The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

70 العدد 70من النشرة القومية-1

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by alkaramanews11, 2023-04-12 17:16:34

70 العدد 70من النشرة القومية-1

70 العدد 70من النشرة القومية-1

إ ن ا ل ح ق ي ق ة ا ل ت ي ن ؤ م ن برهرا مرع عرمرو م م ن ا ض ل ي ح ز ب ن ا ا م ت د ا ا ل و طرن ا لرعرر بري ه ي ا ن ا ل ب ع ث ل ي س ن ظ ر ي ة ط و ب ا و ي ة مربرترو ة ة ع ن ح ر ك ة و ف ع ل ا ل ج م ا ه ي ر ، ك م ا ا ن ه ا لرير ر ن ظ ر ي ة ل و ة أ و ح ك م يف أ ٍ م ن ا ل را حرا و ، و ل ك ن ه ا ح ر ك ة ج م ا ه ي ر ي ة م ت و ا ص ل ة ت ت نرا قرلرهرا ا أل ج ي ا ل ا مل ت ع ا ق ب ة ع ب ر م خ ت ل ف و ة ا و ا ل ت ا ة ي خ ، و ه ي م ي ر ة خ ا ل د ة ت ت و ا ة ث ه ا ا أل ج ي ا ل و ت ت ع ا قرب ع ل ي ه ا ل ت م ض ي ب ر ا ل ت ه ا ا ل ح ض ا ة ي ة ل ا ا ف إ ن مرا ت و ا ج ه ه م ي ر ة ا ل ح ز ب يف عرد يرد را حرترنرا ا ل ع ر ب ي ة م ن ه ج م ا و و ع د و ا ن و ت ش و ي ه و م ز ا يرد ة ه و و ا ق ع و أ م ر ط ب ي ع ي أ ك د ه ق ا ة ح ز برنرا عربرر ت ج ر ب ت ي ا ل ح ز ب يف ك ل م ن و ة ي ا و ا ل ع ر ا ق يف ح ق ب ة ت ي ن ا و ا ل ق ر ن ا مل ا ض ي ع نرد مرا ت صرد ا ل ب ع ث ي و ن ب ا ق ت د ا ة مل ؤ ا م ر ا و ا ل ت ز ي ي ف و ا ل ت ش و يره ، و ل ك ن ه م ا ل ب ث ع ب ر ن ض ا ل ه ا ل ث و ة ا ن ف ج ر ثرو ة ة ت م و ز ا مل ج ي د ة يف ا ل عرر ا ق عرا م 7498م ا لرتري ج د و ا ل ن م و ذ ج ا ل ح ي ل ن ه ض ة ا أل م ة ا ل عرر بريرة ب ق ي ا ة ا ل ش ه ي د ا ل ق ا ئ د ص د ا م ح ي ن ة ح م ه ا ل ل ه و ة ف ا ق ه ا ل ب و ا ل ا ل ا ي ن ق د م و ا ا ة و ا حرهرم فرد ا ءً ل ل ب ع ث ا ل ع ظ ي م و ث و ة ت ه ا ل ع م ال ق ة يف ا لرعرر ا ق ا أل ب ي و ا ل ي و م ي د ة ا ل ع ا ل م م ن خ ال ل ا ع ت ر ا فرا و ق ا ة ا ل ع د و ا ن ا م م ي ا ل ث ال ث ي ن ي ا لرا قرا تره ا إل م ب ر ي ا ل ي ة ا أل م ر ي ك ي ة و ا ل ص ه ي و ن ي ة ا لرعرا ملريرة و ص ن ي ع ت ه ا ا ل ف ا ة ي ة يف ا ي ر ا ن و ا ح ت لر عربرر ا ا ط ي ل ه ا ا ل ب ر ي ة و ا ل برحرر يرة و ا لرجرو يرة ا ة ض ا ل ع ر ا ق م ن ا ا ل عرا م 0331م ي د ة ا ل ع ا لرم مرد ا ل خ و و ة ة ا ل ت ي ي م ث ل ه ا ن ظ ا م ا ل ق و ب ا ل ص ه ي و ن ي ا إل م ب ر ي ا ل ي حريرا ة ا ل شرعرو ب و أ مرنرهرا و ال م ت ه ا ، ب ل م د خ و و ة ة ه ا ا ا ل ل و ب ي ا ت ق ر ا ة ك و ك ب ن ا يف ظ ل ه ي م ن ت ه و رورو تره ع ل ي ه ب ا ل ق و ة ا ل ف ا ش م ة و ا ل ع مريرا ء ج م ا ه ي ر ش ع ب ن ا يف ا ح ة ا ة ترر يرا إ ن م ا ت ع ا ن ي ه را حرة ا ة ترر يرا يف ظرل ا ت م ر ا ة ن ظ ا م ا ي ا س ا ف و ة قري ا لرد كرترا ترو ة ا ل ا ي ت ن د ا ل ى أ ت ف و يرض شرعربري و ي خ ض ع ل ت ش ر ي ع ت و ة ، و ي ح ك م ا ح ة ا ة ت ر يرا ب ال ق ا ن و ن أ و م ؤ ا و ي م ث ل نرمرو ذ ج م شرو ه ل ل ح ك م ي ن ج م برأ حرا ل مرع ا مل ريرر ة ا ل ك ف ا ح ي ة ا ل ت ح ر ة ي ة ل ش ع ب ن ا يف ه ا ه ا ل را حرة ا ل ت ي ق ا ة ع ف ي ه ا م د ثرال ثريرن عررا مررىلع 7497-7447م ا ح ت ال ً ا ث ي و ب ي ىلع و و ه ب خ ي ر ة ا ب ن ا ئ ه ق ر ا ب ي ن و م ه ر ًا ل ح ر ي ت ه ، و ل ي س ه ا ا ف ح ب برل ا ن ل و ه ا ا ا ل ن ظ ا م ع ب ر ا لرثرال ثريرن عرا مرىلع ا مل ا ض ي ة ا ث ا ة ح ر و ب ىلع ع ب ث ي ة يف ا مل ن و ق ة و برا و ي ش ك ل ع ن ص ر ت ه د ي د أل مرن مرنرورقرة ا لرقرر ن ا إل ف ر ي ق ي ا ذ ل ي س ه ن ا جرو ا ة مرع ا ة ترر يرا ا و خ ا ض م ع ه ح ر برىلع ا برترد ا ءً برا لريرمرن و مرر و ة ًا ب ا ل و ا ن و ج ي ب و ت ي و ك ا ن ش و ط ه ا ا أل خ يرر مرع ا ل ج ا ة ة ا ث ي و ب ي ا ، و ب ح ب م ر ا ق ب ي ن ل ل و هرا ا ا ل ن ظ ا م غ ي ر ا مل ن ض ب ط ي ت و قرعرو ن مرز يرد مرن ا ل ص ر ا ع ا و ا ل ت ي ت ل ق ي ب ظ ال ل ه ا حريرا ة و ا م ن و ا ت ق ر ا ة ا ة ت ر ي ا ، هرا ا ف ضرالً عرن ا ة ترا ل ا مل ع ت ق ل ي ن و ا مل خ ف ي ي ن ق ر ا ب د و ن م ح ا كرمرا و ل ف ت ر ة ت ج ا و ز و ع ش ر ا و ا ل نريرن ه ا ا ا ل و ا ق ع غ ي ر ا ل و بريرعري يف ا ة ترر يرا ي ت و ل ب م ن ك ل قرو ا لرثرو ة ة ا مرترد ا ا ل ا ح ة ا ل ع ر ب ي ة ل ت ع ر ي ة و م و ج ه ة ه ا ا ا ل نرظرا م و م ن ه و ش ا ك ل ت ه يف م خ ت ل ف ا ل را حرا و ة ا ف ع ا ورر م ؤ ذ ي ة ل ت م ر ي ر ا ل ع د و ا ن ا ح ا ت نر ا و ي ش ك ل و ن ث ف ر ا و خ و ي ر ة م ت ق ب ل ا أل مرن ا ل ق و م ي ا ل ع ر بري ت ح ي ة ا مل ج د ل ج م ا ه ي ر ش ع ب ن ا ا لرعرر بري يف م خ ت ل ف ا ح ا ت ن ا ا ل ع ر ب ي ة يف ف ل و ي ن ا لرتري ي ت ع ر ض ف ي ه ا ش ع ب ن ا ا ل ب و ل و ا مل ج د ا ق صرى ل ه ج م ة و ع د و ا نٍ ش ر س ، و ل ب ن ا ن و و ة ي ا و ل ي بريرا و ا ل ي م ن و ه ي ت و ا ج ه ق و ا ل ه ي م ن ة و ا حرترال ل و م ن و ا ه م م ن ح و ا ض ن ا مل ش ر و ع ا إل مربرر يرا لري ا ل ص ه ي و ن ي ا ل فرا ة ري ، و ا ملرجرد و ا لرخرلرو ل ش ه د ا ئ ن ا ا أل ب و ا ل ا ل ا ي ن ع ب د و ا ط ر ي ا ل ن ه و ض و ا مل ق ا و م ة ا مل ت م ر ة مل شرا ة يرع ا لرهريرمرنررة و ا ح ت ال ل و يف م ن ا ب ة ذ ك ر ت أ ي س ا ل ح ز ب ف إ ن ن ا ن ت و ج ه ب ا ل ت ه ن ئ ة ل ق ي ا ت ن ا ا ل ق و م ي ة ا مل نرا ضرلرة و ج م ا ه ي ر ح ز ب ن ا ا ل ص ا م د و نرؤ كرد برأ نرنرا ا ل ع ه د م ا ض و ن يف ب ي ل ع ز ة و ش م و ا مرترنرا ا مل ج ي د ة


ب س م ا هلل ا ل ر ح م ا ل ر حـيـم ) و َي و م ئِ ذ ٍ يَ ف ر ح ُ ا ل مُ ؤ م ن و ن َ ب نَ ص ر ِ ا هلل ِ يَ ن صُ ر ُ مَ ن يَ شـا ء ُ و ه و َ ا ل عَ ز ي ز ُ ا ل ر َّحـيـم ( ص د ق ا هلل ا ل ع ظ يـم ا ل ر ف ي ق ا ل ق ا ئ د ا ل م ن ا ض ل ع ل ي ا ل ر ي ح ا ل سـنـهـو ر ي ا أل مـيـن ا ل ع ا م ا ل م س ا ع د ل ح ز ب ا ل ب ع ث ا ل ع ر ب ي ا ال ش ت ر ا كـي حـفــظــكــم ا هلل و ر ع ا كـم ا ل ر ف ا ق ا ع ض ا ء ا ل ق ي ا د ة ا ل ق و م ي ة ح فـظـكـم ا هلل و ر عـا ك م ف ي ي و م ا ل س ا ب ع م ن ن ي س ا ن ا ل خ ي ر و ا ل ب ر ك ا ت ، ذ لـ ا لـيـو م ا ل ت ا ر ي خ ي ا ل خ ا ل د ، ي و م م ي ال د ح ز ب ن ا ا ل ع ظ ي م ، ه ذ ه ا لـمـنـا سـبـة ا ل ع ز ي ز ة و ا ل غ ا ل ي ة ع ل ى ق ل و ب ن ا و م ع ن ا ك ل مـنـا ضـلـي ا لـبـعـث و ج م ا ه ي ر أ م ت ن ا ا ل ع ر ب ي ة ا ل م ج ي د ة ، ن تـقـد َّم ا لـى سـيـا د تـكـم ر ع ا ك م ا هلل ب ا س م ي و ا ل ر ف ا ق ف ي مـكـتـب ا لـثـقـا فـة و ا ال عـال م ا ل ق و م ي ب أ ح ر ِّ ا ل ت ه ا ن ي و أ س مَ ى ا ل تَّ ب ر ي كـا ت فــي ذ كــر ى هــذ ا ا ل ي و م ا أل غـر ّ. ك نَّ ه ي و م ٌ ع ظ ي م ٌ م ن أ يَّ ا م ا أل م ة ا ل خ و ا ل د ، أ ط ل َّ عـلـى أ بـنـا ء ا ل ع ر و ب ة ف ا س ت ق ب ل و ه ب ف ر ح ٍ غ ا م ر ٍ ي م ت ا ل ن ف و س و ا ل ق ل و ب ، و ب أ م ل ٍ و ث ق ة ٍ ا ح ت ض ن و ه ل ل خ ال ص مـن هـمـو م ا أل مـة و مـعـا نـا تـهـا و آ ال م ه ا ا ل ت ي تَ س بَّ ب ب ه ا ا ال س ت ع م ا ر ا ل غ ر ب ي و ت و ا ب ع ه . و ف ي ه ذ ا ا ل ي و م ا ل ع ظ ي م ش ر ع ت ا أل م ة ف يـه و مـن خـال لـه بـا سـتـعـا د ة م ك ا ن ت ه ا و م ن ز ل ت ه ا و ق ي م ت ه ا ا ل ح ق ي ق ي ة ا ل ر فـيـعـة و ا لـر ا قــيــة ب ي ن أ م م ا أل ر ض و ش ع و بـهـا . ف ي ه ذ ا ا ل ي و م ا أل غ ر ّ أ يُّ ه ا ا ل ر ف ي ق ا لـقـا ئـد حـمـا كــم ا هلل ، ت ح د َّى ا ل ب ع ث ك ل َّ أ ع د ا ء ا أل مـة فـي ا لـخـا ر ج و ا لـد ا خـل ، مــن ا س ت ع م ا ر ٍ و ا س ت غ ال ل ٍ و ظ ل م ٍ و ا ض ط هـا د ٍ أ جـنـبـي ، و نـجـح فــي ا ك ت س ا ح ك ل ّ ا أل ف ك ا ر ا ل ش ع و ب ي ة و ا ل ع ن ص ر ي ة و ا ل مـتـطـر ّفـة فـي ا ل د ا خ ل ، و ا ك ت ش ا ل ع ال ج ا ل م ن ا س ب ل م ع ض ال ت ا أل م ة ، و ا لـحـلـو ل ا ل ن ا ج ع ة ل ك ل ِّ م ش ك ال ت ه ا . ك نَّ ه بـحـق ٍّ يـو م تـأ كـيـد ا أل قـتـد ا ر و ا ل تَّ ط م ي ن و ا ل ث ق ة أل ب ن ا ء ا أل م ة ا ل غ يـا ر ى ، أ ر ا د ه سـبـحـا نـه أ ن ي ك و ن ع ل ى ي د م ف كِّ ر ٍ و ف ي ل س و ف ٍ و م ن ا ض ل م خ ل ٍ مـن أ بــنــا ء ه ذ ه ا أل م ة ا ل غُ ر ّ ا ل م ي ا م ي ن ، ف ك ا ن ه و ا ل ق ا ئ د ا ل م ؤ س ِّـس أ حـمـد م ي ش ي ل ع ف ل ق ر ح م ه ا هلل ، و مِ ن ب ع د ه ر ف ا ق ه ا ل م ن ا ض ل ي ن ا ل ذ يـن س ي ك م ل و ن ا ل م س ي ر ة ا ل ن ض ا ل ي ة ، و أ ن ت م ا ل يـو م فـي مــقــد مــة ه ؤ ال ء ا ل ر ِّج ا ل و م ع ك م ر ف ا قـكـم فـي ا لـقـيـا د ة ا لـقـو مــيــة ا ل ر ش يـد ة . و ك م ا ك ا ن ا ل س ا ب ع م ن ن ي س ا ن ي و م ا ل و ث ب ة ا ل ع ر ب ي ة ا ل ك بـر ى ب ا ت ج ا ه ا ن ب ع ا ا أل م ة ، و ب ع ث ه ا م ن ج د ي د ، ك أ م ة ح ي َّـة فــا عــلــة ب ي ن ا أل م م ، ه ا ه م ر ف ا ق ك م ا ل ي و م و م عـهـم جـمـا هـيـر ا أل مــة ي و ا ص ل و ن ا ل ن ض ا ل ا ل ض ر و س ف ي م خ ت ل ا ق ط ا ر ا ل و ط ن ا ل ع ر بـي ر غ م ج س ا م ة ا ل ت ح د ي ا ت ، ب ا ذ ل ي ن أ غ ل ى ا ل ت ض ح يـا ت لـمـو ا صـلـة م س ي ر ة ا ل ب ع ث ا ل ص ا ع د ة ف ي س ب ي ل ت ح ق ي ق أ ه د ا ف ه ا لـقـو مـيـة و ا ال ن س ا ن ي ة ا ل ن ب يـلـة . ن ب ا ر ل ل ك م أ يُّ ه ا ا ل ر ف ي ق ا ل ق ا ئ د ي و م ا ل تـأ سـيـس ا لـخـا لـد ، و ن س أ ل ه ت ع ا ل ى أ ن ي ح ف ظ ك م و ر فـا قـكـم فـي ا لـقـيـا د ة و كـل ا ل ت ن ظ ي م ا ت ا ل ح ز ب ي ة ، و ك ل ع ا م و ح ز ب ن ا ا ل ع ظ ي م و أ م ت ن ا ا ل ع ر ب يـة ا ل م ج ي د ة ، ت ج د ِّد ح ض و ر ه ا ا ل ح ي ّ م ن خ ال ل م و ا ص لـة عـنـفـو ا ن ن ض ا ل ه ا ا ل ت ح ر ر ي ع ل ى ط ر ي ق ت ح ق ي ق و ح د ت هـا و نـهـضـتــهــا و ت ق د م هـا . ا ل ر ف ي ق م س ؤ و ل م ك ت ب ا ل ث ق ا ف ة و ا ال عـال م ا لـقـو مـي ف ي ا ل س ا ب ع م ن ن ي س ا ن لـعـا م 2123م إصدارات مكتب الثقافة واإلعالم القومي برقية تهنئة وتربيكات اىل الرفيق القائد املناضل علي الريح السنهوري االمني العام املساعد حلزب البعث العربي االشرتاكي من مكتب الثقافة واالعالم القومي .مبناسبة ذكرى ميالد حزبنا العظيم حزب البعث العربي االشرتاكي


الكل العربي يعي من أن الوطن العربي سرة العالم منـذ أن بدأت الحضارة اإلنسانية بمختل الفرو المعبرة عـنـهـا، وبخاصة منها ما عرفه هذا العالم من تحوالت، ويـعـي هـذا الكل من أن االنتقال في التاريخ البشري من مرحلة كلي أخرى كان كما بفعل بائن لهذه المنطقة، أو تحت رد فعل يعارضها أو تحت طائلة صرا االخرين لالستفراد ب دارتها. بعضهم يطلق عليها بجسر التطور الـبـشـري بصـيـغـة التسقيط البائن لفعل أبنائها كما يسقطون عـنـهـا صـفـة المركز ويصنفونها على كونها مـحـيـط حـد اعـتـبـارهـا " كومونات غير مترابطة بما يعنيه ذلـ مـن مـجـال قـابـل للتنافس بين القوى ومراكز القرار العالمي". مقابل تـأكـيـد أبنائها على أنها منطلق التطور وتحقيق انسانـيـة اإلنسـان عامة مستندين في رؤيتهم على أن كل اإلشراقات اإلنسانيـة واقتراب اإلنسان من انسانيته في صيغة سلـول أو أفـعـال، وعبر كل مراحل التاريخ القديم و الـوسـيـط و الـحـديـث و المعاصر منه لم يتحقق اال في المحطات التي حققت فـيـهـا هذه المنطقة حمايتها الذاتية اعتمادا على فعل أبـنـائـهـا ، وحضور ارادتهم . ومن أن اندحار اإلنسانية كن كان قيـمـا أو سلوكا كان لهذه المنطقة، وتراجع ارادة أبنائها على الفـعـل الجماعي الظاهرة التي استشرت و طبعت واقعـهـا الـيـوم . واقع تجاو في عدميته واقع أبنائها في الـنـصـ األول مـن القرن العشرين ليدفع بالعديد من أبنائها الى صيـغـة رؤي بحلول بائنة تستهدف اإلنقاذ في الجانب األول و في الجانـب الثاني اعادة النهوض مستحضرة ارثها الحضاري في جوانبـه المشرقة... و لعل أبر من مثل ذل األستاذ احمد مـيـشـال عفلق مؤسس البعث رحمه اهلل الذي حدد العالمـة الـعـربـي "محمد العابد الجابري" في دراسة له فكـره مـن أنـه فـكـر شمولي ذا نظرة فلسفية لتمور مما يجعله صاحب مذهب ال بل رسالة عنوانها " بعث النموذج المحمدي الحامـل رسـالـة العرب". رسالة مثلها تأسيس البعث في السابع من أفـريـل سنة 1946. 1-تأسيس مثل االنتقال المنظم و الواعي لهذه الـرؤيـة الشمولية لتمة العربية و موقعها اإلنسـانـي مـن حـيـزهـا النظري بصيغة اإليمان الغير منفصل علي محيطه كلى حالـة مادية فاعلة اقتضتها طبيعة واقع العرب، و ما يفترضه مـن رد موضوعي يستوجب الحل بما يجعل منهم حالة منسجـمـة مع ارثهم التاريخي في جانب و في جانبه الثاني بمـا يـؤشـر لهم الخلل الذي يجدون فيه أنفسهم حاضرا و بـمـا يـؤشـر لهم ثالثا سبل استعادة أنفسهم مـعـنـويـا و مـاديـا فـي مستقبلهم. 2-تأسيس أشر الضيا الذاتي و الجماعي للعـرب كـذوات أفقدها توا نها و جعلها ذات مفتوحة أمام اتجاهين ال غـيـر كما مرتدا منغلقا و متدحرجا للوراء ليعمق الضيا أو قـافـزا متشبثا بالتقليد لتجارب األمم األخرى بما يجعل األمة و فـي كال االتجاهين أمة تق على قارعة طريق الفـعـل اإلنسـانـي تماما كاألشجار المثمرة على حافة مسارب طـرق الـرعـاة أو المارة من األمم األخرى كل يأخذ منها حسب حاجته كن كـان ثمارا أو أغصانا حد تقشير نسغها بما يجعلهـا أمـة عـرضـة لالندثار و التالشي. 3-تأسيس جعل من قيم رسالة األمة العربية في بعثـهـا األول عنوان فعله المادي بصيغة الرد علي الواقع الفـاسـد و منطلقا تربويا في تحقيق االنقالب على الذات الخاصة لـكـل عربي بما يمكنه من االتصال روحيا بماضـيـه دون االرتـداد المتدحرج للوراء أو القفز الشكلي كلى تـجـارب أمـم أخـري و نقلها في ظاهر فعلها دون مراعاة واقع األمة و ما يـخـتـزنـه موروثها و طبيعة موقعها المعاصر في نـظـر غـيـرهـا مـن األمم المنقول عنها. أمم لم تحقق ما حققته كال بالربط بيـن ماضيها و حاضرها دون االنفصال عن مقتضيات العصر. 4-تأسيس أشر علّة الواقع العربي التي تلخصها الـنـظـم العربية القائمة و عالقتها بالجماهير من ناحية و طـبـيـعـة فعلها آنذال، ليقترن بالدعوة كلى بناء نظام سياسي شعـبـي رؤية و فعال ملتصق بالجماهير العربية ومستجيبا لحاجاتـهـا في العدل و المساواة و الوحدة، وفي أعلـى هـرم الـحـاجـات تحرير األرض ليس من بقايا االستعمار فحسـب وكنـمـا مـن ذيوله وتابعيه من الفاسدين لما يمثلـونـه مـن نـوافـذ ال تسهل التدخل األجنبي فقط و كنما لما يمثلونه مـن كدامـة لحاالت الضيا بصيغة الفكر و السلول معنويا و من أجـهـزة ونظم موا ية تعمل بصيغ مـتـعـددة ألجـل بـقـاء الـدولـة والسلطة فاسدة. 5-تأسيس أفضى بعد عقدين من الزمن كلـى االنـتـقـال من صيغة الخطاب و التأطير الشعبي كلى التجربة الميدانيـة في القطر العراقي و خلق تجربة ميدانية امتددت بفعلها يف ذكرى تاسيس حزب البعث العربي االشرتاكي ال حترير لالرض وحتقيق االستقالل اال بالكفاح الشعبي املسلح للكاتب يوغرطة السمريي – تونس .


المشرق طيلة ثال عقود من الزمن و مثلت ألق األمـة فـي النهوض تجربة ضربت من الخارج نتيجة نجاحاتها فـي جـل الميادين، رغم ما يؤشر البعث فيها من نقائ لم تغب عنه و لم يدعي أنها التجربة المكتملة، و لكنها الـتـجـربـة الـتـي حصنت العرب في أمنهم و لم تحصن نفسها منهم باعتـبـار أنهم جزء من فعلها. تجربة بصيغة المثال الذي يبكيـه كـل وطني شري و سيبقي العـرب يـبـكـونـهـا طـالـمـا أنـهـم يتعاملون مع واقعهم من خالل رؤية ال تتجسد قيم أمـتـهـم كما أشرتها رسالتها الخالدة معنويا و فكريا كمـا حـددتـهـا كستراتيجية البعث كخالصة فيما تمثله األهداف التي رفعهـا، و لن يحصدون كال الوقوف على قارعة طريق الفعل الحضـاري ل نسانية كذا ما بقوا يناقشون الظواهر المفعّلة على حساب الظواهر التي تتهدد هويتهم الجامعة ليضيفوا بـفـعـلـهـم هذا أرضية جديدة تتوه األمة العربية من خاللها فـي أوحـال أ قة سوداء من الطائفية والمذهـبـيـة و الـعـشـائـريـة.. و يقضون بذل علي ما امتلكوه من مقومات الدولة الحديـثـة حتى في صيغها الشكلية. 7-تأسيس مرّ عليه سبعة عقود ودخلنا النص الثاني من العقد الثامن وها أننا نعود و بعد ان النكسة الثانـيـة الـتـي يؤشرها احتالل العراق و ناتجه " الربيع الكولونيـالـي " كلـى ذات الظروف الموضوعية التي أوجدت البعث بصـيـغـة الـرد الموضوعي لتمة على ما يتقصدها في وجودها ال بـل فـان الصور و المشاهد أكثر قسوة و أكثر كيالمـا، و أكـثـر فـعـال تخريبيا للنظم مما كانت عليه عند التأسيس بما يؤكـد مـن جديد صحة وأصالة رؤيـة الـبـعـث الـعـربـي الـذي أخـتـط كستراتيجية جذرية للخالص حددت أسس وقوانـيـن الصـرا بيننا وبين أعداء أمتنا. و ليعلم كل من ال ال عقله متشـبـثـا بشيطنة البعث من تستهويه خطابات التزل الفكري " مـن كن الفكر يغني نفسه ويتطور مع تل الصلة الحية والدائمـة مع الواقع كما يجسده ويتفاعل معه الـتـنـظـيـم والـحـزب. فاإلنسان كذن ليس بحاجة ليطلع على كل ما هو تفـصـيـلـي وشامل ليغدو مؤمنا وكنما حسبه كن يطلع على اللبنة األولـى أو على ما يتضمنه خط البداية من أفكـار لـيـأخـذ اإليـمـان مجراه، كن اإليمان يسبق المعرفة بل هو الدافع كلـيـهـا كذن فان خط البداية أو الينبو األول لمجرى اإليمان الذي يفضي كلى الهداية هو النموذج وهكذا تبدأ الحياة بخط لـلـبـدايـة صحيح وبنموذج صادق ومؤمن ومضحي ومن ثم الشـجـاعـة فالشجاعة عند األنبياء مصدرها اإليمان وعلى هـذا األسـاس من كشعا هذا النموذج كانت المجتمعات المؤمنة تتكون. و لكون واقع البعث لم يكن السلطة في ذاتها بـقـدر مـا هـي مصلحة الشعب و األمــة العربية سواء في القطر الـواحـد أو الوطن الكبير."* يبقي مرجعية األمة و كـل مـن يـتـقـصـد صادقا اعادة الفعل الهادف نهوضها و حمايتـهـا و احـتـالل موقع الفاعل في التاريخ ال المفعول بها. وكذ رأينا مباشرة مع احتالل العـراق و اسـقـاط نـظـامـه الوطني المقاومة العراقية الباسلة و بكل فصائلها و البـعـث عمودها الفقري و هي تدخل سنتها الواحـدة و الـعـشـريـن وهي تستخدم اساليب متعددة في فعلها باكتمال الـتـالحـم بين الفعل المسلح الذي أجبر قوي الشر و الحرب و الـدمـارـ الصهيوـ أمريكية على االنسحاب و تسليم العراق لـذيـلـهـم اإلقليمي األكثر نذالة وخسة اسالمـويـو الـطـائـفـيـة دعـاة المظلومية بقيادة الولي السفيه مع الفعل النضالي بصيغـة حرال شعبي متصاعد دخل عامه الرابع لكنس الذيل اإليراني ومليشياته الوالئية المجرمة .. من ناحية و من ناحية اخـري تمرد نضالي ألبناء الشعب الفلسطينـي عـلـى مـن يـدعـي تمثيلهم بتأشيرهم المبدئي من ان تحرير األرض و كـنـس األعداء و المحتل ال يتم من خالل التفاوض و انت الضعي و ال من خالل التظاهر السلمي و استجداء التعاطـ اإلنسـانـي لمعرفتهم من التعاط اإلنساني المحكوم بـمـبـدأ الـكـيـل بمكيالين ال يقود اال الى التفريـط فـي األرض و الـقـبـول باإلذالل . ومن ناحية ثالثة تنامي وتيرة الفعل الـنـضـالـي ألبـنـاء األحوا و حضورهم البائن في انتـفـاضـة الشـعـوب الـغـيـر فارسية في دولة الولي الفقيه ... مـظـاهـر نضـال تـبـشـر بوالدة تجربة جديدة للفعل الوطني و القومي و اإلسـالمـي المستقل و الجامع، فعل يفرض علي كل عربي أن يكون لـه فيه دورا مساندا حسبما يتحو عليه من كمكانـات و قـدرات على طريق والدة األمــــة العربية المستقـلـة و الـمـتـحـررة بصيغة واقع معام ليس لنا فحسب و كنما لتجيال القـادمـة أساسا. تحية اجالل و احترام لمن صاغ النظرية الشمولية للفـكـر العربي الثوري األستاذ احمد ميشال عفلق تحية اجالل وتقدير لمن أرسي لها الفعـل الـتـطـبـيـقـي الشهيد صدام حسين و رفاقه الميامين من حـمـوا الـفـعـل النضالي من بعده. تحية لشهداء البعث في كل الوطن الـعـربـي و شـهـداء اآلمة في كل أقطارها العزة للمقاومة في العراق و فلسطين و األحوا


في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي االشتراكي في ذروة تكالب االستعمار الغربي على األمـة الـعـربـيـة بُعَيد مرحلة االحتالل العثماني لبالد العرب في أواخر الـقـرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تبلور عن هـذا الـوجـود االستعماري عددٌ كبيرٌ من األفكـار واألحـزاب والـجـمـعـيـات القومية. وكان دُرَّة هذه األفكار وتاجها ما جاء بـه الـمُـفـكِّـر والفيلسوف العربي األستاذ أحمد ميشيل عفـلـق مـن فـكـرٍ قوميٍّ عروبيٍّ وحدويٍّ تقدميّ، فكانـت والدة حـزب الـبـعـث العربي االشتركي في السابع من نيسان لـعـام1946م. ولـم يكن تأسيس البعث حالة اعتيادية كما هو حال بقية األحزاب القومية والنخب العربية المثقفة، التي لم تكن تـنـظـر الـى مفهوم األمة وسعيها نحو االستقالل والسيادة على نفسـهـا وقرارها كلّا بنظرة هامشية، على العكس من ذل كان البعث وهو الحركة القومية األكثر ايماناً وجديَّة وتفاعالً مع تـاريـخ األمة وتراثها المجيد، من أجل تحقيق وحدة األمة وحريَّـتـهـا واستقاللية قرارها السياسي، وفي تَبنِّيه رسالتها االنسـانـيـة الخالدة. فقد جاء التأسيس بعد معاناةٍ وآالمٍ وأوجا ٍ أحـاطـت بالقادة المؤسسين وخاصة القائد المؤسِّس وملَكَـت عـلـيـه نفسه، وبعد كمٍّ هائلٍ من المُحرِّضات والمُحفِّزات التي كانـت الشعلة والنور الذي أرسى ألفكار البعث ونظريته القومية في فكر وذهن الرفيق عفلق رحمه اهلل، ولم تكن الـوالدة حـدَثـاً عابراً بل هي خالصة دراسة تحليلية وتفكيكية لتاريخ األمـة، وحضارتها وقيَمها، وقراءة معمَّقة لسيرةِ رجالها مـن طـرا القادة العِظام، وايجاد العالقـة الـجـذريـة بـيـن الـعـروبـة واإلسالم، وكلّ ذل كان يجري في حوارٍ ذاتي عقلي مـعـمَّـق بين المؤسِّس ونفسه، في محاكاةٍ واقعيةٍ لما وصـلـت الـيـه األمة من تدهور وانحطاط وتَخلّ . وفي ذكرى ميالد البعث العظيم، وجدنا أن نسلِّـط ضـوءاً كاشفاً على العوامل واألسباب التي كـانـت هـي الـمُـحَـرِّض والمُحَفِّز والتي بدورها كانت تتالقح وتتما ج فيما بينها ثـمَّ تنضج في فكر المؤسِّس رحمه اهلل ليظهر على الـعَـلَـن هـذا الفكر القومي الخالد. البعث واألمة ومعاناتهما اليوم واليوم ونحن نستذكر ميالد البعث الـمـيـمـون، فـ نَّـنـا نستشعر بألمٍ عميقٍ ومعنا كلّ مناضلي الحزب وجـمـاهـيـره الواسعة، أنَّ بعثنا الخالد وأمتنا العربية يعيشان في مرحـلـةٍ هي من أصعَب وأثقل المراحل في تاريخهما، وأكثرها تَحديـاً وقسوةً وايالماً. فاألمةي تَتعرَّض الى أ َمـاتٍ ومِـحـنٍ عَصـيَّـةٍ ثقيلةٍ ما بين العدوان األمريكـي الصـهـيـونـي األطـلـسـي واإليراني الفارسي على العراق واحتالله، وتَفرّد الصـهـايـنـة بشعبنا الفلسطيني بعد أن طَبَّعت بعض األنظمة الـعـربـيـة عالقاتها مع الكيان الصهيوني المغتصب، والتَغوّل اإليرانـي الفارسي في األرض العربية، واالستهداف المتعدد الـجـوانـب للسودان العزيز ارضا وشعبا وموارد، وما تعانيه األمة اليـوم من فرقةٍ وتَشتّتٍ بما يَـتـعـارَض ويـتـقـاطـع مـع الـروابـط التاريخية والمصيرية بين أبناء األمة الواحدة، الـتـي كـانـت خيرُ أمةٍّ أيخرِجَت للناس. فلم تعد قضايا األمة المصيرية الكبرى هي ذات القضايـا التي عاشت عليها جيالً بعد جيل، فأينَ النظام العربي اليـوم من قضية الشعب الفلسطينـي؟! وأيـنَ تـقـع اآلن قضـيـة فلسطين في سجلَّات المسؤوليات العربية، التي تَحوَّلت الـى آخر قائمة في هذه المسؤوليات، ولم تَعُد مـن األولـويَّـات. وبسبب تخاذل األنظمة العربية وتهميشها لمأساة شـعـبـنـا الفلسطيني، واتِّبا سياسة قطرية منزوية على حساب األمـة وفلسطين، فقد وصل الصهاينة الى أعلى درجة مـن الـقـوة والغرور والبطش بشعبنا الفلسطيني، أمام حالة من التراجـع العربي، فقد تَغيَّرت االرادات وضعُفَت العزائم لصالح الكـيـان الصهيوني المغتصب. وأصبح كلّ قطر عربي ينـوء بـحـمـل قضـايـاه لـوحـده، فأيضيفَت وفيرِضَت على كلّ قطر عربي معاناة وهموم خـاصـة به، وهذا هو هدف أعداء األمة ، مما أفضَى الى تَسـرّب الـرُّوح االنهزامية الى نفوس البعض من أبناء األمـة بـمـا فـيـهـم بعض المفكرين والمثقفين، مما يحتم علينا دراسة وتحليل الظروف الموضوعية التي نشأ فيها البعث، ومقارنتها بواقـع االمة اليوم وكي حفزت تل التحديات الى انطالق الـبـعـث كمشرو حضاري للثورة على كل التحديات والصعوبات بـدالً من االنكسار واالستسالم لما يريده اعداء االمة العربية. أة ْ ش َ أسِيس والن َّ الت ُ ات َ ض ِّ ر َ ح ُ عـث م َ البــ ة َّ الي َ ِض ة الن َ سِري َ ات امل َ ي ِّ د َ ح َ وت اجلزء األول د.حممد رحيم آل ياسني


نفحاتٌ من فكر القائد المؤسِّس وقبل أن نواصل وقفتنا في ما كان من مُحرِّضات، نـقـدِّم خُالصة سريعة لما قاله المؤسِّس فيما تميَّز به البـعـث عـن األحزاب األخرى، فاصالً بين الكالم دونـمـا فـعـلٍ، والـكـالم المؤسَّس على األفعال، في حالة استشراف لما سيجري عـلـى البعث واألمة، بقوله: )لم نعرف في تاريخنا مناً كـثيـرَ فـيـه الكالم وطغى على كلِّ شيء مثل هذا الزمن الـذي نـعـيـش فيه، ومع ذل فهو أقلّ العهود حيويَّةً وانتاجاً(، في سـبـيـل البعث، ص122-134 .ويتساءل القائد المؤسِّس: هل يـكـون الكالم مساعداً على الشَلل والعقم بدالً من أن يكون دافـعـاً الى العمل؟(. كانَ العربُ شديدي التأثُّر باللفظ، كمـا يـذكـر المؤسِّس، ألنَّ األلفاظ كانت عندهم حقائق نابضـة مُـتـرعـة بالحياة، لذل كان للفظةِ قيدسيَّة وكانت بـمـثـابـةِ تـعـهّـد يتحتم ان يتبعه الفعل المعبر عنه. سنستعرض اهم المحفزات التي ساهمـت فـي انـطـالق البعث وستكون البداية من المُحَفِّز والمُحرِّض االيماني ومـا يتعلَّق بتاريخ األمة وتراثها المجيد. المُحَفِّز والمُحرِّض األول: ما بينَ العُروبة واإلسالم بعد أن تجزَّأت األمة واضمَحلَّت حضارتها، وصارت تـزاحـم لغتها وثقافتها اللغات األوروبية والثقافات الـغـربـيـة، مـن خالل النهضة الكبرى في أوربا بعد الثورة الفرنسـيـة، الـتـي أصبحت فيما بعد عامالً تَحريضياً لقيام البعث، فـقـد كـانـت البذور الفكرية القومية قـد تـبـلـورت فـي بـدايـة الـقـرن العشرين، وكان في مقدمتها وطليعتها فكر البعث العظيم. بعد أن خشيَ مفكروا األمة من ضيا الهُوية القومية لـتمـة بفعل الغزو الحضاري والثقافي لالستعمار الغربي. وكان مـن مُحرِّضات التأسيس أيضاً هو انقطا األمـة عـن مـاضـيـهـا التليد الزاخر باالنجا ات والبطوالت والمفاخر، والتناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب. فقد بقينـا مـنـاً طـويـالً نعيشُ في جوٍّ ثقـيـلٍ خـانـق، ألنَّـه مـن كـاذب، والـقـول للمؤسِّس، طالقٌ بين الفكر والعمل، بين اللسـان والـقـلـب، فاإلسالم كما يراه البعث من خالل القائد الـمـؤسـِّـس، هـو تجربة واستعداد دائم، وهو بالتالي المُحرِّض األساسي لنشأة البعث. وأنَّ حركة اإلسالم المتمثِّلة في حياة الرسول الكريـم صلى اهلل عليه وسلم ليست بالنسـبـة الـى الـعـرب حـادثـاً تاريخياً فحسب، بل أنَّها لعمقها وعنفها واتِّساعها تـرتـبـط ارتباطاً مباشراً بحياة العرب. فاإلسالم كما يراه المؤسِّس هو الهزَّة الحيوية التي تُحَرِّل كامِن القوى في األمة الـعـربـيـة، فتَجيش بالحياة الحارَّة، جـارفـة سـدود الـتـقـلـيـد وقـيـود االصطالح. ويربط القائد الـمـؤسـِّـس بـيـن تـرا الـعـرب واإلسالم وبين ضرورة البدء في التَغيِّير بالنسبة لمـنـاضـلـي البعث وجماهير األمة، فيذكر أنَّ كلّ ما أثمرَ اإلسـالم فـيـمـا بعد من فتوح وحضارة انَّما كان في حالة البذور في السنوات العشرين األولى من البعثة، فقبل أن يفتـح الـعـربُ األرضَ، فتحوا أنفسهم وسَبِروا أغوارها وخَبِروا دخائلـهـا، وقـبـل أن يحكموا األمم حكموا ذواتهم وسيطروا عـلـى شـَـهـواتـهـم وملَكوا ارادتهم. وهذه التجربة ليست حادثاً تاريخيـاً يُـذكـر للعِبرة والفَخر، بل هي استعدادٌ دائمٌ فـي األمـة، اذا فيـهِـمَ اإلسالمُ على حقيقته، لكي تَهبّ األمة في كلِّ وقتٍ تسـيـطـر فيه المادة على الرُّوح، والمظهر على الجوهر . وفي تبيانه للعالقة بـيـن الـعـروبـة واإلسـالم، يـقـول المؤسِّس رحمه اهلل: رَجلٌ من العرب بَلَّغ رِسالةً سماويةً فـراحَ يدعو اليها البشر، ولم يكن البشر حوله كلَّا عرباً، فـمَـلـحَـمـة اإلسالم ال تنفصل عن مسرحها الطبيـعـي الـذي هـو أرض العرب، وعن أبطالها والعاملين فيها وهُم كلّ العرب . ومقارنة بين ما جابه العرب المسلـمـون مـن تـحـديـات أنذال وما يواجهه البعث ومناضلوه الـيـوم مـن تـحـديـاتٍ جسامٍ يقول القائد الـمـؤسـِّـس: مشـركـو قـريـش كـانـوا ضروريّون ليحقِّق اإلسالم ضرورة المؤمـنـيـن لـه، والـذيـن حاربوا الرسول األكرم ساهموا في ظفَـر اإلسـالم كـالـذيـن أيَّدوه ونصروه. وأنَّ اهلل قادرٌ أن ينصر دينه ويهدي اليه كـلّ الناس في يومٍ واحدٍ، ولكن اقتضى أكثر من عشريـن عـامـاً، فأظهرَه في وقتٍ معيَّنٍ، واختار األمـة الـعـربـيـة وبـطـلـهـا الرسول العربي، وفي كلّ ذل حكمة، فاألمة العربية خير أمة أيخرجت للناس. انَّ اختيار العرب لـحـمـل األمـانـة اإللـهـيـة والتكلي بالتبليغ والدعوة للناس أجمعين، كان بسبب مزايا وفضائل أساسية فيهم كما يقول المفكِّر المؤسِّس. وتـالـيـاً فالتحديات التي تواجه البعث واألمة، أرادها اهلل تـعـالـى أن تكون باعثاً ومُحفِّزاً لهما على النهوض بكلّ قوة من جـديـد، أمة الحضارة والعلوم والمعارف واالنجا ات التاريخية الكبرى، وأنَّ ما يواجهه مناضلو الحزب الـيـوم مـن مـعـانـاة وآالم، تساهم في تقوية ارادتهم وتَمتَحِن صبرهم وثباتهـم عـلـى المباديء، وتدفعهم بكلّ قوة الى أمام دون تهاون أو تراجع . انَّ عالقة اإلسالم بالعروبة هي ليست كعـالقـة أيّ ديـن بأيِّ قومية، ويضرب المؤسِّس مثاالً على ذلـ فـيـقـول: انَّ الفكرة القومية المُجَرَّدة في الغرب منطقية عـنـدمـا تُـقَـرِّر انفصال القومية عن الدين، ألنَّ الدين دخل على أوربـا مـن الخارج، فهو أجنبي عن طبيعتهـا وتـاريـخـهـا. ولـم يـنـزل بلغاتهم القومية، كما هو القرآن، ولم يُفصـح عـن حـاجـات بيئتهم ولم يمتزج بتاريخهم، في حين أنَّ اإلسالم بالنسـبـة للعرب، ليس عقيدة أخروية فحسب، وال هو أخالق مجرَّدة، بل هو أفصح عن شعورهم الكوني ونظرتهم الى الحياة، وأقـوى تعبير عن وحدة شخصيَّتهم، وهو فوق ذل كلّه أرو صـورة للغتهم وثقافتهم وآدابهم. كان اإلسالم وليد اآلالم، آالم


العروبة، وقد عادت هذه اآلالم الى أرض العرب بـدرجـة مـن القسوة والعمق لم يعرفها عرب الجاهلية. فما أحـراهـا بـأن تبعث فينا اليوم ثورة مُطَهِّرة مُقَوِّمة، وليس غـيـر الـجـيـل الجديد يستطيع أن يضطلع بها، ألنَّ آالم الحاضر قد هـيِّـأت لحمل لواء الثورة. وما الحرال الشـعـبـي الـعـربـي وثـورات الشباب في عدد من أقطار األمة ألَّا تأكيداً للحقيقة الـتـي ال غبار عليها، وهي أنَّ الجيل العربي الجديد، قادمٌ ال مـحـالـة، ذل الجيل الصاعد الذي هيَّأته آالم الحاضر وتحـديـاتـه فـي حمل لواء التَغيِّير والخالص، كما يجري فـي الـعـراق حـيـث الثورة الشبابية التشرينية، وانتفاضة أهلنا في السودان . المُحَفِّز والمُحَرِّض الثاني: التُرا العربي والحداثة يرى كثيرون أنَّ الترا والحداثة، أو األصالة والمـعـاصـرة هُما نقيضَين، غير أنَّ البعث وهو األكثر التـصـاقـاً بـالـتـرا العربي واإلسالمي، ينظر الى الترا والحداثة بأنَّهما يكمالن بعضهما اآلخر، وأنَّهما لم يكونـا فـي تَـنـاقـضٍ أو تَضـاد. فالبعث هو الذي فسَّر العالقة بين هذين المفهومَين ومدى ترابطهما، حيث أنَّه ال ينظر الى الترا بمعنى األفكار والقيَم والتقاليد الموروثة، وما سجَّله التاريخ من ألـقٍ عـربـيٍّ فـي فترات تاريخية مهمَّة فحسب، بل هو وَعيٌّ مـن نـو ٍ جـديـدٍ تبنَّاه الحزبُ في ما يعنيه المـاضـي مـن قـدرات وانـجـا ات حضارية هي مبعث ثقة ضروري النطالقة اليـوم ، فـالـربـط بين الماضي والحاضر على الصعيد القيَمي والثقافي هو مـا أصَّلَ له البعث. فالحداثة التي يراها الحزب بكل ما تتطـلـبـه من االنفتاح على العصر وتبني المفيد منه ومواكبة تطوراته والقضاء على جوانب التخل والعزلة العربية، هي في احـدى اوجهها تُجسِّد ذل الترا الحضاري المجـيـد مـن الـتـقـدم واالنجا ات الباهرة ولكن بصيغ ورو العصر الحالي والنـظـرة المستقبلية المتطورة دائماً. لذا فان ذل الترا الـحـضـاري لالمة اليعني فقط الثقة بالنفس التي تتطـلـبـهـا عـمـلـيـة النهضة المعاصرة فقط وانما اسـتـنـبـاط روحـه الـوثّـابـة والحاالت المشرقة منه. فالحداثة دون الترا تـعـنـي قـطـع الجذور التي يتغدى من خاللها جسد األمة، فمـا هـو مشـرقٌ ومضيءٌ من الترا يتزاوج مع ما هو مفيدٌ ونافعٌ من الحداثة أو المعاصرة. وبعد ذل ينظر البعث الى الوعي بالتاريخ )الـتـرا ( هـو حالة مفروضة لفهم الحاضر والـتـغـلـب عـلـى صـعـوبـاتـه، فالبلدان تحيا بوعي شعوبها، وتقوى من خالل قدرتها عـلـى التماس كالبنيان المرصوص يَشدُّ بعضه بـعـضـا، وأنَّ أي شعب أو أمة يغيب عنها الوعي، ستبقى تُبحِرُ بين أمواجِ بحـرٍ هائجةٍ، تُحرّكها الرياح العاتية كيفما تريد. فالوعي هو ايمانٌ ينير العقول عندما يشتدّ الظالم، من هنا فـالـعـربـي الـذي ينتمي الى األمة ويَلتح بسمائها تقع على عاتقه مسؤوليـة الوعي بما عليه من واجبٍ تجاه أمته. وبالتأكيد فهذا الـوعـيُ يتطلّب تعليماً وثقافةً ومواكبة مستمرة كيما يـدرل الـفـرد مناضالً كان في الحزب أم من جماهيره حجم التحديات التـي تواجه البعث والعرب عموماً، وتالياً يـدرل حـجـم وأهـمـيَّـة الواجب المناط به ويتزود من الوعي بالوقود الال م للنهوض بذل الواجب. فالحزبُ ليس جمعيةً أو كياناً سياسياً، بل هـو حزبٌ جماهيريٌّ شعبيّ يعتمد في عمله ونضاله الثوري عـلـى تنظيماته الحزبية كافّة وبكلّ المستويات ليـس بـاعـدادهـا المجردة وانما بقدراتها الواعية. من هنا تَكمُن أهميَّة الوعي باعتباره الجسر الرابط بين البعث فكراً ونـظـريـةً ونـهـجـاً، وعمله وممارسته على أرض الواقع. وبناءً على ما تقدَّم فقد صاغ البعث نظريـتـه الـقـومـيـة النابعة من جذور األمة وقيمها وحضارتها ومن روح الـديـن )اإلسالم(، ولم ينكر البعث االنفتاح على الثقافات واالنجـا ات والتجارب للشعوب واألمم الحيَّة والفاعلة. لكنَّه فـي الـوقـت نفسه أبدى رفضاً كليَّاً للعقل والفكر المُقَـلِّـد، بـل اعـتـمـد العقل المُبدِ والمُبادِر، كما هو عقل وفكر المؤسِّس رحـمـه اهلل، الذي صاغ فكر البعث القومي الفـلـسـفـي االجـتـمـاعـي الحضاري واالنساني النبيل. المُحرِّض الثالث: مزاعم وادِّعاءات أعداء األمة بهدف التهيئة لـتـقـسـيـم االمـة مـن خـالل الـوجـود االستعماري الغربي الذي تقاسم أقطارها العربـيـة، وخـاصـة البريطاني والفرنسـي، فـقـد كـثيـرَت الـمـزاعـم الـغـربـيـة والصهيونية التي تم نشرها عمدا ، بأنَّ العرب في تاريخـهـم الطويل كانوا في شِقاقٍ وانشقاق، في فيرَقٍ وأحزابٍ مُتَنـاحـرةٍ ومُتَباينة، بعد أن ضَعُفَت األمة واستُبيحَت أرضاً وثقافةً ولغةً وديناً. من هنا فقد كانت خشية القائد الـمـؤسـِّـس مـن أنَّ ضع األمة هذا وهوانها وتَردِّي أحوالها، سيؤدي يومـاً الـى أن يَتمُّ قضمها وهضمها من قـبَـل األمـم األخـرى، كن لـم تَتَمكَّن من مغالبة سواها من خالل نهضة بشرية تـنـمـويـة وحدوية شاملة، وأنَّ حظّها من الوجود بـقـدر حـظّـهـا مـن الوحدة وبذا يرتبط وجودها ونهضتها بوحـدتـهـا ارتـبـاطـا عضوياً محكماً. من هنا كان هدف البعـث أن تـتـحـد االمـة ،َوتعلو هِمَمها، وتَسمو شِيَمها، وأن يَتواصل عزمها، فتـتَّـجِـه نحو االستقالل والسيادة والغلَبَة فـي أمـورهـا دون تـدخّـل األمم األخرى. المُحَفِّز والمُحرِّض الرابع: اتفاقية سايكس بيكو كانت توصيات مؤتمر كامبـل بـنـرمـان، الـذي انـعـقـد في لندن عام 1915- 1916 ،لغرض كيجاد آلية تحافظ عـلـى تفوق ومكاسب الدول االسـتـعـمـاريـةالـغـربـيـة، قـد خـرج بتوصيات تهدف الى تدمير األمة العربية و كسقاط النـهـضـة فيها وضمان عدم استقرار المنطقة. مؤشرا الى ان " مصدر


الخطر الحقيقي على الدول االستعمارية، كنما يكمن فـي المناطق العربية ، ال سيما بعد ان أظهرت شعوبهـا يـقـظـة سياسية ووعياً قومياً ضـد الـتـدخـل األجـنـبـي والـهـجـرة اليهودية. كما ان خطورة الشعب العربي تأتي مـن عـوامـل عدّة يملكها هي: وحدة التاريخ واللغة والـثـقـافـة والـهـدف واآلمال وتزايد عدد السكان اضافة الى وجود عوامل التـقـدم العلمي والفني والثقافي" . واوصى المؤتمر "بضرورة العمـل على استمرار وضع المنطقة العربية متأخـرا، وعـلـى ايـجـاد التفك والتجزئة واالنقسام وكنشاء دويالت مصطنعة تابـعـة للدول األوروبية وخاضعة لسيطرتها. ولذا أكدوا فصل الجـزء األفريقي من المنطقة العربية عن جزئها اآلسيوي، وضـرورة كقامة )الدولة العا لة( ، عدوّة لشعب المنـطـقـة وصـديـقـة للدول األوروبية" . وهكذا قامت دولة الكيان الصهيوني. لذا وتنفيذا لمقررات هذا المؤتمر اعلـن عـن اتـفـاقـيـة سايكس بيكو. فكانت هذه االتفاقية في العام1917م، التـي بدورها قسَّمت أقطار المشرق العربي الـى مـنـاطـق نـفـوذ لدَولَتَيّ االستعمار الغربي بريطـانـيـا وفـرنسـا، ومـن هـنـا استشعر القوميون العرب حجم التآمر على األمـة وبـالـذات على قضية بقائها موحَّدة مما اكَّد اهـمـيـة هـذه الـوحـدة وحتمية الدعوة اليها والتمس بها واعطائها االرجحية عـلـى بقية االهداف االستراتيجية. كما ادركوا حجم العدوان عـلـى االمة واالستهانة بها من خالل تقاسم أوطانـهـا كـغـنـائـم، وكأنَّها ضيا ٌ مُباحةٌ ال وجود ألهلها، فهم ال حـول وال قـوة لهم ليدافعوا عن أرضهم العربية . المُحَرِّض الخامس: وعد بلفور المشؤوم كانَ هذا الوعد المشؤوم من بريطانيا على لسان بلـفـور وبوثيقة مكتوبة منه، في االعالن عن تأسيس وطن قـومـي لليهود الشُتات في العالم، والذين أصـبـحـوا فـائضـاً غـيـر مرغوب فيهم في مجتمعات ودول العالم، وتـالـيـاً تشـجـيـع هجرتهم الى فلسطين العربية. قد مثَّل ضربةً موجـعـةً فـي خاصرة العرب، بعد أن بدأت مشاريع االستيطان الصهيونـيـة تبتلع أراضي ومساكن شعبنا الفلسطيني الـمـغـلـوب عـلـى أمره، وكان هذا الحد الجَلَل دافعاً ومُحَرِّضـاً لـكـلّ الـقـوى الوطنية والقومية والمفكِّرين القوميِّين في تأسيسِ أحـزابٍ وجمعياتٍ قومية، كان البعث فـي مـقـدمـة هـذه األفـكـار واألحزاب القومية. المُحرِّض السادس: الحركات واالحزاب التي وقفت بالضـد من وحدة العرب وهذه الحركات قد تَعدَّدت وتباينت أفكـارهـا واهـدافـهـا الهدَّامة التي لم تكين معنيَّةً بوحدة األمة واستقاللية قرارها، منها األحزاب اليسارية)الشيوعية( المستوردة، التي ال تؤمـن بوحد العرب. وكذل الحركات السلفـيـة، وحـركـات اإلسـالم السياسي )اإلسالموية(، والـتـي كـانـت تـقـ بـالضـدّ مـن التوجهات القومية وأفكارها، اما النها تجد في البعث منافساً معاصراً لها، او ألن بعضها اآلخـر مـرتـبـط اصـالً بـالـقـوى االستعمارية ذاتها. هذه بعض العوامل التي كانت بمثابة المُحَرِّل النـطـالق الحركات القومية العربية، وفي مقدمتها حزبنا الـمـنـاضـل، حزب البعث العربي االشتراكي والتي اتَّخذت صفة المُحَـفِّـزات في نفس الوقت. وفي الجزء الثاني سنتناول ما واجهته األمـة والبعث من تحديات وتداعيات كثيرة منذ تـأسـيـس الـحـزب وحتى اليوم.


نيسان : قبل وبعد 1946 .. للدكتور محمد مراد - لبنان. باحث في التاريخ السياسي والعالقات الدولية – لبنان ثالثة أةباع القرن مض الحدث – املفرصرل يف تاةيخ األمّة العربية , حدث تخوّى يف أهميته ومدلو ته العميقة كلّ األحداث التي شرهردترهرا وتلك املتوقّعة أن تشهدها هاه األمّة مرد م اةاو تكوينها التاةيخي آل ف ال نواو املاضية, وكالك ملا هو قا م من ال رنرواو اآلتريرة إنّره ال ابع من ني ان 7491 ,يوم الرو ة املريرمرونرة للثوةة العربية مع إطالق حزبها العظيرم الربرعرث العربي منولقاته الفكرية الثوةية النهضوية التي اةتكزو الى جدلية التكامل والتفاعل بين مرثرلّرث )املبا ء – الثواب ( يف الوحدة والحرية والعدالرة ا جتماعية تميّز البعث باعتما ه منهجية بحثريرة ترقروم التشبيك والتقاطع والتكامرل بريرن ثرالثرة مناهج حاملة لنظريته القومية األول تراةيرخري عمو يفوص يف املراحل التكرويرنريرة لرألمّرة العربية, الثاني ا تقرائي – ا تنتاجي للترجراةب ال ابقة, وتعيين عوامل اإلندفاع والرترراجرع يف حراكها الزمني, والثالث ا رترشررايف – آفراقري مل تقبلها من خالل ا لتزام النضالري برقرضريرة "بعث األمّة " من خالل تأمين مقوّماو نرهرضرترهرا وتقدّمها امل تدام اةتكازًا الى تحقي وحردترهرا القومية وتحرةها مرن الرداخرل والرخراةج وبرنراء مجتمعها الوحدو ا شتراكي شكّل الخالصاو اإل تنتاجية لرلرمرنرهرجريرة املشاة اليها املرتكزاو البنائية لعقيردة الربرعرث الفكرية والنضالية, وهي عقيدة انفر برهرا ون غيره من الحركاو واألحزاب والتشكّالو ال يا ريرة العربية وغير العربية فالنظرية البعثية لرم ترأو من ا قاطاو فل فية وأيديولوجريرة جراهرزة أو وافدة, وإنّما هي صياغاو ا تلهاميرة مرن واقرع األمّة العربية, صياغاو جاءو بعد ا تقراء عمرير و قي مل اة األمّة يف حراكها التاةيخي الوويرل كان الواقع العربي والبيئة العربية هما املنورلر , و أ ا هما كان النظرية القومية لرلربرعرث, وهي نظرية تعتمد الثوةية ا نقالبية والنضرالريرة الجماهيرية لقيام مجتمع األمّة القومي الروحردو التحرة ا شتراكي كان الترجمة النضالية للعقيدة البعثية مبردءًا ةا خىلع وثابتىلع يف م يرة الحزب الا شركّرل, ومرا يزال, طليعة النضال القومي التحرة يف غير اح من احاو املواجهة امل تمرة بدءًا من اعترمرا ه الكفاح امل لّح خياةًا ا تراتيجيىلع لتحرير فل وريرن منا لحظة اغتصابها من قبل الصرهرايرنرة, مرروةًا بمواقفه القومية الوليعية الدافعة باتجاه الوحدة العربية, والتي ق ثماةها يف تجرربرة الروحردة املصرية – ال وةية 7498 ,و عمه ل رائرر حرركراو التحرة الوطني العربية يف غير قور عربي, وصرو ً الى بناء تجربته الرائدة وطنيا وقوميا يف الرعرراق يف ظلّ ثوةة 71 تموز املجيدة, وهي التجربة التري أغاض أعرداء الربرعرث واألمّرة الرعرربريرة مرن امل تعمرين األمريكيين والفربيين والصهرايرنرة , وكل الحاقدين الرعرروبرة و الرر رالرة ا ن انية الحضاةية لألمّة العربية احتشدو القو املتآمرة ترجرربرة ترمروز الرائدة, وةاح تكثّف من حروبها العدوانية بهدف إجهاضها ومحوها, فشنّ عليها حروبا متالحرقرة بين 7483 – 0331 , بدءا بحرب الثمرانري رنرواو, مروةا بحربي التدمير والحصاة اللتين تزعرمرترهرمرا ةأ مالية الاةوة األمريكية املتحالفة مع ةأ مالياو الفرب ا تعماة والصهيونية والرجعية العربيرة, وصو ً الى ا قا التجربة با حرترالل األنركرلرو – أمريكي املباشر يف التا ع من نرير ران 0331 , حيث تمكّن املحتلون من إ قا بفردا ومرعرهرا نظام البعث الوطني – القومي , لريرفرترح هراا ا قا املنوقة العربية برمّتها أمام ل لة من


الحروب الداخلية التي ما تزال متفجّرة يف غيرر قور عربي تمهيدًا لقيام ل لة من الفدةالياو أو الكونفدةالياو الوائفية واملاهربريرة وا ثرنريرة والجهوية ا نفصالية, كلّ ذلك بهردف اصرورنراع بديل لوحدة األمّة القومية التي نا بها البرعرث كمشروع خالص تحرة يفتح الوري أمام النهضرة العربية الواعدة توهّم أعداء البعث بأنّ قو بفدا – العروبة يف 4 ني ان يكون نهاية لوجو أمّرة عرربريرة خصّ أن تكون خير أمّة أخررجر لرلرنراس, فاألعداء والحاقدون والعمالء الدائرون يف فلكهم, لم يدةكوا أنّ بفدا هي إبنة 1 ني ان , هي إبنرة البعث الا يعرف املوو و الفناء, بل هو حريّ مخزون بروح الحياة والبقاء, هو خالرد برالرنرضرال بخلو شهدائه األبراة, بخلو قاماتره الرقريرا يرة ا تثنائية الشامخة ميشيل عفل , أحمد ح رن البكر, صدّام ح ين, عزّة ابراهيرم, طره يرا ريرن ةمضان , طاةق عزيز, عبد املجيد الرافعي وغيرهرم الكثير الكثير من قوافل الشهداء واملرنراضرلريرن امل تمرة لقد توهّم طفاة العصر من معرترنرقري األيديولوجية ا تعماةية املتوهمة بحكم العالم، من املحافظين الجد املنبهرين بالنظرية النازيرة الشتراو ية ) ن بة الى شتراوس( ،تروهرمروا أن إ قا بفدا يفتح الوررير إل رقرا الربرعرث وتجربته التاةيخية الفكرية والثوةية ، لكنهرم لرم يعتبروا من الفزو املفولي الا بقهم بتردمريرر بفدا – الرشيد بهدف محوها واجتثاثها، لكنرهرا، عا و وفاجأو العالم برو ترهرا مرن جرديرد ، وظهوةها عروس العواصم زاهية بعروبتها العصية املوو واملحو وا جرترثراث هري برفردا النابضة بروح الر الة الخالدة التي خصّتهرا برهرا ال ماء لقيا ة اإلن انية مربرا ء ال رالم والحرية والنهوض الدائم تبقى بفدا – ابنة ال ابع من ني ان – خاةج ح اباو النازية ا تعماةية الرجرديردة – نرازيرة القرن الحا والعشرين، وهاهم النازيون الرجرد يدخلون اليوم مأزقهم التاةيرخري يف الرترراجرع ا نحداة املتجه ب رعة نحو ال قو الحتمي تعو بفدا العروبة والبعث ، برفردا ابرنرة ال ابع من ني ان ، قلعة للشمرو وا نرترصراة ، ويعو معها البعث العظيم ليصرنرع فرجرر األمرة العربية ويقو ها لتأخا حضوةها ا ن انري بريرن األمم، وت هم بر التها الخالدة يف نشر ال رالم ا ن اني خلوا من ا تعماة والت لط والقهر عاش ال ابع من ني ان موعردا مرع الربرعرث املتجد الخالد ، وعاش بفدا حلّة زاهية ببعثها وعروبتها املنتصرة ائما يف التاةيخ


شهد المجتمع العربي في القرن العشرينل ظهور العديد من التيارات الفكريةل القومية منها واألمميةل بشطقّطيطهطا الشطيطوعطي واإلسالميل وحينما نشأت "حركة البعث الطعطربطي" فطي نطهطايطة ثالثينات ل القرن لم تكن في المضمار وحدةال بل نافسطتطهطا حركات قومية أخردل كانت أقدم منها تأسيساًل فبما ا تميّز حزب البعث العربي االشتراكي حتى صار كل حطديطث عطن الطقطومطيطة العربية والوحدة واألمة العربية مرتبطاً ب بالضرورة؟! بدءاً البد من اإلشارة إلى أن ل )الغنى( الطمطفطتطرض فطي الساحة السياسية والفكرية العربيةل وخاصة في مشر الطوططن العربي حينهال من جان ٍل كان في حقيقت يمثل فقراً من جطانط آخرل ل أن تل الساحة وإن بدت زاخرة بكثيطر مطن الطتطيطارات واألحزاب والرؤد الفكرية الم تلفة إال أنها كانت بحاجطة مطاسطة إلى فكر حقيقي يجسّد نفس بتنظيم حقيقي ويطرتطبطططان مطعطاً بنضالٍ حقيقي. ةذا بالضبط ما جعل "البعث" يطحطوز مطع بطدايطات مطرحطلطة التبشير وفور بزوغ بح ة وافرة في الساحة السياسية العربطيطة على مستويات الفكر والتنظيم والنضال. ولعل أةم ما يميز "البعث" ةطو لط االنطتطمطاء الطعطضطوي الحقيقي لألمةل فهو لم ينشأ تبعاً لحوارات جرت فطي صطالطونطات سياسية مغلقة وال أحاديث كتبت على صفحات الجرائد أو قيطلطت في مناسبات اجتماعية عامة و ةبت أدراج الرياحل بل كان نطتطاج فهمٍ عميقٍ لواقع األمة سياسياً وفكريطاً وثطقطافطيطاً واقطتط طاديطاً واجتماعياًل ونتاج فهمٍ عميقٍ لمعاني ومكانة الطديطنل واإلسطالم تحديداًل في حياة األمة العربية كأمةل ال في حياة أفرادةا فقط. لقد أنتج الفهم العميق لواقع األمة العربيةل كما قرأه الرفيطق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلقل يرحم اهلل تعالىل مطنطططق "البعث" الجدلي العلمي التاري ي الذي لم يكن منطقاً مجرداً وال مثالياًل بل واقعياً حياً متفاعالً مطع الطحطيطاة بطكطل سطلطبطيطاتطهطا وإيجابياتهال لذا كان منطق النظرية البعثية يعبر تماماً عن "ظفر الحياة على الموت." وألن "البعث" است دم في منطق أسلوباً علميطاً ال خطيطالطيطاً طوباوياًل فقد أدرك مواقع القوة الكامنة في األمة فطعطمطل عطلطى إجالئها وإظهارةا برّاقة للفرد العربيل ورأد مواقع ال لل فطيطهطال وفي أفرادةال فش ّ ها على نحو ممتاز وعالجها بما ال يدع مجاالً لفكرٍ آخرٍ ألن يعبث بها ويستغل مواضع ال لل تل لينفذ مطنطهطا فيعيق نهضتها ويمنع انبعاثها. وألن فكر علمي وعملي لم يقدّم "البعث" نظريطة حطبطيطسطة أغلفة الكت فحس ل بل قدّم نظريطة قطابطلطة لطلطحطيطاةل ألنطهطا مستمدة منهال معبرة عنهال فاعلة فيهال وةي فطي الطمطحط طلطة ةدفهال لذا رأيناه يربط على نحوٍ عضويٍل ال جدليل بين األةداف الثالثةل فلن تتحقق وحدة األمة بطال حطريطة أقطططارةطا وحطريطة أفرادةال وال وحدة لألمة وال حرية ألبنائها وأقطارةا دون عطدالطة اجتماعيةل أسماةا اشتراكيةل لكنها ليست االشتراكية الماركسية التي ال عالقة لها بواقع األمة العربيطة وال تطتط طل بطهطواجطس أبنائهال بل ةي اشتراكية الطريق ال اص المنسطجطم مطع األمطة وقيمها ودينها وتاري ها وما يشغل بال مواطنيها. و "البعث" ةو أول حزب آمن بالوحدة العربية فطكطراً وعطمطالًل وجعل تنظيم على أساسٍ عربيٍ شامل ألن آمنل منذ الطبطدايطةل أن "كل نظرةٍ ومعالجةٍ لمشاكل العرب الحيوية ال تنطططلطق مطن حقيقة "وحدة األمة العربية" تكون نظرة خاطئة ومعالجة ضارة"ل وبذل ال وجود لطط "بعث" عراقي وآخطر سطوري أو سطودانطي أو لبنانيل أو غير ل ل بل ةو "بعث" عربي واحد يطؤمطن بطط "أمطة عربية واحدة ات رسالة خالدة" دون أن يُنكر خ طوصطيطات كطل قطرٍ فيها ومشاغل مواطني كل قطرٍ فيها. ثم أن "البعث" يفهم الوحدة العربية باعتبارةا "ت لق العطرب خلقاً جديداً" فهي وحدة حقيقية وليست على شاكلة "الطجطامطعطة العربية التي تجمع العطجطز إلطى الطعطجطزل واألحطقطاد واألططمطاع والم الح ال اصة بعضها إلى بع ". ومع أن كانت ثمة أحزاب وقود وش يات عربية قد نطادتل قبل "البعث" وبعده ببع ةطذه االةطداف والطمطبطادئل إال أن "البعث" ربط تحقيق ةدفي الحرية واالشتراكية بتطحطقطق ةطدف الوحدةل وألن رأد أن إمكانيات األمة ليسطت مطجطمطوعطاً عطدديطاً إلمكانيات أجزائها في حالة االنف ال فحس ل بل ةي في حطالطة "الوحدة" أكثر في الكم وأغنى في النوعل فطقطد أدرك أن فطهطم "الحرية" و "االشتراكية" وتحقيقهما في حالة التجزئة وفي عقليطة التجزئة ي تلف كلياً عن فهمهما وتحقيقهما في إططار الطوحطدة فهو ةنا أيضاً "فر في النوع ال في الكم." وفكرة "الرسالة" في "البعث" ليست فكرة خيالية ةائطمطة وال مفهوماً فلسفياً مجرداًل إنها الدور الحضاري لألمة العربيةل وةطو بالضرورة دور انساني يتعدد الحدود الجغرافية للوطن الطعطربطي فيحدث تأثيراً عميقاً في األمم األخردل ومن ةطنطا اقطتطرن شطعطار "البعث" المعروف "أمة عربية واحدةل ات رسالة خالدة" بالوحدة ة العر يب يا المة ال بعث ة يع الف ب يمعا ف ثة رو داللة ل عب بب ي ث للكاي


التي يقرنها بالرسالة. فال رسالة مشروعة وجدية وخالدة لألمة اال في نطا الوحدة. وةذا الفهم العميق لرسالة األمة العربية أدركطتط ل بشطكطل تامل القود المعادية لهال لذا تراةا تنطلق في عدائها للعرب من عميق إدراكها لمعاني رسالة أمتهم المستندة إلى تراثٍ حضاريٍ عميقٍ ودينٍ رساليٍ خالدٍ وقطيطمٍ أخالقيةٍ عاليةل لذا نرد أن كل محاوالت ضرب األمة العربية إنمطا تعمل على ضرب تراثها وحضارتها وتاري ها ودينهطا وقطيطمطهطا الساميةل وبهذا المعنى يكون صراع أعداء األمةل صهاينة وفرساً وغربيين استعماريينل وامتداداتهمل مع األمة صطراعطاً شطامطالًل ويكون ت دي األمة لهؤالء األعداءل جميعاًل ت دياً شطامطالً فطي مهمة رسالية شاملة ال يقدر عليها إال المناضلطون الطرسطالطيطون المتمتعون بالرؤية الشاملة. وفي رؤية مستقبلية عميقة وثاقبة أدرك "البعطث" قطبطل 76 سنة أن وحدة األمة ليست عمالً آلياً يحدث من تطلطقطاء نطفطسط نتيجة لظروف األمة وتطورةال "فالظروف ال ت دمهال والتطور قد يسير معاكساً لها نحوِ تبلورٍ كا بٍ للتجزئة" وةو بطالضطبطط مطا يحدث اليوم من تنامي الدعوات القطرية االنعزاليةل بل ت اعطد ضجيج الدعوات التفتيتية على وفق الهويات الطائفية والعرقطيطة والمناطقيةل ومن ةنا جعل "البعث الطوحطدة "فطاعطلطيطة وخطلطقطاً ومغالبةً للتيارل وسباقاً مع الزمنل أي إنها تفكير انقالبي وعطمطل نضالي." وألن "البعث" ليس فكراً خيالياً طوباوياًل كما قلنال فقد أدرك أن بسب التشوّه العميق الحاصل في ش ية األمة وأفطرادةطال على مدد قرونل يتوجّ االنطال في مسطيطرة الطوحطدة عطلطى مراحلل فهي ليست قراراً رسمياً يتّ ذه حطكطام أقطططار عطربطيطة وينفذون فوراًل فقد فشلت تجارب وحدوية لم تكن مستندة إلطى فهمٍ عميقٍ أصيلٍ لمعاني الوحدة مما ادد الى انعكاسات سلبية على األمة وعلى فكرة "الوحدة" بحدّ اتها. وتبعاً لذل فقد أدرك "البعث" أن أوضاع األمة فطي جطمطيطع أقطارةال وفي كل نواحي حياتطهطا السطيطاسطيطة واالجطتطمطاعطيطة والفكرية تستدعي إعادة نظر شاملة وبطدايطة جطديطدةل تطكطون بمثابة عملية "إنقا م يرية"ل ومن ةنا فقد بطدأ مطنطذ الطعطام 7496 يبشّر بمشروعٍ قوميٍ أكثر واقعيةل فكان العمل على بلورة "مشروع العمل العربي المستقبلي"ل ورأد في لط الطمطشطروع ال يغة الوحيدة القادرة على إنقا األمة وتمكينها مطن تطجطاوز حالة الضعف والتردي التي نشهدةال وبطدايطة الطعطمطل الطجطدي والفعال لتحقيق تضامن عربي حقيقي يطرح مشكالت األمة على أساس كونها "وحدة ال تتجزأ" وينظر إلى وزن األمة في مواجهة ةذه المشكالت. كما اكتشف القائد المؤسس ليس حقيقة االيمان ودوره فطي حياة الفرد والمجتمع بشكل عام فحس ل حيث اإليمان حطقطيطقطة يتشارك بها جميع أتباع الديانات السماويةل بطل إنط اكطتطشطف حقيقة اإلسالم كدينل واكتشف حقيقة دوره في نهطضطة األمطةل وفي صيرورتها "كأمة" بعد أن كانت قبائل الطعطرب فطي شطبط الجزيرة متنافسة بل متناحرة ال يعرف لها إسهطام حضطاري فطي مسيرة البشرية. لقد شكّل ةذا الفهم العميق لحقيقة "اإلسالم" أةم مميزات "البعث" فكراً وحزباً في مرحلة لم تكن األحطزاب والطجطمطعطيطات والش يات القومية تجرؤ على فهم حقيقت ل وإ ا فهمتهطا لطم تجرؤ على إعالنهال بل المؤكد انها لم تعالجها في أدبياتها حتى في المراحل الالحقة. ولو نظرنا إلى فهم المرحوم عفلق العميق لإلسالم حينطهطال نجد إن يتفو بمراحطل وأشطواط مطتطقطدمطة جطداً عطلطى كطل الطروحات التي كان مفكرون )مسلمون( يتحدثون بها. تعمّقل عزيزي القارئل بقول األستا عفلق "بدافع الح لألمة العربية أحببنا اإلسالمل منذ السن اليافعةل وبعد أن اقتربنا أكطثطر من فهم اإلسالمل أضحى حبنا ألمتنا يتل ص في حبنا لإلطسطالمل وفي كون األمة العربية ةي أمة اإلسالم." وأنال اليومل أجزم القول بأن لو فهمت األمة العربيطةل بطكطل تياراتها الفكرية وتنظيماتها الحزبيةل حقيقة واقعهطا وحطقطيطقطة دورةا وحقيقة رسالتها على ةذا النحول ولو انها فهمت حقطيطقطة موقف "البعث" من "اإلسالم" كما ةو فعالً لحدث تغيرٌ ةائلٌ فطي مسارةا. على جميع األصعدة. ما نراه في فكر "البعث" ةو الفهم الحضاري الثوري لإلسطالم المتعلق بوجود األمة وبهويتهال وليس الفطهطم الطتطعطبطدي لط فحس ل فلقد رأد القائد المؤسس ماليين المسلطمطيطن يطؤدون فرائ الدين التعبدية ولكنهم بال فاعليةل غثاءٌ كغثاء السطيطلل رأد فيهم "تابعون لدينٍ ورثوه وليس أبناء دينٍ ارتطقطوا الطيط "ل ومن ةنا التقط فكر "البعث" جوةر اإلسالم فطي الطوحطدة وفطي التحرر وفي العدالة االجتماعية وفي الثورة علطى الطبطاططل وفطي محاربة الظلم وفي تحفيز الكامن من الطططاقطات فطي الطنطفطس البشريةل وصوالً إلى تحقيق "الش ية العربية التي تسطتطلطهطم ثورة اإلسالم وروح ورسالت الحضارية" وةي الش يطة الطتطي تحقق ل االنسجام الواج أن يكون بين االنسان العربي فطي ةذا الزمن وبين حقيقة كون األمة أمة رسالة وأنهال برسالتها ال بعن ريتهال أصبحت خير أمة أخرجت للناسل فال معنى ل طيطريطة األمة إن لم تحقق قيم العدالة والحق وال ير والجمال )تطأمطرون بالمعروف( وال معنى ل يريتها إن لم تردع الباطل وتطثطور عطلطى الظلم وتنقل على الفساد واالنحراف )وتنهون عن المنكطر( وال معنى ل يريتها إن لم تكن مؤمنة حقاً )وتؤمنون باهلل(. ولم يغفل القائد المؤسسل يرحم اهللل دور القائد النطمطو ج في تمثيل ةذه المعانيل فجعل من حيات مرآة لهال ولو نطظطرنطا إلى مسار حيات وسلوك الفردي وعالقات الرفاقية نراه يجسّد


في محطات حيات كلها معاني خيرية األمطة ومطعطانطي ارتطبطاط الفكر بالواقع ومعاني الوحدة والحرية واالشتراكية. و "البعث" ةو أول تنظيم عربي يتجاوز ثطنطائطيطة الطقطططريطة والقوميةل فهو يتحرّر من ضيق القطرية إلطى رحطابطة الطفطضطاء القومي األوسعل وةو أول تنظيم عربي يتجاوز ثنطائطيطة اإليطمطان واإللحادل فيعبر عن موقفٍ حاسمٍ ال تردّد في عن إيطمطانط ل وةطو أول تنظيم عربي يتجاوز ثنائية المسلم٠ وغير المسلمل فطيطجطمطع كل من انتمى إلي في بوتقة واحدة تنتمي إلى االمة الطعطربطيطة وتعمل على بعثها ونشر رسالتها الحضارية ال الدة . واألةم في ةذا كل ل أعني تجاوز الثنائياتل أن "الطبطعطث" لطم يؤمن بذل على المستود الفكري فحس ل بل إن حلّق بالوحدة الفكرية في ةذه المقوّمات إلى ميادين تطبيطقطهطا تطنطظطيطمطيطاً وسلوكياًل وةذه ميزة لم يتميز بها إال "البعث" وال أعرف أن فكطراً بشرياً آخر استطاع أن يحقّقها على صعطد الطفطكطر والطتطنطظطيطم والسلوك في آن معاًل وال أظنّ أن ةناك مطن يسطتطططيطع لط سواه. لقد تجاوز "البعث" كل أحاديث االتجاةات الفطكطريطة األخطرد عن العروبة واإلسالم بفهمٍ ال أعمق من وال أرقىل وتقدّم عطلطى كل التنظيمات السائدة في األمةل بإدراك أن "الطعطروبطة جسطدٌ روح اإلسالم" وبإدراك أن "اإلسالم ليس ديطنطاً فطحطسط ل بطل ةوية حضارية انسانية جامعة" . وةكذا حسم الفكر البعثي األمر مبكراً وباختياره وليس اضطراراًل حسم في وحطدة عضطويطة ال جدليةل ال بل أن أكد أن سيأتي "يوم يطجطد فطيط الطقطومطيطون أنفسهم المدافعون الوحيدون عن اإلسالم" ألن دفطاعطهطم عطن "اإلسالم" مهمة دفاعٍ عن ةوية بل عن وجودل ومطن ةطنطا أكطد "البعث"ل وليس غيرهل على ضرورة "أن تكتشف الطوائف العربيطة غير المسلمة أن اإلسالم ةو ثقافتهال وحضارتها وأثطمطن شطيء في عروبتها" بل وأوج على تل الطططوائطف أن "تُطبطاةطي بط حضارات األمم األخرد." واليوم وفي ظل الهجمات الشنعاء على الفكر القوميل كثيطراً ما يهاجم أعداؤنا "البعث" باعتباره حزباً علمانيطاًل وتطكطرار ةطذه المقولةل مع التشوي الطمطتطعطمّطد الطحطاصطل لطفطكطر "الطبطعطث" ولعلمانيت ل ل ق د خبيث وةو الربط بين فكر "البعث" والفكطر العلماني االجنبي المجرد من كل القيم الروحيةل الفكر الطرافط لإليمان والذي ال ينكر اإللحادل بل ويعلن االلحادل وةذا كما قلنطا مق د خبيث ينبغي العمل على فضح دوما. ال حيح أن علمانية "البعث" ةي - مدنية الطدولطة - الطتطي يقودةا الحزب حيث يكون كل المواطنين سواسية أمام القانون وأمام فرص الحياةل وتكون قوانينها مستلهمة مطن الشطريطعطة كم در اساسي للتشريعل وفي نفس الطوقطت مطنطفطتطحطة عطلطى القوانين والدساتير العالمية وتطورات الطعط طرل وبطمطا يطالئطم خ وصية وقيم وواقع امتنا العربية وةكذا يتم تحقيق مطعطادلطة االصالة – المعاصرة التي ميزت البعث . نأمل أن نكون بعد ةذه الرحلة الفكرية قد أجبنا على سطؤال البداية: بما ا تميز "البعث" حتى صار كلَّ حديث عن الطقطومطيطة العربية والوحدة العربية واألمة العربية مرتبطاً ب بالضرورة؟! وأجدني في ختام ةذه السياحة الفكطريطة مطعطنطيٌ بطالطقطول لنفسي ولمن يقرأ: إنني اليوم بعد أكثر من أربعة عطقطود عطلطى االنتماء إلى ةذه المدرسة العظيمةل فكراً وحزباًل أجطد نطفطسطي أقرب إلى روح البداياتل روح "عهد البطولة"ل روح أولئ "الطذيطن يُجاة رون بأفكارةم ولو وقف ضدّةم أةل األرض جطمطيطعطال روح أولئ المتسلّحين بالشجاعة وال بر والثبات وال طالبطة" عطلطى طريق ات الشوكةل طريق األمة العربية الواحدة ات الطرسطالطة ال الدة.


حتى لو لم ترتق ثوابت البعث كلى مستوى المعادالت العلمية التي تُبنى عليها قوانين الطبيعة، كالَّ أن لها معادالت أخرى تساعد الفكر القومي على أن يكون أقرب كلى المعادالت العلمية التي تجعل الدولة القومية أكثر واقعية للتطبيق من جميع المشاريع األخرى. عرف التاريخ دوالً كمبراطورية عديدة، وجدنا بالبحث التاريخي االجتماعي، أنها لم تصمد أمام موجات التغيير، بل انهارت بفعل الزمن وبفعل أنها كانت تبني دوالً وقفت ضد رغبات الشعوب في حكم نفسها بنفسها وكدارة شؤونها بأيد مستقلة عن القسر واإلكراه. ولذل فقد انهارت الدول ذات النزعات اإلمبراطورية التي تغزو الشعوب وتستعبدها وتستثمر ثرواتها وبناها العاملة، وكبت حرياتها، واستعباد مجتمعاتها. وكذا فتشنا وايا التاريخ لوجدنا أن انهيار تل اإلمبراطوريات يشمل جميعها مهما كانت هويتها، ووجدنا أيضاً في تاريخنا المعاصر مثل تل النزعات، التي حاولت أن تنتج نفسها، وتجديد جلود تل األيديولوجيات الغابرة، بأشكال وألوان جديدة. وهذا األمر الذي طبع القرن العشرين وأمتدَّ كلى الجيلين األولين من القرن الواحد والعشرين. تميَّزت الدول ذات األعماق اإليديولوجية المادية بأنها لم تتعلَّم من دروس التاريخ شيئاً، فانقسمت كلى دول اعتنقت الرأسمالية مذهباً، وكلى دول صدَّرت نفسها تحت شعارات االشتراكية والعدالة االجتماعية. ونبت على حواشيها مشاريع أخرى تتبنى األيديولوجيا الدينية، البعض منها عملت على العودة بالتاريخ مئات السنين كلى الوراء لتبني مشاريعها على قوانين وتشريعات بعضها بعيدة كل البعد عن قوانين العصر وتشريعاته، والبعض اآلخر اتَّجه كلى بناء دول قائمة على الغيبيات، التي تُعتبر أوهى من خيوط العنكبوت.علماً أن جميع تل المشاريع، لم تحيا طويالً حتى أخذت تتهافت واحدة تلو األخرى، بمهلة لم تتجاو القرن الواحد. تل الوقائع دفعت بنا كلى كعادة التذكير بأهمية الثوابت والمعادالت التي استند كليها الفكر القومي العربي، الذي كانت من أهم كنتاجاته والدة حزب البعث العربي االشتراكي، الذي بلغ هذه السنة عامه السادسة والسبعين. وكذا كان الضد يُظهر حسنه الضد، كان من المفيد أن نفتتح مقالنا هذا بنقد سريع لكل التيارات األيديولوجية اإلمبراطورية، المادية والدينية. والتي من خالل مظهرية سقوطها تباعاً تشكل السبب األساسي في كعادة التذكير بمشرو البعث الفكري والسياسي. حاولت وتحاول كل األيديولوجيات النقيضة للفكر القومي العربي أن تحجب شمس البعث بغرابيل كثيرة تبدأ بتشويهه، وال تنتهي بالعمل على اجتثاثه. بدأت منذ عشرات السنين، وال تزال مستمرة بالعمل على تنفيذ مشروعها المعادي. وفي الضد من تل المحاوالت، كان البعث على الرغم من كل الجروح والكسور التي ألحقتها به طوابير أعداء الفكر القومي، يمضي في دفاعه عن حدوده الفكرية والسياسية، سيما و أن كل الحلول المعادية المطروحة لم تُجدِ نفعاً لالمة العربية، ال بل كانت تزيد األمور تعقيداً، وتزيد األ مات سوءاً، حيث تؤكد االحدا والتحديات التي تمر بها االمة كل يوم صحة مبادئ البعث في ضرورة وحدة االمة وتحررها وتحقيق العدالة االجتماعية البنائها كشروط اساسية الي نهضة عربية واالنتصار على التحديات. وكن الالفت في األمر، هو أن كل المشاريع المعادية، دينية كانت أم غير دينية، أخذت بالتهافت تباعاً. ابتدأت بتهافت المشرو اإلمبراطوري األميركي على أيادي المقاومة الوطنية العراقية، وتاله تهافت المشرو التركي الذي سعى للمساهمة في ما يسمى بمشرو الشرق األوسط الجديد، وانعكس تراجعه سلباً على حركات اإلخوان المسلمين، وهذا المشرو الغيبي التوسعي اإليراني يلفظ أنفاسه األخيرة، السباب ذاتية نتيجة لرفض الشعب االيراني له والثورة عليه، واخرى موضوعية تتعلق بالمقاومة العربية له، اضافة الى في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي االشتراكي: لَن يستَطيعوا أن يَحْجِبوا شَمس البَعث بغِربَال حسن خليل غريب


بعض المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة بفعل دخول الصين معركة بناء قوة ثانية تستطيع أن تتصدى لنظام القطب الواحد. وبمثل هذا التهافت، أخذت أهمية المشرو القومي العربي، بثوابته الثالثة الوحدة والحرية واالشتراكية، تندفع كلى واجهة األحدا الراهنة. وأصبحت العوامل العربية الداخلية المُعيقة التي لم تُعر في الماضي اهتماماً لمضامين الفكر القومي العربي، أخذت تتَّجه كلى كعادة النظر في مواقفها السابقة. وهذا ما أخذ يُحد متغيرات توحي بعقود قادمة من الحصاد اإليجابي. وكذا كانت ثوابت البنيان الداخلي العربي التي أعلنها البعث منذ سبع وسبعين عاماً مضت، وظلَّ البعثيون يعتقدون بأنها تشكل الحل األكثر صالحية لحل المشاكل واأل مات العربية، ف نها بعد تراجع القوى المعادية، أصبحت حاجة ضرورية للعرب في هذه الظروف العصيبة. وسننهي مقالنا ب عادة التذكير بتل الثوابت، مع تكثي للمسارات التي على العرب، أنظمة رسمية وتيارات شعبية وأحزاب عربية، أن تسلكها مستفيدة من المتغيرات الجديدة بعد تهافت كل المشاريع المعادية للقومية العربية. وهي مجموعة من النتائج التي نعتبر أنها سوف تشكل بنظرنا خشبة الخالص لنجاة األمة العربية في العقود القادمة: -في مواجهة القوى الدولية الكبرى، فان االنطالق من مبدأ العالقات الدولية على أساس المصالح المتكافئة، يشكل المسار السليم لتل العالقات. -في مواجهة القوى اإلقليمية، أي الجوار الجغرافي للعرب، هو اعترافهم بسيادة العرب على أقطارهم كافة، واالمتنا كلياً عن تدخل أي منها في شؤونهم الداخلية. بين هذا المبدأ وذال، يترتب على العرب جميعاً، على شتى المستويات، أن يقوموا بردم كل ثغرة يمكن للخارج أن يتَّخذها ذريعة للتدخل، عبر الخطوات التالية: -بعد تجربة تاريخية طويلة، فان كل نزعة قطرية تعمل على تفتيت الوطن العربي حسب خطوط جغرافية، أو على تفتيته كلى دويالت طائفية أو أممية عابرة للوطن والقومية، تشكل كعاقة كبرى تحول دون وحدتهم . - وألن النزعات األممية، هي أكثر من عمل على تجهيل الهوية القومية العربية، ووق موق العداء منها، فانها تتحمَّل المسؤولية كاملة. وخاصة المادية الغربية واالممية الشيوعية و تيارات اإلسالم السياسي التي تسهم كسهامات خطيرة في كنبات الفكر الطائفي التكفيري المفَتِّت لالمة العربية، بما جعل من الفكر الوطني والقومي بعبعاً خطيراً. -وبفعل المتغيرات الجديدة على الصعد الدولية واإلقليمية والعربية، فانه على العرب كافة، أن يأخذوا موقعهم على طاوالت رسم مستقبل العالم، وباألخ منه الوضع العربي، بالعمل على مالقاة تل المتغيرات، التي بدت في األفق العربي كنقطة ضوء في أول النفق. ولعلَّ من أهمها ظهور الوعي الخليجي خاصة، والعربي بشكل عام، ألهمية األمن القومي العربي أوالً، وتوظي الثقل االقتصادي الكبير ثانياً، والنظر كليهما برؤية قومية شاملة، بما يؤهل العرب للجلوس كلى الطاوالت التي ترسم خريطة للنظام الدولي والتي لها انعكاساتها على الوطن العربي ودول اإلقليم المجاورة لها. وذل لضمان امن ومصلحة االمة العربية في ظل هذه المتغيرات. -وألن بعض االقطار العربية فرضت نفسها على القوى الدولية واإلقليمية في الجلوس معها وتقرير مصيرها بنفسها، يبقى عامل الثقة المفقود بين العرب، نظاماً رسمياً وشعبياً، ثغرة أساسية، من واجبهم سدها بأن يعيدوا النظر في طريقة كعادة اللحمة كلى وحدة صفوفهم، كأهداف سياسية واقتصادية. وليس هنال من فرصة أهم من التقاطها في هذه المرحلة. -وألن تجربة الستينيات كانت مثاالً تاريخياً، يمكن العرب البناء عليها، والبدء من حيث انتهت لذل ، نرى أن الفرصة سانحة، فهل نلتقطها، وخاصة أنها تلتقي ببعض جوانبها االستراتيجية من ثوابت البعث وبما ال يتقاطع مع تل المبادئ والثوابت.


إصدارات املناسبة


Click to View FlipBook Version