ملف خاص في الذكرى العشرين لغزو العراق

1

2 ملف خاص توطــــئة: ش إن الحرب على الع ارق قد نت لغايات وأسباب عريضة، ال تقتصر على تغيير النظام أو التخلص من أسلحة الدمار الشامل، بل إنها تنصب بالدرجة األولى على ترسيخ الجهود الرامية إلى تكريس تفرد الواليات المتحدة بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم والقادرة عسكرية واقتصاديا على قهر أي دولة أو أمة أو شعب تسول له نفسه معارضة الهيمنة األمريكية. الحرب على العراق هي ببساطة الخطوة األولى في تنفيذ خطة عدوانية واسعة وقديمة ضد العالم العربي، من أجل إعادة تشكيل العالم العربي لتأمين بقاء وهيمنة )إسرائيل( وتوسيع قوتها. و هي الهدف عت بعناية تنتهي بالقضاء على دول عربية ض المرحلي األول من خطة و سالمية عن طريق االحتالل العسكري أو عن طريق إخضاعها والتحكم بها بواسطة القوة وا العسكرية والسياسية األمريكية )بالتعاون مع إسرائيل(. إن الحرب على العراق وخطة السيطرة والهيمنة على الشعب العربي هي تنفيذ للحلم الصهيوني التاريخي بإنشاء "إسرائيل الكبرى" بصورة عصرية ومعدلة لكي تتوافق مع رغبات

3 شركات البترول العالمية، والمستعدة بدورها للمساهمة في السيطرة على الدول العربية المنتجة للبترول بالمشاركة مع إسرائيل. الحرب على العراق وضعتها ونسقت لها شبكة صغيرة ولكنها ذات نفوذ واسع من عناصر صهيونية يمينية متطرفة، أطلقت على نفسها لقب "المحافظو ن الجدد"، وتسيطر هذه الشبكة على المستويات العليا في حكومة بوش، وبمهارة فائقة تتلقى الدعم والتأبيد من أشخاص ومنظمات ومعاهد فكر ومطبوعات وغيرها من المؤسسات والهيئات المترابطة والتي تشاركها في الميول واألفكار وتتصل في النهاية بقوى الليكود في )إسرائيل(. وتعالت أصوات في الداخل األمريكي تنتقد بقوة قرار الحرب الذي اتخذته إدارة بوش، واعتبرت أن الحرب ستكون وباالً وجحيماً على كل األمريكيين. نحاول من خالل هذا الملف تسليط الضوء على بعض األصوات األمريكية التي عارضت الحرب، وفضحت النوايا الحقيقة التي تقف خلف الغزو واالحتالل. ناصر الحريري

4 ح ال ر ب ح الق ذ ح ر ة ح ع ح ل ى الع ح ر اق ص ت ر خ ا كي ِ ِخِل األ مري في الَّدا جوف اء... ِ في الوقت الذي كانت فيه القيادة اإلسرائيلية وحلفاؤها من المحافظين الجدد يدقون طبول الحرب على العراق، وقف عدد من األمريكان من مختلف األجناس واألعراق واأللوان صفاً واحداً إلبداء معارضتهم لهذه الحرب.

5 Dennis Kucinich برز النائب دينيس كوسينتش Kucinich Dennis( ديمقراطي من والية أوهايو( كأبرز المعارضين للحرب في الكونغرس، وقدم كوسينتش عددا من الحجج ضد الحرب معتب ا ر أن حجج أنصار الحرب ال تقوم على أساس، وأنها تتعارض مع السياسة األمريكية التقليدية ذلك: إن العمل العسكري االنفرادي من قبل الواليات المتحدة ضد الع ارق يعتبر عمالً غير مسوغ وغير شرعي. إن العمل العسكري المنفرد من قبل الواليات المتحدة، أو بالشراكة مع بريطانيا، يضع األمة األمريكية وللمرة األولى على درب الحرب العدوانية الملطخ بالدماء، األمر الذي يدنس ذكرى الذين قاتلوا للدفاع عن هذا البلد، ويقضي على الشرعية األخالقية للواليات المتحدة حول العالم، وسيقوض استقرار منطقة الخليج الفارسي ومنطقة الشرق األوسط. إن سياسات العدوان ال تليق بأي أمة ذات ثقافة ديمقراطية، ضحت بأبنائها وبناتها في سبيل المحافظة على تلك الديمقراطية.

6 إن السؤال ليس ما إذا كانت الواليات المتحدة تمتلك القوة لتدمير العراق والقضاء على صدام، بل السؤال هو ما هو الشيء األساس الذي ستدمره وتقضي عليه في الواليات المتحدة بادعائنا امتالك الحق باستخدام القوة بحسب ما تمليه علينا أهواؤنا. إن أمريكا ال تستطيع أن تكون، وليس من واجبها، أن تكون شرطي العالم. إن أمريكا ال تستطيع وال ينبغي لها أن تحاول انتقاء وتعيين زعماء األمم األخرى، وال ينبغي الضغط على أمريكا وعلى الشعب األمريكي لتسخيرها الخدمة المصالح النفطية الدولية وتجار السالح. إذا سارت الواليات المتحدة في تنفيذ سياسة الضربة األولى، فإننا نكون قد حملنا على عاتقنا وز ارً تاريخياً بارتكاب مخالفة القانون الدولي، ونكون قد تخلينا عن أي دور أخالقي تبو أناه في السابق. وقال كوسينتش الذي لم تردعه مخاوف اتهامه بعدم الوطنية بسبب موقفه المعارض للحرب: إنني أدعم الجنود، ولكن هذه الحرب هي حرب غير شرعية وخاطئة، إنني ال أدعم هذه المهمة، وسوف أصوت ضد موازنة الحرب في العراق، إن هذه الحرب تحصد جنودنا وتحصد أرواح المدنيين العراقيين، ويجب إنهاؤها اآلن. لقد كانت هذه الحرب حرباً غير عادلة، عندما بدأت قبل أسبوعين، وهي ما ز الت غير عادلة اآلن... يجب على الواليات المتحدة أن تخرج من العراق اآلن، وأن تحاول حقن دماء جنودنا ودماء العراقيين. إن إنهاء الحرب اآلن واستئناف عمليات التنقيب عن األسلحة سوف ينقذ سمعة أمريكا في العالم. إن الخطر األكبر الذي تواجهه أمريكا في الوقت الحاضر هو اإلرهاب، وهو ما سنحصل على المزيد منه من هذه الحرب.

7 Robert Byrd لم يكن كوسينتش المسؤول األمريكي الوحيد الذي اتخذ موقفا علنيا معارضا للحرب، ولكنه كان أكثرهم ص ارحة وأعالهم صوتا ، وفي اللحظات التي بدأت فيها القوات األمريكية هجومها على العر اق ألقى السيناتور روبرت بيرد Byrd Robert( ديمقراطي من والية فرجينيا الغربية( وهو أقدم سيناتور في المجلس، وزعيم سابق للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ألقى خطابا الذعا من منصة المجلس، معلنا أن الحرب تتعارض كليا مع السياسة األمر يكية التقليدية، وجاء في خطابه:

8 إنني اليوم أبكي على بلدي، لقد شاهدت أحداث األشهر األخيرة الماضية بقلب يعتصر ألماً. لقد تالشت صورة أمريكا، الدولة القوية الخيرة المحبة للسالم. إننا ننادي بمبدأ جديد من الحرب الوقائية يفهمه القليل ويخشاه الكثير ون. إننا نقول بأن الواليات المتحدة تملك الحق في توجيه قوتها العسكرية إلى أي زاوية في العالم لمجرد اشتباهنا بأنها يمكن أن تكون متهمة في الحرب على اإلرهاب. إننا ندعى امتالك هذا الحق دون أي إقرار من المجتمع الدولي، ونتيجة لذلك، أصبح العالم اليوم أكثر خطورة. لقد ز هو نا بمكانتنا كقوة عالمية بط ارً وكبرياء. منذ متى كنا أمة تتجاهل أصدقاءها؟ متى قررنا المغامرة في تقويض النظام العالمي وتبني توجه راديكالي متطرف وضيق األفق في استخدام قوتنا العسكرية؟ كيف يمكننا أن نتخلى عن الجهود والمساعي الدبلوماسية؟" من الواضح أنه وعلى الرغم من أن سياسات المحافظين الجدد قلما تعكس تفكير وتوجه غالبية األمريكيين من مختلف مشاربهم السياسية، إال أنهم يمثلون نمطا معينا من الفلسفة، وهو نمط يرتبط بال شك ارتباطا وثيقا باألجندة اإلمبريالية لمتطرفي حزب الليكود اإلسرائيلي.

9 Andrew Bacevich ومن بين المقاالت الالفتة والمميزة التي نشرتها مجلة بيوكانان، ما كتبه أندرو باسيفيتش، وهو لواء متقاعد في الجيش األمريكي و عمل أستاذا للعالقات الدولية في جامعة بوسطن. وقد لخص أندرو باسيفيتش في تحليل محدد ما تشكله اإلمبريالية األمريكية بقوله: أصدر البيت األبيض في أواخر سبتمبر من عام 2002 تقري ارً يتضمن استراتيجية حكومة بوش لألمن القومي، ولكن هذا التقرير توارى عن األنظار في خضم المناقشات الحادة حول تغيير النظام في بغداد، ويشكل هذا التقرير بياناً للطموحات األمريكية في الهيمنة على العالم في حقبة ما بعد الحرب الباردة. وفي هذه االستراتيجية تعبر الحكومة بصراحة عن نيتها لتكريس الهيمنة العسكرية األمريكية وعن استعدادها –بل وتشوقها –الستخدام القوة في تشكيل النظام الدولي. هذه االستراتيجية الجديدة تضع المواجهة الوشيكة مع صدام حسين في إطار أوسع، حيث تكشف عن أن اإلطاحة بالرئيس العراقي هي فقط الخطوة الثانية في مشروع ضخم تسعى الحكومة إلى تنفيذه تحت ستار الحرب على اإلرهاب، ولكنه يهدف في النهاية إلى إعادة تشكيل العالم وفق النموذج األمريكي.

10 وبناء على ذلك، فإن المفهوم األساسي الثاني في استراتيجية األمن القومي للواليات المتحدة هو اعتراف صريح وتأييد لعسكرة السياسة الخارجية األمريكية على نحو عدواني، وبصيغة أكثر صراحة، يمكن القول إن حكومة بوش لم تعد تؤمن بأن استخدام القوة هو الخيار األخير يقي السياسة األمريكية، بل تعتبر أن استخدام القوة العسكرية األمريكية هو الوسيلة األكثر فعالية في تطبيق تلك السياسة –وهو المجال الذي تمتلك فيه الواليات المتحدة مزية ال ينافسها فيها أحد. وتبدأ هذه االستراتيجية بالمقدمة القائلة بأن "الهجوم هو أفضل وسائل الدفاع" ثم تشرع في توضيح كيف ينوي الرئيس بوش استغالل هذه المزية إلى أقصى حد ممكن وذلك بعمل شيئين: أوالً: سوف يوسع من قدرات القوة التنبئية العالمية للواليات المتحدة، وعلى الواليات المتحدة أن تزيد من إنفاقها العسكري أكثر بكثير مما تنفقه اآلن، مع العلم أن نفقات الدفاع في الواليات المتحدة تساوي تقريباً ما تنفقه دول العالم مجتمعة. والهدف من هذه الزيادة ليس مواجهة خطر داهم محدد، بل إن ما تقوم به حكومة بوش هو زيادة ميزانية البنتاغون بغية تحقيق درجة غير مسبوقة من التفوق العسكري لدرجة تردع أي قوة منافسة محتملة من التفكير في اإلقدام على أي مواجهة مستقبلية مع الواليات المتحدة. وبهذا تتمكن الواليات المتحدة من تأمين واستدامة مركزها كقوة عظمى منفردة، وستتالشى اعتبارات تتبع نوايا الدول القوية، وتنفرد دولة واحدة بتوجيه دفة القيادة. ثانياً: إن استراتيجية الدفاع الوطني بتبنيها مفهوم الدفاع عن النفس الوقائي، فإن الرئيس بوش يكون قد ادعى للواليات المتحدة الحق باستخدام القوة ألهداف وقائية وبمحض إرادتها المنفردة وبحسب ما تمليه عليها مصالحها.

11 وهذا الحق هو حق حصري للواليات المتحدة، إذ ال تسمح استراتيجية بوش للدول األخرى باستخدام الحرب الوقائية كذريعة للعدوان، وعلى عكس العمليات العسكرية المتلكئة واالنفعالية التي قام بها سلفه، فإن بوش سيعمل على استخدام القوة األمريكية على نحو فعال وبدرجة تكفي لتحقيق نتائج سريعة وحاسمة، وهو ما يعني تعاظم فرص القيام بعمليات عسكرية ضد اإلرهابيين وضد الدول المارقة وفاعلي الشر بكافة ألوانهم وصورهم. وال تتوقف استراتيجية حكومة بوش حول األمن القومي لتعاين ما إذا كانت قدرات مكانيات األمة تكفي للوفاء بهذه المهمة العظيمة وا ، لى أي مصير ستقود البالد وا ، إن االدعاء بأن الهيمنة األمريكية على العالم هي أمر ضروري وحميد و انه يمكن االطمئنان إلى أن واشنطن ستستخدم مذهب بوش الوقائي، بحصافة ورشد، يسقط من االعتبار أن هذه االستراتيجية ال تضع في اعتبارها إمكانية أن يكون لآلخرين نظرة معاكسة. والحقيقة هي أن ما يسمى نخبة السياسة الخارجية األمريكية، وبغض النظر عن انتماءاتهم األيديولوجية والحزبية، ال يمكنهم أن يفكروا بمصطلح بديل عن القيادة العالمية وهو تعبيرهم المجازي المفضل بدال من اإلمبراطورية العالمية. إن باسيفتش ال يقف وحيدا حيال هذا، فهناك الكثير ممن عبروا عن مخاوف مشابهة من االندفاع الجديد نحو اإلمبراطورية األمريكية. وفي مقال نشرته مجلة مذر جونز، ردد الكاتب تود غيتلين ما عبر عنه باسوفيستش. واستشهد غيتلين بوثيقة سياسة حكومة بوش وتابع يقول: "إن هذه الوثيقة لم يقصد منها مجرد التخويف، إنها تعبر عن نهج إمبريالي عالمي، كما كانت حال روما عندما كانت روما تهيمن على العالم، إن مدى هذه السياسة الجديدة

12 مرعب ومخيف، لقد كان هناك أجزاء كبيرة من العالم لم تستطع روما أن تصلها، أما مذهب بوش فإنه ال يقف عند أي حد. وأمريكا بموجب هذا المذهب تعرف متى يظهر الخطر دون أن يطلب منها تفسير كيف عرفت ذلك، أو أن تكون مقتنعة فيما تعرف. إن هذا المبدأ يشدد على كل ما هو مريح ويغفل ذكر أي خطر من اإلمبراطورية -إنه يتجاهل تكلفة ومصاريف الحرب واالنتشار غير المحدود للقوات العسكرية. وال يعترف بأن الغطرسة والتهور ستساعد في تجنيد وتعبئة مزيد من اإلرهابيين، ويتناسى أن اإلمبراطوريات جميعها تنتهي بالزوال: ألنها باهظة التكلفة، وتصنع أعداء كثر، وتحفز قيام إمبراطوريات جديدة مناوئة. إن اإلمبرياليين الجدد يعتقدون أنهم يختلفون عن البقية، والمشكلة هي أن اإلمبراطوريات كلها تظن ذلك. ويختم غيتلين مقالته بالقول بأن الحكومة األمريكية "مصرة ومصممة على اإلمبراطورية وقد أعلنت عن ذلك بكل وضوح ودون أي شك. وكتب الصحفي المعروف أرنولد ديبورتشنريف مقالة نشرتها صحيفة الواشنطن تايمز عنوانها: )مذهب بوش –شارون(: لقد اندمجت المصالح االستراتيجية للواليات س ارئيل في الشرق األ المتحدة وا وسط تدريجيا إلى أن شكلت مذهبا جديدا متماسكا يمكننا أن نطلق عليه مذهب بوش -شارون. إال أن هذه الحقيقة تكاد تنطمس في المناقشات الصاخبة بين المحللين الذين يلعبون دور الجنراالت الجالسين على األرائك في الحرب القادمة لتغيير نظام الحكم في بغداد.

13 لقد قدم شارون الذخيرة الجيوسياسية إلقناع السيد بوش بأن الحرب على اإلرهاب الفلسطيني مطابقة للحرب العالمية على اإلرهاب، بعد ذلك جاءت الحملة إلقناع الرأي العام األمريكي بأن صدام حسين وأسامة بن الدن كانا متحالفين في حربهما ضد أمريكا، وساعد في إذكاء الحملة الم ازعم القائلة بأن اجتماعا سريا عقد في براغ بين محمد عطا -قائد هجمات سبتمبر / أيلول االنتحارية -وضابط استخبارات عراقي في نيسان/إبريل من عام 2001 ،ومنذ ذلك الوقت أصبحت الروايات والقصص حول العالقة بين صدام حسين والقاعدة صناعة محلية رائجة. ومن الواضح أن بن الدن يأمل أن يستخدم احتالل أمريكا لدولة مسلمة حجة لتجنيد آالف من المقاتلين الجدد في منظمته. إال أن عالقة صدام -ابن الدن ال تكاد أن تكون سوى الخطوة األولى في مذهب بوش –شارون، إن الهدف االستراتيجي هو ضد استقرار الشرق األوسط. ويمكن تقصي جذور هذه االستراتيجية إلى بحث نشره عام 1996 معهد الدراسات السياسية واالستراتيجية المتقدمة، وهي مؤسسة بحث إسرائيلية. والبحث كان بعنوان: "انطالقة نظيفة: استراتيجية جديدة لتأمين المنطقة A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm وبحسب ما جاء في هذا التقرير، فإن بإمكان إسرائيل أن تشكل بيئتها االستراتيجية بدءاً عادة النظام الملكي الهاشمي في بغداد بإ ازلة صدام حسين وا ، هذه الخارطة االستراتيجية والتي تم تنفيذها بدقة على يد السيد نتنياهو وخليفته شارون -دعت إلى التخلي عن اتفاقات

14 أوسلو "التي تعفي إسرائيل من أي التزام إذا لم تقم منظمة التحرير الفلسطينية بالوفاء بالتزاماتها" وقد أخطأ ياسر عرفات بالتعاون مع إسرائيل على هذه الصفقة. ويضيف البحث قائال : "إن مطالبتنا باألرض )الضفة الغربية التي تشبثنا بها ألكثر من 2000 عام هو مطلب شرعي وعادل ونبيل" ويتابع البحث قوله "إن األساس الثابت والمتين للمستقبل لن يتحقق إال بقبول العرب غير المشروط بحقوقنا وخاصة في محيطهم اإلقليمي. وما ينبغي مالحظته هنا أن الخارطة االستراتيجية التي أشار إليها ديبورتشنريف لم تكن من نتاج المعهد اإلسرائيلي وحده، فواضعو هذه الوثيقة كانوا أمريكيين، وهم بالتحديد: ريتشارد بيرل ودوغالس فايث وجون بولتون ويديفيد ورمزر، وهم جميعا من الشخصيات البارزة التي تتولى صنع السياسات التي توجه مسير حكومة بوش االبن. يجد شارون أن الهجوم األمريكي على العراق يشكل الرافعة التي ستنتشل إسرائيل من المستنقع االقتصادي واألمني واالجتماعي الذي تغرق فيه" لماذا ذهبنا على العراق؟ وقال السيناتور األمريكي إرنست ف. هولينغز )ديمقراطي عن والية ساوث كارولينا( في مقالة نشرتها تشارلستون بوست اند كوربور، بتاريخ 6 مايو/أيار، 2004. ما هو الهدف الحقيقي الذي يموت في سبيله األمريكان في العراق؟ .... مع مقتل أكثر من 760 جنديا صابة أكثر من وا 3000 جريح بعاهة مستديمة، يتساءل الناس لماذا ذهبنا إلى العراق؟ وما السبيل للخروج من هناك؟ لقد اعترف الرئيس بوش نفسه بأن صدام حسين لم يكن له عالقة بهجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر.... وطبعاً ال يوجد في العراق أسلحة دمار شامل.

15 إن جهاز االستخبارات اإلسرائيلي، الموساد، يعرف ما يجري في العراق، إنهم األفضل، إنه يتحتم عليهم أن يعرفوا ما يحدث هناك، ألن بقاء إسرائيل يعتمد على ذلك، ولو كانت هناك أسلحة دمار شامل في العراق، أو لو أنها نقلت إلى مكان آخر لقادتنا إسرائيل إلى مكان وجودها، ذا كان الع ارق ال يشكل خط ا ر وا على الواليات المتحدة، فلماذا إذن احتالل دولة ذات سيادة؟ الجواب هو: سياسة الرئيس بوش في حماية وتعزيز أمن إسرائيل.