The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search

تدبر سورة الفاتحة

تدبر سورة الفاتحة

1

DrVaniya.com

‫(‪﴿ )١‬الحم ُد للِه﴾‪ :‬نوعُ أل في قوِل اللِه‬
‫للجنسيِة لاستغرا ِق الجن ِس‪.‬‬

‫(‪ )٢‬فالمعنى أ َّن الحم َدكَلّه للِه‪ ،‬ليس هناك‬
‫استثناءٌ ِمن هذا‪ .‬بَلكُلّه للِه‪.‬‬

‫(‪ )٣‬الذي له الحم ُد له أوصا ُف كمال‪.‬‬
‫(‪ )٤‬والذي له أوصا ُفكمال هو ال ُمستَ ِح ُّق‬

‫للعبادِة‪2 .‬‬

‫(‪ )٥‬يقول اللهُ عَّز و َج َّل‪:‬‬
‫﴿وللِه الَسـ َماءُ الـ ُحسنَى فَادعُوهُ بِـَها﴾‬

‫(العراف‪)١٨٠ :‬‬

‫﴿وأ َّن الـ َم َسا ِج َد للِه فلا تَدعُوا َم َع اللِه‬
‫أحدا﴾ (العراف‪)١٨٠ :‬‬

‫‪3‬‬

‫(‪﴿ )٦‬الحم ُد للِه ر ِب العالمين﴾‪:‬‬
‫لف ُظ الجلالِة ﴿ر ِب﴾ مجرور لنه بد ٌل‪.‬‬

‫(‪ )٧‬فالمعنى‪ :‬الحم ُد للِه‪ ،‬الحم ُد لر ِب‬

‫العالمين‪.‬‬

‫(‪ )٨‬كو ُن الحم ِد للِه لِر ِب العالميَن دلي ٌل‬
‫على أ َّن الر َّب هو ال ُمستَ ِح ُّق للعبادِة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫(‪ )٩‬يقوُل اللهُ عَّز وج َّل‪:‬‬

‫﴿يا أيها النا ُس اعبُ ُدوا َرَبّكم الذي‬
‫َخلََق ُكم‪( ﴾...‬البقرة‪)٢١:‬‬

‫(‪ )١٠‬ويقوُل على لِ َسا ِن نَبِيِِه الكريِم يُو ُس َف‬

‫– عليه السلام‪:‬‬

‫﴿يا َصا ِحبَـ ِي ال ِسج ِن َءأَرََب ٌب ُمتَـَف ِرقُو َن‬
‫خيرٌ أم اللهُ الَوا ِح ُد الَقَّها ُر﴾ (يوسف‪5)٣٩ :‬‬

‫(‪﴿ )١١‬إيا َك نعب ُد﴾‪:‬‬
‫﴿إيا َك﴾‪ :‬هذا مفعول به مقدم لتوكي ِد‬

‫المعنى والحص ِر‪.‬‬

‫(‪ )١٢‬فتقديمُ المفعوِل على الفع ِل هنا يُِفي ُد‬
‫أ َّن اللهَ يري ُد أ َّن َعب َدهُ يَـ ُخ ُّصهُ وح َدهُ‬
‫َبلعبادِة بقولِه ﴿إَِيّا َك﴾‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫(‪ )١٣‬أمَر اللهُك َّل أَُّمة بِِعبَا َدتِِه َوَو َع َد‬
‫ال ُمَوِح ِدي َن ال ُم ِطيِعيَن الـ َجَنّةَ‪:‬‬

‫﴿َولََقد بَـَعثـنَا فيك ِل أَُّمة َر ُسولا أ ِن اعبُ ُدوا‬
‫اللهَ واجتَنِبُوا الطاغو َت﴾ (النحل‪)٣٦ :‬‬
‫﴿َواعبُ ُدوا اللهَ ولا تُش ِرُكوا به شيئا﴾‬

‫(النساء‪)٣٦ :‬‬

‫﴿َو َع َد اللهُ ال ُمؤِمنِيَن َوال ُمؤِمنَا ِت َجَنّات‪﴾7‬‬

‫(التوبة‪)٧٢ :‬‬

‫(‪ )١٤‬و َحَّرَم الـ َجَنّةَ على ال ُمش ِرِك َوَو َع َدهُ‬
‫الَنّا َر‪:‬‬

‫﴿إَنّه َمن يُش ِرك َبللِه فقد َحَّرَم اللهُ عليِه‬
‫الـ َجَنّةَ وَمأَواهُ الَنّا ُر‪( ﴾...‬المائدة‪)٧٢ :‬‬

‫﴿َوع َد اللِه َحقا لا يُـخلِ ُف اللهُ َوع َده﴾‬

‫(الروم‪)٦ :‬‬

‫‪8‬‬

‫(‪﴿ )١٥‬إَيّا َك نَـعبُ ُد﴾‪ :‬يَشتَ ِم ُل ال َمعنَى على‬
‫ال ُكف ِر َِبل َطّاغُو ِت والإيـما ِن َبللِه‪ .‬قال الله‪:‬‬

‫﴿ف َمن يَكُفر َِبل َطّاغُو ِت ويـُؤِمن َبللِه فَـَق ِد‬
‫استَم َس َك َِبلعُوَرِة الُوثـَقى﴾ (البقرة‪)٢٥٦ :‬‬

‫وقال على لِ َسا ِن إِبـَرا ِهي َم إَِماِم ال ُمَوِح ِدي َن –‬

‫عليه السلام‪:‬‬

‫﴿ َكَفرََن بِـ ُكم‪( ﴾...‬الممتحنة‪9 )٤ :‬‬

‫(‪ )١٦‬فََمن يَكُفر بِ ُك ِل ما يـُعبُ َد ِمن غيِر‬
‫اللِه ويَـ ُخ َّص اللهَ بِِعبَا َدتِِه فَـَقد َحَّق َق الَقوَل‬

‫﴿إَِيّا َك نَـعبُ ُد﴾‪.‬‬

‫﴿أولئك الذي َن َص َدقُوا َوأُولَئِ َك ُه ُم‬
‫ال ُمَتّـُقو َن﴾ (البقرة‪)١٧٧ :‬‬

‫‪10‬‬

‫(‪﴿ )١٧‬اِه ِدََن الصرا َط ال ُمستَِقي َم﴾‪:‬‬
‫هذا َد َعاءٌ َشاِم ٌل وبِِه نَسأَ ُل اللهَ الـِه َدايَةَ في‬

‫أموِر ال ِدي ِن وال ُّدنـيَا‪َ .‬كأََنّـنَا نَـُقول‪:‬‬
‫‪ )١‬اِه ِدََن إلى الـ َح ِق َوفَـهِم ال َّص ِحي ِح – َوُهَو‬

‫فَـه ُم ال َّص َحابَِة ‪ -‬في شأ ِن ال ِدي ِن ُكِلِه‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫﴿اِه ِدََن الصرا َط ال ُمستَِقي َم﴾‪:‬‬
‫‪ )٢‬اه ِدََن إلى ال َّصَوا ِب في شأ ِن أموِر‬

‫ال ُّدنـيَا فإَنّـها أمورةٌكثيرةٌ ونَـحتَا ُج إلى‬
‫ِه َدايَتِ َك في ُك ِل أَمر لِ َكي لاَ نَ ِض َّل ولا‬
‫نَِزَّل في أ ِي أمر‪ ،‬لا في بِ َدايَتِه وِخلاَلِِه‬

‫ونِـ َهايَتِ ِه‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫﴿اِه ِدََن الصرا َط ال ُمستَِقي َم﴾‪:‬‬
‫‪ )٣‬اه ِدََن لِنَ ُكو َن ِم َن ال ُمهتَ ِدي َن ل َّن‬
‫ال ُمهتَ ِدي َن ُه ُم ال ُمفلِ ُحو َن ِمن أَج ِل ِه َدايَتِ َك‬
‫َوتَـوِفيِق َك إَِيّا ُهم‪ .‬فَـنَسأَلُ َك الـِه َدايَةَ‬

‫والاستقامةَ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫(‪﴿ )١٨‬صرا َط الذي َن أنعم َت عليهم‪:﴾...‬‬

‫الصرا ُط المستقي ُم صرا ُط الذي َن أنع َم اللهُ‬

‫َعلَيِهم‪ .‬فإن سأل َت‪َ :‬م ِن الذي َن أنع َم اللهُ عليهم؟‬
‫قُـل ُت‪ :‬لِنَـقَرأ قوَل اللِه‪:‬‬

‫﴿َوَمن يُ ِط ِع اللهَ والَّر ُسوَل فَأُولَئِ َك َم َع الذي َن‬
‫أَنـَع َم اللهُ عليهم ِم َن الَنّبِيِيَن وال ِص ِديِقيَن‬
‫والشهداِء وال َّصالِـ ِحـيَن‪( ﴾...‬النساء‪)٦٩ :‬‬

‫"ِمن" هذه‪ :‬بَـيَانَِيّةٌ‪14 .‬‬

‫(‪...﴿ )١٩‬غيِر الـ َمغ ُضو ِب عليهم‪:﴾...‬‬

‫أي‪ :‬غَيِر ِصَرا ِط الـ َمغ ُضو ِب عليهم وُه ُم اليَـُهوُد‬

‫الذي َن يَـعلَ ُمو َن الح َّق غَيَر أَنّـُهم يَكتُ ُمونَه ولا‬
‫يُـؤِمنُو َن َِبلَتّـوَراِةكلِها ولا يَـع َملُو َن بِ َش ِريعِة ُمو َسى‬

‫عليه السلام‪ .‬هذا بِ َسبَ ِب َح َس ِد ِهم أ َّن ُمـ َح َّمدا صلى‬

‫الله عليه وسلم َر ُسوُل اللِه‪.‬‬

‫﴿إ َّن الذي َن َكَفُروا ِمن أه ِل الكتا ِب وال ُمش ِركِيَن في‬
‫‪15‬‬
‫ََن ِر َج َهَنّ َم‪( ﴾...‬البينة‪)٦ :‬‬

‫(‪...﴿ )٢٠‬ولا ال َّضالِـيَن﴾‪:‬‬

‫لا هذه زائدةٌ لتوكي ِد النفي والنف ُي هنا‪" :‬غير"‪،‬‬
‫فالمعنى‪ :‬وغَيِر ِصَرا ِط الضاليَن‪ .‬وال َّضالُون هم‬
‫الَنّ َصاَرى الذي َن يُِري ُدو َن الح َّق غيَر أََنّـُهم يَ ِضُلّو َن‪.‬‬
‫وِمن أسبا ِب َضلاَلتِِهم غُلُُّوُهم في ِدينِِهم فَأَبطَلُوا‬

‫الَتّـوِحي َد‪.‬‬

‫﴿لقد َكَفَر الذي َن قَالُوا إ َّن اللهَ َثلِ ُث ثَلاَثَة‪ ،‬وما‬
‫ِمن إله إلَاّ إلهٌ واح ٌد﴾ (المائدة‪16 )٧٣ :‬‬

‫انظر‪" :‬التفسير الميسر"‬


Click to View FlipBook Version