح لنقيم عليه صلاةَ الجناز ْة‪،‬‬
‫لا فقي َد ب ِه‪،‬‬
‫ويذْ ِرفْنَ أكبادَه ّن عليه؟‬
‫قال‪ :‬الصدو ُر قبور له ْم‬
‫لأ ّن القبو َر س ُتح َف ُر في الأر ِض‬

‫طليعة لبنان الواحد ‪ /‬نيسان ‪9102‬‬

‫لا يراها‪.‬‬ ‫ونقيمُ عليه صلاةَ الحياة‪.‬‬
‫مآذ ُننا ليس فيها سوى تع ٍب ودعاءْ‪.‬‬
‫فيخب ُرها قلبُ ُه أنّ ُه سيعودُ بلا جرحِ ِه‬
‫مساج ُدنا ليس فيها غض ْب‪،‬‬
‫كيسو ٍع إلى حض ِن مري ْم‪،‬‬ ‫عواص ُمنا ليس فيها سوى حاكم‬

‫وأ ُّم َ عاتبةٌ يا عمرْ‬ ‫من ذه ْب‪.‬‬
‫مخاز ُننا ليس فيها سوى أوسم ْة‪،‬‬
‫لم ت ُم َرّ عليها مع الفجر لمّا نَ َو ْي َت السفرْ‬
‫وسيو ِف خش ْب‪.‬‬
‫عتبُ الأ ّمها ِت يحو ُم على الجر ِح‬ ‫ويا عم ُر العرب ُيّ عرفنا َك من بعدِ مو ِت ْ‪.‬‬

‫مثلَ الضماد‪.‬‬ ‫وما قيم ُة المعرف ْة‪،‬‬
‫ولك ْن‪ ،‬ترا ُب فلسطي َن أ ٌّم وأبْ‪.‬‬
‫ورو ُح َ كانت تقو ُل لها‪:‬‬ ‫وهل نسَب بيننا حين تبقى وحيدا؟‬

‫إخلعي الموتَ ثم ارتديني‪.‬‬ ‫وك ُّل العر ْب‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬نحن سلال ُة ع ْمر ٍو ومعدي كربْ‪.‬‬
‫إخلعي الحز َن ثمّ ارتديني‪،‬‬
‫وتادو فلسطي ُن أ َّم الجمي ْع‬
‫سأحض ُر في غزّةَ صالمونديالص‬ ‫من النهر للبح ِر ُحرّ ْة‬
‫بم تمرٍ من ُخطَبْ‬
‫وعرسا لأحم َد في ص َيتْ َسهارص‬ ‫وأسلح ٍة من ذهبْ‪.‬‬

‫وعرسا لعب ِد الكريم المقاو ِم في صأريئي ْلص‬ ‫وكنتُ أصيحُ وأغ ِم ُد صوتي‬
‫فمن بعدِ مو ِت َ لا ُيقبَلُ المو ُت دون له ْب‬
‫***‬
‫َحذا ِر من المو ِت دونَ لهبْ‬
‫سلام على الشهداء‬ ‫ثمرُ العم ِر نصن ُع ُه من لهبْ‬
‫وسوف أصِلّي‪ ،‬وجر ُح َ أجعُل ُه قِبلتي‬
‫وأهليهمُ الفقراء‪،‬‬ ‫فيا أوّ َل ال ِقبلت ْي ِن تَ َق َّب ْل صلاتي‬
‫ويا آخرَ ال ِقبلتَيْ ِن تق ّب ْل صلاتي‬
‫وما ظ َّل من دمهم سوف يكفي‬ ‫أصلّي بلا راد ٍع ركعت ْين باي ِر إمامٍ‬

‫لرسم العََلمْ‬ ‫سوى جر ِح المبتس ْم‪،‬‬
‫على أن يكونَ وضوئي بدمْ‪.‬‬
‫سلام على ك ِّل منتظ ٍر دو َره ليكو َن شهيدا‬ ‫وكم كنتَ تشبهُ يو َم سقطْتَ بلادَكْ‪.‬‬
‫وتشب ُه خارطة لا يُ َح ِدّ ُدها الآخرون‬
‫جميعُ قصائ ِدنا انهزم ْت حين أصبحتَ أنتَ القصيدة‪.‬‬ ‫نفاصي ُل ضحكتِ َ استعمر ْتني‪،‬‬
‫فكيف تُح ِّررُني بعدَها من إسارِ ْك‪،‬‬
‫ك ُّل حر ٍف جبانٌ إذا لم يكن جارحَا‬ ‫أنا العرب ُيّ الذي قتلوه على النهروا ْن‬

‫مث َل ِس ِكّي ِن الحاقد ْة‬ ‫ويو َم الجملْ‬
‫لقد ُم َّت عنّا جميعا‪،‬‬
‫وفي الحق ِد نُبْ ٌل إذا ما تو َجّ َه للفئةِ الفاسد ْة‬ ‫سقط َت شهيدا باير كف ْن‬
‫فتقدّ َم من القم ْر‬
‫***‬
‫ثم صار الكف ْن‬
‫وما قتلو َك‪ ،‬وما صلبوك‪،‬‬ ‫***‬

‫لأن أن َت صعد َت‪ ،‬وه ْم هبطوا لجهنّ ْم‬ ‫لأ ِّم َ أنْ تتألّ ْم‪،‬‬
‫ولك ْن عليها إذا ما اعترِ ْتها ابتسام ُة ثارِكَ‬
‫لقد نم َت في حضن أ ِّم َ‪ ،‬قد أخبرتْنا على الفوْرِ‪:‬‬
‫أنْ ت َتب َسّمْ‬
‫أ ّن َ عدْتَ إليها‪.‬‬ ‫وأ ُّم َ قد زغرد ْت‪ ،‬وثيا ُب الحدادِ عليها‬
‫ولا دمع ٌة كشف ْت مقلت ْيها أما َم الذين‬
‫لابسا جر َح َ العرب َيّ الذي لم ُي َض ِّم ْد ُه‬
‫بأحقاده ْم جعلوا صد َرها َج َدثا‬
‫في نزفه غضب عرب ٌيّ‪.‬‬ ‫وتعر ُف أ َنّ ابتسامةَ ثا ِر َك كالجرحِ قاسيةٌ‬
‫وتُ َ ِجّ ُج من َح ْرقةٍ في د ِم الأ ِّم عرسا ومأتمْ‬
‫لقد كان ياض ُب في الجهة الثانيةْ‪.‬‬
‫وتعر ُف أ ّن اب َنها لو رأى حز َنها يتأَلّمْ‬
‫لم يكن في مح ّطاتنا العربيّ ِة إلّا تصاري ُح أ ِّم ْ‪.‬‬ ‫فتاس ُل أحزا َنها بالدموع التي تدخلُ القل َب كي‬

‫لقد ض َّمدتْ جرح َ العرب َّي بِ َض ٍّم‪ ،‬وشَ ّمْ‪،‬‬

‫وما كان في بوْحها من شِيَ ْم‪.‬‬

‫وكنتَ أنيقا‪ ،‬وأن َت تُط ُلّ عليها‬

‫بصورت المدرس ّي ْة‪،‬‬

‫وقَصّ ِة شع ِر فت ًى‬

‫يااز ُل في الص ِّف أحلى صب ّي ْة‬

‫ولم َن ُ نعلمُ هل كن َت تلب ُس مريو َل مدرس ٍة‪،‬‬

‫أم قضيّة‪.‬‬

‫حكاي ُة ح ِّب َ يا عُ َمرُ العرب ّي‪،‬‬

‫لا تحي ُط بها أبجد ّيةْ‪.‬‬

‫كي َف أقتر ُب الآ َن منها‪ ،‬وأ ُّم ُتخ ِج ُل ك َلّ القصائدِ‬

‫في اللاة العرب ّي ْة‪.‬‬

‫فيا عم ُر العرب ُيّ تو ّكأْ على صوتِ أمّ َ‬

‫حتى ُتكَ ِّونَ أرحامُنا ُعمَرا آخرا‪،‬‬

‫يجي ُء إلى القد ِس ممتطيا ناقة‪،‬‬

‫آذار ‪3٣٧٦‬‬ ‫لا على ظهر دَ ّباب ٍة عربيّةْ‪.‬‬

‫طليعة لبنان الواحد ‪/‬نيسان ‪9102‬‬

‫طليعة لبنان الواحد ‪ /‬نيسان ‪9102‬‬

‫البعل؛ قا الرفاق في فرع‬ ‫بمناسبة عيد تعأسعيعس‬
‫في طرابلس بوضع إكليعل‬ ‫الوهيد تحسيعن الأطعر‬
‫القائد العمعنعاضعل ععبعد‬ ‫من العوري ععلعى ضعريع‬
‫الأمين العا للحزب أمعيعن‬ ‫المجيد العرافعععي نعائعب‬
‫لبنان العربي الاشعتعراكعي‬ ‫سر قياية حعزب طعلعيعععة‬
‫تحسعيعن الأطعر ‪ ،‬وفعي‬ ‫وإكليل على ضري الوهيد‬
‫الفرع إكليل ًا علعى ضعريع‬ ‫بيروت وضع العرفعاق فعي‬
‫الرفي راضي فرحات نائب أمين السر‪ ،‬أما في الجنوب فقد وضع الرفاق في الفرع إكعلعيعل ًا‬
‫على ضري الوهيد موسى شعيب وآخر على ضري الرفي ظافر المقد وثالل على ضري‬
‫الوهيد علي قنبر وفا ًء واستذكار ًا للوهداء على امتداي الوطن‪.‬‬
‫لا أبكيك ولا أرثيك فأنت في قلوبنا وضمائرنا وفي نضالنا اليومي من أجعل العمعبعاي‬
‫والأهداف وفي العهد الذي قطعناه أن نظل في خندق الدفاع عن أمة الرسالات‬
‫لا أبكيك ولا أرثيك لأنك الأكر منا جميع ًا وأنت الذي ارتقيت من مرتبة معنعاضعل إلعى‬
‫منزلة شهيد‬
‫فقدمت أثمن ما تملك وأغلى ما عندك لتعوي كل عا في وروي نيسعانعنعا وفعي عوعب‬
‫أرضنا الطيبة‬
‫تعزف لحن الحياة المتوهج من الوهاية‬
‫لك كل الوفاء والتقدير مهما تعديت الأسماء تنوعت وما أعجز من كعلعمعة فعي حضعرة‬
‫شهيد‬
‫ولكم كل الرفعة والإجلا وأنتم في عليين‪.‬‬


Click to View FlipBook Version