shakaek neil furat

‫الزواج بالم�سطرة‬ ‫الشـقــائــق‬ ‫العدد ‪ -264‬ال�سنة الثالثة والع�شرون ‪� -‬ذآ ار‪/‬مار�س ‪ 2016‬م‬

‫لعلي ل�ست أ�نا الم�شكلة‬

‫الغيرة بين‬
‫ا ألبناء‬

‫المر أ�ة الم�سلمة أ�نظف امر�أة على وجه الأر�ض‬



‫جـنـى‬
‫شهرية تصدر عن جمعية النجاة الاجتماعية‬
‫كلمتي‬
‫�سرمئيير�سةة اقل‪.‬تالحمر�يصرر‪:‬ي‬
‫تمر الأيام والشهور وأحوال المسلمين في غالب الدول المحيطة بنا تعيش مآسي الحروب‬ ‫المديرة الم�س�ؤولة‬
‫والتهجير القسري‪ ،‬وتحصد الشباب والعوائل وتخ ّرب البلاد بأيديها وأيدي الأعداء‪.‬‬ ‫و�صاحبة الامتياز‪:‬‬
‫س���نوات وهم يحاربون كم���ا يقولون «الإرهاب» وكل فريق يف ّس���ره بمفهومه وحس���ب‬ ‫عائدة �صايغ‬

‫مصالحه‪.‬‬ ‫المراسلات‬
‫فكيف يكون إرهابياً من يدافع عن حياض وطنه من كل طامع بخيرات بلاده؟‬
‫وكيف يكون إرهابياً من أعلن تم ّرده على ظلم ساس���ته واغتصابهم لحريته وإنس���انيته‬ ‫�ص‪.‬ب‪ 14/5254 :‬بيروت ‪ -‬لبنان‬
‫تلفاك�س‪00961 1 741836 :‬‬
‫وكرامته؟‬ ‫البريد الإلكتروني‪:‬‬
‫وهل يكون إرهابياً من صرخ بأعلى صوته بأن يوقف الظالم ظلمه‪ ،‬ولم يستخدم سلاحاً‬
‫‪[email protected]‬‬
‫ولم يبادر بالاعتداء على أحد؟‬ ‫‪jana.lebanon.94‬‬
‫بعد كل الحشود والحروب لسحق الإرهاب بمفهومهم‪ ،‬هل قضي عليه؟‬
‫الحوالات المصرفية‬
‫من لا يفهم منطق التاريخ يُه َزم‪ ،‬فالظلم يف ّرخ تط ّرف المظلوم‪.‬‬
‫ومن تن ّسم رائحة الحرية لن يعود إلى العبودية مهما دفع من أثمان‪.‬‬ ‫الحوالات الم�صرفية‪:‬‬
‫والتاريخ يش���هد أن جولة الباطل س���اعة‪ ،‬وجولة الحق إلى قيام الساعة‪ ،‬والفرج لا بد‬ ‫لتحويل الا�شتراكات‬
‫أ�و التبرع للمجلة‬
‫اقترب مع اشتداد المحن‪.‬‬ ‫بنك بيبلو�س �ش‪.‬م‪.‬ل‬
‫المحررة‬
‫‪IBAN:37003900000004003900343005‬‬
‫محتويات العدد‬ ‫‪Swift code:BYBALBBX‬‬

‫كلمت ي ‪3‬‬ ‫سعر النسخة‬
‫المسلمة أنظف امرأة على وجه الأرض ‪4‬‬
‫لعلي لست أنا المشكلة ‪6‬‬ ‫‪ 1500‬ليرة لبنانية‬
‫فأكون رجل ًا من أهلها ‪8‬‬
‫الزواج بالمسطرة ‪10‬‬ ‫الاشتراك السنوي‬
‫أنت أيضاً لديك نقص في الفيتامين د؟ لماذا؟ ‪12‬‬
‫طرق بسيطة للتخلص من حرقة المعدة ‪14‬‬ ‫الدول العربية والأوروبية‪:‬‬
‫أهمية التعطيل يوم الجمعة ‪16‬‬ ‫‪ 40‬دولار ًا‬
‫استشارة‪ :‬كيفية تقويم الأخت الكبيرة ‪19‬‬
‫بين اتخاذ القرار وتنفيذ القرار‪ ..‬لا للانتظار ‪20‬‬ ‫الدول ا ألميركية‪:‬‬
‫احلام فقدت ‪22‬‬ ‫‪ 45‬دولار ًا‬
‫كيف تقرأ سيرة رجل عظيم ‪24‬‬
‫دعائم وأعمدة نحو حياة زوجية مستقرة ‪26‬‬
‫الصديقات الصالحات ‪28‬‬
‫الغيرة بين الأبناء ‪30‬‬
‫لن آستقيل من أمومتي ‪42‬‬

‫جنى‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪3‬‬

‫الم�سلمة أ�نظف امر�أة‬
‫على وجه ا ألر�ض‬

‫بقلم‪ :‬الداعية سميرة ق‪ .‬المصري‬

‫إس��ل�امه بمجرد معرفتْه للحقيقة العلمية‬ ‫لم يفاجئني اعت���راف العالم اليهودي الذي‬
‫ولإعج���از الق���رآن في س���بب تحديد ع ّدة‬ ‫أجرى أبحاث���اً مط ّولة أوصلته إلى الحكمة‬
‫الطلاق للمرأة‪ ،‬بمدة ‪ 3‬أش���هر"‪ ،‬حيث أفاد‬ ‫والإعجاز في الأحكام الشرعية الإسلامية‬
‫المتحدث أن إقناع العالم غيلهم كان بالأدلة‬ ‫الخاصة بالم���رأة‪ ،‬وأن القرآن هو منز ٌل من‬
‫العلمية‪ ،‬والتي مفاده���ا أن جماع الزوجين‬
‫ينتج عنه ت���رك الرج���ل لبصمته الخاصة‬ ‫عند إله وليس بقول بشر‪ ،‬فآمن به وأسلم‪،‬‬
‫لدى المرأة‪ ،‬وأن كل ش���هر من عدم الجماع‬ ‫ففي كل حين تتك ّشف حقائ ُق علمي ٌة حديث ٌة‬
‫يسمح بزوال نسبة معينة تتراوح ما بين ‪25‬‬ ‫ق���د أخبرن���ا عنها قرآنن���ا‪ ،‬فن���زداد يقيناً‬
‫إلى ‪ 30‬بالمائة‪ ،‬وبعد الأش���هر الثلاثة تزول‬ ‫بم���ا أنزل الله ولو أننا نق���وم بها تع ّبداً لله‬
‫البصمة كلياً‪ ،‬مم���ا يعني أن المطلقة تصبح‬
‫وتسليماً بما أنزل‪.‬‬
‫قابلة لتلقي بصمة رجل آخر‪.‬‬
‫وتلك الحقيقة دفعت عالم الأجنة اليهودي‬ ‫فقد نقلت صحيفة "المصريون" عن الدكتور‬
‫للقي���ام بتحقيق في حي أفارقة مس���لمين‬
‫بأمريكا‪ ،‬تبينّ أن كل النساء يحملن بصمات‬ ‫عبد الباسط محمد السيد أستاذ التحاليل‬
‫أزواجه���ن فقط‪ ،‬فيم���ا ب ّين���ت التحريات‬
‫الطبية بالمركز القومي بمصر‪ ،‬واستش���اري‬

‫الط���ب التكميلي قول���ه‪" :‬إن العالم روبرت‬

‫غيله���م‪ ،‬زعي���م اليه���ود في معه���د ألبرت‬

‫أينش���تاين‪ ،‬والمختص في علم الأجنة‪ ،‬أعلن‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪4‬‬

‫والتجرب���ة وأعطان���ا مباش���رة التعالي���م‬ ‫العلمية في ح ٍّي آخر لأمريكيات متحررات‬
‫الصحيحة‪ ،‬فقد ق���ال النبي [‪" :‬إنما أنا‬ ‫أنهن يمتلكن بصمات متعددة من اثنتين إلى‬
‫أعلمكم بالله وأخش���اكم ل���ه‪ ،‬ولكني أقوم‬ ‫ث��ل�اث‪ ،‬مما يوضح أنهن يمارس���ن العملية‬
‫وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النس���اء فمن‬ ‫الجنسية خارج الأطر الشرعية المتمثلة في‬
‫رغب عن س ّنَتي فليس مني"‪ .‬ونقول إن كل‬
‫التعاليم الت���ي جاء بها نب ّي الرحمة أثبتتها‬ ‫الزواج‪.‬‬
‫الدراسات والتجارب العلمية‪ ،‬فهل نقتدي‬ ‫وكانت الحقيقة مذهل���ة للعالم حينما قام‬
‫بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام؟‬ ‫بإج���راء التحاليل عل���ى زوجته ليتبين أنها‬
‫كما س ّن رسول الله الختان للذكور وهو من‬ ‫تمتلك ث��ل�اث بصم���ات‪ ،‬مما يعن���ي أنها‬
‫س��ن�ن الفطرة وقد أثبت العلماء أن الختان‬ ‫كانت تخون���ه‪ ،‬وذهب به الح ّد لاكتش���اف‬
‫(وهو إزالة الجلد الزائد من العضو الذكر‬ ‫أن واح���داً من أصل ثلاث���ة أبناء فقط هو‬
‫للرجل) يق���ي من أمراض عدي���دة أهمها‬ ‫ابنه‪ ،‬وعلى إثر ذلك اقتنع أن الإس��ل�ام هو‬
‫الأمراض الجنس���ية وس���رطان القضيب‬ ‫الدين الوحي���د الذي يضمن حصانة المرأة‬
‫وفيروس ال���ورم الحليمي البش���ري‪ ،‬وقد‬ ‫وتماسك المجتمع‪ ،‬وأن المرأة المسلمة أنظف‬
‫تأكد العلماء من أن الختان وس���يلة فعالة‬
‫للوقاي���ة من الإي���دز‪ .‬ب���ل إن الختان يعود‬ ‫امرأة على وجه الأرض‪.‬‬
‫بالفائ���دة على الزوج والزوج���ة معاً ويقي‬ ‫وللعلم فإن هناك أمراضاً ظهرت اليوم لم‬
‫الرجل م���ن الهربس التناس���لي وغيره من‬ ‫تكن معروفة في الماض���ي (أهمها الإيدز)‬
‫الأم���راض الخطيرة‪ .‬والختان هو وس���يلة‬ ‫والتي انتش���رت بش���كل مرعب والإسلام‬
‫لطهارة ه���ذه المنطقة من تراكم الأوس���اخ‬ ‫ح ّرم الشذوذ الجنس���ي‪ ،‬وأخبرنا أنه أنزل‬
‫عذابه على قوم لوط الذين خالفوا الفطرة‬
‫والبكتريا والفيروسات‪.‬‬
‫لقد أش���ار النبي الأعظم قبل أربعة عشر‬ ‫الإنسانية‪.‬‬
‫قرن���اً إلى أهمي���ة الختان الذي يكتش���ف‬ ‫فق���د حرص النب���ي على طه���ارة المؤمنين‬
‫العلم���اء فوائ���ده ف���ي يومنا ه���ذا‪ ،‬يقول‬ ‫وإبعادهم عن الفاحشة‪ ،‬وتأكيده بأن الزواج‬
‫النبي عليه الصلاة والس��ل�ام‪" :‬خمس من‬ ‫هو الطريق المثالي للش���باب وحمايتهم من‬
‫الفطرة‪ "...‬وذكر منها الختان‪ .‬ألا يدل هذا‬
‫الحديث الش���ريف على أن محمداً [ هو‬ ‫الهلاك‪..‬‬
‫وقد أثبت العلماء حديثاً أن الزواج ضروري‬
‫رسول الرحمة والخير‪.‬‬ ‫جداً للإنس���ان‪ ،‬وفيه العدي���د من الفوائد‬
‫إننا نفخر بإس��ل�امنا الذي أرشدنا إلى ما‬ ‫الطبية والنفس���ية‪ ،‬فقد وج���د العلماء أن‬
‫هو خير لنا‪ ،‬فنتعبد بأحكامه ونؤجر عليها‪،‬‬ ‫المتزوجين أكثر صحة وأقل عرضة للإصابة‬
‫وسيلحقنا إلى التزام أوامر الله الكثير من‬ ‫بالس���رطان من غيرهم‪ ،‬وأن جهاز المناعة‬
‫البش���ر صاغرين‪ ،‬للحف���اظ على صحتهم‬ ‫لديهم أقوى من غير المتزوجين‪ ،‬بالإضافة‬
‫لاستقرار الحالة النفس���ية وزيادة الإبداع‬
‫وتنظيم حياتهم‪.‬‬
‫والتركيز والنجاح في الحياة‪.‬‬
‫لق���د وف���ر الإس��ل�ام علينا عن���اء البحث‬

‫جنى‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪5‬‬

‫لعلّي لس ُت‬
‫أنا المشكلة‬

‫بقلم‪ :‬الداعية هنادي الشيخ نجيب‬

‫من الحكومات‪ ،‬وباتت الحكومات تس���تثقل‬ ‫لو س���ألتكم ‪-‬ق ّراءنا الك���رام‪ -‬عن أكثر ما‬
‫من الشعوب!‬ ‫تسمعونه في هذه الأيام؛ وأنتم مع العائلة‪،‬‬
‫مع الجي���ران‪ ،‬الأق���ارب‪ ،‬الأصدق���اء‪ ،‬في‬
‫ومسلس���ل الش���كوى ما يزال يتف ّشى‪ ،‬حتى‬ ‫الأعراس‪ ،‬في مجالس العزاء‪ ،‬في الشارع‪،‬‬
‫أمسى كالوباء الذي يستلزم حل ًا عاجل ًا‪..‬‬ ‫بل حتى في س���يارة الأجرة مع السائق‪ ،‬أو‬
‫وحت���ى نعرف َم ْن وراء انتش���ار تلك العلل‪،‬‬
‫وكيف الس���بيل إلى علاج المتسبب في هذا‬ ‫في دكان الحي مع البائع!‬
‫الخل���ل‪ ،‬ننتقل إلى قصة بعنوان‪" :‬أين تكمن‬ ‫أتوقع أن تكون الإجابة‪" :‬الشكوى"‪ ..‬فالكل‬

‫المشكلة؟"‪..‬‬ ‫يشكو من ك ّل شيء!‬
‫فقد انزعج أح���د الأزواج من وضع زوجته‬ ‫نش���كو من الأزمات في كل المجالات؛ نشكو‬
‫المتفاقم‪ ،‬وضاق ذرعاً من عدم س���ماعها له‬ ‫من قلة الماء وانقطاع الكهرباء‪ ،‬نش���كو من‬
‫الأرصفة وزحمة السير‪ ،‬من معاملة الناس‪،‬‬
‫وتجاهلها لحديثه!‬ ‫من الموظفين في الإدارات‪ ،‬من الباعة على‬
‫قرر يوماً أن يستش���ير طبيباً لمعرفة س���بل‬
‫الطرقات‪..‬‬
‫التعامل مع علة زوجته‪..‬‬ ‫الأساتذة يش���كون من التلاميذ‪ ،‬والأساتذة‬
‫نصحه الطبيب أن يقوم بتجربة للتأكد من‬
‫مستوى صمم الزوجة الغافلة‪ ،‬واقترح عليه‬ ‫يشكون من التلاميذ‪..‬‬
‫بأن يبتعد عنها مس���افة ‪ 20‬متراً ثم يكلمها‬ ‫أرباب العمل يش���كون من الع ّمال‪ ،‬والع ّمال‬
‫بص���وت عادي‪ ..‬وفي حال ع���دم تجاوبها‪،‬‬
‫يقلّل المس���افة إل���ى ‪ 10‬أمتار‪ ،‬ف���إذا ظلت‬ ‫يشكون من أرباب العمل‪..‬‬
‫هائمة ف���ي عالمها‪ ،‬يقترب أكث���ر ويح ّدثها‬ ‫الزوج يشكو من زوجته‪ ،‬والزوجة تشكو من‬
‫عن مس���افة ‪ 5‬أمتار فق���ط‪ ،‬ويرصد درجة‬
‫زوجها‪..‬‬
‫تفاعلها مع كلامه!‬ ‫الأم والأب يش���كوان من أبنائهما وبناتهما‪،‬‬
‫بالفعل‪ ،‬عاد ال���زوج إلى البيت‪ ،‬بينما كانت‬ ‫والأبن���اء والبن���ات يش���كون م���ن أمهاتهم‬
‫الزوجة منش���غلة بإعداد طبق العش���اء في‬
‫المطبخ‪ ..‬خاطبها من غرفة الجلوس بصوت‬ ‫وآبائهم‪..‬‬
‫حتى انتشرت العدوى بين مختلف المستويات‪:‬‬
‫صعوداً وهبوطاً؛ فصارت الش���عوب تشكو‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪6‬‬

‫وم���ا الذي يف ّس���ر ح ّدة نظ���ر أحدنا ليرى‬ ‫عادي قائل ًا‪( :‬ماذا أع���ددت لنا يا حبيبتي‬
‫القش���ة في عين غيره‪ ،‬بينما يعمى أن يرى‬ ‫على العشاء؟)‪ ،‬لم ترد عليه!‬

‫الجذع في عينه؟!‬ ‫اقترب مسافة عش���رة أمتار ثم أعاد عليها‬
‫أس���ئلة برس���م الإجابة‪ ،‬مع الاعتراف بأن‬ ‫السؤال‪ ،‬لك ّنها أيضاً لم ترد!‬
‫أكثرن���ا وصل إل���ى مرحل���ة الاحتراف في‬
‫البحث والتنقيب عن أخطاء الآخرين‪ ،‬كما‬ ‫قلّل المسافة بينهما حتى صار خلفها مباشرة‪،‬‬
‫ولا يكاد يفصل بينهما سوى خطوات‪ ،‬طرح‬
‫لو كان يبحث عن كنز دفين!‬ ‫عليها الس���ؤال نفسه وهو يمسك نفسه من‬
‫ق ّراءنا الأفاضل‪ ،‬إ ّن سرد كل الأعذار لم يعد‬ ‫ش���دة الغضب‪ ،‬قال لها‪" :‬م���اذا أعددت لنا‬
‫يكفينا لنخرج من مآسينا‪ ،‬كما لا يعفينا من‬
‫على العشاء؟"‪..‬‬
‫المسؤولية فيما وصلنا إليه‪..‬‬ ‫استدارت الزوجة ونظرت إلى زوجها نظرة‬
‫فك ّل واحد م ّنا معن ّي بالبحث عما تسبب به‬ ‫عت���ب متفاجئة من إلحاحه‪ ،‬ثم ر ّدت قائلة‪:‬‬
‫لإحداث تلك الش���كاوى‪ ،‬أينما كان موقعه‪،‬‬ ‫"ه���ذه المرة الثالث���ة التي أقول ل���ك فيها‪:‬‬
‫ومهم���ا كان عمله؛ مسترش���دين بقول الله‬
‫تعالى‪{ :‬بل الإنسان على نفسه بصيرة‪ ،‬ولو‬ ‫عشاؤنا اليوم شوربة خضار"!‬
‫نعم‪ ،‬لقد كان ال���زوج هو المصاب بالصمم‪،‬‬
‫ألقى معاذيره}‪.‬‬ ‫فلم يكن يس���مع جواب زوجته المتكرر‪ ،‬ولم‬
‫وليكن ‪-‬على الأقل‪ -‬أحد احتمالات س���بب‬ ‫يكن يس���معها م���ن قبل‪ ،‬ف���ي الوقت الذي‬
‫كان يتهمها فيه بأنها لا تهتم به ولا تس���مع‬
‫المشاكل هو‪ :‬أنا‪ ،‬وأن َت‪ ،‬وأن ِت‪ ،‬وهم‪..‬‬
‫إ ّن أمامنا طريق طويل للتغيير‪ ،‬لذلك علينا‬ ‫كلامه!‬
‫أن نبدأ بالتفكير بش���كل جدي وموضوعي‬ ‫واقعة تذكرنا بوصف الإمام الشافعي رحمه‬
‫وعقلاني فيما يجري حولنا‪ ،‬وأن نس���اهم‬
‫في امتصاص ش���كاوى الناس بتحويلها إلى‬ ‫الله يوم أنشد‪:‬‬
‫مجموع���ة متطلبات‪ ،‬ونبادر ف���ي تطبيقها‬ ‫نعيب زماننا والعيب فينا‬
‫لتجاوز أزمة (الش���كوى) الت���ي غرقنا في‬ ‫وما لزماننا عيب سوانا‬
‫لججها حتى التبس علينا طريق الخروج‪..‬‬ ‫ونهجو ذا الزمان بغير ذنب‬
‫وفيم���ا نجتهد في إصلاح عيوبنا‪ ،‬لا ب ّد من‬ ‫ولو نطق الزمان لنا هجانا‬
‫التنبيه إلى عيب كبير يعيق مس���يرة وعينا‪،‬‬ ‫وليس الذئب يأكل لحم ذئب‬
‫ويأكل بعضنا بعضاً عيانا!‬
‫ج ّسده شاعر بقوله‪:‬‬ ‫لماذا نفترض دوماً أن العيب في غيرنا؟!‬
‫ولم أ َر في عيوب الناس عيباً‬ ‫لماذا نبحث باس���تمرار في حقائب الآخرين‬
‫كنقص القادرين على التمام‬
‫ومن م ّن���ا ليس ق���ادراً ‪-‬ب���إذن الله‪ -‬على‬ ‫عن أسباب المشكلة؟!‬
‫لم���اذا ننس���ى أن حقائبن���ا أيض���اً مملوءة‬
‫التمام؟!‬
‫بالأسباب والعيوب؟!‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪7‬‬

‫فأكون رجل ًا من أهلها‬

‫بقلم‪ :‬د‪ .‬ديمة طارق طهبوب‬

‫إن الحدي���ث يحمل عل���ى معان كثي���رة فبه‬ ‫ش���ديد الإيحاء و كثي���ف العبر هـو حديـث‬
‫استشراف وتربية وتوجيه‪ ،‬ولكن لا ينتفع به‬
‫ولا يحمل عبئه ولا يس���تحق ش���رفه إلا من‬ ‫أبي ذر في فضل الش���ام‪ ،‬فال���راوي ابتدا ًء‬
‫تم ّثل ش���رط أبي ذر‪ ،‬وهو "رجل ًا من أهلها"‪.‬‬ ‫ممدوح بشهادة نبوية ما نالها غيره‪ ،‬إذ قال‬
‫لق���د اختار أبو ذر ه���ذه الصفة دون غيرها‬ ‫[ "ما أقلّ���ت الغبراء ولا أظلّت الخضراء‬
‫علم���اً بمراميها‪ ،‬وكأن الرجولة هناك منبعها‬
‫ومصنعها‪ ،‬فمس���تقبل الش���ام ف���ي صناعة‬ ‫أصدق لهجة من أبي ذر" وكأننا بالمصطفى‬
‫الأحداث الفاصل���ة لا يحتمله إلا رجل قوي‬ ‫يختار الناقل والوعاء لحديثه شخصاً تم ّثله‬
‫الش���كيمة‪ ،‬وصبور النف���س واضح الغاية‪ ،‬لا‬
‫يتأثر بإخرا ٍج أو ٍل ولا ثا ٍن‪ ،‬ولا يحيد عن يقينه‬ ‫في س���لوكه لتحيا به المعان���ي قبل المباني‪،‬‬
‫ويكون درس���اً ح ّياً وحديثاً في ش���كل بشر‬
‫حتى يأتيه اليقين إما بالنصر أو الشهادة‪.‬‬
‫والدلال���ة أن الرجول���ة صفة مكتس���بة أنه‬ ‫يمشي به على الأرض بين الناس‪ .‬‬
‫س���بقها بفعل الكينونة‪ ،‬والم���رء قد يكون أو‬ ‫أم���ا الحديث فهو "أ ّن أب���ا ذ ٍ ّر الْغفار ّي كان‬
‫لا يكون‪ ،‬وقد يربي ويحمل نفس���ه أن يكون‬ ‫يخ���دم النب ّي [ فإذا فرغ من خدمته آوى‬
‫وقد ينأى بنفس���ه عن ذلك‪ ،‬وكأن في المعنى‬ ‫إلى المْ سجد فدخل رسول اللّه [ المْ سجد‬
‫فائدة أخ���رى أن الرجال فق���ط هم الذين‬ ‫ليل ًة فوجد أبا ذ ٍ ّر نائماً في المْ س���جد فقال‬
‫يتعلقون بالقضايا العظيمة في تلك الأرض‬ ‫لـه رس���ــول اللّه [ ألا أراك نــائمـاً قـال‬
‫(الهجرة والمحشر ورس���الة الأنبياء)‪ ‬وحتى‬ ‫أب���و ذ ٍ ّر يا رس���ول اللّه فأي���ن أنام؟ هل لي‬
‫فعل "فأكون" يوحي بالاستمرارية المستقبلية‬ ‫من بي ٍت غيره فجلس إليه رس���ول اللّه [‬
‫والتج���دد‪ ،‬وكأن لا نهاية لأفع���ال الرجولة‪،‬‬
‫وكأن لا ختام لدروسها‪ ،‬وكأن سيأتي كل يوم‬ ‫فقال له كيْ���ف أنت إذا أخرجوك منه‪ ،‬قال‬
‫رجل يضيف س���طراً ومع ًنى جديداً في فعل‬ ‫إذن ألحْ ق بال ّشام فإ ّن‪ ‬ال ّشام أرض الْهجرة‬
‫الكينونة المستمر الذي لا يتوقف إلا بالموت‪،‬‬ ‫وأرض الحمْ شر وأرض الأْ نبياء‪ ‬فأكون رجل ًا‬
‫وصدق الحسن البصري إذ قال‪" :‬المؤمن ما‬
‫من أهله���ا‪ .‬قال له كيف أنت إذا أخرجوك‬
‫من ال ّش���ام‪ ،‬ق���ال إذن أرجع إلي���ه فيكون‬

‫ه���و بيت���ي ومنزلي‪ .‬قال له كيْ���ف أنت إذا‬
‫أخرجوك منه ال ّثانية‪ ،‬قال إذن آخذ سيفي‬

‫فأقاتل ع ّني ح ّتى أموت‪."...‬‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪8‬‬

‫بولادة‪ ،‬ولا تستقر إلا بعمل صادق مستمر‪،‬‬ ‫المؤمن!! والله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً‬
‫ولذا جاء الوص���ف متصل ًا في مكان آخر‬
‫أو ش���هرين‪ ،‬أو عاماً أو عامين‪ ،‬لا والله ما‬
‫{رج���ال صدق���وا م���ا عاه���دوا الله عليه}‬
‫جعل الله لمؤمن أجل ًا‪ ..‬دون الموت"‪.‬‬
‫فالرجول���ة حالة ص���دق وجدان���ي ووفاء‬
‫بالعهود لرب العزة أولاً‪.‬‬ ‫ثم تأتي صلة وجداني���ة في لطيفة أخرى‬

‫الم���كان وأهله لا ينف ّكون يذ ّكرون كل طامح‬ ‫مخ ّبأة‪ ،‬فبعد اس���تحقاق ش���رف الرجولة‬
‫إلى البعد‪ ،‬وك ّل راكب لأجنحة الاغتراب أن‬
‫وما يأتي معه من تكاليف تستحق جنسية‬
‫لهذه الأرض جنسية لا تمنحها بلاد أخرى‪،‬‬
‫ذل���ك الم���كان‪ ،‬ويس���تحق الإنس���ان ذلك‬
‫ومنافع لا يمتلكه���ا مواطنون آخرون حول‬
‫التوطين الرفيع فتصب���ح "من أهلها" فإن‬
‫العالم‪ :‬إنها جنس���ية الرجولة التي يرتفع‬
‫للبلاد والأراضي أهل تعرفهم ويعرفونها‪،‬‬
‫س���قفها وتزداد منافعها مع كل درس وكل‬
‫ورحم الأرض كبير‪ ،‬والمنتس���بون إليها أهل‬
‫تضحية‪ ،‬يحترفها رج���ل جديد من أهلها‬
‫فقط‪ ،‬فقط اثْب ْت فيها أو في أكنافها‪ ،‬مهما‬ ‫لهم ب ّرهم وصلتهم وحرمتهم‪ ،‬وليس بعيداً‬
‫أخرجوك وأخرجوك‪ ،‬ومهما كانت الأسباب‬
‫ذلك المثل ال���ذي نتداوله فنق���ول "البلاد‬
‫فعندما تضيق أسباب الأرض تنفتح أسباب‬
‫السماء‪ ،‬وأنْع ْم بها من أسباب تأيي ٍد وعطا ٍء‬ ‫طلبت أهله���ا" وهذا الطلب هو ذلك الذي‬
‫لا محدود‪ ،‬أبو ذر يقول لنا في الشام البيت‬
‫عبر عنه أحمد شوقي بقوله‪:‬‬
‫والمنزل‪ ،‬وهو ربيب الحرمين خير الأماكن‪،‬‬
‫وللأوطان في دم كل ح ٍ ّر‬
‫غير أ ّن مستقبل منزل الرجال في الشام‪،‬‬
‫وفي الشام فقط!‬ ‫يد سلفت وديْن مستح ّق‬ ‫ ‬

‫إذن‪ ،‬ه���ل نعلّق آمالاً كبي���رة على الرجولة‬ ‫هن���اك أماك���ن مخصوصة ش��� ّرفها الله‬
‫بالفضائل فاختار لها أهل ًا بمثل ش���رفها‪،‬‬
‫أم نح ّمل الرجال فوق طاقتهم أم أن الأمر‬
‫جليل فعل ًا؟!‪ ‬‬ ‫وم���ن كان يظ���ن أن الرجول���ة ف���ي هذا‬

‫إخبار الرسول لأبي ذر‪ ،‬وفهم أبي ذر لدرس‬ ‫المقام أمر س���هل التحقيق‪ ،‬وطريق قريب‬

‫الرس���ول يحدد الصفات والمكان‪ ،‬وكيفية‬ ‫الوصول‪ ،‬ودرب مع ّبد باليسر فلينظر إلى‬

‫التحق���ق والتحقيق‪ ،‬لم���ن أراد الاعتبار من‬ ‫وصف آخر لأولئ���ك الرجال في الحديث‬

‫الرجال‪.‬‬ ‫المرفوع عن علي "إ ّني س���م ْعت رسول‬
‫اللّه [ يقول الأْ بدال يكونون بال ّشام وه ْم‬
‫فأ ْمع���ن النظر إن كن���ت تملك من صفات‬ ‫أربعون رج��ل� ًا كلّما مات رج���ل أبدل اللّه‬
‫الرجول���ة‪ ،‬واحذر ما يقدح ف���ي رجولتك‬
‫مكانه رجل ًا يسقى به ْم الْغيث‪ ‬وينْتصر بهم‬
‫وينتقص منها‪ ،‬فبعض الرجال في الموازين‬ ‫على الأْ عداء ويصرف عن أهل ال ّشام بهم‬

‫يعدلون قدر الانتصار‪.‬‬ ‫العذاب"‪ .‬‬

‫لقد علّمتنا الس���ياقات المتواترة من تاريخ‬

‫البش���رية والأديان‪ ،‬أن الرجولة أمر عزيز‬

‫ومنزل���ة صعبة لا ينالها الم���رء با ّدعاء ولا‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪9‬‬

‫الزواج بالمسطرة‬

‫بقلم‪ :‬حنان لاشين‬

‫الشرعي‪ ،‬وتسقيه للأبناء بالملعقة‪ ...‬بد أن‬ ‫يظن البعض‪ ..‬أن هناك شخصيات مثالية‪،‬‬

‫تكون هكذا لأنها هي التي ستُربي‪!...‬‬ ‫رائع���ة‪ ،‬متدينة‪ ،‬يوجد فيها م���ا يحيد عن‬
‫مهل ًا‪...‬‬
‫خط المسطرة‪.‬‬
‫لماذا تنتظر أن يأخذ بيدك أحد!‬ ‫هي‪ ..‬تريده شاباً رائعاً‪ ،‬أش ُّد منها التزاماً‪.‬‬
‫يأخذ بيدها للج ّنة‪ ،‬يُخطئ أبداً‪ ،‬يغض بصره‬
‫لماذا لا تتحمل المسؤولية؟‬ ‫ولا يذنب‪ ،‬طوال النهار يُر ِّتل القرآن‪ ،‬وطوال‬
‫الليل قائ ٌم يُصلِّ���ي‪ ،‬وفي نفس الوقت‪ ‬يعمل‬
‫قم بنفسك‪..‬‬
‫التدين والالت���زام وال ُقرب من الله لا يُقاس‬ ‫وينجح ويُن ِفق عليها بسخاء‪!...‬‬
‫بالمسطرة ولا يوجد شخص مثالي ‪!%100‬‬ ‫ه���و‪ ..‬يريدها أحس���ن منه تد ّين���اً‪ ،‬يتقلّب‬
‫في فراش���ه ليل ًا فيراه���ا قائم��� ًة تُص ِلّي‪،‬‬
‫نحن لس���نا إنس���انات آلي���ة مبرمجة على‬
‫تغضب‪ ،‬لا تحزن‪ ،‬وفي الوقت نفسه جميلة‬
‫الطاع���ة لتك ّررها بانتظام‪ ،‬الخش���وع‪ ‬ليس‬
‫ل���ه ِز ٌر تضغط عليه فتش���عر ب���ه‪ ،‬وحلاوة‬ ‫الجمي��ل�ات‪ ،‬حافظة للقرآن‪ ،‬دارس���ة للعلم‬

‫الإيمان‪ ‬لا تحُ َفظ في ُعلب‪.‬‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪10‬‬

‫ليس فقيهاً لكنه رحي ٌم يُحسن لزوجته‪.‬‬ ‫ﻻ ترفعوا س���قف التطلُّعات‪ ،‬وﻻ تُبا ِلغوا في‬
‫التقييم ليس بالمس���طرة‪ُ ..‬خ��� ْذ َم ْن أمامك‬
‫ب���كل ما في���ه‪ ،‬واعلم أنه بش��� ٌر مثلك وكما‬ ‫مواصفات ف���ارس الأحلام‪ ،‬وفت���اة الحلم‬
‫أنك لس���ت دائماً مثالياً‪ ،‬وتُخطئ‪ ،‬وتُق ِّصر‪،‬‬
‫الجميل‪!..‬‬
‫وتُذ ِنب‪ ،‬لا تُطا ِلبه بالمثالية‪..‬‬
‫تق ّبل���وا م���ن الآن أن م���ن س���ترتبطون به‬
‫وﻻ تُطيل���وا البحث عن نم���اذج خيالية لم‬ ‫سيُخطئ ربما أو يُق ِّصر أحياناً‪ ،‬سيستيقظ‬
‫تُولَ���د بع���د‪ ،‬وﻻ تقعوا في الف���خ فتحكموا‬ ‫مر ًة بل مرات بعد وقت‪ ‬الفجر‪ ‬فلا تنهاري‪،‬‬

‫فقط بالمظاهر‪ ،‬لأنكم ستصطدمون بالواقع‬ ‫وهي ستتعب من خدمتك وخدمة أوﻻدكما‬
‫وربما تترك قراءة ِوردها أحياناً فلا تُصدم‬
‫وتتألمون‪.‬‬
‫فيها!‬
‫نح���ن لا نعرف من ِم ّنَا س���بق الآخر ب ِه َّمته‬
‫ومن ِم ّنَ���ا أخلص في آي ٍة واحدة‪ ..‬فس���بق‬ ‫هناك أشياء أساسية تم ّسكوا بها‪ ،‬حاور َم ْن‬
‫أمامك لتعرفه كإنسا ٍن وليس كملاك‪ ،‬إطرح‬
‫الجميع‪.‬‬
‫أس���أل الله أن يرزق ك ٌل منكم بنص ٍف آخر‬ ‫حلمك بين يديه وتأ َّمل ردة فعله‪ ،‬واس���تمع‬
‫له‪ ،‬تجاوز ع���ن بعض المقاييس البس���يطة‬
‫تق ّر عينه به في الدارين‪.‬‬
‫طالما أن معظمه حسن‪.‬‬

‫ابحث���وا عن‪ ‬الأخلاق‪ ‬وخ���ذوا الطب���اع في‬

‫الاعتبار‪.‬‬
‫أحيان���اً يصط���دم الطبع الس���يئ بقواعد‬

‫الالت���زام التي تبح���ث عنها فتج���د زوجة‬
‫مث ّقفة علمياً وش���رعياً ربم���ا؛ لكنها عنيدة‬
‫وصوته���ا عا ٍل وف���ي كل نقا ٍش تق���ف ِن ّداً‬
‫لزوجها ولا تحترم���ه! فيكره الحديث معها‬
‫رغ���م أنها ذكي���ة جداً‪ ،‬بيتهما غير س���اكن‬

‫فكيف سيسكن الصغار!‬

‫وتجد أخ���رى لا تحفظ إﻻ‪ ‬الفاتحة‪ ‬وقصار‬

‫السور لكنها تجيد الإنصات لزوجها وتريحه‬

‫وتشعره أنه أميرها الوحيد‪ ،‬فتع ّم السكينة‬
‫ويه���دأ البيت ويتهي���أ الصغار ﻻس���تقبال‬

‫أصول‪ ‬التربية‪ ‬منهما ومن المجتمع والمسجد‪،‬‬

‫لأنهم ببساطة في ُع ٍش هادئ‪.‬‬
‫وأحياناً يكون‪ ‬الزوج‪ ‬فظاً غليظاً أو يستخف‬

‫ب���رأي زوجت���ه‪ ،‬أو يضربها رغ���م أنه أمام‬
‫الجميع رائ���ع و ُمتد ِّين ويُصلّي‪ ،‬وتجد غيره‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪11‬‬

‫أنت أيض ًا لديك‬
‫نقص في الفيتامين‬

‫د؟ لماذا؟‬

‫بقلم‪ :‬أخصائية التغذية سارة زنتوت‬

‫ما أهمية هذا الفيتامين للجسم؟‬ ‫ما هي أهم مصادره؟‬
‫يُعتبر ه���ذا الفيتامين مهم جداً لامتصاص‬ ‫أهم مصدر للفيتامين د‪ ،‬هو الش���مس‪ ،‬نعم‬
‫الكالسيوم في الجسم وللحفاظ على صحة‬ ‫هذا أهم مص���ادره‪ .‬لذل���ك فالجلوس ‪15‬‬
‫وقوة العظام‪ .‬كما وتس���اعد معدلات كافية‬ ‫دقيقة معرضين للش���مس تعطين���ا الكمية‬
‫منه في الوقاية من مرض هشاش���ة العظام‬ ‫اللازم���ة من هذا الفيتام��ي�ن‪ .‬كما ويحتوي‬
‫مع م���رور الوقت وتقدم العم���ر‪ .‬بالإضافة‬ ‫س���مك التونة والسلمون والس���ودة وصفار‬
‫إل���ى ذلك‪ ،‬للفيتام��ي�ن د مناف���ع أخرى ألا‬ ‫البيض على كمية معتدلة منه‪ .‬أما بالنسبة‬
‫وهي التخفيف من الكآبة كما أش���ارت آخر‬ ‫للمأكولات الأخ���رى فهناك بعض المنتجات‬
‫الدراس���ات‪ .‬وله علاقة أخرى بزيادة الوزن‬ ‫المدعم���ة بالفيتامين د‪ ،‬التي نش���تريها من‬
‫وسيتم توضيح هذه العلاقة في هذا المقال‪.‬‬ ‫الس���وبر ماركت‪ ،‬نذكر منها الحليب واللبن‬
‫وأخي���راً‪ ،‬يجب الحصول عل���ى معدل جيد‬ ‫والجبنة والكورن فليكس المدعم بالفيتامين‬
‫للفيتامين د في الجسم لأنه يخفف من خطر‬
‫د‪ ،‬كلها مصادر جيدة لهذا الفيتامين‪.‬‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪12‬‬

‫م��اذا يحصل عند تن��اول كميات مرتفعة من‬ ‫الإصابة بسرطان الكولون والبروستات عند‬
‫الفيتامين د عن طريق الحبوب؟‬
‫‪ -‬دخول متكرر إلى الحمام‪.‬‬ ‫الرجال وسرطان الثدي عند النساء‪.‬‬
‫‪ -‬طرقات قلب غير منتظمة‪.‬‬ ‫ما علاقة نقص الفيتامين د والوزن الزائد؟‬
‫‪ -‬تكلس في الأعضاء‪.‬‬
‫أكدت عدة دراس���ات حديثة أن الأشخاص‬
‫‪ -‬أنوريكس���ا (هو مرض فقدان الشهية مع‬ ‫الذين يحملون وزناً زائداً أو لديهم س���منة‬
‫التأثر كثيراً بالشكل الخارجي)‪.‬‬
‫مفرطة هم أكثر الأش���خاص عرضة لنقص‬
‫هل يتأئر امتص��اص الفيتامين د عند تناول‬
‫بعض الأدوية؟‬ ‫في هذا الفيتامين المهم‪ .‬ويعود ذلك إلى أن‬

‫نعم‪ ،‬عند تن���اول الكورتيزون لفترات طويلة‬ ‫خلايا الدهون كثيرة في أجسامهم وبما أن‬
‫بسبب مرض معين فسوف يخفف هذا من‬
‫امتصاص الفيتام��ي�ن د‪ ،‬كما ويجب الانتباه‬ ‫ه���ذا الفيتامين يحب الدهون فس���يلتصق‬
‫عند تناول حبوب التنحيف التي تخفف من‬ ‫بخلاي���ا الدهون بدلاً من أن يس���تفيد منه‬
‫امتصاص الدهون في الجس���م لأنها أيضاً‬
‫باقي أعضاء الجسم‪.‬‬
‫تخفف من امتصاص الفيتامين د‪.‬‬ ‫ما هي عوارض نقصه؟‬
‫نصيحة‪ :‬على المرأة المرضعة الحصول على‬
‫كمي���ة كافية من الفيتام��ي�ن د حتى يحصل‬ ‫أهمها أوجاع في العضم والعضلات‪.‬‬
‫الولد بالتالي على كمية كافية منه وذلك لأن‬ ‫بماذا يتأثر فرز الفيتامين د؟‬
‫حليب الأم يفتقر للفيتامين د طبيعياً ولذلك‬
‫تُعطى الأطفال هذا الفيتامين منذ الولادة‪.‬‬ ‫‪ -‬وقت الظهيرة وقبل الس���اعة ‪ 11‬صباحاً‬

‫للتواصل عبر البريد الإلكتروني‪:‬‬ ‫هو أفضل وقت للإستفادة من الفيتامين د‪.‬‬
‫‪[email protected]‬‬ ‫‪ -‬البش���رة الأفتح دائماً تمت���ص الفيتامين‬

‫أسرع من البشرة الداكنة‪.‬‬

‫‪ -‬تعري���ض مس���احات كبيرة من الجس���م‬

‫لأشعة الشمس تس���اعد في الحصول على‬

‫نسبة أكبر من الفيتامين‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيف من استعمال واقي الشمس يومياً‬

‫يساعد في امتصاص أكبر للفيتامين د‪.‬‬
‫‪ -‬الأشخاص الأصغر سناً يمتصون فيتامين‬

‫د أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬الأش���خاص الأكثر وزناً لا يمتصون كمية‬

‫كافية من الفيتامين‪.‬‬

‫‪ -‬فش���ل الكلى في تحويل الفيتامين د إلى‬

‫تركيبت���ه الفعال���ة ف���ي الجس���م تؤثر على‬

‫معدلات الفيتامين د في الجسم‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪13‬‬

‫طرق بسيطة للتخلص‬
‫من حرقة المعدة‬

‫بقلم‪ :‬د‪ .‬شيماء تاج الدين‬

‫الغازي���ة والأطعم���ة الدس���مة والح���ارة‪.‬‬ ‫ه���ل توقظك آلام الحموض���ة ليل ًا؟ عندما‬
‫وننصحك بتناول الأطعمة المشوية بدلاً من‬
‫تس���تلقي يصب���ح ارتج���اع الأحم���اض من‬
‫المقلية‪.‬‬
‫‪ -3‬تجن��ب التمرين��ات الرياضي��ة قب��ل‬ ‫المعدة إلى المريء أس���هل‪ .‬ولذلك‪ ..‬لتقليل‬
‫النوم‪ :‬فالتمارين الرياضية العنيفة كركوب‬
‫الارتجاع يمكنك اس���تخدام وسادة (مخدة)‬
‫الدراج���ات وتمارين البطن قب���ل النوم قد‬ ‫إضافية لترفع رأسك وكتفيك قليل ًا فتبقى‬
‫تسبب الحموضة ليل ًا‪ .‬ولكن المشي البطيء‬
‫الأحماض إلى أسفل بتأثير الجاذبية‪.‬‬
‫بعد الأكل يقي من الحموضة‪.‬‬ ‫كيف تتخلص من الحموضة؟‬
‫‪ -4‬لا تكث��ر م��ن الطعام في العش��اء‪ :‬فإنه‬
‫‪ -1‬تن��اول العش��اء مبك��راًلتتخل��ص من‬
‫من الأفضل تناول وجبات صغيرة متكررة‪.‬‬ ‫الحموض��ة‪ :‬عندم���ا تذه���ب إل���ى النوم‬

‫فعندما تجوع لا تأكل حتى تشعر بالامتلاء‪،‬‬ ‫ومعدت���ك ممتلئة تزداد احتمالية ش���عورك‬
‫وبه���ذا تقلل من الحموض���ة ليل ًا وتحافظ‬ ‫بالحموض���ة ليل ًا‪ .‬حي���ث إن المعدة الممتلئة‬

‫على رشاقة جسمك أيضاً‪.‬‬ ‫تضغط على الصمام فى أعلى المعدة‪ ،‬والذي‬
‫‪ -5‬ك��ن حذراًم��ن علامات الخط��ورة‪ :‬قد‬
‫يصب���ح الأمر خطيراً إذا تكررت الحموضة‬ ‫م���ن المفترض أن يحاف���ظ على الأحماض‬

‫أكثر من مرت��ي�ن في الأس���بوع‪ .‬فيجب أن‬ ‫داخل المعدة ويمنع خروجها للمريء‪ .‬ولهذا‬

‫تستش���ير طبيبك‪ .‬فقد تك���ون الحموضة‬ ‫فمن الأفضل أن تتناول عش���اءك قبل النوم‬

‫نتيج���ة لأمراض ارتجاع الم���ريء‪ .‬ولكن كن‬ ‫بساعتين أو ثلاث ساعات‪.‬‬
‫ح���ذراً فالنوب���ات القلبية أيض���اً قد تأتي‬ ‫‪ -2‬تجنب القهوة والشوكولاتة‪ :‬فكلاهما‬
‫ليل ًا قد يس���بب الحموضة في أثناء النوم‪.‬‬

‫وكذلك الحمضيات والبصل والمش���روبات‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪14‬‬

‫بصورة تش���به الحموضة‪ .‬وله���ذا يجب أن ‪ -12‬ثن��ي الركبت�ني‪ :‬ثن���ي الركبت��ي�ن إلى‬

‫تستشير طبيبك إذا شعرت بألم مفاجئ أو الأم���ام عند الن���وم قد يس���بب الحموضة‬

‫للبع���ض‪ .‬ولذلك فم���ن الأفضل تجنب هذا‬ ‫ضيق أو ضغط فى الصدر‪.‬‬

‫‪ -6‬تابع وزنك باس��تمرار‪ :‬فالس���منة أحد في المساء‪.‬‬

‫أس���باب الحموض���ة؛ حيث تس���بب ازدياد ‪ -13‬مض��ادات الحموض��ة‪ :‬هن���اك بعض‬

‫الضغ���ط على الصم���ام العل���وي للمعدة‪  .‬الأدوي���ة مض���ادة للحموضة والت���ي تعمل‬

‫إنقاص الوزن يقلل من الحموضة ويس���اعد على معادلة أحماض المعدة فتقلل الش���عور‬

‫على نوم أكثر ه���دوءاً ليل ًا و يقلل من النوم بالحموض���ة‪ .‬وه���ي متواف���رة ف���ى صورة‬

‫أقراص وشراب وأقراص للمضغ‪ .‬إذا كنت‬ ‫نهاراً‪.‬‬

‫‪ -7‬توق��ف عن التدخ�ني‪ :‬التدخين يضعف تتن���اول اثنين من الأدوية مضادة للحموضة‬

‫الصمام بين المعدة والمريء وبالتالي يس���بب دون تحس���ن‪ ،‬فيجب أن تستش���ير طبيبك‬

‫الحموض���ة‪ .‬وله���ذا من الأفض���ل لمرضى حتى يختار لك الدواء المناسب‪.‬‬

‫الحموضة التوقف عن التدخين‪.‬‬
‫‪ -8‬تجن��ب النعناع على العش��اء‪ :‬للنعناع‬

‫تأثي���ر مهدئ؛ ولكنه قد يس���بب الحموضة‬

‫ل���دى البع���ض‪ ،‬حيث إن���ه يس���بب ارتخاء‬

‫الصمام بين المعدة والمريء ويس���بب ارتجاع‬

‫الأحماض في المريء فتحدث الحموضة‪.‬‬
‫‪ -9‬التدوي��ن المس��تمر‪ :‬ح���اول أن ت���دون‬

‫باس���تمرار ماذا ت���أكل على العش���اء؟ هل‬

‫سبب لك هذا الطعام حموضة؟ ولاحظ إذا‬

‫تكررت الحموضة مع هذا الطعام فيمكنك‬

‫تجنبه على العشاء‪  .‬‬
‫‪ -10‬ارت��دي ملابس فضفاضة‪ :‬قد يسبب‬

‫ارتداء الملابس الضيقة ليل ًا ازدياد الضغط‬

‫على المعدة‪ ،‬وبالتالي يسبب الحموضة‪.‬‬
‫‪ -11‬مضغ العلكة‪ :‬أثبتت بعض الدراسات‬

‫أن مضغ العلكة الخالية من السكر والنعناع‬

‫لمدة ‪ 30‬دقيقة يومياً بعد الوجبات تقلل من‬

‫الحموض���ة‪ .‬فمضغ العلكة يزي���د من البلع‬

‫وبالتالي يزيل الأحماض من المريء‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪15‬‬

‫�أهمية التعطيل يوم الجمعة‬

‫بقلم‪ :‬ألمى كمال‬

‫الجمعة فاس���عوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم‬ ‫"الجمعة كما الأحد" كان شعاراً طالما رفعه‬
‫متظاه���رون ح��ي�ن كن���ت صغيرة‪ .‬بعضهم‬
‫خ�ي�ر لك���م إن كنتم تعلم���ون‪ ...‬فإذا قضيت‬ ‫يطال���ب بعطل���ة يوم��ي�ن متتالين الس���بت‬
‫والأح���د‪ ،‬والبعض الآخ���ر يطالب بالجمعة‬
‫الص�ل�اة فانتش���روا في الأرض وابتغوا من فضل‬ ‫كم���ا الأحد‪ ...‬ل���م أعرف حينه���ا إلا أننا‬
‫نحب أن نع ّطل يومي الس���بت والأحد حتى‬
‫الله واذكروا الله كثير ًا لعلكم تفلحون‪ ...‬وإذا‬ ‫نس���تطيع الذه���اب إل���ى الجب���ل ونمضي‬
‫رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائم ًا قل‬ ‫ليلة الأس���بوع هناك‪ ...‬وكنت ممن يش��� ّجع‬
‫م���ا عن���د الله خير من اللهو وم���ن التجارة والله‬ ‫العطلة الأسبوعية الطويلة‪ ،‬إذ إن المدارس‬
‫الرس���مية تعطل‪ ...‬يومي الجمعة والأحد‪.‬‬
‫خير الرازقين}‪.‬‬ ‫واليوم عم���دت بعض ال���دول العربية إلى‬
‫تغيير دوام عطلتها فصار الجمعة والسبت‬
‫إذا م���ا المانع أن يكون يوم الجمعة يوم عمل‬ ‫بدلاً من الخميس والجمعة‪ ،‬ولكن في لبنان‬
‫بنص���ف دوام مدرس���ي‪ ،‬ثم وق���ت الصلاة‬ ‫ما زالت إشكالية يوم الجمعة قيد المعالجة‪،‬‬
‫ينصرف التلامذة إلى بيوتهم ويتس���نى لهم‬ ‫إذ إننا في بلد تختلف فيه الطوائف فلا ب ّد‬
‫حينه���ا أداء صلاة الجمع���ة‪ ،‬وبذلك تعطل‬ ‫من تعطيل يوم الأحد رسمياً بالإضافة إلى‬
‫الم���دارس يومي الس���بت والأح���د! وينتهي‬
‫الأمر‪ ،‬لكن الأمر ليس فقط شعيرة عبادة‪،‬‬ ‫يوم ثان! فما هي إشكالية يوم الجمعة؟‪ ‬‬
‫الأم���ر أكثر من ذلك! وقد لمس���ته في حال‬ ‫ي���وم الجمع���ة هو ي���وم ‪ ‬تقام فيه ش���عيرة‬
‫أولادي وبع���د أن كنت م���ن مناصري يومي‬ ‫صلاة الجمعة‪ ،‬وكلن���ا يعلم أنه ليس هناك‬
‫الس���بت والأح���د أصبحت أعل���م ضرورة‬ ‫ي���وم عطلة إس��ل�امي ش���رعاً‪ ،‬ولكن خلال‬
‫ش���عيرة الصلاة يج���ب أن تتوقف الأعمال‬
‫الجمعة كما الأحد!‪ ‬‬ ‫لكي يس���تطيع الجميع تأدي���ة هذه العبادة‪،‬‬
‫بل وأرجو أن يبقى كذلك من أجل أحفادي‬ ‫ثم لينصرفوا بعدها إلى ممارس���ة أعمالهم‬
‫وذريتي من البنين خاصة أكثر من البنات!‪ ‬‬ ‫الدنيوية‪ ،‬والآيت���ان واضحتان وصريحتان‪:‬‬
‫ما هو فضل يوم ‪ ‬الجمعة وصلاة الجمعة؟‬
‫لق���د كان من هدي رس���ول الله [ تعظيم‬ ‫{ي���ا أيها الذي���ن آمنوا إذا ن���ودي للصلاة من يوم‬
‫هذا اليوم‪ ،‬وتشريفه‪ ،‬وتخصيصه بعبادات‬
‫يختص بها عن غيره‪ ،‬فله في الدين أحكام‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪16‬‬

‫الثياب المميزة‪ ،‬فهو يوم اجتماع للمس���لمين‬ ‫مقررة‪ ،‬وآداب محفوظة مرعية‪.‬‬

‫في���وم الجمعة موس���م يجتهد في���ه العبد فيس���تحب أن يكون الجمي���ع في أبهى حلة‬

‫بالطاعات‪ ،‬ومناسبة للإقبال على العبادات‪ ،‬وفي أنظف حال‪ ،‬فالمس���لم مخاطب بأخذ‬

‫يتكرر ويدور‪ ،‬لتبدد الفتور‪ ،‬فيتجدد النشاط‪ ،‬زينت���ه في الصلاة فكيف حين تجتمع الأمة‬

‫ويوق���ظ الغافلين‪ ،‬يقبل المقبل���ون فيه على في المسجد؟‪ ‬‬
‫ربهم‪ ،‬فيزدادون حباً وقرباً‪ ،‬موس���م لينفك ق���ال [‪" :‬إذا ج���اء أحدكم إل���ى الجمعة‬

‫فليغتسل"‪ ،‬وقال‪" :‬غس���ل يوم الجمعة على‬ ‫العبد من الانهماك في أشغاله‪ ،‬ويتحلل فيه‬
‫ك ّل محتلم‪ ،‬وس���واك‪ ،‬ويم ّس من ال ّطيب ما‬
‫من قيود مهنته وأعماله‪ .‬‬
‫قدر عليه"‪  .‬‬ ‫أحبتي في الله‪:‬‬
‫وقال رس���ول اللّه‪" :[ ‬من تو ّضأ فأحسن‬
‫ي���وم الجمعة‪ ‬أن���زل الل���ه فيه قرآن���ا يتلى‬

‫وس���ميت الس���ورة بس���ورة الجمعة لعظيم الوض���وء ث ّم أتى الجمعة فاس���تمع وأنصت‬

‫غفر له ما بين���ه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة‬ ‫منزلتها عند الله‪.‬‬

‫أما صلاته���ا فهي مختلفة ع���ن الصلوات أ ّي���ام‪ ،‬ومن م��� ّس الحصى فقد لغ���ا"‪ .‬رواه‬
‫الأخرى وهي مش���ابهة لص��ل�اة العيد‪ ،‬لأنه مسلم‪.‬‬

‫يوم عيد أس���بوعي للمس���لمين وك���ره فيه وعن‪ ‬يحيى بن س���عيد‪ ‬أنه بلغه أن رس���ول‬

‫الله[ قال‪" :‬ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين‬ ‫الصيام‪.‬‬

‫أما الن���داء لهذه الصلاة فقد‪ ‬ورد ذكره في لجمعته سوى ثوبي مهنته"‪.‬‬

‫وم���ن آداب المس���جد في الجمع���ة خاصة‬ ‫القرآن وخصه باسمه‪{ ‬يا أيّها الّذين آمنوا إذا‬
‫نودي لل ّصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال ّله‬
‫عدم تخطي رقاب الجالس��ي�ن في المسجد‬
‫فالذي يأتي باك���راً يجلس أقرب‪ ،‬عدا عن‬ ‫وذروا البي���ع} (الجمع���ة‪ ،)9 :‬فينبغي‬

‫أن ي���دع البائع بيعه‪ ،‬ويدع المش���تري‬

‫شراءه‪ ،‬ويدع المستأجر إجارته‪ ،‬ويدع‬

‫العام���ل عمله‪ ،‬ويذهب���وا إلى صلاة‬

‫الجمع���ة‪ ،‬التي أوجبها الله تعالى في‬
‫ك ّل أسبوع‪.‬‬

‫ولا يج���وز للمس���لم أن يتخلّ���ف عن‬

‫الجمعة بلا عذر ث��ل�اث مرات‪ ،‬ففي‬
‫الحديث‪" :‬من ترك ثلاث جمع تهاوناً‬

‫من غير عذر طبع الله على قلبه" رواه‬

‫أحمد‪ .‬‬

‫وم���ن أه���م آداب وس��ن�ن الجمع���ة‬

‫الاغتسال والتطيب والتسوك‪ ،‬ولبس‬

‫جنى‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪17‬‬

‫يوم الجمعة كأي يوم عادي ولن نستش���عر‬ ‫أن ل���ه أجراً عظيم���اً فالتبكير إلى الجمعة‬
‫أهميته! أما عن فقه البيع والش���راء فهذا‬
‫أيضاً ب���اب آخر ولكني أح���ب أن أذكر أن‬ ‫مس���تحب‪" :‬لا يقيم���ن أحدك���م أخ���اه يوم‬
‫البيع خلال أداء ش���عائر الصلاة والخطبة‬
‫عق���ده غير صحي���ح؛ والنص���ارى كانوا لا‬ ‫الجمعة ث ّم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه‪.‬‬
‫يبتاعون ولا يشترون يوم الأحد لأنه عندهم‬ ‫ولكن يقول‪ :‬افسحوا"‪.‬‬
‫يوم عبادة ولو كانوا محتاجين لهذا الغرض‪،‬‬
‫كأن يك���ون خبز يومهم فيتدب���رون أمرهم‬ ‫ولا ننس���ى فضل قراءة س���ورة الكهف يوم‬
‫بدونه‪ ...‬فما بالنا نحن وقد نهينا عن البيع‬
‫والشراء س���اعة الجمعة‪ ،‬وديننا دين الحق‬ ‫الجمعة كما لا ننس���ى أنه‪" :‬فيه س���اعة لا‬
‫وما زلنا نس���تهين بشرائعنا وش���عائر الله‬ ‫يوافقها عبد مس���لم‪ ،‬وهو يصلّي يسأل الله‬
‫ونس���ينا أن تعظيم شعائر الله هو من تقوى‬
‫شيئاً إلا أعطاه إ ّياه"‪ .‬‬
‫القلوب‪.‬‬ ‫أما الإمام فيس���تحب أن يتناول في خطبته‬
‫قديم���اً اعت���اد الأولاد صغاراً وكب���اراً أن‬
‫الجمعة قبل الظهر هو وقت استحمام‪ ،‬وكان‬ ‫شأن الأمة وأخبار الس���اعة‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫الأهل يطيبون أولادهم ويهيئون لهم ملابس‬ ‫مقالاً‪ ‬آخر‪  ...‬‬
‫الجمعة س���واء عباءة أو قمصاناً وسراويل‬
‫مرتبة ومميزة‪ ،‬وكنا نلبس ما هو جديد يوم‬ ‫هذه بعض آداب الجمعة‪ ،‬فهل فعل ًا سيشعر‬
‫الجمعة (فنخش���نه في هذا اليوم المبارك)‪.‬‬
‫وكانت أمي تدير المذياع على إذاعة القرآن‬ ‫أبناؤن���ا بقيمة هذه الش���عائر إذا كانوا في‬
‫الكريم لنستمع إلى سورة الكهف ونتابع مع‬
‫المقرئ‪ ،‬وكان الصغار قب���ل الكبار يذهبون‬ ‫الدوام المدرس���ي العادي؟ هل تستطيع الأم‬
‫جماع���ات م���ع أولاد الحـي إلى المس���جد‪،‬‬
‫كم���ا كان الأهل يعدون طعام���اً مميزاً ليوم‬ ‫أن تطلب من ولدها أن يغتسل غسل الجمعة‬
‫الجمعة ولا أنس���ى كيف كنا نناقش حديث‬
‫الخطبة‪ ...‬كل هذه الأمور تبدو س���طحية‪،‬‬ ‫قبل الذهاب‪ ،‬وأن يتطيب ويقرأ سورة الكهف‬
‫ولكنها مهم���ة‪ ،‬وعلينا أن نبقي يوم الجمعة‬ ‫قبل الدوام المدرس���ي؟ وبعده سيكون منهكاً‬
‫يوم عطلة! وما دامت الأم الموظفة س���تبقى‬ ‫ومتع ّجل ًا ك���ي لا تفوته الصلاة! أما أولادنا‬
‫في عملها س���واء الجمعة أم السبت‪ ،‬فليكن‬ ‫الذين يصلون في مصلى المدرس���ة فهم لا‬
‫ي���وم الجمعة يوم عطل���ة ولتراجع المدارس‬
‫يعرفون مسجد الحي لأنهم لن يذهبوا لأداء‬
‫الإسلامية خاصة‬
‫الفج���ر أو أي فريضة أخرى في المس���جد‪،‬‬

‫وهذه مشكلة نوعية لم نتنبه لها‪ ،‬فالمسجد‬

‫قد هجر مذ هج���روا الجمعة‪ ...‬هذا عدا‬

‫عن أن هناك‪ ‬مس���ائل فقهي���ة تتعلق بمكان‬

‫صلاة الجمعة‪ .‬فهناك من اشترط أن تكون‬

‫في مصل���ى يؤذن فيه للصل���وات الخمس‪،‬‬

‫ومنهم من لم يش���ترط‪ ،‬ومنهم من اشترط‬
‫أن يكون للعوام وليس حكراً لفئة من الناس‬

‫والله أعلم‪ .‬ولكن اعلمي أخ ّية أنه‪ ‬إذا كانت‬
‫الصلاة في المدرسة دائماً فلن يشعر أولادنا‬

‫بأهمي���ة المس���جد وأهمي���ة الاختلاط مع‬

‫عوام الناس‪ ،‬وعلى المدى الطويل س���يصبح‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪18‬‬

‫ا�ست�شارة‬

‫كيفية تقويم الأخت الكبيرة‬

‫منذ عام تقريباً بدأت مشاكلي مع أختي التي تبلغ من العمر ‪ 18‬عاماً‪ ،‬وأنا أبلغ من العمر‬
‫‪ 15‬عاماً‪ ،‬فهي تحب الأغاني كثيراً والش���ات والتح ُّدث مع الشباب‪ ،‬بال َّرغم من أ ّنَها تصلي‬
‫والحم���د لله‪ ،‬ولك���ن لا تقرأ القرآن‪ ،‬وأنا ضدها كل ّياً في هذه الأش���ياء‪ ،‬فالمش���كلة تك ُمن‬
‫ف���ي أ ّنَن���ي عندما أتحَ َّدث معها في ه���ذه الأمور وأنصحها بتركها‪ ،‬تبدأ بش���تمي وتنعتني‬

‫بالمعقدة؟!‬
‫كيف لي أن أنصح أختي بطريقة تتق َّبلها‪ ،‬وتجعلها تمَ تنع عن هذه الأشياء؟‬

‫‪ ‬تجيب عنها المستشارة الأسرية‪ :‬أ‪ .‬مروة يوسف عاشور‬

‫أختي العزيزة‪ ،‬وصغيرتي الرقيقة‪:‬‬

‫الناس يَختلفون فيما بينهم اختلافاً شاسعاً‪ ،‬فأنا أختلف عنك‪ ،‬وأنت تختلفين عنها‪ ،‬وهي ليست‬
‫كغيرها‪ ،‬وما يصلح لي قد لا يُناسبك‪ ،‬وما تحُ بينه قد لا يُرضي غي َرك وهكذا‪ ،‬صحيح؟‬

‫لا تظني أ ّنَها س���ترضى بسهولة أن تقتن َع بكلام أختها ال َّصغيرة‪ ،‬وتنصاع لأوامرها‪ ،‬مهما كانت‬
‫تعلم أ ّنَها على حق‪ ،‬فالنف ُس في الغالب تأبى َقبول النصيحة ممن تراه أقل منها شأناً أو عمراً أو‬

‫مكانة‪ ،‬ولذلك نحن بحاجة لا ِّتباع أساليب مختلفة في الدعوة‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫أولاً‪ :‬تج ّنَب���ي ُملاحقتَها بال ُّنصح والوعظ الآن‪ ،‬واكتفي بإظهار البُغض لفعلها‪ ،‬وإ ّيَاك أن تذ ِّميها‬
‫أو تنتقص���ي منها‪ ،‬فهي أختك الكبيرة‪ ،‬ولها عليك حق؛ "ليس من���ا َمن لم يو ِّقر كبي َرنا‪ ،‬ويرحم‬

‫صغيرنا"‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أكثري من ال ُّدعاء لها بصدق‪ ،‬وأسمعيها بع َض دعواتك التي لا تجَ رحها‪ ،‬ولا تُثير ال َّضغينة‬
‫بينكما‪ ،‬كقولك‪ :‬أسأل الله أن يجمعني بك في الجنة‪ ،‬بدلاً من‪ :‬هداك الله‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الثناء الصادق والتشجيع‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬بإمكانك أن تقترحي عليها بع َض الأفكار لقضاء وقت ممُ تع‪ ،‬كالخروج في رحلات ممُ تعة‬
‫بصحبتك‪ ،‬أو المشاركة في بعض المنتديات الإسلامية‪ ،‬التي تحَ توي على وسائل تسلية في الوقت‬

‫نفسه‪ ،‬أو غيرها مما ترينه مناسباً ومتاحاً لك ولها؛ مما يشغل وقتها وفكرها شيئاً فشيئاً‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬بالنسبة للقرآن‪ ،‬حاولي أن تحُ ِّببيه إلى قلبها‪ ،‬بشراء بعض الأشرطة لل ُمقرئين المم َّيزين‪،‬‬
‫ممن تحرك تلاوتهم المشاعر‪ ،‬وتَه ُّز القلوب‪ ،‬وما أكث َرهم ولله الحمد‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬ق ِّدمي لها المساعدة متى احتاجت إليها وتق ّربي منها‪.‬‬

‫في النهاية‪  :‬تذكري قول الله تعالى‪{ :‬إ ّنَ َك لاَ تَ ْه ِدي َم ْن أَ ْح َببْ َت َولَ ِك َّن اللَّ َه يَ ْه ِدي َم ْن يَ َش���اءُ َو ُه َو‬
‫أَ ْعلَ��� ُم ِبالمْ ُ ْهتَ ِدي���ن} ونحن ‪-‬يا عزيزتي‪ -‬لا نمَ لك قلوب عباد الل���ه‪ ،‬وإ ّمَنا نملك الدعوة إلى الله‪،‬‬
‫" َف ِإ ّمَ َنا َعلَيْ َك الْ َبلاَ ُغ َو َعلَيْنَا الحْ ِ َس���ا ُب"‪ ،‬أس���أ ُل الله أ ْن يهد َي قلبها‪ ،‬ويصلح شأنَها‪ ،‬وأن يَجعلك‬

‫هادية مهدية‪ ،‬وأن يثبتك على الحق‪ ،‬وينفع بك‪ ،‬ونسعد بالتواصل معك في أي وقت‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪19‬‬

‫بين اتخاذ القرار‬
‫وتنفيذ القرار‪..‬‬

‫لا للانتظار‬

‫بقلم‪ :‬الإعلامية نانسي خلف‬

‫الربانية‪ ،‬هي التي تؤثر في صدور الأحكام‪.‬‬ ‫ُس��� ِئل أحد رجال الأعمال‪ :‬كيف كنت تن ّفذ‬
‫فما م���ن قرارين إل ّا وقرار آخ���ر ثالثهما‪..‬‬ ‫قرارات���ك؟ فأجاب‪ :‬لقد وجدت أ ّن التفكير‬
‫المستمر في مش���كلة ما إلى أبعد من مدى‬
‫وبين قرارين اثنين نجد أنفس���نا نميل إلى‬ ‫معينّ ‪ ،‬يُخلّف القلق وي ّولد الاضطراب‪ .‬فإنه‬
‫يأتي وقت تصبح فيه المداومة على التفكير‬
‫اختيار ق���رار ثالث‪ ..‬هذا الثالث هو القرار‬ ‫ضرراً يجب اجتناب���ه‪ .‬فمتى اتخذت قراراً‬
‫عم���دت إلى تنفيذه من دون أن أتطلع أبداً‪،‬‬
‫بعدم الق���رار‪ .‬هكذا هو معجون النفس��� ّية‬
‫واقي ض���د اتخاذ الق���رارات وكأنه يحمي‬ ‫إلى الوراء‪.‬‬

‫النف���س م���ن هلعها‪ ،‬م���ن خوفها م���ن أ ّي‬ ‫عزيزي القارىء‪ ،‬كم من م ّرة في اليوم تلتفت‬
‫ق���رارات‪ ،‬فيمنع عنها التفكير بالاحتمالات‬ ‫فيها إلى الوراء؟ تلتفت إلى ما ٍض مزعج‪ ،‬إلى‬

‫ومواجه���ة التحدي���ات‪ .‬وعلى ه���ذا ُجبلت‬ ‫ح���ادث مؤلم‪ ،‬إلى ظ���رف قاهر أو إلى وضع‬
‫نفوس���نا‪ ،‬على الميل للهروب‪ ،‬ومهما ش ّرقت‬
‫أو غ ّربت‪ ..‬يبقى القرار بانتظارنا‪ ..‬وحتما‬ ‫لست فيه الغالب‪ .‬عزيزتي القارئة‪ ،‬كم من م ّرة‬
‫علين���ا الاختيار‪ ..‬مهم���ا كان صعباً‪ ،‬ومهما‬ ‫كنت تسيرين في محطات الحياة فتستوقفك‬

‫كانت نتيجة هذا القرار‪ ..‬فالمهم أن نختار‪.‬‬ ‫لافت���ات الماضي وكأنها تنتظ���ر انتقالك إلى‬

‫وف���ي الدرج���ة الأولى الأفض���ل أن نختار‬ ‫محطة الاس���تقرار لتشغلك‪ ،‬تربكك‪ ،‬تُذكرك‬
‫بما كان وتش��� ّغل إنذارات القل���ق من تجربة‬
‫الق���رار الصحيح‪ ،‬وفي الدرج���ة الثانية أن‬ ‫ماضية ُذقت منها مرارة ظننت أنها س���تكون‬

‫نختار القرار الخط���أ‪ ،‬وفي الدرجة الثالثة‬ ‫عليك القاضية؟ لافتات تستوقفك لتوقفك‪..‬‬

‫وهو الأسوأ أن لا نختار‪.‬‬ ‫فلا إلى قرار ولا إلى اختيار‪.‬‬
‫فالاختيار وإن كان س���يئاً يُعلّمك‪ ،‬لكن عدم‬ ‫لعلّه���ا العجينة الإنس���انية به���ذه الخلطة‬
‫الاختيار يس���لُب منك الثق���ة ويُزلزلك من‬
‫الداخ���ل‪ ..‬فعلى أ ّيهما س���يقع القرار؟ وإذا‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪20‬‬

‫قمت باختيار القرار الثالث‪ :‬وهو أن لا تق ّرر نرضي أنفس���نا انتهاء حين سعينا لإرضاء‬
‫أصل ًا فماذا ستكون النتيجة؟‬
‫الجميع ابتداء‪ ..‬فهل سنبقى نحب الجميع‬

‫قبل أن تتس ّرع في الإجابة ُقم بهذا الاختبار‪ :‬دون أن نتع��� ّرف عل���ى الح���ب الأول‪ :‬حب‬
‫اختبار الكنزة الصوفي���ة‪ .‬ف ُكل ما تحتاجه النف���س التي نحترم رأيه���ا ونق ّدر قرارها؛‬

‫هو كنزة صوفية وجلسة عائلية‪ ..‬وبالتأكيد فننتقل من إرضاء من حولنا لنرضي أنفسنا‬

‫كنزاتكم متوفرة ونحن في فصل الشتاء‪ ..‬فنُرضي من حولنا‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬كنزة صوفية‪ ،‬متع ّددة الألوان‪ ..‬خيوط فهل يس���اوي إرضاء الآخري���ن التخلي عن‬

‫مل ّون���ة ورس���وم متن ّوعة‪ ،‬تخ ّي���ل معي أنك إرضاء أنفسنا؟! وهل ينفي أحدهما الآخر؟ ‬

‫جمع���ت كل أفراد العائل���ة على مأدبة هذه وتجربة تُقال‪ :‬إذا تساوى الرضى عن النفس‬

‫الكنزة‪ ،‬وبع���د الاجتماع س���ألت كل واحد مع إرض���اء الآخرين فيما يُرضي الله فإننا‬
‫منهم رأيَ���ه فقالت الأم مث��ل� ًا‪ :‬أنا لا أحب بقراراتنا سنَسعد وبها سنُس ِعد من حولنا‪.‬‬

‫وبعد أن اعتدنا إرضاء الجميع ‪-‬وهو ليس‬ ‫اللون الأحمر فيها‪.‬‬

‫وق���ال الأب‪ :‬ربما كانت س���تبدو أفضل من بالأم���ر الخط���أ‪ -‬ولكنه بخط���وط وحدود‬

‫وليس طريقاً مفتوحاً‪ .‬فلا نه ّمش رأينا ولا‬ ‫دون اللون البني‪.‬‬

‫وقالت الأخت‪ :‬إنه���ا جميلة ولكن حبذا لو نع ّطل قرا َرنا‪..‬‬

‫فجزء من السعادة التي نمنحها لأنفسنا في‬ ‫كانت بلا مثلثات‪.‬‬

‫وأما الأخ الأصغر فقال‪ :‬أنا لا أحب الدوائر أن نساعدها على اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ولتأخ��� َذ قراراً خارج س���ياج بيتك يجب أن‬ ‫فيها‪.‬‬

‫فأحض���ر حينها مقصاً وق���م بقص العقدة تعتاد على اتخاذ القرار‪ ،‬داخل حرم نفسك‬

‫من الكنزة الصوفية وابدأ بعمل التالي‪ ،‬الأم وأمام أقرب الناس لك‪...‬‬

‫لا تح���ب اللون الأحمر ف���ي الكنزة‪ ..‬فانزع ووراء َص���رح النف���س يعلُ���و ق���رارك ومن‬

‫الصوف الأحمر‪ ،‬والأب لا يحب اللون البني عن���ده يبدأ البث‪ .‬وليك���ون البث الأول إلى‬

‫في الكنزة‪ ..‬فان���زع الصوف البني‪ ،‬الأخت كل الأقط���ار لا يج���ب أن نطي���ل الانتظار‬

‫تكره المثلثات‪ ..‬فقم بق���ص المثلثات‪ ،‬والأخ {ف���إذا عزم���ت فت ّوكل عل���ى الله إ ّن الله يحب‬
‫الأصغر يكره الدوائر‪ ..‬فق َّص الدوائر أيضاً‪ ،‬المتوكلين} المُق ِدم��ي�ن لا القاعدين‪ ..‬المُتكلين‬
‫لا المُتواكلين‪ ..‬والساعين لا المنتظرين‪.‬‬
‫ولكن ماذا بقي من الكنزة الصوفية؟‬

‫صارت الكنزة حزمة من الخيوط الملونة لا وإذا كنت ذا رأي ف ُكن ذا عزيمة‬

‫فإ ّن فساد الرأي أن تتر ّددا‬ ‫ش���كل لها‪ ،‬حزمة خيوط نق ّدمها لأنفس���نا‬

‫هدية‪ :‬ونكتب عل���ى بطاقتها هكذا صارت وب��ي�ن اتخ���اذ الق���رار وتنفي���ذ الق���رار‪..‬‬

‫الكنزة محبوب���ة من الجمي���ع‪ ،‬إل ّا أ ّنها بلا الاس���تقرار بأن لا تُطيل���وا الانتظار‪ ،‬فقد‬

‫تختارون القرار الصحيح وقد تغ ّيرون هذا‬ ‫رأي‪ ..‬بلا قرار‪.‬‬

‫هك���ذا نحن كنزة صوفي���ة مترا ّصة وهكذا القرار ليصبح القرار السليم‪ ،‬الذي تريدون‬
‫نصي���ر خيوط���اً متناثرة‪ ..‬هك���ذا صرنا لا وتتخ ّيرون‪.‬‬

‫جنى‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪21‬‬

‫�أحلام فقدت‬
‫بقلم‪ :‬أسماء القادري ‪ -‬الرفيد‬

‫تزحف بصمت بحثاً عن أشلاء والديها منذ‬ ‫إن سألتها عن ألمها لن تجيبك بتلك الأبجدية‬ ‫جنى‬
‫سنوات خلت حين أعلن العالم المتحضر أن‬
‫آوان الموت قد ح َّل على بلادها‪ ،‬حين اشترك‬ ‫التي تعرفها‪ ،‬بل ستكتم صرخة توقفت عند‬
‫الجميع في تدمي���ر طفولتها والدوس على‬ ‫حدود الش���فاه‪ ..‬وكأنها ل���ن تغادرها أبداً‬
‫روحها قبل أن تس���جد الحجارة على جثث‬
‫عائلتها‪ ..‬طفلة تقلب معاني الموت الصامت‬ ‫بع���د أن اعتادت أن تتيب���س هناك بصمت‬
‫بع���د أن حولها لمس���نة ت���درك الفرق بين‬ ‫ووحدة‪ ..‬عندما كانت صغيرة بدا لها صعباً‬
‫أنفاس الحياة وحش���رجات الموت‪ ..‬سنوات‬
‫مرت على بحثها عن تلك الأشلاء بين ركام‬ ‫أن ترفض الواقع من حولها‪ ،‬بالنسبة لها أن‬
‫الحقد الطائفي‪ ،‬بعد أن كانت تتغنى باسم‬
‫قاتل أهلها في عنبر المدرس���ة وتهتز طرباً‬ ‫تص��� ّدق أنك ما زلت هنا ب���ا ٍق فوق أرضك‬
‫لجي���ش بلادها‪ ،‬علموها أن تتغنى باس���مه‬ ‫يعد تح ٍد وإصرار بل أس���طورة الحياة‪ ،‬إن‬
‫وحده في تل���ك العنابر الضيقة بينما كانت‬
‫جدائلها الصغيرة تتدل���ى لتذكرها بمقولة‬ ‫اس���تطاعت أن تطلق عليه لفظ الحياة كما‬
‫والدها وه���و يقودها الى المدرس���ة‪ :‬اللهم‬
‫سترك يا الله‪ ..‬أتراه يخاف المجهول أم أنه‬ ‫هو متعارف عليه في القواميس البش���رية‪،‬‬
‫كان مدركاً لمستقبل ابنته الوحيدة‪ ..‬لم تكن‬
‫ت���درك لماذا تنهرها المعلم���ة حينما لا ترفع‬ ‫التي تصوغ المعاني كما تعايشه لا كما يعانيه‬
‫الصوت بنش���يد النظ���ام الصباحي‪ ،‬عليها‬
‫أن تردده كاس���مها مرفقاً بابتسامة لصورة‬ ‫البعض ممن نفتهم أبجدية اللغة وأبنائها‪..‬‬
‫الأب وابن���ه فهما من يحفظ���ا البلد‪ ..‬إنه‬
‫الرئيس وعليها أن تبتسم لمجرد وجود ذاك‬ ‫إنها من تلك الفئة التي كتب عليها أن تعاني‬
‫الاطار الذهبي لصوره المزروعة في باحات‬ ‫وتعاني ويكفيها فخ���راً أن تكون من أولئك‬

‫الصامدين المدافعين عن حقوق أمة كاملة‪..‬‬

‫أم���ة لا تعرف فحوى ه���ذه الكلمة إلا أنها‬
‫تعني بش���راً يكفيهم الت���أوه لوجع أهدابها‬
‫حين���اً‪ ،‬والتصفي���ق لجنائز تم���ر يومياً من‬

‫تحت ستار الحياة التي يعرفونها‪.‬‬
‫حملت هموم أنا ٍس من تلك الأمة أحقاً لهم‬
‫هم���وم أولئك الذين يعيش���ون خلف حدود‬

‫معاناتها‪ ،‬أم أن حدودها ضيقة متلاش���ية‬

‫لا ت���كاد تبدو على خارطة البش���ر‪ ..‬كانت‬

‫‪ 22‬العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬

‫مستش���فيات تنوء بكثرة الجرحى والجثث‬ ‫المدرس���ة‪ ..‬مرت سنوات منذ أن أدركت أن‬
‫المتعفن���ة‪ ،‬فأعفاه���ا العق���ل الروس���ي من‬ ‫ذاك الإط���ار الذهبي هو نفس���ه من أحاط‬
‫مهامها ببراميل وصورايخ أفقدتها بؤس���ها‬ ‫أهلها في لحظ���ات إلى إطار قديم بالي لا‬
‫تذكر من���ه إلا بقايا الثي���اب المتناثرة‪ ..‬لن‬
‫وقلة حيلتها أمام واقع المأساة‪.‬‬ ‫يذكرهم أولئك البشر لأنهم ليسوا إلا أرقاماً‬
‫الزمن لا يعني لها ش���يئاً إلا عندما يتوقف‬ ‫وس���ط ملايين الضحايا الذي خلفهم ذاك‬
‫لتس���كت جوع أحش���ائها ببعض م���ا يأكله‬
‫الحيوان‪ ..‬يحمل لها من بش���اعة الحاضر‬ ‫الإطار الذهبي وسرق أحلام الكثيرين‪.‬‬
‫ما يفجع البعض عند مش���اهدتها!!‪ ..‬فهل‬ ‫‪ ..‬فالأم���ان لا معن���ى له في س���ورية بعد‬
‫يرون فيها بش���راً أم أنها متشردة ينقصها‬ ‫أن أزالوها وش���ردوا الملاي��ي�ن فوق التراب‬
‫الكثي���ر من ملامح البش���ر‪ ..‬بعين الحرقة‬ ‫وتحته‪ ..‬ونش���بوا أنيابهم حتى أكلوا آلهتهم‬
‫صوبت أهدابها نحو السماء فقلبها ما زال‬ ‫التي ش��� ّكلوها بأيديهم‪ ..‬فل���م يعد لوجود‬
‫يحتفظ ببع���ض الآي���ات لتترجمها بدعوة‬ ‫الانس���ان من قيمة إلا بمح���وه من الوجود‬
‫بلس���ان خاف ٍت‪ ..‬لن ينسيها تشردها أناساً‬ ‫بأبش���ع الطرق وأخسها‪ ..‬لم تحتمل خيانة‬
‫يصنعون لأنفس���هم آلهة جديدة!‪ ..‬تجدهم‬ ‫البلد م���ن إطار س���خيف لش���خص يمثل‬
‫يتوس���لون للبقاء على الحياة فتضحك في‬ ‫الش���يطان بقبحه وبجرائمه‪ ..‬وبقلة ركعت‬
‫س���رها من جهله���م‪ ..‬صنعوا دم���ى البقاء‬ ‫للعدو ورضيت أن تحمل خنجر الغدر لتزرعه‬
‫وجعلوها آلهة يمجدونه���ا وفي ظنهم أنهم‬ ‫في جسد الوطن فلم تبق منه حتى الفتات‪.‬‬
‫س���يخلدون ف���ي الأرض ولن يقف���وا أمام‬ ‫أمته���ا ترق���ب من بعي���د لتتص ّف���ح أوراق‬
‫خالقه���م يوم���اً‪ ،‬ليس���ألهم ع���ن معنى أن‬ ‫التاري���خ عبث���اً‪ ،‬وكأنها تبح���ث عن مخرج‬
‫تستل سكيناً لتذبح البش���ر بحجة مقاومة‬ ‫لأزمة سكر أو ارتفاع لأسعار السلع‪ ..‬أتراه‬
‫الإرهاب‪ ..‬أي آلهة تلك التي مجدوها حتى‬ ‫الزمن المش��� ّوه الذي يحرم طفلة من رحيق‬
‫تربع���وا على عرش الظلم لينادوا أن بيدهم‬ ‫الحياة فيجعلها ش���ريدة ذليلة وسط أكوام‬
‫س���فك المزيد وتغيير خارطة الطريق وإبادة‬ ‫النفاي���ات‪ ،‬وهناك من يبحث حتى الآن عن‬
‫كل من يصرخ‪ :‬يا رب‪ ..‬ولكن نبضها حفظ‬ ‫حل س���لمي لعودة الحياة لسورية‪ ..‬عن أي‬
‫بثقة وإيمان‪ :‬يا الل���ه مالنا غيرك يا الله‪..‬‬ ‫حل يتحدثون بل عن أي س���ورية يبحثون‪..‬‬
‫ل���ن تقدم القرابين كغيره���ا فتتزلف بصنع‬ ‫ألا يرون بش���اعة الدمار وملايين البش���ر‬
‫ديباجة لطلب الرحيل‪ ..‬يكفيها أنها حينما‬ ‫وق���د أضحوا تح���ت الت���راب‪ ..‬لن تحتمي‬
‫تنطق أهدابها نحو السماء بلفظها المحبب‬ ‫بتلك الجدران المتهاوي���ة فما الذي يضمن‬
‫تأتيه���ا الس���كينة والأم���ان‪ ..‬وكأن هناك‬ ‫لها ألا تفت���ح عينيها على التراب يغطي ما‬
‫م���ن يناديها من أحبة س���بقوها وذاقوا لذة‬ ‫تبقى من جسدها بعد أن ضاق بها الروس‬
‫الرحي���ل للمظلومين‪ ..‬قد آن لك أن توافينا‬ ‫والفرس‪ ..‬أجل حتى الطفل الس���وري بات‬
‫كزهرة عطشى فاشتاقت لتروى من حوض‬ ‫يستحق برميل ًا يزن الأطنان ليسحق وتزيله‬
‫الجنان‪ ..‬فلا تحزني فإنما يوفى الصابرون‬ ‫عن الوجود يد البطش الروس���ي‪ ..‬أتهرب‬
‫أجرهم‪ ..‬وما النصر إلا صبر واحتساب‪ ..‬‬ ‫إلى المس���اجد وقد س���ويت بالثرى أم إلى‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪23‬‬

‫كيف تقر أ� �سيرة‬
‫رجل عظيم‬

‫بقلم‪ :‬د‪ .‬الباهي جاد٭‬

‫الرج���ل العظيم‪ ،‬أدعو الل���ه أن يضع فيها‬ ‫«نظ���ري فى تراجم الرج���ال أحب إل ّي من‬
‫البركة وتكون زاداً للمزيد من إعمال الذهن‬ ‫نظ���ري فى الفق���ه» هكذا أطلقه���ا الإمام‬
‫أحم���د بن حنبل منذ مئات الس���نين ليعزز‬
‫لآخرين‪:‬‬ ‫قيمة تجسيد الفكرة فى صورة شخص حي‬
‫الس��فر فى عوالم ال ِس�� َير بأنواعها الثلاث‪:‬‬ ‫يتحرك بها ويتنفسها وينصرها فى جولاته‬
‫الفردية‪ ،‬والمؤسس���ية‪ ،‬والأممي���ة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫وصولاته؛ وهذا م���ا دفعني للبحث الجدي‬
‫س��ن�ن الله الفردي���ة والاجتماعية‪ ،‬لندرس‬ ‫في تاريخ الس���ابقين واللاحقين والاهتمام‬
‫جوان���ب النهوض وروافد الس���قوط فنبني‬ ‫بقمم المؤرخين وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور‬
‫ونحمي في آن واحد؛ ومن أراد الاس���تزادة‬ ‫عماد الدين خليل الذي أمس���ك بين دفتي‬
‫فعلي���ه (بهك���ذا ظهر جيل ص��ل�اح الدين)‬ ‫أصابعي في الوقت الذى أكتب فيه مقالتي‬
‫درته الم َعن َونة (ملامح الانقلاب الإس��ل�امى‬
‫للكيلاني‪.‬‬ ‫في خلافة عمر بن عب���د العزيز)‪ ،‬إصدار‬
‫التميي��ز ب�ني أن��واع النم��اذج؛ فم���ا بين‬ ‫أصدقائنا باب���ن كثير ببي���روت‪ ،‬وما بعثته‬
‫أعلاها المثل الأعل���ى واختصها الله لذاته‪،‬‬ ‫هذه السيرة ومعالجتها الفريدة الذكية في‬
‫ثم الأس���وة الحس���نة وهو النبي‪ ،‬ويليها من‬ ‫نفس���ي من هيبة وهمة‪ ..‬رؤية وانطلاقة‪..‬‬
‫س���ار على نهج���ه من ق���دوات صالحات‪،‬‬
‫مم���ن تحلوا بالقوة‪( ،‬أهل خب���رة) والأمانة‬ ‫من عزيمة وإشراقة‪.‬‬
‫(أهل ثقة) ويأت���ي في ذيل القائمة النماذج‬ ‫ولن���ا ملامح عش���رة لقراءة تراجم وس���ير‬
‫العامة من غير عقيدتنا ممن أحدثوا تفوقاً‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪24‬‬

‫ش���خصياً أو مجداً مؤسسياً كآبل وجوجل بوصية للأمة من قبل الضيف فتأتي وصية‬

‫عم���اد الدين خليل وعب���د الرحمن حبنكة‬ ‫ومايكروس���وفت أو أقام���وا نهض���ة أممية‬
‫الميداني بوصية واحدة (اقرأ)‪ ،‬إذن فالفارق‬ ‫كاليابان وأهلها‪.‬‬
‫الجوهري هو عادة أو فكرة محورية أو غاية‬
‫ف��ي معالج��ات الموق��ف ت َّثب��ت دوم��اً من‬
‫أو منطلق أو باعث جوهري‪ .‬‬ ‫رافدي���ن للموثوقية (قطع���ي الثبوت‪ :‬وفيه‬
‫هناك دوماً فى كل سيرة بذور وجذور وثمار‪،‬‬ ‫صدق الحدوث؛ مثل معالجة أحداث الفتنة‬
‫فأما البذور فهي روافد تشكيل الشخصية‪،‬‬ ‫في س���يرة عثمان‪ ،‬وصري���ح الدلالة‪ :‬وفيه‬
‫والجذور ضمانات الثبات وبواعث التحليق‬ ‫ص���دق الإدراك وأحادي���ة التأويل وتتضح‬
‫للتمك��ي�ن والثمار ما يدوم ف���ي الدنيا بعد‬ ‫أكثر في أس���باب نهوض وسقوط الشركات‬
‫واعتراض صاحب التفكير السريع والبطيء‬
‫مغادرة جسد الرجل العظيم دنياه‪ .‬‬ ‫على دراسات جيم كولينز في عوامل نهوض‬
‫الق��راءة الواعية الرش��يدة‪ :‬أن تقرأ ما بين‬ ‫وس���قوط الش���ركات وأيضاً ف���ي صناعة‬
‫الس���طور وما وراء المعاني وما هو س���اكن‬ ‫الأحكام الفقهية وطرائق النجاح من س���ير‬
‫داخل المبان���ي‪ ،‬وهذا يحت���اج لإنماء الملكة‬
‫النقدي���ة كترجمة العيت���ي الرائعة (مقدمة‬ ‫أهل الفتوى وأهل الريادة)‪  .‬‬
‫النصية في المعالجة‪ :‬والمراد هو مصداقية‬
‫في التفكير الناقد)‪ .‬‬ ‫نق���ل الجملة والمعنى والمبنى كالاقتباس���ات‬
‫هناك نقط���ة محورية تعمل مثل العدس���ة‬ ‫المس���توحاة من تراج���م المؤثري���ن‪( .‬التزم‬
‫المجمعة التي تحص���د جزيئات بذل الرجل‬
‫العظيم في مآل مركز واحد مثل تركيز جوبز‬ ‫بالنص من فضلك)‪ .‬‬
‫على الشغف‪ ،‬وتحول جيتس للعمل الخيري‬ ‫الأدبية فى المعالجة (الدراما)‪ :‬فكثيرة هي‬
‫ب���ل وكتابته مقالة رائعة ع���ن عبدالرحمن‬ ‫أدبيات الس���رد الذاتي أو الأخروي الباعثة‬
‫س���ميط ومن قبلهم صاحب النفس التواقة‬ ‫للملل‪ .‬وفي المقاب���ل معالجات أخرى ذكية‬
‫وترقيه لمراتب التركيز الأحادي على الجنة‬ ‫كـ(معاوية) للغضبان و(ابن الوليد وعثمان)‬
‫(عمر بن عبد العزيز)‪ .‬وفي عالمنا المعاصر‬ ‫للعرجون‪ ،‬وحي���اة مبدعي الإنترنت لنهضة‬
‫مص���ر مع الحذر م���ن المس���اس بموثوقية‬

‫الأحداث فيؤثر الكات���ب في النص لصالح تركيز النابلس���ي على إتمام تفسيره للقرآن‬

‫الأثر الأدبي مثلما فعل العقاد وخالد محمد والهلالي معالجته للإحياء وأبو شادي‪ ،‬في‬

‫العيش مع أس���ماء الل���ه؛ والعين الفاحصة‬ ‫خالد وتوفيق الحكيم والشرقاوي‪ .‬‬
‫تصل لهذه المآلات لتربط بين جزئيات حركة‬ ‫ابحث دوماًعن الفارق الذي يحدث الفارق‬
‫فهذا إبراهيم بن أدهم يتحول بسبب (آية)‪،‬‬
‫الرجل المؤثر لبناء مشروعه الحضاري‪ .‬‬ ‫وستيفن كوفي بسبب عبارة قرأها في كتاب‬

‫قديم بمكتبة ببومباي بالهند‪ ،‬وهذا برنامج ] رئيس مجلس إدارة مركز س���مارت الدولي للتنمية‬
‫(حدي� � �ث الذكريات) للمط� � �وع الذي يختمه البشرية في مصر‪ -‬لبنان‪ -‬تركيا‪ ‬‬

‫جنى‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪25‬‬

‫دعائم و�أعمدة نحو‬

‫حياة زوجية م�ستقرة‬

‫بقلم‪ :‬رجاء القابسي ‪ -‬المغرب‬

‫بلا ش���ك كلنا أدركنا واس���توعبنا حاجتنا‬ ‫خير م���ا أفتتح به مقالي قول الله عز وجل‬
‫في سورة النساء‪َ { :‬و َقد أَ ْف َضى بَع ُض ُكم ِإلى‬
‫الفطري���ة الملحة كرجل وامرأة إلى لحظات‬
‫بع ِض َوأَ َخ ْذ َن ِمن ُكم ِميثَاقاً َغ ِليظاً}‪.‬‬
‫المؤانس���ة والطمأنة‪ ،‬يأوي فيها كل منا إلى‬ ‫رفع الله س���بحانه ش���أن ميثاق الزواج إلى‬
‫الآخ���ر ويُف ِضي إليه‪ ،‬لأن النفس البش���رية‬
‫ش���طر منها عن���د المرأة وش���طر آخر عند‬ ‫درجة القدسية‪ ،‬حتى نفهم كأزواج أن رابطته‬

‫الرجل‪..‬‬ ‫رابطة مقدس���ة ترتقي إلى درجة القربات‬

‫ولن يحدث للنفس س���كنها واطمئنانها إلا‬ ‫التي نتقرب بها إلى الله ع ّز وجل‪.‬‬

‫بجمع الشطرين وتلك حقيقة ربانية‪ُ { :‬هو‬ ‫إنها الصل���ة الربانية في أوثق وش���ائجها‪،‬‬
‫ال ِذي خل َق ُكم من نف��� ِس واحد ِة وجعل منها‬
‫يعقده���ا رب العزة ب��ي�ن الزوجين فإذا هما‬
‫َز ْوج َها ِليس ُك َن ِإلي َها}‪( .‬الأعراف‪.)89 :‬‬
‫تتحقق أجواء التس���اكن بين الزوجين برفع‬ ‫يلتقيان عل���ى الحب والتفاه���م والتناصح‬
‫رابط���ة الم���ودة أولاً ‪ ،‬فعليه���ا المُعت َمد حتى‬
‫تس���تطيع الس���فينة السير وس���ط الأمواج‬ ‫والتعاون‪..‬‬

‫العاتية‪ ،‬ثم التحلي بالصبر في المعاش���رة‪،‬‬ ‫فالعلاقة الزوجية المستقرة المطمئنة تأخذ‬

‫والتغاف���ل عن عيوب الطرف��ي�ن واعتبارها‬ ‫مقوماتها من القرآن والس���نة المطهرة‪ ،‬كي‬
‫تكامل ًا‪.‬‬ ‫تنتج أجوا ًء هادئة بعيداً عن التنازع وال ِعراك‬

‫كذل���ك من أس���مى الدعائ���م الرحمة بين‬ ‫وال ِخلاف‪.‬‬

‫الزوجين‪ ،‬فكلاهما يحتاج إلى جرعات من‬ ‫خي���ر البيوت بي���ت تلألأ بنعمة الس���عادة‪،‬‬
‫فغش���يته المودة والرحم���ة بظلالها وتح ّقق‬
‫العط���ف والرحمة من الآخر لا س���يما في‬ ‫لأفراده س���مواً كامل ًا لمعنى السكن‪ ،‬فذاقوا‬

‫لحظات الهوان والضعف‪.‬‬ ‫شهداً تمتد حلاوته إلى الدار الآخرة‪.‬‬
‫فم��ا الدعائم والأعمدة الت��ي يجب اعتمادها‬
‫السمو بالعلاقة الحميمية بين الزوجين من‬ ‫كضمان لحيا ِة زوجي ِة مطمئنة مستقرة؟؟‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪26‬‬

‫أهم الدعائم والأسس‪ ،‬كذلك لما لها من تأثير م���ن الجم���ال أن الل���ه س���بحانه جعل كلا‬

‫على استمرارية الزوجية وسيادة الاستقرار الزوجين ردا ًء ولباس���اً يُدف���ئ الآخر { ُه َّن‬

‫والسكينة‪ ،‬هذه العلاقة‪ ‬الخاصة التي ح ّفها ِل َب���ا ٌس ل ُكم وأَنتُ���م ِلبا ٌس له��� َّن}‪( .‬البقرة‪:‬‬
‫الش���رع بسياج متين‪ .‬فعلاقة زوجية سليمة ‪.)187‬‬

‫ف���كل منهم���ا متعفف بالآخ���ر ولن يحصل‬ ‫أساسها علاقة حميمية سليمة‪.‬‬
‫التعفف المُبتغى إلا بمراعاة جميع ما يحصل‬ ‫فكم نأسف عند سماع شكاوى الزوجين في‬
‫العيادات الطبية عند أهل الاختصاص‪ ‬بل‬
‫به العفاف من كليهما معاً‪.‬‬ ‫وحتى في مجالس النس���اء‪ ،‬وأكيد أن الأمر‬
‫إذا افتق���رت الحياة الزوجية للاس���تمتاع‬ ‫قائم حتى في مجالس الرجال‪ ،‬من تقصير‬
‫المتب���ادل ب��ي�ن طرفيها تج ّهم���ت وأظلمت‬ ‫أح���د الطرفين أو هما معا في تلك العلاقة‬
‫س���ماء المودة والطمأنينة‪ ،‬وحلّت الأعاصير‬ ‫العاطفية وع���دم إعطائه���ا أهميتها‪ ،‬مما‬
‫يتس���بب في الخصام والنفور ثم الفراق لا‬
‫والعواصف التي تخربها وتدمرها‪.‬‬
‫كذلك تس���اكن الزوجين يح���دث بالحرص‬ ‫قدر الله‪.‬‬
‫المتبادل على الإحس���ان والتقدير لبعضهما‬ ‫وس���يدنا الحبي���ب محم���د علي���ه الصلاة‬
‫والس��ل�ام علمنا أن أكثر اللحظات حميمية‬
‫وتحقيق مبدأ التكامل والانسجام‪...‬‬ ‫بين الزوج وزوجه تُ َع ّد قربة وصدقة وعبادة‬
‫علينا أن نسعى معاً لبذل جهدنا في تحصين‬ ‫من العبادات التي نملأ بها ميزان الحسنات‬
‫علاقتنا‪ ،‬ورفع ش���عار لا للجفاء‪ ..‬لا للنفور‬

‫والصدقات عند الله سبحانه‪ .‬ألم يقل [‪ :‬ولا للامتناع عن أداء الرغبات المشروعة‪.‬‬

‫أتمنى عل*ى الله س���بحانه أن يكون عرضي‬ ‫"و ِفي بُض ِع أحدكم صدقة"!!!‪.‬‬

‫إنها ما يُسعد الزوجين من الناحية الجسمية الموجز والبس���يط لتلك الدعائم مفيد لكل‬

‫زوج وزوجة‪ ..‬دامت لكما السعادة‪.‬‬ ‫والنفسية كالشراب والطعام‪.‬‬

‫جنى‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪27‬‬

‫االلصصادليحقااتت‬

‫تجربين‪.‬‬ ‫أنا ليلى أبلغ من العمر ‪ 40‬عاماً ولدت في‬
‫فقلت أنا أقرأ الق���رآن ولكن ليس بانتظام‬ ‫أسرة راقية فاحشة الثراء‪ ،‬كل ما كنت أطلبه‬
‫ولا أحفظ‪ ،‬فقالت احفظي س���ورة قصيرة‬ ‫يأتي ف���ي التو واللحظة‪ ،‬كنت الابنة الثالثة‬
‫من ب��ي�ن إخوتي‪ ،‬أي أنن���ي كنت الصغرى‪،‬‬
‫اليوم وغداً تعالي اقرئيها غيباً أمامي‪.‬‬ ‫درست في مدارس خاصه تقدم كافة أنواع‬
‫قلت ولم؟‬ ‫الدلال ف���ي الدروس واللب���س‪ ،‬وكنت أرى‬
‫الدني���ا مل���كاً لي أين ما توجه���ت أفعل ما‬
‫قال���ت ألا تريدي���ن أن تعرفي م���ا يلهيني‬ ‫أشاء‪ ،‬وعندما أصبحت في العشرين وكنت‬
‫م���ع القرآن‪ ،‬هيا وس���أجيبك‪ ،‬وفعل ًا بدأت‬ ‫في زهرة الش���باب وكنت في غاية الجمال‬
‫أحفظ الس���ور القصيرة‪ ،‬ويوم���اً بعد يوم‬
‫والدلال والتحقت بالجامعة‪.‬‬
‫أزداد حماساً للحفظ‪.‬‬ ‫في الس���نة الأول���ى التقيت بفت���اة تكبرني‬
‫وهكذا‪ ‬حتى‪ ‬ص���رت مثلها أنهمك‪ ‬ولا أكاد‬ ‫بعام��ي�ن وكانت في منته���ى الأخلاق معي‬
‫وهادئ���ة‪ ،‬وكانت تميل إل���ى الوحده بعيدة‬
‫أشعر بمن حولي‪.‬‬ ‫عن ضجيج وضحكات الش���باب والفتيات‪،‬‬
‫ولكن كانت هن���اك عقبة في طريقي وهي‬ ‫وكنت أراها تمسك بمصحف صغير تحمله‬
‫والداي وأخوتي حيث اعتدنا أن نقيم حفلة‬ ‫معها في الحقيبة‪ ،‬وكنت أراها منهمكة في‬
‫كل أسبوع نرقص ونغني‪ ،‬فلما رأوني هكذا‬ ‫القراءة لدرجة أنها لا تشعر‪ ‬بوجودي حين‬
‫وب���دأت أتجن���ب الحف��ل�ات‪ ،‬غضبت أمي‬ ‫أحدثها‪ ،‬فبدأت أتعجب منها فس���ألتها ما‬
‫وقالت لماذا تنعزل��ي�ن؟ لا أريد أن تصبحي‬
‫الذي يلهيك هكذا؟!!؟‬
‫معقدة‪ ،‬وكنت أسأل الله أن يعينني‪.‬‬ ‫فنظرت إلي وابتس���مت وأومأت برأس���ها‬
‫حتى تزوجت من رجل ميسور الحال ملتزم‪،‬‬ ‫وكأنها تقول انتظري وس���أخبرك‪ ،‬وعندما‬
‫بعد رفض أهلي له وبذل الكثير من الجهد‬ ‫أنهت الق���راءة‪  ‬توجهت إل��� ّي وقالت لما لا‬
‫لإقناعهم‪ ،‬ورزقني الله بصبي وفتاة أصبحا‬
‫هم���ا حيات���ي‪ ،‬وتعليمهم ه ّم���ي‪ ،‬وتربيتهم‬ ‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬

‫وتحفيظهم القرآن شغلي الشاغل‪.‬‬

‫جنى‬
‫‪28‬‬

‫"معاً إل���ى الجنة" وها أنا أس���بقك‬ ‫وما زل���ت أحفظ القرآن دون كلل أو‬
‫إليه���ا‪ ،‬إني أش���م ريحها ونس���يمها‬ ‫ملل‪ ،‬وفي يوم التقيت بزميلتي التي‬
‫يكاد يقتلع قلبي‪ .‬ولم تكمل وأخذت‪  ‬‬ ‫أعانتني ونبهتن���ي للحفظ‪ ،‬وفرح ُت‬
‫بالتش���هد‪ ،‬ولفظت أنفسها‪ ،‬أدركت‬ ‫كثي���راً واحتضنتها وعب���ر ُت لها عن‬
‫عنده���ا أن���ه لا أم���ان ولا طمأنينة‬ ‫اشتياقي لها وأمنياتي‪ ،‬فقالت هاتي‬

‫من‪ ‬الموت‪  .‬‬ ‫يدك إلى الجنة‪.‬‬
‫مرت س���نوات ولم تف���ارق مخيلتي‬ ‫قلت حسناً معك يدي وسنشد بعضنا‪،‬‬
‫وما زالت كلماتها تتردد صداها في‬ ‫وتفرقن���ا وك ٌل ذهب���ت لوجهتها‪ ،‬وما‬
‫هي إلا لحظات حتى سمعت صوت‬
‫قلبي‪.‬‬ ‫حادث مري���ع ثم أصوات س���يارات‬
‫عندها عاهدت نفسي وعاهدتها أن‬ ‫الإس���عاف‪ ،‬فدب الخوف في قلبي‪،‬‬
‫أبذل قصارى جهدي‪ ،‬وأعمل وأسعى‬ ‫فرجعت إلى‪  ‬المكان الذي تركت فيه‬
‫حبيبة عمري لأجدها محمولة على‬
‫وأجتهد كي أكون معها في الجنة‪.‬‬ ‫سرير خشبي‪ ،‬وتنهمر منها الدماء‪.‬‬
‫وأدع���و الل���ه بأن يجمعن���ي بها في‬ ‫فهرع��� ُت إليها وقدم���اي لا تكادان‬
‫الجن���ة‪ ،‬ق���ال [‪" :‬الم���رء على دين‬ ‫تحملان���ي ودموعي أغرقت وجنتي‪،‬‬
‫عندم���ا وصل���ت إليها نظ���رت إل ّي‬
‫خليله فلينظر أحدكم من يخالل"‪.‬‬ ‫بحس���رة وقال���ت بص���وت مختن���ق‬
‫وصية غالية يا حبيباتي اس���تكثروا‬
‫من الصديق���ات الصالح���ات فهن‬ ‫سامحيني‪ ،‬قلت علام؟؟‬
‫نور للطري���ق وبركة عل���ى الطريق‪،‬‬ ‫قالت لأني أمس���كت‪  ‬بيدك وقلت‪:‬‬

‫بصحبتهن تتغير الحياة‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪29‬‬

‫الغيرة بين الأبناء‬

‫بقلم‪ :‬كوثر خليل‬

‫هذه المقارنات إن أمكن‪ ..‬ولا نشجع أبناءنا‬ ‫تح���دث الغي���رة عندم���ا يمت���زج الغضب‬
‫عل���ى أن يقارنوا أنفس���هم بالآخرين‪ .‬ومن‬ ‫والخ���وف وح��� ّب التملّك‪ ،‬وعندما يش���عر‬
‫الآث���ار التي تترتب على غيرة الطفل إظهار‬ ‫الطفل باغتصاب ف���رد آخر لما يعتبره حقاً‬
‫عدم السعادة بشكل عام نتيجة شعوره بأنه‬ ‫لنفس���ه يصبح طفل ًا غي���وراً‪ ،‬فالغيرة عند‬
‫فق���د الحب والحنان ال���ذي كان يحظى به‬ ‫الأطفال ليست ‪-‬كما يعتقد البعض‪ -‬مرضاً‪،‬‬
‫من والديه‪ ،‬وقد تتحول هذه المش���اعر إلى‬
‫س���لوك عدواني إما نح���و الطفل الصغير‬ ‫بل هي ألم داخلي ومعاناة نتيجة منافس���ة‬
‫الذي يعتبره منافس���اً له بعد أن اس���تولى‬
‫على عرشه في حضن أمه‪ ،‬أو متو ّجهاً نحو‬ ‫حقيقية بغي���ة الفوز والس���يطرة‪ .‬ويرتبط‬
‫الوالدين أو الممتلكات الش���خصية بمحاولة‬
‫إتلافه���ا وتخريبه���ا‪ ،‬إضافة إل���ى التقلّب‬ ‫الش���عور بالغيرة بنمو المشاعر والعلاقات‪،‬‬
‫المزاج���ي وع���دم الرضا بالهب���ات التي قد‬
‫تقدم ل���ه من المحيطين مهم���ا كانت غالية‬ ‫فالطف���ل يبن���ي علاقته الحقيقي���ة الأولى‬
‫الثم���ن‪ ،‬كمحاولة منهم لتعويضه عما فقده‬ ‫مع الأم‪ ،‬وهذا الإحس���اس "بتملّك" الأم هو‬
‫من حنان‪ ،‬وإن قبله���ا فإن ذلك يكون وقتياً‬
‫لكن س���رعان ما يتذكر‪ ‬الهبة الكبرى التي‬ ‫الذي يظهر شعور الغيرة لديه‪ .‬فالغيرة هي‬
‫فقدها وه���ي "حضن أم���ه" الدافئ‪ .‬فعلى‬
‫الآباء اس���تثمار ظاهرة الغي���رة إيجابياً إذا‬ ‫أحاس���يس إنس���انية خلقها الله‪ ،‬فوجودها‬
‫ش���عرنا بوجوده���ا ب��ي�ن أبنائن���ا‪ ،‬كإيصال‬ ‫طبيعي عن���د الطفل والقليل منها يش��� ّكل‬
‫الطفل الكبير لمراح���ل متقدمة من النضج‬ ‫دافعاً نحو تطور المنافسة‪ ،‬لكن الكثير منها‬
‫بأن نغرس في نفس���ه قيم النضج العقلي‪،‬‬ ‫يفس���د الحياة‪ .‬فعندما نرى سلوكاً عدوانياً‬
‫كأن نعتم���د عليه ف���ي رعاية أخيه الصغير‬
‫وإقناعه بأنه سيكون قدوته الذي يتعلم منه‪،‬‬ ‫عند أبنائنا‪- ‬عندها‪ -‬يجب أن نعلم أنه من‬
‫ويمكن تكليف الكبير ببعض الواجبات منها‬
‫مراقبة أخيه الصغير حتى يش���عر بأنه ما‬ ‫الآث���ار الناجمة عـن الغيرة بيـن الأطفـــال‪،‬‬
‫زال محبوب���اً وموضع اهتمام والديه‪ .‬أيضاً‬ ‫ولا ب ّد من معرفة أس���بابها وعلاجها فوراً‬
‫يمكن اس���تثمار الغيرة بين الأطفال بتوليد‬ ‫فل���كل ابن من الأبناء ش���خصية فريدة به‪،‬‬

‫ومختلف���ة عن الآخرين اخت��ل�اف بصمات‬

‫الي���د الواحدة‪ ،‬وه���ذا الاختلاف في طباع‬

‫وشخصية الأبناء هو من أهم جوانب التشابه‬

‫بينهم‪ ،‬وعل���ى الآباء إدراك ذلك واحترامه‪.‬‬

‫فالتف���رد يعني أن س���لوك كل ابن وطباعه‬

‫ورغبات���ه مختلفة عن الآخري���ن‪ ،‬وبالتالي‬

‫يختل���ف التعامل مع كل واح���د‪ .‬فيجب ألا‬

‫نقارن بين أبنائنا ولا نسمح للآخرين بعقد‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪30‬‬

‫المنافس���ة الإيجابية للوصول إلى الأفضل‪ ،‬م���ا تحُ دث في نفوس الأطف���ال عدم الثقة‬
‫على ألا تبلغ المنافس���ة مس���توى الصراع‪ ،‬بالنف���س وأيضاً‪ ‬ينشأ‪ ‬ش���عور بالنقص مع‬
‫ودون مقارنة الأبناء بعضهم ببعض واحترام ع���دم إمكانية التغلب عليه‪ ،‬كنقص الجمال‬
‫قدراتهم جميعاً‪ .‬إن الآباء والمعلمين يلعبون أو القدرة الجس���مية أو الثياب والممتلكات‬
‫دوراً رئيسياً في تشكيل الغيرة لدى الأطفال من الألعاب‪ .‬إن الخ���وف من فقدان محبة‬
‫م���ن خلال الاهتمام ال���ذي يظهرونه لأحد وال َديهم أو أحدهما سبب رئيسي في الغيرة‬
‫الأولاد دون سواه‪ ،‬فقد يوجد ذلك في نفوس بين الأخوة‪ ،‬ومن المنطقي أن يحاول الطفل‬
‫باقي الأولاد عقدة الغيرة أو عقدة التنافس الغيور ‪-‬بصورة لا ش���عورية غالب���اً‪ -‬إزالة‬
‫المرضي‪ .‬فبعض الآباء أو المدرسين يظنون منافس���ه بالاعت���داء عليه‪ ،‬أو بالاس���تهزاء‬
‫أن التنافس ظاهرة صحية ويسعون لزرعها من���ه‪ ،‬بمحاولة تحقي���ره‪ ،‬بالمنافس���ات‪ ،‬أو‬
‫في الأولاد‪ ،‬وذلك من خلال تش���جيع أحد بالمش���اجرات‪ ،‬أو بالأحقاد أحياناً‪ ،‬وأحياناً‬
‫الأولاد دون غيره لتميزه في شيء ما‪ ،‬إلا أن أخ���رى بتفري���غ غيرت���ه بص���ورة رمزي���ة‬
‫ذلك ين ّمي الضغينة والبغضاء في نفوسهم بالانقضاض على لعبة‪ ،‬أو أي ش���يء يخص‬
‫خاص���ة إذا كان عن طريق معاقبة الآخرين منافس���ه‪ ،‬فيضربها بقس���وة‪ ،‬أو يدوس���ها‬
‫وتركه يفعل ما يش���اء‪ ،‬فذل���ك يولد عقدة ويحطمها أو يرس���م منافسه "أخاه" بصورة‬
‫التناف���س التي تحول بعد ذل���ك إلى الحق غي���ر جميل���ة‪ .‬وقد يك ِب���ت الطف���ل الميو َل‬
‫المتب���ادل‪ .‬فالمقارنات الت���ي يجريها الكبار العدوانية نتيجة تأثير وال َديه‪ ،‬ويسبب هذا‬
‫بين الأطف���ال الذين يعان���ون من صعوبات الكبت تأثيراً نفس���ياً حس���ب شدته ومدى‬
‫ما مع غيرهم من الأطفال الناجحين غالباً اس���تمراره‪ .‬فالأبناء تزداد لديهم مش���اعر‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪31‬‬

‫يديه أو اللعبة الت���ي يحملها لضربه‪ ..‬ومع‬ ‫النقص بس���بب م���ا يلجأ إلي���ه الكبار من‬
‫ذلك أمس���كيه واحضنيه بعط���ف واحمليه‬ ‫أساليب اللوم أو الاستهزاء‪ ،‬وغالباً ما يتوهم‬
‫بعيداً عن أخيه‪ ..‬لأن الطفل في الحقيقة لا‬ ‫الآباء بأنهم يستح ّثون الأطفال إلى الأفضل‬
‫يريد إيذاء أخيه‪ ،‬ولكن سوء تعامل الوالدين‬ ‫لكنهم لا يدركون الدلالة التربوية والنفسية‪،‬‬
‫واهتمامه���م بالرضيع دون���ه دفعه إلى هذا‬ ‫حيث إنها تو ّلد في نفوسهم تأثيراً عكسياً‪.‬‬
‫الفع���ل‪ ..‬لذا ينبغي على الأم أن تمنع الأذى‬ ‫وللتغل���ب على هذه المش���كلة يجب أن نكون‬
‫وتقب���ل مش���اعره الغاضبة لأن���ه لا يملك‬ ‫على علم بالداء لأنه نصف الدواء كما يقول‬
‫القدرة عل���ى التحكم بها‪ .‬ويجدر بالوالدين‬ ‫الحكماء‪ ،‬فمعرفة أس���باب الغي���رة تنفعنا‬
‫عدم التدخل ف���ي الخلافات بين الأبناء‪...‬‬ ‫كثيراً في العلاج حين نتوقى العوامل المسببة‬
‫ما دام التدخل لا فائدة مرج ّوة منه بس���بب‬ ‫للم���رض‪ ..‬إضافة الى أن أهم علاج للغيرة‬
‫الغيرة الت���ي هي وقود الن���زاع بين الأخوة‬ ‫يتركز في إشباع حاجتهم للحب والحنان مع‬
‫والتي تحتاج إلى علاج كما أس���لفنا‪ ..‬ولكن‬ ‫الاهتمام بوجودهم‪ ،‬وهي نفس���ها الأسباب‬
‫لعل نف���اد صبر الوالدين يجعلهم يتدخلون‪،‬‬ ‫التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين‪..‬‬
‫وهنا يج���در بهم ألا يس���تمعوا إلى أ ٍ ّي من‬ ‫فالغيرة والعناد قرينان حيث يوجد أحدهما‬
‫أطراف النزاع‪ ..‬ولا الوقوف مع المظلوم أو‬ ‫تجد الآخر‪ ..‬وهي نتاج للعناد‪ ..‬ففي بادئ‬
‫العطف عليه‪ ..‬لأن الاس���تماع وإبداء الرأي‬ ‫الأم���ر يكون الطفل معانداً لأس���باب م ّرت‬
‫وإبراز العواطف لأح���د دون آخر يزيد في‬ ‫معن���ا‪ ..‬فإذا لم يتم علاج���ه‪ ،‬يتفاقم الأمر‬
‫الغي���رة التي تدفعه���م إلى الع���راك‪ ..‬كما‬ ‫ويصاب بمرض الغيرة‪ ،‬فلا ينسى الوالدان‬
‫يجدر بالوالدين عدم إجب���ار طفلهم الذي‬ ‫أن يس ّمعاه كلمات الحب والإطراء والتقدير‬
‫انف���رد باللعب أن يش���ارك إخوت���ه الذين‬ ‫والمدي���ح والاهتمام بوجوده‪ .‬فالأم‪ ‬لا ب ّد لها‬
‫يري���دون اللعب معه أو بلعبت���ه‪ ..‬إن إجباره‬ ‫من‪ ‬إش���عار الطفل بأ ّنه كبير وأن اهتمامها‬
‫يو ّلد حالة الش���جار فيما بينهم‪ .‬فيجب أن‬ ‫بالصغي���ر لعجزه وعدم مقدرته إضافة إلى‬
‫نع ّود الأبناء على تق ّبل مدح الأخرين لهم أو‬ ‫إعطائه جملة من الامتي���ازات لأنه كبير‪..‬‬
‫مدح تميز أح���د الطلبة دون الباقين الذين‬ ‫ف��ل�ا يصح الاهتمام بالوليد دون أن يحصل‬
‫يجب أن يتعلموا ويبحثوا عن أس���باب المدح‬ ‫ه���و عل���ى امتي���ازات الكب���ار‪ ..‬ولا ب ّد من‬
‫ليوجدوها في أنفس���هم دون أن يتضايقوا‪،‬‬ ‫الح���رص على إعطائه بعض الأش���ياء لأنه‬
‫أو تنبت مشاعر غيرة عدائية عندهم وهذا‬ ‫كبير‪ ،‬مثل أن تخصه بقطعة من الحلوى مع‬
‫لن يكون إلا بالتدريب على التعامل مع هذه‬ ‫الق���ول له‪ :‬هذه لك لأن���ك كبير‪ ،‬ولا تعطها‬
‫المشاعر داخل نطاق الأسرة‪ .‬ونصيحة للأم‬ ‫لأخيك لأنه صغي���ر‪ ..‬وهذه اللعبة الجميلة‬
‫بأن يبق���ى حضنها الدافئ الحنون الذي لا‬ ‫ل���ك لأنك كبي���ر‪ ،‬أما ه���ذه الصغيرة فهي‬
‫يخ���ذل الطفل مهما كب���ر ويكون هو ملاذه‬ ‫للصغير‪ ..‬أيضاً‪ ‬لا ب��� ّد أن تمنع الأم بحزم‬
‫محاولة الطف���ل الكبير إيذاء أخيه الصغير‬
‫الأول والأخير‪.‬‬ ‫بأن يرفع يده ليهوي بها عليه‪ ..‬بأن تمسكي‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪32‬‬

‫عين على الأحداث‬

‫إعداد‪ :‬أم آلاء‬

‫المرأة التي تنجب أطفالاً أكثر‪ ...‬تبقى أكثر شباباً وحيوية!‬

‫أوضح الباحثون في جامعة سايمون فريزر الكندية أن تجاربهم أثبتت أ ّن السيدات اللواتي ينجبن‬
‫المزيد من الأطفال‪ ،‬يزيد لديهن طول صبغية «تيلومير» المس���ؤولة عن الحفاظ على حيوية خلايا‬

‫الجسم‪.‬‬
‫وق ّيم الباحثون حالة ‪ 75‬س���يدة ينتمين إلى اثنين من المجتمعات الريفية في غواتيمالا‪ ،‬ورصدوا‬
‫عدد أطفالهن‪ ،‬كما قاس���وا طول "تيلومير" فى خلايا أجس���ادهن على م���دار ‪ 13‬عاماً‪ .‬فوجدوا‬
‫أن���ه كلما أنجبت الم���رأة أطفالاً أكثر‪ ،‬تباطأت لديها وتيرة الش���يخوخة‪ ،‬مقارن���ة مع غيرها من‬

‫السيدات‪.‬‬

‫غوغل تعمل على تطوير نظارة واقع افتراضي‬

‫تعمل ش���ركة غوغل على تطوير نظارة واقع افتراض���ي متكاملة لا تعتمد على هاتف ذكي‪ ،‬أو‬
‫كمبيوتر شخصي‪ ،‬أو منصة ألعاب‪ ،‬وفق ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال‪.‬‬

‫ونقل���ت الصحيفة أيضاً عن مصادرها أن غوغ���ل تعتزم إطلاق إصدار جديد أكثر تطوراً من‬
‫نظارة الواقع الافتراضي البس���يطة "كاردبورد ‪ "Cardboard‬التي تستخدم الهواتف الذكية‬
‫كشاش���ة‪ ،‬في وقت لاحق‪ .‬كما ذكرت أن الإصدار الجديد‪ ،‬الذي سيُصنع من البلاستيك بدلاً‬

‫من الورق المقوى‪ ،‬سيتضمن رقائق إلكترونية‪ ،‬ومستشعرات‪.‬‬
‫ويُنظ���ر للأجه���زة الجديدة على أنها أح���دث دليل على اهتمام غوغل المتزايد بس���وق الواقع‬
‫الافتراضي الواعد‪ ،‬وعلى عزمها التوغل أكثر في الس���وق لمنافس���ة شركات‪ ،‬مثل فيس بوك‪،‬‬

‫التي تخطط ش���ركة أوكولوس المملوكة لها بدء شحن نظارة "ريفت" بسعر ‪ 599‬دولاراً‬
‫أمريكياً‪.‬‬

‫وسادة يابانية لمن يقضي ساعات أمام الكومبيوتر‬

‫لهؤلاء الذين يقضون ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الثابتة‪،‬‬
‫لن ترهقوا معاصمكم بعد اليوم‪ ،‬فقد كش���فت شركة يابانية عن وسادة تريح‬

‫المعصم خلال ساعات العمل أو استخدامك جهاز الكمبيوتر المحمول‪.‬‬
‫ونشر موقع "بورد باندا" الترفيهي‪ ،‬مجموعة صور للوسادة المطروحة من قبل‬
‫الش���ركة اليابانية‪ ،‬ويمكنك أن تشتريها عن طريق الإنترنت‪ ،‬ويبلغ ثمنها ‪48‬‬

‫دولاراً أميركياً‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪33‬‬

‫إعداد‪ :‬أم محمد‬ ‫مخبوز التفاح‬

‫خبيز التفاح وهو على نسق تورتة التفاح‪ ،‬ولكن الفرق أن عجينة التارت هي مفروكة باليد‬ ‫جنى‬
‫فقط وليست عجينة متماسكة فيسهل صنعها‪ ،‬وهي غنية بالفاكهة ويحبها الأولاد‪...‬‬ ‫‪34‬‬
‫لتكن حلوياتك في موسم التفاح‪...‬‬
‫المكونات‪:‬‬
‫‪ -‬كوب ونصف من الطحين المنخول‪.‬‬
‫‪ -‬ثلاثة أرباع الكوب من السكر‪ .‬‬
‫‪ -‬باكيت زبدة ‪ ٢٠٠‬غرام‪  .‬‬
‫للحشوة‪:‬‬

‫‪ -‬نصف كيلو تفاح أصفر مقشر ومقطع إلى مكعبات سماكة واحد سم ونصف تقريباً‪ .‬‬
‫‪ -‬ربع كوب سكر بني أو أبيض‪.‬‬

‫‪ -‬ملعقة صغيرة عصير ليمون حامض (حتى لا يصفر لون التفاح)‪ .‬‬
‫‪ -‬ملعقة صغيرة من القرفة‪  .‬‬
‫‪ -‬ملعقة طعام طحين منخول‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة التحضير‪:‬‬

‫يخلط التفاح المقطع مع الس���كر والطحين والقرف���ة‪( ،‬حاولي أن تحافظ قطع التفاح على‬
‫شكلها) ثم يوضع في صينية مستطيلة ممسوحة بالزبدة‪ .‬‬

‫في وعاء افركي بيديك الطحين مع الزبدة والس���كر حتى تتجانس‪ ،‬ثم رش���يها بالتس���اوي‬
‫فوق قطع التفاح‪ .‬‬

‫تخبر الصينية في فرن متوسط ‪ ١٨٠‬درجة مئوية لمدة ‪ ٥٠-٤٠‬دقيقة‪ ...‬‬
‫يقدم ساخناً مع الكسترد أو البوظة‪.‬‬

‫وصحتين وهنا‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬

‫مــن ن�شاطاتنــا‬

‫ن ش�اطات جمعية النجاة الاجتماعية في بيروت‬

‫إلى تساؤلاتهن وتجاربهن‪.‬‬ ‫• دعماً لترابط أفراد الأس���رة وتماس���كها‬
‫فقام���ت بتق���ديم مجموعة م���ن النصائح‬ ‫وتح���ت عن���وان "نح���ن كبرن���ا افهمون���ا"‬
‫الق ّيمة التي تعين الأمهات على تخطي هذه‬ ‫أقام قس���م الأس���رة ف���ي جمعي���ة النجاة‬
‫المرحلة الحساسة من عمر أبنائهم بمرونة‬ ‫الاجتماعي���ة‪ -‬بيروت ‪ ‬ي���وم الخميس ‪11‬‬
‫شباط ‪ 2016‬محاضرة تفاعلية استضاف‬
‫وتف ّهم وتفاهم‪.‬‬
‫فيه���ا الدكت���ورة داليا‬
‫الشيمي‪ ،‬خبير الارشاد‬
‫النفس���ي والزوج���ي‬
‫ومدير مركز "عين على‬
‫بك���را" للاستش���ارات‬
‫النفس���ية‪ ،‬تحدث���ت‬
‫فيه���ا م���ع الأمه���ات‬
‫حول مرحل���ة المراهقة‬
‫وتحدياتها والصعوبات‬
‫التي ترافقها‪ ،‬واستمعت‬

‫ترفيهية إلى منطقة جون‪ -‬نهر بسري‪ -‬ت ّم‬ ‫• أقام���ت حلق���ة عائش���ة أم المؤمنين في‬
‫من خلالها التعرف على المنطقة والس���ير‬
‫في طرقاتها لمدة س���اعتين وقد شارك في‬ ‫جمعي���ة النج���اة الاجتماعي���ة عرم���ون‬
‫بالتعاون مع ن���ادي ‪ Destination‬رحلة‬
‫النشاط عشرين فتاة‪.‬‬
‫ثم أقيمت صلاة الظهر‬
‫جماع���ة بالإضافة إلى‬
‫القيام بعدة نش���اطات‬
‫ترفيهية وثقافية وتوزيع‬
‫الهداي���ا على الرابحات‬
‫والعودة لتن���اول الغداء‬

‫في مطعم هارديز‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪35‬‬

‫مــن ن�شاطاتنــا‬

‫• ق���ام وفد من قائ���دات فوج‬
‫الإيم���ان النموذج���ي بتهنئ���ة‬

‫الس���يدة منى زنت���وت لتوليها‬
‫منصب ”رئاسة” جمعية النجاة‬
‫الاجتماعية في بيروت وذلك‬

‫يوم الس���بت ‪ 13‬شباط ‪2016‬‬

‫في مرك���ز الجمعية عائش���ة‬

‫بكار‪ ،‬نس���أل الله عز وجل أن‬

‫يعينه���ا وأن يلهمه���ا الصواب‬

‫والسداد في القول والعمل وأن‬
‫يو ّفقها لما يح ّبه ويرضاه‪.‬‬

‫ن ش�اطاتجمعيةالنجاةالاجتماعيةفيالاقليم‬

‫ناحية التربية‪ ،‬الأسلوب‪ ،‬المصادقة‪ ،‬ومنحهم‬ ‫• "ف���ي بيتنا مراه���ق" دورة قيمة‬
‫الثقة‪.‬‬ ‫أقامتها جمعية النجاة الاجتماعية‬
‫ف���ي الإقليم م���ع الدكت���ورة داليا‬
‫الش���يمي خبير الإرشاد الأسري‬
‫والزوجي ومدير مركز "عين على‬
‫بكرا" للإستشارات النفسية حيث‬
‫تحدثت بش���كل مهم عن المراهق‬
‫والتغيرات التي تحصل له نفسياً‪،‬‬
‫فكرياً‪ ،‬جس���دياً وكيفي���ة التعامل‬

‫معها‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد تطرقت إلى الأمهات‬
‫لتحس��ي�ن طريقة تعاملهم م���ع أبنائهم من‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪36‬‬

‫مــن ن�شاطاتنــا‬

‫وسكينة استقرار استقلال تكامل وغيرها‪،‬‬ ‫• "عيش���يها بانس���جام وف���ن" دورة قيمة‬
‫كما وتناولت الأس���س والخط���وات وكيفية‬ ‫أقامتها جمعية النجاة الاجتماعية بالتعاون‬
‫اختيار ش���ريك الحياة‪ ،‬الافكار والمسلمات‬ ‫مع رابطة الطلاب المسلمين قسم الطالبات‬
‫الخاطئة عن الزواج‪ ...‬وغيرها من النقاط‬ ‫في الإقليم مع الدكتورة داليا الشيمي حيث‬
‫وق���د تمي���زت ال���دورة بتفاع���ل كبير بين‬ ‫بدأت كلامها بأن نسبة الطلاق تزداد كثيراً‬
‫المشاركات والحماس في التحدث والمبادرة‬ ‫لتتخطى الـ ‪ %50‬ف���ي بعض الدول العربية‬
‫والاستش���هاد بقص���ص واقعي���ة واختتمت‬ ‫وقد تناولت مواضيع متعددة ضمن الإطار‬
‫ذات���ه حي���ث تحدثت عن نتائ���ج الانفصال‬
‫بتوزيع الشهادات على المشاركات‪.‬‬ ‫وم���دى تاثي���ره‪ ،‬أهداف الزواج من س���كن‬

‫ن�شاطات جمعية النجاة الاجتماعية في ص�يدا‬

‫• نظ���م البورد العرب���ي و جمعي���ة النجاة‬
‫الاجتماعية دوره تدريبية بعنوان "مشكلات‬
‫المراهقه وأس���اليب حلها" يوم الس���بت في‬
‫‪ 2016/2/6‬قدمته���ا المدربة المتألقة إيمان‬
‫عنتر بأس���لوب مميز وج���ذاب‪ ،‬كما تفاعل‬
‫المشاركين بورش العمل بكل حماس وحيوية‪،‬‬
‫من أهم مح���اور الدورة‪ ‬مش���كلة الخجل‪،‬‬
‫الانطواء‪ ،‬الاكتئاب‪ ،‬العدوانية‪ ،‬الانحراف‪.‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪37‬‬

‫مــن ن�شاطاتنــا‬

‫تسليط الضوء وطرح هذه المواضيع للتوعية‬ ‫• أقام القس���م الشبابي في جمعية النجاة‬
‫ب��ي�ن المرب��ي�ن والط��ل�اب‪ ،‬فواقع الإس���اءة‬ ‫الاجتماعية في صيدا ندوة تربوية بعنوان‬
‫الجنسية للطفل في العالم العربي قد تكون‬ ‫"أمن الاطفال" وذلك الاحد ‪ 21‬شباط في‬
‫مضاعف���ة عما هي عليه ف���ي الغرب‪ .‬وقد‬ ‫قاعة بلدية صيدا‪ ،‬أدارت الندوة الاس���تاذة‬
‫ذكرت الدكتورة روعة أن "الطفل لا ينسى"‬ ‫هبة مركيز وشارك فيها المستشار التربوي‬
‫بل يتذك���ر تفاصيل ما ح���دث معه وإن لم‬ ‫الدكتور بس���ام الطراس والدكتورة في علم‬
‫يفهمها‪ ،‬والطفل المعتدى عليه عندما يتذكر‬ ‫النفس الترب���وي روعة المش���رف وغصت‬
‫تفاصيل ما حدث معه س���ابقاً يحتقر ذاته‬ ‫القاعة بحضور شخصيات تربوية وثقافية‬

‫وعائلته‪.‬‬ ‫واجتماعية‪.‬‬
‫وتم التطرق لسلس���لة حلول عملية لتوعية‬ ‫اس���تهلت الن���دوة بالتعري���ف بالتح���رش‬
‫الطف���ل وحمايته من الاس���اءة تب���دأً بدور‬ ‫بالأطفال‪ ،‬وأنه عب���ث المراهقين والبالغين‬
‫الحكوم���ات وضرورة اس���تخدام ش���ريعة‬ ‫قولا وفع��ل�ا بالأطف���ال ذك���ورا وإناثا‪ ،‬أو‬
‫القصاص م���ن المعتدي على الطفل وصولاً‬
‫لتوعية الطفل والتمس���ك بالدي���ن وتعليم‬ ‫الاعتداء عليهم جنسياً‪.‬‬
‫الطف���ل كي���ف يتعامل مع الموق���ف وكيفية‬ ‫وذك���ر المحاضري���ن أن أس���باب الإس���اءة‬
‫الاستغاثة إذا ش���عر أن الموقف يدعو لعدم‬ ‫الجنس���ية للطفل عديدة‪ ‬ومنها الانحراف‬
‫الارتياح‪ ،‬وتعليم الطفل ما هي العورة وماذا‬ ‫الترب���وي وتع���رض الطف���ل اليومي لآلاف‬
‫المثي���رات والمقاطع الجنس���ية م���ن التلفاز‬
‫يحصل عند إساءة استخدامها‪.‬‬ ‫والهواتف‪ ،‬والإهمال العاطفي الذي يصنع‬
‫واختتم���ت الن���دوة بالإجابة على أس���ئلة‬ ‫جيل "أيتام التكنولوجيا" ويؤسس لشخصية‬
‫ومداخ��ل�ات الحاضري���ن الذي���ن طالبوا‬ ‫خاضعة خائفة يس���تغلها بعض الاشخاص‬
‫لاش���باع رغباتهم الجنسية‪ ،‬هذا بالإضافة‬
‫بتكثيف هذه اللقاءات‪.‬‬ ‫إل���ى خ���وف الأطفال م���ن أن لا يصدقهم‬

‫الكبار‪.‬‬
‫وقد تع���رض الدكتور‬
‫بس���ام الط���راس‬
‫للانتق���ادات الموجه���ة‬
‫عل���ى طرح مث���ل هذه‬
‫الموضوع���ات لأنه���ا‬
‫مخجل���ة عل���ى ح���د‬
‫تعبيره���م ومبالغ فيها‬
‫بعالمنا‪ ،‬ذاكراً أنه يجب‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪38‬‬

‫مــن ن�شاطاتنــا‬

‫ن�شاطاتجمعيةالنجاةالاجتماعيةفيطرابل�س‬

‫مس���ؤولة الجمعية الأس���تاذة رندة الزعبي‬ ‫• ن ّظم���ت جمعية النج���اة الاجتماعية في‬
‫ع ّرفت من خلالها دور و مه ّمة كل قسم من‬ ‫الش���مال لق���اءاً تعريفياً بالهيئ���ة الإدارية‬
‫الجدي���دة‪ ،‬وذل���ك ي���وم الجمع���ة الواق���ع‬
‫أقسام الجمعية‪..‬‬ ‫ف���ي ‪ ،2016/2/19‬ف���ي مجم���ع الإيمان‬
‫كما ش���ارك الأخوات بورش���ة عمل لوضع‬
‫أهداف ومش���اريع أنشطة للمرحلة القادمة‬ ‫التربوي‪...‬‬
‫افتت���ح اللقاء بت��ل�اوة من الق���رآن الكريم‬
‫وتأليف لجنة لكل قسم‪..‬‬ ‫للأخت ميس���اء الزاهد‪ ،‬بعدها كانت كلمة‬
‫واختتم اللقاء بالتوصيات وتوزيع الحلوى‪..‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪39‬‬

‫حديقة جنى‬

‫إعداد‪ :‬آمنة القيسي‬

‫تعلهملين‬ ‫ابتسمي معنا‬

‫• أن الصواع���ق أكث���ر حرارة من‬ ‫• الأول‪ :‬شو مشاريعك؟‬
‫الشمس بخمس مرات‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬بدي أتغدى!‬

‫• يس���اعد قش���ر الليمون على تحسين‬ ‫الأول‪ :‬شو مشاريعك المستقبلية؟‬
‫صح���ة العظ���ام لاحتوائه���ا‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫الثاني‪ :‬بدي أتعشى!!!‬

‫الفيتامين ‪ A‬و ‪ ، C‬الكالسيوم‪.‬‬ ‫• الأول‪ :‬لم���اذا نج���د الكي���وي أغلى من‬
‫• أن تن���اول ثم���ار الفواك���ه أفضل من‬ ‫البندورة؟‬
‫ش���راب عصيرها لأنه���ا تحتوي على‬
‫الثان���ي‪ :‬لأن البن���دورة جل���د والكي���وي‬
‫س���عرات حراري���ة أق���ل وألياف‬ ‫مخمل!!!‬
‫أكثر‪.‬‬
‫• المدي���ر‪ :‬لماذا أرس���لوك لعن���دي؟ ماذا‬
‫أقوال وحكم‪:‬‬ ‫فعلت؟‬

‫• الش���خصية القوي���ة لا تعن���ي أبداً‬ ‫التلميذة‪ :‬رميت وردة من الشباك‬
‫التلف���ظ بالألف���اظ الس���يئة فالقوة‬ ‫المدي���ر‪ :‬ب���س هيك بس���يطة م���ا بقى‬

‫حكمة وليست وقاحة‪.‬‬ ‫تعيديها!‬
‫بعد قليل أحض���روا له تلميذة مجروحة‬
‫• كل ح���دث س���يئ ف���ي حياتك فيه‬
‫لط���ف خفي قد لا يعجبك أو لا تتفق‬ ‫ومكسرة فسألها من أنت؟‬
‫مع���ه لكنه يبقى خيراً ل���ك لأنه ُقدر‬ ‫التلمي���ذة‪ :‬أن���ا وردة الت���ي رمته���ا من‬

‫لحكمة‪.‬‬ ‫الشباك!!!‬

‫• كن بس���يطاً تكن أجمل ولا تتصنع‬ ‫احزري معنا‪:‬‬
‫ش���خصيات من أجل أح���د‪ ،‬فمن لا‬
‫تعجبه ذاتك لا يستحق البقاء معك‪.‬‬ ‫• ماه���ي الس���ورة الت���ي لا تحتوي على‬
‫حرف الميم؟‬

‫• ماهي الأعراف؟‬

‫‪............‬‬

‫الإجابة‪:‬‬
‫‪ .1‬سورة الكوثر‬
‫‪ .2‬هي تلال بين الجنة وجهنم‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪40‬‬

‫ف ِّكر والعب‬

‫إعداد‪ :‬ألمى كمال‪Sudoku‬‬

‫«سودوكو» لعبة حسابية فكرية يابانية ويقال أنها صينية الأصل ‪ ،Sudoku‬وتعني كلمة سودوكو‬
‫باللغة اليابانية «الرقم الوحيد»‪ ،‬وتتألف اللعبة من مربع واحد به واحد وثمانون خانة‪ ،‬ويتعين على‬
‫اللاعب ملء هذه الخانات بأرقام (من واحد إلى تسعة) بحيث لا يتكرر الرقم الواحد في أي عمود‪،‬‬

‫أوفي أي مربع يتكون من تسع خانات‪ .‬ويتراوح مستوى اللعبة من سهل إلى صعب‪.‬‬

‫ح ّل العدد السابق‪:‬‬

‫جنى‬
‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م ‪41‬‬

‫لن أ��ستقيل من �أمومتي‬
‫بقلم‪ :‬أم أويس‬

‫"العيال كبرت" قلتها مرة وأنا فخورة بحصاد وأمومتي لبناتي وعائلتي الكبيرة في العمل‬

‫س���نوات من العم���ل الدعوي‪ ،‬ال���ذي كان الدعوي اللواتي واكبت على مدى س���نوات‬

‫طويلة نموهن وتط ّور أعمالهن‪ ،‬س���تعطيني‬ ‫من أهم إنجازاته الاستبش���ار بثمرات زرع‬
‫دفقاً من الحيوية التي أرقبها بعين البشرى‬ ‫استوى على سوقه‪ ،‬يعجب الزراع ويغيظ به‬
‫بمستقبل واعد مع جيل متخصص‪ ،‬يواكب‬
‫مه���ارات العصر الت���ي كانت ف���ي البداية ‬ ‫أعداء الإسلام والفضيلة والقيم‪.‬‬
‫كان العم���ل الدعوي في البداية يعتمد على‬
‫تنقصنا‪...‬‬ ‫بذور الخير المس���كونة ف���ي أغلب النفوس‪،‬‬
‫إنها س ّنة الحياة التي لا تتخلّف في التوريث‬ ‫وتنتظر من يرويه���ا ويبرزها ويؤ ّطر وعيها‬
‫وتس���ليم الراي���ة لم���ن يس���تطيع مواصلة‬ ‫الديني‪ ،‬وينفض عنها رواس���ب الجهل التي‬
‫تعيش���ها غالب المجتمع���ات‪ ...‬والتي طالما‬
‫الطريق‪...‬‬ ‫غاب عنه���ا أهمية دور الم���رأة في إصلاح‬
‫كان ل���ي حلم أن أس���لم الراية‪ ،‬والحب في‬ ‫المجتمع‪ ،‬ومشاركة أخيها الرجل في عملية‬
‫الله يجمع العام��ل�ات برباطه الوثيق‪ ،‬وكان‬ ‫التغيير نحو وعي إسلامي وأخلاقي‪ ...‬فقد‬
‫ه���و همي الأكبر ال���ذي حرصت على عدم ‬ ‫بدأنا مع مجموعة من الشابات ممن تو ّسمنا‬
‫فيه���ن الإيمان بهذا الدور‪ ،‬وق ّدمن من أجل‬
‫التفريط فيه‪.‬‬ ‫ذلك جهدهن ومهاراته���ن التي لم تصقلها‬
‫وأملي أن يحافظ الجيل الجديد على هذه‬

‫التجارب بعد‪ ،‬فبارك الله العمل‪ ،‬فاستعلى الأخوة المباركة التي تميزنا بها‪ ،‬وأن تجعلها‬

‫وتطاول فكان كالش���جرة التي أصلها ثابت َم��� ْن تخلفني في رأس أولوياتها‪ ،‬فما بارك‬

‫في الأرض وفرعها في السماء‪ ،‬تؤتي أكلها الل���ه جه���د الأوائل إلا بإخلاصه���ن وبقوة‬

‫رابطتهن في الله‪.‬‬ ‫كل حين بإذن ربها‪.‬‬

‫العيال كبرت‪ ...‬نعم وعين الأم ترقب بسعادة فإذا خس���رناها ف��ل�ا زرع يبق���ى ولا جنى‬
‫جنى زرعها تفخر به وتش ّد من أزره‪ ،‬وتمُ ِ ّده يثمر‪..‬‬
‫ُ بحكمتها وتجاربها‪.‬‬
‫إنها الأمانة المباركة فحافظن عليها وس ّدد‬
‫أمومتي يا سادة لن أستقيل منها فهي باقية الله خطاكن وأعانكن عليها‪.‬‬
‫بقاء حياتي‪...‬‬

‫العدد ‪ 263‬ـــ شباط‪ /‬فبراير ‪2016‬م‬ ‫جنى‬
‫‪42‬‬



‫ا ألمان والنظافة هما‬
‫من �أولويات �إدارة الح ض�انة‬

‫تابعونا على صفحة‬ ‫بيروت ـ بناية الناصر ـ ط‪1‬‬
‫مـقابـل مـستشفـى المقـاصـد‬
‫‪facebook.com/janacare‬‬
‫الدوام‪:‬‬
‫م�ن الإث�ن�ين إل�ى الجمعة م�ن الساعة السابعة‬
‫صباحاً وحتى الرابعة عصراً‪ ،‬ويوم السبت حتى‬

‫الساعة الواحدة ظهراً‬

‫للاستعلام الاتصال على الأرقام التالية‪:‬‬
‫‪03/579987 – 01/307647 – 01/741836‬‬