دراسات ومقالات
أ�َ�أاث ْلناتج َناتعيباا ًةه آلطعَلنيجوَىامماًبععاَ�أادَنلقامُماَ�أاع�ل ّلسْ��ًَّيصمساَن:مفُاعق�«،إِحطَوْلنللكِكُمكمَّن�ْنعسَكّلُيتٍم�َحلس َواَتب�َْأ�فَغس َْهّ�يغْسُ�دمِ،سل ُلِفوَريكل َميجَاف�لَليَْبيسهْ�عُ َ:كدس«» َخلَل(ا َْنكيد َوتمَمْ.غ ِحع�لِنسهايَلذاَ3نِرأ�:ْ�ِ1جصج َل7اي)َّبٌ.يبَه�أ»واَبلً(دعامي!ن�ود»سي(محايحن�:أوا«ّ�3حَلن�ْ1صا:س َب83ت).طَ1ت:ر ْلع�َ8لق) ُ،دسم
ح ّذر الم�سيح بطر�س من �إمكانية خ�سارته لل َّن�صيب معه في ملكوت اللهِ ،من �إمكانية
خ�سارته لعمل ال�صليب في حياته ،لا �ِس ّيما �أ َّن ال�ساعة قد �أتت ليتو َّجه الم�سيح �إلى
ال�صليب ،إ� ْن هو �أ َ� ّص على ا ألعراف وا أل�صول لااجتماعية و َر َف�ض ِف ْكرة الم�سيح
الخادم الذي �أتى ليخ ُدم حاجة ا إلن�سان الروحية للخلا�ص بموته على ال�صليب،
وحاجات النا�س الج�سدية والنف�سية بعجائبه و�شفاءاته ال ُمتنوعة .وعندما �سمع
بطر�س إ�جابة الم�سيح القا�سية ،ت أ� َّكد �أنه لا ُبد أ� َّن هناك معنى ما �أ ْب َعد ِمن الحدث،
رج َل ْيه .عندها َق ِبل ور�سالة أ�هم ِمن موقفه وعناده ب َر ْف�ضه ال�َّسماح للم�سيح ب َغ�ْسل
َف َق ْط َب ْل َ�أ ْي ً�ضا َي َد َّي َبو َرط�أْر�ِ�سسي �أ» ْ(نييوغ�حسنال ا3ل1م�:س)9ي.حورهكجلذايهبققباوئلل ًابلهط:ر�« َيسالل�َسم ِّي� ُدس،ي َلح ْي�فَسي ِرد ْوج َلر َّهي
المفاجئ هذا ك�س ّيد
خادم ،ح�صل بطر�س على فرحة ال ُم�شاركة في ن�صيب ملكوت الله.
في عالم التربية والقيادة�ُ ،أ ْد ِخل حدي ًثا مفهو ٌم جدي ٌد ا�س ُت ِم َّد ِمن مفهوم ي�سوع
الم�سيح للقيادة ،هو القيادة الخادمة ( .)Servant Leadershipي�ش ِّدد هذا المفهوم
الجديد على �أ َّن القائد والرئي�س في أ� َّية م�ؤ�َّس�سة تربوية هو َق ْبل كل �شيء خا ِدمُ ،يق ِّدم
لجميع الذين يعملون معه مثا ًل في الخدمة .فر�سالة القيادة الخادمة هي الر�سالة
التي أ�راد الم�سيح �أ ْن يو�صلها لتلاميذه في الما�ضي ،ولنا اليوم .في ال ّلحظات ا ألخيرة
ِقفقهابي َكُكللَذْ:امت«َأ�ِف�أَو َّوْينُّلُُتجكًا ِْْمهمَِ.فهَتْلَبْ�إَعي َْلللُك ُمىَْنموا َْلَلنن ُك�َأ�أَ� َْصمرَّالن َيَدُعر َأ�ْبَب�ؤ ًدْ�ناَلس ُيَاي« َعُءك(لاومنَُألّتن َل ِىتِفملي َايُ0ك�ُمْمس2ي:وذَ ُعدهِ5وظا َ2ين ًُلأمه-اْمهَ 7،فم َْلو2ياَي)ةْ.لُكُاع ْولنَظبق َلَقم ُ�كاوص َْلءموهَيَ َىتخا�هَلسِذدلَّلا ً ُمطخاود،و َ�مَنوضةَ َمعع َْلفن ْيمَ أ�يِفهَر ْاهممَ.دلو ًََ�أفكملْوانَا ََتييج ُُاككدلوويل ًهدَُ،ننا
49
للخدمة ،يتعا َر�ض مع المفهوم ال�سائد في مجتمعاتنا .فنحن نظ ّن �أ َّن العظمة في
الت�س ُّلط على المراكز وال�سيادة على حياة النا�س ،لكن الم�سيح يقولَ « :فل َا َي ُكو ُن ه َك َذا
ِفي ُك ْم» .فالعظمة بمفهومه ،ومفهوم ملكوت الله ،هي في الخدمة في غ�سل أ�رجل
النا�س.
�إ َّن دعوة الم�شاركة في حياة الم�سيح هي أ�ي ً�ضا دعو ًة للم�شاركة في الخدمة.
ول أل�َسف يحلو للبع�ض أ�ن يف�صل َب ْي الدعو َت ْي ،لك َّنهما وجهان ل ُعمل ٍة واحدة.
ويرغب البع�ض �أ ْن ي�ش ِّدد على الخدمة و ُيهمل الم�شاركة في ي�سوع الم�سيح .فالكثير
من الم ؤ��َّس�سات الم�سيحية الخيرية ان َط َل َقت تاريخ ًّيا من دعوة الم�سيح للخدمة،
كال�صليب الأحمر وغيرها من الم ؤ��َّس�سات ،والله يبارك هذه الخدمة ،لكن لاح ًقا
َف َ�صلت هذه الم�ؤ�َّس�سات َب ْي الدعو َت ْي ،فال َت َز َمت بالخدمة و�أ ْه َملت الإيمان بي�سوع
الم�سيح .وقد قال أ�حد اللاهوتيين« :عندما ُ َت�ِّسد جماعة الإيمان محبة الم�سيح
بخدمتها ل آلخرين ،فهي لا تك�شف فقط عن حقيقة هوية ي�سوع الم�سيح ،لك َّنها تخلق
هوية جديدة لها .هوية ت ؤ�كد �أ َّن الم�شاركة في حياة الم�سيح تقت�ضي الم�شاركة في
خدمة ا آلخرين».
م َّما لا �َش َّك فيه أ� َّن ق ّ�صة َغ�ْسل الم�سيح أ�ر ُجل تلاميذه الذين �أح َّبهم إ�لى المنتهى،
�سيبقى لها �أثر عميق و ُم ّيز ُي�شير إ�لى عظمة وتوا�ضع �إلهنا ومخ ّل�صنا ي�سوع
الم�سيح ،الذي قام بهذا العمل العظيم ،ومن ثم تو َّجه �إلى ال�صليب .لكن ما وراء هذه
الق�صة در�ًسا روح ًيا أ�راد الم�سيح أ� ْن نتعلمه جمي ًعا ،هو �أ َّن العظمة الحقيقية بح�سب
مقايي�س ملكوت الله هي في خدمة النا�س بتقديم ي�سوع الم�صلوب لهم ر ًّبا و ُملِّ ً�صا
وخدمة احتياجاتهم ،لا �س ّيما الفقراء والمحتاجين منهم� .آمين
50
درس كتاب4
�سفرميخا
�سفرناحوم
�سفرحبقوق
مقدمة إلى أسفار
العهد القديم
الحلقة التا�سعة والع�شرون
الق�س د .هادي غنطو�س*
ُمق ّدمة إلى سفر ميخا
لااثن ّي ع�شر، هذه رحلتنا مع أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار �أو �سفر حلقتنا ُنتابع في
ب�سفر ميخا. الحلقة بدرا�سة ثلاثة �أ�سفار ِم ْن بينهاُ ،مبتدئين في هذه حيث �سنقوم
وميخا هو ال�سفر ال�ساد�س بين أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار بح�سب الترتيب ال ُمعتمد في
ترجمة فاندايك ،في ا ّتبا ٍع وتب ٍّن لموقعه في الن�سخة الع ْب ّية للعهد القديم ،في حين
�أنه ي أ�تي ثال ًثا (بعد هو�شع وعامو�س) في الن�سخة اليونان ّية ال�سبعين ّية للعهد القديم،
والتي ُتعيد ترتيب أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار ،كما ر أ�ينا في الحلقة لاافتتاح ّية ل ألنبياء
ال�صغار ،ب�شك ٍل يتما�شى مع التاريخ التقليدي ،الذي ِم َن ال ُمفتر�ض �أ ّنه قد ت ّمت فيه
كتابة ك ّل �سف ٍر ِم ْن تلك الأ�سفار.
ويعتمد التاريخ التقليد ّي لكتابة ميخا على عا ِم َل ْي أ��سا�س َّي ْي هما :ال�سفر نف�سه،
ولْلْا ُاُالإوُن�َروش�ِْادش:رِت إِ�ة َّيَّانلَتمَنِ�وَّبص أ�َ ْهج َِيو ْودف َةَأ�ن َّيلُاتمِْفميَل َُخححا َز َاكِقل ََّينحابْق َّلمي ِل َِفوك َتيَي ِإ��ُهصرويمَُرذاي،أُ�ا.وَو ُرفَك��إََّلشرَِلميم ُُكيماِّل ِخ�َ َ6شرًْ2بع:ا ِبَ8و َيُ َ1جه َُبتو َُْعلذاِلا َْنلق َبا ِْيمئالِ ًتا:يل�َشهيَوَ:كا َذِ«ام ِ�إ ََخَّقنا َوَِلم ْعي َرٍرَخُّ».با
هذه الإ�شارة �إلى ميخا في إ�رميا ،بالإ�ضافة �إلى بع�ض العنا�صر في �سفر ميخا نف�سه،
هي ما نعرفه ع ّما ُيفتر�ض أ�نه حياة ميخا ،ال�شخ�ص .وبح�سب إ�ر 18 :26و�سفر ميخا
*م�أتمخين�ص��سرصلفجيناةلاعل�هشد ؤ�اولقندايلمكن�س ّية والروح ّية ،راعي الكني�سة ا إلنجيل ّية الوطن ّية في منيارة ،دكتور
52
درس كتاب
نف�سهَ ،ف ِمن ال ُمفتر�ض �أ ّن ميخا ،ك�شخ�ٍص ،كان فا ِع ًل في يهوذا في فتر ٍة امت ّدت ِم ْن
قبل �سقوط ال�سامرة في �سنة 720ق.م (ميخا ،)7-2 :1وخلال حكم ملوك يهوذا
يوثام ( 735-742ق.م) و�آحاز ( 715-735ق.م) وحزقيا ( 687-715ق.م)،
وبالتاليُ ،معا�ص ًرا لإ�شعياء في الن�صف الثاني للقرن الثامن قبل الميلاد.
نظرة أدب ّية
ُيعتبر الن�ّص ال ِعبر ّي ل�سفر ميخا ِم ْن بين أ��سو أ� أ��سفار العهد القديمِ ،م ْن حيث نوع ّية
الن�ّص الذي و�صلنا في المخطوطات القديمة التي ت ّم العثور عليها حتى يومنا هذا.
ورغم أ� ّن بع�ض �أجزاء الن�ّص لا ُتعاني ِم ْن أ� ّية م�شكل ٍة� ،إ ّل �أ ّن �أجزا ًء �أخرى منه ُمد ّمر ًة
بطريق ٍة كبيرة؛ الأمر الذي ُيجبر دار�سي ال�سفر على لاا�ستعانة بالترجمات القديمة
لل�سفر ،كالن�سخة اليونانية ال�سبعينية والترجمة ال�سريانية وغيرهما.
ِم ْن جه ٍة ُ�أخرى ،يقترح الباحثون ِع ّدة طر ٍق لتق�سيم ال�سفر وبناء ُب ْن َيته الهيكلية.
حيث يمكن تق�سيم ال�سفر بح�سب الموا�ضيع التي يتعامل معها على ال�شكل التالي:
53
. IXخ ّطة الله ()13 -6 :4 ال ُمق ّدمة الافتتاحية ()2 -1 :1 . I
. Xحاك ٌم موعو ٌد ِم ْن بيت لحم ()5 -1 :5 دينون ٌة �ض ّد ال�سامرة و�أور�شليم ()7-3:1 . II
. III
. XIخلا�ٌص ودمار ()15 -6 :5 حز ٌن ورثاء ()16 -8 :1 . IV
. XIIدعوى الرب �ضد �إ�سرائيل ()8 -1 :6 خ ّطة ا إلن�سان وخ ّطة الله ()5 -1 :2 . V
. VI
.XIIIإ�ثم ا�سرائيل وعقابها ()16 -9 :6 الأنبياء الكذبة ()11 -6 :2 . VII
. XIVمعاناة إ��سرائيل و َمْ أ��ساتها ()7 -1 :7 وع ٌد بالخلا�ص ()13 -12 :2 . VIII
ت أ�ني ٌب للقادة وللأنبياء ()3
. XVوع ٌد بقيام إ��سرائيل ()13 -8 :7
� . XVIصلا ٌة وت�سبيح ()20 -14 :7 جبل الرب () 5 -1 :4
في حين يقترح �آخرون تق�سيم ميخا �إلى أ�ربعة مقاط ٍع �أو �أجزا ٍء :ميخا :2-2 :1
يينتب�عض ّممننتن�اصلواًباحباليلنه 14 :5-9 :4؛ 20 :7-1 :6؛ ك ّل جز ٍء منها 8 :4-1؛ 13؛ :3
حيث الكارثة هي نتيجة للخطية ،والرجاء والرجاء، الكارثة
الذي لااحتراف ّي التحرير ّي العمل تظهر الأجزاء ترتبط ببع�ضها بطريقة ونعمته .وتلك
ميخا خلال رحلة كتابته. خ�ضع له �سفر
الهيكلية التالية آ�الخلاروهونت ّيباة؛قتلارااقحتررا�حسمواالل ُببننييةة الوقت الذي يقوم فيه باحثون في
ال ّل َذ ْين �سنتعامل وذلك اعتما ًدا على وجهة النظر لميخا،
معهما في درا�ستنا اللاهوتية لل�سفر �أدناه:
� 1إعلان مجيء الموت والدمار (ميخا )1
2ف�ساد ال�شعب (ميخا )2
3ف�ساد القادة (ميخا )3
� 4إعلا ٌن لم�ستقب ٍل باهر (ميخا )5-4
-3ف�ساد المدينة والقادة (ميخا )6
-2ف�ساد ال�شعب (ميخا )7-1 :7
54
درس كتاب
-1إ�علان للخلا�ص من الموت والدمار (ميخا )20-8 :7
اِققول َببكّ�لصبأ�حاةي�مرس،يً�مضبواخاه�إامراِجمالهْإ�من6ةرو2رب:مو�ييشاج8نتهو 1إ�مةي،،ي�اشففلخع�إناييّنا�أظو ّاءير.نلاباممفلوالأكءكلدمةمبال ّيحمذكزةي،كقخيرحاانزه.اانقاأ�لوي ُماعك.هعلللااينكرهة،قّتنبُّت�فاتص�لشيٌةطيكلرتاالب�إل�إنيرك�بنشاوا6لءرمم2ة:ةوياتلخ�8أجهاتا1ه�إةيوفلَنيفِىبه َّيي�نْسي�إبفرإ�يورمءع ِيلمةماايَنُمنفخاعايلدلأنن�ينسةفنبي�وِياسمناهٍْءنق.ة
م�شروطة؛ ا ألمر الذي يجب �أن ُنح ّذر ِم ْن �أ ْن ُن�سقطه على �سفر ميخا نف�سه ،والذي كما
�سنرى أ�دناه هو �سف ٌر ُت�سيطر فيه نعمة الله في مواجهة الدينونة ال ُم�ْستح ّقة.
ا َيوول أ�لقوَاتد َحويييقُكفأ�ادويم�ُبنناليًفلنَصم�بهاِْنسممِااحُْينلثْروإ�وِهع�قشنُيبتع،،بيمتافيَألقء�إدَّ�أخّننياو َمفم َم4ميفَ :رنرخا:�ِّ4بمضيّ4ي«:لْا َبخ ٍُااْ1تلُن�أ-وَُيوِدْ4جمَمِتلتم َ�لُكنسَّلطفوَاٍمةمَب»ن،لق�تصةُكو،دفا ُّ�لرلتستقيَُورراييِملًبذحتاٍالدل،يك َفوإلا ْت�لجشعتَدتعنطياَمالكباقْءراا َقمثبِ2،تن:لِهي�سل2ن َ.ووهاَ-اءوْ4تل�أ،ف َكّتينوان�إاِلت�لفييناَبشن ِترق�ِّه2ق،ىص.
ذلك أ� ّن غير ا ألخرى. ح�ساب لفلرتط� ّضو ّيرةابلأيدنب تيللك ألالدفرب ا�لضنّيباوتي.على من ال�صعب اختيار �أي
التطابق ُيق ّدم نموذ ًجا
نظرة تاريخ ّية
العانب�كشيمواك�تذشن ّبكخأ�ر�نفاصيأ� .اعولللناكه�،صنفكفااملالنثذظارنكةيرانللالتقفقرلييندا ّحيللةثقاالممتين�خسقااببلكقااةنل،متيفل�إتا ّفندت،ارلفن�بيضيفبتف�أر ٍيةنكممتيعاابخنا�ااصالرل ٍ�ةمشقلإخد���شسعصياهقدوء
ا�لستف أ�رليولفي�واسلت�شحخري�رص،قبولق�أدنمتّربلتغت�قشركيل ًبهاا الجنمهياعئ�أي�سافلاذريالنععهردفاهلاقدعيلمي اهل ُفميختكلتفاةبنبارالحلمةقد�مسن
اليوم.
ا�لسكفاررمثيةخواالقردجاخء�،ضكعملاعيملظ ّيهةرتفحيرلياارقِبتَيرٍدا ُح املتثرافن ٍةي فكما ذكرنا أ�علاهَ ،ف ِمن الوا�ضح �أن
جعلت من ال�سفر مجموعة من �إعلانات
55
ت�صاعد ٍّي وتنازل ٍّي لملتبننايةظرالبهيينكليخةطليلئ�سةفارل أ��شععلابه،و أ�وخلاو��ضصعالتلهل،هك ُبمْنايةي ُظمتهدر ّرفجيةالبب�شنيكةٍل
الهيكلية اللاهوتية التي قدمناها في لااقتراح الثالث �أعلاه.
أ�ت ّ�أنلايلوف�َيسه ْ.عف َترفبرييتا�ألكلعلدافي أ�دلأ�محصولنا ًاالل،بمانمحنثثلايالثنم�أة�س�أنتجتحزيكارءلا �أرتواحل َددم ّيرعدوبتةثاللارلث�يسةخمامعلرامفريححلل:1ةما2نل؛تال3ي:توح1ر�ويصر6ل :فخ1لي ُاته�الشايرلر��إسحللفرىة
اإ�فللعيىهمد�رصايلحقغلدتةيهمم،وا�قشبدكعلدمهاّرال�لبسنربهاحي.لئ ٍَّيةكْميطا،و أ�يوّنل�إ ٍهةنممكناناانللوتامحن�رضايلحرو أ�اوان�لض�تسح�أفلأ�رينمف�،يسفخورلا،ا أ�ميييبلً�خضاغ،ا�شكككغغلييهررههالنممهننا أ�أ�ئ��سسيفف�إاالرار
العهد القديم ،مكتوب من وجهة نظر أ�ور�شليم ويهوذا.
نظرة لاهوتية
معنى ا�سم ميخا والذي هو �صيغة مخت�صرة لميخائيل هو «من مثل (الله)»؛ وهو
(مي ،)18 :7والذي ُيختتم به االللل���سسش ؤ�فعارلب.فايلأ�إ�سعالا�سٍنيلافهيو�تس ٍّفيرعمظيي ٍخما َِ :ل«نَم ْنهو ُاه َولإِ�إلله ٌهالِمذ ْث ُلي َكي..د.؟و»ر
حوله �سفر ميخا و ُيعلن كلمته
حيث �أنه مما لا �ش ّك فيه ب�أن عظمة الله هي مفهوم �أ�سا�سي في ميخا .فالله هو «...
ا ِ�َس ألَ ِّفيْرِد ُم�ُِْنكضَِّل،حاَد ٍَفرَألَت ْرُ«ذو(�ِ ُ1ضب»:لِْ (3امَ -بيا)ُ 4ل3ْ َ :.4ت َتُ 1ه) ،،ا َول َذت ْن�يَش«ُّ.ق..ا ْلَيِو ْْدخ َُرياُج ُن ِم َكْنالَم�َّشَك ْام ِِنع ِه ُقَوَّد َاي َْنم ِزا ُلل َّن َاو َِرْ.ي�َِشكايْ َل َاع َلِءىلْ�َُاشْن َوا َ� ِصم ِِّبخ
�أا َيلممل َطعهال�إِمبوبلهاِعطهلارَرظلكير»مّقبةٍ(ةبامفل�لمسييهلنيب6امط:ارلةإل.ني8ن�)ق�ف.سسةبباةحتن�لعسما�سيبمولخهماىيت«مخ..جاع،.عاأَ�ال ْلآنلإالنَخت��شرس ْ�ايعص َنننب َع ُمفمدلْيط َعاا َّرولَّقًبحالأَومبُنةأ� ِتُّينوَّب�يعصالدعلايَّرحل�ةْحشط َموراَةيح�،يقساَهتو ًةَقتوا�ُْمسيمُلقكةَّد.كو�سُنفمًةَتم،مَاو�اوسايِلؤ��ضذعو ًبًعاليد
56
درس كتاب
ولذلك، فظلعمظامةإلنا�لسلاهنوملأ�سخ�ؤيوهل ّياةلإان�لإسنا�سنا (نمهيماُ :2مر1ت-كز11ك؛ ّل6ل:اه9و-ت6م1؛يخ7ا.: وبالتالي،
،)7-1 فميخا يدين
مع التركيز ب�شك ٍل خا�ٍّص على م�س ؤ�ول ّية القادة ( .)3و َي ْع َتبر ميخا �أ ّن ذلك ال ُظلم هو
اولبتالح ّتدالييا،لاحل�قسيبق ّبياللرعئظي�مسةياللله،جلوابلدكي�نسورناةلاحلقلهي.ق ّي لم�س�ؤول ّية ا إلن�سان �أمام تلك العظمة،
لف�شيعلفبلكهكنبهمِامَ .حنفّبابةل ُحمو�هرس ّمبحأ�امْنلةب ُننذليلاةكِاحاللظإلال ُههه،نوااتل�أيت ّةنيارللت�هسايالهقة ّديممينكالخمهاةااهلف َفيي اْ�رلص�نلس،اظلرو ٌةةتادَتورلأتردببديطيةنفأ�وينعهلةااالهدله(يانلووننعمدةاوالذلتلههج
اولاثلاقلادثةل،لبونتيكةوانلهليهكملاياةل)،كل ُتم�ةسيالطنرهامئيح ّةبةفاليلهمووارجحهمةتاهلمووت�تسووادلادنمافر.ي وجه ف�ساد ال�شعب
(مي ،)1و ُيق ّدم ذلك الموت والدمار حيث يبد�أ ال�سفر ب إ�علان مجيء الموت والدمار
.)3وي�ضع ال�سفر في مركزه �إعلا ًنا كنتيج ٍة لف�ساد ال�ّشعب (مي )2وف�ساد القادة (مي
ل ُم�ستقب ٍل باه ٍر يبنه الله للبق ّية الباقية في و�سط ذلك الموت والدمار ،ورغ ًما عن
ذلك الف�ساد (مي .)5-4لك ّن ال�سفر ُيعلن أ� ّن ا إلن�سان ي�ستمر ب�إ�اصرره على رف�ض
التجاوب مع مح ّبة الله ورحمته ،ف ُي ؤ� ّكد على ا�ستمرار ف�ساد القادة (مي )6وال�شعب
(مي )7-1 :7على ال�سواء .لكن ورغم ذلك ف�إ ّن الإعلان النهائي في ال�سفر هو �إعلان
وا�ستمراره برف�ض الحتييث تين�أتت�يص ارلإعلعلىا �نشا ّرلانهإلانئ�سيانفيوتمعيّنتخها للخلا�ص بف�ضل محبة الله
ك�إعلا ٍن للخلا�ص الله والتجاوب مع محبته،
من الموت والدمار الذي ي�س ّببه ف�ساد الإن�سان (مي .)20-8 :7
ال��لاششعه�هصابووودهتِمرةأ�ّ َيةنمماياثبلتلماُما�الحثّشدفلاةرخنتةل�إايلع َلقإلكلنْةييانمامظااالرنت ُأ�نتنديانلرايومّكتلهي�أعوخ ّلخذتنااياهقةلياتتخنل�اع�شيضاظقب ّمياةهلمندلوهةًة:ط�ووصرفلو�أيهف ّرقويهًًةةئلمةتنم(اآ�عمُ آ�اّايلزمملّل1لةافن-ايهج2ونًدم)ات(،عليه6د:اهاذلعه1هو�صاي-ىلحبي�8يصرط).حورفيرعلوقةهتهةات�أواه�لولضايرّلبم إ��أتبنزعاخلترم�الضنكدانى
بقيم ملكوت الله .وثان ًياُ ،تعلن تلك ال�صورة �أن الله هو المبادر في علاقتنا به و أ�ن تلك
57
العلاقة تعتمد على عمل الله في حياتنا ولي�س على ا�ستحقاقنا نحن أ�و ما نفعله نحن
( آ��آ .)5-3وبالتالي ،بكلمات �أخرى ،يعلن ميخا �أ ّن علاقتنا بالله هي علاقة نعمة تعتمد
على �شخ�ص الله ومحبته ورحمته .و�أخي ًراُ ،تعلن تلك ال�صورة والدعوى التي يرفعها الله
اول�تمضدميا�ريش�عسجبابهتأ�ع ُنمبرعن ّيقهنواة إ�م،عبولأ�ها ّاًننافِمليقايهماوو�اتسًّيجاهعلةعاظقميتحًنمبااة آ�باالخلللرهه،ووونإ�يهعمومات�أنهّننالهابايه�سلوتيا�لسجتازتباةممانلاج ّر�بصدتالحليكتزاحالةمعالبلاموقظةحايدههوةر
ليح�ولسناد(ر�آ�آج6ة-تدّ)8ي.ننا ،ولكن مقدار التزامنا بالحق والرحمة في علاقتنا بكل من وما
خاتمة :رسالة ميخا لنا اليوم
يدعونا لن�ضع الله �أوّو ًُملرلتافك�يزش ّكححيبيا�أاتتّننناا،مفيويخن أ�ات ّييج ّن�حشمبيل�أٍءرن�آ�سنخا�رلسً ،ةمفللحاي�هألسو ّ إ�تي ّلي ً�هةشمهيثٍاء ّلم�آاًةلخللهر.نا�أ انلييوحمّ .لفامل�حسّلفه،ر
أ�و �أن ن�ضع ثقتنا
وميخا يدعونا لندرك عظمة الله وم�س�ؤول ّيتنا كم ؤ�منين به ،ولندرك أ� ّن عظمة الله
ر�سالة الفائقة ،التي لنا بها وحدها رجاء .وتلك ونعمته �أل�نساا ا�ًسلايوعملىفيم احل ّب�ةشراللقه ترتكز
الكلمة حيث ُيق ّدم ميخا لنا ر�سالة رجا ٍء ب�أ ّن الأو�سط، ها ّمة
النهائية هي لخلا�ص إ�لهنا ،ولي�س للموت والدمار والدينونة.
لك ّن ميخا يدعونا لنرى تلك المحبة والنعمة على �أ ّنها في نف�س الوقت تتح ّدانا كيما
بت أ�عتنبرنعيط�ريشقةحيتاعةامنللنتازممعفيهاها�شبامهحداًّب �أة�سكال�سيمًانلموقمداارحتوجلاناو،بنبامامعفيمذحلبكة معها نتجاوب
والتي الخليقة،
الله ونعمته .ويدعونا ميخا لندرك �أ ّن التزامنا بعلاقة مح ّبة وم�س�ؤول ّية تجاه الآخرين
دومايعلننيخلةى.يقفواةرههوغوةنمففا�اسقيداعةلكم�لومسقعمنفاقداهالارذ،اليوتي�زاسحيّذمقنراونامبعيمل�ياسقوختاعنامببنعادللمهعغّ ،دبوةةلايقل�ر�سوسقنومبجطتّربفد ّناييلهتفزافخ اميلناقهيباجممومامبرهه�اسعابللىات
الكتبة والفري�سيين (مت .)23
58
درس كتاب
ُمق ّدمة إلى سفر ناحوم
ال�سفر التالي بين أ��سفار الأنبياء ال�صغار هو �سفر ناحوم ،والذي ي أ�تي في
المركز ال�سابع بين ا أل�سفار لااثني ع�شر �سواء بالن�سخة العبر ّية �أو الن�سخة اليونان ّية
ال�سبعين ّية ،حيث أ�ن ترتيب الأ�سفار لااثني ع�شر ي�صبح ُمتماث ًل بين ال ُن�سختين ابتدا ًء
من ناحوم.
المقدمة لاافتتاحية لل�سفر ُتعلن ب�أ ّن ال�سفر هو «وح ٌي على نينوى� .سفر ر ؤ�يا
ناحوم ا أللقو�شي» ( ،)1 :1وذلك لااعلان هو ا إل�شارة الوحيدة في ال�سفر ،وفي العهد
59
القديم ب أ��سره حول ناحوم ،ال�شخ�ص .فخارج الكتاب المقد�س ،ا�سم ناحوم ،والذي
يعني «راحة أ�و تعزية» كان ا�س ًما �شائ ًعا في المنطقة .لكن لي�س هناك �أ ّية معلومة
عن �شخ�ص النبي ناحوم� ،أو ح ّتى عن المكان الذي ِم َن المفتر�ض �أنه ي أ�تي منه،
أ�لقو�ش ،والذي لا يمتلك الباحثون �أ ّي معلومة لتحديد مكان وجوده ،على الرغم من
المحاولات العديدة التي قام بها الباحثون ،دون �أي نتيجة موثوقة لتحديد موقع
مثل هكذا بلدة.
نظرة أدبية
حيث ُم�ستواه ا ألدب ّي وال�شعري. ِم ْن واحترا ٍم َكبي َر ْين بتقدي ٍر يتم ّتع ناحوم
ا ألعمال ال�شعر ّية في العهد القديم �أه ّم ُيعتبر ناحوم ِم ْن الأدب ّية، ف ِم ْن وجهة النظر
ب أ�كلمه .و َيعتبر العديد من الباحثين أ�ن ال�سفر قد ُكتب ل ُي�ستعمل بطريق ٍة ليتورج ّية
في العبادة ولااحتفال .ولا يقت�صر ال�شعر في ناحوم على الق�صيدة المكتوبة بنمط
ال ( )acrosticsفي بداية ال�سفر ( ،)9/8-2 :1ولك ّن ال�سفر ب أ�كمله مكتو ٌب بطريق ٍة
�شعر ّي ٍة رفيعة ج ًّدا.
فال�ِس ْفر يتم ّتع ،باللغة العبرية طب ًعا ،بهيكل ّي ٍة أ�دب ّي ٍة �شعر ّي ٍة لا ُياثله فيها في
الكتاب ال ُمق ّد�س إ� ّل �سفر ن�شيد ا ألن�شاد .فهو ُمق�ّسم �إلى ِن�ص َف ْي ُمت�ساو َي ْي تما ًما
من حيث عدد الكلمات والعبارات وا ألبيات والمقاطع ال�شعرية مع المركز في نا
11 :2( 10 :2بح�سب الن�ص العبري) « َف َرا ٌغ َو َخل َا ٌء َو َخ َرا ٌبَ ،و َق ْل ٌب َذا ِئ ٌب َوا ْر ِت َخا ُء
ُر َك ٍب َو َو َج ٌع ِف ُك ِّل َح ْق ٍوَ .و�َأ ْو ُج ُه َج ِمي ِع ِه ْم َ ْت َم ُع ُح ْم َر ًة» ،والتي يعتبرها الباحثون
تلخي ً�صا لك ّل ال�سفر في ر�سم دمار نينوى ،وبالتالي تلعب دو ًرا مركز ًّيا في نقل
محتوى ور�سالة ال�سفر ككل.
تلك ال ُبنية ال�شعر ّية الهيكل ّية ال ُمم ّيزة �ساهمت في الحفاظ على ن�ص ناحوم
60
درس كتاب
باللغة العبر ّية ،وفي و�صوله إ�لينا ب�شكل �سليم إ�لى حد كبير ج ًّدا ،كما هو الحال مع
�سفر ن�شيد الأن�شاد .فم ّما لا �شك فيه ب أ�ن لاا�ستخدام الليتورجي المو�سيقي ال ُمغ ّنى
لل�سفر جعل الحفاظ على �صيغته الأ�صلية �أم ًرا أ�كثر �سهولة.
وكما ذكرنا �أعلاه ،يتم ّيز الجزء الأول من الإ�صحاح ا أل ّول من ناحوم أ� ّنه عبارة
عن مزمور أ�و ق�صيدة ِم ْن نمط ال (� ،)acrosticsأي �أ ّنها ت ّتبع ت�سل�سل الأبجدية العبرية
(�أبجد هوز حطي كلمن �سعف�ص قر�شت؛ النمط الذي �سبق لنا و�شرحناه في المقدمة
للأ�سفار ا ألدبية وال�شعرية وفي الحلقة الخا�صة ب�سفر المزامير والحلقة الخا�صة
ب�سفر المراثي) ،ولكن ب�شكل جزئي يمتد بين نا 2 :1وحتى آ�� 8أو �آ 9كح ّد �أق�صى.
وهذه الق�صيدة تتح ّدث عن ك�ش ٍف أ�و إ�علا ٍن �أو ظهو ٍر �إله ّي ،وم ّما يلفت النظر ب�شك ٍل
خا�ٍّص في الق�صيدة هو ا إل�شارة �إلى زئير (ال ُمترجم «ينتهر» في ترجمة فاندايك)
الر ّب في وجه البحر ،وهي نف�س ال�صورة الم�ستخدمة للمواجهة بين بعل والبحر/
النهر في الأدب الفينيقي-الكنعاني.
من جه ٍة أ�خرى ،يت�ض ّمن ناحوم 2و 3عد ًدا ِم َن ال ُج َمل والعبارات وال�صور التي
ت�شبه بع�ض الجمل والعبارات وال�صور الم�ستخدمة في الن�صو�ص الكتاب ّية التي
تتح ّدث عن «يوم الرب» ،كما هو الحال مث ًل في نا ( 10 :1يوئيل 5 :2؛ عو 18؛ ملا
،)19 :3نا �( 4 :2إر 9 :46؛ يوئيل 9 :2؛ عا ،)16 :5نا ( 8 :2إ�ر ،)21 ،5 :46نا :2
�( 9إ�ش ،)7 :2نا �( 11 :2إ�ش 8-7 :13؛ يوئيل ،)6 :2نا ( 2 :3يوئيل ،)5 :2ونا :3
�( 10إ�ش 16 :13؛ يوئيل 2 :4؛ عو .)11
أ�ما بالن�سبة للبنية الهيكلية لل�سفر ،فهي بنية �سهلة ن�سب ًّيا ،ويمكن ر�سمها على
ال�شكل التالي:
61
المقدمة الافتتاحية ()1 :1 . A
غ�ضب الرب على نينوى ()15 -2 :1 . B
. C
�سقوط نينوى ()2 . D
الويل لنينوى ()3
نظرة تاريخية
لي�س هناك الكثير م ّما نقوله هنا ،فكما ذكرنا �أعلاه ،يفتقد ناحوم أل ّية �إ�شارة
لتاريخ كتابته �سواء في ال�سفر �أو خارجه .و إ�ذا كانت النظرة التقليد ّية لتاريخ كتابة
ناحوم تعتبر ب أ�ن ال�سفر يجب �أن يكون قد ُك ِتب قبل �سنة 609ق.م ،.وهي �سنة �سقوط
لاامبراطورية الآ�شورية على يد البابل ّيين ،بما �أ ّن ناحوم هو «نبوءة» عن �سقوط
نينوى ،ف�إن تلك النظرة هي أ�بعد ما تكون عن الواقع ،خ�صو ً�صا في �ضوء مفهوم
النبوءة في الكتاب المقد�س وفي �ضوء محتوى ال�سفر نف�سه.
فالنبوءة بالمفهوم الكتابي هي لي�ست عرافة و إ�علان للم�ستقبل ،ولك ّنها �إعلا ٌن
لكلمة الله في واق ٍع ُمع ّ ٍي وقراءة للواقع في �ضوء تلك الكلمة .وبالتالي ،فناحوم يقر أ�
�سقوط نينوى ،الذي �سبق وح�صل ،كما ي�شير محتوى ال�سفر بو�ضوح ،في واقع ُمع ّي
ُيريد ناحوم �أن ُيعلن له ر�سالة ُمع ّينة ِم ْن خلال تلك القراءة.
وبالتالي ،ف ُمحتوى ال�سفر ي�شير �إلى أ� ّنه قد ُك ِتب َح ْت ًما في الفترة الفار�س ّية
(القرنين 5و 4ق.م) ويحمل ر�سال ًة و إ�علا ًنا لاهوت َّي ْي ل�شعب الله في تلك الفترة ،كما
�سنرى �أدناه.
نظرة لاهوتية
ِم َن ال ُملفت للنظر �أ ّنه لا يوجد �أ ّية قراءة م�أخوذة ِم ْن ناحوم في القراءت ال ُمح ّددة
بح�سبالروزنامةالكن�س ّية أل ّيةكني�سة؛ا ألمرالذي ُيعطيلاانطباعب�أ ّنجميعالكنائ�س
62
درس كتاب
لم تجد أ� ّي �شي ٍء لاهوت ٍّي �أو �أخلاق ٍّي أ�و غيره ِ ّما يمكن لناحوم أ�ن ُيق ّدمه للكني�سة
وللم�ؤمنين .فنظ ًرا لأ ّن ناحوم لا يت�ض ّمن �أية ر�سالة مبا�شرة ليهوذا �أو دعوة لإ�اسرئيل
للتوبة �أو حتى إ�لاعن للدينونة �ضدها ،و�إنما هو عبارة عن «احتفال» ب�سقوط نينوى،
كثي ًرا ما نظر �إليه الباحثون على �أنه يحمل نف�ًسا قوم ًّيا �أ�صول ًّيا عني ًفا ،في حين
حاول �آخرون التخفيف من ذلك باعتبار �أ ّن �سقوط نينوى في ال�سفر هو �صورة رمز ّية
لانت�صار العدالة في مواجهة الظلم والقهر.
ولكن ناحوم يتحدانا لاهوت ًّيا على ُم�ستو َي ْي اث َن ْي ،فالكتاب المقد�س كما يقول
كالفن ،لا ُيعلن لنا فقط ما يجب �أن نكون عليه وتكون عليه ا ألمور والواقع الذي
نحن مدع ّوون �إليه ،لكنه ُيعلن لنا �أي ً�ضا َم ْن نحن ،وي�ضعنا في مواجهة حقيقتنا
وواقعنا الذي نعي�ش فيه ،كيما ُندرك �سقوطنا وانك�سارنا وحاجتنا لنعمة الله .وفي
ذلك ال�سياق ،يكون ناحوم �سف ًرا يحمل ر�سالة تح ّد كبيرة لنا ،أل ّنه ي�ضعنا في مواجهة
حقيقتنا التي تفرح بدمار أ�عدائنا ،وترى في ذلك �سبب خلا�ص وفرح واحتفال لنا.
في نف�س الوقت ،يتب ّنى ناحوم مفهو ًما ها ًّما حول الله وعلاقته بالتاريخ .ف ِم َن
ال ُمثير للانتباه �أ ّن ال�سفر يبد�أ بذكر الله أ�ربع م ّرات في الآية ا ألولى منه (نا ،)2 :1
نيافتحتوحمببهأ�اكلقم�هصييدقةومك�شعلفى�أ�إود إ�راعلكاهنو إ�أ�وعلاظنههولرم�إلنه ّهيو(ال:1له2،ك�-إل8ه)9ُ /ي�.سوكب،البتاحل�سي،بفنلااحهوومت،
ب ِم ْق َود التاريخ ،وله كلمة الف�صل النهائ ّية فيه.
ورغم أ� ّن غالبية الباحثين يعتبرون الق�صيدة لاافتتاحية في ناحوم (نا 8-2 :1
�أو )9هي ق�صيدة و�صف نموذج ّية للإله ال ُمحارب ،غير �أ ّن ُمعظمهم لم يتعاملوا مع
ال�سفر ب أ�كلمه على أ� ّنه ُيعلن تدمير الرب ،الإله المحارب ،ألعدائه الآ�شوريين .فناحوم
2مث ًل هي دعوة �ساخرة من الجيو�ش ا آل�شور ّية لكي ُتدافع عن نف�سها في مواجهة
الفتح القادم لجيو�ش الرب ،ا إلله المحارب .وناحوم 3ت�صف الخراب الذي ُي�س ّببه
63
الرب المحارب ،الذي هو َم ْن ُيهين نينوى والجيو�ش ا آل�شورية .والإ�صحاحات
الثلاثة في ناحوم ،جميعها ت�سخر من الملك ا آل�شوري ،الذي يقف عاج ًزا أ�مام ال ُقدرة
الفائقة للرب ال ُمحارب الج ّبار .أ� ّما �صورة ال ُمحارب الج ّبار للر ّب َف ِه َي تلعب دو ًرا
ها ًّما في الإعلان ل ُمتل ّقي ال�سفر في الفترة الفار�سية أ� ّن الر ّب قادر لي�س فقط على
تدمير الآ�شور ّيين ،ولكنه قاد ٌر على تدمير و�إزالة حتى �أعظم الخ�صوم .و ِم َن ال ُملفت
للنظر �أ ّن ال�سفر لا يحتوي أ� ّية إ��شارة لما هي خطايا آ��شور� ،أو �أية دعوة ليهوذا لتتوب،
�أو أ�ي وعد لها ب�إعادة البناء في الم�ستقبل .وبالن�سبة لناحوم� ،سقوط نينوى كان
نتيج ٍة ل ُقدرة الرب ولي�س نتيج ٍة ل ُقدرة البابليين ،ف�سقوط نينوى كان عقا ًبا من
الرب لها .وبالتالي ،فناحوم النب ّي ،ال�سفر ،كان يهدف كيما يعلن لل�شعب في الفترة
الفار�س ّية �أ ّن م�صير جميع الأمم هو بيد الر ّب ،الذي ُي�سك بمقود التاريخ وله الكلمة
الف�صل فيه.
خاتمة :رسالة ناحوم لنا اليوم
على الرغم من ال ّنظرة التقليد ّية ال�سلب ّية لناحوم ،إ� ّل �أ ّن ال�سفر يحمل ر�سالة
لاهوت ّية ها ّمة لنا اليوم .فناحوم ي�ضعنا وج ًها لوجه أ�مام حقيقة طبيعتنا الب�شر ّية
التي ترجو دمار �أعدائنا ،أ�و حتى من لا نح ّبهم ،و ُت�ص ّلي إ�لى الله كي يتد ّخل إ�لى
جانبنا ويحقق ذلك ،وتفرح عند ح�صوله .ونحن إ�ذا ما وقفنا وقفة �صد ٍق مع �أنف�سنا
�سنعترف ب�أ ّننا كثي ًرا ما فعلنا ذلك خلال الأزمة في �سورية .فكثي ًرا ما تم َّن ْينا دمار
داع�ش وغيرها ،و�ص ّل ْينا �إلى الله كيما يتد ّخل ويفعل ذلك ،وف� ّسنا ذلك على �أنه
خلا�ص لنا ،دون �أن ُندرك كم يتناق�ض ذلك مع طبيعة إ�لهنا ،كما ج�ّسدها و أ�علنها
في �شخ�ص ي�سوع الم�سيح ،ك إ�له محبة ونعمة وحياة ،إ�له يغلب ال�ش ّر بالخير ،والعنف
والحقد والقتل بالمح ّبة ،والموت بالحياة� .إله ُيعلن ن�صرة الحياة على كل �شر و أ�لم
وموت ،بالمحبة ولا �شيء غير المحبة .ناحوم يدعونا لندرك أ�ن كلمة الن�صرة
النهائية هي إللهنا ولمحبته وللحياة معه وفيه.
64
درس كتاب
ُمق ّدمة إلى سفر حبقوق
ذوهالال ٌّكيام.لو�ونّساُمفن ؤ�رّي ّثاةرلاثلفا�سيمبانعليتبنرايّينةث�ألل�وساعلفهلادارااهلوقلأدنتيباميلامءه�واسلي�س�حفصرغي،ارحو إ�بلاقناوثكنقا،ينوااعلل�ذكشثري،يرفكيمماِكنل�اسالنامرل�سنى�يس�أحدخّينَتيا ْهن،يياهلجوعهب�لرسو ّيف ٌنةر
الالاتفليتات ُاُكي ِتقحّد ّيبمةافلليل��هسساففرارل�أّ �،سيوفال�ر.شتييف ٍءكت ُّيلدذعمكوارهنعبع�نسرففرحهب«قاَع ْلو َنوق ْاحلح ُ�يبشقا َّلوخ ِذق�يص،هَر أ��آو ُهوم َاحح َّتبي ُّقذىوك ُعرقهانلاا َّنللِب�خسُّليفف»ري(ةف1ا:يلتاا1ل)رُم،يق ّودخفميةية
َع َلى ال َّن ِب ِّي ِ َل َب ُّقو َق « َ�صل َا ٌة ك ال�سفر من الثالث لاا�صحاح ُت َع ْن ِون التي حب ،1 :3
ال�َّش َج ِو َّي ِة».
�أما عن ا�سم ال�سفر ،ففي الع�صور الو�سطى وبداية الع�صور الحديثة ،اعتبر
ال ُمخت ّ�صون �أ ّن ا�سم ال�سفر ي�أتي من الجذر العبري «حبق» (ح�ضن ،التقطَ ،ق ِبل) ،لك ّن
65
«ح ّباقوقو/ الآكادي الم�صدر يعتبرون �أ ّن لاا�سم ي�أتي ِم ْن ُمحعمبظامقاولقُموخ»تو ّا�صلذينيايل�يشويمر
إ�لى نوع من نباتات الحدائق.
نظرة أدبية
ويعيتتبرم ّي ُمزعالظنم�الصباالعحبثريني�ألّنحبحقبوققو ِبقتي�تض�أ ّّلمنهف ا ِلم ْعند�أيدجزامءن ُال ُممت� ِلشفكلةا َ ّتتتوا إ�لق�رضااءفاتتهاالوُمتجن ّموععهةا.
إ�لى حبقوق ُيق� ّسمون الباحثين ف ُمعظم ال�سفر. وتحرير ت�أليف مع بع�ضها خلال رحلة
ثلاثة أ�جزاء رئي�س ّية:
. Aحوار بين حبقوق والرب ()4 :2-2 :1
. Bمجموعة من الويلات ()20 -5 :2
. Cمزمور ()3
«وححيي رثآ� أ�ه ّنحبحقوبق:1الن1ب ُتيع»ل.نلكب�أّن ّنالمكلاميةتا�لضع ّمبنرهّيةحالبُمتر-1جم2ةهبوم،عبنحى�س«وبحتري»جمفةيففااننداداييك،ك
قانون ّي أ�و محكمة، «ت�صريح» في �إطار وه ُت�يست« َخم�دّسما»،فيواهلكيتالابتاعلنُمقي ّد�وسحليلإإ��ّشناارةت �إعنلىي
فيها َق ْ�صد الله في الطريقة التي ُيك�شف العلاقات وا ألحداث ا إلن�سانية.
هذا الت�صريح يت�ض ّمن أ�ربعة �أجزاء�( :أ) �شكوى �أولى ِم ْن ِق َبل حبقوق بخ�صو�ص
اثرلاّدُنظ إ�ليلمةه ّوميلاأ�ناّو�لحضبلطقتلوهاكقدا إ�اللل�شىذكايولريىتب ُعم ّرعحلوً�نالضاالللتههطبد«اييلدع ا�ةصلادقلياظدقام»لمللةعلكلوىادالنيقيدا�يس«نايل(ة�ش1ل:رليك5لرد»ا-ن(ي11ي1:ن)؛:1-((2ج)�)24؛ش1ك(-وب)2ى:
)1؛ (د) ر ّد الرب على تلك ال�شكوى الثانية ( ،)4 -2 :2مع �شرح معنى ذلك الرد (:2
.)20 -5
�صلاة لحبقوق على حب ،1 :3 بح�سب ما تعلن ي3ظيهتر �أ�ضي ّم ً�ضن،ا أ� ّن حبقوق في حين
رثاء من�سوب لداود. هو مزمور في مز ،7والذي وهو تعبير «ال�شجو ّية»،
66
درس كتاب
�أووكممزاايميظرهارلمفريااثلمي.زوموور،جاولد�شتجعبو ّييرة«لي�س�سلاته آ�»لةفيمو�حسبيققو ّيةق ،إ�،ّ3نوا نهووعتعِمب َينرا يلأظغاهنري �أفويااللقمز�اصامئيدر
وي�شير إ�لى الفوا�صل المو�سيق ّية ،ي�شير إ�لى �أ ّن حبقوق 3هو �أي ً�ضا مزمور .وبالتالي،
اااللفملحلل�يههبنشقامكوجلوليروبيقاّمي�حاةل.حسُ3يةث،لاليظلكبا ّنرهّنرأ�ثححا�ُققنسء.ةّو.مبتحتوهبوُبمق�فقشىو ّدياكقلامللتهم3عزهاالمللكاوحاماارفنفلتتييتم،غاّلز�سمححببيوبي ًةرقعلا،لويتُمقهه�،خوسل�أ3تيونق ًّو�هعلوصلعاقىمبمألازلرن ألمأ�و�قمنرزلضاتتتمعمغّليملنر�إىاباأ�ل�لُمضمعجالرحزفاايتتٍثّلءههييل�إمناغ.نللةهىوت،اي�ُلليسعتغفتتةر�بّتاضرب ّنراحعتلبععق�نإ�دصوملايطرىقد
إ�لى تف�صيل ّية �أكثر بطريق ٍة ال�سفر تق�سيم الباحثين بع�ض ِم ْن جه ٍة ثانية ،يقترح
ال ُبنية الهيكل ّية التالية:
ا�لش ُمكقوّدىمةأ� اوللاىفت ِمتاْنحيحةبق(و:1ق ()4 -2 :1)1 . A
ِم ْن الرب ()11 -5 :1 ر ّد أ� ّول . B
)1 :2-12 ثانية ِم ْن حبقوق (:1 �شكوى . C
ر ّد ثا ٍن ِم َن الرب ()20 -2 :2 . D
�صلاة حبقوق ()3 . E
. F
نظرة تاريخية
كما ذكرنا أ�علاه ،لا ُيق ّدم ال�سفر ،أ�و �أ ّي مو�ضع آ�خر في الكتاب المقد�س� ،أ ّية
معلوما ٍت عن حبقوق النبي ،ك�شخ�ص .ولذلك فقد ت ّمت في مراحل لاحقة محاولات
عديدة لتحديد هوية حبقوق ،ك�شخ�ص .وهكذا فعدد من ا أل�سفار التي ُك ِت َبت �أ�سا�ًسا
باليونانية (�أبوكريفا//قانونية ثانوية//قانونية) تذكر حبقوق وتحاول أ�ن
67
تر�سم ملامح �أكبر ل�شخ�صه .فبح�سب «بل والتنين» ،وهو جزء ملحق ب�سفر دانيال
في الن�سخة اليونانية ال�سبعين ّية وتعود كتابته إ�لى القرن الثاني ق.م ،.ي�صبح حبقوق
ا1ل�س/ب/يداالنبياابلل (ي،فيوياتل ّنم�ستعخرةيافل�هسبععليىني أ�ةن)ه:1«4حبق)1و.قكامبان�أني�ش�ِسو ْف ًعر،ا لدانيال خلال معا�ص ًرا
لاوي» (بل :1 من �سبط
َم ْنحو ًل يعود إ�لى القرن الميلادي ا أل ّولُ ،يدعى ب»حياة الأنبياء» ُيحافظ على زمن
حياة حبقوق المقترح في بل والتنين ،ولك ّنه يجعله من �سبط �شمعون عو ً�ضا عن
�سبط لاوي .في حين �أن كلمنت لاا�سكندراني (القر َن ْي 3-2م) يعتبر ب�أ ّن حبقوق هو
ُمعا ِ�ص لدانيال ،ولك ّنه �أي ً�ضا ُمعا ِ�ص إلرميا وحزقيال .وفي النهاية ،يقوم تف�سير
يهودي ُمت�أ ّخر يعود إ�لى حوالي �سنة 1,300م ،.يدعى ب»�سفر الزوهار» ،باعتبار أ� ّن
حبقوق هو ابن المر أ�ة ال�شونمية الذي �أقامه النبي �ألي�شع من الموت ( 2مل .)37-8 :4
ويقوم الباحثون ال ُمعا�صرون برف�ض كل تلك التقاليد ،ويعتبرونها نوع من الأ�ساطير
المت�أ ّخرة ،كونها جميعها تفتقد إ�لى أ� ّي �أ�سا� ٍس كتاب ٍّي في ال�سفر أ�و غيره.
ولك ّن غياب �أ ّية معلومات عن حبقوق ك�شخ�ص� ،أو عن تاريخ كتابة ال�سفر ،دفعت
لل�سفر ،ولي�س لل�شخ�ص، ولا زالت تدفع الباحثين ل ُمحاولة ر�سم الخلف ّية التاريخ ّية
وا�س ٍع ِم َن التواريخ يمت ّد اعتما ًدا على ُمتواه .وقد ت ّم في ذلك ال�سياق اقتراح مجا ٍل
من غزو الملك ا آل�شوري �سنحاريب في نهايات القرن الثامن ق.م ،.إ�لى غزو لاا�سكندر
ا ألكبر في الن�صف الثاني للقرن الرابع ق.م .ولكن درا�سة محتوى ال�سفر ت�ساعدنا في
تحديد الفترة التي يجب �أن يكون قد ُك ِت َب فيها.
لاافتفتعالحى ّيا َتل ّْريغ(م:ِ1م ْن1؛أ� ّن:3ح)1بقلوجزق َأ� ُْييهد اعلرىئ ِبي َ�نسب َّي ْييم(ّرا َلتتْي�صفريي احل�واسلفر�،صلِكا ْلةت)ا ،إ�ه ّلماأ� ّنفيكلاتلاُماق ّد آل َيم َتت ْيين
النبو ّية كثي ًرا .فالجزء الأ�سفار ُهما �إ�ضافة لاحقة ،و ُمتوى ال�سفر بح ّد ذاته لا ُي�شبه
والله ،من نوع الحوار حبقوق الأ ّول ِم َن ال�سفر ،الت�صريح ،هو عبار ٌة عن حوا ٍر بين
الموجود في �سفر أ�يوب .كما أ�ن ذكر التوراة في ،4 :1ي�شير إ�لى �أ ّن ال�سفر يجب �أ ْن
يكون قد ُك ِتب بعد كتابة التوراة ،التي بلغت �شكلها الحالي با�ستثناء بع�ض الإ�ضافات
68
درس كتاب
اللاحقة في حوالي �سنة 400ق.م .وبالتالي ،ف�سفر حبقوق يجب �أن يكون قد ُك ِتب في
الفترة ال ُممت ّدة من القرن الرابع إ�لى بدايات القرن الثاني ق.م.
نظرة لاهوتية
الفييهوردو ّي:1وال7م�1؛سيغحلّي:3عل1ى1ا؛ل�وسوعاء.ب في التقلي َد ْين لعب �سفر حبقوق دو ًرا ها ًّما
يحيا» ُتقتب�س فحبقوق 4 :2ب»والبار ب�إيمانه
،39-38 :10وتمثل بالتالي �أ�سا�س عقيدة «التبرير با إليمان»؛ ا ألمر الذي يجهله
الكثيرون .كما أ�ن �سيملاي ،وهو �أحد �أهم معلمي التلمود اليهودي ،يعتبر �أن حب 4 :2
ُتل ّخ�ص جميع الو�صايا ال 613للتوراة.
ِم ْن جه ٍة �أخرى ،يعتبر التقليد اليهود ّي المت�أخر أ�ن حب 3هو و�ص ٌف للك�شف
اال إلذلهي ّييحعتلفىل فجيبهلال�يسيهنوادء،بذوكترتمىقنرزاوءتلهالفتويراالةيوعلم اىلث�اسيننياءم.ن عيد الأ�سابيع ،وهو العيد
كما �أ ّن هناك ارتباط لاهوتي وا�ضح بين حبقوق وناحوم .حيث �أ ّن ِكلا ال�ِّسف َر ْين،
نيو إ�ا�سنتحوبخ أ�مد�مسو�أل ّومح َببة ْق«يو�شقُ ّر،يميرتتِلة َعف»اْلمُيم.لعااونقتبلةمك�عاشا إلعلب�جسها؟�ؤابوةل ِكالهلال ُياه،مهاكو ُتيماقيّدرا�أملاين�ناص إ�عفجباي:بنةكايُمحتفو�شماي،بمتهكنةنطللذلإلقلكهِاملْبن�اس ّر ؤ�ما أ�بلد�،أن
أ� ّن الر ّب ُي�سك بم�صير جميع ا ألمم ،و�أ ّنه ُيعاقب الأ ّمة التي ي�ستخدمها ل ُمعاقبة أ� ّمة
أ�خرى ،بما �أ ّن جميع ا ألمم هي تحت �سلطانه وخا�ضعة لعقابه عندما ت�ستح ّق ذلك.
فبالن�سبة لحبقوق ،رغم أ�ن يهوه (الرب) ي�ستخدم البابل ّيين كيما يعاقب يهوذا� ،إلا �أن
يهوه نف�سه ُيد ّمر البابليين أ�نف�سهم.
لكن لاارتباط بين ناحوم وحبقوق هو لي�س في مجرد تقديمهما لتلك الإجابة
المت�شابهة لل�س ؤ�ال ال ُم�شترك الذي يتعاملان ويت�صارعان معه ،لك ّن لاارتباط بينهما
هو أ�كثر عم ًقاَ .ف ِبما أ� ّن نينوى قد �سقطت على يد البابل ّيينَ ،ف ِمن غير ال ُم�ستغرب �أن
يت ّم و�ضع حبقوق بعد ناحوم مبا�شر ًة عند ترتيب أ��سفار ا ألنبياء ال�صغار لااثني ع�شر،
69
في ال ُن�سخ َت ْي العبرية وال�سبعينية اليونانية للعهد القديم .وبالتالي ،فالقارئ الذي
يعرف أ� ّن البابل ّيين هم من د ّمروا نينوى� ،سيرى في حبقوق تحقي ًقا لإعلان ناحوم
من جهة ،فالبابليون هم و�سيلة الر ّب في تدمير نينوى ،و�سي�ساعده ناحوم على فهم
م�صير البابل ّيين وتدميرهم على يد الرب من جهة �أخرى ،فالرب ُي�سك بم�صير جميع
ا ألمم ،كما ُيعلن ناحوم.
خاتمة :رسالة حبقوق لنا اليوم
كمار أ�يناللتو،هناكارتباطوا�ضحبينلاهوتحبقوقولاهوتناحوم،وبالتالي
في ر�سال َت ْيهما ،و�إن كان نم َط ْيهما الأدب ّيان يختلفان ب�شك ٍل وا�ضح .لك ّن حبقوق �أي ً�ضا
يتح ّدانا بطريقة مختلفة .فالحوار الذي بين حبقوق والله في ال�سفر يدعونا كيما نرى
�صلاتنا كحوا ٍر و�اصر ٍع مع الله .ويدعونا حبقوق لنرى تلك ال�صلاة لا كمحاولة منا
لتغيير فكر الله ،ولكن كمحاولة منا لنفهم نحن فكر الله ولنتغير نحن على �أ�سا�س ذلك
الفهم .فال�صلاة ،كما ُيق ّدمها حبقوق ،هي �اصرع مع الله يقودنا لندخل �إلى العمق
فنقبل �أن الله لي�س مجرد آ�لة قهوة تلبي لنا طلباتنا ،ولكنه إ�له الكون ب�أ�سره الذي
يدعونا لنقف على مرا�صدنا ُمتر ّقبين ق�صد الله وعمله ،ونغو�ص في عمقه كيما نفهمه
ب�شكل �أكبر ،و ُنغ ّي حياتنا وفكرنا بما يتوافق وفكر اللهُ ،مدركين �أ ّننا نتب ّرر ونعي�ش
بالإيمان الذي هو �أ�سا�س علاقتنا بالله ،ولي�س على �أ�سا�س أ� ّي عم ٍل أ�و ا�ستحقا ٍق م ّنا.
وتلك الر�سالة هي ر�سالة ها ّمة لنا اليوم في الوقت الذي ن�شهد فيه في ال�شرق
ا ألو�سط �اصر ًعا حول ُملك ّية الله و ُماولة ا�ستخدام الله لتحقيق إ�رادات ُمتن ّوعة
و ُمتناق�ضة .فحبقوق يدعونا لنقبل أ�ن الله هو �أكبر من �أ ّي جماعة أ�و دين أ�و فكر،
وبالتالي يدعونا لنتو ّقف عن محاولة ال ُمحاربة با�سمه �أو ا�ستخدامه لل ُمحاربة
لأجلنا ومحاولة ا�ستر�ضائه للقيام بذلك .وعو ً�ضا عن ذلك ،يتح ّدانا حبقوق كيما
نرمي �أنف�سنا بين يدي الله بالإيمان وبالثقة ،وب�أ ّن م�شيئته هي حياة وحياة أ�ف�ضل
لكل الخليقة.
70
الغرب عن قرب5
جان هينري جويت
ي�سوعال�شاكر
جون هنري ُجويت
1923 – 1863
الحلقة التا�سعة والع�شرون
ابكخألايدنمنم«راللاجمذجلوعذيولنننيم اةأ�هكّثمنرمرتاردِهعرعنيًيل�واساي ُلةجهفواع ّفّدينألةكاتاحل»كدنوناتعهد أ�ئاوظ�ثئيًوسمفٌراايفعكييبظذعيلإ�رطنكيكعاللالييلوزهفق ّي�فتض.ايللنج�ط ألنشف�أ�هوسللّيتهجة،هوِ،لنوباقد أ�ودرت�أ�ورص�ب�عسصرهحباَعحاعللفُميميفهع.رعب�إومي ًفة�ٍاضتباافكملا�ةسحلأيليذوعحلّيظٍّكية،،.م
�إلُنيَمكعّيل ًزتظا ّراف،ب أ�ي��أوسالمويجربتاهكزافامليّرماا ٍلحتويععطدظايد�إ ألةذ.طلكك�ساا ّنين
�شديد الحر�ص في اختيار الكلمات،
ح ّتى أ� ّنه در�س القامو�س وك�أ ّنه
يدر�س أ� ّي كتا ٍب �آخر .لم يكن م ّيا ًل
االإلكعتتمب،ادبعللىكاالنمعيردفرة�اسل ُم�عس َتظ َام ِّدتةه إ�لى
ِمن
والتي الت َز َم فيها بموا�ضيع رفيعة
الم�ستوى في ا إليمان الم�سيحي.
كان كات ًبا غزير الإنتاج ،ولا زالت
زكتم ُبا ِهنناالاملطحباو�عضةر.معرو�ضة للبيع في
* تعريب ال�شيخة إ�لهام أ�بوعب�سي
72
الغرب عن قرب
يسوع الشا ِكر
عظة لجون هنري ُجويت ()1923 - 1863
« َف َل َّما ا َّت َك أ�َ َم َع ُه َما ،أ�َ َخ َذ ُخ ْب ًزا َو َبا َر َك َو َك� َّ َس َو َنا َو َل ُه َماَ ،فا ْن َف َت َح ْت �أَ ْع ُي ُن ُه َما َو َع َر َفا ُه
ُث َّم ا ْخ َت َفى َع ْن ُه َما» (لوقا .)31 - 30 :24
أ�و ّد أ�ن أ�و ّجه تفكير ق ّرائي �إلى واحد ٍة من عادات ر ّبنا ال�شخ�ص ّية أ�لا وهي عاد ُته
في رفع �صلوات ال�شكر .ك ّل من يع ِرف العهد الجديد يع ِرف كيف �أ َّن الحياة الر�سول ّية
كانت زاخرة بالتمجيد والت�سبيح .وكانت هذه الت�سابيح ،خلال �أ ّيامهم ال ُمتغ ّية،
تنط ِلق وكا ّنها نه ٌر ُي�َس ّبح الله ويم ّج ُدهِ .من أ�ين تع ّلموا هذه الت�سبيحة؟ تع ّلموها ِمن
ِمن وجود �شي ٍء ب ّد اال�سرت ّثب.ناإ�ئّن ٍّيعوامدمة ّي ٍز«ابل�مشعأ� ّلِنمه»ا.تلرقكد أ�ُت �إخ ِن ْبطنباا ًععانعتلممييًقذايفنيكاننفاو�مسنه َطم ِ،ل َقفْليا
قرية «عموا�س» �إلى
بعد الأحداث الرهيبة التي حدثت في بيت لحم ،وكيف عرفا ر ّب ُهما ال ُمقام عندما بد�أ
ي�ش ُكر! عرفاه عندما ك�سر الخبز .عرفاه من خلال �ُشك ِر ِه والطريقة التي ع ّب بها عنه.
ُع ِر َف بت�سبيحه! فلنتذ ّكر م ًعا َم َث َل ْي �أو ثلاثة أ�مثلة لهذه العادة ال ُمنيرة عند ر ّبنا!
«ف�أخذ ي�سوع ا ألرغفة و�شكر» كان المكان عاد ًّيا وم أ�لو ًفا ،والخبز عاد ًّيا ،ولك ّنه
ربطهما بالإله ،فلم ي ُعد المكان عاد ًّيا .ق ّدم ال�شكر وبهذا التمييز �إنك�شف العاد ّي
والم�ألوف ل ُي�صبح ُمق ّد�ًسا .إ� ّن وجبة الطعام العاد ّية أ��صبحت �س ًّرا مق ّد�ًسا مع الح�ضور
الغير مرئي والحقيقي الذي ُندركه على مائدة الر ّب.
�إ ّن الإن�سان الذي ُيظ ِهر ت�سبي َحه بوا�سطة الأرغفة �سيكون �أي ً�ضا �شا ِك ًرا لحقول ال ُذرة،
أ��ش ّعة ال�شم�س ،الندى ،المطر؛ للح ّ�صادين الذين يجمعون الذرة ،للم�سة الله في ال ُع ّمال،
73
ولحجارة الرحى التي تطحن الحبوب والتي ُي ْ�ص َنع ِمنها الخبز .الإن�سان الذي أ�خذ
الأرغفة وق ّدم ال�شكر ،ي�شكر أ�ي ً�ضا لأجل الزنابق في الحقول ،والأقحوان في موطنه.
بالحقيقة� ،أنا أ�عتقد �أن عادة «مع ّلمنا» في الت�سبيح جع َلت ِمن ك ّل �شي ٍء عاد ّي �شي ًئا
م�ضي ًئا ،وك ّل �ُش َج ْية على جانب الطريق أ��صبح ْت ُم ْلته َبة مع الله .الله الذي هم�س
مو�سيقى ال�شكر في الق�صبات الم�ألوفة في الحقول.
إ�ذا لم يقدر التلاميذ �أن يفعلوا ال�شيء عينه ،ونحن بدورنا إ�ذا لم نلم�س ون�شعر
بوجود الله في الأماكن العاد ّية ،ف�سيكون (الله) �ضي ًفا غري ًبا ولا يتر ّدد كثي ًرا عل ْينا.
لأ ّن الحياة مر ّكبة ِمن ُخ ُبات �إعتياد ّية� .أحيا ًنا وفج أ� ًة ،قد يعتر�ض الطريق �شي ٌء غير
اعتياد ّي ،ولك ّن المحتوى الم�ألوف ناد ًرا ما ينك�سر �أو يتغ ّي .هي النجوم لااعتياد ّية
التي ُت�ضيء لنا ليلة تلو الليلة ،وبال�صدفة فقط قد يم ّر ُمذ ّنب في الطريق� .أنظر إ�لى
بع�ض الأ�شياء العاد ّية الم أ�لوفة يوم ًّيا -ال�ص ّحة ،النوم ،الزبدة والخبز ،العمل،
ال�صداقة ،ب�ضعة �أزهار على جانب الطريق� ،ضحكات الأولاد ،خدمة الغناء ،يو ٌم
م�شرق ،ليلة هادئة � -إذا كن ُت لا �أرى الله في هذه الأ�شياء فطريقي تافه ولا قدا�سة
74
الغرب عن قرب
فيه .و ِمن ِجهة �أخرى ،فا إلن�سان الذي يكت�شف ا إلله في رغيف خبز ،ويرفع �أن�شودة
الت�سبيح ،يكون عال ُمه رائ ًعا ،لأن الله يدعوه من ك ّل جانب!
لا �أدري كيف يمك ُننا أ�ن ن�ص ُقل عادات «المع ّلم» دون البدء بالخبز اليومي .ف إ� ّننا
إ�ذا بد�أنا بالخبز لا يمكن أ�ن ننتهي هناك� .إذا ر أ�ينا �أ�شيا َءنا العاد ّية ُم�ضاءة بالإله،
فالأ�شياء العاد ّية ا ألخرى �س ُت�ضيء ،ح ّتى تبدو الحياة كمدينة ُترى لي ًل ِمن مكا ٍن
لُمنرب َتد�أفبع،الوخكب ّلز،الومل ُن�صقاّدبميالح�اشلكم أ�رلبووفقةارف،يوالل�يش�واسرباعلانلقمر�ألة اولف ُمةفام�شجتئةعلوةالو ُجمنمليةر اةلب�لسهطيحبيةخافل ّيح.ا�إ ّدًذةا
على م أ�د ّبة ع�شا ٍء عا ّمة .لنق ّدم ال�شكر بهدو ٍء ،ب�إدرا ٍك وبجه ٍد كي ُند ِر َك ح�ضور ا إلله
ال َمهيب الر ؤ�وف والرحيم .لنق ّدم ال�شكر دون ر�سم ّيات و�شكل ّيات ،والتما�س الخلا�ص
من خلال الكلمات ال َخطرة المخ ّدرة .لنغ ّي �أ�سلو َبنا في اللغة ،لننحني �أحيا ًنا ب�صمت،
ولن�شارك �أهم ّية ومغزى ال�سكون المب ّجل عند أ��صدقائنا.
َوا َلأ ْدرع�ِوضن،ا َألن َّنراَكق�أَ ْبخ َف« ْيمَتعلهم ِذن ِاه» َع ِوننلْ� ُصا َغك َميا ِإ�ءل َوىا ْل ُفت�َهس َمباي ِءح َوه�أَْ :ع َل« أ�َْن َتْحَهَما ُد ِل َك َأل أَ�ْطُّي َفَهاا ِلا»لآ( ُمب ّت َرى ُّب 1ا:1ل�َّسَ 5م2ا)ِ.ء
ر ّبنا يحمد ا آلب أل ّن ا أل�اسرر الروح ّية لي�ست ِمن ُمتط ّلبات الثقافة ،ولا ن�ستطيع أ�ن
ن�صل إ�لى مملكة النعمة بالحذاقة .هو يق ّدم ال�شكر لأن «هذه» الأ�شياء لم تكن تعتمد
على المعرفة ا ألكاديم ّية ،وهي لي�ست جوائز للأذكياء ،ولك ّنها �أُ ْع ِل َن ْت للأطفال.
وا آلن� ،س ّجل هذا :يمكن لواحد بين �س ّتة رجال أ�ن يكون ذك ًّيا ،وواحد أ�ن يمتاز
بالمعرفة ،ولكن يم ِكن لكل ال�ستة أ�ن يمتلكوا المعرفة الب�سيطة ا ألول ّية .لا يمكن
لل�س ّتة أ�ن يكونوا بارعين ،ولكن يمكنهم �أن يكونوا متوا�ضعين .لا يمكنهم �أن يكونوا
متع ّلمين ،ولكن يمكنهم �أن يكونوا جديرين بالثقة .لا يمكنهم �أن ي�صلوا �إلى ال�سيادة
الفكر ّية ،ولكن يمكنهم �أن يجل�سوا على عر�ش الح ّب ال ُمط َلق .وكل ذلك يعت ِمد على ما
يح ّدد الر ّب نظره إ�ليه؛ إ� ّنه القا�سم الم�شترك الذي لأجله ُيرفع الت�سبيح .ي�أخذ الخبز،
75
المكان الم�ألوف في الحياة ،ويق ّدم ال�شكر؛ ي أ�خذ الطفل ،الطبقة العا ّمة بين النا�س،
ويق ّدم ال�شكر .يقدم ال�شكر لأجل الأماكن العا ّمة والأ�شياء العاد ّية الم أ�لوفة .ي�شكر
لأجل الأ�شياء الم�شتركة بين �إرا�سمو�س وبيلي براي ،بين �سبيجون وجون جا�سبر،
بين �أوني�سمو�س والقدي�س بول�س� .إن تقديم ال�شكر من �أجل ا ألماكن العا ّمة والم أ�لوفة
ي�صنع عا َ ًلا ُ َم ّج ًدا :إ� ّن تقديم ال�شكر من أ�جل ا أل�شياء الإعتياد ّية ي�صنع ِع ْر ًقا ُ َم ّج ًدا.
أ�حدهما يك�شف النقاب عن عال ٍم هو بيت ا آلب؛ والآخر يك�شف ال ّنقاب عن ِعر ٍق هو
عائلة الآب.
والآن� ،ألي�س ِمن ال ُم�ْس َت ْح�َسن أ�ن ُند ّر َب أ�نف�َسنا على هذا ال�شكل ِمن الت�سبيح؟ أ�لي�س
ِمن ال ِحكمة �أن ن�سمح لأفكا ِرنا �أن تطوف فوق الجن�س الب�شري بغ�ّض النظر عن
الم�ستوى والو�ضع ا إلجتماعي ،ونبحث عن ا أل�شياء ال ُم�شتر َكة ونرفع ت�سبيحة ال�شكر؟
هكذا ت�سبيح يمك ُنه أ�ن يحف َظ في �أذها ِننا إ�ح�سا�ًسا حيو ًّيا بالقيم الن�سب ّية ل أل�شياء.
علينا �أن ُند ِر َك أ� ّن العلوم الأكاديم ّية لا ُتقا َرن بال�شعور بالوحدة ،و�أ ّن الطاقة الج�سد ّية
لا تم ِلك ذلك الموقف المق ّد�س للوداعة ،و أ� ّن ذلك ال�سم ّو المج ّرد لا ُي�ؤ ّخذ بعين الإعتبار
في عال ٍم مليء بالح ّب .وما ُيكن �أن يكون م�تَ َش ًكا بيننا وبين ا ألكثر فق ًرا والأكثر
جه ًل هو مقتنيا ُتنا ا ألثمن.
َي�ُسو�أنُع ُظ َرع ْي�إ َنل ْيىِه إ�ِ«اَللمعَف ّل ْوم ُ»ق،مَو ّر َقًةا َثل:ان«يَ�أ ُّةيَ :ها« َاف َر آل َف ُ ُبع،واَأ��ْشلْ ُكَاُر َ َجك َر َلأ َ َّحن ْيَك ُث�َس َكِما ْع َنَتلِْ َالْي» ُ.تل َقمدْو ُق� ّدضوم ًع«اا،لمَوعَرّل َفم َ»ع
ال�شكر قب َل القيام بالمعجزة ،بينما كان الم ّيت مو�ضو ًعا في القبر .ق ّدم الت�سبيح لا
لانت�صا ٍر ح ّق َقه� ،إ ّنا لانت�صا ٍر �س ُيح ّق ُقه .ت�سبيح ُته لم تكن ِمن �أجل ما ح�ص َل عليه� ،إ ّنا
لأجل ما �سيح�صل عليه .لقد ق ّدم ال�شكر ق ْبل �أن َيخ ُرج الميت خا ِر ًجا ،وقبل أ�ن َ ِت َّف
دمو ُع النائحين .ت�سبيحة ال�شكر هذه كانت في البداية ولي�س في النهاية.
« َو َ َّلا َقا َل ه َذا َ� َص َخ ِب َ�ص ْو ٍت َع ِظي ٍمِ « :ل َعا َز ُرَ ،ه ُل َّم َخا ِر ًجا!» َف َخ َر َج لْ َا ْي ُت( »...يوح ّنا
76
الغرب عن قرب
!)44-43 :11لقد ارتعد �صوت الت�سبيح في هذه ال�صرخة التي �أيقظ ْت الميت.
هل تع ّلمنا هذه العادة؟ هل هذا هو النظام ال ّل ِبق ألفكا ِرنا و أ��شغا ِلنا؟ �أحيا ًنا ن�شكر
الله لأجل الطعام الذي �سنتناوله .هل ن�شكر الله على الطاقة التي �سنتناو ُلها؟ هل ن�شكر
الله على الإنت�صار الذي �سنتناو ُله؟ هل �أخرج في ال�صباح لمواجهة الن�ضال وال�اصرع
�شا ِك ًرا النجاح ا آلتي ليملأني بالإبتهاج والرجاء القو ّي؟ هل �ش ّيد ُت مذب َح �شكري قبل
�أن أ�حم َل �سيفي (كلمة الله؟)؟ هل هكذا �أعتلي المنبر �شا ِك ًرا الله على ا إلنت�صارات التي
�سوف أ�فوز بها؟ هل هكذا أ�ذهب إ�لى غرفة �ص ّفي و أ�نا واث ٌق بمجيء الر ّب؟ هل هكذا
أ�دا ِفع عن ا إل�صلاح الإجتماعي؟ هل ت�سبيحة ا إلنت�صار منت�شرة قبل �أن أ�دخل إ�لى
الحقل؟ هل يمك ُنني أ�ن �أبد�أ ب�إن�شاد ت�سبيحة الح�صاد و أ�نا في بيتي �أ�ست ِع ّد للخروج لبذر
البذور؟ و أ�نا واث ٌق من الله ،واث ٌق أ� ّنني أ��ستطيع �أن أ��س ّبح الله حين يبد�أ ال�اصرع؟ هكذا
كان �أ�سلوب «المع ّلم» .ال�شكر أ� ّول ًا ث ّم المعجزة!
وهكذا اعتبر ي�سوع �أن �صلا َته قد ا�س ُتجيبت قبل �أن يو ّجه كلامه للم ّيت� .إ ّن �أهم ّية
هذا ال ِفعل هي أ� ّنه يفتر�ض �شا ِك ًرا أ� ّن ال�صلوات لأجل الق ّوة وال�سلطان قد ا�س ُتجي َب ْت...
الإمتنان يفتح القنوات للحياة الكاملة للمجيء ا إللهي .لي�س هناك �أي مزاج متف ّتح
و ُمت َل ٍّق كال�شكر؛ فهو يم أل الروح بملئ الله؛ والروح الكامن في الدا ِخل يفعل المعجزات،
ح ّتى �إقامة ا ألموات.
لقد �أعطي ُت ثلاثة أ�مثل ٍة على عادة ال�شكر عند «المع ّلم» .وهي حكمتنا العظيمة أ�ن
نت ّبع نظا َمه ،ك ّل الأ�شياء موعودة للقلب ال�شا ِكر� .إ ّن تقديم ال�شكر هو خدمة ذات ب�صيرة
ي ِق َظة؛ «�ساهرين فيها بال�شكر»� .إ ّن تقديم ال�شكر هو حاف ٌز للروح ال ُم ْن َه َكة وال ُم ْت َع َبة« :لا
ت�سكروا بالخمر ...بل كونوا �شاكرين»� .إ ّن تقديم ال�ّشكر هو �شا ٍف للروح ال ُم َت َج ّد َدة.
«رجع ُ َي ّج ُد الله» .و أ�خي ًرا ،ال�شكر ُي ّجد الله. ع�شرة بر�ص تط ّهروا ،واح ٌد فقط �ُش ِف َي و
خي ُر �شاه ٍد على �صلاح �إل ِهنا و�سلطا ِنه� .آمين �إ ّن نور ت�سبيحنا الم�ش ِرق الذي نق ّد ُمه هو
77
تقارير ومقابلات6
أ�دون نعمان
خيرالله عطاالله
خليلح ّداد
تقارير ومقابلات
على درب الخدمة
أدون نعمان
طالب في كل ّية اللاهوت لل�شرق ا ألدنى،
برنامج ماج�ستير في ا أللوه ّيات ،ال�سنة
الثالثة .من الكني�سة الإنجيل ّية الم�شيخ ّية
الوطن ّية في اللاذق ّية� ،سورية.
بد�أت خدمتي في كني�سة اللاذق ّية تزام ًنا
مع بداية درا�ستي الجامع ّية في فرع هند�سة
الحوا�سيب والتح ّكم الآل ّي ،وهو لااخت�صا�ص
الذي �سبق درا�ستي ل ّلهوت .بد أ�ت خدمتي
في الكني�سة ِمن باب اجتماع ال�شبيبة الإعدادي «المرحلة العمرية ما بين .»15-12
أ��ستطيع التذ ّكر ب�سهول ٍة خدمتي المليئة بالفرح والح ّبُ ،رغم �ضغط الدرا�سة والعمل،
فخدمتي في الكني�سة كانت تم ّدني بالطاقة لتعطي معنى لحياتي.
إ� ّن ُمتعة التواجد مع أ�بناء كني�ستي ومجتمعي ووطني ،م�ساعدتهم ،والتوا�صل
معنعههامببكملامياتتعّ.للقكب ّنإ�يمخادنمنتا ايلمك�اسنيتح ّيتثوقلكنتايبنواتا�سلامقعدد�نيس،بنك ّلف�هاساالخ ِمتقبدااررا اتلذيي�صكعنبتا�ألت�سعابعيدر
79
فيه الآخرين ،بل و�أكثر .وانطلا ًقا ِمن خدمتي في الكني�سة ،وفي بع�ض المنظمات
الإن�سان ّية خلال الحرب في بلادي� ،شعرت بالدعوة ألعي�ش هذه ال ّلحظات الجميلة
لي�س ل�ساعات معدودة في الأ�سبوع فقط ،بل لباقي الأوقات في حياتي� .إ ّنها الدعوة
ب أ� ْن �أكون خاد ًما �أمي ًنا لي�سوع الم�سيح وللكني�سة.
انطلا ًقا ِمن �إيماني و�شغفي بالخدمة ،ق ّررت أ� ْن �أك ّر�س حياتي لي�سوع الم�سيح،
و�أ ْن أ��صبح خاد ًما ُمك ّر�ًسا للكني�سة ،لأخبر العالم أ�جمع عن محبة الله وعن كلمته
المتج�سدة «ي�سوع الم�سيح» ،الذي دخل تاريخنا وعا�ش حياتنا بكل تفا�صيلها ،ح ّتى
أ� ّنه ت أ� ّل ومات عنا على ال�صليب وقام ليعطينا الحياة ا ألبد ّية.
إ� ّن درا�سة الماج�ستير في ا أللوه ّيات أ�كاديم ّي ًا في كل ّية اللاهوت لل�شرق الأدنى،
هي بالن�سبة لي تحقيق لو�ص ّية ي�سوع الم�سيح ب أ� ّن ُنح ّب الله من كل عقلنا ،بعد أ�ن
أ�حببته خلال �سنين حياتي وخدمتي من كل قلبي وروحي .واليوم و أ�نا على أ�عتاب
تخ ّرجي من كل ّية ال ّلهوت ،أ�طلب من الله �أن يكون معي ِبك ّل لحظ ٍة ليعطيني روح
التوا�ضع وال�صبر ،لأنمو بنعمة ومحبة إ�لهنا الحي ي�سوع الم�سيح.
خيرالله عطاالله
طالب في كل ّية اللاهوت لل�شرق
الأدنى ،برنامج ماج�ستير في
الألوه ّيات ،ال�سنة الثانية .من الكني�سة
الإنجيل ّية الم�شيخ ّية في حم�ص،
�سورية.
في الحقيقة لي�س في �شهادتي
ق ّ�صة تح ّول ُمفاجئ ،ولي�س فيها
80
تقارير ومقابلات
رواية عن ِز ٍّر ُ�ض ِغط لأتح ّول بعده ِمن �شخ�ٍص غير م�ؤم ٍن إ�لى �شخ�ص م�ؤم ٍن ،ولك ّني
منذ �سنين طفولتي ا ألولى و أ�نا أ�ح�ضر ن�شاطات الكني�سة المختلفة ،تد ّرجت فيها ِمن
مدار�س ا ألحد ،إ�لى مرحلة ال�شبيبة الثانو ّيين ،و�أخي ًرا �إلى ال�شبيبة الجامع ّيين .كانت
تنك�شف أ�مامي خلال ك ّل مرحلة من هذه المراحل معاني ور ؤً�ى ُمتج ّددة للحياة مع
الله ،وتتو ّ�ضح لي المفاهيم الم�سيح ّية التي ُر ِو َيت لي و أ�نا طفل ،تلك المفاهيم التي
�ُأعلنت وتج�ّسدت لنا في �شخ�ص ر ّبنا ي�سوع الم�سيح ،و�شهد لها وعنها الكتاب المقد�س.
كنت دائم ًا �ألم�س قيمة هذه المفاهيم وقدرتها على إ�حداث الفرق في حياتنا ونقل
واقعنا �إلى مكان �أف�ضل ،لأ ّن م�صدرها هو الله :المح ّبة التي تعمل و ُتغ ّي.
تزام ًنا مع نم ّوي وح�ضوري في ن�شاطات الكني�سة ،كنت أ�تابع درا�ستي وتح�صيلي
كل ّية الط ّب الب�شر ّي وتخرجت منها عام .2015بعد فبد أ�ت الدرا�سة في االلتعلخمّر ّيج،
الط ّب في م�شفى جامعي في �سورية ،حيث حاولت �أ ْن بد أ�ت ممار�سة ِمهنة
أ�عي�ش القيم الم�سيح ّية التي عرفتها في قلب الم�شفى ،وكنت أ��سعى �أن أ�عك�س ملكوت
الله الذي دعانا ي�سوع لعي�شه ،من خلال تعاملي مع المر�ضى .ولا �أخفيكم أ� ّن كنت
أ�نجح حي ًنا و�أف�شل �أحيا ًنا ،ولك ّني لاحظت �أن عد ًدا ِمن زملائي الأط ّباء كانوا يعي�شون
نف�س ما أ�حاول �أنا �أ ْن أ�عي�شه ،ويخدمون بنف�س لااندفاع ،ور ّبا بطريق ٍة أ�ف�ضلُ ،رغم
أ� ّنهم لم يعرفوا َملكوت الله بالطريقة التي �أعرفها أ�نا.
خلال تلك الفترة كانت كني�ستنا في حم�ص تنه�ض من تحت الدمار وا أللمُ ،ماول ًة
أ�ن تعي�ش ملكوت الله وت�شهد لعمل ي�سوع فيها ،من خلال خدما ٍت حاربت فيها ا أللم
هناك حيث ا�ستطاع ع�شرون �شا ًّبا و�شا ّب ًة ِم ْن
�ضئيل ٍة فري ًقا �أ�سموه « ُف�ْس َح َة �أَ َم ْل» .ا�ستقطبوا بال ّرعاية ولااهتمام. بال ّرجاء ،وال ُحزن
ي�ؤ�ّس�سوا ب�إمكانيا ٍت أ�بناء كني�ستنا �أن
من خلاله في ن�شاطهم ا أل ّول ُ 180مراه ًقا ِمن ُمتلف لاانتماءات الدين ّية والطائف ّية
81
في مدينة ق ّطعت الحرب �أ ْو�صالها ،و�أو�صلوا لهم �شهادة الم�سيح في ر�سال ٍة مفادها �أ ّنه
لا ُب ّد لنا ِمن العمل م ًعا كي ن�ستم ّر وننجح.
ك ّل ذلك و�أكثر كان ي�شير لي �إلى حقيقة أ� ّنه ما زال لدينا ،كم ؤ�منين �إنجيليين،
الكثير لنقدمه هنا .تلك الحقيقة التي �أعلنها ي�سوع قبل أ�لفي عام حين قال« :لْ َا َ�صا ُد
َك ِثي ٌر َول ِك َّن ا ْل َف َع َل َة َق ِلي ُلو َن « (م ّتى .)37 :9وهكذا و�ضعت يد ّي على لِاحراث و�ألقيت
نظرتي الأخيرة �إلى الوراء ،وق ّررت �أ ْن أ�تف ّرغ ل ِخدمة الرب.
تب ّنىال�سينود�سا إلنجيل ّيالوطن ّيفي�سوريةولبنان،فيبدايةعام،2017درا�ستي
في كلية اللاهوت لل�شرق الأدنى �ضمن برنامج الماج�ستير في ا أللوهيات(Master of
،)Divinityوقد �شارفت الآن على �إنهاء �سنتي الدرا�س ّية الثانية ،وبقي لي �سنة درا�سية
واحدة ألنهي رحلة الدرا�سة ا ألكاديم ّية ،ولكن رحلتي مع ي�سوع وكني�سته -رغم أ�نها
بد�أت منذ طفولتي -ف إ�ني �أعتبر �أنها ما زالت في بدايتها.
قد لا تكون �شهادتي غن ّية مثل �شهادة و�سيرة بول�س الر�سول ،ولكني �أ�صلي أ�ن
يعمل الله من خلال ق�صتي الب�سيطة كي �أعلن ح�ضوره ونعمته التي منحت الخليقة
حياة ومنحت الخليقة الأف�ضل.
خليل إيليا الحداد
طالب في كل ّية ال ّلهوت لل�شرق ا ألدنى ،برنامج ماج�ستير في ا أللوه ّيات ،ال�سنة
الأولى .من الكني�سة ا إلنجيل ّية الم�شيخ ّية في �صيدا ،لبنان.
ُولدت في بلدة دير ميما�س في جنوب لبنان .در�ست في مدر�سة الفنون الإنجيل ّية
الوطنية للبنات والبنين في �صيدا .بعد �أ ْن �أنهيت درا�ستي ،تخ ّ�ص�صت في إ�دارة
الأعمال في الجامعة ا ألمريكية للعلوم والتكنولوجيا ،ث ّم التحقت ببرنامج الماج�ستير
في إ�دارة الأعمال .لك ّن �شغفي الدائم كان العمل في حقل الخدمة منذ حداثتي ،كما
82
تقارير ومقابلات
�أ ّن �شعرت بقوة ال ّروح القد�س تعمل في
حياتي ودعوة الرب لي �أن �أعرف المزيد
عنه .لذلك تق ّدمت بطلب ال ّدرا�سة في كل ّية
اللاهوت ،للتع ّمق في كلمة ال ّرب وكيف ّية
تطبيقها في حياتنا الروح ّية والعمل ّية .في ١
ت�شرين ا ألول ،٢٠١٨بد أ�ت درا�ستي في كل ّية
ال ّلهوت لل�شرق الأدنى ،برنامج الماج�ستير
في ا أللوه ّيات ،بعد تب ّني ال�سينود�س الإنجيل ّي
الوطن ّي في �سورية ولبنان لطلبي.
لم تكن ِخدمتي مح�صورة في حق ٍل مع ّ ٍي،
بل كنت أ�خدم ح�سب دعوة الرب لي ،لذلك ت�س ّنت لي الفر�صة أ�ن �أخدم مع مدار�س
الأحد في مركز �ضهور �شوير الإنجيلي ،وم�ؤ ّخ ًرا في مدار�س الأحد ل ّلجئين ال�سور ّيين
من خلفيات مختلفة .هذا لااختبار كان علام ًة فارق ًة في حياتي ،بعد أ�ن ر�أيت مدى
احتياجهم للمح ّبة ولااهتمام ،و َدوري في نقل �صورة ي�سوع ال ُمح ّب له�ؤلاء ا ألطفال.
كما �أ ّن الله �أكرمنا في بدء خدمة لل�شبيبة في �صيدا ،و�أ�شكر الله على هذه الفر�صة
في خدمة أ�ولاد كني�ستي .في عام ،٢٠١٧انتخبني ال�سينود�س ا إلنجيلي الوطني في
�سورية ولبنان ألكون ع�ض ًوا في لجنة الإعلام والن�شر ،وا آلن هذه �سنتي الثانية في
خدمة اللجنة.
�أو ّد �أن أ��شكر الله الذي ب ّي محبته لنا من خلال ابنه ي�سوع الم�سيح ،و�أ�شكر كل من
دعم م�سيرتي و�ساعدني على بدء درا�ستي في كلية اللاهوت لل�شرق ا ألدنى .كما �أ ّن
�أطلب من الرب المعونة لكي �أكون خاد ًما �أمي ًنا ومح ًّبا في ن�شر الخبر ال�ّسار.
83
َأ ْخ َباُرَنا7
الللقم�جسمعج اوزلأيعلفىق ّ�صاب رئي�ًسا
التف�سير العربي المعا�صر للكتاب
المق ّد�س
َأ ْخ َباُرَنا
القس جوزيف ق ّصاب رئي ًسا للمجمع الأعلى
عاما ان ُلت�سخينبود��صبسااحلإن8ج1يلكيا انلوونطانلثيانفيي�9س1ور0ي2ةووبلابلنتازنك،يرةئايل�قس�ًاسللمجوجزميع اف ألقعلّ�صىا لبل،طأ�امئيفنة
الق�س انتخاب و أ�عيد كما �صهيوني. �سورية ولبنان ،خلف ًا للق�س �سليم ا�لإصنمجويئلي ّيلةحف ّنيا
ليكون نائ ًبا للرئي�س لدورة جديدة.
ان ُتخب أ�ي ً�ضا الق�س ماكرديج كراكوزيان �أمي ًنا لل�سر ،الق�س ميلاد داغر أ�مي ًنا للمال،
االعن ُقتم�اخدسبز�لصععرمو�بضئ،يولّيليةواخلنراممجطقمُم�عقص ّروكًرداٌّل،يااِملن�َ،نشاايلنخقدا�رلسااقواو���سسضة�:يسنلفااوئمزةب،يالفدا�ؤطااغدرئافلمةم�اس�تدص�كشراا ًرريا ،اطحبراقرابولهق� ًّييساميل،نل�طحصابيئيرف،بة�.سبولديقرمد،
ع�لصاىب أ�وننيجكيو.نكاملاق�وسك ّر�مصهتيالونهييئرةئايل�ًسعاامفةخارل ًّيقا�لسل�طسالئيفمة�.صهيوني ،عبر الت�صويت با إلجماع
85
ال9جقو�1زن0سيذ�إ2ك،دفركاقبح�أريّ�صنثاطر ُاعنبب،قمللل�ّيوستةذليا،ل�كصتو أ�ل�بساعّلحمح� ّيض�ضاوااوءلتارت،ل� ِلرسإ�لئجي�انضم�اةساتفةلّمةاتلنلتلمفقييج�ذو ّميسمةعا�.لسملجينمماعلةواقال�لقسو�اسق�سعليجفوميزهي�اصلفهث،ايونماننئي ابملانىل�اطشلابقئا�فةسط
اابللا�لطشاطتخئا�شفئ�ةكصف ّيراة.ا�ألإ�تنسارجليةُملانيلتةن�،خشبكرةم،ةا�أُموّوتً�لبص ّالاريلقنك�لللسلرق��سبلسأ�يمنجيو�بزصايهريفكونقيخ ّ�دصعاملتبىكموكلوللقما��لسسجؤ�هو�لوص ّيدمااوتلئكتيميلالبحذج ّنلدايه،ادوةلللبخلادنقممةوي
86
َأ ْخ َباُرَنا
التفسير العربي المعاصر للكتاب المق ّدس
أ�طلقت دار الثقافة من
بيروت ،يوم الخمي�س في
ال�سابع من �شباط ،2019
كتاب «التف�سير العربي
المعا�صر للكتاب المقد�س».
الدكتور الم�س ؤ�ول هو االل ُقم�حسّرر
رئي�س أ�ندريه زكي،
الطائفة ا إلنجيلية في م�صر.
ح�ضر الحفل ح�ضور ديني
و�سيا�سي ،نذكر منهم:
دولةالرئي�س إ�يليالفرزلي،
نائب رئي�س مجل�س النواب
اللبناني� ،سعادة نائب الطائفة
الإنجيل ّية الدكتور �إدكار
وطلربانبال�نسيو�،أ امليقن�سعاجموازلي�سيفنوقد ّ��صاس اب إلرنئيج�يلس ايلاملوجمطنع اي،لأاعللدكىتلولرطائجفوةر اجلإن�صجبيلرايةرئفي�يس�سوكلرييةا
اللاهوت لل�شرق الأدنى ،بيتر كوانت مدير م ؤ��س�سة لانجهام الدولية للن�شر ،الأ�ستاذ
ممتاز ب�شاي نائب رئي�س الهيئة القبطية الإنجيلية ،وقيادات من دار منهل الحياة في
لبنان ،بالإ�ضافة لعدد من رجال الدين واللاهوتيين والمفكرين العرب.
تلأ َّحن ُّدهقيا�اسليتان،لقإ�قذل� َ�لسسهيدم.ع�أرَكنيد�ُرَضفيهكَكيازكنف ايَفل ِهمخ�َمسلاايللمح�ّيسكوليمنحتيفهو�أينَّانلن�هش�ذرصاوِاقلا�َتفصلأ�اوسل�يسكر ِتطُام ِيوبفَّاِجّكلٌهرُم�إوقلَّدنى� ِافسيلأفمجاي َيااوال ِلعجاقلِهد َقاهالمِدَّث َاممِ ِةنن،
87
ِم َن القر ِن ال َواح ِد وال ِع�ش ِري َنَ .هذا َيج َع ُل ال ِكتا َب خال ًدا ناف ًعا للغ ِد َكما لليو ِم �أي ً�ضا.
و�إلى كل من �َشار ُكوا في ال ُح ْلم الكبير، فكتيابكهِةذمااتافلوام ّ��جسشهيراَرلوا�شعلأاك�ْلسر َفِل�ا ُضكِر ِّلخومَ.مك َتنا َ�بَسِةاا َهل َمم َق ِا َفل أ� ِ ْتنُ ،يواو َلل�َدَّساَهدذ َاة
ال َّتحري ِر ،ا َّلذي َن �َسا َه ُموا �أع َ�ضا َء َلنة
88
للم�ساهمة في المجلة
تر�سل جميع الم�ساهمات والمرا�سلات إ�لى المج ّلة بالبريد ا إللكتروني على
العنوان:
[email protected]
أ�و يمكن �إر�سا ُلها با�سم رئي�س التحرير إ�لى العنوان البريدي التالي:
ال�سينود�س الإنجيلي الو�طصن.يب.في�90س8ور-ي0ة7ولبنان -مجلّة الن�شرة
أ�نطليا�س -لبنان
هاتف الن�شرة)+961( 5-531921 :
خدمات الن�شرة
الن�شرة المطبوعة
الن�شرة الإلكترون ّية ()PDF
(ار�سل لنا بريدك الإلكتروني)
�أر�شيف الن�شرة على موقع الن�شرة
www.annashra.org
�سلا ًما عليها طفل ًة ثم �شيخ ًة!
لتهدي بني الدنيا إ�لى �شاطئ الهدى أ�يا ن�شر ًة في ال� ّشق لاحت منار ًة
ثمانين عا ًما في الجهاد طويتها
و�صوتك فينا لا يزال مر ّددا فكم من ناث ٍر أ�هدى �إليك نتاجه
وكم من �شاع ٍر غ ّنى برو�ضك من�شدا
و�أجرى ف�صو ًل في حقولك ع�سجدا وكم قل ٍم فا�ضت ينابيع �سحره
وقد كان في نف�سي لما قلته �صدى
ُت ّدث �أهل الروح عن �س ّيد الفدى
و ُتلقيبذورالح ّبوالخيروالندىُ ْك ِم َل
جها ًدابهالإيمانقدطابمورداَق ْد أ�
قر�أتك من فجر ال�شباب
فه ّذبت �أخلاقي ب�آياتك التي
وتدعو �شعوب ا ألر�ض للب ّر والتقى
ف�سيري �إلى «العهد الجديد» و�أكملي
هني ًئا لمن قال الحقيقة مخل ً�صا ف�أقواله في النا�س ما ذهبت �ُسدى
مقامك عندي اليوم كالأم�س �أو غدا فيا ن�شر ًة أ�حببتها منذ ن�ش أ�تي
وم�صباح �إر�شا ٍد يقينا من الردى منارة �إ�صلا ٍح وم�شعل حكم ٍة
و أ�ن ِت ك�شم�س ا ألفق ما انف ّك نورها
يج ّدد من أ�رواحنا ما تج ّددا فبوركت من مجموع ٍة تن�شر الهدى
و ُتر�ضي بذكراها الأح ّبة والعدى
فقد أ�حرزت كا ألرز ِذك ًرا مخ ّلدا �سلا ًما عليها طفل ًة ث ّم �شيخ ًة
وراحت ُتاري نوره المتو ّقدا... �سلا ًما عليها ما ت أ� ّلق كوك ٌب
(ال�شاعر حليم د ّمو�س )1949
www.annashra.org
Facebook.com/@annashra.org