The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

النشرة - العدد الأوّل 2019: قد أكمل

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by editor, 2019-04-20 03:52:32

النشرة - العدد الأوّل 2019: قد أكمل

النشرة - العدد الأوّل 2019: قد أكمل

‫دراسات ومقالات‬

‫أ�َ�أاث ْلناتج َناتعيباا ًةه آلطعَلنيجوَىامماًبععاَ�أادَنلقامُماَ�أاع�ل ّلسْ��ًَّيصمساَن‪:‬مفُاعق‪�«،‬إِحطَوْلنللكِكُمكمَّن�ْنعسَكّلُيتٍم�َحلس َواَتب�َْأ�فَغس َْهّ�يغْسُ�دمِ‪،‬سل ُلِفوَريكل َميجَاف�لَليَْبيسهْ�ع‪ُ َ:‬كدس«» َخلَل(ا َْنكيد َوتمَم‪ْ.‬غ ِحع�لِنسهايَلذا‪َ3‬نِرأ�‪:ْ�ِ1‬جصج َل‪7‬اي)َّبٌ‪.‬يبَه�أ»واَبلً(دعامي!ن�ود»سي(محايحن‪�:‬أوا«ّ�‪3‬حَلن�‪ْ1‬صا‪:‬س َب‪83‬ت)‪.‬ط‪َ1‬ت‪:‬ر ْلع�‪َ8‬لق) ُ‪،‬دسم‬
‫ح ّذر الم�سيح بطر�س من �إمكانية خ�سارته لل َّن�صيب معه في ملكوت الله‪ِ ،‬من �إمكانية‬
‫خ�سارته لعمل ال�صليب في حياته‪ ،‬لا �ِس ّيما �أ َّن ال�ساعة قد �أتت ليتو َّجه الم�سيح �إلى‬
‫ال�صليب‪ ،‬إ� ْن هو �أ َ� ّص على ا ألعراف وا أل�صول لااجتماعية و َر َف�ض ِف ْكرة الم�سيح‬
‫الخادم الذي �أتى ليخ ُدم حاجة ا إلن�سان الروحية للخلا�ص بموته على ال�صليب‪،‬‬
‫وحاجات النا�س الج�سدية والنف�سية بعجائبه و�شفاءاته ال ُمتنوعة‪ .‬وعندما �سمع‬
‫بطر�س إ�جابة الم�سيح القا�سية‪ ،‬ت أ� َّكد �أنه لا ُبد أ� َّن هناك معنى ما �أ ْب َعد ِمن الحدث‪،‬‬
‫رج َل ْيه‪ .‬عندها َق ِبل‬ ‫ور�سالة أ�هم ِمن موقفه وعناده ب َر ْف�ضه ال�َّسماح للم�سيح ب َغ�ْسل‬
‫َف َق ْط َب ْل َ�أ ْي ً�ضا َي َد َّي‬ ‫َبو َرط�أْر�ِ�سسي �أ» ْ(نييوغ�حسنال ا‪3‬ل‪1‬م‪�:‬س‪)9‬ي‪.‬حورهكجلذايهبققباوئلل ًابلهط‪:‬ر�« َيسالل�َسم ِّي� ُدس‪،‬ي َلح ْي�فَسي ِرد ْوج َلر َّهي‬
‫المفاجئ هذا ك�س ّيد‬
‫خادم‪ ،‬ح�صل بطر�س على فرحة ال ُم�شاركة في ن�صيب ملكوت الله‪.‬‬

‫في عالم التربية والقيادة‪�ُ ،‬أ ْد ِخل حدي ًثا مفهو ٌم جدي ٌد ا�س ُت ِم َّد ِمن مفهوم ي�سوع‬
‫الم�سيح للقيادة‪ ،‬هو القيادة الخادمة (‪ .)Servant Leadership‬ي�ش ِّدد هذا المفهوم‬
‫الجديد على �أ َّن القائد والرئي�س في أ� َّية م�ؤ�َّس�سة تربوية هو َق ْبل كل �شيء خا ِدم‪ُ ،‬يق ِّدم‬
‫لجميع الذين يعملون معه مثا ًل في الخدمة‪ .‬فر�سالة القيادة الخادمة هي الر�سالة‬
‫التي أ�راد الم�سيح �أ ْن يو�صلها لتلاميذه في الما�ضي‪ ،‬ولنا اليوم‪ .‬في ال ّلحظات ا ألخيرة‬
‫ِقفقهابي َكُكللَذ‪ْ:‬امت«َأ�ِف�أَو َّوْينُّلُُتجكًا ِْْمهم‪َِ.‬فهَتْلَبْ�إَعي َْلللُك ُمىَْنموا َْلَلنن ُك�َأ�أَ� َْصمرَّالن َيَدُعر َأ�ْبَب�ؤ ًدْ�ناَلس ُيَاي« َعُءك(لاومنَُألّتن َل ِىتِفملي َايُ‪0‬ك�ُمْمس‪2‬ي‪:‬وذَ ُعده‪ِ5‬وظا َ‪2‬ين ًُلأمه‪-‬اْمه‪َ 7،‬فم َْلو‪2‬ياَي)ةْ‪.‬لُكُاع ْولنَظبق َلَقم ُ�كاوص َْلءموهَيَ َىتخا�هَلسِذدلَّلا ً ُمطخاود‪،‬و َ�مَنوضةَ َمعع َْلفن ْيمَ أ�يِفهَر ْاهمم‪َ.‬دلو ًََ�أفكملْوانَا ََتييج ُُاككدلوويل ًهدَُ‪،‬ننا‬

‫‪49‬‬

‫للخدمة‪ ،‬يتعا َر�ض مع المفهوم ال�سائد في مجتمعاتنا‪ .‬فنحن نظ ّن �أ َّن العظمة في‬
‫الت�س ُّلط على المراكز وال�سيادة على حياة النا�س‪ ،‬لكن الم�سيح يقول‪َ « :‬فل َا َي ُكو ُن ه َك َذا‬
‫ِفي ُك ْم»‪ .‬فالعظمة بمفهومه‪ ،‬ومفهوم ملكوت الله‪ ،‬هي في الخدمة في غ�سل أ�رجل‬

‫النا�س‪.‬‬
‫�إ َّن دعوة الم�شاركة في حياة الم�سيح هي أ�ي ً�ضا دعو ًة للم�شاركة في الخدمة‪.‬‬
‫ول أل�َسف يحلو للبع�ض أ�ن يف�صل َب ْي الدعو َت ْي‪ ،‬لك َّنهما وجهان ل ُعمل ٍة واحدة‪.‬‬
‫ويرغب البع�ض �أ ْن ي�ش ِّدد على الخدمة و ُيهمل الم�شاركة في ي�سوع الم�سيح‪ .‬فالكثير‬
‫من الم ؤ��َّس�سات الم�سيحية الخيرية ان َط َل َقت تاريخ ًّيا من دعوة الم�سيح للخدمة‪،‬‬
‫كال�صليب الأحمر وغيرها من الم ؤ��َّس�سات‪ ،‬والله يبارك هذه الخدمة‪ ،‬لكن لاح ًقا‬
‫َف َ�صلت هذه الم�ؤ�َّس�سات َب ْي الدعو َت ْي‪ ،‬فال َت َز َمت بالخدمة و�أ ْه َملت الإيمان بي�سوع‬
‫الم�سيح‪ .‬وقد قال أ�حد اللاهوتيين‪« :‬عندما ُ َت�ِّسد جماعة الإيمان محبة الم�سيح‬
‫بخدمتها ل آلخرين‪ ،‬فهي لا تك�شف فقط عن حقيقة هوية ي�سوع الم�سيح‪ ،‬لك َّنها تخلق‬
‫هوية جديدة لها‪ .‬هوية ت ؤ�كد �أ َّن الم�شاركة في حياة الم�سيح تقت�ضي الم�شاركة في‬

‫خدمة ا آلخرين»‪.‬‬
‫م َّما لا �َش َّك فيه أ� َّن ق ّ�صة َغ�ْسل الم�سيح أ�ر ُجل تلاميذه الذين �أح َّبهم إ�لى المنتهى‪،‬‬
‫�سيبقى لها �أثر عميق و ُم ّيز ُي�شير إ�لى عظمة وتوا�ضع �إلهنا ومخ ّل�صنا ي�سوع‬
‫الم�سيح‪ ،‬الذي قام بهذا العمل العظيم‪ ،‬ومن ثم تو َّجه �إلى ال�صليب‪ .‬لكن ما وراء هذه‬
‫الق�صة در�ًسا روح ًيا أ�راد الم�سيح أ� ْن نتعلمه جمي ًعا‪ ،‬هو �أ َّن العظمة الحقيقية بح�سب‬
‫مقايي�س ملكوت الله هي في خدمة النا�س بتقديم ي�سوع الم�صلوب لهم ر ًّبا و ُملِّ ً�صا‬

‫وخدمة احتياجاتهم‪ ،‬لا �س ّيما الفقراء والمحتاجين منهم‪� .‬آمين‬

‫‪50‬‬

‫درس كتاب‪4‬‬

‫�سفرميخا‬
‫�سفرناحوم‬
‫�سفرحبقوق‬

‫مقدمة إلى أسفار‬
‫العهد القديم‬

‫الحلقة التا�سعة والع�شرون‬

‫الق�س د‪ .‬هادي غنطو�س*‬

‫ُمق ّدمة إلى سفر ميخا‬

‫لااثن ّي ع�شر‪،‬‬ ‫هذه رحلتنا مع أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار �أو �سفر‬ ‫حلقتنا‬ ‫ُنتابع في‬
‫ب�سفر ميخا‪.‬‬ ‫الحلقة بدرا�سة ثلاثة �أ�سفار ِم ْن بينها‪ُ ،‬مبتدئين‬ ‫في هذه‬ ‫حيث �سنقوم‬

‫وميخا هو ال�سفر ال�ساد�س بين أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار بح�سب الترتيب ال ُمعتمد في‬
‫ترجمة فاندايك‪ ،‬في ا ّتبا ٍع وتب ٍّن لموقعه في الن�سخة الع ْب ّية للعهد القديم‪ ،‬في حين‬
‫�أنه ي أ�تي ثال ًثا (بعد هو�شع وعامو�س) في الن�سخة اليونان ّية ال�سبعين ّية للعهد القديم‪،‬‬
‫والتي ُتعيد ترتيب أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار‪ ،‬كما ر أ�ينا في الحلقة لاافتتاح ّية ل ألنبياء‬
‫ال�صغار‪ ،‬ب�شك ٍل يتما�شى مع التاريخ التقليدي‪ ،‬الذي ِم َن ال ُمفتر�ض �أ ّنه قد ت ّمت فيه‬

‫كتابة ك ّل �سف ٍر ِم ْن تلك الأ�سفار‪.‬‬

‫ويعتمد التاريخ التقليد ّي لكتابة ميخا على عا ِم َل ْي أ��سا�س َّي ْي هما‪ :‬ال�سفر نف�سه‪،‬‬
‫ولْلْا ُاُالإوُن�َروش�ِْادش‪:‬رِت إِ�ة َّيَّانلَتمَنِ�وَّبص أ�َ ْهج َِيو ْودف َةَأ�ن َّيلُاتمِْفميَل َُخححا َز َاكِقل ََّينحابْق َّلمي ِل َِفوك َتيَي ِإ��ُهصرويمَُرذاي‪،‬أُ�ا‪.‬وَو ُرفَك��إََّلشرَِلميم ُُكيماِّل ِخ�‪َ َ6‬شر‪ًْ2‬بع‪:‬ا ِب‪َ8‬و َي‪ُ َ1‬جه َُبتو َُْعلذاِلا َْنلق َبا ِْيمئالِ ًتا‪:‬يل�َشهيَوَ‪:‬كا َذِ«ام ِ�إ ََخَّقنا َوَِلم ْعي َرٍرَخُّ»‪.‬با‬
‫هذه الإ�شارة �إلى ميخا في إ�رميا‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى بع�ض العنا�صر في �سفر ميخا نف�سه‪،‬‬

‫هي ما نعرفه ع ّما ُيفتر�ض أ�نه حياة ميخا‪ ،‬ال�شخ�ص‪ .‬وبح�سب إ�ر ‪ 18 :26‬و�سفر ميخا‬

‫*م�أتمخين�ص��سرصلفجيناةلاعل�هشد ؤ�اولقندايلمكن�س ّية والروح ّية‪ ،‬راعي الكني�سة ا إلنجيل ّية الوطن ّية في منيارة‪ ،‬دكتور‬

‫‪52‬‬

‫درس كتاب‬

‫نف�سه‪َ ،‬ف ِمن ال ُمفتر�ض �أ ّن ميخا‪ ،‬ك�شخ�ٍص‪ ،‬كان فا ِع ًل في يهوذا في فتر ٍة امت ّدت ِم ْن‬
‫قبل �سقوط ال�سامرة في �سنة ‪ 720‬ق‪.‬م (ميخا ‪ ،)7-2 :1‬وخلال حكم ملوك يهوذا‬
‫يوثام (‪ 735-742‬ق‪.‬م) و�آحاز (‪ 715-735‬ق‪.‬م) وحزقيا (‪ 687-715‬ق‪.‬م)‪،‬‬

‫وبالتالي‪ُ ،‬معا�ص ًرا لإ�شعياء في الن�صف الثاني للقرن الثامن قبل الميلاد‪.‬‬

‫نظرة أدب ّية‬

‫ُيعتبر الن�ّص ال ِعبر ّي ل�سفر ميخا ِم ْن بين أ��سو أ� أ��سفار العهد القديم‪ِ ،‬م ْن حيث نوع ّية‬
‫الن�ّص الذي و�صلنا في المخطوطات القديمة التي ت ّم العثور عليها حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫ورغم أ� ّن بع�ض �أجزاء الن�ّص لا ُتعاني ِم ْن أ� ّية م�شكل ٍة‪� ،‬إ ّل �أ ّن �أجزا ًء �أخرى منه ُمد ّمر ًة‬
‫بطريق ٍة كبيرة؛ الأمر الذي ُيجبر دار�سي ال�سفر على لاا�ستعانة بالترجمات القديمة‬

‫لل�سفر‪ ،‬كالن�سخة اليونانية ال�سبعينية والترجمة ال�سريانية وغيرهما‪.‬‬
‫ِم ْن جه ٍة ُ�أخرى‪ ،‬يقترح الباحثون ِع ّدة طر ٍق لتق�سيم ال�سفر وبناء ُب ْن َيته الهيكلية‪.‬‬

‫حيث يمكن تق�سيم ال�سفر بح�سب الموا�ضيع التي يتعامل معها على ال�شكل التالي‪:‬‬

‫‪53‬‬

‫‪ . IX‬خ ّطة الله (‪)13 -6 :4‬‬ ‫ال ُمق ّدمة الافتتاحية (‪)2 -1 :1‬‬ ‫‪. I‬‬
‫‪ . X‬حاك ٌم موعو ٌد ِم ْن بيت لحم (‪)5 -1 :5‬‬ ‫دينون ٌة �ض ّد ال�سامرة و�أور�شليم (‪)7-3:1‬‬ ‫‪. II‬‬
‫‪. III‬‬
‫‪ . XI‬خلا�ٌص ودمار (‪)15 -6 :5‬‬ ‫حز ٌن ورثاء (‪)16 -8 :1‬‬ ‫‪. IV‬‬
‫‪ . XII‬دعوى الرب �ضد �إ�سرائيل (‪)8 -1 :6‬‬ ‫خ ّطة ا إلن�سان وخ ّطة الله (‪)5 -1 :2‬‬ ‫‪. V‬‬
‫‪. VI‬‬
‫‪ .XIII‬إ�ثم ا�سرائيل وعقابها (‪)16 -9 :6‬‬ ‫الأنبياء الكذبة (‪)11 -6 :2‬‬ ‫‪. VII‬‬
‫‪ . XIV‬معاناة إ��سرائيل و َمْ أ��ساتها (‪)7 -1 :7‬‬ ‫وع ٌد بالخلا�ص (‪)13 -12 :2‬‬ ‫‪. VIII‬‬
‫ت أ�ني ٌب للقادة وللأنبياء (‪)3‬‬
‫‪ . XV‬وع ٌد بقيام إ��سرائيل (‪)13 -8 :7‬‬
‫‪� . XVI‬صلا ٌة وت�سبيح (‪)20 -14 :7‬‬ ‫جبل الرب (‪) 5 -1 :4‬‬

‫في حين يقترح �آخرون تق�سيم ميخا �إلى أ�ربعة مقاط ٍع �أو �أجزا ٍء‪ :‬ميخا ‪:2-2 :1‬‬
‫يينتب�عض ّممننتن�اصلواًباحباليلنه‬ ‫‪14 :5-9 :4‬؛ ‪20 :7-1 :6‬؛ ك ّل جز ٍء منها‬ ‫‪8 :4-1‬؛‬ ‫‪13‬؛ ‪:3‬‬
‫حيث الكارثة هي نتيجة للخطية‪ ،‬والرجاء‬ ‫والرجاء‪،‬‬ ‫الكارثة‬
‫الذي‬ ‫لااحتراف ّي‬ ‫التحرير ّي‬ ‫العمل‬ ‫تظهر‬ ‫الأجزاء ترتبط ببع�ضها بطريقة‬ ‫ونعمته‪ .‬وتلك‬
‫ميخا خلال رحلة كتابته‪.‬‬ ‫خ�ضع له �سفر‬

‫الهيكلية التالية‬ ‫آ�الخلاروهونت ّيباة؛قتلارااقحتررا�حسمواالل ُببننييةة‬ ‫الوقت الذي يقوم فيه باحثون‬ ‫في‬
‫ال ّل َذ ْين �سنتعامل‬ ‫وذلك اعتما ًدا على وجهة النظر‬ ‫لميخا‪،‬‬
‫معهما في درا�ستنا اللاهوتية لل�سفر �أدناه‪:‬‬

‫‪� 1‬إعلان مجيء الموت والدمار (ميخا ‪)1‬‬

‫‪ 2‬ف�ساد ال�شعب (ميخا ‪)2‬‬

‫‪ 3‬ف�ساد القادة (ميخا ‪)3‬‬

‫‪� 4‬إعلا ٌن لم�ستقب ٍل باهر (ميخا ‪)5-4‬‬

‫‪ -3‬ف�ساد المدينة والقادة (ميخا ‪)6‬‬

‫‪ -2‬ف�ساد ال�شعب (ميخا ‪)7-1 :7‬‬

‫‪54‬‬

‫درس كتاب‬

‫‪ -1‬إ�علان للخلا�ص من الموت والدمار (ميخا ‪)20-8 :7‬‬

‫اِققول َببكّ�لصبأ�حاةي�مرس‪،‬يً�مضبواخاه�إامراِجمالهْإ�من‪6‬ةرو‪2‬رب‪:‬مو�ييشاج‪8‬نتهو‪ 1‬إ�مةي‪،،‬ي�اشففلخع�إناييّنا�أظو ّاءير‪.‬نلاباممفلوالأكءكلدمةمبال ّيحمذكزةي‪،‬كقخيرحاانزه‪.‬اانقاأ�لوي ُماعك‪.‬هعلللااينكرهة‪،‬قّتنبُّت�فاتص�لشيٌةطيكلرتاالب�إل�إنيرك�بنشاوا‪6‬لءرمم‪2‬ة‪:‬ةوياتلخ‪�8‬أجهاتا‪1‬ه�إةيوفلَنيفِىبه َّيي�نْسي�إبفرإ�يورمءع ِيلمةماايَنُمنفخاعايلدلأنن�ينسةفنبي�وِياسمناهٍْءنق‪.‬ة‬
‫م�شروطة؛ ا ألمر الذي يجب �أن ُنح ّذر ِم ْن �أ ْن ُن�سقطه على �سفر ميخا نف�سه‪ ،‬والذي كما‬
‫�سنرى أ�دناه هو �سف ٌر ُت�سيطر فيه نعمة الله في مواجهة الدينونة ال ُم�ْستح ّقة‪.‬‬
‫ا َيوول أ�لقوَاتد َحويييقُكفأ�ادويم�ُبنناليًفلنَصم�بهاِْنسممِااحُْينلثْروإ�وِهع�قشنُيبتع‪،،‬بيمتافيَألقء�إدَّ�أخّننياو َمفم َم‪4‬ميف‪َ :‬رنرخا‪:�ِّ4‬بمضيّ‪4‬ي‪«:‬لْا َبخ ٍُاا‪ْ1‬تلُن�أ‪-‬وَُيوِد‪ْ4‬جمَمِتلتم َ�لُكنسَّلطفوَاٍمةمَب»ن‪،‬لق�تصةُكو‪،‬دفا ُّ�لرلتستقيَُورراييِملًبذحتاٍالدل‪،‬يك َفوإلا ْت�لجشعتَدتعنطياَمالكباقْءراا َقمثب‪ِ2،‬تن‪:‬لِهي�سل‪2‬ن َ‪.‬ووها‪َ-‬اءو‪ْ4‬تل�أ‪،‬ف َكّتينوان�إاِلت�لفييناَبشن ِترق�ِّه‪2‬ق‪،‬ىص‪.‬‬
‫ذلك‬ ‫أ� ّن‬ ‫غير‬ ‫ا ألخرى‪.‬‬ ‫ح�ساب‬ ‫لفلرتط� ّضو ّيرةابلأيدنب تيللك ألالدفرب ا�لضنّيباوتي‪.‬على‬ ‫من ال�صعب اختيار �أي‬
‫التطابق ُيق ّدم نموذ ًجا‬

‫نظرة تاريخ ّية‬

‫العانب�كشيمواك�تذشن ّبكخأ�ر�نفاصيأ�‪ .‬اعولللناكه�‪،‬صنفكفااملالنثذظارنكةيرانللالتقفقرلييندا ّحيللةثقاالممتين�خسقااببلكقااةنل‪،‬متيفل�إتا ّفندت‪،‬ارلفن�بيضيفبتف�أر ٍيةنكممتيعاابخنا�ااصالرل ٍ�ةمشقلإخد���شسعصياهقدوء‬
‫ا�لستف أ�رليولفي�واسلت�شحخري�رص‪،‬قبولق�أدنمتّربلتغت�قشركيل ًبهاا الجنمهياعئ�أي�سافلاذريالنععهردفاهلاقدعيلمي اهل ُفميختكلتفاةبنبارالحلمةقد�مسن‬

‫اليوم‪.‬‬

‫ا�لسكفاررمثيةخواالقردجاخء‪�،‬ضكعملاعيملظ ّيهةرتفحيرلياارقِبتَيرٍدا ُح املتثرافن ٍةي‬ ‫فكما ذكرنا أ�علاه‪َ ،‬ف ِمن الوا�ضح �أن‬
‫جعلت من ال�سفر مجموعة من �إعلانات‬

‫‪55‬‬

‫ت�صاعد ٍّي وتنازل ٍّي‬ ‫لملتبننايةظرالبهيينكليخةطليلئ�سةفارل أ��شععلابه‪،‬و أ�وخلاو��ضصعالتلهل‪،‬هك ُبمْنايةي ُظمتهدر ّرفجيةالبب�شنيكةٍل‬
‫الهيكلية اللاهوتية‬ ‫التي قدمناها في لااقتراح الثالث �أعلاه‪.‬‬

‫أ�ت ّ�أنلايلوف�َيسه ْ‪.‬عف َترفبرييتا�ألكلعلدافي أ�دلأ�محصولنا ًاالل‪،‬بمانمحنثثلايالثنم�أة�س�أنتجتحزيكارءلا �أرتواحل َددم ّيرعدوبتةثاللارلث�يسةخمامعلرامفريححلل‪:1‬ةما‪2‬نل؛تال‪3‬ي‪:‬توح‪1‬ر�ويصر‪6‬ل‪ :‬فخ‪1‬لي ُاته�الشايرلر��إسحللفرىة‬
‫اإ�فللعيىهمد�رصايلحقغلدتةيهمم‪،‬وا�قشبدكعلدمهاّرال�لبسنربهاحي‪.‬لئ ٍَّيةكْميطا‪،‬و أ�يوّنل�إ ٍهةنممكناناانللوتامحن�رضايلحرو أ�اوان�لض�تسح�أفلأ�رينمف�‪،‬يسفخورلا‪،‬ا أ�ميييبلً�خضاغ‪،‬ا�شكككغغلييهررههالنممهننا أ�أ�ئ��سسيفف�إاالرار‬

‫العهد القديم‪ ،‬مكتوب من وجهة نظر أ�ور�شليم ويهوذا‪.‬‬

‫نظرة لاهوتية‬
‫معنى ا�سم ميخا والذي هو �صيغة مخت�صرة لميخائيل هو «من مثل (الله)»؛ وهو‬
‫(مي ‪ ،)18 :7‬والذي ُيختتم به‬ ‫االللل���سسش ؤ�فعارلب‪.‬فايلأ�إ�سعالا�سٍنيلافهيو�تس ٍّفيرعمظيي ٍخما ِ‪َ :‬ل«نَم ْنهو ُاه َولإِ�إلله ٌهالِمذ ْث ُلي َكي‪..‬د‪.‬؟و»ر‬
‫حوله �سفر ميخا و ُيعلن كلمته‬

‫حيث �أنه مما لا �ش ّك فيه ب�أن عظمة الله هي مفهوم �أ�سا�سي في ميخا‪ .‬فالله هو «‪...‬‬
‫ا ِ�َس ألَ ِّفيْرِد ُم�ُِْنكضَِّل‪،‬حاَد ٍَفرَألَت ْرُ«ذو(�ِ ُ‪1‬ضب‪»:‬لْ‪ِ (3‬ام‪َ -‬بيا‪)ُ 4‬ل‪3ْ َ :.4‬ت َت‪ُ 1‬ه)‪ ،،‬ا َول َذت ْن�يَش«ُّ‪.‬ق‪..‬ا ْلَيِو ْْدخ َُرياُج ُن ِم َكْنالَم�َّشَك ْام ِِنع ِه ُقَوَّد َاي َْنم ِزا ُلل َّن َاو َِر‪ْ.‬ي�َِشكايْ َل َاع َلِءىلْ�َُاشْن َوا َ� ِصم ِِّبخ‬
‫�أا َيلممل َطعهال�إِمبوبلهاِعطهلارَرظلكير»مّقبةٍ(ةبامفل�لمسييهلنيب‪6‬امط‪:‬ارلةإل‪.‬ني‪8‬ن�)ق�ف‪.‬سسةبباةحتن�لعسما�سيبمولخهماىيت«مخ‪..‬جاع‪،.‬عاأَ�ال ْلآنلإالنَخت��شرس ْ�ايعص َنننب َع ُمفمدلْيط َعاا َّرولَّقًبحالأَومبُنةأ� ِتُّينوَّب�يعصالدعلايَّرحل�ةْحشط َموراَةيح‪�،‬يقساَهتو ًةَقتوا�ُْمسيمُلقكةَّد‪.‬كو�سُنفمًةَتم‪،‬مَاو�اوسايِلؤ��ضذعو ًبًعاليد‬

‫‪56‬‬

‫درس كتاب‬

‫ولذلك‪،‬‬ ‫فظلعمظامةإلنا�لسلاهنوملأ�سخ�ؤيوهل ّياةلإان�لإسنا�سنا (نمهيما‪ُ :2‬مر‪1‬ت‪-‬كز‪11‬ك؛ ّل‪6‬ل‪:‬اه‪9‬و‪-‬ت‪6‬م‪1‬؛يخ‪7‬ا‪.:‬‬ ‫وبالتالي‪،‬‬
‫‪،)7-1‬‬ ‫فميخا يدين‬
‫مع التركيز ب�شك ٍل خا�ٍّص على م�س ؤ�ول ّية القادة (‪ .)3‬و َي ْع َتبر ميخا �أ ّن ذلك ال ُظلم هو‬
‫اولبتالح ّتدالييا‪،‬لاحل�قسيبق ّبياللرعئظي�مسةياللله‪،‬جلوابلدكي�نسورناةلاحلقلهي‪.‬ق ّي لم�س�ؤول ّية ا إلن�سان �أمام تلك العظمة‪،‬‬

‫لف�شيعلفبلكهكنبهمِام‪َ .‬حنفّبابةل ُحمو�هرس ّمبحأ�امْنلةب ُننذليلاةكِاحاللظإلال ُههه‪،‬نوااتل�أيت ّةنيارللت�هسايالهقة ّديممينكالخمهاةااهلف َفيي اْ�رلص�نلس‪،‬اظلرو ٌةةتادَتورلأتردببديطيةنفأ�وينعهلةااالهدله(يانلووننعمدةاوالذلتلههج‬
‫اولاثلاقلادثةل‪،‬لبونتيكةوانلهليهكملاياةل)‪،‬كل ُتم�ةسيالطنرهامئيح ّةبةفاليلهمووارجحهمةتاهلمووت�تسووادلادنمافر‪.‬ي وجه ف�ساد ال�شعب‬

‫(مي ‪ ،)1‬و ُيق ّدم ذلك الموت والدمار‬ ‫حيث يبد�أ ال�سفر ب إ�علان مجيء الموت والدمار‬
‫‪ .)3‬وي�ضع ال�سفر في مركزه �إعلا ًنا‬ ‫كنتيج ٍة لف�ساد ال�ّشعب (مي ‪ )2‬وف�ساد القادة (مي‬
‫ل ُم�ستقب ٍل باه ٍر يبنه الله للبق ّية الباقية في و�سط ذلك الموت والدمار‪ ،‬ورغ ًما عن‬
‫ذلك الف�ساد (مي ‪ .)5-4‬لك ّن ال�سفر ُيعلن أ� ّن ا إلن�سان ي�ستمر ب�إ�اصرره على رف�ض‬
‫التجاوب مع مح ّبة الله ورحمته‪ ،‬ف ُي ؤ� ّكد على ا�ستمرار ف�ساد القادة (مي ‪ )6‬وال�شعب‬
‫(مي ‪ )7-1 :7‬على ال�سواء‪ .‬لكن ورغم ذلك ف�إ ّن الإعلان النهائي في ال�سفر هو �إعلان‬
‫وا�ستمراره برف�ض‬ ‫الحتييث تين�أتت�يص ارلإعلعلىا �نشا ّرلانهإلانئ�سيانفيوتمعيّنتخها‬ ‫للخلا�ص بف�ضل محبة الله‬
‫ك�إعلا ٍن للخلا�ص‬ ‫الله والتجاوب مع محبته‪،‬‬
‫من الموت والدمار الذي ي�س ّببه ف�ساد الإن�سان (مي ‪.)20-8 :7‬‬
‫ال��لاششعه�هصابووودهتِمرةأ�ّ َيةنمماياثبلتلماُما�الحثّشدفلاةرخنتةل�إايلع َلقإلكلنْةييانمامظااالرنت ُأ�نتنديانلرايومّكتلهي�أعوخ ّلخذتنااياهقةلياتتخنل�اع�شيضاظقب ّمياةهلمندلوهةًة‪:‬ط�ووصرفلو�أيهف ّرقويهًًةةئلمةتنم(اآ�عمُ آ�اّايلزمملّل‪1‬لةافن‪-‬ايهج‪2‬ونًدم)ات‪(،‬عليه‪6‬د‪:‬اهاذلعه‪1‬هو�صاي‪-‬ىلحبي�‪8‬يصرط)‪.‬حورفيرعلوقةهتهةات�أواه�لولضايرّلبم إ��أتبنزعاخلترم�الضنكدانى‬
‫بقيم ملكوت الله‪ .‬وثان ًيا‪ُ ،‬تعلن تلك ال�صورة �أن الله هو المبادر في علاقتنا به و أ�ن تلك‬

‫‪57‬‬

‫العلاقة تعتمد على عمل الله في حياتنا ولي�س على ا�ستحقاقنا نحن أ�و ما نفعله نحن‬
‫( آ��آ ‪ .)5-3‬وبالتالي‪ ،‬بكلمات �أخرى‪ ،‬يعلن ميخا �أ ّن علاقتنا بالله هي علاقة نعمة تعتمد‬
‫على �شخ�ص الله ومحبته ورحمته‪ .‬و�أخي ًرا‪ُ ،‬تعلن تلك ال�صورة والدعوى التي يرفعها الله‬
‫اول�تمضدميا�ريش�عسجبابهتأ�ع ُنمبرعن ّيقهنواة إ�م‪،‬عبولأ�ها ّاًننافِمليقايهماوو�اتسًّيجاهعلةعاظقميتحًنمبااة آ�باالخلللرهه‪،‬ووونإ�يهعمومات�أنهّننالهابايه�سلوتيا�لسجتازتباةممانلاج ّر�بصدتالحليكتزاحالةمعالبلاموقظةحايدههوةر‬
‫ليح�ولسناد(ر�آ�آج‪6‬ة‪-‬تد‪ّ)8‬ي‪.‬ننا‪ ،‬ولكن مقدار التزامنا بالحق والرحمة في علاقتنا بكل من وما‬

‫خاتمة‪ :‬رسالة ميخا لنا اليوم‬
‫يدعونا لن�ضع الله‬ ‫�أوّو ًُملرلتافك�يزش ّكححيبيا�أاتتّننناا‪،‬مفيويخن أ�ات ّييج ّن�حشمبيل�أٍءرن�آ�سنخا�رلس‪ً ،‬ةمفللحاي�هألسو ّ إ�تي ّلي ً�هةشمهيثٍاء ّلم�آاًةلخللهر‪.‬نا�أ انلييوحم‪ّ .‬لفامل�حسّلفه‪،‬ر‬
‫أ�و �أن ن�ضع ثقتنا‬

‫وميخا يدعونا لندرك عظمة الله وم�س�ؤول ّيتنا كم ؤ�منين به‪ ،‬ولندرك أ� ّن عظمة الله‬
‫ر�سالة‬ ‫الفائقة‪ ،‬التي لنا بها وحدها رجاء‪ .‬وتلك‬ ‫ونعمته‬ ‫�أل�نساا ا�ًسلايوعملىفيم احل ّب�ةشراللقه‬ ‫ترتكز‬
‫الكلمة‬ ‫حيث ُيق ّدم ميخا لنا ر�سالة رجا ٍء ب�أ ّن‬ ‫الأو�سط‪،‬‬ ‫ها ّمة‬
‫النهائية هي لخلا�ص إ�لهنا‪ ،‬ولي�س للموت والدمار والدينونة‪.‬‬

‫لك ّن ميخا يدعونا لنرى تلك المحبة والنعمة على �أ ّنها في نف�س الوقت تتح ّدانا كيما‬
‫بت أ�عتنبرنعيط�ريشقةحيتاعةامنللنتازممعفيهاها�شبامهحداًّب �أة�سكال�سيمًانلموقمداارحتوجلاناو‪،‬بنبامامعفيمذحلبكة‬ ‫معها‬ ‫نتجاوب‬
‫والتي‬ ‫الخليقة‪،‬‬
‫الله ونعمته‪ .‬ويدعونا ميخا لندرك �أ ّن التزامنا بعلاقة مح ّبة وم�س�ؤول ّية تجاه الآخرين‬
‫دومايعلننيخلةى‪.‬يقفواةرههوغوةنمففا�اسقيداعةلكم�لومسقعمنفاقداهالارذ‪،‬اليوتي�زاسحيّذمقنراونامبعيمل�ياسقوختاعنامببنعادللمهعغ‪ّ ،‬دبوةةلايقل�ر�سوسقنومبجطتّربفد ّناييلهتفزافخ اميلناقهيباجممومامبرهه�اسعابللىات‬
‫الكتبة والفري�سيين (مت ‪.)23‬‬

‫‪58‬‬

‫درس كتاب‬

‫ُمق ّدمة إلى سفر ناحوم‬

‫ال�سفر التالي بين أ��سفار الأنبياء ال�صغار هو �سفر ناحوم‪ ،‬والذي ي أ�تي في‬
‫المركز ال�سابع بين ا أل�سفار لااثني ع�شر �سواء بالن�سخة العبر ّية �أو الن�سخة اليونان ّية‬
‫ال�سبعين ّية‪ ،‬حيث أ�ن ترتيب الأ�سفار لااثني ع�شر ي�صبح ُمتماث ًل بين ال ُن�سختين ابتدا ًء‬

‫من ناحوم‪.‬‬
‫المقدمة لاافتتاحية لل�سفر ُتعلن ب�أ ّن ال�سفر هو «وح ٌي على نينوى‪� .‬سفر ر ؤ�يا‬
‫ناحوم ا أللقو�شي» (‪ ،)1 :1‬وذلك لااعلان هو ا إل�شارة الوحيدة في ال�سفر‪ ،‬وفي العهد‬

‫‪59‬‬

‫القديم ب أ��سره حول ناحوم‪ ،‬ال�شخ�ص‪ .‬فخارج الكتاب المقد�س‪ ،‬ا�سم ناحوم‪ ،‬والذي‬
‫يعني «راحة أ�و تعزية» كان ا�س ًما �شائ ًعا في المنطقة‪ .‬لكن لي�س هناك �أ ّية معلومة‬
‫عن �شخ�ص النبي ناحوم‪� ،‬أو ح ّتى عن المكان الذي ِم َن المفتر�ض �أنه ي أ�تي منه‪،‬‬
‫أ�لقو�ش‪ ،‬والذي لا يمتلك الباحثون �أ ّي معلومة لتحديد مكان وجوده‪ ،‬على الرغم من‬
‫المحاولات العديدة التي قام بها الباحثون‪ ،‬دون �أي نتيجة موثوقة لتحديد موقع‬

‫مثل هكذا بلدة‪.‬‬

‫نظرة أدبية‬

‫حيث ُم�ستواه ا ألدب ّي وال�شعري‪.‬‬ ‫ِم ْن‬ ‫واحترا ٍم َكبي َر ْين‬ ‫بتقدي ٍر‬ ‫يتم ّتع ناحوم‬
‫ا ألعمال ال�شعر ّية في العهد القديم‬ ‫�أه ّم‬ ‫ُيعتبر ناحوم ِم ْن‬ ‫الأدب ّية‪،‬‬ ‫ف ِم ْن وجهة النظر‬
‫ب أ�كلمه‪ .‬و َيعتبر العديد من الباحثين أ�ن ال�سفر قد ُكتب ل ُي�ستعمل بطريق ٍة ليتورج ّية‬
‫في العبادة ولااحتفال‪ .‬ولا يقت�صر ال�شعر في ناحوم على الق�صيدة المكتوبة بنمط‬

‫ال (‪ )acrostics‬في بداية ال�سفر (‪ ،)9/8-2 :1‬ولك ّن ال�سفر ب أ�كمله مكتو ٌب بطريق ٍة‬
‫�شعر ّي ٍة رفيعة ج ًّدا‪.‬‬

‫فال�ِس ْفر يتم ّتع‪ ،‬باللغة العبرية طب ًعا‪ ،‬بهيكل ّي ٍة أ�دب ّي ٍة �شعر ّي ٍة لا ُياثله فيها في‬
‫الكتاب ال ُمق ّد�س إ� ّل �سفر ن�شيد ا ألن�شاد‪ .‬فهو ُمق�ّسم �إلى ِن�ص َف ْي ُمت�ساو َي ْي تما ًما‬
‫من حيث عدد الكلمات والعبارات وا ألبيات والمقاطع ال�شعرية مع المركز في نا‬
‫‪ 11 :2( 10 :2‬بح�سب الن�ص العبري) « َف َرا ٌغ َو َخل َا ٌء َو َخ َرا ٌب‪َ ،‬و َق ْل ٌب َذا ِئ ٌب َوا ْر ِت َخا ُء‬
‫ُر َك ٍب َو َو َج ٌع ِف ُك ِّل َح ْق ٍو‪َ .‬و�َأ ْو ُج ُه َج ِمي ِع ِه ْم َ ْت َم ُع ُح ْم َر ًة»‪ ،‬والتي يعتبرها الباحثون‬
‫تلخي ً�صا لك ّل ال�سفر في ر�سم دمار نينوى‪ ،‬وبالتالي تلعب دو ًرا مركز ًّيا في نقل‬

‫محتوى ور�سالة ال�سفر ككل‪.‬‬

‫تلك ال ُبنية ال�شعر ّية الهيكل ّية ال ُمم ّيزة �ساهمت في الحفاظ على ن�ص ناحوم‬

‫‪60‬‬

‫درس كتاب‬

‫باللغة العبر ّية‪ ،‬وفي و�صوله إ�لينا ب�شكل �سليم إ�لى حد كبير ج ًّدا‪ ،‬كما هو الحال مع‬
‫�سفر ن�شيد الأن�شاد‪ .‬فم ّما لا �شك فيه ب أ�ن لاا�ستخدام الليتورجي المو�سيقي ال ُمغ ّنى‬

‫لل�سفر جعل الحفاظ على �صيغته الأ�صلية �أم ًرا أ�كثر �سهولة‪.‬‬
‫وكما ذكرنا �أعلاه‪ ،‬يتم ّيز الجزء الأول من الإ�صحاح ا أل ّول من ناحوم أ� ّنه عبارة‬
‫عن مزمور أ�و ق�صيدة ِم ْن نمط ال (‪� ،)acrostics‬أي �أ ّنها ت ّتبع ت�سل�سل الأبجدية العبرية‬
‫(�أبجد هوز حطي كلمن �سعف�ص قر�شت؛ النمط الذي �سبق لنا و�شرحناه في المقدمة‬
‫للأ�سفار ا ألدبية وال�شعرية وفي الحلقة الخا�صة ب�سفر المزامير والحلقة الخا�صة‬

‫ب�سفر المراثي)‪ ،‬ولكن ب�شكل جزئي يمتد بين نا ‪ 2 :1‬وحتى آ�‪� 8‬أو �آ‪ 9‬كح ّد �أق�صى‪.‬‬
‫وهذه الق�صيدة تتح ّدث عن ك�ش ٍف أ�و إ�علا ٍن �أو ظهو ٍر �إله ّي‪ ،‬وم ّما يلفت النظر ب�شك ٍل‬
‫خا�ٍّص في الق�صيدة هو ا إل�شارة �إلى زئير (ال ُمترجم «ينتهر» في ترجمة فاندايك)‬
‫الر ّب في وجه البحر‪ ،‬وهي نف�س ال�صورة الم�ستخدمة للمواجهة بين بعل والبحر‪/‬‬

‫النهر في الأدب الفينيقي‪-‬الكنعاني‪.‬‬
‫من جه ٍة أ�خرى‪ ،‬يت�ض ّمن ناحوم ‪ 2‬و‪ 3‬عد ًدا ِم َن ال ُج َمل والعبارات وال�صور التي‬
‫ت�شبه بع�ض الجمل والعبارات وال�صور الم�ستخدمة في الن�صو�ص الكتاب ّية التي‬
‫تتح ّدث عن «يوم الرب»‪ ،‬كما هو الحال مث ًل في نا ‪( 10 :1‬يوئيل ‪5 :2‬؛ عو ‪18‬؛ ملا‬
‫‪ ،)19 :3‬نا ‪�( 4 :2‬إر ‪9 :46‬؛ يوئيل ‪9 :2‬؛ عا ‪ ،)16 :5‬نا ‪ ( 8 :2‬إ�ر ‪ ،)21 ،5 :46‬نا ‪:2‬‬
‫‪�( 9‬إ�ش ‪ ،)7 :2‬نا ‪�( 11 :2‬إ�ش ‪8-7 :13‬؛ يوئيل ‪ ،)6 :2‬نا ‪( 2 :3‬يوئيل ‪ ،)5 :2‬ونا ‪:3‬‬

‫‪�( 10‬إ�ش ‪16 :13‬؛ يوئيل ‪2 :4‬؛ عو ‪.)11‬‬
‫أ�ما بالن�سبة للبنية الهيكلية لل�سفر‪ ،‬فهي بنية �سهلة ن�سب ًّيا‪ ،‬ويمكن ر�سمها على‬

‫ال�شكل التالي‪:‬‬

‫‪61‬‬

‫المقدمة الافتتاحية (‪)1 :1‬‬ ‫‪. A‬‬
‫غ�ضب الرب على نينوى (‪)15 -2 :1‬‬ ‫‪. B‬‬
‫‪. C‬‬
‫�سقوط نينوى (‪)2‬‬ ‫‪. D‬‬
‫الويل لنينوى (‪)3‬‬

‫نظرة تاريخية‬

‫لي�س هناك الكثير م ّما نقوله هنا‪ ،‬فكما ذكرنا �أعلاه‪ ،‬يفتقد ناحوم أل ّية �إ�شارة‬
‫لتاريخ كتابته �سواء في ال�سفر �أو خارجه‪ .‬و إ�ذا كانت النظرة التقليد ّية لتاريخ كتابة‬
‫ناحوم تعتبر ب أ�ن ال�سفر يجب �أن يكون قد ُك ِتب قبل �سنة ‪ 609‬ق‪.‬م‪ ،.‬وهي �سنة �سقوط‬
‫لاامبراطورية الآ�شورية على يد البابل ّيين‪ ،‬بما �أ ّن ناحوم هو «نبوءة» عن �سقوط‬
‫نينوى‪ ،‬ف�إن تلك النظرة هي أ�بعد ما تكون عن الواقع‪ ،‬خ�صو ً�صا في �ضوء مفهوم‬

‫النبوءة في الكتاب المقد�س وفي �ضوء محتوى ال�سفر نف�سه‪.‬‬
‫فالنبوءة بالمفهوم الكتابي هي لي�ست عرافة و إ�علان للم�ستقبل‪ ،‬ولك ّنها �إعلا ٌن‬
‫لكلمة الله في واق ٍع ُمع ّ ٍي وقراءة للواقع في �ضوء تلك الكلمة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فناحوم يقر أ�‬
‫�سقوط نينوى‪ ،‬الذي �سبق وح�صل‪ ،‬كما ي�شير محتوى ال�سفر بو�ضوح‪ ،‬في واقع ُمع ّي‬

‫ُيريد ناحوم �أن ُيعلن له ر�سالة ُمع ّينة ِم ْن خلال تلك القراءة‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬ف ُمحتوى ال�سفر ي�شير �إلى أ� ّنه قد ُك ِتب َح ْت ًما في الفترة الفار�س ّية‬
‫(القرنين ‪ 5‬و‪ 4‬ق‪.‬م) ويحمل ر�سال ًة و إ�علا ًنا لاهوت َّي ْي ل�شعب الله في تلك الفترة‪ ،‬كما‬

‫�سنرى �أدناه‪.‬‬

‫نظرة لاهوتية‬

‫ِم َن ال ُملفت للنظر �أ ّنه لا يوجد �أ ّية قراءة م�أخوذة ِم ْن ناحوم في القراءت ال ُمح ّددة‬
‫بح�سبالروزنامةالكن�س ّية أل ّيةكني�سة؛ا ألمرالذي ُيعطيلاانطباعب�أ ّنجميعالكنائ�س‬

‫‪62‬‬

‫درس كتاب‬

‫لم تجد أ� ّي �شي ٍء لاهوت ٍّي �أو �أخلاق ٍّي أ�و غيره ِ ّما يمكن لناحوم أ�ن ُيق ّدمه للكني�سة‬
‫وللم�ؤمنين‪ .‬فنظ ًرا لأ ّن ناحوم لا يت�ض ّمن �أية ر�سالة مبا�شرة ليهوذا �أو دعوة لإ�اسرئيل‬
‫للتوبة �أو حتى إ�لاعن للدينونة �ضدها‪ ،‬و�إنما هو عبارة عن «احتفال» ب�سقوط نينوى‪،‬‬
‫كثي ًرا ما نظر �إليه الباحثون على �أنه يحمل نف�ًسا قوم ًّيا �أ�صول ًّيا عني ًفا‪ ،‬في حين‬
‫حاول �آخرون التخفيف من ذلك باعتبار �أ ّن �سقوط نينوى في ال�سفر هو �صورة رمز ّية‬

‫لانت�صار العدالة في مواجهة الظلم والقهر‪.‬‬
‫ولكن ناحوم يتحدانا لاهوت ًّيا على ُم�ستو َي ْي اث َن ْي‪ ،‬فالكتاب المقد�س كما يقول‬
‫كالفن‪ ،‬لا ُيعلن لنا فقط ما يجب �أن نكون عليه وتكون عليه ا ألمور والواقع الذي‬
‫نحن مدع ّوون �إليه‪ ،‬لكنه ُيعلن لنا �أي ً�ضا َم ْن نحن‪ ،‬وي�ضعنا في مواجهة حقيقتنا‬
‫وواقعنا الذي نعي�ش فيه‪ ،‬كيما ُندرك �سقوطنا وانك�سارنا وحاجتنا لنعمة الله‪ .‬وفي‬
‫ذلك ال�سياق‪ ،‬يكون ناحوم �سف ًرا يحمل ر�سالة تح ّد كبيرة لنا‪ ،‬أل ّنه ي�ضعنا في مواجهة‬
‫حقيقتنا التي تفرح بدمار أ�عدائنا‪ ،‬وترى في ذلك �سبب خلا�ص وفرح واحتفال لنا‪.‬‬
‫في نف�س الوقت‪ ،‬يتب ّنى ناحوم مفهو ًما ها ًّما حول الله وعلاقته بالتاريخ‪ .‬ف ِم َن‬
‫ال ُمثير للانتباه �أ ّن ال�سفر يبد�أ بذكر الله أ�ربع م ّرات في الآية ا ألولى منه (نا ‪،)2 :1‬‬
‫نيافتحتوحمببهأ�اكلقم�هصييدقةومك�شعلفى�أ�إود إ�راعلكاهنو إ�أ�وعلاظنههولرم�إلنه ّهيو(ال‪:1‬له‪2،‬ك‪�-‬إل‪8‬ه‪)9ُ /‬ي‪�.‬سوكب‪،‬البتاحل�سي‪،‬بفنلااحهوومت‪،‬‬

‫ب ِم ْق َود التاريخ‪ ،‬وله كلمة الف�صل النهائ ّية فيه‪.‬‬
‫ورغم أ� ّن غالبية الباحثين يعتبرون الق�صيدة لاافتتاحية في ناحوم (نا ‪8-2 :1‬‬
‫�أو ‪ )9‬هي ق�صيدة و�صف نموذج ّية للإله ال ُمحارب‪ ،‬غير �أ ّن ُمعظمهم لم يتعاملوا مع‬
‫ال�سفر ب أ�كلمه على أ� ّنه ُيعلن تدمير الرب‪ ،‬الإله المحارب‪ ،‬ألعدائه الآ�شوريين‪ .‬فناحوم‬
‫‪ 2‬مث ًل هي دعوة �ساخرة من الجيو�ش ا آل�شور ّية لكي ُتدافع عن نف�سها في مواجهة‬
‫الفتح القادم لجيو�ش الرب‪ ،‬ا إلله المحارب‪ .‬وناحوم ‪ 3‬ت�صف الخراب الذي ُي�س ّببه‬

‫‪63‬‬

‫الرب المحارب‪ ،‬الذي هو َم ْن ُيهين نينوى والجيو�ش ا آل�شورية‪ .‬والإ�صحاحات‬
‫الثلاثة في ناحوم‪ ،‬جميعها ت�سخر من الملك ا آل�شوري‪ ،‬الذي يقف عاج ًزا أ�مام ال ُقدرة‬
‫الفائقة للرب ال ُمحارب الج ّبار‪ .‬أ� ّما �صورة ال ُمحارب الج ّبار للر ّب َف ِه َي تلعب دو ًرا‬
‫ها ًّما في الإعلان ل ُمتل ّقي ال�سفر في الفترة الفار�سية أ� ّن الر ّب قادر لي�س فقط على‬
‫تدمير الآ�شور ّيين‪ ،‬ولكنه قاد ٌر على تدمير و�إزالة حتى �أعظم الخ�صوم‪ .‬و ِم َن ال ُملفت‬
‫للنظر �أ ّن ال�سفر لا يحتوي أ� ّية إ��شارة لما هي خطايا آ��شور‪� ،‬أو �أية دعوة ليهوذا لتتوب‪،‬‬
‫�أو أ�ي وعد لها ب�إعادة البناء في الم�ستقبل‪ .‬وبالن�سبة لناحوم‪� ،‬سقوط نينوى كان‬
‫نتيج ٍة ل ُقدرة الرب ولي�س نتيج ٍة ل ُقدرة البابليين‪ ،‬ف�سقوط نينوى كان عقا ًبا من‬
‫الرب لها‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فناحوم النب ّي‪ ،‬ال�سفر‪ ،‬كان يهدف كيما يعلن لل�شعب في الفترة‬
‫الفار�س ّية �أ ّن م�صير جميع الأمم هو بيد الر ّب‪ ،‬الذي ُي�سك بمقود التاريخ وله الكلمة‬

‫الف�صل فيه‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬رسالة ناحوم لنا اليوم‬

‫على الرغم من ال ّنظرة التقليد ّية ال�سلب ّية لناحوم‪ ،‬إ� ّل �أ ّن ال�سفر يحمل ر�سالة‬
‫لاهوت ّية ها ّمة لنا اليوم‪ .‬فناحوم ي�ضعنا وج ًها لوجه أ�مام حقيقة طبيعتنا الب�شر ّية‬
‫التي ترجو دمار �أعدائنا‪ ،‬أ�و حتى من لا نح ّبهم‪ ،‬و ُت�ص ّلي إ�لى الله كي يتد ّخل إ�لى‬
‫جانبنا ويحقق ذلك‪ ،‬وتفرح عند ح�صوله‪ .‬ونحن إ�ذا ما وقفنا وقفة �صد ٍق مع �أنف�سنا‬
‫�سنعترف ب�أ ّننا كثي ًرا ما فعلنا ذلك خلال الأزمة في �سورية‪ .‬فكثي ًرا ما تم َّن ْينا دمار‬
‫داع�ش وغيرها‪ ،‬و�ص ّل ْينا �إلى الله كيما يتد ّخل ويفعل ذلك‪ ،‬وف� ّسنا ذلك على �أنه‬
‫خلا�ص لنا‪ ،‬دون �أن ُندرك كم يتناق�ض ذلك مع طبيعة إ�لهنا‪ ،‬كما ج�ّسدها و أ�علنها‬
‫في �شخ�ص ي�سوع الم�سيح‪ ،‬ك إ�له محبة ونعمة وحياة‪ ،‬إ�له يغلب ال�ش ّر بالخير‪ ،‬والعنف‬
‫والحقد والقتل بالمح ّبة‪ ،‬والموت بالحياة‪� .‬إله ُيعلن ن�صرة الحياة على كل �شر و أ�لم‬
‫وموت‪ ،‬بالمحبة ولا �شيء غير المحبة‪ .‬ناحوم يدعونا لندرك أ�ن كلمة الن�صرة‬

‫النهائية هي إللهنا ولمحبته وللحياة معه وفيه‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫درس كتاب‬

‫ُمق ّدمة إلى سفر حبقوق‬

‫ذوهالال ٌّكيام‪.‬لو�ونّساُمفن ؤ�رّي ّثاةرلاثلفا�سيمبانعليتبنرايّينةث�ألل�وساعلفهلادارااهلوقلأدنتيباميلامءه�واسلي�س�حفصرغي‪،‬ارحو إ�بلاقناوثكنقا‪،‬ينوااعلل�ذكشثري‪،‬يرفكيمماِكنل�اسالنامرل�سنى�يس�أحدخّينَتيا ْهن‪،‬يياهلجوعهب�لرسو ّيف ٌنةر‬
‫الالاتفليتات ُاُكي ِتقحّد ّيبمةافلليل��هسساففرارل�أ‪ّ �،‬سيوفال�ر‪.‬شتييف ٍءكت ُّيلدذعمكوارهنعبع�نسرففرحهب«قاَع ْلو َنوق ْاحلح ُ�يبشقا َّلوخ ِذق�يص‪،‬هَر أ��آو ُهوم َاحح َّتبي ُّقذىوك ُعرقهانلاا َّنللِب�خسُّليفف»ري(ةف‪1‬ا‪:‬يلتاا‪1‬ل)رُم‪،‬يق ّودخفميةية‬

‫َع َلى‬ ‫ال َّن ِب ِّي‬ ‫ِ َل َب ُّقو َق‬ ‫« َ�صل َا ٌة‬ ‫ك‬ ‫ال�سفر‬ ‫من‬ ‫الثالث‬ ‫لاا�صحاح‬ ‫ُت َع ْن ِون‬ ‫التي‬ ‫حب ‪،1 :3‬‬
‫ال�َّش َج ِو َّي ِة‪».‬‬
‫�أما عن ا�سم ال�سفر‪ ،‬ففي الع�صور الو�سطى وبداية الع�صور الحديثة‪ ،‬اعتبر‬
‫ال ُمخت ّ�صون �أ ّن ا�سم ال�سفر ي�أتي من الجذر العبري «حبق» (ح�ضن‪ ،‬التقط‪َ ،‬ق ِبل)‪ ،‬لك ّن‬

‫‪65‬‬

‫«ح ّباقوقو‪/‬‬ ‫الآكادي‬ ‫الم�صدر‬ ‫يعتبرون �أ ّن لاا�سم ي�أتي ِم ْن‬ ‫ُمحعمبظامقاولقُموخ»تو ّا�صلذينيايل�يشويمر‬
‫إ�لى نوع من نباتات الحدائق‪.‬‬

‫نظرة أدبية‬
‫ويعيتتبرم ّي ُمزعالظنم�الصباالعحبثريني�ألّنحبحقبوققو ِبقتي�تض�أ ّّلمنهف ا ِلم ْعند�أيدجزامءن ُال ُممت� ِلشفكلةا َ ّتتتوا إ�لق�رضااءفاتتهاالوُمتجن ّموععهةا‪.‬‬
‫إ�لى‬ ‫حبقوق‬ ‫ُيق� ّسمون‬ ‫الباحثين‬ ‫ف ُمعظم‬ ‫ال�سفر‪.‬‬ ‫وتحرير‬ ‫ت�أليف‬ ‫مع بع�ضها خلال رحلة‬
‫ثلاثة أ�جزاء رئي�س ّية‪:‬‬
‫‪ . A‬حوار بين حبقوق والرب (‪)4 :2-2 :1‬‬

‫‪ . B‬مجموعة من الويلات (‪)20 -5 :2‬‬

‫‪ . C‬مزمور (‪)3‬‬

‫«وححيي رثآ� أ�ه ّنحبحقوبق‪:1‬الن‪1‬ب ُتيع»ل‪.‬نلكب�أّن ّنالمكلاميةتا�لضع ّمبنرهّيةحالبُمتر‪-1‬جم‪2‬ةهبوم‪،‬عبنحى�س«وبحتري»جمفةيففااننداداييك‪،‬ك‬
‫قانون ّي أ�و محكمة‪،‬‬ ‫«ت�صريح» في �إطار‬ ‫وه ُت�يست« َخم�دّسما»‪،‬فيواهلكيتالابتاعلنُمقي ّد�وسحليلإإ��ّشناارةت �إعنلىي‬
‫فيها َق ْ�صد الله في‬ ‫الطريقة التي ُيك�شف‬ ‫العلاقات وا ألحداث ا إلن�سانية‪.‬‬

‫هذا الت�صريح يت�ض ّمن أ�ربعة �أجزاء‪�( :‬أ) �شكوى �أولى ِم ْن ِق َبل حبقوق بخ�صو�ص‬
‫اثرلاّدُنظ إ�ليلمةه ّوميلاأ�ناّو�لحضبلطقتلوهاكقدا إ�اللل�شىذكايولريىتب ُعم ّرعحلوً�نالضاالللتههطبد«اييلدع ا�ةصلادقلياظدقام»لمللةعلكلوىادالنيقيدا�يس«نايل(ة�ش‪1‬ل‪:‬رليك‪5‬لرد»ا‪-‬ن(ي‪11‬ي‪1:‬ن)؛‪:1-((2‬ج)‪�)24‬؛ش‪1‬ك(‪-‬وب‪)2‬ى‪:‬‬
‫‪)1‬؛ (د) ر ّد الرب على تلك ال�شكوى الثانية (‪ ،)4 -2 :2‬مع �شرح معنى ذلك الرد (‪:2‬‬

‫‪.)20 -5‬‬

‫�صلاة لحبقوق على‬ ‫حب ‪،1 :3‬‬ ‫بح�سب ما تعلن‬ ‫ي‪3‬ظيهتر �أ�ضي ّم ً�ضن‪،‬ا‬ ‫أ� ّن حبقوق‬ ‫في حين‬
‫رثاء من�سوب لداود‪.‬‬ ‫هو مزمور‬ ‫في مز ‪ ،7‬والذي‬ ‫وهو تعبير‬ ‫«ال�شجو ّية»‪،‬‬

‫‪66‬‬

‫درس كتاب‬

‫�أووكممزاايميظرهارلمفريااثلمي‪.‬زوموور‪،‬جاولد�شتجعبو ّييرة«لي�س�سلاته آ�»لةفيمو�حسبيققو ّيةق‪ ،‬إ�‪،ّ3‬نوا نهووعتعِمب َينرا يلأظغاهنري �أفويااللقمز�اصامئيدر‬
‫وي�شير إ�لى الفوا�صل المو�سيق ّية‪ ،‬ي�شير إ�لى �أ ّن حبقوق ‪ 3‬هو �أي ً�ضا مزمور‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫اااللفملحلل�يههبنشقامكوجلوليروبيقاّمي�حاةل‪.‬حس‪ُ3‬يةث‪،‬لاليظلكبا ّنرهّنرأ�ثححا�ُققنسء‪.‬ةّو‪.‬مبتحتوهبوُبمق�فقشىو ّدياكقلامللتهم‪3‬عزهاالمللكاوحاماارفنفلتتييتم‪،‬غاّلز�سمححببيوبي ًةرقعلا‪،‬لويتُمقهه�‪،‬خوسل�أ‪3‬تيونق ًّو�هعلوصلعاقىمبمألازلرن ألمأ�و�قمنرزلضاتتتمعمغّليملنر�إىاباأ�ل�لُمضمعجالرحزفاايتتٍثّلءههييل�إمناغ‪.‬نللةهىوت‪،‬اي�ُلليسعتغفتتةر�بّتاضرب ّنراحعتلبععق�نإ�دصوملايطرىقد‬

‫إ�لى‬ ‫تف�صيل ّية‬ ‫�أكثر‬ ‫بطريق ٍة‬ ‫ال�سفر‬ ‫تق�سيم‬ ‫الباحثين‬ ‫بع�ض‬ ‫ِم ْن جه ٍة ثانية‪ ،‬يقترح‬
‫ال ُبنية الهيكل ّية التالية‪:‬‬

‫ا�لش ُمكقوّدىمةأ� اوللاىفت ِمتاْنحيحةبق(و‪:1‬ق (‪)4 -2 :1)1‬‬ ‫‪. A‬‬
‫ِم ْن الرب (‪)11 -5 :1‬‬ ‫ر ّد أ� ّول‬ ‫‪. B‬‬
‫‪)1‬‬ ‫‪:2-12‬‬ ‫ثانية ِم ْن حبقوق (‪:1‬‬ ‫�شكوى‬ ‫‪. C‬‬
‫ر ّد ثا ٍن ِم َن الرب (‪)20 -2 :2‬‬ ‫‪. D‬‬
‫�صلاة حبقوق (‪)3‬‬ ‫‪. E‬‬
‫‪. F‬‬

‫نظرة تاريخية‬

‫كما ذكرنا أ�علاه‪ ،‬لا ُيق ّدم ال�سفر‪ ،‬أ�و �أ ّي مو�ضع آ�خر في الكتاب المقد�س‪� ،‬أ ّية‬
‫معلوما ٍت عن حبقوق النبي‪ ،‬ك�شخ�ص‪ .‬ولذلك فقد ت ّمت في مراحل لاحقة محاولات‬
‫عديدة لتحديد هوية حبقوق‪ ،‬ك�شخ�ص‪ .‬وهكذا فعدد من ا أل�سفار التي ُك ِت َبت �أ�سا�ًسا‬
‫باليونانية (�أبوكريفا‪//‬قانونية ثانوية‪//‬قانونية) تذكر حبقوق وتحاول أ�ن‬

‫‪67‬‬

‫تر�سم ملامح �أكبر ل�شخ�صه‪ .‬فبح�سب «بل والتنين»‪ ،‬وهو جزء ملحق ب�سفر دانيال‬
‫في الن�سخة اليونانية ال�سبعين ّية وتعود كتابته إ�لى القرن الثاني ق‪.‬م‪ ،.‬ي�صبح حبقوق‬
‫ا‪1‬ل�س‪/‬ب‪/‬يداالنبياابلل (ي‪،‬فيوياتل ّنم�ستعخرةيافل�هسبععليىني أ�ةن)ه‪:1«4‬حبق‪)1‬و‪.‬قكامبان�أني�ش�ِسو ْف ًعر‪،‬ا‬ ‫لدانيال خلال‬ ‫معا�ص ًرا‬
‫لاوي» (بل ‪:1‬‬ ‫من �سبط‬
‫َم ْنحو ًل يعود إ�لى القرن الميلادي ا أل ّول‪ُ ،‬يدعى ب»حياة الأنبياء» ُيحافظ على زمن‬
‫حياة حبقوق المقترح في بل والتنين‪ ،‬ولك ّنه يجعله من �سبط �شمعون عو ً�ضا عن‬
‫�سبط لاوي‪ .‬في حين �أن كلمنت لاا�سكندراني (القر َن ْي ‪ 3-2‬م) يعتبر ب�أ ّن حبقوق هو‬
‫ُمعا ِ�ص لدانيال‪ ،‬ولك ّنه �أي ً�ضا ُمعا ِ�ص إلرميا وحزقيال‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬يقوم تف�سير‬
‫يهودي ُمت�أ ّخر يعود إ�لى حوالي �سنة ‪ 1,300‬م‪ ،.‬يدعى ب»�سفر الزوهار»‪ ،‬باعتبار أ� ّن‬
‫حبقوق هو ابن المر أ�ة ال�شونمية الذي �أقامه النبي �ألي�شع من الموت (‪ 2‬مل ‪.)37-8 :4‬‬
‫ويقوم الباحثون ال ُمعا�صرون برف�ض كل تلك التقاليد‪ ،‬ويعتبرونها نوع من الأ�ساطير‬
‫المت�أ ّخرة‪ ،‬كونها جميعها تفتقد إ�لى أ� ّي �أ�سا� ٍس كتاب ٍّي في ال�سفر أ�و غيره‪.‬‬
‫ولك ّن غياب �أ ّية معلومات عن حبقوق ك�شخ�ص‪� ،‬أو عن تاريخ كتابة ال�سفر‪ ،‬دفعت‬
‫لل�سفر‪ ،‬ولي�س لل�شخ�ص‪،‬‬ ‫ولا زالت تدفع الباحثين ل ُمحاولة ر�سم الخلف ّية التاريخ ّية‬
‫وا�س ٍع ِم َن التواريخ يمت ّد‬ ‫اعتما ًدا على ُمتواه‪ .‬وقد ت ّم في ذلك ال�سياق اقتراح مجا ٍل‬
‫من غزو الملك ا آل�شوري �سنحاريب في نهايات القرن الثامن ق‪.‬م‪ ،.‬إ�لى غزو لاا�سكندر‬
‫ا ألكبر في الن�صف الثاني للقرن الرابع ق‪.‬م‪ .‬ولكن درا�سة محتوى ال�سفر ت�ساعدنا في‬
‫تحديد الفترة التي يجب �أن يكون قد ُك ِت َب فيها‪.‬‬
‫لاافتفتعالحى ّيا َتل ّْريغ(م‪:ِ1‬م ْن‪1‬؛أ� ّن‪:3‬ح‪)1‬بقلوجزق َأ� ُْييهد اعلرىئ ِبي َ�نسب َّي ْييم(ّرا َلتتْي�صفريي احل�واسلفر�‪،‬صلِكا ْلةت)ا‪ ،‬إ�ه ّلماأ� ّنفيكلاتلاُماق ّد آل َيم َتت ْيين‬
‫النبو ّية كثي ًرا‪ .‬فالجزء‬ ‫الأ�سفار‬ ‫ُهما �إ�ضافة لاحقة‪ ،‬و ُمتوى ال�سفر بح ّد ذاته لا ُي�شبه‬
‫والله‪ ،‬من نوع الحوار‬ ‫حبقوق‬ ‫الأ ّول ِم َن ال�سفر‪ ،‬الت�صريح‪ ،‬هو عبار ٌة عن حوا ٍر بين‬
‫الموجود في �سفر أ�يوب‪ .‬كما أ�ن ذكر التوراة في ‪ ،4 :1‬ي�شير إ�لى �أ ّن ال�سفر يجب �أ ْن‬
‫يكون قد ُك ِتب بعد كتابة التوراة‪ ،‬التي بلغت �شكلها الحالي با�ستثناء بع�ض الإ�ضافات‬

‫‪68‬‬

‫درس كتاب‬

‫اللاحقة في حوالي �سنة ‪ 400‬ق‪.‬م‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف�سفر حبقوق يجب �أن يكون قد ُك ِتب في‬
‫الفترة ال ُممت ّدة من القرن الرابع إ�لى بدايات القرن الثاني ق‪.‬م‪.‬‬

‫نظرة لاهوتية‬

‫الفييهوردو ّي‪:1‬وال‪7‬م‪�1‬؛سيغحلّي‪:3‬عل‪1‬ى‪1‬ا؛ل�وسوعاء‪.‬ب‬ ‫في التقلي َد ْين‬ ‫لعب �سفر حبقوق دو ًرا ها ًّما‬
‫يحيا» ُتقتب�س‬ ‫فحبقوق ‪ 4 :2‬ب»والبار ب�إيمانه‬
‫‪ ،39-38 :10‬وتمثل بالتالي �أ�سا�س عقيدة «التبرير با إليمان»؛ ا ألمر الذي يجهله‬
‫الكثيرون‪ .‬كما أ�ن �سيملاي‪ ،‬وهو �أحد �أهم معلمي التلمود اليهودي‪ ،‬يعتبر �أن حب ‪4 :2‬‬
‫ُتل ّخ�ص جميع الو�صايا ال ‪ 613‬للتوراة‪.‬‬

‫ِم ْن جه ٍة �أخرى‪ ،‬يعتبر التقليد اليهود ّي المت�أخر أ�ن حب ‪ 3‬هو و�ص ٌف للك�شف‬
‫اال إلذلهي ّييحعتلفىل فجيبهلال�يسيهنوادء‪،‬بذوكترتمىقنرزاوءتلهالفتويراالةيوعلم اىلث�اسيننياءم‪.‬ن عيد الأ�سابيع‪ ،‬وهو العيد‬

‫كما �أ ّن هناك ارتباط لاهوتي وا�ضح بين حبقوق وناحوم‪ .‬حيث �أ ّن ِكلا ال�ِّسف َر ْين‪،‬‬
‫نيو إ�ا�سنتحوبخ أ�مد�مسو�أل ّومح َببة ْق«يو�شقُ ّر‪،‬يميرتتِلة َعف»اْلمُيم‪.‬لعااونقتبلةمك�عاشا إلعلب�جسها؟�ؤابوةل ِكالهلال ُياه‪،‬مهاكو ُتيماقيّدرا�أملاين�ناص إ�عفجباي‪:‬بنةكايُمحتفو�شماي‪،‬بمتهكنةنطللذلإلقلكهِاملْبن�اس ّر ؤ�ما أ�بلد‪�،‬أن‬
‫أ� ّن الر ّب ُي�سك بم�صير جميع ا ألمم‪ ،‬و�أ ّنه ُيعاقب الأ ّمة التي ي�ستخدمها ل ُمعاقبة أ� ّمة‬
‫أ�خرى‪ ،‬بما �أ ّن جميع ا ألمم هي تحت �سلطانه وخا�ضعة لعقابه عندما ت�ستح ّق ذلك‪.‬‬
‫فبالن�سبة لحبقوق‪ ،‬رغم أ�ن يهوه (الرب) ي�ستخدم البابل ّيين كيما يعاقب يهوذا‪� ،‬إلا �أن‬

‫يهوه نف�سه ُيد ّمر البابليين أ�نف�سهم‪.‬‬
‫لكن لاارتباط بين ناحوم وحبقوق هو لي�س في مجرد تقديمهما لتلك الإجابة‬
‫المت�شابهة لل�س ؤ�ال ال ُم�شترك الذي يتعاملان ويت�صارعان معه‪ ،‬لك ّن لاارتباط بينهما‬
‫هو أ�كثر عم ًقا‪َ .‬ف ِبما أ� ّن نينوى قد �سقطت على يد البابل ّيين‪َ ،‬ف ِمن غير ال ُم�ستغرب �أن‬
‫يت ّم و�ضع حبقوق بعد ناحوم مبا�شر ًة عند ترتيب أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار لااثني ع�شر‪،‬‬

‫‪69‬‬

‫في ال ُن�سخ َت ْي العبرية وال�سبعينية اليونانية للعهد القديم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالقارئ الذي‬
‫يعرف أ� ّن البابل ّيين هم من د ّمروا نينوى‪� ،‬سيرى في حبقوق تحقي ًقا لإعلان ناحوم‬
‫من جهة‪ ،‬فالبابليون هم و�سيلة الر ّب في تدمير نينوى‪ ،‬و�سي�ساعده ناحوم على فهم‬
‫م�صير البابل ّيين وتدميرهم على يد الرب من جهة �أخرى‪ ،‬فالرب ُي�سك بم�صير جميع‬

‫ا ألمم‪ ،‬كما ُيعلن ناحوم‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬رسالة حبقوق لنا اليوم‬

‫كمار أ�يناللتو‪،‬هناكارتباطوا�ضحبينلاهوتحبقوقولاهوتناحوم‪،‬وبالتالي‬
‫في ر�سال َت ْيهما‪ ،‬و�إن كان نم َط ْيهما الأدب ّيان يختلفان ب�شك ٍل وا�ضح‪ .‬لك ّن حبقوق �أي ً�ضا‬
‫يتح ّدانا بطريقة مختلفة‪ .‬فالحوار الذي بين حبقوق والله في ال�سفر يدعونا كيما نرى‬
‫�صلاتنا كحوا ٍر و�اصر ٍع مع الله‪ .‬ويدعونا حبقوق لنرى تلك ال�صلاة لا كمحاولة منا‬
‫لتغيير فكر الله‪ ،‬ولكن كمحاولة منا لنفهم نحن فكر الله ولنتغير نحن على �أ�سا�س ذلك‬
‫الفهم‪ .‬فال�صلاة‪ ،‬كما ُيق ّدمها حبقوق‪ ،‬هي �اصرع مع الله يقودنا لندخل �إلى العمق‬
‫فنقبل �أن الله لي�س مجرد آ�لة قهوة تلبي لنا طلباتنا‪ ،‬ولكنه إ�له الكون ب�أ�سره الذي‬
‫يدعونا لنقف على مرا�صدنا ُمتر ّقبين ق�صد الله وعمله‪ ،‬ونغو�ص في عمقه كيما نفهمه‬
‫ب�شكل �أكبر‪ ،‬و ُنغ ّي حياتنا وفكرنا بما يتوافق وفكر الله‪ُ ،‬مدركين �أ ّننا نتب ّرر ونعي�ش‬
‫بالإيمان الذي هو �أ�سا�س علاقتنا بالله‪ ،‬ولي�س على �أ�سا�س أ� ّي عم ٍل أ�و ا�ستحقا ٍق م ّنا‪.‬‬
‫وتلك الر�سالة هي ر�سالة ها ّمة لنا اليوم في الوقت الذي ن�شهد فيه في ال�شرق‬
‫ا ألو�سط �اصر ًعا حول ُملك ّية الله و ُماولة ا�ستخدام الله لتحقيق إ�رادات ُمتن ّوعة‬
‫و ُمتناق�ضة‪ .‬فحبقوق يدعونا لنقبل أ�ن الله هو �أكبر من �أ ّي جماعة أ�و دين أ�و فكر‪،‬‬
‫وبالتالي يدعونا لنتو ّقف عن محاولة ال ُمحاربة با�سمه �أو ا�ستخدامه لل ُمحاربة‬
‫لأجلنا ومحاولة ا�ستر�ضائه للقيام بذلك‪ .‬وعو ً�ضا عن ذلك‪ ،‬يتح ّدانا حبقوق كيما‬
‫نرمي �أنف�سنا بين يدي الله بالإيمان وبالثقة‪ ،‬وب�أ ّن م�شيئته هي حياة وحياة أ�ف�ضل‬

‫لكل الخليقة‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫الغرب عن قرب‪5‬‬

‫جان هينري جويت‬
‫ي�سوعال�شاكر‬

‫جون هنري ُجويت‬
‫‪1923 – 1863‬‬

‫الحلقة التا�سعة والع�شرون‬

‫ابكخألايدنمنم«راللاجمذجلوعذيولنننيم اةأ�هكّثمنرمرتاردِهعرعنيًيل�واساي ُلةجهفواع ّفّدينألةكاتاحل»كدنوناتعهد أ�ئاوظ�ثئيًوسمفٌراايفعكييبظذعيلإ�رطنكيكعاللالييلوزهفق ّي�فتض‪.‬ايللنج�ط ألنشف�أ�هوسللّيتهجة‪،‬هوِ‪،‬لنوباقد أ�ودرت�أ�ورص�ب�عسصرهحباَعحاعللفُميميفهع‪.‬رعب�إومي ًفة�ٍاضتباافكملا�ةسحلأيليذوعحلّيظٍّكية‪،،.‬م‬
‫�إلُنيَمكعّيل ًزتظا ّراف‪،‬ب أ�ي��أوسالمويجربتاهكزافامليّرماا ٍلحتويععطدظايد�إ ألةذ‪.‬طلكك�ساا ّنين‬
‫�شديد الحر�ص في اختيار الكلمات‪،‬‬
‫ح ّتى أ� ّنه در�س القامو�س وك�أ ّنه‬
‫يدر�س أ� ّي كتا ٍب �آخر‪ .‬لم يكن م ّيا ًل‬
‫االإلكعتتمب‪،‬ادبعللىكاالنمعيردفرة�اسل ُم�عس َتظ َام ِّدتةه‬ ‫إ�لى‬
‫ِمن‬
‫والتي الت َز َم فيها بموا�ضيع رفيعة‬
‫الم�ستوى في ا إليمان الم�سيحي‪.‬‬
‫كان كات ًبا غزير الإنتاج‪ ،‬ولا زالت‬
‫زكتم ُبا ِهنناالاملطحباو�عضةر‪.‬معرو�ضة للبيع في‬

‫* تعريب ال�شيخة إ�لهام أ�بوعب�سي‬

‫‪72‬‬

‫الغرب عن قرب‬

‫يسوع الشا ِكر‬

‫عظة لجون هنري ُجويت (‪)1923 - 1863‬‬

‫« َف َل َّما ا َّت َك أ�َ َم َع ُه َما‪ ،‬أ�َ َخ َذ ُخ ْب ًزا َو َبا َر َك َو َك� َّ َس َو َنا َو َل ُه َما‪َ ،‬فا ْن َف َت َح ْت �أَ ْع ُي ُن ُه َما َو َع َر َفا ُه‬
‫ُث َّم ا ْخ َت َفى َع ْن ُه َما» (لوقا ‪.)31 - 30 :24‬‬
‫أ�و ّد أ�ن أ�و ّجه تفكير ق ّرائي �إلى واحد ٍة من عادات ر ّبنا ال�شخ�ص ّية أ�لا وهي عاد ُته‬
‫في رفع �صلوات ال�شكر‪ .‬ك ّل من يع ِرف العهد الجديد يع ِرف كيف �أ َّن الحياة الر�سول ّية‬
‫كانت زاخرة بالتمجيد والت�سبيح‪ .‬وكانت هذه الت�سابيح‪ ،‬خلال �أ ّيامهم ال ُمتغ ّية‪،‬‬
‫تنط ِلق وكا ّنها نه ٌر ُي�َس ّبح الله ويم ّج ُده‪ِ .‬من أ�ين تع ّلموا هذه الت�سبيحة؟ تع ّلموها ِمن‬
‫ِمن وجود �شي ٍء‬ ‫ب ّد‬ ‫اال�سرت ّثب‪.‬ناإ�ئّن ٍّيعوامدمة ّي ٍز«ابل�مشعأ� ّلِنمه»ا‪.‬تلرقكد أ�ُت �إخ ِن ْبطنباا ًععانعتلممييًقذايفنيكاننفاو�مسنه َطم ِ‪،‬ل َقفْليا‬
‫قرية «عموا�س»‬ ‫�إلى‬

‫بعد الأحداث الرهيبة التي حدثت في بيت لحم‪ ،‬وكيف عرفا ر ّب ُهما ال ُمقام عندما بد�أ‬
‫ي�ش ُكر! عرفاه عندما ك�سر الخبز‪ .‬عرفاه من خلال �ُشك ِر ِه والطريقة التي ع ّب بها عنه‪.‬‬
‫ُع ِر َف بت�سبيحه! فلنتذ ّكر م ًعا َم َث َل ْي �أو ثلاثة أ�مثلة لهذه العادة ال ُمنيرة عند ر ّبنا!‬

‫«ف�أخذ ي�سوع ا ألرغفة و�شكر» كان المكان عاد ًّيا وم أ�لو ًفا‪ ،‬والخبز عاد ًّيا‪ ،‬ولك ّنه‬
‫ربطهما بالإله‪ ،‬فلم ي ُعد المكان عاد ًّيا‪ .‬ق ّدم ال�شكر وبهذا التمييز �إنك�شف العاد ّي‬
‫والم�ألوف ل ُي�صبح ُمق ّد�ًسا‪ .‬إ� ّن وجبة الطعام العاد ّية أ��صبحت �س ًّرا مق ّد�ًسا مع الح�ضور‬

‫الغير مرئي والحقيقي الذي ُندركه على مائدة الر ّب‪.‬‬
‫�إ ّن الإن�سان الذي ُيظ ِهر ت�سبي َحه بوا�سطة الأرغفة �سيكون �أي ً�ضا �شا ِك ًرا لحقول ال ُذرة‪،‬‬
‫أ��ش ّعة ال�شم�س‪ ،‬الندى‪ ،‬المطر؛ للح ّ�صادين الذين يجمعون الذرة‪ ،‬للم�سة الله في ال ُع ّمال‪،‬‬

‫‪73‬‬

‫ولحجارة الرحى التي تطحن الحبوب والتي ُي ْ�ص َنع ِمنها الخبز‪ .‬الإن�سان الذي أ�خذ‬
‫الأرغفة وق ّدم ال�شكر‪ ،‬ي�شكر أ�ي ً�ضا لأجل الزنابق في الحقول‪ ،‬والأقحوان في موطنه‪.‬‬
‫بالحقيقة‪� ،‬أنا أ�عتقد �أن عادة «مع ّلمنا» في الت�سبيح جع َلت ِمن ك ّل �شي ٍء عاد ّي �شي ًئا‬
‫م�ضي ًئا‪ ،‬وك ّل �ُش َج ْية على جانب الطريق أ��صبح ْت ُم ْلته َبة مع الله‪ .‬الله الذي هم�س‬

‫مو�سيقى ال�شكر في الق�صبات الم�ألوفة في الحقول‪.‬‬
‫إ�ذا لم يقدر التلاميذ �أن يفعلوا ال�شيء عينه‪ ،‬ونحن بدورنا إ�ذا لم نلم�س ون�شعر‬
‫بوجود الله في الأماكن العاد ّية‪ ،‬ف�سيكون (الله) �ضي ًفا غري ًبا ولا يتر ّدد كثي ًرا عل ْينا‪.‬‬
‫لأ ّن الحياة مر ّكبة ِمن ُخ ُبات �إعتياد ّية‪� .‬أحيا ًنا وفج أ� ًة‪ ،‬قد يعتر�ض الطريق �شي ٌء غير‬
‫اعتياد ّي‪ ،‬ولك ّن المحتوى الم�ألوف ناد ًرا ما ينك�سر �أو يتغ ّي‪ .‬هي النجوم لااعتياد ّية‬
‫التي ُت�ضيء لنا ليلة تلو الليلة‪ ،‬وبال�صدفة فقط قد يم ّر ُمذ ّنب في الطريق‪� .‬أنظر إ�لى‬
‫بع�ض الأ�شياء العاد ّية الم أ�لوفة يوم ًّيا ‪ -‬ال�ص ّحة‪ ،‬النوم‪ ،‬الزبدة والخبز‪ ،‬العمل‪،‬‬
‫ال�صداقة‪ ،‬ب�ضعة �أزهار على جانب الطريق‪� ،‬ضحكات الأولاد‪ ،‬خدمة الغناء‪ ،‬يو ٌم‬
‫م�شرق‪ ،‬ليلة هادئة ‪� -‬إذا كن ُت لا �أرى الله في هذه الأ�شياء فطريقي تافه ولا قدا�سة‬

‫‪74‬‬

‫الغرب عن قرب‬

‫فيه‪ .‬و ِمن ِجهة �أخرى‪ ،‬فا إلن�سان الذي يكت�شف ا إلله في رغيف خبز‪ ،‬ويرفع �أن�شودة‬
‫الت�سبيح‪ ،‬يكون عال ُمه رائ ًعا‪ ،‬لأن الله يدعوه من ك ّل جانب!‬

‫لا �أدري كيف يمك ُننا أ�ن ن�ص ُقل عادات «المع ّلم» دون البدء بالخبز اليومي‪ .‬ف إ� ّننا‬
‫إ�ذا بد�أنا بالخبز لا يمكن أ�ن ننتهي هناك‪� .‬إذا ر أ�ينا �أ�شيا َءنا العاد ّية ُم�ضاءة بالإله‪،‬‬
‫فالأ�شياء العاد ّية ا ألخرى �س ُت�ضيء‪ ،‬ح ّتى تبدو الحياة كمدينة ُترى لي ًل ِمن مكا ٍن‬
‫لُمنرب َتد�أفبع‪،‬الوخكب ّلز‪،‬الومل ُن�صقاّدبميالح�اشلكم أ�رلبووفقةارف‪،‬يوالل�يش�واسرباعلانلقمر�ألة اولف ُمةفام�شجتئةعلوةالو ُجمنمليةر اةلب�لسهطيحبيةخافل ّيح‪.‬ا�إ ّدًذةا‬
‫على م أ�د ّبة ع�شا ٍء عا ّمة‪ .‬لنق ّدم ال�شكر بهدو ٍء‪ ،‬ب�إدرا ٍك وبجه ٍد كي ُند ِر َك ح�ضور ا إلله‬
‫ال َمهيب الر ؤ�وف والرحيم‪ .‬لنق ّدم ال�شكر دون ر�سم ّيات و�شكل ّيات‪ ،‬والتما�س الخلا�ص‬
‫من خلال الكلمات ال َخطرة المخ ّدرة‪ .‬لنغ ّي �أ�سلو َبنا في اللغة‪ ،‬لننحني �أحيا ًنا ب�صمت‪،‬‬

‫ولن�شارك �أهم ّية ومغزى ال�سكون المب ّجل عند أ��صدقائنا‪.‬‬
‫َوا َلأ ْدرع�ِوضن‪،‬ا َألن َّنراَكق�أَ ْبخ َف« ْيمَتعلهم ِذن ِاه» َع ِوننلْ� ُصا َغك َميا ِإ�ءل َوىا ْل ُفت�َهس َمباي ِءح َوه�أَ‪ْ :‬ع َل« أ�َْن َتْحَهَما ُد ِل َك َأل أَ�ْطُّي َفَهاا ِلا»لآ( ُمب ّت َرى ُّب‪ 1‬ا‪:1‬ل�َّس‪َ 5‬م‪2‬ا)ِ‪.‬ء‬
‫ر ّبنا يحمد ا آلب أل ّن ا أل�اسرر الروح ّية لي�ست ِمن ُمتط ّلبات الثقافة‪ ،‬ولا ن�ستطيع أ�ن‬
‫ن�صل إ�لى مملكة النعمة بالحذاقة‪ .‬هو يق ّدم ال�شكر لأن «هذه» الأ�شياء لم تكن تعتمد‬

‫على المعرفة ا ألكاديم ّية‪ ،‬وهي لي�ست جوائز للأذكياء‪ ،‬ولك ّنها �أُ ْع ِل َن ْت للأطفال‪.‬‬
‫وا آلن‪� ،‬س ّجل هذا‪ :‬يمكن لواحد بين �س ّتة رجال أ�ن يكون ذك ًّيا‪ ،‬وواحد أ�ن يمتاز‬
‫بالمعرفة‪ ،‬ولكن يم ِكن لكل ال�ستة أ�ن يمتلكوا المعرفة الب�سيطة ا ألول ّية‪ .‬لا يمكن‬
‫لل�س ّتة أ�ن يكونوا بارعين‪ ،‬ولكن يمكنهم �أن يكونوا متوا�ضعين‪ .‬لا يمكنهم �أن يكونوا‬
‫متع ّلمين‪ ،‬ولكن يمكنهم �أن يكونوا جديرين بالثقة‪ .‬لا يمكنهم �أن ي�صلوا �إلى ال�سيادة‬
‫الفكر ّية‪ ،‬ولكن يمكنهم �أن يجل�سوا على عر�ش الح ّب ال ُمط َلق‪ .‬وكل ذلك يعت ِمد على ما‬
‫يح ّدد الر ّب نظره إ�ليه؛ إ� ّنه القا�سم الم�شترك الذي لأجله ُيرفع الت�سبيح‪ .‬ي�أخذ الخبز‪،‬‬

‫‪75‬‬

‫المكان الم�ألوف في الحياة‪ ،‬ويق ّدم ال�شكر؛ ي أ�خذ الطفل‪ ،‬الطبقة العا ّمة بين النا�س‪،‬‬
‫ويق ّدم ال�شكر‪ .‬يقدم ال�شكر لأجل الأماكن العا ّمة والأ�شياء العاد ّية الم أ�لوفة‪ .‬ي�شكر‬
‫لأجل الأ�شياء الم�شتركة بين �إرا�سمو�س وبيلي براي‪ ،‬بين �سبيجون وجون جا�سبر‪،‬‬
‫بين �أوني�سمو�س والقدي�س بول�س‪� .‬إن تقديم ال�شكر من �أجل ا ألماكن العا ّمة والم أ�لوفة‬
‫ي�صنع عا َ ًلا ُ َم ّج ًدا‪ :‬إ� ّن تقديم ال�شكر من أ�جل ا أل�شياء الإعتياد ّية ي�صنع ِع ْر ًقا ُ َم ّج ًدا‪.‬‬
‫أ�حدهما يك�شف النقاب عن عال ٍم هو بيت ا آلب؛ والآخر يك�شف ال ّنقاب عن ِعر ٍق هو‬

‫عائلة الآب‪.‬‬
‫والآن‪� ،‬ألي�س ِمن ال ُم�ْس َت ْح�َسن أ�ن ُند ّر َب أ�نف�َسنا على هذا ال�شكل ِمن الت�سبيح؟ أ�لي�س‬
‫ِمن ال ِحكمة �أن ن�سمح لأفكا ِرنا �أن تطوف فوق الجن�س الب�شري بغ�ّض النظر عن‬
‫الم�ستوى والو�ضع ا إلجتماعي‪ ،‬ونبحث عن ا أل�شياء ال ُم�شتر َكة ونرفع ت�سبيحة ال�شكر؟‬
‫هكذا ت�سبيح يمك ُنه أ�ن يحف َظ في �أذها ِننا إ�ح�سا�ًسا حيو ًّيا بالقيم الن�سب ّية ل أل�شياء‪.‬‬
‫علينا �أن ُند ِر َك أ� ّن العلوم الأكاديم ّية لا ُتقا َرن بال�شعور بالوحدة‪ ،‬و�أ ّن الطاقة الج�سد ّية‬
‫لا تم ِلك ذلك الموقف المق ّد�س للوداعة‪ ،‬و أ� ّن ذلك ال�سم ّو المج ّرد لا ُي�ؤ ّخذ بعين الإعتبار‬
‫في عال ٍم مليء بالح ّب‪ .‬وما ُيكن �أن يكون م�تَ َش ًكا بيننا وبين ا ألكثر فق ًرا والأكثر‬

‫جه ًل هو مقتنيا ُتنا ا ألثمن‪.‬‬
‫َي�ُسو�أنُع ُظ َرع ْي�إ َنل ْيىِه إ�ِ«اَللمعَف ّل ْوم ُ»ق‪،‬مَو ّر َقًةا َثل‪:‬ان«يَ�أ ُّةي‪َ :‬ها« َاف َر آل َف ُ ُبع‪،‬واَأ��ْشلْ ُكَاُر َ َجك َر َلأ َ َّحن ْيَك ُث�َس َكِما ْع َنَتلِْ َالْي» ُ‪.‬تل َقمدْو ُق� ّدضوم ًع«اا‪،‬لمَوعَرّل َفم َ»ع‬
‫ال�شكر قب َل القيام بالمعجزة‪ ،‬بينما كان الم ّيت مو�ضو ًعا في القبر‪ .‬ق ّدم الت�سبيح لا‬
‫لانت�صا ٍر ح ّق َقه‪� ،‬إ ّنا لانت�صا ٍر �س ُيح ّق ُقه‪ .‬ت�سبيح ُته لم تكن ِمن �أجل ما ح�ص َل عليه‪� ،‬إ ّنا‬
‫لأجل ما �سيح�صل عليه‪ .‬لقد ق ّدم ال�شكر ق ْبل �أن َيخ ُرج الميت خا ِر ًجا‪ ،‬وقبل أ�ن َ ِت َّف‬

‫دمو ُع النائحين‪ .‬ت�سبيحة ال�شكر هذه كانت في البداية ولي�س في النهاية‪.‬‬
‫« َو َ َّلا َقا َل ه َذا َ� َص َخ ِب َ�ص ْو ٍت َع ِظي ٍم‪ِ « :‬ل َعا َز ُر‪َ ،‬ه ُل َّم َخا ِر ًجا!» َف َخ َر َج لْ َا ْي ُت‪( »...‬يوح ّنا‬

‫‪76‬‬

‫الغرب عن قرب‬

‫‪ !)44-43 :11‬لقد ارتعد �صوت الت�سبيح في هذه ال�صرخة التي �أيقظ ْت الميت‪.‬‬

‫هل تع ّلمنا هذه العادة؟ هل هذا هو النظام ال ّل ِبق ألفكا ِرنا و أ��شغا ِلنا؟ �أحيا ًنا ن�شكر‬
‫الله لأجل الطعام الذي �سنتناوله‪ .‬هل ن�شكر الله على الطاقة التي �سنتناو ُلها؟ هل ن�شكر‬
‫الله على الإنت�صار الذي �سنتناو ُله؟ هل �أخرج في ال�صباح لمواجهة الن�ضال وال�اصرع‬
‫�شا ِك ًرا النجاح ا آلتي ليملأني بالإبتهاج والرجاء القو ّي؟ هل �ش ّيد ُت مذب َح �شكري قبل‬
‫�أن أ�حم َل �سيفي (كلمة الله؟)؟ هل هكذا �أعتلي المنبر �شا ِك ًرا الله على ا إلنت�صارات التي‬
‫�سوف أ�فوز بها؟ هل هكذا أ�ذهب إ�لى غرفة �ص ّفي و أ�نا واث ٌق بمجيء الر ّب؟ هل هكذا‬
‫أ�دا ِفع عن ا إل�صلاح الإجتماعي؟ هل ت�سبيحة ا إلنت�صار منت�شرة قبل �أن أ�دخل إ�لى‬
‫الحقل؟ هل يمك ُنني أ�ن �أبد�أ ب�إن�شاد ت�سبيحة الح�صاد و أ�نا في بيتي �أ�ست ِع ّد للخروج لبذر‬
‫البذور؟ و أ�نا واث ٌق من الله‪ ،‬واث ٌق أ� ّنني أ��ستطيع �أن أ��س ّبح الله حين يبد�أ ال�اصرع؟ هكذا‬

‫كان �أ�سلوب «المع ّلم»‪ .‬ال�شكر أ� ّول ًا ث ّم المعجزة!‬

‫وهكذا اعتبر ي�سوع �أن �صلا َته قد ا�س ُتجيبت قبل �أن يو ّجه كلامه للم ّيت‪� .‬إ ّن �أهم ّية‬
‫هذا ال ِفعل هي أ� ّنه يفتر�ض �شا ِك ًرا أ� ّن ال�صلوات لأجل الق ّوة وال�سلطان قد ا�س ُتجي َب ْت‪...‬‬
‫الإمتنان يفتح القنوات للحياة الكاملة للمجيء ا إللهي‪ .‬لي�س هناك �أي مزاج متف ّتح‬
‫و ُمت َل ٍّق كال�شكر؛ فهو يم أل الروح بملئ الله؛ والروح الكامن في الدا ِخل يفعل المعجزات‪،‬‬

‫ح ّتى �إقامة ا ألموات‪.‬‬

‫لقد �أعطي ُت ثلاثة أ�مثل ٍة على عادة ال�شكر عند «المع ّلم»‪ .‬وهي حكمتنا العظيمة أ�ن‬
‫نت ّبع نظا َمه‪ ،‬ك ّل الأ�شياء موعودة للقلب ال�شا ِكر‪� .‬إ ّن تقديم ال�شكر هو خدمة ذات ب�صيرة‬
‫ي ِق َظة؛ «�ساهرين فيها بال�شكر»‪� .‬إ ّن تقديم ال�شكر هو حاف ٌز للروح ال ُم ْن َه َكة وال ُم ْت َع َبة‪« :‬لا‬
‫ت�سكروا بالخمر ‪ ...‬بل كونوا �شاكرين»‪� .‬إ ّن تقديم ال�ّشكر هو �شا ٍف للروح ال ُم َت َج ّد َدة‪.‬‬
‫«رجع ُ َي ّج ُد الله»‪ .‬و أ�خي ًرا‪ ،‬ال�شكر ُي ّجد الله‪.‬‬ ‫ع�شرة بر�ص تط ّهروا‪ ،‬واح ٌد فقط �ُش ِف َي و‬
‫خي ُر �شاه ٍد على �صلاح �إل ِهنا و�سلطا ِنه‪� .‬آمين‬ ‫�إ ّن نور ت�سبيحنا الم�ش ِرق الذي نق ّد ُمه هو‬

‫‪77‬‬

‫تقارير ومقابلات‪6‬‬

‫أ�دون نعمان‬
‫خيرالله عطاالله‬

‫خليلح ّداد‬

‫تقارير ومقابلات‬

‫على درب الخدمة‬

‫أدون نعمان‬

‫طالب في كل ّية اللاهوت لل�شرق ا ألدنى‪،‬‬
‫برنامج ماج�ستير في ا أللوه ّيات‪ ،‬ال�سنة‬
‫الثالثة‪ .‬من الكني�سة الإنجيل ّية الم�شيخ ّية‬

‫الوطن ّية في اللاذق ّية‪� ،‬سورية‪.‬‬
‫بد�أت خدمتي في كني�سة اللاذق ّية تزام ًنا‬
‫مع بداية درا�ستي الجامع ّية في فرع هند�سة‬
‫الحوا�سيب والتح ّكم الآل ّي‪ ،‬وهو لااخت�صا�ص‬
‫الذي �سبق درا�ستي ل ّلهوت‪ .‬بد أ�ت خدمتي‬
‫في الكني�سة ِمن باب اجتماع ال�شبيبة الإعدادي «المرحلة العمرية ما بين ‪.»15-12‬‬
‫أ��ستطيع التذ ّكر ب�سهول ٍة خدمتي المليئة بالفرح والح ّب‪ُ ،‬رغم �ضغط الدرا�سة والعمل‪،‬‬
‫فخدمتي في الكني�سة كانت تم ّدني بالطاقة لتعطي معنى لحياتي‪.‬‬
‫إ� ّن ُمتعة التواجد مع أ�بناء كني�ستي ومجتمعي ووطني‪ ،‬م�ساعدتهم‪ ،‬والتوا�صل‬
‫معنعههامببكملامياتتع‪ّ.‬للقكب ّنإ�يمخادنمنتا ايلمك�اسنيتح ّيتثوقلكنتايبنواتا�سلامقعدد�نيس‪،‬بنك ّلف�هاساالخ ِمتقبدااررا اتلذيي�صكعنبتا�ألت�سعابعيدر‬

‫‪79‬‬

‫فيه الآخرين‪ ،‬بل و�أكثر‪ .‬وانطلا ًقا ِمن خدمتي في الكني�سة‪ ،‬وفي بع�ض المنظمات‬
‫الإن�سان ّية خلال الحرب في بلادي‪� ،‬شعرت بالدعوة ألعي�ش هذه ال ّلحظات الجميلة‬
‫لي�س ل�ساعات معدودة في الأ�سبوع فقط‪ ،‬بل لباقي الأوقات في حياتي‪� .‬إ ّنها الدعوة‬

‫ب أ� ْن �أكون خاد ًما �أمي ًنا لي�سوع الم�سيح وللكني�سة‪.‬‬
‫انطلا ًقا ِمن �إيماني و�شغفي بالخدمة‪ ،‬ق ّررت أ� ْن �أك ّر�س حياتي لي�سوع الم�سيح‪،‬‬
‫و�أ ْن أ��صبح خاد ًما ُمك ّر�ًسا للكني�سة‪ ،‬لأخبر العالم أ�جمع عن محبة الله وعن كلمته‬
‫المتج�سدة «ي�سوع الم�سيح»‪ ،‬الذي دخل تاريخنا وعا�ش حياتنا بكل تفا�صيلها‪ ،‬ح ّتى‬

‫أ� ّنه ت أ� ّل ومات عنا على ال�صليب وقام ليعطينا الحياة ا ألبد ّية‪.‬‬
‫إ� ّن درا�سة الماج�ستير في ا أللوه ّيات أ�كاديم ّي ًا في كل ّية اللاهوت لل�شرق الأدنى‪،‬‬
‫هي بالن�سبة لي تحقيق لو�ص ّية ي�سوع الم�سيح ب أ� ّن ُنح ّب الله من كل عقلنا‪ ،‬بعد أ�ن‬
‫أ�حببته خلال �سنين حياتي وخدمتي من كل قلبي وروحي‪ .‬واليوم و أ�نا على أ�عتاب‬
‫تخ ّرجي من كل ّية ال ّلهوت‪ ،‬أ�طلب من الله �أن يكون معي ِبك ّل لحظ ٍة ليعطيني روح‬

‫التوا�ضع وال�صبر‪ ،‬لأنمو بنعمة ومحبة إ�لهنا الحي ي�سوع الم�سيح‪.‬‬

‫خيرالله عطاالله‬

‫طالب في كل ّية اللاهوت لل�شرق‬
‫الأدنى‪ ،‬برنامج ماج�ستير في‬
‫الألوه ّيات‪ ،‬ال�سنة الثانية‪ .‬من الكني�سة‬
‫الإنجيل ّية الم�شيخ ّية في حم�ص‪،‬‬

‫�سورية‪.‬‬
‫في الحقيقة لي�س في �شهادتي‬
‫ق ّ�صة تح ّول ُمفاجئ‪ ،‬ولي�س فيها‬

‫‪80‬‬

‫تقارير ومقابلات‬

‫رواية عن ِز ٍّر ُ�ض ِغط لأتح ّول بعده ِمن �شخ�ٍص غير م�ؤم ٍن إ�لى �شخ�ص م�ؤم ٍن‪ ،‬ولك ّني‬
‫منذ �سنين طفولتي ا ألولى و أ�نا أ�ح�ضر ن�شاطات الكني�سة المختلفة‪ ،‬تد ّرجت فيها ِمن‬
‫مدار�س ا ألحد‪ ،‬إ�لى مرحلة ال�شبيبة الثانو ّيين‪ ،‬و�أخي ًرا �إلى ال�شبيبة الجامع ّيين‪ .‬كانت‬
‫تنك�شف أ�مامي خلال ك ّل مرحلة من هذه المراحل معاني ور ؤً�ى ُمتج ّددة للحياة مع‬
‫الله‪ ،‬وتتو ّ�ضح لي المفاهيم الم�سيح ّية التي ُر ِو َيت لي و أ�نا طفل‪ ،‬تلك المفاهيم التي‬
‫�ُأعلنت وتج�ّسدت لنا في �شخ�ص ر ّبنا ي�سوع الم�سيح‪ ،‬و�شهد لها وعنها الكتاب المقد�س‪.‬‬
‫كنت دائم ًا �ألم�س قيمة هذه المفاهيم وقدرتها على إ�حداث الفرق في حياتنا ونقل‬
‫واقعنا �إلى مكان �أف�ضل‪ ،‬لأ ّن م�صدرها هو الله‪ :‬المح ّبة التي تعمل و ُتغ ّي‪.‬‬

‫تزام ًنا مع نم ّوي وح�ضوري في ن�شاطات الكني�سة‪ ،‬كنت أ�تابع درا�ستي وتح�صيلي‬
‫كل ّية الط ّب الب�شر ّي وتخرجت منها عام ‪ .2015‬بعد‬ ‫فبد أ�ت الدرا�سة في‬ ‫االلتعلخمّر ّيج‪،‬‬
‫الط ّب في م�شفى جامعي في �سورية‪ ،‬حيث حاولت �أ ْن‬ ‫بد أ�ت ممار�سة ِمهنة‬

‫أ�عي�ش القيم الم�سيح ّية التي عرفتها في قلب الم�شفى‪ ،‬وكنت أ��سعى �أن أ�عك�س ملكوت‬
‫الله الذي دعانا ي�سوع لعي�شه‪ ،‬من خلال تعاملي مع المر�ضى‪ .‬ولا �أخفيكم أ� ّن كنت‬
‫أ�نجح حي ًنا و�أف�شل �أحيا ًنا‪ ،‬ولك ّني لاحظت �أن عد ًدا ِمن زملائي الأط ّباء كانوا يعي�شون‬
‫نف�س ما أ�حاول �أنا �أ ْن أ�عي�شه‪ ،‬ويخدمون بنف�س لااندفاع‪ ،‬ور ّبا بطريق ٍة أ�ف�ضل‪ُ ،‬رغم‬
‫أ� ّنهم لم يعرفوا َملكوت الله بالطريقة التي �أعرفها أ�نا‪.‬‬

‫خلال تلك الفترة كانت كني�ستنا في حم�ص تنه�ض من تحت الدمار وا أللم‪ُ ،‬ماول ًة‬
‫أ�ن تعي�ش ملكوت الله وت�شهد لعمل ي�سوع فيها‪ ،‬من خلال خدما ٍت حاربت فيها ا أللم‬
‫هناك حيث ا�ستطاع ع�شرون �شا ًّبا و�شا ّب ًة ِم ْن‬
‫�ضئيل ٍة فري ًقا �أ�سموه « ُف�ْس َح َة �أَ َم ْل»‪ .‬ا�ستقطبوا‬ ‫بال ّرعاية ولااهتمام‪.‬‬ ‫بال ّرجاء‪ ،‬وال ُحزن‬
‫ي�ؤ�ّس�سوا ب�إمكانيا ٍت‬ ‫أ�بناء كني�ستنا �أن‬
‫من خلاله في ن�شاطهم ا أل ّول ‪ُ 180‬مراه ًقا ِمن ُمتلف لاانتماءات الدين ّية والطائف ّية‬

‫‪81‬‬

‫في مدينة ق ّطعت الحرب �أ ْو�صالها‪ ،‬و�أو�صلوا لهم �شهادة الم�سيح في ر�سال ٍة مفادها �أ ّنه‬
‫لا ُب ّد لنا ِمن العمل م ًعا كي ن�ستم ّر وننجح‪.‬‬

‫ك ّل ذلك و�أكثر كان ي�شير لي �إلى حقيقة أ� ّنه ما زال لدينا‪ ،‬كم ؤ�منين �إنجيليين‪،‬‬
‫الكثير لنقدمه هنا‪ .‬تلك الحقيقة التي �أعلنها ي�سوع قبل أ�لفي عام حين قال‪« :‬لْ َا َ�صا ُد‬
‫َك ِثي ٌر َول ِك َّن ا ْل َف َع َل َة َق ِلي ُلو َن « (م ّتى ‪ .)37 :9‬وهكذا و�ضعت يد ّي على لِاحراث و�ألقيت‬

‫نظرتي الأخيرة �إلى الوراء‪ ،‬وق ّررت �أ ْن أ�تف ّرغ ل ِخدمة الرب‪.‬‬
‫تب ّنىال�سينود�سا إلنجيل ّيالوطن ّيفي�سوريةولبنان‪،‬فيبدايةعام‪،2017‬درا�ستي‬
‫في كلية اللاهوت لل�شرق الأدنى �ضمن برنامج الماج�ستير في ا أللوهيات(‪Master of‬‬
‫‪ ،)Divinity‬وقد �شارفت الآن على �إنهاء �سنتي الدرا�س ّية الثانية‪ ،‬وبقي لي �سنة درا�سية‬
‫واحدة ألنهي رحلة الدرا�سة ا ألكاديم ّية‪ ،‬ولكن رحلتي مع ي�سوع وكني�سته ‪ -‬رغم أ�نها‬

‫بد�أت منذ طفولتي‪ -‬ف إ�ني �أعتبر �أنها ما زالت في بدايتها‪.‬‬
‫قد لا تكون �شهادتي غن ّية مثل �شهادة و�سيرة بول�س الر�سول‪ ،‬ولكني �أ�صلي أ�ن‬
‫يعمل الله من خلال ق�صتي الب�سيطة كي �أعلن ح�ضوره ونعمته التي منحت الخليقة‬

‫حياة ومنحت الخليقة الأف�ضل‪.‬‬

‫خليل إيليا الحداد‬

‫طالب في كل ّية ال ّلهوت لل�شرق ا ألدنى‪ ،‬برنامج ماج�ستير في ا أللوه ّيات‪ ،‬ال�سنة‬
‫الأولى‪ .‬من الكني�سة ا إلنجيل ّية الم�شيخ ّية في �صيدا‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫ُولدت في بلدة دير ميما�س في جنوب لبنان‪ .‬در�ست في مدر�سة الفنون الإنجيل ّية‬
‫الوطنية للبنات والبنين في �صيدا‪ .‬بعد �أ ْن �أنهيت درا�ستي‪ ،‬تخ ّ�ص�صت في إ�دارة‬
‫الأعمال في الجامعة ا ألمريكية للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ث ّم التحقت ببرنامج الماج�ستير‬
‫في إ�دارة الأعمال‪ .‬لك ّن �شغفي الدائم كان العمل في حقل الخدمة منذ حداثتي‪ ،‬كما‬

‫‪82‬‬

‫تقارير ومقابلات‬

‫�أ ّن �شعرت بقوة ال ّروح القد�س تعمل في‬
‫حياتي ودعوة الرب لي �أن �أعرف المزيد‬
‫عنه‪ .‬لذلك تق ّدمت بطلب ال ّدرا�سة في كل ّية‬
‫اللاهوت‪ ،‬للتع ّمق في كلمة ال ّرب وكيف ّية‬
‫تطبيقها في حياتنا الروح ّية والعمل ّية‪ .‬في ‪١‬‬
‫ت�شرين ا ألول ‪ ،٢٠١٨‬بد أ�ت درا�ستي في كل ّية‬
‫ال ّلهوت لل�شرق الأدنى‪ ،‬برنامج الماج�ستير‬
‫في ا أللوه ّيات‪ ،‬بعد تب ّني ال�سينود�س الإنجيل ّي‬

‫الوطن ّي في �سورية ولبنان لطلبي‪.‬‬
‫لم تكن ِخدمتي مح�صورة في حق ٍل مع ّ ٍي‪،‬‬
‫بل كنت أ�خدم ح�سب دعوة الرب لي‪ ،‬لذلك ت�س ّنت لي الفر�صة أ�ن �أخدم مع مدار�س‬
‫الأحد في مركز �ضهور �شوير الإنجيلي‪ ،‬وم�ؤ ّخ ًرا في مدار�س الأحد ل ّلجئين ال�سور ّيين‬
‫من خلفيات مختلفة‪ .‬هذا لااختبار كان علام ًة فارق ًة في حياتي‪ ،‬بعد أ�ن ر�أيت مدى‬
‫احتياجهم للمح ّبة ولااهتمام‪ ،‬و َدوري في نقل �صورة ي�سوع ال ُمح ّب له�ؤلاء ا ألطفال‪.‬‬
‫كما �أ ّن الله �أكرمنا في بدء خدمة لل�شبيبة في �صيدا‪ ،‬و�أ�شكر الله على هذه الفر�صة‬
‫في خدمة أ�ولاد كني�ستي‪ .‬في عام ‪ ،٢٠١٧‬انتخبني ال�سينود�س ا إلنجيلي الوطني في‬
‫�سورية ولبنان ألكون ع�ض ًوا في لجنة الإعلام والن�شر‪ ،‬وا آلن هذه �سنتي الثانية في‬

‫خدمة اللجنة‪.‬‬
‫�أو ّد �أن أ��شكر الله الذي ب ّي محبته لنا من خلال ابنه ي�سوع الم�سيح‪ ،‬و�أ�شكر كل من‬
‫دعم م�سيرتي و�ساعدني على بدء درا�ستي في كلية اللاهوت لل�شرق ا ألدنى‪ .‬كما �أ ّن‬

‫�أطلب من الرب المعونة لكي �أكون خاد ًما �أمي ًنا ومح ًّبا في ن�شر الخبر ال�ّسار‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫َأ ْخ َباُرَنا‪7‬‬

‫الللقم�جسمعج اوزلأيعلفىق ّ�صاب رئي�ًسا‬
‫التف�سير العربي المعا�صر للكتاب‬

‫المق ّد�س‬

‫َأ ْخ َباُرَنا‬

‫القس جوزيف ق ّصاب رئي ًسا للمجمع الأعلى‬

‫عاما ان ُلت�سخينبود��صبسااحلإن‪8‬ج‪1‬يلكيا انلوونطانلثيانفيي‪�9‬س‪1‬ور‪0‬ي‪2‬ةووبلابلنتازنك‪،‬يرةئايل�قس�ًاسللمجوجزميع اف ألقعلّ�صىا لبل‪،‬طأ�امئيفنة‬
‫الق�س‬ ‫انتخاب‬ ‫و أ�عيد‬ ‫كما‬ ‫�صهيوني‪.‬‬ ‫�سورية ولبنان‪ ،‬خلف ًا للق�س �سليم‬ ‫ا�لإصنمجويئلي ّيلةحف ّنيا‬
‫ليكون نائ ًبا للرئي�س لدورة جديدة‪.‬‬
‫ان ُتخب أ�ي ً�ضا الق�س ماكرديج كراكوزيان �أمي ًنا لل�سر‪ ،‬الق�س ميلاد داغر أ�مي ًنا للمال‪،‬‬
‫االعن ُقتم�اخدسبز�لصععرمو�بضئ‪،‬يولّيليةواخلنراممجطقمُم�عقص ّروكًرداٌّل‪،‬يااِملن�َ‪،‬نشاايلنخقدا�رلسااقواو���سسضة�‪:‬يسنلفااوئمزةب‪،‬يالفدا�ؤطااغدرئافلمةم�اس�تدص�كشراا ًرريا‪ ،‬اطحبراقرابولهق� ًّييساميل‪،‬نل�طحصابيئيرف‪،‬بة‪�.‬سبولديقرمد‪،‬‬
‫ع�لصاىب أ�وننيجكيو‪.‬نكاملاق�وسك ّر�مصهتيالونهييئرةئايل�ًسعاامفةخارل ًّيقا�لسل�طسالئيفمة‪�.‬صهيوني‪ ،‬عبر الت�صويت با إلجماع‬

‫‪85‬‬

‫ال‪9‬جقو‪�1‬زن‪0‬سيذ�إ‪2‬ك‪،‬دفركاقبح�أريّ�صنثاطر ُاعنبب‪،‬قمللل�ّيوستةذليا‪،‬ل�كصتو أ�ل�بساعّلحمح� ّيض�ضاوااوءلتارت‪،‬ل� ِلرسإ�لئجي�انضم�اةساتفةلّمةاتلنلتلمفقييج�ذو ّميسمةعا‪�.‬لسملجينمماعلةواقال�لقسو�اسق�سعليجفوميزهي�اصلفهث‪،‬ايونماننئي ابملانىل�اطشلابقئا�فةسط‬
‫اابللا�لطشاطتخئا�شفئ�ةكصف ّيراة‪.‬ا�ألإ�تنسارجليةُملانيلتةن‪�،‬خشبكرةم‪،‬ةا�أُموّوتً�لبص ّالاريلقنك�لللسلرق��سبلسأ�يمنجيو�بزصايهريفكونقيخ ّ�دصعاملتبىكموكلوللقما��لسسجؤ�هو�لوص ّيدمااوتلئكتيميلالبحذج ّنلدايه‪،‬ادوةلللبخلادنقممةوي‬

‫‪86‬‬

‫َأ ْخ َباُرَنا‬

‫التفسير العربي المعاصر للكتاب المق ّدس‬

‫أ�طلقت دار الثقافة من‬
‫بيروت‪ ،‬يوم الخمي�س في‬
‫ال�سابع من �شباط ‪،2019‬‬
‫كتاب «التف�سير العربي‬
‫المعا�صر للكتاب المقد�س»‪.‬‬
‫الدكتور‬ ‫الم�س ؤ�ول هو‬ ‫االل ُقم�حسّرر‬
‫رئي�س‬ ‫أ�ندريه زكي‪،‬‬
‫الطائفة ا إلنجيلية في م�صر‪.‬‬
‫ح�ضر الحفل ح�ضور ديني‬
‫و�سيا�سي‪ ،‬نذكر منهم‪:‬‬

‫دولةالرئي�س إ�يليالفرزلي‪،‬‬
‫نائب رئي�س مجل�س النواب‬
‫اللبناني‪� ،‬سعادة نائب الطائفة‬
‫الإنجيل ّية الدكتور �إدكار‬
‫وطلربانبال�نسيو‪�،‬أ امليقن�سعاجموازلي�سيفنوقد ّ��صاس اب إلرنئيج�يلس ايلاملوجمطنع اي‪،‬لأاعللدكىتلولرطائجفوةر اجلإن�صجبيلرايةرئفي�يس�سوكلرييةا‬
‫اللاهوت لل�شرق الأدنى‪ ،‬بيتر كوانت مدير م ؤ��س�سة لانجهام الدولية للن�شر‪ ،‬الأ�ستاذ‬
‫ممتاز ب�شاي نائب رئي�س الهيئة القبطية الإنجيلية‪ ،‬وقيادات من دار منهل الحياة في‬
‫لبنان‪ ،‬بالإ�ضافة لعدد من رجال الدين واللاهوتيين والمفكرين العرب‪.‬‬

‫تلأ َّحن ُّدهقيا�اسليتان‪،‬لقإ�قذل� َ�لسسهيدم‪.‬ع�أرَكنيد�ُرَضفيهكَكيازكنف ايَفل ِهمخ�َمسلاايللمح�ّيسكوليمنحتيفهو�أينَّانلن�هش�ذرصاوِاقلا�َتفصلأ�اوسل�يسكر ِتطُام ِيوبفَّاِجّكلٌهرُم�إوقلَّدنى� ِافسيلأفمجاي َيااوال ِلعجاقلِهد َقاهالمِدَّث َاممِ ِةنن‪،‬‬

‫‪87‬‬

‫ِم َن القر ِن ال َواح ِد وال ِع�ش ِري َن‪َ .‬هذا َيج َع ُل ال ِكتا َب خال ًدا ناف ًعا للغ ِد َكما لليو ِم �أي ً�ضا‪.‬‬
‫و�إلى كل من �َشار ُكوا في‬ ‫ال ُح ْلم الكبير‪،‬‬ ‫فكتيابكهِةذمااتافلوام ّ��جسشهيراَرلوا�شعلأاك�ْلسر َفِل�ا ُضكِر ِّلخومَ‪.‬مك َتنا َ�بَسِةاا َهل َمم َق ِا َفل أ� ِ ْتن‪ُ ،‬يواو َلل�َدَّساَهدذ َاة‬
‫ال َّتحري ِر‪ ،‬ا َّلذي َن �َسا َه ُموا‬ ‫�أع َ�ضا َء َلنة‬

‫‪88‬‬

‫للم�ساهمة في المجلة‬

‫تر�سل جميع الم�ساهمات والمرا�سلات إ�لى المج ّلة بالبريد ا إللكتروني على‬
‫العنوان‪:‬‬

‫‪[email protected]‬‬

‫أ�و يمكن �إر�سا ُلها با�سم رئي�س التحرير إ�لى العنوان البريدي التالي‪:‬‬
‫ال�سينود�س الإنجيلي الو�طصن‪.‬يب‪.‬في‪�90‬س‪8‬ور‪-‬ي‪0‬ة‪7‬ولبنان ‪ -‬مجلّة الن�شرة‬

‫أ�نطليا�س ‪ -‬لبنان‬
‫هاتف الن�شرة‪)+961( 5-531921 :‬‬

‫خدمات الن�شرة‬

‫الن�شرة المطبوعة‬

‫الن�شرة الإلكترون ّية (‪)PDF‬‬
‫(ار�سل لنا بريدك الإلكتروني)‬

‫�أر�شيف الن�شرة على موقع الن�شرة‬
‫‪www.annashra.org‬‬

‫�سلا ًما عليها طفل ًة ثم �شيخ ًة!‬

‫لتهدي بني الدنيا إ�لى �شاطئ الهدى‬ ‫أ�يا ن�شر ًة في ال� ّشق لاحت منار ًة‬
‫ثمانين عا ًما في الجهاد طويتها‬
‫و�صوتك فينا لا يزال مر ّددا‬ ‫فكم من ناث ٍر أ�هدى �إليك نتاجه‬
‫وكم من �شاع ٍر غ ّنى برو�ضك من�شدا‬
‫و�أجرى ف�صو ًل في حقولك ع�سجدا‬ ‫وكم قل ٍم فا�ضت ينابيع �سحره‬

‫وقد كان في نف�سي لما قلته �صدى‬
‫ُت ّدث �أهل الروح عن �س ّيد الفدى‬

‫و ُتلقيبذورالح ّبوالخيروالندىُ ْك ِم َل‬
‫جها ًدابهالإيمانقدطابمورداَق ْد أ�‬
‫قر�أتك من فجر ال�شباب‬

‫فه ّذبت �أخلاقي ب�آياتك التي‬
‫وتدعو �شعوب ا ألر�ض للب ّر والتقى‬
‫ف�سيري �إلى «العهد الجديد» و�أكملي‬

‫هني ًئا لمن قال الحقيقة مخل ً�صا ف�أقواله في النا�س ما ذهبت �ُسدى‬

‫مقامك عندي اليوم كالأم�س �أو غدا‬ ‫فيا ن�شر ًة أ�حببتها منذ ن�ش أ�تي‬
‫وم�صباح �إر�شا ٍد يقينا من الردى‬ ‫منارة �إ�صلا ٍح وم�شعل حكم ٍة‬
‫و أ�ن ِت ك�شم�س ا ألفق ما انف ّك نورها‬
‫يج ّدد من أ�رواحنا ما تج ّددا‬ ‫فبوركت من مجموع ٍة تن�شر الهدى‬
‫و ُتر�ضي بذكراها الأح ّبة والعدى‬

‫فقد أ�حرزت كا ألرز ِذك ًرا مخ ّلدا‬ ‫�سلا ًما عليها طفل ًة ث ّم �شيخ ًة‬
‫وراحت ُتاري نوره المتو ّقدا‪...‬‬ ‫�سلا ًما عليها ما ت أ� ّلق كوك ٌب‬
‫(ال�شاعر حليم د ّمو�س ‪)1949‬‬

‫‪www.annashra.org‬‬
‫‪Facebook.com/@annashra.org‬‬


Click to View FlipBook Version