The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

Selections course - al-Tafsiir al-Muyassar

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search

Selections course - al-Tafsiir al-Muyassar

Selections course - al-Tafsiir al-Muyassar

‫التفسير المي َّسر‬ ‫‪g‬س‪r‬و‪o‬ر‪.‬ة‪ x‬ا‪e‬ل‪l‬نا‪p‬س‪www.Qurancom‬‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة الالفنااِتحسة‬

‫‪ ‬سورة الفاتحة ‪‬‬

‫‪ ‬بِ ْسِم اللِه الَّرْْحَ ِن الَّرِحيِم (‪ )1‬‬
‫سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن‬
‫العظيم‪ ,‬وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة‪ ,‬ولها أسماء أخر‪.‬‬
‫أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به‪    ,‬علم على الرب‬
‫‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬المعبود بحق دون سواه‪ ,‬وهو أخص أسماء الله‬
‫تعالى‪ ,‬ولا يسمى به غيره سبحانه‪       .‬ذي الرْحة العامة‬

‫الذي وسعت رْحته جميع الخلق‪     ,‬بالمؤمنين‪ ,‬وهما‬
‫اسمان من أسمائه تعالى‪ ،‬يتضمنان إثبات صفة الرْحة لله تعالى كما‬

‫يليق بجلاله‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورسةوراةلفااِتلحناةس‬

‫‪ ‬اْْلَْم ُد ِّلَِِّل َر ِب الَْعالَِميَن (‪ )2‬‬

‫‪            ‬الثناء على الله بصفاته التي‬
‫كُلّها أوصاف كمال‪ ,‬وبنعمه الظاهرة والباطنة‪ ،‬الدينية والدنيوية‪،‬‬
‫وفي ضمنه أَْمٌر لعباده أن يحمدوه‪ ,‬فهو المستحق له وحده‪ ,‬وهو‬
‫سبحانه المنشئ للخلق‪ ,‬القائم بأمورهم‪ ,‬المربي لجميع خلقه بنعمه‪,‬‬

‫ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح‪.‬‬

‫‪ ‬الَّرْْحَ ِن الَّرِحيِم (‪ )3‬‬
‫‪      ‬الذي وسعت رْحته جميع الخلق‪,‬‬

‫‪ ,    ‬بالمؤمنين‪ ,‬وهما اسمان من أسماء الله تعالى‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوسروةرةالفاالِتناحةس‬

‫‪َ ‬مالِ ِك يَْوِم ال ِدي ِن (‪ )4‬‬

‫وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة‪ ,‬وهو يوم الجزاء على‬
‫الأعمال‪ .‬وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته‬
‫تذكير له باليوم الآخر‪ ,‬وح ٌّث له على الاستعداد بالعمل الصالح‪,‬‬

‫والكف عن المعاصي والسيئات‪.‬‬

‫‪ ‬إَِّي َك نَ ْعبُ ُد َوإَِّي َك نَ ْستَِعيُن (‪ )5‬‬
‫إن نخصك وحدك بالعبادة‪ ,‬ونستعين بك وحدك في جميع‬
‫أمورن‪ ,‬فالأمر كله بيدك‪ ,‬لا يملك منه أحد مثقال ذرة‪ .‬وفي هذه‬
‫الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع‬
‫العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده‪ ,‬وفيها‬
‫شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله‪ ,‬ومن أمراض الرَّيء‬

‫والعجب‪ ,‬والكبرَّيء‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةالافلانِتاحةس‬

‫‪ ‬ا ْه ِدَن ال ِصَرا َط الْ ُم ْستَِقي َم (‪ )6‬‬
‫ُدَلّنا‪ ,‬وأرشدن‪ ,‬ووفقنا إلى الطريق المستقيم‪ ,‬وثبتنا عليه حتى‬
‫نلقاك‪ ,‬وهو الإسلام‪ ،‬الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى‬
‫رضوان الله وإلى جنته‪ ,‬الذي دل عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد ‪‬‬

‫فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه‪.‬‬

‫‪ِ ‬صَرا َط اَلّ ِذي َن أَنْ َع ْم َت َعلَْيِه ْم غَيِْر الْ َمغْ ُضو ِب َعلَْيِه ْم َولا‬
‫ال َّضالِيَن (‪ )7‬‬

‫طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والص ِديقين والشهداء‬
‫والصاْلين‪ ,‬فهم أهل الهداية والاستقامة‪ ,‬ولا تجعلنا ممن سلك‬
‫طريق المغضوب عليهم‪ ,‬الذين عرفوا اْلق ولم يعملوا به‪ ,‬وهم‬
‫اليهود‪ ,‬ومن كان على شاكلتهم‪ ,‬والضالين‪ ,‬وهم الذين لم يهتدوا‪,‬‬

‫‪5‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوسرةوراةلفاالِتنحاةس‬

‫فضلوا الطريق‪ ,‬وهم النصارى‪ ,‬ومن اتبع سنتهم‪ .‬وفي هذا الدعاء‬
‫شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال‪ ,‬ودلالة‬
‫على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام‪ ,‬فمن كان‬
‫أعرف للحق وأتبع له‪ ,‬كان أولى بالصراط المستقيم‪ ,‬ولا ريب أن‬
‫أصحاب رسول الله ‪ ‬هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم‬
‫السلام‪ ,‬فدلت الآية على فضلهم‪ ,‬وعظيم منزلتهم‪ ,‬رضي الله‬
‫عنهم‪ .‬ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة‪:‬‬
‫(آمين)‪ ,‬ومعناها‪ :‬اللهم استجب‪ ,‬وليست آية من سورة الفاتحة‬

‫باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدمكتابتها في المصاحف‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرة االلنباقرسة‬

‫‪ ‬سورة البقرة ‪‬‬

‫‪ ‬فَلَ َّما فَ َص َل طَالُو ُت ِابْجلُنُواد قَا َل إا َّن اََّّللَ ُمجبتَالي ُك جم بانَ َه ٍر فََم جن‬
‫َش ار َب امجنهُ فَلَجي َس اماِّن َوَم جن َلج يَطجَع جمهُ فَاإَنّهُ اماِّن إالا َم ان ا جغَََت َف غُجرفَةً‬
‫بايَ اداه فَ َش اربُوا امجنهُ إالا قَاليلا امجن ُه جم فَلَ َّما َجاَوَزهُ ُهَو َواَلّ اذي َن آَمنُوا َمَعهُ‬
‫قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الجيَ جوَم اِبَالُو َت َو ُجنُواداه قَا َل اَلّ اذي َن يَظُُنّو َن أََّنُجم‬
‫ُملاقُو اََّّلال َك جم ام جن افئٍَة قَلايلٍَة غَلَبَ جت فائَةً َكثايَرًة ِابا جذ ان اََّّلال َواََّّللُ َم َع‬

‫ال َّصابااري َن (‪ )249‬‬

‫فلما خرج طالوت ِبنوده لقتال العمالقة قال لهم‪ :‬إن الله‬
‫ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه; ليتمَيّز المؤمن من‬
‫المنافق‪ ,‬فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مّن‪ ,‬ولا يصلح‬
‫للجهاد معي‪ ,‬ومن َل يذق الماء فإنه مّن; لأنه مطيع لأمري‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوسرةورةالباقلنراةس‬

‫وصالح للجهاد‪ ,‬إلا َمن ترَّخص واغَتف غُجرفة واحدة بيده فلا لوم‬
‫عليه‪ .‬فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء‪ ,‬وأفرطوا في الشرب‬

‫منه‪ ,‬إلا عد ًدا قليلا منهم صبروا على العطش والحر‪ ,‬واكتفوا‬
‫بغُجرفة اليد‪ ,‬وحينئذ تخلف العصاة‪ .‬ولما عبر طالوت النهر هو‬
‫والقلة المؤمنة معه ‪-‬وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لملاقاة العدو‪,‬‬

‫ورأوا كثرة عدوهم وع َّدتهم‪ ,‬قالوا‪ :‬لا قدرة لنا اليوم ِبالوت‬
‫وجنوده الأشداء‪ ,‬فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله‪ ,‬يَُذِكارون‬
‫إخواَّنم ِبلله وقدرته قائلين‪ :‬كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة‪,‬‬

‫غلبت ِبذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة ِبغية‪ .‬والله مع الصابرين‬

‫بتوفيقه ونصره‪ ,‬وحسن مثوبته‪.‬‬

‫‪َ ‬ولََّما بََرُزوا ْالَالُو َت َو ُجنُواداه قَالُوا َرَبّنَا أَفج ار جغ َعلَجينَا َصبجًرا َوثَباِ جت‬
‫أَقج َداَمنَا َوانج ُصجرََن َعلَى الجَقجوام الج َكااف اري َن (‪ )250‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة النباقرسة‬

‫ولما ظهروا ْلالوت وجنوده‪ ,‬ورأوا الخطر رأي العين‪ ,‬فزعوا إلى‬
‫الله ِبلدعاء والضراعة قائلين‪ :‬ربنا أنزل على قلوبنا صبًرا عظي ًما‪,‬‬
‫وثبت أقدامنا‪ ,‬واجعلها راسخة في قتال العدو‪ ,‬لا تفر امن هول‬

‫الحرب‪ ,‬وانصرَن بعونك وتأييدك على القوم الكافرين‪.‬‬

‫‪ ‬فَ َهَزُموُه جم ِابا جذ ان اََّّلال َوقَتَ َل َداُوُد َجالُو َت َوآََتهُ اََّّللُ الج ُمجل َك‬
‫َوالجحا جك َمةَ َو َعَلّ َمهُ امَمّا يَ َشاءُ َولَجولا َدفج ُع اََّّلال الَنّا َس بَ جع َض ُه جم بابَ جع ٍض‬

‫لََف َس َد ات الأ جر ُض َولَ اك َّن اََّّللَ ذُو فَ جض ٍل َعلَى الجَعالَاميَن (‪ )251‬‬

‫فهزموهم ِبذن الله‪ ,‬وقتل داود ‪-‬عليه السلام‪ -‬جالو َت قائ َد‬
‫اْلبابرة‪ ,‬وأعطى الله ‪ ‬داود بعد ذلك الملك والنبوة في بّن‬
‫إسرائيل‪ ,‬و َعَلّمه مما يشاء من العلوم‪ .‬ولولا أن يدفع الله ببعض‬
‫الناس ‪-‬وهم أهل الطاعة له والإيمان به‪ -‬بع ًضا‪ ,‬وهم أهل‬
‫المعصية لله والشرك به‪ ,‬لفسدت الأرض بغلبة الكفر‪ ,‬وتم ُّكن‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورة الابلنقارةس‬

‫الطغيان‪ ,‬وأهل المعاصي‪ ,‬ولكن الله ذو فضل على المخلوقين‬
‫جمي ًعا‪.‬‬

‫‪ ‬تاجل َك آََي ُت اََّّلال نَجتلُوَها َعلَجي َك ِابلجحَاِق َوإاَنّ َك لَام َن الج ُمجر َساليَن‬

‫(‪ )252‬‬
‫تلك حجج الله وبراهينه‪ ,‬نق ُّصها عليك ‪-‬أيها النبي‪ِ -‬بلصدق‪,‬‬

‫وإنك لمن المرسلين الصادقين‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوروةرة النباقرسة‬

‫‪ ‬سورة البقرة ‪‬‬

‫‪ ‬اََّّللُ لا إِلَهَ إِلا ُهَو اْحلَ ُّي الحَقُيّوُم لا ََتح ُخ ُذهُ ِسنَة َولا نَحوم لَهُ َما ِف‬
‫ال َّس َماَوا ِت َوَما ِف الأ حر ِض َم حن ذَا اَلّ ِذي يَ حشَف ُع ِعحن َدهُ إِلا ِبِ حذنِِه يَ حعلَ ُم‬
‫َما بَحَْي أَيح ِديِه حم َوَما َخحلَف ُه حم َولا ُِييطُو َن بِ َش حيٍء ِم حن ِعحل ِمِه إِلا ِبَا َشا َء‬
‫َوِس َع ُكحرِسُيّهُ ال َّس َماَوا ِت َوالأ حر َض َولا يَئُوُدهُ ِححفظُُه َما َوُهَو الحَعلِ ُّي‬

‫الحَع ِظي ُم (‪ )255‬‬

‫الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو‪ ,‬اْل ُّي الذي له‬
‫جميع معاني اْلياة الكاملة كما يليق بجلاله‪ ,‬القائم على كل شيء‪,‬‬
‫لا َتخذه ِسنَة أي‪ :‬نعاس‪ ,‬ولا نوم‪ ,‬كل ما ِف السموات وما ِف‬
‫الأرض ملك له‪ ,‬ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا ِبذنه‪ ,‬محيط‬
‫علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها‪ ,‬يعلم ما بْي‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة االلبناقرةس‬

‫أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة‪ ,‬وما خلفهم من الأمور‬
‫الماضية‪ ,‬ولا يَ َطّل ُع أحد من الخلق على شيء من علمه إلا ِبا‬
‫أعلمه الله وأطلعه عليه‪ .‬وسع كرسيه السموات والأرض‪,‬‬
‫والكرسي‪ :‬هو موضع قدمي الرب ‪-‬جل جلاله‪ -‬ولا يعلم كيفيته‬
‫إلا الله سبحانه‪ ,‬ولا يثقله سبحانه حفظهما‪ ,‬وهو العلي بذاته‬
‫وصفاته على جميع مخلوقاته‪ ,‬الجامع لجميع صفات العظمة‬
‫والكبرياء‪ .‬وهذه الآية أعظم آية ِف القرآن‪ ,‬وتسمى‪( :‬آية‬

‫الكرسي)‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسورة االلبنقارةس‬

‫‪ ‬سورة البقرة ‪‬‬

‫‪ ‬لا إِ ْكَراَه ِف ال ِدي ِن قَ ْد تَبَََّّي الُّر ْش ُد ِم َن الْغَ ِي فََم ْن يَ ْكُفْر‬
‫ِبل َطّاغُو ِت َويُْؤِم ْن ِبََّّلِل فََق ِد ا ْستَ ْم َس َك ِبلْعُْرَوِة الُْوثَْقى لا انِْف َصاَم‬

‫ََلَا َواََّّللُ ََِسي ٌع َعِلي ٌم (‪ )256‬‬

‫لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا ُيتاج إلى الإكراه عليه لمن‬
‫تُقبل منهم الجزية‪ ,‬فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل‪,‬‬
‫واَلدى من الضلال‪ .‬فََمن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن‬
‫ِبلله‪ ,‬فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى‪ ,‬واستمسك من الدين‬

‫بأقوى سبب لا انقطاع له‪ .‬والله َسيع لأقوال عباده‪ ,‬عليم بأفعاَلم‬

‫ونياتهم‪ ,‬وسيجازيهم على ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة الناس‬

‫‪ ‬اََّّللُ َوُِِّل اَلّ ِذي َن آَمنُوا ُيِْر ُج ُه ْم ِم َن ال ُظّلَُما ِت إِلَى الُنّوِر َواَلّ ِذي َن‬
‫َكَفُروا أَْولِيَاُؤُه ُم ال َطّاغُو ُت ُيِْر ُجوَنُْم ِم َن الُنّوِر إِلَى ال ُظّلَُما ِت أُولَئِ َك‬

‫أَ ْص َحا ُب الَنّاِر ُه ْم فِيَها َخالِ ُدو َن (‪ )257‬‬

‫الله يتولى المؤمنَّي بنصره وتوفيقه وحفظه‪ُ ,‬يرجهم من ظلمات‬
‫الكفر‪ ,‬إلى نور الإيمان‪ .‬والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد‬
‫والأوثان الذين يعبدوَنم من دون الله‪ُ ,‬يرجوَنم من نور الإيمان إلى‬
‫ظلمات الكفر‪ ,‬أولئك أصحاب النار الملازمون َلا‪ ,‬هم فيها‬

‫ِبقون بقاء أبدياا لا ُيرجون منها‪.‬‬

‫‪ ‬أََلْ تََر إِلَى اَلّ ِذي َحا َّج إِبَْرا ِهي َم ِف َربِِه أَ ْن آََتهُ اََّّللُ الْ ُمْل َك إِ ْذ‬
‫قَا َل إِبَْرا ِهي ُم َرَِّب اَلّ ِذي ُْييِي َويُمِي ُت قَا َل أَََن أُ ْحيِي َوأُِمي ُت قَا َل‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة االلبناقرةس‬

‫إِبْ َرا ِهي ُم فَِإ َّن اََّّللَ ََيِِْت ِبل َّش ْم ِس ِم َن الْ َم ْش ِرِق فَأْ ِت بِهَا ِم َن الْ َمغْ ِر ِب‬
‫فَبُِه َت اَلّ ِذي َكَفَر َواََّّللُ لا يَ ْه ِدي الَْقْوَم ال َظّالِِمََّي (‪ )258‬‬

‫هل رأيت ‪-‬أيها الرسول‪ -‬أعجب ِمن حال هذا الذي جادل‬

‫إبراهيم عليه السلام ِف توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه‬

‫المُْلك فتجَّب وسأل إبراهي َم‪َ :‬من رُبّك؟ فقال عليه السلام‪ :‬رّب‬
‫الذي ُييي الخلائق فتحيا‪ ,‬ويسلبها الحياة فتموت‪ ,‬فهو المتفرد‬

‫ِبلإحياء والإماتة‪ ,‬قال‪ :‬أَن أحيي وأميت‪ ,‬أي أقتل َمن أرد ُت‬
‫قَْتلَه‪ ,‬وأستبقي َمن أردت استبقاءه‪ ,‬فقال له إبراهيم‪ :‬إن الله الذي‬
‫أعبده َيِت ِبلشمس من المشرق‪ ,‬فهل تستطيع تغيير هذه ال ُّسَنّة‬
‫الإَلية بأن تجعلها تأِت من المغرب; فتحَيّر هذا الكافر وانقطعت‬

‫حجته‪ ,‬شأنه شأن الظالمَّي لا يهديهم الله إلى الحق والصواب‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة اآلنالسعمران‬

‫‪ ‬سورة آل عمران ‪‬‬

‫‪َ ‬وا ْعتَ ِص ُموا ِِبَْب ِل اََّّلِل ََِجيًعا َولا تََفَّرقُوا َواذُْكُروا نِْع َمةَ اََّّلِل‬
‫َعلَْي ُك ْم إِ ْذ ُكْنتُ ْم أَ ْع َدا ًء فَأََلّ َف بََْْي قُلُوبِ ُك ْم فَأَ ْصبَ ْحتُ ْم بِنِْع َمتِِه إِ ْخَواًًن‬
‫َوُكْنتُ ْم َعلَى َشَفا ُحْفَرٍة ِم َن الَنّاِر فَأَنَْق َذُك ْم ِمْن َها َك َذلِ َك يُبَُِِْي اََّّللُ لَ ُك ْم‬

‫آََيتِِه لََعَلّ ُك ْم َتْتَ ُدو َن (‪ )103‬‬
‫وتم َّسكوا َجيًعا بكتاب ربكم وهدي نبيكم‪ ,‬ولا تفعلوا ما يؤدي‬
‫إلى فرقتكم‪ .‬واذكروا نعمة جليلة أنعم الله بها عليكم‪ :‬إذ كنتم ‪-‬‬
‫أيها المؤمنون‪ -‬قبل الإسلام أعداء‪ ,‬فجمع الله قلوبكم على محبته‬
‫ومحبة رسوله‪ ,‬وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض‪ ,‬فأصبحتم ‪-‬‬
‫بفضله‪ -‬إخواًن متحابْي‪ ,‬وكنتم على حافة ًنر جهنم‪ ,‬فهداكم الله‬
‫بالإسلام ونَجّاكم من النار‪ .‬وكما بَّْي الله لكم معالم الإيمان‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة اآلنالسعمران‬

‫الصحيح فكذلك يبِِْي لكم كل ما فيه صلاحكم; لتهتدوا إلى‬
‫سبيل الرشاد‪ ,‬وتسلكوها‪ ,‬فلا تضلوا عنها‪.‬‬

‫‪َ ‬ولْتَ ُك ْن ِمْن ُك ْم أَُّمةٌ يَ ْدعُو َن إِلَى اْْلَيِْر َوََيُْمُرو َن بِالْ َم ْعُرو ِف‬

‫َويَْن َهْو َن َع ِن الْ ُمْن َك ِر َوأُولَئِ َك ُه ُم الْ ُمْفلِ ُحو َن (‪ )104‬‬

‫ولتكن منكم ‪-‬أيها المؤمنون‪َ -‬جاعة تدعو إلى اْلير وتأمر‬
‫بالمعروف‪ ,‬وهو ما ُعرف حسنه شرًعا وعقلا وتنهى عن المنكر‪,‬‬
‫وهو ما عُرف قبحه شرًعا وعقلا وأولئك هم الفائزون بجنات‬

‫النعيم‪.‬‬

‫‪َ ‬ولا تَ ُكونُ وا َكاَلّ ِذي َن تََفَّرقُ وا َوا ْختَلَُف وا ِم ْن بَ ْع ِد َم ا َج ا َء ُه ُم‬
‫الْبَيِِنَا ُت َوأُولَئِ َك ََلُْم َع َذا ٌب َع ِظي ٌم (‪ )105‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورةة اآلنلا عسمران‬

‫ولا تكونوا ‪-‬أيها المؤمنون‪ -‬كأهل الكتاب الذين وقعت بينهم‬

‫العداوة والبغضاء فتفَّرقوا شيًعا وأحزابًا‪ ,‬واختلفوا في أصول دينهم‬
‫من بعد أن اتضح َلم الحق‪ ,‬وأولئك مستحقون لعذا ٍب عظيم‬

‫موجع‪.‬‬

‫‪ ‬يَْوَم تَْبيَ ُّض ُو ُجوهٌ َوتَ ْسَوُّد ُو ُجوهٌ فَأََّما اَلّ ِذي َن ا ْسَوَّد ْت ُو ُجوُه ُه ْم‬
‫أَ َكَفْرُْت بَ ْع َد إِيمَانِ ُك ْم فَ ُذوقُوا الَْع َذا َب ِبَا ُكْنتُ ْم تَ ْكُفُرو َن (‪ )106‬‬

‫يوم القيامة تَْبيَ ُّض وجوه أهل السعادة الذين آمنوا بالله‬
‫ورسوله‪ ,‬وامتثلوا أمره‪ ,‬وتَ ْسَوُّد وجوه أهل الشقاوة ممن كذبوا‬
‫رسوله‪ ,‬وعصوا أمره‪ .‬فأما الذين اسوَّدت وجوههم‪ ,‬فيقال َلم‬

‫توبي ًخا‪ :‬أكفرُت بعد إيمانكم‪ ,‬فاخترُت الكفر على الإيمان؟ فذوقوا‬
‫العذاب بسبب كفركم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورة آاللناعسمران‬

‫‪َ ‬وأََّما اَلّ ِذي َن ابْيَ َّض ْت ُو ُجوُه ُه ْم فَِفي َرْْحَِة اََّّلِل ُه ْم فِيَها َخالِ ُدو َن‬

‫(‪ )107‬‬
‫وأما الذين ابي َّض ْت وجوهم بنضرة النعيم‪ ,‬وما بُ ِِشروا به من‬
‫اْلير‪ ,‬فهم في جنة الله ونعيمها‪ ,‬وهم باقون فيها‪ ,‬لا يخرجون منها‬

‫أب ًدا‪.‬‬

‫‪ ‬تِْل َك آََي ُت اََّّلِل نَْتلُوَها َعلَْي َك بِالْحَِِق َوَما اََّّللُ يُِري ُد ظُْل ًما‬

‫لِْلَعالَِمَْي (‪ )108‬‬
‫هذه آَيت الله وبراهينه الساطعة‪ ,‬نتلوها ونق ُّصها عليك ‪-‬أيها‬
‫الرسول‪ -‬بالصدق واليقْي‪ .‬وما الله بظالم أح ًدا من خلقه‪ ,‬ولا‬

‫ِبنقص شيئًا من أعماَلم; لأنه الحاكم العدل الذي لا يجور‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة آاللناعسمران‬

‫‪َ ‬وََِّّلِل َما ِفي ال َّس َماَوا ِت َوَما ِفي الأ ْر ِض َوإِلَى اََّّلِل تُْرَج ُع الأُموُر‬

‫(‪ )109‬‬

‫ولله ما في السموات وما في الأرض‪ ,‬مل ٌك له وحده خلًقا‬
‫وتدبيًرا‪ ,‬ومصير َجيع اْللائق إليه وحده‪ ,‬فيجازي كلا على قدر‬

‫استحقاقه‪.‬‬

‫‪ُ ‬كْنتُ ْم َخيَْر أَُّمٍة أُ ْخ ِرَج ْت لِلَنّا ِس تَأُْمُرو َن بِالْ َم ْعُرو ِف َوتَْن َهْو َن َع ِن‬
‫الْ ُمْن َك ِر َوتُْؤِمنُو َن بِاََّّلِل َولَْو آَم َن أَ ْه ُل الْ ِكتَا ِب لَ َكا َن َخيًْرا ََلُْم ِمْن ُه ُم‬

‫الْ ُمْؤِمنُو َن َوأَ ْكثَُرُه ُم الَْفا ِسُقو َن (‪ )110‬‬
‫أنتم ‪َ -‬ي أمة محمد ‪ -‬خير الأمم وأنفع الناس للناس‪ ,‬تأمرون‬
‫بالمعروف‪ ,‬وهو ما عُرف حسنه شرًعا وعقلا وتنهون عن المنكر‪,‬‬
‫وهو ما عُرف قبحه شرًعا وعقلا وتصدقون بالله تصديًقا جازًما‬

‫‪5‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة اآلنلا عسمران‬

‫يؤيده العمل‪ .‬ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ِبحمد‬
‫‪ ‬وما جاءهم به من عند اللهكما آمنتم‪ ,‬لكان خيرا َلم في الدنيا‬
‫والآخرة‪ ,‬منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد ‪ ‬العاملون بها‪,‬‬

‫وهم قليل‪ ,‬وأكثرهم اْلارجون عن دين الله وطاعته‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة الهناودس‬

‫‪ ‬سورة هود ‪‬‬

‫‪َ ‬وأُوِح َي إَِل نُوٍح أََنّهُ لَ ْن يُْؤِم َن ِم ْن قَ ْوِم َك إِلا َم ْن قَ ْد آَم َن فَلا‬

‫تَْبتَئِ ْس ِبَا َكانُوا يَْفَعلُو َن (‪ )36‬‬

‫وأوحى الله سبحانه وتعاَل إَل نوح ‪-‬عليه السلام‪ -‬ل َّما حق‬
‫على قومه العذاب‪ ,‬أنه لن يؤمن بالله إلا َمن قد آمن ِمن قبل‪ ,‬فلا‬

‫تحزن يا نوح على ماكانوا يفعلون‪.‬‬

‫‪َ ‬وا ْصنَ ِع الُْفْل َك ِبَ ْعيُنِنَا َوَو ْحيِنَا َولا ُتَا ِطْبِن ِف اَلّ ِذي َن ظَلَ ُموا‬
‫إَِّنُْم ُمغَْرقُو َن (‪ )37‬‬

‫واصنع السفينة ِبرأى مَنّا وِبمرنا لك ومعونتنا‪ ،‬وأنت ِف حفظنا‬
‫وكلاءتنا‪ ,‬ولا تطلب مِن إمهال هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم من‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة اهلنوادس‬

‫قومك بكفرهم‪ ,‬فإَّنم مغرقون بالطوفان‪ .‬وِف الآية إثبات صفة‬
‫العين لله تعاَل على ما يليق به سبحانه‪.‬‬

‫‪َ ‬ويَ ْصنَ ُع الُْفْل َك َوُكَلّ َما َمَّر َعلَْيِه َملأ ِم ْن قَ ْوِمِه َس ِخُروا ِمْنهُ قَا َل‬

‫إِ ْن تَ ْس َخُروا ِمَنّا فَِإَنّا نَ ْس َخُر ِمْن ُك ْم َك َما تَ ْس َخُرو َن (‪ )38‬‬
‫ويصنع نوح السفينة‪ ,‬وكَلّما مر عليه جماعة من كبراء قومه‬
‫سخروا منه‪ ,‬قال لهم نوح‪ :‬إن تسخروا منا اليوم لجهلكم بصدق‬

‫وعد الله‪ ,‬فإنا نسخر منكم غ ًدا عند الغرق كما تسخرون منا‪.‬‬

‫‪ ‬فَ َسْو َف تَ ْعلَ ُمو َن َم ْن ََيْتِيِه َع َذا ٌب ُيِْزيِه َوَِي ُّل َعلَْيِه َع َذا ٌب‬
‫ُمِقي ٌم (‪ )39‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة هالونادس‬

‫فسوف تعلمون إذا جاء أمر الله بذلك‪ :‬من الذي َيتيه ِف‬
‫الدنيا عذاب الله الذي يُهينه‪ ,‬وينزل به ِف الآخرة عذاب دائم لا‬

‫انقطاع له؟‬

‫‪َ ‬حََّت إِ َذا َجا َء أَْمُرنَا َوفَاَر الَتُّنّوُر قُْلنَا اِْْح ْل فِيَها ِم ْن ُك ٍل َزْو َجْيِن‬
‫اثْنَْيِن َوأَْهلَ َك إِلا َم ْن َسبَ َق َعلَْيِه الَْقْوُل َوَم ْن آَم َن َوَما آَم َن َمَعهُ إِلا‬

‫قَِلي ٌل (‪ )40‬‬

‫حَّت إذا جاء أمرنا بإهلاكهم كما َوع ْدنا نو ًحا بذلك‪ ,‬ونبع الماء‬
‫بقوة من التنور ‪-‬وهو المكان الذي ُيبز فيه‪ -‬علامة على مجيء‬
‫العذاب‪ ,‬قلنا لنوح‪ :‬اْحل ِف السفينة من كل نوع من أنواع‬
‫الحيوانات ذكًرا وأنثى‪ ,‬واْحل فيها أهل بيتك‪ ,‬إلا َمن سبق عليهم‬
‫القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته‪ ,‬واْحل فيها من آمن معك‬

‫من قومك‪ ,‬وما آمن معه إلا قليل مع طول المدة والمقام فيهم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةهالونداس‬

‫‪َ ‬وقَا َل ا ْرَكبُوا ِفيَها بِ ْسِم اََّّلِل مَْجَرا َها َوُمْر َسا َها إِ َّن َرِّب لَغَُفوٌر‬

‫َرِحي ٌم (‪ )41‬‬

‫وقال نوح لمن آمن معه‪ :‬اركبوا ِف السفينة‪ ,‬باسم الله يكون‬
‫جريها على وجه الماء‪ ,‬وباسم الله يكون منتهى سيرها وُرسُّوها‪ .‬إن‬
‫رّب لَغفور ذنوب من تاب وأناب إليه من عباده‪ ,‬رحيم بهم أن‬

‫يعذبهم بعد التوبة‪.‬‬

‫‪َ ‬وِه َي َتْ ِري بِهِ ْم ِف َمْوٍج َكالْجِبَا ِل َونَا َدى نُو ٌح ابْنَهُ َوَكا َن ِف‬

‫َم ْع ِزٍل يَا بََُِّن ا ْرَك ْب َمَعنَا َولا تَ ُك ْن َم َع الْ َكاِف ِري َن (‪ )42‬‬
‫وهي َتري بهم ِف موج يعلو ويرتفع حَّت يصير كالجبال ِف‬
‫علوها‪ ,‬ونادى نوح ابنه ‪-‬وكان ِف مكا ٍن َعَزل فيه نفسه عن‬

‫‪4‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة هالونادس‬

‫المؤمنين‪ -‬فقال له‪ :‬يا بِن اركب معنا ِف السفينة‪ ,‬ولا تكن مع‬
‫الكافرين بالله فتغرق‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل َسآ ِوي إَِل َجبَ ٍل يَ ْع ِص ُمِن ِم َن الْ َماِء قَا َل لا َعا ِص َم الْيَ ْوَم‬
‫ِم ْن أَْم ِر اََّّلِل إِلا َم ْن َرِح َم َو َحا َل بَْينَ ُه َما الْ َمْو ُج فَ َكا َن ِم َن الْ ُم ْغَرِقيَن‬

‫(‪ )43‬‬

‫قال ابن نوح‪ :‬سألجأ إَل جبل أتح َّصن به من الماء‪ ,‬فيمنعِن من‬
‫الغرق‪ ,‬فأجابه نوح‪ :‬لا مانع اليوم من أمر الله وقضائه الذي قد‬
‫نزل بالخلق من الغرق والهلاك إلا َمن رْحه الله تعاَل‪ ,‬فآِم ْن واركب‬
‫ِف السفينة معنا‪ ,‬وحال الموج المرتفع بين نوح وابنه‪ ,‬فكان من‬

‫المغرقين الهالكين‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورة اهلنوادس‬

‫‪َ ‬وقِي َل يَا أَْر ُض ابْلَِعي َما َء ِك َويَا ََسَاءُ أَقِْلِعي َوِغي َض الْ َماءُ‬
‫َوقُ ِض َي الأْمُر َوا ْستَ َو ْت َعلَى الْجُوِد ِي َوِقي َل بُ ْع ًدا لِْلَقْوِم ال َظّالِِميَن‬

‫(‪ )44‬‬

‫وقال الله للأرض ‪-‬بعد هلاك قوم نوح ‪ :-‬يا أرض اشرّب‬
‫ماءك‪ ,‬ويا َساء أمسكي عن المطر‪ ,‬ونقص الماء ونضب‪ ,‬وقُضي‬
‫أمر الله بهلاك قوم نوح‪ ,‬ورست السفينة على جبل الجود ِي‪ ,‬وقيل‪:‬‬
‫هلا ًكا وبع ًدا للقوم الظالمين الذين َتاوزوا حدود الله‪ ,‬ولم يؤمنوا به‪.‬‬

‫‪َ ‬ونَا َدى نُ و ٌح َرَبّ هُ فََق ا َل َر ِب إِ َّن ابْ ِن ِم ْن أَْهلِ ي َوإِ َّن‬
‫َو ْع َد َك الْحَ ُّق َوأَنْ َت أَ ْح َك ُم الْحَاكِ ِميَن (‪ )45‬‬

‫‪6‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةهالونداس‬

‫ونادى نوح ربه فقال‪ :‬رب إنك و َع ْدتِن أن تنجيِن وأهلي من‬
‫الغرق والهلاك‪ ,‬وإن ابِن هذا من أهلي‪ ,‬وإن وعدك الحق الذي لا‬

‫ُخْلف فيه‪ ,‬وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم‪.‬‬

‫‪ ‬قَا َل يَا نُو ُح إَِنّهُ لَْي َس ِم ْن أَْهِل َك إَِنّهُ َع َم ٌل غَيْرُ َصالِ ٍح فَلا‬
‫تَ ْسأَلِْن َما لَْي َس لَ َك بِِه ِعْل ٌم إِِّن أَ ِعظُ َك أَ ْن تَ ُكو َن ِم َن الْجَا ِهِليَن‬

‫(‪ )46‬‬

‫قال الله‪ :‬يا نوح إن ابنك الذي هلك ليس من أهلك الذين‬
‫وعدتك أن أنجيهم; وذلك بسبب كفره‪ ,‬وعمله عملا غير صالح‪,‬‬
‫وإّن أَّناك أن تسألِن أمًرا لا علم لك به‪ ,‬إّن أعظك لئلا تكون‬

‫من الجاهلين ِف مسألتك إياي عن ذلك‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة اهلنوادس‬

‫‪ ‬قَا َل َر ِب إِِّن أَعُوذُ بِ َك أَ ْن أَ ْسأَلَ َك َما لَْي َس ِِل بِِه ِعْل ٌم َوإِلا‬

‫تَغِْفْر ِِل َوتَ ْرَْحِْن أَ ُك ْن ِم َن الْخَا ِس ِري َن (‪ )47‬‬
‫قال نوح‪ :‬يا رب إّن أعتصم وأستجير بك أن أسألك ما ليس‬
‫ِل به علم‪ ,‬وإن لم تغفر ِل ذنبي‪ ,‬وترْحِن برْحتك‪ ,‬أكن من الذين‬

‫غَبَنوا أنفسهم حظوظها وهلكوا‪.‬‬

‫‪ ‬قِي َل يَا نُو ُح ا ْهبِ ْط بِ َسلاٍم ِمَنّا َوبََرَكا ٍت َعلَْي َك َو َعلَى أَُمٍم ِمَمّ ْن‬

‫َمَع َك َوأَُم ٌم َسنَُمتِعُُه ْم َُُثّ َيَ ُّس ُه ْم ِمَنّا َع َذا ٌب أَلِي ٌم (‪ )48‬‬
‫قال الله‪ :‬يا نوح اهبط من السفينة إَل الأرض ِبمن وسلامة مَنّا‬
‫وبركات عليك وعلى أمم ممن معك‪ .‬وهناك أمم وجماعات من‬
‫أهل الشقاء سنمتعهم ِف الحياة الدنيا‪ ,‬إَل أن يبلغوا آجالهم‪ُ ,‬ث‬

‫ينالهم منا العذاب الموجع يوم القيامة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرةهالونداس‬

‫‪ ‬تِْل َك ِم ْن أَنْبَاِء الْغَْي ِب نُوِحيَها إِلَْي َك َما ُكْن َت تَ ْعلَ ُمَها أَنْ َت َولا‬

‫قَ ْوُم َك ِم ْن قَْب ِل َه َذا فَا ْصِبْر إِ َّن الَْعاِقبَةَ لِْل ُمَتِّقيَن (‪ )49‬‬

‫تلك القصة التي قصصناها عليك ‪-‬أيها الرسول‪ -‬عن نوح‬
‫وقومه هي من أخبار الغيب السالفة ‪ ,‬نوحيها إليك‪ ,‬ما كنت‬
‫تعلمها أنت ولا قومك ِمن قبل هذا البيان‪ ,‬فاصبر على تكذيب‬
‫قومك وإيذائهم لك‪ ,‬كما صبر الأنبياء من قبل‪ ,‬إن العاقبة الطيبة‬

‫ِف الدنيا والآخرة للمتقين الذين ُيشون الله‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة النراومس‬

‫‪ ‬سورة الروم ‪‬‬

‫‪ ‬فَ ُسْب َحا َن اََّّلِل ِحيَن ُتْ ُسو َن َوِحيَن تُ ْصبِ ُحو َن (‪َ )17‬ولَهُ اْْلَْم ُد ِف‬

‫ال َّس َماَوا ِت َوالأ ْر ِض َو َع ِشًيّا َوِحيَن تُظِْهُرو َن (‪ )18‬‬
‫فيا أيها المؤمنون سبِحوا الله ونـ ِزهوه عن الشريك والصاحبة‬
‫والولد‪َ ,‬و ِصفوه بصفات الكمال بألسنتكم‪ ,‬وحِققوا ذلك‬
‫بجوارحكم كلها حين ُتسون‪ ,‬وحين تصبحون‪ ,‬ووقت العشي‪,‬‬
‫ووقت الظهيرة‪ .‬وله ‪-‬سبحانه‪ -‬اْلمد والثناء ِف السموات‬

‫والأرض وِف الليل والنهار‪.‬‬

‫‪ُ ‬يْــ ِرُْل اْْلَــ َّي ِمــ َن الْ َميِــ ِت َوُيْــ ِرُْل الْ َميِــ َت ِمــ َن اْْلَــ ِي َوُْيِــي‬
‫الأ ْر َض بَـ ْع َد َمْوِِتَا َوَك َذلِ َك ُتَْر ُجو َن (‪ )19‬‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة االلنراومس‬

‫ُيرْل الله اْلي من الميت كالإنسان من النطفة والطير من‬
‫البيضة‪ ,‬وُيرْل الميت من اْلي‪ ,‬كالنطفة من الإنسان والبيضة من‬
‫الطير‪ .‬و يي الأرض بالنبات بعد يـُْبسها وجفافها‪ ,‬ومثل هذا‬
‫الإحياء ُترجون ‪-‬أيها الناس‪ -‬من قبوركم أحياء للحساب‬

‫والجزاء‪.‬‬

‫‪َ ‬وِم ْن آََيتِِه أَ ْن َخلََق ُك ْم ِم ْن تُـَرا ٍب َُُثّ إِ َذا أَنْـتُ ْم بَ َشٌر تَـْنـتَ ِشُرو َن‬

‫(‪ )20‬‬

‫ومن آَيت الله الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق أباكم‬
‫آدم من تراب‪ُ ,‬ث أنتم بشر تتناسلون منتشرين ِف الأرض‪ ,‬تبتغون‬

‫من فضل الله‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة النراومس‬

‫‪َ ‬وِم ْن آََيتِِه أَ ْن َخلَ َق لَ ُك ْم ِم ْن أَنْـُف ِس ُك ْم أَْزَوا ًجا لِتَ ْس ُكنُوا إِلَْيـَها‬
‫َو َجَع َل بَـْيـنَ ُك ْم َمَوَّدةً َوَرْْحَةً إِ َّن ِف َذلِ َك لآََي ٍت لَِقْوٍم يَـتَـَف َّكُرو َن (‪)21‬‬

‫‪‬‬

‫ومن آَيته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم‬
‫من جنسكم ‪-‬أيها الرجال‪ -‬أزوا ًجا; لتطمئن نفوسكم إليها‬
‫وتسكن‪ ,‬وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة‪ ,‬إن ِف خلق الله‬
‫ذلك لآَيت دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون‪,‬‬

‫ويتدبرون‪.‬‬

‫‪َ ‬وِم ْن آََيتِِه َخْل ُق ال َّس َماَوا ِت َوالأ ْر ِض َوا ْختِلا ُف أَلْ ِسنَتِ ُك ْم‬
‫َوأَلَْوانِ ُك ْم إِ َّن ِف ذَلِ َك لآََي ٍت لِْلَعالِِميَن (‪ )22‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة االلنراومس‬

‫ومن دلائل القدرة الربانية‪َ :‬خْل ُق السموات وارتفاعها بغير‬
‫عمد‪ ,‬و َخْل ُق الأرض مع اتساعها وامتدادها‪ ,‬واختلا ُف لغاتكم‬

‫وتباي ُن ألوانكم‪ ,‬إن ِف هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة‪.‬‬

‫‪َ ‬وِمــ ْن آََيتِــِه َمنَــاُم ُك ْم بِالَلّْيــ ِل َوالَنّـَهــاِر َوابْتِغَــاُمُك ْم ِمــ ْن فَ ْضــلِِه‬

‫إِ َّن ِف ذَلِ َك لآََي ٍت لَِقْوٍم يَ ْس َمعُو َن (‪ )23‬‬
‫ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم ِف الليل‬
‫أو النهار; إذ ِف النوم حصول الراحة وذهاب التعب‪ ,‬وجعل لكم‬
‫النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق‪ ,‬إن ِف ذلك لدلائل على كمال‬
‫قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر‬

‫واعتبار‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة الالرناومس‬

‫‪َ ‬وِم ْن آََيتِِه يُِري ُك ُم الْبَْر َق َخْوفًا َوطََمًعا َويـُنَـ ِزُل ِم َن ال َّس َماِء َما ًء‬
‫فَـيُ ْحيِي بِِه الأ ْر َض بَـ ْع َد َمْوِِتَا إِ َّن ِف ذَلِ َك لآََي ٍت لَِقْوٍم يَـ ْعِقلُو َن (‪)24‬‬

‫‪‬‬

‫ومن دلائل قدرته سبحانه أن يريكم البرق‪ ,‬فتخافون من‬
‫الصواعق‪ ,‬وتطمعون ِف الغيث‪ ,‬وينـزل من السحاب مطًرا فيحيي‬
‫به الأرض بعد جدبها وجفافها‪ ,‬إن ِف هذا لدليلا على كمال قدرة‬

‫الله وعظيم حكمته وإحسانه لكل َمن لديه عقل يهتدي به‪.‬‬
‫‪َ ‬وِمـــــ ْن آََيتِـــــِه أَ ْن تَـُقـــــوَم ال َّســـــ َماءُ َوالأ ْر ُض بِأَْمـــــ ِرِه َُُثّ إِذَا‬

‫َد َعا ُك ْم َد ْعَوًة ِم َن الأ ْر ِض إِ َذا أَنْـتُ ْم َُتُْر ُجو َن (‪ )25‬‬
‫ومن آَيته الدالة على قدرته قيام السماء والأرض واستقرارهما‬
‫وثباِتما بأمره‪ ,‬فلم تتزلزلا ولم تسقط السماء على الأرض‪ُ ,‬ث إذا‬

‫‪5‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة الالرنوامس‬

‫دعاكم الله إلى البعث يوم القيامة‪ ,‬إذا أنتم ُترجون من القبور‬
‫مسرعين‪.‬‬

‫‪َ ‬ولَهُ َم ْن ِف ال َّس َماَوا ِت َوالأ ْر ِض ُك ٌلّ لَهُ قَانِتُو َن (‪ )26‬‬

‫ولله وحده كل َمن ِف السموات والأرض من الملائكة والإنس‬
‫والجن واْليوان والنبات والجماد‪ ,‬كل هؤلاء منقادون لأمره‬

‫خاضعون لكماله‪.‬‬

‫‪َ ‬وُهَو اَلّ ِذي يَـْب َدأُ اْْلَْل َق َُُثّ يُِعي ُدهُ َوُهَو أَْهَو ُن َعلَْيِه َولَهُ الْ َمثَ ُل‬

‫الأ ْعلَى ِف ال َّس َماَوا ِت َوالأ ْر ِض َوُهَو الَْع ِزيُز اْْلَ ِكي ُم (‪ )27‬‬

‫والله وحده الذي يبدأ اْللق من العدم ُث يعيده حيًا بعد الموت‪,‬‬
‫وإعادة اْللق حيًا بعد الموت أهون على الله من ابتداء خلقهم‪,‬‬
‫وكلاهما عليه هِين‪ .‬وله سبحانه الوصف الأعلى ِف كل ما يوصف‬
‫به‪ ,‬ليس كمثله شيء‪ ,‬وهو السميع البصير‪ .‬وهو العزيز الذي لا‬

‫يغالَب‪ ,‬اْلكيم ِف أقواله وأفعاله‪ ,‬وتدبير أمور خلقه‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسوورةرة العنباسس‬

‫‪ ‬سورة عبس ‪‬‬

‫‪ ‬فَ ْليَْنظُِر الإنْ َسا ُن إَِل طََعاِمِه (‪ )24‬أََّن َصبَْبنَا الْ َماءَ َصًبّا (‪)25‬‬
‫َُُثّ َشَقْقنَا الأ ْر َض َشًّقا (‪ )26‬فَأَنْبَْتنَا ِفيَها َحًبّا (‪َ )27‬وِعنَبًا َوقَ ْضبًا‬
‫(‪َ )28‬وَزيْتُوًَّن َوَنْلا (‪َ )29‬و َح َدائِ َق غُْلبًا (‪َ )30‬وفَاكَِهةً َوأًَّب (‪)31‬‬

‫َمتَا ًعا لَ ُك ْم َولأنْ َعاِم ُك ْم (‪ )32‬‬

‫فليتدبر الإنسان‪ :‬كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟‬
‫أَّن صببنا الماء على الأرض َصًبّا‪ُ ,‬ث شققناها بما أخرجنا منها من‬
‫نبات شتى‪ ,‬فأنبتنا فيها حبًا‪ ,‬وعنبًا وعلًفا للدواب‪ ,‬وزيتوًَّن وَنلا‬

‫وحدائق عظيمة الأشجار‪ ,‬وثماًرا وكلأ تَْن َعمون بها أنتم وأنعامكم‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سورة اعلبناسس‬

‫‪ ‬فَِإ َذا َجا َء ِت ال َّصا َّخةُ (‪ )33‬يَْوَم يَِفُّر الْ َمْرءُ ِم ْن أَ ِخيِه (‪)34‬‬
‫َوأُِمِه َوأَبِيِه (‪َ )35‬و َصا ِحبَتِِه َوبَنِيِه (‪ )36‬لِ ُك ِل اْم ِر ٍئ ِمْن ُه ْم يَْوَمئِ ٍذ‬

‫َشأْ ٌن يُغْنِيِه (‪ )37‬‬
‫فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تص ُّم ِمن هولها الأسماع‪ ,‬يوم‬
‫يفُّر المرء لهول ذلك اليوم من أخيه‪ ,‬وأمه وأبيه‪ ,‬وزوجه وبنيه‪ .‬لكل‬

‫واحد منهم يومئ ٍذ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره‪.‬‬

‫‪ُ ‬و ُجوهٌ يَْوَمئِ ٍذ ُم ْسِفَرةٌ (‪َ )38‬ضا ِح َكةٌ ُم ْستَْب ِشَرةٌ (‪َ )39‬وُو ُجوهٌ‬
‫يَْوَمئِ ٍذ َعلَْي َها غََََبةٌ (‪ )40‬تَ ْرَهُقَها قََََتةٌ (‪ )41‬أُولَئِ َك ُه ُم الْ َكَفَرةُ‬

‫الَْف َجَرةُ (‪ )42‬‬

‫وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة‪ ،‬مسرورة فرحة‪ ,‬ووجوه‬
‫أهل الجحيم مظلمة مسوَّدة‪ ,‬تغشاها ذَلّة‪ .‬أولئك الموصوفون بهذا‬

‫الوصف هم الذينكفروا بنعم الله وك َّذبوا بآياته‪ ,‬وتجرؤوا على‬
‫محارمه ًّبلفجور والطغيان‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوررةة البنلادس‬

‫‪ ‬سورة البلد ‪‬‬

‫‪ ‬لا أُقْ ِس ُم ِِبََذا الْبَلَ ِد (‪َ )1‬وأَنْ َت ِح ٌلّ ِِبََذا الْبَلَ ِد (‪َ )2‬وَوالِ ٍد َوَما‬
‫َولَ َد (‪ )3‬لََق ْد َخلَْقنَا الإنْ َسا َن ِف َكبَ ٍد (‪ )4‬‬

‫أقسم الله ِبذا البلد الحرام‪ ,‬وهو "مكة"‪ ,‬وأنت ‪-‬أيها النبي‪-‬‬
‫مقيم ِف هذا "البلد الحرام"‪ ,‬وأقسم بوالد البشرية‪ -‬وهو آدم عليه‬
‫السلام‪ -‬وما تناسل منه من ولد‪ ,‬لقد خلقنا الإنسان ِف شدة‬

‫وعناء من مكابدة الدنيا‪.‬‬
‫‪ ‬أََْي َس ُب أَ ْن لَ ْن يَْق ِدَر َعلَْيِه أَ َح ٌد (‪ )5‬‬
‫أيظ ُّن بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟‬

‫‪ ‬يَُقوُل أَْهلَ ْك ُت َمالا لُبَ ًدا (‪ )6‬أََْي َس ُب أَ ْن َلْ يََرهُ أَ َح ٌد (‪ )7‬‬

‫‪1‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سوررةة البنلادس‬

‫يقول متباهيًا‪ :‬أنفقت مالا كثيًرا‪ .‬أيظ ُّن ِف فعله هذا أن الله ‪‬‬
‫لا يراه‪ ,‬ولا َياسبه على الصغير والكبير؟‪‬‬

‫‪ ‬أََلْ َْنَع ْل لَهُ َعْينَِْْي (‪َ )8‬ولِ َساًًن َو َشَفتَِْْي (‪َ )9‬وَه َديْنَاهُ الَنّ ْج َديْ ِن‬

‫(‪ )10‬‬

‫أَل َنعل له عينْي يبصر ِبما‪ ,‬ولساًًن وشفتْي ينطق ِبا‪ ,‬وبيَنّا له‬
‫سبيلَي الخير والشر؟‬

‫‪ ‬فَلا اقْتَ َح َم الَْعَقبَةَ (‪ )11‬‬
‫فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله‪ ,‬فيأمن‪.‬‬

‫‪َ ‬وَما أَ ْدَرا َك َما الَْعَقبَةُ (‪ )12‬‬

‫‪2‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسورة الابلنلادس‬

‫وأ ُّي شيء أعلمك‪ :‬ما مشقة الآخرة‪ ,‬وما يعْي على تجاوزها؟‬

‫‪ ‬فَ ُّك َرقَبٍَة (‪ )13‬‬
‫إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر ال ِرق‪.‬‬

‫‪ ‬أَْو إِطَْعاٌم ِف يَْوٍم ِذي َم ْسغَبٍَة (‪ )14‬يَتِي ًما َذا َمْقَربٍَة (‪ )15‬أَْو‬

‫ِم ْس ِكينًا َذا َمَْْتبٍَة (‪ )16‬‬
‫أو إطعام ِف يوم ذي مجاعة شديدة‪ ,‬يتي ًما من ذوي القرابة‬
‫يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم‪ ,‬أو فقيًرا معدًما لا شيء‬

‫عنده‪.‬‬
‫‪َُُ ‬ثّ َكا َن ِم َن اَلّ ِذي َن آَمنُوا َوتََوا َصْوا ِبل َّصِْْب َوتََوا َصْوا ِبلْ َمْرََحَِة‬

‫(‪ )17‬‬

‫‪3‬‬

‫التفسير المي َّسر‬ ‫سسووررةة الابللنادس‬

‫ُث كان مع ِف ْعل ما ذُكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا‬
‫الإيمان لله‪ ,‬وأوصى بعضهم بع ًضا ِبلصْب على طاعة الله وعن‬

‫معاصيه‪ ,‬وتواصوا ِبلرَحة ِبلخلق‪.‬‬

‫‪ ‬أُولَئِ َك أَ ْص َحا ُب الْ َمْي َمنَِة (‪ )18‬‬
‫الذين فعلوا هذه الأفعال‪ ,‬هم أصحاب اليمْي‪ ,‬الذين يؤخذ‬

‫ِبم يوم القيامة ذات اليمْي إلى الجنة‪.‬‬

‫‪َ ‬واَلّ ِذي َن َكَفُروا ِِبََيتِنَا ُه ْم أَ ْص َحا ُب الْ َم ْشأََمِة (‪ )19‬‬
‫والذين كفروا ِبلقرآن هم الذين يؤخذ ِبم يوم القيامة ذات‬

‫الشمال إلى النار‪.‬‬
‫‪َ ‬علَْيِه ْم ًَنٌر ُمْؤ َص َدةٌ (‪ )20‬‬
‫جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم‪.‬‬

‫‪4‬‬


Click to View FlipBook Version