اﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﺷﺗراﻛﻲ
ذات رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﻟدة اﻟﻘﯾــــﺎدةاﻟﻘوﻣﯾــــــــﺔ
ﻣﻛﺗب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻﻋﻼم اﻟﻘوﻣﻲ
إﺷراﻗﺎت ﻧﯾّرة
ﻣن ﺧطﺎب اﻟ ﻓ اﻷﻣ اﻟﻌﺎم ﻟ ب اﻟ ﻌ اﻟﻌ ﻲ
اﻻﺷ اﻛﻲ ﻋ ة إﺑ اﻫ ﺣﻔ ﻪ ﷲ ورﻋﺎﻩ
1
)(4
اﻟﺗّﻣ ّدد اﻹﯾراﻧ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي ﻓﻲ اﻷ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ وﺳﺑل اﻟﻣواﺟﮭﺔ
اﺑو ھﻣﺎم
ﺗﻧﺎول اﻟ ّرﻓﯾﻖ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎ ّم ﻟﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﻌرﺑ ّﻲ اﻻﺷﺗراﻛ ّﻲ اﻟﻘﺎﺋد ﻋ ّزة إﺑراھﯾم ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﮫ
اﻟﺗّﺎرﯾﺧ ّﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟ ّذﻛرى 72ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣزب ،ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗّﻣ ّدد اﻹﯾراﻧ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي ﻓﻲ
اﻟوطن اﻟﻌرﺑ ّﻲ .وذﻟك ﺑﺎﻟﻧّظر ﻟﻣﺎ ﺑﺎت ﯾﺷﻛﻠّﮫ ھذا اﻟﺗﻣدد ﻣن ﺗﮭدﯾدات ﻣﻔزﻋﺔ ﻟﻠوﺟود
اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﺎﻗت أﻏﻠب اﻟﺗّﻘدﯾرات ﺣﺗّﻰ ﺗﻠك اﻟﻣوﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗّﺷﺎؤم ،ﺣﯾث أظﮭر ﻧظﺎم وﻻﯾﺔ
اﻟﻔﻘﯾﮫ ﻋداءاً ﻻ ﻧظﯾر ﻟﮫ ﻟﻠﻌروﺑﺔ وأھﻠﮭﺎ ،ﻣﻧﺧرطﺎً ﻓﻲ أ ّي ﻋﻣل ﻋدواﻧ ّﻲ ﯾﺗﻘ ّﺻد اﻟﻌرب
وأرﺿﮭم وﺛرواﺗﮭم وﺗﺎرﯾﺧﮭم وﺣﺿﺎراﺗﮭم ،ﻣﺳﺎﺑﻘﺎً ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻋداء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺗﯾل اﻟﻌرب
وﺗﻣزﯾﻘﮭم وﺗﺧرﯾب ﻧﺳﯾﺟﮭم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ّﻲ وﺿرب أﻣﻧﮭم ﻓﻲ اﻟﺻﻣﯾم .
وﯾﺄﺗﻲ ھذا اﻟﺗﻧﺎول اﺳﺗﻛﻣﺎﻻً ﻟﺟﮭوده اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرح اﻟﻣﻌﻣﻖ واﻟﻣﺳﺗﻔﯾض ﻟﺟوھر
اﻟﻌداء اﻟﻔﺎرﺳ ّﻲ ﻟﻠﻌرب وﻣﺎ ﯾﻣﺛّﻠﮫ إﺻرار اﻟﻔرس ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن اﻟﻌرب ﺑﺄ ّي ﺷﻛل
وﺗﺣت أﯾﺔ ذرﯾﻌﺔ ،ﻣن طﺎﺑﻊ أﺳﺎﺳ ّﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت إﯾران اﻟﺧﺎرﺟﯾّﺔ ،ﺣﺗﻰ اﺻﺑﺢ ھذا
اﻟﻌدوان ﻛ ّﻣﺎً وﻧوﻋﺎَ ،اﻷﺷ ّد ﺧطراً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﯾّﺔ اﻟﻣﺧﺎطر اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺗﺎح اﻷ ّﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾّﺔ.
ان ھذا اﻟﺗﻧﺎول وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﺣﻘﺎﺋﻖ واﻗﻌﯾﺔ وﺗﺷﺧﯾص ﺟرئ ،اﻧﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻛوﻧﮫ
ﻧﺎﺑﻌﺎً ﻣن اﻟواﻗﻊ وﻣﻠﺗﺻﻘﺎً ﺑﮫ أﯾّﻣﺎ اﻟﺗﺻﺎق ،راﺻداً ﻟﻣﺟرﯾﺎﺗﮫ وﻣﺗﻔﺎﻋﻼً ﻣﻌﮭﺎ اوﻻً ﺑﺎول.
ا ّﻻ اﻧﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺣذر ﻓﯾﮫ اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻣن ھذا اﻟﺧطر ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺳﺗﻧﮭض ﺑﻛل ﺛﻘﺔ
واﻗﺗدار ﻛل ﻋواﻣل ﻣﻘﺎوﻣﺗﮫ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺔ ،ﻣﺳﺗﻧداً اﻟﻰ ﺗﺟﺎرب اﻟواﻗﻊ و ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ
اﻧﺗﺻﺎر اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻼل اﻻﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻐﺎﺷم ﻟﮫ ،و
ﻓﺷل اﻟﻣﺧطط اﻟﺻﻔوي ﻓﻲ اﺟﺗﺛﺎث اﻟﺑﻌث رﻏم ﺗﻌرﺿﮫ اﻟﻰ اﺑﺷﻊ اﻟﺣﻣﻼت اﻻﺟراﻣﯾﺔ
ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ھذا اﻟﮭدف .ﻣؤﻛداً ﻋﻠﻰ ان ﺳﺑب ذﻟك اﻟﻔﺷل ﻣﺑﻌﺛﮫ ﺣﻘﯾﻘﺔ ا ّن اﻟﺑﻌث ھو "
ﻋﺻﺎرة اﻷ ّﻣﺔ وﻓﻠذة ﻛﺑدھﺎ ،وﻟد ﻣن رﺣﻣﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺑّر ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ وﯾﺣﻣل رﺳﺎﻟﺗﮭﺎ
اﻟﻘوﻣﯾّﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ " ،ﻛﻣﺎ أ ّن "اﻟﺑﻌث ﻟﯾس ﺣزﺑﺎ ﺗﻘﻠﯾدﯾّﺎ ،ﺑل ھو ﺣرﻛﺔ ﻗوﻣﯾّﺔ ﻋرﺑﯾّﺔ
ﺛورﯾّﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾّﺔ رﺳﺎﻟﯾّﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺣرﻛﺔ اﻟﺑﻌث ھدﻓﮭﺎ اﻷﺳﻣﻰ واﻷﻏﻠﻰ واﻷﻋ ّز ھو
اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟوطن واﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻷ ّﻣﺔ واﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ ".
ﻟﻘد ﻛﺷف اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣزب اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎول اﻻﻋﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ
واﻟﻌرﺑﻲ اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻧﮭﺎ وھﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣﻘﯾﻘﺔ اﺣﺗﻼل إﯾران
ﻟﻠﻌراق ،ﻛﺎﺷﻔﺎً إﺣﻛﺎم اﻟﻔرس ﺳﯾطرﺗﮭم ﻋﻠﻰ ﻛ ّل ﻣﻔﺎﺻل اﻟﻌﻣﻠﯾّﺔ اﻟ ّﺳﯾﺎﺳﯾّﺔ اﻟﻔﺎﺳدة ﻓﯾﮫ
ﺑﻌدﻣﺎ ﺳﺧ ّروا وﺛﺑّﺗوا أذرﻋﺎً ﺗدﯾن ﻟﮭم ﺑﺎﻟوﻻء اﻷﻋﻣﻰ ﻗواﻣﮭﺎ اﻷﺣزاب واﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾّﺎت
اﻟطﺎّﺋﻔﯾّﺔ اﻹرھﺎﺑﯾّﺔ ،ﻟﻠﺣ ّد اﻟذي اﻧﻌدم ﻓﯾﮫ ﺗﺄﺛﯾر أﻣرﯾﻛﺎ ﻋﻠﻰ اﻟ ّﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌراﻗﯾّﺔ إﻻّ ﺑﻘدر ﻣﺎ
2
ﺗﺳﻣﺢ ﺑﮫ إﯾران ،ﻣوﺿﺣﺎً أ ّن ﻹﯾران أوراق ﺣﯾوﯾّﺔ ﺗﺧدم ﺑرﻧﺎﻣﺟﮭﺎ وﺗﺳ ّرع ﻣن وﺗﯾرة
ﻧﺟﺎﺣﮫ وﺑﺎﻟﺗّﺎﻟﻲ ﺗﻣ ّﻛﻧﮭﺎ ﻣن ﻓرض ﺷروطﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺑﺎر اﻟﻼّﻋﺑﯾن اﻟ ّدوﻟﯾّﯾن ﻓﻲ اﻟ ّﺳﺎﺣﺔ
اﻟﻌراﻗﯾّﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗّﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾّﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ.
ﻛﻣﺎ وﺣ ّدد اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﺑدﻗﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﯾراﻧﻲ وﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ
ﻣﺧططﺎﺗﮫ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ،وﻣن أﺧطرھﺎ ھو ﺗﺷوﯾﮫ اﺳﺗﺧدام اﻟﺛّﻘل اﻟ ّروﺣ ّﻲ اﻟدﯾﻧﻲ ﻓﻲ أوﺳﺎط
ﻣﺟﺗﻣﻌﯾّﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣرﻓﮫ ﻣن اﺟل زع اﻟﻔﺗﻧﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ ﻓﻲ ھذا
اﻟﻘطر اﻟذي ﻛﺎن وﻋﺑر آﻻف اﻟﺳﻧﯾن ﻣﺛﺎﻻً راﺋﻌﺎً ﻟﻠﺗﻼﺣم واﻟﺗﻌﺎﯾش واﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ
اﻟدﯾﻧﻲ واﻟﻌرﻗﻲ ،وﻛل ذﻟك ﻣن اﺟل اﻹﻣﻌﺎن ﻓﻲ اﺿﻌﺎف اﻟﻌراق ﻋﺑر ﺗﻘﺳﯾﻣﮫ وﺗﻔﺗﯾﺗﮫ .
ﻋﻠﻰ ان اﻟﺗﻔﺗﯾت ﻟم ﯾﻛن ھو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺗوﺳﻊ اﻻﯾراﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌراق واﻧﻣﺎ ﺗﻌداھﺎ
اﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼﻟﮫ ﺑﮭدف ﺗﺣوﯾل ھذا اﻟﻘطر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻟﺧﻠﻔﯾّﺔ
ﻹﯾران ،ﻓﺗﻐﻧم اﻻﺧﯾرة ﻋواﺋد ﺛرواﺗﮫ ،وﺗﺳﺗﺧدﻣﮫ د ّﻛﺔ اﺣﺗﯾﺎط ﺗﻧﺎور ﻋﺑرھﺎ اﻵﺧرﯾن،
وﺗﻔﻠت ﻣن أ ّي ﺧطر ﯾﺗﮭ ّددھﺎ ،ﻣﻌرﺿﺔ اﻟﻌراق وﺷﻌﺑﮫ اﻻﺑﻲ ﻷﻛﺑر ﺗداﻋﯾﺎﺗﮭﺎ ،وﯾﺗّﺿﺢ
ذﻟك ﺟﻠﯾّﺎً ﻣن ﺧﻼل َﺷ ْﻔ ِط ﻣوارد اﻟﻌراق وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ اﻟﻧﻔط واﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ
واﻟزراﻋﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﯾراﻧﻲ اﻟﻣﻧﮭﺎر .وھﺎ ھﻲ إﯾران اﻟﯾوم ﺗﻔﻠت ،وﺗﺣت ﻣرأى
وﻣﺳﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾّﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﺑﺻرف اﻟﻧّظر ﻋن ﺟ ّدﯾﺗﮭﺎ اﻟﻣزﻋوﻣﺔ وﺟ ّدﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ .وﻛل ذﻟك ﺑﻔﺿل ﺗوظﯾﻔﮭﺎ ﻟﻠ ّﺳﺎﺣﺔ
اﻟﻌراﻗﯾّﺔ واﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻘﯾﮭﺎ أي ھ ّزة ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻗد ﺗﻌﺻف ﺑﻣﻧظوﻣﺔ وﻻﯾﺔ اﻟﻔﻘﯾﮫ
اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ .ﻓﻠﻘد ﺑﺎت ﻧﻔط اﻟﻌراق ﺗﺣت ﺗﺻ ّرف إﯾران اﻟﻣطﻠﻖ ،وأﻣﺳت أﻣوال اﻟﻌراق
وﻣوارده ﻋﻠﻰ ذ ّﻣﺔ إﯾران ﻻ ﯾﺗو ّرع أﻗطﺎب اﻟﻌﻣﻠﯾّﺔ اﻟ ّﺳﯾﺎﺳﯾّﺔ اﻻﺣﺗﻼﻟﯾّﺔ ﻋن ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ
ﺗﺣت ﺷﺗﻰ اﻻﻏطﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎرف اﻹﯾراﻧﯾّﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻻﻧﮭﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد ّي اﻟ ّﺷﺎﻣل اﻟذي
ﯾﺿرﺑﮭﺎ ،ﻛل ذﻟك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾٌﺣرم اﻟﻌراﻗﯾّون ﻓﯾﮫ ﻣن أﺑﺳط اﻟﺧدﻣﺎت و ﺿرورﯾّﺎت
اﻟﻌﯾش اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ .وﻟﻘد أ ّدت ھذه اﻟ ّﺳﯾطرة اﻹﯾراﻧﯾّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق وﻣﻔﺎﺻﻠﮫ اﻟﻰ ﺗﺳﺎﺑﻖ
اﻟﻼّﻋﺑﯾن اﻟﻌراﻗﯾّﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾّﯾن ﻣ ّﻣن ﯾﺗﺻدرون اﻟﻣﺷﮭد اﻟﻌراﻗ ّﻲ اﻟﯾوم ،وﺑﺷﻛل ﻣﮭﯾن
ﻻﺳﺗﺟداء رﺿﻰ إﯾران وﺗزﻛﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟوﻟ ّﻲ اﻟﻔﻘﯾﮫ ﻓﯾﮭﺎ .
وﻓﻲ ﻣﻌرض ﺗوﺿﯾﺣﮫ ﻟﻠﺑﻌد اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ واﻟدوﻟﻲ ﻟﻣﺧﺎطر ھذا اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻘد ﺷ ّدد اﻟ ّرﻓﯾﻖ
اﻟﻘﺎﺋد ﻋ ّزة إﺑراھﯾم ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ أ ّن ﺗﻐ ّول إﯾران ﻓﻲ اﻟﻌراق إﻧّﻣﺎ ﯾﺗﺄﺗّﻰ ﻓﻲ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺗّﺣﺎﻟف اﻟوﺛﯾﻖ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻻﯾراﻧﻲ واﻟ ّﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ .وھو ﻣﺎ ﯾﻔ ّﺳر ﺗﺑﺎدل اﻷدوار وﺗﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ﺑﯾن ھذا اﻟﺛّﺎﻟوث ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ ّﻖ
ﺑﺎﻻﻋﺗداءات اﻟﻣر ّﻛﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ﺟﻣﻌﺎء وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ اﻟﻌراق ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
اﻟﺧطب اﻟرﻧﺎﻧﺔ واﻟﺗّﮭدﯾدات اﻹﻋﻼﻣﯾّﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﻐرض اﻟﺗّﻣوﯾﮫ واﻟﺗّﺷوﯾش
وﺻرف اﻷﻧظﺎر ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻛﺎﻣل اﻟ ّرؤى واﻻدوار .
ﻓﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻐول اﻻﯾراﻧﻲ اﻟﺗوﺳﻌﻲ ﺗﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﺑﺎﻟﺻﻣﯾم .
ﻓﺎﻟ ّﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ اﻹﯾراﻧﯾّﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق و ﻓﻲ ﺳورﯾّﺔ وﻓﻲ ﻛ ّل ﻣﻛﺎن ﺗطﺄه ﻗدﻣﺎھﺎ ﻣن
ارض اﻟﻌروﺑﺔ ،ﻓﮭدم اﻟﻣدن و ﺣروب اﻹﺑﺎدة اﻟﻌرﻗﯾّﺔ اﻟوﺣﺷﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻧﮭﺎ ﻧظﺎم اﻟوﻟﻲ
اﻟﻔﻘﯾﮫ واﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾّﺎت اﻟ ّطﺎﺋﻔﯾّﺔ اﻹﺟراﻣﯾّﺔ ،وﻗﺗّل وﺗﺷ ّرﯾد اﻟﻣﻼﯾﯾن وﺗد ّﻣﯾر اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻣﺧﺗﻠف
3
أﺑﻌﺎدھﺎ وﻣظﺎھرھﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ ﻋدد ﺿﺣﺎﯾﺎھﺎ ﻣن اﻟﻘﺗﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌراق وﺣده ﻧﺻف ﻣﻠﯾون
ﻋراﻗﻲ ﺧطﻔﺗﮭم ﻣﯾﻠﯾﺷﯾّﺎت إﯾران وﻏﯾّﺑﺗﮭم ﺧﻼل اﻟ ّﺳﻧﺗﯾن اﻷﺧﯾرﺗﯾن ﻓﻘط ،وﻻ زال اﻟﻘﺗل
واﻟﺧطف واﻟﺗّدﻣﯾر ﻣﺗواﺻﻼ ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﯾوم ،ﻻ ﺗﺧدم اﺣداً ﺑﻘدر ﺧدﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ.
وﺗﻣﺗد ﺑﺎﻟﻘدر ذاﺗﮫ ﺟراﺋم اﻟﻔرس وأدواﺗﮭم اﻟ ّطﺎﺋﻔﯾّﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﺣﯾث ﺗم ﺿرب اﻟ ّدوﻟﺔ ﻓﯾﮭﺎ
واﻟﻐﺎء ﻣؤ ّﺳﺳﺎﺗﮭﺎ وﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ ﻓﺗﺣ ّوﻟت ﻟﻣﺟ ّرد ﺣﻠﺑﺔ ﺻراع ﺗﺳود اﻟﻐﻠﺑﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠﻣﻧطﻖ
اﻟﻌﺷﺎﺋري وﯾﻐﻠب ﻓﯾﮭﺎ اﻟوﻻء واﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟ ّطﺎﺋﻔ ّﻲ .ﻧﺎھﯾك ﻋﻣﺎ أﺣدﺛوه ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻣن
اﺿﻌﺎف ﻟﻠ ّدوﻟﺔ وﻣؤ ّﺳﺳﺎﺗﮭﺎ وﻋرﻗﻠﺔ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﻋﺎﻗﺔ ﺗﻘدﻣﮫ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت .
ان ﻛل ذﻟك ﯾﺛﺑت اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌﺿوي ﺑﯾن اﻟﻣﺷروع اﻻﯾراﻧﻲ اﻟﺻﻔوي واﻟﻣﺷروع
اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺗم ﺗﻧﺑﯾﮫ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ﺑﻌدم اﻟﺗّﻌوﯾل ﻋﻠﻰ
اﻷﻣرﯾﻛﺎن واﻟ ّﺻﮭﺎﯾﻧﺔ ﻹﻧﻘﺎذھم ﻣن اﻟ ّﺷ ّر اﻟ ّزاﺣف إﻟﯾﮭم ﻣن اﻟ ّﺷرق ،وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ان
رھﺎن اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﺔ ﺗﺗﻠﻘّﺎھﺎ إﯾران إ ّﻣﺎ ﻣن طرف اﻟﻛﯾﺎن اﻟ ّﺻﮭﯾوﻧ ّﻲ ﻣﻧﻔرداً أو
ﺑﺎﺷﺗراك وﻣﺳﺎھﻣﺔ أﻣرﯾﻛﯾّﺔ ﻓﻌﻠﯾّﺔ ،اﻧﻣﺎ ھو ﺿرب ﻣن اﻷﻣﺎﻧ ّﻲ ﻻ أﻛﺛر.
ﻟذا ﻓﺈن ھرع اﻟﻧّظﺎم اﻟﻌرﺑ ّﻲ اﻟ ّرﺳﻣ ّﻲ وﺗﺳﺎﺑﻘﮫ ﻧﺣو اﻻرﺗﻣﺎء ﻓﻲ أﺣﺿﺎن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻌد ّو اﻟ ّﺻﮭﯾوﻧ ّﻲ ﻻﻧﻘﺎذھم ﻣن اﻟﺧطر اﻻﯾراﻧﻲ ھو ﻛﻣن ﯾﺳﺗﺟﯾر ﻣن اﻟ ّرﻣﺿﺎء
ﺑﺎﻟﻧّﺎر ،ﻛﻣﺎ اﻧﮫ اﻣر ﺑﺎطل ﻣن اﻷﺳﺎس ﻷﻧّﮫ وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﮫ ﯾﺷﻛل ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺧطﯾرة
ﻟﻠﻘﺿﯾّﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾّﺔ ،ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﺧدم اﻷﺟﻧدة اﻹﯾراﻧﯾّﺔ وﯾﺳ ّرع ﻣن وﺗﯾرﺗﮭﺎ.
ﻋﻠﻰ ان اﻷﻋﻣﻖ ﻣن ذﻟك ھو ان ﻣﺧﺎطر اﻟﺗّﻣ ّدد اﻟﻔﺎرﺳ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي ﻓﻲ اﻷ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ﻻ
ﺗﺗوﻗّف ﻋﻧد ھذه اﻟﺣدود رﻏم ﻛﺎرﺛﯾّﺗﮭﺎ وﻣﺄﺳﺎوﯾّﺗﮭﺎ ، ،ﺑل ﺗﺟﺎوزھﺎ ﻟﻣﺎ ھو أﺷ ّد ﺧطراً
وھو اﺟﺗﺛﺎث اﻟﻌروﺑﺔ ﻛﯾﺎﻧﺎً وﺗﺎرﯾﺧﺎً وﻣﻧﺟزات وﻣوروﺛﺎً ﺛﻘﺎﻓﯾّﺎ إﻧﺳﺎﻧﯾّﺎ .
ﻓﻣن اﻣﺿﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭﺟﮭﺎ اﯾران ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻧﺗﮭﺎﻛﺎً
ﺻﺎرﺧﺎً ﻟﻛل ﻗواﻧﯾن ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن وﺧرﻗﺎً ﻓﺎﺿﺣﺎً ﻟﻠﻣواﺛﯾﻖ اﻟدوﻟﯾﺔ ھو اﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﺗّﻐﯾﯾر اﻟ ّدﯾﻣوﻏراﻓ ّﻲ ﻓﻲ اﻟﻌراق وﺳورﯾﺎ وأﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧﻔّذت ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑ ّﻲ ،ﻣن ﺧﻼل
ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺗﮭﺟﯾر اﻟ ّﺳ ّﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾّﯾن ﺗﮭﺟﯾراً ﻗﺳرﯾّﺎً وﺣﻣﻠﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة أراﺿﯾﮭم واﻟﺗّﻧﺎزل
ﻋن ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮭم ﺑﻘ ّوة اﻟ ّﺳﻼح ووﻓﻖ ﻣﻧطﻖ طﺎﺋﻔ ّﻲ ﻣﻘﯾت ،ﻟﺗﺿﯾﻖ ﺑﮭم ﻣﺧﯾّﻣﺎت اﻟﻧّزوح
ﻓﻲ ظروف ﺑﺎﺋﺳﺔ ﻻ ﺗﻠﯾﻖ ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن وﺣﻘوﻗﮫ ﻓﻲ ﺣدودھﺎ اﻟ ّدﻧﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻧﻔﻲ اﻵﻻف
وطردھم ﻣن ﻣﺣﺎﻓظﺎﺗﮭم وﻣدﻧﮭم وﻗراھم .وﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑذﻟك ﺑل ﺗﻐرق ﺗﻠك اﻟﻣدن واﻟﻘرى
واﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ﺑواﻓدﯾن أﺟﺎﻧب ﻣن ﻓرس وﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﯾّﯾن وأﻓﻐﺎن وﻏﯾرھم ،ﻟﯾﺳﺗوطﻧوا أرض
اﻟﻌروﺑﺔ وﯾﺑ ّدﻟوا ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ وﯾطﻣﺳوا ھوﯾّﺗﮭﺎ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ طﻣﺳﺎً ﯾﺗﺟﺎوز ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﮫ اﻟﻌﺻﺎﺑﺎت
اﻟ ّﺻﮭﯾوﻧﯾّﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﻣﺣﺗﻠّﺔ.
ان رھﺎﻧﺎت اﻟﻧظﺎم اﻻﯾراﻧﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي وطرﯾﻘﺔ ﻋﻣﻠﮫ ووﺳﺎﺋﻠﮫ ھذه ﻹﻏراق اﻟﻌرب
واﻟﻌروﺑﺔ ﻓﻲ د ّواﻣﺔ ﻣن اﻷزﻣﺎت اﻟطﺎﺣﻧﺔ ،ﻻ ﻣﺧرج ﻣﻧﮭﺎ إﻻّ ﺑﺗﺣﻘّﻖ ﻟﺣظﺔ اﻟوﻋﻲ
واﻹدراك اﻟﻌرﺑ ّﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋ ّﻲ ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌدوان اﻹﯾراﻧ ّﻲ ،وﺗوﻓّر اﻹرادة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾّﺔ اﻟ ّﺻﺎدﻗﺔ
ﻟﻣﻘﺎوﻣﺗﮫ ﺑﻌد إﻋداد اﻟ ّظروف وﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ،وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺗﺟﺎوز أﺳﺑﺎب
ھذا اﻟﻧّﺟﺎح اﻹﯾراﻧ ّﻲ ﻓﻲ اﻧﺗﮭﺎك اﻟﺣرﻣﺎت اﻟﻌرﺑﯾّﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣن اھﻣﮭﺎ:
4
* أ ّوﻻ :اﻧﮭﯾﺎر ﺳ ّد اﻟﺑ ّواﺑﺔ اﻟ ّﺷرﻗﯾّﺔ ﻟﻸ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧّظﺎم اﻟوطﻧ ّﻲ واﻟﻘو ّﻣﻲ ﻓﻲ
اﻟﻌراق .ﻟذا ﻓﻣﺎ ﻟم ﯾﺗ ّم اﺳﺗﻌﺎدة ﺑﻧﺎء ھذا اﻟ ّﺳد ﺳواء ﺑﻘﯾﺎدة اﻟﺑﻌث أو ﺑﻐﯾره ،ﻓﺈﻧّﮫ ﻟن
ﯾﺗﻣ ّﻛن اﻟﻌرب ﻣن إﯾﻘﺎف اﻟ ّزﺣف اﻟﻔﺎرﺳ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي وذﻟك ﻟﻣﺎ ﻟﻠﻌراق اﻟوطﻧ ّﻲ واﻟﻘوﻣ ّﻲ
ﻣن ﺛﻘل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟﻘوﻣﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ﻛﺎﻓّﺔ ﺳﯾّﻣﺎ اﻷﻣﻧﯾّﺔ واﻟ ّدﻓﺎﻋﯾّﺔ ﻣﻧﮭﺎ.
* ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺧﻠّﻲ اﻟﻧّظﺎم اﻟﻌرﺑ ّﻲ ﻋن ﻣﺳؤوﻟﯾّﺎﺗﮫ اﻟﻣﺑدﺋﯾّﺔ واﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟﺗّﺎرﯾﺧﯾّﺔ ﺗﺟﺎه
اﻷ ّﻣﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎھﺎ اﻟﻣﺻﯾرﯾّﺔ.
وﯾﺗﺟﺳد ذﻟك ﺟﻠﯾّﺎً ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻣرار ﻣﺣﺎﺻرة اﻟﻧّظﺎم اﻟ ّرﺳﻣﻲ اﻟﻌرﺑ ّﻲ ﻟﻘوى اﻷ ّﻣﺔ اﻟﺣﯾّﺔ
اﻟﻣﺟﺎھدة وﻓﻲ طﻠﯾﻌﺗﮭﺎ ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﻌرﺑ ّﻲ اﻻﺷﺗراﻛ ّﻲ ﺣﺻﺎرا ﻛﻠّﯾّﺎ ،وھو اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﻌ ّطل أو ﯾﻛﺎد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﻋﻲ واﻷھداف واﻟﺧطط اﻟﻘوﻣﯾّﺔ اﻟﺗّﺣ ّررﯾّﺔ .ھذا ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي
ﺗﻐدق ﻓﯾﮫ إﯾران ﺑﺳﺧﺎء ﻋﻠﻰ أذرﻋﮭﺎ اﻹرھﺎﺑﯾّﺔ وﻣﯾﻠﯾﺷﯾّﺎﺗﮭﺎ اﻟ ّطﺎﺋﻔﯾّﺔ اﻹﺟراﻣﯾّﺔ وﺗوﻓّر
ﻟﮭﺎ ﻛ ّل ﺳﺑل اﻟ ّدﻋم واﻹﺳﻧﺎد اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻠوﺟﺳﺗﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ.
وﻟﻘد اﻧطﻠﻖ اﻟرﻓﯾﻖ اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ ﻣن ﻗراءة دﻗﯾﻘﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺟﺎوز اﻷﺳﻠوب اﻟﻘدﯾم اﻟذي ﺗﻌﺎطوا
ﺑﮫ ﻣﻊ اﻟﺗﮭدﯾدات اﻻﻣﻧﯾﺔ واﻷطﻣﺎع اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻖ .ﻓﻧﺑﮫ اﻟﻰ ان ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺗّراﺧﻲ
واﻧﺗﮭﺎج اﻟﺣﻠول اﻟﻌﻘﯾﻣﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛّﻠﺔ ﻓﻲ اﻟ ّرﻛون إﻟﻰ ﻣﺣور أﻣرﯾﻛﺎ واﻟ ّﺻﮭﯾوﻧﯾّﺔ ﻛﻣﺧﻠّص
ﻣن آﻓﺔ اﻟﺷ ّر اﻟﻣﺗو ّﻏل ﻣن اﻟ ّﺷرق ،ﻟم ﺗزد اﻟوﺿﻊ اﻻ ﺳوءاً ﻓزادت ﺳﯾطرة إﯾران ﻓﻲ
اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺛﺑت أ ّن اﻟﻧّﺻر ﻟن ﯾﺗﺣﻘّﻖ إﻻّ ﻓﻲ اﻟﻌراق وﻟن ﯾﻧطﻠﻖ ﻛﻧس اﻟﻌدوان
واﻟﺗّﻣ ّدد اﻹﯾراﻧ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي ﻓﻲ اﻷ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ إﻻّ ﻣﻧﮫ.
ان طرح ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗّﻣ ّدد اﻹﯾراﻧ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي ﻓﻲ اﻷ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ﯾﻣﺛل دﻋوة ﻣﺗﺟ ّددة ﻟﺿرورة
ﺗﺣﻘﯾﻖ اﺳﺗﻔﺎﻗﺔ ﻋرﺑﯾّﺔ رﺳﻣﯾﺔ وﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ ،ﺑﺎﺗت أﺷ ّد إﻟﺣﺎﺣﺎً ﻣن أ ّي وﻗت ﻣﺿﻰ ،وھﻲ
ﻟن ﺗﺗم اﻻ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﺎﻣﻲ اﻟﻌرب ﻋن اﻟ ّﺻﻐﺎﺋر واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺑﯾﻧﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺻف ﻛﻠّﮭﺎ
ﺑﺎﻟﺑﯾت اﻟﻌرﺑ ّﻲ اﻟذي ﻏدا أوھن ﻣن ﺑﯾت اﻟﻌﻧﻛﺑوت ﻓﻲ ظ ّل اﻟﻔٌرﻗﺔ واﻟﺗّﺷﺎﺣن واﻟ ِﻌداء
اﻟﻣﺟﺎﻧ ّﻲ ،وﻣﺻدرھﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ اﻟﺗّﺂﻣر اﻟﺧﺎرﺟ ّﻲ وﻣن ﺑﯾﻧﮫ اﻟﺗّﺂﻣر اﻹﯾراﻧ ّﻲ اﻟذي ﯾؤ ّﺟﺞ
اﻟﺧﻼﻓﺎت وﯾﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﻧﯾراﻧﮭﺎ ﻟﺗزداد ﻣﮭﺎ ّﻣﮫ اﻟﺗّﺻﻔوﯾّﺔ ﻟﻠﻌروﺑﺔ ﺳﮭوﻟﺔ وﯾﺳراً.
ان ﺗﺄﻛﯾد اﻟ ّرﻓﯾﻖ اﻟﻘﺎﺋد ﻋ ّزة إﺑراھﯾم ﻋﻠﻰ ﺧطر اﻟﺗّﻣ ّدد اﻹﯾراﻧ ّﻲ اﻟ ّﺻﻔو ّي ﻣن ﺟواﻧﺑﮫ ﻛﺎﻓّﺔ
ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﺑﺎب ﻣﺳؤوﻟﯾّﺎﺗﮫ اﻟﺗّﺎرﯾﺧﯾّﺔ واﻟﻘوﻣﯾّﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﺣزب اﻷ ّﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾّﺔ
اﻟﻌﻣﻼق اﻟ ّرﯾﺎد ّي اﻟذي ﯾﺷ ّﻛل رأس اﻟﻧّﻔﯾﺿﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ھذا اﻟﺗوﺳﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري اﻟذي
ﻟن ﯾﺳﻠم ﻣن ﺑراﺛﻧﮫ ا ّي ﻗٌطر ﻋرﺑ ّﻲ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻧﺗﻔض اﻻﻣﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ واﻓﺷﺎل
ﻣﺧططﺎﺗﮫ واھداﻓﮫ اﻟﺷرﯾرة.
5
اﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﺷﺗراﻛﻲ
ذات رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﻟدة اﻟﻘﯾــــﺎدةاﻟﻘوﻣﯾــــــــﺔ
ﻣﻛﺗب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻﻋﻼم اﻟﻘوﻣﻲ
إﺷراﻗﺎت ﻧﯾّرة
ﻣن ﺧطﺎب اﻟ ﻓ اﻷﻣ اﻟﻌﺎم ﻟ ب اﻟ ﻌ اﻟﻌ ﻲ
اﻻﺷ اﻛﻲ ﻋ ة إﺑ اﻫ ﺣﻔ ﻪ ﷲ ورﻋﺎﻩ
6