The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by , 2018-04-27 02:02:46

زهرة الادب بالترتيب

زهرة الادب بالترتيب

‫موض�وعا ت� العدد‬

‫*الأدب النسائي‬ ‫*اخبار الأدب‬

‫*الخنثاء‬ ‫وفاة الكاتب احمد خالد توفيق‬
‫*عائشة عبد الرحمن‬ ‫*حوار صحفي حول الادب النسائي‬
‫*احلام م�ستغانمي‬
‫*شخصية العدد مي زيادة‬
‫*خولة حمدي‬
‫*الشعر النسائي‬ ‫نش�أة مي زيادة‬
‫داخل الحرم الجامعي‬ ‫صالون مي الادبي واثرة‬

‫اقلام شابة‬ ‫كتابات مي‬
‫مي زيادة في مرايا النقد‬
‫*صالون الاديب‬
‫مي وجبران‬
‫مقال د‪.‬مصطفي محمود‬ ‫الكبار في صالون مي‬
‫عن المرأ�ة‬ ‫*مقال عن المرأ�ة‬
‫بقلم اسلام علواني‬
‫فريق اعداد المجلة‬

‫اتبرع علي حساب ‪100100‬‬



‫وفاة أحمد خالد توفيق رائد أدب‬
‫الرعب‬

‫عن عمر يناهز‪ 56‬عامًا‬

‫أسرة أحمد خالد توفيق تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة‪..‬‬
‫في حياة العراب‬

‫كشفت أسرة الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق تفاصيل الساعات الأخيرة التى‬
‫قضاها العراب داخل مستشفى عين شمس التخصصى‪ ،‬يوم الاثنين‪ 2 ،‬أبريل‪ ،‬وحتى وفاته‪ ،‬عن‬

‫عمر ناهز الـ‪ 56‬عا ًما‪.‬‬

‫وتوضح أسرة الكاتب الراحل‪ ،‬أنه خرج من بيته فى تمام الساعة السابعة صباحاً‪ ،‬ووصل إلى‬
‫المستشفى فى تمام الساعة العاشرة‪.‬‬

‫وحينما وصل أحمد خالد توفيق إلى المستشفى‪ ،‬كان الطبيب لم يصل بعد‪ ،‬فانتظره‪ ،‬وبدأت‬
‫العملية‪ ،‬فى تمام الساعة الواحدة ظه ًرا‪ ،‬وهى عملية كى فى عضلة القلب‪ ،‬وهى عملية مخصصة‬

‫للقضاء على «رعشة» تصيب القلب‪.‬‬

‫تستكمل أسرة الدكتور أحمد خالد توفيق رواية تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياة العراب‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬بعد إجراء العملية‪ ،‬زارته الدكتورة هيام‪ ،‬وهى متخصصة فى «كهربة» القلب‪ ،‬التى‬
‫درستها فى الخارج‪ ،‬وهى طبيبة «شاطرة ج ًدا» ثم قامت بإجراء عدة فحوصات‪ ،‬وقالت له بأن‬
‫العملية «عدت على خير ولكن من المحتمل عودة الرعشة مرة أخرى»‪ ،‬ثم قامت الدكتورة‬

‫هيام بعمل «‪ »DC‬لإنهاء الرعشة‪ ،‬هى عملية تقويم نظم القلب بالكهرباء‪.‬‬

‫وتشير أسرة العراب‪ ،‬إلى أنه كان من المفترض أن يقوم الدكتور أحمد خالد توفيق‪ ،‬بإجراء‬ ‫ُولِ َد أحمد خالد توفيق‪-‬أو الع ّراب كما يطلق عليه‪-‬في ‪ 10‬يونيو ‪ 1962‬بمدينة طنطا وتخرج‬
‫عملية فى الأسبوع المقبل‪ ،‬بعدما يصل إليه الجهاز الذى اشتراه من الخارج‪ ،‬وتأخر فى الجمارك‪.‬‬ ‫من كلية طب طنطا عام ‪ 1985‬وح ّض الدكتوراه عام ‪.1997‬‬

‫تستكمل أسرة العراب وتشير إلى أنه بعد ذلك أخذ أدويته‪ ،‬ونام قليلا‪ ،‬وحينما استفاق فى‬ ‫انضم عام ‪ 1992‬للمؤسسة العربية الحديثة وبدأ بكتابة أول سلاسله‪-‬ما وراء الطبيعة‪-‬في‬
‫الساعة السادسة والنصف مسا ًء كان قد استعاد وعيه‪ ،‬ارتدى ملابسه‪ ،‬وطلب يشرب شاى»‪،‬‬ ‫شهر يناير من العام التالي‪.‬‬

‫وأتت له زوجته به‪ ،‬ثم داعبها بسؤاله عن ابنه «هو دخل الجيش ولا ايه؟»‪ ،‬لأنه لم يكن‬ ‫نجحت السلسة الرعب نجا ًحا كبي ًرا رغم عدم انتشار هذا النوع من الأدب في الوطن‬
‫حاض ًرا حينما آفاق‪ ،‬ثم تحدث معها فى بعض الأمور التى تشغله بعده وصوله إلى طنطا‪.‬‬ ‫العربي‪ ،‬وبدأ في كتابة سلاسل أخرى للمؤسسة نفسها مثل سلسلة سافاري‪ ،‬وسلسلة فانتازيا‪،‬‬
‫وتوضح أسرة الدكتور أحمد خالد توفيق‪ ،‬أن ابنه كان فى القاهرة‪ ،‬ينهى تدريب خاص بعمله‪،‬‬
‫وحينما اتصل للاطئمان على والده‪ ،‬أخبرته والدته بأن العملية مرت بسلام‪ ،‬وقالت له‪ :‬نشوفك‬ ‫وسلسلة روايات عالمية للجيب‪ ،‬غير بعض الأعداد الخاصة وبعض الروايات مثل يوتوبيا‪،‬‬
‫والسنجة لدور نشر أخرى‪.‬‬
‫فى الويك إيند» حتى لا تشغله عن عمله‪.‬‬
‫يشتهر أحمد خالد توفيق كذلك بكتابة مقالا ٍت سياسية واجتماعية دورية في العديد من‬
‫تتذكر أسرة أحمد خالد توفيق‪ ،‬اللحظات الأخيرة فى حياة العراب‪ ،‬حينما سأل زوجته عن‬ ‫الصحف والمجلات العربية مثل اليوم الجديد‪ ،‬والتحرير الإخباري‪ ،‬وإضاءات‪ ،‬وبص وطل؛‬
‫نظارته‪ ،‬فقالت له‪« :‬استنى هشوفهالك بره»‪ ،‬وحينما خرجت من الغرفة‪ ،‬وعادت قال لها «أنا‬ ‫كما أنه يحب الترجمة ومن أشهر أعماله الرواية العالمية “‪ ”Fight Club‬واتي ترجمها باسم‬
‫دايخ»‪ ،‬وقبل أن تستكمل جملتها «استنى أجيب لك أوكسجين»‪ ،‬كان قد دخل فى أزمة قلبية‬
‫نتيجة لعدم انتظام ضربات القلب البطينى‪ ،‬ووصل إليه الأطباء الذين استغرقوا ما يقرب من‬ ‫“نادي القتال” عن دار ميريت للنشر‪ ،‬وأعادت دار ليلى نشرها بعدها بعام‪.‬‬

‫ساعة فى عملية إنعاش القلب بالكهرباء‪ ،‬وإعطاءه إدرينالين فى القلب‪.‬‬ ‫يعتبر أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول في الوطن العربي والذي ح ّبب الكثير في القراءة‬
‫كان ذلك فى تمام الساعة السابعة مسا ًء‪ ،‬كما تتذكر أسرة العراب‪ ،‬ليظل بعدها الأطباء لما يقرب‬ ‫برواياته المشوقة وأسلوبه المتميز والساخر وشخصياته الفريدة‪-‬مثل رفعت إسماعيل‪-‬ولقربه‬
‫من الشباب فكريًا وتواصله الدائم معهم‪ ،‬كما أن رواياته دائمًا ما تتناول الشعب المصري وما‬
‫من ساعة يحاولون إنعاش قلبه بكل الطرق لما يقرب من الساعة‪.‬‬
‫قد يحدث للبلاد في المستقبل‪.‬‬
‫وبعدما تأكدت زوجة الدكتور أحمد خالد توفيق‪ ،‬وشقيقتها التى رافقتها تفاصيل اليوم‪،‬‬
‫اتصلت بابنها وأخبرته بأن والده «تعبان شوية»‪ ،‬خوفا عليه من قيادة سيارته بسرعة‪ ،‬وحينما‬

‫وصل‪ ،‬رأى والدته تحتضن ملابس العراب‪ ،‬ونظرت إليه بإيماءة على وجهها تعنى «خلاص»‬

‫رسائل ما بين مي و جبران‪ :‬حب وثلج‬ ‫نشأة مي زيادة‬
‫ما بين نيويورك والقاهرة‬

‫ولدت ماري إلياس زيادة في الحادي عشر من شهر فبراير عام ‪1886‬م لأب لبناني وأم‬
‫فلسطينية‪ ،‬وكانت وحيدة أبويها‪ ،‬كما التحقت بمدرسة الراهبات اليوسفيات بفلسطين‪،‬‬
‫وكان عقلها ن ّياً يغامر لأجل الوصول لغايته‪ ،‬وانتقلت ووالداها إلى لبنان فأكملت الدراسة‬
‫التمهيدية هناك واطلعت إلى جانب اللغة العربية على اللغة الإنجليزية والفرنسية‪ ،‬فكانت‬
‫ذات مي ٍل واضح للفرنسية‪ ،‬ث ّم ارتحلت مي مع أسرتها إلى القاهرة عام ‪1907‬م إذ كان‬
‫والدها رئيساً لجريدة المحروسة آنذاك‪ ،‬وانتسبت إلى كلية الآداب جامعة القاهرة لتدرس‬

‫اللغة العربية وآدابها على خطى والدها الذي زرع فيها حب اللغة‪.‬‬

‫صالون مي الادبي واثرة‬

‫اشتهرت مي بصالونها الأدبي الذي كانت تقيمه في منزلها الكائن في شارع عدلي‪ ،‬كل يوم‬
‫ثلاثاء منذ عام ‪ ،1913‬قبل أن ينتقل عام ‪ 1921‬إلى إحدى عمارات جريدة الأهرام ويستمر‬

‫حتى الثلاثينيات من القرن الماضي‪.‬‬

‫مراسلات «مي» و»جبران» ‪ ..‬حب عشرين عاما دون لقاء واحد‬ ‫وتر ّدد إلى صالونها أرباب القلم وأئمة الفكر وزعماء السياسة و ُدهاة الديبلوماسية‪ ،‬فضلاً عن‬
‫سدنة الدين وصفوة المجتمع أمثال عباس العقاد وطه حسين وأحمد لطفي السيد وشيخ‬
‫بدأت العلاقة بين الأديبة مي زيادة والشاعر جبران خليل جبران عبر المراسلات الأدبية بينهما‪،‬‬ ‫الشعراء إسماعيل صبري والشيخ مصطفى عبد الرازق والمف ّكر شبلي شميل وأمير الشعراء‬
‫فلم تكن في البداية سوى مراسلات حملت طاب ًعا فلسفيًا في الحياة‪ ،‬ألَّفت بين قلبين وروحين‬
‫أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم وشاعر القطرين خليل مطران والشاعر الثائر ولي‬
‫لتجمعهم‪ ،‬فبدأت بمراسلته عقب قرائها لقصته «الأجنحة المتكسرة» التي نشرها في المهجر‬ ‫الدين يكن‪ ،‬والأديب مصطفى صادق الرافعي والكاتب انطوان الجميل والدكتور منصور‬
‫عام ‪ ،1912‬كتبت له تعرب عن أعجابها بفكره وأسلوبه‪ ،‬ويأسرها بعد ذلك بكلماته‪ .‬وتتطور‬ ‫فهمي‪.‬‬
‫العلاقة بعد ذلك لتأخذ شكل علاقة حب خجولة‪ ،‬بالرغم من أنهما لم يلتقيا سوى على الورق‪،‬‬
‫ليكون الحب الصادق الذي يشوبه الألم‪ ،‬ويظلا قريبين حد الأرواح بالرغم من بعد المسافات‪« .‬‬ ‫كان ر ّواد صالون مي أعلاماً في الفكر والأدب والفلسفة والسياسة والفن‪ ،‬وكثر المعجبون بها‬
‫من هؤلاء فراسلوها‪ ،‬وراسلتهم حتى تراكمت هذه المراسلات‪ ،‬فصارت من كثرتها ظاهرة‬
‫لم تعتقد مي زيادة وهي تكتب أولى رسائلها لجبران خليل جبران مناقشة إياه في أعماله‪ ،‬أن‬ ‫أدبية متميزة يمكن أن نطلق عليها اسم (أدب المراسلات) التي كانت في أغلب الأحوال‬
‫تلك الرسائل ستقلب حياتها وتحولها من عاشقة لكلمات شخص لم تره إلى عاشقة لإنسان كل‬ ‫إحدى ثمرات هذا الصالون‪ ،‬كانت المراسلات متنوعة‪ ،‬بحسب الدوافع إليها‪ ،‬فكانت هناك‬
‫ما تربطها به خطابات بريدية تصلها كل بضعة أشهر‪ ،‬ونظراً لصعوبة الاتصال بمقاييس هذا‬ ‫مراسلات صحافية واجتماعية وأدبية وفكرية‪ ،‬تبادلتها (مي) مع أعلام عصرها من ر ّواد‬
‫الزمان ولبعد المسافة بينهما حيث كانت مي تقيم بمصر وجبران يقيم بأمريكا‪ ،‬بدأت مي في‬
‫إرسال أولى رسائلها عام ‪1912‬عقب إطلاعها على إحدى أعمال جبران «الأجنحة المتكسرة» لتعبر‬ ‫منتداها ومن غيرهم مثل ولي الدين يكن‪ ،‬وأنطوان الجميل‪ ،‬وأمين الريحاني‪ ،‬وأحمد لطفي‬
‫له عن إعجابها بهذا العمل ورأيها به‪ ،‬ليقوم جبران بعدها بالرد عليها بعدة خطابات تتدرج‬ ‫السيد‪ ،‬ومصطفى صادق الرافعي‪ ،‬ويعقوب صروف‪ ،‬وملك حفني ناصف(باحثة البادية)‪،‬‬
‫لغتها من الرسمية إلى الشخصية منها ‪ »:‬عزيزتي الآنسة مي منذ كتبت إليك وأنت في خاطري‬ ‫وجوليا طعمة ‪..‬إلخ‪ ،‬وكانت هناك رسائل عائلية تبادلتها(مي) مع نسيبهاالدكتور(جوزيف‬
‫ولقد صرفت الساعات الطوال مفكراً بك‪ ،‬مخاطبا إياك‪ ،‬مستجوبا خفاياك‪ ،‬مستقصيا أسرارك»‪.‬‬ ‫زيادة)‪ ،‬وكانت هناك مراسلات اجتماعية وعاطفية ووجدانية‪ ،‬أثارت قضايا اجتماعية مهمة‬
‫وجاء في رسالة أخرى من جبران لمي‪« :‬أح ُّب صغيرتي‪ ،‬غير أنني لا أدري بعقلي لماذا أحبها‪ ،‬ولا‬
‫أريد أن أدري بعقلي‪ .‬يكفي أنني أحبها‪ .‬يكفي أنني أحبها بروحي وقلبي‪ ،‬يكفي أنني أسند‬ ‫تخص الحب والزواج‪ ،‬تبادلتها مع بعض كبار الأدباء والمفكرين‪،‬‬

‫رأسي إلى كتفها كئيباً غريباً مستوحداً فرحاً مدهوشاً مجذوباً‪ ،‬يكفي أن أسير إلى جانبها نحو‬ ‫كتابات مي زيادة‬
‫قمة الجبل وأن أقول لها بين الآونة والأخرى أن ِت رفيقتي‪ ،‬أن ِت رفيقتي»‪.‬‬
‫كان أول كتاب وضعته باسم مستعار (ايزيس كوبيا) وهو مجموعة من الاشعار باللغة‬
‫ألا أن مي على الرغم من حرارة الرسائل التي كان جبران يمطرها بها‪ ،‬كانت متحفظة في بادئ‬ ‫الفرنسية‪ ،‬ثم وضعت مؤلفاتها (باحثة البادية) وكلمات وإرشادات‪ ،‬ظلمات وأشعة‪،‬‬
‫الأمر‪ ،‬تمتنع في بعض الأوقات عن مراسلة جبران‪ ،‬لكنها تعود مرة أخرى لمراسلته مستجيبة‬
‫لقلبها‪.‬‬ ‫سوانح فتاة‪ ،‬بين المد والجزر‪ ،‬الصحائف والرسائل‪ ،‬وردة اليازجي‪ ،‬عائشة تيمور‪ ،‬الحب في‬
‫العذاب‪ ،‬رجوع الموجة‪ ،‬ابتسامات ودموع‪ ،‬وقامت بعدة رحلات إلى أوروبا وغذت المكتبة‬
‫استمرت علاقة مي بجبران لمدة عشرين عام لم يكتب لهما اللقاء خلالها‪ ،‬وانتهت تلك العلاقة‬ ‫العربية بطائفة من الكتب الممتعة موضوعة ومنقولة وبلغت من غايتها في الأدب والعلم‬
‫بموت جبران عام ‪ 1931‬الذي ترك أثار سيئة على مي استمرت حتى رحيلها في ‪ ١٧‬أكتوبر‬
‫والفن فاستفاض ذكرها على الألسنة‪.‬‬
‫‪ ، ١٩٤١‬حيث أعلنت الحداد عليه واعتبرت نفسها أرملته وصرحت في عدة مقالات بعلاقتها‬ ‫وكانت تميل إلى فني التصوير والموسيقى‪ ،‬وكانت إذا وضعت قصة تجعل ذكرى قديمة‬
‫به وبرسائلهما‪ ،‬كما كانت تصحب رسائله لها في جميع الأماكن التي ارتادتها أو أجبرت عليها‬ ‫تثيرها رؤية لون أو منظر من المناظر‪ ،‬أو حادثة من الحوادث‪ ،‬وقد يكون إيحا َء بما تشعر‬
‫به وتراه في حياتها‪ ،‬فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة‪ ،‬وقد‬
‫كالمصحة النفسية التي قام أقاربها بلبنان بإدخالها فيها‪,‬حيث كانت تجد في تلك الرسائل‬ ‫تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة‪ ،‬ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع‪ ،‬ثم تعود‬
‫السلوان‪.‬‬ ‫فتصوغ القصة وتتم بناءها‪ ،‬وان الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة‬
‫أو أسابيع أو شهور حسب الظروف‪ ،‬وهي ترى أنه ليس هناك قصص خيالية مما يكتبه‬
‫القصصيون وكل ما ألفته هذه النابغة‪ ،‬هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث‬
‫الحياة‪ ،‬فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً‪ ،‬بل هو يستمد من الحياة‬
‫وحوادثها‪ ،‬ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد‪ ،‬وكل ما تكتب هو تصوير‬

‫لبعض جوانب الحياة‪،‬‬

‫الكبار في صالون مي زيادة‬

‫ذلـك الحـن مـن حديـث أو شـبه حديـث‬
‫عــن الأزمــة التــي ظهــرت في الشــهرين‬
‫الأخيريــن‪ .‬أتعــد يــا أبــا العــاء وفولتــر‬
‫معـاً‪ ،‬أتعـد بتصديـق إلهـام المـرأة بعـد‬
‫اليــوم‪ ،‬لقــد كنــت طــوال هــذه المــدة‬
‫رجــ ًا‪ ،‬وعرفــت أن تتــألم كرجــل حقــاً‪،‬‬
‫لـدي الآن كلمـة واحـدة أرجـو أن تغتفـر‬
‫‪».‬مــا فيهــا مــن أنانيــة‪ :‬إني ســعيدة‬

‫كان عبــاس العقــاد مــن المعجبــن بمــي‬ ‫فتــاة تســتقبل الرجــال حفيــة بهــم«‬ ‫ذكــرى طــه حســن»‪ ،‬والــذي نــرت فيــه‬ ‫مـي زيـادة وطـه حسـن» علاقـة متفـردة«‬
‫زيـادة عـى الرغـم مـن أن لـه آراء سـلبية‬ ‫معاتبــة لهــم في رشــاقة وظــرف»‪..‬‬ ‫‪.‬رسـائل تبـارك عـودة «العميـد» إلى منصبـه‬ ‫بـدأت عـام ‪ 1913‬حـن اسـتمع إليهـا لأول‬
‫بالنسـاء‪ ،‬ولكنـه مـر بهـذه الفـرة القصـرة‬ ‫هكــذا وصــف طــه حســن‪ ،‬مــي‬ ‫مــرة في حفــل تكريــم خليــل مطــران‪ ،‬ولم‬
‫مــن الحــب العــذري‪ ،‬ومــع أن لــه الكثــر‬ ‫زيــادة حــن التقاهــا لأول مــرة في‬ ‫يــرض في ذلــك الحفــل عــن شيء مثلــا‬
‫مــن الكتــب في الفلســفة والأدب والتاريــخ‬ ‫صالونهــا الأدبي‪ ،‬لتبــدأ بينهــا علاقــة‬ ‫رضي عــن صوتهــا‪ ،‬حتــى إنــه في كتــاب‬
‫ولــه بعــض الدواويــن الشــعرية‪ ،‬ولكنــه‬ ‫صداقــة قويــة اســتمرت ســنوات‪،‬‬ ‫ســرته الذاتيــة «الأيــام»‪ ،‬قــال إنــه لم‬
‫لم يشــتهر كشــاعر‪ ،‬حيــث إن شــعره لم‬ ‫تخللتهــا الرســالة التــي ربمــا احتفــظ‬ ‫تعجبــه قصيــدة «مطـران» لأنــه «لم يفهـم‬
‫يكــن وجدانيــاً‪ ،‬أي لم يكــن تدفقــاً تلقائيــاً‬ ‫‪.‬بهــا عميــد الأدب العــربي حتــى وفاتــه‬ ‫منهــا شــيئا‪ ،‬ولم يــذق منهــا شــيئا‪ ،‬وأحــس‬
‫للانفعــالات‪ ،‬بــل كان مــن الشــعراء الذيــن‬ ‫فيهـا إسرافـا مـن الشـاعر في التضـاؤل أمـام‬
‫يفكــرون في مــا يكتبــون‪ ،‬لذلــك كانــت‬ ‫واحــدة ضمــن عــرات الرســائل التــي‬ ‫‪».‬الأمــر الــذي أهــدى إليــه ذلــك الوســام‬
‫قصائــده عمــا فنيــا صارمــا في بنائهــا كــا‬
‫يقــول النقــاد‪ .‬ولكــن هــذا لم يمنــع مــن‬ ‫تلقاهــا عميــد الأدب العــربي‪ ،‬طــه حســن‪،‬‬ ‫كان صــوت «مــي» كفيــا بخفقــان قلــب‬
‫أنـه قـد مـر بفـرة اسـتلطاف كـا أسـلفنا‪،‬‬ ‫«الفتــى»‪ ،‬كــا يعــ ّرف نفســه في «الأيــام»‪،‬‬
‫فكتــب بعــض الأبيــات يصــف فيهــا حبــه‬ ‫عــام ‪ 1934‬عقــب عودتــه إلى الجامعــة‪،‬‬ ‫حتــى إنــه خصــص ف ًصــا كامــ ًا في ســرته‬
‫لمــي وكيــف انتهــى هــذا الحــب بسرعــة‪:‬‬ ‫الذاتيــة للحديــث عــن «مــي»‪ ،‬بعنــوان‬
‫ولــد الحــب لنــا وافرحتــاه ‪ ..‬ومــى في‬ ‫كانــت رســالة مــي زيــادة‪ ،‬ذكــرت «مــي»‬ ‫«كنـت في ذلـك المسـاء هـل ًا»‪ ،‬ناقـ ًا رغبتـه‬
‫الشـديدة في التعـرف عليهـا بعدمـا تحـدث‬
‫مهــده واحسرتــاه‬ ‫إلى «أبي العــاء»‪ ،‬كــا كانــت تناديــه‪،‬‬ ‫‪.‬عنهــا «أســتاذه» أحمــد لطفــي الســيد‬
‫مـات لم يـدرج ولَـم يلعـب ‪ ..‬ولَـم يعـرف‬
‫تنبؤهـا بعودتـه قريبًـا إلى مكانـه الطبيعـي‪،‬‬ ‫في ســرته الذاتيــة وصــف إحساســه حــن‬
‫أبـاه‪ ،‬ليتـه عـاش‬ ‫و«أوزوريــس يشــهد»‪« :‬أود أن أذكــرك أني‬ ‫ســمع صوتهــا للمــرة الأولى في الحفــل‪:‬‬
‫لقـد شـبه العقـاد الحـب الـذي مـات بعـد‬ ‫«لم يــرض الفتــى عــن شيء مــا ســمع‬
‫فــرة قصــرة بالطفــل الــذي يمــوت قبــل‬ ‫تنبــأت بهــذا في إيــوان أبي الهــول بتاريــخ‬ ‫إلا صوتــا واحــدا ســمعه فاضطــرب لــه‬
‫أن يتعــرف عــى والديــه‪ ،‬وقبــل أن يمــي‬ ‫اضطرابًــا شــدي ًدا أرق لــه ليلتــه تلــك‪،‬‬
‫ويلعـب‪ ،‬هـذا التصويـر الجميـل لم يسـبقه‬ ‫‪ 12‬يوليـو‪ ،‬وكاهـن أوزوريـس يشـهد‪ ،‬قلـت‬ ‫كان الصــوت نحيــ ًا‪ ،‬وكان عذبًــا رائ ًقــا‪،‬‬
‫وكان لا يبلــغ الســمع حتــى ينفــذ منــه في‬
‫أحـد مـن الشـعراء‬ ‫انجـذب الأديـب مصطفـى صـادق الرافعـي‬ ‫يومئــذ إن الجامعــة المصريــة تســتدعيك‬ ‫خفــة إلى القلــب‪ ،‬فيفعــل فيــه الأفاعيــل‪،‬‬
‫ولقـد سـألت مـي زيـادة‪ ،‬عبـاس محمـود‬ ‫لـ»مــي» بشــدة وأصبحــت مصــدر الإلهــام‬ ‫إليهـا خـال شـهر نوفمـر‪ ،‬ولم يكـن في ذلـك‬ ‫وكان صــوت الآنســة مــي التــي كانــت‬
‫الشـعري لـه‪ ،‬لكـن تعلقهـا بحبيبهـا في أقـى‬ ‫الحــن مــن حديــث أو شــبه حديــث عــن‬ ‫‪».‬تتحــدث إلى الجمهــور للمــرة الأولى‬
‫العقــاد في إحــدى رســائلها‪:‬‬ ‫الغـرب لم يجعلهـا تلتفـت لمشـاعر الأديـب‬ ‫‪».‬الأزمـة التـي ظهـرت في الشـهرين الأخيرين‬
‫لمــاذا تكتــب لي (أنتــي)‪ ,‬وليــس (أنــ ِت)‬ ‫عــى أعنــاق شــباب الجامعــة عــاد طــه‬
‫المـري نحوهـا‪ ،‬حتـى بعـد أن أهداهـا «يـا‬ ‫رقيـق صوتهـا»‪ ..‬كـا كان يصفـه دائمًـا طـه«‬ ‫حســن إلى كليــة الآداب‪ ،‬بعــد عامــن مــن‬
‫بكــر التــاء؟‬ ‫زجاجــة العطــر‪ ..‬اذهبــي إليهــا وتعطــري‬ ‫حســن‪ ،‬وكذلــك كانــت الرســالة «رقيقــة»‬ ‫فصلــه‪ ،‬و«اهتــزت مــر كلهــا فر ًحــا مــن‬
‫فأجابهـا ‪ :‬يعـ ّز عـيَّ كـرك حتـى في اللغـة‪.‬‬ ‫بمــس يديهــا وكــوني رســالة قلبــي لديهــا‪..‬‬ ‫تنقــل ســعادة الأديبــة مــي زيــادة إلى‬ ‫أقصاهــا إلى أقصاهــا»‪ ،‬وف ًقــا لمــا نقلتــه‬
‫وهـذا يوضـح مـدي كان حـب العقـاد لمـي‬ ‫وهــا أنــا ذا أنــر القبــات عــى جوانبــك‪،‬‬ ‫واحــد مــن أهــم الذيــن حــروا طــوال‬ ‫مجلـة «إبـداع»‪ ،‬في عددهـا الحـادي عـر‪،‬‬
‫فمتـى لمسـتك فضعـي قبلتـي عـى بنانهـا‪،‬‬ ‫ســنوات صالونهــا الأدبي ذائــع الصيــت‪،‬‬ ‫الصــادر عــام ‪ ،1993‬بعنــوان «تجديــد‬
‫وألقيهـا خفيـة ظاهـرة في مثـل حنـو نظرتهـا‬ ‫حتــى إنهــا لم تســتطع إخفــاء شــعورها‬
‫وحنانهــا‪ ،‬والمســيها مــن تلــك القبــات‬ ‫بالســعادة والامتنــان بــن ســطور رســالتها‬
‫معـاني أفراحهـا في قلبـي ومعـاني أشـجانها‪..‬‬ ‫المقتضبــة‪« :‬لقــد كنــت طــوال هــذه‬
‫وهــا أنــا ذا أصافحــك فمتــى أخذتــك في‬ ‫المــدة رجــ ًا‪ ،‬وعرفــت أن تتــألم كرجــل‬
‫يدهــا فكــوني لمســة الأشــواق‪ ..‬وهــا أنــا ذا‬ ‫حقــاً‪ ،‬لــدي الآن كلمــة واحــدة أرجــو أن‬
‫أضمــك إلى قلبــي فمتــى فتحتــك فانــري‬ ‫‪».‬تغتفـر مـا فيهـا مـن أنانيـة‪ :‬إني سـعيدة‬
‫عليهــا في معــاني العطــر لمســات العنــاق»‪.‬‬

‫وتنتهـي علاقـة الحـب ذات الطـرف الواحـد‬ ‫وتنــص الرســالة‪« :‬يــا أبــا العــاء‪ :‬مــروك‪،‬‬
‫في صمــت كــا بــدأت‪ ،‬فقــد كان الرافعــي‬ ‫حقــك يــرد إليــك كــا يــرد إلى الشــباب‬
‫شـديد الغـرة عـى «مـي» مـن كل معجبيهـا‬ ‫المــري حقــه عنــدك‪ ،‬أود أن أذكــرك أني‬
‫ومحبيهـا‪ ،‬حتـى إنـه قـرر مقاطعـة صالونهـا‬ ‫تنبــأت بهــذا في إيــوان أبي الهــول بتاريــخ‬
‫الأدبي وأرســل لهــا «كتــاب القطيعــة»‬ ‫‪ 12‬يوليـو‪ ،‬وكاهـن أوزوريـس يشـهد‪ .‬قلـت‬
‫بســبب غيرتــه بعدمــا تركتــه في إحــدى‬ ‫يومئــذ إن الجامعــة المصريــة تســتدعيك‬
‫جلســات صالونهــا الأدبي‪ ،‬وظــل الرافعــي‬ ‫إليهــا خــال شــهر نوفمــر‪ ،‬ولم يكــن في‬
‫‪.‬يأمــل عــودة العلاقــة بينهــا حتــى وفاتــه‬

‫بقلم‬ ‫مرايا‬ ‫في‬ ‫زيادة‬ ‫م ّي‬ ‫أدب‬

‫منى الشرافيالنقد‬

‫‪:‬دراسات م ّي زيادة النقدية‬ ‫بدأت رحلتي مع م ّي زيادة‪ ،‬رحلة قارئة هاوية‪ ،‬يل ّذها الأدب النسائي الرقيق‪ ،‬الذي يتسلل‬
‫إلى أعماق النفس‪ ،‬فيجعلها شغوفة بمتعة التذ ّوق والمعرفة‪ .‬غير أنّني ما لبثت أن وجدت‬
‫تناولـت مـ ّي زيـادة في دراسـتها النقديـة كل ًا مـن باحثـة الباديـة‪( ،‬ملـك حفنـي ناصـف)‪،‬‬ ‫نفسي‪ ،‬أطمح إلى التو ّغل العميق راغب ًة في معرفة هذه الشخصية الأدبية الف ّذة‪ ،‬ووجدت أن‬
‫ووردة اليازجــي وعائشــة التيموريــة‪ ،‬وتعرضــت في هــذه الدراســات إلى العــر الــذي‬
‫هذا الأمر لا يتحقق‪ ،‬إلا من خلال دراسة عملية جا ّدة‪.‬‬
‫عاشـت فيـه هـذه‬
‫الشخصيات‪ ،‬وحللت أدبهن تحليلاً أدبياً واجتماعياً ونفسيا‬ ‫كان لمي زيادة إنتاج أدب ّي وفير‪ ،‬متع ّدد الأنواع والأغراض‪ ،‬ذو ظلال بعيدة المدى في دنيا‬
‫وقـد اختـارت مـ ّي زيـادة هـذه الشـخصيات النسـائية الأدبيـة دون سـواها مـن اللـواتي‬ ‫الأدب‪ ،‬غن ّي بالمواضيع الكثيرة التي كان عصرها يموج بها‪ .‬وقد اعتبرت مي‪ ،‬لغناها الفكري‬
‫عاصرنهـا أو سـبقنها‪ ،‬لمـا تحملـه مـن تقديـر وعرفـان لجهودهـن‪ ،‬حـن سـجلن في عـالم‬
‫الأدب علامـة مميـزة في وقـت كانـت فيـه المـرأة العربيـة محجوبـة وبعيـدة عـن الأنظـار‪.‬‬ ‫وعطائها الأدبي‪ ،‬إحدى شهيرات عصرها في الكتابة والنقد والخطابة‪ ،‬فقد ق ّدمت للأدب‬
‫فوجـدت أن لهـن عليهـا الحـق في استكشـاف طبيعـة المـرأة الشرقيـة لإبـراز جوهرهـا‬ ‫العربي أعمالاً أدبية ق ّيمة‪ ،‬في مجالات المقالة‪ ،‬والخطابة‪ ،‬والمحاضرة‪ ،‬والرسالة‪ ،‬والكتب‬

‫ومكوناتهـا الخفيـة إلى الوجـود‬ ‫النقديّة‪.‬‬

‫الأنواع الأدبية التي عالجتها م ّي زيادة‪:‬‬ ‫وقد حفلت صحافة عصرها ووسائله الإعلامية‪ ،‬بصور مشرقة من نتاجها الأدبي ونشاطها‬
‫الاجتماعي‪ ،‬ونالت قصب ال ّسبق في أحاديث كبار الأدباء والشعراء‪ ،‬عن أدبها ومجالسها‬
‫عالجت م ّي زيادة كثيراً من الموضوعات الأدبية‪ ،‬كالمقالة والخطابة والمحاضرة والرسائل‪،‬‬ ‫الأدبية وإسهاماتها الفكريّة وآرائها المتن ّوعة في كثير من قضايا العصر‪ُ ،‬مبدين مواقفهم‬
‫وتميزت هذه الموضوعات بالاتّساع والتنوع والإضافات‪ ،‬مستندة إلى ثقافة وفكر واسعين‪،‬‬
‫وقد د ّل كل ذلك على مقدرة م ّي زيادة ووعيها ومواكبتها كل جديد‪.‬‬ ‫النقديّة‪ ،‬ومق ّوين ذلك كله بروح المسؤولية الأدبية‪.‬‬

‫البعد الاجتماعي في أدب م ّي زيادة‪:‬‬ ‫ولمست‪ ،‬خلال اطّلاعي على مؤلّفاتها الأدبية‪ ،‬إسهامها الواسع المدى في الحركة الأدبية‬
‫العربية في لبنان وخارجه‪.‬‬
‫س ّخرت م ّي زيادة قلمها وأدبها لمعالجة القضايا الاجتماعية من خلال نزعتها الإصلاحية‪،‬‬
‫التي تميزت بإيمانها الكبير بالمرأة وقدرتها على تحقيق ذاتها وترقية نفسها في الحركة‬ ‫طرحت م ّي زيادة مشكلة نشأتها على الشكل التالي‪“ :‬ولدت في بلد‪ ،‬وأبي من‬
‫بلد‪ ،‬وأم ّي من بلد‪ ،‬وأشباح نفسي تنتقل من بلد إلى بلد‪ ،‬فلأي هذه البلدان أنتمي؟ وعن أي‬
‫الاجتماعية الدائبة حولها‪ .‬وتن ّكرت م ّي للأفكار التي أنقصت من منزلة المرأة‪ ،‬وأشادت‬
‫بفضل من وقف وراءها ودعمها‪ .‬وواجهتها بحقوقها وواجباتها‪.‬‬ ‫هذه البلدان أدافع‪.‬‬

‫مذهب مي زيادة الأدبي‪:‬‬ ‫ولدت م ّي زيادة في مدينة الناصرة في فلسطين في الحادي عشر من شباط سنة ‪1886‬م‪ .‬كان‬
‫أبوها “إلياس زخور سعادة” مارونيا لبنانياً من قرية شحتول في كسروان وسط لبنان‪ .‬وقد‬
‫إن القارئ والباحث في أدب م ّي زيادة لا بد أن يشعر بالنزعة الرومانتيكية الطاغية عليه‪،‬‬ ‫ولد عام ‪1858‬م‪ .‬وتعلم في مدرسة الحكمة في بيروت‪ ،‬لكنه هاجر عام ‪1879‬م إلى الناصرة‬
‫وصفاً ومضموناً ومزاجاً‪ ،‬فقد مجدت الألم‪ ،‬وتغنت به‪ ،‬وناجت الطبيعة ‪،‬وهامت بها‪ ،‬وف ّرت‬ ‫في فلسطين‪ ،‬ليعلّم في إحدى مدارسها الابتدائية‪ ،‬فتعرف إلى أمها نزهة خليل معمر” وهي‬
‫مسيحية من الروم الأرثدوكس‪.‬‬
‫من الواقع إلى عالم الخيال‪ ،‬وشغفت بالشرق‪ ،‬ولامت المجتمع‪ ،‬واتهمته بالتقصير بواجباته‬ ‫تلقت م ّي زيادة الدروس الإبتدائية‪ ،‬وتعلّمت الموسيقى واللغتين الفرنسية والإيطالية‬
‫تجاه الفرد‪ ،‬وضاقت بطبيعة الشر المتأصلة في الإنسان‪ ،‬وآمنت بالقوى الخفية وراء هذا‬ ‫عند راهبات اليوسفيات في الناصرة إلى أن بلغت الثالثة عشرة من عمرها‪ ،‬ثم توجهت إلى‬
‫العالم‪ ،‬وكان الأدب عندها وحياً وإلهاماً وقوى خارجية مساعدة تساعد على الخلق والإبداع‪.‬‬ ‫لبنان في صيف ‪1899‬م بصحبة والديها للتعرف إلى أهلها فيه‪ ،‬ولإتمام دراستها عند راهبات‬
‫وخشيت الحب وقدسته‪ ،‬وتجاوزت حدود عاطفتها الفردية فهزها بكاء الطفل‪ ،‬وذرفت‬ ‫الزيارة في فرع مدرسة “عينطورة”‪ .‬وبعد تخرجها عادت إلى الناصرة‪ ,‬فمكثت فيها ثلاث‬
‫دمعة على المغرد الصامت‪ .‬ويمكن تفصيل أبرز المبادئ الرومانتيكية التي اتسم بها أدب‬ ‫سنوات قبل أن تنتقل إلى مصر‪ ,‬وهناك بدأ نجمها يسطع في عالم الأدب والاجتماع‪.‬‬
‫م ّي كالآتي‪ :‬الألم‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬الخيال‪ ،‬التعاطف مع المجتمع‪ ،‬النفور من الشر‪ ،‬الإيمان بأسرار‬
‫أتاحت ظروف النشأة والبيئة لم ّي زيادة‪ ,‬فرصة الاحتكاك والتطور والانفتاح على العالم‬
‫الغيب‪ ،‬الحب‪.‬‬ ‫الأدبي في عصرها‪ .‬فاجتمعت بذوي الفكر والأدب‪ ,‬فشجعوها ووقفوا إلى جانبها وأشادوا‬
‫كانت مي زيادة يقظة الشعور‪ ,‬أعطت الكثير من نفسها وذاتها‪ ,‬فواجهت الفشل‬ ‫بأدبها ومقدرتها‪.‬‬
‫والحرمان‪ .‬ولع ّل رحلتها الأدبية ملأت فراغها في مقتبل عمرها‪ ,‬إلا أن هذه الرحلة لم تجلب‬ ‫كانت م ّي أبيّة النفس واسعة الإدراك‪ ,‬عميقة الفهم‪ ,‬ولكن قلبها كان يتوقّد ألماً‪ ,‬فقد‬
‫لها الاستمرار والهدوء حين تقدم بها العمر‪ .‬وتوالت عليها الكوارث والمصائب حين فقدت‬ ‫فقدت أخاها في طفولتها ووالديها في صباها‪.‬‬
‫والديها وحب حياتها جبران‪ .‬وزاد من تشاؤمها واضطراب نفسها مطالبة أبناء عمها مشاركتها‬
‫إرثها من والديها‪ ,‬وعندما ص ّدتهم هددوها بالانتقام‪ .‬فاستسلمت للعزلة وركنت إلى الوحدة‬ ‫أعرضت م ّي زيادة عن الزواج‪ ,‬فقد كانت تجد لكل خاطب علّة لرفضه‪ ,‬وذلك لأسباب‬
‫الموحشة وأهملت ذاتها‪ .‬وفي ذروة اضطرابها النفسي التجأت إلى ابن عمها الدكتور جوزيف‬ ‫أبرزها‪ :‬تعلّقها بجبران خليل جبران…نشأ الحب بينها وبين جبران منذ بداية تعارفهما‬
‫بالمراسلة‪ ,‬وكان حباً نادراً استم ّر تسعة عشر عاماً‪ ,‬وظهرت آثاره في كتاباتهما‪.‬‬
‫الذي طلب منها العودة معه إلى لبنان‪ ,‬فأوصلها إلى العصفورية‪.‬‬
‫قضت مي زيادة في العصفورية مدة سنة‪ ,‬إلى أن تم إنقاذها بسعي بعض الأصدقاء‪.‬‬ ‫امتازت مي بمجلسها الأدبي الذي دام عشرين عاماً واستقبلت فيه شخصيات كثيرة ُجلّهم من‬
‫وعندما عادت إلى مصر‪ ,‬رفضت استقبال الناس والتحدث إليهم لإحساسها بأنهم يعتقدون‬ ‫رجال الفكر والعلم والأدب‪ .‬كان لمجلس م ّي زيادة تأثير قوي في الحياة الأدبية والفكرية‪،‬‬
‫بجنونها‪ .‬وكانت ترفض أن يُذكر أمامها اسم أحد من زملائها وأصدقائها ورواد مجلسها الذين‬
‫فقد نوقشت فيه مسائل شتى في العلم والأدب والفلسفة‪ ،‬وشارك فيها عدد من الشخصيات‬
‫أهملوها في مأساتها‪.‬‬ ‫اللامعة البارزة في ميادين الحياة المختلفة وخصوصاً الأدبية والفكرية‪ ،‬وسجل لهم التاريخ‬
‫كانت أيام مي زيادة الأخيرة عراكاً مع اليأس‪ ,‬فأضربت عن الطعام واشتهت الموت إلى‬ ‫علامات مه ّمة دلت عليهم‪.‬‬
‫أن وافتها المنية في التاسع عشر من شهر تشرين الأول عام ‪ .1941‬وهكذا ماتت م ّي زيادة‬
‫وحيدة في غربتها عن لبنان‪ ،‬وهي في الخامسة والخمسين من عمرها‪ ،‬ودفنت في مدافن‬

‫الطائفة المارونية في القاهرة القديمة‪ ،‬وأقيم لها حفل تأبين يليق بمقامه‬

‫القوة الناعمة داخل‬ ‫تساؤلات في محراب الأدب‬
‫صالون صالح الثقافي‬ ‫النسائي‬

‫حوار اسلام رجب‬ ‫في حوار صحفي مع عبير عواد‬
‫‪...‬لقد كتبت عن الإنسان‪ ..‬لا عن امرأة أو رجل‬

‫في حـوار صحفـي مـع الأسـتاذ محمـد صالـح احـد رواد الثقافـة في محافظـه الفيـوم والـذي‬ ‫‪.‬‬ ‫عبير عواد‪ .‬كاتبة مصرية معاصرة‪.‬‬
‫يقيـم صالونـه الثقـافي يـوم الخميـس مـن كل أسـبوع في مكتبـة الفيـوم العامـه منـذ عامـن‬ ‫لها العديد من الإسهامات الفكرية‬
‫بحضـور عـدد مـن أبنـاء المحافظـة التقينـا معـه لنطـرح عليـه بعـض الأسـئلة حـول موضـوع‬ ‫هل تاثرت عبير عواد الكاتبة بكونها‬ ‫في شكل مقالات صحفية على مجلة‬
‫انثي؟‬ ‫جيل جديد الالكترونية‪ .‬تناولت في‬
‫الأدب النسـائي‬ ‫كتابها «طغاة مبدعون» العلاقات‬
‫*كيف ترى الأدب النسائي وما هو تعريفك لمصطلح الأدب النسائي؟‬ ‫بالنسبة لي فقد خرجت من تلك الدائرة‪،‬‬ ‫المتشابكة بين ‹الإبداع› والطغيان‬
‫في البدايـة أوضـح انـه لا يوجـد لـدي فـرق بـن الأدب النسـائي والأدب الرجـالي ولا يوجـد في*‬ ‫وحرصت على انتماء إنساني لا انتماء جنساني‪.‬‬ ‫من خلال تناولها بالتحليل شخصيات‬
‫قامـوس معرفتـي فـارق بـن هـذا وذاك وان لسـت مـن محبـي التفرقـه بـن الأدب النسـائي‬ ‫كهتلر وموسوليني والقذافي وغيرهم‬
‫والأدب الرجـالي ولكنـي مـع الوقـت أدركـت أن هنـاك شيء اسـمه النسـوية او قضيـة المـرأة‬ ‫واتضح هذا جليا في كتابي طغاة مبدعون‬
‫ولكنـي اعتقـد أن هنـاك أدب لونـه نسـائي سـواء كان الأديـب رجـل او امـرأة‪ .‬مثـل كتابـات‬ ‫الذي ما إن شرعت فيه حتى وجدت نفسي‬ ‫من الطغاة الذين كانت لهم‬
‫صنـع اللـه ابراهيـم روايـة ذات وكيـف تكلـم عـن المـرأة‪ .‬ولكنـي لا أحـب قولبـة الأمـور وان‬ ‫اتصرف من منطلق خيار يعني بالإنسان‬ ‫إرهاصات فنية وفكرية‪ .‬ولها روايات‬
‫بحياته وبتناقضاته‪ ..‬بدأت في البحث عن‬
‫‪.‬اقـول أدب رجـالي وأدب نسـائي‬ ‫علاقة الطغيان بالإبداع‪ .‬وجد ُت نفسي أرتا ُد‬ ‫ومجموعات قصصية قيد النشر‪.‬‬
‫* لو قولنا أن هناك أدباء كثيرون قد جاءوا وابدعو مثل العقاد وطه حسين‬ ‫وأجوب بمسالك عدة بين طبيعة المبدع‬ ‫مدافعة عن الإنسان والطبيعة ومحبة‬
‫وطبيعة الإبداع وسيكولوجيته! بين قيمة‬
‫ونجيب محفوظ فما هو ابداع المرأة واين هي من الأدب؟‬ ‫الفن وفلسفته وتأثيره في متلقيه‪ ،‬وأهمية‬ ‫لافريقيا‪.‬‬
‫هـذا بسـبب عوامـل كثـرة وهـذا ليـس في الأدب بوجـه خـاص ولكـن في جميـع المجـالات‬ ‫الخيال للفرد والمجتمع! وأخي ًرا سيكولوجية‬
‫ما وجهة نظرك في الأدب النسائي‬
‫تكمـن محدوديـة ابـداع المـرأة بسـبب عـدم إتاحـة الفرصـة‬ ‫الطاغية‪.‬‬
‫وما هي الفرصة التي يجب أن تتاح للمرأة*‬ ‫بداية‪ ..‬لا أحبذ تصنيف الأدب إلى أدب‬
‫ذاك الذي ترتعش روحه للح ٍن من ألحان‬ ‫نسائي وآخر رجالي‪ ،‬فكليهما رجل وامرأة‪،‬‬
‫علي النساء والرجال أيضاً أن يخرجوا للمجتمع للتعلم والانخراط في الحياة‬ ‫بيتهوفن أو موتسارت لا يتورع عن اعتقال‬
‫وما هو حجم إسهام المرأة في الأدب؟‬ ‫معارضيه وإعدامهم‪ ،‬أو الذي يرسم لوحات‬ ‫إنسان‪..‬‬
‫الطبيعة الساحرة ويقرض أشعا ًرا رومانسية‬ ‫الأدب وسيلة للتعبير عن مكنون النفس‬
‫هـو ضعيـف ضعيـف جـداً قـد لا يتجـاوز‪ 30‬بالميـه وهـذا ليـس في الأدب فقـط في جميـع‬ ‫ولا يتورع عن إزهاق الأرواح بد ٍم بارد‪..‬‬ ‫البشرية ومحاولة لفهم تعقيداتها وخفاياها‪،‬‬
‫المجـالات‬ ‫أو الحديث عن الأحوال التي تكتنفها‬
‫لقد كتبت عن الإنسان‪ ..‬لا عن امرأة أو‬
‫*لو سألنا حضرتك عن نسبه مشاركة المرأة في صالونك الثقافي بالنسبة للرجل؟‬ ‫رجل‪...‬‬ ‫بغمارها‪...‬‬
‫النسـبه تقريبـاً ‪ 50‬ل‪ 50‬او قـد تكـون نسـبه النسـاء اكـر ‪ 60‬مـن جانـب التواجـد ولكـن لا‬
‫لذلك ربما أعتقد أن أكبر المعوقات التي‬ ‫الأدب وسيلة إبداع إنساني‪ ،‬والكتابة وسيلة‬
‫‪.‬يوجـد تفاعليـه التفاعـل والنقـاش يكـون مـن الأولاد‬ ‫تواجه الكاتبات‪ ،‬هي تلك الخانة التي تفصل‬ ‫لتخليد أعمال الإنسان وأفكاره وصراعاته‬
‫هـل ظهـر أمـام حضرتـك اسـتاذ محمـد خـال الصالـون الثقـافي مواهـب شـبابيه مـن رواد‬ ‫مع نفسه ومع غيره‪ ،‬فكيف بنا إ ًذا نمنحها‬
‫عملها فقط لأنه يتبع نون النسوة‪،‬‬ ‫تصني ًفا يشكل فارقًا بلا معنى أو قيمة‬
‫الصالـون‬ ‫لا أ الإنسانية‪..‬‬
‫عندنا إسـلام عبد التواب ونوره أحمد جوده‬ ‫حقيقية اللهم إلا الاسم نفسه ‪..‬‬
‫بالنسبه لإسلام فهو موهبه شعريه مكتمله ومتحققه وهو شاعر يملك ادواته‬ ‫حوار اسلام رجب‬ ‫الذي لا يخلو من نزعة تعصب لا سند لها‪،‬‬
‫وانـا ادعـو المسـئولين عـن الشـأن الثقـافي بالفيـوم لتبنـي موهبـه إسـام وسرعـه اصـدار ديوان‬
‫ولا منطق يعضدها‪..‬‬
‫خاص به‬
‫وقـد عقدنـا اكـر مـن نـدوه ثقافيـه كان لإسـام منهـا نصيـب الاسـد وقـد اثتـي عـي موهبتـه‬ ‫فليكن الأدب أدبّا يخبرنا عن حيواتنا‪..‬‬
‫عـدد مـن عمالقـه الادب بالفيـوم كـا تـم دعوتـه مـن قبـل ا محمـد عـاء لحضـور امسـيات‬
‫قـر ثقافـه الفيـوم بعـد مالمـس فيـه مـن موهبـه مصقلـه بهمـوم وافـكار وقضايـا متشـابكه‬ ‫ما هي الصعوبات التي تواجه المراة‬
‫كأديبة‬
‫فهو صاحب فكر وقضيه‬
‫وبالنسبه لنوره أحمد جوده؟‬ ‫من أكثر الصعوبات التي تواجه المرأة الكاتبة‬
‫نـور شـاعره ذات موهبـه واعـده لكنهـا لم تملـك ادواتهـا بعـد وهـي مجتهـده ومثابـره لكـن‬ ‫أنها امرأة‪..‬‬
‫موهبـه إسـام اعـي واكـر تحققـاً‬
‫ما المسموح وما المحظور فيما تكتب‪ ،‬وهل‬
‫يوجد ايضا‬ ‫ما تكتبه بالضرورة يمثل جز ًءا من تجربتها‬
‫في مجـال التنميـه البشريـه توجـد الروميسـاء ولهـا جهـد ملحـوظ وهـو لدينـا موضـع اعتبـار‬
‫الخاصة؟!‬
‫وثنـاء ولكنـه خـارج اطـار الادب‬
‫وكان معنــا ايضـا مــن المواهـب النســويه فاطمــه عرفـه ولهـا خطهـا الادبي الــذي تحـاول‬ ‫في حين أن التعامل مع الكاتب يكون من‬
‫منطلق آخر لا علاقة له بكونه رجلا‪.‬‬
‫ابـرازه مـن خـال كتاباتهـا‬

‫الأدب النسائي في صدر الاسلام‬

‫لم يأت الاسلام ليرمي بالمرأه خلف جدران من العزله‬ ‫تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد‬
‫ولم يكن يوما ما حائلا بينها وبين الابداع‬ ‫السلمية‪ ،‬المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو‬
‫بل أتاح الاسلام للمراه مجالات اكثر رحابه‬
‫فالتميز والانطلاق‬ ‫(‪ ،)664 - 575‬كانت شاعرة رثاء في عصر‬
‫الجاهلية‪ .‬لقبت بهذا الاسم بسبب ارتفاع‬
‫نري ذلك جليا في وجود شخصيات نسائيه قويه فالمعترك الثقافي‬ ‫أرنبتي أنفها‪ .‬تزوجت من ابن عمها رواحة‬
‫كولاده بنت المستكفي وفاطمه بنت جوهر والخنساء تلك الشاعره المخضرمه‬
‫بن عبد العزيز السلمي‪ ،‬ثم من مرداس‬
‫التي سنتعرف من خلال دراستها كحاله ابداعيه قبل الاسلام‬ ‫بن أبي عامر السلمي‪ .‬عاشت أيضاً في عصر‬
‫وبعده علي شموليه هذا الدين واحتوائه لكافه الوان الابداع خاص ًة‬
‫‪.‬الإسلام‪ ،‬وأسلمت بعد ذلك‬
‫‪.‬الادب النسائي موضع البحث‬
‫في عام ‪ ،612‬قتل هاشم ودريد ابنا حرملة‬
‫‪ ...‬من أجمل قصائدها‬ ‫حينــا علمــت ببعثــة النبــي الأكــرم *‬ ‫أخاها معاوية‪ .‬قامت الخنساء بتحريض‬
‫قَــذ ًى ِب َعي ِنــ ِك أَم ِبال َعــ ِن ُعــ ّوا ُر أَم َذ َرفَــت ِإذ َخلَــت ِمــن أَهلِهــا الــدا ُر‬ ‫محمــد صــى اللــه عليــه وســلم‪ -‬قدمــت‬
‫كَأَ َّن َعينــي لِ ِذكــرا ُه إِذا َخطَــ َرت فَيــ ٌض يَســي ُل َعــى ال َخ َّديــ ِن ِمــدرا ُر‬ ‫عــى النبــي صــى اللــه عليــه وســلم مــع‬ ‫أخيها الأصغر صخر بالثأر‪ ،‬واستطاع الأخير‬
‫تَبـي لِ َصخـ ٍر ِهـ َي ال َعـرى َوقَـد َولَ َهـت َودونَـ ُه ِمـن َجديـ ِد الـ ُر ِب أَسـتا ُر‬ ‫‪.‬قومهــا بنــي ســليم فأســلمت معهــم‬ ‫قتل دريد انتقاماً لأخيه‪ ،‬ولكنه أصيب وتوفي‬
‫تَبــي ُخنــا ٌس فَــا تَن َفــ ُّك مــا َع َمــ َرت لَهــا َعلَيــ ِه َرنــ ٌن َوهــ َي ِمفتــا ُر‬
‫تَبــي ُخنــا ٌس َعــى َصخــ ٍر َو ُحــ َّق لَهــا ِإذ رابَهــا ال َدهــ ُر إِ َّن ال َدهــ َر َ ّضا ُر‬ ‫وقيــل أن رســول الإســام محمــد بــن‬ ‫في عام ‪ .615‬وقيل أن الخنساء أصيبت‬
‫لا بُــ َّد ِمــن ميتَــ ٍة في َص ِفهــا ِعــ َ ٌر َوال َدهــ ُر في َص ِفــ ِه َحــو ٌل َوأَطــوا ُر‬ ‫‪.‬عبــد اللــه كان يعجــب بشــعرها‬ ‫بالعمى من شدة بكائها على موت أخيها‪.‬‬
‫قَــد كا َن في ُكــم أَبــو َعمــر ٍو يَســو ُد ُك ُم نِعــ َم المُ َع َّمــ ُم لِلداعــ َن نَ ّصــا ُر‬ ‫ومع قدوم عصر الإسلام‪ ،‬حرضت أبناءها‬
‫ُصلــ ُب ال َنحيــ َز ِة َو ّهــا ٌب ِإذا َم َنعــوا َوفي ال ُحــرو ِب َجــري ُء ال َصــد ِر ِمهصــا ُر‬ ‫لعـل موقفهـا يـوم القادسـية لخـر دليـل *‬ ‫الأربعة من مرداس بن أبي عامر السلمي‬
‫يــا َصخــ ُر َو ّرا َد مــا ٍء قَــد تَنــا َذ َر ُه أَهــ ُل المَــوا ِر ِد مــا في ِور ِد ِه عــا ُر‬ ‫عـى صبرهـا وثباتهـا و حسـن ايمانهـا‪ ،‬فقـد‬ ‫وهم عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد على‬
‫َمــى ال َســبَنتى إِلى َهيجــا َء ُمع ِضلَــ ٍة لَــ ُه ِســاحا ِن أَنيــا ٌب َوأَظفــا ُر‬ ‫خرجـت في هـذه المعركـة مـع المسـلمين في‬ ‫الجهاد‪ ،‬وقد استشهدوا جميعاً في معركة‬
‫َومــا َعجــو ٌل َعــى بَــ ٍّو تُطيــ ُف ِبــ ِه لَهــا َحنينــا ِن إِعــا ٌن َوإِسرا ُر‬ ‫عهـد عمـر رضي اللـه عنـه ومعهـا أبناؤهـا‬
‫تَرتَــ ُع مــا َرتَ َعــت َحتّــى إِذا اِ َّدكَــ َرت فَ ِإ َّنــا ِهــ َي إِقبــا ٌل َوإِدبــا ُر‬ ‫الأربعــة‪ ،‬وهنــاك‪ ،‬وقبــل بــدء القتــال‬ ‫‪.‬القادسية‬
‫لا تَســ َم ُن ال َدهــ َر في أَر ٍض َوإِن َرتَ َعــت فَ ِإ َّنــا ِهــ َي تَحنــا ٌن َوتَســجا ُر‬ ‫أوصتهــم فقالــت ‪ :‬يــا بنــي لقــد أســلمتم‬
‫يَومــاً ِبأَو َجــ َد ِم ّنــي يَــو َم فا َرقَنــي َصخــ ٌر َولِل َدهــ ِر ِإحــا ٌء َو ِإمــرا ُر‬ ‫طائعــن‪ ،‬وهاجرتــم مختاريــن ‪ ،‬وواللــه‬ ‫تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية‪،‬‬
‫َو ِإ َّن َصخــراً لَوالِينــا َو َســيِّ ُدنا َو ِإ َّن َصخــراً ِإذا نَشــتو لَ َن ّحــا ُر‬ ‫الــذي لا إلــه إلا هــو إنكــم بنــو امــرأة‬ ‫وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد‬
‫َوإِ َّن َصخــراً لَ ِمقــدا ٌم إِذا َر ِكبــوا َو ِإ َّن َصخــراً إِذا جاعــوا لَ َع ّقــا ُر‬ ‫واحــدة ‪ ،‬مــا خنــت أباكــم ‪ ،‬ولا فضحــت‬ ‫رحيل أخويها‪ .‬وطغى على شعرها الحزن‬
‫َو ِإ َّن َصخــراً لَتَأتَــ َّم ال ُهــدا ُة ِبــ ِه َكأَنَّــ ُه َعلَــ ٌم في َرأ ِســ ِه نــا ُر‬ ‫خالكــم ‪ ...‬إلى أن قالــت ‪ :‬فــإذا أصبحتــم‬ ‫والأسى والفخر والمدح‪ .‬قال عنها النابغة‬
‫َجلــ ٌد َجميــ ُل المُ َحيّــا كا ِمــ ٌل َو ِر ٌع َولِل ُحــرو ِب َغــدا َة الــ َرو ِع ِمســعا ُر‬ ‫غــداً إن شــاء اللــه ســالمين ‪ ،‬فاغــدوا إلى‬ ‫‪».‬الذبياني‪« :‬الخنساء أشعر الجن والإنس‬
‫َحــ ّا ُل أَل ِويَــ ٍة َهبّــا ُط أَو ِديَــ ٍة َشــ ّها ُد أَن ِديَــ ٍة لِل َجيــ ِش َجــ ّرا ُر‬ ‫قتــال عدوكــم مســتبصرين ‪ ،‬وباللــه عــى‬
‫نَ ّحــا ُر را ِغيَــ ٍة ِملجــا ُء طا ِغيَــ ٍة فَــ ّكا ُك عانِ َيــ ٍة لِل َعظــ ِم َجبّــا ُر‬ ‫أعدائــه مســتنصرين ‪ ،‬فــإذا رأيتــم الحــرب‬ ‫برغم أنها كانت شاعرة متمكنة من اللغة *‬
‫فَ ُقلــ ُت لَــ ّا َرأَيــ ُت ال َدهــ َر لَيــ َس لَــ ُه ُمعاتِــ ٌب َوحــ َد ُه يُســدي َونَ ّيــا ُر‬ ‫قــد شــمرت عــن ســاقها ‪ ،‬وجعلــت نــاراً‬ ‫له قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد‬
‫لَ َقــد نَعــى اِبــ ُن نَهيــ ٍك لي أَخــا ثِ َقــ ٍة كانَــت تُ َر َّجــ ُم َعنــ ُه قَبــ ُل أَخبــا ُر‬ ‫عـى أوراقهـا ‪ ،‬فتيممـوا وطيسـها ‪ ،‬وجالـدوا‬ ‫ذاعت و انتشر صيتها في كل مكان من‬
‫فَ ِبــ ُّت ســا ِه َر ًة لِل َنجــ ِم أَرقُبُــ ُه َحتّــى أَتى دو َن َغــو ِر ال َنجــ ِم أَســتا ُر‬ ‫رئيســها عنــد احتــدام خميســها ‪ ،‬تظفــروا‬ ‫خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت و‬
‫لَــم تَــ َر ُه جــا َر ٌة َيــي ِبســا َح ِتها لِري َبــ ٍة حــ َن يُخــي بَيتَــ ُه الجــا ُر‬ ‫‪.‬بالغنــم والكرامــة في دار الخلــد والمقامــة‬ ‫‪.‬تداولها الناس في الجاهلية‬
‫َولا تَــرا ُه َومــا في البَيــ ِت يَأكُلُــ ُه لَ ِك َّنــ ُه بــا ِر ٌز ِبال َصحــ ِن ِمهــا ُر‬
‫َو ُمط ِعـ ُم ال َقـو ِم َشـحماً ِعنـ َد َمسـ َغ ِب ِهم َوفي ال ُجـدو ِب َكريـ ُم ال َجـ ِّد ميسـا ُر‬ ‫عندمــا دارت المعركــة استشــهد أولادهــا‬ ‫و صخر هو أخو الخنساء من أبيها ‪ ،‬و برغم‬
‫قَـد كا َن خالِ َصتـي ِمــن كُ ِّل ذي نَ َسـ ٍب فَ َق ـد أُصيـ َب فَـا لِل َعيـ ِش أَوطـا ُر‬ ‫الأربعـة واحـداً بعـد واحـد ‪ ،‬و حينـا بلـغ‬ ‫أنه كان لها أخ شقيق قد قتل قبل صخر –‬
‫ِمثــ َل ال ُر َدي ِنــ ِّي لَــم تَن َفــذ َشــبي َبتُ ُه كَأَنَّــ ُه تَحــ َت طَــ ِّي الــ ُر ِد أُســوا ُر‬ ‫الخنسـاء خـر مقتـل أبنائهـا الأربعـة قالـت‬ ‫وهو شقيقها معاوية بن عمرو الذي رثته‬
‫َجهــ ُم المُ َح ّيــا تُــي ُء اللَيــ َل صو َرتُــ ُه آبــا ُؤ ُه ِمــن ِطــوا ِل ال َســم ِك أَحــرا ُر‬ ‫‪( :‬الحمــد للــه الــذي شرفنــي بقتلهــم ‪،‬‬
‫ُمــ َو َّر ُث المَجــ ِد َميمــو ٌن نَقي َبتُــ ُه َضخــ ُم ال َدســي َع ِة في ال َعــ ّزا ِء ِمغــوا ُر‬ ‫وأرجـو مـن ربي أن يجمعنـي بهم في مسـتقر‬ ‫‪.‬أيضا‬
‫فَــر ٌع لِ َفــر ٍع كَريــ ٍم َغــ ِر ُمؤتَ َشــ ٍب َجلــ ُد المَريــ َر ِة ِعنــ َد ال َجمــعِ فَ ّخــا ُر‬ ‫رحمتــه)‪ .‬ماتــت الخنســاء مــع مطلــع‬
‫في َجــو ِف لَحــ ٍد ُمقيــ ٌم قَــد تَ َض َّم َنــ ُه في َرم ِســ ِه ُمق َم ِطــ ّرا ٌت َوأَحجــا ُر‬ ‫‪.‬خلافـة عثـان بـن عفـان رضي اللـه عنـه‬ ‫كان صخر هو أحب أخوات الخنساء إلى *‬
‫طَلــ ُق ال َي َديــ ِن لِ ِفعــ ِل ال َخــ ِر ذو فَجــ ٍر َضخــ ُم ال َدســي َع ِة ِبال َخــرا ِت أَ ّمــا ُر‬ ‫قلبها‪ -‬حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين‬
‫لَيَب ِكــ ِه ُمقــ ِرٌ أَفنــى َحري َبتَــ ُه َدهــ ٌر َوحالَ َفــ ُه بُــؤ ٌس َو ِإقتــا ُر‬ ‫أبناء العشيرة‪ ،‬و كان يقف دائما إلى جانبها‬
‫َو ِرف َقــ ٌة حــا َر حادي ِهــم ِبُه ِل َكــ ٍة َكأَ َّن ظُل َمتَهــا في ال ِطخيَــ ِة القــا ُر‬
‫أَلا َي َنــ ُع ال َقــو َم إِن ســالو ُه ُخل َعتَــ ُه َولا يُجــا ِو ُز ُه ِباللَيــ ِل ُمــ ّرا ُر‬ ‫‪.‬يمد لها يد العون ويرعاها‬
‫بــن أبي عامــر الســلمي وهــم عمــرة وعمــرو ومعاويــة ويزيــد‬
‫‪.‬عــى الجهــاد‪ ،‬وقــد استشــهدوا جميعــاً في معركــة القادســية‬ ‫و لما قتل أخوها صخر ظلت ترثيه ‪ ،‬و ذاع‬
‫صيت مرثيتها أو بكائيتها بين العرب حيث‬
‫أصبحت مرثيتها الحزينة الأكثر تداولا من‬

‫‪.‬باقي أشعارها‬

‫عائشه عبد الرحمن‬
‫الريفيه المستنيره‬

‫بنت الـفـيوم لا بنت الشاطئ‬

‫‪».‬كل إلهامــي‪ ،‬لم أجــد غــر الشــاطئ‪ ،‬شــاطئ دميــاط‪ ،‬فوقعــت باســم «بنــت الشــاطئ‬ ‫!هل سمعت باسم الدكتورة عائشة عبدالرحمن؟‬
‫وفى اليـوم التـالى عقـب نشر المقـال اتصل بى «كنعان» سـكرتير تحرير الأهـرام ودعانى لمقابلة‬ ‫!»إذا كانــت الإجابــة لا! فأظــن أنــك تعــرف اســم «د‪ .‬بنــت الشــاطئ‬
‫جبرائيـل تقـا صاحـب الأهـرام وهنـأنى الرجـل عـى مقـالى وطلـب منـى أن أكتـب للأهـرام‬ ‫نعـم إن اسـم بنـت الشـاطئ هـو الاسـم واللقـب الـذى اختارتـه د‪ .‬عائشـة عبدالرحمـن‬
‫بشـكل دائـم وأن أكـون الناقـدة الأدبيـة للأهـرام‪ ،‬وكنـت أجلـس فى مكتـب أنطـون الجميل‬ ‫!للكتابــة‪ ،‬واشــتهرت بــه منــذ عــام ‪ 1936‬حتــى رحيلهــا فى أول ديســمبر ســنة ‪1998‬‬
‫‪«».‬رئيـس التحريـر» لعـدم وجـود أى امـرأة أخـرى بالأهـرام‪ ،‬وكنـت أكتـب كل يـوم اثنـن‬
‫‪:‬وتمــى الأيــام والســنوات‪ ،‬تغيــب أســاء وتلمــع أســاء‪ ،‬وتقــول‬ ‫أكـر مـن نصـف قـرن وبنـت الشـاطئ تكتـب وتبـدع وتؤلـف حتـى بلـغ عـدد مؤلفاتهـا‬
‫عيننــى الأســتاذ «هيــكل» رئيســا لصفحــة الأدب فى ملحــق الجمعــة‪ ،‬وعندمــا«‬ ‫نحــو أربعــن كتابــا‪ ،‬مــن أشــهرها «القــرآن وقضايــا الإنســان ‪ -‬تراجــم ســيدات بيــت‬
‫خــرت بــن العمــل بالجامعــة وبــن الأهــرام اخــرت الجامعــة‪ ،‬لكــن هيــكل‬ ‫النبـوة ‪ -‬قيـم جديـدة لـأدب العـربى ‪ -‬بطلـة كربـاء ‪ -‬مـع المصطفـى صـى اللـه عليـه‬
‫أصر أن أعمــل بالجامعــة وأكتــب بالأهــرام‪ ،‬أنــا شــاهدة عــى الأهــرام وخــال‬ ‫وسـلم‪ -‬قـراءة فى وثائـق البهائيـة ‪ -‬رسـالة الغفـران»‪ ،‬وكتابهـا الذائـع الصيـت «القـرآن‬
‫‪».‬مســرتى الطويلــة لم يحــذف أو تغــر لى كلمــة لأننــى كنــت رقيبــة عــى نفــي‬ ‫وقضايــا العــر»‪ ،‬وهــو الكتــاب الــذى خصصتــه بالكامــل للــرد عــى كتــاب الدكتــور‬
‫خاضــت بنــت الشــاطئ أكــر مــن معركــة فكريــة وأدبيــة فى عصرهــا‪ ،‬فقــد كتــب‬ ‫مصطفـى محمـود وعنوانـه «القـرآن‪ ..‬محاولـة لفهـم عـرى»‪ ،‬وسـرتها الذاتيـة وعنوانهـا‬
‫الأســتاذ العقــاد كتابــه الشــهير «المــرأة فى القــرآن»‪ ،‬وكتــب بضــع فقــرات تبــدو فيهــا‬ ‫‪«».‬عـى الجـر»‪ ،‬كـا كتبـت ثـاث روايـات‪ ،‬منهـا «رجعـة فرعـون» و«امـرأة خاطئـة‬
‫عداوتــه للمــرأة والتقليــل مــن شــأنها‪ ،‬ردت عليــه بمقــال بالــغ القســوة عنوانــه‬ ‫عندمـا ولـدت الطفلـة عائشـة فى نوفمـر سـنة ‪ 1913‬فى بيـت علـم‪ ،‬بـل بيـت يقـدس‬
‫«اللهــم إنى صائمــة»‪ ،‬وخاضــت معركــة أخــرى مــع د‪ .‬مصطفــى محمــود! وطــوال‬ ‫العلـم‪ ،‬فوالدهـا عـالم أزهـرى جليـل وجدهـا شـيخ جليـل بالأزهـر الشريـف‪ ..‬بعـد سـنوات‬
‫مســرتها لم تنــس أبــدا د‪ .‬عائشــة عبدالرحمــن «بنــت الشــاطئ» أنهــا الأكاديميــة‬ ‫مـن ولادتهـا‪ ،‬وقـد أصبحـت طفلـة تلهـو وتمـرح مـع صاحباتهـا تكتشـف أن صاحباتهـا قـد‬
‫!والأســتاذة الجامعيــة التــى تعتــر نفســها مســئولة عــن تخريــج أجيــال وأجيــال‬ ‫التحقـن بالمدرسـة‪ ،‬وبكـت وصممـت عـى أن تدخـل المدرسـة مثلهـن‪ ،‬لكـن الوالـد رفـض‬
‫وقامـت بنـت الشـاطئ بالتدريـس فى تسـع جامعـات عربية مـن المحيط إلى الخليـج‪ ،‬ونالت‬ ‫!تمامـا قائـا‪« :‬بنتـى لا تتعلـم فى المـدارس بـل تتعلـم فى البيـت»! وهـو مـا حـدث بالفعـل‬
‫إعجـاب واحـرام وتقديـر كل طالـب وطالبـة ممـن تلقـوا العلـم عـى يديهـا مـن جامعـة‬ ‫واندفعــت الطفلــة تتعلــم وتتعلــم‪ ،‬كانــت مصممــة عــى أن تمــى إلى نهايــة‬
‫!عـن شـمس بالقاهـرة إلى جامعـة القرويـن فى المغـرب التـى ظلت بهـا قرابة عشريـن عاما‬ ‫الشــوط رغــم ثــورة والدهــا‪ ،‬فكانــت تهــدد بالانتحــار إذا تــم منعهــا مــن مواصلــة‬
‫وحرصــت جامعــات عربيــة عديــدة عــى اســتضافتها كأســتاذ زائــر فى‬ ‫‪.‬التعليــم‪ ،‬ولم تأبــه لتهديــد والدهــا بأنــه ســيقوم بتطليــق أمهــا إذا واصلــت تعليمهــا‬
‫‪.‬كليــات الآداب بهــا‪ ،‬ولم يحــدث أن رفضــت بنــت الشــاطئ دعــوة واحــدة‬ ‫لكـن إرادة عائشـة عبدالرحمـن انتـرت‪ ،‬وأكملـت تعليمهـا بنجـاح مبهـر لا نظـر لـه‪،‬‬
‫وحصــدت عــرات الجوائــز المهمــة تقديــرا لمكانتهــا العلميــة والأكاديميــة‪،‬‬ ‫وتعــرف قائلــة‪ :‬كنــت كلــا حصلــت عــى شــهادة جــ ّدد أبى ثورتــه وطالبنــى بدخــول‬
‫!ســواء مــن مــر أو خــارج مــر‪ ،‬مــن المغــرب والكويــت والســعودية‬ ‫«الحريـم»‪ ،‬وكنـت أقابـل ثورتـه بثـورة مماثلـة وتصميـم عـى المـى فى الطريـق‪ ،‬وحصلـت‬
‫تقــول د‪ .‬بنــت الشــاطئ بصراحــة‪ :‬إن طريــق الفتــاة فى ميــدان الحيــاة العامــة‬ ‫عـى الشـهادة ‪ -‬شـهادة المدرسـة الأوليـة والمدرسـة الراقيـة وأخـذت شـهادتها سـنة ‪،1925‬‬
‫‪.‬أشــبه شيء بجــر ضيــق معلــق‪ ،‬إن انحرفــت عنــه قيــد شــعرة ســقطت فى الهاويــة‬ ‫وقدمـت أوراقـى لمدرسـة المعلـات بالمنصـورة‪ ،‬ولكـن أبى ذهـب بنفسـه فى اليـوم التـالى‬
‫وتقــول‪ :‬أنــا محافظــة لدرجــة لا تخطــر ببــال امــرأة‪ ،‬فى حيــاتى لم أســتعمل أدوات‬ ‫وسـحب الأوراق! ودخلـت امتحـان الكفـاءة مـن منازلهـن سـنة ‪ 1929‬ونجحـت وطلعـت‬
‫‪.‬الماكيــاج‪ ،‬ولم أدخــل مــرة محــل كوافــر‪ ،‬ولم أضــع عــى جســدى فســتان ســهرة‬ ‫الأولى عـى القطـر المـرى كلـه‪ .‬وتضيـف‪ :‬بلغـت ثـورة أبى قمتهـا يـوم جـاءنى خطـاب‬
‫إن أكــر فتياتنــا ظنــن أن تحــرر المــرأة بضاعــة غربيــة فالتصقــن بقشــور المدنيــة‬ ‫التعيــن مدرســة فى مدرســة ملحقــة المعلــات بالمنصــورة‪ ،‬هــددنى أبى بــأن يتــرأ منــى‬
‫الغربيــة وابتعــدن عــن تقاليــد الــرق وحســن التحــرر هــو انفــات معيــار‬ ‫!ليـوم القيامـة‪ ،‬قلـت‪ :‬ولـو! هـدد أمـى بالطـاق فوقفـت فى صفـي! وتسـلمت وظيفتـي‬
‫‪.‬وتسريحــة جميلــة ومظهــر يلفــت النظــر‪ ،‬لقــد غــاب عنهــن جوهــر التحــرر‬ ‫وتمـى الرحلـة الشـائقة والمشـوقة فتحصـل عـى شـهادة الكفـاءة‪ ،‬ثـم البكالوريـا قسـم‬
‫ومنــذ نحــو ســتين عامــا ســئلت‪ :‬مــا هــى شروط الناقــد؟ وأجابــت هــذه الإجابــة‬ ‫أدبى سـنة ‪ .1934‬ولم تكتـف عائشـة عبدالرحمـن بـأن أصبحـت عمـل مدرسـة فى مدرسـة‬
‫!البســيطة العميقــة التــى تنطبــق تمامــا عــى أحــوال الثقافــة والنقــد الآن‬ ‫زينهـم الأوليـة للبنـات بالبغالـة‪ ،‬بـل التحقـت كطالبـة فى قسـم اللغـة العربيـة بكليـة‬
‫قالــت‪« :‬أنــا لا أعلــم أن هنــاك نقــدا فى الصحــف! الــذى أعرفــه أن النقــد عندنــا‬ ‫الآداب‪ ،‬وأيضـا سـكرتيرة لكليـة البنـات‪ ،‬ومشرفـة اجتماعيـة فى القريـة النموذجيـة ببهتيـم‪،‬‬
‫مضيــع‪ ،‬ومســئولية تضييعــه موزعــة بــن جيلــن مــن الكتــاب‪ :‬الكبــار والشــبان‪،‬‬ ‫واسـتطاعت أن تحصـل عـى الليسـانس عـام ‪ 1939‬بدرجـة ممتـاز‪ ،‬وتـم تعيينهـا معيـدة‬
‫فالكبــار يظنــون فى أنفســهم العصمــة مــن الخطــأ ولا يحتملــون كلمــة نقــد‪ ،‬وقــد‬ ‫بالجامعــة‪ ،‬وبعــد عامــن حصلــت عــى الماجســتير بامتيــاز مــع مرتبــة الــرف‪ ،‬وكان‬
‫اســتغلوا نفوذهــم فى وأد حركــة النقــد بعــد أن بــدأت تظهــر‪ ،‬والشــبان أكثرهــم‬ ‫موضـوع رسـالتها «الحيـاة الإنسـانية عنـد أبى العـاء المعـري»‪ ،‬وأصبحـت مدرسـة مسـاعدة‬
‫اســتعجل الشــهرة وصفــق بعضهــم لبعــض‪ ،‬والنتيجــة أن الأدب والحركــة الفكريــة‬ ‫فى كليـة الآداب‪ ،‬وعـام ‪ 1945‬وهـى نفـس السـنة التـى تزوجـت فيهـا مـن الشـيخ أمـن‬
‫بوجـه عـام فى مـر أصبحـت محرومـة مـن النقـد ومـن التوجيـه والرقابـة‪ ،‬وأصبحـت‬ ‫الخـولي‪ ،‬ولم تمنعهـا مهـام الـزواج والأمومـة مـن الحصـول عـى رسـالة الدكتـوراه سـنة‬
‫‪».‬محرومــة مــن فرصــة الكشــف عــن أســباب النقــص لــى تســر فى طريــق الكــال‬ ‫‪ 1950.‬عـن «رسـالة الغفـران» لأبى العـاء‪ ،‬وناقشـها عميـد الأدب العـربى د‪ .‬طـه حسـن‬
‫• ‪.‬وكل مــا قالتــه أمــس كان صحيحــا وصادقــا‪ ..‬رحمهــا اللــه‬ ‫ومنــذ وقــت مبكــر بــدأت الكتابــة فى الصحافــة فى مجلــة «النهضــة النســائية» ثــم فى‬
‫«الأهـرام» ابتـداء مـن عـام ‪ ،1936‬وكانـت ثـانى امـرأة تكتـب فى الأهـرام بعـد الأديبـة‬
‫«مــى زيــادة»‪ ،‬وتقــول‪ :‬نــرت أول مقــال لى فى جريــدة «الأهــرام» ســنة ‪ ،1936‬وكان‬
‫المقـال بدايـة سلسـلة طويلـة مـن المقـالات عـن الريـف المـري‪ ،‬وعندمـا فرغـت مـن‬
‫كتابـة المقـال وقعـت فى حـرة‪ :‬هـل أوقـع المقـال باسـمي؟ لم يكـن ذلـك معقـولا‪ ،‬فقـد‬
‫نشــأت فى بيئــة محافظــة‪ ،‬وتربيــت فى أحضــان أب ريفــى أزهــرى متصــوف يقــدس‬
‫التقاليــد‪ ،‬وبحثــت عــن اســم أختفــى وراءه فلــم أجــد غــر ملعــب صبــاى ومجــال‬

‫عـى جائـزة نجيـب محفـوظ لـأدب العربي‪.‬‬ ‫شــهادة الدكتــوراة في علــم الاجتــاع مــن‬ ‫إنجازات أحلام مستغانمي‬ ‫أأحلام مستغانمي‬
‫وفي عـام ‪ ،2003‬نـرت أحـام روايـة «عابـر‬
‫سريــر» الكتــاب الأخــر ضمــن الثلاثيــة‪،‬‬ ‫جامعــة الســوربون في باريــس‪ ،‬وكانــت‬ ‫ولــدت في ‪ 13‬نيســان ‪ 1935‬في مدينــة‬
‫‪.‬وقـد أعيـد طبعهـا أكـر مـن عشريـن مـرة‬ ‫تونـس عاصمـة تونـس عندمـا كان والداهـا‬
‫في ‪ ،1973‬تخرجــت أحــام مــن جامعــة أطروحتهــا تتمحــور حــول التعقيــدات‬ ‫في المنفــى‪ .‬كان والدهــا‪ ،‬محمــد الشريــف‪،‬‬
‫في عــام ‪ 2009‬قــام حاكــم بــروت بتقديــم‬ ‫مطلوبًـا لـدى السـلطات الفرنسـية بسـبب‬
‫درع بـروت لهـا أمـام جمهـور مؤلـف مـن‬ ‫الجزائــر بشــهادة بكالوريــوس في الأدب في الرجــل والمــرأة داخــل المجتمــع‬ ‫تدخلــه في حــرب التحريــر الجزائريــة‪ .‬وفي‬
‫حــوالي ‪ 1500‬شــخص‪ ،‬وفي نهايــة العــام‬ ‫عـام ‪ .1962‬عـادت عائلـة أحـام مسـتغانمي‬
‫ذاتـه‪ ،‬نـرت أحـام كتابهـا «نسـيان‪ .‬كـم»‪.‬‬ ‫العــربي‪ ،‬ونــرت أول مجموعــة شــعرية الجزائــري‪ ،‬ومــا يجــري بينهــا مــن‬ ‫إلى الجزائــر‪ ،‬حيــث كان لوالدهــا دور كبــر‬
‫وفي عـام ‪ ،2012‬باعـت دور النـر أكـر مـن‬ ‫في أول حكومــة جزائريــة حــرة‪ .‬وارتــادت‬
‫مائتـي ألـف نسـخة مـن روايتهـا الخامسـة‬ ‫كتبــت «عــى مرفــأ الأيــام»‪ .‬وبعــد مــدة ‪.‬صراعــات ناجمــة عــن عــدم التفاهــم‬ ‫أحـام أول مدرسـة عربيـة في الجزائـر‪ ،‬ومـن‬
‫«الأسـود يليـق بـك»‪ ،‬وهـي تعـد مـن اشـهر‬ ‫ثــم درســت في ثانويــة عائشــة أم المؤمنــن‬
‫رواياتهــا وأفضلهــا‪ ،‬إذ تخــوض فيهــا أحــام‬ ‫قصـرة مـن تخرجهـا مـن جامعـة الجزائـر‪،‬‬ ‫وتخرجـت عـام ‪ .1971‬كانـت هـي وزملاؤها‬
‫‪.‬في صراعــات النفــس البشريــة وأحلامهــا‬ ‫مــن أوائــل المواطنــن الجزائريــن الذيــن‬
‫رفضــت التســجيل في برنامــج الماجســتير في عــام ‪ ،1993‬انتقلــت أحــام إلى لبنــان‪،‬‬ ‫‪.‬تعلمـوا اللغـة العربيـة بـد ًل عـن الفرنسـية‬
‫تتضمـن قائمـة الجوائـز التـي حازتهـا‬
‫أحـام مسـتغانمي ك ًل مـا يـي‪ :‬جائـزة‬ ‫الخــاص بالجامعــة‪ ،‬ورفضــت مــن اتحــاد حيــث نــرت روايتهــا الأولى «ذاكــرة‬ ‫في ‪ 1970‬عملــت مقدمــة لبرنامــج شــعر‬
‫نجيــب محفــوظ لــأدب عــام ‪1998‬‬ ‫كان يبــث عــى الراديــو الوطنــي لتتمكــن‬
‫عــن روايتهــا الأولى «ذاكــرة جســد»‪،‬‬ ‫الكتــاب الجزائريــن‪ ،‬فلكونهــا امــرأة الجسـد»‪ ،‬والتـي تتضمـن مـا كتبتـه أثنـاء‬ ‫مــن مســاعدة أهلهــا ماديًــا بعدمــا أُدخــل‬
‫وميداليــة الــرواد اللبنانيــن تكريمًــا‬ ‫والدهــا المشــفى بســبب إصابتــه بانهيــار‬
‫لهــا عــى مجمــل أعمالهــا‪ ،‬وميداليــة‬ ‫تكتــب باللغــة العربيــة وتتحــدث بصــدق الفـرة التـي عاشـتها في باريـس‪ ،‬وقـد بيـع‬ ‫عصبــي نتيجــة حــدوث محاولــة انقــاب‪،‬‬
‫الــرف التــي قلدهــا إياهــا الرئيــس‬ ‫فعاهــدت أحــام عائلتهــا بــأن تعتنــي‬
‫الجزائــري بــو تفليقــة عــام ‪.2006‬‬ ‫وصراحــة وحريــة عــن حقــوق المــرأة‪ ،‬مــن هــذه الروايــة عــى مــدار الســنوات‬ ‫بهـم‪ ،‬كانـت في السـابعة عـرة مـن العمـر‬
‫بالإضافــة إلى ذلــك‪ ،‬منحهــا مركــز‬ ‫‪.‬حينهـا وكانـت تـدرس تحضـ ًرا للامتحانـات‬
‫دراســات المــرأة العربيــة في باريــس‬ ‫كان ذلــك كافيًــا ليســبب اضطرابًــا كبــ ًرا‪ ،‬اللاحقــة أكــر مــن ‪ 1،2‬مليــون نســخة‪.‬‬
‫ودبي لقــب أكــر النســاء العــرب‬ ‫ولكــن والدهــا قــد دعمهــا وأثنــى عــى كذلـك‪ ،‬حـن نـرت هـذه الروايـة كانـت‬
‫تميــ ًزا لعــام ‪ .2006‬وقــد ترجمــت‬
‫مؤلفاتهــا ورواياتهــا إلى عــدة لغــات‪،‬‬ ‫أولى مؤلفاتهــا الشــعرية حــن قال‪»:‬هــذه أول روائيـة جزائريـة تكتـب باللغـة العربية‬
‫كــا أدخلــت في مناهــج المــدارس‬
‫‪.‬الثانويــة والجامعيــة حــول العــالم‬ ‫‪».‬أبنتــي‪ ،‬تكتــب كــا تريــد‪ ،‬فهــي حــرة وتنــر مؤلفاتهــا‪ ،‬وقــد دخلــت روايــة‬

‫«ذاكـرة الجسـد» في قائمـة أهـم ‪ 100‬روايـة‬

‫في عــام ‪ ،1976‬انتقلــت أحــام إلى باريــس عربيـة‪ ،‬كـا عمـل المخـرج السـوري نجدت‬

‫ونــرت مجموعتهــا الشــعرية الثانيــة أنــزور عــى تحويلهــا إلى عمــل تلفزيــوني‬

‫المســاة «كتابــة في لحظــة عــري»‪ .‬وخــال ‪.‬مــن بطولــة الممثــل جــال ســليمان‬

‫إقامتهــا هنــاك‪ ،‬عــادت مــرة أخــرى إلى‬

‫الكتابــة‪ ،‬فشــاركت في مجلــة «الحــوار»‪ ،‬وفي عــام ‪ 1997‬نــرت روايــة «فــوضى‬

‫ومجلــة «التضامــن» اللتــن كانتــا تصــدران الحـواس»‪ ،‬التـي تعتـر بمثابـة تتمـة لروايـة‬

‫في باريــس‪ .‬وفي عــام ‪ُ ،1982‬منحــت «ذاكـرة الجسـد»‪ ،‬وبعدهـا بعـام حصلـت‬

‫بالإضافــة إلى مــا ســبق‪ ،‬عملــت‬
‫أحــام مســتغانمي أســتاذة زائــرة‬
‫في عــدد مــن الجامعــات العالميــة‬
‫مثــل جامعــة بــروت‪ ،‬ومونبيليــه‬
‫وليــون‪ ،‬والســوربون‪ ،‬حيــث ألقــت‬

‫عرض لرواية «في قلبي انثي عبرية» للكاتبة د‪.‬خولة حمدي‬

‫الشاشــية الطويلــة الحمــراء‪ ،‬بــل كانــوا يضعــون عــى‬ ‫رغــم اختــاف الديــن وتداعيــات الــراع العــربي‬ ‫عرض لرواية «في قلبي انثي عبرية» للكاتبة د‪.‬خولة حمدي‬
‫رؤوســهم غطــا ًء يُعــرف باللحفــة أو الشــال‪ ،‬رمــادي أو‬ ‫الإسرائيــي‪ ،‬فــا يــزال يهــود جزيــرة جربــة‪ ،‬التابعــة‬ ‫للكاتبة والصحفية‬
‫أزرق‪ ،‬حتــى لا يقــع الخلــط بينهــم وبــن المســلمين‪.‬‬ ‫جغرافيًــا وإداريًــا للجمهوريــة التونســية‪ ،‬متشــبثون‬ ‫د‪.‬رشا سمير‬
‫وأكــد بوليفــة أنهــم كانــوا يتعايشــون مــع باقــي عنــاصر‬ ‫بمدينتهــم الأم‪ ،‬برغــم مــا شــهدته البــاد مــن متغــرات‬
‫المجتمــع وكانــوا متخصصــن بالتجــارة والوســاطة‬ ‫عــى المســتوى الســياسي‪ ،‬ومــا تبــع هــذه المتغــرات‬ ‫_______________________‬
‫التجاريّــة بــن أوروبــا وتونــس خاصــة‪ ،‬وتخصصــوا في‬ ‫مــن تأثــر عــى وضــع الجاليــة اليهوديــة هنــاك‪..‬‬ ‫عندمـا يطـرق ال ُحـب قلـب الأنثى بألـف معنى لعشـق الله‪.‬‬
‫عهــد البايــات بتجــارة الجلــود والشــمع وهــي تجــارة‬ ‫لــو تحدثنــا بصــورة أكــر دقــة وإســتفاضة عــن مكانــة‬ ‫تختلــف الأديــان ويبقــى عشــق اللــه واحــدا‬
‫مربحــة جــداً كــا تفــ ّردوا بصناعــة الخمــور‪..‬‬ ‫أحبتـه فاختبـأت بـن ضلوعه‪..‬وأحبهـا فنـام بـن حنايـا قلبها‪.‬‬
‫سـطرت كتـب التاريـخ أحداثـا طويلة عـن يهود‬ ‫اليهــود في المجتمــع التونسي‪..‬لأصبــح الســؤال الأهــم هــو‪:‬‬
‫عاشــوا واســتوطنوا فى تونس‪..‬وعــن أحوالهــم‬ ‫اليهـود في جربـة هـل هـم مجـرد طائفـة أم جاليـة أم أقلية؟‬ ‫__________________‬
‫السياسـية ولكـن الـرد فى منطقـة المشـاعر كان‬ ‫الحقيقــة أن المصطلحــات قــد تختلــف ويبقــى المعنــى‬ ‫تعــود التاريــخ أن يكتــب وقائعــه الجافــة بريشــة‬
‫مـن نصيـب الروايـة التـى بـن أيدينـا اليـوم‪..‬‬ ‫الوجــودى واحد‪..‬لأنهــم بإختصــار مجموعــة إثنيــة تمثــل‬ ‫وقرطــاس‪ ،‬حــروب وغــزوات وفتوحــات وأنبياء‪..‬قــراءة‬
‫جاكــوب‪..‬أب غلبــه ال ُحــب‪:‬‬ ‫أقليـة ثقافيـة داخـل مجتمـع متعـدد الثقافـات والأعـراق‬ ‫خشــنة لحضــارات ولــت وأخــرى أتت‪..‬ويبقــى الــرد‬
‫لم تكـن ريمـا قـد بلغـت التاسـعة مـن ُعمرهـا‬ ‫مــن أمازيــغ وعــرب مســلمين مالكيــن وإباضيــن‬ ‫الإنسـانى هـو اللغـز الحائـر فى كل الأزمنة‪..‬تبقـى الوقائع‬
‫حــن توفــت والدتهــا بعــد والدهــا بســنوات‬ ‫ويهود‪..‬والمعنــى الأعمــق أن هــذا التعــدد أنتــج عــر‬ ‫الإنســانية والمشــاعر المختبئــة وراء الحقائــق هــى‬
‫مخلفـا ورائـه عائلـة تعـاني مـن الفقـر والحرمان‬ ‫التاريــخ تناغــا وتفاعــ ًا لخلــق نســيج يتميــز بالوئــام‬ ‫الدانتيـا الناعمـة وسـط نسـيج مـن الكتـان القـاسي‪..‬‬
‫فاضطــرت الوالــدة إلى أن تقبــل عــرض الأسرة‬ ‫الاجتماعــي داخــل نســق سوســيو‪ -‬ثقــافي يقــوم عــى‬ ‫الحقيقــة أن الأدب فقــط هــو المختــص بهــذا‬
‫اليهوديــة التــي تقطــن في البيــت المجــاور‬ ‫شـبكة مـن العلاقـات الاقتصاديـة بـن مختلـف المكونـات‬ ‫النــوع مــن السرد‪..‬والروايــة هــى الصفحــات‬
‫بالعمـل عندهـم كمدبـرة منـزل وكان هـذا هـو‬ ‫الثقافيـة‪ ،‬مـا تـرك البنـاء الاجتماعـي فى شـكل متماسـك‪.‬‬ ‫التــى تخلــق ســاء رحبــة لــرد مشــاعر إنســانية‬
‫الطريـق الوحيـد الـذي يضمـن لإبنتهـا ريمـا ان‬ ‫أهـم مـا ذكـره التاريـخ عـن يهـود تونـس أنهـم لم يتعرضـوا‬ ‫وأحــداث إجتماعيــة أغلــق عليهــا التاريــخ أبوابــه‪..‬‬
‫تســتكمل تعليمها‪..‬مــع الوقــت نشــأت علاقــة‬ ‫للاضطهــاد‪ ،‬فقــط أشــار المــؤرخ منصــور بوليفــة إلى أنــه‬ ‫فالبــر يحاربــون ويقاتلــون ويتســيدون ويحكمــون‪..‬‬
‫ســلمية حميمــه بــن العائلتــن مــا جعلهــا‬ ‫كان هنــاك ثمّــة تمييــز ض ّدهــم مــن خــال فــرض الجزيــة‬ ‫وتبقــى لحظــات الســعادة والعشــق فى أعماقهــم‬
‫موضـع سـخرية وأحيانـا حسـد مـن الكثيريـن‪..‬‬ ‫عليهم‪..‬وخـال القـرن التاسـع عـر‪ ،‬فُـرض عليهـم ارتـداء‬ ‫مختبئــة حتــى تصــل إليهــا أقــام الأدباء‪..‬فتلتقــط‬
‫تعلــق جاكــوب بريمــا لاســيما بعــد ســفر‬ ‫ز ّي مختلــف عــن أزيــاء المســلمين كارتــداء سروال عليــه‬ ‫الأحــداث وتصنــع منهــا أوراق مــن الســحر‬
‫ابنتــه الكــري وزواجهــا ووعــد أمهــا بــأن‬ ‫علامــة خاصــة أســفله‪ .‬وأيضــاً كان ممنوعــاً عليهــم لبــس‬ ‫لتلتهمهــا العيــون وتســكن القلــوب للأبــد‪.‬‬
‫يتــولى تعليمهــا أمــور دينهــا الإســامى قبــل‬ ‫روايـات تنجـح وروايـات تخفق‪..‬روايـات تأخـذ جوائـز‬
‫رحيلهــا‪ ،‬فــكان بصطحبهــا إلى الجامــع لتلقــي‬ ‫وأخــرى لا يحالفهــا الحظ‪..‬روايــات يشــيد بهــا النقــاد‬
‫دروس الفقــه الإســامي ويقــف بالخــارج‬ ‫وروايـات يقذفونهـا بالحجارة‪..‬ويبقـى النجـاح الوحيـد‬
‫منتظــرا اياهــا دون ان يفكــر مــره في‬ ‫هـو مـدى التأثير الـذى تحدثـه الرواية فى قلـوب قرائها‪..‬‬
‫الدخــول إلى الجامع!‪..‬وكيــف وهــو يهوديــا؟!‪.‬‬ ‫هكــذا أحدثــت روايــة (فى قلبــي أنثــى عبريــة) تأثــر‬
‫الي ان كان اليــوم الــذي أدرك فيــه أن الــرخ‬ ‫مختلــف فى قلــب كل مــن قرأهــا لأن محتواهــا‬
‫آت لا محالــة فهــو اليــوم الــذي اكتئبــت‬ ‫مختلــف ولأنهــا قصــة تحمــل مئــات المعــانى‪..‬‬
‫ريمــا فيــه وأعياهــا التفكــر ولمــا ســألها‬ ‫روايـة (فى قلبـي أنثـى عبريـة) بقلـم الدكتـورة خولـة‬
‫يعقــوب عــا ألم بهــا‪ ،‬ردت عــى الفــور‪:‬‬ ‫حمـدى وصـادرة عـن دار كيـان للنـر فى‪ 385‬صفحـة‬
‫« أنــا خائفــة عليــك ولا أريــد أن تذهــب إلى النــار»‬ ‫وقــد وصلــت إلى قائمــة الأكــر مبيعــا فــور صدورهــا‪.‬‬
‫وعــاد يعقــوب يســأل مــن جديــد في دهشــة‪:‬‬ ‫الحكايــة مــن الألــف‪:‬‬
‫« مـن قـال لـك هـذا‪ ،‬مـن المؤكـد أنـه شـيخ متعصـب؟»‬ ‫فمــن قلــب الــراع العــربي اليهودى‪..‬ومــن قلــب‬
‫ردت بــكل بــراءة‪:‬‬ ‫المســتوطنات العبريــة‪ ،‬إلى قلــب نــدى الصغــر المفعــم‬
‫« بــل القــرآن هــو الــذي يقــول ذلــك»‬ ‫بال ُحــب‪..‬صراع بــن الــدول وصراع في قلــوب البــر‬
‫هنــا اســتطاعت الكاتبــة أن تســلط خيــط رفيــع مــن‬ ‫والنتيجـة واحـدة تمـزق إنسـانى أحدثـه الديـن والسياسـة‪..‬‬
‫الضـوء عـى بدايـة الـرخ الـذي بـدأ يتسـلل إلى الروايـة‬ ‫هكــذا بــدأت علاقــة الروائيــة خولــة حمــدي ببطلــة‬
‫مــا بــن رجــل نحــى ديانتــه ليضمــن لإبنــة ليســت مــن‬ ‫روايتهــا نــدى فى علاقــة مــن لحــم ودم‪ ،‬علاقــة خيــط‬
‫صلبــه ولكنهــا ســكنت قلبــه التعاليــم الدينيــة التــى‬ ‫التقطتــه المؤلفــة لتصنــع منــه صــورة أدبيــة حالمــة‪..‬‬
‫لا تتفــق مــع دينــه ولكنهــا تتســق مــع حبــه لهــا‪..‬‬ ‫تقـول المؤلفـة في بدايـة روايتهـا انهـا تعرفـت عـى نـدى‬
‫بطلـة الروايـة عـى صفحـة إحـدى المنتديـات الالكترونيـة‬
‫ندى‪..‬مسلمة بقلب عبري‪:‬‬ ‫وكانـت نـدى قـد قـررت أن تبـوح بقصتهـا علهـا تتخلـص‬
‫تعجبت ندى لكلمات أختها دانا التى إستنكرت فكرة جيش‬ ‫مـن حملهـا الثقيـل الـذي جثـم طويـا عـى أنفاسـها‪..‬ومن‬
‫خــال قصتهــا تعرفــت خولــة عــى المجتمــع اليهــودي في‬
‫المقاومة اللبنانى وقالت‪:‬‬ ‫تونـس والحـرب الاهليـة في جنـوب لبنـان‪ ،‬فسـكنت تفاصيل‬
‫« كل هؤلاء الشباب ا‬ ‫الحكايــة مســامها حتــى قــررت أن تكتــب عنهــا بلســان‬
‫نـدى البطلـة التـي سـكن قلبهـا أنثـى عبريـة ومـع الحفـاظ‬
‫عــى سريــة ملامــح الأبطــال بطمــس هويتهــم الحقيقيــة‪.‬‬
‫يهــود تونــس فى جربــة‪:‬‬

‫قصة قصيرة بقلم نور جوده‬ ‫اقلام شابة‬

‫عدد البنات بيكمل الاسبوع‬ ‫بيتنا القديم‬
‫الصاله فاضيه م العدد سته‬ ‫الصاله واسعه تساع م الحبايب ألف‬
‫بيتنا القديم م ال ِوس ْع بقا بايخ‬
‫واللمه حلوه حتى ف الصوره‬ ‫كنا حبايب بس‬
‫الشجره مكسوره والباب موارب خبط‬ ‫مش بينا حد غريب‬

‫كل الضيوف اخوات‬ ‫كـروا العرايـس والأوان قبـل الحصـاد‬
‫والجمع يوم واحد‬ ‫للـورد‬
‫كل البنات بتطير‬
‫من بيت لبيت وتحن‬ ‫العــود جــدوره اتــزرع ف القلــب‪...‬‬
‫ترجع لعش زمان‬ ‫مــن قبــل قبــل‬
‫ترجع لبيت الاب‬ ‫سنين‬
‫‪.......‬‬
‫لكــن لم يكــن لي نصيبــا ان أرى الصفــح‬ ‫طفــا يكســوه البــؤس وكأنــه رداء‬ ‫بقلم مروه عادل‬ ‫أبويا‬
‫في عينيــه التــى رطبتهــا دمــوع لســت‬ ‫يتعـرى ان غطـاه وهـو كذلـك الأمـر إن‬
‫أدري هـل انـا مـن اسـتحضرتها أم هـي‬ ‫لم يفعــل‪ ...‬حــي بــكل مــا يحمــل مــن‬ ‫ف عز ضلمه بتبكي ليل‬ ‫كان زارع ف بيتنا م الجناين ورد‬
‫أمــه التــي لم تعــد لــه طعامــا حتــى‬ ‫تفاصيـل تضحـك عـى اسـتحياء‪..‬صادفته‬ ‫و وحده من ضي القمر‬ ‫الشـجره ع الشـباك بتطـرح م الـورق‬
‫الآن‪...‬حاولــت الاقــراب منــه التفتيــش‬ ‫نظــراتي الشــتيته وكأن اللــه قــد أنشــأه‬ ‫طعم السهر ف البن بات‬
‫عما‪.‬يحمــل او حتــى ان احظــي بمعرفــة‬ ‫كي يهدينـي هـذه النظـره الدافئة‪..‬التـي‬ ‫كروان بينبح بالاهات‬ ‫نعنـاع‬
‫اســم هــذا إرهــابي العيــون الصغــر‪...‬‬ ‫تــرخ بمــا تملــك مــن طاقــة مهزومــه‬ ‫زاد المرار‪ ..‬فالصبر مرر وحدتي‬ ‫أخــواتي ســت بنــات اتصاحبــوا م‬
‫لكننــي ذبــت فرحــا عندمــا نادتــه أمــه‬ ‫وهنه‪..‬فتخضــع لهــا كل القــوى الآثمــة‪...‬‬ ‫ب سن اوجاع القدر‬
‫بائعـة الخـروات البسـيطه ذات العيـون‬ ‫الأمــر في وجهــة نظــر الزمــن لم يــدم‬ ‫شديت وريد الذكريات‬ ‫القربــه‬
‫الزرقــاء التــي لم يسرقهــا أنــس وهــو في‬ ‫إلا بضــع ثوان‪...‬لكــن هــي أكذوبــة‬ ‫صحيت مشاعر لشتياق‬ ‫والقدره قادره تعجز المحتاج‬
‫رحمهـا لكنهـا تـوج بعيـون سـوداء تجتاح‬ ‫التوقيت‪..‬نحــن الزمــن‪ ..‬الحــدث ليــس‬ ‫حس الالم بالجرح فاق‬
‫قلــوب البســطاء الصادقين‪...‬هــو أنــس‪..‬‬ ‫مجـرد صـورا ملونـه وحـركات مسـتقرة‬ ‫شق السراب فيا الوعود‬ ‫يوم الفرح‪...‬لحظات‬
‫رائــع يليــق بــك يــا صغيري!!حاولــت‬ ‫او هوجاء‪..‬الزمــن يكمــن بداخلنــا‪....‬‬ ‫نزف الحنين دمعة فراق‬ ‫والوقت تجهيز البنات‬
‫إقناعــه بالتقــاط صــورة يزخــر بهــا‬ ‫الزمـن هـو مـا لا ندركـه ولا‪.‬نـراه إلا مـن‬ ‫الزحمــه والشربــات زغاريــد عتابنــا‬
‫تاريخــي المفلس‪...‬لكنــه رفــض‪...‬أو هــذا‬ ‫خــال ذواتنا‪...‬مانــراه هــو إشــارة لمــا‬ ‫تاه مني نبضي‬ ‫خــى القمــر ع البــاب‬
‫ماشــعرت به‪...‬لمــا قلــت أننــي رأيــت‬ ‫يحـدث بداخلنـا ومـا يتوقـع أن يحـدث‬ ‫وسط اهه وضعفي زاد‬ ‫وانـا مـن بعيـد واقفـه ومراقبـه شـكل‬
‫طفلي؟!‪...‬لســت أدري لمــا انتابنــي هــذا‬ ‫ســرا إلي جانــب الخطــوات الزمنيــه‬ ‫»بات المعاد «عنوان وجع‬
‫الشــعور‪ ..‬او ربمــا لأننــي أصبــت بــذات‬ ‫الواهمه‪...‬أعتقــد أن لحظــة رؤيتــي‬ ‫الجـو‬
‫اللعنه‪..‬لعنـة جمـع الأشـياء التـي احبهـا‬ ‫ذلــك الملهــم الصغير‪...‬عشــت حيــاة ف‬ ‫‪..‬مفتاح بيبانه‬ ‫البيــت محــاوط لمــه ‪..‬واللمــه قــد‬
‫وان كانـت ملوثه‪...‬ربمـا ميـي إلي النظـر‬ ‫عـالم مـواز ان جـاز التعبير‪...‬لكنهـا حيـاة‬ ‫جراح كتير اترتبت بالضعف فيا‬
‫للأشــياء الباليــه ككنــوز وكأنهــا تميــزت‬ ‫تسـتحق العيـش والتوصيف‪...‬الأمـر كلـه‬ ‫وانا قلبي شاااب ضهره اتنى‬ ‫البيــت‬
‫بأنهـا باليه!!انـا اعشـق الأشـياء الناقصـه‪.‬‬ ‫في تلــك الخطــوات المتســلله الخجلــه‪...‬‬ ‫والشارع السكران داخل يهنى بجد‬
‫تلـك الخـردوات المنكسره‪...‬اشـفق عليهـا‬ ‫وانا‪.‬انتظــر ســيارة العــوده الى الجامعــه‬ ‫عكز علي الاوجاع‬ ‫مـروووووك دي اكـر كلمـه م القلـب‬
‫بشــكل يذهلني‪...‬اســمع نداءهــا لي‬ ‫الممله‪...‬واختبــارات تقتــل نصيبنــا‬ ‫خطى الملل بجروح‬
‫وشـكواها لأن العامـه يزهدوهـا وينفـروا‬ ‫الانقـص مـن إرث الإبـداع الإلهي‪...‬فيـأتي‬ ‫خسر الامل‪ ..‬ف دور ل كوتشينة فراغ‬ ‫جـات للقلـب‬
‫منها‪...‬ربمــا كانــت قــدرتي الوحيــده ف‬ ‫الطفــل ليجمــع قــرون الفــول الأخــر‬ ‫ف َّنط مشاعره بصربعه‬ ‫َعددنا كان أصغر إنو يزيد بالوقت‬
‫الاحتــواء هــي احتــواء البقايــا‪..‬أو ربمــا‬ ‫مـن الأرض‪...‬وينظـر يمينـا ويسـارا وكأنمـا‬ ‫كان م ْكس ْبه ي ْوصل لبنت من اربعه‬
‫كانــت قوتهــا هــي ف اجتــذابي لأننــي‬ ‫يخـى أن تراقبـه العيـون فتسـلب منـه‬ ‫ظ ُّنه الولد هيقش‪ ..‬من لعب البنت ليه‬ ‫مش حاسه شكل الوحده‬
‫اشــبهها‪...‬لا يهم‪...‬أعتقــد أن اليــوم هــو‬ ‫رغبتـه في جمـع كنـوزه البسـيطة‪...‬كرهت‬ ‫راهن بقل ُبه لم ْكس ُبه‬ ‫وقت الغنى والطبل‬
‫إعــادة تشــغيل لمــا تعطــل مــن جــال‬ ‫كـوني مـاده تـري عندمـا نظـر إلي خجـا‬ ‫شاب الولد من بين ايديه‬
‫‪...‬بداخلي‪...‬شــكرا صغــري المجتــاح‬ ‫وتـرك ماجمـع مـن ثمـار أصابهـا الـري‬ ‫ف الحظ خاب ظن الصبي‬ ‫اللخمه ما تخليش اى احتياج للأخ‬
‫فأفســدها لكنــه ظــل ممتنــا لهــا فرحــا‬ ‫والحكم لف ودار عليه‬ ‫مــا ســألش ابويــا وقــال هــو انــت‬
‫بحالهــا أيــا كانت‪..‬وهــذا مــالم نملكــه‬
‫نحــن العقــاء البالغين‪...‬ربمــا لامتنــي‬ ‫‪.‬‬ ‫!محتــاج شــئ ‪...‬؟‬
‫نظراتــه المخنوقــة عــى وجــودي لكنــي‬ ‫رفيده_الطيب‪.‬‬
‫سـارعت وجمعـت لـه ماتركـه واعتـذرت‬ ‫عدا الفرح‬
‫لــه بإبتســامات تســعى لتكفــر ذلــك‬ ‫ووراه م الفرح اتنين‬
‫الذنــب المؤســف أثــره عــى نفــي‪...‬‬ ‫اخواتي اكتر بالعيال‬

‫و الاه‬
‫وانا لسه وحدى ع السرير م الغلب‬

‫‪،،،،،،‬‬
‫نفس السرير‬
‫بنام عليه عمرى ما احس للحظه طعم‬

‫البرد‬
‫انفاس وجودهم‬
‫دفت حيطان الارض‬
‫خلت ضلوعى تنام‬
‫عز الشتا والهجر‬
‫اخواتى ليهم حضن زي الوطن والشمس‬

‫‪.............‬‬

‫الشعر النسائي داخل الحرم الجامعي‬

‫بصحي من النوم تعبان‬ ‫هى غلطة غلطتها ومش عارف أرجع‬ ‫قوليلى يابلدى فين كلام الحبايب‬ ‫صيــدا جديــدا يوشــك أن يطــأ الشــباك‬
‫مش باكل لو حتي جعان‬ ‫والندم على غلطة حلوة إحساس بيوجع‬ ‫فكرينى طب يا بلدى فين القلب اللى دايب‬ ‫اليـوم يـأبى رافضـا وغـدا يسـر عـى هـواك‬
‫مش حاسس ولا لاقي الراحة‬ ‫نفسي أصرخ صرخة صامتة وعينى تدمع‬ ‫تمــى فخــورا معجبــا متباهيــا بمــا أتــاك‬
‫لكن بلاش تشفنى ببكى ولا حتى تسمع‬ ‫قلبى ؟‬ ‫صيــد الطيــور وقتلهــا‬
‫وتملي شارد سرحان‬ ‫سؤال كدة ع السريع وإجابته أسرع‬ ‫قلبى اندفن مع صوت أبويا وصوت أخويا‬ ‫أضحــى شرابــا ‪.‬يــروى ظــاك‬
‫بحاول اخترع الضحكة‬ ‫ليه مفيش ولا كلمة حلوة عندك بتشفع‬ ‫تبـى الطيـور بحـرة ودمعهـا يبغـى رضـاك‬
‫وارسمها علي وشي التعبان‬ ‫ليه نسيت كل اللى كان مش راضى تخضع‬ ‫اللى غايب‬ ‫فترتــدى زى الخشــوع‬
‫احاول اجمع ف اصحابي‬ ‫ما انتى يا بلدى اللى قفلتى أدامى بيبانك‬ ‫الزائــف وتشــتكى هــم عــاك‬
‫عشان انسي شوية الأحزان‬ ‫في كلام كتير جواك مش راضى يطلع‬ ‫طب ليه يا بلدى ابن عمى يوم فكر وخانك‬ ‫وترسـم الحـزن العميـق لمـا أصابـك أو دهاك‬
‫ألاقيهم أسوء بزيادة‬ ‫مع إنى بقرأ فى عينيك كلااااااام كتير‬ ‫ماانا وابن عمى ضحينا بروحنا عشانك‬ ‫الطـر يـرخ راجيـا عطـف راءاه فى سـاك‬
‫حكاويهم أنيل بزمان‬ ‫وأشوف بقلبى جوا عينك دمعة بتلمع‬ ‫فتعــود ورعــا نادمــا متألمــا تخــى الهــاك‬
‫اللي بيشكي من الأمراض‬ ‫انا كنت قبلك ف السما نجمة بتسطع‬ ‫ولا نسيتى ؟‬ ‫الغـدر بـن جفنيـك الليئـام أنـا أراه كـا أراك‬
‫تطحن ف الجسم العيان‬ ‫ولا نسيتى زى ما نسيتى وحبيتى اللى هانك‬ ‫فذبحت طيرك‪ .‬لا لورع أو خشـية ممن نشاك‬
‫ودا لساه م السجن اهو طالع‬ ‫‪ .‬دلوقتى حبة رمل‬ ‫وإنمـا لظهـور طـرا آخرا قـد تزدريـه إذا لقاك‬
‫مجروح إحساسه ومتهان‬ ‫فى صحرا واسعة والدنيا أوسع‬ ‫‪................‬‬
‫طب آخرتها معاكي يا دنيا‬ ‫لا اليوم دا نافع حد ولا بكرة هنفع‬ ‫لما رجعت زمان يا ابنى بوست التراب‬ ‫توقفت كلماتى على لسانى فما عدت أنطق‬
‫كرهنا عيشتنا يا جدعان‬ ‫خايفة ترجع مش هتلقى إلا الخراب‬ ‫وكيف الحديث با زمانى وما عدت تحمل أى‬
‫ظلم وفقر ودم بيغلي‬ ‫ذكرياتى إليك عنى فتركينى‬
‫ودا حال المصري الغلبان‬ ‫أما يكفيكى جرح قلبى يعتلينى‬ ‫أصلى مكسوفة أقولك تعالى‬ ‫منطق‬
‫ملناش غيرك رب كريم‬ ‫كلما تبسم ثغرى أراك أتيتى‬ ‫مش قادرة أقولك حالتى أسوء من اى حالة‬ ‫فالصدق يبدو مستغربا والكذب اليوم هو‬
‫ترحم‪ .‬تعطف‪ .‬تهدينا‬ ‫أغابت دمعتى ‪.‬فجئتى لتذكرينى‬
‫وارفع غضبك يا رحمن‬ ‫بجرحى القابع من سنين؟ فذكرينى‬ ‫خربونى باعونى كلى ماسبوش إلا الزبالة‬ ‫المصدق‬
‫‪...................‬‬ ‫لا الحب حبا ‪..‬ولا الوطن وطنا والقلب تهرأ‬
‫قلبه الحنين ظهر ‪...‬متدارى فى ضلوعه‬ ‫مزقينى مزقينى‬
‫بلمس بإيدى القمر ‪....‬يأسرنى بسطوعه‬ ‫لم يعد شيئا يحتوينى‬ ‫لأ يا امى اوعى تقولى يوم كدة‬ ‫وتمزق‬
‫تنزل دموعى مطر ‪...‬عمرى فدا دموعه‬ ‫لسة اكيد عندك أمل بس نبدأ مش كدة‬ ‫سجن الوفاق فلم يعد قلب يعيش ولا عقل‬
‫ياريت فى يوم القدر ‪.....‬يسعدنى برجوعه‬ ‫انا اكيد هرجع هنا ويمكن نرجع كلنا‬
‫يفرق‬
‫وترجعى يا مصر تانى عزيزة‬ ‫والحلم يولد فى الصباح يأتى الغروب فتراه‬
‫اصل حبك فى قلبى موجود بالغريزة‬
‫يسرق‬
‫وكيف يا قلب تنساه‬ ‫واليأس يعبث بينما يغفو الأمل ليلا فيزهق‬
‫وتنسي يوم لقياه‬ ‫لا ريب أن غياب طيفك قاتل والجرح‪ .‬أعمق‬
‫وتنسي حلمنا النابت‬
‫علي حجر وجدناه‬ ‫الظلم فى بلدى أصبح سيدا يأمر يطاع‬
‫لتنهش ذكري أياماً‪w‬‬ ‫والعدل يشنق‬
‫بقلب خاب مسعاه‬
‫وتنسي صوته القائل‬ ‫حب تشوه ‪.....‬قلب تأوه ‪.....‬ثغر تفوه‬
‫احبك يعلم الله‬ ‫‪..‬الوطن يحرق‬

‫وتنسي ملامحا نطقت‬
‫بهاء في محياه‬

‫وتنسي احرفا كتبت‬
‫بصدق من ثناياه‬
‫وتبقي دائم الوصل‬
‫بحب ليس يرعاه‬
‫وتترك الدمع لجفن‬
‫يكاد النوم يسلاه‬
‫ونار الشوق في قلبي‬
‫صباح مساء تصلاه‬
‫أيا وجعا مؤلماً حقاً‬
‫ويا ذنبا قلبي ارتضاه‬
‫يا أس ًفا علي حب‬
‫علي عمر ضاع أسفاه‬
‫علي غدر ولا أعرف‬
‫لماذا الغدر ألقاه‬
‫وقلبي صان ما خان‬
‫وجمر الشك اضناه‬
‫فكيف العقل يمحوه‬
‫وما أحببت إلاه‬

‫فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب و عتق الرقاب‪.‬‬
‫و لم يحـرم القـرآن الـرق بالنـص الصريـح ‪ ..‬و لم يأمـر بتسريـح الرقيـق ‪ ..‬لأن تسريحهـم فجـأة‬
‫و بأمـر قـرآني في ذلـك الوقـت وهـم مئـات الآلاف بـدون صناعـة و بـدون عمـل اجتماعـي و‬
‫بـدون توظيـف يسـتوعبهم كان معنـاه كارثـة اجتماعيـة و كان معنـاه خـروج مئـات الألـوف‬
‫مـن الشـحاذين في الطرقـات يسـتجدون النـاس و يمارسـون السرقـة و الدعـارة ليجـدوا لقمـة‬
‫العيـش‪ ..‬وهـو أمـر أسـوأ مـن الـرق ‪ ،‬فـكان الحـل القـرآني هـو قفـل بـاب الـرق ثـم تصفيـة‬

‫الموجـود منـه ‪..‬‬

‫وكان مصـدر الـرق في ذلـك العـر هـو اسـرقاق الأسرى في الحـروب فأمـر القـرآن بـأن يطلـق‬
‫الأسـر أو تؤخـذ فيـه فديـة و بـأن لا يؤخـذ الأسرى أرقـاء‪ »..‬فإمـا منـاَ بعـد ‪ ..‬وإمـا فـداء»‬

‫فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله ‪ ..‬وإما أن تأخذ فيه فدية‪.‬‬

‫أمـا الرقيـق الموجـود بالفعـل فتكـون تصفيتـه بالتـدرج و ذلـك بجعـل فـك الرقـاب و عتقهـا‬
‫كفـارة الذنـوب صغيرهـا و كبيرهـا و بهـذا ينتهـي الـرق بالتدريـج‪.‬‬

‫و إلى أن تـأتي تلـك النهايـة فـاذا تكـون معاملـة السـيد لمـا ملكـت يمينـه ‪ ..‬أبـاح لـه الإسـام‬
‫أن يعاشرهـا كزوجتـه‪.‬‬

‫و هـذه حكايـة « مـا ملكـت أيمانكـم « التـي أشـار إليهـا السـائل و لا شـك أن معـاشرة المـرأة‬
‫الرقيـق كالزوجـة كان في تلـك الأيـام تكريمـا لا إهانـة‪.‬‬

‫و ينبغـي ألا ننـى موقـف الإسـام مـن العبـد الرقيـق و كيـف جعـل منـه أخـا بعـد أن كان‬
‫عبـدا يـداس بالقـدم‪.‬‬

‫الرجال قوامون على النساء‬

‫أمـا أن الرجـال قوامـون عـى النسـاء فهـي حقيقـة في كل مـكان في البـاد الإسـامية و في البـاد‬
‫المسـيحية و في البـاد التـي لا تعـرف إلهـا و لا دينـاَ‪.‬‬

‫في موسـكو الحـكام رجـال مـن أيـام لينـن و سـتالين و خروتشـوف و بولجانـن إلى اليـوم ‪ ،‬و‬
‫في فرنسـا الحـكام رجـال و في لنـدن الحـكام رجـال ‪ ،‬و في كل مـكان مـن الأرض الرجـال هـم‬
‫الذيـن يحكمـون و يشرعـون و يخترعـون ‪ ،‬و جميـع الأنبيـاء كانـوا رجـالا ‪ ،‬و جميـع الفلاسـفة‬

‫كانـوا رجـالا ‪ ،‬حتـى الملحنـن « مـع أن التلحـن صنعـة خيـال لا يحتـاج إلى ‪.....‬‬

‫وكـا يقـول العقـاد سـاخرا ‪ « :‬حتـى صناعـة الطهـي و الحياكـة و الموضـة و هـي تخصصـات‬
‫نسـائية تفـوق فيهـا الرجـال ثـم انفـردوا بهـا»‪.‬‬

‫و هـي ظواهـر لا دخـل للشريعـة الإسـامية فيهـا ‪ ..‬فهـي ظواهـر عامـة في كل بقـاع الدنيـا‬
‫حيـث لا تحكـم شريعـة إسـامية و لا يحكـم قـرآن‪.‬‬

‫إنمـا هـي حقائـق أن الرجـل قـوام عـى المـرأة بحكـم الطبيعـة و اللياقـة و الحاكميـة التـي‬
‫خصـه بهـا الخالـق‪.‬‬

‫و الإسـام لم يفعـل أكـر مـن أنـه سـجل هـذه القاعـدة و هـذا يفـر لنـا بعـد ذلـك لمـاذا‬
‫أعطـى القـرآن الرجـل ضعـف النصيـب في المـراث ‪..‬لانـه هـو الـذي ينفـق و يعـول ‪ ..‬و لأنـه‬

‫ه الـذي يعمـل‪.‬‬
‫كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل‪.‬‬
‫و كانـت سـرة النبـي صـى اللـه عليـه و سـلم مـع نسـائه هـي المحبـة و الحـدب و الحنـان‬

‫‪ ..‬الـذي يؤثـر عنـه قولـه ‪:‬‬
‫«حبب إلي من دنياكم النساء و الطيب و جعلت قرة عيني في الصلاة «‬
‫فذكـر النسـاء مـع الطيـب و العطـر و الصـاة و هـذا غايـة في الإعـزاز ‪ ،‬وكان آخـر مـا قالـه في‬

‫آخـر خطبـة لـه قبـل موتـه هـو التوصيـة بالنسـاء ‪.‬‬

‫و إذا كان اللــه قــد اختــار المــرأة للبيــت و الرجــل للشــارع فلأنــه عهــد إلى الرجــل أمانــة‬
‫التعمـر و البنـاء و الإنشـاء بينـا عهـد إلى المـرأة أمانـة أكـر و أعظـم هـي تنشـئة الإنسـان‬

‫نفسـه ‪.‬‬
‫و إنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة ‪.‬‬

‫فهل ظلم الإسلام النسااااء ؟؟؟ !!‬

‫صـــــالـــون الاديــــب‬

‫لبيتهــا و لأولادهــا‪.‬‬ ‫قــول الســائل ‪ :‬ألا توافقنــي أن موقــف‬
‫و يمكــن أن نتصــور حــال أمــة نســاؤها‬ ‫الإســام مــن المــرأة كان رجعيــا ؟‬
‫في الشــوارع و المكاتــب و أطفالهــا في دور‬ ‫و بدأ يعد على أصابعه ‪:‬‬

‫الحضانــة و الملاجــئ ‪...‬‬ ‫• حكايــة تعــدد الزوجــات و بقــاء المــرأة‬
‫أتكــون أحســن حــالا أو أمــة النســاء فيهــا‬ ‫في البيــت ‪ ..‬و الحجــاب و الطــاق في يــد‬
‫أمهــات و ربــات بيــوت و الأطفــال فيهــا‬ ‫الرجــل ‪ ..‬و الــرب و الهجــر في المضاجــع‬
‫يتربــون في حصانــة أمهاتهــم و الأسرة فيهــا‬ ‫‪ ..‬و حكايـة مـا ملكـت أيمانكـم ‪ ..‬و حكايـة‬
‫الرجــال قوامــون عــى النســاء ‪ .‬و نصيــب‬
‫متكاملــة الخدمــات‪.‬‬
‫الرجــل المضاعــف في المــراث‪.‬‬
‫ومــع ذلــك فالإســام لم يمنــع المقتضيــات‬
‫التـي تدعـو إلى خـروج المـرأة و عملهـا ‪ ..‬و‬ ‫• قلت له و أنا أستجمع نفسي ‪:‬‬
‫قــد كانــت في الإســام فقيهــات و شــاعرات‬
‫‪ ..‬و كانـت النسـاء يخرجـن في الحـروب ‪ ..‬و‬ ‫التهــم هــذه المــرة كثــرة ‪ ..‬و الــكلام فيهــا‬
‫يطـول ‪ ..‬و لنبـدأ مـن البدايـة ‪ ..‬مـن قبـل‬
‫يخرجــن للعلــم‪.‬‬ ‫الإسـام ‪ ..‬و أظنـك تعـرف تمامـا أن الإسـام‬
‫جــاء عــى جاهليــة ‪ ،‬و البنــت التــي تولــد‬
‫إنمـا توجهـت الآيـة إلى نسـاء النبـي كمثـل‬ ‫نصيبهـا الـوأد و الدفـن في الرمـل ‪ ،‬و الرجـل‬
‫يتـزوج العـرة و العشريـن و يكـره جواريـه‬
‫عليــا ‪ ،‬و بــن المثــال و الممكــن و الواقــع‬ ‫عــى البغــاء و يقبــض الثمــن ‪ ..‬فــكان مــا‬
‫جـاء بـه الإسـام مـن إباحـة الـزواج بأربـع‬
‫وهـو تلـك الحالـة المرضيـة التـي تلتـذ فيهـا‬ ‫و الإسـام يعطـي الزوجـة حقوقـا لا تحصـل‬ ‫درجــات متعــددة ‪ ،‬و قــد خرجــت نســاء‬
‫المــرأة بــأن تتحكــم و تســيطر و تتجــر و‬ ‫عليهـا الزوجـة في أوروبـا – فالزوجـة عندمـا‬ ‫النبـي مـع النبـي صـى اللـه عليـه و سـلم‬ ‫تقييــدا و ليــس تعديــدا ‪...‬‬
‫تأخـذ مهـرا ‪ ..‬و عندهـم تدفـع دوطـة ‪ ..‬و‬ ‫وكان إنقــاذ للمــرأة مــن العــار و المــوت و‬
‫‪.‬تتســلط و توقــع الأذى للغــر‬ ‫الزوجـة عندنـا لهـا حـق التـرف في أملاكهـا‬ ‫في غزواتــه‪.‬‬
‫‪ ..‬وعندهـم تفقـد هـذا الحـق بمجـرد الـزواج‬ ‫و ينســحب عــى هــذا أن الخــروج لمعونــة‬ ‫الاســتعباد و المذلــة‪.‬‬
‫و مثـل هـذه المـرأة لا حـل لهـا سـوى انتـزاع‬ ‫‪.‬و يصبـح الـزوج هـو القيـم عـى أملاكهـا‬ ‫الــزوج في كفــاح شريــف هــو أمــر لا غبــار‬
‫شـوكتها و كـر سـاحها التـي تتحكـم بـه ‪،‬‬ ‫عليـه ‪ ..‬أمـا الحجـاب فهـو لصالـح المـرأة ‪.‬‬ ‫قضية تعدد الزوجات ‪:‬‬
‫و ســاح المــرأة أنوثتهــا و ذلــك بهجرهــا في‬
‫‪.‬المضجـع فـا يعـود لهـا سـاح تتحكـم بـه‬ ‫‪ :‬قضية الضرب و الهجر في المضاجع‬ ‫و قـد أبـاح الإسـام كشـف الوجـه و اليديـن‬ ‫وهــل المـرأة الآن في أوروبـا أسـعد حـالا في‬
‫أمــا المــرأة الأخــرى التــي لا تجــد لذتهــا إلا‬ ‫و أمـر بسـر مـا عـدا ذلـك‪.‬‬ ‫الانحـال الشـائع هنـاك و تعـدد العشـيقات‬
‫في الخضــوع و الــرب فــإن الــرب لهــا‬ ‫الـذي أصبـح واقـع الأمـر في أغلـب الزيجـات‬
‫عــاج ‪ ..‬ومــن هنــا كانــت كلمــة القــرآن‪:‬‬ ‫أمــا الــرب و الهجــر في المضاجــع فهــو‬ ‫ومعلــوم أن الممنــوع مرغــوب و أن ســر‬ ‫أليـس أكـرم للمـرأة أن تكـون زوجـة ثانيـة‬
‫«و اهجروهــن في المضاجــع و اضربوهــن «‬ ‫‪ ..‬معاملــة المــرأة الناشــز فقــط‬ ‫مواطــن الفتنــة يزيدهــا جاذبيــة ‪ ..‬و بــن‬ ‫لمـن تحـب ‪ ..‬لهـا حقـوق الزوجـة و احترامهـا‬
‫إعجـازا علميـا و تلخيصـا في كلمتـن لـكل مـا‬ ‫القبائـل البدائيـة و بسـبب العـري الكامـل‬ ‫مــن أن تكــون عشــيقة في الــر تختلــس‬
‫أتى بـه علـم النفـس في مجلـدات عـن المـرأة‬ ‫أمـا المـرأة السـوية فلهـا عنـد الرجـل المـودة‬ ‫يفـر الشـوق تمامـا و ينتهـي الفضـول و نـرى‬
‫‪.‬و الرحمـة‬ ‫الرجـل لا يخالـط زوجتـه إلا مـرة في الشـهر‬ ‫المتعـة مـن وراء الجـدران‪.‬‬
‫‪.‬الناشــز و علاجهــا‬
‫و الــرب و الهجــر في المضاجــع مــن‬ ‫و إذا حملــت قاطعهــا ســنتين‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك فالإســام جعــل مــن التعــدد‬
‫قضية الرق في الإسلام‬ ‫معجــزات القــرآن في فهــم النشــوز ‪ ..‬وهــو‬ ‫إباحـة شـبه معطلـة و ذلـك بـأن شرط شرطـا‬
‫صعـب التحقيـق و هـو العـدل بـن النسـاء ‪.‬‬
‫أمــا حكايــة « مــا ملكــت أيمانكــم « التــي‬ ‫يتفــق مــع أحــدث مــا وصــل إليــه علــم‬ ‫و عـى الشـواطئ في الصيـف حينـا يتراكـم‬ ‫«و إن خفتــم إلا تعدلــوا فواحــدة « ‪ »..‬و‬
‫أشـار إليهـا السـائل فإنهـا تجرنـا إلى قضيـة‬ ‫النفــس العــري في فهــم المســلك المــرضي‬ ‫اللحـم العـاري المبـاح للعيـون يفقـد الجسـم‬ ‫لـن تسـتطيعوا أن تعدلـوا بـن النسـاء و لـو‬
‫الــرق في الإســام ‪ ..‬و اتهــام المســتشرقين‬ ‫العريـان جاذبيتـه و طرافتـه و فتنته و يصبح‬
‫للإسـام بأنـه دعـا إلى الـرق ‪ ..‬و الحقيقـة أن‬ ‫‪.‬للمــرأة‬ ‫حرصتــم «‬
‫الإســام لم يــدع إلى الــرق ‪ ..‬بــل كان الديــن‬ ‫فنفــى قــدرة العــدل حتــى عــن الحريــص‬
‫و كــا تعلــم يقســم علــم النفــس هــذا‬ ‫أمـرا عاديـا لا يثـر الفضـول ‪ ..‬و لا شـك أنـه‬ ‫فلــم يبــق إلا مــن هــو أكــر مــن حريــص‬
‫‪.‬الوحيــد الــذي دعــا إلى تصفيــة الــرق‬ ‫‪ :‬المســلك المــرضي إلى نوعــن‬ ‫مـن صالـح المـرأة أن تكـون مرغوبـة أكـر و‬ ‫كالأنبيــاء و الأوليــاء و مــن في دربهــم‪.‬‬
‫أمــا البقــاء في البيــوت فهــو أمــر وارد‬
‫فقــد كان الاســرقاق حقيقــة ثابتــة قبــل‬ ‫المســلك الخضوعــي» و هــو مــا يســمى «‬ ‫ألا تتحـول إلى شـيئ عـادي لا يثـر‪.‬‬ ‫لزوجـات النبـي باعتبارهـن مثـا أعـى‪« ....‬‬
‫مجــئ الإســام و كانــت الأديــان الســابقة‬ ‫في الاصطــاح العلمــي « ماسوشــيزم‬ ‫قضية الطلاق ‪:‬‬
‫و قــرن في بيوتكــن «‬
‫‪.‬تــوصي بــولاء العبــد لســيده‬ ‫و هـو تلـك الحالـة المرضيـة »‪masochism‬‬ ‫أمــا حــق الرجــل في الطــاق قيقابلــه حــق‬ ‫وهـي إشـارة إلى أن الوضـع الأمثـل للمـرأة‬
‫التـي تلتـذ فيهـا المـرأة بـأن تضربـو تعـذب‬ ‫المــرأة أيضــا عــى الطــرف الآخــر فيمكــن‬ ‫هــي أن تكــون أمــا وربــة بيــت تتفــرغ‬
‫للمــرأة أن تطلــب الطــاق بالمحكمــة و‬
‫‪.‬و تكــون الطــرف الخاضــع‬

‫‪ :‬و النوع الثاني هو‬ ‫تحصــل عليــه إذا أبــدت المــررات الكافيــة‪.‬‬
‫المســلك التحكمــي» و هــو مــا يســمى «‬ ‫و يمكــن للمــرأة أن تشــرط الاحتفــاظ‬
‫« ‪ sadism‬في الاصطــاح العلمــي» ســاديزم‬ ‫بعصمتهـا عنـد العقـد ‪ ..‬و بذلـك يكـون لهـا‬

‫حــق الرجــل في الطــاق‪.‬‬

‫مشروع تخرج‬
‫كلية الاداب قسم الاعلام‬

‫جامعة الفيوم‬

‫برنامج التعليم المفتوح‬

‫الاشراف العام‬

‫دكتورة سلوي ابو العلا الشريف‬

‫(رئيس قسم الاعلام‪-‬جامعة المنيا)‬

‫دكتورة غادة سيف ثابت‬

‫(مدرس بشعبة العلاقات العامة والإعلان قسم الاعلام ‪-‬جامعة المنيا)‬

‫فريق العمل‬

‫الاخراج الفني‬

‫إسلام رجب خير اللة‬

‫المرأة بين تحقيق الذات والبحث عن المعنى‬

‫تكنولوجيا المعلومات في «جوجل»‪ .‬وعزا‬ ‫روح يسكن إليها بقدر ما باتت تُستَمد من‬ ‫الذي يدلف إليه الداخل من باب المسكن‪،‬‬ ‫بقلم ‪:‬إسلام علواني‬
‫ذلك لأسباب تتعلق بعدم القدرة على تحمل‬ ‫نفع مادي يعود من ذلك السكون إلى نفس‬ ‫ويُستَقبل فيه الضيوف‪ ،‬وتجتمع فيه الأسرة‪.‬‬ ‫قانوني وكاتب ومترجم مصري‬
‫معينة ويصب في الذات فتطمح وتتضخم‬
‫التوتر المصاحب لآداء الوظيفة‪ ،‬ونصح‬ ‫وتضمحل‪ .‬بينما في روايته «بين القصرين»‬ ‫أما الثاني فمظلم وأقل هبوطًا بدرجة لا‬ ‫هناك افتراض غير مبرر لعلاقة طردية بين‬
‫بإعادة هيكلة السياسات الوظيفية المنظمة‬ ‫والصادرة عام ‪ 1956‬والتي تناولت حقبة‬ ‫تكشف للمتفحص ما يوجد به أو يدور‬ ‫تقدمية المجتمع من ناحية وبين ارتياد المرأة‬
‫فيه‪ ،‬وهو الجزء الخاص بالنوم وبأنشطة‬ ‫لمجال العمل العام ووسمها له من ناحية‬
‫‪.‬لها‬ ‫بدايات القرن العشرين‪ ،‬كقاص مخضرم‬ ‫الحياة اليومية وتربية الدواجن‪ .‬وفي الجزء‬ ‫أخرى‪ .‬ودليل ذلك هو أن اللاتي يعتد بهن‬
‫لا أعتقد أن الأعمال أنصفت النساء‪ .‬فدور‬ ‫عاصر تغيرات كبيرة عصفت بالمجتمع‬ ‫الأخير كانت توجد المرأة‪ ،‬لا يعرف الغرباء‬ ‫كرائدات هن أولئك اللائي غزين مجالات‬
‫المرأة في العمل هو ذاته دورها في الأسرة؛‬ ‫المصري قال على لسان أحد أبطاله‪« :‬ليست‬ ‫شكلها‪ ،‬ولا يقفون على حقيقة دورها وما‬
‫تدفع الأمور والأعمال إلى جمال وازدهار‬ ‫أم على هامش الحياة‪ ..‬هي التي أنجبته‬ ‫تقوم به من أنشطة يومية غير ُمقننة وغير‬ ‫العمل التي كانت مقصورة على الرجال‬
‫دون تقدير مكافئ لحجم الأرباح التي‬ ‫والأبناء وقود الثورة‪ ،‬وهي التي تغذيه‬ ‫مكشوف عن ماهيتها للعالم الخارجي‪.‬‬ ‫بحكم شكل أسبق للمجتمع فرض ذلك‪.‬‬
‫ولدتها اسهامات المرأة في نجاح الأعمال‪.‬‬ ‫والغذاء وقود الأبناء‪ ،‬الحق أن ليس ثمة شئ‬ ‫كما كتب فيكتور هوجو في «البؤساء» عن‬ ‫فقائمة أهم خمسة وعشرون امرأة مصرية‬
‫فالمرأة خرجت من نطاق ذكوري أصغر إلى‬ ‫نفس الحقبة التاريخية تقريبا‪ -‬سنوات ما‬ ‫تربط بين ريادة المرأة من ناحية والسبق‬
‫آخر أكبر‪ ،‬فهي عاملة في شركة أو مؤسسة‬ ‫»‪.‬تافه في الحياة‬ ‫بعد الثورة الفرنسية‪ -‬منتق ًدا ومحذ ًرا من‬ ‫الوظيفي من ناحية أخرى؛ كأول صحفية‪،‬‬
‫يمتلكها ويديرها الذكور دون تدخل أنثوي‬ ‫الربط المنطقي بين الأحداث وآثارها‬ ‫ظاهرة استخدام المرأة في أنشطة كالدعارة‬ ‫أول وزيرة‪ ،‬أصغر سباحة تعبر المانش‪ ،‬أول‬
‫وانعكاسات تلك الآثار على المجتمعات‬ ‫وكتب آخرون ‪“Women prostitution” .‬‬ ‫حاصلة على درجة ماجستير‪ ،‬أول داعية‬
‫حقيقي في توجيه السياسات الإدارية‬ ‫يدعوني إلى الربط بين الرأسمالية كوريث‬ ‫‪ “Commdifying‬حول تسليع الجسد‬
‫والإنتاجية والإنسانية‪ ،‬وهي وزيرة في حكومة‬ ‫أو وليد للثورة الصناعية وبين استنفار‬ ‫كاستخدام نسوة ذوات قوامات ”‪bodies‬‬ ‫‪.‬لتحرير المرأة ومساواتها بالرجل‬
‫الجميع بمن فيهم المرأة للخروج‪ ،‬لا للعلم‪،‬‬ ‫ممشوقة وبشرة صافية في الإعلانات الدعائية‬ ‫وقبل أن أُ َص َّنف‪ ،‬فمما لاشك فيه أن‬
‫من الذكور‪ ،‬وسفيرة في وزارة من الذكور‪،‬‬ ‫بل تحقيق ‘الذات’ ومد رقعة الأسواق عبر‬ ‫للشيكولاتة والمأكولات والمشروبات والملابس‬ ‫احتكاك كافة طوائف المجتمع‪ ،‬ومنها‬
‫ووزيرة دفاع تترأس جيش من الذكور توجهه‬ ‫الثورة على العادات والتقاليد والرجال‪ .‬وإلا‬ ‫ومستحضرات التجميل‪ ،‬ناهيك عن تعملق‬ ‫المرأة‪ ،‬بروح العصر الذي يعيشونه أمر فيه‬
‫فأين الفنون والآداب والفلسفة؟! أين منها‬ ‫صناعة الأفلام الإباحية بما باتت تمثله من‬ ‫نجاة الجميع إذا كان هدفنا ألا نتقهقر‬
‫عقائدهم وغرائزئهم وأطماعهم‪ ،‬وناخبة‬ ‫خطر على المجتمعات والعلاقات على حد‬ ‫عن ركب الأمم المتحضرة‪ ،‬تحض ًرا حقيقيًا‪.‬‬
‫‪.‬لذكر أملا في أن ينصفها الذكر‬ ‫!الجميع رجالا ونساء؟‬ ‫فالمرأة في العصر الفرعوني كانت حاكمة‪،‬‬
‫ولنتاج طموح كل منا مستفيدون لسنا هم!‬ ‫‪.‬سواء‬ ‫وفي العصور الإسلامية كانت محتسبة كما‬
‫!ولكن لم ليس إسهام المرأة شعرا ونثرا كبيرا؟‬ ‫فالجميع يكتسب المهارات ويتقن اللغات‬ ‫وفي روايته «أفراح القبة» الصادرة عام ‪1981‬‬ ‫خرجت إلى ميادين القتال تقوم بمهام‬
‫الشعر والنثر هما صور لانفعال الإنسان‬ ‫تتبع نجيب محفوظ خطى صعود المرأة إلى‬ ‫كان منها التطبيب‪ .‬والمرأة اليوم بما باتت‬
‫ويقطع المسافات ويغترب خارج وطنه‬ ‫القبة‪/‬السلطة‪ .‬وقرأنا كيف اقتحمت «فُتنة»‬ ‫تحظى به من تحلحل قبضة عادات وتقاليد‬
‫بالقول‪ ،‬رجلا أو امرأة‪ ،‬تجاه الحياة‪ ،‬تصري ًحا‪.‬‬ ‫أو داخل نفسه لا لشئ إلا للحصول على‬ ‫عالم الرجال وصارعتهم فصرعت بعضهم‪.‬‬ ‫بعضها با ٍل‪ ،‬وبما صارت تتمتع به من وعي‪،‬‬
‫والانفعال نثرًا وشع ًرا هو تصريح بالقول يعبر‬ ‫وظيفة ملائمة في شركة مناسبة يتق َو بها‬ ‫ذكاء أسود استولدته شهواتهم‪ .‬تخلت عن‬ ‫باتت مسئولة كالرجل تماما عن بث ونشر‬
‫على واقع مؤلم إن لم يتنازل له ُهضم فيه‪.‬‬ ‫أنوثتها واعتنقت عقلها واستخدمت جسدها‬ ‫القيم‪ ،‬فتعقد عالم اليوم لا يقو على مجابهة‬
‫عن شعور بالمعنى يستنفره إلماح الأنثى‪.‬‬ ‫الشركة باتت بديل الدولة في توزيع الأرزاق‬ ‫للحفاظ على مكانها ومكانتها‪ .‬دولة ورجل‬ ‫تشعباته إحدى الشريكين دون الآخر‪ .‬لذا‪،‬‬
‫الأنثى تطمح وتُلمح والرجل يهيم ويتوهم‬ ‫وإطعام الأفواه‪ ،‬ولكن بعقيدة مختلفة عن‬ ‫وامرأة‪ .‬الرجل سلطة وعقل‪ ،‬والمرأة أنوثة‬ ‫فعليها لتحقيق ذلك الهدف ألا تلتفت إلى‬
‫أو يعجز؛ فيكتب‪ ،‬نث ًرا أو شع ًرا‪ .‬فالمرأة تُلمح‬ ‫تلك التي من المفترض أن تكون للدولة؛ ألا‬ ‫وعاطفة‪ ،‬وعقل حين تغزو مجتمع الرجال‬ ‫معارك وهمية كالثورة على الرجل‪ ،‬وعلى‬
‫بلا تصريح عن عاطفة وطموح يُجسده‬ ‫وهي الربح‪ .‬ومن هنا تغولت المادية في‬ ‫الرجل أن ينصت إليها ويتفهم أسبابها‬
‫الرجل‪ ،‬والرجل يصرح بالقبض على المعنى‪.‬‬ ‫الواقع وفينا‪ ،‬فإذا ما باعدنا بين ‘الطموح’‬ ‫فتترجل عن عاطفتها وتسترجل‪ .‬يصارع‬ ‫ويستوعب فهمها‪ .‬وعليه‪ ،‬فالمشكلة في نظري‬
‫ينفجر الرجل بيانًا ظانا أنه قبض على معنى‬ ‫وبين المقابل المادي له سوف تكون النتيجة‬ ‫عقل المرأة شهوة الرجل وسلطته فتنهزم‬ ‫ليست عمل المرأة بقدر ماهي استهجان‬
‫ألمح به عطاء الأنثى‪ .‬فكل ُمستَو َهبة لا ته ُب‬ ‫مخيبة ج ًدا لآمالنا لأننا سوف نجد أنفسنا‬ ‫قبل أن تُه َزم حين تدرك اغترابها فيما آلت‬ ‫استنفار كافة فئات المجتمع للخروج من‬
‫عقيم العطاء‪ ،‬وكل موهوب لا يُق ُر جهول‪.‬‬ ‫وج ًها لوجه أمام حقيقة عارية مفادها أن‬ ‫إليه من قوة ُمتصلبة أفقدتها عاطفتها في‬ ‫المنزل‪ ،‬وتحقيق الذات‪ ،‬واستهلاك الأشياء‪،‬‬
‫ومن الأقوال المأثورة عن مارجريت ثاتشر‪-‬‬ ‫«الطموح» هو النقود‪ ،‬وما إن تباعد بينه‬ ‫سبيل الوصول إلى والاستحواذ على السلطة‪/‬‬ ‫ودعم الأسواق‪ ،‬واقتسام الأعباء‪...‬الخ دون‬
‫إحدى رؤساء وزراء بريطانيا السابقون « إذا‬ ‫وبينها وتفصله عنها لن تجده شيئًا في الكثير‬ ‫القوة‪/‬القبة‪ .‬لا عجب إذن من بزوغ ورسوخ‬ ‫‪.‬البحث عن المستفيد من ذلك الخروج الكبير‬
‫أردت أي شئ َمقول فاطلبه من رجل‪ ،‬وإذا‬ ‫الندية والمواءمات كأساس جديد للعلاقات‬ ‫دار العديد من المفكرين حول تلك القضية‬
‫أردت أي شئ مفعول فاطلبه من امرأة‪».‬‬ ‫!من الحالات‬ ‫العاطفية‪ ،‬وهو أساس يطاِلب به الرجل كما‬ ‫–خروج المرأة‪ -‬جيئة وذهابا‪ .‬فميشيل‬
‫وربما كانت قد قالت مقولتها في إطار من‬ ‫وفي القلب من ذلك كله توجد المرأة ويوجد‬ ‫تطالب به المرأة‪ .‬فالرجل ‘الطموح’ لا يقنع‬ ‫فوكو‪ -‬الفيلسوف وعالم الاجتماع السياسي‬
‫الندية والتحدي ومناطحة الرجل ولكن‬ ‫الحب ويوجد الشعر ويوجد النثر‪ .‬لا ينفي‬ ‫إلا بامرأة ‘طموح’ مثله‪ ،‬يتشاركا الأفكار‬ ‫الفرنسي‪ -‬كتب حول تغير طبيعة المسكن في‬
‫القول يعبر عن حقيقة واقعة‪ ،‬ألا وهي أن‬ ‫والأهداف والقناعات فيتقويا ببعضهما على‬ ‫مصر الحديثة تحت إشراف خبراء أوروبيون‪.‬‬
‫الذكاء عن المرأة إلا أحمق‪ ،‬فهاهي ذي‬ ‫مجابهة تشعبات الواقع‪ .‬ولكنهما ربما لم‬ ‫فالمسكن التقليدي في قرى صعيد مصر في‬
‫‪.‬العطاء أنثى‬ ‫تغزو ميادين العلم والإدارة‪ .‬ولكن هناك‬ ‫ينتبها إلى ما ققدا جراء تلك الندية والأثرة‪.‬‬ ‫القرن التاسع عشر كان ينقسم إلى جزئين؛‬
‫تحتاج المرأة كي يزداد ويتعمق إسهامها‬ ‫شروخا أصابت الجدار حديث البناء فضحت‬ ‫فقدا اسئمانهما ببعضهما فباتا في عداء جراء‬ ‫الأول مضئ ومكشوف وبه نوافذ وهو الجزء‬
‫بالكتابة إلى صمت وإلماح من الرجل لا‬ ‫هشاشته‪ .‬ففي أغسطس ‪ 2017‬وقع حادث‬ ‫اصطباغهما بنزعة أنوية لا مكان فيها للمنح‬
‫يقدر عليه‪ ،‬فانفعال بالقول منها لم تُخلق‬ ‫ذا مغزى عميق‪ .‬فقد كتب أحد مهندسي‬ ‫ولا للتفهم مالم يعودا بنفع مادي مباشر‬
‫له‪ .‬وإن قُدر وحدث ذلك فربما يكون معناه‬ ‫تكنولوجيا المعلومات بشركة جوجل مذكرة‬ ‫على كلاهما‪ .‬والنفع‪/‬الأمان‪/‬السكينة لم تعد‬
‫انعكاس أدوارهما فيصير الرجل واهبا وتصير‬ ‫داخلية قام برفعها إلى رئيسه وعلى إثر‬ ‫في أغلب الأحوال قيم يستمدها الإنسان من‬
‫المرأة مستو ِهبة‪ ،‬فيمنح الرجل العاطفة‬ ‫تسربها إلى الصحافة تم فصله‪ .‬في مذكرته‬
‫وتتغنى المرأة بها وهو شئ في اعتقادي قد‬ ‫كتب عن وقوف العوامل البيولوجية خلف‬
‫يعني نهاية العالم أو ربما نهاية ذلك الطور‬ ‫قلة عدد المهندسات العاملات في مجال‬
‫للإنسانية وانتقالها إلى طور آخر لانعلمه‬

‫‪.‬وليس بإمكاننا أن نتنبأ به‬

‫الشعر والرواية والقصة أدوات تعبيرةراقية يستخدمها الإنسان للتعبير عن هواجسه وحدسه وشعوره وهذة المجلة‬
‫تصدر وفي مكوناتها باقة من الروافد الثقافية المختلفة ‪ ،‬من أزمنة وأمكنة مختلفة والتي نحاول فيها ان نستخدم‬
‫آلة الزمن ونعود بها إلي الماضي ندرس و نبحث ونفهم ونفك المتداخلات ونعلل المتناقضات حتي نحيا علي قرب من‬
‫الحقيقة الآنية ونحاول أن نستدل ونستشرف المستقبل بكل مافية من ضبابية وغموض و الأدب بكل ألوانه هو في‬
‫النهايـــة إفصاح عن مشـاعر الإنسان ورؤيته وموقفـــــــــه ‪ ،‬والإنسان ذكر وأنثى ‪ ،‬لهما بنفس القــــــــدر والحق‬

‫‪ ..‬مشاعــــر ورؤى ومواقف‬
‫وهذا يعني أن كلاهما من الناحيــة النظرية قادر على الإفصاح عن مشاعره بطريقة فنية ‪ /‬شعر ‪/‬قصة ‪ /‬رسم‬
‫‪ .‬لك ّنا كثيراً ما نسمع عن الأدب النســـــائي في مقابل الأدب الرجالي ‪ ،‬دون أن نسمـع ما هي ميزات كل منهمــــــا‬

‫لماذا لا يكون كله أدب إنساني ؟‬
‫لماذا يثور مثل هـــذا النقــاش ؟‬
‫صحيح أن الأدب اقترن بالرجل منتجا ودارسا ومدونا ‪ ،‬لكن أليس للمرأة وجود عبر تاريـخ الأدب لا يمـــكن تجاهله ؟‬
‫ألا يكفي الأنثى هذا الحضور الطاغي في أدب الرجال ؟‬
‫مالذي ستضيفه الأنثى للأدب بصفتها أنثـــى؟‬
‫هل هي قادرة على الإضافة ؟‬

‫‪ ..‬الإضافة المختلفة‬
‫هل هناك شواهد عبرالتاريخ القديم والمعاصر لهذه القدرة المميزة ؟‬

‫وما ملامح هذا التميز؟‬
‫وأين نجده أكثر وضوحا؟ في الشعـــر أم في القصة‬
‫‪ .‬سوف نجيب في هذا العدد من مجلة ‪(.‬زهرة الأدب) عن كل هذه الاسئلة‬


Click to View FlipBook Version