The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by ayaribrahim90, 2016-02-23 11:14:48

aaaa

‫دليــل مب ّسـط فـي‬

‫تقنيـات الحـوار و بناء ال ّتوافق‬

‫الحـوار كوسيلة لتفادي العنف ودعم الحلول السلمية‬

‫‪2015‬‬



‫دليــل مب ّسـط فـي‬

‫تقنيـات الحـوار و بناء ال ّتوافق‬

‫الحـوار كوسيلة لتفادي العنف ودعم الحلول السلمية‬

‫‪2015‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬ ‫المحتوى‬

‫التخطيط‬ ‫‪ .1‬ال ّتخطيط‬
‫‪ .2‬المضمون‬
‫‪04‬‬ ‫تقديم‬ ‫‪ .3‬الملاحق‬
‫‪ .1‬الإطار المفاهيمي لل ّنا ع‬ ‫‪ .4‬معجم المصطلحات‬
‫‪06‬‬ ‫‪ .5‬بيبليوغرافيا‬
‫‪ .1.1‬ماه ّية ال ّناع‬
‫‪07‬‬ ‫‪ .2.1‬سياق النزا ع‬ ‫‪2‬‬
‫‪08‬‬ ‫‪ .3.1‬مصادر النزاع‬
‫‪09‬‬ ‫‪ .4.1‬موضوعات النزاع‬
‫‪10‬‬ ‫‪. .5.1‬أطراف النزاع‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .6.1‬اتجاهات أطراف النزاع‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .7.1‬تط ّور‪ /‬ديناميكية النزاع‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .8.1‬أساليب النزاع‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ .9.1‬العنف‬
‫‪17‬‬ ‫‪ .10.1‬النزاع البناء و النزاع الهدام‬

‫‪19‬‬ ‫‪ .2‬تحليل النزاع‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ .1.2‬المفهوم‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .2.2‬لماذا نحلل النزا ع‬
‫‪ .3.2‬أدوات تحليل النزا ع‬
‫الفهرس‬

‫‪ .2.3‬التدخل لتسوية النزاع ‪48‬‬ ‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬
‫‪ .1.2.3‬متى يتم التعامل مع النزاع؟ ‪48‬‬
‫‪ .2.2.3‬أساليب التدخل لتسوية النزاع ‪49‬‬ ‫‪ .1.3.2‬مراحل النزا ع ‪22‬‬
‫‪ .3.2.3‬طرق مختلفة لحل النزاع ‪54‬‬ ‫‪ .2.3.2‬خريطة النزا ع ‪24‬‬
‫‪ .1.3.2.3‬الوساط ة ‪56‬‬ ‫‪.3.3.2‬المثلث ت‪.‬س‪.‬س‪28 " ACC«.‬‬
‫‪ .2.3.2.3‬التحكيم ‪65‬‬ ‫‪ .4.3.2‬أداة البصلة ‪30‬‬
‫‪ .3.3.2.3‬التفاوض ‪66‬‬ ‫‪ .5.3.2‬شجرة النزاع ‪30‬‬
‫‪ .4.3.2.3‬الحوار ‪77‬‬ ‫‪ .6.3.2‬أداة تقدير درجة النزاع ‪33‬‬
‫‪ .4.2‬مداخل أساسي ة ‪36‬‬
‫‪ .4‬ال ّتيسي ر ‪84‬‬ ‫‪ .1.4.2‬السلط ة ‪36‬‬
‫‪ .2.4.2‬الثقاف ة ‪36‬‬
‫‪ .1.4‬ماهية عملية التيسي ر ‪85‬‬ ‫‪ .3.4.2‬الهوي ة ‪37‬‬
‫‪. 2.4‬مهارات وتقنيات التيسي ر ‪87‬‬ ‫‪ .4.4.2‬النوع ‪38‬‬
‫‪ .3.4‬مهارات طرح الأسئلة أثناء التيسير ‪91‬‬ ‫‪ .5.4.2‬الحقوق ‪38‬‬
‫‪ .4.4‬مراحل الوصول الى اتفاق ‪93‬‬ ‫‪ .6.4.2‬الطبقة ‪38‬‬
‫‪.5.4‬المهارات الأساسية والمهارات الخاصة في التيسير ‪96‬‬
‫‪.6.4‬كيفية إدارة المواقف الصعبة ‪102‬‬ ‫‪ .3‬التعامل مع النزا ع ‪40‬‬

‫خاتم ة ‪105‬‬ ‫‪ .1.3‬حل النزاعات البناء ‪41‬‬
‫‪ .1.1.3‬وضع استراتيجيا لمعالجة النزا ع ‪41‬‬
‫‪ .2.1.3‬متاهة النزاع الذي لا تتم إدارته ‪41‬‬
‫‪ .3.1.3‬تطوير برنامج فعال لإدارة النزاع ‪ :‬عشرة مبادئ ‪42‬‬
‫‪ .4.1.3‬الإنذار المبكر ‪42‬‬
‫‪ .5.1.3‬ملخص حل الصراعات الب ّناء ‪46‬‬

‫‪3‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫تقديم‬

‫لـم يعـد الاهتمـام بالنزاعـات مقتصـرا عـى الدراسـات الأكاديميـة أو عـى تدخـل الخـراء بـل أصبـح كذلـك مجـال اهتمـام منظمـات المجتمـع المـدني دوليـة كانـت‬
‫أم محليـة‪ .‬وذلـك انطلاقـا مـن الاهتمـام الرئيـي لهـذه المنظمـات بالتنميـة والـي تب ّيـن ارتباطهـا بالـزاع بحيـث أصبـح تجاهلـه يشـكل إحـدى معوقـات التنميـة‬

‫عـى الصعيـد الاقتصـادي‪ ،‬الاجتماعـي أو السياسـي‪...‬‬
‫وبنـاء عليـه أصبـح الحفـاظ عـى التماسـك الاجتماعـي للمجتمعـات المحليـة إحـدى الغايـات الـي يشـتغل مـن أجلهـا الفاعلـون في المجتمـع المـدني و مـا‬
‫ينفذونـه مـن مشـاريع وبرامـج‪ .‬أمـا نجـاح هـذه الجهـود فيفـرض شـرطا أساسـيا يتمثـل في تعزيـز قـدرات هـؤلاء الفاعليـن في عديـد المجـالات مثـل التعامـل مـع‬
‫الـزاع واسـتباقه وتدعيـم ثقافـة وتقنيـات الحـوار‪ .‬وهـو مـا يسـتوجب إدراج اسـتباق الـزاع كإحـدى المقاربـات الأساسـية في شـى برامـج و مشـاريع منظمـات‬
‫المجتمـع المـدني مـن أجـل إقنـاع السـلط الرسـمية بضـرورة مشـاركتها في تفعيـل هـذه المقاربـة‪ .‬وفي هـذا الإطـار أدرج برنامـج الأمـم المتحـدة الإنمـائي هـذه‬

‫المقاربـة في برامجـه انطلاقـا مـن قناعتـه بـأن السـلم والتنميـة وجهـان لعملـة واحـدة‪.‬‬
‫ينـدرج وضـع هـذا الدليـل في إطـار هـذه الرؤيـة الإسـراتيجية وهـو موجـه إلى نشـطاء المجتمـع المـدني في تونـس وغيرهـم مـن المهتميـن سـعيا لتحقيـق جملـة‬

‫مـن الأهـداف أهمهـا‪:‬‬
‫▪ توفير مدخل مب ّسط لموضوع ال ّناع وتقنيات الحوار وبناء ال ّتوافق‪.‬‬
‫▪ تقديم جملة من الوسائل المنهجية التي وضعها المختصون في هذا المجال‪.‬‬

‫▪ تبسيط المفاهيم و المقاربات يمثل إحدى أولويات هذا الدليل‪.‬‬
‫▪ تعزيز قدرات الفاعلين من المجتمع المدني وتنمية وعيهم بمقاربة استباق النزاعات‪.‬‬
‫▪ التأكيد على أهمية الوسائل الغير رسمية و فعاليتها في استباق و معالجة النزاعات و تعزيز التماسك الاجتماعي من أجل التنمية المستدامة‪.‬‬
‫▪ جلب اهتمام منظمات المجتمع المدني من أجل إدراج مقاربة استباق النزاعات في برامجها و مجالات اهتمامها‪.‬‬
‫▪ نشر ثقافة الحوار و ال ّتعايش ال ّسلمي في معالجة ما يطرأ على المجتمعات المحلية من تحديات‪.‬‬

‫تحقيق هذه الأهداف يفترض جملة من الخيارات المنهجية أهمها‪:‬‬
‫▪ لا يطرح هذا الدليل نفسه كمرجع أكاديمي في مجال معالجة و استباق النزاعات بل يقدم تأليفا لأهم الأعمال الأكاديمية‪.‬‬

‫تقديم‬ ‫‪4‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫يحتـوي هـذا الدليـل عـى أربعـة أقسـام‪ .‬يقـرح القسـم الأول تقديمـا لـإ طـار المفاهيمـي للـزاع‪ .‬أمـا القسـم الثـاني فنتنـاول فيـه مختلـف مقاربـات تحليـل الـزاع‪.‬‬
‫ثـم نقـدم مختلـف آليـات التعامـل السـلمي مـع الـزاع فيمـا ٌي َخ ّصـص الجـزء الأخـر مـن هـذا الدليـل للتيسـر كآليـة نموذجيـة للتعامـل مـع الـزاع مـن و جهـة نظـر‬

‫مبدئيـة و تقنيـة إيمانـا بـدوره الفعـال والقيمـة المضافـة الـي مـن شـأنه أن يقدمهـا للمحافظـة عـى ال ّتماسـك الاجتماعـي‪.‬‬
‫وقـد تـم اختيـار مـادة الدليـل مـن عـ ّدة مصـادر في نفـس الموضـوع منهـا أد ّلـة لبعـض المن ّظمـات ال ّدول ّيـة‪ ،‬ومـوارد تدريب ّيـة لمد ّربيـن في مجـال ال ّتعامـل مـع ال ّناعات‬

‫إضافـة إلى مراجـع أكاديم ّيـة في الاختصاص‪.‬‬
‫نقدم هذا الدليل لإثراء مكتبة منظمات المجتمع المدني أملا في دعم جهودها من أجل السلم والتنمية‪.‬‬

‫لماذا هذا الدليل ؟‬
‫يندرج ضمن جهود برنامج الأمم المتحدة الانمائي لدعم الحوار الوطني‪ .‬و يهدف إلى توفير مرجع مب ّسط حول تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‪.‬‬

‫لمن يتو ّجه ؟‬
‫نشطاء المجتمع المدني و ك ّل من يهت ّم بهذا المجال‪.‬‬

‫كيف نستعمله ؟‬
‫الانطلاق من المقاربات النظر ّية و التقن ّية المقترحة و تعديلها حسب معطيات الحالة‪.‬‬

‫الأهداف البيداغوج ّية‬
‫▪ الا ّطلاع على أه ّم آليات فهم و تحليل ال ّناع‪.‬‬

‫▪ فهم أساليب التسوية ال ّسلم ّية للنزاعات‪.‬‬
‫▪ التمكن من تقنيات الحوار و ال ّتوافق‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪1‬‬
‫الإطار المفاهيمي لل ّناع‬

‫‪6‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪ .1.1‬ماه ّية ال ّناع‬

‫الـ ّزاع ليـس بالضـرورة عنيفـا أو سـلب ّيا‪ ،‬ولكـن بالأحـرى متأصـل في جميـع المجتمعـات‪ .‬وهـو بالتـالي وجود علاقة بين طرفيـن على الأق ّل (أفـراد أو مجموعات) لديهم‬
‫أو يعتقدون أ ّن لديهم أهداف واحتياجات ومصالح متضاربة‪.‬‬

‫الـ ّزاع ليـس سـلبيا بطبيعتـه‪ .‬بـل هـو أمـر موجـود‪ ،‬لا مفـر منـه في حياةالإنسـان‪ .‬ويمكـن أن يكـون الـ ّزاع إيجابيـا ويشـجع عـى الإبـداع كمـا يمكـن يمكـن أن يـؤدي‬
‫في بعـض الحـالات إلى صراعـات‪ .‬المهـم هـو كيفيـة إدارة الـ ّزاع لتج ّنـب تطـ ّوره وانزلاقـه إلى العنف‪.‬‬

‫كمـا أ ّن الـ ّزاع يتم ّثـل في عجـز شـخص أو أكـر عـن الاتفـاق عـى أمـر معيـن‪ ،‬ويمكـن توصيفـه أيضـا عـى أنـه انعـدام الاتفـاق أو الإجمـاع عـى الأهـداف بيـن‬
‫طرفيـن أو أكـر وتحولهـم مـن حالـة التوافـق إلى حالـة مـن التصـادم‪ .‬وقـد يكـون شـكل هـذا التصـادم ظاهـرا مـن خـال الأفعـال أو السـلوك‪ ،‬كمـا أنـه قـد يكـون‬

‫خفيـا لبعـض الوقـت بسـبب عـدم التعبـر عنـه مـن قبـل أطـراف الـزاع‪ ،‬قبـل أن يظهـر للعيـان بسـبب موقـف أو حـادث يكشـف مـا كان مخفيـا‪.‬‬
‫قـد يبـدو للبعـض أن الـزاع هـو مـرادف للصـراع‪ ،‬ولكـن في الحقيقـة فـإن الـزاع مفهـوم يختلـف عـن الصـراع‪ .‬يمثـل الـزاع مرحلـة سـابقة مباشـرة للصـراع ويعـر‬
‫عنـه «المناوشـات حـول موضـوع دون الحديـث فيـه مباشـرة أو الدخـول في احتـكاك مباشـر»‪ ،‬فهـو نـزاع مـن خـال تصرفـات مسـتقلة لفـرد مـا‪ ،‬أو جماعـة مـا‪ ،‬ضـد‬

‫فـرد آخـر أو جماعـة أخـرى‪ ،‬ويـؤدي ذلـك إلى حالـة مـن التوتـر وعـدم الرضـا بيـن الطرفيـن المتنازعيـن‪ ،‬وإذا اسـتمرت حالـة الـزاع فإنهـا تـؤدي إلى ال ّصـراع‪.‬‬
‫هناك العديد من التعريفات المختلفة لمصطلح النزاع‪ ،‬يمكن تقديم بعضها كما يلي ‪:‬‬

‫▪ «الـزاع هـو تصـارع فعـي بيـن طرفيـن أو أكـر يتصـور كل منهـم عـدم توافـق أهدافـه مـع الآخـر أو عـدم كفايـة المـوارد لكلاهـم وتعويـق تحقيـق أهدافهـم»‬
‫(ويلمـورت و هوكـر‪.)1991 ،‬‬

‫▪ «النزاع هو التصور أو الاعتقاد باختلاف المصالح‪ ،‬وأن تطلعات كل أطراف النزاع لا يمكن تحقيقها تزامنيا معا» (روبريت و برويت‪.)2004،‬‬
‫▪ «النزاع هو أي حالة يوجد فيها طرفان اجتماعيان يتصوران أن أهدافهما غير متوافقة» (ميتشيل‪.)1981 ،‬‬
‫▪ «النزاع هو عبارة عن مجموعة من الإدراكات لجملة من الأهداف غير المتوافقة» (ديفيز‪.)2009 ،‬‬

‫ك ّل هـذه المحـاولات لتعريـف الـ ّزاع ت ّتفـق ضمنيـا عـى أ ّنـه جـزء مـن حياتنـا اليوميـة‪ ،‬بـل هـو شـكل مـن أشـكال التفاعـل البشـري‪ .‬وغالبـا مـا يكـون إشـارة تدعـو‬
‫إلى النظـر فيمـا يـي‪:‬‬
‫▫ التعبير عن حاجة‪.‬‬
‫▫ التعبير عن قناعة‪.‬‬

‫▫ مظهر من مظاهر مشكلة تحتاج إلى حل‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫فالـ ّزاع مـن سـمات العلاقـات البشـرية‪ ،‬وللأمـر مسـتويات عـدة بـدءا مـن العلاقـات الشـخصية مـرورا بالعلاقـات الاجتماعيـة وصـولا إلى العلاقـات مـع الآخريـن‪.‬‬
‫وهـذه التعقيـدات منتشـرة في كل مـكان في العالـم‪ .‬فمـن المفيـد اذن تحليـل الـزاع‪ ،‬والبحـث عـن حلـول‪ ،‬فالـزاع إذا مـا تفاقـم و ّلـد صدامـا أو مواجهـة خطـرة‪.‬‬

‫والـزاع قـد يكـون إيجابيـا لأنـه يشـر إلى مشـكلة يجـب فهمهـا و معالجتهـا بـدءا بتحليـل المفاهيـم الأساسـ ّية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬سياق النزاع‬

‫السـياق هـو الإطـار السياسـي والاقتصـادي والاجتماعـي الـذي يحـدث فيـه الـ ّزاع‪ .‬مـن المهـم القـول أن معرفـة الـ ّزاع تمكـن المتدخـل مـن فهـم وتو ّقـع المواقف‬
‫والسـلوكيات واتجاهـات هـذا الـ ّزاع ‪ ،‬كمـا أن فهـم ال ّسـياق الـذي يحـدث فيـه الـزاع يمنـع المتد ّخـل مـن اتخـاذ قـرار غـر مناسـب قـد يع ّقـد الـ ّزاع بـدلا مـن حلـه‪.‬‬
‫و نذكر من أه ّم العوامل السياقية التي قد تؤثر على ال ّناعات ‪ :‬التاريخ والجغرافيا والانتماء العرقي وال ّدين والجنس وأجهزة الإعلام‪ ...،‬إلخ‪.‬‬

‫عنـد تحليـل هـذه العوامـل نجـد مثـا أن التاريـخ يشـكل عامـا مهمـا في حـدوث أو اسـتمرار حالـة الـ ّزاع بيـن طرفيـن أو أكـر‪ ،‬فاسـتمرار نـزاع معيـن لفـرة طويلـة‬

‫يشـر إلى وجـود أسـباب ذات جـذور عميقـة تحتـاج إلى بحـث وتمحيـص لمعالجـة آثارهـا الواضحـة في حالـة الـزاع‪ ،‬لهـذا ال ّسـبب مـن المهـم تحليـل ودراسـة تاريـخ‬
‫الـ ّزاع وإدراك التأثـر الـذي يملكـه التاريـخ عـى الوضـع الحـالي للـ ّزاع‪ .‬وفي هـذا ال ّصـدد ينبغـي فهـم أطـراف الـ ّزاع والقضايـا المتنـازع عليهـا في ال ّزمـن الماضي‪،‬‬

‫كمـا تشـكل كيفيـة حـل الـزاع في الماضـي عنصـرا أساسـ ّيا قـد يلعـب دورا محور ّيـا في حـ ّل الـزاع في الوقـت الحاضـر‪.‬‬
‫كما أن حوادث الماضي غالبا ما تلقي بظلالها على سلوك ّيات أطراف ال ّناع في الحاضر من حيث الش ّك وال ّريبة وفقدان ال ّثقة في العلاقة فيما بينهم‪.‬‬
‫أمـا فيمـا يخـ ّص الجغرافيـا وتأثيرهـا عـى حـدوث الـ ّزاع‪ ،‬فإننـا هنـا نتحـدث عـن عوامـل القـرب الجغـرافي ومـا يتركـه مـن أثـر عـى تشـكيل العلاقـة بيـن الأطـراف‬
‫المعن ّيـة‪ ،‬فقـد يكـون هـذا القـرب أحيانـا مصلحـة حيويـة لكليهمـا وفي أحيـان أخـرى قـد يكـون أحـد عوامـل حـدوث الـ ّزاع خا ّصـة إذا مـا اقـرن ذلـك بالخـاف عـى‬

‫ترسـيم الحـدود أو التنـازع حـول منطقـة جغرافيـة معينـة‪.‬‬
‫و يم ّثـل الـ ّزاع بيـن قبيلـة المسـر ّية و قبيلـة دينـكا أنقـوك السـودان ّيتين حـول منطـق ابـي مثـالا يعـ ّر عـن البعـد الجغـرافي للـ ّزاع نظـرا لارتبـاط القبيلتيـن بهـذه‬

‫المنطقـة الغن ّيـة بالمـوارد الطبيع ّيـة‪.1‬‬
‫ويشـكل الانتمـاء العرقـي أحـد أهـم المح ّفـزات لنشـوء الـ ّزاع خاصـة في ظـ ّل وجـود مجتمـع معيـن متعـدد العرق ّيـات والإثنيـات‪ .‬ومـن المعـروف أن ال ّشـعور‬

‫بالهو ّيـة والانتمـاء لعـرق أو مجموعـة معينـة يعتـر أحـد الحاجـات الأساسـية للإنسـان ذلـك فـإن طمـس هـذه الهو ّيـة يـؤدي في أغلـب الأحيـان لحـدوث صراعـات‬
‫عنيفـة كالصـراع بيـن الهوتـو والتوتـي في روانـدا عـام ‪ ،1994‬والحـرب الأهليـة ال ّلبنانيـة والـي امتـدت لسـنوات طويلـة وخلفـت آلافـا مـن القتـى والجرحـى‪.‬‬

‫وتشـكل المعتقـدات الدينيـة عامـل مهـم آخـر ضمـن العوامـل السـياقية السـابقة الـي تحيـط بحالـة الـزاع‪ ،‬والمهـم ذكـره هنـا بـأن القيـم والتعاليـم الدينيـة قـد‬

‫‪ 1‬الملحق ‪ 3‬‬

‫ ‪ . 1‬الإطار المفاهيمي لل ّنزاع‬ ‫‪8‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫تلعـب عـدة أدوار في موقـف الصـراع سـواء في التخفيـف مـن حـدة هـذا الصـراع أو في تأجيجـه وزيـادة التوتـر بيـن الأطـراف المتصارعـة‪ .‬ومـن الأمثلـة عـى ذلـك‬
‫الصراع في كوسـوفو عام ‪ 1998‬بين الصرب الكاثوليك والألبان المسـلمين‪ .‬أو ال ّصراع بين ال ّسـ ّنة وال ّشـيعة في العراق في مرحلة ما بعد نظام ص ّدام حسـين‪.‬‬

‫‪ .3.1‬مصادر النزاع‬

‫يقصـد بمصـدر الـ ّزاع السـبب الكامـن وراء ظهـور الـ ّزاع‪ ،‬وسيسـاعد فهـم وتنظيـم مصـادر الـ ّزاع في إمكانيـة التو ّصـل لح ّلـه‪ .‬كمـا أ ّن فهـم ال ّسـلوك البشـري‬
‫يسـاعد في الكشـف عـن دوافـع الأفـراد المنخرطيـن في الـ ّزاع‪ .‬وتو ّضـح عمل ّيـة تحديـد مصـادر الـ ّزاع ملامـح العلاقـة بيـن المشـاركين في الـ ّزاع ومـن يسـعون‬

‫لتفاقمـه واسـتمراره‪ .‬ممـا يسـاعدنا عـى تحديـد أنمـاط ال ّناعـات وتصنيفهـا‪.‬‬
‫هناك أنواع مختلفة من المصادر والأسباب التي تحدث ال ّناعات بسببها كما أشار لذلك "‪ 2"Moore‬في دراسته‪ ،‬يمكن إجمالها كما يلي ‪:‬‬

‫الصراعات التي تحدث بسبب العلاقات وتتسبب فيها ‪:‬‬
‫▪ العواطف الفياضة‬

‫▪ سوء الفهم أو الأنماط العامة‬
‫▪ ضعف التواصل أو سوء التواصل‬

‫▪ السلوكيات السلبية المتكررة‬
‫الصراعات الخاصة بالقيم وتتسبب فيها ‪:‬‬
‫▪ اختلاف معايير تقييم الأفكار أو السلوك‪.‬‬
‫▪ وضع أهداف يعتبرها طرف ذات أهمية كبرى‪.‬‬
‫▪ اختلاف أسلوب الحياة أو العقيدة أو الدين‪.‬‬

‫الصراعات الهيكلية وتتسبب فيها ‪:‬‬
‫▪ أنماط السلوك أو التفاعل التدميرية‪.‬‬
‫▪ التحكم غير المتكافئ في الموارد وحيازتها وتوزيعها وعدم التكافؤ في السلطة والنفوذ‪.‬‬
‫▪ عوامل بيئية أو طبيعية أو جغرافية تعيق التعاون‪.‬‬

‫▪ قيود زمنية‪.‬‬

‫‪Moore, C. W. (2003). The mediation process: Practical strategies for resolving conflict (3rd ed.) [Kindle]. San Francisco, CA: Jossey-Bass. 2‬‬

‫‪9‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫مصادر ال ّناع‬ ‫الصراعات المتعلقة بالمصالح وتتسبب فيها ‪:‬‬
‫▪ المنافسة الفعلية على مصالح ذات أهمية قصوى‪.‬‬

‫▪ المصالح الإجرائية‪.‬‬
‫▪ المصالح الفسيولوجية‪.‬‬
‫الصراعات الناتجة عن البيانات و تتسبب فيها ‪:‬‬

‫▪ قلة المعلومات‬
‫▪ التضليل‬

‫▪ اختلاف وجهات النظر حول مدى أهمية الأمور‬
‫▪ الاختلاف في تفسير البيانات‬

‫▪ الاختلاف في تقييم الإجراءات‬

‫‪ .4.1‬موضوعات النزاع‬

‫تعتـر المسـائل الـي تتخـذ الأطـراف منهـا مواقـف متباينـة بسـبب أهدافهـم المسـبقة مـن أهـم موضوعـات ال ّناع‪.‬كمثـال عـى ذلـك يمكـن أن تعتـر مجموعـة‬
‫مـا إنجـاز طريـق سـ ّيارة حـ ّا لعديـد المشـاكل في حيـن تعتبرهـا مجموعـة أخـرى تخريبـا للأراضـي الفلاح ّيـة الخصبـة‪.‬‬
‫أنواع موضوعات ال ّناع‪:‬‬
‫▪ موضوعات ال ّناع الناشئة عن محدودية الموارد (ال ّناع على الموارد ‪ /‬الموارد المادية)‪.‬‬
‫▪ موضوعات ال ّناع من أجل البقاء ‪ /‬ال ّناع على السلع الاستراتيجية‪.‬‬
‫▪ موضوعات ال ّناع التي تنشؤ حول آليات العلاقات (الآليات السلبية و موضوعات ال ّناع المتعلقة بالسلطة)‪.‬‬
‫▪ موضوعات ال ّناع الناشئة عن القيم (المعتقدات والقيم الدينية)‪.‬‬

‫ ‪ .1‬الإطار المفاهيمي لل ّنزاع‬ ‫‪10‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪.5.1‬أطراف النزاع‬

‫تنقسم العلاقات المتبادلة بين البشر الى صنفين‪:‬‬
‫أ‪ /‬التفاعل المتكامل (العلاقات المتكاملة)‪:‬‬
‫هـو التفاعـل الـذي يكـون فيـه اتجـاه السـهم في الفعـل والإسـتجابة متوازيـا‪ .‬فعندمـا يطلـب شـخص طلبـا يكـون لديـه توقـع معيـن‪ ،‬فـإذا جـاء الـرد متوافقـا مـع‬
‫التوقـع تصبـح العلاقـة متكاملـة ويرتـاح الطرفـان‪ .‬والتعامـل بهـذه الطريقـة مريـح للطرفيـن‪ ،‬لأن كل طـرف يحصـل عـى مـا يريـد مـن التفاعـل دون مفاجـآت‪.‬‬
‫ونصفهـا بالمتكاملـة‪ ،‬حيـث أنهـا علاقـات متجانسـة منسـجمة مـع بعضهـا‪ ،‬ولا تسـبب مشـاكل‪ ،‬لـذا يجـب دائمـا أن يهـدف الفـرد إلى أن تكـون علاقاتـه متكافئـة‬

‫مـع الأشـخاص الذيـن يتعامـل معهـم‪.‬‬
‫ب‪ /‬التفاعل المقطوع (العلاقات المتقاطعة) ‪:‬‬
‫تختلـف عـن العلاقـات المتكاملـة في طبيعتهـا والآثـار المترتبـة عليهـا‪ ،‬عندمـا يطلـب شـخص طلبـا يكـون لديـه توقـع معيـن‪ ،‬فيـأتي الـ ّر ّد مخالفـا لتو ّقعـه‪ ،‬فـا‬
‫يرتـاح ال ّطرفـان‪ ،‬وهنـا ينقطـع ال ّتواصـل عندمـا تكـون الأسـهم متقاطعـة‪ ،‬ويحـدث الخـاف الـذي يتحـول بـدوره إلى نـزاع ثـ ّم إلى صـراع‪.‬‬
‫ويقصد بالأطراف الجهات المشاركة في ال ّناع‪ .‬ويمكن أن تكون الأطراف أفرادا أو جماعات أو منظمات أو مجتمعات أو أمم‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم الأطراف المشاركة في ال ّناع على مستويات مختلفة إلى ثلاث مجموعات ‪:‬‬
‫▪ المجموعة الرئيسية‪ :‬أولئك الذين لهم مصلحة مباشرة في ال ّناع‪.‬‬
‫▪ المجموعة الثانوية‪ :‬أولئك الذين لهم مصالح غير مباشرة في ال ّناع‪.‬‬
‫▪ المجموعة الجانبية‪ :‬أولئك الذين لهم مصالح بعيدة في ال ّناع‪.‬‬
‫فيالعادة‪،‬يبدأتحليلال ّناعبتعريفاللاعبينفيه‪.‬المصطلح"لاعب"يشملأيطرفيمكنأنيكونلهتأثيرعلىنتيجةال ّناع‪،‬أوأيطرفيمكنأنيتأثربتلكالنتيجة‪.‬‬
‫‪ - 1‬ضمن اللاعبين‪ ،‬في العادة يم ّي المحللون بين اللاعبين الرئيسسين‪ ،‬الثانويين‪ ،‬والأطراف الثالثة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬في ال ّسودان ال ّناع جمع بين قبيلة المسير ّية‬
‫وقبيلة دينكا أنقوك كلاعبين رئيسيين‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ - 2‬اللاعبـون الثانويـون ليسـوا هـم الأطـراف الفعليـون في الـ ّزاع لكـن لديهـم مصالـح وتأثـر بدرجـة عاليـة عليـه يكـون مـر ّده في أغلـب الأحيـان‬
‫تقاربه ـم‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬في ذات ال ّناع بال ّسودان تأتي الحكومة وحركة التم ّرد كلاعبين ثانويين‪.‬‬

‫‪ - 3‬اللاعبون من الأطراف الثالثة هي الأطراف الأخرى المهتمة بالنزاع والتي لديها مصالح وتأثير في أحداث معينة وهم موجودون في بيئة النزاع مثل‬
‫أجهزة الدولة والاعلام والمنظمات والوجهاء ‪ ...‬يمكن لهذه الأطراف أن تساعد في ح ّل النزاع أو أن تزيد في ح ّدته‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬الاطراف الثالثة في النزاع السوداني تتمثل في الولايات المتحدة الامريكية‬

‫ ‪ . 1‬الإطار المفاهيمي لل ّنزاع‬ ‫‪12‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫الأسئلة التي نوجهها عادة عندما نحلل اللاعبين المشاركين في ال ّناع‪:‬‬
‫‪ - 1‬هل هو نزاع بين طرفين أو أكثر؟ ما هو عدد هذه الأطراف؟‬

‫‪ - 2‬هل الأطراف تتكون من أفراد‪ ،‬مجموعات‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬تحالفات‪ ،‬مجتمعات محلية‪ ،‬شعوب‪ ...‬إلخ؟‬
‫‪ - 3‬هل بالإمكان التمييز بين اللاعبين الرئيسيين والثانويين والأطراف الثالثة في ال ّناع؟‬

‫‪ .6.1‬اتجاهات أطراف النزاع‬

‫يمكـن تعريـف اتجاهـات ومشـاعر أطـراف الـ ّزاع بأنهـا تلـك الأمـور المتعلقـة بالحالـة النفسـية للأفـراد والـي تشـمل عـادة التوجهـات والمشـاعر والتقييـم‬
‫بالإضافـة إلى أنمـاط مختلفـة مـن الفهـم وسـوء الفهـم والـي تنشـؤ أو تصاحـب المشـاركة في الـ ّزاع‪.‬‬
‫المشاعر وردود الفعل التي تظهر في مواقف النزاعات‬
‫◄ القلق‬
‫◄ الغض ـب‬
‫◄ الأناني ـة‬
‫◄ التعمي ـم‬
‫◄ الخ ـوف‬
‫السلوكيات والاتجاهات السلبية التي تقع أثناء حدوث النزاعات‬
‫◄ الصراع‬
‫◄ العدواني ـة‬
‫◄ العن ـف‬
‫◄ الـ ـرف ـض‬
‫◄ عدم احترام الآخر‬
‫◄ الإنسحـ ـ ـ ـاب‬
‫◄ السلبيـة‬

‫‪13‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪.7.1‬تط ّور‪ /‬ديناميكية النزاع‬

‫من المهم تحديد مراحل النزاع لاستخدامها مع أدوات أخرى لتحليل الديناميكية‪ .‬ويتألف التحليل الأساسي من خمس مراحل مختلفة هي ‪:‬‬
‫‪ /1‬مرحلة ما قبل النزاع‪:‬‬

‫• ظهور الاختلافات في الأهداف بين الأطراف‪.‬‬
‫• النزاع فيها يكون كامنا وتتسم هذه المرحلة بالتوتر‪.‬‬

‫‪ /2‬المواجهـة‪:‬‬
‫• الخلاف أكثر وضوحا‪.‬‬

‫• سلوك تصادمي‪.‬‬
‫• يسعى كل طرف لجمع موارده وربما حلفائه‪.‬‬

‫‪ /3‬الأزمـة‪:‬‬
‫• وصول النزاع إلى الذروة (حالة حرب – عنف يؤدي إلى إزهاق أرواح)‪.‬‬

‫• انقطاع الاتصالات نهائيا بين الأطراف‪.‬‬
‫• توجيه الاتهامات المتبادلة‪.‬‬
‫‪ /4‬النتيجة ‪:‬‬

‫• انتصار أو غلبة طرف على طرف آخر أواستسلام أحد الأطراف‬
‫• طريق مسدود تراجع النزاع مع الوقت أو استمرار النزاع بشدة‬
‫• ح ّل رضائي‬

‫إذا لم يتم حل مسببات النزاع بشكل مناسب‪ ،‬فقد تقود هذه المرحلة إلى حالة ما قبل نزاع جديد‪.‬‬
‫يجـب أن نؤكـد عـى أحـد معطيـات تحليـل الـزاع بـل أحـد مبادئـه الثابتـة وهـو أن في الغالبيـة السـاحقة مـن النزاعـات يعتقـد كل طـرف أنـه عـى صـواب وأن‬

‫الطـرف الآخـر هـو المخطـئ أو المخالـف‪.‬‬

‫ ‪ . 1‬الإطار المفاهيمي لل ّنزاع‬ ‫‪14‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪ .8.1‬أساليب النزاع‬

‫تم ّثل أساليب ال ّناع إحدى الأطر الأساس ّية لتحليل ال ّناع وتدبيره‪ .‬وتتو ّفر عديد النظر ّيات لفهم أساليب ال ّناع‪.‬‬
‫‪ /1‬نظرية الإحتياجات الأساسية‬

‫هـذه النظريـة تقـوم عـى إفـراض أن جميـع البشـر لديهـم إحتياجـات أساسـية يسـعون لإشـباعها وأن النزاعـات تحـدث وتتفاقـم عندمـا يجـد الإنسـان أن احتياجاتـه‬
‫الأساسـية لا يمكـن إشـباعها أو أن هنـاك آخريـن يعوقـون إشـباعها‪.‬‬

‫من أهم الباحثين في هذه النظرية نذكر ‪ John Burton‬و ‪.Johan Galtung‬‬
‫‪ /2‬نظرية النوع‬

‫الإفـراض الأساسـي في نظريـات النـوع الإجتماعـي والنظريـات النسـوية بصفـة عامـة هـو أن حركـة الإنسـانية قـد شـهدت ظلمـ ًا شـديد ًا تجـاه النسـاء وهـن‬
‫نصـف البشـرية‪ .‬المفاهيـم الإجتماعيـة لـدور ووضـع المـرأة والرجـل تلعـب دور ًا هامـ ًا في مصـادر الـزاع وفعاليتـه‪.‬‬
‫‪ /3‬نظرية الحرمان النسبي‬

‫تهـدف هـذه النظريـة إلى فهـم الدوافـع والأسـباب الـي تـؤدي إلى التمـرد الإجتماعـي والسياسـي والـي قـد تصـل إلى درجـة الثـورة‪ .‬ومؤسـس هـذه النظريـة‬
‫(‪ )Ted Gurr‬في كتابـه (? ‪.)Why Men Rebel‬‬
‫‪ /4‬نظرية التعلم الإجتماعي‬

‫تمثـل هـذه النظريـة أحـد نظريـات علـم النفـس الـي تسـاعد بشـكل كبـر في فهـم مـا يـدور داخـل الإنسـان في حالـة الـزاع وكيفيـة التعامـل معـه مـن أجـل إيجـاد‬
‫وسـائل سـلمية لتسـوية الـزاع‪ .‬و مـن مؤسـي هـذه النظريـة الباحثيـن ‪ )Dollard(.‬و (‪ .)Miller‬و يعتـر (‪ )Banadora‬أحـد المنظريـن الأساسـين في هـذا الإتجـاه‪.‬‬

‫ناقـش العديـد مـن الباحثيـن موضـوع أسـاليب الـ ّزاع مـن بينهـم (‪ ،)Kim Rubin)، (Pruitt‬وأيضـا (‪ .)Herbert Kilman‬وهـذا الأخـر هـو أكـر الباحثيـن شـهرة في‬
‫هـذا الأمـر إذ صمـم (‪ 3)Thomas‬اختبـارا شـخصيا لتحديـد أسـلوب الـزاع السـائد لـدى الأشـخاص‪ .‬فتـم تصميـم أداة لتقييـم سـلوك الفـرد في حـالات الصـراع‪ ،‬وهـي‬

‫حـالات لا تتفـق فيهـا آراء المعنييـن‪ ،‬في هـذه الحـالات مـن الممكـن أن نشـرح سـلوك الفـرد مـن خـال حالتيـن ‪:‬‬
‫الحالة الأولى ‪ :‬يكون فيها إصرار‪ ،‬أو مدى اهتمام الفرد بتحقيق أهدافه هو الأولوية الأولى له‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬يسود فيها التعاون‪ ،‬أو يركز الفرد على مدى اهتمامه بإرضاء الآخر‪.‬‬

‫‪ 3‬الملحق ‪ 3‬مع تفسير لخصائص كل نمط‬

‫‪15‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫ويقـع تحـت هاتيـن الحالتيـن خمـس طـرق أو أنمـاط للتعامـل مـع النزاعـات أو حـالات الـزاع ‪ :‬التنافـس ‪ -‬التكيـف‪ /‬المسـايرة ‪/‬التنـازل– التفادي‪/‬التجنـب ‪ -‬التعــاون‬
‫‪ -‬الحـل الوسـط‪/‬ال ّتوافق‬

‫يخضع سلوك أطراف ال ّناع لتأثير معطيين ها ّمين هما‬
‫أه ّم ّية العلاقة التي تربط الأطراف من ناحية‬

‫وأه ّمية موضوع ال ّناع بالنسبة للأطراف من ناحية اخرى‪.‬‬

‫‪ .9.1‬العنف‬

‫حسـب سـيمون فيشـر‪ ، 4‬يتكـ ّون العنـف من‪":‬الإجـراءات‪ ،‬والكلمـات والمواقـف والهيـاكل أو النظـم الـي تسـبب الأذى الجسـدي والنفـي والاجتماعـي أو‬
‫البيـي و‪/‬أو منـع ال ّنـاس مـن تحقيـق كامـل إمكاناتهـم البشـرية‪." ،‬‬

‫ويمكن تصنيف التعريفات المختلفة لمفهوم العنف في اتجاهين أساسيين‪:‬‬
‫الإتجاه الأول‪ :‬ينظر إلى العنف باعتباره الاستخدام الفعلي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص وإتلاف الممتلكات‪.‬‬
‫الإتجـاه الثـاني‪ :‬ينظـر إلى العنـف باعتبـاره تعبـر ًا عـن أوضـاع هيكليـة بنيويـة أي مجموعـة مـن المعوقـات في البنيـة الإقتصاديـة والإجتماعيـة ولذلـك‬

‫يطلقـون عليـه إسـم العنـف الهيـكلي أو البنيـوي‪.‬‬

‫‪Fisher, Simon; Ludin, Jawad; Williams, Steve; Abdi, Dekha Ibrahim; Smith, Richard; Williams, Sue: Working with Conflict. Skills and Strategies for Action. Birmingham/U.K. 2000 4‬‬
‫‪(manual of Responding to Conflict), www.respond.org‬‬

‫ ‪ .1‬الإطار المفاهيمي لل ّنزاع‬ ‫‪16‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫والعنـف هـو كافـة الأعمـال الـي تتمثـل في اسـتخدام القـوة أو الإكـراه بوجـه عـام مثـل أعمـال الهـدم والإتـاف والتدمـر والتخريـب‪ ،‬وكذلـك أعمـال القتـل‬
‫والفتـك والتعذيـب ومـا يشـابه ذلـك‪.‬‬

‫ويمكن القول أيض ًا في تعريف العنف بأنه " استخدام القوة المادية أو التهديد باستخدامها"‪ .‬كما أن العنف هو الاستخدام غير‬
‫الشرعي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الآذى والضرر بالآخرين‪.‬الظروف التي تدفع بال ّناعات إلى العنف هي نفسها في كل مكان تقريبا‪:‬‬

‫▪ ق ّلة أو انعدام الاتصال بين الأطراف المتنازعة‪.‬‬
‫▪ يستند كل طرف على المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة فيما يتعلق بال ّطرف الآخر‪،‬‬

‫▪ المظالم التاريخية أو "طويلة الأمد" بين ال ّطرفين المتنازعين‪.‬‬
‫▪ عدم تو ّزع ال ّسلطة و الموارد بشكل عادل‪.‬‬

‫‪.10.1‬ال ّناع الب ّناء و ال ّناع اله ّدام‬

‫يكـون الـ ّزاع في بعـض الأوقـات ب ّنـاء وفي أوقـات أخـرى ه ّدامـا‪ .‬وعمومـا‪ ،‬فـإن مـن الطـرق الجيـدة للتفريـق بيـن هذيـن النوعيـن مـن النزاعـات‪ ،‬هـو أن يتـم‬
‫تعريفهمـا تعريفـا دقيقـا‪ .‬ويفـرق لويـس كرايزبـرغ‪ 5‬بيـن الـزاع الب ّنـاء والـزاع الهـ ّدام اسـتنادا لسـمات نشـوب الـزاع‪ .‬وفي الوقـت ذاتـه‪ ،‬يشـر إلى أن الـزاع لا يكـون‬

‫إمـا ب ّنـاء وإمـا ه ّدامـا بصـورة محضـة وإنمـا يكـون كذلـك بدرجـات متفاوتـة‪.‬‬

‫‪Kriesberg, Louis. 2004. Constructive Conflict ,From Escalation to Resolution. Lanham .Maryland: Rowman and Littlefield. 5‬‬

‫‪17‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫▪ النزاع البناء ينشب بين أولئك الذين يشنون النزاع بطريقة بناءة "مع الآخرين" باعتبارهم كيانات مشروعة وهم لا يهددون وجودهم‪.‬‬
‫▪ الـزاع الهـ ّدام هـو "الـزاع المفـروض مـن جانـب واحـد دون أن يـولي أي اعتبـار يذكـر لمصالـح الطـرف المفـروض عليـه الـزاع واحتياجاتـه‪ ،‬ويعتـر طـرف واحـد‬
‫أو أكـر النتيجـة بأنهـا جائـرة وتقتضـي الإنصـاف أو مهينـة وتقتضـي الانتقـام"‪ .‬الـزاع الهـ ّدام مثلـه مثـل الـزاع البنـاء يميـل إلى إعـادة إنتـاج نفسـه ‪ :‬فالنزاعـات‬

‫اله ّدامـة تفضـي إلى نشـوء علاقـة بيـن الأطـراف تنشـب في إطارهـا النزاعـات المسـتقبلية بطريقـة ه ّدامـة أيضـا‪.‬‬
‫النزاع "البناء" يم ّثل‪:‬‬

‫▪ مناسبة لتطور ونمو أطراف النزاع‪.‬‬
‫▪ مناسبة لحل المشكلات بطريقة إبداعية‪ ،‬من خلال النظر والعمل المشترك على العديد من الخيارات المطروحة‪.‬‬

‫▪ فرصة لتقييم الأداء بشكل موضوعي‪.‬‬
‫▪ مناسبة لزيادة التعارف بين أطراف النزاع‪.‬‬
‫▪ فرصة لاكتشاف طرقنا الخاصة بالتفكير‪ ،‬العمل والشعور‪.‬‬
‫▪ فرصة لإظهار الفهم والاحترام والقبول للطرق الخاصة بتفكير عمل وشعور الآخرين‪.‬‬
‫▪ فرصة لتوضيح الأدوار التي نمارسها في مواقف معينة‪.‬‬
‫▪ فرصة لتوضيح وتحديد الأدوار التفاعلية في محاولة لتمتين العلاقة بيننا‪.‬‬
‫▪ عملية يتم فيها إطلاق المشاعر بحرية وبشكل مفتوح‪.‬‬

‫▪ تحد للنمو والتطور‪.‬‬
‫▪ فرصة "لحل المشكلات" لخلق بيئة أكثر إنتاجية‪.‬‬
‫▪ مناسبة للاتصال والتواصل بشكل مفتوح وصادق وبما يقلل من العداء‪ ،‬الغضب‪ ،‬سوء الفهم في العلاقة‪.‬‬

‫ ‪ . 1‬الإطار المفاهيمي لل ّنزاع‬ ‫‪18‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪2‬‬

‫تحليل ال ّناع‬

‫‪19‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ .1.2‬المفهوم‬

‫تعـرف عمليـة تحليـل النزاعـات بأنهـا ‪:‬عمليـة تطبيقيـة لفهـم حقيقـة الـزاع وفحصـه عـر وجهـات نظـر متباينـة‪ ،‬وعليـه يشـكل هـذا الفهـم حجـر الأسـاس الـذي‬
‫يبـى عليـه تطويـر الاسـراتيجيات والتخطيـط للمعالجـات والحلـول‪.‬‬
‫و تسعى هذه العمل ّية الى‪:‬‬

‫▪ تحليـل الأسـباب و ال ّدوافـع الكامنـة خلـف حـالات العنـف و الـ ّزاع للوصـول الى فهـم عميـق يسـاعد في تحديـد الآليـات الممكـن اسـتخدامها في الوقايـة‬
‫مـن هـذه الأسـباب مسـتقبلا‪.‬‬

‫▪ فهم العوامل التي تؤ ّدي الى تصعيد العنف و ال ّنزاع و زيادة ح ّدته ومن ث ّم انتقاله من مستوى العنف الكامن الى العنف ال ّظاهر‪.‬‬
‫▪ فهم أساليب ح ّل ال ّنزاعات خا ّصة السلم ّية منها و التي لا تلجأ الى العنف‪.‬‬
‫و تم ّكن من‪:‬‬
‫‪ - 1‬الحصول على تحديد واضع للقضية محل النزاع‪.‬‬
‫‪ - 2‬تحديد العناصر الأساسية لقضية النزاع‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحديد مصادر النزاع و مسبباته‪.‬‬
‫‪ - 4‬تحديد درجة تعقد النزاع‪.‬‬
‫‪ - 5‬رصد اهتمامات و احتياجات أطراف النزاع‪.‬‬
‫‪ - 6‬تحديد أرضية مشتركة لأطراف النزاع تمثل نواة للبدء في وضع حلول‪.‬‬
‫‪ - 7‬رصد بدائل للحلول‪.‬‬

‫بعـض التعريفـات تركـز عـى عنصريـن همـا ‪ :‬تحديـد أطـراف الـزاع وعـدم التوافـق في الأهـداف والمصالـح فيمـا بينهـم‪ .‬وبنـاء عـى هذيـن العنصريـن نسـتطيع‬
‫القـول بـأن تحليـل الـزاع يتطلـب معرفـة مـن هـم الأطـراف المشـركة فيـه وماهـي طبيعـة أهدافهـم وأسـباب اختلافهـم أيضـا‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪20‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪ .2.2‬لماذا نحلل النزاع‬

‫الغايـة الرئيسـية لتحليـل الـ ّزاع هـي كسـب فهـم شـامل ومشـرك للصراعـات المحتملـة أو المتواصلـة‪ .‬إنهـا في العـادة تنطـوي عـى تقييـم العوامـل الرئيسـية‬
‫للـ ّزاع (مصـادر التوتـر والأسـباب الجذريـة للـ ّزاع)‪ ،‬والل ّاعبيـن (اهتماماتهـم‪ ،‬المخربيـن المحتمليـن‪ ،‬طاقـات العنـف والسـلم)‪ ،‬والديناميكيـات (مسـببات العنـف‪،‬‬

‫تطويـر المسـار‪ ،‬التصـورات المسـتقبلية المحتملـة)‪ .‬يمكـن إجـراء التحليـل عـى المسـتويات المحليـة والوطنيـة والإقليميـة والعالميـة‪.‬‬
‫يمكـن تحليـل الـ ّزاع عـى أنـه عمليـة متواصلـة غـر سـاكنة أو تتـم مـرة واحـدة‪ .‬كمـا يمكننـا القـول إن الإطـار التحليـي للـ ّزاع يوفـر لنـا لمحـة عامـة عـن حيثيـات‬

‫الـ ّزاع عنـد نقطـة معينـة مـن الزمـن‪ .‬في العـادة يتكـون الإطـار مـن مجموعـة مـن الأسـئلة المر ّتبـة حـول هـذه الحيثيـات‪:‬‬
‫‪ / 1‬من هم اللاعبون ‪ /‬الأطراف المتورطون في ال ّناع ؟‬
‫(طرفان أم نزاع متعدد الأطراف)‬
‫‪ - 2‬كيف تتوزع الق ّوة في موقف ال ّناع هذا ؟‬

‫(من الذي يملك صلاحية صنع القرار‪ ،‬وق ّوة المعلومات‪ .... ،‬هل هناك اختلال في ميزان القوى قد يؤثر على طبيعة ال ّناع)‪.‬‬
‫‪ - 3‬ماهو حجم ال ّناع ؟‬

‫(عدد الأشخاص المعنيين ومستوى ال ّناع – الأفراد‪ ،‬المجموعات‪... ،‬المجتمع المحلي)‪.‬‬
‫‪ - 4‬ماهي أهم الأسباب لل ّناع ؟‬

‫(البيانات المفقودة‪ ،‬الأمور الهيكلية‪ ،‬القيم‪)....‬‬
‫‪ - 5‬ماهو مسار ال ّناع ؟‬

‫(إلى أي فترة سوف يستمر ال ّناع ؟ الأيام‪ ،‬الأشهر‪ ،‬السنوات‪ ...‬في أي مرحلة من ال ّناع نحن الآن؟ ‪)....‬‬
‫‪ - 6‬ما الذي تم فعله حتى الآن لح ّله ؟‬

‫(تاريخ النجاحات والإخفاقات التي شهدتها محاولات الحل)‪.‬‬
‫‪ - 7‬ماهو دورنا بالنسبة لل ّناع ؟‬

‫(ضحية‪ ،‬قامع‪ ،‬مدافع عن أحد الأطراف‪ ،‬خبير مستقل ومكتشف الحقائق‪ ،‬متدخل عادي‪ /‬رسمي مثل واسطة المصالحة‪ ،‬الوسيط‪ ،‬المح ّكم ؟)‬

‫‪21‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫و تهدف عمل ّية تحليل ال ّنزاع الى‪:‬‬
‫▪ التعرف على أسباب النزاع (الأسباب المباشرة والعميقة للنزاع)‪.‬‬
‫▪ التعرف على أطراف النزاع الداخلية والخارجية ودرجة تأثير كل منها‪.‬‬

‫▪ التعرف على طبيعة العلاقات القائمة بين أطراف النزاع‪.‬‬
‫▪ فهم سياق وبيئة النزاع‪ ،‬وكذلك توجهات أطراف النزاع‪ ،‬والطرق والوسائل التي استخدمت من قبل كل منها في هذا النزاع‪.‬‬

‫▪ الوعي بنتائج وآثار النزاع‪.‬‬
‫▪ مراقبة تطور النزاع وتصاعده‪.‬‬
‫▪ التعرف على قيم وثقافة أطراف النزاع‪.‬‬
‫▪ التعرف على مواقف‪ ،‬مصالح واحتياجات أطراف النزاع‪.‬‬
‫▪ التعرف على موضوع النزاع (القضية ‪ /‬القضايا المتنازع عليها)‪.‬‬
‫▪ امتلاك النظرة الكلية والشاملة للنزاع‪.‬‬
‫▪ نقطة انطلاق و بداية للتدخل السليم والفعال في النزاع‪.‬‬

‫‪ .3.2‬أدوات تحليل النزاع‬

‫هنـاك أدوات متعـددة لتحليـل الـزاع‪ ،‬وكل أداة لهـا خصائصهـا وخطواتهـا‪ ،‬وعنـد التحليـل كمـا سـرى لاحقـا قـد نكتفـي بـأداة واحـدة وقـد تحتـاج بعـض‬
‫النزاعـات إلى تطبيـق عـدة أدوات‪ ،‬واختيـار أداة التحليـل (أو أكـر مـن أداة) يعـود إلى نوعيـة الـزاع وطبيعتـه وتشـعبه وحجمـه‪ ،‬ومـن خـال الأدوات الـي‬

‫سـنتناولها هنـا سنكتشـف كيـف نحـ ّدد الأداة المناسـبة لأي نـزاع ندرسـه‪.‬‬
‫سنتناول خمس أدوات هامة وهي ‪ :‬أداة مراحل ال ّناع‪ ،‬أداة خريطة النزاع‪ ،‬أداة المثلث‪ ،‬أداة البصلة‪ ،‬أداة شجرة النزاع‪ ،‬وأداة قياس درجة تعقد النزاع‬

‫‪ 1 .3.2‬مراحل ال ّناع‪:‬‬
‫تر ّكـز هـذه الأداة عـى إبـراز مسـار الـ ّزاع و مراحـل تطـ ّوره‪ .‬فمـن المهـم تحديـد مراحـل الـزاع لاسـتخدامها مـع أدوات أخـرى وتحليـل ديناميكيـة ك ّل مرحلـة مـن‬

‫مراحلـه‪ .‬واذا مـا اعتمدنـا تقسـيما أكـر تفصيـا لمراحـل الـ ّزاع يمكـن اعتبـار المراحـل ال ّتاليـة‪:‬‬
‫الاختـاف ‪ :‬الاختـاف يرجـع إلى فـروق طبيعيـة بيـن شـخص وآخـر‪ ،‬عـى سـبيل المثـال ‪ :‬الاختـاف الناتـج عـن الانتمـاءات الجغرافيـة كفـرد مـن ال ّريـف و آخـر مـن‬

‫المدينـة‪ ،‬أيضـا الاختـاف البيولوجـي بيـن الرجـل والمـرأة‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪22‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫الخـاف ‪ :‬الخـاف لا يرجـع إلى الفـروق الطبيعيـة بيـن الأفـراد أو الجماعـات‪ ،‬وإنمـا يرجـع إلى التمسـك الشـديد بالـرأي أو المواقـف ورفـض التنـازل عنهـا‪ .‬وهـو‬
‫مفهـوم يعـ ّر عـن المعارضـة‪ ،‬والتضـاد‪ ،‬وعـدم التطابـق‪.‬‬

‫المشـكلة ‪ :‬هـي حالـة مـن التوتـر وعـدم الرضـا الناجميـن عـن بعـض الصعوبـات‪ ،‬الـي تعـوق تحقيـق الأهـداف أو الوصـول إليهـا‪ .‬يعـر عنهـا البعـض اختصـارا‬
‫بأنهـا ‪" :‬فجـوة بيـن الواقـع والمأمـول" وإذا اتخـذت المشـكلة مسـارا معقـدا‪ ،‬فإنهـا تكـون السـبب الأساسـي لحـدوث نـزاع‪.‬‬

‫الـزاع ‪ :‬هـو عجـز شـخص أو أكـر عـن الاتفـاق عـى أمـر معيـن‪ ،‬ويمكـن توصيفـه أيضـا أنـه انعـدام الاتفـاق أو الإجمـاع عـى الأهـداف بيـن طرفيـن أو أكـر‬
‫وتحولهـم مـن حالـة التوافـق إلى حالـة مـن التصـادم‪ .‬وقـد يكـون شـكل هـذا التصـادم ظاهـرا مـن خـال الأفعـال أو السـلوك‪ ،‬كمـا أنـه قـد يكـون خفيـا لبعـض‬

‫الوقـت بسـبب عـدم التعبـر عنـه مـن قبـل أطـراف الـزاع‪ ،‬قبـل أن يظهـر للعيـان بسـبب موقـف أو حـادث يكشـف مـا كان مخفيـا‪.‬‬
‫الصراع ‪ :‬بداية احتكاك مباشر من الطرفين‪.‬‬

‫الأزمــة ‪ :‬تعـي تهديـدا وخطـرا متوقعـا أو غـر متوقـع لأهـداف وقيـم ومعتقـدات وممتلـكات الأفـراد والـي تحـد مـن عمليـة اتخـاذ القـرار‪ ،‬بمعـى آخـر فـإن الأزمـة‬
‫تعتـر نتيجـة نهائيـة لتراكـم العديـد مـن التأثـرات‪ ،‬وتنتـج عـن حـدوث خلـل مفاجـئ يؤثـر في المقومـات الرئيسـية للنظـام‪ ،‬وتشـكل تهديـدا صريحـا واضحـا لبقـاء‬

‫الفـرد أو المنظمـة او النظـام نفسـه‪.‬‬
‫العنــف ‪ :‬سـلوك يتسـم بالعدوانيـة يصـدر مـن طـرف (فـرد أو جماعـة) بهـدف اسـتغلال وإخضـاع طـرف آخـر‪ ،‬ممـا يتسـبب في إحـداث أضـرار ماديـة أو معنويـة أو‬
‫نفسـية (للفـرد أو الجماعـة)‪ .‬وهـو انتهـاك للشـخصية الإنسـانية (ماديـا أو معنويـا)‪ ،‬وتعـد عـى الآخـر أو إنـكاره أو إقصـاؤه وتهميشـه‪ ،‬وهـو اسـتخدام للقـوة‬

‫اسـتخداما مفرطـا أو غـر مشـروع‪ ،‬وهـو مباشـر وغـر مباشـر‪.‬‬
‫فالعنـف مرحلـة متقدمـة مـن النزاعـات‪ ،‬وفيـه يبـدأ ظهـور أضـرار التصـادم‪ ،‬أو يتطـور فيهـا الـزاع والأزمـة إلى ممارسـات عنيفـة تهـدد السـامة الشـخصية أو الاجتماعيـة‪.‬‬

‫متى يصبح النزاع عنيفا ؟‪:‬‬
‫‪ -1‬عندما تنقطع قنوات الحوار‪.‬‬
‫‪ -2‬عندما تكون المظالم عميقة ولا يسمح بالتعبير عنها‪.‬‬
‫‪ -3‬عند تصاعد واحتدام الآراء المتعارضة والمتناقضة‪.‬‬
‫والسؤال المطروح هنا‪ :‬متى يكون العنف مشروعا ؟ ولمن ؟‬
‫يكون العنف مشروعا في التعامل مع المجرمين والخارجين عن القانون‪ ،‬وتمارسه فقط الدولة ذات الشرعية الشعبية‪.‬‬
‫المواجهة ‪ :‬وهي الحالة الأوسع لممارسة العنف بشتى أنواعه‪ ،‬وهي حالة عنف جماعية أضرارها أوسع وأكبر‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫والتساؤل الأول هنا هو ‪ :‬ماذا نستفيد من معرفة هذا الترتيب وهذه المراحل للنزاع ؟‬
‫والتساؤل الثاني هو ‪ :‬هل نحتاج إلى مواجهة الخلاف مبكرا قبل أن يتفاقم وينتقل إلى مرحلة المشكلة ثم النزاع وتكوين الصراع ؟‬

‫‪ 2 .3.2‬خريطة النزاع‪:‬‬
‫تسـمح خريطـة الـزاع بتحليـل واضـح وشـامل للـ ّزاع مـن خـال تسـليط الضـوء عـى مختلـف أبعـاد الـ ّزاع‪ :‬التاريخيـة والسـياق والقضيـة والأطـراف والديناميكيـة‬

‫أو ال ّتطـ ّور‪.‬‬

‫المفهوم ‪:‬‬

‫إن رسـم وتصميـم خرائـط الـزاع يمنحنـا الفرصـة لكـي نـرى الـزاع بـكل عناصـره‪ ،‬ويعطينـا نفـس النظـرة الـي يسـتطيع الطائـر أن يحصـل عليهـا لمنطقـة‬
‫جغرافيـة وهـو في الأعـى‪ ،‬حيـث يمكـن التعـرف عـى جميـع جوانـب قضيـة الـزاع‪ ،‬وتحديـد وجهـات نظـر جميـع أطـراف الـزاع تجـاه القضيـة المتنـازع عليهـا‪،‬‬
‫وكذلـك رصـد أي جوانـب أو قضايـا فرعيـة للـزاع غـر ملحوظـة للبعـض أو للجميـع‪ ،‬إن ذلـك يعـي أنـك تقـف في الأعـى وتنظـر أدنى منـك لـرى قضيـة الـزاع‬

‫بأطرافهـا وكافـة متعلقاتهـا‪.‬‬
‫من خلال الخريطة يمكن ‪:‬‬
‫▪ التعرف على جميع جوانب قضية النزاع‪ ،‬ورؤية النزاع بجميع عناصره‪.‬‬
‫▪ تحديد وجهة نظر جميع أطراف النزاع تجاه القضية المتنازع عليها‪ ،‬وتحديد الرغبات والتخوفات‪.‬‬
‫▪ التعرف على (قوة و تأثير) أطراف النزاع على قضية النزاع‪.‬‬
‫▪ التعرف على العلاقات المتبادلة بين الأطراف الداخلية والخارجية في قضية النزاع‪.‬‬
‫▪ رصد أي جوانب أو قضايا فرعية للنزاع غير ملحوظة للبعض أو للجميع‪.‬‬
‫يمكن رسم خرائط النزاع بشكل فردي أو جماعي وإن كان يفضل أن يتم رسمها بشكل جماعي‪.‬‬

‫خطوات رسم خرائط النزاع ‪:‬‬

‫الخطوة الأولى ‪ :‬تحديد القضية‬
‫ويعـي ذلـك تحديـد الأمـور المتنـازع عليهـا في صيغـة مختصـرة وواضحـة (قضيـة الـزاع)‪ ،‬بشـكل مبسـط يمكنـك اسـتخدام ورقـة كبـرة (فليـب شـارت) ورسـم‬

‫دائـرة في منتصـف الورقـة وكتابـة اسـم القضيـة المتنـازع عليهـا‪ ،‬مـع تفـادي ذكـر أسـماء الأشـخاص‪،‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪24‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫وهنا يجب أن تتحلى بأحد المبادئ الأساسية لتحليل النزاع وهي الحيادية‪ ،‬وهو ما يقتضي منك‬
‫ألا تتهم الأشخاص بل توجيه اتهامك للأفكار أو الأفعال موضوع النزاع‪ ،‬على سبيل المثال ‪:‬‬

‫لا تقل (قبيلة (س) منعت بناء المركز الصحي) ولكن قل (تعثر بناء المركز الصحي في منطقة كذا)‪.‬‬
‫متى يكون من الصعب تحديد قضية النزاع؟‬

‫‪ - 1‬عندما تكون قضية النزاع الحقيقية مختفية (تذوب) ضمن عدة مشكلات وقضايا فرعية ومتعددة‪.‬‬
‫‪ - 2‬عندما تبدو قضية النزاع معقدة تتشابك فيها أطراف عديدة‪.‬‬

‫‪ - 3‬عندما يكون أطراف النزاع لديهم تصورات مختلفة ووجهات نظر مختلفة في وصف نفس القضية وتحديد أسبابها‪.‬‬
‫‪ - 4‬عندما يكون بعض أو كل أطراف النزاع مترددين والبعض الآخر ليس لديه الدافع أو الرغبة في حل قضية النزاع‪.‬‬
‫خريطة التحليل المقطعي ‪:‬‬

‫عندمـا يكـون مـن الصعـب تحديـد قضيـة الـزاع فإنـه يجـب أن يتـم اسـتخدام تحليـل أكـر عمقـا للـزاع وهـو التحليـل المقطعـي الخماسـي والـذي يسـتخدم خمـس‬
‫نمـاذج مـن الأسـئلة (مـاذا‪ ،‬مـن‪ ،‬وكيـف‪ ،‬ومـى‪ ،‬وأيـن)‪.‬‬

‫▪ فكـر في قضيـة الـزاع الحاليـة وحـاول ان تلخصهـا بكلمـة أو جملـة تعتقـد أنهـا معـرة عـن قضيـة الـزاع‪ ،‬اكتبهـا في منتصـف (مركـز) ورقـة كبـرة‪ ،‬وارسـم‬
‫حولهـا دائـرة‪.‬‬

‫▪ ارسم خمسة دوائر محيطة بدائرة المركز واكتب داخلها إجابات للخمسة أسئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬من‪ :‬من الأفراد أو المجموعات كان طرفا آخر في القضية محل النزاع ؟‬
‫‪ - 2‬ماذا‪ :‬ماذا حدث على وجه الدقة ؟‬
‫‪ - 3‬كيف‪ :‬كيف ظهرت (حدثت) القضية ؟‬
‫‪ - 4‬متى‪ :‬متى حدث ذلك ؟‬
‫‪ - 5‬أين‪ :‬أين حدث ذلك ؟‬

‫▪ بالنظـر إلى العبـارة الـي في الوسـط والتفكـر في العبـارات الـي حولهـا سـتكون قـادرا عـى تحديـد قضيـة الـزاع بشـكل أوضـح‪ ،‬أو قـد تظهـر لـك قضايـا‬
‫نـزاع أخـرى مصاحبـة‪.‬‬

‫▪ تحتاج هذه الطريقة فقط في حال صعب عليك تحديد قضية النزاع بشكل واضح‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫الخطوة الثانية ‪ :‬حدد الأطراف المعنية بالنزاع‬
‫حـدد مـن هـم الأطـراف الرئيسـية في الـزاع‪( ،‬أفـرادا أو مجموعـات)‪ ،‬ثـم قـم بوضـع أطـراف الـزاع في الخريطـة حـول الدائـرة الرئيسـية الـي يقـع بهـا اسـم قضيـة‬

‫النزاع‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة ‪ :‬حدد (رغبات ‪ /‬طلبات كل طرف)‪( ،‬تخوفات كل طرف من أطراف النزاع)‪.‬‬
‫الاحتياجات ‪ :‬إن الحاجة قد تعني الشيء الذي يهم كل طرف تجاه القضية المتنازع عليها‪ ،‬فيجب بحث ورصد الاحتياجات الملموسة‬
‫التخوفـات ‪( :‬التحفظـات) إن نوعيـة تخوفـات الأطـراف المتنازعـة قـد تكـون تخوفـات وقـد تكـون دوافـع أو تحفظات أو ضغوط نفسـية داخلية نتيجـة الوضع القائم‪،‬‬

‫وكمـا هـو الوضـع في الاحتياجـات فإنـه كذلـك في التحفظـات فقـد تكون تلك التحفظات ملموسـة أو غير ملموسـة‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة ‪ :‬قراءة خريطة النزاع‬

‫الغـرض مـن قـراءة الخريطـة هـو تنظيـم المعلومـات الـي تـم جمعهـا مـن خـال الخريطـة و ترتيبهـا و النظـر في الصياغـة و العبـارات‪ ،‬وهـو مـا يهيـئ لنـا ملاحظـة‬
‫النقـاط و الجوانب المشـركة‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪26‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫الخطوة الخامسة ‪ :‬الأرضية المشتركة‬
‫و نعني بالأرضية المشتركة جوانب الاحتياجات والاهتمامات التي اتفق عليها كل أو غالبية أو بعض أطراف النزاع‪.‬‬

‫من المهم بناء إطار عام للشراكة بين المتنازعين (بث شعور بالاتفاق بين الأطراف المتنازعة)‪.‬‬
‫من المهم استكشاف الاحتياجات غير الظاهرة (الخفية)‪ ،‬وكذلك الأسباب الخفية‪.‬‬
‫من المهم أيضا رصد احتياجات الفئات الخاصة‪.‬‬

‫و في نهايـة هـذه الخطـوة يتـم تحديـد القواسـم المشـركة (المسـتخلصة) سـواء الـي بيـن (الأطـراف) أو الـي تتعلـق بـ (المطالـب أو المخـاوف)‪ ،‬و نقـوم‬
‫بكتابتهـا في أسـفل قاعـدة الخريطـة‪ ،‬أو في مـكان مناسـب‪.‬‬
‫الخطوة السادسة ‪ :‬حدد عناصر أخرى للنزاع‬
‫وهي ‪:‬‬
‫▪ تاريخ نشأة النزاع‪.‬‬
‫▪ مكان النزاع‪.‬‬
‫▪ الوضع الحالي للنزاع ‪ :‬ما الذي يحدث الآن ؟‬
‫▪ الوقت الملائم للتدخل أو محاولة الحل‪.‬‬
‫▪ مستوى قوة أطراف النزاع (هيكل القوى)‪.‬‬
‫▪ الأسباب الرئيسية للنزاع‪.‬‬

‫وبعد الانتهاء من المناقشات دع كل الأطراف يقرأون الخريطة ويعلقون عليها‪.‬‬
‫متى يمكن استخدام الخريطة ‪:‬‬

‫• يتم استخدام الخريطة عندما نحتاج الوصول إلى توضيح كافي عن القضايا والمشكلات‪.‬‬
‫• يمكن أن تستخدم في القضايا البسيطة والمعقدة‪.‬‬
‫• يمكن أن تستخدم بشكل فردي أو ثنائي أو جماعي‪.‬‬

‫• يمكن أن تستخدم في التخطيط لتناول قضايا معينة ويكون من المهم التعرف على اهتمامات واحتياجات الأطراف المختلفة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫• يمكن أن تفيد في هيكلة خطوات التعامل مع قضية النزاع بشكل سريع‪.‬‬
‫• يمكن ان تستخدم عندما تكون القضية معقدة وعندما يشعر أطراف النزاع أنهم غير قادرين على حل قضية النزاع (لا يملكون مفتاح الحل)‬

‫رموز يمكن استخدامها في خريطة النزاع‬

‫‪ .3.3.2‬المثلث ت‪.‬س‪.‬س‪ACC .‬‬

‫مثلـث الـزاع أداة لتحليـل النزاعـات يقـوم عـى فرضيـة أن للنزاعـات ثلاثـة عناصـر أساسـية وهـي السـياق (‪ )Context‬ويقصـد بـه الخلفيـة السياسـية والاقتصاديـة‬
‫والاجتماعيـة والثقافيـة والتاريخيـة‪ ،‬ال ّتوجهـات (‪ )Attitudes‬ويقصـد بهـا التصـ ّورات الخاطئـة و المواقـف الـي يحملهـا كل طـرف عـن الآخـر‪ ،‬والسـلوك‬
‫(‪ )Behaviour‬وهـو الـيء الظاهـر والمـرئي والـذي يكـون عـى شـكل أقـوال أو أفعـال‪ .‬وبينمـا يكـون السـلوك شـيئا ظاهـرا يكـون السـياق والتوجهـات غـر‬

‫ظاهريـن‪ ،‬وفقـا ليوهـان جالتونـج‪ . 6‬وتؤثـر هـذه العوامـل عـى بعضهـا البعـض ولذلـك وجـب معرفـة كافـة الجوانـب الـي أدت إلى نشـوب هـذا الـزاع‪.‬‬

‫‪Galtung Johan: Transcendance et tranformation des conflits: une introduction au métier de médiateur. Traduit par CélestinTagou, PUPA/AIPCD, Yaoundé 2010. 6‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪28‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫أهداف أداة المثلث ‪:‬‬
‫تعتـر هـذه الأداة مـن أهـم الأدوات المسـتعملة في تحليـل الـزاع‪ .‬إذ تمكننـا مـن تحليـل كل مـن السـلوك‪ ،‬والسـياق‪ ،‬والمواقـف للأطـراف المتنازعـة وتمكننـا‬
‫مـن إدراك أثـر السـياق والمواقـف في تصعيـد أو خفـض الـزاع‪ ،‬والمقصـود هنـا بالسـلوك هـو الآثـار الناتجـة عـن الـزاع كالقتـل – الخطـف – التدمـر – السـب‬
‫– الاعتـداء‪ .... ،‬إلـخ‪ ،‬أمـا السـياق فهـو وصـف وتحليـل للأنظمـة والبـى السـائدة والمطبقـة الـي تعيشـها الأطـراف المتنازعـة‪ ،‬أمـا التوجهـات فتشـمل وصفـا‬
‫وتحليـا للمشـاعر والقيـم والمعتقـدات‪ .‬ومـن المهـم لإحـداث التغيـر في أي حالـة مـن حـالات الـزاع أن لا يتـم حصـره بتغيـر السـلوك فقـط‪ ،‬لأنـه إذا لـم يتـم‬
‫أحـداث التغيـر في المواقـف والسـياق فـإن السـلوك السـلبي سـرعان مـا يعـود للتفجـر‪ .‬إن بنـاء تغيـر مسـتقر ودائـم يحتـاج إلى التغيـر في الأبعـاد الثلاثـة للمثلـث‪.‬‬
‫كمـا أن مـن أهـداف هـذه الأداة أن تبيـن للطـرف الثالـث أبعـاد الـزاع‪ ،‬وهـو مـا يسـاعده بـأن يوجـه التسـاؤلات إلى أطـراف الـزاع وبمـا يمكـن هـذه الأطـراف مـن‬

‫الوعـي بموقـف الـزاع وفي ذات الوقـت تمكينهـا في أن تضـع أطـراف الـزاع نفسـها مـكان الطـرف الآخـر‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ .4.3.2‬أداة البصلة‬

‫هـي وسـيلة لتحليـل مـا يقولـه كل طـرف مـن أطـراف الـزاع وتصنيـف تلـك الأقـوال إلى مسـتويات ثلاثـة هـي ‪ :‬المواقـف والمصالـح والاحتياجـات‪ .‬ترسـم الأداة‬
‫في شـكل شـبه دائـري (بصـي) مكـون مـن ثـاث مسـتويات يعـروا عـن التـالي ‪:‬‬

‫المستوى الخارجي "المواقف" ‪ :‬وتمثل الأشياء المعلنة من قبل الشخص أو المجموعة وتتمثل في السؤال ماذا تريد؟‬
‫المستوى الوسطي "المصالح" ‪ :‬هي ما يختفي وراء المواقف وتتمثل في السؤال لماذا ؟‬

‫المستوى الداخلي "الاحتياجات" ‪ :‬وهي القضايا الأساسية والأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها‪.‬‬
‫استخدامات الأداة ‪:‬‬

‫تسـاعد في تحليـل أسـباب الـزاع ومواضيعـه‪ ،‬وتحديـد الاحتياجـات والمصالـح الحقيقيـة لأطـراف الـزاع كخطـوة أولى بهـدف معرفـة مـدى وجـود نقـاط توافـق‬
‫والتقـاء في الاحتياجـات والمصالـح لـدى الأطـراف‪ ،‬كنقطـة انطـاق لتحديـد كيفيـة التدخـل لحـل الـزاع‪.‬‬

‫‪ .5.3.2‬شجرة النزاع‪:‬‬

‫عادة ما يش ّبه النزاع بشجرة بمختلف أجزائها‪ .‬تمثل الفروع الآثار أو أعراض المشكلة‪ .‬الجذع هو القضية الرئيسية‪ ،‬والجذور هي الأسباب‪.‬‬
‫هـي إحـدى الأدوات الهامـة في تحليـل النزاعـات وهـي توضـح العلاقـة مـا بيـن الأسـباب والـي تمثـل الجـذور‪ ،‬وموضـوع الخـاف والـذي يمثـل السـاق‪ ،‬والنتائـج‬

‫المترتبـة عـن الخـاف والـي تمثـل الأوراق‪ ،‬ويفضـل اسـتخدام هـذه الأداة داخـل المجموعـات أكـر مـن الأفـراد‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن كل جزء في الشجرة الطبيعية يقابله جزء في شجرة النزاع‪ ،‬وعلى النحو التالي‪:‬‬
‫▪ جذور رئيسية ‪ :‬اسباب رئيسية‪.‬‬
‫▪ جذور فرعية ‪ :‬أسباب فرعية‪.‬‬
‫▪ ساق ‪ :‬قضية النزاع الرئيسية‪.‬‬
‫▪ غصون وأوراق وثمار ‪ :‬الأثار المباشرة والغير مباشرة‪.‬‬
‫تمثل شجرة النزاع منهجية لتبين العلاقة بين الأسباب والنتائج الخاصة بالنزاع‪.‬‬
‫وبعد الانتهاء من رسم شجرة النزاع‪ ،‬لا بد من الحصول على عناصر أخرى ‪:‬‬
‫▪ الأمور المتنازع عليها‪.‬‬
‫▪ أطراف النزاع الأساسية‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪30‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫▪ المعنيون بالنزاع الذين لهم مصلحة في حل النزاع أو في إذكائه‪.‬‬
‫▪ تاريخ النشأة‪ ،‬ومكان النزاع‪.‬‬
‫▪ التوقيت الملائم لحل النزاع‪.‬‬
‫أهـداف هذه الأداة ‪:‬‬

‫• ربط أسباب النزاع وآثاره ببعضها البعض‪.‬‬
‫• مساعدة المجموعة للاتفاق على جوهر المشكلة‪.‬‬
‫• مساعدة المجموعة على اتخاذ قرارات حول الأولويات لمعالجة قضايا النزاع‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫مثال لأداة التحليل باستخدام الشجرة‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪32‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪ .6.3.2‬أداة تقدير درجة النزاع‪:‬‬
‫متى نستخدم أداة تقدير درجة النزاع ؟‬

‫عندمـا تكـون قضيـة الـزاع معقـدة ولا تسـتطيع الخريطـة بمفردهـا تحديـد الحلـول‪ ،‬لذلـك فيجـب أن تتبـع عمليـة التحليـل باسـتخدام الخريطـة عمليـة أخـرى وهـي‬
‫تقييـم مسـتوى الـزاع‪.‬‬

‫ولهذا يتم تقييم النزاع من خلال المؤشرات التالية ‪:‬‬
‫• عدد أطراف النزاع بأنواعهم المختلفة‪.‬‬

‫• عدد القضايا الرئيسية والفرعية لموضوع النزاع‪.‬‬
‫• تاريخ نشأة النزاع‪.‬‬

‫• حجم المصالح لأطراف النزاع‪.‬‬
‫• درجة الوضوح في قضايا النزاع‪.‬‬
‫• العلاقات بين الأطراف المتنازعة‪.‬‬
‫• مدى تأ ّصل الخلافات أو النزاعات يعني جذور النزاع‪.‬‬
‫• تأثيرات الأقارب في زيادة ح ّدة النزاع‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫جدول تحليل النزاعات (لقياس درجة تعقد النزاع)‪7‬‬

‫درجات التحليل‬ ‫القيمة‬ ‫العناصر‬ ‫م‬
‫النسبية‬ ‫عدد الأطراف بأنواعهم المختلفة‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫عدد القضايا الرئيسية والفرعية‬ ‫‪2‬‬
‫‪5-3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪10-6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تاريخ نشأة النزاع‬ ‫‪4‬‬
‫الأطراف متعددة أو لا يمكن حصرها‬ ‫‪3‬‬ ‫حجم المصالح‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4-3‬‬ ‫‪2‬‬
‫أكثر من ‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫جديد ‪ :‬نشأ خلال الشهور الثلاثة الماضية‬
‫معاصر ‪ :‬من ‪ 4‬شهور إلى سنتين‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫قديم ‪ :‬من سنتين إلى خمس سنوات‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫مزمن ‪ :‬منذ خمس سنوات فأكثر‬ ‫‪4‬‬

‫قليلة للجميع‬ ‫‪1‬‬
‫قليلة لمعظم الأطراف‪ ،‬هامة لأقلية‬ ‫‪2‬‬
‫هامة لمعظم الأطراف‪ ،‬غير هامة لأقلية‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫هامة لكل الأطراف‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪ 7‬مرجعية الأداة (د على إسماعيل – جامعة الأزهر – القاهرة)‪،‬نقلا عن الخبير الأستاذ ‪ /‬محمد قطب‬

‫‪34‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫القضايا يمكن تميزها بوضوح‬ ‫‪1‬‬ ‫درجة الوضوح‬ ‫‪5‬‬
‫القضايا يشوبها بعض الغموض ولكن يمكن تصنيفها بشكل عام‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬
‫يوجد تداخل وعدم وضوح بين القضايا‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬
‫القضايا متشابكة ومعقدة ويصعب فصلها بأي صورة كما إنها متغيرة باستمرار‪.‬‬

‫كانت جيدة وهناك رغبة في تحسينها ويتوقع أن تكون جيدة أيضا في المستقبل‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العلاقات بين الأطراف‬
‫معقولة في الماضي – إيجابية في المستقبل‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫ضعيفة في الماضي – والتوقعات المستقبلية سلبية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫سيئة في الماضي ومن المتوقع استمرار ترديها‪.‬‬

‫ليست عميقة الجذور‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مدى تأصل الخلافات أو النزاعات‬
‫لها جذور بسيطة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫جذورها عميقة نسبيا‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫جذورها متأصلة وقوية‪.‬‬

‫الأقارب بعيدة تماما عن النزاع‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫في زيادة النزاع‬
‫بعض الأقارب لهم دور محدود في النزاع‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫الأقارب لهم دور في النزاع‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫الأقارب لهم دور عالي في اشتعال النزاع‪.‬‬

‫بعد تحديد القيمة النسبية لكل عنصر ‪ ...‬اجمع إجمالي الدرجات كي تتعرف على درجة تعقد النزاع الجاري دراسته‬

‫‪ 12-8‬لا يتطلب مجهودا كبيرا للتعامل معه‪.‬‬ ‫القيمة الإجمالية‬
‫‪ 21-13‬يحتاج إلى مجهود واستعداد للتعامل معه يفرض بعض التحدي لمواجهته‬

‫‪ 27-22‬عنيف ومعقد ويتطلب استعدادا خاصا لإدارته‬
‫‪ 32-28‬معقد للغاية ويحتاج مهارات خاصة للتعامل معه‬

‫‪35‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪.4.2‬مداخل أساسية‬

‫مـن المفيـد في نهايـة هـذا الجـزء الخـا ّص بتحليـل الـ ّزاع الانتبـاه لبعـض الأبعـاد المؤ ّثـرة في تشـ ّكل و تطـ ّور الـ ّزاع ألا و هـي‪ :‬ال ّسـلطة و ال ّثقافـة و الهو ّيـة و‬
‫ال ّنـوع و الحقـوق و ال ّطبقـة‪.‬‬

‫‪ .1.4.2‬السلطة‬
‫السلطة ليست في حد ذاتها سيئة‪ ،‬ولكن غالبا ما تؤدي إلى سوء استخدام السلطة بوصفها وقودا في النزاع‪ .‬وهناك عدة أنواع من ال ّسلطة‪:‬‬

‫• سلطة الاستغلال‪ :‬تمارس على شخص لفظيا أو عن طريق التهديد والقوة والضغط‬
‫• السلطة التنافسية‪ :‬تسعى للحد من قوة الآخر للقضاء عليه‬

‫• سلطة التعاون‪ :‬عندما يدرك أحد أنه لا يمكنه الفوز بمفرده‪ .‬فيستخدم قوة المجموعة‪.‬‬
‫• سلطة الخبرة و المعرفة‪ :‬عندما تكون لدينا المعرفة‪/‬المعلومة تكون لنا السلطة‬
‫• سلطة المنصب‪ :‬عندما يكون لدينا منصب‬
‫• سلطة الموارد‪ :‬عندما يكون لدينا المال‪/‬الثروات تكون لنا السلطة‪.‬‬

‫كمـا يمكـن الإشـارة في هـذا ال ّصـدد إلى مفهـوم القـ ّوة‪ .‬إن القـوة في الـزاع لهـا مصـادر عديـدة‪ ،‬حيـث قـد تسـتمد مـن التركيـب الثقـافي والاجتماعـي أو مـن‬
‫النـوع أو الطبقـة‪ .‬كمـا أنهـا تسـتمد أيضـا مـن الوضـع الوظيفـي أو مـن القـدرة الماليـة أو مـن وضـع الفـرد في الأسـرة أو الجماعـة‪ .‬وعـى المسـتوى الـدولي قـد‬

‫تسـتمد مـن الوضـع الاقتصـادي أو القـوة العسـكرية‪ .‬كمـا أن القـوة يمكـن أن تقـوم عـى أسـاس أخلاقـي مثـل تجربـة غانـدي ومارتـن لوثـر كينـج‪.‬‬
‫تلعب القوة أدوارا عديدة في النزاعات‪ ،‬حيث أن حسابات القوة عادة هي التي تؤدي إلى قرار أطراف النزاع تصعيد الصراع أو التمادي فيه من عدمه‪.‬‬

‫‪ .2.4.2‬الثقافة‬

‫تعـر الثقافـة عـن عـادات وقيـم محـددة يشـرك فيهـا مجموعـة مـن النـاس يقيمـون في منطقـة معينـة‪ ،‬إن الثقافـة ليسـت شـيئا تمتلكـه عنـد الـولادة‪ ،‬بـل إننـا‬
‫نتعلمـه خـال طفولتنـا وشـبابنا مـن الوالديـن والعائلـة والأسـاتذة ومـن رجـال الديـن ووسـائل الإعـام أيضـا‪.‬‬

‫في الثقافـة‪ ،‬هنـاك معايـر و قواعـد‪ .‬عندمـا نتواصـل فـا ّن هـذه المعايـر والقواعـد تكـون غـر مرئيـة‪ .‬إذا كنـا لا نعـرف هـذه القواعـد والمعايـر‪ ،‬وخاصـة في مجتمـع‬
‫متعـدد الثقافـات‪ ،‬فإنـه يمكـن أن يتسـبب في نزاعـات‪ .‬الثقافـة هـي قضيـة حساسـة بالنسـبة للبعـض كمـا أنـه يمكـن أن تـؤدي بسـهولة إلى نـزاع‪.‬‬

‫مـن بديهيـات دراسـات الـزاع والسـام أن الثقافـة والهويـة المحيطيـن بالـزاع لهمـا تاثـر كبـر عـى حـدوث الـزاع‪ .‬وهنـا مثـال بسـيط ‪ :‬مـاذا قـد يحـدث لـو أن‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪36‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫شـخصا مـن أحـد الأريـاف في العالـم العـربي أخـر آخـر أنـه شـاهد أخـت الثـاني بصحبـة رجـل غريـب في الليـل ؟ ومـاذا يحـدث لـو أن نفـس الواقعـة حدثـت بيـن‬
‫أمريكييـن مقيميـن في نيويـورك ؟ مـن السـهل هنـا أن نتصـور احتمـال أن تحتـوي القصـة الأولى عـى نـزاع عنيـف بسـبب مفاهيـم ثقافيـة محـددة بشـأن علاقـات‬
‫الرجـل والمـرأة بينمـا لا تـؤدي إلى أي نـزاع عـى الإطـاق في الحالـة الثانيـة‪ .‬هـذا المثـال يوضـح أن الثقافـة هـي مفهـوم وإطـار فضفـاض تنـدرج تحتـه كل‬

‫مقومـات تكويـن الشـخصية في كل مجتمـع مهمـا صغـر او كـر‪.‬‬
‫وتدخل في تركيبة الثقافة عناصر تكاد لا تحصى من تاريخ وجغرافيا وتراث وما تحويه من تقاليد وأديان‪.‬‬
‫مـن المهـم القـول هنـا بـأن الثقافـة تؤثـر بالكامـل عـى مفهـوم الهويـة سـواء لـدى الأفـراد أو الجماعـة‪ .‬كمـا أن تأثـر الثقافـة عـى الأفـراد والمجتمعـات ليـس‬

‫موحـدا في حـدود كل منطقـة داخـل الدولـة أو حـى داخـل الأسـرة الواحـدة‪.‬‬
‫عندمـا نتعامـل مـع الـزاع السياسـي والاجتماعـي‪ ،‬الثقافـة غالبـا مـا تطـرح كعامـل مهـم ينبغـي إدراكـه ومعالجتـه‪ ،‬يتـم النقـاش دائمـا بـأن الثقافـة تحـدد‬
‫الطريقـة الـي تتصـرف مـن خلالهـا‪ ،‬كمـا تحـدد أيضـا الأسـلوب والطريقـة الـي نتعامـل مـن خلالهـا مـع الآخريـن‪ ،‬لذلـك يتوجـب عـى أي شـخص مهتـم بمجـال‬

‫حـل وإدارة الـزاع فهـم السـياق الثقـافي المحيـط بأطـراف الـزاع خاصـة في حالـة وجـود أطـراف تنتمـي لثقافـات مختلفـة‪.‬‬
‫‪ .3.4.2‬الهوية‬

‫من المهم هنا توضيح أن للهوية العديد من الأبعاد المختلفة التي تدخل في تشكيلها وتحديدها‪ ،‬ومن بين هذه الأبعاد ‪:‬‬
‫▪ الثقافة ‪ :‬وتشمل اللغة‪ ،‬الانتماء العرقي‪ ،‬طريقة الحياة‪ ،‬عادات وقيم المجتمع‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫▪ القرابة ‪ :‬وتشمل العلاقات والأدوار داخل العائلة‪ ،‬هوية العشيرة أو القبيلة‪ ،‬القيم المتوارثة من الآباء إلى الأبناء ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫▪ التعليم ‪ :‬ويشمل مستوى التدريس‪ ،‬الدرجة أو المؤهلات‪ ،‬تطوير المهارات‪ ،‬التجربة‪ ،‬التعليم غير الأكاديمي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫▪ الخلفية ‪ :‬وتشمل من أين أنت ؟ ما هي الهوية التي ورثتها (مسلم‪ ،‬مسيحي‪ ،‬كردي‪ ،‬إفريقي‪ ،‬ألماني‪ ...‬إلخ) ؟‬
‫▪ الأدوار ‪ :‬ماهي الأدوار أو المواقع التي تمتلك ؟ ما هو مجالك المهني ؟‬

‫مـن خـال مـا سـبق نجـد أن للهويـة أبعـاد مهمـة جـدا تكمـن في تكويـن شـخصية الفـرد والمجتمعـات عـى حـد سـواء‪ .‬فعندمـا يشـعر الفـرد بـأن حاجتـه للشـعور‬
‫بالهويـة قـد تـم تجاهلهـا أو حـى طمسـها فـإن ذلـك قـد يدفعـه للبحـث عـن وسـائل تضمـن لـه تلبيتهـا‪ ،‬وقـد يكـون العنـف أحـد هـذه الوسـائل‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ .4.4.2‬النوع‬

‫إن دراسـات النـوع تعتـر مـن أسـس دراسـات السـام والـزاع وكان لهـا أثـر كبـر في توعيـة الباحثيـن في هـذا المجـال بأهميـة العوامـل الاجتماعيـة والشـخصية‬
‫المرتبطـة بموضـوع الـزاع‪ .‬وتتلخـص مقولـة النـوع في أن تاريـخ الإنسـانية قـد شـهد إجحافـا للمـرأة وحقوقهـا لمصلحـة الرجـل‪ .‬وهـذا الظلـم قـد أصبـح عضويـا‬

‫في تركيبـة المجتمعـات وسـلوك أفرادهـا إلى درجـة يسـتحيل معهـا تفهـم النزاعـات وكيفيـة إصلاحهـا بـدون فهـم تفاعـات النـوع‪.‬‬
‫وتفاعـات النـوع ليسـت قاصـرة فقـط عـى نزاعـات فرديـة وأسـرية وإنمـا هـي تتعلـق بـكل مسـتويات الـزاع‪ .‬عـى سـبيل المثـال فـإن أمـور النـوع يكـون لهـا تفاعـل‬

‫هـام في النزاعـات الوظيفيـة وفي حصـول المـرأة عـى حقـوق متسـاوية مـع الرجـل‪.‬‬
‫ومـن الأمثلـة المحزنـة عـى تأثـر النـوع في النزاعـات مـا يحـدث مثـا في كثـر مـن الحـروب والصراعـات في إفريقيـا‪ ،‬حيـث يقـوم المقاتلـون هنـاك بخطـف النسـاء‬

‫وإجبارهـم عـى الإقامـة معهـم بغـرض إشـباع رغباتهـم‪ .‬وأحيانـا يسـتخدم الإغتصـاب كنـوع مـن الأسـلحة المقصـود بهـا إهانـة العـدو‪.‬‬

‫‪ .5.4.2‬الحقوق‬

‫أي تحليـل للـ ّزاع يجـب أن يلقـي نظـرة عـى العنـف الهيـكلي ويستكشـف موقـف وتصـ ّور الأطـراف المتنازعـة فيـم يتعلـق بالحقـوق و الح ّر ّيـات‪ .‬ا ّن نضـال الفئـات‬
‫المهمشـة‪ ،‬مـن أجـل حقوقهـم‪ ،‬يمكـن أن يـؤدي لا محالـة إلى الـ ّزاع‪ .‬ترتبـط نظرتنـا لهـذا النضـال و الـ ّزاع بزوايـا نظـر مختلـف الأطـراف المعنيـة‪.‬‬

‫انتهـاك الحقـوق منتشـر وهـو أصـل الكثـر مـن النزاعـات‪ .‬والحرمـان مـن الحقـوق ينتهـي دائمـا الى مواجهـة ‪ ،‬والـي تبـدأ عـادة باحتجـاج سـلمي لكـن في ظـ ّل‬
‫ال ّرفـض و القمـع العنيـف يمكـن أن ن ّتجـه الى المواجهـة العنيفـة‪.‬‬

‫‪ .6.4.2‬الطبقة‬

‫إن الطبقـة الاجتماعيـة والماليـة والوظيفيـة هـي نتـاج تركيـب ثقـافي معقـد يفـرض عـى الأفـراد والجماعـات أنماطـا سـلوكية محـددة‪ .‬وتلعـب الطبقـة دورا‬
‫خطـرا في النزاعـات عـى جميـع المسـتويات‪ .‬حيـث أن تأجـج الإحسـاس بالظلـم هـو أحـد العناصـر الأساسـية في معظـم الثـورات الـي أدت إلى تغيـر أنظمـة‬
‫اجتماعيـة وسياسـية‪ .‬والمنظومـات الطبقيـة أيضـا تؤثـر في سـلوكيات الـزاع عـى المسـتوى الشـخصي وعـى المسـتوى الاجتماعـي أيضـا‪ .‬فعـى سـبيل‬
‫المثـال قـد نجـد في بعـض المجتمعـات العربيـة أن الأفـراد المنتميـن للطبقـات الأقـل حظـا اجتماعيـا يشـعرون برهبـة شـديدة مـن الذهـاب إلى أقسـام الشـرطة‬
‫لأن لديهـم اعتقـاد عميـق بأنهـم قـد يتعرضـون للإهانـة أو لـأذى‪ .‬كمـا أ ّن نفـس هـذه ال ّطبقـات هـي الأكـر تح ّمسـا و تأ ّهبـا للمشـاركة في أفعـال احتجاج ّيـة‬

‫في علاقـة بالحقـوق الاقتصاد ّيـة والاجتماع ّيـة و غيرهـا‪.‬‬
‫فإدراك الخصوص ّيات الطبق ّية مه ّم ج ّدا لإدراك حجم ال ّناع و مدى تط ّوره‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليل ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪38‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫خلاصة‬

‫هناك العديد من الأهداف التي يسعى تحليل ال ّناع الى تحقيقها‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫▪ تحليـل الأسـباب والدوافـع الكامنـة خلـف حـالات العنـف والـزاع للوصـول إلى فهـم عميـق يسـاعد في تحديـد الآليـات الممكـن اسـتخدامها في الوقايـة مـن‬

‫هـذه الأسـباب مسـتقبلا‪.‬‬
‫▪ فهم العوامل التي تؤدي إلى تصعيد العنف والنزاع وزيادة حدته ومن ثم انتقاله من مستوى العنف الكامن إلى العنف الظاهر‪.‬‬
‫▪ تحديـد العناصـر الـي يمكـن أن تسـاهم في تخفيـف حـدة العنـف أو تهدئتـه تمهيـدا لإيجـاد القنـوات المناسـبة لإيقافـه نهائيـا والعمـل عـى تـافي حدوثـه‬

‫مستقبلا ‪.‬‬
‫▪ فهم أساليب حل النزاعات خاصة السلمية منها والتي لا تلجأ إلى العنف‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪3‬‬
‫التعامل مع النزاع‬
‫‪40‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪.1.3‬حل النزاعات البناء‬

‫‪ .1.1.3‬وضع استراتيجيا لمعالجة النزاع‬
‫منازعـات المجتمـع هـي تلـك الـي لا يكـون الفـرد هـو الطـرف الأساسـي فيهـا وإنمـا تكـون مجموعـة مـا هـي الطـرف الأساسـي‪ .‬وبالطبـع فـإن الأفـراد يلعبـون‬
‫أدوارا هامـة في هـذه النزاعـات ولكـن بوصفهـم أعضـاء في المجموعـة‪ .‬وفي مجـال دراسـات السـام والـزاع نفـرق بيـن هـذا النـوع مـن النزاعـات وبيـن النزاعـات‬
‫الدوليـة‪ .‬هـذا النـوع الأخـر تكـون أطرافـه الأساسـية هـي الـدول أو المنظمـات الدوليـة بينمـا تقـع نزاعـات المجتمـع بيـن مجموعـات تمثـل مصالـح معينـة أو‬

‫هويـات أو معتقـدات محـددة‪.‬‬
‫وأهـم مـا تتصـف بـه نزاعـات المجتمـع هـو أنهـا تخضـع بصـورة كبـرة لفعاليـات تتعلـق بسـلوك الجماعـة في الـزاع‪ .‬وهـذه الفعاليـات ذات أثـر سـيئ عـى سـر‬

‫الـزاع إذ أن هنـاك تسـرع لسـوء الفهـم والتشـدد في الموقـف ممـا يسـاعد الزعمـاء المتطرفيـن في أن يلعبـوا دورا هامـا في إشـعال تلـك النزاعـات‪.‬‬
‫‪ .2.1.3‬متاهة النزاع الذي لا تتم إدارته‬
‫◦ ظهور المشكلة‬
‫◦ تكون الانحيازات‬
‫◦ تصلب المواقف‬
‫◦ انقطاع الاتصال‬
‫◦ الموارد تصبح ملزمة‬
‫◦ ال ّناع يخرج من محيط الجماعة‬
‫◦ تشوه القدرة على الفهم‬
‫◦ ظهور الإحساس بالأزمة‬
‫◦ اختلاف النتائج‬

‫‪41‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ .3.1.3‬تطوير برنامج فعال لإدارة النزاع ‪ :‬عشرة مبادئ‬

‫◦ النزاعات هي خليط من الوسائل و العلاقات و المضمون‬
‫◦ لكي تجد حلا جيدا‪ ،‬عليك أن تفهم المشكلة‬

‫◦ تريث في التخطيط لاستراتيجيتك و تابعها للنهاية‬
‫◦ يتطلب التقدم تجاه إدارة النزاع علاقة عملية إيجابية‬

‫◦ التفاوض يبدأ بتعريف بناء للمشكلة‬
‫◦ يجب على الأطراف أن تشترك في تصميم الأسلوب و الحل‬

‫◦ الحلول الدائمة تبنى على المصالح لا على المواقف‬
‫◦ يجب أن يكون الأسلوب مرنا‬

‫◦ عليك التفكير في الخطأ الذي قد يحدث‬
‫◦ لا تؤذي الآخرين‬

‫‪ .4.1.3‬الإنذار المبكر‬
‫الإنذار المبكر هو جمع وتحليل المعلومات عن الحالات الفعلية أو المحتملة لل ّناع من أجل اتخاذ الترتيبات اللازمة لكي لا ينزلق ال ّناع إلى العنف‪.‬‬

‫أه ّم ّية الإنذار المبكر‪:‬‬
‫◦ التقييم والتنبؤ بالاتجاهات والسيناريوهات المحتملة‬

‫◦ المساهمة في تحليل متوازن للوضع‬
‫◦ تفسير نتائج ال ّتحليل من أجل رسم الخيارات والاستراتيجيات‬

‫◦ تحديد استراتيجيات وفرص السلام و ال ّتماسك الجتماعي‬
‫◦ تعبئة الموارد وتطوير قدرات الفاعلين المحليين في رفع مستوى الوعي بال ّناعات و الضغط على الأطراف السياسية الفاعلة في تطوير استجابات بناءة‬

‫‪ .3‬التعامل مع ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪42‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫و من الضروري الانتباه الى‪:‬‬
‫♦ قادة الرأي (المحلي)‬

‫♦ الأشخاص الذين هم ممثلين في مجتمعاتهم (رؤساء الاتحادات والجماعات وغيرها)‬
‫♦ السلطات (رئيس البلدية‪ ،‬الوالي‪ ،‬المعتمد‪ ،‬النائب‪ ،‬رؤساء المجالس الجهوية و المح ّلية‪ ،‬الخ)‬

‫♦ المنظمات‬
‫كما يعمل نظام الإنذار المب ّكر على تطوير قدرات المشاركين في كيفية كتابة تقرير الإنذار المبكر‪.‬‬

‫بعض من الأمثلة الإيجابية لنزاعات المجتمع‬

‫مسلمو رواندا و بوروندي‬
‫في عـام ‪ 1994‬اشـتعلت الحـرب الأهليـة بيـن جماعـي الهوتـو و التوتـي في روانـدا ثـم في بورونـدي‪ .‬وهاتـان الجماعتـان تمثـان تقريبـا‬
‫كل سـكان البلديـن‪ ،‬وقـد مـرت العلاقـات التاريخيـة بينهـم بمراحـل مـن التعايـش السـلمي وأخـرى شـهدت توتـرا وحروبـا‪ .‬وقـد كان للتواجـد‬
‫الاسـتعماري البلجيكـي أسـوء الأثـر عـى تـوازن العلاقـات بيـن الجماعتيـن إذ أصبحـت جماعـة التوتـي وهـي أقليـة تقـارب ‪ 20%‬هـي جماعـة‬
‫النخبـة بينمـا تهـاوى وضـع جماعـة الهوتـو إلى القـاع‪ .‬وكانـت حـرب ‪ 1994‬هـي الأخـرة في سلسـلة نزاعـات عنيفـة منـذ الخمسـينيات‪ .‬ومعظـم‬
‫التوتـي و الهوتـو يعتنقـون الديانـة المسـيحية أو ديانـات إفريقيـة‪ .‬وهنـاك أقليـة مـن الجماعتيـن تعتنـق الإسـام‪ .‬وقـد اثبتـت إحـدى الدراسـات‬
‫الميدانيـة الـي قـام بهـا الباحـث عمـرو عبـد الله‪ 8‬في الفـرة بيـن عـامي ‪ 1999‬إلى ‪ 2002‬أن مسـلمي البلديـن رغـم انتمائهـم لجماعـات الهوتـو و‬
‫التوتـي كانـوا قـد رفضـوا الاشـراك في الحـرب الأهليـة لإيمانهـم أن الاقتتـال لأسـباب عرقيـة يتنـافى مـع مبـادئ الإسـام‪ .‬بـل أن الكثـر منهـم‬
‫قـام بـأدوار فعالـة وشـهد لهـا الكثـرون لحفـظ السـام وحمايـة الأرواح وحـى الآن يكـن لهـم المجتمـع والدولـة في البلديـن الكثـر مـن العرفـان‬

‫لدورهـم السـلمي الـذي يعتـر لديهـم نموذجـا للتعايـش السـلمي بيـن الهوتـو و التوتـي‪.‬‬

‫‪ 8‬عبدالله‪ ،‬عمرو خيري‪ .200 .‬حل النزاعات‪ .‬معهد درسات السلام‪ -‬الإسكندرية‪ ،‬مصر وجامعة السلام التابعة للأمم المتحدة‪ -‬كوستاريكا‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫حل صراع قبلي في ليبريا‬
‫شـهدت ليبريـا حربـا أهليـة طـوال التسـعينات مـن القـرن الماضـي وفي إحـدى مراحـل الـزاع وبعـد أن اسـتتب الأمـن لفـرة عـاد العنـف الدمـوي‬
‫في الشـمال بيـن قبيلـي اللورمـا و الماندينجـو ممـا أدى إلى مقتـل عـدد مـن الأفـراد وإصابـة آخريـن وتدمـر ممتلـكات في عـام ‪ .1998‬ولذلـك‬
‫أوفـدت الحكومـة وفـدا يشـمل وزيـر الدولـة وكبـار المسـؤولين‪ .‬وقـد أوضـح الوزيـر لممثـي الجماعتيـن المتحاربتيـن أنـه وأعضـاء الوفـد قـد قدمـوا‬
‫بوصفهـم أعضـاء في المجتمـع وليـس كوفـد حكـومي رسـمي‪ .‬ثـم اتبعـوا أسـلوبا تقليديـا لحـل الـزاع بـدأ بحضـور عـدد معيـن مـن ممثـي كل‬
‫جماعـة‪ .‬وحيـث أن الجماعتـان تشـارك أحدهمـا الأخـرى في تاريـخ طويـل مـيء بالتعايـش السـلمي والإيجـابي وعلاقـات الـزاوج فـإن الوزيـر طلـب‬
‫مـن ممثـي الجماعتيـن أن يسـردوا تاريخهـم المشـرك عـر ‪ 300‬سـنة وأن يـرزوا المواقـف الـي تكاثفـت فيها الجماعتان والـي لا يزالوا يحكونها‬
‫جيـا بعـد جيـل‪ ،‬وعندمـا قـام قـادة الجماعتيـن بسـرد وتذكـر هـذا التاريـخ واجههـم الوزيـر بالسـؤال "فهـل أنتـم مسـتعدون لتكونـوا الجيـل الـذي‬
‫دمـر تاريخـا مـن التعـاون والـود عـى مـدار ‪ 300‬سـنة؟" هـذا السـؤال أضـاف عنصـر المسـؤولية التاريخيـة للـزاع ووضـع قـادة الجماعتيـن أمـام هـذه‬
‫المسـؤولية‪ .‬بالطبـع أدرك القـادة مسـؤوليتهم وكانـت هـذه بدايـة نقـاش موضوعـي لأسـباب التوتـر الـذي حـدث مؤجـرا وتحديـد مسـؤوليات عـن‬

‫القتـل والإصابـة والدمـار‪ .‬ثـم اتفـق الطـراف عـى تعويضـات مناسـبة وأنهـوا الجلسـة باحتفـال حضـره الجميـع لتكريـس المصالحـة‪.‬‬

‫الأسلوب العشائري (الجاهات والعطوات) لحل النزاعات في المجتمع الأردني‬
‫تشـكل العشـرة أو القبيلـة في المجتمـع الأردني وحـدة البنـاء الأساسـية الـي يرتكـز عليهـا الأفـراد في تعريفهـم لهوياتهـم حيـث يعتـر‬
‫الانتمـاء إلى العشـرة مـن الأمـور الأساسـية الـي يعـز ويفتخـر بهـا الكثـرون لا سـيما أنهـا تشـكل وحـدة الترابـط والتماسـك الاجتماعـي لهـم‪.‬‬
‫وتلعـب العشـائر في المجتمـع الأردني أدوارا مهمـة خاصـة فيمـا يتعلـق بتنظيـم علاقـات الأفـراد ببعضهـم بعضـا أو في المناسـبات الاجتماعيـة‬
‫المختلفـة كالـزواج والوفـاة وغيرهـا‪ ...‬كمـا تـؤدي العشـرة دورا رئيسـيا في حـل الكثـر مـن المنازعـات الـي تنشـأ بيـن الأفـراد وهـي بذلـك تعتـر‬

‫عنصـرا فاعـا لتحقيـق الأمـن الاجتماعـي بيـن النـاس‪.‬‬

‫‪ .3‬التعامل مع ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪44‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫وعندمـا نتحـدث عـن أسـلوب الجاهـات والعطـوات في حـل المنازعـات الحاصلـة بيـن أفـراد المجتمـع مـن المهـم التأكيـد عـى أن الارتبـاط‬
‫الاجتماعـي بالجاهـات والعطـوات يعتـر أمـرا تاريخيـا يـكاد ينتشـر في بـاد الشـام عامـة لكنـه يـرز أكـر شـيوعا وانتشـارا في كل مـن الأردن‬
‫وفلسـطين ويمتـد حـى يصـل إلى الامتـداد العشـائري لبـدو صحـراء سـيناء وباديـة الشـام عـى العمـوم‪ ،‬ولكنـه متواجـد بقـوة أيضـا في‬

‫الأريـاف والمـدن في هـذه المناطـق‪.‬‬
‫وقـد بـرزت أهميـة الجهـات العشـائرية في ظـل غيـاب القانـون الـذي ينظـم العلاقـة بيـن الأفـراد قبـل نشـوء المجتمـع المـدني والنظـام القضائي‬
‫بشـكله الموجـود حاليـا رغـم أنـه لـم يكـن مكتوبـا أو منصوصـا عليـه بشـكل واضـح ولكنـه كان متـداولا ومحفوظـا ولـه رجالـه الذيـن يقومـون‬
‫بالعمـل بـه وهـم مـن كانـوا يعرفـون في ذلـك الوقـت بالشـيوخ أو القضـاة العشـائريين‪ .‬وكانـت النـاس ترتحـل إليهـم لمسـافات طويلـة تتعـدى‬

‫حـدود الجغرافيـا القبليـة بسـبب سـمعتهم الطيبـة ونزاهتهـم وصـواب أحكامهـم‪.‬‬
‫إذا فقـد كانـت الجهـات جـزءا مـن النسـيج والعقـد الاجتماعـي للمجتمـع لسـنوات طويلـة لعبـت خلالهـا دور رجـال الأمـن والقضـاة وأحيانـا‬
‫السـجانين حيـث كانـت مهمتهـم الرئيسـة تقـوم عـى أسـاس إصـاح ذات البيـن بيـن النـاس ورد المظالـم إلى أصحابهـا وتنظيـم العلاقـات‬

‫الاجتماعيـة والعشـائرية والحفـاظ عـى المجتمـع سـليما معـافى‪.‬‬
‫"ويتمتـع الرجـال الذيـن يقومـون عـى هـذا العمـل بالسـمعة الطيبـة والتقديـر الكبـر مـن المجتمـع حيـث نجـد أنهـم يمثلـون مناطـق الأردن‬
‫جميع ـا وينتش ـرون في البادي ـة والأري ـاف والمخيم ـات والأحي ـاء والح ـارات والعش ـائر بنطاقه ـا الع ـام‪ ،‬والأس ـر بمكوناته ـا الأصغ ـر وأفراده ـا الأق ـل‪.‬‬
‫ويتواصـل هـؤلاء الأشـخاص فيمـا بينهـم بطريقتهـم الخاصـة ويتداخلـون مـع بعضهـم البعـض بطـرق ووسـائل خاصـة وكأنهـم تنظيـم قائـم‬
‫عـى أسـس مكتوبـة تحكمهـا نصـوص محكمـة الترابـط هـي مـا نسـميه العـرف الاجتماعـي أو العـادات والتقاليـد والـذي عملـت الدولـة عـى‬
‫تشـجيعه لعلمهـا بقدرتـه عـى رفـد القانـون بقـوة إلـزام يفتقـد إليهـا القانـون نفسـه في الأمـور الاجتماعيـة‪ .‬حيـث يؤطـر العـرف الاجتماعـي‬

‫العلاقـات بيـن الأفـراد وينظمهـا ويحافـظ عليهـا لمـا يتمتـع بـه القائمـون عليـه مـن تأثـر واضـح في نطاقهـم الجغـرافي والاجتماعـي‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ .5.1.3‬ملخص حل ال ّناعات الب ّناء‬

‫‪ - 1‬تشكل ال ّناعات جزءا طبيعيا من حياة الأشخاص‪.‬‬
‫‪ - 2‬يمكن أن يكون ال ّناع عاملا ب ّناء (إيجابيا) أو مد ّمرا (سلبيا) بالنسبة للأشخاص المشاركين والمعنيين به‪.‬‬
‫‪ - 3‬مـن الممكـن أن يكـون الـ ّزاع مصـدرا للتغيـر‪ ،‬إنـه يعيـق الركـود‪ ،‬ويح ّفـز عـى الاهتمـام بالمشـاكل وحلهـا‪ ،‬إنـه يتحقـق مـن العلاقـات ويعيـد التأكيـد عليهـا‪،‬‬

‫كمـا يشـ ّكل النظـام الاجتماعـي‪ ،‬ويخفـف مـن التوتـر‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ - 4‬التواصل شرط حيوي ولكنه ليس الوحيد لحل ال ّناع‪.‬‬
‫‪ - 5‬قد تشمل العوامل التي لها تأثيرها على عملية حل ال ّناع‪:‬‬
‫أ‪ -‬شخصية الأطراف المعنية بال ّناع بالإضافة إلى قيمهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬العلاقات المتبادلة السابقة للأطراف المعنية‪.‬‬
‫ت‪ -‬نوع ال ّناع‪.‬‬

‫ث‪ -‬البيئة الاجتماعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬وجود أشخاص مهتمين يحسنون الإصغاء‪.‬‬

‫ح‪ -‬استراتيجيات كلا الطرفين‪.‬‬
‫خ‪ -‬النتائج المتوقعة لحل ال ّناع (التعويض الإيجابي أو العقاب السلبي)‪.‬‬

‫د‪ -‬الخشية من المخاطرة‪.‬‬
‫‪ - 6‬يستند الحل الناجح لل ّناع إلى تعظيم المنافع المشتركة‪.‬‬
‫‪ - 7‬تستند مواقف ال ّناع إلى المحتويات الواقعية (العناصر الموضوعية) بالإضافة إلى المدخلات الذاتية والعاطفية من الأطراف المعنية‪.‬‬
‫‪ - 8‬الخوف‪ ،‬الإحباط‪ ،‬الخسارة‪ ،‬والتصور المك ّثف لل ّناع ليس بالأمور التي يمكن تجنبها عند حل نزاع فعلي‪ ،‬على العكس – إنها تدعم العنصر الذاتي لل ّناع‪.‬‬
‫‪ - 9‬كلما كانت العلاقات بين الأطراف المعنية في ال ّناع أكثر قربا من بعضها البعض‪ ،‬يمكن لل ّناع أن يصبح أكثر ش ّدة‪.‬‬
‫‪ - 10‬ال ّناعات لا بد وأن تكون حاضرة في العلاقات القائمة على العواطف‪.‬‬

‫‪ .3‬التعامل مع ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪46‬‬

‫الحوار كوسيلة لتفادي العنف و دعم الحلول السلمية‬

‫‪ - 11‬غياب ال ّناع المفتوح ليس بالبرهان الصادق على القوة واستقرار العلاقة‪.‬‬
‫‪ - 12‬ال ّناع مع "المجموعات الخارجية" يميل لأن يدعم وحدة المجموعة الداخلية‪.‬‬
‫‪ - 13‬ال ّناعات القائمة على الأفكار المجردة تصبح أكثر صعوبة للحل مقارنة بالنزاعات بناء على مشاكل محددة‪.‬‬
‫‪ - 14‬ال ّناعات المو ّجهة ضد قيم مجموعة ما وأخلاقياتها تميل لأن تصبح أكثر راديكالية وصعوبة على الحل‪.‬‬
‫‪ - 15‬نزاع الأطراف المتساوية أصعب من حيث الحل مقارنة بال ّناعات بين الأطراف التي تمتلك مرتبة مختلفة من القوة‪.‬‬
‫‪ - 16‬ال ّناع الذي يستثيره الخوف (أو الترهيب) أصعب من حيث الحل مقارنة بال ّناع الناشئ عن الرغبات والمطالب‪.‬‬
‫‪ - 17‬كلما كان ال ّناع أكثر كثافة‪ ،‬ق ّلت احتمالات تعاون الأطراف في التوصل إلى حل له‪.‬‬
‫‪ - 18‬ال ّناعات التي تشكل خطرا على احترام الذات أكثر صعوبة من حيث الحل مقارنة بتلك التي لا تشكل مثل هذا الخطر‪.‬‬
‫‪ - 19‬ال ّناع الذي يحل باستخدام الق ّوة وعدم احترام الاحتياجات المح ّفزة سوف يواصل تطويره بشكل تحولي أو يعود إلى الظهور من جديد عندما تق ّل القوة‪.‬‬
‫‪ - 20‬من أجل حل رابح – رابح لل ّناع ‪ ،‬يجب على كل طرف أن يثق بالآخر وبأنه يسعى إلى تحقيق المصالح المتبادلة‪.‬‬
‫‪ - 21‬الاتجـاه الـذي يتطـور فيـه الـ ّزاع (إيجابيـا أو سـلبيا) لا يتأثـر بالعوامـل الخارجيـة لكـن بالأطـراف ذاتهـا وبقيمهـم‪ .‬حـى أن أحـد الأطـراف يمكنـه أن يؤثـر‬

‫في الاتجـاه الـذي يتطـور بـه الـ ّزاع‪.‬‬

‫مـن المهـم القـول بـأن فهـم أسـباب الـزاع ومحيطـه وتفهـم العوامـل الـي تـؤدي إلى تصعيـد أو توتـر الـزاع يقصـد منهـا أن نحـدد كيفيـة التدخـل لتسـوية الـزاع‪،‬‬
‫عـى سـبيل المثـال لـو أن نزاعـا يشـهد حالـة توتـر شـديدة يسـود فيهـا العنـف المتبـادل الناتـج عـن تاريـخ يشـوبه عـدم الثقـة بيـن جماعتيـن عرقيتيـن‪ ،‬ومن المعـروف أن‬
‫الطرفيـن يدينـان بالاحـرام للرمـوز الدينيـة في المجتمـع‪ ،‬فـإن التدخـل المناسـب في هـذه المرحلـة قـد يتـم عـن طريـق الرمـوز الدينيـة بغـرض تهدئـة الـزاع أو تخفيـض‬

‫درجـة العنـف‪ .‬ويتلـو ذلـك اتخـاذ خطـوات مرحليـة لبنـاء الثقـة بيـن الطرفيـن حـى يمكـن لهـم مناقشـة أسـباب اشـتعال الـزاع وكيفيـة إيجـاد وسـائل فعالـة لحلـه‪.‬‬
‫وقـد يتبـع ذلـك اتخـاذ خطـوات طويلـة الأجـل عـى سـبيل المثـال مـن خـال برامـج تعليميـة واسـتخدام وسـائل الإعـام لمسـاعدة جماهـر الجماعتيـن العرقيتيـن‬

‫للتغلـب عـى المفاهيـم العدوانيـة الـي سـادت بينهمـا عـر التاريـخ بغـرض إصـاح الـزاع‪.‬‬
‫إن المثل السـابق يشـر إلى أن التدخل في النزاع يختلف تبعا للغرض المراد تحقيقه‪ .‬كما أن نوعية التدخل في النزاع تختلف تبعا للوضع الذي يكون النزاع عليه في‬
‫مرحلـة محـددة‪ .‬بالإضافـة إلى ذلـك فـإن مصداقيـة وشـرعية الطـرف الثالـث الـذي يتدخل لتسـوية النزاع هي بدورها من العناصر الأساسـية في فهم التدخـل في النزاع‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫دليل مب ّسط في تقنيات الحوار و بناء ال ّتوافق‬

‫‪ .2.3‬التدخل لتسوية النزاع‬

‫‪ .1.2.3‬متى يتم التعامل مع النزاع؟‬
‫هل من الجيد الانتظار حتى يتفاقم النزاع ليتم التعامل معه أم أنه يجب التحرك قبل أن يتفاقم إلى مراحل أكثر تعقيدا للتعامل معه ؟‬

‫يفضل أن يتم التعامل مع النزاع مهما كان بسيطا في مرحلة مبكرة‪ ،‬فمن عيوب عدم التعامل مع النزاع مبكرا أنه قد يؤدي إلى ‪:‬‬
‫• تفاقمه وانتشاره بين آخرين‪.‬‬

‫• تشتيت قدرات المجتمع الأفراد‪.‬‬
‫• انخفاض الانتاجية نتيجة لسوء توجيه الطاقات والقدرات‪.‬‬
‫لذا فإنه يمكن توجيه بعض النصائح المتعلقة بحل مواقف الخلاف وهي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عالج الخلاف مبكرا لتجنب تفاقمه‪.‬‬
‫‪ - 2‬افهم أبعاده وخطط للتعامل معه‪.‬‬
‫‪ - 3‬تجنب طرح وجهة نظرك قبل فهم الصورة كاملة‪.‬‬
‫‪ - 4‬حاول تجنب ردود الأفعال الفطرية الخالية من التفكير‪.‬‬

‫‪ - 5‬احتفظ بجرأتك وحزمك‪.‬‬
‫‪ - 6‬لا تأخذ الأمر بشكل شخصي‪.‬‬

‫‪ - 7‬لا تتجاهل الخلاف‪.‬‬
‫‪ - 8‬لا تقابل الغضب بالغضب‪.‬‬
‫‪ - 9‬لا تتخذ إجراءات دون تقدير وفهم الخلاف‪.‬‬

‫‪ - 10‬لا تهرب‪.‬‬
‫‪ - 11‬لا تعالج الخلاف على الملأ‪.‬‬

‫‪ .3‬التعامل مع ال ّنزاع‬ ‫ ‬ ‫‪48‬‬


Click to View FlipBook Version